You are on page 1of 20

‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬

‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب االتصاالت على درجة عالية من األمهية يف املنظمات املختلفة‪ ،‬فهي مبثابة الدم الدافق للحياة يف أي‬
‫منظمة من املنظمات‪ ،‬إذ بدون االتصاالت متوت أو تضمر احلركة الدائبة للمنظمة ومجيع أنشطتها األخرى‪ ،‬وتنبع أمهية‬
‫االتصاالت من الدراسات واألحباث اليت أثبتت هذه األمهية من القدر الزمين املبذول يف مزاولتها كنشاط رئيسي من جهة‪،‬‬
‫وكظاهرة اجتماعية من جهة أخرى‪ .‬حيث وجد أن اإلداري والرئيس واملرؤوس‪ ،‬كل يقضي معظم وقته يف االتصال‪ ،‬فتشري‬
‫كافة التقديرات إىل أن مقدار هذا الوقت املبذول يف االتصال يرتاوح مابني ‪ %57‬إىل ‪ %09‬من ساعات العمل اليومية‬
‫للمسري‪.‬‬
‫ولقد أصبح اليوم موضوع االتصاالت اإلدارية حيظى ابهتمام كافة املسريين على املستوايت املختلفة بغض النظر‬
‫عن املدرسة اليت ينتمون إليها‪ ،‬سواء كانت املدرسة التقليدية‪ ،‬أو املدرسة احلديثة‪ ،‬حيث يسعون إىل اجناز األعمال واملهام‬
‫من خالل اآلخرين مما يستلزم إجراء اتصاالت مع األفراد على كافة املستوايت‪.‬‬
‫فاالتصال هو لب و جوهر اإلدارة ‪ ،‬حيث تعترب مشكلة االتصاالت هي مشكلة اإلدارة األوىل يف العصر‬
‫احلديث‪ ،‬مبعىن أهنا مشكالت استنباط الطرق والوسائل الالزمة واملالئمة لنقل البياانت واملعلومات سواء من مستوايت‬
‫التنظيم األعلى إىل األدىن أو من األدىن إىل األعلى من داخل املشروع إىل خارجه أو من خارجه إىل داخله‪ .‬حيث تلعب‬
‫االتصاالت دورا كبريا يف مزاولة كافة العمليات اإلدارية‪ ،‬فاختاذ القرارات والتنظيم والتوجيه والرقابة كلها أنشطة إدارية‬
‫متارسها املنظمة ويستلزم ممارستها وجود نظام سليم لالتصال‪.‬‬
‫وعليه تعترب االتصاالت نشاط إداري واجتماعي ونفسي داخل املنظمة‪ ،‬تعمل على نقل املفاهيم واآلراء واألفكار‬
‫واملعلومات عرب القنوات الرمسية خللق التماسك بني مكوانت املنظمة وابلتايل حتقيق أهدافها‪ ،‬وذلك الن نشر املعلومات‬
‫الصادقة وامل تعلقة حأحوال العمل متكن امجميع من أن يكونوا على علم كامل بكل ما يدور داخل حول العمل مما يساعد‬
‫على حتقيق األهداف املتفق عليها‪ ،‬وابلتايل يتحقق مبدأ الفريق املتكامل‪ ،‬وبذلك تساعد االتصاالت يف اختاذ القرارات‬
‫اإلدارية السليمة‪ ،‬وحتقيق جناح املنظمة ومنوها وتطورها‪ ،‬فال يكفي أن تكون إدارة املنظمة حازمة وعادلة وتصدر من‬
‫القرارات ما يكفل حتقيق األهداف‪ ،‬ولكن البد من شرح وتفسري هلذه القرارات والسياسات واألهداف والتوجيهات إىل‬
‫املرؤوسني واملنفذين حىت يقتنعوا ابملربرات املنطقية إلصدار هذه القرارات والتعليمات‪ ،‬وعلى اإلدارة أيضا أن تتأكد من‬
‫أهنم يفسروهنا التفسري الصحيح‪ ،‬فليست املشكلة يف نشر املعلومات بني أعضاء التنظيم‪ ،‬بل املشكلة هي يف تفهم هذه‬
‫املعلومات ابلطريقة اليت تقصدها اإلدارة‪.‬‬
‫أما من الناحية االجتماعية والنفسية‪ ،‬فتعترب االتصاالت وسيلة هادفة لضمان التفاعل والتبادل املشرتك بني مجيع‬
‫أفراد املنظمة‪ ،‬وأيضا ضرورة أساسية لتوجيه وتغيري السلوك الفردي وامجماعي للعاملني يف املنظمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫وابعتبار التحرير اإلداري أحد أدوات االتصال املستخدمة يف تعزي ِز االتّصال بني األقسام اإلداريّة املختلفة من‬
‫صف طبيع َة العمل يف ُك ِل قسم‪،‬‬ ‫بتقدمي تقاري ٍر كتابية‪ ،‬وإحصائية‪ ،‬وغريها ِمن التقارير األُخرى اليت تَ ِ‬
‫خالل قيام املوظفني ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫إلعداد واثئق هتدف إىل توف ِري قنوات‬ ‫ومن التعريفات األُخرى للتحري ِر اإلداري‪ ،‬هو قيام اإلدارةِ بِتوجيه بعض املوظفني‬
‫اتصال تَربط بني اإلدارةِ‪ ،‬واألقسام الداخلية‪ ،‬واخلارجية للمنظمة‬
‫يعتمد النشاط اإلداري عموما واالتصال بوجه خاص‪ ،‬يف اإلدارات واملؤسسات العمومية‪ ،‬على الوسائل الكتابية‬
‫بشكل أساسي ‪ ،‬وذلك العتبارات عملية وتنظيمية وقانونية‪ ،‬وعليه ميكن القول أن جناعة اإلدارة وفعالية أنشطتها‬
‫مرتبطان ارتباطا وثيقا مبدى صالحية وسالمة الواثئق والنصوص احملررة فيها‪ ،‬ومن مث يتوجب على املوظفني على اختالف‬
‫مستوايهتم ووظائفهم‪ ،‬حيازة املؤهالت الالزمة لتحرير املراسالت والواثئق اإلدارية بشكل صحيح‪ ،‬شكال ومضموان‪.‬‬
‫إن حترير الواثئق اإلدارية ‪ -‬سواء ما تعلق منها بتبليغ معلومات ) رسائل‪ ،‬تقارير‪(..‬أو إصدار توجيهات)‬
‫مذكرات تعليمات‪ (...‬أو خلق وضعيات قانونية) قرارات‪ ،‬مقررات‪ (... ،‬أو غريها – يتطلب مراعاة مجلة من املبادئ‬
‫والقواعد املعربة عن طبيعة املرفق اإلداري ابعتباره ممثال للسلطة العمومية من جهة‪ ،‬واملندجمة ضمن نظام قيمي ومعياري‬
‫حيدد العالقات بني خمتلف املصاحل والوحدات اإلد ارية ‪ ،‬وعالقات هذه األخرية مبستخدميها ومبستعملي املرافق العامة من‬
‫جهة اثنية‪.‬‬
‫هذه االعتبارات مجيعها تضفي على التحرير اإلداري صفات خصوصية متيزه عن ابقي أنواع )التحرير التجاري‪،‬‬
‫اإلعالمي‪ ،‬االجتماعي‪ ،( ...‬وتقتضي من مث حتديد اإلطار العام هلذا احلقل املعريف وتوصيف التقنيات اخلصوصية لتحرير‬
‫خمتلف الواثئق اإلدارية‪.‬‬
‫إن العناية ابلتحرير اإلداري وحيازة القدرات واملؤهالت الالزمة لكتابة احملررات اإلدارية بشكل جيد وسليم‪،‬‬
‫ينبغي أن تشكل إحدى األولوايت لدى كل موظف عمومي مهما كانت وظيفته أو مستواه التدرجي يف السلم الوظيفي‪،‬‬
‫الن امجميع مدعوون بشكل مستمر أو ظريف إىل اجناز عمليات التحرير اإلداري‪ ،‬كما أن صورة املوظف ‪ ،‬كفاءته‬
‫وشخصيته تربز بشكل واضح من خالل حمرراته‪ ،‬لذلك ينبغي على كل موظف بذل قصارى جهده واغتنام هذه الفرصة‬
‫الثمينة لتحصيل التقنيات اخلاصة ابلتحرير اإلداري واإلملام هبا‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية عملية االتصال والتحرير اإلداري داخل املنظمة وابعتبارمها من أهم األنشطة اليت تساهم يف حتقيق‬
‫فعاليته ‪ ،‬أنشأت املشروعات الكربى يف الدول املتقدمة صناعيا إدارات متخصصة لالتصاالت وزودهتا ابخلرباء يف شؤون‬
‫تنظيمها‪ ،‬وبرز يف احلقل الصناعي نوع جديد من املستشارين أطلق عليهم مستشاري االتصاالت‪.‬‬
‫وحماولة منا لسد جزء من الفراغ يف هذا اجملال ها حنن نقدم إىل طلبة السنة الثانية ماسرت هذه املطبوعة املكونة‬
‫من جزئني حتت عنوان االتصال والتحرير اإلداري‪ ،‬واليت سنحاول من خالهلا تغطية أغلب حماور الربانمج الدراسي‬
‫املقرتح هلذا املقياس‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫أهداف تدريس المقياس‪:‬‬

‫بعد االنتهاء من دراسة هذا املقياس يكون طالب السنة الثانية ماسرت ختصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬اقتصاد‬
‫كمي واقتصاد دويل ‪:‬‬

‫‪ .1‬قادرا على فهم االتصال ومساته وأهدافه وأمهيته‬


‫تقرب إىل ذهنه عملية االتصال من خالل شرح عناصر االتصال ومكوانته‬ ‫‪ .2‬كما ستوضح لديه املسائل العامة اليت ِّ‬
‫وأنواعه ومناذجه وخصائصه وأغراضه‪.‬‬
‫‪ .3‬كما يهدف هذا املقرر إىل توضيح بعض املفاهيم املغلوطة عن االتصال‪ ،‬وكيفية الوصول إىل الكفاءة يف االتصال‬
‫قدر اإلمكان‪،‬‬
‫‪ .4‬اضافة اىل ذلك التعرف على كيفية كتابة الرسائل والتقارير اإلدارية وإعداد حماضـر االجتمـاع وغريها من‬
‫املعلومات اهلامة ذات عالقة مبمارسة االتصال والتحرير اإلداري‪.‬‬

