Professional Documents
Culture Documents
إدارة الأزمات
إدارة الأزمات
ان االساليب التقليدية إلدارة االزمات هي مجموعة من االساليب التي استخدمتها املنظمات في اغلب دول
العالم (حين كانت تواجه االزمات ) .اساليب ذات طابع خاص ,وهذا الطابع الخاص ينبع من خصوصية
املواقف االزموية التي تتعرض لها هذه املنظمات .وهذه االساليب التقليدية ال تنجح غالبا في تقديم العالج
الفاعل والكامل لالزمة ,بل قد تنجح في املعالجة املؤقتة Tلالزمة ,لكن هذه االزمة قد تخمد ملدة من الزمن
ثم تعود من جديد اكثر شدة واعنف قوة.
وقبل عرض هذه االساليب التقليدية ,فانه البد من االشارة على ان هذه االساليب قد اصبحت غير فاعلة
وغير عملية في كثير من الظروف ,وتكون في كثير من الحاالت االزموية عاجزة عن احداث التأثيرات
املطلوبة في قوة االزمة ,وهناك مجموعة من العوامل التي اصبحت تعيق وتحد من فاعلية استخدام
1
االساليب التقليدية في ادارة االزمات ومن هذه العوامل:
-زيادة دور التشريع والقضاء على املستوى املحلي وعلى املستوى الدولي والعالمي.
-نظرة افراد املنظمات واتجاهات املجتمع نحو استخدام هذه االساليب ,فهذه االساليب صارت تثير
االستهجان واالحتقار Tوالسخط الشديد ,وصار استخدامها او مجرد التلويح باستخدامها هو سبب اساسي
يبرر للمجتمع اتخاذ مواقف سلبية تجاه هذه املنظمة والدعوة الى مقاطعتها ومقاطعة منتجاتها ومقاطعة
على اشكال التعامل والتعاون معها.
السيد عليوة" ،إدارة األزمات في املستشفيات" ،إيتراك للنشر والتوزيع، ،2001 ،ص .03 1
* االساليب املستخدمة في ادارة االزمات:
هذا االسلوب يقوم على االنكار الكامل لالزمة وعدم االعتراف بوجودها ,وتعلق ادارة املنظمة ان االوضاع
في املنظمة على خير ما يرام وغي احسن صورها وال يمكن ان تكون افضل من ذلك ,وتؤكد ادارة املنظمة
على اتها قد حققت انجازات كبيرة ,وهذه االنجازات تعود بمنافع كبير على جميع اصحاب املصالح ,وترى
االدارة ان كل من ينكر هذه االنجازات (التي تدعي االدارة انها تحققت) فأنه خائن وجاحد ومنكر للجميل
1
ويعمل ضد االهداف االستراتيجية ألصحاب املصالح.
هذا االسلوب يطلق عليه ايضا اسلوب تأجيل ظهور االزمة ,ر وهذا االسلوب يركز على التعامل مع االزمة
بدرجة عالية من العنف من اجل القضاء عليها في مراحلها االولى ,وتسعى ادارة املنظمة الى التضييق على
قوى االزمة وإغالق جميع املسارب واملنافذ Tوالطرق التي قد تنفذ من خاللها لتعظيم وتصعيد االزمة ,كما
يدري التركيز على اضعاف قوى االزمة من خالل التخلص من قادتها ,والتخلص من اي قيادات جديدة قد
تبرز ,والقضاء على كل محاوالت التجدد التي تسعى قوى االزمة لتحقيقها.
ان جوهر هذا االسلوب هو التركيز على التقليل من شأن االزمة والتقليل من اهميتها والتقليل من شأن
اسبابها وتأثيراتها ونتائجها وانعكاساتها ,وهذا االسلوب يتطلب ان تعترف ادارة املنظمة بالالزمة اوال
(االعتراف بها كحدث حصل في املنظمة) ,لكن توضح ادارة املنظمة ان هذه االزمة مجرد حدث عابر
وحدث غير مهم ال يؤثر على سير اعمال املنظمة وعلى انشطتها ,ويجري التعامل معه بالوسائل واألدوات
2
املناسبة.
هناك بعض انواع االزمات يتأخر انفجارها وتستمر دوافع وأسباب االزمة بالتصاعد وتنذر بأن انفجار
االزمة سيكون مروعا وقويا جدا عندما تحين ساعة الصفر ,اذ ان تأخر االنفجار يكسبها قوة كبيرة
محمد صالح ،إدارة األزمات والكوارث بين املفهوم النظري والتطبيق العملي ،مكتبة الكتب العربية ،2005 ،ص .43 1
محمود جاد اهللا" ،إدارة األزمات" ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،2010 ،ص .10 2
عندما تحدث وتقع ,ولذلك فان ادارة املنظمة تلجأ الى استخدام اسلوب تنفيس االزمة وفكرة هذا
االسلوب هي ايجاد قضايا فرعية وجزئية تتعلق بأسباب ودوافع االزمة
تلجأ بعض االدارات الى استخدام اسلوب تشكيل لجنة لبحث االزمة ويتم اللجوء الى هذا االسلوب عندما:
1
– 2ضياع الوقت ومرور الزمن دون التوصل الى االسباب الحقيقية لالزمة
رجب عبد الحميد" ،دور القيادة في إتخاذ القرارات خالل األزمات" ،مطبعة اإليمان للطبع والنشر ،2000 ،ص .26 1
يعتمد هذا االسلوب على تقسيم وتجزئة االزمة الى ازمات فرعية ويتم ذلك بعد وقوع الصدام االول مع
قوى االزمة ككل فيجري بعدها السعي الحثيث والسريع للتعامل مع قوى االزمة كمجموعة متفرقة من
القوى ويتم وضع
-2العمل على التفاوض مع هذا الطرف في ضوء االهداف واملصالح االكثر الحاحا" Tواهمية .
