You are on page 1of 10

‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬

ISSN 1112-9255
0201 ‫ – جوان‬20 ‫ العدد‬،8‫المجلد‬ OEB Univ. Publish. Co.

‫للمنظّمة‬
ُ ‫االتصالية‬
ّ ‫وظيفة العالقات العامة نحو تشكيل الثّقافة‬
The function of public relations towards forming the organization's
communicative culture
.‫ الجزائر‬،‫ جامعة بسكرة‬،*‫محمد بشير محمودي‬.‫د‬
mohamed.bachir32@yahoo.com
)0303/90/02(:‫تاريخ القبول‬،)0303/31/09(:‫ تاريخ المراجعة‬،)0303/30/91(:‫تاريخ التسليم‬
Abstract : : ‫ملخص‬
Talking about communicative culture
today is talking about the integrated ‫االتصالية اليوم ُهو‬
ّ ‫إن الحديث عن الثّقافة‬ّ
construction of the image of the ‫المنظّمة انطالقًا‬
ُ ‫لصورة‬
ُ ‫المتكامل‬ُ ‫الحديث عن البناء‬
organization from its origins to the
development and continuity of the ‫االتصالية‬
ّ ‫العملية‬
ّ ‫وصوًال إلى تطور‬ ُ ‫من نشأتها‬
communication process. This culture, ‫ هذه الثّقافة التّي يرجع تشكيلها وبناؤها‬.‫واستم ارريتها‬
whose formation and construction is due
to many variables, means, and functions ‫المتغيرات والوسائل والوظائف التّي‬
ُ ‫إلى العديد من‬
that are within the organization, ‫ظمة لينتهي بها المطاف إلى تشكيل‬ّ ‫المن‬
ُ ‫ت ُكون داخل‬
ultimately leads to the formation of a
distinct communication culture from ‫المنظّمات‬
ُ ‫المنشآت و‬
ُ ‫ميزة عن باقي‬
ّ ‫اتصالية ُم‬
ّ ‫ثقافة‬
other facilities and organizations, ‫الُخرى خاصة منها التي تعمل معها في نفس‬
especially ones that work with it in the
‫لمنظمة‬
ُ ‫ حيث يبدأ تشكيل أي ثقافة اتصالية‬،‫الحقل‬
same field, where the formation of any
communication culture of an ‫الداخلية لها وهذا من خالل‬ ّ ‫ما انطالقا من البيئة‬
organization begins from the internal ‫وظيفة العالقات العامة التي تُعد اللّبنة الُولى في‬
environment It has this, through the
public relations function, which is the ‫ زيادة عن‬،‫المنظمة‬
ُ ‫االتصالية داخل‬
ّ ‫تشكيل الثّقافة‬
first building block in the formation of ‫ ناهيك عن‬،‫وسائل االتصال في العالقات العامة‬
communicative culture within the
organization, in addition to the means of ‫الخصائص المؤثرة في زيادة فاعلية أداء العالقات‬
communication in public relations, not to .‫العامة لي ُمنظمة على اختالف أنشطتها‬
mention the characteristics that affect
increasing the effectiveness of public ‫ العالقات‬،‫ االتصال‬،‫ الوظيفة‬:‫المفتاحية‬
ّ ‫الكلمات‬
relations performance for any .‫المنظّمة‬
ُ ،‫االتصالية‬
ّ ‫ الثّقافة‬،‫العامة‬
organization with different activities.
KeyWords:The Function,
Communication,Public Relations,
Communicative culture.