‫حماور اجلزء األول ‪ :‬مدخل لالتصال‬

‫احملور األول االتصال‪ :‬املفهوم ‪ ،‬اخلصائص‪ ،‬املبادئ‬


‫‪ .1‬مفهوم االتصال‬
‫‪ .2‬خصائص االتصال‬
‫‪ .3‬مبادئ االتصال‬
‫احملور الثاين‪ :‬االتصال ‪ :‬أشكاله وعناصره وأهدافه‬
‫‪ .1‬أشكال االتصال‬
‫‪ .2‬عناصر االتصال‬
‫‪ .3‬أهداف االتصال‪:‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬االتصال‪ :‬الوسائل‪ ،‬الوظائف وأمهيته يف وقتنا احلاضر‬


‫‪ .1‬وسائل االتصال‬
‫‪ .2‬وظائف االتصال‬
‫‪ .3‬أمهية االتصال يف وقتنا املعاصر‬
‫احملور الرابع ‪ :‬معوقات االتصال‬
‫‪ .1‬املعوقات الشخصية‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫‪ .2‬املعوقات التنظيمية‬
‫‪ .3‬املعوقات البيئية‪:‬‬
‫‪ .4‬معوقات خاصة مبضمون وطريقة عرض الرسالة‬
‫‪ .5‬معوقات خاصة بطبيعة وسيلة االتصال وخصائصها‬

‫اجلزء الثاين ‪ :‬االتصال والتحرير االداري حماور‬

‫احملور اخلامس‪ :‬أساسيات التحرير االداري‬


‫‪ .1‬مفهوم التحرير االداري‬
‫‪ .2‬تعريف التحرير االداري‬
‫‪.3‬امهية التحرير اإلداري‬
‫‪ .4‬اسلوب التحرير االداري‬
‫‪ .7‬مميزات التحرير االداري‬
‫‪ .6‬صيغ التحرير االدار‬
‫احملور السادس‪ :‬الرسالة االدارية‬
‫‪ .1‬تعريف الرسالة االدارية‬
‫‪ .2‬أمهية الرسالة االدارية‬
‫‪.3‬أنواع الرسالة االدارية‬
‫‪ .4‬القواعد األساسية لتحرير الرسالة االدارية‬
‫‪.7‬شكل الرسالة االدارية‬
‫‪ .6‬عناصر الرسالة االدارية‬
‫‪ .5‬املواصفات املادية للرسالة االدارية‬
‫‪ .8‬مناذج ملراسالت ادارية‬

‫احملور السابع‪ :‬التقرير اإلداري ‪Le rapport administratif‬‬


‫‪.1‬تعريف التقرير االداري‬
‫‪ .1‬أهداف التقارير‬
‫‪ .2‬أنواع التقارير‬
‫‪ .3‬عناصر التقارير‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫‪ .4‬خطوات كتابة التقارير‬


‫‪ .7‬مناذج من التقرير‬
‫احملور الثامن‪ :‬احملضر ‪procès-verbal‬‬

‫‪ .1‬أنواع احملاضر‬
‫‪ .2‬عناصر احملضر‬
‫مناذج من احملاضر‬

‫احملور التاسع‪ :‬عرض احلال ‪Le compte rendu‬‬


‫‪ .1‬خصائص عرض احلال‬
‫‪ .2‬عناصر وحمتوايت عرض احلال‬
‫‪ .3‬مناذج من عرض احلال‬
‫احملور العاشر‪:‬جدول اإلرسال وجدول األعمال ’‪Le bordereau d’envoi et l‬‬
‫‪ .1‬عناصر جدول اإلرسال‬
‫‪ .2‬منوذج من جدول اإلرسال‬
‫احملور احلادي عشر ‪:‬االستدعاء والدعوة ‪La convocation et l’invitation‬‬
‫‪ .1‬عناصر االستدعاء والدعوة‬
‫مناذج من االستدعاء والدعوة‬ ‫‪.2‬‬

‫احملور الثاين عشر‪:‬املذكرة اإلدارية ‪La note administrative‬‬


‫‪ .1‬خصائص املذكرة اإلدارية‬
‫‪ .2‬استخدامات املذكرات اإلدارية‬
‫‪ .3‬عناصر املذكرة اإلدارية‬
‫‪ .4‬حترير املذكرة اإلدارية ‪La Note‬‬
‫‪ .7‬مناذج من املذكرة اإلدارية‬
‫احملور الثالث عشر‪ :‬اإلعالن ‪L’Avis‬‬
‫‪.1‬تعريفه‬
‫‪.2‬اهلدف منه‬
‫‪.3‬شكله‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫‪.4‬منوذج من االعالن‬
‫المحور الرابع‪ :‬وثائق السرد والوصف والتحليل‪:‬‬
‫‪ .8‬احملضر‪،‬‬

‫‪ .0‬التقرير‪،‬‬

‫‪ .19‬عرض احلال‬

‫المحور الخامس‪ :‬وثائق التبليغ‪:‬‬


‫‪ .11‬جدول االرسال وجدول االعمال‪،‬‬
‫‪ .12‬االستدعاء والدعوة‪،‬‬
‫‪ .13‬المذكرة االدارية‪،‬‬
‫‪ .14‬المنشور واالعالن‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫الجزء األول ‪ :‬مدخل االتصال‬


‫تمهيد‬
‫يعترب االتصال من السلوكيات اإلنسانية املعقدة‪ ،‬تستعمل فيه كل احلواس وإمكاانت اإلنسان الذهنية و والنفسية يف أن واحد‬
‫استعماال متناسقا ومنسجما حىت يتم تبليغ واستالم الرسالة‪ ،‬وتكمن أمهيته يف أنه احملرك األساسي لكل العمليات االجتماعية داخل‬
‫اجملتمع واملؤسسة‪ ،‬وبدونه ال ميكن تصور أي حركة اجتماعية وأي شكل من أشكال التبادل‪ ،‬ونصبح أمام حالة صامتة جنتهد فيها لفهم‬
‫وفك الرموز‪.‬‬
‫يعد االتصال عملية هامة‪ ،‬ضمن الوظائف األساسية ابملؤسسة االقتصادية‪ ،‬اليت تتميز اليوم بتوجهها حنو الكرب والتعقيد بعدما‬
‫كانت الوحدات احلرفية واملؤسسات الرأمسالية اليت ميلكها ويديرها نفس الشخص ذات أحجام ومهام بسيطة غري معقدة‪.‬‬
‫وملا كانت املؤسسة يف أطوارها األوىل بسيطة يف إدارهتا ويف الوسائل املادية والبشرية املستعملة‪ ،‬كانت عملية االتصال سهلة‬
‫ومستمرة ويومية‪ ،‬بني النظم واملالك وبقية اإلفراد العاملني معه‪ ،‬وفق طرق ووسائل شفوية عادة ومباشرة‪ ،‬إال أن هذه الطرق ما فتئت تتطور‬
‫وتتعقد ابملؤسسة احلديثة لتعقد تنظيمها ومستوايهتا اإلدارية وزايدة عدد إفرادها وضخامة مواردها‪،‬‬
‫وهذا ما جعل املهتمني ابالتصال بني الكائنات البشرية يتجهون إىل دراسة هذا املوضوع فيها‪.‬‬
‫وقد حتولت املؤسسات احلديثة من االستثمار يف الطاقة اليت تبدو أمهيتها كبرية إىل االستثمار يف جمال املعلومات واالتصال نظرا‬
‫جملاهلا املفتوح والالحمدود يف البحث واالكتشاف‪ ،‬ونظرا ألن الفاعلية ال حدود هلا أيضا ونظرا للمنافسة الشديدة من قبل املؤسسات‬
‫العاملية املختلفة‪.‬‬
‫وحىت تقوم املؤسسة واإلدارة بشكل خاص ابملهام املنوطة إليها‪ ،‬فمن واجبها االهتمام ابالتصال وجوانبه النظرية وعالقته‬
‫ابملؤسسة االقتصادية‪ ،‬حىت تتمكن من االستفادة منها يف التأطري والتوجيه واملتابعة ملختلف حتركاهتا منذ اإلعداد للخطط والربامج إىل‬
‫التنفيذ واملراقبة وتقييم النتائج‪.‬‬
‫وعليه أصبح االتصال اليوم‪ ،‬أيخذ أمهية خاصة يف املؤسسة‪ ،‬وذلك ابعتباره أداة مكملة للعملية اإلدارية يف جمموعها‪ ،‬سواء يف‬
‫حتضري األهداف والتخطيط‪ ،‬أو بتنفيذه وتوجيهه ومراقبة نتائجه‪ ،‬وغريها من العمليات اليت تشملها املهام اإلدارية‪ ،‬حىت أنه صار ميكن‬
‫اعتبار االتصال من الوظائف اإلدارية نظرا للدور الذي يلعبه يف تكملة ودعم هذه الوظائف‪.‬‬
‫وبذلك ومن هنا فان احلاجة لالتصال ازدادت يف عصران احلاضر إىل املزيد من املعلومات ‪ ،‬واىل معرفة أساليب التأثري على‬
‫الصورة الذهنية اليت يكوهنا الناس عن واقعهم وحياهتم ‪ ،‬ومما ال شك فيه فان ظاهرة االتصال ألصبحت اليوم من الظواهر اليت حتتاج اىل‬
‫الدراسة والتشخيص والتعمق والتحليل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫المحور األول االتصال‪ :‬المفهوم ‪ ،‬الخصائص‪ ،‬المبادئ‬


