You are on page 1of 19

‫المجلة الدولية لالتصال االجتماعي‬

‫اﻟﻌدد‪ / 4‬اﻟﻤﺠﻠد‪ ،)0202( 7 :‬ص ص‪021 -202 .‬‬ ‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم‬
‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫‪EISSN: 2710-8139‬‬

‫االتصال الداخلي وتطوير المؤسسات الجامعية‬

‫‪Internal communication and development of University institutions‬‬

‫‪ ‬وسام محمد أحمد نصر‬


‫كلية اإلعالم وتكنولوجيا االتصال‪ /‬جامعة السويس ‪( ،‬مصر ) ‪wessam_nasr2007@ yahoo.com،‬‬

‫تاريخ النشر‪0202/7/03 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0202/4/02 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪0202/4/31 :‬‬

‫ملخص‬
‫الملخص‬
‫يساعد االتصال الداخلي في المؤسسات الجامعية على تنمية وتقوية العالقات االجتماعية والتنظيمية‪ ،‬وتقوية روح‬
‫الجماعة‪ ،‬مما ينعكس باإليجاب على الكفاية االنتاجية والتنظيم ويبعث روح التجديد والديناميكية‪ ،‬ويساهم في توحيد األهداف‬
‫وتقوية الوالء واالنتماء للمؤسسة‪ ،‬ويلغي كل األحاسيس السلبية كاالستياء‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والتوتر والصراع‪.‬‬
‫وسوف تستعرض هذه الورقة مفهوم االتصال الداخلي في المؤسسات الجامعية‪ ،‬وأشكاله‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬ووظائفه‪،‬‬
‫واستراتيجياته‪ ،‬والعوامل المؤثرة في أدائه‪ ،‬والمعوقات التي تعتريه ‪ .‬وسيتم التطرق إلى مدى تأثير تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصال على أدوار ووظائف االتصال الداخلي في المؤسسات الجامعية وانتقال وتداول المعلومات فيها ‪ .‬كما سيتم تناول دور‬
‫االتصال الداخلي في المؤسسات الجامعية في تحفيز العاملين‪ ،‬وتحقيق الرضا الوظيفي‪ ،‬وتحسين األداء الوظيفي‪ ،‬وكذلك مدى‬
‫فاعليته في اتخاذ قرارات رشيدة في ظل ما يحققه من انسيابية في المعلومات والبيانات‪.‬‬
‫وتم التوصل إلى إن االتصال داخل المؤسسة الجامعية ) االتصال التنظيمي( يسهم بفاعلية في تبادل المعلومات واآلراء‬
‫و التأثير في المواقف واالتجاهات والعالقات ‪ ،‬وفي حل مشاكل التنسيق والتخطيط والعالقات اإلنسانية والتنفيذ والمراقبة‪ ،‬إلى‬
‫جانب تنمية الموارد البشرية للمؤسسة‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ :‬االتصال الجامعي – المؤسسات الجامعية ‪ -‬تكنولوجيا المعلومات – الرضا الوظيفي‬
‫‪Abstract‬‬

‫‪Internal communication in university institutions helps to develop and strengthen social and organizational‬‬
‫‪relations, and to strengthen the spirit of the group, which reflects positively on productive and‬‬
‫‪organizational efficiency and sends a spirit of renewal and dynamism, and contributes to unifying goals and‬‬
‫‪strengthening loyalty and belonging to the institution, and eliminates all negative feelings such as‬‬
‫‪resentment, frustration, tension and conflict.‬‬
‫‪This article will review the concept of internal communication in university institutions, its forms, types,‬‬
‫‪functions, strategies, factors affecting its performance, and the obstacles it faces. The extent of the impact‬‬
‫‪of information and communication technology on the roles and functions of internal communication in‬‬
‫‪university institutions and the transmission and exchange of information in them will be discussed. The‬‬
‫‪article also examines the role of internal communication in university institutions in motivating employees,‬‬
‫‪achieving job satisfaction, and improving job performance, as well as the extent of its effectiveness in‬‬
‫‪making rational decisions in light of the smooth flow of information and data.‬‬

‫‪Keywords: University communication - University institutions - information technology - job satisfaction.‬‬

‫( ‪ ) ‬المؤلف المرسل ‪ :‬وسام محمد أحمد نصر ‪ ،‬االيميل‪wessam_nasr2007@yahoo.com :‬‬


‫‪102‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬

‫حظي االتصال الداخلي باهتمام كبری من قبل الباحثنی والعاملنی باجملال اإلداري خاصة القیادينی منهم‪ ،‬إ ذ يعد االتصال‬
‫الشريان الرئیس ألي منظمة‪ ،‬حیث ال ميكنها حتقیق أهدافها دون وجود شبكة اتصاالت إدارية خاصة هبا‪ ،‬متكنها من تنسیق‬
‫األعمال والنشاطات بداخلها‪ ،‬أويضا نشر وتوزيع خمتلف املعلومات والبیانات‪ ،‬فاالتصال الداخلي عملیة تفاعلیة تساهم يف‬
‫تكوين صورة جیدة عن املؤسسة‪.‬‬
‫ويساعد االتصال الداخلي يف املؤسسات ومنها اجلامعیة على تنمیة وتقوية العالقات االجتماعیة والتنظیمیة‪ ،‬وتقوية روح‬
‫اجلماعة‪ ،‬مما ينعكس باإلجياب على الكفاية االنتاجیة والتنظیم ويبعث روح التجديد والدينامیكیة‪ ،‬ويساهم يف توحید األهداف‬
‫وتقوية الوالء واالنتماء للمؤسسة‪ ،‬ويلغي كل األحاسیس السلبیة كاالستیاء‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والتوتر والصراع‪.‬‬
‫ويف اآلونة األخریة‪ ،‬برز اهتمام كبری من قبل املؤسسات اجلامعیة لتطبیق االتصال بنوعیه الداخلي واخلارجي‪ ،‬حیث يكفل‬
‫االتصال الداخلي تزويد العاملنی باملعلومات الضرورية للقیام بأعماهلم‪ ،‬كما يكفل التنسیق واإلجناز والرضا عن األعمال‪،‬‬
‫باإلضافة إىل أنه يسهل انسیاب املعلومات بنی خمتلف اإلدارات‪ ،‬فاالتصال الداخلي يعد أحد أهم العناصر التنظیمیة لسری‬
‫النشاط الداخلي باملؤسسات اجلامعیة‪.‬‬
‫متارس اجلامعات املصرية أمناطا متنوعة من االتصال الداخلي لتسیری أعماهلا‪ ،‬وحتقیق أهدافها القصریة والطويلة املدى‪ ،‬إال إن‬
‫أمنا ط ممارسة االتصال الداخلي ختتلف بنی اجلامعات املصرية باختالف عوامل عدة منها؛ امللكیة‪ ،‬اإلمكانیات البشرية‪،‬‬
‫اإلمكانیات املادية والتكنولوجیة‪ ،‬أمناط القیادة السائدة‪ ،‬وغریها من العوامل‪ ،‬وهذا االختالف والتباين هو ما يدفع الباحثة‬
‫للتعرف على واقع االتصال الداخلي في المؤسسات الجامعية‬
‫وتأتي أهمية ذلك من‪:‬‬
‫‪ -‬الدور املهم الذي يساهم به االتصال الداخلي مبختلف أنواعه يف انسیاب املعلومات يف خمتلف االجتاهات مبا حيقق‬
‫أهداف وأنشطة املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫‪ -‬تُعد اجلامعة هي املرآة العاكسة اليت تعرب عن مدى تقدم الدول‪ ،‬كما أهنا العامل األساسي يف عملیة التنمیة ونشر‬
‫الوعي اجملتمعي واملعارف‪ ،‬حیث ال ميكنها حتقیق ذلك إال من خالل االعتماد على اسرتاتیجیة اتصالیة داخلیة فعالة‪.‬‬
‫‪ ‬قلة األحباث والدراسات اليت تناولت تقییم واقع االتصال الداخلي باجلامعات املصرية‪ ،‬ومد فاعلیته يف حتقیق األهداف‪.‬‬
‫وتهدف هذه الورقة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الكشف عن طبیعة وأمناط االتصال الداخلي السائدة بنی العاملنی باجلامعات‬
‫‪ ‬رصد الوظائف اليت يؤديها االتصال الداخلي باجلامعة‪ ،‬واألهداف اليت يسعى لتحقیقها‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على العوامل اليت تؤثر يف أداء االتصال الداخلي باجلامعة‪ ،‬واملعوقات اليت تعرتيه‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على مدى وطبیعة تأثری تكنولوجیا املعلومات واالتصال على أدوار ووظائف االتصال الداخلي يف اجلامعات‬
‫وانتقال وتداول املعلومات فیها‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫‪ ‬رصد دور االتصال الداخلي يف اجلامعة يف حتفیز العاملنی‪ ،‬وحتقیق الرضا الوظیفي‪ ،‬وحتسنی األداء الوظیفي‪ ،‬وكذلك‬
‫مدى فاعلیته يف اختاذ قرارات رشیدة‪.‬‬
‫‪ ‬اقرتاح أسالیب لتحسنی االتصال الداخلي باجلامعة‪.‬‬
‫ويتم االنطالق من عدد من التساؤالت‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬ما أنواع وأسالیب االتصال الداخلي السائدة يف املؤسسات اجلامعیة؟‬
‫‪ ‬ما دور االتصال الداخلي يف حتقیق أهداف املؤسسة‪ ،‬ودوره يف حتقیق الرضا الوظیفي بنی العاملنی؟‬
‫‪ ‬ما مدى رضا العاملنی باجلامعة عن أمناط االتصال السائدة بینهم؟ وما الصعوبات اليت تواجههم لتحقیق اتصال فعال؟‬
‫‪ ‬هل يساهم توافر املعلومات يف اختاذ قرارات رشیدة باجلامعة؟‬
‫‪ ‬ما طبیعة تأثری تكنولوجیا املعلومات واالتصال على أدوار ووظائف االتصال الداخلي؟‬
‫‪ ‬ما طرق وأسالیب حتسنی االتصال الداخلي من منظور العاملنی جبامعة القاهرة؟‬
‫‪ .2‬االتصال الداخلي بالجامعات‪:‬‬

