You are on page 1of 20

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪1‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫قسم القانون الخاص‬

‫سنة أولى ماستر تخصص‪ :‬قانون التأمينات‬

‫مقياس‪:‬‬

‫من إعداد األستاذة‪ :‬مكربش سمية‬

‫السنة الجامعية‪0201-0202 :‬‬

‫‪1‬‬
‫معلومات حول المقرر الدراسي للمقياس ‪.‬‬

‫األستاذة مكربش سمية (أ‪.‬مساعد قسم ب) مقياس التحرير في مجال التأمين‪ ،‬موجه لطلبة السنة األولى ماستر‬
‫تخصص قانون التأمينات‪ ،‬وحدة التعليم المنهجية‪ ،‬الرصيد ‪ ،3‬المعامل ‪.1‬‬

‫يهدف هذا المقياس إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تدريب الطالب من الناحية التقنية على القواعد األساسية للتحرير اإلداري‪.‬‬


‫‪ -‬اإللمام بمختلف أنواع الرسائل اإلدارية المعمول بها في مجال التأمين وكيفية ردها‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان ماهية التحرير االداري‪ ،‬وكيفية صياغته‪.‬‬
‫‪ -‬القواعد األساسية الخاصة بتحرير الوثائق المستعملة في االدارة على نطاق واسع‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع الوثائق واألعمال والعقود االدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم بعض نماذج من التحرير اإلداري في مجال التأمين السيما عقود التأمين والمالحق المرتبطة بها‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫عرف المشرع الجزائري عقد التأمين ‪ contrat d’assurance‬في المادة ‪ 916‬من القانون المدني‬

‫والمادة ‪ 2‬من األمر ‪ 70-69‬المتعلق بالتأمينات المعدل والمتمم بأنه " إن التأمين في مفهوم المادة ‪ 916‬من‬

‫القانون المدني‪ ،‬عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه بأن يؤدي إلى المؤمن له أو الغير المستفيد الذي اشترط التأمين‬

‫لصالحه مبلغا من المال أو إيراد أو أي أداء مالي اخر في حالة تحقق الخطر المبين في العقد وذلك مقابل‬

‫أقساط أو أية دفوع مالية أخرى" وينقسم التأمين إلى نوعين التأمين من األشخاص والتأمين من األضرار‪ ،‬هذا‬

‫األخير الذي ال يتعلق بشخص المؤمن له بل بماله‪ ،‬فالمؤمن له يهدف إلى تأمين نفسه من األضرار التي‬

‫تصيب ماله‪ ،‬ليحصل من شركة التأمين على تعويض على هذه األضرار‪ ،‬وينقسم هذا النوع من التأمين بدوره‬

‫إلى نوعين ‪ :‬التأمين على األشياء والتأمين من المسؤولية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ونحن نعلم أن من خصائص عقد التأمين أنه من العقود الشكلية‪ ،‬ويقصد بالشكلية هنا الصيغة التي‬

‫يكون عليها عقد التأمين‪ ،‬وذلك في إطار الشروط والقيود التي يفرضها المشرع على المتعاقدين واالجراءات‬

‫الالزمة التي يخضع إليها في ابرامه‪.1‬‬

‫وكقاعدة عامة‪ ،‬فإن الشكلية المطلوبة في تلك العقود تتمثل في افراغها وتحريرها من قبل شخص مؤهل‬

‫للقيام بهذه الوظيفة‪ ،‬ومن هذا نجد أ ن شركات التأمين تصدر وثائق إدارية تتمثل في المراسالت والمحررات‬

‫والمستندات تتعامل بها (شركات التأمين) فيما بينها وبين الجهات األخرى كاألشخاص االعتبارية أو الطبيعية‪،‬‬

‫وهذا ما نسميه بالتحرير اإلداري‪.‬‬

‫يعتبر التحرير اإلداري عملية الكتابة للوثائق والمراسالت والنصوص والتعليمات وفق صيغة إدارية‬

‫ورسمية باستخدام أسلوب فني مميز‪ .‬للتحرير اإلداري قواعد وتقنيات ال بد من اإللمام بها والتحكم في استعمالها‬

‫بما يفي الغرض المنشود الذي حررت من أجله مختلف المراسالت اإلدارية‪ ،‬حيث لعبت هذه األخيرة ومازالت‬

‫تلعب دو ار هاما بالنسبة للنشاط اليومي على مستوى اإلدارات والمؤسسات‪.‬‬

‫وسنتناول هذا المقياس في عدة محاور أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬مفهوم االتصال وأهدافه‪.‬‬


‫‪ -‬ثانيا‪ :‬وسائل االتصال ومعوقاته‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬مهارات أساسية لعملية االتصال‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬مفهوم التحرير االداري وخصائصه‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬صياغة وتهيئة الرسالة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬سادسا‪ :‬أنواع الوثائق االدارية‬
‫‪ -‬سابعا‪ :‬مفهوم األعمال اإلدارية والعقود اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬ملحق بنماذج للتحرير في مجال التأمين من عقود ومالحق‪.‬‬

‫‪ - 1‬جديدي معرج‪ ،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ط‪ ،4.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة األولى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االتصال وأهدافه‬

‫‪ -1‬مفهوم االتصال‪ :‬يعرف االتصال بأنه نقل وادراك األفكار والمعلومات والمشاعر والمعاني بين األفراد‬
‫والمجموعات‪ .‬ويرى ميك ‪ Meek‬أن جزءا كبي ار من حياتنا ينقضي في االتصال مع األخرين‪ .‬وأن مشاركة‬
‫‪2‬‬
‫أفكارك وتفهم أحاسيس اآلخر تعتبر من المهارات األساسية لألداء والفعالية في أي مجتمع من العالم‪.‬‬
‫‪ -0‬أهداف االتصال‪:‬‬
‫يكمن الهدف الرئيسي التصال المؤسسة في إحداث تأثير على نشاطاتها المختلفة‪ ،‬وذلك لخدمة مصلحتها‬
‫فعن طريق االتصال يتم تزويد العاملين بالمعلومات الضرورية للقيام بأعمالهم‪ ،‬وتحسين مواقفهم واتجاهاتهم‬
‫بشكل يكفل التنسيق واالنجاز والرضا عن األعمال‪ ،‬وكذلك تحقيق الحاجات النفسية واالجتماعية لهم‪ .‬ويمكن‬
‫تلخيص أهداف االتصال في اإلخبار واإلعالم‪ ،‬اإلعداد لتقبل التغيير وتوضيح وتصحيح المعلومات‬
‫واألداء‪.‬‬

‫وعليه نستنتج أنه بغياب االتصال يصبح التنظيم عديم الجدوى‪ .‬فاالتصال ضروري لتوصيل المعلومات‬
‫التي تبنى عليها القرارت‪ ،‬وعند اتخاذ الق اررات يصبح من الالزم توصيلها مصحوبة بالتوضيح والشرح الالزم إلى‬
‫المختصين‪ .‬بإختصار فإن حاجة االدارة لالتصال‪ ،‬تظهر من خالل إحداث تكامل الوظائف اإلدارية وتنسيقها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وسائل االتصال ومعوقاته‬

‫‪ -1‬وسائل االتصال‪ :‬هناك أكثر من وسيلة يمكن استخدامها لتسهيل عملية االتصال‪ ،‬واختيار إحدى هذه‬
‫الوسائل يعتمد على طبيعة المرسل والمرسل إليه وموقف االتصال‪ .‬وبشكل عام يمكن التمييز بين‬
‫الوسائل الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الوسائل المكتوبة‪:‬‬
‫وهو االتصال الذي يستخدم كتابة األفكار والمعلومات إما باستخدام الكلمات أو الرموز ونقلها إلى‬
‫األشخاص‪ .‬وتتميز هذه الوسيلة بأنها مسجلة ومدونة‪ ،‬ويمكن استخدامها كوسيلة إثبات قانونية‪ ،‬كما أنه‬
‫تبذل عناية كبيرة في إعدادها وصياغتها‪ ،‬ويمكن أن تق أر من قبل جمهور كبير عن طريق توزيعها‪ ،‬إما‬
‫بالبريد أو بشكل شخصي‪ .‬لكن من عيوبها هو تراكم األوراق المحفوظة‪ ،‬كما أن صياغتها تأخذ وقتا طويال‪،‬‬
‫عالوة على أنه ليس كل المدراء ماهرين وقادرين على صياغة االتصاالت الكتابية بشكل جيد‪ .‬وحتى تكون‬