‫أوال‪ :‬مفهوم االتصال‬
‫ميكن النظر لعملية االتصال يف أبسط صورها ‪ ،‬على أهنا عملية نظرية أساسها احلاجة اىل الكالم والكتابة واالستمتاع والتفاعل‬
‫مع اآلخرين ‪ ،‬وتعين مشاركة معلومات واجتاهات اآلخرين مع معلوماتنا واجتاهاتنا وأفكاران‪.‬‬
‫فيتفاعل الفرد مع غريه من خالل االتصال " ‪ "Communication‬للتعبري عن أبعاد التفاعل االجتماعي بني األفراد‪ ،‬فيعترب‬
‫االتصال الوسيلة االجتماعية اليت يتم من خالهلا التفاهم بني األفراد وخلق حركية ديناميكية للجماعة‪ ،‬والتفاعل املستمر بني األفراد‬
‫وامجماعات على حد سواء ‪.‬‬
‫واالتصال وسيلة رئيسية من الوسائل اليت تستخدم لتحقيق أهداف املنظمة بشكل عام ‪ ،‬حيث يتم من خالهلا نقل املعلومات‬
‫والبياانت واآلراء واألفكار بني األفراد بغرض حتقيق األداء املستهدف للمنظمة وال تستطيع املنظمة حتقيق تلك األهداف إال من خالل‬
‫احللقات املستمرة واحلركة الدائمة من االتصاالت سواء بطابعها الرمسي او غري الرمسي‪ ،‬خاصة وأن التفاعالت االجتماعية هي حقيقة‬
‫سياسية متثلها حركية ديناميكية التطور والنمو الذي تشهده املنظمات املعاصرة املختلفة‪.‬‬
‫ويعترب االتصال ابملنظمة مبثابة الطاقة احملركة مجميع نظم املنظمة وأنشطتها فبدون االتصال لن يكون هلذه األنشطة وجود يف الواقع الفعلي‪.‬‬
‫لقد تعددت املفاهيم والتع ريفات اخلاصة ابالتصال وسنحاول وضع مفهوم علمي لالتصال يكون شامال وجامعا وحيقق األهداف‬
‫املختلفة من االتصال ويف ضوء االعتبارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬إن عملية االتصال مرتبطة دائما حأحداث وعالقات مستمرة وديناميكية ومتغرية؛‬
‫‪ .2‬يكون االتصال دائما بني األفراد أو اجملموعات أو بني طرفني وليس طرف واحد أحدمها مرسل واآلخر مستقبل؛‬
‫‪ .3‬أن حيقق االتصال التأثري يف املستقبل حىت حيدث االستجابة املطلوبة اليت يريدها املرسل؛‬
‫‪ .4‬إن االتصاالت اإلدارية ال تشمل فقط االتصاالت الداخلية يف املنظمة وإمنا متتد أيضا لتشمل االتصاالت بني املنظمة وبيئتها اخلارجية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف االتصال‬
‫لقد اهتم الباحثون يف مجيع اجملاالت مبوضوع االتصال منذ القدم نظرا لألمهية الكبرية اليت يكتسيها‪ ،‬و ميكن تعريفه لغواي‬
‫واصطالحا كما يلي‪:‬‬
‫لغواي‪:‬‬
‫‪ ‬أصل كلمة اتصال يف اللغة العربية هو الوصل "ويقصد به الربط بني طرفني (شخصني أو أي كائنني) من جهة ومن جهة أخرى فهو‬
‫يعين الوصول إىل غاية معينة أي بلوغ هدف معني من تلك الصلة ‪.‬‬
‫‪ ‬أما يف اللغة االجنليزية فان كلمة اتصال)‪ (communication‬فهي مشتقة من"‪ "communis‬وهي كلمة التينية ويقصد هبا يف‬
‫االجنليزية "‪ "commun‬أي مشرتك أو اشرتاك‪.‬‬
‫‪ ‬وكلمة )‪ (communication‬يف اللغة الفرنسية فهي مشتقة من الكلمة الالتينية" ‪"communicare‬واليت يقصد هبا ‪"mettre en‬‬
‫‪ " commun‬أي التبادل والتقاسم‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫أما من الناحية االصطالحية فقد جند عدة تعاريف نظرا لتعدد وجهات النظر‪ ،‬حيث خيتلف مفهوم االتصال من ختصص ألخر‪ ،‬فعلماء‬
‫االنرتوبولوجيا يعرفونه على انه شبكة معقدة من املفاهيم الكاملة أو امجزئية بني أعضاء وحدات ختتلف يف حجمها ويف درجة عقيدها‪،‬‬
‫وترتاوح هذه الوحدات من أسرة صغرية أو شخصني بينهما اتصال من نوع ما إىل مجاعة هائلة العدد تربط بينها وسائل اتصال ممكنة أو‬
‫متاحة‪ ،‬وأن هذه الشبكة املعقدة قد تبدو ظاهراي يف شكل مؤسسات اجتماعية يف صفتها الثابتة لكنها يف الواقع ذات طبيعة اتصالية‪ ،‬وكل‬
‫منوذج ثقايف وكل حركة وكل سلوك اجتماعي يتضمن اتصاال ضمنيا أو صرحيا‪.‬‬
‫وهناك تعاريف عدة لالتصال نورد منها التايل‪:‬‬
‫حسب قاموس أكسفورد فان االتصال عبارة عن نقل وتوصيل أو تبادل األفكار واملعلومات ابلكالم أو الكتابة أو اإلشارات‬
‫مبعىن آخر "‪:‬انتقال الرموز ذات املعىن وتبادهلا بني األفراد‪" 1‬‬
‫و هو أيضا‪" :‬العملية اليت يتم مبوجبها نقل وتبـادل املعلومات اليت يكون هلا معىن بني شخصني على األقل ‪"2‬‬
‫يف حني يعرفه )‪ Newman and Summer(1977‬حأنه‪" :‬تبادل احلقائق و األفكار و اآلراء و العواطف بني شخصني فأكثر‪."3‬‬
‫كما عرفته مجعية اإلدارة األمريكية حأنـه "عملية خلق التفاهم وإشاعته‪ ،‬أي تبادل األفكـار ونقلها ونشرها بني األفراد‪"4‬‬
‫أما تشارلز كويل‪ 5‬فقد اعتربه‪ ":‬امليكانيزم الذي من خالله توجد العالقات اإلنسانية و تنمو و تتطور الرموز العقلية بواسطة‬
‫وسائل نشر هذه الرموز عرب املكان و استمرارها عرب الزمان"‪.‬‬
‫بينما أشار أركاند و بوربو يف تعريف أكثر مشولية ‪":‬أنه على املستوى اإلنساين ‪ ،‬مبقدوران حتديد مفهوم االتصال‬
‫على انه نظام ديناميكي‪ ،‬و الذي بواسطته يستطيع االنسان تكوين عالقات مع إنسان آخر بغية نقل و تبادل األفكار و املعلومات و‬
‫العواطف و األحاسيس ‪ ،‬و ذلك بواسطة اللغة الشفوية أو املكتوبة ‪ ،‬عن طريق نظام من الرموز و اإلشارات ‪ ،‬كاحلركات و اإلمياءات أو‬
‫املوسيقى و الرسم و غريهم‪"6‬‬
‫نالحظ أن جمموعة من العلماء خاصة يف جمال النفس واإلدارة‪ 7‬فقد ركزوا على قدرة االتصال يف التأثري على اآلخر‪ ،‬فنجد‬
‫يف هذا املساق‪:‬‬
‫التعريف التايل" السلوك اللفظي أو املكتوب الذي يستخدمه أحد األطراف للتأثري على الطرف اآلخر‪ .‬وكذا تعريف & ‪Berelson,‬‬
‫‪Serelson‬على انه عملية نقل املعلومات والرغبات واملشاعر واملعرفة و التجارب‪ ،‬إما شفواي أو ابستعمال الرموز و الصور و‬
‫اإلحصائيات بقصد اإلقناع و التأثري على السلوك ‪. "8‬ابإلضافة إىل تعريف خضري شعبان"الذي يعتربه عملية نقل الرموز املواتية من‬

