Professional Documents
Culture Documents
ISSN 1112-9255 دلجملا 8 ، علا دد 20 - ناوج 0201: Les mots clés: Réputation, e-réputation,
ISSN 1112-9255 دلجملا 8 ، علا دد 20 - ناوج 0201: Les mots clés: Réputation, e-réputation,
ISSN 1112-9255
0201 – جوان20 العدد،8المجلد OEB Univ. Publish. Co.
بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية:سمعة المؤسسة
La réputation de l'institution: entre l'inévitabilité de la révision des mécanismes
traditionnels et la nécessité d'adopter des transformations électroniques
. الجزائر، المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم، * يسرى بوترعة.د.ط
yousraboutera7@gmail.com
. الجزائر، المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم، خالد لعالوي.د
laloui2000@yahoo.fr
)9402/00/40(:تاريخ القبول،)9402/04/90(: تاريخ المراجعة،)9402/40/40(:تاريخ التسليم
Abstract : : ملخص
Cet article cherche à mettre en évidence le
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أطر تحول
cadre de transformation conceptuelle de la مفهوم سمعة المؤسسة من المفاهيم التقليدية إلى
réputation institutionnelle du concept المفاهيم اإللكترونية المرتبطة بتطور تكنولوجيا
traditionnel au concept électronique. la
présentation des concepts associés à la المعلومات واالتصال التي أفرزت العديد من
transformation des technologies de المفاهيم والتي ينبغي على المؤسسة التعامل والتكيف
l’information et de la communication, a
.معها باالستجابة والتحلي باليقظة
produit de nombreux concepts que
l’institution doit gérer pour s’adapter et réagir ومن بين النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن
avec vigilance.
السمعة اإليجابية تساعد في زيادة رأس مال
Parmi les conclusions de l'étude, la
réputation positive contribue à augmenter le المؤسساتي والحصة السوقية وتعمل على زيادة ثقة
capital institutionnel et la part du marché et à
créer la confiance du public dans l'institution, مما يساعدها على التقليل من،الجمهور بالمؤسسة
Ce qui contribue à réduire les risques. Il ، كما أن هناك فروق بين مفاهيم السمعة،المخاطر
existe des différences entre les concepts de
réputation, d'image, d'identité et de ،الصورة والهوية وشخصية المؤسسة رغم تداخلها
personnalité malgré le chevauchement, la
فيما تختلف السمعة التقليدية عن السمعة اإللكترونية
réputation traditionnelle diffère de la
réputation électronique Dans la circulation et إمكانية، تغير طبيعة التفاعالت،في حركة المرور
la rapidité, Mais aussi dans la nature des
interactions, Et offre La réputation de .المشاركة والتفاعل مع الجمهور المستخدم
l'institution: entre l'inévitabilité de la révision ، السمعة اإللكترونية، السمعة:الكلمات المفتاحية
des mécanismes traditionnels et la nécessité
d'adopter des transformations électroniques . الصورة الذهنية اإللكترونية،االتصال اإللكتروني
possibilité de s’engager et d’interagir avec le
public utilisateurs.
Les mots clés: Réputation, e- réputation,
communication électronique, image mentale
électronique.
مقدمة:
االقتصادي يقوم أساسا على المعرفة
ّ االجتماعي و
ّ أي تحول يشهده العالم المعاصر من التّطورإن ّ ّ
ألي تقدم في مختلف ميادين ومجاالت الحياة المعاصرة،
ّ اوية
الز
ّ حجر يشكالن اللذان العلمي، اكم
والتّر
السرعة في كل المستويات ،كانت أهمها الثورة
واحداث تغيرات في أسلوب ونمط الحياة بالعمق والشمول و ّ
تم بين أنظمة الحوسبة وأنظمة االتّصاالت وما نتج عنهما بما صار يعرف الرقمية بسبب التّزاوج الّذي ّ
بشبكة اإلنترنت ،الّتي باتت مرك از يربط بمختلف المجاالت والمؤسسات على اختالف أنواعها ومجاالتها.
وقد توسع استخدام االنترنت إلى مجال األعمال والمؤسسات بمختلف وسائل وشبكات التواصل
االجتماعية التي ساهمت بدورها تطوير العالقة التقليدية بين المؤسسة وزبائنها ،وظهور ما يطلق عليه
اسم المستخدم أو الفرد االجتماعي ،Individu socialالذي يستطيع عرض أرائه وخبراته حول السلع
والخ دمات المختلفة ،ومشاركة اآلخرين عبر مختلف الوسائل اإللكترونية المختلفة ،مع إمكانية الوصول
إلى حجم هائل من المعلومات في إي وقت وفي أي مكان ،عبر المنصات االجتماعية مناقشة ومراجعة
التعليقات ،والبحث عن خبرات وأراء اآلخرين ومشاعرهم إزاء منتجات وخدمات المؤسسات المختلفة
ويحللها قبل اتخاذ ق ارره ،وهذا ما يؤكد السلطة والقوة اآلن في المستخدم االجتماعي
(.)hinson, 2010, p34
-1إشكالية الدراسة:
ومن أجل مواكبة المؤسسات لمختلف تطورات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وما تتطلبه
الفترة الراهنة من تحديات وضرورة استجابة المؤسسة ومعرفة دور المواقع والشبكات اإللكترونية في تثمين
وجود المؤسسة وكسبها والء وثقة زبائنها ،أو قد تساهم في هدم سمعتها إذ لم تحسن استثمار وجودها،
تبرز اإلشكالية الرئيسية للدراسة :ما هي المفاهيم واألطر التي تمس سمعة المؤسسة في ظل التوجهات