‫‪2‬‬
‫‪-Meek .W, basics of communication, https://www.psychologtoday.com‬‬

‫‪4‬‬
‫االتصاالت المكتوبة جيدة وواضحة‪ ،‬يمكن استعمال اللغة البسيطة‪ ،‬الكلمات المألوفة‪ ،‬استعمال الخرائط‬
‫والرسوم للتوضيح وأجهزة االنترنت وتجنب استعمال األلفاظ غير الضرورية والتي تزيد من حجم الرسالة‪.‬‬
‫ومن األمثلة على هذا النوع من االتصال التقارير واألوامر وتعليمات‪.‬‬

‫ولهذا النوع من االتصاالت ميزات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬إمكانية بثها وارسالها إلى أكبر عدد ممكن من األفراد دون أي تشويش على المحتوى العام للرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية الرجوع إلى الوثائق في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية استخدام الصور والرسومات والجداول وغيرها‪.‬‬
‫‪ 0-1‬الوسائل الشفهية‪:‬‬
‫وهنا يتم االتصال المباشر ما بين المرسل والمستقبل‪ ،‬إما وجها لوجه أو خالل االجتماعات أو اللقاء أمام جمهور‬
‫كبير‪ .‬وفي هذا االتصال تستخدم األلفاظ المنطوقة المشتملة على كلمات أو جمل أو عبارات دالة على معنى‬
‫مفيد‪ ،‬وتتكون من الفكرة أو الموضوع الذي يريد الشخص نقله إلى المعني‪ ،‬ومن مزايا وسائل االتصال الشفهية‬
‫أنها تعطي ردود فعل مباشرة وتبادل سريع لألفكار بحيث يسهل فهمها وتعديلها‪ ،‬كما أنها تزيد من ثقة المرؤوس‬
‫بالرئيس مما ينعكس بالتأكيد على روحه المعنوية‪ .‬لكن من عيوب وسائل االتصال الشفهية أنها قد ال توفر‬
‫الوقت‪ ،‬فالكثير من االجتماعات تستغرق أوقاتا طويلة دون التوصل إلى نتائح‪.‬‬

‫‪ 3-1‬الوسائل االلكترونية‪:‬‬
‫وهي المعلومات التي تصل إلى األشخاص عن طريق التقنيات الحديثة مثل الشبكة العنكبوتية (االنترنت)‪،‬‬
‫ومثل هذا النوع من االتصاالت يعزز نمو وفاعلية االتصال بين األشخاص إال أنه من الممكن أن يفهم بشكل‬
‫غير صحيح في حال إذا لم يكتب على طريقة االتصاالت الكتابية‪ .‬ويستخدم هذا النوع من االتصاالت بأسلوبين‬
‫هما‪ :‬االتصال الكتابي(الرسائل االلكترونية) واالتصال الشفوي (المؤتمرات والفيديو)‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬

‫‪ -0‬معوقات االتصال‪:‬‬
‫تسوء عملية االتصال وتتشوه المعلومات الواردة فيها ألسباب كثيرة‪ ،‬ومن النادر أن يتطابق تماما ما قصده‬
‫المتصل مع ما فهمه المتصل به‪.‬‬

‫‪ 1-0‬المعوقات الخاصة‪:‬‬
‫‪ ‬المعوقات المرتبطة بالمرسل‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫يتطلب االتصال الفعال قد ار كبي ار من التركيز والحكمة والمنطق والدراية من قبل المرسل‪ ،‬ألن من مصلحة‬
‫المرسل أن يكون كذلك إذا ما أراد فعال إيصال معلومات أو بيانات معينة تحقق له وللمستلم أهداف معينة‪ .‬ومن‬
‫أبرز المشاكل والمعوقات التي يكون مردها المرسل لدينا‪ :‬الحالة النفسية للمرسل‪ ،‬االفتراضات واألحكام الخاطئة‬
‫أو المظللة لدى المرسل‪ ،‬التوقيت الخاطئ إلرسال الرسالة‪ ،‬عدم كفاءة المرسل أو افتقاده لمهارات االتصال‪.‬‬

‫‪ ‬المعوقات المرتبطة بوسيلة االتصال‪:‬‬


‫تعد وسيلة االتصال مهمة للغاية في عملية االتصال‪ ،‬ألنها تساعد المرسل في العملية‪ .‬ومن هذه المعوقات‬
‫نجد االختيار الخاطئ للوسيلة‪ ،‬تعدد المستويات االدارية‪ ،‬سوء وضعف وسيلة االتصال‪ ،‬وازدحام قنوات‬
‫االتصال‪.‬‬

‫‪ ‬المعوقات المرتبطة بمضمون الرسالة‪:‬‬


‫كثيرة هي المعوقات والمشاكل التي تتعلق بمضمون الرسالة‪ ،‬حيث يكون قسم منها متعمد واآلخر غير‬
‫متعمد‪ ،‬ويمكن إيجاز هذه المعوقات في‪ :‬لغة الرسالة والهدف منها‪ ،‬أسلوب كتابتها ونطقها‪.‬‬

‫‪ 0-0‬المعوقات العامة‪:‬‬
‫‪ ‬الترشيح‪:‬‬
‫يحدث الترشيح والتعديل في االتصاالت‪ ،‬نتيجة سعي المتصل إلظهار المعلومات الواردة في االتصاالت‬
‫بحيث تكون أكثر قبوال من قبل المتصل به‪ .‬فمثال حين يخبر المرؤوس رئيسه بمعلومة ما‪ ،‬فإنه يضعها بأشكال‬
‫ترضي رئيسه في سماع ما يريد سماعه‪ ،‬ولو أدى ذلك إلى تحريف المعلومات باإلضافة والحذف‪ ،‬وذلك للتأثير‬
‫عليه‪ .‬وقد جرت العادة بأن تنقل األخبار السارة للرئيس بينما يحتفظ المرؤوس باألخبار السيئة‪ .‬فعدم الثقة‬
‫والخوف والتهديد بين الرؤساء والمرؤوسين يزيد من درجة الصعوبة في عملية االتصال‪.‬‬

‫‪ ‬العواطف‪:‬‬
‫تؤثر الحالة العاطفية والنفسية للمتصل به‪ ،‬وما يشعر به من يأس واحباط وغضب وحزن وسعادة على‬
‫قدرات تلقيه وفهمه واستجابته لموضوع االتصال‪ .‬ومن الواضح أنه كلما ازدادت الحالة العاطفية شدة‪ ،‬ازدادت‬
‫احتماالت التشوه والتحريف لمعلومات االتصال‪ ،‬وذلك نتيجة إعاقتها للتفكير السليم والمنطقي‪.‬‬

‫‪ ‬اللغة‪:‬‬
‫تعطي الكلمة الواحدة معاني كثيرة مختلفة‪ ،‬وهي نفسها لها مدلوالت مختلفة بحسب استخداماتها‪ .‬وتتكون‬
‫المؤسسات من أفراد يحوزون خلفيات وثقافات مختلفة‪ ،‬كما أن لالختصاصين والمهنيين منهم لغاتهم الفنية‬
‫الخاصة بهم التي تناسب االختصاص والمهنة‪ .‬واذا كان للمؤسسة فروع مختلفة في مناطق متباينة ضمن البلد‬