‫‪ 1‬خريي خليل امجميلي‪ ،‬االتصال ووسائله يف اجملتمع احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الكتب امجامعي احلديث ‪ 1997،‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬عاكف لطفي خصاونة‪ ،‬اإلبداع واالبتكار يف منظمات األعمال‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،2911 ،‬ص‪09‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Newman W , Summer C.Process of Management in Doctor, Principles and Practice of Business Communication,1977‬‬
‫‪ 4‬محمد المساد‪.،‬اإلدارة الفعالة ‪ ،‬ط ‪ 1‬مكتبة ناشرون‪،3112،‬ص‪17.‬‬
‫‪5‬خريي خليل امجميلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪0‬‬
‫‪ 6‬صاحل بن نوار‪ ،‬فعالية التنظيم يف املؤسسات االقتصادية ‪ :‬جامعة متنوري قسنطينة حمرب علم اجتماع االتصال للبحث و الرتمجة‪ ،6002،‬ص‪63‬‬
‫‪ 7‬إبراهيم خليل خضر‪ ،‬مھارات االتصال‪ ،‬دار الجندي للنشر و التوزیع فلسطين‪ ، 2013 ،‬ص‪48‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Berelson, B., & Steiner, G. Human behavior: An inventory of scientific findings. New York: Harcourt, Brace, and‬‬
‫‪World,1964‬‬
‫‪9‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫أطراف مؤثرة و متأثرة ‪ ،‬بقصد إحداث تغيري يف السلوك أو املواقف‪ ،‬و جناح االتصال أمر نسيب قد يتحقق جزئيا أو كليا على حنو يساهم‬
‫فيه عامالن مها طبيعة اإلنسان و مدى ثقافته‪. " 1‬‬
‫يف حني بعض العلماء ركزوا على العمليات العقلية و املعرفية والذهنية املوجودة يف عملية االتصال‪ ،‬ومن ضمن هذه العمليات التقدير و‬
‫احلكم والتفسري والربط و التذكر وعليه فإن االتصال هو استخدام الكلمات واحلركات وغريها‪ ٍٍ -‬من الرموز لتبادل املعلومات ‪. "2‬‬
‫كما يعرفه "‪ Albert Henry‬على أنه "نقل املعىن من شخص ألخر‪ ،‬من خالل العالمات أو اإلشارات‪ ،‬أو الرموز من نظام لغوي‬
‫مفهوما ضمنيا للطرفني"‪.‬‬
‫أما ميلر" ‪ G.Miller‬يعتبر" أن االتصال حيدث عندما توجد معلومات يف مكان ما‪ ،‬أو لدى شخص ما‪ ،‬ونريد إيصاهلا إىل‬
‫مكان أخر أو شخص أخر"‪.‬‬
‫ويعرفه ‪ C.Cherry‬أیضا " االتصال حأنه استعمال الكلمات أو الرسائل‪ ،‬أو أية وسيلة مشاهبة للمشاركة يف املعلومات حول موضوع أو‬
‫حدث‪.‬‬
‫وهناك من عرفه على أنه االتصال هو تلك العملية التفاعلية بني املرسل واملستقبل يف إطار بيئة اجتماعية معينة‪ ،‬وهذا التفاعل‬
‫جيعل من غري املمكن فهم جانب واحد من جوانب تلك العملية مبعزل عن امجوانب األخرى‪ ،‬وان التفاعل واملشاركة بني املرسل واملستقبل‬
‫مييز مفهوم االتصال عن مفهوم اإلعالم‪ ،‬وجيعل مفهوم اإلعالم معربا عن العملية االتصالية ألنه يكون ذو اجتاه واحد‪.‬‬
‫ويعرف االتصال أيضا حأنه العملية اليت يتم من خالهلا نقل رسالة ما من املرسل إىل املرسل إليه سواء كانت هذه العملية بني‬
‫فردين أو بني مجاعتني أو بني فرد ومجاعة‪ ،‬أو بني تنظيمني عن طريق جمموعة من الرموز املعروفة لدى الطرفني‪ ،‬وذلك من خالل وسائل‬
‫االتصال املختلفة حبيث يكون غرضها حتقيق هدف معني يرمي إليه املرسل والذي قد يكون إخباراي أو إقناعيا‪ ،‬أو استعالميا أو إصدار‬
‫أوامر أو غريها‪.‬‬
‫واالتصال داخل املؤسسة أو ما يعرف ابالتصال التنظيمي الذي يشمل كل العمليات اليت يتم من خالهلا إبالغ الرسالة بني‬
‫أطراف التنظيم مجاعات وأفراد‪ ،‬سواء داخل التنظيم الرمسي أو التنظيم غري الرمسي‪ ،‬وال ميكن أن نتصور مؤسسة مهما كان نوعها بدون‬
‫شبكة اتصال رمسية وحىت غري رمسية تستعمل خمتلف الوسائل لتحريكها من أجل حتقيق أهداف معينة‪ ،‬وعملية االتصال جزء ضروري من‬
‫عملية التفاعل اليت تتم بني األفراد داخل التنظيم حىت أنه اعترب ركيزة أساسية داخل التنظيمات احلديثة‪ ،‬ذلك أن نسبة كبرية من وقت‬
‫العمل اليومي تستغرق يف عملية االتصال بكل أشكاله ‪.‬‬
‫من خالل التعريفات السابقة ميكن تعريف االتصال على أنه‪ :‬عبارة عن عملية اجتماعية و اليت يتم من خالهلا نقل‪ ،‬تبادل و‬
‫نشر املعلومات و األفكار على شكل حقائق و آراء أو مشاعر بني مرسل) شخص‪ ،‬جمموعة‪ ...‬اخل (و املرسل إليه) شخص‪ ،‬جمموعة‬
‫‪...،‬اخل‪(.‬ابستخدام رموز) حركات إمياءات لغة رسومات‪ ...‬اخل ( عرب وسائط تقنية أو فيزيولوجية بقصد إعالم الطرف اآلخر أو التأثري يف‬
‫اجتاهاته أو سلوكياته و ابلتايل خلق تفاهم وتفاعل بينهما‬
‫وعليه ف االتصال هو العملية اليت يتم من خالهلا تبادل الرسائل بني طرفني أو أكثر حبيث يتفاعلون مبقتضاها فيما بينهم من خالل‬
‫منبهات خمتلفة يتم الرد عليها برموز متفق عليها سلفا‪ ،‬ويكون موضوع االتصال قضية معينة أو معىن جمردا او واقعا معينا‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬خصائص االتصال‬

‫‪ 1‬خضري شعبان‪ ،‬مصطلحات اإلعالم واالتصال ‪ ،‬دار اللسان العريب‪ ،‬امجزائر‪ ،‬ط ‪ 1422 ، 1‬ه‬
‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫يتضح من املفهوم السابق لالتصال أن هذه العملية تتسم ابخلصائص اآلتية‪:‬‬


‫‪ .1‬ديناميكية االتصال‪:‬‬
‫مبعىن أن االتصال عملية ديناميكية‪ ،‬أي أن أحداثها وعالقاهتا يف تغيري مستمر وليست اثبتة‪ ،‬وليس هلا نقطة بداية ‪ ،‬أو هناية‬
‫معينة‪ ،‬أو أهنا تتم يف تتابع منتظم‪ ،‬كما يعين أيضا أن العناصر اليت تتكون منها هذه العملية تتفاعل مع بعضها البعض حبيث يؤثر كل‬
‫منها على اآلخر‪.‬‬
‫ويتضح ذلك يف االتصال بني األفراد وامجماعات يف املنظمات املختلفة فال ميكن أن حندد بداية االتصال وهناية االتصال أو أن االتصال‬
‫حيدث بطريقة واحدة ويف تتابع معني ‪ ،‬كما يتضح أيضا تفاعل عناصره مع بعضها البعض ‪ ،‬فهو يتضمن املرسل الذي بنقل رسالة معينة‬
‫خالل قناة اتصال معروفة إىل شخص آخر مستقبل لتحقيق هدف حمدد‪ ،‬ويتحدد مدى حتقيق هذا اهلدف على مدى استجابة املستقبل‬
‫للرسالة ‪ ،‬وال ميكن تصور قيام كل عنصر من هذه العناصر بدوره يف عملية االتصال مبعزل عن اآلخر ‪ ،‬فكل منها يتأثر ويؤثر يف العنصر‬
‫اآلخر‬
‫‪ .6‬االتصال عملية ديبناميكية ذات اجتاهني‪:‬‬
‫مها اإلرسال واالستقبال‪ ،‬فإذا كان الفرد خياطب ذاته‪ ،‬فهي ليست بعملية اتصال‪ ،‬فال يتحقق االتصال من اجتاه واحد‪ ،‬وإمنا‬
‫يتضمن مشاركة طرف آخر‪ .‬فاالتصال حيدث عندما تؤخذ رسالة وهذه الرسالة جيب أن تصدر من طرف املرسل وتصل اىل طرف آخر‬
‫املستقبل‪ .‬وبدون وصوهلا ال يعترب االتصال قد مت‪ ،‬ويقول بعض الكتاب أنه من الضروري أن يفهم املستقبل الرسالة حىت يكون االتصال‬
‫قد مت‪ .‬ويقول البعض اآلخر أن االتصال قد يتم بني املرسل واملستقبل رغم فهم املستقبل للرسالة مبفهوم آخر غري مفهوم املرسل ‪ ،‬وذلك‬
‫نتيجة النطباعاته عن املرسل وإلدراكه وخربته‪ ،‬واجتاهاته‪ ،‬فليس معىن ذلك أن االتصال مل يتم ‪ ،‬ولكن االتصال قد مت ابلفعل طاملا أنه‬
‫مت بني طرفني وان الرسالة قد وصلت من الطرف األول غاىل الطرف الثاين ‪ ،‬ولكن قد يوجد عليه تشويش ‪ ،‬وهنا جيب على اإلدارة أن‬
‫تعرف مصدر وأسباب ذلك التشويش حىت ميكن أن يتحقق االتصال الفعال‪.‬‬
‫ولكي تتم االستجابة املطلوبة للرسالة املنقولة‪ ،‬جيب أن يعلم هبا املستقبل كما لو كان هو املرسل‪ ،‬وأيضا يكون املرسل األصلي مستقبال هلا‪،‬‬
‫وهبذا الشكل تكون العملية ذات اجتاهني كما يبينه الشكل التايل‪:‬‬
‫شكل رفم ‪ :11‬يوضح عملية االتصال‬

