Professional Documents
Culture Documents
الإتصال الأزماتي وتفعيل إدارة الأزمات قراءة في الإستراتيجيات والنماذج
الإتصال الأزماتي وتفعيل إدارة الأزمات قراءة في الإستراتيجيات والنماذج
* املؤلف املرسل
- 515-
ــــــــــ اإلتصال األزماتي وتفعيل إدارة األزمات –قراءة في اإلستراتيجيات والنماذج -ـــــــــــــــ
.1مقدمة:
يرتبط العامل اليوم ابلتطورات املذهلة على مجيع امليادين واألصعدة خصوصا ميدان اإلتصاالت لدرجة حتققت
معها توقعات "مارشال ماكلوهان" يف حتقق "القرية الكونية" فصار األفراد و اجملتمعات يف تقارب كبري تكاد معه
تتالشى قيود املسافات واحلدود ،لكن املفارقة العجيبة أن العامل الذي يقدم هذه التكنلوجيات والتسهيالت هو
عامل األزمات ابمتياز ،أزمات سياسية ،أزمات اقتصادية ،أزمات مالية ،أزمات اجتماعية ،أزمات صناعية بل
وحىت بيولوجية (أزمة سارز ،اجلمرة اخلبيثة ،كوروان) ،وصار العامل اليوم ينام على أزمة ويستيقظ على أزمة أخرى،
وقد قيل أن املنظمات (مؤسسات ،شركات ،هيئات ،دول)على حالني اثنني :منظمات تواجه أزمات وأخرى
تنظر أن تواجه أزمات وتكون يف نفس وضعية األوىل ،إذ التنظيمات أنساق مفتوحة تتأثر ببيئتها.
وال شك أن األزمة ال تنشأ من العدم ،بل هي مرحلة متقدمة من مراحل تراكم املشاكل نتيجة عدة أسباب،
هلذا تساهم املعرفة أبسباب األزمة يف حتقيق استجابة صحيحة تتجلى يف اختاذ قرار صائب ،فاعل وسريع ،لكن
ابلرغم من هذا فإن اخلاصية األساسية لألزمات هي فجائياهتا ،فمن الصعب جدا على الدول املتقدمة واملنظمات
الرائدة احملرتفة فضال عن األقل تقدما واملتخلفة أن تتوقع األزمة وتوقيتها مما يضع التنظيمات أمام حتدايت ضيق
الوقت وقلة املعلومات واخليارات وهي أسباب قد تفضي إىل اختاذ قرارات خاطئة.
واحلقيقة أن إدارة األزمات مل يعد بتلك الطريقة العشوائية اليت تفتقر إىل العلمية واإلحرتافية والرؤية الواضحة
االسرتاتيجية بل صارت علما رائدا يدرس يف كربايت املعاهد واجلامعات ،واملتأمل يف أدبيات إدارة األزمات
يالحظ الرتكيز الكبري على عنصر يعد فاعال أساسيا يف املعاجلة اإلحرتافية والفعالة لألزمات وهو عنصر اإلتصال
وابلضبط اإلتصال األزمايت.
تعد اتصاالت األزمة القلب النابض يف عملية إدارة األزمة وترميم الصورة ،فالقائمون ابتصاالت األزمة
يلعبون دور رجل اإلطفاء ،الذي حياول إنقاذ املنظمة من اخلسائر احملتملة خصوصا ما يتعلق حبمالت تشويه
السمعة وضرب مصداقية املنظمة ،فعادة ما تطرح األزمة سيال من األسئلة (ماذا حدث؟ كيف حدث؟ ملاذا
حدث؟ ما هو احلل؟) هذه األسئلة قد ال تقبل التأخري ،ضف إىل ذلك التغطية اإلعالمية اليت قد تتسم ابلسلبية
ونشر املعلومات املغلوطة ،هلذا ففتح خطوط اتصال مع خمتلف أطراف األزمة وتزويدهم ابملعلومات الكافية يعد
أمرا ضروراي.
وكما أشران فإن إدارة األزمة ومعه اتصاالهتا تبىن وفق أسس واسرتاتيجيات ومناذج علمية مدروسة ،وهذا ما
سنحاول التطرق له من خالل هذا املقال ،مع التسليم ابلدور الكبري الذي يلعبه اتصال األزمة يف إدارهتا ،ومن
أجل اإلحاطة ابملوضوع انطلقنا من التساؤالت التالية:
-ماهي األزمات وماهي متطلبات إدارهتا؟
-ماهو اتصال األزمة وماهي أسباب اإلهتمام به؟
-ما هي أهم اسرتاتيجيات اتصاالت األزمة؟
-وماهي أهم مناذج اتصاالت األزمة؟
.2مدخل مفاهيمي:
من أجل القيام بدراسة علمية دقيقة ،على الباحث أن حيدد ويعرف مفاهيم حبثه بدقة ووضوح ،واليت تعترب
مبثابة املفاتيح لفهم الدراسة ،وهلذا الغرض مت حتديد وتعريف مجلة من املفاهيم املتعلقة ابلبحث وهي كالتايل:
.1.2األزمة:
يف اللغة األزمة تعين" :الشدة والقحط ،واألزمة هو املضيق ،ويطلق على كل طريق بني جبلني مأزم"(دمحم بن
أيب بكر الرازي ،7691 ،ص ،)71و يقصد ابألزمة من الناحية االجتماعية" :توقف األحداث املنظمة واملتوقعة
واضطراب العادات مما يستلزم التغيري السريع إلعادة التوازن ،ولتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة"(عليوة السيد،
،2002ص ،)71أما من املنظور اإلتصايل واإلعالمي فإن األزمة هي" :عبارة عن موقف يتسبب يف جعل
املنظمة حمل اهتمام سليب واسع النطاق من وسائل اإلعالم...ومن مجاعات أخرى كاملستهلكني
والسياسيني"(حسن عماد مكاوي ،2006 ،ص ،)84من خالل استقراء التعاريف السابقة نالحظ مدى
التباين يف وجهات النظر لالزمة ،غري ان هناك خصائص ميكن اعتبارها مشرتكة بني كافة األزمات يلخصها عليوة
السيد يف اآليت( :عليوة السيد ،2001 ،ص ص)42-47
تسود فيه ظروف عدم التأكد ونقص املعلومات ومديرو األزمة يعملون يف جو من الريبة والشك والغموض
وعدم وضوح الرؤية.
ضغط الوقت واحلاجة إىل اختاذ قرارات صائبة وسريعة مع عدم وجود احتمال للخطأ لعدم وجود الوقت
إلصالح هذا اخلطأ.
التهديد الشديد للمصاحل واألهداف ،مثل اهنيار الكيان اإلداري أو مسعة وكرامة متخذ القرار.
املفاجأة والسرعة اليت حتدث هبا ،ومع ذلك قد حتدث رغم عدم وجود عنصر املفاجأة.
التداخل والتعدد يف األسباب والعوامل والعناصر والقوى املؤيدة واملعارضة ،واملهتمة وغري املهتمة ...واتساع
جبهة املواجهة.
سيادة حالة من اخلوف واهللع قد تصل إىل حد الرعب وتقييد التفكري.
.2.2إدارة األزمات:
إن موضوع إدارة األزمات من املوضوعات احليوية اليت هلا أتثري على حياة و بقاء املنظمة لذا فقد تعددت
اآلراء حول مفهوم إدارة األزمات من وجهة نظر الباحثني ،فتعرف أبهنا" :اإلستعداد ملواجهة األزمات من خالل
ختطيط و تنفيذ عدد من اإلسرتاتيجيات اليت ميكنها منع أو تقليل اآلاثر السيئة على املنظمة" (راسم دمحم اجلمال
وخريت معوض عياد ،2004 ،ص ،)187هناك من يعرف إدارة األزمات أبهنا" :نشاط هادف يقوم على
البحث و احلصول على املعلومات الالزمة اليت متكن اإلدارة من التنبؤ أبماكن واجتاهات األزمة املتوقعة ،وهتيئة
املناخ املناسب للتعامل معها عن طريق اختاذ التدابري للتحكم يف األزمة املتوقعة و القضاء عليها أو تغيري مسارها
لصاحل املنظمة"(أمحد ابراهيم أمحد ،2002 ،ص.)11
.2.2اإلتصال:
عرف االتصال حسب قاموس علم االجتماع أبنه" :انتقال املعلومات ،أو األفكار ،أو االجتاهات ،أو
العواطف من شخص إىل شخص أو مجاعة أخرى من خالل الرموز ،ويوصف االتصال أبنه فعال عندما يكون
املعىن الذي يقصده املرسل هو الذي يصل ابلفعل إىل املستقبل ،واالتصال هو أساس كل تفاعل اجتماعي ،فهو
ميكننا من نقل معارفنا ،وييسر التفاهم بني األفراد"(دمحم عاطف غيث ،2009 ،ص ،)91هذا من الناحية
اإلجتماعية و اإلنسانية ،أما من الناحية التنظيمية املؤسساتية فإن اإلتصال هو" :جمموع العالقات الشاملة لكل
جماالت التفاعل التنظيمي واليت تتم يف شكل تعبري رمسي ومقصود للمؤسسة بصفتها القائمة بعمليات االتصال،
وذلك إبدماج كل الوسائل اليت حبوزهتا بغية تسهيل عملها الداخلي وتيسري تكوين صورة عمومية معينة تنتج عن
نشر شخصية حمددة تنسجم مع واقعها وأهدافها وأحاسيس أعضائها وطلبات حميطها"(فضيل دليو،2001 ،
ص.)12
.2.2اسرتاتيجية اإلتصال:
تعرف اإلسرتاتيجية اإلتصالية أبهنا" :صياغة األفكار االتصالية اليت سوف نطرحها يف محلة االتصال أو
العالقات العامة لتحقيق أو إجناز هدف إجرائي حمدد ،وهي بذلك متثل اخلطوط األساسية اليت تربط معا كل
اإلجراءات واملمارسات اليت سوف نقوم هبا أثناء تنفيذ احلملة"(راسم دمحم اجلمال و خريت معوض عياد،
،2008ص )204و يقصد ابإلسرتاتيجية االتصالية يف هذا البحث وضع اخلطط والربامج االتصالية من أجل
إدارة األزمات بكفاءة وفاعلية وفعالية.
