You are on page 1of 3

‫مقدمة ‪:‬‬

‫إن بق اء أي مؤسس ة يتوق ف على وج ود موارده ا المادي ة والبش رية خاص ة الم وارد‬
‫البشرية لكونها العنص ر المح رك لنش اط المؤسس ة‪ ،‬إذ تح وز ‪ -‬الم وارد البش رية ‪ -‬على‬
‫اهتم ام كب ير في المؤسس ة من خالل تخـــــــصيص ف رع أو ج انب من ه ذه األخ يرة إلدارة‬
‫ه ذه الم وارد ال تي تعت بر ج زءا هام ا من اإلدارة العام ة‪ ،‬إذ تق وم ب إجراءات مختلف ة‬
‫(سياس ات ‪ ،‬من اهج ‪ ،‬ب رامج ‪ ).......‬تنظم من خالله ا العم ل البش ري داخ ل المؤسس ة‬
‫لتحقيق أهدافها بطريقة عامة‪.‬‬

‫ولكون اإلنسان اجتماعي بطبعه أص بح حالي ا من الص عب تص ّو ر أي ف رد دون مجتم ع أو‬


‫مؤسسة تعيش في عزل ة بعي دة عن اآلخ رين خاص ة من ذ حل ول الق رن الواح د والعش رين‬
‫الذي يعتبر عصر االتصاالت‪.‬‬

‫وباعتبار الموارد البشرية هي العنصر األهم والم ادة الخ ام في المؤسس ة ف إن نج اح ه ذه‬
‫األخ يرة يتوق ف على كف اءة ه ذه الم ادة ‪ ،‬والتع اون الق ائم بين عناص رها له ذا عليه ا أن‬
‫تتعامل م ع بعض ها في إط ار متناس ق ومنظــــم لخل ق مج ال للتع اون والتفاع ل االجتم اعي‬
‫لمساهمة الفعالة لذلك في تسهيل سير العمل‪.‬‬

‫ونظ را للتط ور التكنول وجي والتق دم العلمي ال ذي مس جمي ع المج االت خاص ة ج انب‬
‫االتصال ‪ ،‬أصبحت لهذا األخير أهمية كبيرة في تطوير المجتمعات والمؤسسات‪ ،‬إذ تسعى‬
‫إلى خلق عالقات وتعامالت بين األفراد وجعلهم على دراية بم ا يج ري ح ولهم من أح داث‬
‫ووقائع ‪ ،‬إضافة إلى إخراجهم من نطاق العزلة خاصة بعد ظهور االنترنيت‬

‫أما بالنسبة لالتصال في المؤسسات فه و ي ؤثر بق وة على الم وارد البش رية إذ أن ح التهم‬
‫المعنوية ومردوديــــــة عملهم ‪ ،‬وكذا استعمال الوسائل وأشكال االتصال تتوقف على م دى‬
‫فعالية وكفاءته‪ ،‬حيث أنه يتم من خالله استعمال عدة وسائل وأشكال‪.‬‬
‫ونظ را لك ثرة نزاع ات االتص ال وتفش ي الخالف ات بين الم وظفين في المؤسس ات ظه رت‬
‫ع دة إج راءات تنظيمي ة تخ ذتها ه ذه المؤسس ات لمعاقب ة الم وظفين والح د من ه ذه‬
‫النزاعات التي تسبب تراجع في نسبة أداء الخدمات واعاقة سير العمل‪.‬‬

‫ولق د اث ر س لبا على االقتص اد الوط ني وس بب نقص ا في المنتج ات والخ دمات‪ ،‬وجعلهم‬
‫يعيدون النظر في إدارة مؤسساتهم لتجنب هذه األشكال‪.‬‬

‫وإ ذا اعتبرن ا أن العنص ر البش ري أهم العناص ر اإلنتاجي ة فق د رحب بعناي ة كب يرة قص د‬
‫تحديد مدى كفاءته في نجاز الوظائف استنادا إلى جملة معايير تقييمية من شأنها الكشف‬
‫عن مواطن النقص في األداء ‪ ،‬األم ر ال ذي ي دفع ب المنظم على ض رورة اعتم اد سياس ات‬
‫تفي باحتياجات األفراد و تؤهلهم لممارسة وظ ائف على أس س علمي ة‪ ،‬ت ؤول إلى تحقي ق‬
‫أكبر قدر من العمل بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫واخترن ا بلدي ة خميس مليان ة كمك ان للدراس ة ألنه ا تس اعدنا في إج راء ه ذا الموض وع‬
‫لكونه مؤسسة عمومية مخدماتي بالدرج ة األولى وترك ز على االتص ال في عمله ا داخلي ا‬
‫وخارجي ا إذ أنه ا تحت اج للمعلوم ات من أج ل القي ام بنش اطها ‪ ،‬إض افة أن ه يجب عليه ا‬
‫توف ير الوس ائل الض رورية لتمكين أفراده ا من االتص ال يم بينهم وم ع الزب ائن بط رق‬
‫فعالة‪.‬‬

‫وتكمن الغاي ة من إج راء ه ذا البحث في معرف ة االتص ال الرس مي في المؤسس ات وب أي‬


‫وسائل يتم ذلك وهذا ما دفعنا إلى طرح التساؤالت التالية‪:‬‬

‫• ما مدى تأثير وفعالية االتصال الرسمي في المؤسسة العمومية؟‬

‫ما هو الدور الذي يقوم به االتصال الرسمي في المؤسسة العمومية؟‬

‫هل وسائل االتصال الرسمي كافية إليصال المعلومات في المؤسسة العمومية؟‬


‫ولإلجاب ة عن ه ذه التس اؤالت أتبعن ا منهجي ة البحث التحليلي من خالل جم ع المعلوم ات‬
‫النظري ة والتطبيقي ة ح ول لموض وع‪ ،‬وتحلي ل المعطي ات وق د احت وي ه ذا البحث على‬
‫جانبين نظري وتطبيقي كما تم تقسيمه إلى أربعة صول حيث يتم التطرق‪:‬‬

‫في الفصل التمهيدي من الج انب النظ ري إلى م دخل إدارة الم وارد البش رية ‪ ،‬بمفهومه ا‪،‬‬
‫ومراحل نشأتها إضافة إلى أهدافها ومهامها‬

‫أما الفصل الثاني فتناول مدخل االتصال بمفهومه ‪ ،‬أهميت ه ‪ ،‬وس ائله ومعوق ات االتص ال‪.‬‬
‫بينم ا اش تمل الفص ل الث الث على دور االتص ال الرس مي وفعاليت ه وت أثيره على الم وارد‬
‫البشرية في‬

‫المؤسسة‪.‬‬

‫بالنسبة للفصل الرابع الذي يمثل الجانب التطبيقي تم القيام في ه بدراس ة ميداني ة لالتص ال‬
‫الرسمي معتدين على أدوات بحث متمثلة في االستبيان والمقابلة في بلدي ة خميس مليان ة‬
‫‪.‬‬

You might also like