‫تعد اجلامعة إحدى املؤسسات أو التنظیمات االجتماعیة اليت تسهم يف عملیة تنمیة اجملتمع بصفة عامة‪ ،‬وهلا وظائف متعددة‬
‫هي ‪:‬العملیة التعلیمیة‪ ،‬وزيادة املعرفة‪ ،‬وإجراء البحوث املتنوعة للمسامهة يف حل مشكالت اجملتمع احمللي الذي توجد فیه‪ ،‬وهي‬
‫نسق فرعي يرتبط بالتنظیمات واملؤسسات االجتماعیة األخرى‪.‬‬
‫وأصبحت اجلامعة الیوم تؤدي دورا مهما ومتزايدا السیما يف الدول املتقدمة اليت تتمیز بالتطور العلمي والتكنولوجیا‪ ،‬كما تقع‬
‫اجلامعة وسط اجملتمع وهي جزء منه‪ ،‬حیث تؤثر علیه ويتأثر هبا فهي مؤسسة مهمة لكل جمتمع حديث‪ .‬وتؤدي اجلامعة دورا‬
‫أساسیا يف عالقتها باحملیط االقتصادي بواسطة تزويد اجملتمع باأليدي العاملة واخلربات واملهارات الفنیة املهنیة واإلدارية والضرورية‬
‫لقیام تنمیة اقتصادية واجتماعیة‪ ،‬وكذلك القیام بالبحوث والدراسات اهلادفة إىل إجياد احللول املناسبة ملختلف الظواهر‬
‫واملشكالت اليت يعاين منها اجملتمع والعمل على وضع دراسات القیم والنظم واحلوافز املالئمة لتشجیع التقدم والتغیری الالزم ‪.‬‬
‫واجلامعات ال تنفرد بأداء تلك الوظائف اليت تساهم يف دفع التنمیة االقتصادية واالجتماعیة‪ ،‬بل تشرتك معها املؤسسات الوطنیة‬
‫ومراكز البحوث العامة واخلاصة‪ .‬وبذلك فاجلامعة متثل مؤسسة وحیدة من نوعها تتخللها دينامیكیة ثقافیة حتدد خصائص‬
‫ومیزات جمتمعنا‪ ،‬علیها التكیف مع الوضعیات واحلاالت اجلديدة‪ ،‬والعمل وفقا للقواعد اليت متلیها الساحة االجتماعیة ) بوقبرين‪،‬‬
‫بسمة‪(2016.‬‬
‫ويٌعد االتصال الداخلي على مستوى املؤسسة مبثابة اجلهاز العصيب لإلدارة‪ ،‬فمن خالله ترد مجیع املعلومات من خمتلف نقاط‬
‫اجلهاز اإلداري إىل اإلدارة العامة أو إىل مراكز صناعة القرار‪ ،‬ومن خالله تصدر التعلیمات والتوجیهات إىل مراكز التنفیذ‬
‫)الهاشمي‪.‬لوكيا ‪(2006‬‬
‫واتصال املؤسسة اجلامعیة )االتصال التنظیمي( هو عملیة هادفة لتبادل املعلومات واآلراء وللتأثری يف املواقف واالجتاهات‬
‫والعالقات‪ .‬ويرى باحثون مثل" كلود هیری "و"بورتز "و"بیتس" إمكانیة إسهام االتصال الداخلي يف املؤسسة )االتصال التنظیمي‬
‫(يف حل مشاكل التنسیق والتخطیط والعالقات اإلنسانیة والتنفیذ واملراقبة‪ ،‬إىل جانب تنمیة املوارد البشرية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫‪ 1.2‬أهمية االتصال الداخلي بالجامعات‪:‬‬


‫تبرز أهمية االتصال الداخلي للمؤسسة الجامعية في المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬اتخاذ القرارات‪ :‬حیث يلعب االتصال دورا هاما يف اختاذ القرارات‪ ،‬إذ عن طريقه ميكن تسهیل عملیة إيصال املعلومات‬
‫والبیانات الصحیحة اليت تأيت من اخلارج‪ ،‬واليت تساعد على اختیار أفضل البدائل للوصول ألرشد القرارات‪.‬‬
‫‪-‬التوجيه‪ :‬حیث ميكن للمدير أو املسئول باستخدام الوسائل املتاحة له أن حيدد للعاملنی أهداف املؤسسة واإلمكانات اليت‬
‫تضعها حتت تصرفهم ملساعدهتم على حتقیق هذه األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق‪ :‬حیث يقصد به التوفیق بنی األنشطة املختلفة يف املؤسسة اجلامعیة‪ ،‬وهذا يتم بوجود قنوات اتصال جیدة يف‬
‫املؤسسة‪) .‬جاد اهلل ‪.‬محمد)‬
‫‪ 2.2‬أهداف االتصال الداخلي بالجامعات‪:‬‬
‫وتتمثل أهداف االتصال الداخلي يف املؤسسة اجلامعیة يف‪:‬‬
‫‪-‬أهداف خاصة بالعاملنی باجلامعة‪ ،‬كخلق الرضا واالرتیاح بنی العاملنی‪ ،‬وزيادة التفاهم والثقة‪ ،‬واالرتقاء مبعنويات العاملنی من‬
‫خالل إشراكهم يف عملیة تسیری اإلدارة بإبداء آرائهم يف املواضیع املطروحة‪.‬‬
‫‪-‬أهداف خاصة بالقیادات اجلامعیة‪ ،‬وتدور يف جمملها حول متكنی القائد من التعرف على ما حيدث داخل املؤسسة اجلامعیة‪،‬‬
‫بصورة صادقة ملساعدته على اختاذ قرارات سلیمة‪ ،‬مما يسهل عملیة التوجیه واإلشراف والتأثری على العاملنی‪ ،‬وبالتايل حتقیق‬
‫التنسیق الكامل بنی أنشطة اإلدارة املختلفة داخل املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف خاصة باجلمهور) الطالب يف املقام األول( ‪ :‬وتتمثل يف توصیل حقیقة اجلهود اليت تبذهلا‪ ،‬وكذلك ترسیخ صورة‬
‫املؤسسة اجلامعیة يف ذهنه والنشاطات اليت تقوم هبا‪ ،‬وكذا طبیعة إنتاجها وخدماهتا من جهة‪ ،‬والتعرف على رأي اجلمهور فیها‪،‬‬
‫وكذلك مقرتحاته لتحسنی خدماهتا من جهة أخرى‪.‬‬
‫ممّا سبق نالحظ أ ّن لالتصال الداخلي أمهیة قصوى يف املؤسسة اجلامعیة‪ ،‬ذلك أنّه يسعى لتحقیق أهداف كبریة تنصب يف‬
‫جمملها يف حتسنی أداء املؤسسة وكذا خلق الرضا بنی مجیع األطراف‪ ،‬لذلك على املؤسسة اجلامعیة أن تتوخى احلذر أثناء تصمیم‬
‫براجمها االتصالیة مع األخذ بعنی االعتبار حتسنی االتصال وقنواته داخل املؤسسة‪.‬‬
‫واالتصال الداخلي يساهم يف الرفع من معنويات العامل‪ ،‬وحيسسه بأمهیة دوره يف املؤسسة ممّا من شأنه زيادة معدالت املشاركة‬
‫يف املؤسسات عن طريق إسهامهم يف املشروعات اليت تقوم هبا‪ ،‬كذلك زيادة انتمائهم إىل حمیط عملهم وحتسنی أدائهم‬
‫)نوار‪.‬صالح ‪. (2004‬‬
‫‪ 2.2‬وظائف االتصال الداخلي بالجامعات‪:‬‬
‫ويرى البعض أن هناك عدة وظائف تعكس األمهیة التنظیمیة واإلنسانیة والثقافیة واالقتصادية لالتصال التنظیمي داخل املؤسسات‬
‫اجلامعیة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪-‬العمل واإلنتاج ‪ :‬ال ميكن فصل االتصال التنظیمي أو املؤسسي الرمسي منه أو غری الرمسي يف املؤسسات اجلامعیة عن عملیة‬
‫العمل واإلنتاج‪ ،‬ذلك ألن عملیة االتصال هي اليت حتدد سری العملیة اإلنتاجیة من حیث اإلنتاج‪ ،‬والكم والنوعیة‪ ،‬كما حتدد‬
‫التوجیهات املرتبطة بالتنفیذ واألداء كتوجیه املالحظات والتنبیهات وحىت اإلنذارات بسبب التغیب واإلمهال والتهاون عن العمل‪،‬‬
‫وإبداء اإلعجاب أو اإلعالن عن مكافئة األداء اجلید للعمل وإرسال املذكرات أو عقد االجتماعات والندوات ملناقشة املشاكل‪،‬‬

‫‪105‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫ورفع مستوى األداء واإلنتاج وحتسنی النوعیة ‪ .‬وقد أوضحت حبوث كثریة مثل" هاوثون "مدى تأثری االتصال غری الرمسي الذي‬
‫ينتج عن التنظیم غری الرمسي جلماعات العمل يف تقننی العمل وتنفیذه ويف وضع معايری سلوكیة يعزز بعضها بأقوال وأخبار تأخذ‬
‫شكل الدعاية واإلشاعة‪ ،‬وبعضها يعزز مبا يسمى باالتصال الاللفظي باستعمال اإلشارات واإلمياءات والنظرات‪ ،‬وخمتلف‬
‫احلركات اليت تدل على معىن سلوكي اجتماعي معنی كالرضى واالمشئزاز واإلعجاب واالحتقار والقبول والرفض‪.‬‬
‫اإلبداع ‪ :‬وهو إنشاء ووضع أفكار وأمناط سلوكیة جديدة لتحسنی السلوك التنظیمي واإلداري يف اجلامعة‪ ،‬وتطوير املؤسسة‬
‫اجلامعیة وترقیة العملیات اإلدارية الكربى من تنفیذ وختطیط وتنسیق ومراقبة وتقومي‪ .‬وتعترب وظیفة اإلبداع أقل وظائف االتصال يف‬
‫املؤسسة ممارسة‪ ،‬وذلك ناجم عن املقاومة الشديدة اليت تبديها عادة خمتلف األطراف للتغیری والتغری اإلداري والتنظیمي‪ ،‬فالتعود‬
‫والروتنی والنمطیة والتقننی باعتبارها تقنیات لتسهیل أداء العمل تعترب أهم العقبات اليت تقف يف وجه اإلبداع‪ ،‬عالوة على تصلب‬
‫املواقف واالجتاهات‪ ،‬وخاصة عندما يتطلب اإلبداع بذل جمهود كبری لتبين األفكار واألمناط السلوكیة اجلديدة‪ ،‬حبیث ميكن القول‬
‫أنه كلما كان اجملهود املطلوب بذله أكرب كانت املقاومة للتغیری أقوى‪ .‬ومن أسباب هذه املقاومة شعور الفرد أو اجلماعة بصعوبة‬
‫التكیف مع الوضع اجلديد الذي يهدد التوازن واالنسجام الفردي واالجتماعي الذي قد يكون يف جمال العمل نتیجة جهود‬
‫وتفاعالت سابقة‪.‬‬
‫ولإلبداع بعدين جيسدان وظیفته األساسیة‪ ،‬يتمثل البعد األول يف عملیة تقدمي األفكار واملقرتحات واملشاريع واملوضوعات‬
‫واحللول واخلطط اجلديدة‪ ،‬ويتمثل البعد الثاين يف عملیة تطبیق البعد األول وبطبیعة احلال فإن االتصال يلعب دورا مهما يف حتقیق‬
‫كل من البعدين‪ .‬مما سبق تربز أمهیة االتصال يف املؤسسة اجلامعیة كعملیة أساسیة وحیوية إىل جانب كونه عملیة مستمرة تنشط‬
‫وتدعم التخطیط والتنظیم وتعطیها دفعة قوية يف االستمرار عن طريق اختاذ القرارات والتنسیق واإلشراف واملتابعة والرقابة والتقومي‪.‬‬
‫(عاشوري‪ .‬مصطفى ‪(1992‬‬
‫‪ .2‬إستراتيجيات االتصال الداخلي لتحقيق أهدافه ) سايب‪ .‬مريم‪،‬غراب‪ .‬كنزة‪(2015 ،‬‬

