Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة اتصال الازمة الجديدة 1
مطبوعة اتصال الازمة الجديدة 1
1
فهرس المحتويات
الصفحة الموضوع
5 الفصل األول :األزمة مفاهيمها إدارته تشخيصها وطرق التعامل معها 2
2
110 الفائدة اإلعالمية لالزمة 15
3
مقدمة:
يعتبر االتصال والتواصل حاجة اجتماعية ضرورية لكل انسان ,فإذا كان االتصال مهما في حياة االفراد
العاديين ,فإنه ال يقل اهمية عنه في حياة المؤسسات صغيرها وكبيرها ,وال شك ان نجاح أي منظمة يقوم في
األساس على ركيزة أساسية وهي االتصال المؤسسي الفعال بين األطراف المختلفة التي تتألف منها هذه
المؤسسة من ناحية ,وبينها وبين البيئة و المحيط من ناحية أخرى .فاالتصال المؤسساتي هو ذلك االتصال
الذي يجمع بين االتصال الداري الداخلي بكل إشكاله وبين اتصال المؤسسة مع المجتمع الخارجي المحيط بها
,ويتم بين إدارة المؤسسة وبين جماهيرها ,وبينها وبين البيئة والمجتمع الخارجي المحيط بها الدي يشكل في
الكثير من األحيان الكثير من الضغوطات التي تأخذها المؤسسة في عين االعتبار لتحقيق النجاح والمكاسب
المنشودة ,فنجاح المؤسسة مرتبط بشكل وثيق بنجاح عملية االتصال داخلها وخارجها ,فلالتصال اهمية
كبيرة في استم اررية نشاط المؤسسات وزيادة نموها وصمودها فهي بحاجة لالتصال كي تكون حيوية
وديناميكية ,ولكن في بعض الحاالت واالحيان عندما تخلو المؤسسات من سياسات اتصالية حقيقية قد يوقعها
في ازمات هي في غنا عنها ,ومما الشك في ذلك ان العالقة بين االتصال وإدارة األزمة عالقة وطيدة ,
فاالتصال مصدر المعلومة الرئيسي وهو من تخبرنا كيف يكون التعامل مع األزمة ,فإدارة األزمة تحتاج إلى
اتصاالت فعالة وسريعة بين الجهات ذات العالقة ,إن األزمة لحظة حرجة تهدد مصير المؤسسة وتضع
أصحاب القرار داخل التنظيمات في صعوبات كبيرة في ضوء حالة الشك وعدم توفر المعلومات الكافية من
الكم والنوع و البيانات والمعلومات الالزمة والمطلوبة للتعاطي مع الواقع الحالي في ظل وقوع االزمة ,ولهذا
اخترنا مجموعة من التقنيات واالستراتيجيات لمعالجة األزمات وكيفية تسييرها مع اإلعالم الذي يعتبر الجزئية
القوية التي بإمكانها إن تفاقم األزمة وأيضا تساعد التنظيمات على تخطي األزمة بسالم.
4
الفصل األول :األزمة مفاهيمها إدارته تشخيصها وطرق التعامل معها
حاول كثير من الباحثين تصنيف المفاهيم التي وضعت لألزمة منها تصنيف ( منى صالح الدينشريف
1
)1998حيث قسمت المفاهيم التي وضعت لألزمة على أربع مجموعات:
.1تعريفات ركزت على موقف األزمة وما يتضمنه من تهديد أو خطر ومن أهم هذه التعريفات تعريف:
Mitroff and pauchant 1992
فذكر أن المصطلح استخدم كثي اًر وأن المديرين لديهم فكرة واضحة لما يمكن اعتباره أزمة ووضع تعريفاً
لألزمة " بأنها حالة تمزق تؤثر على النظام كله وتهدد افتراضاته األساسية ومعتقداته الداخلية وجوهر وجوده"
.
.2تعريفات ركزت على نتائج األزمة وجوانبها السلبية ومن أهمها تعريف ) (1988 Bieberلألزمة على
أنها " نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة ويمكن أن تقود إلى نتائج غير مرغوبة إذا كانت األطراف
المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها ودرء ألخطارها.
(1993 .3تعريفات ركزت على اإلستجابة المطلوبة لمواجهة األزمة ومن أهمها تعريف
) Pauchantand Douvilleبأن األزمات هي مواقف مربكه تواجه المنظمة أو النظام كله وتتحدى
االفتراضات األساسية المتعارف عليها ومستحدثة وتؤدى فيما بعد الستجواب دقيق للنظام
واالفتراضات األساسية بواسطة أعضاء هذا النظام .
1
إدارة األزمات الوسيلة للبقاء ،البيان للطباعة والنشر ،ط ،1القاهرة ،1982 ،ص.47-44
5
.4تعريفات ركزت على اجانب اإليجابي والسلبي لألزمة ومن أهمها تعريف (الحمالوي )١٩٩٣لألزمة
على أنها عبارة عن خلل يؤثر تأثي اًر مادياً على النظام كله ،كما أنه يهدد االفتراضات الرئيسية التي
يقوم عليها هذا النظام .
وأضاف ( محمد شومان 1 )۱۹۹۹مجموعة خامسة لهذه التصنيفات وهي تلك التعريفات التي ركزت
على اإلدراك والوعي بوجود أزمة فيری( ) ۱۹۹۲Peter Bruckأن األزمات هي معارف خاصة تعتمد على
إدراكنا لحاالت الخلل والتمزق والتي نعتقد أنها تؤدى إلى تناقضات وتغيرات مفاجئة لدرجة يصعب التوافق
معها.
ورغم هذا التصنيف السابق لمفهوم األزمة إال أنه أغفل تعريفات عديدة وهامة وضعت لألزمة.فقد أغفل
هذا التصنيف على سبيل المثال الجانب اإلعالمي لألزمة والذي يرى مايكل بالند Michael Bland ۱۹۹۸
أنه من أكثر الجوانب المؤثرة في األزمة.
فقد عرف األزمة على أنها حدث خطير يؤثر – على سبيل المثال على سالمة اإلنسان والبنية وبسمعة
المنتج والشركة والذي قد يكون ناشئاً عن أو متأث اًر بالمعالجة اإلعالمية والنشر السيئ لهذا الحدث " أي أن
األزمة في أبسط تعريف لها هي النشر السيئ وغير المتوقع".
فعادة ما تكون المعالجة اإلعالمية هي السبب وراء انهيار الشركة وليس الضرر الناجم عن األزمة
ذاتها .ويرى أن التعريفات الكثيرة التي وضعت لألزمة أدت إلى عدم وجود حدود واضحة لألزمة وأن النقطة
الوحيدة القابلة للتحديد يمكن من خاللها القول بأن الحدث الصغير أو المشكلة الصغيرة قد تتحول إلى أزمة
2
كبيرة بسبب المعالجـة اإلعالمية.
1محمد شومان ،إدارة الصحف المصرية ،لكارثة قطار كفر الدوار ،دراسة تحليلية لعينة من الصحف القومية والحزينة ،مرجع سابق ،ص.516-515
Michel bland, communicating out of a crisis, first public shed. ( London: macmillan press L.T.P.1998.p5.2
6
ومنها أيضاً تعريف خطة إدارة األزمات بجامعة مال ماستر Mc Masterبالواليات المتحدة األمريكية
أن األزمة هي " أي حدث غير طبيعي يجذب اهتمام وسائل اإلعالم وأن األزمة غالباً ما تكون فجائية وغير
1
متوقعة كما أنها يمكن أن تكون فرصاً بقدر ما تحمل من مشاكل.
