Professional Documents
Culture Documents
Rehrased Crisis Management
Rehrased Crisis Management
يتسم عالمنا الحالي باألزمات والكيانات الكبرى والص راعات والمصالح المتضاربة .عالم ال مكان فيه لدولة تعرقلها األزمات أو
التجزئة ،وال يحترم االنقسام .إننا نعيش في حضارة تتوسع وتتطور باستمرار ،وتتعمق أسسها ،وتتضاعف مصالحها يوما بعد
يوم ،مما يؤدي إلى يؤدي إلى ظهور أزمات تزداد تنوعا وكثافة.
هناك العديد من األزمات التي تواجه المجتمع إما بصفة دورية أو بصفة عشوائية وبالنظر إلى هذه األزمات نجد إنها ق د تس ببت
في الماض ي في خس ائر وأض رار كث يرة للف رد والمجتم ع س واء من الناحي ة االجتماعي ة أو السياس ية أو االقتص ادية واإلداري ة وال
يخفي على أحد أن تعرض المجتمع لألزمات يهدد بصورة عشوائية ومستمرة في نفس الوقت التنمية س واء في جانبها المادي أو
البشري حيث تسبب األزمات بمختلف أنواعها خسائر في المنشآت والمرافق العامة والممتلكات والثروات البشرية والطبيعية وتقل ل
كل هذه الخسائر في فرص التقدم في مسار التنمية حيث تؤثر بصورة مباش رة أو غير مباش رة على الثروة البش رية للمجتمع وما
تمثله من ركيزة أساسية من ركائز الحركة التنموية.
تولد األزمات تأثي ار نفسيا سلبيا على األف راد فتولد لديه مشاعر عدم االستقرار ،واالرتباك والقلق واتخاذ الق اررات المتسرعة التي
تؤدي إلى تفاقم الوضع .شهدت العقود القليلة الماضية تصاعًد ا في األزمات التي تسببت في خسائر كبيرة وأض رار اقتصادية
جسيمة ،مما أدى إلى تعطيل حياة العديد من المنظمات في جميع أنحاء العالم .ومما ال شك فيه أن هذه األزمات تش كل عوائ ق
كبيرة أمام نمو هذه المنظمات وتقدمها .ولمعالجة هذه األزمات بشكل فعال ،ال بد من دمج إدارة األزمات والمخاطر في خطط
التنمية للدول .إذ أن المعرفة المرئية ووعي صانع الق رار يعد أم ًرا بالغ األهمية لكل من األف راد والمنظمات في عالم اليوم الذي
يتس م ب التغير والتط ور المس تمر ،مم ا جع ل األزم ات ح دثا متوقع ا لجمي ع المنظم ات ،وتتناس ب الق درة على التكي ف م ع ه ذه
التغييرات بشكل مباشر مع قدرة المنظمة على إدارة األزمات والتغلب عليها بتوازن ووعي.
تكمن أهمي ة دراس ة األزم ات في السعي إلى تص نيفها وتش ريحها وتقييمه ا بن اء على احتمالي ة حدوثها ،وشدة خطورته ا ،وم دى
السيطرة االجتماعية عليها .ويتم ذلك من خالل تقديم االستجابة لألزمات المحتملة من خالل فهم المخاطر التي قد تنشأ بسبب
التغيرات الداخلية أو األخطاء البشرية ،مع األخذ في االعتبار أيًض ا استمرار وجود العوامل المسببة لألزمات .وعليه ،ال بد من
االس تعداد لمواجه ة ه ذه األزم ات ووض ع األط ر والمب ادئ التوجيهي ة للتنب ؤ به ا أو التخفي ف من آثاره ا الض ارة إذا ثبت صعوبة
التنبؤ بها.
لق د تم استكش اف مفه وم األزم ة على نط اق واس ع في تعريف ات مختلف ة في األدبي ات األكاديمي ة ،ال س يما فيم ا يتعل ق ب التغيرات
السريعة والمتالحقة في البيئات الداخلية والخارجية التي تعمل فيها المنظمات ،بغض النظر عما إذا ك انت في قطاع اإلنتاج أو
الخدمات .وغالًب ا ما تؤدي هذه التغييرات إلى ظهور أزم ات يجب على المنظمات التعامل معها ببراعة ،بهدف تقليل الع واقب
السلبية واالستفادة من النتائج اإليجابية .وفيما يلي مجموعة من التعريفات المتعلقة بهذه الظاهرة.