والمعامالت اإللكترونية الرقمية ،وكيف تتم إدارتها؟ وما هي أهم االختالفات بين السمعة التقليدية
والسمعة االلكترونية وكل المفاهيم المرتبطة بها وتأثيرها على مردودية واستم اررية حياة المؤسسة؟
ولإلجابة على اإلشكالية السابقة يمكن االعتماد على التساؤالت الفرعية التالية:
• ما هي األطر والمفاهيم التقليدية لسمعة المؤسسة؟
• ما هي التوجهات االلكترونية والرقمية لسمعة المؤسسة؟
-2الدراسات السابقة:
من أجل إثراء البحث تم االطالع على بعض الدراسات التي تناولت نفس الموضوع أو جزء
منه ،من بينها:
دراسة Elgiz YILMAZبعنوانLe management de la réputation :Impact des :
-médias sociaux cas de la compagnie aérienne OnurAir
الصفحة 932 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
تأثير مواقع التواصل على إدارة السمعة -دراسة حالة مؤسسة الطيران اونورأر ،هدفت هذه
الدراسة إلى تحليل تأثير وسائل اإلعالم في حاالت إدارة األزمات على السمعة اإللكترونية للمؤسسة .من
أجل الفصح عن تأثير االنتقادات السلبية للجمهور عبر شبكات التواصل االجتماعي اعتمادا على حالة
شركة الطيران التركية ،Onur Airمن خالل التحليل النوعي للمعطيات والمعلومات التي تبادلها الجمهور
عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة Facebookو Twitterوركزت هذه الدراسة على الجمهور المتابع الذي
يتميز بالمصالح واألهداف المشتركة(المعرفة ،المهارات ،وما إلى ذلك)؛ مع نفس المفهوم (لغة مشتركة
وقيم وثقافات العموم)؛ المصداقية المتبادلة (الكفاءة واالعتراف بالقيمة من اآلخر) ،ومن بين النتائج التي
توصلت إليها الدراسة أهمية إدارة السمعة اإللكترونية للمؤسسة ،ارتكاب مؤسسة Onur Airخطأ كبي ار
عن طريق محو التعليقات المقدمة من المستخدمين وهو ما يعتبر خطأ مهنيا للمؤسسة ،حيث ٪41فقط
من المؤسسات يتوفر لديها إجراء للرد على التعليقات السلبية.
دراسة ( )Dowling, 2004بعنوانReputations Journalists’ Evaluation of Corporate :
هدفت هذه الدراسة إلى وصف نموذج قياس مدى تأثير تحسين سمعة المؤسسة اعتمادا على
المقابالت الشخصية ل 52صحفي مختصين في إدارة أعمال المؤسسات الكبرى وتلك المؤشرات هي
وجود السوق ،قدره المنظمات واألداء والمسالة االجتماعية وتأثيرها على سمعة المنظمة ،وقد تم اعتماد
أربعة أبعاد وهي اإلعجاب ،االحترام ،الثقة ومدى الموثوقية ،وتوصلت الدراسة إلى أن تلك المؤشرات
األربعة تعكس السمعة بشكل جيد.
دراسة ( )Fombrun, Gardberg, Ponzi 2011بعنوان:
Conceptualizing and Validating a Short-Form Measure of Corporate Reputation
Organizational Reputation: A Review
هدفت هذه الدراسة إلى بيان تصور وتقييم نموذج لقياس سرعه المنظمات في الدراسات الكمية
في الواليات المتحدة األمريكية لشركات كبرى اعتمادا على عينه من الزبائن واجراء مقابالت إلكترونية
لتحديد مستوى السمعة مع وضع تصور نظري لسمعة المنظمة ،وقد توصلت الدراسة إلى أن السمعة هي
أصول غير ملموسة توفر ميزه تنافسية ،وأكدت على ضرورة االستثمار في تحسين السمعة.
دراسة محمد جياد زين الدين ،بعنوان :توظيف العالقات العامة لوسائل التواصل االجتماعي
في إدارة سمعة الشركات (شركات الهاتف النقال زين ،آسيا سيل نموذجا(.
ركزت هذه الدراسة على دور العالقات العامة في توظيف وسائل التواصل االجتماعي بشكل
فعال في إدارة المؤسسة بما يضمن لها التفاعل مع الجمهور وكسب الرأي العام لغرض االستمرار ،حيث
استعانت بالمنهج المسحي عن طريق استبيان على ممارسي العالقات العامة لشركه زين واسيا سيل
ووقفت على آرائهم في شان وضع تصورات مستقبليه أفضل في مجال إدارة السمعة االلكترونية ،ومن
نتائج الدراسة أنه من الضروري التواصل الخارجي مع الجمهور على الصفحات والمواقع وهذا ما يمثل
الصفحة 930 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
السمعة اإللكترونية ،أيضا المعلومات التي تقدمها المؤسسة يجب أن تكون معلومات صحيحة وواقعية
ألنها مصدر للسمعة.
-3فرضية الدراسة:
لإلجابة على اإلشكالية وتحقيق أهداف الدراسة يمكن طرح الفرضية التالية:
مردودية سمعة المؤسسة تعتمد بشكل أساسي على اليقظة والقدرة في رصد ومتابعة المعلومات عبر
الفضاءات االلكترونية الرقمية.
-4األهداف:
• إبراز المحاوالت والجهود العالمية في ظل التحول من المجتمع الحقيقي إلى المجتمع
االفتراضي(السيبراني) ،ومن السمعة التقليدية للمؤسسة إلى السمعة اإللكترونية.
• إبراز الجذور التاريخية للسمعة وتتبع مراحل وآفاق تطورها سواء في العالم التقليدي أو العالم
اإللكتروني.
• التفريق بين المصطلحات المرتبطة بالسمعة :الهوية ،الصورة الذهنية ،شهرة المؤسسة.
• توثيق اإلسهامات البحثية في تحسين السمعة اإللكترونية والواجد الرقمي للمؤسسة.
التعرف على مدى خطوات بناء السمعة اإللكترونية للمؤسسة. •
-2منهج الدراسة:
مشروع البحث تتجلى منهجيته في الدراسات النظرية التي تعتمد على المنهج التحليلي
واالستنتاج لتحليل األفكار واآلراء والنظريات المطروحة فيما يتعلق بالسمعة ،هوية المؤسسة وبناء السمعة
اإللكترونية للمؤسسة كما تم االعتماد على ما توفر من أدبيات الموضوع لبناء اإلطار الفكري والمفاهيم
والتوصل لالستنتاجات وتوصيات موضوعية لمفهوم السمعة.