‫تعترب اإلدارة اجلامعیة اإلسرتاتیجیة األسلوب األنسب واألكثر فعالیة لتحقیق أهدافها‪ ،‬حیث أهنا تتیح هلا وألجهزهتا القدرة‬
‫على حتلیل البیئة ومتغریاهتا الستقراء الفرص املتاحة والتهديدات احملتملة‪ ،‬كما تتیح هلا القدرة على حتديد نقاط القوة والضعف يف‬
‫إمكانیاهتا الذاتیة‪ ،‬وتسمح هلا بتولید املبادئ إلحداث التنسیق والتعاون والتكامل بنی مجیع األنشطة اليت تقوم هبا‪ ،‬وبالتايل متكنها‬
‫من حتقیق أغراضها ورسالتها‪ ،‬وهذا يدخل ضمن ما تتخذه اإلدارة اجلامعیة من خطط إسرتاتیجیة مبنیة على تنبؤات عملیة‬
‫مستقبلیة‪ ،‬يتم حتديدها من خالل دراسة اجلانب التنظیمي والنظام االتصايل للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ 1.2‬إعداد مخطط االتصال ‪ :‬إن إعداد خمطط االتصال يف املؤسسة اجلامعیة يتوقف على معرفة كیفیة بناء خمطط لالتصال‬
‫الذي يستوجب طرح األسئلة التالیة وهي‪:‬‬
‫ماذا ؟ أي ما اخلدمات املنتجة اليت تقدمها املؤسسة اجلامعیة والتعريف هبا ؟‬
‫ملاذا ؟ أي ما نوعیة األهداف اليت تسعى املؤسسة لتحقیقها ؟‬
‫ملن ؟ أي ما املیزانیة املخصصة لتطبیق املخطط‪ ،‬وما الطرق واألسالیب املتاحة مبا يتناسب مع كل هدف من أهداف املؤسسة‬
‫ومقارنته باملیزانیة املخصصة لتطبیق املخطط ؟‬
‫وما وسائل اإلعالم املناسبة لنشر هذه السیاسات واالسرتاتیجیات ؟‬
‫الزمن ‪ :‬كم يستغرق تطبیق املخطط وإىل مىت ميكن االعتماد علیه ؟‬
‫‪106‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫بعدها يتم حتديد مراحل إجناز خمطط االتصال وكیفیة تصمیم الرسالة‪ ،‬حیث جند أن إجناز املخطط االتصايل يقوم على سبع‬
‫مراحل وهي كالتايل‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬اإلعداد للمخطط من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد املدة الزمنیة الالزمة إلجناز املخطط‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ظروف العمل والتعرف على خطط التنمیة االجتماعیة واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مشاركة اإلدارة العلیا والتزامها بعملیة التخطیط‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬دراسة الثقافة التنظیمیة للمؤسسة اجلامعیة والنظام االتصايل‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬حتديد رؤية املؤسسة اجلامعیة ورسائلها وأهدافها املستقبلیة مبشاركة فاعلة من اإلدارة العلیا‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬حتديد واختیار خمطط العمل من خالل حتديد األهداف ودراسة احملیط االجتماعي والثقايف للمؤسسة اجلامعیة‬
‫وتعینی اجلمهور املستهدف وتكییف الرسائل واختیار الوسائل والوسطاء‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة ‪ :‬تقییم األداء املؤسسي من خالل دراسة تقییم األداء احلايل ونقاط الضعف والقوة وفرص التحسن والتطور‬
‫للمخاطر املتوقعة لكل جمال من جماالت العمل األساسیة‪.‬‬
‫المرحلة السادسة ‪ :‬جتمیع خمططات العمل وتوحیدها وإعداد خطط بديلة لتطبیقها يف احلاالت الطارئة‪.‬‬
‫المرحلة السابعة ‪ :‬تنفیذ املخطط ومتابعة التنفیذ وتقییم مدى التقدم يف اإلجناز‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتصمیم الرسالة فیجب على القائمنی وضع خمطط االتصال وأن يقوموا بتصمیم رسالة اتصالیة تتوافق مع هذا‬
‫املخطط‪ ،‬واملراد مبقتضاه إيصال وجهات النظر واألهداف اليت تسعى املؤسسة اجلامعیة إىل حتقیقها لكي تصل الرسالة بطريقة‬
‫سلیمة إىل املستقبل وكذلك تدعیم مضمون الرسالة باستخدام وسائل اتصالیة‪ ،‬وهذا حىت نضمن تطبیق اسرتاتیجیة املؤسسة‪.‬‬
‫ومن بنی الشروط اليت ميكن أن تتوفر يف صیاغة الرسالة‪:‬‬
‫• مراعاة احتیاجات واهتمامات اجلمهور املستهدف‪.‬‬
‫• أن تتوافق الرسالة مع الوسیلة اليت ستنقل من خالهلا وكذا مع معتقدات اجلمهور املستهدف‪.‬‬
‫• أن متتاز رسالة املؤسسة بالبساطة والوضوح وأسلوب يتوافق مع أهداف املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫بديال عنها‬
‫• أن ختضع الرسالة الختبار قبلي فإذا جنحت يتم تطبیقها وإن مل تنجح وضعت املؤسسة ُ‬
‫• جيب أن تتضمن شعار املؤسسة الذي ميكن أن يكون إخباري‪ ،‬انتقائي واستفهامي فضويل أو بأسلوب آخر‪ .‬وجيب أن متتاز‬
‫بالوضوح واجلاذبیة جلذب أكرب عدد ممكن من اجلمهور والتأثری فیه وإقناعه بوجهة نظر املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أنواع وعناصر مخطط االتصال‪:‬‬
‫أساس جغرايف ‪ :‬إذا كانت املؤسسة اجلامعیة كبریة‪ ،‬قد يتعدى املخطط املؤسسة ذاهتا لیأخذ بعدا وطنیا أو دولیا‪.‬‬
‫حسب الفرتة الزمنیة ‪ :‬قد يكون خمطط االتصال سنويا أو يتعدى ذلك إذا كان يتعلق بأحداث وتغریات ظرفیة‪.‬‬
‫حسب طبیعة املخطط وحمتواه ‪ :‬أن يكون شامال أي يشمل االتصال الداخلي واخلارجي للمؤسسة والعالقات العامة ووحدات‬
‫اإلنتاج أو خيتص بفرع واحد معنی‪.‬‬
‫أما خمطط االتصال فیتمثل فیما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وضع اإلطار العام لالتصال‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫‪ -‬دراسة العوامل البیئیة اخلارجیة احملیطة باملؤسسة اجلامعیة وحتديد الفرص املتاحة اليت تتبعها واملخاطر اليت تفرضها‪ ،‬وما تتضمنه‬
‫هذه العوامل من نقاط القوة والضعف‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف الغايات ووضع اخلطط البديلة واملقارنة بینها واختیار املخطط الذي يسهل حتقیق الغايات يف ظل الظروف احملیطة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع السیاسات واخلطط والربامج واألهداف طويلة قصریة ومتوسطة املدى وكذا الربامج الزمنیة الالزمة لتحقیقها‪.‬‬
‫‪ -‬تقییم األداء يف ضوء الغايات واألهداف واخلطط املوضوعة ومراجعة اخلطط يف ظل الظروف احمللیة‪.‬‬
‫‪ -‬حتقیق تكیف التنظیم مع التغریات املصاحبة له‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أهداف مخطط االتصال ووسائل تنفيذه ‪:‬‬
‫إن خمطط االتصال له أمهیة كبریة بالنسبة للمؤسسة اجلامعیة‪ ،‬فهو يسعى إىل حتقیق جمموعة من األهداف‪ ،‬واليت ميكن تلخیصها‬
‫فیما يلي‪:‬‬
‫• التعريف باملؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫• التخطیط لألحداث املرتقبة املتعلقة باسرتاتیجیة االتصال‪.‬‬