من المعترف ب ه على نطاق واسع أن حدوث األزمة هو لحظة محورية ومحددة فيم ا يتعلق بمستقبل الهيئة اإلدارية
التي تتأثر بها .عالوة على ذلك ،فإن التحديات التي تفرضها األزمة يمكن أن تخلق العديد من الصعوبات في اتخاذ
القرار صناع الذين تركوا في حالة من االرتباك الشديد .ونتيجة لذلك فإن أي ق اررات يتم اتخاذها أثناء األزمات غالبا
ما تكون محاطة بهالة من عدم اليقين ،واالفتقار إلى المعرفة الشاملة ،ومزيج من األسباب والت أثيرات .ومن الممكن أن
تؤدي مثل هذه النتائج إلى سلسلة من العواقب تؤدي إلى عدم القدرة على التنبؤ بما يحيط باألزمة ونتائجها النهائية.
األزم ة ،وفق ا لتعري ف ب ديل ،تنط وي على انح راف مف اجئ عن الس لوك المعت اد .فه و ي دل على انهي ار سلس لة من
التفاعالت التي تبلغ ذروتها في ظهور موقف مفاجئ يشكل تهديدا مباش ار للقيم والمصالح األساسية للدولة .وهذا بدوره
يتطلب الحاجة إلى اتخاذ قرار سريع في ظل حالة من عدم اليقين والقيود الزمنية ،لتجنب انفجار محتمل.
في الخطاب األكاديمي ،األزمة هي اضطراب له تأثير ملموس على نظام معين بأكمله ،ويشكل تهدي ًد ا لالفتراضات
األساس ية ال تي يق وم عليه ا النظ ام .وغالب ًا م ا تتس م ه ذه األزم ات بالمفاج أة وع دم الق درة على التنب ؤ ،فض ًال عن ن درة
الوقت والمعلومات ،ويتفاقم ذلك بسبب وجود مخاطر ملموسة وغير ملموسة.
وفقا لتعريف ،mitroffتتضمن األزمة سلسلة من خمس مراحل أساسية .وتشمل هذه المراحل تحديد إشارات التحذير
األولية ،وتنفيذ التدابير التحضيرية لتجنب األزمة ،واحت واء الخطر الذي ينشأ ،وتقليل اآلثار السلبية ،وتعزيز النتائج
اإليجابي ة ،واس تعادة الحي اة الطبيعي ة في نهاي ة المط اف .وعلى ال رغم من أن ق اموس ويبس تر يص ف األزم ة بأنه ا
منعط ف يمث ل نقط ة تح ول مهم ة ،س واء لألفض ل أو لألس وأ ،ف إن مث ل ه ذه المواق ف تش كل تح ديًا لل دول واألف راد
والجماعات والمنظمات من جميع األنواع.
أص بحت إدارة األزم ات جانب ا ب ار از بش كل متزاي د في الحي اة المعاص رة .ويجب على األنظم ة الحاكم ة في ال دول أن تواج ه
التحديات الداخلية والخارجية من أجل التغلب على هذه األزمات بشكل فعال .من تحديد وتقييم التهديدات إلى تنفيذ استراتيجيات
الحل أو التخفيف ،أصبحت اإلدارة الناجحة لألزمات مهمة حاسمة ألولئك الذين يشغلون مناصب السلطة والسلطة.
تعد إدارة األزمات مفهوًم ا متعدد األوجه حظي باهتمام كبير في الخطاب األكاديمي .يشير مصطلح إدارة األزمات إلى عملية
تحدي د وتق ييم وتخفي ف المخ اطر المحتمل ة واآلث ار التخريبي ة لألح داث ال تي يمكن أن تق وض س معة الش ركة أو عملياته ا أو
استقرارها المالي .تتضمن هذه العملية تنفيذ خطط واستراتيجيات الط وارئ التي تهدف إلى تقليل التأثير السلبي لألزمات على
أصحاب المصلحة في الشركة وضمان التعافي الفعال وفي الوقت المناسب .تتطلب اإلدارة الفعالة لألزمات اتباع نهج استباقي
يتض من المراقب ة المس تمرة وتق ييم المخ اطر إو ش راك أص حاب المص لحة .في جوهره ا ،تع د إدارة األزم ات ض رورة اس تراتيجية
للمؤسسات التي تسعى إلى التخفيف من المخاطر المرتبطة باألحداث غير المتوقعة والحفاظ على ميزتها التنافسية.