‫ضوضاء أو تشويش‬ ‫ضوضاء أو تشويش‬ ‫ضوضاء أو تشويش‬


‫اتصال شفهي أو كتابي‬ ‫اتصال شفهي أو كتابي‬

‫الرسالة‬ ‫المرسل‬
‫المستقبل‬ ‫قنوات االتصال‬ ‫قنوات االتصال‬

‫معلومات مرتدة‬

‫املرجع‪ :‬هناءة أمحد سيد أمحد‪ ،‬االتصاالت اإلدارية‪ ،‬دار النشر مكتبة عني مشس‪ ،‬مصر‪،9111 ،‬ص ‪63‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫وملا كان االتصال أساس التفاعل االجتماعي يف املنظمة والبد من توافر طرفني حىت ميكن أن هذا يتم االتصال أحدمها مرسل‬
‫واآلخر مستقبل‪ .‬فهناك عدة مستوايت لالتصال سنوضحها فيما يلي‪:‬‬
‫االتصال بني شخص وآخر‪ :‬وهو املستوى املألوف يف املنظمات ويف التعامل اليومي هبا‪،‬كالعالقة بني الرئيس واملرؤوس ‪.‬‬
‫االتصال بني الفرد وامجماعة‪ :‬كاتصال الرئيس مبرؤوسيه يف االجتماعات الدورية إبدارته وكاتصال األستاذ مبجموعة من الطلبة يف قاعة‬
‫احملاضرات ‪...‬اخل‪.‬‬
‫االتصال بني جمموعة وجمموعة أخرى من األفراد‪ :‬كما هو احلال يف االتصال بني اللجان املختلفة يف املنظمات أو بني اإلدارات‬
‫املختلفة فيها أو بني األقسام املختلفة بني الكليات يف امجامعة ‪...‬اخل‬
‫‪ .3‬االتصال عملية إدراكية وتفسريية ‪:‬‬
‫مبعىن أن جناح االتصال يتوقف على فهم املستقبل ملفهوم الرسالة وإدراكه هلا ابملعىن واملفهوم الذي يدركه املرسل‪ ،‬وابلطبع‬
‫خيتلف األفراد يف إدراكهم لألشياء واملواقف والظواهر حيث أن إدراك الفرد يتوقف على رغباته ودوافعه واجتاهاته وخرباته املكتسبة مما‬
‫يصعب من عملية االتصال ‪ ،‬ولذلك جيب على املرسل للرسالة أن حياول تفهم وجهات نظر املستقبل واجتاهاته ودوافعه وتعلمه حىت‬
‫يستطيع معرفة مدى إدراكه لألمور ومن مث ميكنه أن يصوغ الرسالة ابألسلوب الذي يفهمه وينقلها إليه ابلوسيلة اليت تالئمه ويف الوقت‬
‫املناسب له‪.‬‬
‫‪ .4‬عمومية االتصال ومشوليته‬
‫يتسم االتصال ابلعمومية والشمول‪ ،‬فهو ال يقتصر فرد أو فئة معينة دون غريها سواء داخل املنظمة أو خارجها ‪ ،‬فجميع املديرين‬
‫والعاملني داخل املنظمة يف حاجة ماسة إىل االتصال سواء إلشباع حاجاهتم املختلفة أو الجناز أعماهلم بكفاءة وحتقيق أهداف منظمتهم‪.‬‬
‫كما أن هناك أيضا الفئات من املتعاملني مع املنظمة والذين هم يف أشد احلاجة لالتصال هبا ومعرفة البياانت واملعلومات واحلقائق املختلفة‬
‫عنها كالعمالء واملوردين ‪ ،‬واملسامهني واحلكومة واملنافسني‪...‬اخل‪.‬‬
‫وعلى إدارة املنظمة أن حتاول دراسة حاجات ورغبات الفئات املختلفة سواء داخل املنظمة أو خارجها وحتاول توفري املعلومات‬
‫اليت تساعدهم على إشباع هذه احلاجات وعلى اجنازهم ألعماهلم مبا يتفق مع أهداف منظمتهم‪.‬‬
‫‪ .5‬عملية االتصال هادفة‪:‬‬
‫يقصد بذلك أن االتصال ليس هدفا يف حد ذاته وإمنا هو وسيلة لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬وإذا مت حتديد اهلدف من االتصال بدقة‬
‫ميكن بعد ذلك حتديد مجيع عناصره بنجاح وابلتايل حتقيق فعالية االتصال‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬مبادئ االتصال‪:‬‬
‫ميكن إجيازها يف يلي‪:‬‬
‫وضوح الرسالة ‪:‬وضوحها من حيث األلفاظ املستعملة واملصطلحات والتعابري اللغوية‪ ،‬وأن تكون خمتصرة ومباشرة مع وضوح اخلط‪،‬‬
‫ووضوحها لكل املستوايت إذا كانت موجهة ملستوايت خمتلفة‪ ،‬حبيث ال حتتمل الرسالة إال مضموان واحدا أو أتويال واحدا‪ ،‬هو التأويل‬
‫الذي يرمي إليه صاحب الرسالة وإال حدث خلل يف تطبيق مضموهنا‪.‬‬
‫كفاية املعلومات ‪:‬أن تكون املعلومات كافية حبيث أن كل ما هو وارد يف الرسالة يغين املرسل إليه عن أي استزادة‪.‬‬
‫سر عة االنتقال ‪:‬أو على األقل أن يضمن انتقاهلا يف الوقت املناسب ويف املكان املناسب‪ ،‬وابلوسيلة املناسبة وإىل امجهة املناسبة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫نطاق االتصال ‪:‬أن يكون مصدر الرسالة هو املصدر احلقيقي هلا حىت تضمن االستجابة والتنفيذ‪ ،‬فالرسالة تتضمن أوامر حمددة‬
‫يفرتض أن تكون واردة من الرئيس إىل اإلدارة العليا‪ ،‬وليس من أي موظف بسيط وإال اعتربت عدمية األثر‪.‬‬
‫مبدأ التكامل والوحدة والتنسيق ‪:‬أن حتقق العملية االتصالية مجلة من األهداف‪ ،‬ابعتبار االتصال وسيلة لتحقيق األهداف وتدعيمها‬
‫بطريقة فعالة من خالل حتقيقه للتكامل واالنسجام بني قدرات خمتلف األقسام وحتقيق التنسيق الالزم‪.‬‬
‫مبدأ املشاركة ‪:‬أن تضمن العملية االتصالية مبدأ املشاركة والتشاور بني خمتلف األقسام وخمتلف الدرجات السلمية‪ ،‬حىت تضمن‬
‫التأييد الضروري لنجاحها وال تكون مفروضة على امجميع‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬االتصال ‪ :‬شكاال وعناصره وشهداف‬


‫أوال‪ :‬أشكال االتصال‪ :‬لالتصال أشكال عدة نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .9‬اتصال داخلي‪:‬‬
‫االتصال الداخلي هو" األداة األساسية لتحقيق الكثري من األهداف داخل التنظيم كاملصلحة والتحفيز وتكوين الدافعية لدى‬
‫العاملني وخمتلف عمليات اإلقناع‪ ،‬وكل عمليات التفاعل اليت تتم من داخل املؤسسة من خالله يتم نقل وتبادل كل الرموز الثقافية وتلك‬
‫املتعلقة ابلتسيري إىل األطراف املعنية وفيما بني أقسامها ‪. " 1‬‬
‫مبعىن أن هذا االتصال الذي يتم داخل املؤسسة بني خمتلف مستوايهتا و هو موجه حنو موظفي املؤسسة‪ ،‬و هو عموما يهدف‬
‫إىل التعريف حأهداف املؤسسة اإلعالم ‪،‬التحفيز و احملافظة على مناخ اجتماعي جيد داخل املؤسسة‪.‬‬
‫االتصال الداخلي يركز على تدفق املعلومات بني األطراف داخل املؤسسة‪ ،‬أما االتصال اخلارجي فريكز على تدفق‬
‫املعلومات بني املؤسسة و األطراف اخلارجية‪.‬‬
‫و ميكن تصنيف االتصال الذي يتم داخل املؤسسة إىل نوعني رئيسيني مها‪:‬‬
‫‪.1.1‬اتصاالت رمسية ‪ :‬و يتم هذا النوع من االتصاالت يف إطار القواعد اليت حتكم املؤسسة وتتبع القنوات الرمسية‪ ،‬و هي أتخذ ثالث‬
‫اجتاهات‪:‬‬
‫االتصاالت اهلابطة ‪ :‬تنقل املعلومات من املستوى األعلى للتنظيم إىل املستوى األدىن‪ ،‬تتضمن القرارات اإلدارية‪ ،‬األوامر والتعليمات و‬
‫التوجيهات‪ .‬االتصاالت الصاعدة ‪ :‬فهي عكس األوىل تتجه من املرؤوسني إىل اإلدارة العليا أو الرؤساء و وتشمل ‪ ،‬معلومات تفيد‬
‫انشغاالت العمال وكل ما يتعلق هبم من مشاكل يف العمل‪ ،‬شكاوي‪ ،‬حيث ميكن أن ينطوي االتصال هنا على‪:‬‬
‫‪ ‬تعليمات وظيفية اليت تتعلق ابإلشراف والتوجيه يف العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬تربير يرتبط بشرح املسؤولني هدف مزاولة أنشطة مرؤوسهم‪ ،‬ومدى تكامل وتالحم خمتلف األنشطة‪ ،‬وله دور مهم يف عملية اإلقناع‬
‫وحتسيس الفرد حأمهيته ابملؤسسة وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إظهار أهداف واجتاهات املؤسسة‪ ،‬وفلسفتها وتفسري تصرفات الرؤساء جتاه املرؤوسني‪ ،‬مبا يعود ابلفائدة على الروح املعنوية هلؤالء‪.‬‬
‫‪ ‬معلومات تتعلق ابلتعرف على سياسات وإسرتاتيجيات املؤسسة واحتماالت منوها‪ ،‬وواجبات العمال وغريها‪ ،‬وهي عناصر تسمح‬
‫للعامل ابالهتمام أكثر بعد اطالعه على أسباب ووسائل ترتبط هبا حياته‪.‬‬

