Professional Documents
Culture Documents
توزيع قواعد الاختصاص النوعي بين مجلس الدولة والمحاكم الإدارية في القانون الجزائري
توزيع قواعد الاختصاص النوعي بين مجلس الدولة والمحاكم الإدارية في القانون الجزائري
إن املتتب حلركية التشري يف اجلزائر خاصة بعد صدور دستور
58نوفمرب ،0991يلحظ أن الدولة ومنذ ذلك التاريخ دخلت مرحلة من
الثورة التشريعية يف جماالت كثرية فقد أعلن عن جمموعة من احلقوق
اجلديدة مت إقرارها ألول منذ االستقالل ،ومن ذلك حرية التجارة
والصناعة وحياد اإلدارة...اخل .ويف جمال السلطة التشريعية مت إقرار نظام
الغرفتني بإنشاء جملس األمة كغرفة ثانية.
أما على صعيد السلطة القعضائية فقد مت إقرار جمموعة من
التغيريات اجلوهرية ومن ذلك االنتقال من نظام الوحدة القعضائية إىل
نظام االزدواجية القعضائية ،وذلك بإنشاء جملس الدولة )(Conseil d’état
مبوجب املادة 025من الدستور اجلزائري لسنة .0991ثم إنشاء احملاكم
اإلدارية ( )Tribunaux administratifsمبوجب القانون 15-98املؤرخ يف
31ماي ،0998و حمكمة التنازع ) (Tribunal des conflitsمبوجب القانون
الععضوي رقم 13-98املؤرخ يف 13جوان ،0998إضافة إىل صدور القانون
الععضوي 10-98املؤرخ يف 31ماي 0998املتعضمن اختصاصات جملس
الدولة .ويف األخري اكتملت احللقة بصدور القانون رقم 19-18املؤرخ يف
53فرباير 5118املتعضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .والذي كرس
االزدواجية يف والسلطة القعضائية يف جمال املنازعات اإلدارية بتوزيعها
االختصاص بني القعضاء العادي واإلداري.
إال أنه وبالرغم من هذا اإلصالح والتطور يف السلطة القعضائية
الذي محله دستور 0991-00-58وما تب ذلك من نصوص وتشريعات،
هل وفق من خالهلا املشرع من توزي االختصاص النوعي بني جملس
الدولة واحملاكم اإلدارية ،مبا حيرتم املبادئ اليت يقوم عليها النظام القعضائي
اجلزائري خاصة التقاضي على درجتني؟
هذا ما سنحاول التطرق إليه من خالل مبحثني خنصص األول
الختصاصات جملس الدولة ،أما الثاني فنخصصه للمحاكم اإلدارية.
الدولة قابلة للمعارضة" .هذا ويرف الطعن خالل شهر واحد من تاريخ
)(12
التبليغ الرمسي للحكم أو القرار الغيابي.
-اعرتاض الغري خارج عن اخلصوم )(De la tierce opposition 960-962
نصت املادة 911من ق ا م ا على أن هذا الطعن يهدف إىل
مراجعة أو إلغاء احلكم أو القرار الذي فصل يف أصل النزاع .فيجوز لكل
شخص له مصلحة ومل يكن طرفا وال ممثال يف احلكم أو القرار أو األمر
املطعون فيه ،تقديم اعرتاض الغري خارج عن اخلصومة).(13
وتنص املادة 382من ق.إ.م.إ على أن يبقى أجل اعرتاض الغري
خارج عن اخلصومة على احلكم أو القرار أو األمر ،قائما ملدة مخسة
عشر سنة ،تسري من تاريخ صدوره ،ما مل ينص القانون على خالف
ذلك .غري أن هذا األجل حيدد بشهرين ،عندما يتم التبليغ الرمسي للحكم
أو القرار أو األمر إىل الغري ،ويسري هذا األجل من تاريخ التبليغ الرمسي
الذي جيب أن يشار فيه إىل ذلك األجل احلق يف ممارسة اعرتاض الغري
اخلارج عن اخلصومة.
-دعوى تصحيح األخطاء املادية ودعوى التفسري)912 – 913( :
De l’action en rectification d’erreur matérielle et de l’action en
interprétation
جيوز للجهة القعضائية اليت أصدرت احلكم ولو بعد حيازة ذلك
احلكم قوة الشيء املقعضي به ،أن تصحح اخلطأ املادي أو اإلغفال الذي
يشوبه ،كما جيوز للجهة القعضائية اليت يطعن يف احلكم أمامها للقيام
بتصحيحه.
جيب تقديم هذه الدعوى يف أجل شهرين ابتداء من تاريخ التبليغ
)(14
الرمسي للحكم أو القرار املشوب باخلطأ.
-دعوى التماس النظر )(Du recours en rétraction919-911
تنص املادة 911على أنه "ال جيوز الطعن بالتماس إعادة النظر
إال يف القرارات الصادرة عن جملس الدولة" .ويقدم التماس إعادة النظر
يف إحدى احلالتني التاليتني:
الصادرة عنه فصال الطعون املقدمة يف شأن قرارات احملاكم اإلدارية يف
أول درجة ،وكذا القرارات الصادرة عنه باعتباره كقاضي اختصاص.