.0.2اتصال األزمة:
غالبا ما يكون غياب اإلتصال أو ضعفه بني املستوايت اإلدارية املختلفة يف الكيان اإلداري الواحد سببا من
أسباب ظهور األزمة وغيابه يؤدي أيضا غلى استفحاهلا و تفاقمها (وسام صبحي مصباح إسليم،2001 ،
ص ،)81وقد عرف "منري حجاب" اإلتصال األزموي أبنه" :عملية التفاعل اللفظي الشفهي أو املكتوب أو
املرئي أو املسموع بني املنظمة و مجاهريها ابستخدام وسائل و أساليب اتصالية متنوعة تضمن وصول املعلومات
إىل اجلماهري قبل و أثناء وقوع األحداث السلبية املالزمة ،و هذه اإلتصاالت صممت لتقليل األضرار الواقعة
على مسعة املنظمة ،وتعتمد على دور ممارسي العالقات العامة و اإلتصال املؤسسايت يف القيام أبنشطة اتصالية
متعددة ،يتعامل فيها مندوبو وسائل اإلعالم املسموعة و املرئية و املطبوعة مبا حيقق مصلحة املنظمة ،و يضمن
نقل رسائل حتمل معلومات دقيقة و صحيحة و كافية"(دمحم منري حجاب ،2001 ،ص ،)100أما "شومان
دمحم" فقد عرف اتصال األزمة أبنه" :اتصايل مشل كافة األنشطة االتصالية اليت متارس أثناء املراحل املختلفة
لألزمة ،ويندرج يف إطار األنشطة االتصالية كل من أنواع االتصال بغض النظر عن الوسائل واملضامني
املستخدمة فيها ،وعلى هذا األساس فإن األنشطة واألدوار االتصالية املختلفة اليت تقوم هبا املنظمات واملؤسسات
أثناء مراحل األزمة ،مبا يف ذلك إدارات العالقات العامة تدخل يف نطاق اتصال األزمة ،كذلك فإن األنشطة
واألدوار اليت تقوم هبا وسائل اإلعالم اجلماهريي يف اجملتمع تدخل يف نطاق اتصال األزمة" (دمحم شومان،
،2002ص.)712
إحداث اخلسائر املادية والبشرية ،فال شك أنه من أهم تداعيات األزمة حدوث خسائر قد تكون مادية
كاحرتاق جزء من التنظيم (احرتاق خمزن متعامل كوندور) أو حىت بشرية (سقوط الرافعة على احلرم
املكي يف حج .)2071
اختاذ القرارات أبسلوب غري علمي نظرا لردود األفعال السريعة لألحداث املتالحقة ،وكذا غياب
املعلومات والبياانت السليمة والواقعية حول وقوعها.
زعزعة الثقة ابلنفس لدى إدارة املؤسسة ،فاألزمة عادة ما تسبب حالة من الشك سواء لدى متخذي
القرار أو حىت من مجهور التنظيم الداخلي واخلارجي.
.2.2.2اآلاثر اإلجيابية لألزمة:
إحداث التغيريات املالئمة اليت قد ال تكون متاحة يف األوقات العادية يف ظروف عمل التنظيم ،فاألزمة
كما يقال تتيح ملتخذي القرار فرصة ترتيب البيت واختاذ قرارات إبحداث تغيريات إجيابية و اليت قد
تقابل ابملقاومة لو اختذ قرار التغيري يف األوقات العادية
إظهار جوانب القصور والضعف الكامنة يف إدارة التنظيم من أجل تالفيها ،فال شك أن األزمة تعرب يف
طياهتا عن جوانب قصور قد تكون خمفية وانفجار األزمة جيعل هذه األسباب ظاهرة ما يسمح
مبعاجلتها.
حتسني عمليات التعامل مع األزمات اليت قد حتدث مستقبال ،يف ضوء االستفادة من نتائج األزمة
احلالية واستخالص الدروس والعرب منها ملنع حدوثها مستقبال فتصبح األزمات كقاعدة معلومات
تسمح ابلتنبؤ ابألزمات قبل حدوثها و تفعيل إدارهتا بعد حدوثها(.تعلم التنظيم)
.2.2متطلبات إدارة األزمات :إن التعامل مع األزمات يستدعي توفري املناخ املالئم والذي يتيح لفريق
معاجلة األزمة جماال واسعا للتحرك بدون أية قيود أو معوقات ،والذي يعد أخصائيو العالقات العامة ومسؤولو
اإلتصال األزمايت من أهم عناصره ،ويتحقق ذلك بوجود تنسيق بني خمتلف أقسام التنظيم ومتخذي القرار ،معا
ملتابعة املستمرة للمخاطر اليت ميكن أن هتدد املنظمة ،حىت يكون هناك استعداد ملواجهة األزمات حال ظهورها،
ويف الوقت املناسب ،وضمان سرعة توجيه املوارد واجلهود للتعامل مع األزمة ،ويف مايلي أهم متطلبات إدارة
األزمات( :سليم بطرس جلدة ،2070 ،ص)24
عدم تعقيد اإلجراءات أثناء معاجلة األزمة :فالتنظيم حيتاج إىل السرعة يف إجناز األعمال ومعاجلة
املشكالت ،وابلتايل فإن الوقت يعترب عنصرا حامسا يف هذا السياق.
التخطيط اجليد :حيث متثل اخلطة اإلطار العام الذي يقود تفكري املرؤوسني إزاء أداء أعماهلم ،وجتاه
التعامل مع األزمات ،فاستحداث التخطيط كإدارة منهجية إلدارة األزمات يبعد عن االرجتالية
والعشوائية يف اختاذ القرارات.
حتديد األولوايت :فبناءا على تقدير األزمة توضع اخلطط و البدائل اليت يتم ترتيبها يف ضوء األولوايت
اليت مت حتديدها وفق معايري معينة ،و هذا ما ميكن القادة يف التنظيم من اختاذ قراراهتم وفقا لألولوايت
املطروحة و البدائل املتوقعة.
التنسيق الفعال :حيث البد من وجود انسجام بني أعضاء فريق إدارة األزمة ،وذلك من أجل توفري
التنسيق الفعال فيما بينهم ،ومعاجلة األزمة حيتاج إىل جهود اجلميع وتضافرها حلل األزمة ،حيث أن
االزدواجية يف أداء األعمال ووجود صراع بني أعضاء الفريق يؤدي إىل إعاقة عمل الفريق ،ورمبا يؤدي
إىل تفاقم اآلاثر السلبية لألزمة.
التواجد املستمر :حيث من الصعب معاجلة األزمات الكبرية إال من خالل تواجد أعضاء الفريق
بشكل مستمر يف مكان األزمة ،فالتواجد املستمر يؤدي إىل اكتمال الصورة لدى أعضاء الفريق ،وقد
يستدعي األمر يف بعض األحيان تدخلهم الفوري واملباشر.
تفويض السلطة :حيث أن عملية تفويض السلطة تعترب أمرا يف غاية األمهية أثناء معاجلة األزمات ،فقد
تضطر األحداث إىل ضرورة اختاذ القرار املناسب بشكل سريع ودون االنتظار حلني حضور الشخص
املسؤول ،والذي يقع هذا القرار ضمن اختصاصه ،وتفويض السلطة يعين نقل حق اختاذ القرار من
الرئيس إىل املرؤوسني وإعطائهم السلطة إلجناز مهمة معينة أو حل مشكلة حمددة ،وتفويض السلطة يف
هذا اجملال أمر حتمي وضروري ،خاصة إذا ما كانت األزمة قد حدثت يف أماكن متفرقة ومتباعدة
عديدة.
نظام اتصاالت داخلي و خارجي :إن وجود نظام اتصاالت داخلي و خارجي فعال وقوي من األمهية
مبكان يف إدارة األزمة إذ انه يساعد على توافر املعلومات بشكل سريع ومبكر ،ذلك أن أكثر ما
يكتنف األزمات قلة موارد املعلومات وعدم دقتها و صعوبة الوصول إليها ما يفتح الباب واسعا أمام
اإلشاعات اليت تزيد الوضع تعقيدا ،و من ميتلك املعلومة ميتلك القوة و القدرة على اختاذ قرارات سريعة
و صحيحة.
وجود فريق مهمات خاصة :و هذه تفيد أكثر يف اجلوانب األمنية اللوجيستيكية ،و لذلك فإن انشاء
فرق املهمات اخلاصة أمر ضروري و ذلك للتدخل الفوري حال احلاجة إليها ،كأزمة تيقنتورين يف
الصحراء اجلزائرية.