‫‪6‬‬
‫الواحد أو البلدان األخرى‪ ،‬فإن مشكلة اللغة تتفاقم‪ ،‬وتضيف أبعادا أخرى من التعقيد لعملية االتصاالت وتشويهها‬
‫وتحريفها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مهارات أساسية لعملية االتصال‬

‫‪ -1‬مهارة التفكير‪:‬‬
‫وتعرف هذه المهارة بأنها سرعة استعمال الفكر في المواقف والعالقات المحيطة بالعمل خالل عملية‬
‫االتصال‪ .‬والبد من التفريق بين نوعين من التفكير أثناء استخدام أو دراسة مهارة التواصل مع اآلخرين هما‪:‬‬
‫التفكير التحليلي والتفكير االبتكاري‪ .‬فاألول يعتمد على المنطق كأساس للوصول إلى حل لمشكلة ما‪ ،‬أما الثاني‬
‫فيعتمد على الخيال واالبداع للوصول إلى حلها‪.‬‬

‫‪ -2‬مهارة التحدث‪:‬‬
‫وتعرف هذه المهارة بأنها قدرة الشخص على التحدث بفاعلية مع اآلخرين وتجنب الوقوع في األخطاء أثناء‬
‫الحديث وتوجيه األسئلة إلى المستمع بالطريقة التي تساعده على إيصال رسالته بشكل فعال‪ .‬وحتى يتمكن‬
‫المرسل من التحدث بفعالية إلى المستقبل‪ ،‬يجب أن يراعي النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اختيار التوقيت المناسب للتحدث مع المستمع‪.‬‬


‫‪ -‬معرفة محتوى الرسالة‪ ،‬وما تتضمنه من مفاهيم‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أساليب متنوعة في الحديث والتركيز على جوهر الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام لغة بسيطة ومصطلحات واضحة‪.‬‬
‫‪ -‬التحدث بوضوح واختصار‪.‬‬
‫‪ -3‬مهارة االستماع‪:‬‬
‫هي قدرة المستقبل على التركيز على محتوى الرسالة وفهمها على الوجه المطلوب‪ ،‬وتمر هذه المهارة بعدة‬
‫مراحل‪ :‬اإلنصات‪ ،‬التفسير‪ ،‬االستيعاب‪ ،‬التذكير‪ ،‬التقييم‪ ،‬واالستجابة‪ .‬وحتى يتمكن المستقبل من عملية‬
‫االستماع للمرسل‪ ،‬البد من تنفيذ الخطوات التالية‪ :‬عدم مقاطعة المرسل‪ ،‬التركيز على الهدف األساسي لحديث‬
‫المرسل‪ ،‬عدم إطالق األحكام على حديث المرسل حتى ينتهي من حديثه‪ ،‬والتعمق في كلمات المرسل ومحاولة‬
‫تفسيرها بالوجه المطلوب‪.‬‬

‫‪ -4‬مهارات االتصال غير اللفظي‪:‬‬


‫تعرف هذه المهارة بأنها مجموعة من األشكال الحركية واإليماءات التعبيرية التي توحي إلى معاني يتفق‬
‫عليها مجموعة من الناس‪ ،‬وتستخدم هذه المهارة لتوضيح فكرة ما دون التعبير عنها بالكالم‪ ،‬ومن أهم أنواع‬

‫‪7‬‬
‫االتصاالت غير اللفظية والتعبيرية‪ :‬النواحي الصوتية المصاحبة للكالم‪ ،‬اإلنصات بالنظرات‪ ،‬الحركات الصامتة‪،‬‬
‫واستخدام الوضع الجسماني في االتصاالت‪.‬‬

‫‪ -5‬مهارة االقناع‪:‬‬
‫االقناع هم عملية فكرية وشكلية يحاول فيها أحد األطراف التأثير على اآلخر واخضاعه لفكرة ما‪ .‬وحتى‬
‫يستطيع أي شخص إقناع اآلخرين بأي فكرة يمكنه االستعانة بعدة أساليب منها‪ :‬التجارب الميدانية المعززة‬
‫باألرقام واألدلة والبراهين‪ ،‬القصة القصيرة ذات المعاني والدالالت‪ ،‬األمثال األصلية المستندة على اإلرث‬
‫الحضاري والفكري‪ ،‬البراهين والحجج‪ ،‬التعابير الطبيعية المتمثلة بالمودة واالحترام والتقدير واالعتزاز والسرور‪.‬‬

‫مهارات االتصال األساسية‪:‬‬

‫مهارة االقناع‬

‫مهارة االتصال غير اللفظي‬ ‫مهارة التفكير‬

‫مهارة االستماع‬ ‫مهارة التحدث‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬مفهوم التحرير االداري وخصائصه‬

‫‪ -1‬مفهوم التحرير االداري‪:‬‬


‫يعرف التحرير االداري هو مجموعة الوثائق التي تكتبها االدارة بواسطة موظفيها‪ ،‬وتستعملها كوسيلة اتصال‬
‫بغيرها من المصالح اإلدارية األخرى‪ ،‬وكذلك للقيام بعملياتها المختلفة بغية الوصول إلى الهدف المسطر لها‪.‬‬
‫وللمراسالت اإلدارية مكانة خاصة في النشاط اإلداري‪ ،‬فهي من بين الوسائل الغالبة والجارية العمل والتعامل بها‬
‫في العالقات اإلدارية‪ ،‬من بين أهم العوامل التي تساهم في نجاح أي تنظيم إداري‪ .‬تشمل أهميتها العملية كل‬
‫من العاملين باإلدارة والمتعاملين معها‪ .‬وتعتبر الكتابة هي أقوى األدلة في اإلثبات‪ .‬فهي تعمل على تسيير‬
‫الحركة اإلدارية ببساطة‪ ،‬قليلة التكاليف نسبيا وسهلة الحفظ والرجوع إليها عند الحاجة‪.‬‬

‫‪ -0‬خصائص التحرير اإلداري‪:‬‬


‫يرى بعض المختصين أن األسلوب اإلداري يتميز بخصائص منها‪ :‬احترام التسلسل االداري‪ ،‬روح‬
‫المسؤولية‪ ،‬الموضوعية‪ ،‬المجاملة‪ ،‬الحذر‪ ،‬الدقة والصحة‪ ،‬الوضوح وااليجاز‪ ،‬والفعالية‪ .‬غير أن اآلخرون يرون‬
‫أنه ال وجود ألسلوب اداري خاص ومتميز في المراسالت‪ .‬ومن أمثال أصحاب الرأي األول ديفرني‬
‫‪ Desvernais‬الذي يؤكد أن لإلدارة لغتها وأسلوبها الخاص وفاشي غاندوان ‪ Vacher Gandouin‬الذي يرى‬
‫عكس ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬احترام التسلسل اإلداري‪:‬‬


‫يقوم التنظيم اإلداري على أساس التسلسل اإلداري (التدرج أو السلم اإلداري) وهذا األخير يتخذ شكل هرم‬
‫يتج أز إلى عدة أجزاء من األعلى إلى األسفل وفقا للمبدأ القانون األعلى يسود األدنى‪ .‬وينتج عن احترام التسلسل‬
‫اإلداري انضباط تام في المصالح اإلدارية‪ ،‬وتعبر الكتابات اإلدارية بإستمرار على هذا االحترام بواسطة تعابير‬
‫ومفردات خاصة‪.‬‬

‫‪ -‬روح المسؤولية‪:‬‬
‫إن مبدأ المسؤولية هو أساس التحرير اإلداري ويقصد بذلك سلطة اتخاذ القرار مع تحمل نتائجه‪ ،‬واألصل أن‬
‫رئيس المؤسسة أو مديرها هو المسؤول عن التنفيذ السليم للمهام المسندة إليه في إطار نشاط المؤسسة طبقا‬
‫لقاعدة "حيث تكون السلطة تكون المسؤولية"‪ ،‬لكن قد يتغيب المدير لمانع ما أو يفوض بعضا من صالحياته‬
‫إلى أحد مساعديه نظ ار لكثرة مهامه فيحدث أن يتعدى هذا األخير الصالحيات المفوض فيها تفويض توقيع‬
‫مكتوب أو غير مكتوب‪ ،‬فهنا يجب التمييز بين ما إذا كان الخطأ شخصيا وبه تنعقد مسؤولية المفوض إليه‬