يرتبط مفهوم إدارة األزمات ارتباًط ا وثيًق ا باإلدارة العامة .إنه مشروع استراتيجي يتضمن بحًث ا شامًال للحصول على المعلومات
التي تمكن اإلدارة من توقع المسارات المحتملة لألزمات .ومن ثم ،أهمية تهيئة بيئة مواتية تفضي إلى معالجة األزمة بفعالية من
خالل تنفي ذ الت دابير الالزم ة لتنظيم األزم ة المتوقع ة والقض اء عليه ا ،أو ب دًال من ذل ك إع ادة توجي ه مس ارها لتحس ين المنظم ة.
ومم ا ال ش ك في ه أن إدارة األزم ات هي فن وعلم في نفس ال وقت .أم ا في التطبيق ات العملي ة فهي تمي ل أك ثر نح و مج ال الفن
العتمادها على مهارات قيادية ال يمكن اكتسابها بالمعرفة وحدها .إذن الهدف من إدارة األزمات هو تغيير الظروف الحالية دون
اللجوء إلى الصراع أو المواجهات العنيفة ،ألن وجود هذه الصرعات يدل على فشل المؤسسة في إدارة األزمة.
وفي العص ر الح ديث ،زادت أهمي ة مج ال إدارة األزم ات بش كل كب ير بس بب العدي د من التغي يرات الجذري ة ،على المس تويات
العالمي ة واإلقليمي ة والوطني ة .حيث ح ددت الموس وعة اإلداري ة ب ان إدارة األزم ات هي فن حماي ة م وارد المنظم ة وممتلكاته ا
وموظفيها وأصحاب المصلحة فيها من المخاطر المختلفة إضافة إلى زيادة دخلها.
إن القدرة على الحفاظ على التوازن وسط الظروف المتغيرة إضافة الى استخدام الم وارد العلمية واإلدارية هي أسس التعامل مع
األزمات بشكل فعال للتخفيف من تأثيرها السلبي واالستفادة من أي فوائد محتملة في جميع المجاالت ،فض ًال عن مع ضمان
الحد األدنى من األضرار التي تلحق بالمنظمة والبيئة والقوى العاملة ،واستئناف العمليات الروتينية .ففي خضم األزمات ،غالًب ا
ما تكون هناك حاجة ملحة لتنفيذ تدابير الطوارئ استجابة لمجموعة من الضغوط والتوترات الداخلية والخارجية .وقد تنطوي هذه
التدابير على معالجة األزمة مباش رة من خالل العمل أو عن طريق تحويل التركيز إلى منحى آخر .إو ثر ذلك ،قد تتراكم آثار
عدم الكفاءة البيروقراطية واإلهمال ،مما يزيد من النتائج السلبية ويفاقم التحديات التي تواجه إدارة األزمة.
مجموع ة من الجه ود االس تعدادية واإلداري ة المتخ ذة من قب ل االدارة لالس تجابة لألض رار الناجم ة عن األزم ة أو الح د -1
منها.
فن إدارة المؤسسة من خالل زيادة الكفاءة والقدرة على اتخاذ الق رار ،س واء على المستوى الجماعي أو الفردي ،للتغلب -2
على عناصر اآللية البيروقراطية المرهقة التي قد ال تكون قادرة على مواجهة األحداث والمتغيرات المستمرة والمفاجئة.
انتشال المنظمات من حالة الركود -3
عملي ة اإلع داد والتق ييم المنهجي للقض ايا الداخلي ة والخارجي ة ال تي ته دد بش كل خط ير س معة الش ركة أو ربحيته ا أو -4
بقاءها في السوق.
القدرة على استخدام المعرفة والتخطيط بشكل فعال وعلمي للحد من األزمات والمخاطر المختلفة. -5
تكرار األزمة :إن تكرار األزمات الواحدة تلو األخرى يعد من أهم أسس تصنيف األزمات ،ورغم أن حدوث األزمات -1
بشكل دوري يمكن رصده وتالفي مقدماته ،إال أنه ال يمكن ألي جهة إدارية سواء كانت فردًا أو مؤسس ة أو دول ة أن
تتجنبها ومن حيث األجهزة الوقائية الموجودة بها فيمكن تقسيمها إلى:
األزمات الدورية المتكررة :هذه األزمات يتوقع حدوثها لكن ال يمكن التنبؤ بدقة بدرجتها وحجمها وحدتها ونطاقه ا.