توعية املواطنني :يف احلقيقة ال ميكن مواجهة أي أزمة بفاعلية دون توعية املواطنني ابلدور املطلوب
منهم يف وقت األزمة ،حيث أن وعيهم هبذا الدور يساهم يف املساعدة على إدارة األزمة و جتاوزها ،مما
يتطلب إعداد و تنفيذ خطط اتصالية مع املواطنني تسهم يف الرفع من وعيهم و درجة املسؤولية املطلوبة
منهم ،هذه اخلطط اإلتصالية تعمل على توضيح اإلجراءات املتبعة ملواجهة األزمة وحجم و نوعية
املساعدة املنظرة من املواطنني(.رضا خالصي ،2079 ،ص)771
.2.2مراحل إدارة األزمات:
جيدر ابملسؤولني ومتخذي القرار التعرف على مراحل األزمة إذ أن هذا يعد نوعا من التشخيص و بناءا عليه
يتحدد نوع العالج ،و اخلطأ يف التشخيص يعين ابلضرورة اخلطأ يف العالج ،فوجود خطة إلدارة األزمة يعد مؤشرا
حيواي يف جتاوزها و العكس من ذلك األساليب اإلرجتالية وغري املدروسة تؤدي إىل استفحاهلا و زايدة آاثرها
السلبية على التنظيم ،وال شك أن القائمني على العالقات العامة هلم الدور الكبري يف دراسة األزمة و حتديد
مراحل إدارهتا وفيما يلي سنحاول التعريج على أهم هذه املراحل:
.1.2.2حتديد مدخل إلدارة األزمة :وذلك بوضع خطة إدارة األزمة بصياغة بيان موجز حيدد مدخل إدارة
األزمة يف املنظمة ،هذا البيان ميثل أسس اختاذ القرار ،واإلجتاه العام للسلوكيات اليت يتوجب القيام هبا ،ويلخص
هذا البيان فلسفة املنظمة وأخالقياهتا ويرسم اخلطوط العريضة ويطلق البعض على هذا البيان ضمري املنظمة
ووعيها ،فوجود هذا املدخل يسرع من عملية اختاذ القرار وجيعلها تلقى صدى وقبوال لدى اجلميع.
.2.2.2بناء نظام وميكانيزم للشعور ابألزمة :يعد هذا امليكانيزم مبثابة نظام رادار تعتمد عليه املنظمة يف
مجع املعلومات عن األزمات املتوقعة ،فاملنظمة تفوت على نفسها الفرصة يف منع األزمة إذا افتقدت لنظام فعال
جلمع وتقييم املعلومات عن األزمات املتوقعة ،ويتضمن هذا النظام ثالثة عناصر أساسية :إدارة القضااي ،إدارة
اخلطر وإدارة العالقات ،فاملنظمات جتمع معلومات حول القضااي املثارة واليت ميكن أن تتحول إىل أزمات وإدارة
هذه القضااي حيد من وقوع األزمات ،كذلك البد من إدارة وحتديد املخاطر اليت ميكن أن تتعرض هلا خاصة اليت
عندها عالقة بطبيعة العمل ابإلضافة لتتبع سري العالقات مع اجلماهري.
.2.2.2بناء مسعة قوية للمنظمة :أكدت دراسات إدارة األزمة أن املنظمات ذات السمعة القوية
واملتماسكة واليت تعىن مبسؤولياهتا االجتماعية ميكنها مواجهة األزمات بدرجة اكرب من تلك اليت ال متتلك نفس
السمعة ،و أنه من الصعب بناء عالقات مع اجلماهري أثناء األزمة فاجلمهور ينظر يف سجل املنظمة وما هلا من
رصيد لديهم ،فالسمعة القوية تتكون يف مسار املنظمة وليس أثناء األزمة.
.2.2.2تشكيل فريق ومركز إدارة األزمة :تشكيل فريق األزمة و حتديده سلفا أمر حيوي يف إدارة األزمة،
و جيب أن يكون تسلسل السلطة و املسؤولية هلذا الفريق حمددا سلفا ،حيث ميثل هذا الفريق كافة قطاعات
التنظيم من فريق االتصاالت والعالقات العامة ،القسم القانوين ،إدارة املوارد والقسم الطيب ،حيث يعمل على
حتديد األزمات املتوقعة واالستجاابت املمكنة مع وضع خطة إدارة األزمات وفق األولوايت توقع حدوثها.
.0.2.2إعداد املواد اإلعالمية مسبقا :بينما ختتلف املنظمات واألزمات جند أن اإلستجاابت لالزمات
تتشابه ،ومن مث ميكن إعداد مواد اتصاالت األزمة مقدما إلدارة األزمات ،و تتضمن هذه املواد:
إعداد معلومات كاملة عن املنظمة و سجلها ومنتجاهتا.
إعداد معلومات عامة إجيابية عن الشركة تتعلق ابألزمة ،فإعداد مصنع للمواد الغذائية ملواد إعالمية
اتصالية عن طرق اإلنتاج و مدى احرتام شروط النظافة يف اإلنتاج و طرق احلفظ و معدل الثقة يف
منتجاهتا ،كل هذه البياانت تفيد يف حال تسمم فئة من الناس استهلكت منجاهتا.
إعداد إجاابت عن التساؤالت اليت تثار حول أية أزمة ميكن أن يتعرض هلا التنظيم.
كل هذه املعلومات تفيد يف اإلستجابة لوسائل اإلعالم من قبل خلية اتصال األزمة ،و هذا ما ينعكس على
تقليل اآلاثر السلبية لألزمة (وسنعرج ابلتفصيل على كيفية تفعيل اتصاالت االزمة مبا حيقق اإلدارة الفعالة لألزمة
الحقا)( ،راسم دمحم اجلمال وخريت معوض عياد ،2004 ،ص ص)117-189
.0.2.2مرحلة احلد من انتشار األزمة :وفيها يتم حتويل اخلطة اإلسرتاتيجية للعالقات العامة إلدارة األزمة
إىل خطة تكتيكية فنية تربط بني اإلسرتاتيجية ،وبني الربامج االتصالية التنفيذية للحد من اتساع نطاق األزمة
واألضرار الناجتة عنها ،وذلك ابستخدام وسائل اتصالية متعددة.
.0.2.2مرحلة استعادة النشاط :وفيها تستمر اجلهود االتصالية واإلدارية للمنظمة إلعادة العمل إىل
وضعه الطبيعي املعتاد قبل وقوع األزمة.
.2.2.2مرحلة التعلم :وفيها يتم تقييم وتقومي عملية إدارة األزمة ،وذلك على مستويني مها:
التقومي االسرتاتيجي وفيه يتم تقييم وتقومي خطة إدارة األزمة ككل.
التقومي التكتيكي الفين ،وفيه تقيم وتقوم األساليب والوسائل التنفيذية ،اإلدارية واالتصالية املستخدمة
يف إدارة األزمة بعد وقوعها ،ويتم استخالص الدروس املستفادة ،وكيفية مراعاهتا يف املستقبل(.علي
عجوة وكرميان فريد ،2001 ،ص)711
هذه بشكل عام أهم املراحل اليت تتبع يف إدارة األزمات ،حاولنا الرتكيز على اجلوانب اإلتصالية األزموية
الرتباط موضوعنا هبا.
.0.2معوقات إدارة األزمات :يعمل فريق إدارة األزمة (ومنه خلية اتصال األزمة) على اخلروج ابلتنظيم من
األزمة أبسرع وقت و ممكن و أقل قدر ممكن من اخلسائر ،لكن عادة ما تعرتض هذا الفريق عدد من العراقيل
اليت قد تطيل من عمر األزمة يف التنظيم و آاثرها الوخيمة عليه ،فإضافة إىل العراقيل املالية اليت عادة ما تصاحب
األزمات (ففي فرتة األزمة عادة ما تنخفض قيمة مبيعاهتا و اخنفاض أسهمها يف السوق) و اليت تشل من قدرة
فريق إدارة األزمة على توفري ما حتتاجه من خمصصات مالية و حىت معدات ضرورية لتحقيق اهلداف املسطرة،
نذكر املعوقات التالية:
.1.0.2معوقات تنظيمية :و تتمثل يف عدم حتديد واضح للسلطة ،و اختالف الثقافة بني األفراد العاملني
ابلتنظيم ،و قصورهم يف فهم و معرفة طبيعة املخاطر واألزمات ،إضافة غلى ضعف تدريب هؤالء األفراد يف جمال
إدارة األزمات ،إضافة إىل إمهال اإلدارة العليا لضرورة تنفيذ برامج عملية تطبيقية يف إدارة األزمات (اإلدارة
ابألزمات).
.2.0.2معوقات متعلقة ابملعلومات :تعد املعلومات القاعدة األساسية الختاذ القرارات السليمة و الفاعلة
اليت حتقق أهداف التنظيم خاصة يف حالة األزمات ،و تتعلق هذه املعوقات بصحة و دقة املعلومات و ضمان
مصادرها ،و مدى توافر املعلومات املطلوبة و الكافية لدى متخذ القرار- ،و قد أشران سابقا -ان افتقاد
املعلومات الكافية و الدقيقة حيول دون القدرة على التشخيص السليم للمشكلة و من مث اختاذ القرارات السليمة
و هذا ما يزيد من حدة األزمة و تفاقمها.
.2.0.2معوقات متعلقة ابإلتصال :تتعلق بصعوبة نقل و تبادل املعلومات سواء داخل التنظيم (بني
خمتلف املستوايت) او خارجها (مجهورها و وسائل اإلعالم)و كذا حمدودية اإلستفادة من وسائل اإلتصال احلديثة
و هذا ما يضعف برامج اتصال األزمة وحيد من جناعتها وفعاليتها يف احلد إدارة األزمة اتصاليا واحلد من آاثرها
وتبعاهتا(.فهد علي صاحل الناجي ،2072 ،ص).24
تزايد اهتمام وسائل اإلعالم بتغطية أخبار األخطار الصناعية و البيئية احملدقة ابجلماهري ،واللجوء إىل
تغطيتها بعمق من خالل تقارير تقصي احلقائق ،ابإلضافة للتأثري العميق واملدمر لألزمات على
التنظيمات واهليئات و ما يرتتب عن ذلك من عواقب على السمعة والصورة الذهنية للتنظيم.
حتظى األزمات والكوارث بتغطية واسعة من وسائل اإلعالم (و وسائل التواصل االجتماعي) ابعتبارها
من األخبار السلبية اليت حتقق االنتشار الواسع لوسائل التواصل ،وتليب حاجة الناس يف االستطالع
والكشف عن احلقائق.