‫‪9‬‬
‫على أساس الخطأ أو كان مصلحيا (مرفقيا) فتتحمله اإلدارة‪ ،‬وقد ينتفي الخطأ الشخصي والمرفقي مع حين‬
‫تطغى المصلحة العامة بضروراتها ومقتضياتها‪.‬‬

‫‪ -‬الموضوعية‪:‬‬
‫تعمل اإلدارة في خدمة الجميع والصالح العام‪ ،‬ولذلك عليها أن تتصف بالنزاهة والموضوعية‪ ،‬كما يجب أال‬
‫تعبر عن المشاعر الشخصية‪ .‬فعل ى المحرر إذن أن يتجنب التعابير التي يطغى عليها الطابع العاطفي‬
‫والشخصي والتعسفي أو االنفعالي تمنيات‪ ،‬فرح‪ ،‬حزن‪ ،‬قلق‪...‬‬

‫‪ -‬المجاملة‪:‬‬
‫يقصد بها استعمال عبارات يراعي من خاللها احترام مشاعر المخاطبين وتجنب استعمال العبارات المضايقة‪،‬‬
‫وتتجلى هذه الخاصية في استعمال صيغ خاصة عند الرد على طلبات المواطنين أو المستخدمين حيث يجب‬
‫التحلي باللباقة وانتقاء العبارات االيجابية التي تترك باب األمل مفتوحا في حسن الخطاب‪.‬‬

‫ومن مقتضيات المجاملة استخدام صيغ التشريف عند افتتاح المراسالت وكذلك استعمال كلمات لطيفة ومهذبة‬
‫للرد على الطلبات حتى نترك األثر الطيب لدى المخاطب بها وذلك حتى في حالة الرفض حيث نستعمل‬
‫العبارات التالية‪ :‬يؤسفني‪ ،‬ال يمكنني في الحال‪ ،‬يبدو لي متعذ ار اآلن‪ ،‬أرى أنه من الحكمة‪ ،‬يبدو لي من غير‬
‫المالئم‪...‬الخ‬

‫‪ -‬الدقة وااليجاز‪:‬‬
‫ويقصد بااليجاز التعبير عن فكرة معينة بأقل ألفاظ ممكنة دون تطويل ممل و ال تقصير مخل‪ ،‬وعليه يجب‬
‫استعمال جمل قصيرة قدر اإلمكان على أن تكون كاملة ويجب أن تكون الكتابة معبرة بحيث ال تتضمن المراسلة‬
‫ألفاظ يمكن أن تفهم منها عدة معاني موجهة لمفاهيم مختلفة‪ ،‬كما يجب تحاشي التكرار‪.‬‬

‫أما الدقة فيقصد بها انتقاء ألفاظ وصيغ تجنب القارئ الوقوع في االلتباس وسوء التأويل من خالل اختيار‬
‫مفردات وعبارات تفيد المعاني بدقة متناهية وتعبر عن الواقعة بشكل مباشر‪ ،‬وذلك من خالل اختيار المفردات‬
‫الدقيقة للتعبير عن المعنى الذي يجول في ذهنه‪.‬‬

‫‪ -‬الوضوح والبساطة‪:‬‬
‫حين يقوم المحرر بكتابة مراسلة إدارية ما يجب أن يضع أمام عينه األشخاص المخاطبين بها والذين يختلفون‬
‫في مستوى إدراك مضمون ما كتب‪ ،‬وعليه أن يترجم أفكاره ويعبر عنها ببساطة ودون غموض‪ ،‬ويتجنب الكتابة‬
‫على ضوء الكالم حتى تكون المحررات اإلدارية مفهومة للجميع من خالل استعمال مفردات متداولة في الحياة‬

‫‪10‬‬
‫اإلدارية تكون بسيطة وجاري العمل بها وفقا للقاعدة "خاطبو الناس على قدر عقولهم"‪ ،‬وعليه يجب دائما طرح‬
‫السؤال التالي‪ :‬من أراسل ولمن أكتب وماذا أكتب؟‬

‫المحاضرة السادسة‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬صياغة وتهيئة الرسالة اإلدارية‬

‫‪ -1‬صياغة الرسالة االدارية‪:‬‬


‫تنفرد المراسالت اإلدارية بصيغ وعبارات خاصة تبرز طابعها الرسمي وتعكس خصائص األسلوب‬
‫اإلداري وضوابطه‪ ،‬وتتعلق هذه الصيغ بمختلف أجزاء الرسالة‪ .‬ويختلف أسلوب الكتابة حسب وجهة اإلدارة فإذا‬
‫كانت تسلطية وجدنا هذه الصيغ والتعابير في شكل أوامر وبالمقابل قد تكون لإلدارة حيادية تعمل بموضوعية‬
‫وتراعي الجانب اإلنساني في عالقاتها وحتى من خالل مراسالتها‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يمكننا ترتيب هذه الصيغ التي تتنوع بتنوع الموضوع وبنيته‪ ،‬ثقافة المرسل وشخصية‬
‫المرسل إليه‪ ،‬ويمكن ترتيبها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬صيغ النداء‪:‬‬
‫تستخدم للتعبير عن االحترام والتقدير الذي يكنه المرسل للمرسل إليه‪ ،‬وكذلك من أجل جلب انتباهه إلى‬
‫فحوى الرسالة‪ ،‬وتختلف هذه الصيغ باختالف الصفات الوظيفية‪:‬‬

‫فمثال يخاطب رئيس الجمهورية بصيغة سيادة الرئيس‪ ،‬والوزير بصيغة معالي الوزير‪ ،‬والسفير بصيغة سعادة‬
‫السفير‪ ،‬والوالي ورئيس الدائرة بصيغة السيد الوالي‪...‬الخ‬