mohamed.bachir32@yahoo.com :‫اإليميل‬، ‫محمد بشير محمودي‬.‫ د‬:‫المرسل‬


‫* المؤلف ا‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫للمنظّمة على‬
‫االتصالية ُ‬
‫ّ‬ ‫االتصالية العالقات العامة اللّبنة الُولى في تشكيل الثّقافة‬
‫ّ‬ ‫تُعد الوظيفة‬
‫لصورة‬
‫المتكامل ُ‬
‫الفعال في البناء ُ‬
‫االتصالية‪ -‬اإلسهام ّ‬
‫ّ‬ ‫اختالف أنشطتها‪ ،‬إذ ينتظر منها – أي الثّقافة‬
‫االتصالية واستم ارريتها‪ ،‬هذه الثّقافة التّي يرجع‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫المنظّمة انطالقًا من نشأتها ُوصوًال إلى تطور‬
‫ُ‬
‫المنظّمة وتخص ُجمهورها‬ ‫المتغيرات والوسائل والوظائف التّي تكون داخل ُ‬ ‫بناؤها وتشكيلها إلى العديد من ُ‬
‫ُ‬
‫المنظّمات‬
‫ميزة عن باقي ُ‬
‫اتصالية ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫الداخلي ( ُجمهور العاملين) ليتنهي بها المطاف إلى تشكيل ثقافة‬
‫ّ‬
‫الُخرى خاصة منها التّي تعمل في نفس الحقل‪.‬‬
‫أساسية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬مفاهيم‬
‫مفهوم الثّقافة‪:‬‬
‫أن الكلمة ‪ Culture‬قد اكتسب معناها‬
‫• التّعريف اللّغوي‪ :‬في الصل اللّغوي لمصطلح الثّقافة ُيشار إلى ّ‬
‫نسية كانت تعني في القرون‬
‫النصف الثاني من القرن الثّامن عشر‪ .‬فالكلمة الفر ّ‬
‫الفكري في أوروبا في ّ‬
‫السابع عشر كانت تعبر عن "فالحة الرض" ومع‬ ‫لكنها في القرن ّ‬
‫ينية ‪ّ Cultes‬‬‫الد ّ‬
‫الوسطى الطقوس ّ‬
‫وما‪.‬‬
‫عبر عن التّكوين الفكري ُع ُم ً‬
‫بداية القرن الثامن عشر اتخذت منحى ُي ّ‬
‫الروح‪ ،‬وان لفظ الثّقافة‪ّ ،‬أنما هو لفظ ال‬
‫أما الكلمة في اللّغة العر ّبية فهي ال تحيل على الفحذق " ّ‬
‫ّ‬
‫تكاد تعثر له على أثر في التّراث العربي القديم‪ ،‬وهو إسم مفعول من "ثقف" بمعنى "حذق"‪ .‬جاء في لسان‬
‫أما‬
‫وثقف‪ :‬حاذق فهم‪ ".‬ولم يرد لفظ ُمثقّف‪ّ .‬‬
‫ُ‬ ‫ثقف‬
‫العرب "ثقف ال ّشيء ثقفا وثقافًا وثُقُوفةً‪ :‬حذقهُ‪ .‬ورجل ُ‬
‫لفظ الثّقافة فقد ورد كمصدر‪ ،‬بمعناه‪ :‬الحذق‪ ":‬وثقف الرجل ثقافة‪ :‬أي صار حاذقًا خفيفًا"‪(.‬أبو الحمام‪،‬‬
‫‪ ،0202‬ص‪.)20.‬‬
‫ميز البشر عن غيرهم من المخلوقات وهي الجانب ال ّذي ُيؤ ّكد‬
‫• التّعريف اإلصطالحي‪ :‬الثّقافة هي ما ُي ّ‬
‫صورها‪ ،‬وهي عامل توحيد بين أبناء‬ ‫عبرة عن حضارتهم في أرقى ُ‬ ‫الم ّ‬
‫إنسانيتهم ويبرز هويتهم الخاصة و ُ‬
‫المجتمعات والتّعبير عن طُموحها وأحالمها‪ ،‬وهي رسالة تفاهم‬
‫ال ّشعب الواحد‪ ،‬وعامل أساسي في تغيير ُ‬
‫المعقد (أو‬
‫بين ُشعوب الرض(أبو أصبع‪ ،0222 ،‬ص‪ ،)021.‬والثّقافة عند تايلور "هي ذلك ال ّكل ُ‬
‫قومات الخرى‬
‫الم ّ‬
‫يتضمن المعرفة‪ ،‬والعقيدة‪ ،‬والفن‪ ،‬والخالق‪ ،‬والقانون‪ ،‬والعادة‪ ،‬وكل ُ‬
‫ّ‬ ‫المركب) ال ّذي‬
‫ُ‬
‫المجتمع" (عزمي‪ ،0222 ،‬ص‪.)64.‬‬ ‫ُ‬ ‫في‬ ‫ضو‬ ‫كع‬
‫ُ‬ ‫اإلنسان‬ ‫يكتسبها‬ ‫ي‬‫التّ‬
‫مفهوم االتصال‪:‬‬
‫تعود لفظة االتصال إلى الجذر "وصل" ويأتي بمعنى وصل ال ّشيء بال ّشيء يصله‬
‫• التّعريف اللُغوي‪ُ :‬‬
‫وصال أي أبلغه ّإياه ووصل ال ّشيء بال ّشيء يعني ربطه وعليه‪ ،‬فهُناك ربط وضم جمع(بلخيري‪،‬‬
‫الوصول إلى‬
‫جابري‪ ،0202،‬ص‪ .)00.‬ومصطلح "االتصال" في اللّغة العر ّبية‪ ،‬كما تشير المعاجم يعني ُ‬
‫ال ّشيء أو ُبلوغه واالنتهاء إليه(عليان‪ ،‬الطوباسي‪ ،0222،‬ص‪ .)02.‬وجاءت كلمة اتصال من الصل‬

‫الصفحة ‪022‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫ويقابله في اللّغة اإلنجليزّية ُمصطلح‬


‫عمومي أو شائع أو ُمشترك‪ُ ،‬‬ ‫الالّتيني (‪ )Commun‬بمعنى ُ‬
‫المشترك (صبطي‪ ،‬مسعودي‪،0202 ،‬‬ ‫(‪ )Communisme‬بمعنى ال ّشيوعية أو الملكية العامة أو ُ‬
‫ص‪.)22.‬‬
‫• التّعريف اإلصطالحي‪ :‬تُشير لفظة االتصال في معناها اإلصطالحي العام إلى إنتقال وتبادل المعلومات‬
‫المشتركة بما يؤثّر على ُمدركاتهم واستجاباتهم‬
‫وتفاعالتهم ُ‬
‫ُ‬ ‫تعامالتهم‬
‫التّي تتّم بين الفراد من خالل ُ‬
‫النشاط‬
‫ئيسية التّي ُيمكن أن ينطوي فيها كافة أوجه ّ‬
‫الر ّ‬‫العملية ّ‬
‫ّ‬ ‫السلوكية (عيشوش‪ ،0200،‬ص‪ .)00.‬وهو‬ ‫ّ‬
‫أن‬
‫ّ ّ‬ ‫أي‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪00‬‬‫ص‪.‬‬ ‫‪،‬‬‫‪0222‬‬ ‫العامة(حجاب‪،‬‬ ‫العالقات‬ ‫أنشطة‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫وعوي‬‫ّ‬‫ت‬‫ال‬
‫و‬ ‫عائي‬‫الد‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫اإلعالمي‬
‫االتصال ُهنا يعني اإلشتراك في المعلومات أو تبادل المعلومات والمشاعر واالتجاهات (حافظ‪،0221،‬‬
‫ؤسسة ما‪ ،‬بنقل رسالة‬
‫عملية ديناميكية يقوم بها شخص ما أو أشخاص أو ُم ّ‬
‫ص‪ .)062.‬فاالتصال إذن ّ‬
‫الرموز‪،‬‬
‫تحمل المعلومات أو اآلراء أو االتجاهات أو المشاعر إلى اآلخرين‪ ،‬لتحقيق هدف ما عن طريق ّ‬
‫عما قد يعترضها من تشويش‬
‫النظر ّ‬
‫بغض ّ‬
‫اتصالية) ّ‬
‫ّ‬ ‫لتحقيق استجابة ما‪ ،‬في ظرف ما (أو سياق‪ /‬بيئة‬
‫(أبو أصبع‪ ،0221 ،‬ص‪.)02.‬‬
‫المتلقي) يتّم بمقتضاها‬
‫(المرسل‪ُ -‬‬
‫تفاعلية يتم بين طرفي عم ّلية االتصال ُ‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫• التّعريف اإلجرائي‪ :‬هو ّ‬
‫ؤسسة‬
‫نقل المعلومات‪ ،‬الفكار‪ ،‬اآلراء واالتجاهات داخل نسق اجتماعي معين(مدرسة‪ ،‬مسجد‪ ،‬أسرة‪ُ ،‬م ّ‬
‫جامعية‪ )..‬قصد الوصول إلى تحقيق الهدف المرجو‪.‬‬
‫ّ‬
‫الية "إجرائيا" ُيمكن تعريفه‬
‫ّ‬ ‫االتص‬ ‫قافة‬‫ث‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫مفهوم‬ ‫أن‬
‫ّ‬ ‫نجد‬ ‫م‬‫تقد‬
‫ّ‬ ‫ما‬ ‫ضوء‬ ‫وعلى‬ ‫نطلق‬‫الم‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫•‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫على ّ‬
‫حدد نمط تفكير ُجمهور‬
‫المشتركة التّي تُ ّ‬
‫االتصالية هي مجموعة من القيم والعادات والمعايير ُ‬
‫ّ‬ ‫الثّقافة‬
‫الزمن من‬
‫السلوك واالتجاهات وترسخ بالتّكرار مع ُمرور ّ‬
‫المنظّمة‪ ،‬حيث تظهر من خالل الفكار وأنماط ّ‬ ‫ُ‬
‫المحيطة بها‪.‬‬
‫تغيرات البيئية ُ‬
‫الم ّ‬
‫خالل ّ‬
‫مفهوم وظيفة العالقات العامة‪:‬‬
‫نسية و‬
‫أن المصطلح "‪ "Les Relations Publiques‬باللّغة الفر ّ‬ ‫• التّعريف اللّغوي‪ :‬في البداية ُن ّبين ّ‬
‫الدقيقة التّي تعني‬
‫إشكالية في اللّغة العر ّبية عند ترجمته ّ‬
‫ّ‬ ‫"‪ "Public Relations‬باللّغة اإلنجليزية له‬
‫العالقات العامة مع الجماهير‪ ،‬فكلمة (‪ )Public‬أو (‪ )Publiques‬ال تعني عامة (‪ )Général‬ولكن‬
‫طعن‬
‫موطنا لل ّ‬
‫ً‬ ‫السيء بهذه المهنة ويجعلها‬
‫ظن ّ‬‫العربية مجاال لل ّ‬
‫"جمهور"‪ّ ،‬مما يجعل من المصطلح باللّغة ّ‬
‫والتّفسير على نحو يجعلها "عالقات خاصة" و"غير مشروعة" (فرج‪ ،0222 ،‬ص‪.)22.‬‬
‫"الروابط واآلثار المتبادلة التّي تنشأ استجابة لنشاط أو سلوك مقابل‪،‬‬
‫فكلمة "العالقات" تعني‪ّ :‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬وفي الواقع االجتماعي قد تكون بين فرد وفرد أو بين‬
‫ّ‬ ‫واالستجابة شرط أساسي لتكوين عالقة‬
‫خارجية بين‬
‫ّ‬ ‫النظم‪ ،‬وقد تكون العالقات‬
‫الفرد وجماعة‪ ،‬وقد تكون هناك عالقات متبادلة بين الظّواهر و ّ‬