يعد املشتغلون ابالتصال والعالقات العامة أحد املصادر املهمة لتدفق املعلومات واألخبار يف وسائل
اإلعالم ،كما تؤثر طبيعة تعاملهم مع مندويب وسائل اإلعالم على طبيعة التغطية اإلعالمية لالزمة،
إجيااب أو سلبا.
تستقطب األزمات اهتمام السياسيني ومجاعات املصاحل الذين حياولون استثمارها ملصلحتهم(.عماد
حسن مكاوي وعادل عبد الغفار ،2004 ،ص)91
و التصال األزمات أمهية تربز من خالل جهود القائمني عليها (فريق اتصال األزمة) فيما خيص اإلجراءات
و املهام اإلتصالية جتاه مجهور التنظيم و املتمثلة يف( :امساعيل محاين ،دس)712 ،
إقامة شبكة مباشرة من اإلتصاالت ،تضمن نشر كافة املعلومات املتعلقة ابألزمة إىل العاملني ابملنظمة
وكذا مجهورها اخلارجي من الزابئن و املردين و املسامهني...إخل
شرح وبدقة الذي حدث وتسبب يف حدوث األزمة ،واإلجراءات اليت اختذهتا املنظمة ملواجهة األزمة،
وما هي األعمال املستقبلية اليت سيتم القيام هبا ملنع تكرار وقوعها مستقبال.
إصدار نشرات توزع على مجيع العاملني وشرحية من اجلمهور اخلارجي تتضمن تلك املعلومات.
.2.2قواعد اتصال األزمة(:امساعيل محاين ،دس ،ص ص)711-718
ح ّدد عدد كبري من الباحثني جمموعة من القواعد واملبادئ اليت حتكم عملية اتصاالت األزمة ،ويرى "سام
بالك" أن التعامل مع األزمات الطارئة ميكن أن يكون سهال إذا مت اإلستعداد الكايف ملواجهة األزمات احملتملة،
خاصة إذا التزم القائمون ابإلتصال األزمايت ابلقواعد التالية:
التعامل الفوري مع تساؤالت ومتطلبات وسائل اإلعالم ،هو أمر هام وضروري يف مواجهة ومعاجلة
األزمات.
توفري املعلومات احلقائق الفعلية ،وعدم التخمني.
عقد املؤمترات الصحفية طاملا وجدت معلومات ،وجيب اإلجابة على كل التساؤالت كما أهنمن األمهية
مبكان حضور املسؤولني الكبار ،ألن ذلك يعطي مصداقية أكرب لتلك املؤمترات.
استغالل الفرصة من خالل الطريقة اليت يتم التفاعل هبا مع أقارب الضحااي واملصابني ،فهي مناسبة
إلظهار التقدير واإلحرتام والكرم هلم،كما ينبغي التعامل حبذر مع احملامني وفتح قنوات اتصال معهم.
.2.2متطلبات اتصال األزمة:
حىت يكون اتصال األزمة يف أعلى درجات الكفاية البد له من متطلبات نوجزها كاآليت:
إنشاء خلية خاصة ابتصاالت األزمة تعمل ابلتنسيق مع خلية األزمة ،إذ أشران سابقا ان األزمة تدار
وفق شقني األول إداري و الثاين اتصايل.
توافر مركز التصاالت األزمة يكون وفق جتهيز خاص خصوصا اإلمكانيات اإلتصالية (هاتف ،فاكس،
أنرتنث) فكفاءة الوسيلة تضمن حلد كبري كفاءة اإلتصال ،مع وجود قاعة لعقد الندوات و املؤمترات
الصحفية مبا يضمن وصول املعلومات لألهداف احملددة و ابلطريقة الصحيحة املرجوة.
متتع القائم ابإلتصال حال األزمة (املتحدث الرمسي عموما) على املهارات اإلتصالية الالزمة اليت متكنه
من إيصال املعلومة بشكل واضح و دقيق مع القدرة على التفاوض و اإلقناع.
إعداد سجالت تتضمن معلومات مصنفة يف فئات حتتوي على كل اإلحصائيات واملعلومات املتعلقة
ابملنظمة لتستخدم يف مواجهة ما قد يثار من تساؤالت وانتقادات أثناء األزمة مع احلرص على حتديثها.
إعداد منوذج بيان صحفي سابق التجهيز يتم ملؤه قبل توزيعه على مندويب وسائل اإلعالم لضمان
سرعة العمل يف حالة وقوع األزمة ،و يرفق بنشرة تتضمن معلومات كاملة عن املنظمة.
إعداد فهرس كامل يتضمن أمساء و عناوين و هواتف أعضاء فريق إدارة األزمة وكافة إطراف األزمة.
وجود خطة اتصال أزموي تضم حتديدا دقيقا للهدف من كل اتصال ،اجلمهور املستهدف ،حمتوى
الرسائل واإلتصاالت.
.0.2معوقات اإلتصال األزموي:
نذكر من هذه املعوقات:
افتقار القائم ابإلتصال إىل مهارات التخاطب و التواصل سواء لفظية أو تقنية.
افتقار مستلم الرسالة ملهارات اإلنصات ،القراءة ،التحليل او اإلستقراء.
املعىن املبهم للرسالة او التناقض يف التصرحيات و املعلومات املقدمة حول األزمة.
الوقوع يف فخ الوقت من خالل التأخر يف تنصيب خلية اإلتصال أو التأخر يف التصرحيات.
اإلعالم املضاد الذي قد حياول إفشال اخلطط اإلتصالية األزموية ،من خالل التشويش و نشر
اإلشاعات و الدعاايت املغرضة(.طيلب نسيمة ،2074 ،ص)21
السعي وراء املنافسة يف تغطية األزمة يؤدي للوقوع يف بعض األخطاء مما خيلق ضغوطات جديدة على
فريق إدارة األزمة و خصوصا خلية اتصال األزمة ألهنا تكون يف دائما يف الواجهة(.ميلود مراد،
،2071ص)64
.0اسرتاتيجيات و مناذج اإلتصال األزموي:
.1.0اعتبارات رسم اسرتاتيجية االتصال األزمايت :إن رسم خطة و اسرتاتيجية التصاالت األزمة ال يتم
بطريقة اعتباطية و إمنا وفق اعتبارات معينة ميكن ان نذكرها كاآليت(:جابر دمحم املاوي ،2001 ،ص)761
توفري املعلومات و البياانت املتعلقة ابألزمات ،و اليت ميكن ان تنشر من خالل الوسائل و الوسائط
املتعددة حسب نوع الرسالة و اجلمهور املستهدف (وسائل إعالم ،منصات تواصل اجتماعي...إخل)
دون حدوث أضرار متس و تضر مسعتها.
التأكيد على اإلجيابيات و حماولة حتييد السلبيات ،و ذلك من أجل تقوية الروح املعنوية جلمهور
املنظمة.
وجوب مراعات التكافؤ يف اإلهتمام بني اإلتصاالت املوجهة للجمهور الداخلي واألخرى املوجهة
للجمهور اخلارجي ،من خالل توظيف كافة الوسائل اإلتصالية الناجعة املتاحة ،و ذلك يف مجيع مراحل
األزمة (قبل ،أثناء و بعد) ،كما جيب اإلهتمام بتنويع الرسائل املوجهة للفئات املختلفة (فما يصلح
للفئات الشبانية قد ال يصلح للفئات األكرب عمرا و أقل تعليما) ،مع التنويع يف األساليب اإلتصالية يف
عرض املوضوعات املختلفة عن األزمة.
العمل على تنمية روح التعاون واإلنتماء للتنظيم بني أفراد التنظيم ،وتزويدهم ابملعلومات الصحيحة عن
التنظيم و ما مير به من أزمة ،و هذا ما ألفراد التنظيم من دور فاعل سواء ابلتغلب على األزمة أو
تعميقها خصوصا يف حالة الشك يف مصداقية التنظيم و أهدافه.
العمل على عدم حتييد الشرائح العريضة اليت تتعامل مع املنظمة من زابئن ،مستهلكني ،مسامهني،
شركاء اجتماعيني...إخل و هذا ما يسد الباب أمام املنظمات املنافسة و وسائل اإلعالم يف نشر
املعلومات املغلوطة عن التنظيم و األزمة.
.2.0اسرتاتيجيات اتصاالت األزمة:
تسعى اإلدارة إلهناء أية أزمة أبقل اخلسائر املمكنة ،لذا عليها أن أتخذ زمام املبادرة يف إدارة األحداث و
عدم اإلكتفاء برد الفعل فقط ،فعندما تواجه اإلنتقادات أو اإلهتامات من األطراف اخلارجية (املؤسسات
املنافسة ،اإلعالم ،الرأي العام ،اجلهات احلكومية أو حىت مجهورها) ،فالبد هلا من تقدمي استجاابت اتصالية و
إعالمية للدفاع عن نفسها و العمل على كسب تفهم اجلماهري لسياساهتا و السعي لكسب ثقتهم و أتييدهم ،و
هي اسرتاتيجيات يقوم هبا فريق إدارة األزمة و خلية اتصال األزمة و ختتلف هذه اإلسرتاتيجيات ابختالف
األزمات(:عيشوش فريد ،2077 ،ص)720
.1.2.0اسرتاتيجية الصمت (حائط الصد) :اهلدف من هذه اإلسرتاتيجية هو غلق اجملال أمام وسائل
اإلعالم وعدم تقدمي املعلومات (هلذا تستخدم غالبا يف األزمات املتعلقة أبمور شخصية وأخالقية معروضة يف
احملاكم) ،مع اإلشارة إىل أهنا اسرتاتيجية غري معتمدة كثريا ألهنا تتأثر بشكل عام بتحقيقات هيئات الرقابة وكذا
حتقيقات وسائل اإلعالم املختلفة ،كما تتأثر بسرعة انتشار اإلشاعات عرب اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي،
ألن املؤسسة إذا كانت فضلت الصمت فان أشخاصا آخرين سينشرون خرب األزمة ،مع اإلشارة إىل أن هذه
اإلسرتاتيجية ترتبط بثقافة املنظمة ،فبعض املنظمات تعتقد أن الرأي العام ال يعرف ابألزمة وأن إبمكاهنم احلفاظ
على سريتها من خالل التعتيم على أحداثها ،ابلتايل ال يظهر أي فعل اتصايل وهنا تلجأ وسائل اإلعالم إىل
البحث عن املعلومات من مصادر أخرى ،مما قد يؤدي إىل إحلاق الضرر بسمعة املنظمة ،لذا يطلق عليه البعض
اسرتاتيجية التجاهل أو التعتيم(.حكيمة جاب هللا ،2076 ،ص)701
لكن السكوت يف حالة األزمات العنيفة قد يضر ابملنظمة من خالل تفشي اإلشاعة و كذلك تفسريه
على أنه هروب من املسؤولية و هو ما من شأنه أن يضر بصورة املنظمة لدى مجاهريها.