‫• حتديد میزانیة االتصال يف املؤسسة‪.‬‬
‫• زيادة الوعي لدى املوظفنی وخلق روابط جتمعهم وتكوين ثقافة مشرتكة بینهم‪.‬‬
‫• إقامة عالقات بنی اإلدارة واجملتمع احمللي يف املؤسسة‪.‬‬
‫• حتديد أدوات االتصال املناسبة ووسائله وذلك لتحديد اسرتاتیجیة املؤسسة‪.‬‬
‫وميكن تنفيذ مخطط االتصال من خالل الوسائل التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬اجلريدة أو ما يسمى جبريدة املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫‪ -‬اجمللة والنشرات اإلعالمیة‪.‬‬
‫‪-‬اللقاءات واألفالم التعلیمیة‪.‬‬
‫‪-‬اإلنرتنت واخلطوط اهلاتفیة‪.‬‬
‫‪ . 4‬أنواع االتصال الداخلي بالمؤسسات الجامعية‪:‬‬
‫ويشمل االتصال الداخلي بالمؤسسات الجامعية نوعين رئيسيين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ .1.4‬االتصال الرسمي ‪ :‬وهو االتصال الذي يكون يف إطار األسس والقواعد اليت حتكم املؤسسة اجلامعیة‪ ،‬فهو الذي يتم يف‬
‫إطار التنظیم أي له إجراءات وقواعد رمسیة يسری وفقها‪ ،‬وتكون واضحة وبینة جلمیع أفراد املؤسسة‪ ،‬ألهنا غالب ا ما تكون موثقة‬
‫بصورة مكتوبة ورمسیة‪ ،‬فهو يعتمد على املذكرات أو التقارير أواالجتماعات الرمسیة أو اخلطابات‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬واجلدير‬
‫بالذكر أن االتصال الرمسي قد يكون صاعدا أو نازال أو أفقی ا بنی العاملنی‪ ،‬و يتم عرب التسلسل التنظیمي للمؤسسة اجلامعیة ‪.‬‬
‫وهذا التنظیم هو الذي حيدد املسؤولیات وتقسیم العمل والعالقات الوظیفیة داخل املؤسسة) تشمل اإلدارة والعمال(‪ ،‬وحيمل كل‬
‫ما تريد جهة معینة إيصاله إىل جهة أخرى‪ .‬ويتصف االتصال الرمسي عادة بأنه قانوين‪ ،‬مكتوب‪ ،‬يتعلق بالعمل مباشرة‪ ،‬ويتم‬
‫داخل التنظیم ويتعلق به وهو ملزم لألطراف‪ ،‬وهذه أهم صفات االتصال الداخلي الرمسي باملؤسسة اجلامعیة‪ ،‬أما أهدافه فتتمثل‬
‫يف ‪ :‬نقل االقرتاحات والتوجیهات والتقارير واألوامر والتعلیمات‪ ،‬وإعالم كل فئات املؤسسة اجلامعیة باألهداف املراد الوصول‬
‫إلیها‪ ).‬محمد‪.‬عبدالوهاب‪(2010 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫وتأخذ االتصاالت الجامعية الرسمية اتجاهات ثالثة مختلفة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬االتصال النازل ) من األعلى إىل األسفل)‪ :‬هي االتصاالت اليت تبدأ من أعلى التنظیم إىل أسفله‪ ،‬أي من مستوى إداري‬
‫أعلى إىل مستوى إداري أدىن‪ ،‬وهي غالب ا ما تستخدم يف األمر والتوجیه والتعلیم‪ ،‬تكون وسائلها شفهیة كاألوامر الشفهیة‪،‬‬
‫احملاضرت‪ ،‬املؤمترات‪ ،‬اهلاتف‪ .‬وقد تكون كتابیة كالنشرات‪ ،‬والكتیبات‪ ،‬واخلطابات‪ ،‬واملذكرات‪ .‬هذا النوع من‬ ‫ا‬ ‫املناقشة‪،‬‬
‫االتصال ميكن الرئیس من نقل أفكاره إىل املستويات الدنیا‪ ،‬اليت تقع على عاتقها واقع التنفیذ‪ ،‬وميكن املرؤوسنی من التعرف على‬
‫مشكالت التنظیم وتفهم طريقة العمل املطلوب‪ ).‬حسين ‪.‬حريم ‪(2004‬‬
‫‪ -‬االتصال الصاعد (من األسفل إىل األعلى(‪ :‬ويتم هذا االتصال من املستويات الدنیا )القاعدة( إىل املستويات العلیا (القیادة )‬
‫يف املؤسسة اجلامعیة‪ ،‬وعلى الرغم من انتشار االتصال النازل‪ ،‬إال أن االتصال الصاعد ال يقل أمهیة عنه ألنه يعرب عن مدى‬
‫دميقراطیة املؤسسة وإدارهتا‪ ،‬وتكون املادة املنقولة أو املرسلة من القاعدة إىل القیادة‪ ،‬عبارة عن تقارير وشكاوي‪ ،‬واقرتاحات‬
‫ومالحظات إىل اإلدارة العلیا‪ .‬وعلى الرغم من هذه األمهیة إال أنه يواجه مشاكل وعقبات‪ ،‬حیث غالبا ما حيول بعض املدراء‬
‫دون وصول املعلومات إىل الرئیس األعلى‪ ،‬وخاصة إذا كانت حتمل أخبار تسيء إىل املؤسسة اجلامعیة أو تسبب هلا اإلنزعاج‪،‬‬
‫باإلضافة أيضا إىل بعد املسافة اليت تربط بنی اإلدارة العلیا واملستويات التنظیمیة الدنیا‪ ،‬وانتشار ظاهرة اخلوف لدى املرؤوسنی‬
‫الذي يقابله عزلة الرؤساء‪.‬‬
‫وميكن للمدراء زيادة فعالیة االتصال الصاعد وذلك من خالل إظهار املزيد من االهتمام واالستعداد لتقبل االتصاالت وإتاحة‬
‫الفرصة للمرؤوسنی للتعبری عن مواقفهم‪ ،‬إوشعارهم بأمهیتهم يف املؤسسة) السردي ‪.‬محمد ‪( 2011 ،‬‬
‫االتصال األفقي ‪ :‬وهو اتصال يتم بنی أفرا د املؤسسة اجلامعیة الذين لديهم نفس املستويات‪ ،‬كاالتصال بنی املوظفنی‪ ،‬أو‬
‫االتصال بنی رؤساء األقسام أو بنی املدراء أي نفس املستوى الرمسي للمؤسسة‪ ،‬ويتم هذا النوع من االتصال بنی املوظفنی‪ ،‬بغیة‬
‫حتقیق التعاون وحل املشكالت وتبادل األخبار واألفكار ووجهات النظر واملعلومات واخلربات شفهیُا وبطريقة مباشرة دون أي‬
‫عوائق إدارية‪ ،‬وهو بذلك يكون أقرب إىل االتصال غری الرمسي منه إىل االتصال الرمسي‪ ،‬ومن الوسائل اليت يعتمد علیها هذا النوع‬
‫من االتصال‪ ،‬اللقاءات‪ ،‬تبادل الزيارات‪ ،‬االجتماعات‪ ،‬اللجان‪ ،‬والسلوكیات املختلفة أثناء العمل‪ .‬ومن أبرز ما حيققه االتصال‬
‫األفقي مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكامل اجلهود لصاحل املؤسسة أو متاسك موظفیها على اختالف مستوياهتم حنو حتقیق أهداف املؤسسة وخلق روح التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من جتارب اآلخرين وخرباهتم‪.‬‬
‫‪ -‬يسمح باالتصال املباشر‪.‬‬
‫‪ .2.4‬االتصال غير الرسمي ‪:‬هذا االتصال ال خيضع لقواعد وإجراءات وقواننی إدارية مثبتة ومكتوبة ورمسیة ومتفق علیها‪ ،‬كما‬
‫هو احلال يف االتصال الرمسي‪ ،‬ويتم بنی مستويات إدارية خمتلفة متخطیا خطوط السلطة الرمسیة‪ .‬وال يتم االتصال غری الرمسي‬
‫داخل التنظیم اجلامعي فقط‪ ،‬بل قد يتعداه إىل خارج التنظیم من خالل االتصاالت الشخصیة واللقاءات واحلفالت‬
‫واالجتماعات غری الرمسیة‪ ،‬و جيب على اإلدارة استغالل االتصال غری الرمسي إجيابیا‪ ،‬وعدم السماح له بالتأثری سلبا على التنظیم‬
‫من خالل التشويش بأشكاله املختلفة كاإلشاعات الكاذبة وغریها‪ ).‬حجازي ‪.‬مصطفى‪(1992 .‬‬
‫‪ .5‬أساليب االتصال الداخلي بالمؤسسات الجامعية‪:‬‬
‫هناك ثالثة أسالیب رئیسیة هي‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫‪-‬أسلوب االتصال الكتايب‪.‬‬