-6هيكل الدراسة:
على ضوء ما سبق يمكن اإلجابة على التساؤل المطروح أعاله وتحقيقا ألهداف الدراسة يمكن
االعتماد على المحاور التالية:
-المحور األول :مفهوم سمعة المؤسسة وأهميتها
-المحور الثاني :آليات التحول من السمعة التقليدية وتبني السمعة اإللكترونية
-المحور الثالث :إدارة السمعة اإللكترونية وعناصرها
-النتائج واالقتراحات
المحور األول :مفهوم سمعة المؤسسة وأهميتها
أوال :مفهوم السمعة
-1المفهوم اللغوي:
الصفحة 930 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
تشير كلمة السمعة لغويا إلى الصيت والشهرة وتعد السمعة مفهوما معنويا للشخص أو
المؤسسة ،وهي تعني الرأي الجيد أو السيء ،كما يعرفها قاموس أكسفورد على أنها " كل ما نقوله أو
نعتقده عموما حول خصائص أو حالة شخص أو شيء ما (ايمن ،5002،ص.)592
-2المفهوم االصطالحي:
مفهوم السمعة معقد يتأثر بالعديد من التأثيرات الجوهرية بما في ذلك الهوية التنظيمية ،وترتبط
مباشرة بالمؤسسة وتساعدها في الحصول على موقع تنافسي ويجعلها أكثر استق اررا .وقد اتجهت الدراسات
األكاديمية إلى العمل على تحديد مفهوم سمعة المؤسسة وتعريفها بطرق عديدة ،وال يزال هناك تباين في
وجهات النظر في التعريف منها:
تعرف سمعة المؤسسة بأنها " تقييم جماعي لجاذبية الشركة بالنسبة لمجموعات معينة من أصحاب
المصلحة ذوي العالقة بمجموعات مرجعية من الشركات المنافسة للحصول على الموارد" (العمري،
،5049ص ،)41يحدد هذا التعريف كيف تقوم السمعة بخلق القيمة وتوفير معايير إمكانية
قياسها.
كما عرفها ":Iwu- Egwuonwu, 2011حكم المراقبين الجماعي على المؤسسة مستندين إلى
تقدير التأثيرات البيئية واالجتماعية والمالية المنسوبة إلى المنظمة بمرور الوقت" (الكريم،5042 ،
ص ،)495ويعود مفهوم سمعة المنظمة إلى عام ،4992حيث استخدم الباحثون مختلف المفاهيم
لوصفها ،وعلى الرغم من االهتمام الواسع من األكاديميين والممارسين في إدارة السمعة لكن لحد
اآلن ال يوجد تعريف مقبول لها وال اتفاق على المكونات التي تضمنتها ،ولكن أغلبهم يركز على:
السمعة كوعي :وتشير إلى المراقبين وأصحاب المصالح الذين لديهم وعي بالمؤسسة.
السمعة كتقويم :وتشير إلى المراقبين وأصحاب المصالح الذين يشتركون بتقييم المؤسسة.
السمعة كثروة :وتدمج بين الوعي والتقويم ،التي تعطي أهمية للمؤسسة.
ثانيا :المفاهيم المماثلة والمصطلحات المشابهة للسمعة
يوجد عدد كبير من المصطلحات المتشابهة كالهوية ،صورة المؤسسة ،سمعة وثقافة المؤسسة،
وهو ما يدفع إلى التمييز بين هذه المفاهيم وأوجه االختالفات بينهم والعالقة التي تربط يما بينها:
-1هوية المؤسسة :لقد عرفت هوية المؤسسة في البداية على أنها تلك الرموز واألسماء التي
تستخدمها المؤسسة ليعرفها الناس بها (مثل :االسم التجاري ،الشعار ،الرمز اإلعالني واللون
المميز لها....الخ) (قشي ،5042 ،ص ص.)411-415
-2ثقافة المؤسسة :عرف كيرت لوين ثقافة المؤسسة على أنها مجموعة افتراضات واعتقادات وقيم
وقواعد ومعايير يشارك فيها أفراد المؤسسة (فؤادة ،5042 ،ص )441وهي نسيج من اللغة
والعادات التنظيمية الخاصة بها والقانون الذي ينظم قواعد السلوك وسائل األفراد أو السلوك
المقبول اجتماعيا.
الصفحة 932 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
-1صورة المؤسسة :الصورة الذهنية هي انطباعات يشكلها الجمهور بشكل سريع من خالل
االتصاالت وعبر البرامج المتغيرة ،أما السمعة فهي عملية أكثر عمق وتنمو وتتطور عبر
الوقت من خالل اتساع الصورة الذهنية والخبرات (فؤادة ،5042،ص ،)441أي السمعة أشمل
من الصورة الذهنية للمؤسسة.