‫الصفحة ‪021‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫أما كلمة "عامة" فيقصد بها‪" :‬الجماهير أو‬


‫جماعات وجماعات أخرى" (حجاب‪،0222،‬ص‪ّ .)042.‬‬
‫المؤسسة أو‬
‫ّ‬ ‫مجموعة الجماهير المختلفة التّي يتصل عملها أو ترتبط مصالحها ونشاطها بالهيئة أو‬
‫ويتكون من‬
‫ّ‬ ‫أن هناك جمهور خاص لكل هيئة خدمات أو إنتاج‬ ‫ال ّشركة وفي معظم الحيان يمكن القول ّ‬
‫المؤسسة أو الهيئة أو ال ّشركة" (منصور‪،0222 ،‬‬
‫ّ‬ ‫مجموعة المتعاملين أو المستفيدين أو المهنيين بنشاط‬
‫ص‪.)02.‬‬
‫• التّعريف اإلصطالحي‪ :‬وظيفة إدارّية ذات طابع مخطّط تهدف المنشأة من خاللها إلى كسب تفهم‬
‫وتعاطف وتأييد أولئك الذين لهم عالقة بها والمحافظة عليها عن طريق تقييم الرأي العام المتعلّق بها من‬
‫أجل ربط سياستها واجراءاتها قدر اإلمكان بالمصلحة العامة (عليان‪،‬الطوباسي‪ ، 0222،‬ص‪.)020.‬‬
‫عملية مستمرة تعتمد على نشاط اتصالي مخطّط يهدف إلى تنمية واقامة‬
‫• التّعريف اإلجرائي‪ :‬هي ّ‬
‫عالقات ثقة ووفاء مع جماهير المنظّمة سواء كان ذلك على مستوى الجمهور الداخلي (جمهور العاملين)‬
‫اتيجية‬
‫محددة‪ -‬استر ّ‬
‫أو مستوى الجمهور الخارجي (جمهور المتعاملين) بغية تحقيق برامج معينة‪ -‬سياسة ّ‬
‫مرجوة‪ -‬تعديل اتجاهات‪ -‬تغيير سلوكات‪. ..‬‬
‫ّ‬
‫المرتبطة بين االتصال والثّقافة‪:‬‬
‫‪ .2‬العالقة ُ‬
‫االتصال هو العنصر الساسي في الحياة البشرّية وال ّذي يجعلها ُممكنة وهو وعاء الثّقافة وناقلها‪،‬‬
‫الدور الساسي في حماية الثّقافة ونقلها وتغييرها‬ ‫وهو أيضا أسلوب التّعبير عنها‪ .‬ووسائل االتصال لها ّ‬
‫ثقافية تُساعد على دعم المواقف أو‬
‫"أن وسائل االتصال هي أدوات ّ‬ ‫اليونيسكو ّ‬
‫أيضا‪ ،‬وهي كما يرى تقرير ُ‬
‫ً‬
‫يتعين‬
‫ُّلوكية لتحقيق التّكامل االجتماعي‪ ،‬وهي تلعب أو ّ‬
‫التّأثير فيها‪ ،‬وعلى حفز وتعزيز ونشر النماط الس ّ‬
‫السياسات الثّقافية‪ ،‬وفي تيسير إضفاء طابع ديمقراطي على‬
‫دور أساسيًّا في تطبيق ّ‬
‫عليها أن تلعب ًا‬
‫الحصول على الثّقافة‪ ،‬وجميع أشكال‬ ‫الساسية في ُ‬
‫ّ‬ ‫الناس الوسيلة‬
‫بالنسبة لماليين من ّ‬
‫الثّقافة‪ ،‬وهي تُش ّكل ّ‬
‫للمجتمع‪،‬‬
‫الجماعية ُ‬
‫ّ‬ ‫التّعبير الخالق‪ .‬كذلك فلالتصال دور في تدبير ُشؤون المعرفة وتنظيم ال ّذاكرة‬
‫ومعالجتها واستخدامها وهو يستطيع –احتماال على القل‪ -‬إعادة‬
‫العلمية ُ‬
‫ّ‬ ‫وبخاصة جمع المعلومات‬
‫السريع‬
‫فإن التّطور ّ‬
‫للمجتمع‪ ،‬ومع ذلك ففي هذا المجال كما هو سائر المجاالت ّ‬ ‫صياغة القالب الثّقافي ُ‬
‫المصنعة التّي تمد سيطرتها على الثّقافة وعلى اإلعالم‪ ،‬يخلق ُمشكالت‬
‫البنى ّ‬
‫ونمو ُ‬
‫للتّكنولوجيا الجديدة ُ‬
‫أخطارا‪(".‬أبو أصبع‪ ،0222 ،‬ص‪.)44.‬‬
‫و ً‬