‫‪-‬أسلوب االتصال الشفهي‪.‬‬
‫‪-‬أسلوب االتصال التصويري‪.‬‬
‫‪ .1.5‬أسلوب االتصال الكتابي‪:‬‬
‫وهذا األسلوب يعترب من متطلبات األمور يف املنظمات الكبریة احلجم معقدة التنظیم‪ ،‬ولكي حيقق االتصال الكتايب اهلدف منه‬
‫جيب أن تتسم الكلمة املكتوبة بالبساطة والوضوح والدقة‪ ،‬وحيقق األسلوب الكتايب يف االتصال املزايا التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬ميكن من االحتفاظ بالكلمات املكتوبة حىت ميكن الرجوع إلیها كلما اقتضى األمر ذلك‪.‬‬
‫‪-‬حيمي املعلومات املراد نقلها من التحريف بدرجة أكرب من االتصال الشفوي‪.‬‬
‫‪-‬يعترب وسیلة اقتصادية من حیث وقت اإلدارة وماهلا وجهدها‪.‬‬
‫هذا النوع من االتصال حيدث بنی مجیع األفراد على اختالف درجاهتم وأماكنهم يف العمل‪ ،‬أو يف اإلدارة‪ ،‬واالتصال هنا‬
‫يكون عن طريق استعمال الكتاب وتوثیق إثبات املعلومات واملطالب والتعلیمات‪ ،‬هبدف نقلها وسهولة الرجوع إلیها وقت احلاجة‬
‫إذا كان هذا االتصال أثناء القیام باملهام العملیة‪ ،‬هذا الشيء ال يتوفر يف عملیة االتصال الشفوي والذي من الصعب أن حيدث‬
‫إذا كانت املؤسسة كبریة ومنتشرة يف عدة أماكن‪.‬‬
‫وعملیة االتصال الكتايب حتقق الدقة واألمانة أثناء نقل الرسائل االتصالیة إىل العاملنی‪ ،‬إذ يعترب الشكل املعتمد لدى معظم‬
‫املوظفنی واملسئولنی الذين يعتمدون على التعلیمات املكتوبة اعتمادا تاما ‪ ،‬وذلك لكي يستطیعوا معرفة كیفیة ومدى إجناز‬
‫أعماهلم‪ ،‬وألنه ميكن من القیام بنقل نفس املعلومات كما هي إىل أكرب عدد من األفراد‪ .‬هذا النوع من وسائل االتصال يعطي‬
‫الطرف الذي يستقبل الرسالة الفرصة الكافیة واملناسبة للقراءة دون أن يقاطعه يف ذلك أحد‪ ،‬كما أن هذه الوسائل تعطي الفرصة‬
‫الكافیة للمرسل للتفكری يف موضوع الرسالة وهل صاغها بصورة مناسبة ومقبولة‪ ،‬وضعت مجیع اجلوانب اليت يريد نقلها إىل‬
‫املستقبل‪ .‬وهذا النوع من وسائل االتصال يكثر يف حاالت االتصال من األعلى إىل األسفل‪ ،‬ويقل استعماله يف احلاالت‬
‫العكسیة أي االتصال من أسفل إىل أعلى أي من العاملنی إىل املدير واإلدارة‪ ،‬وذلك خلوفهم من كتابة املعلومات اليت من‬
‫املمكن أن تسبب اإلزعاج للمدير وقد تغضبه‪.‬‬
‫ومن جوانب ضعف هذه الوسائل االتصالیة هو عدم معرفة املستقبل للدوافع واألسالیب اليت أدت إىل إرساهلا‪ ،‬أو ألنه من‬
‫املمكن أن يفهمها بصورة خمتلفة عن القصد منها ألنه يوجد اختالف يف املفاهیم والقدرة على التفكری ومستوياته بنی الطرفنی‪،‬‬
‫األمر الذي يؤدي إىل دعم حتقیق االتصال لألهداف املنشودة ألن العاملنی ينقلون التعلیمات اليت وصلت إلیهم بصورة خاطئة‬
‫وغری مطابقة للمقصود‪.‬‬
‫ولكي تتغلب على هذا اجلانب الضعیف‪ ،‬جيب أن نقوم بعملیة تعزيز االتصال الكتايب عن طريق الشرح واملناقشة ملوضوع الرسالة‪،‬‬
‫واهلدف منها إذا كانت رسالة عامة‪ ،‬ويتم حتقیق ذلك بأن يقوم املسئولنی مبقابلة العاملنی بصورة مجاعیة أو فردية‪ ،‬والتأكد من‬
‫أهنم استطاعوا معرفة أسباب إرسال الرسالة هلم وكیف ميكن القیام بتنفیذ وحتقیق املطلوب منها‪ ).‬شيخا ‪ .‬إبراهيم‪(.‬‬
‫ومن طرق االتصال الكتابي‪:‬‬
‫التقارير‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫وهذه التقارير تكتب فیها املعلومات اليت ترسل من أسفل إىل أعلى‪ ،‬هبدف تسهیل مهمة اإلدارة يف متابعة ومراقبة أعمال العاملنی‬
‫لزيادة معرفتها باألحداث اليت حتدث أثناء القیام باألعمال املطلوبة من كل فرد‪ ،‬وهذه التقارير من املمكن أن تكون بصورة حمددة‬
‫يف أهنا ترسل يف أوقات حمددة ومعینة من قبل أو أهنا ترسل حسب الوضع القائم واحلاجة إلیها‪ ،‬والتقارير اليت تعاجل مواضیع معینة‬
‫مثل التفتیش عن العمل‪ ،‬أو متابعته جيب أن تكون موضوعیة‪ ،‬و تظهر األسباب اليت أدت إىل كتابتها باإلضافة إىل كتابة رأي‬
‫من يكتبها ويقدمها بصوره واضحة وصرحية وذلك لتوفری وقت املسئول عندما يتفحص األمور‪.‬‬
‫وعند كتابة التقارير جيب أن تأخذ يف عنی االعتبار أن معظم املسئولنی لیس لديهم الوقت الكايف لقراءة ما هو مطول أو‬
‫يدخل يف تعقیدات مملة‪ ،‬لذا جيب كتابة التقارير بصورة ملخصة بدل التقرير املطول‪ ،‬وجيب أن نراعي الرتتیب املنطقي املتسلسل‬
‫الذي جيعل منها وسیلة اتصال فعالة وجمدية‪( .‬جوهر‪ .‬محمد‪( 2001.‬‬
‫المذكرات والمقترحات‪:‬‬
‫وهي عبارة عن نوع من االتصاالت الكتابیة يف معظم األحیان‪ ،‬يقوم بإعدادها وكتابتها العاملنی أو املرؤوسنی إىل املسئولنی‬
‫عنهم وعن إدارة املؤسسة‪ ،‬هبدف القیام بتوضیح وتفسری بعض اجلوانب واملشكالت اليت تصادف العمل والتطبیق‪ ،‬أو إلثبات‬
‫حدوث أمر معنی داخل املؤسسة أو القیام بتقدمي اقرتاحات اليت ختص العمل واملؤسسة اجلامعیة‪ ،‬ويف نفس الوقت من املمكن‬
‫تقدمي املذكرات من املسئولنی إىل العاملنی‪ ،‬هبدف شرح وتأكید بعض اجلوانب أو جملرد التذكری ببعض الواجبات اليت جيب أن يقوم‬
‫هبا كل فرد‪.‬‬
‫وهذا النوع من االتصال الكتايب له أمهیته اخلاصة يف نقل املعلومات واإلقرتحات اليت تفید العمل‪ ،‬والقیام حبل املشاكل اليت‬
‫بدرسته ويثين على من قام هبذه االقرتاحات ويشجع‬ ‫توجد فیه‪ ،‬لذلك جيب العناية واالهتمام به‪ ،‬وعلى املسؤول أن يقبله ويقوم ا‬
‫استعماله من قبل اآلخرين‪ ،‬وهذا النوع من االتصال يعطي الفرصة ملن يقوم به أن حيفظ لنفسه نسخة من هذه املذكرات أو‬
‫االقرتاحات اليت يستطیع أن يرجع إلیها‪ ،‬إذا لزم األمر‪ ،‬أو للمتابعة أو التنفیذ‪).‬نصر اهلل‪.‬عمر‪(2001 ،‬‬
‫األوامر والتعليمات‪:‬‬
‫تكون يف معظم احلاالت بصورة إصدار القرارات ‪ ،‬أو إعطاء األوامر‪ ،‬أو اإلرشاد والتوجیه للعاملنی‪ ،‬ومجیعها تصدر مكتوبة‪،‬‬
‫من أعلى إىل أسفل لكي تنفذ على أيدي املستويات األدىن‪.‬‬
‫وهذا النوع من االتصال يشرتط أن يكون واضحا مفهوما منذ اللحظة األوىل لوصوله إىل العاملنی‪ ،‬وأن ال يكون فیه التباسا يف‬
‫املعاين أو يفهم على عدة جوانب‪ ،‬ومهم جدا أسلوب الكتابة‪ ،‬حبیث يتفق مع استعدادات العاملنی الذين يرسل إلیهم‪ .‬ويفضل‬
‫أن جتمع مجیع األوامر والتعلیمات والقرارات يف كتاب يعرض على العاملنی واملوجودين يف املؤسسة‪ ،‬وخصوصا اجلدد‪ ،‬يف حنی‬
‫دخوهلم إىل العمل واملؤسسة اجلامعیة كي تساعدهم يف معرفة األمور السابقة واملوجودة وما يطلب منهم‪ ،‬واألمور اليت تتم‬
‫مناقشتها والتحدث عنها حینما حدثت‪ ،‬مثل هذا الكتاب من املمكن أن حتدد أو تقرر كل مؤسسة جامعیة الفرتة الزمنیة اليت‬
‫يصدر فیها شهر أو نصف سنة أو سنة‪ ،‬أو أقل حسب وضع املؤسسة وسرعة األحداث اليت حتدث فیها‪ ) .‬بوقبرين‪ .‬بسمة‪،‬‬
‫‪(2016‬‬
‫الشكاوي‪:‬‬
‫الشكاوي يف معظم األحیان حتدث عندما تكون األسباب قاهرة هلا‪ ،‬وهي يف العادة حتدث يف مجیع املؤسسات واملنظمات اليت‬
‫يعمل فیها أعداد ا كبریة من العاملنی بدرجات متساوية أو خمتلفة‪ ،‬هذا ال يعين عدم حدوث شكاوي يف املؤسسات الصغریة‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫لكن حدوثها يكون أقل بصورة ملحوظة ومن أسباب حدوثها عدم القیام بتوزيع العمل بنی العاملنی أو القائمنی على التنفیذ‬
‫بصوره جیدة وواضحة‪ ،‬أو بسبب عدم القیام بالعمل بالصورة والشكل املطلوب‪ ،‬يف هذا الوضع من املمكن واحملتمل أن يكون‬
‫أحد العاملنی مظلوما أو أن األوامر مل تفهم‪ .‬والشكاوي يف معظم األحوال تقدم من املستوى االتصايل األدىن إىل األعلى‪ ،‬أي‬
‫من العاملنی إىل املسؤولنی الذين يتوجب علیهم العمل على االهتمام هبا‪ ،‬والقیام بفحصها ومعرفة أسباهبا والقضاء علیها‪ ،‬ألن‬
‫من املمكن أن تؤثر على سری العمل‪ ،‬ومن املؤكد أن عملیة االهتمام هبده الشكاوي اليت ترسل من العاملنی يكون هلا التأثری‬
‫النفسي علیهم ‪ ،‬حبیث يرفع من معنوياهتم ويشعرهم باألمهیة واملكانة عند اإلدارة‪ ،‬واإلحساس بإزاحة الظلم عنهم‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫ما ذكر فإن الشكاوي يف الكثری من احلاالت إذا كانت جادة تؤدي إىل كشف االحنرافات واجلوانب غری القانونیة يف األعمال‬
‫اإلدارية‪ ،‬واجلوانب اليت من الصعب أن تكتشف إال هبذه الطريقة‪ ) .‬نصر اهلل ‪.‬عمر‪(2001 ،‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬من املمكن بل من احملتمل أن تكون الشكاوي كاذبة غری صحیحة‪ ،‬والقصد منها ضرر بعض األشخاص‬
‫املسؤولنی أو حىت العاملنی‪ ،‬أو من املمكن ضرر املؤسسة أو تشويه مسعتها ومسعة العاملنی فیها‪ ،‬لذلك جيب أال نتوسع يف‬
‫االعتماد علیها وأن نقوم مبعاقبة من يقدم الشكاوي الكاذبة وغری الصحیحة‪ ،‬أو أن هنمل الشكاوي غری املوقعة‪.‬‬
‫‪ .2.5‬أسلوب االتصال الشفهي ‪:‬‬
‫هو نوع من االتصال يتم وحيدث عندما يتبادل احلديث أطراف عملیة االتصال‪ ،‬وهذا من املمكن أن حيدث إما يف وضع‬
‫جيتمع فیه الطرفنی‪ ،‬أو دون أن يرى املتصل به‪ ،‬كما حيدث يف احملادثات اهلاتفیة‪ ،‬وهو يعترب أكثر أنواع االتصال نفعا وفائدة ملا‬
‫فیه صاحل العمل‪ ،‬وعن طريقه ميكنه القیام بعملیة تبادل األفكار واملعلومات بأسهل الطرق وأبسطها وأقصرها‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫إىل توفری الوقت واجلهد الذي تستغرقه عملیة االتصال األخرى‪ ،‬ويسمح هذا النوع باالتصال الشخصي ويؤدي إىل خلق روح‬
‫الصداقة والتعاون‪ ،‬وتشجیع األسئلة واإلجابات‪.‬‬
‫طرق االتصال الشفهي‪:‬‬
‫المحادثة الشفوية‪:‬‬
‫هذا النوع من االتصال من املمكن أن حيدث أو يتم مباشرة‪ ،‬أي وجه لوجه أو من املمكن أن حيدث بصورة سريعة ودون‬
‫احتمال التأجیل ألمهیتها‪ ،‬وحتدث عن بعد وذلك بواسطة استعمال األجهزة اخلاصة باالتصال مثل ‪:‬اهلاتف‪ ،‬األجهزة الالسلكیة‪،‬‬
‫وهذا النوع من االتصال حيدث بصورة رمسیة ومنظمة‪ ،‬أو من املمكن أن يتم بطريقة غری رمسیة‪ ،‬واالتصال غری الرمسي هنا يكون يف‬
‫العادة مناسب أكثر وقريب إىل التفاهم والوصول إىل النتائج من عملیة االتصال أكثر يف حالة االتصال الرمسیة‪ .‬ويف حالة‬
‫االتصال من هذا النوع إذا تضمنت الوسیلة أوامر وتعلیمات أو معلومات هامة‪ ،‬االتصال الشفوي وحده ال يكفي‪ ،‬بل جيب أن‬
‫يكون معزز كتابیا‪ ،‬إوذا كان موضوع االتصال طرح الشكاوي أو التظلمات جيب معاجلتها‪ ،‬واختاذ اإلجراءات املناسبة املطلوبة‬
‫والسريعة لكي يرتاح ويطمئن الطرف الذي قام بطرحها‪.‬‬
‫ومن الصفات اخلاصة اليت متیز هذا النوع من االتصال الشفوي أن تأثریه كبری‪ ،‬ألن احملادثة تظهر فیها بصورة واضحة‬
‫التعبریات على وجه املتحدث‪ ،‬أو القیام بالتأكید على بعض األلفاظ والعبارات أو اجلمل‪ ،‬األمر الذي يشعر الفرد املستمع بأمهیة‬
‫املوضوع‪ ،‬أو جوانب منه‪ ،‬أيضا هذا النوع يعطي املتحدث الفرصة إلدراك فهم اآلخرين ومدى استجابتهم‪ ،‬وذلك عن طريق رد‬
‫الفعل الذي يظهر منهم أو على وجوههم‪ ،‬إن القیام باالتصال املباشر بنی املسؤولنی أو رجال اإلدارة والعاملنی يشعرهم مبدى‬