حب يث إن هذين النوعني من القرارات ال يقبل الطعن بالنقض والطعن
باالستئناف على التوالي ،ويف ذلك خرق بني ملبدأ التقاضي على درجتني.
املبحث الثاني :قواعد االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية
سبقت اإلشارة إىل أن املشرع قيد االختصاص النوعي جمللس
الدولة خاصة فيما تعلق باعتباره جهة للقعضاء االبتدائي والنهائي فجعل
من اجمللس قاضي اختصاص بشان دعاوى اإللغاء والتفسري وفحص
املشروعية املرفوعة ضد اإلدارات وملنظمات املهنية واهليئات العمومية
الوطنية .وإن كان مل خيصه بدعاوى القعضاء الكامل.
فاملشرع مل يوفق يف توزي قواعد االختصاص بالنسبة جمللس
الدولة فأثقل عليه وجعل منه حمكمة ابتدائية ونهائية وحمكمة استئناف
إىل جانب االختصاص بالنقض وهي الوظيفة الطبيعية إىل جانب مهامه
األخرى.
وانطالقا من هنا نتساءل هل وفق املشرع يف توزي قواعد االختصاص
النوعي بالنسبة للمحاكم اإلدارية ()Tribunaux administratifs؟
املطلب األول :األساس القانوني للمحاكم اإلدارية
تستمد احملاكم اإلدارية وجودها القانوني من نص املادة 025
من الدستور واليت اعتمدت نظام االزدواج القعضائي ،وذلك بتأسيس
جملس الدولة يقوم أعمال اهليئات القعضائية اإلدارية (احملاكم اإلدارية).
وبذلك تكون هذه املادة أعلنت صراحة عن إنشاء حماكم إدارية على
مستوى أدنى درجات التقاضي مستقلة عن احملاكم العادية تفصل يف
املنازعات اإلدارية .ثم بعد ذلك صدر القانون رقم 15-98بتاريخ 31ماي
0998وهو أول قانون خاص ومتعلق باحملاكم اإلدارية يف اجلزائر ،ويشتمل
هذا القانون على 01مواد تطرق من خالله املشرع إىل تشكيل وتنظيم
احملاكم اإلدارية ،إضافة إىل كيفية عملها.
لقد صدر التشري املنظم للمحاكم اإلدارية مبوجب قانون )،(Loi
القانون 15-98املؤرخ يف 0998/12/31املتعلق باحملاكم اإلدارية إعماال
للفقرة 1من املادة 055من الدستور اليت ختول للربملان أن يشرع يف جمال
"القواعد املتعلقة بالتنظيم القعضائي ،وإنشاء اهليئات القعضائية".
يف الوقت الذي يرى البعض من الفقه يف اجلزائر على ضرورة
تنظيم احملاكم اإلدارية مبوجب قانون ععضوي ) ،(Loi organiqueوهذا
إعماال للفقرة 2من املادة 053اليت ختول للربملان التشري بقانون ععضوي
)(18
بالنسبة «للقانون األساسي للقعضاء والتنظيم القعضائي".
املطلب الثاني :تشكيلة احملكمة اإلدارية
نصت املادة 13من القانون 15-98على أن احملاكم اإلدارية
تتشكل من ثالثة قعضاة على األقل من بينهم رئيس ومساعدان اثنان
برتبة مستشار حتى تصح جلساتها .ويوجد على هرم هذه احملكمة
رئيس احملكمة والذي له نفس املركز القانوني لرئيس احملكمة العادية،
سواء من حيث التعيني أو االختصاص .وإن كان القانون 15-98مل ينظم
مسالة التعيني ،إال أننا نرى أنه وبوصفه قاضي فإنه يعني مبوجب مرسوم
رئاسي.
ولقد نصت املادة 12من القانون السابق على أن يتوىل حمافظ
الدولة ) (Commissaire d’étatالنيابة العامة مبساعدة حمافظي دولة
مساعدين .واملالحظة نفسها السابقة نوردها هنا أي أن القانون 15-98
مل ينظم مهام احملافظ.
املطلب الثالث :جمال االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية
نصت املادة األوىل من القانون 15-98املؤرخ يف 31ماي 0998
على أن "تنشأ حماكم إدارية كجهات قعضائية للقانون العام يف املادة
اإلدارية" .وهو نفس ما ذهبت إليه املادة 811من قانون اإلجراءات
املدنية واإلدارية اجلديد.
وإذا قارنا بني قواعد االختصاص لكل من جملس الدولة واحملاكم
اإلدارية ،جند أن اختصاص جملس الدولة يف اجملال القعضائي االبتدائي
والنهائي هو اختصاص مقيد ،أي يقتصر على نوع حمدد من املنازعات
املتعقلة بدعوى اإللغاء وفحص املشروعية والتفسري ضد القرارات
الصادرة من السلطات املركزية واهليئات العمومية الوطنية واملنظمات