‫‪ ‬صيغ التقديم‪:‬‬
‫تستهل الرسائل اإلدارية بعبارات وصيغ تتميز بالتهذيب واللباقة تمهد لعرض الموضوع وتجذب انتباه من‬
‫خالل إبداء مشاعر التقدير واالحترام‪ ،‬ويتجسد ذلك من خالل استعمال كلمة مرة على األكثر إما في بداية‬
‫أو وسط الرسالة‪ ،‬وتختلف هذه الكلمة بحسب نوع الرسالة أو هدفها ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬صيغ التقديم بدون مرجع‪ :‬وتستعمل في مقدمة المراسلة وتتنوع بحسب ما إذا كانت المراسلة صاعدة أو‬
‫نازلة ومن العبارات المستعملة‪ :‬يشرفني أن أعلمكم‪ /‬أن أطلب رأيكم‪ /‬أن أرسل إليكم‪ /‬أن أتعهد إليكم‪/‬‬
‫آمركم‪ /‬أرجو‪ /‬أن أدعوكم‪...‬الخ‪ .‬وبعض العبارات المستعملة من الموظف المرؤوس‪ :‬يشرفني أن أحيطكم‬
‫علما‪ /‬يشرفني أن أعرض عليكم‪/‬يشرفني أن أقترح عليكم‪ /‬يشرفني أن أقدم لكم‪ /‬ألتمس منكم‪ /‬يشرفني أن‬
‫أحيل عليكم‪ /‬يشرفني أن ابعث إليكم‪ /‬أعترف‪...‬إلخ‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬صيغ التقديم بمرجع‪ :‬أي التي تحرر ردا على رسائل أخرى أو تذكي ار برسالة سابقة فتستعمل فيها صيغ‬
‫استهالل بمرجع‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬ردا على رسالتكم رقم‪...‬المؤرخة في‪...‬والمتعلقة ب‪...‬يشرفني‪ ،...‬إجابة على‬
‫طلبكم المؤرخ في‪ ...‬والمتعلق ب‪...‬يشرفني أن‪ ،...‬تذكي ار برسالتنا رقم‪...‬المؤرخة في‪...‬والمتضمنة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬صيغ العرض‪:‬‬
‫تهدف هذه الصيغ إلى إبالغ المرسل إليه بالمعلومات والقضايا موضوع الرسالة‪ ،‬وتختلف باختالف الموضوع‬
‫المعالج وطبيعة العالقة بين المرسل والمرسل إليه‪ ،‬وعليه يتوجب على المحرر انتقاء العبارات المناسبة والتي‬
‫تفي بالغرض المقصود‪ .‬ويمكن ترتيبها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الصيغ المستعملة من الرئيس اإلداري‪ :‬هي صيغ يعتمدها الرئيس تفيد ممارسته للسلطة مثل‪ :‬قررت أو‬
‫سأتخذ ق ار ار من‪ /...‬الحظت أو أالحظ‪ /..‬كان يجب عليك أو من الواجب عليك‪...‬إلخ‬
‫‪ -‬الصيغ المستعملة من موظف مرؤوس‪ :‬وهي صيغ يعتمدها المرؤوس تفيد التحفظ واالمتثال مثل‪:‬‬
‫أعتقد‪ /...‬أسمح لنفسي‪ /...‬ال أستطيع إال‪ /...‬عليك بإفادتي بكل‪ /...‬يرجع لي أو أرى من‬
‫صالحياتي‪...‬الخ‬
‫‪ -‬بعض صيغ الترتيب‪ :‬أوال‪...‬ثانيا‪...‬ثالثا‪...‬الخ‬
‫من جهة‪...‬من جهة أخرى‪ /...‬بصفة رئيسية‪...‬بصفة ثانوية‪...‬الخ‬

‫نظرا‪...‬وبالمقابل‪ /...‬باإلضافة إلى ‪...‬فضال عن‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬صيغ تقديم الحجج والمبررات‪:‬‬


‫للتأكيد على مضمون الرسالة البد أن يدعم النص بمجموعة من الحجج وهذه األخيرة يجب أن تصاغ‬
‫كاآلتي‪ :‬تطبيقا للنصوص التنظيمية المتعلقة ب‪ ،...‬حسب ما تضمنه المذكرة المؤرخة في ‪...‬والمتعلقة ب‪..‬الخ‪.‬‬

‫‪ ‬صيغ الخاتمة‪:‬‬
‫تختم الرسائل اإلدارية عادة بعبارات تترك في حس القارئ انطباعات إيجابية أو تشحد همته وترغبه في‬
‫المبادرة بالسلوك أو بالموقف المطلوبة أو االستجابة للطلب الملتمس‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬وفي الختام‪ ،...‬وخالصة‬
‫القول‪ ،...‬ونتيجة لذلك‪ ،...‬سأكون معترفا بجميلكم لو تفضلتم‪ ،...‬سأكون ممتنا لكم‪ ،...‬أولي اهتماما كبيرا‪،...‬‬
‫أولي أهمية كبرى‪ ،...‬أن تتفضلوا باتخاذ اإلجراءات‪ ،...‬أن تأخذوا كامل االحتياطات‪ ،...‬أن تتخذوا اإلجراء‬
‫الذي ترونه مناسبا‪ ،‬راسلناكم من أجل إعالمكم‪...‬إلخ‬

‫وتقرن هذه العبارات بصيغ المجاملة والتقدير التي تختلف بإختالف مركز المرسل إليه‪ ،‬ويجب على المحرر‬
‫عدم التملق فيها أي احترام السلم اإلداري بين المرسل والمرسل إليه‪ .‬وتختلف بحسب الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬تقبلوا سيدي عبارة مشاعرنا الطيبة‪ ،‬تقبلوا تحياتنا الخالصة‪...‬إلخ‬
‫‪ -‬تفضلوا سيدي بقبول مشاعر االحترام والوفاء‪ ،‬وتفضلوا سيدي بقبول خالص التحيات‪ ،‬وتفضلوا سيدي بقبول‬
‫تحيات االحترام‪...‬الخ‬
‫‪ -‬تقبلوا مني سيدي فائق االحترام والتقدير‪.‬‬
‫وبخصوص إلغاء التحيات الختامية جرت العادة في الكثير من اإلدارات أن يتم إلغاء التحيات الختامية إلغاء‬
‫كامال عندما يتعلق األمر بمراسلة داخلية بين الرؤساء والمرؤوسين‪ ،‬فإذا كتب أحد المرؤوسين إلى رئيسه في‬
‫السلم اإلداري فإنه ال يختم رسالته بالتحيات الختامية المعهودة وكذلك الحال بالنسبة للرئيس‪.‬‬

‫وهذه العادة ال تخل بعالقات االحترام التي تربط بين المستخدمين في المؤسسة الواحدة وال تحمل في طياتها‬
‫أدنى قدر من التحقير‪ ،‬وانما تقطع الطريق على الذين يرغبون في الترقي عن طريق التملق واإلفراط في‬
‫المجاملة‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‪:‬‬

‫‪ -0‬تهيئة التحرير اإلداري‪:‬‬


‫إن العمل بجميع العناصر التي درسناها لحد اآلن‪ ،‬ال تكفي للقيام بتحرير جيد‪ ،‬بل إنه يتطلب قبل كل شيء‬
‫التفكير والتحضير وترتيب األفكار قبل الشروع في التحرير النهائي‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة الموضوع‪:‬‬
‫إن أول شرط للتحرير الجيد هو أن يعرف المحرر في البداية ما سيكتبه‪ .‬وهذا يتطلب أن تكون لديه فكرة واضحة‬
‫على ما يراد عرضه‪ .‬لهذا يفضل وضع جميع أفكاره على ورقة لترتيبها ثم تنسيقها‪.‬‬

‫‪ ‬وضع التصميم‪:‬‬
‫يعتبر وضع التصميم عمال هاما ألنه من خالله نقيم أهمية التحرير‪ ،‬ومن الضروري أن يشتمل التصميم‬
‫على ثالثة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقدمة‪ :‬الغرض من المقدمة هو تهيئة واعالم القارئ باالعتبار بما سيتم عرضه فيما بعد‪ .‬وتحظى‬
‫المقدمة بأهمية خاصة بالنسبة للتحرير اإلداري‪ ،‬حيث يجب أن تتضمن بعض العناصر الضرورية‬
‫(تاريخ المراسالت السابقة وموضوع هذه المراسالت إلخ‪ )...‬وعليه‪ ،‬إذا كان ينبغي أن تكون المقدمة‬
‫جوهرية فيجب أن تكون في نفس الوقت مختصرة‪ ،‬واضحة ودقيقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬العرض (عرض الموضوع)‪ :‬ينقسم عرض الموضوع إلى قسمين أو إلى ثالثة أو إلى أربعة أقسام‬
‫على األكثر‪ ،‬وذلك حتى يرسخ التصميم بكيفية سهلة وواضحة في ذهن القارئ‪ .‬كما نأخذ كذلك‬

‫‪13‬‬
‫بعين االعتبار أثناء تحرير العرض المبدئين التاليين‪ :‬توازن كل األقسام فيما بينها‪ ،‬وتقديم في البداية‬
‫الوقائع والحجج القليلة األهمية والختام بالتي هي قاطعة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الخاتمة‪ :‬كالمقدمة يجب أن تكون الخاتمة مختصر تستخلص النتائج من خالل ما سبق قوله في‬
‫العرض‪ .‬كما يجب االعتناء بها جيدا سواء من حيث الشكل أو المضمون‪ ،‬ألنه غالبا ما يتأثر‬
‫القارئ بانطباعات الجمل األخيرة‪.‬‬
‫‪ ‬مالحظة‪:‬‬
‫ينبغي أن تتضمن كل رسالة مسألة واحدة فقط للمعالجة‪ .‬واذا كان األمر يتعلق بتسوية قضايا مختلفة مع‬
‫نفس المراسل فمن األفضل أن تخصص رسالة لكل قضية على حدة‪ ،‬وذلك لتسهيل الترتيب والمعالجة الالحقة‬
‫من طرف المصلحة المرسل إليها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أنواع الوثائق االدارية‬

‫‪ -1‬الوثائق العادية‪ :‬وهي عديدة منها‪:‬‬


‫‪ -1-1‬الرسالة االدارية‪:‬‬
‫هي الرسالة المتبادلة بين مصالح االدارية إما الرسالة ذات الصبغة الخاصة فهي توجه من مصلحة‬
‫إدارية إلى فرد أو شخصية معنوية من خارج اإلدارة أو إلى هيئة أجنبية‪ .‬وهي أيضا الصبغة التي تكتسيها‬
‫الرسالة االدارية داخل المصلحة التي يحررها العون بإسمه الخاص والسيما ألغراض شخصية (مثال طلب‬
‫رخصة استثنائية) كما يعد من هذا القبيل أيضا الرسائل التشريفية (البروتوكولية)‪ .‬وتقوم هذه الرسائل على‬
‫عناصر عديدة( تسمية الدولة‪ ،‬بيان القسم أو المكتب المصدر للرسالة‪ ،‬تاريخ ومصدر االرسال‪ ،‬االكتتاب أو‬
‫صيغة االرسال‪ ،‬رقم التسجيل‪ ،‬عرض رسالة‪ ،‬التوقيع‪ ،‬النسخ‪ ،‬المرفقات‪).‬‬

‫‪ -0-1‬الرسالة الشخصية‪:‬‬
‫هي الرسالة التي يوجهها الموظف إلى رؤسائه ألغراض شخصية‪ ،‬هذا النوع من الرسائل يحتوي في‬
‫نفس الوقت جوانب المراسلة اإلدارية والمراسلة الخاصة‪ .‬وتقوم هذه الرسائل على عناصر عديدة( التحتوي هذه‬
‫الرسالة على بيان المصلحة و ال على الرأس‪ ،‬ولكن يكتفي في محل البيان بكتابة االسم الكامل للموظف‪،‬‬
‫درجته‪ ،‬ووظيفته ومحل تعيينه ورقم تسجيله‪ .‬وعند االقتضاء عنوان مصلحته إذا كانت مجهولة‪).‬‬

‫‪ -3-1‬رسائل مختلفة‪:‬‬
‫إن مختلف الرسائل الصادرة عن المصالح االدارية يمكن تصنيفها حسب غايتها‪ ،‬وهكذا نجد‪:‬‬

‫‪ -‬رسائل االخبار(االعالم)‪ :‬يشرفني أن أطلعكم أو أن أنهي إلى علمكم‪...‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬رسائل العرض‪ :‬يشرفني أن أعرض عليكم‪...‬‬
‫‪ -‬الرسائل الملتمسة لرأي أو لتعليمات‪ :‬يشرفني أن التمس منكم التفضل بتزويدي بتعليماتكم‪...‬‬
‫‪ -‬الرسائل التي تبدي اقتراحا‪ :‬يشرفني أن أقترح عليكم‪...‬‬
‫‪ -‬الرسائل الملتمسة لعناصر الجواب والتي ترسل مصحوبة بنسخة منها قصد التبليغ وتستعمل غالبا في هذه‬
‫الحالة ورقة االنفاذ‬
‫المحاضرة الثامنة‪:‬‬

‫الوثائق االدارية األخرى للمراسلة‪:‬‬ ‫‪-0‬‬


‫‪ -1-0‬المذكرة‪:‬‬
‫داخل المصلحة نتبادل المذكرات التي نحتفظ بنسخها عوض الرسائل‪ .‬وتتنوع هذه المذكرات تبعا‬
‫للمستوى الذي يتم فيه تبادلها وحسب محتوى األخبار أو التعليمات التي تقدمها‪ .‬والمذكرة وثيقة تعالج مسائلة‬
‫جارية توجه سواء إلى الرئيس أو مرؤوس أو إلى مصلحة مركزية تابعة لنفس الو ازرة أو العمالة‪ .‬وهي الطريقة‬
‫العادية لنقل التعليمات وفقا للتسلسل النازل ولكنها أيضا التعبير الكتابي عن العالقات بين المصالح ويمكن أن‬
‫تستعمل لعرض مسائل عادية على السلطات التسلسلية‪.‬‬

‫‪ -0-0‬ورقة االرسال‪:‬‬
‫وثيقة مختصرة في تحريرها‪ ،‬تبعث مكان الرسالة لنقل الوثائق داخل اإلدارة مع إعطاء بيان المستندات‬
‫أو األوراق المرسلة معها‪.‬‬

‫‪ -3-0‬االستدعاء وجدول األعمال‪:‬‬


‫يحصل انعقاد اجتماعات طارئة يقررها رئيس المصلحة عندما يتطلب األمر دراسة قضية أو مسألة‬
‫مستعجلة مع مساعديه المباشرين‪ ،‬في هذه الحالة ليس من الضروري ونظ ار لالستعجال أن توجه االستدعاءات‬
‫إلى هؤالء األشخاص خاصة وأنهم يعملون في نفس المصلحة‪ .‬ويكفي أن يتم االستدعاء عن طريف الهاتف‪.‬‬

‫أما جدول األعمال فهي قائمة المواضيع التي ستعالج في االجتماع‪ ،‬وذلك حتى يتمكن األشخاص‬
‫المدعوون أن يتهيؤوا لالجتماع بمراجعة الملفات واستشارة األشخاص المطلعين على المواضيع التي ستعرض‬
‫للمناقشة‪ ،‬وكذا تحضير تدخالتهم إذا اقتضى األمر‪.‬‬

‫‪ -4-0‬االعالن‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫وثيقة إخبارية تخصص للتعليق‪ ،‬تهم موظفي المصلحة والمعنيين باألمر والذين بإمكانهم أن يطلعوا‬
‫عليها على سبورات اإلعالنات‪ .‬ويستعمل االعالن أساسا لتبليغ أخبار مؤقتة مثال‪ :‬انعقاد اجتماع‪ ،‬ندوة‪ ،‬فتح أو‬
‫اغالق مكتب‪...‬‬

‫‪ -5-0‬البالغ‪:‬‬
‫هو ما توجهه سلطة إدارية إلى العموم لتبليغ خبر أو قرار أو إجراءات مختلفة ذات مصلحة عامة‪.‬‬
‫ويتميز البالغ عن االعالن بأنه ينشر بصفة عامة أكثر من االعالن الذي ال يهم إال فئة معينة من الجمهور‪،‬‬
‫أما البالغ فيمكن أن يعني مجموع السكان بحيث يذاع في اإلذاعة والتلفزة أو ينشر في الصحافة‪.‬‬

‫‪ -9-0‬البرقية الرسمية‪:‬‬
‫البرقية وثيقة تكمن من تبليغ خبر مستعجل‪ ،‬حيث أن وسائل المراسلة العادية غير كافية في هذه الحالة‪.‬‬
‫وتحرر البرقية الرسمية على مطبوع خاص‪ ،‬وتسلم إلى المصلحة البريدية المكلفة‪ ،‬وال يمكن تبليغها عن طريق‬
‫الهاتف‪ .‬ككل البرقيات تخضع هذه البرقية لضرورات الكلفة واالستعجال وتحدد كلفتها حسب عدد الكلمات‪،‬‬
‫وسرعة تبليغها حسب اختصار النص‪ .‬والسلطات االدارية هي وحدها المؤهلة إلرسال البرقيات الرسمية كما يجب‬
‫أن تمر رسائل المصالح (التليكس) عبر هذه السلطات‪.‬‬

‫الوثائق المثبتة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫هناك بعض الوثائق التي تأخذ شكال خاصا في تحريرها والتي تخصص للشهادة على صحة الوقائع و‬
‫االحداث‪ .‬ويتم اعدادا وتوقيع عليها من طرف السلطة المختصة أو من العون المؤهل إلعدادها‪ ،‬وتكتسي طابعا‬
‫رسميا ومن هذه الوثائق‪:‬‬

‫‪ -1-3‬المحضر‪:‬‬
‫يعرف المحضر بأنه رواية يرويها عون عمومي عما فعل أو شاهد أو سمع أثناء مزاولة عمله‪ .‬ويشكل‬
‫المحضر إلى حد ما عرضا خاصا إذ يخضع إلى نوع من الشكلية في التحرير وال تقوم به إال سلطة أو عون‬
‫مؤهل‪ .‬وال يمكن للمحضر أن يتناول إال الوقائع التي أثبتها العون بنفسه‪ ،‬أو التي نقلت له في المحضر الجديد‪.‬‬
‫ويحتوي المحضر على عدة بيانات‪:‬‬

‫‪ -‬بيان المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬العنوان –محضر‪ -‬يتبع بذكر الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ االجتماع‪ ،‬ويقدم بكيفية رسمية‪ ،‬وتاريخ استدعاء األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف وصفة الرئيس‪ ،‬وعند االقتضاء تعريف وصفة الشخصيات الحاضرة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬إشارة الطابع سري أو علني للجلسة‪.‬‬
‫‪ -‬اشارة افتتاح واختتام الجلسة مع ذكر الساعة‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر جميع التدخالت وجميع اشكاليات الجلسة‪.‬‬

‫‪ -0-3‬الشهادة‪:‬‬
‫هي وثيقة تمنح من طرف سلطة ادارية أو قضائية للتدليل على صحة واقع‪ ،‬أو وضعية تمكن الممنوح‬
‫من االستفادة بواسطتها من امتياز مشروع‪ .‬ويتحمل الشخص المانح للشهادة مسؤوليته بتوقيعه لها‪ ،‬لذا يجب أن‬
‫يكون متيقنا بما يشهد عليه فهي إذن شهادة رسمية‪ .‬إن اختصاص السلطة التي تمنحها يمكن أن يكون‬
‫اختصاصا مقيدا‪ ،‬أي أنه ملزم بالنصوص التنظيمية لمنح الشهادة عندما تتوفر الشروط الالزمة‪ .‬ويكون هذا‬
‫االختصاص تقديريا عندما تكون السلطة حرة لتقرير مناسبة لمنح الشهادة‪ .‬ويمكن أن تمنح الشهادة إما الستعمال‬
‫دقيق ومعين‪ ،‬واما لالستعمال على الوجه المشروع‪.‬‬

‫المحاضرة التاسعة‪:‬‬
‫التعليمات‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هي األوامر والتوجيهات والبيانات أو االيضاحات الشفوية أو الكتابية‪ ،‬التي توجهها سلطة إدارية إلى‬
‫مرؤوسيها لتحديد إطار وكيفيات تنفيذ المهام المنوطة بهم‪ .‬ومن الناحية القانونية تعد التعليمات من قيبل‬
‫إجراءات النظام الداخلي أي ال صالحية لها إال داخل االدارة‪ ،‬وال يمكن مبدئيا معارضتها من طرف الغير‪.‬‬

‫‪ -1-4‬األمر‪:‬‬
‫يصدر األمر أساس عن فرد‪ ،‬واألمر الفردي ال يتطلب أي شكل خاص‪ ،‬وتعطى األوامر العادية شفاهيا‬
‫إال إذا كانت تكتسي أهمية خاصة فيجب أن تثبت كتابة‪ .‬مثال‪ :‬تكليف بمهمة‪ ،‬تكليف بخدمة‪ ،‬وتحرر هذه‬
‫الوثائق على نماذج مطبوعة‪.‬‬

‫‪ -0-4‬التعليمات‪:‬‬
‫تصدر التعليمات عادة عن السلطات العليا أو عن رئيس الحكومة أو الوزراء‪ .‬وكما يدل عليه لفظ‬
‫التعليمات‪ ،‬فان غايتها هي نشر التوجيهات التي تعد مبدئيا امتدادا لنص قانوني‪ ،‬فهي إذن وثيقة ذات أهمية‬
‫خاصة ولها قيمة دائمة‪ ،‬ويبقى معموال بها ما دامت لم تلغ أو تغير‪.‬‬

‫‪ -3-4‬المنشور‪:‬‬
‫هو عبارة عن مذكرة أو رسالة موجهة لعدة أشخاص‪ ،‬وكذلك الحال عندما توجه مراسلة إلى جميع عمال‬
‫االقاليم‪ ،‬والمدن في قالب رسالة أو عندما يوجه وزير تعليماته‪ ،‬إلى سائر المديرين ورؤساء المصالح في شكل‬

‫‪17‬‬
‫مذكرة‪ .‬فإذا كان المنشور تفسيريا فهو من أجل توضيح مفهوم إجراء‪ ،‬وليس إلضافة عناصر جديدة للقانون أو‬
‫للنظام والتوسع في مجاله بصفة غير قانونية‪ .‬كما أن المناشير عبارة عن وثائق ذات صبغة داخلية ال ينبغي أن‬
‫يطلع عليه الغير‪.‬‬

‫‪ -4-4‬المذكرة االدارية‪:‬‬
‫المذكرة المصلحية وثيقة داخلية للمصلحة بواسطتها يعطي الرئيس تعليماته لمرؤوسيه حول مشكل خاص‬
‫يتعلق إما بأنشطة المصلحة أو بالسير العام لها‪ .‬وتبقى هذه التعليمات سارية المفعول إلى حين صدور مذكرة‬
‫جديدة إللغائها بصفة صريحة أو ضمنية‪ .‬وبهذا تشكل المذكرة المصلحية أيضا جزءا من زمرة الوثائق المسمات‬
‫بالتعليمات ويمكن أن توجه إلى كافة العاملين في المصلحة أو إلى فئة معينة من هؤالء‪ ،‬كما يمكن اتخاذها على‬
‫مختلف مستويات التسلسل اإلداري‪ ،‬حيث يتوجه بها كل مسؤول إلى مرؤوسيه المباشرين‪ .‬وتخضع المذكرة‬
‫المصلحية أو اإلدارية لكافة قواعد التقديم العامة المتبعة في الوثائق اإلدارية األخرى‪.‬‬

‫المحاضرة العاشرة‪:‬‬

‫سابعا‪ :‬مفهوم األعمال اإلدارية والعقود االدارية‬

‫إن لفظ عمل يدل في المجال اإلداري على تصرف أو بادرة تحدث أو تغير وضعية قانونية‪ .‬والعمل‬
‫اإلداري هو عمل سلطة إدارية عند تسيير المصالح‪ ،‬وهو تعليق بالقانون اإلداري‪ .‬هناك صنف كبير من‬
‫األعمال اإلدارية وأهمها‪ :‬األعمال من جانب واحد واألعمال من جانبين‪ .‬األعمال من جانب واحد هي التي تعبر‬
‫فيها إرادة واحدة‪ ،‬هي إراد ة اإلدارة‪ .‬أما األعمال من جانبين فتوجد أو تقترن فيها إرادتان ألحداث وضعية قانونية‪:‬‬
‫هذه األعمال هي التي تسمى بالعقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬األعمال اإلدارية‪:‬‬
‫‪ 1-1‬األعمال اإلدارية الفردية والتنظيمية‪:‬‬
‫إن دراسة معمقة لألعمال اإلدارية تتعلق بمادة القانون اإلداري‪ ،‬ولن نتطرق إال لبعض العناصر المفيدة‬
‫والتي تساعد على تحريرها‪ .‬العمل التنظيمي هو العمل الذي يحدد إجراءات عامة غير شخصية ودائمة‬
‫ومفروضة على جميع األنظمة ‪ Statuts‬فهو يشبه القانون الذي ال يتميز عنه إال بمصدره الحكومي أو اإلداري‪.‬‬
‫أما العمل الفردي فهو أيضا من مصدر حكومي أو إداري‪ ،‬ويتميز عن العمل التنظيمي بأنه ال يحدد إال‬
‫اإلجراءات الفردية (شخص أو عدة أشخاص معنيين)‪ .‬مثال‪ :‬تعيين‪ ،‬قسيمة‪ ،‬توقيف مؤقت‪ ،‬إحالة إلى التقاعد‪،‬‬
‫يع د إذن تنظيميا العمل الذي يحدد إجراءات عامة‪ ،‬وغير تنظيمي العمل المحدد لإلجراءات الفردية‪ .‬إال أن نفس‬

‫‪18‬‬
‫التسمية يمكن أن تشمل رغم ذلك العمل التنظيمي والعمل الفردي كما هو الشأن بالنسبة للمرسوم‪ ،‬عمل رئيس‬
‫الدولة‪ ،‬رئيس الحكومة‪ ،‬والوزير‪.‬‬

‫‪ 0-1‬المقررات‪:‬‬
‫كما هو الشأن بالنسب ة للتعليمات فإن المقررات تستمد أيضا اسمها من فحواها وتكتسب من قالبها‬
‫الخاص ومن نشرها سلطة خاصة تختلف عن سلطة الوثائق االدارية األخرى‪ .‬وبها نكون قد وصلنا إلى حقل‬
‫العقود اإلدارية الحقيقية الذي يهم الق اررات والمراسيم‪ .‬ونلجأ في بداية األمر إلى استعمال المقرر عند ضرورة‬
‫إعطاء إطار قانوني للتعليمات التي يتضمنها‪ .‬وهكذا نميز أول فئة من المقررات "ذات االستعمال الداخلي"‬
‫والمستعملة التخاذ إجراءات تنفيذية‪ ،‬كإعادة تنظيم المصالح ونقل الموظفين أو تعيينهم إلخ‪ ،‬ولكن شكل المقرر‬
‫بصفته عقدا رسميا يعطي إطا ار قانونيا لهذه لإلجراءات‪ .‬وعندما يكون المقرر خاصا بنقل موظفي المصالح‬
‫المركزية‪ ،‬فإنه يمكن أن يكون موضع تلخيص يظهر في الجريدة الرسمية حتى يتأتى نشر اإلعالن الكامل من‬
‫هذه التنقالت في المناصب اإلدارية‪ .‬هناك نوع ثان من المقررات يجعل منها عقودا حقيقة تبلغ إلى علم الغير‬
‫عن طريق الجريدة الرسمية‪ ،‬وفيما يتعلق بالجانب الشكلي للمقرر فإنه يصدر في الغالب على شكل النصوص‬
‫الرسمية‪ (:‬مرسوم‪ ،‬قرار)‪.‬‬

‫‪ 3-1‬القرار‪:‬‬
‫هو العمل الهام الذي يمكن أن تتخذه السلطات اإلدارية‪ ،‬وتكون اإلجراءات التنظيمية التي تتخذها هذه‬
‫السلطات على شكل قرار كما هو الشأن بالنسبة لإلجراءات الفردية التي تهم األشخاص من خارج اإلدارة‪ .‬فالقرار‬
‫يصدر في حالة اإلجراءات الفردية التي تهم الموظف المتخذة بعين اإلعتبار‪ .‬فالقرار يمكن أن يكون كالمقرر‬
‫وزاري أو غير وزاري ويكتسي الصبغة أو الصفة المطابقة للسلطة الموقعة له‪.‬‬

‫‪ 4-1‬المرسوم‪:‬‬
‫المرسوم وثيقة تصدر من رئيس الدولة ورئيس الحكومة يمكن أن يكون تنظيميا كما يمكن أن يكون‬
‫فرديا‪ .‬وتتداول المراسيم التنظيمية في مجلس الوزراء‪ ،‬أما المراسيم العادية فال تخضع إلى هذا اإلجراء‪ .‬والمراسيم‬
‫التي تنظم بموجبها السلطات العمومية هي مراسيم أساسية‪ ،‬أما األخرى فهي مراسيم عادية‪ ،‬وأخي ار يمكن أن تتخذ‬
‫المراسيم لتطبيق القوانين فهي مراسيم تطبيقية واألخرى تتخذ في المجال الخاص للسلطة التنظيمية الذي ال‬
‫يخضع للقانون‪ ،‬فهي مراسيم مستقلة‪.‬‬

‫‪ 5-1‬القانون‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫إن العمل التشريعي في حد ذاته هو القانون المتداول والمصوت عليه في مجلس النواب‪ ،‬ويجد مصدره‬
‫سواء في "اقت راح قانون" من طرف نائب أو عدة نواب‪ ،‬أو "مشروع قانون" تقدمه الحكومة‪ .‬ويمكن تصنيف‬
‫القوانين إلى ثالث مجموعات‪:‬‬

‫‪ -‬الدستور الذي يعد أسمى قانون في البالد يحدد التنظيم العام ويصدر عن جمع مؤسس‪.‬‬
‫‪ -‬القوانين العادية‪.‬‬
‫‪ -‬التشريعات االستثنائية والتشريعات الفرعية واللوائح التنظيمية‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫األعمال التشريعية ليست أعماال إدارية‪ ،‬فالكثير من األعمال التنظيمية ال تخضع لقواعد التحرير اإلداري‬
‫العادي‪ ،‬وال نشير إليها هنا إال على سبيل اإلطالع‪.‬‬
‫‪ -0‬العقود اإلدارية‪:‬‬
‫تعتمد اإلدارة في أداء جل مهامها على الق اررات اإلدارية‪ ،‬أي على األوامر الملزمة التي تصدرها بإرادتها‬
‫المنفردة‪ ،‬فضال عن ذلك فإنها تضطر أحيانا للتعاقد مع الغير‪ .‬والعقود اإلدارية هي أعمال إدارية من جانبين‪،‬‬
‫ويمكن لإلدارة أن تبرم أيضا عقود القانون الخاص‪ ،‬غير أنه ال تتصف بالعقود اإلدارية‪ ،‬سوى العقود المبرمة‬
‫باسم اإلدارة‪ :‬الدولة‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬أو المؤسسات العمومية التي تتجلى فيها أولوية اإلدارة عن المتعاقد‬
‫معه بحكم امتيازها وسيادتها‪ .‬ويجب تمييز بين نوعين من العقود التي تبرمها اإلدارة‪ :‬النوع األول ويخضع لقواعد‬
‫القانون الخاص ويعامل كقاعدة نفس معاملة العقود التي يبرمها الخواص‪ ،‬ويسمى هذا النوع" بعقود اإلدارة‬
‫الخاصة"‪ .‬النوع الثاني فهي العقود اإلدارية المحضة التي تشترط توفر شرطين‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون اإلدارة طرفا في العقد‪.‬‬


‫‪ -‬أن يتضمن العقد شروطا استثنائية غير مألوفة في عقود الخواص‪ ،‬أو يكون العقد شديد االرتباط بالمرفق‬
‫العام ويساهم مباشرة في تسييره‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬جديدي معرج‪ ،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ط‪ ،4.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬مطبوعة األستاذ‪ :‬د‪ /‬رابح بوزيدي‪ ،‬االتصال والتحرير اإلداري‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.2712-2710 ،‬‬
‫‪ -‬مطبوعة األستاذ‪ :‬بن شعبان علي‪ ،‬التحرير اإلداري‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Meek .W, basics of communication, https://www.psychologtoday.com‬‬

‫‪20‬‬

You might also like