‫االتصالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫كيفية ُممارسة وظيفة العالقات العامة في تشكيل الثّقافة‬
‫ّ‬ ‫‪.3‬‬
‫بقية الوظائف الخرى وهي‪:‬‬ ‫أما ّ‬
‫الساسية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫عملية العالقات العامة ووظيفتها‬
‫ُيمثّل االتصال جوهر ّ‬
‫البحوث‪ ،‬التخطيط والتقويم‪ ،‬فتمثل مجموعة الوظائف المساعدة للوظيفة الم في مجال العالقات العامة‬
‫عملية االتصال بالجماهير‪،‬‬
‫أساسا ّ‬
‫ً‬ ‫أن العالقات العامة هي‬
‫تأسيسا على ّ‬
‫ً‬ ‫وهي وظيفة االتصال‪ ،‬وذلك‬

‫الصفحة ‪013‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫عملية االتصال بالجماهير من ديناميات وطرائق‬


‫الخارجية بكل ما تنطوي عليه ّ‬
‫ّ‬ ‫الداخلية أو‬
‫ّ‬ ‫سواء‬
‫وأساليب‪.‬‬
‫ئيسية للعالقات العامة هي وظيفة االتصال‪ ،‬حيث تقوم باالتصال‬‫ولهذا أصبحت الوظيفة الر ّ‬
‫المنشأة والعاملين وبين‬
‫الصحي بين ُ‬‫المناخ ّ‬
‫بالمنشأة وسياستها‪ ،‬لتهيئة ُ‬
‫المستمر بجماهيرها للتّعريف ُ‬
‫ُ‬
‫الرد على‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫اإلعالم‪،‬‬ ‫ووسائل‬ ‫ة‬ ‫الخارجي‬
‫ّ‬ ‫الهيئات‬
‫و‬ ‫اد‬
‫ر‬ ‫بالف‬ ‫االتصال‬ ‫وكذلك‬ ‫البعض‪،‬‬ ‫ببعضهم‬ ‫العاملين‬
‫المودة والتّفاهم والوئام(بن صغير‪،‬‬
‫ّ‬ ‫استفساراتهم وتزويدهم بجميع المعلومات والوثائق إلقامة ُجسور‬
‫وآخرون‪ ،0202 ،‬ص‪.)00.‬‬
‫إنتاجية أو‬
‫ّ‬ ‫إن وظيفة االتصال للعالقات العامة داخل أي ُمنظّمة على اختالف أنشطتها سواء كانت‬ ‫ّ‬
‫ظمة‪ ،‬هذا ما‬ ‫ن‬
‫ُ ّ‬‫بالم‬ ‫حيطة‬ ‫الم‬
‫ّ ُ‬ ‫ة‬ ‫البيئي‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫تغي‬‫الم‬
‫ُ‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫باش‬‫م‬‫ُ‬ ‫يقة‬
‫ر‬ ‫بط‬ ‫ر‬‫ّ‬‫ث‬‫تتأ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫تجا‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫فالحي‬
‫ّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫خدمي‬
‫ّ‬
‫الداخلي‬
‫المنظّمة من خالل ُجمهورها ّ‬ ‫وتتكيف مع واقعها الجديد‪ .‬هذا الواقع تستمده ُ‬
‫ّ‬ ‫دائما تتأقلم‬
‫يجعلها ً‬
‫المستحدثة‪ ،‬اإلبتكارات‪ ،‬اإلبداعات‪ . ..‬هذا ال يتأتّى ّإال من خالل تكاتف‬
‫(العاملين) انطالقًا من الفكار ُ‬
‫تترسخ ُكل هذه‬
‫ُجهود العاملين بتبادل اآلراء والحوار والتّنسيق بين ُمختلف المصالح والوحدات‪ ،‬حيث ّ‬
‫االتصالية واستم ارريتها ما يجعل‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫الزمن من أجل تطور‬
‫السلوكات مع ُمرور ّ‬
‫الفكار والنماط و ّ‬
‫المنظّمات الُخرى خاصة منها التّي معها تعمل في نفس‬
‫ميزها عن باقي ُ‬
‫اتصالية تُ ّ‬
‫ّ‬ ‫المنظّمة تكسب ثقافة‬
‫ُ‬
‫الحقل‪.‬‬
‫ظمة‪:‬‬
‫بالمن ّ‬
‫المشتركة كمدخل إلدارة التّغيير ُ‬ ‫‪ .4‬الثّقافة ُ‬
‫ومعتقدات العاملين من أجل‬‫أي ُمنظّمة أو ُمنشأة بدراسة اتجاهات ُ‬
‫يهتم قسم العالقات العامة في ّ‬
‫المشتركة واالتجاهات‬
‫المعتقدات ُ‬
‫صورة عن ُ‬ ‫المشتركة هي ُ‬ ‫المناسبة‪ ،‬وتُعد الثّقافة ُ‬
‫الرسالة ُ‬
‫صياغة ّ‬
‫المشتركة‪ ،‬قد تكون‬
‫مجموعها الثّقافة ُ‬
‫المور هي التّي ت ُكون في ُ‬
‫ؤسسة‪ ،‬وهذه ُ‬ ‫الم ّ‬
‫واالفتراضات والقيم داخل ُ‬
‫حدد الطريقة التّي يتصرف بها الفراد‬‫المباشرة تُ ّ‬
‫ولكنها في غياب شكل التّعليمات ُ‬ ‫غير واضحة للعيان ّ‬
‫وتتحدد الثّقافة‬
‫ّ‬ ‫والطّريقة التّي يتفاعلون بها كما ّأنها تُؤثّر بقُوة في الساليب التّي يتم إنجاز العمال بها‪،‬‬
‫تبعا لإلعتبارات التّالية(المحمود‪ ،0200 ،‬ص ص ‪:)020-020‬‬ ‫المشتركة ً‬ ‫ُ‬
‫المستهدف لتوليد‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫فيه‬ ‫وب‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫المر‬ ‫لوك‬‫الس‬
‫ّ‬ ‫ع‬‫نو‬ ‫وماهو‬ ‫سة‬ ‫ؤس‬
‫ُ ّ‬‫للم‬ ‫فيد‬‫الم‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫الفضل‬ ‫هو‬ ‫بما‬ ‫االعتقاد‬ ‫القيم‪:‬‬ ‫*‬
‫مفاهيم العمل الجماعي والتّفوق واإلبتكار واالهتمام بالفراد‪.‬‬
‫الرسمي لكيفية‬
‫المتوارثة التّي تقُوم التّوجيه غير ّ‬
‫المتناقلة و ُ‬
‫* النظمة والقواعد‪ :‬أي قواعد السُّلوك ال ّشفوية ُ‬
‫السلوك مثل السلوب ال ّذي يتبعه‬‫التّصرف‪ ،‬وهذه القواعد أو النظمة أو التّفاهمات تُشير إلى مظاهر ّ‬
‫أهمية ارتباط ذلك بالمكانة‪.‬‬
‫بجدية ومدى ّ‬ ‫المديرون في ُمعاملة الفراد‪ ،‬ولخالقيات العمل ّ‬ ‫ُ‬
‫ويمكن قياس إدراكهم بدراسة‬‫ُ‬ ‫متهم‬ ‫ظ‬
‫ّ‬ ‫ن‬‫م‬‫ُ‬ ‫في‬ ‫لهم‬ ‫ة‬
‫توفر‬‫الم‬
‫ُ ّ‬ ‫قافة‬‫ث‬
‫ّ‬ ‫لل‬ ‫اد‬
‫ر‬ ‫الف‬ ‫اك‬
‫ر‬ ‫إد‬ ‫كيفية‬ ‫التنظيمي‪:‬‬ ‫المناخ‬ ‫*‬
‫اتجاهاتهم‪.‬‬