ولذلك فمن األفضل عند تحديدنا لمفهوم األزمة أن نهتم بالبدايات األولية لها وأن نبدأ بسلسلة األحداث
الصغيرة باعتبارها تهديدات حتمية ضخمة وأن تكون مستعدين الحدث لنتمكن من التدرج مع األزمة حتى ولو
لم نقم بالفعل بالضغط على زر الخطر وبالرغم من اختالف كل لزمة عن غيرها إال أن هناك مالمح مشتركة
تؤدى إلى وقوعها ورؤيتها على أنها أزمة فدائماً ما يوجد شخص يجب توجيه اللوم إليه فإذا ما ضربت
الصاعقة مكتبك وتسبب ذلك في نشوب حريق به بعد ذلك حادث يستوجب تعاطف الناس ولكن إذا شب
الحريق نتيجة تعطل جهان التوصيل الكهربائي أو إذا ما ألقى بعض األشخاص مصرعهم نتيجة ألن جهاز
اإلنذار واإلخالء الخاص بك ال يعمل على نحو مالئم فأنت اآلن في أزمة .ففي أغلب الحاالت يأتي الخطأ
البشري أو األذى المقصود في مقدمة كل أزمة .وفي أغلب الحاالت فيما عدا الفضائح السياسية والمالية يمثل
2
النشر والمعالجة اإلعالمية طرفاً هاماً إذا ما كانت تهم رجل الشارع ذات موقع جغرافي قريب.
وفيما يلي سوف أعرض جهود الباحثين المختلفة في مجال تعريفهم لألزمة ،وقبل عرضها سوف
أعرض تحديد القواميس والتعريف اللغوي لهذا المفهوم وذلك على النحو التالي :يحدد قاموس Webster
معنى األزمة على أنها " فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر تغيير حاسم وهجمة مبرحة من األلم أو الخلل
3
الوظيفي.
• أما قاموس جامعة أكسفورد للغة اإلنجليزية فيعرف األزمة على أنها " نقطة التحول في مرض ،حياة
،أو تاريخ ...وهي وقت الصعاب والخطر والقلق على المستقبل وأهمية اتخاذ قرار محدد4وتعنى
1منى محمد كمال الدين مدحت ،أزمة التلوث البيئي دراسة حالة لمنطقة عشوائية ،بحث مقدم الى المؤتمر المستوى السنوي الخامس إلدارة األزمات
3س ي ،تى ،هيو ،إدارة األزمات ترجمة عبد الفتاح الصبيحي ،الثقافة العالمية ،ديسمبر ،1998ص 9عن المصدر األصلي.
4
منى صالح الدين شريف ،إدارة األزمات الوسيلة للبقاء ،مرجع سابق ،ص .49
7
األزمة من الناحية اللغوية "الشدة والقحط فيقال أزم عليهم الدهر أي اشتد وقل خيره ويقال سنه أزمة
وأزووم.
• أما جهود الباحثين في تعريف األزمة فيمكن عرض بعضها وذلك بما يتفق مع موضوع هذه الدراسة
على النحو التالي:
-األزمة تعنى تعاقب أحداث مع الوقت على أنها نذير خطر وتعقيدات تزداد بسرعة وتتشابه
ديناميكيتاها مع النظام الفوضوي Chaotic systemوتتطور به األمور بصورة تصاعدية سريعة تنتهى
1
إلى مراحل مركبة من حالة عدم االستقرار.
-األزمة تعنى المرحلة التي تكون فيها كل األحداث المستقبلية المؤثرة على الفرد أو المؤسسة سيتم
2
تحديدها وأنها نقطة تحول رئيسية ينتج عنها تغي اًر قوياً ومستم اًر.
وهي حدث مفاجئ يهدد المصلحة القومية وتتم مواجهته في ظروف ضيق الوقت وقلة اإلمكانيات
ويترتب على تفاقمه نتائج خطيرة.3
• هي موقف يتضمن تهديداً مفاجئاً للمصلحة واألهداف القومية لدولة ما يستلزم مواجهته وتغييره في
4
فترة زمنية وجيزة.
• هي موقف ينتج عنه تغييرات بيئية مولدة لألزمات ويخرج عن إطار العمل المعتاد ويتضمن قد اًر من
الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأة ان لم يكن في الحدث فهو في التوقيت ويتطلب استخدام
1
شادية أحمد عبد الخالق ،مستويات أزمة اكتشاف إعاقـة األبنـاء وعالقتهـا بالضغوط الوالدية ،دراسة مقارنة ،المؤتمر السنوي ال اربـع إلدارة األزمـات
2
Priscilla Murphy, chaos theory as a model for manging issues and crisis, public relation Review, vol 22, No 2,
Sun, 1996. (4) Philip lesly, the hand book of public relations and communications, Fourth edition, (Chicago:ؤ
3أحمد جالل عز الدين ،إدارة األزمة في الحدث اإلرهابي ( ،الرياض :المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب 1410 ،هجرية ) ص 23
4إسماعيل إبراهيم سامی ،نحو أسلوب أمثـل إلدارة األزمـات علـى المـستوى القومي ،بحث زمالة كلية الدفاع الوطني ( القاهرة :أكاديمية ناصر العسكرية
8
أساليب إدارية مبتكرة وسرعة ودقة في رد الفعل ويفرز آثا اًر مستقبلية تحمل في طياتها فرصاً للتحسين
1
والتعليم.
• هي نتاج لحدث أو قوة أو خطر داهم غير عادي ومباغت ويرتب هذا الخطر أحداثاً متالحقة
متشابكة ويتطلب عالجاً سريعاً في فترة زمنية محددة للغاية وألن الخطر يجيء مفاجئاً فهو يولد
2
صدمة يتوقف عمقها وتأثيرها على درجة التحسب الحتماالتالخطر والتخطيط لمواجهتها.
• هي نقطة تحول مصيرية في مجرى حدث ما تتميز بتحسن حاد وبتأخر حاد وترتبط بانفعاالت قديمة
البد أن تزول ليحل محلها.
3
ارتباطات جديدة تأتي بتغييرات كمية وكيفية في الحدث.
• هي نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات أو حدوث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية
للنظام وتشكل تهديد صريح وواضح لبقاء المنظمة أو النظام نفسه وهي توقيت حاسم في حياة
المستهدفين بهاء سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو منظمة فتفقد األساليب والمعايير المعمول بها
وقدرتها على العمل بالشكل المتعارف عليه من قبل ويؤدي تتابع األحداث إلى اختالط األسباب
4
بالنتائج مما يفقد الفرد وصانع القرار السيطرة على األمور.
• لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان اإلداري الذي أصيب بها ،مشكلة بذلك صعوبة حادة
أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة تجاه أي قرار يتخذه في ظل دائرة خبيثة من عدم التأكد
وقصور المعرفة واختالط األسباب بالنتائج وتداعي كل منهما بشكل متالحق ليزيج من درجة
5
المجهول عن تطورات ما قد يحدث مستقبالً من األزمة وفي األزمة ذاتها.