.2.2.0اسرتاتيجية اإلعرتاف :حتسب املنظمة يف هذه اإلسرتاتيجية احتماالت امتداد األزمة ،و تدرس
احتمال التدخل القانوين و اإلعالمي و مدى متاشي هذا كله مع قدراهتا ،فهي اسرتاتيجية تنطلق من مبدأ
اإلعرتاف ابألزمة و أبقصى سرعة ممكنة ،إذ انه إذا اكتشفت وسائل اإلعالم األزمة قبل أن تعلن عنها املنظمة
هذا يعين اإلتصال يف هذه املنظمة ليس جيدا و أن األزمة قد خرجت عن نطاق التحكم فيها وأصبحت ال
ختصها لوحدها ،و حىت تتفادى املنظمة مثل هذه الوضعية عليها أن حتضر نفسها بسرعة و تعرف إذا كانت
قدرهتا على اإلتصال يف نفس قدرة انفجار األزمة.
و يكون اتصال األزمة يف هذه اإلسرتاتيجية فعاال وذا مصداقية إذا عرفت املنظمة كيف تبين لصورهتا أما
وسائل اإلعالم ،اجلمهور ،املستهلكني ،احمليط السياسي ،النقاابت و حىت أما مجهورها الداخلي ،و حىت حتقق
هذه اإلسرتاتيجية جناعتها البد أن تتسم ب:
اإلعرتاف الصارم :هذه الصرامة يف اإلعرتاف تكون مرفقة إبجراءات الشرح ،و حىت تكون عملية الشرح
فعالة البد على املنظمة ان متتلك معلومات دقيقة عن اسباب و خملفات األزمة.
السرعة يف اإلعرتاف :البد أن يكون اإلعرتاف يف نفس اخلط مع جهود املنظمة حلل الوضعية االزموية،
و إال سوف يفسر فيما بعد تفسريات على أن اإلعرتاف جاء بضغوطات من قوى على املنظمة و هو
ما سيطعن حتما يف صورهتا.
حتمل املسؤولية :اإلعرتاف ابملسؤولية شرط أساسي يف هذه اإلسرتاتيجية حيث يكون اعرتافا مباشرا و
صرحيا.
.2.2.0اسرتاتيجية فصل املنظمة عن رجاهلا :و يف هذه اإلسرتاتيجية تعمد املنظمة إىل فصل االسم أو
املاركة عن املتسببني يف األزمة ،و عادة ما تستخدم املنظمات هذه االسرتاتيجية يف قضااي الفساد املايل (رشوة،
فاتورات مزورة ،حتويل أموال...إخل) هي عادة ممارسات تقدم خارج املنظمة ،هلذا فاملنظمة تعرتف بوجود
املشكلة ،لكنها تلحقها مبجال احلياة اخلاصة للقائمني هبا.
.2.2.0اسرتاتيجية اهلجوم املضاد :و فيها يعمد القائمون على اتصاالت األزمة إىل عدم اإلجابة على
األسئلة اليت تدور يف فلك املشكل و الدخول يف أعماقه ،لكن حيول اهلجوم إىل وجهة أخرى او إىل شخص
آخر ،فعوض احلديث عن فساد مسؤول يف مصنع ما من مصانع املنظمة حيول احلديث و النقاش إىل مشكل
اقتصادي تعاين منه املنظمة ،أو حتويل احلديث من أزمة إفالس بسبب الفساد إىل نقاش حول وجود أزمة مالية
انمجة عن األزمة العاملية ،وعادة ما تستعمل هذه اإلسرتاتيجية يف اجملاالت اإلقتصادية حيث املنافسة شديدة جدا
و ضد محالت التشهري اليت قد تتعرض هلا املنظمة ،فتعمل املنظمة على تفتيت دعااي األطراف املهامجة هلا ،وحىت
قد تلجأ إىل القضاء.
.0.2.0اسرتاتيجية جتنب األسوأ :حيث يكون هدف حمتوى الرسائل اإلتصالية فيها هو التخفيف و
اإلمخاد ،و حيدث ذلك من خالل قيام املتدخلني مبقارنة الوضع الكارثي الذي كان قد حدث يف السابق و متت
معاجلته و بني ما حيدث وقت األزمة ،كما يقوم القائم ابإلتصال بتوجيه الرسائل ابلتقليل من روع احلادث مبنظور
جتنب األسوأ ،و إذا ما متت املقارنة بينهما فيتم إظهار أن لالزمة احلالية جانبا إجيابيا ألهنا ستمنح الفرصة
للخروج منها و اإلستفادة من التجربة مهما كانت خملفاهتا ،كتصريح الرئيس االمريكي "دوانلد ترامب" أبن
اإلقتصاد األمريكي و األورويب سينطلق كالصاروخ بعد اجنالء جائحة كوروان(.نصرية بن عمرة-2077 ،
،2072ص ص)219-296
.0.2.0اإلسرتاتيجية القانونية :وتعتمد فيها املعاجلة اإلعالمية لألزمة على آراء وتوجيهات الشؤون
القانونية ابملنظمة ،واليت تتمثل يف ذكر أقل قدر من املعلومات وإنكار اإلهتامات املوجهة للمنظمة وحتويل
املسؤولية إىل جهة أخرى (فطيمة بوهاين ،2006-2004 ،ص ،)86و عادة ما يكون املستشار القانوين هو
املوجه هلذه اإلسرتاتيجية ،حيث حياول محاية املنظمة من أي مساءلة قانونية حيث يعمل على:
التقليل من حجم املعلومات املصرحة حول املنظمة ،وطبيعة األزمة وكل ما خيص سياسة املنظمة.
عدم التصريح أبي معلومة خاصة ميكن أن تورط املنظمة وحتملها مسؤولية األزمة.
التحلي ابحلذر الشديد من اللغة اإلعالمية اليت تستخدمها املنظمة تفاداي للوقوع يف أي فخ قد يعود
بنتائج وخيمة على املنظمة ويهدد بقاءها و استمرارها.
.0.2.0اسرتاتيجية وقف النمو:وهتدف هذه االسرتاتيجية إىل الرتكيز على قبول األمر وبذل اجلهد ملنع
تدهوره ،مع السعي يف الوقت ذاته إىل تقليلمشاعر الغضب ،وتقوم هذه االسرتاتيجية على:
اإلهتمام واالستماع لقوى األزمة.
اإلعالن على تلبية بعض املتطلبات وتقدمي بعض التنازالت التكتيكية.
التوجيه والنصح واإلرشاد لتخفيف حدة األزمة.
تقدمي العون واملساعدة للقوى املعارضة للتشاور والتفكري.
هتيئة الظروف املناسبة للتفاوض املباشر.
.2.2.0اسرتاتيجية الرتيث:هذه االسرتاتيجية تركز على إعداد وبناء الرسائل االتصالية من خالل الدراسة
الدقيقة ملختلف جوانب األزمة ،إال أنه يعاب عليها عدم األخذ ابملبادرة ،ألن ظرف األزمة ضيق ومتسارع
األحداث ،وحنن نعلم أن سرعة اتصاالت األزمة يعد من أهم القواعد اليت تعزز فعاليتها(.فريد كرميان،7666 ،
ص)78
.5.2.0اسرتاتيجية اإلنكار :حيث تنكر املنظمة مسؤوليتها أو حىت وجود أزمة أصال ،كما تعمد إىل تقدمي
املعلومات اليت توضح ذلك ،و تعد هذه اإلسرتاتيجية انجعة ،لكن إذا ظهرت احلقيقة و كان للمنظمة مسؤولية
يف حدوث األزمة فأن هذا بال شك قد يلحق ابملنظمة أضرارا قد تفوق حىت أضرار األزمة يف حد ذاهتا ،ألن
صورة املنظمة ستكون يف حالة تدهور اتم و مسعتها يف احلضيض.
.16.2.0اسرتاتيجية حائط الصد :و يف هذه اإلسرتاتيجية ال تعرتف املنظمة ابخلطأ ،و ترفض اإلستجابة
لضغوط القوى اخلارجية ،كما حتاول صد حماوالت األطراف اخلارجية املتعددة احلصول على معلومات عن
موضوع األزمة ،لكم هذه اإلسرتاتيجية قد تضر ابملنظمة من حيث ازدايد انتقادات اجلماهري هلا و تفسريهم هلذه
اإلسرتاتيجية على أهنا حماولة إخفاء أخطاء كبرية من املنظمة سببت األزمة.
.11.2.0اسرتاتيجية األفعال التصحيحة :هي اسرتاتيجية تقوم على اإلعرتاف ابملشكلة و التأكيد على
العمل ملنع تكرارها ،و ذكر اخلطوات اليت اتباعها إلصالح األوضاع و األضرار النامجة عن األزمة ،و التصريح
بسياسة املنظمة يف هذا الشأن ،حيث يتميز أسلوب اخلطاب اإلعالمي يف هذه االسرتاتيجية ابلصدق و
الصراحة و حتري الدقة ،حىت ان بعض الباحثني يطلق عليها اسرتاتيجية العالقات العامة ،لكنها يف املقابل تلقى
معارضة شديدة من املستشارين القانونيني ملنظمة من منطلق –اإلعرتاف سيد األدلة -فاإلعرتاف ابخلطأ يؤدي
إىل استخدام ذلك يف رفع دعاوي قضائية ضد املنظمة و هو ما قد يزيد عليها أتعااب مادية إضافية.
.12.2.0إسرتاتيجية تقليل التوتر:ويعتمد فيها على استخدام استماالت التخويف والرتهيب ،حيث
حتاول الرسائل االتصالية ختويف اجلمهور من النتائج السلبية املرتتبة عن عدم القيام بسلوكيات خمالفة ملا ترضاه
املنظمة و هو نفس ما نراه اليوم من حتذيرات من أخطار فايروس كوروان من الدولة و من خمتلف اهليئات،
فمخالفة اإلجراءات الوقائية قد تعرض صاحبها خلطر اإلصابة ابلفايروس.
.12.2.0اسرتاتيجية الدفاع اهلجومي :تسعى املنظمة من خالل هذه اإلسرتاتيجية للتعامل بذكاء مع
أطراف األزمة ومنع تدهور املوقف األزموي وغالبا ما تستخدم يف األزمات ذات العالقة ابلرأي العام حماولة خلق
رأي عام مساند للمنظمة من خالل حماولة تفسري سياساهتا وأعماهلا على نطاق واسع للمنظمة كما حتاول أن
تؤكد أهنا تستهدف الصاحل العام وذلك من خالل نشر معلومات مفصلة تتجاوز توقعات اجلماهري ،لذلك هناك
من يطلق عليها اسرتاتيجية الصاحل العام وكل ذلك من أجل التخفيض من حدة اهلجوم عليها ،وذلك
ابستخدامها لعدة أساليب من بينها:
حرص املنظمة على اإلجراءات ذات الصاحل العام.
الرتكيز على اجلوانب اإلجيابية للمنظمة والتشكيك يف مصداقية الناقدين.
مواساة وتعويض املتضررين من األزمة(.علي عدوة وفريد كرميان ،2001 ،ص ص)78-71
.12.2.0اسرتاتيجية اإلتصال عرب مرحلتني :تعد نظرية اإلتصال على مرحلتني "لكاتز والزارسفيلد" رغم
مرور عقود من الزمن على النظرية (مخسينات القرن املاضي) إال أن مبادئها ال تزال فاعلة إىل اليوم ،حيث تقوم
النظرية على مبدأ أساسي هو انه حىت حتقق الرسالة اإلتصالية مبتغاها وهدفها يلزم أن تنتقل الرسالة عرب مرحليت،
بدءا مبرسل الرسالة مرورا على الوسطاء و الذين يعرب عنهم بقادة الرأي وصوال إىل املتلقني ،و السبب يف توظيف
قادة الرأي يف توصيل الرسالة ملا هلم من املكانة العالية واملقامات املرموقة ،و عادة ما يكونون علماء دين أو
شخصيات اترخيية او سياسية ،من هذا املنطلق ميكن للمنظمة و يف سبيل إدارهتا لألزمة أن تستعني بقادة الرأي
يف مترير رسائلها ملا هلم من ثقة لدى اجلماهري و هو ما يسهم بدوره يف إقناع اجلماهري برسائل املنظمة ،و كمثال
على هذا الوثيقة اليت أصدرهتا اللجنة الوزارية للفتوى يف اجلزائر حول عدم جواز اإلشاعة و نقل األخبار املغلوطة
خصوصا يف وقت األزمات و هذا متاشيا مع اإلشاعات اليت كثرت تزامنا مع انتشار "فايروس كوروان" خصوصا
الشائعات اليت تقول أن التموين ابملواد اإلستهالكية والطاقوية سيتوقف بسب انتشار املرض.
لقد حاولنا من خالل هذا العنصر إبراز أهم اسرتاتيجيات اتصاالت األزمة ،و قد تعمدان ذكرها جمملة دون
تصنيفات بسبب الكم اهلائل من االسرتاتيجيات و اليت قد ال يسمح اجملال بذكرها ،على أننا نقول أنه ال ميكن
أن حنكم على اسرتاتيجية معينة أهنا أجنع من األخرى لذاهتا ،بل احلكم على فعالية اسرتاتيجية دون أخرى يتوقف
على طبيعة املوقف ،أي أنه لكل أزمة اسرتاتيجات خاصة بل اختيار االسرتاتيجية يكون وفق اهلدف املطلوب و
فلسفة املنظمة يف مواجهة األزمات.
.2.0النماذج االتصالية إلدارة األزمات:ال شك أن هناك اختالفات يف طبيعة األزمات اليت تعرتض
املنظمات و هناك اختالفات يف طرق املعاجلة بني منظمة و أخرى حسب ظروفها وفلسفتها ،لكن اليوم هناك
حماوالت لوضع مناذج عامة سواء إلدارة األزمات أو اتصاالت األزمة على وجه التحديد ،هذه النماذج حاولت
تفسري دور اإلتصال يف إدارة األزمات ،و األكيد أن هذه النماذج بنيت على جهود أكادمية وخربات ميدانية،
هذه النماذج خرجت إبدارة األزمات من العشوائية إىل العلمية التطبيقية ،و من أهم هذه النماذج نذكر:
.1.2.0منوذج "لوكازيسكي (:"lukaziwskyرهام علي حامد نوير ،2071 ،ص ص-721
)729تضمن هذا النموذج عدة مراحل لألهداف املعيارية لالتصال أثناء إدارة األزمة وذلك على النحو التايل:
.1.1.2.0السياسة العامة لالتصال:وقد وضع هلا عدة معايري أساسية وهي:
املصداقية يف احلقائق واألمانة واعتبارها سياسة يف التعامل مع األزمة.
اإلنفتاح على اآلخرين والقدرة على الوصول إليهم والرد عليهم ،مع عدم إخفاء أية حقائق عليهم.
اإلستجابة الفورية لألحداث وطريقة التعامل معها واخلطط والقرارات اإلسرتاتيجية.
.2.1.2.0حتديد أولوايت االتصال :إذ هناك اعتبارات عدة يف حتديد أولوايت االتصال و قد رتبها
كاآليت:
األولوية األوىل :خاصة ابملتأثرين مباشرة ابألزمة وهم الضحااي.
األولوية الثانية :العاملون حيث أهنم قد يكونون من الضحااي أيضا ،كما أهنم طرف مهم يف إدارة
األزمة.
األولوية الثالثة :ميثل األفراد الذين أتثروا بشكل غري مباشر من األزمة.
األولوية الرابعة :وسائل االتصال واإلعالم.
إن حتديد أولوايت اإلتصال يسهم بشكل واضح يف الرفع من فعالية إدارة األزمة ،إذ أنه جيعل أهداف
اإلتصال واضحة ،كما يسهم يف كسب املنظمة للتعاطف.
.2.1.2.0حتديد القواعد األساسية يف االتصال :و تشتمل هذه القواعد على:
االتصال ابألفراد األكثر تضررا.
اإلعالم احمللي هو األفضل.
توجيه اخلطاب بشكل موحد.
ضرورة تعاون املنظمة مع وسائل اإلعالم.
اختاذ القرارات الواضحة من خالل خطة إعالمية حمكمة و واضحة و مدروسة.
الرتكيز على البعد األخالقي واإلنساين يف إدارة األزمة ،هذا إضافة إىل اختاذ القرارات بشأن حل األزمة
من خالل املراحل التالية:
فرص و خيارات اإلستجابة لألزمة :فهناك عالقة طردية بني فرص و خيارات اإلستجابة و احلرية يف
اختاذ القرار.
وعلى ذلك ميكن القول أن إدارة واتصاالت األزمة تتطلب حساسية ألساسيات الغدارة ،و قد أمجل دور
اإلدارة يف ثالث أنشطة رئيسة و هي:
حتديد األزمة :و هي أول خطوة مهمة يف إدارة األزمة و تتطلب القيام بتحليل بيئة املنظمة و حتديد
األهداف (املهام الستة)
مواجهة األزمة :و تتضمن هذه املرحلة وضع اسرتاتيجية اإلدارة و اإلتصال لألزمة و عرض البدائل
املتاحة لتنفيذ هذه اإلسرتاتيجية.
إعادة ترتيب أوضاع املنظمة :و تتضمن هذه اخلطوة تنفيذ اإلسرتاتيجية (اإلدارية و اإلتصالية) و
الرقابة عليها
.2.2.0منوذج اتصاالت األزمة املوقفية(:أمحد فاروق رضوان ،2072 ،ص ص )718-712يقدم هذا
إطارا عن كيفية استخدام اإلتصال إلصالح مسعة املنظمة ووفقا للنموذج فإن املوقف األزموي يتألف منالنموذج ً
أربعة عناصر تستخدم لتقييم التأثري احملتمل لألزمة على السمعة وهي :نوع األزمة ،مدى الضرر الناتج عن األزمة،
اتريخ األزمة مع املنظمة وعالقة املنظمة ابألزمة ،ووفقا لذلك التصور فإن عملية إدارة األزمة تعتمد على اختيار
اإلستجابة اإلتصالية املالئمة وفقا للعناصر السابقة.
ويؤكد النموذج على أن هتديد مسعة املنظمة والتأثري عليها سلبا خالل األزمة يرتبط مبدى مسؤولية املنظمة
عن األزمة وكذلك ابألزمات السابقة أو املشاهبة اليت مرت هبا املنظمة ومدى أتثر مسعتها هبذه األزمات ،ووفقا
لذلك أيضا فإن مسؤولية املنظمة عن وقوع األزمة تتحدد يف ثالث حاالت األوىل هي:
املسؤولية الضعيفة :يف حالة أن تكون املنظمة ضحية أحداث معينة أو أن األزمة تسبب فيها عوامل
طبيعية.
الثانية مسؤولية متوسطة :يف حالة وقوع حادث عرضي كاحلوادث التقنية.
الثالثة املسؤولية القوية :حيث تكون املنظمة مسببة لألزمة من خالل سياسات أو قرارات خاطئة ،أو
أن تسببها أخطاء بشرية.
أما فيما يتعلق بتعرض املنظمة ألزمات سابقة فإن تكرار نفس األزمة يعرض املنظمة ملوقف صعب ويضر
بسمعتها ألنه يعطي انطباعا أبن املنظمة غري قادرة على توقع األزمة أو إدارهتا و حلها ،كما أن اإلدارة اخلاطئة
لألزمات السابقة تؤدي إىل نفس التأثري السليب يف مسعة املنظمة ،وابلتايل فإن التاريخ غري الناجح للمنظمة مع
األزمات اليت تعرضت هلا ،و عدم وجود عالقات فعالة مع أطراف األزمة يضر ابملنظمة ،و هو ما حيتم عليها
التخطيط اجليد الختاذ اإلستجابة اإلتصالية املناسبة للتعامل مع تداعيات األزمة.
ووفقا هلذا التصور ذكر "كومبس "Coombsأن كال من املنظمة و اجلمهور املتضرر يف األزمة أو وسائل
اإلعالم يعملون على إسناد أسباب وقوع األزمة لشخص أو جهة معينة و ذلك ألن اجلمهور دائما ما يطلب
تفسريا ألسباب األزمة ،فإذا ما أسند اجلمهور أو اإلعالم األزمة إىل أخطاء وقعت فيها املنظمة فإن ذلك حري
أبن يفسد مسعة املنظمة ويضر أبعماهلا ومبيعاهتا وهو ما أطلق عليه نظرية اإلسناد ،وذلك يدفع املنظمة إىل
اختيار موقف معني أو اسرتاتيجية اتصالية معينة تفسر من خالهلا للجمهور عالقتها ابألزمة و رد فعلها جتاهها.
وأضاف "كاليس " ،"Claeysكفبورغ "Cavbergheو "فينش "Vyncheأن طبيعة األزمة و
درجة مسؤولية املنظمة عنها حتدد اإلجراء املطلوب اختاذه ،فاألزمات اليت ال دخل للمنظمة فيها مثل األزمات
الناجتة عن شائعات يصلح للتعامل معها اسرتاتيجيات اهلجوم على املدعي و التكذيب القاطع ،واألزمات الناجتة
عن أخطاء تكنولوجية يف عملية اإلنتاج يصلح هلا التهدئة من خالل االعتذار والتربير ،واألزمات الناجتة عن
أخطاء بشرية و قرارات خاطئة للمنظمة و ينتج عنها ضحااي البد أن تقوم املنظمة ابإلعتذار والتعويض.
وتوجد جمموعة من االسرتاتيجيات اخلاصة إبصالح الصورة الذهنية للمنظمة نذكرها كاآليت:
إقناع اجلماهري أبنه ال توجد أزمة من خالل إنكار وجود األزمة ،أو اإليضاح من خالل إيضاح أسباب
املوقف وأنه ال ميثل أزمة ،أو اهلجوم على من يزعم وجود أزمة أو التهديد برفع قضااي قانونية على من
يهاجم املنظمة.
السعي جلعل اجلماهري ترى األزمة بشكل أقل قوة وسلبية من خالل صنع األعذار عرب إنكار وجود النية
و القصد املسبق أو إنكار إرادة املنظمة يف الوقوع يف اخلطأ ،أيضا يتم ذلك من خالل التربير عرب
التقليل من شأن الضرر الذي أحدثته األزمة أو بيان أن الضحااي تسببوا يف الضرر الذي حلق هبم لسبب
من األسباب كالتقصري يف أسباب الوقاية و األمن ،أو التأكيد على أن األزمة ضخمت و بولغ فيها.
السعي جلعل اجلماهري تنظر للمنظمة ككل بشكل أكثر إجيابية من خالل ربط املنظمة أبشياء إجيابية
يثمنها اجلمهور وتذكريه جبوانب إجيايب يف املنظمة ،أو خلق قبول عند مجاعة من اجلماعات (قادة الرأي
مثال) ،إىل جانب اختاذ إجراءات عالجية من خالل دفع تعويضات أو مساعدة الضحااي ،واالعتذار
عن األزمة واختاذ إجراءات ملنع تكرارها.
.2.2.0النموذج املدمج املتوازن إلدارة اتصاالت األزمة :قام الباحثان "هرييرو "Hereroو "برات
"Prattبوضع منوذج اتصايل للتعامل مع األزمات يف خمتلف مراحلها ،و توصال إىل أن اتصاالت األزمة تكون
وفق أربع خطوات أساسية:
إدارة القضااي :وتشمل مسح البيئة والبحث عن التوجهات اليت قد تؤثر على املنظمة مستقبال ومجع
املعلومات مث تطوير اسرتاتيجية اتصالية متنع من وقوع األزمة.
التخطيط من أجل املنع :وذلك عن طريق استحداث سياسة وقائية والتحضري خلطط عامة أو خاصة
وحتديد الرسائل ،الوسائل واألهداف يف خطة االتصال.
األزمة :أثناء األزمة تعمل املنظمة على تكوين فريق إدارة األزمة وحتليل التغطية السلبية لوسائل اإلعالم
وجتديد اخلطة مىت تطلب األمر ذلك مث العمل على استهداف اجلماهري املناسبة وكسب أتييدها.
ما بعد األزمة :مواصلة االتصال ابجلمهور وبوسائل اإلعالم وإمدادهم ابملعلومات اجلديدة والتقييم العام
خلطة األزمة وحتديد مستوى جناحها مع حتسينها وفقا للتغذية العكسية املرتدة من توجهات اجلمهور.
.0.2.0منوذج "مارا )7662(:"Marraيقوم منوذج "مارا" على قياس قوة العالقات بني املنظمة
ومجاهريها كمتغري رئيسي مستقل لقياس جناح املنظمة يف إدارة األزمة ،وقد حددت "مارا" أربعة متغريات أساسية
تؤثر يف جناح العالقات العامة يف التعامل مع ظروف األزمة (من خالل البعد اإلتصايل األزمايت) وهي:
العالقات :وهي املتغري الرئيسي يف النموذج و يقصد هبا عالقات املنظمة مع مجاهريها الداخلية
اخلارجية ،وتكون هذه العالقة إما سلبية أو إجيابية أو حمايدة ،وعندما تكون هذه العالقات ضعيفة فإهنا
تزداد سوءا أثناء األزمات ،والعالقات اإلجيابية كما يوضح هذا النموذج هي :الثقة ،التفاهم ،الرضا،
املصداقية ،التعاون والتوافق بني أهداف املنظمة و اجلماهري.
اتصاالت األزمة (اإلسرتاتيجيات) :قد تتعرض صورة املنظمة للتشويه أثناء حدوث أزمة ما ،وهلذا تعترب
اتصاالت األزمة عملية ضرورية لوقاية الصورة املرغوبة للمنظمة أو إعادة بنائها من جديد بعدما
انكسرت ،فالعالقات العامة (و منها فريق اتصاالت األزمة) عندما تواجه أزمة ما فإهنا ختتار واحدة من
االسرتاتيجيات اليت ذكرانها سابقا (وفق ما يتناسب مع طبيعة ،قوة وأطراف األزمة).
اتصاالت اخلطر :وتعين قيام املنظمة قبل وقوع األزمة بوقت طويل إبعالم اجلماهري و تثقيفهم عن
احتمال تعرضها ألزمات يف املستقبل ،وذلك من أجل استعداد اجلماهري لتقبل هذه األزمات وضمان
أتييدها للمنظمة يف وقت احلاجة لذلك.
اتصاالت األزمة (التكتيكات) :وتعين أنه جيب أن يكون لدى املنظمة و خصوصا فريق العالقات
العامة (الذي سيكون طرفا أساسيا يف إدارة األزمة اتصايل) برامج اتصالية خمطط هلا مسبقا من أجل
التعامل مع ظروف األزمة (و قد بينا هذا األمر بشئ من التفصيل يف العنصر اخلاص ابتصاالت
األزمة)( 19.مانع فاطمة ،2071 ،ص).19
.0.2.0منوذج اخلمس خطوات يف االستجابة لألزمة "ألربيشت :" Albrechtهذا النموذج يتكون
من أربع خطوات رئيسية وتتمثل يف:
القيام بعملية مسحية لتقدير األخطار ،حدهتا ،خطورهتا ،حجمها وحتديد حجم الضرر.
حتديد األدوار والواجبات عند إدارة األزمة ،وذلك بتحديد السلطة املسؤولة عن قيادة الفريق.
حتديد اهلدف والغرض من إدارة األزمة ،وكذا حتديد أنواع األحداث األزموية ومدى أتثريها على
املنظمة.
االستجابة والتعامل مع تقرير املخاطر من خالل ضرورة اهتمام اإلدارة ابإلجراء املسحي لتقدير األضرار
واملخاطر.
هذه على العموم أهم النماذج اإلتصالية ،واليت حاول أصحاهبا إعطاء قوالب جاهزة ملتخذي القرار من أجل
اإلستفادة منها يف تسيري األزمات ،منها ما اهتم بتقدمي قواعد ومناذج للتعامل مع مجهور املنظمة يف كافة مراحل
األزمة كتفضيل مجهور على آخر ،و منها ما اهتم أبنواع اإلتصال و اسرتاتيجياته ،و منها ما اهتم مبضامني
الرسائل اإلتصالية مع اجلمهور ،كل هذه النماذج تسعى إىل إدارة األزمة بفاعلية واخلروج منها أبقل األضرار
املمكنة بل ومبكاسب ،وكذا احلفاظ على صورة و مسعة املنظمة ،على أنه البد من القول أن النماذج وحدها ال
تكفي للخروج من األزمة بل يستدعي األمر وجود طاقم إدارة أزمة ذا إمكانيات إدارية و فكرية واسعة.
.0اخلامتة:
لقد حاولنا من خالل هذا املقال تسليط الضوء على األزمات واسرتاتيجيات ومناذج إدارهتا اتصاليا وهو
ما عرفناه ابتصال األزمة ،كما حاولنا أيضا التأكيد والربهنة على أن إدارة األزمات مل يعد بتلك الطريقة العشوائية
اإلرجتالية ،بل هي قواعد وأسس البد للمسري الناجح اإلملام هبا كأدبيات وقواعد ومن مث استخدامها يف إدارته
لألزمة.
ال ختلو األزمة أبدا من القلق واحلرية لدى كافة مجهور املنظمة ،كما أهنا ال ختلو من الضغوط ،منها ما هي
متعلقة بضيق الوقت ،ومنها ما يتعلق بقلة املعلومات ومصادرها ،ومنها ما يتعلق بضغوط اإلعالم وكافة أطراف
األزمة ،من هذا املنطلق كان لإلتصال األزمايت يف كافة مراحل األزمة الدور احملوري يف إدارة األزمة واخلروج منها
أبقل األضرار بل ومبكاسب إضافية ،كيف ال؟ و اإلتصال األزمايت يعمل على بناء عالقات حسنة تسودها الثقة
بني املنظمة ومجاهريها على اختالفهم ،ما يزيد من تضامن اجلماهري ووالئها حىت يف أوقات األزمات ،كما أن
توعية اجلماهري أبسباب األزمة وحيثياهتا واملطلوب منهم يعد رمبا العالمة الفارقة يف إدارة األزمة ،وهو ما نراه اليوم
خصوصا يف ظل "أزمة جائحة كوروان" وهو الرتكيز الكبري على توعية املواطنني أبساليب السالمة وطرق التصرف
ما قد خيفف من مدة بقائها وآاثرها وتبعاهتا.
ولنجاح اتصاالت األزمة يف تفعيل إدارة األزمات ميكن أن نقرتح ما يلي:
حرص املنظمات على وضع خطط مسبقة إلدارة األزمة خصوصا ما يتعلق ابلشق اإلتصايل.
العمل على اإلستفادة من نتائج حبوث األزمات ،وكذا أزمات املنظمات األخرى.
اإلهتمام أكثر ابلعالقات العامة والوظائف اإلتصالية اليت تقدمها يف املنظمة وخصوصا يف وقت
األزمات.
التقييم الدوري السرتاتيجيات املنظمة وكذا بيئتها من أجل تفعيل اإلنذار املبكر ابألزمات قبل وقوعها.
.0قائمة املراجع:
.1.0املؤلفات:
-7أمحد إبراهيم امحد ،إدارة األزمات :األسباب و العالج ،دار الفكر العريب( ،القاهرة :دار الفكر العريب،
)2002؛
-2جابر دمحم الطماوي ،العالقات العامة و تطبيقاهتا العملية ،العاملية للنشر والتوزيع( ،القاهرة :العاملية
للنشر والتوزيع)2001 ،؛
-1حسن عماد مكاوي ،اإلعالم ومعاجلة األزمات ،الدار املصرية اللبنانية( ،مصر :الدار املصرية اللبنانية،
)2006؛
-8راسم دمحم مجال وخريت معوض عياد ،إدارة العالقات العامة :املدخل اإلسرتاتيجي ،الدار املصرية
اللبنانية( ،القاهرة :الدار املصرية اللبنانية)2004 ،؛
-1راسم دمحم مجال ومعوض خريت عياد ،إدارة العالقات العامة املدخل اإلسرتاتيجي ،الدار املصرية
اللبنانية( ،القاهرة :الدار املصرية اللبنانية ،ط)2008 ،7؛
-9رضا خالصي ،مروج إدارة األزمات ،دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع( ،اجلزائر :دار هومة للنشر
والطباعة والتوزيع)2079 ،؛
-1رهام علي حامد نوير ،العالقات العامة وإدارة األزمات ،دار الكتاب اجلامعي( ،اإلمارات العربية
املتحدة ،دار الكتاب اجلامعي)2071 ،؛
-4سليم بطرس جلدة ،االسرتاتيجيات احلديثة إلدارة األزمات ،دار الراية للنشر والتوزيع( ،عمان :دار
الراية للنشر والتوزيع)2070 ،؛
-6السيد عليوة ،إدارة األزمات والكوارث :خماطر العوملة واإلرهاب الدويل ،دار األمني للنشر والتوزيع،
(القاهرة :دار األمني للنشر والتوزيع)2002 ،؛
السيد عليوة ،إدارة الوقت واألزمات واإلدارة ابألزمات ،دار األمني للنشر والتوزيع( ،القاهرة: -70
دار األمني للنشر والتوزيع)2001 ،؛
شومان دمحم ،اإلعالم واألزمات مدخل نظري وممارسات عملية ،دار الكتب العلمية للنشر -77
والتوزيع( ،القاهرة ،دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع)2002 ،؛
علي عجوة وكرمي انفريد ،إدارة العالقات العامة بني اإلدارة اإلسرتاتيجية وإدارة األزمات ،عامل -72
الكتب( ،القاهرة ،عامل الكتب)2001 ،؛
عماد حسن مكاوي و عادل عبد الغفار ،اإلعالم واجملتمع يف عامل متغري ،الدار املصرية -71
اللبنانية( ،القاهرة :الدار املصرية اللبنانية)2004 ،؛
عيشوش فريد ،االتصال يف إدارة األزمات ،دار اخللدونية( ،اجلزائر :دار اخللدونية)2077 ،؛ -78
فضيل دليو ،اتصال املؤسسة :إشهار ،عالقات عامة ،عالقات مع الصحافة ،دار الفجر -71
للنشر والتوزيع( ،القاهرة :دار الفجر للنشر و التوزيع)2001 ،؛
كرميان فريد ،تقييم كفاءة اإلتصاالت يف إدارة األزمة –دراسة حالة الشركة العربية لألجهزة -79
اإللكرتونية ،-اجمللة املصرية لبحوث اإلعالم ،العدد7666 ،09؛
دمحم بن أيب بكر الرازي ،خمتار الصحاح ،دار الكتاب العريب ( ،بريوت :دار الكتاب العريب، -71
)7691؛
دمحم عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،دار األمني للنشر والتوزيع( ،اإلسكندرية :مصر، -74
دار األمني للنشر والتوزيع)2009 ،؛
دمحم منري حجاب ،العالقات العامة يف املؤسسات احلديثة ،دار الفجر للنشر و التوزيع، -76
(القاهرة ،دار الفجر للنشر و التوزيع)2001 ،؛
ميلود مراد ،دور اإلعالم اجلزائري يف إدارة األزمات ،دار اهلدى( ،اجلزائر ،دار اهلدى، -20
)2071؛
.2.0املقاالت والرسائل:
-7أمحد فاروق رضوان ،استخدام املوقع اإللكرتوين للمنظمة يف إدارة اتصاالت األزمة –دراسة حالة على
شركة تويوات ،-اجمللة العربية لإلعالم و اإلتصال ،العدد ،04ماي 2072؛
-2امساعيل محاين ،التخطيط اإلسرتاتيجي التصال األزمات يف املنظمات املعاصرة ،جامعة اجلزائر01؛
-1حكيمة جاب هللا ،اسرتاتيجيات اإلتصال يف إدارة األزمات ،مقال ابجمللة اجلزائرية للعلوم اإلجتماعية
واإلنسانية ،اجمللد ،07العدد2076 ،02؛
-8محروش دليلة ،العالقات العامة و إدارة األزمات ،مقال منشور مبجلة الصورة و اإلتصال ،العدد ،4-1
فيفري 2078؛
-1طيلب نسيمة ،اإلتصال الفعال أساس إدارة األزمات يف املؤسسة اإلقتصادية ،مقال مبجلة األكادميية
للدراسات اإلجتماعية و اإلنسانية ،العدد2074 ،76؛
-9فطيمة بوهاين ،دور اإلتصال يف إدارة األزمات –أزمة فيضاانت غرداية أمنوذجا ،-رسالة ماجيستسر،
جامعة اجلزائر ،قسم اإلعالم و اإلتصال( ،اجلزائر :جامعة اجلزائر ،قسم اإلعالم و اإلتصال )2006-2004؛
-1فهد علي صاحل الناجي ،أثر اسرتاتيجيات إدارة األزمات احلديثة على األداء التسويقي –دراسة ميدانية
على الشركات الصناعية الدوائية يف مدينة عمان الكربى ،-رسالة ماجيستري( ،عمان :جامعة الشرق األوسط،
كلية االعمال)2072 ،
-8نصرية بن عمرة ،اإلتصال و تسيري االزمات –مقاربة نسقية ،-أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر ،1قسم
اإلعالم و اإلتصال( ،اجلزائر :جامعة اجلزائر ،1قسم اإلعالم و اإلتصال )2072-2077؛
-9وسام صبحي مصباح إسليم ،مسات إدارة األزمات يف املؤسسات احلكومية الفلسطينية –دراسة ميدانية
على وزارة املالية بغزة ،-مذكرة ماجستري يف إدارة األعمال( ،فلسطني :اجلامعة اإلسالمية)2001 ،؛
-10مانع فاطمة ،النماذج االتصالية للعالقات العامة يف التعامل مع األزمة ،اجمللة اجلزائرية لإلقتصاد
واإلدارة ،العدد ،08أكتوبر 2071؛