وتتمثل في األزمات االقتصادية المرتبطة بدورات الشراء والناجمة عن الركود ،أو قد تكون ناجمة عن التع افي من
أزمة االختالل في اإلنتاجية.
ب األزم ات غ ير الدوري ة :ح دوث ه ذه األزم ات يك ون عش وائيًا وال عالق ة ل ه بأس باب دوري ة مث ل ال دورات
االقتصادية ،لذلك يصعب التنبؤ بها .وهي غالب ًا ما تحدث فجأة مثل األزمات الناجمة عن الظروف القاسية أو
الطقس أو التغيرات في الظروف المناخية.
شدة األزمة :ويشير إلى درجة التعرض لألزمات وحجم الخسائر المختلفة الناجمة عنها .يمكن تقسيم األزمات إلى -2
نوعين أساسيين حسب درجة اختراقها وسيطرتها على الجهات المتضررة:
األزم ات الس طحية :أي األزم ات ال تي ال تش كل خط ًار ألنه ا تح دث فج أة وتنتهي بس رعة ،خاص ة إذا تم ح ل
أسبابها ،ألنها ناجمة عن إشاعات كاذبة مثل األزمات التموينية المفتعلة.
األزم ات العميق ة :وهي أخط ر أن واع األزم ات وهي ح ادة ج دًا في طبيعته ا ألنه ا تتعل ق ببني ة الكي ان ال ذي ت ؤثر
عليه األزمة ،فإذا أهملت مواجهتها يمكن أن تدمره.
ت%%أثير األزم%%ة :هي وص ف ع ام لدرج ة النت ائج الناجم ة عن األزم ة ،وبحس ب درج ة وحجم ت أثير األزم ة على أداء -3
الجهة التي تحدث فيها األزمة ،يمكن تقسيم األزمات إلى نوعين أساسيين:
األزمة ذات التأثير المحدود :تشير إلى األزمة التي تنشأ من موقف معين وتحدث عادة دون ترك آثار واضحة
على الجه ة ال تي تح دث فيه ا األزم ة ،فمثًال األزم ة ال تي ال يتم فيه ا توف ير س لعة غذائي ة معين ة ولكن تم توف ير
بدائلها أو استبدالها بالكامل وبيعها في السوق.
األزمة األساسية :يؤثر هذا النوع من األزمات بشكل واضح على بنية الكيان الذي تحدث فيه ،مما ينعكس في
مظ اهره ويس اعد على حرمان ه من االحتياج ات والمتطلب ات األساس ية ال تي ال يس تطيع العيش ب دونها .ل ذلك ،ال
يمكن له ذا الن وع أن يتجاه ل أو يتجاه ل ح دوث األزم ة ،إذ إن اس تمرارها ق د ي ؤدي إلى نت ائج ص عبة وي ؤدي إلى
أزمات أكثر خطورة وضررا ،مثل نقص المياه أو الوقود أو الغذاء.
خطورة األزمة :هناك نوعان أساسيان من شدة األزمات: -4
األزم ة العنيف ة :أي األزم ة ش ديدة الش دة والعن ف ،والس بيل الوحي د للتعام ل م ع مث ل ه ذه األزم ة ه و جعله ا تفق د
زخمها ،وتصنيف عناصرها ،والتعامل معها بشكل منفصل.
األزمة الخفيفة :وهذا النوع من األزمات ،إو ن كان عنيًف ا إلى حد ما في نظر المسؤولين عنها ،إال أنه أقل تأثيًرا
على الرأي العام أو الجمهور المحيط ،ويمكن التعامل معه بشكل فوري وس ريع بمجرد لمس أسبابه وفهمها .ومن
ثم االستجابة بشكل استباقي ،على سبيل المثال ،األزمات الناشئة عن اإلشاعات.
-5محور األزمة:
األزمات المالية حول المحور المادي :مثل أزمة الغذاء...أزمة الفيضانات...أزمة العمالة...أزمة تراجع المبيعات...
وهي جميعه ا أزم ات ت دور ح ول ش يء ملم وس وم ادي ،ويمكن التحق ق من ص حته ودراس ته والتعام ل مع ه باس تخدام
أدوات معالجة متنوعة ،وقياس مدى توافق أدوات المعالجة هذه في إدارة األزمة بنجاح ،وفهم التبعات المادية المرتبطة
بمثل هذه األزمات .التدخل ،مثل خسارة مبلغ كبير من المال.
األزم ة األخالقي ة :تتمح ور ح ول مح اور غ ير موض وعية تتعل ق بذاتي ة المحيطين باألزم ة ،مث ل أزم ة الثق ة أو
المصداقية ،أزمة ال والء واالنتماء...الخ .وكل هذه األزمات تدور حول محور أخالقي شخصي غير م رئي ،ال يمكن
إدراكه أو لمسه بالوسائل المادية ،بل يتحقق من خالل وعيه بالمضمون.
األزمة المزدوجة :يمثل هذا النوع مشاكل دولية ومحلية ،مثل أزمة الرهائن وأزمة اإلرهاب ،ولها جانبان أحدهما مادي
وملموس وهو الواقع المادي الذي تسببه أو تؤدي إليه ،واآلخر هو معنوي ويتجلى في ردود الفعل العنيفة المصاحبة
لألعمال اإلرهابية.
-6مستوى األزمة:
األزمة الشاملة :تؤثر على الوطن والمجتمع بأكمله ،مهما كانت أسبابها أو نتائجها أو متطلبات التعامل معها ،فهي
أزم ة ش املة ت ؤثر على البني ة الوطني ة ،األداء االقتص ادي والسياس ي ،الوض ع األم ني ال داخلي والخ ارجي ،الس يادة
واالستقرار السياسي واالجتماعي ،وهذه األزمات تتطلب جهودًا ضخمة للتعامل معها وتتطلب مساعدة ودعم خارجيين،
وغالبًا ما تحاول الدول أو المنظمات تجنب االنهيار الكامل للت وازن الداخلي المنظمة والتوفيق بين الحاجة أو الرغبة
في حماية المصالح المعرضة للخطر وتجنب تفاقم األزمة دون داع إلى أزمة كاملة.
األزمة المحلية :تمثل األزمة في مشروع أو وحدة إنتاجية أو قطاع معين ال يقتصر تأثيرها على الوحدة نفسها ،بل قد
يمتد إلى مشاريع أخرى مرتبطة بها ،بل وتؤثر على الدولة بأكمله ا إذا لم يتم السيطرة عليها .وتتميز األزمة ب التنوع
والتعدد بحسب الجهات التي قد تحدث فيها ،كما أن تأثير األزمة يختلف أيض ًا ،ويتجلى في عوامل انتشارها وتكاملها
ونشوئها ،وفي هذا النوع من األزمات إذا كانت الجهة اإلدارية المتضررة غير قادرة على االستجابة لألزمة فيجب أن
يحدث التدخل لالستجابة لألزمة واحتوائها.
7أبعاد لألزمة:
ويمكن تقسيم أنواع األزمات األخرى إلى الفئات التالية بناًء على درجة االتصال بالعالم الخارجي:
أزمة عالمية ذات تأثير محلي:غالبًا ما تنجح القوى العظمى في تحويل وقتها إلى البلدان الواقعة في مدارها.
األزم ات المحلي ة ذات الم ؤثرات الخارجي ة :وتتجلى مث ل ه ذه األزم ات عن دما تك ون ال دول النامي ة مترابط ة ،وترابطه ا
وتعاونها يسمح بامتداد أزماتها إلى العالم الخارجي ،مما يدفع القوى الكبرى إلى تحمل مسؤولية هذه األزمات .وتتحمل
الدول الكبرى عبء هذه األزمات وتتركها تدفع ثمنها بنفسها.
األزم ات المحلي ة :وال يتج اوز ت أثير ه ذه األزم ات الح دود الوطني ة ،ب ل يقتص ر على أزم ات ذات نط اق محلي .وهي
قطاع محدود وال يمكن نقلها إلى الخارج ،لذلك يتم التعامل معها فقط داخل الدولة اإلطار الداخلي المحلي
وخالصة القول أن الباحثين يرون أن تنوع أنواع األزمات يتطلب من الفرد الوقت الكافي التخاذ الق اررات المناسبة للحد من
تص اعدها بش كل علمي وموض وعي ،وأن البحث الح الي يتطلب الت دريب على كيفي ة تحلي ل واس تنتاج أس باب ه ذه األزم ة،
دراسة البدائل المختلفة واختيار البديل المناسب للخروج من هذه األزمة.