‫‪112‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫أمهیتهم وقرهبم من عملیة اختاذ القرارات‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل رفع الروح املعنوية ومضاعفة اجلهود يف إجناز املهام والعمل‬
‫املطلوب‪( .‬جوهر ‪.‬محمد ‪(2001 ،‬‬
‫المقابالت الجماعية ) المؤتمرات واالجتماعات(‬
‫وهذا النوع من أنواع االتصال الشفوي الذي يتحدث عن املقابالت اجلماعیة واليت تتمثل يف شكل اجتماعات أو ندوات‪،‬‬
‫وهو يعترب أوضح األنواع وأكثرها فائدة‪ ،‬وعن طريقها تكون حماوالت معرفة املشاكل اليت تواجه اإلدارة وطرق حلها أو التخلص‬
‫منها‪ ،‬أيضا يعطي الفرصة لعملیة تبادل اآلراء واألفكار لتحقیق فائدة جلمیع احلاضرين واملتواجدين يف نفس املكان‪ .‬ومبا أن هذا‬
‫النوع يؤدي إىل جتمیع الكثریين من العاملنی مع بعض يف نفس الوقت اوملكان‪ ،‬فإن هذه الطريقة تقابل باالهتمام ألهنا تفسح‬
‫اجملال أمام اآلراء واألفكار اجلديدة اليت تأيت من املسؤولنی‪.‬وحىت تتحقق الفائدة املطلوبة من هذا النوع من االتصال الشفوي جيب‬
‫مراعاة األمور واجلوانب اآلتیة‪:‬‬
‫‪ -‬القیام بالتخطیط لالجتماع الذي نريد االتصال باآلخرين عن طريقه‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن حيدد املوضوع الرئیسي لالجتماع باإلضافة إىل إعداد جدول أعمال خمتصر له‪.‬‬
‫‪-‬على رئیس االجتماع أن يكون ملما جبمیع جوانب املوضوع ‪ ،‬وأن يدرسه دراسة كاملة وشاملة‪ ،‬وأن يقوم بإعداد املعلومات‬
‫والبیانات األساسیة‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن حيضر االجتماع األشخاص الذين يهمهم األمر ويعنیهم ولديهم معلومات أو خربات وإمكانات تساعد على النجاح‬
‫املرتقب واملطلوب من االجتماع‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن حيدد موعد عقد اجتماع أو املؤمتر يف وقت ومكان مناسب‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يتصف رئیس االجتماع بالسلوك الدميقراطي‪ ،‬ولديه املقدرة والرغبة اجلادة والصادقة لالستماع إىل ما يقوله العاملنی‪،‬‬
‫واقرتاحاهتم ومناقشاهتم‪ ،‬ويف نفس الوقت على الرئیس أو املدير االبتعاد عن إعطاء األوامر أو فرض الرأي‪.‬‬
‫‪ -‬جيب القیام بتسجیل املناقشات اليت تدور يف املؤمتر أو االجتماع والنتائج اليت يصل إلیها املشرتكون وتوزيعها على مجیع‬
‫املشرتكنی ومن يهمهم األمر‪ ).‬سلطان‪.‬محمد‪)2011،‬‬
‫المقابلة ) المحادثة(‬
‫وهي عبارة عن تبادل لفظي حيدث بصورة مباشرة‪ ،‬أي وجها لوجه بنی الشخص الذي يقوم باملقابلة وبنی الشخص الثاين أو‬
‫األشخاص اآلخرين‪ ،‬وهي عبارة أيضا عن لقاء مباشر حيدث بنی شخصنی وجها لوجه‪ ،‬وتعترب املقابلة أداة هامة جدا من أدوات‬
‫االتصال الداخلي اجلامعي اليت تستعمل عندما نريد معرفة العالقة اليت تربط بنی املتغریين‪ ،‬متاما كما حيدث يف املعرفة اليت توجد‬
‫بنی الرئیس واملرؤوس ‪.‬وحىت تكون املقابلة ذات فائدة جيب أن تتوافر الشروط التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬يف الوقت املخصص الذي جتري فیه املقابلة جيب على الطرفنی التفرغ التام هلا‪ ،‬وعدم االنشغال بأعمال أو مشاغل أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬بداية احلديث جيب أن يكون فیها شيء من القبول والود‪ ،‬والبساطة والثناء‪.‬‬
‫‪ -‬شرط أساسي لنجاح املقابلة هو القدرة على اإلنصات عندما يتحدث الطرف اآلخر‪ ،‬واالنتباه التام له وملا يقوله حىت يشعر‬
‫باألمهیة واملكانة وحىت يكون رد فعله موضوعي‪.‬‬
‫‪ -‬أثناء املقابلة جيب أن ال نسمح ألي شخص بالدخول إىل مكان املقابلة‪ ،‬وذلك لضمان عدم املقاطعة والتشويش من أي نوع‬
‫كان‪ ،‬وعلى الطرفنی عدم مقاطعة بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫‪-‬خالل حدوث املقابلة على الطرف املسؤول احلذر من الغضب أو التعصب أو التذمر من أي شيء‪ ،‬وأن يكون واضح فیما‬
‫يقوله‪.‬‬
‫‪-‬على املسؤول الذي جيري املقابلة أن يعطي الطرف األخر الشعور بأنه استمع بصورة حسنة ملا قاله‪ ،‬وهنا يأيت عن طريق‬
‫الرجوع إىل النقاط واحلقائق األساسیة اهلامة اليت قاهلا‪ ،‬مث البدء الفعلي يف اختاذ اإلجراءات لتنفیذ املوضوعات املتعلقة يف املقابلة‪.‬‬
‫)المرسي‪ .‬الدسوقي‪(2009 ،‬‬
‫‪ .2.5‬أسلوب االتصال التصويري‬
‫هذا االتصال يعتمد على الصور والوسائل املرئیة يف العملیة االتصالیة‪ ،‬وحيدث كنتیجة مباشرة ملشاهدة صور معینة أو وسیلة‬
‫مباشر على املشاهد وحيدث منها رد فعل علیها‪ .‬والصور أو الوسائل املرئیة عديدة جدا‬ ‫ا‬ ‫مرئیة وما حتمل من معاين تؤثر تأثریا‬
‫ومتنوعة منها الصور الشخصیة‪ ،‬األفالم على أنواعها والشرائح‪ ،‬والتلفاز وغریها‪ .‬وهي تعطي الفرصة للمرسل الذي يستعملها يف‬
‫استخدام األلوان واحلركة وجوانب احلیاة املختلفة‪ ،‬وهذا بطبیعة احلال يكون له التأثری املباشر والكبری على نفوس املستقبلنی هلذه‬
‫الرسالة‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فإن هذا النوع من االتصال من املمكن أن يكون ناطقا وصامتا‪ ،‬ومن الطبیعي أن يكون تأثری الناطق‬
‫أكرب أثرا من الصامت‪.‬‬
‫يف هناية األمر جيب أن ال ننسى أن لكل وسیلة من الوسائل املستعملة يف هذا النوع من االتصال إجيابیات وسلبیات جيب أن‬
‫تأخذ بعنی االعتبار عند استعماهلا‪ ،‬هذا النوع من أنواع االتصال أو وسائله خيتلف عن األنواع السابقة يف أنه ال يعتمد على اللغة‬
‫كمكون أساسي لعملیة االتصال‪ ،‬بل يعتمد على عامل آخر يرجع إىل حاسة البصر‪ ،‬حیث يشاهد أو يرى أو يالحظ القائم‬
‫باالتصال احلركات واألعمال أو الظواهر املختلفة‪ ،‬اليت تصدر عن الطرف اآلخر الذي هو املستقبل‪ ،‬واليت هتدف إىل معاين معینة‬
‫وحمددة ختلق نوع من اإلحساس أثناء املالحظة‪ ،‬وهذا اإلحساس يعين أن االتصال قد مت أو حدث‪ ،‬وهذا األسلوب يستعمل‬
‫عندما تكون الفعالیة ال تعتمد على الكالم أو إذا اختلفت اللغات بنی املرسل واملستقبل‪ ،‬أو إذا أراد املرسل أن يعرف مدى رد‬
‫الفعل أو التغذية العكسیة للعملیة االتصالیة اليت قام هبا من قبل حیث يالحظ ما يظهر على وجه املستقبل من تعبریات‬
‫وتغیریات‪ .‬ومما جيدر ذكره أن هذا النوع من االتصال اليستعمل بشكل واسع بسبب املعوقات الكثریة اليت من املمكن أن تقف‬
‫أمامه‪ ،‬مثل استعماله اللغة وأمهیتها‪ ،‬أو عدم معرفتها بنی الطرفنی‪ ،‬لذلك فهو ال يستعمل مبفرده بل يف احلاالت الكثریة يستعمل‬
‫مع نوع آخر من أنواع االتصال اليت ذكرت‪) .‬بربر‪.‬كمال‪(1996 ،‬‬
‫وهناك وسائل لالتصال باملستخدمنی والعمال تستخدمها كثری من املؤسسات‪ ،‬وأهم هذه الوسائل‪:‬‬
‫اللوحات اإلعالنية‬
‫وهي من وسائل االتصال املنتشرة‪ ،‬وتعتمد يف جناحها على املكان الذي توضع فیه‪ ،‬ويتوقف حجم هذه اللوحات على مقدار‬
‫املعلومات اليت ترغب اإلدارة يف تعريفها للعاملنی‪ ،‬ويالحظ يف الرسائل اإلخبارية الواردة هبا أن تكون خمتصرة ومتعلقة باألحداث‬
‫اجلارية كاجتماعات املوظفنی‪ ،‬ومما يعاب على استخدام اللوائح والتعلیمات والتحذيرات اخلاصة بشؤون العاملنی‪ ،‬ومما يُعاب على‬
‫استخدام اللوحات أنه قد ترتك البیانات عن موضوع معنی على اللوحة ملدة طويلة والواجب وضع البیانات ملدة قصریة‪.‬‬
‫وعموما تتم االتصاالت داخل املؤسسة اجلامعیة من خالل جمموعة من الوسائل منها املقابالت اخلاصة‪ ،‬واالجتماعات على‬
‫مستوى اإلدارة أو القسم واالجتماعات العامة‪ ،‬واملكاملات اهلاتفیة‪ ،‬واجملالت واجلرائد الداخلیة اليت تصدرها املؤسسة‪ ،‬واخلطابات‬
‫الربيدية املباشرة ‪ ،‬وامللصقات الدورية اخلاصة‪ ،‬والنشرات الدورية اخلاصة‪ ،‬والصور واألفالم السینمائیة‪( .‬البكري‪.‬فؤاده‪(2014.‬‬

‫‪114‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫‪ .6‬المؤسسات الجامعية واالتجاه التكنولوجي‪ ،‬وتأثيره على االتصال الداخلي‬


‫إن مستقبل التعلیم يف عامل متغری بال شك أنه سیتأثر كثریا بتكنولوجیا املعلومات وثورة املعلومات‪ ،‬وبنفس القدرة سیتأثر بكیف‬
‫يستخدم املدرسون والطالب أنفسهم هلذه التكنولوجیا لإلعداد لتعلم مستدمي يف مواجهة التغیری املستمر واملتسارع‪ ،‬إن تكنولوجیا‬
‫املعلومات واالتصاالت املالئمة ذات أمهیة حیوية للتعلیم العايل ألهنا‪( :‬خليل‪ .‬سعادة‪(2004 ،‬‬
‫‪ -‬تقوم على تبسیط املهام اإلدارية وتنظیمها وتقلیصها‪ ،‬وجتعل إدارة نظم التعلیم العايل ومؤسساته أكثر فعالیة وكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد التكنولوجیا يف توسیع خیارات الناس االقتصادية‪ ،‬حل مشاكلهم االجتماعیة‪ ،‬وهذا يتطلب اعتماد سیاسات وبرامج‬
‫مدروسة للقضاء على الفقر واحلرمان واألمیة من جهة‪ ،‬وعلى مشاركة اجلماهری الشعبیة يف صیاغة القرارات اليت متس مجیع جوانب‬
‫حیاهتم الیومیة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬توسیع عملیة الوصول إىل التعلم والتعلیم وحتسنی جودهتا على كل املستويات‪.‬‬
‫‪ -‬توسع الوصول إىل املعلومات والبیانات بنی اجلامعات املختلفة أو عرب العامل‪.‬‬
‫‪ -‬إن تقنیات املعلومات تعد وسائل فعالة لتطوير احلصول على فرص التعلیم ولتحسنی جودته فیما خيص التعلیم الرمسي والتعلیم‬
‫غری النظامي وأيضا لتدريب املعلمنی‪.‬‬
‫‪ -‬إن استخدام تقنیات املعلومات ميكن أن تساعد يف حتسنی نظم التعلیم واالستعانة هبا يف اختاذ القرارات يف كل املستويات‪،‬‬
‫واألحرى فیما يتعلق جبوانب التعلیم وخصوصا عن طريق بناء قواعد بیانات املعرفة ولضمان واقعیة البیانات‪.‬‬
‫خنلص إىل القول إنه البد من إعطاء أمهیة كبریة لتكنولوجیا املعلومات واالتصاالت من قبل خمتلف اجلامعات‪ ،‬وكذا إعطاء‬
‫األولوية للبحوث املهتمة بتكنولوجیا املعلومات واالتصاالت يف مجیع خطط التنمیة الوطنیة‪ ،‬هبدف تسريع وتریة عمل اإلدارة من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى نشر خمتلف العلوم وعلى نطاق واسع عرب املدارس ومؤسسات التعلیم العايل وعرب أجهزة اإلعالم وخمتلف‬
‫مؤسسات اجملتمع األخرى‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال عن طريق استحداث أجه زة متطورة لنشر املعارف احلديثة وجتاوز أسلوب التلقنی‬
‫والعمل هبا داخل اجلامعات‪.‬‬
‫‪ .7‬معوقات االتصال الداخلي بالمؤسسات الجامعية وطرق تحسينه‬
‫‪ .1.7‬معوقات االتصال‬
‫تشكو العديد من املؤسسات اجلامعیة من عدة معوقات جتعل من املستحیل أن تنجح العملیة االتصالیة‪ ،‬ومن هذه العوائق‪:‬‬
‫(حسن ‪ .‬راوية‪(2001 ،‬‬
‫‪ -‬عدم تقبل املسؤولنی وانعدام اإلدارة لديهم لتغیری األوضاع أي تصادم األفكار بنی خمتلف األجیال‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تناسب املضمون مع االهتمامات احلقیقیة للعاملنی‪.‬‬
‫‪ -‬الوسیلة ال تتوافق مع مضمون االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام لغة غری مناسبة مكانا وزمانا‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تالئم اجلو العام لالتصال وكذلك بالنسبة للهیاكل‪.‬‬
‫‪-‬األهداف غری حمددة وغری قابلة للقیاس‪.‬‬
‫‪-‬احتفاظ املؤسسة باملعلومات لنفسها واعتبارها سرية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫وهناك من حدد معوقات االتصال الداخلي باجلامعات يف ثالثة أنواع من العقبات واليت تصنف إىل ‪:‬عقبات مادية‪ ،‬عقبات‬
‫شخصیة‪ ،‬عقبات لفظیة‪ ).‬حسن‪ .‬راوية ‪(2001،‬‬
‫أ ‪ -‬العقبات املادية‪ ،‬كندرة االتصاالت أو اإلفراط فیها‪ ،‬وكذلك تعترب كثرة االتصاالت واالجتماعات يف املؤسسة عبئا ثقیال على‬
‫العاملنی يف املؤسسة‪ ،‬وتعترب كذلك ضیاع للوقت وسببا للملل والضجر‪ .‬وهذا جيعل االتصال غری فعال وال حيقق أهداف‬
‫املؤسسة اجلامعیة‪.‬‬
‫ب ‪-‬العقبات الشخصیة ‪ :‬وهي تتصل بالنواحي النفسیة واالجتماعیة للفرد والقائمة على مدى حكمه الصائب على األشیاء‬
‫وحالته النفسیة والعاطفیة وطباعه ونزعته وما شابه ذلك من نواحي خاصة بقیم الفرد‪ ،‬كذلك نظرا لتجمع خمتلف األصناف‬
‫البشرية يف املؤسسة واختالف طبیعتهم التفاعلیة‪ ،‬وهذا ما ينجم عنه صراعات أو جو يسوده التوتر‪ ،‬وهذا الوضع يعترب معرقال‬
‫لعملیة االتصال‪ ،‬كما إن اختالف املستويات يعرقل العملیة االتصالیة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬العقبات اللفظیة (التعبریية(‪ :‬تعترب اللغة أداة هامة من أدوات االتصال تساهم يف عملیة االتصال وتسیریها كما ميكن أن‬
‫تعرقلها‪ ،‬فنجد الكثری من الكلمات حتمل أكثر من معىن وفقا للموقف الذي تستخدم فیه‪ ،‬فتجعل املعىن غامض ا غری مفهوم وال‬
‫يصل إىل املستقبل وال يتحقق االتصال وهدفه‪ ،‬وهو نقل املعلومات ورفض الغموض‪.‬‬
‫كما أن اختالف املستوى التعلیمي والثقايف والتخصصات العملیة واملهنیة‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل اختالف األلفاظ وفهم تفسری‬
‫الكلمات واملعاين‪ ،‬كذلك اختالف البیئة والتقالید والعادات والقیم‪ ،‬وهي ذات جوانب ثقافیة أوسع تدخل يف عملیة التصور‬
‫وفهم االتصال‪.‬‬
‫وهناك من يصنف المعوقات إىل ثالثة أنواع‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫املعوقات النفسیة‪:‬‬
‫وتتعلق هذه املعوقات بالعناصر اإلنسانیة يف عملیة االتصال املتمثلة باملرسل واملستقبل‪ ،‬وحتدث أثرا عكسیا بسبب الفروق‬
‫الفردية مما جيعل األفراد خيتلفون يف أحكامهم على األشیاء‪ ،‬وأهم هذه العوائق مايلي‪:‬‬
‫تباين اإلدراك‪:‬‬
‫إدراك املرسل اخلاطئ للمعلومات اليت يرسلها وبالتايل إختالف إدراك وفهم اآلخرين هلا‪ ،‬وعدم انتباه مستقبل الرسالة إىل‬
‫حمتوياهتا أو إدراكه الصحیح حملتوياهتا وبالتايل يؤثر تباين اإلدراك نتیجة اختالف الفروق الفردية على اختالف املعاين اليت يعطوهنا‬
‫لألشیاء‪ ،‬كما أن الكلمات املتضمنة يف الرسالة قد تكون هلا دالالت ومعاين خمتلفة لكل شخص عن آخر‪.‬‬
‫اإلدراك اإلنتقائي‪:‬‬
‫ميیل الفرد لالستماع إىل ما يتناسب مع معتقداته وأفكاره وآرائه والعمل على جتاهل املعلومات اليت تتعارض مع ما يؤمن به من‬
‫قیم واجتاها ت وآراء وأفكار‪.‬‬
‫اإلنطواء‪:‬‬
‫‪ -‬عدم خمالطة اآلخرين أو تبادل املعلومات معهم‪.‬‬
‫‪ -‬تشويه املعلومات ممل يؤدي إىل إحنراف العمل عن حتقیق أهدافه ) نوار‪ .‬صالح ‪(2004 ،‬‬
‫اللغة‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫هي وسیلة اتصال يتم نقل املعلومات أو الفكرة من خالهلا إما شفاهة أو كتابة‪ ،‬إال أن اللغة قد تتحول إىل عقبة أمام االتصال‬
‫يف حالة اختالف مستوى التعلیم والثقافة مما يؤدي إىل عدم فهم الكلمات واأللفاظ املتبادلة بنی الطرفنی‪.‬‬
‫املعوقات االجتماعیة الثقافیة‪:‬‬
‫ويرجع هذا النوع من املعوقات إىل التنشئة االجتماعیة لألفرا د والبیئة اليت يعیش فیها الشخص سواء كانت داخل التنظیم أو‬
‫خارجه‪ ،‬وتتضمن القیم واملعايری واملعتقدات اليت تشكل حاجزا أمام حتقیق األهداف املرجوة‪ .‬كما أن التمايز والتباين بنی‬
‫الثقافات بنی الفاعلنی ينتج عنه اختالف يف اللغة املستعملة ومنه يكون الرتمیز فیما بینهم خمتلف وهذا ما جيعل العملیة االتصالیة‬
‫تتسم بالصعوبة ‪ ،‬فاللغة لیست الكلمات نفسها وإمنا مدلوالت تلك الكلمات‪ ،‬فاملعاين هي من املمتلكات اخلاصة بالفاعل فهو‬
‫يستخرجها يف ضوء خرباته وعاداته وتقالیده املتواجدة يف اجملتمع والبیئة الثقافیة اليت يعیش فیها‪ ).‬المغربي‪.‬كامل‪(2004 .‬‬
‫املعوقات التنظیمیة‪:‬‬
‫يوضح اهلیكل التنظیمي للمؤسسة العالقات القائمة بنی الوظائف املختلفة والسلطة واملسؤولیة‪ ،‬وخطوط االتصال بنی العاملنی‬
‫فیها وطبیعة العمل وطرق تقسیمه‪ ،‬لذا فوجود هیكل ضعیف يسبب عائق ا كبریا يف عملیة االتصال الفعال وقد وجد " راد " أن‬
‫الفاعلنی يف املستويات الدنیا للتنظیم وخاصة أولئك الذين لديهم طموح للرتقیة والصعود ميیلون إىل تشويه املعلومات اليت يرفعوهنا‬
‫إىل املستويات العلیا‪ ،‬حبیث ال تتضمن مشكالت أو قصور يف التنفیذ ويزداد املیل إىل تشويه املعلومات عندما تكون ثقة هؤالء‬
‫الفاعلنی يف املستويات العلیا ضعیفة‪.‬‬
‫وانطالقا مما مت عرضه يتبنی لنا أن معوقات العملیة االتصالیة باملؤسسات اجلامعیة كثریة ومتعددة ويصعب التحكم يف كل‬
‫العوامل من أجل حتقیق فعالیة التنظیم‪( .‬عاشور‪.‬أحمد‪(1989 ،‬‬
‫‪ .2.7‬طرق تحسين االتصال الداخلي بالمؤسسات الجامعية‪:‬‬
‫ميكن حتسنی االتصال بعدة طرق أمهها‪( :‬بوقبرين‪ .‬بسمة ‪(2016 ،‬‬
‫أوال ‪ :‬تلبیة احتیاجات ورغبات األطراف الفاعلة يف االتصال‪ ،‬واملقصود هنا تلبیة رغبات العاملنی‬
‫من خمتلف املستويات واملناصب اليت حيتلوهنا يف املؤسسة‪.‬‬
‫ثانیا ‪ :‬أن يكون املضمون مثریا لالهتمام ومعلوماته متتاز باجلدية واحلداثة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أن تتوافق الوسیلة مع املضمون واألهداف‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬استخدام اللغة املناسبة زمانا ومكانا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬جيب أن تشرتك خمتلف هیاكل املؤسسة يف عملیة االتصال الداخلي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬جيب أن تكون األهداف حمددة بطريقة جیدة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬جيب توظیف تقنیة االستماع واملالحظة لإلملام جبمیع املعلومات املتعلقة بأطراف املشكلة للمؤسسة‪.‬‬
‫وتوجد ثالث أمناط من االتصاالت اليت حتسن االتصال الداخلي يف املؤسسة اجلامعیة وهي كالتايل‪( :‬العديلي‪ .‬محمد ‪،‬‬
‫‪(1995‬‬
‫‪ -‬منط االتصال الرأسي اهلابط‪.‬‬
‫‪ -‬منط االتصال الرأسي الصاعد‪.‬‬
‫‪ -‬منط االتصال األفقي‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫أوال ‪ :‬منط االتصال الرأسي اهلابط‬