يقوم هذا االسلوب على تحقيق عزل كلي اوشبه كلي لقوى االزمة عن جوهر Tاحداث االزمة وعن االطراف
االخرى في املنظمة (التي ليست جزءا" من قوى االزمة)
وهي طرق مناسبة لروح العصر ومتوافقة مع متغيراته واهم هذه الطرق ما يلي:
وهي من اكثر الطرق استخداما في الوقت الحالي ،حيث يتطلب األمر وجود اكثر من خبير ومتخصص في
مجاالت مختلفة حتى يتم حساب كل عامل من العوامل و تحديد التصرف املطلوب مع كل عامل.
وهذه الطرق اما ان تكون مؤقتة او تكون طرق عمل دائمة من الكوادر املتخصصة التي يتم تشكيلها،
وتهيئتها ملواجهة األزمات واوقات الطوارئ.
حيث يتم تحديد مواطن الضعف ومصادر األزمات فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه اذا
حصلت االزمة ،وتستخدم هذه الطريقة غالبا في املنظمات الصناعية عند حدوث ازمة في املواد الخام او
نقص في السيولة.
طريقة املشاركة الديمقراطية للتعامل مع األزمات وهي أكثر الطرق تاثيرا وتستخدم عندما تتعلق األزمة
باألفراد او يكون محورها عنصر بشري ،وتعني هذه الطريقة االفصاح Tعن األزمة وعن خطورتها وكيفية
1
التعامل معها بين الرئيس واملرؤوسين بشكل شفاف وديمقراطي.
)3طريقة االحتواء:
اي محاصرة االزمة في نطاق ضيق ومحدود ومن األمثلة على ذلك األزمات العمالية حيث يتم استخدام
طريقة الحوار والتفاهم مع قيادات تلك األزمات.
وتستخدم عندما تكون األزمة غير واضحة املعالم وعندما يكون هناك تكتل عند مرحلة تكوين االزمة
فيعمد املتعامل مع املوقف ،الى تصعيد األزمة لفك هذا التكتل و تقليل ضغط االزمة
وهي من انجح الطرق املستخدمة حيث يكون لكل ازمة مضمون معين قد يكون سياسيا او اجتماعيا أو
دينيا او اقتصاديا أو ثقافيا Tاو اداريا وغيرها ،ومهمة املدير هي افقاد االزمة لهويتها ومضمونها وبالتاليT
2
فقدان قوة الضغط لدى القوى االزموية ومن طرقها الشائعة هي:
وهي االفضل اذا جانت االزمات شديدة وخطرة وتعتمد هذه الطريقة على دراسة جميع جوانب االزمة،
ملعرفة القوى املشكلة لتحالفات االزمة وتحديد اطار املصالح املتضاربة واملنافع املحتملة ألعضاء هذه
التحالفات ومن ثم ضربها من خالل ايجاد زعامات مفتعلة وايجاد مكاسب لهذه االتجاهات متعارضة Tمع
استمرار التحالفات االزموية ،وهكذا تتحول األزمة الكبرى الى ازمات صغيرة مفتتة.