‫‪ 1‬انصر قاسيمي ‪ .‬االتصال يف املؤسسة‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية ‪،‬ط ‪، 1‬ديوان املطبوعات امجامعية‪ ،‬امجزائر‪، . 2011،‬ص‪10‬‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫‪ ‬الرد الذي يتعلق بنتائج العمل‪ ،‬ويكون من خالل رساالت متعلق ابلعمل ملن قام بواجبه كامال أو ترقيته أو مكافئته حىت إن تضمنت‬
‫مكافأة شفوية أي شكر وتقدير‪ ،‬أو قد تتضمن احلالة العكس أي حتذير أو توبيخ أو حىت الطرد‪.‬‬
‫االتصاالت امجانبية) األفقية(بعكس االتصال الرأسي يتم هذا النوع بني اإلدارات ومسؤولني من مستوايت متشاهبة أو متقاربة يف‬
‫وظائف إدارية‪ ،‬أو إشرافية خمتلفة‪ ،‬ويهدف هذا النوع من االتصال إىل التنسيق بني اإلدارات واألعمال‪ ،‬وحتسني اإلنتاجية واألداء‪ ،‬ويوضح‬
‫الكثري من املعلومات والعناصر اليت قد ال حيصل عليها بواسطة االتصال الرأسي اهلدف منها هو التنسيق بني خمتلف األقسام واإلدارات و‬
‫حتقيق التكامل ‪.‬‬
‫‪ . ‬االتصاالت الصاعدة ‪:‬تتميز ابستعماهلا من طرف املرؤوسني لعدة أسباب وهي ‪:‬حتديد الوظيفة واألداء‪ ،‬وما يرتبط هبما من مشاكل‬
‫كمشاكل الزمالء من العاملني‪ ،‬واملمارسات التنظيمية والسياسات‪ ،‬واملهام املطلوب تنفيذها وكيفية التنفيذ‪.‬‬
‫‪.2.1‬اتصاالت غري رمسية‪ :‬هي تلك االتصاالت اليت تتم خارج املسارات الرمسية احملدودة لالتصال‪ ،‬هتدف إىل إشباع حاجات األفراد‪.‬‬
‫‪ .2‬اتصال خارجي ‪ :‬االتصال اخلارجي هو نقل و تبادل املعلومات بني املؤسسة و مجهورها اخلارجي ميكن تصنيفه إىل عدة أنواع‬
‫اعتمادا على امجمهور املستهدف‪:‬‬
‫‪.9.6‬اتصال مايل‪ :‬موجه حنو عمال البنوك ا وملؤسسات املالية بصفة عامة‪،‬أصحاب رؤوس األموال ‪،‬و يهدف إىل تسهيل عملية احلصول‬
‫على املوارد املالية‪.‬‬
‫‪.6.6‬االتصال التسويقي‪:‬هو إعالم و إقناع املستهلك ابلسلعة اليت تنتجها املؤسسة و التأثري فيه لقبوهلا واستخدامها‪.‬‬
‫‪.3.6‬االتصال االجتماعي ‪:‬يشمل االتصال االجتماعي عن سياسات االتصاالت واإلجراءات الرامية إىل معرفة االلتزامات واإلجراءات‬
‫ملؤسسة يف جمال البيئة‪ ،‬امجمعيات اخلريية‪ ،‬سياسات التكامل املختلفة‪،‬‬
‫ينقسم حسب الوسيلة املستعملة إىل ‪:‬‬
‫اتصال لفظي ‪:‬والذي يتم فيه التعبري املباشر واللفظي عن صعوابت التسيري قد تتعلق حأخطاء معينة يف التسيري أو أحد جوانب الصراع‬
‫التنظيمي‪.‬‬
‫اتصال غري لفظي ‪:‬رساالت رمزية موجهة أو متضمنة رد فعل لوضع ما‪.‬‬
‫الجدول ‪ 2 :‬الفرق بين االتصال اللفظي واالتصال غير اللفظي‬
‫االتصال غري اللفظي‬ ‫االتصال اللفظي االتصال‬
‫تتحكم فيه عوامل بيولوجية‬ ‫تتحكم فيه قواعد اللغة‬
‫عاملي الفهم مهما اختلفت الثقافات‬ ‫يقتصر فهمه على ثقافة واحدة‬
‫حيمل معاين متعددة رغم وحدة احلركات‬ ‫حيمل معاين حمددة للكلمات اليت تقال‬
‫يتعلم يف مراحل مبكرة من امليالد والنمو‬ ‫يتعلم يف مراحل متأخرة من النمو‬
‫يتعلم بطريقة فطرية‬ ‫يتعلم عن طريق التنشئة االجتماعية‬
‫ملئ ومفعم ابلعواطف اإلنسانية‬ ‫خياطب العواطف اإلنسانية‬
‫أصدق يف التعبري عن املشاعر واألفكار‬ ‫قد خيطئ يف التعبري عن املشاعر واألفكار‬
‫‪https://seueduksa.files.wordpress.com/2015/01/communication_skills_seu.pdf‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫كخالصة ميكن القول أن االتصال الفعال هو نقل الرسالة املالئمة للجمهور املالئم عرب الوسيلة املالئمة يف الوقت‬
‫‪14‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫املالئم لتحقيق هدف مالئم‪.‬‬


‫اثنيا‪ :‬عناصر االتصال‪:‬‬
‫تتكون عملية االتصال من عناصر أساسية تتمثل يف ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬املرسل‪ :‬وهو مصدر الرسالة أو النقطة اليت تبدأ عندها عملية االتصال‪.‬‬
‫‪.2‬الرسالة‪ :‬وهي املوضوع أو احملتوى( املعاين أو األفكار )الذي يريد املرسل أن ينقله إىل املستقبل ‪ ،‬ويتم عادة التعبري‬
‫عنها ابلرموز اللغوية أو اللفظية أو غري اللفظية أو هبما معا‪.‬‬
‫‪ .3‬الوسيلة‪:‬الرسالة من املرسل إىل املستقبل ‪ .‬وهي الطريقة أو القناة اليت تنتقل هبا الرسالة من املرسل اىل املستقبل‬
‫‪ .4‬املستقبل‪ :‬وهو امجهة أو الشخص الذي توجه له الرسالة ويستقبلها من خالل أحد أو كل حواسه املختلفة ‪:‬السمع‬
‫والبصر والشم والذوق واللمس مث يقوم بتفسري رموز وحياول إدراك معانيها‪.‬‬
‫‪ .5‬التغذية العكسية أو االستجابة‪:‬وهي إعادة إرسال الرسالة من املستقبل إىل املرسل واستالمه هلا وأتكده من أنه مت فهمها‪ ،‬واملرسل يف‬
‫هذه احلالة يالحظ املوافقة أو عدم املوافقة على مضمون الرسالة ‪ ،‬و سرعة حدوث التغذية العكسية" ختلتف ابختالف املوقف‪ ،‬فمثال يف‬
‫احملادثة الشخصية يتم استنتاج ردود الفعل يف نفس اللحظة بينما ردود الفعل حلملة إعالنية رمبا ال حتدث إال بعد فرتة طويلة‪ ،‬وعملية قياس‬
‫ردود الفعل مهمة يف عملية االتصال حيث يتبني فيما إذا متت عملية االتصال بطريقة جيدة يف مجيع مراحلها أم ال‪ ،‬كما أن ردود الفعل‬
‫تبني التغيري بعملية االتصال سواء على مستوى الفرد أو على مستوى املنشأة‪.‬‬
‫وندرج ايضا ضمن العناصر السياق واملسافة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أهداف االتصال‪:‬‬
‫يلعب االتصال دورا حيواي كبريا يف إطار املنظمة اإلنسانية وحتقيق أهدافها‪ ،‬ابعتباره نشاط إداري واجتماعي‪ ،‬ونفسي داخل‬
‫املنظمة‪ ،‬ولكي يتم حتقيق االتصال الفعال جيب أن حتقق الرسالة اهلدف من االتصال ‪ ،‬وقد يكون اهلدف هو نقل األوامر والتعليمات‬
‫لتنفيذها أثناء العمل‪ ،‬أو جمرد إرسال بياانت ومعلومات من املرسل إىل املستقبل لتخزينها واالحتفاظ هبا الستخدامها بعد ذلك وقت‬
‫احلاجة‪ ،‬وقد يكون اهلدف هو التأثري على سلوك العاملني واجتاهاهتم بطريقة معينة سواء يف تصرفاهتم مع الرؤساء ‪ ،‬أو مع زمالئهم‬
‫ومرؤوسيهم أو يف طريقة أدائهم يف العمل‪ .‬وكلما كان اهلدف وكيفية تنفيذه واضحا للمستقبل وابستطاعته تنفيذه كلما حقق االتصال‬
‫نتائجه املطلوبة‪ ،‬وسنوضح فيما يلي األهداف التفصيلية املختلف لالتصال‪.‬‬
‫‪ .9‬يساعد على شرح أهداف املنظمة وسياساهتا وخططها للعاملني‪ ،‬وتعريف كل فرد بدوره داخل املنظمة‪ ،‬وحقوقه وواجباته هبا حىت ال‬
‫حيدث تضارب وازدواج يف اختصاصات األفراد املختلفني والذي بدوره يؤدي اىل إعاقة العمل‪.‬‬
‫‪.6‬يسهم يف نقل املفاهيم واآلراء وألفكار املختلفة عرب القنوات املختلفة للمنظمة مما يؤدي اىل التفاعل املشرتك بني أفرادها وخلق تناسق‬
‫بني مكوانت املنظمة‪ ،‬وابلتايل سهولة حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ .3‬توفري البياانت واملعلومات واإلحصاءات عرب القنوات املختلفة‪ ،‬مما يساهم يف اختاذ القرارات اإلدارية على أساس موضوعي‪ ،‬وحتقيق‬
‫جناح املنظمة ومنوها وتطورها‪.‬‬
‫‪ .4‬يتم من خالل عملية االتصال اطالع الرئيس على نشاط مرؤوسيه من خالل مناقشة مشاكل العمل معهم ومعرفة اقرتاحاهتم وشكاويهم‬
‫مما يساهم يف تطوير وحتسني العمل‪ ،‬كما يستطيع الرئيس التعرف أيضا على مدى تقبلهم آلرائه وأفكاره عن طريق اسرتجاع معلومات "‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫التغذية العكسية" كأساس لتحقيق الرقابة على تنفيذ العمل‪ ،‬وبذلك يعترب االتصال وسيلة رقابية وإرشادية يف توجيه أعمال وأنشطة‬
‫املرؤوسني‪.‬‬
‫‪ .5‬تساعد االتصاالت يف تغيري اجتاهات وأراء األفراد وابلتايل تعترب وسيلة ضرورية يف توجيه وتغيري السلوك الفردي وامجماعي للعاملني يف‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫‪.2‬حيقق االتصال التنسيق بني األنشطة املختلفة وأيضا تنسيق جهود العاملني مما يؤدي اىل تنمية روح التعاون بينهم‪.‬‬
‫‪ .7‬يساعد االتصال على تنمية خربات ومهارات العاملني يف املنظمة وذلك عن طريق معرفة االحتياجات التدريبية لديهم اليت تعترب النواة‬
‫يف وضع الربامج التدريبية املناسبة‪.‬‬
‫‪ .8‬حتقيق االستقرار النفسي والسيكولوجي لألفراد‪ ،‬فيساعد االتصال على التقارب االجتماعي بينهم‪ ،‬وتوفري املناخ التنظيمي امجيد الذي‬
‫يهتم إبقامة عالقات إنسانية طيبة وثقة متبادلة بني العاملني‪ ،‬كما أنه يساعدهم علة معرفة البياانت واملعلومات املختلفة سواء من اإلدارة أو‬
‫على العاملني أو عن عملهم مما يقضي على القلق والتوتر الناجتني من عدم الوضوح أو التأكد‪ ،‬مما يؤدي اىل وقوفه موقع وليس موقف‬
‫املتفرج فيساعد ذلك على رفع روحهم املعنوية وزايدة ائتماهنم مبنظمتهم‪.‬‬
‫وأخريا ميكن القول أن االتصاالت الناجحة داخل املنظمة تساعد على حتقيق التفاهم املتبادل بني اإلدارة والعاملني‪ ،‬وبني أعضاء‬
‫اهليئة اإلدارية وبعضهم البعض ‪ ،‬ومن العاملني وبعضهم البعض معا ينتج عنه يف النهاية تكوين فريق عمل مجاعي متعاون يساعد يف حتقيق‬
‫أهداف املنظمة ومنوها وتطورها وزايدة قدرهتا التنافسية يف السوق‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬االتصال‪ :‬الوسائل‪ ،‬الوظائف وشهميت في وقتنا الحاضر‬