-1سمعة المؤسسة :كما سبق الذكر سمعة المؤسسة هي " الصورة الذهنية أو االنطباع الذهني
لدى المتعاملين مع خدماتها وسياساتها وأنظمتها سواء كانوا من الداعمين أو المقترضين أو
العاملين أو الزبائن أو الموردين أو الحكومة أو المنافسين أو غير ذلك من المنظمات
واألشخاص الذين تتضمنهم البيئة الداخلية والخارجية التي تتعامل فيها المؤسسة (قشي،
،5042ص .)411بينما يرى غراهام داولينغ أن سمعة المؤسسة هي " مجموعة القيم
المنسوبة للمؤسسة (مثل األصالة والموثوقية ،صدقها ونزاهتها ومسؤوليتها) التي يستشعرها
المرء عن المؤسسة من خالل الصورة التي يحملها عنها" (وليد ،5001 ،ص .)416حسب
هذا التعريف فسمعة المؤسسة ليست سوى فكرة إنشائية قائمة على القيم ،فالصورة التي يكونها
الشخص عن المؤسسة تجري مقارنتها مع القيم المستقلة لهذا الفرد فيما يراه سلوكا مالئما لذلك
الصنف من المؤسسات ،يوضح الشكل رقم( )4تداخل المفاهيم الثالثة الهوية والصورة والسمعة
مع بعضها البعض (وليد ،5001 ،ص:)412
الشكل رقم( :)4العالقة بين هوية ،صورة وسمعة المؤسسة
مزايا رموز
تعريفية هوية
أخرى التعرف على المؤسسة الشر
وتمييزها
كة
تعزيز استرجا
ع في
الذاكرة
صورة
المؤسسة
االحترام القيم
والتقدير واألدوار
للمؤسسة والسلوك
المناسبة
سمعة للمؤسسة
المؤسسة
طمأنينة وائتمان
دعم ثقة
الصفحة 904 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
المصدر :غراهام داولينغ ترجمة وليد شحادة( ،)5001تكوين سمعة الشركة،الهوية الصورة واألداء ،مكتبة
العبيكان ،المملكة العربية السعودية الرياض ،بتصرف ،ص.12
يمثل الجزء األعلى من الشكل هوية المؤسسة والتي تعطي أثرين محتملين أولهما إمكانية الربط بين
المؤسسة ورموز هويتها دون خطأ ،مثال " :المنخرط الرمادي Losange Grisرمز لمؤسسة تركيب وبيع
السيارات رونو " Renaultوثانيهما أنهم يستطيعون ربطها بمزايا تعريفية أخرى للمؤسسة ،مثال السعر،
نوعية السيارات والخدمات المقدمة ،العروض المختلفة لهذه المؤسسة وسعر قطاع الغيار وتوفيره ،نوعية
ومميزات السيارات المركبة محليا .....إلخ.
تساعد رموز الهوية المستهلكين في استعادة الصورة التي يحملونها في ذاكرتهم عن هذه المؤسسة فقد
تكون صورة ذهنية أو مشاعر حسية.
إن توافق بعض المعتقدات والمشاعر نحو مؤسسة ما ( أي صورة المؤسسة ) مع القيم التي
يؤمن بها الفرد حول السلوك المالئم للمؤسسة (وجوب احترامها لبيئتها ،تنظيم مساعدات مالية ...إلخ )
يؤدي إلى تكوين سمعة جيدة لهذه المؤسسة وهذا بدوره يقود إلى مستويات عليا من الثقة والطمأنينة
والدعم من جانب المهتمين بالمؤسسة كالموظفين والزبائن لتصبح المؤسسة عالمة تجارية مميزة (قشي،
،5042ص.)411
لذلك فإن الباحثين عند وضع إطا ار نظريا ال بد من الربط بين هذه المفاهيم بعضها البعض
واقتراح المفاهيم األساسية لتبنى على رؤى شاملة تشمل شخصية المؤسسة وثقافتها وهويتها وصورتها
الذهنية وسمعتها فشخصية المؤسسة هي التي تشمل فلسفة المنظمة وقيمها ومهامها األساسية وهوية
المؤسسة تعبر بشكل أساسي عن (من نحن) و(من نكون) وبمعنى آخر هي مجموعة من السمات
المميزة للمنظمة مثل أفرادها ومنتجاتها وخدماتها أما الصورة الذهنية فهي تهتم بما تريده المؤسسة أن
يفكر اآلخرون فيها بينما السمعة تهتم بتفكير أصحاب المصالح وهم( الجمهور الخارجي ) بشكل أساسي
من المنظمة وذلك فإن هناك ارتباط بين الهوية والصورة والسمعة وثقافة المنظمة.
ثالثا :أهمية قيمة السمعة وخصائصها:
ركز العديد من الباحثين على أهمية السمعة كونها المصدر الرئيسي الذي يدعم المؤسسة
ويميزها على المنافسين ،من خالل التأثير على أصحاب المصالح الذين يمثلون السلوك المساعد وعلى
أساس ذلك يدعمون المؤسسة عند حسن الظن بها وتتاح لها الفرص أكثر ،واألثر النقيض لكل هذا
عندما تكون السمعة سيئة ،فيفقد الناس الثقة بالمؤسسة وبكل ما تقدمه في األسواق ،وللسمعة الجيدة
نتائجها الممتازة سواء من حيث التشغيل وعمليات الشركة أو من جهة األداء المال (Temi, 2009,
).p219
الصفحة 900 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
الصفحة 909 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
تكوين السمعة عملية طويلة وتهدف إلى كسب الثقة واالحترام من خالل المجهودات المستمرة
الواضحة والمقنعة.
تشكل السمعة الطيبة عائد االستثمار وتعمل على حماية المؤسسة في األوقات الصعبة عند
حدوث األزمات.
السمعة ليست خاصية واحده بل متعددة بحسب القيم األساسية لدى الجماهير.