‫يف هذا النمط جيب على املسؤول أو املدير أن ميد العاملنی يف املؤسسة باملعلومات الالزمة ويتم وضع خطة لالتصال حىت‬
‫تكون هناك اتصاالت فعالة‪ ،‬وخلق جو من الثقة بنی املرسل واملستقبل‪ ،‬وهذا يسهل التوافق واالتفاق بنی الرئیس واملرؤوس‪ ،‬وجيب‬
‫معرفة قنوات االتصال وأنواع املعلومات لدى كل من اإلدارة والعاملنی على حد سواء‪ ،‬وجيب االهتمام بعامل التوقیت السلیم يف‬
‫نقل املعلومات‪ ،‬وجيب استخدام أحسن التقنیات واختاذها كوسیلة تقییم لعملیة االتصال‪.‬‬
‫ثانیا ‪ :‬منط االتصال الرأسي الصاعد‬
‫جيب على اإلدارة معرفة أنواع املعلومات املناسبة هلذا النوع من االتصال مع اإلمداد بالقنوات املالئمة‪ ،‬وجيب أيضا أن ال يكون‬
‫االتصال الصاعد إجباريا وغری مرغوب فیه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬منط االتصال األفقي‪:‬‬
‫جيب إنشاء دور جديد تكاملي لتسهیل عملیة االتصال عندما تصبح قیادة العملیات اجلانبیة مبثابة مشكلة‪ ،‬وجيب تشكیل‬
‫فريق عمل بصیغة دائمة ملعرفة املشاكل الداخلیة‪ ،‬وينبغي حسن استخدام األسلوب املباشر بنی املدربنی املشاركنی يف عملیة‬
‫اتصال مع إقامة دور االتصال لربط خمتلف اإلدارات ذات االتصال الوثیق هذا على نفس املستوى التنظیمي‪.‬‬
‫‪ .8‬الخاتمة‬
‫على قدر ما تسعى املؤسسة اجلامعیة لتحقیق متكنی العاملنی‪ ،‬إال أننا نلحظ ارتكاز ذلك – يف غالب املؤسسات ‪ -‬على‬
‫االتصال النازل املتمثل يف إصدار القرارات وتوفری املعلومات مبا يضمن فهم العاملنی وميكنهم من إمتام عملهم على أحسن وجه‪،‬‬
‫وبالتايل حيقق أهداف املؤسسة‪ ،‬يف حنی تقل معدالت االهتمام باالتصال الصاعد املتمثل يف نقل األفكار واملقرتحات واملشاركة‬
‫يف القرارات من املرؤسنی إىل الرئیس‪ .‬كما يشهد االتصال األفقي نقصا يف العالقات غری الرمسیة للزمالء ‪ ،‬إذ ترتكز باألساس على‬
‫العالقات الرمسیة‪.‬‬

‫‪ 3.1‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬ميكن تقدمي عدد من االقتراحات ا المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة االهتمام بإشراك العاملنی يف إعداد األهداف العامة‪ ،‬من خالل عقد االجتماعات والندوات‪.‬‬

‫‪ -‬م نح العاملنی فرصة أكرب يف املشاركة بوضع قرارات السیاسة العامة‪ ،‬وتفعیل قنوات االتصال لذلك‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة االهتمام أكثر بأفكار ومقرتحات العاملنی‪.‬‬

‫‪ -‬تشجیع العاملنی على تبين األدوار القیادية من خالل مواقعهم يف العمل‪ ،‬وحتملهم ملسؤولیة اختاذ القرارات اليت تؤدي‬
‫الجناز العمل بسرعة بعیدا عن الروتنی‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة ختلي بعض الرؤساء عن فكرة من ميلك املعلومة ميلك السلطة‪ ،‬وذلك لتعمیم املشاركة لكافة العاملنی يف‬
‫املستويات الدنیا‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الجامعية المؤسسات وتطوير الداخلي االتصال‬

‫‪ .9‬المراجع‪:‬‬

‫المؤلفات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬البكري‪ .‬فؤاده‪ ،‬العالقات العامة بين التخطيط واالتصال) القاهرة ‪ :‬دار النهجة للنشر والتوزیع‪.(4102 ،‬‬

‫‪ -‬السردي ‪ .‬محمد‪ ،‬االتصال والعالقات العامة (عمان‪ :‬األردن‪ ،‬إثراء للنشر والتوزیع‪.)4100 ،‬‬

‫‪ -‬العدیلي ‪ .‬محمد ‪ ،‬السلوك اإلنساني والتنظيمي من سلوك كل مقارن) الریاض‪ :‬اإلدارة العامة ‪(0991 ،‬‬

‫‪ -‬المغربي‪ .‬كامل‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ .‬مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في ا لتنظيم )األردن ‪ :‬دار الفكر‪.(4112 ،‬‬

‫‪ -‬المرسي ‪.‬الدسوقي‪ ،‬اإلعالم وعلوم االتصال ‪:‬العالقات العامة والجمهور ) االسكندریة‪ :‬دار الكتاب‬

‫الحدیث ‪)4119 ،‬‬


‫‪ -‬الهاشمي‪ .‬لوكیاذ‪ ،‬السلوك التنظيمي )الجزائر ‪ :‬مخبر التطبیقات النقسیة والتربویة‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزیع‪.)4112 ،‬‬

‫‪ -‬بربر‪ .‬كمال ‪ ،‬اإلدارة عملية ونظام ) بیروت ‪ :‬المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع‪.(0992 ،‬‬

‫‪ -‬جاد اهلل ‪ .‬محمد‪ ،‬العالقات العامة في الخدمة االجتماعية ) اإلسكندریة ‪ :‬المكتب الجامعي الحدیث(‪.‬‬

‫‪ -‬جوهر ‪ .‬محمد‪ ،‬وسائل االتصال في العالقات العامة (عمان ‪ :‬مكتبة الرائد‪.(4110 ،‬‬

‫‪ -‬حجازي ‪ .‬مصطفى‪ ،‬االتصال الفعال والعالقات االنسانية واإلدارية ) بیروت ‪ :‬دار الطلیعة‪.(0994 ،‬‬

‫‪ -‬حسن ‪ .‬راویة ‪ ،‬السلوك المنظماتي )القاهرة ‪ :‬دار المعارف‪.)4110 ،‬‬

‫‪ -‬حسین ‪ .‬حریم السلوك التنظيمي ‪ :‬سلوك األفراد والجماعات في منظمات األعمال (عمان‪ :‬األردن‪،‬‬

‫مكتبة الحامد‪. )4112 ،‬‬


‫‪ -‬سلطان‪ .‬محمد‪ ،‬العالقات العامة ووسائل االتصال) عمان‪ :‬األردن‪ ،‬دار المسیرة‪. )4100 ،‬‬

‫‪ -‬شیخا ‪ .‬إبراهیم‪ ،‬العالقات العامة في الخدمة االجتماعية (االسكندریة ‪ :‬المكتب الجامعي)‪.‬‬

‫‪ -‬عاشور ‪.‬أحمد ‪،‬السلوك اإلنساني في المنظمات (القاهرة ‪:‬الدار الجامعیة‪.(0999 ،‬‬

‫‪ -‬عاشوري ‪ .‬مصطفى‪ ،‬أسس علم النفس الصناعي التنظيمي) الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنیة للكتاب‪ ،‬مطبعة النخلة‪.)0994 ،‬‬

‫‪ -‬محمد‪.‬عبد الوهاب‪ ،‬السلوك اإلنساني في اإلدارة (القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.)4101 ،‬‬

‫‪ -‬نصر اهلل ‪.‬عمر‪ ،‬مبادئ االتصال التربوي اإلنساني )عمان ‪ :‬دار وائل للنشر‪.)4110 ،‬‬

‫‪ ‬األطروحات‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫وسام محمد أحمد نصر‬

‫‪ -‬بوقبرین‪ .‬بسمة‪ ،‬دور االتصال الداخلي في ترشید ق اررات المؤسسة الجامعیة دراسة میدانیة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شھادة الماجستير‪،‬‬
‫كلیة العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة‪ .‬قسم اإلعالم االتصال‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬الجزائر‪.4102 ،‬‬

‫كنز ‪ ،‬واقع االتصال الداخلي في الجامعة الجزائریة ‪ .‬جامعة العربي بن مهیدي أم البواقي أنموذجا‪ .‬دراسة‬
‫‪ -‬سایب ‪ .‬مریم‪ ،‬غراب‪ .‬ة‬
‫میدانیة بكلیة العلوم اإلجتماعیة واالنسانیة‪ .‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلیة العلوم‬
‫اإلجتماعیة واالنسانیة‪ .‬قسم العلوم اإلنسانیة ‪ ،‬جامعة العربي بن مهیدي أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪. 4101 ،‬‬

‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬نوار‪ .‬صالح ‪ ،‬االتصال الفعال والعالقات اإلنسانیة‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد‪ ، 22‬دیسمبر‪.4112 ،‬‬

‫‪ ‬مواقع االنترنيت‪:‬‬

‫‪-‬خلیل‪ .‬سعادة‪ ،)2002 (،‬مستقبل التعليم في عالم متغير‪ ،‬دیوان العرب‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬

‫‪http://www.diwanalarab.com.‬‬

‫‪120‬‬

You might also like