‫أوال‪ :‬وسائل االتصال‪:‬‬
‫توجد عده وسائل أو أساليب لالتصال‪ ،‬وسوف نقتصر هنا على ثالثة وسائل مهمة‪:‬‬
‫‪.1‬الوسائل الشفوية‪ :‬وهي الوسائل ليت يتم بواسطتها تبادل املعلومات بني املتصل واملتصل به شفاهه عن طريق الكلمة‬
‫املنطوقة ال املكتوبة مثل املقابالت الشخصية‪ ،‬واملكاملات اهلاتفية‪ ،‬والندوات واالجتماعات‪ ،‬املؤمترات‪ ،‬ويعترب هذا األسلوب أقصر الطرق‬
‫لتبادل املعلومات واألفكار وأكثرها سهوله ويسرا وصراحة‪ ،‬إال أنه يعاب أنه يعرض املعلومات للتحريف وسوء الفهم‪.‬‬
‫‪ .2‬الوسائل الكتابية‪ :‬وهي الوسائل ليت يتم بواسطتها تبادل املعلومات بني املتصل واملتصل به عن طريق الكلمة املكتوبة مثل األنظمة‬
‫واملنشورات والتقارير واملذكرات واملقرتحات والشكاوى‪ ...‬أخل ‪ ،‬ويعترب هذا األسلوب هو املعمول به يف أغلب املنظمات احلكومية ‪ ،‬و‬
‫توجد شروط للرسالة املكتوبة وهي أن تكون كاملة‪ ،‬وخمتصرة‪ ،‬واضحة وصحيحة ‪.‬‬
‫وتتميز الوسائل الكتابية مبزااي من أمهها‪ :‬إمكانية االحتفاظ هبا والرجوع إليها عند احلاجة ومحاية املعلومات من التحريف وقلة‬
‫التكلفة‪ .‬أما من أهم عيوهبا‪ :‬البطء يف إيصال املعلومات‪ ،‬أتكد احتمال الفهم اخلاطئ هلا خصوصا عندما يكون للكلمة أكثر من معىن‪.‬‬
‫‪ .3‬الوسائل غري اللفظية‪ :‬وهي الوسائل اليت يتم بواسطتها تبادل املعلومات بني املتصل واملتصل به عن طريق اإلشارات أو اإلمياءات‬
‫والسلوك) تعبريات الوجه وحركة العينني واليدين وطريقة امجلوس‪ ...‬أخل ( ‪ ،‬ويطلق عليها أيضا لغة امجسم ‪ ،‬وقد تكون هذه التلميحات‬
‫مقصودة أو غري مقصودة من مصدر االتصال وتصل نسبة استخدامها يف االتصال ما يقرب من ‪ 90 %‬من املعاين وبصفة خاصة يف‬
‫الرسائل اليت تتعلق ابألحاسيس والشعور ‪ ،‬وخيتلف فهم الرسائل غري اللفظية بسبب اختالف الثقافات داخل املنظمة أو اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬الوسائل السمعية البصرية التكنولوجية‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫لقد ساهم التقدم التكنولوجي يف ظهور تقنيات متطورة يف جمال اإلعالم واالتصال فهذه الوسائل جتمع بني الصوت و الصورة‬
‫وهي حاليا كثرية االستخدام من بني هذه الوسائل‪ :‬االنرتانيت ‪-‬الصحيفة االلكرتونية الفيديو ‪ -‬الفيلم املؤسسايت فيلم التكوين اإلنرتانت‬
‫الرسائل االلكرتونية ‪،‬املؤمترات عن بعد أو املؤمترات املرئية‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬وظائف االتصال‪ :‬من بني وظائف االتصال نذكر ما بلي‪:‬‬
‫‪ .9‬وظيفة إدارية ‪:‬يكمن دور االتصال يف توزيع املسؤوليات يف املنظمة و ‪ .‬حيسن العالقات بني العمال‪.‬‬
‫‪ .6‬وظيفة اجتماعية ‪:‬تعت بر املنظمة خلية اجتماعية تتكون من أفراد لديهم ثقافات خمتلفة و أهداف خمتلفة يتيح االتصال فرصة لزايدة‬
‫احتكاكهم يبعضهم البعض‪ ،‬و بذلك تقوى الصالت االجتماعية بني األفراد‪.‬‬
‫‪ .3‬وظيفة حتفيزية توجيهية و تنسيقية ‪:‬يساعد االتصال على حتفيز العمال تغيري اجتاهاهتم ‪،‬أو تثبيت اجتاهات قدمية مرغوب فيها و كذا‬
‫التنسيق بني خمتلف وظائف املؤسسة‬
‫‪ .4‬وظيفة تسويقية ‪:‬يهدف إىل التواصل مع امجمهور اخلارجي للمؤسسة فيزودهم ابملعلومات خيلق مواقف اجيابية اجتاه العالمة التجارية‬
‫و املؤسسة بصفة عامة حيثهم على الشراء كما يساعد على بناء عالقات جيدة معهم على املدى الطويل‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أمهية االتصال يف وقتنا املعاصر‬
‫لقد زاد االهتمام ابالتصاالت اإلدارية يف املنظمات املختلفة يف واقعنا املعاصر لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ .9‬لقد زاد حجم املنظمات للزايدة الكبرية يف أعداد السكان و زايدة الطلب على السلع و اخلدمات املختلفة و أصبح هبا اآلالف من‬
‫العاملني على مجيع املستوايت و من مجيع املهن و احلرف مما أدى اىل اتساع الفجوة بني اإلدارة و العاملني من جهة و بني العاملني و‬
‫بعضهم البعض من جهة أحرى ‪،‬فاتسع اهليكل التنظيمي اما رأسيا بتعدد املستوايت اإلدارية ‪ ،‬أو أفقيا بزايدة اإلدارات على املستوى‬
‫اإلداري الواحد مما يزيد من نطاق اإلدارة و اإلشراف‪.‬و كل ذلك يؤدي اىل انعدام الروابط الشخصية و التقارب سواء بني اإلدارة و‬
‫العاملني و هنا تظهر أمهية االتصاالت و صعوبتها أيضا يف تضييق الفجوة يف اهليكل التنظيمي و يف تقارب وجهات نظر العاملني به‪،‬و يف‬
‫ضرورة وضع نظام واضح و دقيق لتدفق البياانت و املعلومات الصحيحة بني أرجاء التنظيم ‪.‬‬
‫‪ .6‬التخصص و تقسيم العمل‬
‫أدى العنصر السابق و هو منو حجم املنظمات و تعقدها إىل ضرورة التخصص و تقسيم العمل بني األفراد و اإلدارات املختلفة‬
‫يف املنظمة مبعىن قيام الفرد أو اإلدارة بدور صغري و يعمل متخصص يعتمد على األعمال و التخصصات األخرى اليت يقوم هبا ابقي األفراد‬
‫و اإلدارات حىت يتحقق يف النهاية إنتاج السلعة أو اخلدمة مكتملة ‪.‬‬
‫و ال يقتصر التخصص و تقسيم العمل على الوظائف واألعمال داخل املنظمة الواحدة ‪ ،‬بل تعدى ذلك اىل التخصص بني‬
‫املنظمات املختلفة سواء الصناعية أو التجارية أو اخلدمية وترتب على ذلك كله ضرورة االعتماد على اآلخرين ومعرفة مشاكلهم واهتماماهتم‬
‫حىت ميكنه أن يؤدي عمله هو بنجاح وحىت يكتمل العمل يف النهاية‪ ،‬وسواء بني املنظمات املختلفة إلنتاج السلع واخلدمات املختلفة اليت‬
‫يتطلبها السوق وخاصة اذا كانت هذه املنظمات مكملة لبعضها البعض‪ ،‬مبعىن أن السلع بعضها تعترب مواد خام ملنظمات أخرى أو أن‬
‫منتجاهتا تعترب جزء من املنتج النهائي الذي سيقدم للسوق‪.‬‬
‫ويقتضي هذا التخصص يف األعمال واعتمادها املتبادل على بعضها البعض توافر البياانت واملعلومات ونقلها بني االدارات املختلفة‬
‫للمنظمة الواحدة وتبادهلا بني املنظمات املختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬االجتاه حنو الالمركزية‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫تتجه املنظمات نتيجة كرب حجمها وزايدة التخصص وتقسيم األعمال هبا أيل تقسيم هيكلها التنظيمي اىل وحدات مستقلة‪ ،‬أي تقسيمك‬
‫االدارات اىل مراكز مسؤولية‪ ،‬مبعىن أن كل منها يكون مسؤول عن اجناز أو حتقيق هدف معني‪ ،‬ولكن ابلطبع يف اطار اهلدف والسياسة‬
‫العامة للمنظمة‪ ،‬ويستدعي ذلك اتباع سياسة الالمركزية يف االدارة واليت تعين تفويض سلطة اختاذ القرارات اىل املستوايت الدنيا يف املنظمة‪،‬‬
‫وابلتايل ميكن لتلك االداراد اختاذ قراراهتا دون الرجوع اىل االدارات العليا‪ ،‬ولكن ال ينفي ذلك دور هذه االدارات يف الرقابة الدورية على‬
‫هذه القرارات ‪ ،‬ويستلزم لنجاح سياسة الالمركزية توافر الكفاءات الشخصية لدى متخذي هذه القرارات‪ ،‬وأيضا البد مكن توافر البياانت‬
‫واملعلومات اليت تساعدها على اختاذ قرارات سليمة‪ ،‬مما يستدعي وجود نظام سليم ودقيق لالتصال‪.‬‬
‫‪ .4‬سرعة التغري والتطور التكنولوجي‪:‬‬
‫تتسم امل نظمات يف عامل اليوم بسرعة التغري والتطور التكنولوجي الكبري حىت ميكننا احملافظة على مركزها التنافسي يف السوق سواء احمللي أو‬
‫العامي‪ ،‬ويتطلب ذلك نظام جيد لالتصال‪:‬‬
‫البد هلذه املنظمات أن تتعرف دائما وتضطلع ابلتغريات والتطورات التكنولوجيا احلديثة واملستمرة يف سياسات وأساليب طرق العمل‪،‬‬
‫ويف مواده وآالته ومعداته حىت ميكنها التكييف مع هذه التغريات وتطبيق ما ميكنها االستفادة منه أو تطوير أساليب أخرى جديدة تستطيع‬
‫منافسة األساليب امجديدة‪.‬‬
‫ميكن لإلدارة عن طريق االتصاالت الداخلية للمنظمة معرفة البياانت واملعلومات عن أوجه القصور أو اخللل ساء يف التنظيم ككل‪ ،‬او‬
‫يف الوظائف واألعمال لإلدارات املختلفة‪ ،‬او يف تشكيل امجماعات والفرد داخل املنظمة‪ ،‬وأسباب هذا احللل مما يساعدها على التحليل‬
‫التنظيمي الذي يعترب النواة يف عملية التطوير ‪ ،‬او التغري التنظيمي‪.‬‬
‫يستلزم إحداث هذا التطور وال تغريات التكنولوجيا تنمية مهارات العاملني ‪ ،‬أو إكساهبم مهارات جديدة مما يتطلب عقد دورات تدريبية‬
‫تساعدهم يف ذلك‪ ،‬وال بد من اتصال اإلدارة ابلعاملني ملعرفة احتياجاهتم التدريبية حىت تتم هذه الدورات على أساس علمي سليم ‪ ،‬وحىت‬
‫تتحقق الفائدة املرجوة منها‪.‬‬
‫وأخريا يتضح دور االتصال جبالء يف القضاء على مقاومة العاملني هلذا التغيري التنظيمي خلوفهم وقلقهم على وظائفهم‪ ،‬أو على عدم قدرهتم‬
‫على مواجهة أو التكيف مع هذه التغيريات يف أساليب عمل جديدة ‪ ،‬مما حيتم ضرورة اتصال اإلدارة مسبق ابلعاملني وتعريفهم حأسباب‬
‫هذا التغيري وأهداف ه وبضرورته للعاملني ولنجاح املنظمة‪ ،‬وإبزالة خماوفهم اجتاه أمنهم الوظيفي واالجتماعي يف املنظمة‪.‬‬
‫‪.5‬زايدة املسؤوليات االجتماعية ملنظمات األعمال‬
‫لقد زادت املسؤولية االجتماعية ملنظمات األعمال يف عصران احلديث ‪ ،‬فلم يعد اهلدف منها هدف اقتصادي حبت وامنا تعدى هذا‬
‫إىل حتقيق هدف اجتماعي أيضا يتمثل يف مسؤولية املنظمة االجتماعية جتاه العاملني هبا وجتاه اجملتمع الذي تعيش فيه واليت تعمل على‬
‫تنميته‪.‬‬
‫وتنبع أمهية االتصال بتحقيق هذه املسؤولية املزدوجة املختلفة فعلى املنظمة توفري البياانت واملعلومات الالزمة عن حاجات العاملني‬
‫ورغباهتم واهتماماهتم املختلفة وحماولة العمل على إشباعها والتكامل بني أهداف العاملني وأهداف منظمتهم ‪،‬ية للعاملني وذلك حىت‬
‫ترتفع الروح املعنوية للعاملني ويزداد الرضا الوظيفي لديهم والذي هو أساس زايدة كفاءة أدائهم‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أمهية االتصاالت اإلدارية‬
‫تلعب االتصاالت اإلدارية دورا هاما يف مساعدة املدير على أداء وظائفه اإلدارية من ختطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة ورقابة‪.‬‬
‫‪.1‬االتصاالت كأداة ختطيطية‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫يعترب التخطيط الوظيفة األوىل من الوظائف األساسية للمدير واليت على أساسها تتم كافة الوظائف اإلدارية األخرى ‪ ،‬والتخطيط عبارة‬
‫عن عملية حتديد األهداف املطلوب اجنازها يف املستقبل خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬مث حتديد كيفية الوصول هلذه األهداف وذلك ابختيار‬
‫أنسب البدائل اخلاصة ابالسرتاتيجيات واخلطط والسياسات واإلجراءات وبرامج العمل الالزمة لبلوغ هذه األهداف‪.‬‬
‫ان هذه املشاركة يف التخطيط اليت حيققها االتصال الفعال بني اإلدارة والعاملني يكون هلا أثر طيب يف حتقيق األهداف‪ ،‬ألن شعور‬
‫العاملني ابالشرتاك يف املشاكل واملشاركة يف اجياد حلول هلا جيعل منهم فريقا متكامال يهتم ابإلنتاج كمطلب أساسي للتنظيم‪.‬‬
‫‪.2‬االتصاالت كأداة تنظيمية‬
‫نعين ابلتن ظيم هو تكوين اهليكل التنظيمي ‪ ،‬وحتديد السلطات واملسؤوليات ابلنسبة لكل فرد ووحدة وقسم ‪ ،‬وعالقته ابألفراد‬
‫والوحدات واألقسام واإلدارات األخرى يف املنشأة مبا جيعل مجيع األفراد يعملون كفريق واحد يف سبيل الوصول اىل األهداف اليت رمستها‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫فكما أن التنظيم عملية مستمرة يف االتصاالت وأيضا عملية مستمرة يف مالحقة التغيري‪.‬‬
‫‪ .3‬االتصاالت كأداة توجيهية‬
‫تعترب وظيفة التوجيه من الوظائف اهلامة للمدير واملكملة لوظيفيت التخطيط والتنظيم ‪ ،‬حيث أهنا ختتص بدفع األفراد الجناز األعمال‬
‫املوكلة إليهم لتحقيق أهداف املنظمة‪ ،‬ويقوم االتصال بدوره الفعال يف ذلك عن طريق إرشادهم واإلشراف عليهم أثناء تنفيذهم للعمل‬
‫ولألوامر اإلدارية والسياسات املختلفة حىت يعملوا كفريق واحد متعاون‪.‬‬
‫‪ .4‬االتصاالت كأداة رقابية‬
‫تتضمن وظيفة الرقابة تقييم اجناز األعمال ومدى مطابقة التنفيذ ألهداف وخطط املنظمة مث تصحيح االحنرافات ومنع تكرارها ‪ ،‬ويف كل‬
‫اخلطوات الرقابية تلعب االتصاالت دورا هاما فيها ‪ ،‬فال ميكن وضع األهداف ومعايري العمل الصحيحة اال ابالتصال ابملرؤوسني‪ ،‬وال ميكن‬
‫قياس األداء الفعلي إال عن طريق التقارير الدورية اليت ترسل للمدير وهذا لن يتأت اال عن طريق اتصال االدارة ابلعاملني‪.‬‬
‫احملور الرابع ‪ :‬معوقات االتصال‬