توج د ع دة وس ائل لمعالج ة األزم ات ،ويختل ف نهج التعام ل معه ا حس ب المواق ف ،والسياس ات ،واإلمكاني ات المتاح ة،
باإلض افة إلى طبيع ة األزم ة نفس هاُ .تع د هن اك ثالث ة أس اليب رئيس ية للتعام ل م ع األزم ات ،وهي :أس لوب التف اوض
اإلكراهي ،أسلوب التفاوض التوفيقي ،وأسلوب التفاوض اإلقناعي.
على ال رغم من أن ه ق د يب دو في الس ياق الظ اهر أن ه ذه األس اليب ال تتراب ط بش كل كب ير وأن ك ل واح دة منه ا تس تخدم في
ظروف محددة لألزمة ،إال أن الحقيقة تكون مختلفة .إن تلك األساليب ُتَع ُّد أدوات للتعامل مع األزمات ،وتستخدم بناًء على
طبيعة الوضع
.1أسلوب التفاوض اإلك راهي (الضاغط) :يستخدم عندما ترغب الدولة في تحقيق مكاسب ضد الطرف اآلخر ،ويشمل
استخدام الضغط اإلك راهي .يجب على الدول ة أن تتخذ احتياط ات لضمان عدم وق وع كارث ة تؤثر في مص الحها .يتم ذلك
بواسطة الضغط الكالمي ،الذي يتمثل في التهديد الواضح (الذي يحدد حدود المصداقية) أو التهديد الناعم الذي ي تيح حري ة
االختي ار ،ولكن يقل ل من المص داقية .الض غط يمكن أن يك ون فعلًي ا من خالل تص عيد الض غط على الخص م ،مث ل ف رض
حصار بحري ،تنفيذ عقوبات اقتصادية ،أو تنفيذ أعمال شبه عسكرية.
.2أسلوب التفاوض التوفيقي :يعتمد على التفاوض كوسيلة أساسية لحل األزمة .يفترض هذا األسلوب استعداد األط راف
للتنازل عن بعض مواقفها في مقابل تنازل الطرف اآلخر عن بعض مطالبهُ .يستخدم هذا األسلوب في حاالت مثل:
-عندما تكون تكلفة تصعيد األزمة أكبر من ما يمكن للدولة تحمله.
-عند حدوث تغيرات في السياق الداخلي والخارجي تجعل تصعيد األزمة غير محبذ.
.3أس لوب التف اوض اإلقن اعي :يعت بر االقتص ار على اس تخدام أس لوب واح د إلدارة األزم ة غ ير فع ال ،حيث ق د ي ؤدي
االعتماد على اإلكراه فقط إلى تعنت الطرف اآلخر وتصعيد األزمة .من ناحية أخرى ،قد يؤدي التفاوض التوفيقي فقط إلى
تن ازالت تض ر بمص الح الدول ة .ل ذا ،يجب على القي ادة أن تجم ع بين األس لوبين بش كل منس ق ،وه و م ا ُيع رف بالتف اوض
اإلقناعي.
عندما تعاني منظمة ما من بعض المشاكل ،يمكنها أن تتوقف وتغتنم فرصتها لمعالجة هذه القضايا ،ولكن عندما يصبح
ير وينط وي على ك وارث ،مث ل الخس ائر في األرواح ،يجب على المنظم ة أن تبحث عن حل ول جدي ة من أج ل
الوض ع خط ًا
مؤشر على وجود مشكلة خطيرة أو خلل في األنظمة اإلدارية،
ًا لمعالجة هذه القضايا ،فإذا كان فشل المديرين في هذا األمر
فيجب على المنظم ة أن تبحث عن جمي ع المق دمات واألس باب ح تى تتمكن من تحدي د حجم الق ادم من النت ائج .إو لى أي
درجة يمكن أن تكون المنظمة عرضة للخطر إذا كانت تفتقر إلى المشاكل أو األزمات بشكل موضوعي.
س وء الفهم :ه و أهم أس باب ظه ور األزم ات ،وعلى ال رغم من خطورته ا ،إال أنه ا س هلة الح ل بمج رد كش ف الحقيق ة. -1
ويجب على متخ ذي الق رار اإلداري أن يتأك دوا أوًال من أن األزم ة ال تي يواجهوه ا ليس ت نتيج ة س وء فهم أو التب اس
بالنسبة لألطراف األخرى المشاركة في األزمة .ويعوق الفهم عادة مصدران ،أولهما الوصف الناقص ،والثاني التسرع
في اتخ اذ الق اررات قب ل معرف ة الحقيق ة فعال .ونتيج ة ل ذلك ،يجب أن يعي متخ ذ الق رار ض رورة جم ع كاف ة المعلوم ات
المتاحة ،وليس أجزاء منها فقط ،وأن يكون لديه الوقت الكافي للنظر في القرار قبل اتخاذه.
اإلدراك :تمثل مرحلة اإلدراك عملية استيعاب المعلومات التي تم الحصول عليها وتقييم األمور المقدمة ،وتعتبر هذه -2
من المراحل األولية للسلوك ،حيث يتشكل السلوك واالستجابات له .إو ذا كان هذا الفهم غير صحيح ومشتق من رؤية
مشتركة ،فسيكون هو السبب في ظهور مشاكل خطيرة للهيئة اإلدارية أو المشروع أو الدولة ناجمة عن عدم المش اركة
في عملية صنع القرار
سوء التقدير والتقييم :يعتبر من أكثر أسباب األزمات شيوعًا ،وتحديدًا في حالة االصطدام العسكري الذي يكون سببه -3
الثقة المفرطة والشعور المستمر بالتفوق ،فضًال عن سوء تقدير قدرات الطرف اآلخر واالستهانة به .ما أدى إلى سوء
تقدير الوضع برمته ،وكانت التوازنات أكثر تفاوت ًا لو تم استغاللها .والطرف اآلخر هو نظيره ،فيحاول حشد م وارده
واالستعداد للصراع الذي يختار وقته األنسب ،وسينتج أزمة مدمرة غالبًا ما يسبقها إكراه عنيف يطيح بالكيان.
اعتماد المنهج العشوائي :هو المنهج الذي يتخذه متخذ القرار بناء على متطلبات الموقف وفلسفته الشخصية دون أي -4
تحضير .يؤدي هذا النمط من القيادة إلى العديد من حوادث العنف التي تهدد الوكالة اإلدارية بأكملها.
الرغب ة في االب تزاز :وتت أتى من س يطرة ص احب الق رار في الجه ة اإلداري ة ،واس تغالل مجموع ة من المخالف ات الخفي ة -5
التي ال يعلم بها موظفوه وال هو ،واستخدامها في الترويج لمزيد من األعمال الضارة .السماح لهذه السلوكيات الجديدة
مصدر ألخطار وابت اززات جديدة تجاهه ودفعه إلى القيام بأفعال في غاية الضرر والخطأ.
ًا بأن تصبح
تع ارض األه داف :وق د يح دث ذل ك بين متخ ذي الق رار ومنف ذي الق رار في جه ة إداري ة ،فيع رض متخ ذ الق رار ومنف ذه -6
الوكالة ألهداف متعارضة لكل طرف ويكون عرضة النهيار أحد الطرفين أو كليهما .تتعارض األهداف بين صانع
القرار والمنفذ صانع القرار .المستفيد أو المستفيدين وتباين وجهات النظر بينهما قد يتسبب في ظهور األزمة.
اليأس :اليأس من أكثر األزمات النفسية والسلوكية التي قد يتعرض لها متخذ الق رار ،رغم أنه يجب أن نفهم أن أصل -7
هذه األزمة هو أزمة اإلحباط واليأس ،فإن متخذ القرار يتعرض ألزمة قلة رغبة العمال في العمل ،مما يزيد من التوتر
لدى متخذي القرار ويقلل من دافعيتهم للقيام بذلك .إن المنظمة التي ينتمي إليها والمنظمات أو اإلدارات داخل المجال
اإلداري تتعرض ألكبر قدر من األزمات عندما يحدث انفصال بين مصالح الموظف ومصلحة المنظمة التي يرتبط
بها .وفي هذه الحالة تنقسم األزمة إلى طرفين:
جانب مفيد وتعزيزي يسمح بالتعبير عن األزمة علنًا وبشكل مباشر
وجانب سلبي يتمثل في حاالت االحتجاج واالضطرابات والنزاعات العمالية والمظاهرات .والعجيب أن هذا أخطر
من الجانب اإليجابي؛ إنه نتيجة العنف والعنف المضاد من الجهة اإلدارية ،ويستغل العمال ذلك الجانب السلبي
لألزمة الرتكاب أعمال الخرق واالختالس .ويكون إج راء التعامل مع هذا النوع من األزمات من خالل استخدام
األس اليب النفس ية ،من خالل عالج االكتئ اب ،ومن خالل نش ر األم ل ،ومن خالل تحوي ل ه ذه الطاق ة إلى ق وة
حيوية.
الشائعات ːكثير من األزمات أصلها الوحيد إشاعة انتشرت بطريقة معينة ،وتم استغاللها وتوسيعها باستخدام مجموعة -8
من المعطي ات الواقعي ة ال تي ح دثت بالفع ل ،ونتيج ة ل ذلك أحيطت األزم ة ببيان ات كاذب ة ومض للة والمعلوم ات ،وتم
إلعالن عنها في وقت محدد وفي مناخ وبيئة إيجابية ،مما أدى إلى انفجار األزمة أو زيادة حدتها على التوالي.
إظهار القوة :الذي يشمل كيانات أكبر من أجل تنظيم الكيانات األصغر أو تقييم وقياس االستجابات لمختلف أج زاء -9
قوته ا م ع ت راكم العوام ل المتع ددة ال تي ت ؤدي إلى األزم ة .ومن أمثل ة ه ذه األزم ات األزم ة النووي ة الكوري ة ،وأزم ة
لوكربي ،واألزمة المالية للشركات التي تقرض المال.
األخطاء البشرية :هي أحد أسباب ظهور األزمات سواء الحالية أو الماضية أو المستقبلية .بل قد تكون جزءا من أصل -10
الكارثة التي تتسبب في ظهور العديد من األزمات التي تظهر القصور في الكيان اإلداري ،فضال عن الشعور باليأس
واإلحباط استجابة لمشاعر الفرد بالغربة وفقدان القدرة على العمل .وتحقيقها وتطويرها.
األزمات المخططة :أو األزمات االختناقية المخططة ،حيث تحاول بعض القوى المتنافسة اتباع مسار العمل المرتبط -11
بالكيان اإلداري ،مما يؤدي إلى التعرف على عمليات التشغيل ،ومراحل اإلنتاج ،ومراحل التوزيع ،وظروف كل منها
المرحلة وكذلك مدى اعتمادها على المرحلة السابقة.
-12تضارب المصالح :حيث يحاول كل طرف متضارب المصالح تضخيم الوضع من أجل تعظيم مكاسبه ،مما يؤدي
إلى اندالع األزمة وعدم القدرة على وقف آثارها.
وي رى الب احث أن ه ليس من الضروري أن تكون األزم ة ناجمة عن سبب أو آخ ر ،فهي غالب ا م ا تكون ناجم ة عن أسباب
متع ددة مجتمع ة وعوام ل متش ابهة .من األس باب الرئيس ية لظه ور أزم ات حقيقي ة في مج ال الط يران الم دني ه و نقص
التخطي ط والتنب ؤ ،أو نقص المعرف ة والمعلوم ات المس بقة ،أو نقص القي ادة ،وكله ا عوام ل مجتمع ة تس اهم في ع دم وج ود
خطط سابقة في حالة حدوث هذه األزمات.
هن اك خمس مراح ل يم ر به ا إدارة األزم ات لتجنب ح دوثها أو لتقلي ل من آثاره ا ،ولتحقي ق الت وازن واس تعادة األم ور إلى
حالتها الطبيعية قبل األزمة .يمكن تلخيص هذه المراحل كما يلي:
األساليب التقليدية في التعامل مع األزمات تتميز بطابع خاص يستمد من خصوصية الموقف الذي يواجهه -1
ص احب الق رار في إدارة األزم ات .يمث ل نهج التعام ل م ع األزم ة ع اماًل رئيس ًيا ي ؤثر في تطور األزم ة أو في
التغلب عليها .ويتعين على المتخذين للق اررات أن يكونوا على دراية بهذه األساليب ،وتفصيلها كما يلي: