Professional Documents
Culture Documents
ادارة الازمات
ادارة الازمات
إدارة األزمـــات
يتضمن هذا الفصل ما يلى :
تمهيد •
مفاهيم إدارة األزمات •
أنواع األزمات •
مراحل األزمة •
اآلثار المترتبة على حدوث األزمة •
مبادئ إدارة األزـمات •
مراحل إدارة األزمة •
العوامل التى يجب مراعاتها عند حدوث األزمة •
لألزمات يمكنهـا التعامـل مـع المواقـف األزمويـة المتباينـة
ومواجهتهـا قبـل وأثناء وبعـد حدوث األزمـة بحيـث يكون
من بين أهدافها :
تأميــن المعدات واألدوات والممتلكات بمــا يســاعد علــى •
تجنب وقوع األزمة.
تقليل فرص توقف اإلنتاج. •
تقليـل اآلثار السـلبية لدى الرأـي العام ,وتحسـين الصـورة •
الذهنية للمنظمة أمام عمالئها.
تقليل مشاكل انخفاض الروح المعنوية للعاملين. •
تقليــل الخســائر واإلســراع فــي العودة للوضــع الطــبيعي •
لألعمال.
االسـتفادة مـن األخطاء واسـتخالص الدروس المسـتفاده مـن •
وتعتــبر المنظمات صــغيرة الحجــم أكثــر عرضــة للمخاطــر الناتجــة مــن
األزمات مـن غيرهـا مـن المنظمات كـبيرة الحجـم لمـا تملكـه األخيرة مـن
أسـلحة اسـتراتيجية تمكنهـا مـن مقاومـة التحديات التـي تهدد بقاءهـا ،حيـث
تمتلـك تمويـل أكـبر ،وأسـواق أوسـع ،وتنوع فـي األنشطـة ،وقدرة أكـبر
علــى اســتغالل الفرص الســوقية عالوة علــى وجود جهات دعــم وتأييــد
تسـاعدها علـى تغطيـة قدر مـن خسـائرها .وهـو األمـر الذي يفرض علـى
المنظمات الصـغيرة ضرورة وجود إدارة علميـة لألزمات التـي يحتمـل أـن
تتعرض لها.
ونظراً ألـــن البيئـــة المصـــرية تعانـــي مـــن وجود عوامـــل عديدة مولدة
لألزمات ســواء كانــت تلــك العوامــل تتعلــق بالبيئــة الداخليــة لمنظمات
األعمال والتـي تندرج تحتهـا األخطاء التكنولوجيـة والتـي قـد تنتـج مـن عدم
اختيار التكنولوجيــا المناســبة ،وعدم صــيانة المعدات وســوء التصــميم ،
واألخطاء التنظيميـة مثـل عدم مالءمـة الهيكـل التنظيمـي ،وعالقات العمـل
غيـر المناسـبة وعدم توافـر نظـم فعالـة لالتصـاالت والمعلومات ،عالوة
علـى األخطاء البشريـة الناتجـة عـن اإلهمال والتسـيب ونقـصـ المهارات
أمـا العوامـل الخارجيـة المولدة لألزمات فـي البيئـة المصـرية فمنهـا التغيرات فـي
التشريعات والقوانيـــن ،وعدم اســـتقرار الظروف الســـياسية واالقتصـــادية ،
والتكدس السـكاني مـع قصـور البنيـة التحتيـة ممـا يترتـب عليـه كثرة الحوادث،
األمـر الذي يفرض علـى المنظمات العاملـة فـي هذه البيئـة أـن تكون فـي حالـة
اسـتعداد دائـم لمواجهـة األزمات المحتملـة وتجنـب وقوعهـا مـن األسـاس بتوفيـر
مقومات كفاءـة إدارة األزمـة التـي تتطلـب وجود فريـق أـو إدارة مسـتقلة للتعامـل
مـع األزمات بكـل منظمـة مزودة بكافـة اإلمكانيات الماليـة والماديـة والبشريـة
التـي تسـاعدها علـى القيام بمهامهـا ،كذلـك التزود بالقدرة علـى كشـف اإلشارات
التـي تنذر بوجود أزمات ،عالوة علـى توافـر اسـتراتيجيات للتعامـل مـع األنواع
المختلفــة لألزمات مــن هيكــل تنظيمــي مناســب وخطــط لمواجهــة األزمات ،
وتدريـب للعامليـن بهـا وقدرة علـى االسـتفادة مـن الخـبرات السـابقة واسـتخالص
الدروس منهـا واسـتثمارها فـي تحويـل مـا يترتـب علـى األزمات إلـى فرصـة
إلطالق القدرات اإلبداعيــة وإعادة صــياغة الظروف ،وإيجاد الحلول البناءــه
وخلـق المناخ المحفـز للطاقات والجهود ،وبالتالـي اتخاذهـا نقطـة انطالق نحـو
اإلصـالح والتطويـر الشامـل بالخروج مـن النمـط اإلداري القائـم علـى االسـتسالم
ورد الفعل إلى نمط المبادرة واالستعداد الدائم.
التعرـيف بالمفهوم والنشأة التاريخية :
نشــأ اصــطالح إدارة األزمات ( )CRISIS MANAGEMENTفــي
األصــل فــي اإلدارة العامــة وذلــك لإلشارة إلــى دور الدولــة فــي مواجهــة
الكوارث العامـــة المفاجئـــة وظروف الطوارئ مثـــل الزالزل والفيضانات
واألوبئة والحرائق والغازات الجوية والحروب الشاملة.
إدارة األزمة هي علم وفن :
ولهذه الثنائيـة أهميتهـا المحوريـة ،مـن حيـث أنهـا تجمـع بيـن الموضوعيـة
والذاتيـة فـي إدارة األزمـة ،ففـي جانـب الموضوعيـة – أـي العلـم – علينـا أـن
نبذل الجهـد السـتكشاف النظريات والقوانيـن التـي تحكـم عمليـة إدارة األزمـة ،
وتنظيـم مـا نصـل إليـه مـن المعلومات فـي بناء منطقـي ،فيـه المقدمات تؤدي
إلـى النتائـج ومـن ثـم يسـهل عمـل الدورات التدريبيـة الفعالـة فـي هذا المجال.
وفـي جانـب الذاتيـة – أـي الفـن – علينـا أـن نبدل الجهـد السـتكشاف األفراد
الذيــن يتميزون بشخصــيات قادرة علــى إدارة األزمات بكفاءــة ،وذلــك مــن
خالل ما يمتلكونه من خبرات ثرية وخصائص نفسية وقدرات عقلية.
ونؤكـد هنـا ،إذا شئنـا تنميـة قدراتنـا علـى إدارة األزمات ،واسـتثمار
جهودنـا البحثيـة فـي اسـتكشاف علومهـا وفنونهـا ،علـى أـن نلتزم –
ومرة أخيرة بثنائيـة يتبعهـا أخصـائيو التدريـب ،تلـك هـي "اسـتعداد ثـم
إعداد" – بمعنـى أنـه البـد مـن توفـر االسـتعدادات العقليـة والشخصـية
المناســبة لدى الفرد حتــى يتلقــى بفاعليــة اإلعداد المالئــم والتدريــب
المستهدف.
مفهـــوم األزمــــــة :
تعددت التعريفات التــي تناولــت مفهوم األزـمــة ،ويرجــع ذلــك إلــى
وجهات النظرـ المتباينة تجاه هذا المفهوم.
فهناك مـن يعرف األزمـة بأنهـا (موقـف إعاقـي ومشكلـة صـعبة غالبا ً
غير مألوفة ومفاجئة ،وتؤدي إلى حالة عدم التوازن).
وأخـر يعرف األزمـة بأنهـا موقـف يهدد األهداف التـي تمثـل أولويـة
بالغـة بالنسـبة لمتخـذ القرـار ،ويقيـد الوقـت المتاح للتصـرف واتخاذ
القرار ،ويفاجئ متخذ القرار في وقوعه.
وهناك مـن يعرف األزمـة بأنهـا :حدث مفاجـئ غيـر متوقـع لـه نتائـج سـلبية حيـث
يرتبــط بــه حدوث خســائر فــي الموارد البشريــة واألموال والموارد والثروات
الخاصــة بالنظام موضوع األزمة .وهذا الحدث تتالحــق فيــه األحداث بســرعة
كــبيرة ،وتكون هناك درجــة مــن المجهول تشوب تطورات مــا قــد يحدث فيــه
مسـتقبالً ،وتجعـل متخـذ القرار فـي حيرة مـن أـي قرار يتخذه ،وتتفاقـم األزمـة فـي
حالـة أـن تكون المعلومات الدقيقـة غيـر متاحـة لألطراف المتورطـة فيهـا ،وتزيـد
ضغـط الوقـت علـى المشاركيـن فيهـا ،وبالرغـم مـن أـن النتائـج المترتبـة علـى
األزمـة تكون فـي معظمهـا سـلبية إال أنهـا ال شـك تنطوي فـي طياتهـا علـى آثار
إيجابية.
ومـن أكثـر التعريفات شيوعا ً عـن األزمـة أنهـا عبارة عـن خلـل يؤثـر تأثيراً ماديا ً
علــى النظام كلــه ،كمــا أنــه يهدد االفتراضات الرئيســية التــي يقوم عليهــا هذا
النظام.
ويرى الباحـث أـن األزمـة عبارة عـن موقـف ضاغـط بفعـل مؤثرات بيئيـة (داخليـة
أـو خارجيـة) ينشـأ ويتطور بسـرعة كـبيرة ويحتاج إلـى التدخـل السـريع المنظـم
العديــد مــن المفاهيــم ذات االرتباط القوي بــه ،وفــي هذا الصــدد
يمكــن القول بوجود تداخــل قوي بيــن مفهوم األزمــة مــن ناحيــة
والمفاهيم التالية من ناحية أخرى مثل :
المشكلـة :حيـث تعتـبر باعـث رئيسـي بسـبب حالـة مـن الحاالت غيـر
المرغوب فيهـا أنهـا تحتاج إلـى جهـد كـبير ومنظـم بصـدد التعامـل
معها.
الصـــراع :إـــذ يعـــبر عـــن تصـــارع إرـادتيـــن وتضاد مصـــالحهما
وتعارضهمـا ..وغالبا ً مـا يكون الصـراع معروف أبعاده وأطرافـه
واتجاهاته.
الكارـثـة :ويقصـد بهـا التغييـر المفاجـئ ذات األثـر الحاد أـو التدميري ،
ممـا ينتـج عنـه تغيرـات ونتائـج تتعلـق بعمليـة التوازن ...والكارـثـة
فـي مجملهـا تعـد سـببا ً لألزمـة ...وتشكـل فـي مجملهـا عوامـل باعثـة
الخصائص األساسية لألزـمة :
هناك عدة خصائص أساسية لألزمة يتمثل أهمها فيما يلي :
• أن األزمة تمثل نقطة تحول أساسية في أحداث متتابعة وسرـيعة.
• أـن األزمـة تسـبب فـي بدايتهـا درجـة عاليـة مـن التوتـر ممـا يضعـف
إمكانات الفعل السريع لمجابهتها.
• إـــن مواجهـــة األزـمـــة يســـتوجب خرـوجا ً عـــن األنماط التنظيميـــة
المعروفـــة ،وابتكار نظـــم ونشاطات جديدة تمكـــن مـــن اســـتيعاب
الظروف الجديدة المترتبة على التغيرات الفجائية.
• إـن مواجهـة األزمـة يتطلـب درجـة عاليـة مـن التحكـم فـي الطاقات
واإلمكانات وحسـن توظيفهـا فـي إطارـ تنظيمـي يتسـم بدرجـة عاليـة
مـن االتصـاالت الفعالـة التـي تؤمـن التنسـيق الموحـد بيـن األطرـافـ
ذات العالقة باألزمة.
تصنيف األزمات :
يمكـن تصـنيفـ األزمات وفقا ً ألمور عديـد إال أـن ذلـك ال يعنـي أـن كالً
منهـا أزمـة مسـتقلة عـن األخرى حيـث تتداخـل هذه األنواع فيمـا بينها.
ومن أهمها ما يلي :
-1األزـمات من حيث تكرارـ حدوثها :
أ -أزمات دوريـة :وهـي التـي تأخـذ الطابـع الدوري المتكرر كاألزمات
االقتصـادية ويرتبـط هذا النوع مـن األزمات فـي أسـباب حدوثـه وفـي
حجــم اتســاعه وتأثيرـه وطرق عالجــه بطبيعــة النظام االقتصــادي
واالجتماعي في الدولة التي حدثت بها األزمة.
ب -أزمات غيـر دوريـة :وهـي األزمات عشوائيـة الحدوث ،وال ترـتبـط
فـي حدوثهـا بأســباب دوريــة متكررة ،ومـن ثـم ال يســهل توقعهـا ،
كاآلزمات الناجمــة عــن ســوء األحوال الجويــة أــو تغيــر الظروف
المناخية كالسيول والفيضانات.
وعلـى الرغـم مـن أـن هذه األزمات تكون شديدة التأثيـر ،إال أنهـا يمكـن
-2األزمات وفقا ً لعمق أسباب حدوثها :
أ -أزمــة ســطحية :وهــي أزمات ال تشكــل خطورة شديدة ،وتحدث
طفرة بشكـل فجائـي وتنتهـي بسـرعة بالتعامـل مـع أسـبابها ،أـي أنهـا
أزمــة بدون جذور كاألزمات التــي تحدث نتيجــة إشاعــة كاذبــة
كاألزمات التموينية المفتعلة.
ب -أزمات عميقـــــة (شديدة الخطورة) :وتكون ذات طبيعــــة شديدة
الرتباطهــا ببنيان الكيان الذي حدثــت بــه األزـمــة حيــث يتأثــر بهــا
بشدة كأزمة اإلرهاب.
ويوضح الشكل التالي هذا النمط من األزمات :
شدة الخطورة
م
الشدة
مرتـفع ( )2 ( )1
ة
منـــخف ( )3 ( )4
ضة
ويقصـد بشدة الخطورة (حجـم الموارد التـي تتعرـض للخطـر ويتوقـف
عليهـا اسـتقرار المنظمـة) فكلمـا زاد حجـم الموارد المعرضـة للخطـرـ
بسـبب األزمـة كلمـا زادت شدة خطورتهـا والعكـس صـحيح ،أمـا درجـة
التحكـم فيقصـد بهـا ) قدرة اإلدارة علـى التأثيـر فـي نتيجـة األزمـة) ،
وكلمـا زادت هذه القدرة كلمات كانـت درجـة التحكـم مرتفعـة والعكـس
صـحيح .وممـا ال شـك فيـه فإنـه وفقا ً للمصـفوفة السـابقة فإـن األزـمات
التــي تقــع فــي المربــع ( )1هــي أســوأ األزمات ألنهــا شديدة الخطورة
وفـي نفـس الوقـت صـعب التحكـم فيها .ومـن الجديـرـ بالذكـرـ أنـه كلمـا
كانـت أسـباب األزمـة خارجيـة بغـض النظـر عـن كونهـا أسـباب طبيعيـة
أـم اجتماعيـة (بشريـة) كلمـا كان مـن الصـعب التحكـم فـي نتائجهـا عكـس
الحال إذا كانت أسبابها داخلية.
-3األزمات من حيث نطاق تأثيرها :
أ -أزمات محددة النطاق :وهــي األزمات وليدة الظروف والتــي تحدث
عادة دون أـن تترك بصـمات واضحـة علـى الكيان الذي حدثـت فيـه
ألنهـا تؤثـر فقـط علـى جزء محدود كأزمـة عدم توفـر سـلعة تموينيـة
غير ضرورية.
ب -أزمات ذات تأثيـر واسـع النطاق :وهـي األزمات التـي تؤثـر جوهريا ً
علــى الكيان الذي حدثــت فيــه كأزمات المياه أــو عدم توفــر ســلع
تموينية أساسية كالخبز.
-4األزمات من حيث درجة شدتها :
أ -أزمات خفيفـة التأثيـر :ويكون لمثـل هذه األزمات تأثيـر خفيـف علـى
الرأـي العام ويسـهل معالجتهـا بشكـل سـريع بمجرد معرفـة أسـبابها
كاألزمات الناتجة عن اإلشاعات.
ب -أزمات عنيفـــة التأثيـــر :وهـــي األزمات بالغـــة الشدة ،وال يمكـــن
التصــدي لمثــل هذه األزمات إال بإفقادهــا قوة الدفــع الخاصــة بهــا
وتصـنيف عناصـرها ومعالجـة كافـة أجزائهـا ،كاألزمات العماليـة
-5األزمات من حيث مستوى حدوثها :
أ -أزمات عالميــة :وهــي التــي تصــيب معظــم أنحاء العالــم كأزمــة تلوث
البيئة وأزمة تشرب اإلشعاع والحروب العالمية.
ب -أزمات علــى مســتوى عدة دول :وهــي التــي تصــيب إحدى الدول
ويمكـن عـن طريـق التبعيـة أـن تنتقـل إلـى غيرهـا ،كحدوث أزمـة فـي
القمـح األمريكـي إـذ أـن تأثيرهـا ال يقتصـر علـى الواليات المتحدة فقـط بـل
ســيكون ذو تأثيــر أشــد علــى الدول التــي تعتمــد علــى اســتيراد القمــح
األمريكي لتوفير غذائها.
ج -أزمات الدول الناميـة :وهـي التـي تنتـج عـن كثيـر مـن األمراض والفقـر
الذي تعانيـه دول العالـم الثالـث نتيجـة للتخلـف الذي تعانيـه بعـض الدول
كأزمات التعليم والغذاء والصحة.
د -أزمات قوميــة :وهــي التــي تصــيب مجتمعا ً بعينــه ،وهــي عامــة فــي
أسـباب حدوثهـا أـو نتائجهـا كاألزمات االقتصـادية أـو االجتماعيـة أـو
األمنيـة أـو غيرهـا ،ويحتاج هذا النوع مـن األزمات إلـى تكاتـف الجهود
هــ -أزمات إقليميـة أـو قطاعيـة :وهـي التـي تحدث علـى مسـتوى إقليـم
معيـن فـي إحدى الدول كأزمـة السـيول فـي سـيناء أـو تحدث علـى
مستوى قطاع معين كقطاع الزـراعة أو السياحة.
و -أزمات علـى مسـتوى المنظمات :وهـي التـي تحدث علـى مسـتوى
المشروعات أـو الوحدات اإلنتاجيـة ويقتصـر تأثيرـهـا إلـى حـد معيـن
علـى تلـك المنظمات ،ولكنهـا مـع زيادة قوتهـا وتأثيرهـا يمكـن أـن
تمتـد إلـى منظمات أـو قطاعات أخرى بـل يمكـن أـن يتحول تأثيرهـا
إلـى أزمـة قوميـة إذا مـا تفاقمـت دون مواجهـة أـو عالج كأزمـة بعـض
العامليـن فـي إحدى المنظمات يمكـن أـن يسـتفحل أمرـه ويتحول إلـى
حالــة عامــة قــد تؤدي إلــى حدوث إضراب عام للعامليــن فــي هذه
الفئة.
ز -أزمات أسـرـية :وهــي التــي تحدث علــى مســتوى أســرة مــا كوفاة
عائلها.
ح -أزمات فرديـة :وهـي التـي تصـيب فرداً مـا بعينـه ماديا ً أـو معنويا ً
أهم األسباب الرـئيسية لحدوث األزمات :
هناك مجموعـة كـبيرة مـن العوامـل التـي يمكـن أـن تشكـل سـببا ً لحدوث األزمـة،
ومن أهم هذه العوامل ما يلي :
• ضعـف اإلمكانات الماديـة والبشريـة للتعامـل مـع بعـضـ األحداث حيـث
يؤدي ذلـك إلـى تردي األوضاع وتعاظـم الخسـائر المترتبـة علـى حدوث
األزمـة بمـا قـد يحدث أزمات أخرى تابعـة كان مـن الممكـن تالفيهـا فـي
حالة توفر اإلمكانات والموارد مع حسن استخدامها.
• أسـباب خارجـة عـن إرادة اإلنسـان كاألزمات التـي تترتـب علـى الكوارث
الطبيعية كالزالزل واألعاصير والبراكين.
• إهمال اإلنذارات التـي تسـبق وقوع األزمـة ،مـع عدم الجديـة وسـوء تقديـر
الموقـف بالنسـبة لتلـك اإلنذارات واإلشارات ،ويرجـع ذلـك فـي كثيـر مـن
الحاالت إلـى قلـة الخـبرة فـي التعامـل الخاص بالجوانـب الوقائيـة كأزمـة
اإلرهاب.
• سـوء الفهـم الذي ينشـأ نتيجـة للمعلومات غيـر الكافيـة والتسـرع فـي إصـدار
القرارات والحكم على األمور قبل تبين حقيقتها.
اإلشاعات التـي تكون سـببا ً هاما ً فـي حدوث األزـمات ،حيـث تحاط
اإلشاعـة بهالـة مـن الـبيانات والمعلومات المضللـة ،ويتـم إعالنهـا فـي
توقيـت معيـن ،وفـي ظـل مناخ يتـم إعداده بشكـل معيـن ،ومـن خالل
اسـتغالل حدث معيـن تحدث األزـمـة ،كاألزمات التموينيـة المفتعلـة أـو
األزمات العماليـة عنـد حدوث إشاعـة بتخفيـض الحوافـزـ أـو االسـتغناء
عن عدد من العمال.
األخطاء البشرـيــة ،حيــث تنتــج بعــض األزمات كنتيجــة إلهمال
البش ـرـ ،كإنفجار مكوك الفضاء األمرـيكــي (تشالنج ـرـ) ،ومــا أحدثتــه
األزمـة المرتبطـة بـه مـن صـدمة فـي كيان المجتمـع األمريكـي ،والذي
تسـبب فيـه خطـأ بشرـي نتيجـة التقاعـس فـي أداء بعـض العامليـن عـن
القيام بمهامهم اإلشرافية والفنية.
ال شـك أـن األزمـة تحدث قوة ضغـط كـبيرة ،وتسـعى إدارة المنظمـة التـي
حدثـت بهـا األزمـة إلـى محاولـة االسـتجابة السـريعة لمواجهـة آثارهـا التـي
تؤدي إلـى فقـد اإلدارة لقدرتهـا علـى اتخاذ قرارات سـليمة ،وتتمثـل أهـم
تلك اآلثار فيما يلي:
• شلــل اســترـاتيجية اإلدارـة وخططهــا الموضوعــة للتعامــل فــي ظــل
الظروف العادية ،أو فقدانها لمعناها تأثراً بحجم األزمة وتأثيرـها.
• قـد تؤدي كثرة المعلومات المتدفقـة بعـد حدوث األزمـة إلـى عدم قدرة
اإلدارة علـــى اتخاذ قرـارات صـــحيحة وحاســـمة ،إـــذ أـــن كثرـة
المعلومات عــن الحدث المطلوب يتســبب فــي حدوث ذات التأثيــر
السـلبي المتوقـف علـى قلـة المعلومات وعدم كفايتهـا التخاذ القرار
السليم في الوقت السليم.
• مــا تواجهــه اإلدارة فــي المنظمــة مــن توتــر واضطراب وانتشار
للشائعات ممــا يشكــل مزيداً مــن الضغــط وقــد يؤدي إلــى تضارـب
وتمر األزـمة اإلدارية بأربعة مراحل هامة :
-1المرحلة التحذيرية :
وهـي تسـمى فـي دراسـات أخرى بمرـحلـة مـا قبـل األزـمـة ..وتكمـن
أهميـة هذه المرحلـة فـي قدرة علـى القيادة اسـتشراف واسـتكشاف كـل
االحتماالت والمتغيرات ،التـي قـد ينجـم عـن وقوعهـا أزمـة مـا ..ومـن
ثم بحث السبل واآلليات المناسبة لمواجهة تلك األزمات المحتملة.
-2مرحلة نشوء األزمة :
فـي المرحلـة السـابقة ،إذا مـا فشـل صـانع القرار فـي توقـع حدوث
أزمـة فإـن متغيرات هذه المرـحلـة سـرعان مـا تنمـو وتتسـع ويتعاظـم
خطرـهـا ..إـن كفاءـة صـانع القرار فـي هذه المرحلـة تتجلـى فـي القدرة
علـى مواجهـة األزمـة فـي هذه المرحلـة والفاعليـة فـي إتخاذ التدابيـر
الالزـمة إزاءها ...وهذا بدوره يتوقفـ على عدة عوامل رئيسية :
حجم المعلومات المتوافرة.
القدرة علـى تحديـد األولويات ،ومـن ثـم الكفاءـة فـي مجابهـة اآلثار
المختلفـــة الناشئـــة عـــن األزمـــة وخلـــق جدول أولويات يتســـم بالدقـــة
والفاعلية.
القدرة على االختيار الدقيق بين البدائل المتاحة.
-3مرحلة انفجار األزمة :
تبدو هذه المرحلـة عندمـا تخفـض صـانع القرارـ أـو القيادة اإلداريـة فـي
التعامـل مـع العوامـل التـي حركـت األزمـة أـو لـم يسـتطع السـيطرة علـى
متغيراتهـا المتسـرعة ،بحيـث تصـل إلـى هذه الدرـجـة مـن االسـتشراء ،
ولذلـك مـن األهميـة بمكان أـن يؤخـذ فـي الحسـبان أهميـة عنصـرـ إدراك
المعلومات المتاحــة عــن األزمــة وطبيعتهــا مــن ناحيــة ،والتحكــم فــي
عوامـل تكويـن األزمـة مـن ناحيـة أخرى ،ترـى بعـض الدراسـات أهميـة
توافــر العناصــر اآلتيــة بالمؤســسات والمنظمات بصــدد التعامــل مــع
القدرة علـى تحقيـق التكامـل بـبين األنشطـة المختلفـة التـي •
تستوجبها طبيعة األزمة.
القدرة علــــى خلــــق مناخ إداري يقوم علــــى التفاهــــم •
والمشاركة بين كافة مستويات النظام.
القدرة علـى بناء وتنميـة شبكـة اتصـاالت فعالـة تكفـل توافـر •
كل البيانات.
القدرة علــى التنبــؤ بالمســتقبل وتحقيــق اإلدراك الكامــل •
لطبيعة األزمة وخطورتها.
القدرة علـى تنميـة العالقات التبادليـة والتكامليـة مـع البيئـة •
الخارجة.
-4مرحلة انحسار األزمة :
تبدأ فـي هذه المرحلـة تالشـي العوامـل المسـببة لألزمـة ،بحيـث تعود
المنظمات أــو المؤســسات إلــى مرـحلــة التوازـن الطــبيعي قبــل حدوث
األزمــة ،وتتميــز هذه المرحلــة بتوافــر درجات عاليــة مــن الكفاءــة
والرشاد والخطـــط بصـــدد التعامـــل مـــع األزمات وصـــوالً لمرحلـــة
التوازن ...وعالوة علـى ذلـك فهـي بمثابـة مرـحلـة تقويميـة للتعامـل مـع
العوامل المستحدثة التي قد تفجر حدوث أزمات مستقبالً.
إدارة األزمـــــات :
إدارة األزمات هــي عبارة عــن أســلوب إداري يطبــق فــي حالــة
حدوث األزـمات وذلـك مـن خالل مواجهـة األزمـة بشكـل إيجابـي سـريع
وبأقل قدر من الخسائر الممكنة.
ويمكـن القول بأـن هناك أربعـة مواقـف يمكـن إلدارة المنظمـة التـي
تتعرض لحدوث أزمة بها أن تسلكها وهي :
وبالتالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
تتفاقم الخسائرـ الناتجة عن األزـمة.
• أــن تبذل اإلدارة جهدهــا فــي مواجهــة األزمــة ،ولكــن ضعــف
القدرات وقصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورـ
إمكانات المنظمــة يؤدي إلــى تفاقــم األزمــة وحدوث المزيــد مــن
الخسائر.
• أـن تبذل إدارة المنظمـة جهدهـا فـي مواجهـة األزـمـة بشكـل إيجابـي
وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريع
وبأقل قدر ممكن من الخسائرـ.
ويتمثـل الهدف الرئيسـي إلدارة األزمـة فـي تحقيـق درجـة اسـتجابة
سـرـيعة وفعالـة لظرـوف المتغيرات المتسـارعة لألزمـة ،وذلـك بهدف
تجنـب أخطارهـا مـن خالل إزـالـة مسـبباتها ،أـو إعداد التدابيـر الالزمـة
للحـد مـن آثارـ األزمات المتنبـأ بحدوثهـا والعمـل علـى إعادة التوازن
إلـى حالتـه الطبيعيـة قبـل حدوث األزمـة أـو إلـى أفضـل ممـا كانـت
هناك عدة مبادئ ومقومات أســاسية تؤثــر علــى كفاءــة وفعاليــة
إدارة المنظمـة لألزمات التـي قـد تواجههـا ،ومـن أهـم هذه المبادئ
والمقومات األساسية ما يلي:
توفر أنظمة مالئمة لإلنذارـ المبكر والتنبؤ باألزـمات. •
وضـع السـياسات والخطـط وتصـميم النظـم التـي تمكـن المنظمـة مـن •
درء أخطار األزمــة أــو التخفي ـفـ مــن حدة آثارهــا ،أــو االســتعداد
لمواجهتها عند حدوثها.
تكويـن فريـق عمـل لمواجهـة األزمـة مـن أفراد مؤهليـن ومدربيـن فـي •
هذا المجال.
تنظيـم القوى وتحقيـق التكامـل بيـن النشاطات المختلفـة واالسـتفادة مـن •
تحقيـق التعاون بيـن كافة الخبرات المتاحة بالمنظمـة لمواجهـة األزمـة
وإداراتها بأسلوب فعال.
ضبـط النفـس والسـيطرة علـى الذات فـي مواجهـة األزمـة ومواجهـة مـا •
قـد تفرزـه األزمـة مـن ضغوط ،والعمـل علـى رفـع معنويات كافـة
تنسـيق الجهود مـع كافـة المنظمات األخرى لدرء خطـر انتشار آثارـ •
األزمة أو تفاقهمها.
توفيـر نظام معلومات إلدارـة األزمـة يعمـل علـى دعـم كفاءـة اتخاذ •
القرارات لمواجهتها.
توفيـر الموارد الالزمـة التـي تحتاجهـا عمليـة مواجهـة إدارـة األزمة. •
العمــل علــى اســتعادة النشاط فــي المنظمــة بصــورـة طبيعيــة بعــد •
حدوث األزمة.
االســتفادة مــن تحليــل األزمات الســابقة لالســتفادة منهــا مســتقبالً •
للحيلولــة دون وقوع األزمات مــا كان ذلــك ممكنا ً ،أــو تقليــص
أضرارـها على أقل تقدير.
ضرورة إنشاء مرـكـزـ متخصـص إلدارة األزمـة بالمنظمـة ،حيـث •
أـن ذلـك يمكـن أـن يلعـب دوراً محورـيا ً فـي عمليـة اتخاذ القرارات
حتـى يمكـن اتخاذه وفقا ً ألسـس عقالنيـة ،كمـا أـن ذلـك يمكـن أـن
يساعد في عملية التحذيرـ باألزمة قبل وقوعها.
مراحل إدارة األزمة :
تمر إدارة األزمة بعدد من المرـاحل وهي :
( )1مرـحلة ما قبل األزـمة :
األزمــة ال تنشــأ مــن فراغ وإنمــا يســبقها مشكالت ال تعالــج عالجا ً مناســباً.
وهذه المرحلـة تتطلـب عدداً كـبيراً مـن اإلجراءات التـي تسـهم فـي مواجهـة
األزمة ويتمثل في المعلومة وتأمينها – ثم وضع الخطط والخطط والبديلة ،
وتشمــل هذه المرحلــة أيضا ً مجموعــة مــن الدراســات عــن نوعيــة األزمــة
والمخاطــر المتوقعة .والبــد هنــا مــن النهوض بمســتوى المعلومات عــن
األزمـة بدعـم شبكـة المعلومات .وهذا جانـب هام حتـى ال تصـبح العشوائيـة
واالرتجاليـة هـي التـي تسـير األحداث ،وهذه المرحلـة تنطوي علـى تحليـل
المخاطـر المحتملـة وتقديـر اإلمكانيات المتاحـة وتحديـد التدابيـر واإلجراءات
التـي تحـد مـن وقوعها .وهذا يشمـل أيضا ً تدريـب األفراد علـى القيام بأدوارهـا
– ثم اختبار مدى فعالية الخطة من وقت آلخر.
والحقيقـة أـن عدم القدرة علـى التنبـؤ باألزمـة مـع ضخامـة أضرارهـا عندمـا
تحدث تجعـل مـن إدارة األزمـة مهمـة شاقـة ،ولكـن التطور الذي حدث فـي
العلوم وأســاليب التخطيــط اســتطاع أــن يســاعد المجتمعات فــي تقليــل آثار
األزمات من خالل مرحلة واالستعداد.
وتشمــل هذه المرحلــة علــى تحليــل المخاطــر المحتملــة ،وتقديــر
اإلمكانيات المتوفرة وتحديـد اإلجرـاءات مـع االسـتفادة مـن التجارب فـي
تحقيـــق درـجـــة أعلـــى مـــن الحيطـــة للحيلولـــة دون وقوع األزمات
المتوقعة ..أو على األقل للتقليل من حدة أثارها.
وعلـى ذلـك فإنـه يمكـن أـن نقول أـن مرحلـة مـا قبـل األزمـة هـي
مرحلــة التخطيــط المســبق والذي يحدد مــن خاللــه نوعيات األزمات
المحتملــة ومصــادر األخطارـ واألماكــن المعرضــة والمتوقعــة لحدوث
أزمات بهـا ويتـم جمـع الـبيانات وإعداد قواعـد المعلومات وإعداد نظـم
االتصــاالت ونظــم اإلنذار مــن األزمات وتوفيــر اإلمكانيات (البشرـيــة
والماديــة) وتنظيمهــا ،وتحليــل المخاطــر والتوقعات والمشاكــل التــي
تحتمــل أــن تنجــم ،وتوفيــر وســائل التنبــؤ باألزمات ووضــع الخطــط
والســينارـيوهات والتنســيق بيــن مختلــف الجهات المعنيــة ،والتدرـيــب
على األعمال.
وتنقسم مرحلة ما قبل األزـمة إلى مرحلتين هما :
1/1مرحلة إدراك األزمة وتتطلب :
1/1/1االقتناع بإمكانيـة تعرض المنظمـة ألـي أزمـة في أـي وقـت كمـا أـن المنظمـة
معرضه لها في أي مرحلة من مراحل حياتها.
1/1/2تحديـد الظروف واألسـباب التـي يمكـن أـن تسـبب أزمـة فـي أـي وقـت سـواء
كانت داخلية أو خارجية.
1/1/3تخصـيص وقـت كاف لدراسـة احتماالت حدوث أزمات وبدائـل التصـرف
حيالها.
1/1/4وضع التخطيط إلدارة األزمات في أولويات إدارة المنظمة.
1/1/5تحديــد البدائــل الواجــب إتباعهــا إلمكانيــة التخفيــف مــن اآلثار المحتملــة
لألزمات وقت حدوثها.
1/2مرحلة االستعداد لمواجهة األزمات المحتملة وتتطلب :
1/2/1وجود نظم لإلنذار المبكر تساعد على اكتشاف األزمة قبل حدوثها.
1/2/2وجود نظم للفحص الدوري للمعدات واألجهزة والمباني وغيرها.
1/2/3وجود جداول منتظمة للصيانة.
1/2/4االهتمام باإلعداد النفسي للعاملين لمواجهة األزمات.
1/2/5التدريب المستمر لألفراد على كيفية التصرف أثناء األزمة.
1/2/6تحسين عالقات المنظمة مع األطراف الخارجية التي
يمكن أن تقدم العون وقت األزمة.
1/2/7المخزون مـن المواد الخطرة يتم االحتفاظ بهـا بطريقـة
آمنة.
1/2/8وجود نظـــم للعقوبات الرادعـــة يتـــم توقيعهـــا علـــى
العاملين في حالة اإلهمال أو التراخي .
1/2/9وجود وحده إداريــة مســتقلة أــو فريــق متخصــص
إلدارة األزمة.
-2مرحلة مواجهة األزمة :
وهــي المرـحلــة التــي تســتخدم فيهــا اإلمكانيات الســابق توافرهــا
وتطــبيق الخطــط ســابقة التجهيـزـ مــن خالل فرـق إدارة األزمــة لتقليــل
الخسـائر الناجمـة عـن األزمـة إلـى أدنـى حـد ممكـن وتتطلـب تلـك المرـحلـة
ما يلي :
2/1بذل كافـة الجهود مـن قبـل العامليـن لمسـاعدة فريـق إدارة األزـمـة
عند حدوثها.
2/2حصر التلفيات في كافة األقسام واإلدارات النوعية.
2/3احتواء األضرارـ الناتجة عن األزمة بأقصى سرـعة.
2/4سرعة العودة إلى أعمال المنظمة وأنشطتها الطبيعية.
-3مرحلة التعليم واستخالص الدروس المستفاده :
وفــي هذه المرـحلــة يتــم تشخيــص إيجابيات وســلبيات اإلدارة ،
وفريـــق إدارة األزمـــة بصـــدق وشفافيـــة واســـتخالص الدروس
المسـتفاده ،وكذلـك التأكـد مـن أـن التصـرف وقـت األزمـة كان علـى
األقل مطابقا ً للخطط سابقة التجهيزـ وتتطلب هذه المرحلة ما يلي :
3/1االستفادة من األخطاء لمواجهة أي أزمات أخرى محتملة.
3/2تكويــن مخزون مــن المعلومات والمعارف والخــبرـات وتحديــد
الدروس المسـتفادة سـواء كان ذلـك بالنسـبة لألزمات التـي حدثـت
بالمنظمة أو بالمنظمات األخرى.
3/3إبالغ كافـة العامليـن باألضرار الناتجـة عـن األزمـة واألخطاء التـي
ارتكبت وكيفية تالفيها مستقبالً ،وإعادة تدرـيبهم عليها.
3/4االســتفادة مــن األزمات التــي حدثــت فعالً فــي تحســين الظروفـ
بالمنظمـة وتطويـر القدرات والمهارات الالزمـة للتعامـل مـع أـي
أزمة مستقبلية.
األولـى مـن داخـل المنظمـة وتضـم إدارة مباشرـة ،إدارة وسـطي ،إدارة
عليـا – والثانيـة مـن خارجهـا وتضـم – المنافسـين ،النقابات العماليـة ،
وســـائل اإلعالم ،وغيرـها .وعلـــى ذلـــك يمكـــن القول أـــن المنظمات
المسـتعدة لمواجهـة األزمات تعالـج دائرة أوسـع مـن األطراف فـي خطـط
وإجراءات إدارة األزمات ،ولتحديــــد األطرافـ المعنيــــة بمواجهــــة
األزمة على إدارة المنظمة اإلجابة على األسئلة التالية :
• مـن هـم أعضاء المنظمـة الذيـن يمكـن أـن يكونوا قـد سـاهموا فـي حدوث
األزمة ؟
• مــن هــم األفراد الذيــن يجــب إخطارهــم بهذه األزمــة مــن داخــل
المنظمة ؟
• مـن الذيـن كان ينبغـي عليـه أـن يكتشـف األزمـة قبـل أـن تصـل لمرحلـة
االنفجارـ ؟
• مـن هـم األطراف الخارجييـن الذي يجـب إخطارهـم للمشارـكـة فـي حـل
األزمة ؟
العوامل التي يجب مراعاتها عند حدوث األزمات :
يمكــن تقســيم العوامــل التــي يجــب مراعاتهــا عنــد حدوث األزمات إلــى أربعــة
عوامل هي :
-1عوامل تكنولوجية :
يتوافـر لدى معظـم المنظمات مـا يعرف )بالتكنولوجيـا الرئيسـية( وهـي تلـك
التكنولوجيــا التــي يعتمــد عليهــا فــي صــنع المنتجات والخدمات الرئيســية التــي
تقدمهــا هذه المنظمات ،وفــي منظمات الخدمات تضــم التكنولوجيــا الرئيســية
عادة نظــم المعلومات واالتصــاالت التــي تدعــم الخدمة .ويرفــع توافــر نظــم
معلومات واتصـاالت فعالـة مـن مسـتوى كفاءـة القائميـن علـى إدارة األزمـة حيـث
يترتب على ذلك سرعة ودقة اتخاذ القرارات والعكس صحيح.
أمـا المنظمات التـي تصـنع منتجات ماديـة فتضـم التكنولوجيـا الرئيسـية لهـا
إجراءات التشغيـل والصـيانة التـي تدعـم تصـنيع منتجاتهـا ،وعندمـا تكون تلـك
المنظمات بصــدد أزمــة وشيكــة الحدوث فمــن المهــم تقييــم حالــة التكنولوجيــا
الرئيسـية وعنـد تقييـم التكنولوجيـا المسـتخدمة يجـب أال ينحصـر هذا التقييـم فـي
إطار مادى فقـط ،بـل يجـب تقييـم مسـتوى كفاءـة القائميـن علـى تشغيـل واسـتخدام
هذه التكنولوجيـا ،حيـث تشيـر بعـض التقديرات إلى أن %80مـن كافة الحوادث
ترجع إلى أخطاء إنسانية أو تنظيمية وليس بسبب أعطال ميكانيكية.
-2عوامل إنسانية :
مـن الخطـأ تصـميم أجهزة أـو أنظمـة تكنولوجيـة بافتراض أنهـا سـتدار بواسـطة
أفراد مثالييـن وعلـى درجـة عاليـة مـن الكفاءة .لذا يجـب أـن تراعـي التصـميمات
حدود القدرات البشريـة والطرق التـي يتفاعـل بهـا البشـر مـع المعدات والنظـم حتـى
يمكــن التخطيــط لمواجهــة األزمات ،نظراً ألــن الضغوط التــي تولدهــا األزمــة
تجعل األفراد ال يتصرفون بطريقة رشيدة أو طبيعية.
-3الهيكل التنظيمي :
اتضـح مـن دراسـة العديـد مـن األزمات الكـبرى أـن اإلدارة الفعالـة لألزمات تتطلـب
وجود هياكـــل تنظيميـــة جيدة وقنوات اتصـــال فعالـــة بيـــن مختلـــف مســـتويات
المنظمـة ،كمـا تتطلـب تخصيص فريـق دائـم إلدارة األزمات يوفر كافة المتطلبات
والوظائـف المطلوبـة للتعامـل مـع أزمـة كـبرى مثـل المديـر العام وأعضاء اإلدارة
العليـا ممـن يمثلون وظائـف الشئون القانونيـة والتسويق واألمـن والسـالمة والصـحة
البيئيـة والعمليات والتمويـل والموارد البشريـة ،وباإلضافـة إلـى تشكيـل مثـل هذا
الفريـق فإنـه يتعيـن علـى أعضائـه أـن يتدربوا علـى العمـل معا ً فـي ظروف تشبـه
ظروف األزمـة مـن حيـث زيادة الضغوط النفسـية وسـرعة المعلومات كمـا هـو
يعــد تأثيــر ثقافــة المنظمــة علــى إجراءات األزمــة أمراً هاما ً ،حيــث اتضــح أــن
المنظمات المسـتهدفة لألزمات تعانـي مـن خلـل فـي هيكـل المعتقدات السـائد بها.
ولعـل مـن أـبرز المعتقدات الخاطئـة التـي يمكـن أـن تسـود داخـل المنظمـة والتـي
تعوق اإلدارة الفعالة لألزمات ما يلي :
• إن كبر حجم منظمتنا كفيل بحمايتنا من األزمات.
• إن موقعنا المتميزـ سوفـ يحمينا من األزمات.
• إن إدارة األزمات أو الوقاية منها ترف ال مبرر له.
• هناك من سينقذنا عندما تقع أزمة كبرى.
• كل أزمة تعتبر فريدة لذلك ال يمكن االستعداد لمواجهتها.
• تمـر معظـم األزمات مـن تلقاء نفسـها وعلـى ذلـك فإـن الوقـت هـو أنسـب
حليف لنا.
• معظم األزمات – إن لم يكن جميعها – لها حلول فنية (تشغيلية).
• معظـم األزمات تنشـأ عـن خطـأ شخصـي وعلـى ذلـك فلسـنا بحاجـة
إلعادة فحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــص
هيكل اإلدارة أو ثقافة المنظمة.