رابعا :مستويات سمعة المؤسسة :حسب stephanbillietينقسم هرم سمعة المؤسسة لثالثة مستويات
كما هو مبين في الشكل رقم()5
الشكل رقم(:)5هرم سمعة المؤسسة حسب stephanbilliet
السمعة
الصورة الذهنية
الشهرة
الصفحة 903 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
-1الشهرة ) :(la Notoritéتعمل الشهرة على جذب الجمهور للمؤسسة ،إذ يختار المؤسسة
المعروفة والمشهورة في حالة المفاضلة بين االختيارات المتاحة له ،وتشير الشهرة إلى قوة وجود
المؤسسة في ذهنية الجمهور ،لذا تعد عنصر مهم ومكون للسمعة وبناء الصورة الذهنية ،فإذا
كانت ذاكره الفرد مليئة باللوحات الذهنية التي تصف كل منها مؤسسة معينة فان الشهرة تمثل
حجم الصورة الذهنية للمؤسسة وال يوجد تعريف دقيق للشهرة ،فهناك من يرى الشهرة في قدرة
المؤسسة على جذب اإلنباه التي يبديها الفرد عند مصادفة المنتج أو رمز المؤسسة أو العالمة
والبعض األخر يراها في الفئة العريضة من الجمهور وليس جزء فقط من الجمهور المتعامل
مع هذه المؤسسة (محجوبيdoc.abhatoo.net.ma/spip.php 5046 ،
.)?article1024وهناك من يرى في قدره المؤسسة على جذب الجمهور واالحتفاظ بهم،
فالشهرة تجعل المؤسسة معروفه وتخلق روابط قادرة على مقاومة الزمن (رمضان،4990 ،
ص.)421
كما عرف Aekerشهرة المؤسسة /العالمة التجارية على أنها " :قدرة الزبون المحتمل
في التعرف أو تذكر وجود عالمة ما ضمن مجموعة من المنتجات" (قشي ،5042 ،ص .)411فالشهرة
بهذا التعريف تفترض وجود شرطين أساسيين معرفة هذه المؤسسة أو العالمة التجارية ،ومعرفة صنف
المنتجات التي تنتمي إليه العالمة أو مجال الصناعات الذي تنتمي إليه المؤسسة .أما Kotlerفيرى أن
شهرة المؤسسة يقصد بها " قياس جنوح الزبائن لذكر المؤسسة في ظل مختلف الشروط ( Dubois,
.)2007, p332
وال يختلف هذا التعريف عن تعريف) (C.Michan, 2003الذي عرف شهرة المؤسسة بأنها:
" عبارة عن النسبة المئوية لعدد من األفراد داخل مجتمع محدد الذين يعملون بوجود المؤسسة ،ويعرفون
المجال الذي تعمل فيه" ،أي أن الشهرة تقاس بنسبة األفراد في المجتمع الذين يعرفون المؤسسة .كما أن
الشهرة تقيس مدى حضور اسم المؤسسة في األذهان ،وذلك إما بطريقة تلقائية أو موجهة ،كما أنها
تفترض توفر لدى المستهلك على ربط اسم المؤسسة بأحد منجاتها أو مجال نشاطها .لذلك يمكن تصنيف
الشهرة إلى أربع أنواع:
الشهرة المنعدمة :أو ما يسمى بالمستوى الصفر وتتعلق هذه الشهرة بعدد من المستهلكين
الذين ال يذكرون أو ال يعرفون عالمات ومنتجات المؤسسة.
الشهرة المساعدة (الموجهة) :يطلب الباحث من المبحوث تعيين المؤسسات التي يعرفها من
بين قائمة مقترحة من أسماء المؤسسات ،وغالبا ما يستعمل هذا القياس في العالمات الجديدة
على اساس أنها ليست شائعة بين األفراد فتستعمل لقياس الشهرة من حين آلخر.
الشهرة التلقائية :يطلب من المبحوث ذكر المؤسسات التي يعرفها في سوق محددة دون تدخل
عوامل خارجية مثل ما هي مؤسسات معجون األسنان التي تعرفها ؟ "وقد توصلت إحدى
الصفحة 900 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
الدراسات إلى أن الفرد يمكنه تذكر ثالث مؤسسات في كل قطاع كمتوسط ،مما يدل على
محدودية الذاكرة اآلنية .
قمة التذكر :أي االسم األول الذي يخطر في ذهن المستهلك )2000, ((Top of mind ّ
( Lendrevie, p750في هذه الحالة االسم المذكور أوال يمثل المرجع والرمز في ذلك القطاع
السوقي .يمكن قياسه بنفس السؤال في الفقرة السابقة آخذين في الحسبان المؤسسة التي تذكر
أوال .ولدينا في المشروبات الغازية مشروب كوكا كوال كأحسن مثال على هذه الدرجة من
الشهرة .
ويضيف ) (G. Lewiإلى المستويات السابقة للشهرة مستوى آخر وهو الشهرة المؤهلة Notorité
.(LEWI, 2005, p53) qualifiéeوفيها المستهلك ال يعرف اسم المؤسسة فقط ،ولكن يعرف عنها
كل تفاصيل ،أي المنتجات المسجلة تحت اسم عالمتها ،وتاريخ المؤسسة ،وتطورها ،والشعارات التي
تعبر بها والقيم والثقافة التي تملكها .وهي أكثر تعقيدا من األنواع األخرى .
-2الشهرة وسمعة المؤسسة :تتعلق الشهرة بالسمعة ،كما اقترح Zinkoوآخرون أن الشهرة مثل
السمعة إال أنها ال توفر إمكانية التنبؤ بالسمعة ،يمكن الحصول على الشهرة من خالل وسائل
تقليدية لإلعالم أو إلكترونية وفي كلتا الحالتين يتم اكتساب الشهرة من خالل حدث معين ،إذا
وقع الحدث مرة واحدة فإنه يفتقر للتكرار والتنبؤ ) ، (Zinko R.., 2007,p87ويكون حدث
عادي ذو شهره محدودة للمؤسسة ،واذا تكرر الحدث بمرور الوقت يمكن اعتباره سمعة ،الن
الفرد يتوقع قيام المؤسسة بنفس الحدث في المستقبل بمعنى استنادا إلى أحداث سابقه متسقة،
وبالتالي فان حدث واحد قادر على جلب الشهرة وليس السمعة ،ويمكن القول أن الشهرة هي
أولى خطوات السمعة التي تتطلب جهودا كبيرة ووقت اكبر.
-3الصورة الذهنية :قبل التطرق إلى أنواع الصور الذهنية للمؤسسة يمكن إبراز العالقة بين
الشهرة والصورة الذهنية
العالقة بين الشهرة والصورة الذهنية للمؤسسة :السمعة والصورة عبارة عن مشهد تم بناؤه
اجتماعيا ،كما اقترح روبرتس ) (Zinko R … 2007, p163أن الصورة هي تصور السمعة
وهناك تقارب في الصورة والسمعة وفي بعض األحيان تعتبر متشابهة تماما .والصورة تستند إلى
تقييم الجمهور مما يعني أن سمعة األفراد أو المؤسسات قد تكون مختلفة تماما عن كل صورهم،
بالنسبة للمؤسسة فالشهرة هي الشرط الذي يسمح بتكوين الصورة الذهنية للمؤسسة التي تربط
بمجموعة من المعالم والتي تعطي إحساس يتكون في ذهن المستهلك تجاه المؤسسة ،وما يجب
اإلشارة إليه أيضا هو أن شهرة المؤسسة هي القاعدة األساسية لتكوين صورة المؤسسة فال يمكن
استحضار صورة المؤسسة في ذهن المستهلك بدون معرفته بالمؤسسة ،ومنتجاتها وعالماتها (قشي،
،5042ص.)412
الصفحة 902 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
وهذا يؤكد ما جاء به ( )H.Joannisبأن صورة المؤسسة عبارة عن جميع اإلدراكات ،األحكام
أما Jean-Pierre Pioterفيرى أن الفرق بين واالتجاهات التي تحيط بشهرتها في ذهن األفرادّ ،
الصورة الذهنية وشهرة المؤسسة يكمن في أن الصورة الذهنية تكافئ الصورة الفوتوغرافية للمؤسسة ،أما
الشهرة فهي حسب مفهومها يمكن تمثيلها على أنها فيلم أو مجموعة من الصور الفوتوغرافية ،لذلك فإنه
يمكن لمؤسسة معينة أن تكون لها شهرة جيدة وصورة غير جيدة أو العكس بالعكس (رابح،5006 ،
ص .)29وقد أكد ) (M.Ratierعلى دور الشهرة في الصورة الذهنية للمؤسسة (قشي،5042 ،
ص:)412
الشهرة أداة لترسيخ عناصر الصورة الذهنية :يعتبر تحقيق شهرة عالية أول األهداف لبناء
صورة ذهنية للمؤسسة ،ألن الشهرة تمهد لذلك ،حيث المؤسسات التي تصرف أمواال باهظة
من أجل تطوير صورتها لدى األفراد بينما هي ال تتمتع بشهرة قوية فمن األجدر أن تحاول
تحسين معدل شهرتها أوال.
الشهرة تخلق شعور األلفة :الشهرة تجعل المؤسسة مألوفة من طرف األفراد ،وهذا ما يدفعهم
لبناء عالقات مع المؤسسة.
الشهرة معيار لتصنيف المؤسسات :تعتبر مرحلة تصنيف المؤسسات مرحلة من مراحل جمع
المعلومات التخاذ قرار التعامل مع المؤسسة ،وبالتالي إذا كانت المؤسسة غير معروفة من
طرف الفرد ،فإنه ال يأخذها بعين االعتبار في عملية التصنيف .حيث يعتبر الفرد المؤسسة
المعروفة ،عالمة شرعية ،وهذا ما سوف يحسن صورتها لديه.
المحور الثاني :آليات التحول من السمعة التقليدية وتبني السمعة اإللكترونية
أوال :مفهوم السمعة اإللكترونية وأوجه االختالف عن السمعة التقليدية
السمعة هي حصيلة التقييم الموضوعي للزبون أو لجودة المنتج أو الخدمة التي تقدم (Bontis,
) ،2007 p126وفي الفضاء الرقمي السمعة اإللكترونية هي تصورات ومواقف يحملها الزبائن
والمتابعون حول المؤسسة سواء كانت سلبية أو إيجابية ،والمعلومات المقدمة عبر مواقع التواصل
االجتماعي وجودة المنتج المقدم وغيرها فسمعة المؤسسة تتكون من ثقة الزبائن والمجتمع وادراكه لقيمة
المؤسسة اعتمادا على العالقات القائمة بين المؤسسة والزبون االفتراضي.
-1مفهوم السمعة االلكترونية :عرفت السمعة اإللكترونية أو السمعة عبر اإلنترنت Online
Réputationبأنها التقييم الجماعي Social Evaluationوالذي يكون نتيجة لما تم نشره
ومشاركته من معلومات من قبل المؤسسة الجمهور المستخدم بصرف النظر عن صحة ومصدر
تلك المعلومات ،وكذالك كل ما يقوله المنافسون وأصحاب المصالح وحملة األسهم والمستثمرين
من خالل تواجدهم على االنترنت )(Dijkmans, 2015, p76
الصفحة 902 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
يصطلح على السمعة اإللكترونية عدة مفاهيم مرادفة منها السمعة عبر االنترنت ،السمعة
الرقمية السمعة في اإلعالم الجديد ...الخ .سمعة المؤسسة متغير ذات أصول غير ملموسة تسمح للفرد
المادي والمعنوي ببناء الثقة مع مرور الوقت وهذا ما تمكنه الوسائل التقنية اإللكترونية.
-2الفرق بين السمعة التقليدية واإللكترونية للمؤسسة
ذكر Stephan Billetالرئيس التنفيذي لشركة K Franceأن السعة اإللكترونية تملك نفس
مقومات السمعة التقليدية غير أنهما تختلفان في نقطتين مهمتين (:)réguer, 2011, p.p12_13
حركة المرور :La Circulation et La Rapiditéخلقت الوسائل اإللكترونية وتقنيات
المعلومات الجديدة ظاهرة التسارع مقارنة بالمجال الكالسيكي للسمعة ،أثبتت الدراسات أن
المؤسسات األكثر إثارة لإلعجاب تملك متوسط عمر21سنة فمؤسسة مايكروسوفت تأسست
سنة 4922وأخذت وقت لبناء وتأسيس سمعتها ،أما اآلن فباستخدام مواقع التواصل
االجتماعي أختصر وقت بناء وتأسيس سمعة المؤسسة ،وأصبح من الممكن بناء سمعة قوية
في وقت قياسي إذا كانت إيجابية ،كما يمكن تدميرها في وقت أسرع من السمعة التقليدية.
تغير طبيعة تفاعالت المعلومة :La Nature Interactionnelle De L’informationأي
في الفضاء اإللكتروني يتم ترسيخ و ثبات المعلومات المتعلقة بالمؤسسة ونشاطاتها،
فاالنترنت توثق المعلومات سواء كانت صور أو أخبار أو أحداث سابقة خاصة بالمؤسسة
بطريقة مغايرة عن وسائل اإلعالم التقليدية.
إمكانية المشاركة والتفاعل مع الجمهور المستخدم :تتيح المواقع اإللكترونية للمؤسسة إمكانية
المشاركة والتفاعل مع الجمهور المستخدم بطريقه تختلف عن البيئة التقليدية لوسائل اإلعالم
وتفعيل المشاركة لبناء سمعة إلكترونية ،لكن درجة التفاعل الخطورة بالنسبة للمؤسسة إذ تم إذ
لم تأخذ مسألة التفاعل بعين االعتبار.
أيضا إلجراءات "فعلية"
ال تعتمد السمعة اإللكترونية على المحتوى عبر اإلنترنت فحسب ،بل تخضع ً
أي في الفضاء المادي للمؤسسة .وبالتالي ،فإن مختلف اإلجراءات ونشاطات المؤسسة ،سواء كانت
حمالت أو أحداث أو شراكات ،لها تأثير ايجابي او سلب على السمعة اإللكترونية (Rochas, 2016,
) ،p13فال يوجد حاجز بين السمعة التقليدية والسمعة اإللكترونية .كما أشار fred cavazzaأن مفهوم
السمعة االلكترونية للمؤسسة هو نفسه السمعة ،وال يختلفان من حيث المضمون ،وااللكترونيـ ـ ـ ـ ــة هو
مفهوم دخيل ) ،(réguer, 2011, p15وبين أن السمعة المؤسسية عبر الوسائل التقليدية من التلفزيون
والراديو والوسائل المطبوع ـ ــة لم تؤثر على المفهوم وبنيته:
(blog.com/article-32456974-6.html, 2017) tv réputation -radio réputation
لإلضافة فإن السمعة االلكترونية هي نموذج جديد من االتصال للمؤسسة عبر االنترنت من خالل أبعاد
الصفحة 900 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
التفاعلية والوسائط المتعددة ،فالوسائل االلكترونية هي امتداد للوسائل التقليدية ،وال يوجد فرق في بنية
المفهومين.
ثانيا :الصورة اإللكترونية والسمعة اإللكترونية
يرتبط المفهومين ببعضهما ،فالصورة اإللكترونية أو الصورة عبر االنترنت هي الصورة التي تبنيها
المؤسسة وتوزعها عبر مواقع التواصل االجتماعي وعبر االنترنت والتي يبنيها الجمهور من خالل مختلف
المنشورات المتنوعة
( )Rochas, 2016,p14والمعلومات المقدمة عبر االنترنت.
يعبر مفهوم الصورة الذهنية االلكترونية ،عن التّمثل التي يحمله
-1مفهوم الصورة االلكترونيةّ :
مستخدمي االنترنت عن مؤسسة أو ماركة أو شخصية ما ،وذلك من خالل مجموع "اآلثار"
التي يتركها حضورهم عبر االنترنت ويساهم هذا التقييم اإللكتروني في تشكيل هوية المؤسسة
).(Mazenod://docs.google.com/viewer 2011
إلنشاء هذه الصورة اإللكترونية للمؤسسة ،يستوجب توافر أدوات لبناء هذه الصورة :المدونات
والشبكات االجتماعية الصفحات الخاصة ومواقع الويب ،قنوات الفيديو المواقع اإللكترونية الشرعية
للمؤسسة الشرعية (Rochas, 2016, p11) ...إضافة للتنسيقات المختلفة من :نصوص ،صورة،
فيديو ،صوت ...المنشورات الجذابة ،المراجع و الروابط ذات الصلة بالمؤسسة والخط التحريري المتسق
ومستوى إتقان اللغة والمحتوى ،بفضل األدوات الرقمية ،يمكن للمؤسسة أن تبني قصة ،شخصية،
باختصار :صورة جذابة وايجابية تسمح لها ببناء سمعة عبر الفضاء الرقمي.
تترابط الدوافع المرتبطة بإنشاء ونشر هذه الصورة عبر اإلنترنت نحو الهدف نفسه :اكتساب
الشهرة وخلق التميز وطرح صورة جذابة .سواء كان الهدف في جذب زبائن جدد ،تغيير أو بناء صورة
إيجابية للمؤسسة ،فالمنشورات الشهيرة تخلق صورة المؤسسة ليتم ترسيخها كواقع جديد في ذهنية الجمهور
وبالتالي خلق سمعة إلكترونية.
الصورة عبر اإلنترنت هي نتيجة الفرد أو انطباعاته اتجاه المؤسسة ،تنبع الصورة الذهنية من
المشاعر الشخصية واألفكار المقبولة عموماً واالتجاهات الواجب إتباعها وادراك السياق الثقافي والتجارب
الشخصية للفرد والمؤسسة المتغيرة ) .(Rochas, 2016, p11تتمثل خاصية الصورة عبر اإلنترنت في
أنها تبنى ببطء وحذر اعتمادا على تطلعات وذهنيات األفراد في الفضاء اإللكتروني .
-2السمعة االلكترونية :تضم السمعة اإللكترونية في جزئياتها الصورة اإللكترونية ،ولكنها تختلف
بشكل أساسي عنها من حيث إمكانية السيطرة عليها ،إذ ال يمكن السيطرة عليها وال تعتمد فقط
على ما يتم نشره ،بل على إدراك الجمهور المستخدم وتصوراته المسبقة وتعامالته الشخصية
مع المؤسسة واإلطار المرجعي االجتماعي والثقافي وتصور كل واحد منهما هو الذي يجعل
من الممكن تكوين رأي سمعة المؤسسة .
الصفحة 900 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
الصفحة 902 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
والتغيرات التي تؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة على سمعة المؤسسة ،وتتم عملية الرصد
بمساعدة برامج وتطبيقات للوصول للمعلومة المزودة بتقنية اإلنذار ونظام الكلمات المفتاحية
مثل ،..Google alerteوتقوم المؤسسة بتحليلها ثم االستجابة عن طريق التعليقات ،التقارير،
االعتذارات ،تدعيم التفاعلية...
الرسالة االتصالية أو المحتوى االتصالية :le messageأي ما تنشره المؤسسة من معلومات
ورسائل ومضامين اتصالية للجمهور المتابع ،التي تسعى المؤسسة من خالله تعزيز التواجد
اإللكتروني والبناء والمحافظة على السمعة الطيبة لدى الجمهور لمواجهة التهديدات واألزمات
المرتقبة التي من الممكن أن تنتقل من الفضاء اإللكتروني للفضاء المادي وأن تتسبب في
األضرار للمؤسسة.
االستجابة :la réponseأي استجابة المؤسسة لمتطلبات المتابعين واستفساراتهم ،وفي مرحلة
أخيرة تقوم المؤسسة بتقرير شامل لتيارات الجمهور وأرائه حول الخدمات والمعلومات المقدمة
وربما باالستعانة بدراسة استقصائية على المتابعين من أجل تعزيز السمعة اإللكترونية.
ثانيا :سيرورة بناء السمعة اإللكترونية وعناصرها
تحرص المؤسسات على بناء وتفعيل إدارة السمعة اإللكترونية من خالل سيرورة المتابعة
والرصد والتقصي بهدف التّحكم في التصورات التي يشكلها الجمهور المستخدم عبر وسائل التواصل
االجتماعي والمضامين اإللكترونية التي أصبحت تؤثر في نتائج البحث عموما ،ويعبر هذا االهتمام
المتزايد للمؤسسات بصورتها في الفضاءات اإللكترونية عن اعتراف بأن التأثير في تصورات الجمهور
يمكن أن يشكل فارقا أساسيا في ممارستها التجارية ،وبالتالي فإنها تحفز المؤسسات على إعادة تقييم هذه
النتائج والعمل على تغييرها
-4سيرورة بناء السمعة االلكترونية :تمر دورة بناء السمعة اإللكترونية بعدة خطوات حسب الشكل رقم
( )1التالي:
الشكل رقم( :)4سيرورة بناء السمعة اإللكترونية
الصفحة 924 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
االلبنا التفكير
Batir البناء Réfléchi التفكير
Batir Réfléchir
التصحيح اليقظة
Nettoyer التصحيح اليقظة La Veille
Nettoyer La Veille
المحافظة
المحافظة Entratenir
Entratenir
الصفحة 920 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
الصفحة 929 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
بوترعة يسرى /لعالوي خالد سمعة المؤسسة :بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية
يجب التمييز بين الهوية ،الصورة الذهنية ،الثقافة وسمعة المؤسسة ،رغم أن هذه المصطلحات
مصطلحات متقاربة و متداخلة إلى أنها مختلفة األبعاد ،وعلى كل باحث تحديد العنصر المدروس
بدقة .
تفعيل التواجد االلكتروني للمؤسسة الجزائرية واالهتمام باإلدارة االلكترونية أمر واجب لمواكبة
التطورات فالوسائل التقليدية وحدها ال تكفي للوصول إلى الزبائن
تتميز السمعة االلكترونية عن التقليدية بالتفاعلية وسرعة انتشار المعلومة هذا ما يزيد نسبة التعرض
لالزمات ،)le bad buzzفإذا لم تتوافر المؤسسة على يقظة معلوماتية للرصد والرد ونشر
المعلومات فحتما سيؤثر هذا على مصداقيتها وبالتالي سمعتها.
قائمة المراجع :
أوال -المراجع باللغة العربية:
-أحمد محمد المصري ،)4990(.العالقات العامة ،مؤسسة شباب الجامعة ،جامعة األزهر،
مصر.
-إسماعيل العمري ،)5042(.إستراتيجيات إدارة السمعة ،دار الفكر ،أفاق المعرفة متجددة،
دمشق ،سوريا.
-رابح بلقاسم ،)5006(.صورة المؤسسة وتقييم فعالية إستراتيجية االتصال التسويقي حالة مجمع
صيدال ،مذكرة ماجستير غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.
-خالد قايشي ،ورمزي بودرجة ،)5042(.التسويق والمسؤولية االجتماعية ،عمان -األردن ،دار
أسامة للنشر والتوزيع.
-سيد احمد ناصر ،ومحمد مصطفى ،ودرويش محمد وعبد اهلل ايمن ،)5002(.المعجم الوسيط،
دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان.
-علي الباز ،)5005(.العالقات العامة والعالقات اإلنسانية والرأي العام ،مكتبة اإلشعاع،
اإلسكندرية.
-غراهام داولينغ ترجمة وليد شحادة( ،)5001تكوين سمعة الشركة ،الهوية الصورة واألداء ،مكتبة
العبيكان ،المملكة العربية السعودية الرياض.
-فؤلدة البكري ،)5042(.العالقات العامة وتغيير ثقافة المنظمات ،كلية اآلداب جامعة حلوان،
عالم الكتاب.
-مروان أسعد رمضان وآخرون،)5009(.التسويق ،الموسوعة اإلدارية الشاملة ط ،5مركز الشرق
األوسط الثقافي ،بيروت.
-نرمين عالء الدين حسن( ،)5042دور وسائل التواصل االجتماعي في تحقيق سمعة المنظمات،
كلية اآلداب ،جامعة حلوان.
الصفحة 923 المجلد،8العدد –2جوان 0201 مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي
لعالوي خالد/بوترعة يسرى بين حتمية مراجعة اآلليات التقليدية وضرورة تبني التحوالت االلكترونية:سمعة المؤسسة
مدخل: الذكاء األخالقي، عامر عبد الكريم الذبحاوي،)5042(. يوسف حجيم سلطان الطائي-
. عمان، دار الصفاء للنشر والتوزيع،لدعم سمعة منظمات األخالق