‫يهدف هذا احملور اىل التعرف على املعوقات اليت تؤثر على عناصر االتصال املختلفة وأسباهبا حىت ميكن التوصل اىل عالجها‬
‫والقضاء عليها من اجل الوصول ابالتصال اىل أهدافه املطلوبة‬
‫اوال‪ :‬املعوقات الشخصية‬
‫يقصد ابملعوقات الشخصية جمموعة املعوقات واملؤثرات اليت ترجع اىل األشخاص الذين يقومون بعملية االتصال وهم املرسل‬
‫واملستقبل‪ ،‬ومن مث حتدث هذه املعوقات أثرا عكسيا يف عملية االتصال وتتضمن هذه املعوقات ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬املعوقات الناشئة عن االختالفات الفردية‬
‫‪ .2‬اجتاهات األفراد السلبية‬
‫‪ .3‬القصور يف مهارات االتصال‬
‫‪ .4‬سوء العالقات بني األفراد‬
‫‪ .7‬املعوقات اإلدراكية ملستقبل الرسالة‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مقياس االتصال والتحرير اإلداري‪ :‬مقدم لطلبة سنة ثانية ماستر‪ /‬كل التخصصات‪ /‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪ / 2222/2222‬من إعداد األستاذ سنوسي علي‬

‫اثنيا املعوقات التنظيمية‬


‫وهي املعوقات الناشئة عن طبيعة التنظيم والعمل داخله واليت ختتلف من مؤسسة ألخرى وتتأثر بصفة أساسية ابهليكل التنظيمي‬
‫للمنظمة ابعتباره انه حيدد مسؤوليات واختصاصات األفراد وحيدد أيضا هيكل العالقات داخل املنظمة‪ .‬ومن بني هذه املعوقات التنظيمية‬
‫نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ .9‬عدم وجود هيكل تنظيمي‬
‫‪ .6‬عدم استقرار اهليكل التنظيمي‬
‫‪ .3‬زايدة عدد املستوايت االدارية داخل التنظيم‬
‫‪ .4‬مركزية وال مركزية التنظيم‬
‫‪ .5‬عدم جتانس فئات العاملني داخل التنظيم‬
‫اثلثا املعوقات البيئية‪:‬‬
‫ترتبط هذه املعوقات مبناخ العمل الداخلي يف التنظيم وابلبيئة اخلارجية احمليطة به‪.‬و من اهم هذه املعوقات نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ .9‬نقص إمكانيات العمل‬
‫‪ .6‬عدم االهتمام حأنشطة االجتماعية للعاملني‬
‫رابعا‪:‬معوقات خاصة مبضمون وطريقة عرض الرسالة‬
‫كثريا ما تعرض الرسالة على مستقبليها بصورة مشوشة ال ميكنه استعاهبا او فهمها وخاصة اذا مل يكن للمستقبل أي خلفية‬
‫مسبقة عن موضوع الرسالة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬معوقات خاصة بطبيعة وسيلة االتصال وخصائصها‬
‫تتفاوت الوسائل املستخدمة يف االتصال من حيث الطبيعة واخلصائص ميكن أن تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .9‬درجة االتباط ابحلواس‬
‫‪ .6‬توفري القدرة على التغذية العكسية‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like