محمد الصيرفى" ،إدارة األزمات" ،مؤسسة حوس الدولية ،2008 ،ص .48 2
وهي من أصعب الطرق غير التقليدية للتعامل مع األزمات ويطلق عليها طريقة (املواجهة العنيفة) أو
الصدام املباشر وغالبا ما تستخدم في حالة عدم توفر املعلومات وهذا مكمن خطورتها Tوتستخدم في حالة
التيقن من عدم وجود البديل ويتم التعامل مع هذه االزمة على النحو التالي:
وهي تستخدم األسلوب النفسي للتغطية على االزمة كما في حاالت ،فقدان املواد التموينية حيث يراعي
متخذ القرار توفر هذه املواد للسيطرة على األزمة ولو مؤقتا احتواء وتحويل مسار االزمة:
وتستخدم مع األزمات بالغة العنف والتي ال يمكن وقف تصاعدها T،وهنا يتم تحويل االزمة الى مسارات
بديلة ويتم احتواء االزمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها واالعتراف بأسبابها ثم التغلب عليها
ومعالجة افرازاتها ونتائجها T،بالشكل الذي يؤدي الى التقليل من اخطارها
اما اذا كانت االزمة ناتجة عن مسبب خارجي Tفيمكن عندئذ استخدام األساليب التالية:
أ .اسلوب الخيارات الضاغطة :مثل التشدد وعدم االذعان والتهديد املباشر
ب .الخيارات التوفيقية :حيث يقوم أحد األطراف بإبداء الرغبة في تخفيف االزمة ومحاولة ايجاد تسوية
عادلة لألطراف
ج .الخيارات التنسيقية :اي استخدام كال األسلوبين األخيرين ،أي التفاوض مع استخدام القوة ختاما Tفان
ما قدمنا يمكن ان يصلح دليال يسلط الضوء الى حد ما على مفاصل األزمة بخاصة االدارية والسياسية
منها ،األمر الذي يؤدي اذا ما تم التعاطي مع ابرز مفرداته ايجابيا من قبل صناع القرار الى وضع تصور
اولي الحل األزمات التي تواجه الطاقم السياسي بين الحين والحين االخر ،سيما وان سلسلة األزمات في
البالد يبدو انها مرشحة لالتساع من حيث املدى والنوع مع األخذ بنظر االعتبار T،ملفات لم تزل تنتظر
1
الحسم السياسي وأخرى طور التشكل او االستفحال،
نموذج :Fink
هذا النموذج يؤكد على ضرورة االستعداد الكامل لضمان تجنب ومنع األزمة من الوقوع ،واتخاذ إجراءات
وأفعال ذكية تجاه األحداث ذات العالقة باألزمة .ويؤكد هذا النموذج أن على اإلدارة أن تقوم بما يأتي
2
قبل وقوع األزمة:
للتنبؤ باألزمة (وفقا لهذا النموذج) فإن أسلوب Fin kللتنبؤ باألزمة يتضمن أربعة متغيرات أساسية هي:
1زهير نعيم "،دور إدارة املوارد البشرية في إدارة األزمات" ،املؤتمر السنوى الثانى إلدارة األزمات والكوارث ،جامعة عـين شـمس ،1997 ،ص
.16
2محمد الصيرفى ،مرجع سابق ،ص .52
أ -قيمة أثر األزمة (:Crisis Impact Value )CIV
إن التنبؤ باألزمة يتطلب توجيه األسئلة إلى أطراف متعددة ،وهذه األسئلة هي من نوع أسئلة ماذا لو "
،What if Questionsويفضل أن يتضمن هذه األسئلة توقع أسوأ األشياء التي يمكن أن تحدث للمنظمة.
يتم استخدام نسب مئوية تتراوح بين الصفر وال %100للتعبير عن االحتمالية ،أي انه يتم التعبير عن
احتمالية حصول األزمة املفترضة بقيمة احتماليةT.
نموذج :Meyers
إن هذا النموذج ال يختلف كثيرا عن النموذجين السابقين من حيث التركيز على اإلعداد الالزم لألزمة
،Crisis Prepaednessووفقا ملا يرى Meyersفإنه في تعصف بشدة ،ولكن قادة املنظمات في هذه الصناعات
ال يقدرون حجم املخاطر والتهديدات التي تحيط بهم ،وال يتخذون أية إجراءات أو تصرفات ،وال يقومون
1
بالتدابير الالزمة والكافية Tملواجهة هذه األزمة املرتقبة.
يشجع ويحث هذا النموذج على ضرورة إلقاء نظرة شاملة على عموم الصناعة في عملية تقدير وتقييم
وتحليل بيئة األعمال.
إن تدقيق مقدرة األزمة يؤكد على أهمية تشكيل مجموعة مؤهلة من األفراد لتكون كطاقم إلدارة األزمة،
وينبغي تحديد املهام والوجبات واالحتياجات واملؤهالت لكل عضو من أعضاء هذا الفريق.
ويؤكد هذا النموذج على مجموعة من الصفات التي ينبغي توافرها Tفي أعضاء هذا الفريق ( فريق إدارة
األزمة) ،ومن هذه الصفات:
-اإلبداع واالبتكارT.
-املعرفة .Knowledge
-الرؤية الثاقبة والقدرة على رؤية األشياء وفقا لعالقتها الصحيحة وفقا ألهميتها النسبية.
يركز نموذج Murphy Bayleyعلى استخدام منهج علمي وعملي في إدارة أية أزمة ،وهذا املنهاج العلمي
والعملي يتطلب مراعاة مجموعة من الخطوات في التعامل مع األزمة ،وهذه الخطوات هي:
ال تتفق الدراسات والبحوث في حقل إدارة األزمات على عدد محدد من املراحل املرتبطة باألزمة وإدارة
األزمة ،أو تصنيف موحد لهذه املراحل ،وهناك تقسيمات كثيرة ملراحل إدارة األزمة ،ولكن أغلب
الدراسات والبحوث تتفق على ثالث مراحل أساسية إلدارة األزمة ،وهذه املراحل هي: