Professional Documents
Culture Documents
الفصل الرابع
الفصل الرابع
أوالً :األزمات:
مفيوم األزمة من المفاىيم الواسعة االنتشار في المجتمع المعاصر ،حيث أصبح يمس بشكل
أو بآخر كل جوانب الحياة بدءاً من األزمات التي تواجو الفرد مرو اًر باألزمات التي تمر بيا الحكومات
انتياء باألزمات الدولية ,بل إن مصطمح األزمة أصبح من المصطمحات المتداولة عمى
والمؤسسات و ً
جميع األصعدة وفي مختمف المستويات االجتماعية.
-1مفهوم األزمة:
ال يختمف اثنان في أن األزمات جزء رئيس في واقع الحياة البشرية والمؤسسية ،وىذا يدفع إلى
التفكير بصورة جدية في كيفية مواجيتيا والتعامل معيا بشكل فعال يؤدي إلى الحد من النتائج السمبية
ليا ،واالستفادة إن أمكن من نتائجيا اإليجابية.
األزمة لغةً :تعني الشدة والقحط ،واألزمة ىو المضيق ،ويطمق عمى كل طريق بين جبمين مأزم.
يقصد باألزمة من الناحية االجتماعية " :توقف األحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادات مما
يستمزم التغيير السريع إلعادة التوازن ،ولتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة".
أما األزمة من الناحية السياسية " :حالة أو مشكمة تأخذ بأبعاد النظام السياسي وتستدعي اتخاذ قرار
اء كان إدارياً ،أو سياسياً ،أو نظامياً ،أو اجتماعياً ،أو اقتصاديا ،أو
لمواجية التحدي الذي تمثمو سو ً
ثقافياً".
ومن الناحية االقتصادية فيي تعني ":انقطاع في مسار النمو االقتصادي حتى انخفاض اإلنتاج أو
عندما يكون النمو الفعمي أقل من النمو االحتمالي".
وتعرف األزمة بأنيا ":ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ويمثل نقطة تحول تحدد في ضوئيا أحداث
المستقبل التي تؤدي إلى تغيير كبير".
كما عرفت بأنيا" حالة طارئة أو حدث مفاجئ يؤدي إلى اإلخالل بالنظام المتبع في المنظمة ،مما
يضعف المركز التنافسي ليا ويتطمب منيا تحركاً سريعاً واىتماماً فورياً ،وبذلك يمكن تصنيف أي حدث
بأنو أزمة اعتماداً عمى درجة الخمل الذي يتركو ىذا الحدث في سير العمل االعتيادي لممنظمة".
1
كما أن األزمة تعني " :نقطة تحول ،أو موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة ،وتحدث نتائج
غير مرغوب فييا ،في وقت قصير ،ويستمزم اتخاذ قرار محدد لممواجية في وقت تكون فيو األطراف
المعنية غير مستعدة ،أو غير قادرة عمى المواجية ".
وال شك أن ىناك الكثير من المفاىيم الشائعة والتي قد تتشابو مع األزمة في بعض خصائصيا ولكنيا
في واقع األمر ليست أزمة ونذكر منيا عمى سبيل المثال:
أ_ الكارثة :عرف الكارثة ) )Disasterبأنيا " :حدث يسبب دما اًر واسعاً ومعاناةً عميقةً ،وىو سوء
حظ عظيم".
ويقال بأن الكارثة :ىي أحد أكثر المفاىيم التصاقاً باألزمات ،وقد ينجم عنيا أزمة ،ولكنيا ال تكون ىي
أزمة بحد ذاتيا ،وتعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعالً ونجم عنيا ضرر في الماديات أو كمييما
معاً.
ج -المشكمة :تعبر عن الباعث الرئيسي الذي يسبب حالة ما من الحاالت غير المرغوب فييا،
وتحتاج عادة إلى جيد منظم لمتعامل معيا وحميا ،وقد تؤدي إلى وجود أزمة ولكنيا ليست بذاتيا أزمة.
د -الحادث :وقد عرف بأنو ":شيء مفاجئ عنيف تم بشكل سريع وانقضى أثره فور إتمامو وقد نجم
عنو أزمة لكنيا ال تمثمو فعالً وانما تكون فقط أحد نتائجو".
2
ت -حسب البعد الزمني وتنقسم إلى:
أزمات متكررة الحدوث وبالتالي ليا مؤشرات إنذار مبكرة يمكن االستفادة منيا في إدارة
األزمة وامكانية توقع حدوثيا0
أزمات مفاجئة وىي التي تحدث دون سبق إنذار ،وبالتالي يصعب توقع حدوثيا0
أ -مرحمة الحضانة :وىي المرحمة التي تميد لوقوع األزمة ،وىذه المرحمة إذا ما تم تبيينيا
واستيعابيا وادراكيا إدراكاً كامالً كان التعامل مع األزمة سيالً.
ب -مرحمة االجتياح :وىي مرحمة بداية األزمة الفعمية ،وىي بال شك أصعب أوقات التعامل مع
األزمة.
ت -مرحمة االستقرار :وىي المرحمة التي تبدو فييا أبعاد األزمة ،ويتم تطبيق الخطط
واإلستراتيجيات الخاصة بإدارة األزمة.
ث -مرحمة االنسحاب :وىي المرحمة التي تبدأ فييا األزمة في التالشي وتمتد حتى تنتيي تماماً.
ج -مرحمة التعويض :وىي المرحمة التي تتم فييا عممية التقويم وتالفي اآلثار.
3
ثانياً :مفهوم إدارة االزمات:
تبين ان ىناك أختصاصاً أضيف الى مجموعة االختصاصات التي جرى العرف عمى أنيا
ميام االدارة وىذا االختصاص ىو ( إدارة االزمات) وأنو يستوي مع بقية االختصاصات مثل التخطيط
واالشراف والرقابة والتجديد والتطوير وتمثيل المنظمة والعالقات العامة وما الى ذلك ..وسبق وأن
عرضنا مصطمحات متقاربة مع إدارة المخاطر وادارة االزمات ..وىنا يمكن القول ان (ادارة االزمات)
ىي مجموع الممارسات التي يمكن تطبيقيا عندما ينشأ موقف أو وضع يمثل تغيي اًر جذرياً في أوضاع
مستقرة تقميدية وان ىذه الممارسات يتم صياغتيا في ىيئة خطة تعتمد في اعدادىا عمى توافر عدد من
الخبرات وتبدأ بتحميل وتشخيص أو تشريح االزمة وصوالً لمكوناتيا وسماتيا وما يتوقع من آثارىا وان
ىذا التحميل البد وان يتسم بالدقة حتى يكون كل ما بني عميو سميماً ودقيقاً ومنتجاً ،وىذا يتطمب توعية
وثقافة عمى كل المستويات في كيفية ادارة االزمات والتغمب عمييا باالدوات العممية واالدارية وتجنب
سمبياتيا واالستفادة من ايجابياتيا.
ويرجع أحد الباحثين أصول" إدارة األزمة " إلى اإلدارة العامة ( وذلك لإلشارة إلى دور الدولة في
مواجية الكوارث العامة المفاجئة وظروف الطوارئ ،مثل الزالزل ،والفيضانات ،األوبئة ،والحرائق،
والغارات الجوية ،والحروب الشاممة).
فإدارة األزمات ىي " نشاط ىادف يقوم عمى البحث والحصول عمى المعمومات الالزمة التي تمكن
اإلدارة من التنبؤ بأماكن واتجاىات األزمة المتوقعة ،وتييئة المناخ المناسب لمتعامل معيا ،عن طريق
اتخاذ التدابير لمتحكم في األزمة المتوقعة والقضاء عمييا أو تغيير مسارىا لصالح المنظمة".
ويرى بعض الباحثين أن إدارة األزمة ":عممية إدارية متميزة ألنيا تتعرض لحدث مفاجئ ،وألنيا تحتاج
لتصرفات حاسمة سريعة تتفق مع تطورات األزمة ،وبالتالي يكون إلدارة األزمة زمام المبادأة في قيادة
األحداث والتأثير عمييا وتوجيييا وفقاً لمقتضيات األمور".
كما عرفت إدارة األزمة " التعامل مع األزمات من أجل تجنب حدوثيا من خالل التخطيط لمحاالت التي
يمكن تجنبيا ،واجراء التحضيرات لألزمات التي يمكن التنبؤ بحدوثيا في إطار نظام يطبق مع ىذه
الحاالت الطارئة عند حدوثيا بغرض التحكم في النتائج أو الحد من آثارىا التدميرية".
4