‫الصفحة ‪019‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫السلطة‬
‫المديرون بكفاءة والسلوب ال ّذي ُيمارسون به ّ‬
‫* أسلوب اإلدارة‪ :‬السلوب ال ّذي يتصرف به ُ‬
‫المديرون ُمستبدين أو ديمقراطيين صارمين أو ُمتساهلين‪ ،‬أو يكونوا قساة أو‬
‫والمسؤولية‪ ،‬وقد يكون ُ‬
‫هادئين أو غير متدخلين‪ُ ،‬متباعدين أو ُيمكن الوصول إليهم‪ُ ،‬مدمرين أو مساندين‪ُ ،‬يوجهّهم عملهم أو‬
‫تشددين أو مرنين‪ُ ،‬مراعين لحقوق الغير أو عديمي ال ّشعور‪ ،‬ودودين أو فاترين‬
‫ُيوجهّهم غيرهم‪ُ ،‬م ّ‬
‫ُمضطربين أو ُمسترخين‪.‬‬
‫المنظّمة‪:‬‬
‫االتصالية داخل ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ .6‬ميزات وخصائص الثّقافة‬
‫إن الهدف من أي برامج لتقوية الثّقافة وتدعيمها هو تحديد ماهو ُمفيد وفعال من الثّقافة القائمة وال‬
‫ّ‬
‫يتحقّق ذلك إالّ بتنفيذ اآلتي (المحمود‪ ،0200 ،‬ص‪:)022.‬‬
‫المناقشات واالتصاالت‪.‬‬
‫ظمة عن طريق ُ‬ ‫للمن ّ‬
‫• التّأكيد على القيم الحالية ُ‬
‫المنظّمة أي العمل بها‪.‬‬
‫• ضمان سريان قيم ُ‬
‫القيمية الخاصة‬
‫ّ‬ ‫أي مجموعة الهداف‬ ‫المنظّمة لنفسها ّ‬
‫حددتها ُ‬
‫• االستفادة من القيم الصلية التّي ّ‬
‫ؤسسة في ُمراجعة أداء الفراد والجماعات لتشجيعهم على تدعيم وتعزيز هذه القيم‪.‬‬
‫بالم ّ‬
‫ُ‬
‫أن العاملين يستطيعون تحقيقها‬
‫للمنظّمة وعلى ّ‬
‫أن إجراءات االستقراء تشمل القيم الصلية ُ‬
‫• التّأكيد على ّ‬
‫وتمثلها في ُسلوكهم‪.‬‬
‫الدائم‬
‫اإلضافية والتّي تعتبر ُجزًءا من البرامج ّ‬
‫ّ‬ ‫• تشجيع التّدريب على االستقراء بتوفير البرامج التّدريبية‬
‫ظمة‪.‬‬
‫المن ّ‬
‫للتّدريب في ُ‬
‫المنظّمة‪:‬‬
‫االتصالية داخل ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ُ .7‬خطوات تشكيل الثّقافة‬
‫االتصالية تأخذ التّسلسل التّالي (المرسي‪ ،‬وثابت‪ ،0220 ،‬ص‬
‫ّ‬ ‫حددة لتشكيل الثّقافة‬‫ُهناك ُخطوات ُم ّ‬
‫ص ‪:)660-662‬‬
‫الجدد بما ُي ّمكن من الحصول على أفراد قادرين على‬
‫الجدية في اختيار العاملين ُ‬
‫ضرورة الحرص و ّ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫المنظّمة والتّكيف معها‪.‬‬
‫ُقبول ثقافة ُ‬
‫تبني الثّقافة‬
‫السابقة بغية تمكينهم من ّ‬
‫الجدد من الثّقافة والخبرات والقيم والتّجارب ّ‬
‫‪ -‬تجريد العاملين ُ‬
‫ظمة‪.‬‬
‫بالمن ّ‬
‫السلوك الخاصة ُ‬ ‫السائدة‪ ،‬وكذا قواعد ّ‬
‫ّ‬
‫الدوري للعاملين‬ ‫‪ -‬التّدريب ّ‬
‫ظمة‪.‬‬
‫المن ّ‬
‫الجيد وال ّذي ُيحقّق أهداف ُ‬
‫المكافأة والتّحفيز بعناية بهدف تدعيم الداء ّ‬ ‫‪ -‬استخدام ُنظم ُ‬
‫المنظّمة‪.‬‬
‫‪ -‬إرشاد العاملين دورًيا للتّأكيد من انتشار واعتناق الفراد لثقافة ُ‬
‫المنظّمة لديها‪.‬‬
‫‪ -‬تعريض العاملين للعديد من المواقف والتّي ُيمكن من خاللها تعزيز ثقافة ُ‬
‫المحاكاة كتدريب للعاملين على تبني الثّقافة‬
‫‪ -‬تكليف العاملين للقيام ببعض العمال من خالل التّقليد و ُ‬
‫المنظّمة‪.‬‬
‫السائدة في ُ‬
‫ّ‬

‫الصفحة ‪010‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫المنظّمة‪:‬‬
‫االتصالية داخل ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬دور العالقات العامة في تشكيل الثّقافة‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫ياسية و‬
‫الس ّ‬
‫المختلفة ّ‬
‫غيراتها ُ‬
‫بمت ّ‬
‫المحيطة ُ‬
‫المنظّمة ال تعمل في معزل عن البيئة ُ‬ ‫إذا كانت ُ‬
‫المنظّمة تعتبر ُمهّمة‬
‫المنظّمة مع البيئة وتكييف البيئة لتتالءم مع ُ‬
‫فإن تكييف ُ‬
‫االقتصادية والثّقافية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫المشتركة بين الطّرفين (أبو قحف‪ ،‬د‬ ‫أساسية من مهام العالقات العامة وذلك لضمان تحقيق الهداف ُ‬
‫ّ‬
‫س‪ ،‬ص‪ .)201.‬فالعالقات العامة وسيلة لتدريب واعداد الجماهير لتقبل أفكار وآراء جديدة أو للقيام‬
‫المنظّمات‪.‬‬
‫لسلوك الطّريق نفسه ال ّذي تتّبعه تلك ُ‬
‫بمسؤوليات مطلوبة وهي فن التّأثير على اآلخرين ُ‬
‫االتصالية‬
‫ّ‬ ‫عملية تشكيل الثّقافة‬
‫أن العالقات العامة تقوم بدور جوهرًيا في ّ‬‫المنطلق نجد ّ‬
‫من هذا ُ‬
‫نظيمية وتملك‬
‫المنظمة بكل مستوياتها اإلدارّية والتّ ّ‬
‫لنها الوحيدة التّي تتموضع داخل إطار ّ‬
‫نحو الفضل ّ‬
‫لنها بمثابة قاعدة‬
‫ظمة وذلك ّ‬ ‫المن ّ‬
‫الزاوية لثقافة اتصال ُ‬
‫جيدة عن ما يحدث داخله‪ ،‬وتعتبر بذلك حجر ّ‬
‫فكرة ّ‬
‫وحقيقية‪ ،‬لن‬
‫ّ‬ ‫اقعية‬
‫إنتاجية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ؤسسة قوة‬
‫الم ّ‬
‫المنظّمة‪ .‬حيث تُش ّكل ثقافة ُ‬
‫تتدفق في ُ‬ ‫للمعلومات والبيانات التّي ّ‬
‫ؤسسة وكفاءة أدائها ال يتعلّق بالجانب التّكنولوجي والتّنظيمي فحسب‪ ،‬وانما بطبيعة القيم‬
‫الم ّ‬
‫فعالية ُ‬
‫ّ‬
‫المرتبطة‬
‫عملية تفكيك منظُومة القيم ُ‬
‫فإن ّ‬‫االجتماعيون فيها‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫ّ‬ ‫يتبناها الفاعلون‬
‫والمعايير التي ّ‬
‫السهلة خاصة إذا أدركنا وجود ميل طبيعي لدى الفراد‬
‫بالعملية ّ‬
‫ّ‬ ‫السابقة في التّسيير ليست‬
‫بالنماط ّ‬
‫لمقاومة التّغير )‪. (Farrugia, 1992,P.18‬‬ ‫والتّنظيمات ُ‬
‫االتصالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .9‬وسائل تطوير الثقافة‬
‫المعتقدات لدى الفراد حول‬
‫لساسية و ُ‬
‫ّ‬ ‫للمنظّمة يجب تغيير االفتراضات ا‬
‫االتصالية ُ‬
‫ّ‬ ‫لتطوير الثّقافة‬
‫المنظّمة‬
‫موضوع ما‪ .‬قدم ‪ Porter and Steers‬أربعة وسائل تُساهم في تطوير ثقافة ُ‬ ‫ُ‬
‫وهي(العوفي‪ ،0222،‬ص‪:)24.‬‬
‫النظم التي تُوفّر فرص ُمشاركة للعاملين أو وسيلة حساسة لتطوير ثقافة‬
‫‪ُ -‬مشاركة العاملين‪ :‬تُعتبر ّ‬
‫بالمسؤولية تُجاه نتيجة العمال‪ .‬ويزيد‬
‫ّ‬ ‫شجع على اإلنغماس في العمل وينمي اإلحساس‬ ‫المنظّمة فهي تُ ّ‬
‫ُ‬
‫المعنوية‬
‫ّ‬ ‫الروح‬
‫المشاركة تعمل على رفع ّ‬‫فالمنظّمات التّي تُهيء مبدأ ُ‬‫النفسي ُ‬‫إلتزام الفرد إلى الجانب ّ‬
‫المسؤولية تُجاه العمل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للعاملين وتُحفزهم على أداء أعمالهم وبالتّالي تتبلور لديهم‬
‫قافية‬
‫‪ -‬الّرقابة ال ّذاتية‪ :‬يعتبر ظُهور أعمال واضحة ومرئية من داخل اإلدارة في سبيل دعم القيم الثّ ّ‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫يدون معرفة ماهو ُمهم واحدى الوسائل لذلك هي ّ‬ ‫فمثال العاملُون ير ُ‬
‫الثانية لتطوير الثّقافة ً‬
‫الوسيلة ّ‬
‫تتعزز أقوالها وتجعل‬
‫سماع القيادة العليا بعناية حيث يتطلع العاملُون إلى أنماط وأفعال اإلدارة العليا التّي ّ‬
‫الفراد ُيصدقون ويؤمنون بما تقول‬
‫ؤسسة والوسائل الثّانية‬
‫الم ّ‬
‫المتبادلة بين الفراد العاملين في ُ‬
‫إن المعلومات ُ‬
‫‪ -‬المعلومات عن اآلخرين‪ّ :‬‬
‫بأن‬
‫هاما في تكوين وتطوير ثقافة ال ُمنظّمة‪ ،‬فعندما يشعر الفرد ّ‬
‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫المتوافقة مع العاملين تعتبر‬
‫ُ‬

‫الصفحة ‪010‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫فإنه يتولّد لديه تكوين اجتماعي قوي للواقع من خالل‬


‫اآلخرين يهتمون به من خالل تزويده بالمعلومات‪ّ ،‬‬
‫تباينة‪.‬‬
‫الم ّ‬ ‫تقليص التّغييرات ُ‬
‫المكافآت ال ّشاملة‪ُ :‬نظُم العوائد ال يقصد به المال‪ ،‬واّنما يشمل اإلحترام‪ ،‬والقُبول والتّقدير‬
‫‪ُ -‬نظُم العوائد و ُ‬
‫المعنوية كما ّأنه يرتكز على‬
‫ّ‬ ‫الروح‬
‫للمنظّمة التّي يعمل بها ورفع ُّ‬
‫للفرد حتى يشعر بالوالء واإلنتماء ُ‬
‫للمنظّمة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الجوانب ال ّذاتية وعوامل الشعور بالوالء واإلنتماء ُ‬
‫للمنظمة‪:‬‬
‫االتصالية ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ .11‬أثر العالقات العامة في تشكيل الثقافة‬
‫المدركات يمنحهُم‬
‫القيم و ُ‬
‫فمشاركة العاملين في نفس المعايير و ّ‬
‫تنظيمية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫هوية‬
‫ظمة ّ‬
‫المن ّ‬
‫• تعطي لفراد ُ‬
‫مما ُيساعد تطوير اإلحساس بغرض ُمشترك(حريم‪ ،0222 ،‬ص‪.)042.‬‬ ‫ال ّشعور بالتّوحد‪ّ ،‬‬
‫السلوك والعالقات التّي يجب اتباعها واالسترشاد بها‬
‫• هي بمثابة دليل لإلدارة والعاملين تُش ّكل لهم نماذج ّ‬
‫وينظّم أعمالهم وعالقاتهم وانجازاتهم (حريم‪،0222 ،‬‬
‫المنظّمة الواحدة ُ‬
‫وجه أعضاء ُ‬ ‫كإطار فكري ُي ّ‬
‫ص‪.)042.‬‬
‫المنظّمة وذلك من خالل تشجيع ال ّشعور‬
‫الدائمين بين أعضاء ُ‬
‫النظام بالتّنسيق والتّعاون ّ‬
‫عزز إستقرار ّ‬
‫• تُ ّ‬
‫المشتركة واإللتزام الجماعي‪.‬‬
‫بالهوية ُ‬
‫بكيفية االتصال ببعضهم البعض والعمل‬
‫ظمة من خالل تعريفهم ّ‬‫المن ّ‬
‫الداخلي بين أفراد ُ‬
‫• تحقيق التّكامل ّ‬
‫وسرعة اإلستجابة إلحتياجات واتجاهات‬
‫الخارجية من خالل تعريفهم بأسلوب ُ‬
‫ّ‬ ‫معا والتّكيف بينهم والبيئة‬
‫ً‬
‫ظمة‪(.‬أبو بكر‪ ،0222،‬ص‪.)20.‬‬ ‫بالمن ّ‬
‫الخارجية ذوي العالقات ُ‬
‫ّ‬ ‫الطراف في البيئة‬
‫تغيرة والزمات الطّارئة‪(.‬خطاب‪،‬اسماعيل‪ ،0222 ،‬ص‪.)022.‬‬
‫الم ّ‬
‫المنظّمة مع الظّروف ُ‬
‫تكيف ُ‬‫• تعزيز ّ‬
‫المشكلّة (العميان‪،‬‬
‫قوية‪ ،‬وقُُبول الثّقافة ُ‬
‫بنمو الغرض العام عن طريق اتصاالت ّ‬
‫• تُسهّل اإللتزام الجماعي ُ‬
‫‪ ،0220‬ص‪.)206.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫لن‬
‫نظر ّ‬
‫خدمية‪ً ،‬ا‬ ‫ّ‬ ‫إنتاجية كانت أم‬
‫ّ‬ ‫عد قُوة‬
‫للمنظّمة تُ ّ‬
‫االتصالية ُ‬
‫ّ‬ ‫أن تُش ّكل الثّقافة‬
‫مما سبق ّ‬
‫نستخلص ّ‬
‫للقيم والعادات‬
‫أيضا ّ‬ ‫ظمة وكفاءة أدائها ال يرتبط بالجانب اإلداري والتّنظيمي فحسب‪ّ ،‬إنما يرجع ً‬‫المن ّ‬
‫فعالية ُ‬
‫ّ‬
‫االجتماعيون بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتبناها الفاعلُون‬
‫المشتركة التّي ّ‬
‫والمعايير ُ‬
‫المتمثلة في الوظيفة‬
‫الساسية ُ‬
‫ّ‬ ‫هذه العناصر التّي تعمل وظيفة العالقات العامة من خالل وظيفتها‬
‫المنظّمة واستم ارريتها عبر‬
‫تطور ُ‬
‫سعيا منها لتشكيل مع ّ‬
‫اخلية ً‬
‫الد ّ‬
‫االتصالية على ترسيخها لدى جماهيرها ّ‬
‫ّ‬
‫مما‬
‫المحيطة بها‪ّ ،‬‬
‫المنظّمة والبيئة ُ‬
‫تنظيما يتما ّشى فيها مع التّحوالت والتّغيرات التّي تط أر على حياة ُ‬
‫ً‬ ‫الزمن‬
‫ّ‬

‫الصفحة ‪012‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫تعاملها خاصة منها التّي تعمل في نفس‬


‫المنظمات الخرى في أساليب ُ‬
‫يجعل منها تنفرد عن غيرها من ُ‬
‫الحقل وهو ما يطلق عليها بـ ــ"ثقافة االتصال"‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال – المراجع باللّغة العربية‪:‬‬
‫)‪.‬السلوك التّنظيمي نظريات ونماذج‬
‫الدين محمد‪ ،‬وثابت‪ ،‬عبد الرحمن ادريس‪ّ 0220(.‬‬ ‫‪ -‬المرسي‪ ،‬جمال ّ‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدار‬
‫السلوك في المنظمة‪ .‬اإلسكندرّية‪ّ .‬‬
‫وتطبيق عملي إلدارة ّ‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪ -‬العيفة‪ ،‬جمال‪ .)0222(.‬الثّقافة الجماهيرّية عندما تخضع وسائل اإلعالم واالتصال لقوى ّ‬
‫النشر بجامعة باجي مختار‪.‬‬‫عنابة‪ .‬مديرّية ّ‬
‫الجمعية العر ّبية للعالقات العامة ‪ http:// www.APRS-INFO.org‬تاريخ الولوج للموقع‪22 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫جانفي‪ 0202‬على الساعة ‪.00.21‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬حريم‪ ،‬حسين‪.)0222(.‬إدارة المنظمات منظور كلي‪ .‬عمان‪ .‬دار الحامد ّ‬
‫‪ -‬ربحي‪ ،‬مصطفى عليان‪ ،‬والطوباسي‪ ،‬عدنان محمود‪.)0222(.‬االتصال والعالقات العامة‪ .‬االردن‪.‬‬
‫دار الصفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬المحمود‪ ،‬رضوان‪ .)0200(.‬العالقات العامة في اإلعالم‪ .‬عمان‪ .‬دار أسامة ّ‬
‫‪ -‬بلخيري‪ ،‬رضوان‪ ،‬وجابري‪ ،‬سارة‪.)0202(.‬مدخل لالتصال والعالقات العامة‪ .‬الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫جسور ّ‬
‫‪ -‬بن صغير‪ ،‬زكرياء‪ ،‬وآخرون‪ .)0202(.‬وظائف العالقات العامة نحو رؤية جديدة‪ .‬الجزائر‪.‬مخبر‬
‫النشر‪.‬‬
‫التّغير والعالقات العامة بجامعة بسكرة‪ .‬دار علي بن زيد للطباعة و ّ‬
‫السفير‪.‬‬
‫اإلعالمية‪ .‬عمان‪ .‬مطبعة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أبو أصبع‪ ،‬صالح‪ .)0222(.‬في الثّقافة‬
‫‪ -‬سيد الخطاب‪ ،‬عايده‪ ،‬صابر‪ ،‬محمد إسماعيل‪.)0222(.‬التخطيط اإلستراتيجي‪ .‬القاهرة‪ .‬الحرري‬
‫النشر‪.‬‬
‫للطّباعة و ّ‬
‫الفنية‪.‬‬
‫السالم‪(.‬د‪،‬ت)‪.‬هندسة اإلعالن والعالقات العامة‪ .‬اإلسكندرّية‪ .‬مكتبة اإلشعاع ّ‬
‫‪ -‬أبو قحف‪ ،‬عبد ّ‬
‫‪ -‬صبطي‪ ،‬عبيدة‪ ،‬مسعودي‪ ،‬كلثوم‪ .)0202(.‬مدخل إلى العالقات العامة‪ .‬الجزائر‪ .‬دار الخلدونية‪.‬‬
‫‪ -‬هويدا‪ ،‬عدلي‪.)0222(.‬اإلعالم والثّقافة والهوية‪ .‬القاهرة‪ .‬دار المين‪.‬‬
‫للنشر والتّوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الحمام‪ ،‬عزام‪.)0202(.‬اإلعالم الثقافي (جدليات وتحديات)‪ .‬عمان‪ .‬دار أسامة ّ‬
‫النهضة العر ّبية‪.‬‬
‫‪ -‬فرج‪ ،‬عصام الدين‪.)0222(.‬أسس العالقات العامة‪ .‬القاهرة‪ .‬دار ّ‬
‫‪ -‬عيشوش‪ ،‬فريد‪ .)0200(.‬االتصال في إدارة الزمات (حوادث المرور نموذجا)‪ .‬الجزائر‪ .‬دار‬
‫الخلدونية للنشر والتوزبع‪.‬‬
‫‪ -‬عبده حافظ‪ ،‬محمد‪ .)0221(.‬العالقات العامة‪ .‬اإلسكندرية‪ .‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫الصفحة ‪012‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪.‬محمد بشير محمودي‬ ‫وظيفة العالقات العامة‪...‬‬

‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬حجاب‪ ،‬محمد منير‪ .)0222(.‬االتصال الفعال للعالقات العامة‪ .‬مصر‪ .‬دار الفجر ّ‬
‫للنشر‬
‫‪ -‬العميان‪ ،‬محمود سليمان‪.)0220(.‬السلوك التّنظيمي في منظمات العمال‪ .‬عمان‪ .‬دار وائل ّ‬
‫والتّوزيع‪.‬‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نافسية‪ .‬اإلسكندرّية‪ .‬الدار‬
‫‪-‬أبوبكر‪ ،‬مصطفى‪ .)0222(.‬الموارد البشرّية مدخل الميزة التّ ّ‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثانيا ‪ -‬باللّغة‬
‫‪-Farrugia, Nadine.(1992). Manager sur la vague. France. les Presses du Management.‬‬

‫الصفحة ‪012‬‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‪ –2‬جوان ‪0201‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬

You might also like