2أحمد سيد مصطفى ،منهج مقترح إلدارة األزمات ،مجلـة الفكـر الـشرطي ،المجلد الرابع ،العدد الرابع ،مارس ، 1996ص .195
3هيثم أبو السعود ،المجتمع وإدارة األزمة ،مجلـة معلومـات دوليـة ،الـسنة السادسة ،العدد 57صيف ( ، 1998سوريا :مركز المعلومـات القـومي ) ،
ص .16
4محمد عبد الغني حسن هالل ،مهارات إدارة األزمة ،مرجع سابق ،ص .9
5محسن أحمد الخضري ،إدارة األزمات ،منهج اقتصادي إداري متكامـل لـحـل األزمات ،مرجع سابق ،ص 76
9
1
هي موقف إعاقي ومشكلة صعبة غالباً غير مألوفة ومفاجئة وتؤدى إلى حالة عدم التوازن. •
• هي موقف يهدد األهداف التي تمثل أولوية بالغة بالنسبة لمتخذ القرار ويقيد الوقت المتاح للتصرف
2
واتخاذ القرار ويفاجئ متخذ القرار في وقوعه.
• ه ي حدث مفاجئ غير متوقع له نتائج سلبية حيث يرتبط به حدوث خسائر في الموارد البشرية
واألموال والموارد والثروات الخاصة بالنظام موضوع األزمة وهذا الحدث تتالحق فيه األحداث بسرعة
كبيرة وتكون هناك درجة من المجهول تشوب تطورات ما قد يحدث فيه مستقبالً وتجعل متخذ الق ارر
في حيرة من أي قرار يتخذه وتتفاقم األزمة في حالة أن تكون المعلومات الدقيقة غير متاحة لألطراف
المتورطة فيها ويزيد ضغط الوقت على المشاركين فيها وبالرغم من أن النتائج المترتبة على األزمة
3
تكون في معظمها سلبية إال أنها ال شك تنطوي في طياتها على آثار إيجابية.
• هي موقف ضاغط بفعل مؤثرات بيئية داخلية أو خارجية ينشأ ويتطور بسرعة كبيرة ويحتاج إلى
التدخل السريع المنظم حتى يتم إزالة الموقف الضاغط تماماً والعودة إلى الموقف السابق لألزمة.4
المدى من وسائل اإلعالم المحلية والعالمية ومن جماعات أخرى كالمستهلكين والعاملين والسياسيين
والنقابات التجارية وتتطلب أن يكون جماهير المؤسسة الرئيسية قد تجاوز مرحلة الجمهور الواعي Aware
إلى مرحلة الجمهور النشط Active 5وهذا التعريف يضيف عنصرين في تعريف األزمة هما :
1مدحت أبو النصر ،نظرية األزمة وإدارة األزمات ،بحث مقدم المـؤتمر السنوي الثالث الستراتيجيات التغيير وتطوير منظمات األعمال العربية ،القاهرة،
، 1993ص .267
2محمد محمود مصطفی ،استراتيجيات مواجهة األزمات التسويقية في المستشفيات ،بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثالث إلدارة األزمات والكوارث ،
3اي مان محمد عبد الفتاح منجي ،ترشيد اتخاذ الق اررات اإلدارية لمواجهة األزمات في قطاع السياحة من منظور بيئی ،رسالة دكتوراه غير منشورة (القاهرة
4أزمات الصيانة واستخدام أنظمة وبرامج الحاسـب اآللي لتفعيل إدارتها ،بحث مقدم إلى المؤتمر الرابع إلدارة األزمات والكوارث ( ،القاهرة :جامعة عين
10
• أن يتعكس الموقف سلباً على أحد جمهور المؤسسة األساسيين يتحول إلى جمهور نشط يتجاوز
مرحلة الوعى إلى البدء بتنظيم أعضائه التخاذ تصرفات حيال المؤسسة.
• هي وضع خارجی عارض به جانباً من المفاجأةوينطوي على توتر أو مشكلة داخلية أو دولية تحتاج
إلى سرعة المواجهة السياسية على مستوى الدولة وإلى مجهود ومحلى لتجنب آثارها أو التخفيف من
1
حدتها.
• إن مصطلح األزمة يشير إلى وضع خطير أو إلى مشكلة حالة فردية كانت أم جماعية ،محلية كانت
أم دولية ،من مشاكل وأوضاع الحياة السياسية أو االقتصادية واالجتماعية أو الثقافية أو
• لمجرد اإلشارة إلى ضائقة حيوية أو إلى موقف من المواقف الحرجة في الحياة ،ومع ذلك ال نجد
2
معيا اًر أو ضابطاً موضوعياً محدداً يمكن على أساسه أن يجزم بوجود أزمة أو بعدم وجودها.
• واألزمة وضع عارض به جانب من المفاجأة ينطوي على توتر داخلي أو دولي أو االثنين معاً
ويحتاج إلى سرعة المواجهة على مستوى الدولة وإلى جهد دولي أو إقليمي أو محلى3لتجنب آثاره ار
التخفيف من حدته.
• هي نقطة تحول في حياة كائن معين قد يمنى إلى األحسن إلى األسوأ أو حتى إلى الكارثة.4
• واألزمة في وقت الشدة والصعوية ،فهي موقف تتعرض فيه مصلح رئيسية أو فيم أو مبادئ التحدى
أو التهديد أو الخطر سواء كانت تلك المصالح تخص شخصاً واحداً أو جماعة من البشر أو مؤسسة
5
أو منظمة ما أو النظام العالمي بأسره.
في كل المواقف المدركة التي تتسم بمجموعة من الخصاص المحددة التي تميزها عن باقي
المصطلحات األخرى التي يمكن أن تتداخل أو تتشابك مع مفهوم األزمة وهذه والخصائص هي:
1كل ية الدفاع الوطني :األزمات والتفاوض ،الجزء الثاني ( القاهرة :أكاديميـة ناصر للعلوم العسكرية ،أكتوبر ) 1999ص.2
2إبراهيم العناني ،اآلثار القانونية لألزمات الدوية ،بحث مقـدم إلـى المـؤتمر السنوى الخامس إلدارة األزمات والكوارث ( ،القاهرة :كلية التجارة جامعة
4مصطفي علوي ،إدارة األزمات األمنية ،مجلة كلية التدريب والتميـة المـن األول ،بول ( ۹۹۹سهرة :أكاديمية الشرطة ) من 187
كلية الدراسات العليا ،دراسات في األزمة األسية ،مرجع سابق ،ص .517
11
▪ وجود تهديد مدمر لألهداف والنواحي االستراتيجية.
▪ ضرورة منع اتخاذ ق اررات سريعة في ظل ظروف عدم التأكد وعدم كفاية المعلومات.
▪ عدم القدرة على التحكم في المتغيرات البيئية.
أن هذا الموقف يقع خارج نطاق نظام التشغيل النموذجي. ▪
1
الحكومية. تخضع للفحص والتدقيق من قبل وسائل اإلعالم أو الجهات ▪
-هي نتاج تفاعل مجموعة من األحداث التي تؤدي إلى انفجار األزمة وأنها البد أن تتوافر فيها
2
ثالث خصائص هي التهديد Threatوالصمية Finalityواإللحاح .Urgency
-وفي ندوة عقدت في القاهرة عن إدارة األزمات عام ١٩٩٧وضع الخبراء األكاديميون عدداً من
3
اآلراء لمناقشة إشكالية تعريف ومفهوم األزمة نوجزها فيما يلى:
-األزمة هي تداعي سريع لألحداث ينشط عوامل عدم االستقرار ،وبالتالي يزيد من احتماالت
اللجوء إلى العنف وهذا يستدعى أن توجد إدارة لهذه األزمة حتى ال تصل إلى هذه المرحلة.
-هي إحدى مراحل الصراع فهي نقطة حرجة من تطور الصراع تفرض على صانع القرار االختيار
بين بدائل إذ يتميز الصراع بطول الوقت واتساع المدى ومجموعة من العناصر المتعددة التي
تلعب دورها في لحظة معينة في خلق أزمة فالصراع يمكن أن يحتوي على العديد من األزمات
وليس العكس.
ثانياً :الفرق بين األزمة وبعض الظواهر األخرى
تختلط األزمة بمجموعة من المفاهيم والظواهر األخرى حيث يعاني مفهوم األزمة "مثل سائر مفاهيم
العلوم االجتماعية" بتداخل العديد من المفاهيم ذات االرتباط القوى به حتى أصبح فض االشتباك والتداخل
بين هذه المفاهيم سمة مشتركة في أغلب البحوث والدراسات التي تتناول الموضوعات والجوانب المختلفة
لألزمات وفي هذا الصدد يمكن القول بوجود قوى بين األزمة كمفهوم من ناحية والمفاهيم التالية لبعض
الظواهراالخرى.
1نيفن عزت على الجيشى ،األسلوب العلمىالدارة االزمات دراسة مقارنة بين مصر الواليات المتحدة االمريكية ،مرجع سابق ،ص.51
3جالل نصار ،االستراتيجية اإلعالمية في إدارة األزمات على المستوى القومي ،مرجع سابق ،ص ص.28 ، 27
12
المبحث الثاني :إدارة األزمات
إن الجميع يتحدثون عن الطقس ولكن أيا منهم ال يفعل شيئا منشأنه "مارك توين".
لقد أصبحنا في عصر يندر فيه حدوث مشكالت أو أزمات ،وبالتالي البد أن تتعامل الجهات المختصة مع
هذه األزمات ،بل من الضروري عدم االكتفاء باالنتظار أوال حتى تحدث مثل هذه األزمات المحتملة ،وأيضا
في حالة حدوث أزمات أن تكون لنا خطط واستعدادات مسبقة للتعامل معها واالستفادة من سلبياتها
وإيجابياتها؛ أي إدارة األزمة والتحكم فيها -فكيف تطور هذا العلم؟
ع لى الرغم من أن حدوث األزمات قديم قدم التاريخ ذاته ،إال أن وعي اإلنسان بأهمية إدارة هذه
األزمات لم يتبلور إال في السنوات األخيرة ،فالزخم المتراكم من التجارب األزموية والتغيرات المتسارعة في
العصر الحديث ،دفع الباحثين إلى التعمق في مفهوم األزمة تحليال وتأصيال ،وصوال إلى بلورة مالمح علم
متكامل ومستقل إلدارتها ،وتشير بعض الدالئل إلى أن االتجاهات العالمية الحديثة في دراسة األزمات قد
نهجت مسارين:
• المسار األول :اهتم بمفهوم علم األزمات بشكل عام وما اعتراه من تطورات ،بدءا من تحديد مفهوم
األزمة والتطورات التي لحقت به وبمجاالت دراسته؛ بحيث اتسعت لتشمل بجانب األزمات الكوارث الطبيعية،
أي أضيف لمفهوم األزمة البعد االجتماعي الذي أضاف لهذا العلم مجاالت أخرى للدراسة ،تضمنت قضايا
اجتماعية اقتصادية ،وبيئية بجانب القضايا السياسية والعسكرية ،كما يشمل هذا المسار إسهامات نظرية
وعلمية في مجال مداخل ومناهج تشخيص األزمات ووضع إطار نظري لدراستها.
• المسار الثاني :ويركز على علم إدارة األزمات ومدخله المختلفة ،بالتطبيق على بعض األزمات ذات
الطبيعة السياسية ،العسكرية ،االجتماعية ،االقتصادية ،والصناعية ،بل واألزمات البيئية والطبيعية ،وفي هذا
13
تناول الباحثون إدارة األزمات من منظور علم اإلدارة والعالقات العامة ،وكذا إدارة األزمات من منظور علم
1
العالقات الدولية.
لكن زيادة االهتمام ببحوث إدارة األزمات منذ نهاية الثمانينات من القرن العشرين ال تعني أنه لم تكن
هناك بدايات ،إذ يتفق أغلب الباحثين على أن بداية بحوث إدارة األزمات ترتبط بنهاية الحرب العالمية الثانية،
بل إن هناك من يرجع بهذه البدايات إلى العشرينات من القرن الماضي ،حيث تعتبر دراسة "برنس" s.prince
حول علم الكوارث االجتماعي التي كان جزءا من الرساالت العلمية لنيل درجة الدكتوراه في العلم االجتماعي
-من أوائل الدراسات التي تناولت إدارة األزمات االجتماعية ،حيث تناولت الدراسة اإلثارة الناشئة عن انفجار
سفينة عتاد عسكري عام 1917في احدي المدن الكندية ،مما أدى إلى مقتل 2000شخص ،ورغم أهمية
هذه الدراسة وغيرها إال أن بحوث ودراسات إدارة األزمة المعروفة تباعدت ،ولم تكن لها صفة االستم اررية حتى
نهاية الحرب العالمية.
لكن قبل العشرينات من القرن الماضي نشأت بحوث األزمات كموضوع رئيس ضمن النشأة العلمية
والتطور العام للعالقات الدولية ،حيث يرى مصطفي علوي أن دراسة األزمات الدولية مرت بمرحلتين رئيسيتين
هما:
-1المرحلة األولى :وتمتد زمنيا من نهاية القرن التاسع عشر ( )19إلى نهاية الخمسينات.
-2المرحلة الثانية :وتبدأ من بداية عقد الستينيات ومستمرة حتى الوقت الراهن.
فخالل المرحلة األولى كانت دراسة األزمات الدولية تتم بشكل غير علمي بالمعنى الدقيق المنظم ،إذ
اقتصرت الدراسة خالل هذه المرحلة التمهيدية على مجرد سرد الروايات التاريخية لألحداث التي تؤدي
لالنتقال من حالة السلم إلى حالة الحرب .أما المرحلة الثانية فقد تطورت دراسات األزمات الدولية ،وخطت
البحوث والدراسات خطوات أكثر تقدما إلى األمام ،وبدأت تظهر فيها الدراسات السياسية لالزمات الدولية،
والتي لم تكتف بمجرد السرد والوصف التاريخي لألحداث المواكبة أو المؤدية إلى نشوب األزمات الدولية،
1حمدي محمد شعبان :اإلعالم األمني وإدارة األزمات والكوارث ،ط ،3القاهرة ،الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات ،2003 ،ص ص.96-95 :
14
وإنما تخطت ذلك إلى البحث والنظر في تحليل هذه األزمات ،مستخدمة في ذلك المناهج واألدوات التحليلية
1
العلمية والبحثية الحديثة.
15
يمكن تصنيف األزمات طيقا لعدة أسس ،ومثل هذا التصنيف يساعد على تفهم عدة أمور في مقدمتها :
❖ أن تصنيف األزمات إلى عدة أنواع يعمق التفكير فيها ،ويلفت االنتباه لبعض القضايا المهمة ،فمثال:
تصنيف األزمات إلى متكرر وغير متكرر يجلب االنتباه إلى درجة تكرارها محل التفكير ،وهي مسألة
غاية في األهمية.
❖ أن تصنيف األزمات يمدنا بالمفاهيم الرئيسية ،والتي تعتبر توصيل األفكار فمثال عند التفكير والنقاش
في أزمة معينة قد تحتاج إلى مفاهيم معينة تعين على توصيل األفكار فيما بيننا ...فقد نقول هذه
أزمة عنيفة وتلك أزمة عميقة ،... ..أما غياب مفاهيم متفق عليها؛ فإن سيؤدي إلى االختالف في
منطلقات والحوار ،ومن ثم يصبح تفكيرنا إزاء األزمة كالجري خلف السراب.
ويمكن إعطاء تصورات إلبراز بعض األسس التي :نصف األزمات بها ،ومن خاللها
تمر األزمة بإعتباره وهذه الدورة تمثل أهمية قصوى في متابعتها واإلحاطة بها من جانب ظاهرة
اجتماعية بدورة حياة -مثلها في هذا -مثل أي كائن حي متخذ القرار ،فكلما كان هذا األخير سريع التنبه
في اإلحاطة ببدايتها أو بتكون عواملها كلما كان أقدر على عالجها والتعامل معها ،ويمكن التمييز بين
خمس مراحل( )05في دورة حياة األزمة:
.1األزمة في مرحلة الميالد :في هذه المرحلة تبدأ األزمة الوليدة في الظهور ألول مرة في شكل إحساس
مبهم ،قلق بوجود شيء ما يلوح في األفق ،وينذر بخطر غريب غير محدد المعالم أو اإلتجاه أو
الحجم أو المدى الذي سيصل إليه ،ويرجع هذا إلى اتساع نطاق المجهول في األزمة وغياب كثير
من المعلومات حول أسبابها أو المجاالت التي ستخضع لها وتتطور لها أو ستنفجر عندها وحج هذا
1
االنفجار.
.2األزمة في مرحلة النمو واال تساع :عندما ال متخذ القرار إلى خطورة األزمة في مرحلة الميالد تنمو
وتدخل في مرحلة النمو واالتساع ،حيث يغذيها في هذه المرحلة نوعان من المغذيات هما:
16
❖ مغذيات ومحفزات ذاتية مستمدة من ذات األزمة ،تكونت معها في مرحلة الميالد.
❖ مغذيات ومحفزات خارجية استقطبتها األزمة وتفاعلت معها وبها ،وأضافت لها قوة دفع جديدة
1
وقدرة على النمو واالتساع.
وال يمكن هنا إنكار األزمة أو تجاهلها ،نظ ار لدخول أطراف جديدة في صراع األزمة ألن الخطر طال
هذه األطراف ووصل إليها ،وبالتالي لزم التنبيه باألزمة ووجودها ،وتبدأ المطالبة بالتدخل قبل أن تستفحل
2
وتصل إلى المرحلة التالية لها.
.3األزمة في مرحلة النضج :الوصول إلى هذه المرحلة نادر جدا في حياة األزمات ،ولكن طالما كان
هناك استخفافا واستبداد ،جهل وكبر ،تصل األزمة إلي مرحلة النضج ،وتصبح ذات قوة تدميرية
عالية ،وتصل ألقصى قوتها وعنفها،ويستحيل السيطرة عليها بعد ذلك ،وال مفر من الصدام معها،
وتبدأ سلسلة من نزيف الخسارة المتتالي حتى تنحسر األزمة وتنتهي.3
.4األزمة في مرحلة االنحسار والتقلص :وتصل األزمة إلي هذه المرحلة عندما تتفتت بعد تحقيقيها
التصادم العنيف؛ فالصدام العنيف يؤدي ألن تفقد األزمة جزءا هاما من قوة الدفع الدافعة لها ،ومن ثم
تبدأ في االنحسار والتقلص ،بل االرتداد للخلف أحيانا ،وإن كان يجب التحذير من أن بعض األزمات
تتجدد لها قوة دفع خاصة عندما يفشل الصدام في تحقيق أهدافه ،أو عندما ال يستجيب متخذالقرار
للضغط الذي ولدته األزمة ويقوم بإجراء التغيرات المطلوبة لها ،أو يعمل على استقطاب عناصرها
4
المحركة لها والموجهة لتدفقها.
17
.5األزمة في مرحلة االختفاء :وتصل األزمة إلى هذه المرحلة عندما تفقد بشكل شبه كامل قوة الدفع
المولدة لها ،أو لعناصرها وجزئياتها التي تنتمي لها؛ ومن ثم تتالشى مظاهرها وينتهي اإلهتمام بها،
1
ويختفي الحديث عنها إال بإعتبارها حدثا تاريخيا قد انحسر وانتهى.
وهذا الشكل يبين المراحل التي تمر بها األزمات في دورة حياتها:
.1أزمة متكررة أو دورية ،وهي التي تحدث بشكل متكرر أو دوري ،كاألزمات اإلقتصادية التي تضرب
البلدان الرأسمالية ،في ضوء الصراعات الخفية والعلمية في بيئاتها الداخلية وخارجية .
.2أزمة غير متكررة أو غير دورية :وهي التي ال تحدث بصورة متكررة أو دورية لعدم ارتباطها بأسباب
2
متكررة أو دورية ،كاألزمات الناشئة عن سوء األحوال الجوية ،وبعض األزمات السياسيةواإلقتصادية.
تصنيف األزمات من حيث شموليتها :تصنف األزمة من حيث شموليتها إلى أزمة جزئية وهي التي ت.
تحدث على مستوى الوحدات في المنظمة اإلدارية ،وبالتالي فحجم تأثيرها في الغالب ال يمتد إلى
خارج الوحدة ،وهذا النوع من األزمات متنوع ومتعدد األسباب والنتائج ،نظ ار ألن الوحدات بطبيعتها
متعددة ومتنوعة ،والنوع الثاني أزمة شاملة وهي التي تحدث على مستوى كيان المنظمة ككل ،ويتأثر
18
بها جميع عناصر العملية اإلدارية في المنظمة وهي أزمات شاملة وعامة في أسبابها والنتائج التي
1
أفرزتها.
تصنيف األزمات من حيث عمقها: ث.
)1أزمات سطحية :وهي التي ال تشكل خطورة شديدة وتحدث عادة بشكل فجائي وتنتهي بسرعة من
خالل التعامل مع أسبابها غير العميقة؛ فهي أزمة بدون جذور ،أي تحدث وتختفي دون أن تترك آثا ار
وراءها .
)2أزمات عميقة متغلغلة :وهي أخطر أنواع األزمات ،ذات طبيعة شديدة القسوة ،الرتباطها ببنيان الكيان
الذي حدثت به ،ومن ثم فإن أداء هذا الكيان سوف يتأثر بشدة بحدوث هذه األزمة وبناءا على مقدار
التغلغل أو عمق األزمة أو طول جذورها في هذا البنيان سيكون تأثره ،بل قد يصل األمر إلي تقويض
الكيان بالكامل عند معالجته والتعامل مع هذه األزمة أو تركها دون عالج.
تصنيف األزمات من حيث موضوعها: ج.
.1أزمة دينية :وهي التي تحصل لمنطلقات دينية ،يهدف أصحابها لخلق فتنة. 2
.2أزمة ثقافية :وهي التي تنبثق من البيئة الثقافية.
.3أزمة اقتصادية :وهي التي تتميز بالصبغة االقتصادية.
.4أزمة سياسية :وهي المتمثلة باألحداث السياسية والصراعات بين األحزاب وسواها.
2
.5أزمة اجتماعية :وهي أزمة ذات سمات اجتماعية تعترض حياة مجموعة من الناس أو كلهم.
ال تنشأ األزمات دون سبب ،بل يكون هناك عديد األسباب التي تكون وراء حدوثها وتساعد على
تطورها واستفحالها ،ومن بعض األسباب هناك:
1حسين موسى العساف :األزمات اإلدارية في منظمات األعمال بين الوا قع .ورقة عمل مقدمة في ملتقى المناهج الحديثة في إدارة األزمة والكوارث،
عمان ، 2009 ،والصادرة في كتاب يضم مجموعة مقاالت تحت عنوان :إدارة األزمات والكوارث ،مصر ،منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
،2010ص ص 88-87:
19
سوء الفهم :يمثل سوء الفهم أحد أسباب نشوء األزمات ،إن لم يكن هدفها الرئيس ،فنظرة على تاريخ أ.
البشرية وفي كافة العصور والحضارات ،كان سوء الفهم وراء نشوء العديد من األزمات .1والشكل
التالي يبرز لنا أهم جوانبه:
سوء التقدير والتقييم :يعد من أكثر أسباب حدوث األزمات في المجاالت ،ويحدث سوء التقدير لألزمة ب.
2محمد عبد الوهاب حسن عشماوي :دور الصحف في إدارة األزمات – دراسة تطبيقية على جريمة الثأر – اإلسكندرية ،منشأة المعارف جالل حزي
20
تمكين العدو من حشد
طاقاته كاملة
سوء التقدير
والتقديم تحقيق المفاجأة
(الصدمة)
هي ليست إدارة ولكنها مجموعة من األهواء واألمزجة التي تتنافى مع أي مبادئ علمية لإلدارة ،حيث
الجاهلة ،القائمة على الشلل ،التخبط ،االزدواجية ،والتعددية في المهام المتعارضة، واالرتجالية تسود العشوائية
الفساد اإلداري والمحسوبة وهي بواعث ومسببات للدمار ،واألزمة المدمرة كما يوضحه الشكل التالي:
21
(شكل يبين اإلدارة العشوائية كمسبب وباعث لألزمات)
حيث تعد الرغبة في االبتزاز إحدى الممارسات اإلجرامية لجماعات الضغط وأصحاب المصالح،
أعضاء التنظيمات غير الرسمية تنتشر في الشركات والمنظمات اإلدارية ،لتكون السلطة الخفية المسيطرة
على الكيان اإلداري الذي تتواجد فيه ،منتهزة وجود ملفاتتأمين وسيطرة على القادة الرسميين اإلداريين للشركة
أو للمشروع ،وتمارس ضده عمليات االبتزاز .كما يوضحه الشكل التالي:1
اليأس: ج.
حيث يعد في حد ذاته أحد األزمات النفسية والسلوكية التي تشكل شبه خطر داهم على متخذ القرار،
وإن كان يجب النظر إلى أن اليأس أيضا أحد بواعث األزمات وأسبابها ذات الطبيعة الخاصة ،واألزمة التي
22
يسببها هذا الباعث هي أزمة اإلحباط ،حيث يفقد متخذ القرار الرغبة والدافع للعمل والتطوير ،التنمية
والتحسين ،ويستسلم لتيار العمل الروتيني اليومي ،وتتفاقم األزمة لتصبح حالة اغتراب بين الفرد والكيان الذي
يعمل فيه ،وتبلغ األزمة ذروتها عندما تحدث حالة انفصام وتعارض بين مصلحة العامل أو الفرد الذاتية وبين
مصلحة الكيان اإلداري الذي يعمل فيه .والشكل التالي يبين ذلك:1
ويطلق على هذا السبب مصطلح ممارسة القوة ،واستغالل أوضاع التفوق على اآلخرين ،سواء نتيجة
الحصول على قوة جديدة أو نتيجة حدوث ضعف لدى الطرف اآلخر ،أو الثنين معا .كما يوضحه الشكل
التالي:2
23
(شكل رقم 6يبين استعراض القوة كمسبب رئيسي لألزمات)
حيث يتضح أن كثي ار من األزمات يكون سببها اإلهمال والتسبب وعدم اإلحساس بالمسؤولية ،وعدم
القدرة على إدارة المشروع بكفاءة واقتدار ،نتيجة انتشار المحسوبية ،ومجاملة الرؤساء ،التقاضي عن الجودة،
وانتشار المعيبكما يوضحه الشكل التالي:1
24
(شكل رقم 7يبين األخطاء البشرية كمسبب وباعت لألزمات)
عندما تتعدد جماعات المصالح وتتعدد التنظيمات غير الرسمية في الكيان اإلداري الواحد ،تتصادم كل
منها وتتصارع ،وتعمل على إثارة المشاكل لألخرى ،واستعداد النظام الرسمي لها ،وهو ما يسبب عديد األزمات
يوضحها الشكل التالي:1
25
(شكل رقم 8يبين المصالح كمسبب رئيس لألزمات)
26
لكي يكتمل الحديث عن النظرية العامة إلدارة األزمات البد من تناول مفهوم عملية إدارة األزمات ،وهو
المجال اإلجرائي لنظرية إدارة األزمات ،فال يكفي مجرد العلم واإلحاطة بمفهوم األزمة من الناحية النظرية
المجردة ،أو من حيث تصنيفاتها أو آثارها المختلفة ،بل نحتاج إلى التعامل معها بمنطق وخبرة وعقل.
ولقد صار هناك اقتناع متزايد بالحاجة إلى معرفة كاملة بإجراءات إدارة األزمات ،ومن ثم أصبح إلدارة
األزمات أولوية لدى المنظمات كلها ،عامة أو خاصة ،كبيرة أو صغيرة .إن إدارة األزمة هي التي تقود
األنشطة التي تمكن المنظمة من التخطيط للحدث واالستجابة له ومواجهته ،واألزمات الشداد أو العميقة هي
التي تعد المنظمة وتجهزها بكل أنواع األزمات بما في ذلك األجزاء البسيطة ،أو الحوادث والطوارئ ما كان
منها بفعل اإلنسان أو الطبيعة.
تقليديا يمكن النظر إلدارة األزمة بأنها" :مجموعة االستعدادات والجهود اإلدارية التي تبذل لمواجهة أو
الحد من الدمار المترتب عن األزمة" ،وإذا نظرنا إلى هذا المفهوم نجد أنه ينظر إلى عملية إدارة األزمة
بمنظور سلبي ،حيث إن الجهود واالستعدادات يتم توجيهها بعد حدوث األزمة بالفعل وليس قبلها.
أما حديثا فإن إدارة األزمة يتطلب من المديرين ضرورة التفكير فيما ال يمكن التفكير فيه ،وكذلك توقع
ما ال يمكن توقعه؛ فإدارة األزمة بهذا المنظور تعني" :عملية اإلعداد والتقدير المنظم والمنتظم للمشكالت
الداخلية والخارجية التي تهدد بدرجة خطيرة سمعة المنظمة وربحيتها أو بقاءها في السوق".
وأوردت الموسوعة اإلدارية تعريفا إلدارة األزمات بأنها" :المحافظة على أصول وممتلكات المنظمة،
وعلى قدرتها في تحقيق اإليرادات ،وكذلك المحافظة على األفراد والعاملين بها ضد المخاطر المختلفة ،وتشمل
مهمة المديرين المسؤولين على هذا النشاط البحث عن المخاطر المحتملة ومحاولة تجنبها ،أو تخفيف أثرها
على المنظمة في حال عدم تمكنهم من تجنبها بالكامل ،واألفضل هو نقل احتمال تعرض المنظمة للمخاطر
1
إلى جهة متخصصة في ذلك مثل شركات التأمين.
27
وهي العملية اإلدارية المستمرة التي تهتم بالتنبؤ لألزمات المحتملة ،عن طريق االستشعار ورصد
المتغيرات البيئية ا لداخلية أو الخارجية المولدة لألزمة ،وتعبئة الموارد واإلمكانات المتاحة لمنع حدوثها ،أو
اإلعداد للتعامل معها بأكبر قدر ممكن من الكفاءةوالفعالية بما يحقق أقل قدر ممكن من األضرار للجميع،
معضمان العودة لألوضاع الطبيعية في أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة ،وأخي ار دراسة أسباب األزمة
الستخالص النتائج لمنع حدوثها ،أو تحسين طرق التعامل معها مستقبال ،مع محاولة تعظيم الفائدة الناتجة
1
عنها إلى أقصى درجة ممكنة.
ويمكن اعتبارها عملية إرادية مقصورة تقوم على التخطيط والتدريب ،لهدف التنبؤ باألزمات ،والتعرف
على أسبابه الداخلية والخارجية ،وتحديد األطراف الفاعلة والمؤثرة فيها واستخدام كل اإلمكانات والوسائل
المتاحة للوقاية من األزمات أو مواجهتها بنجاح مما يحقق االستقرار وتجنب التهديدات والمخاطر ،مع
2
استخالص الدروس واكتساب خبرات جديدة ،تحسن من أساليب التعامل مع األزمات في المستقبل.
وهي فن إدارة السيطرة من خالل رفع كفاءة وقدرة نظام صنع الق اررات ،سواء على المستوى الجماعي أو
الفردي ،للتغلب على مقومات اآللية البيروقراطية الثقيلة التي قد تعجز عن مواجهة األحداثوالمتغيرات
3
المتالحقة والمفاجئة ،وإخراج المنظمة من حالة الترهلواالسترخاءالتي هي عليها.
وإصطالح إدارة األزمات من وجهة نظر أخرى قد ينشأ في رحم اإلدارة العامة الحديثة ،مع اإلشارة إلى
دور الدولة في مواجهة الكوارث العامة المفاجئة وظروف الطوارئ مثل الزالزل ،الفيضانات ،األوبئة ،الحرائق،
الغازات الجوية ،والحروب المحدودة أو الشاملة...4
3سامي محمد هشام حريز :المهارة في إدارة األزمات وحل المشكالت ( األسس النظرية والتطبيقية) ،ط ،عمان ،دار البداية ناشرون وموزعون،2007 ،
ص.16 :
4محمد نصر مهنا :إدارة األزمات ،اإلسكندرية ،مؤسسة شباب الجامعة ،2004 ،ص.07:
28
وهو مفهوم يعبر عن تقنية أو أسلوب معين يستخدم عند مواجهة الحاالت الطارئة والتعامل مع األزمات
التي البد من مواجهتها والتخطيط ألسلوب المواجهة بشكل مبكر ،بناءا على االفتراضات المبنية على
المعلومات التي تنبئ بحدوث مثل هذه األزمات ،مما يساعد صانعي القرار واألجهزة األمنية ذات العالقة
باستشعار األزمة قبل وقوعها ،ووضع اإلجراءات الالزمة لمنع حدوثها إذا أمكن ،أو إمكانية تفاديها أو تلطيف
1
حدوثها ،ومواجهتها عندما يتطلب األمر ذلك.
وعلى هذا ا ألساس فإن إدارة األزمات لم تعد موقفا تقليديا نمطيا يحسب على اإلدارة كوظيفة من
وظائفها ،وإنما اهتداء شمولي وتوازني للطريق الصحيح في التحسب واالقتحام المحسوب في التصور
والتصرف ،من أجل أال تكون المواجهة ذات خسائر جدية بقدر ما تسعى العقلية اإلدارية المقتدرة لكسب
الصراع معاألزمة من البداية ،حتى من دون تقديم خسائر وتضحيات في حدودها الدنيا،فإدارة األزمة ينبغي أن
تمر بنفس خطوات التفكير اإلبداعي في القيادة اإلدارية ،إال أن الخطوات قد تأخذ سياقات أكثر مالمسة
2
لألزمة وحيثياتها.
يخلط البعض بين مفهوم إدارة األزمات وبين بعض المفاهيم األخرى المشابهة لها كاإلدارة باألزمات،
وإدارة القضايا...دافعين للسطح كافة أشكال التطاحن والصراع ،مطورين من مضمون االختالف إلى آفاق
جديدة من التناقض الجوهري ،ليزداد الصدع بمزيد من التصدع ،ومن ثم تأخذ األزمة أبعادا أخرى جديدة في
أعماق الكيان اإلداري الذي حدثت فيه.
أ -اإلدارة باألزمات وإدارة األزمات :الفرق قائم وكبير بين كل منهما ،فإدارة األزمة هي كيفية التغلب
عليها باألدوات العملية واإلدارية المختلفة وتجنب سلبياتها ،واالستفادة من إيجابياتها ،وهو عمل متكامل شامل
يستمد شموله من شمولية األزمة وامتدادها للتغلب عليها وأيضا في هذا االمتداد ،في حين أن اإلدارة باألزمات
تقوم على افتعال األزمات وإيجادها من عدم ،كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه الكيان
1نواف محمد قطيش :إدارة األزمات ،ط ،1عمان ،دار الراية ،2009 ،ص.15 :
29
اإلداري ،فنسيان مشكلة ما يتمفقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثيرا ،بحيث تغطي األزمةالجديدةالمفتعلة
1
على المشكلة القائمة.
ومن جانب آخر تختلف عملية إدارة األزمة عن اإلدارة باألزمات؛ إذ أن األخيرة هي فعل يهدف إلى
توقف أو انقطاع نشاط من األنشطة ،وزعزعة استقرار بعض األوضاع بهدف إحداث شيء من التغير في
ذلك النشاط لصالح مدبره ،والحقيقة أنه قد برعت اللغة الصينية في نحت مصطلح األزمة؛ إذ
ينطقونه”“wetglوهي عبارة عن كلمتين؛ األولى تدل على الخطر ،أما األخرى فتدل على الفرصة التي يمكن
استثمارها ،وتمكن براعة القيادة في تصور إمكانية تحويل األزمات وما تحملهمن مخاطر إلى فرصة إلطالق
2
القدرات اإلبداعية التي تستثمر األزمة كفرصة إلعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول السديدة.
ب -إدارة القضايا وإدارة األ زمات :معظم المبادئ والقواعد التيتنطبق على إدارة األزمة تنطبق أيضا
على إدارة القضايا؛ حيث إن االرتباط بين القضية واألزمة شديد الدرجة التي تسمح لكل منهما بأن يتالشى في
اآلخر ،فمثال حين تسلط جماعات الضغط الضوء على موضوع مثل "حماية البيئة" ،قد يتحول هذا الموضوع
ليصبح قضية عامة ،وقد تنطوي هذه القضية على تهديد يمس كيان المنظمة ،وربما مجموعة من الصناعات
وبالتالي تتحول القضية إلى أزمة ،لذلك يتم التعامل مع القضية أو األزمة بشكل مشابه وبنفس الكوادر
البشرية ،فكل من إدارةالقضايا وإدارة األزمات تستخدم أساليب العالقات العامةلحماية السمعة ،وتجنب
التأثيرات الخارجية السلبية ،إال أنه هناك أوجه اختالف بين المصطلحين*تتمثل في أنه يمكن تعريف األزمة
بأنها عبارة عن "قضية عاجلة" Acrisis is an issue in a huryوكذلك يمكن القول بأنالقضية بنت األزمة
،Issue is an infant crisisفكل منهما يعبر عن نوع ما من :تهديد السمعة ،réputation threatولكن
عادةما يتم ذلك عبر فترات زمنية مختلفة ،فعلى خالف األزمة يكون هناك وقت طويل نسبيا لتدارك
المشكالت والتحذير المبكر وإعداد االستجابات المالئمة قبلتطور القضية وتحولها ألزمة ،وكذلك يكون هناك
وقت لعقد جلسات المناقشة الحرة ،Brainstorningوإعداد برامج متخصصة لمعالجة جوانب القضية واختيار
30
األشخاص بدقة وإجراء التدريب والتخطيط وخالف ،والخالصة أن إدارة القضية عبارة عن نظام لإلنذار
1
المبكر” ،“Early Warningإذا لم يتم مراعاته في الوقت المناسب يمكن أن تتحول القضية ألزمة.
تمر أي أزمة عادة بخمس ( )05مراحل رئيسة ،وإذا فشل مدير األزمة في إدارة مرحلة من هذه المراحل
فإن األزمة تتفاقم أحداثها وتتزايد بصورة سريعة ومدمرة وتتمثل هذه المراحل في:
أ -مرحلة اكتشاف إشارات اإلنذار المبكر :ترسل األزمة قبل حدوثها وبوقت طويل إشارات تحذيرية
مبكرة ومتتالية ومتكررة وبصورة دائمة ،وما لم يوجد االهتمام الكافي بهذه اإلشارات فمنالمتحمل جدا أن تقع
األزمة،2وتمثل إشارات اإلنذار المبكر مشكلة حيث يستقبل المديرون العديد من أنواع اإلشارات في نفس
الوقت ،ويكون من الصعب عليهم عندئذ التقاط اإلشارات الحقيقة والهامة ،باإلضافة إلى ذلك فإن كل أزمة
ترسل اإلشارات الخاصة بها ،وقد يصعب التفرقة بين اإلشارات الخاصة بكل أزمة على حدى ،وعلى سبيل
المثال قد تكون الكتابة على الجدار أو في بعض األماكن الخاصة مثال تعبي ار عن غضب في صدور بعض
3
العاملين ،أو ربما ال تحمل هذا المعنى إطالقا.
ب -مرحلة االستعداد والوقاية :يجب أن يتوفر للمؤسسة أو للمنظمة أساليب ووسائل وقائية تستخدم
لمحاولة منع األزمة ،بحيث تعمل كمجسات ألي عالمات للضعف قد تسبب أزمة وليس هناك طريقة لمنع كل
األزمات ،ولكن النظام الوقائي يمكن أن يمنع امتداد وانتشاراألزمة لباقي أجزاء المنظمة ،4حيث يتم التخطيط
االستراتيجي إل دارة األزمة عن طريق التخطيط الذي يربط بين تحليل المعلومات المستمدة من البحوث ،وبين
أهداف خطة العالقات العامة ،وهيفي مجال إدارة األزمة تنحصر في هدفين هما:
−منع حدوث األزمة من خالل تفعيل خطة وقائية لعالج أوجه القصور المختلفة.
31
−االستعداد المسبق لمواجهة األزمة عند حدوثها من خالل تفعيلخطة عالجية يتم تجهيزها لتنفذ إذا ما
1
حدثت األزمة.
ج-مرحلة احتواء األضرار أو الحد منها :وفي هذه المرحلة يتم احتواء اآلثار الناتجة عن األزمة
وعالجها ،2وفيها يتم تحويل الخطة االستراتيجية للعالقات العامة إلدارة األزمة إلى خطة تكتيكية فنية تربط
بين االستراتيجية وبين البرامج االتصالية التنفيذية للحد من اتساع نطاق األزمة واألضرار الناتجة عنها ،وذلك
3
باستخدام وسائل اتصالية متعددة.
د -مرحلة استعادة النشاط :تشمل هذه المرحلة إعداد وتنفيذ برامج (جاهزة واختبرت بالفعل) قصيرة
وطويلة األجل ،وإذا لم تختبر هذه البرامج مسبقا فإنه من الصعب االستجابة ووضع حلول مناسبة عندما
تحتدم األزمة ،وتتضمن مرحلة استعادة النشاط عدة جوانب منها :محاولة استعادة األصول الملموسة والمعنوية
التيفقدت ،4وهذه المرحلة تمثل عملية ترميم ما حدث.5
32
الفصل الثاني :اتصال وتسيير األزمة
تناول الباحث في هذا المبحث الجوانب المختلفة لعملية االتصال من خالل ثالثة محاور رئيسية تناول
في المحور األول مفهوم االتصال وأهميته في حياتنا ،حيث عرف بعض التعريفات التي وضعها الباحثين
لالتصال ،وقد تناول في المحور الثاني العوامل المؤثرة في فاعلية االتصال من خالل عناصره المختلفة وهي
المرسل ،والرسالة ،والوسيلة ،والمستقبل ،ورجع الصدى ،وتناول في المحور الثالث معوقات االتصال والتي
تؤثر على فاعلية العملية االتصالية ،وذلك على النحو التالي:
االتصال ضرورة حتمية ال يستغنى عنها المجتمع من المجتمعات البشرية ولو فقد االتصال بين الناس
لتعذر ظهور الحصارات اإلنسانية ولما تحققت السمات الثقافية المتميزة ألي مجتمع1.فظاهرة المجتمع البشرى
1علي عجوة وآخرون ،مقدمة في وسائل االتصال ،الطبعة األولى ،جدة مكتبة مصباح ،1989 ،ص.13
33
أساسها ظاهرة اتصالية بحته تسهل أغراض التجمع البشرى من ناحية وتحقق الهدف اإلنساني من جهة أخرى
1
ومن غير الطبيعي أن يظهر تجمع بشرى دونما اتصال يهيئ له هذه الوجود.
واالتصال عملية متعددة تبدأ بالمرسل وتنتهي بالمستقبل وتعتمد العملية االتصالية على خمسة عناصر
متصلة ومتشابكة ومتداخلة مع ظروف نفسية واجتماعية تؤثر في النهاية على انتقال اآلراء واألفكار
والمعلومات بين األفراد والجماعات ،كما تؤثر على نوعية التأثير المحتمل لهذه اآلراء ولتلك المعلومات
وتشمل عناصر العملية االتصالية المرسل والمصدر ،الرسالة ،الوسيلة أو القناة ،المستقبل أو المتلقي ،رجع
2
الصدى أو التأثير المرتد.
ومن خالل االتصال أن نتفاعل مع اآلخرين فطبيعة االتصال البشرى تتميز بالديناميكية فهو عملية
متغيرة دائمة التشكيل وغير مستقرة فنحن األفراد نتميز بالتغير المستمر وعليه فمن غير الممكن أن نتصور
هذا االتصال فيما بيننا دونما حركية دائمة وهذه الحركية ترجع الى طبيعة تركيبية النفس البشرية التي هي في
األساس إيقاع متغير األمر الذي يؤثر أيضا على إيقاع العملية االتصالية التي تحتوي أطراف التفاعل والبيئة
3
المتغيرة محل االتصال.
واالتصال ال يعني مجرد توجيه رسالة من جانب معين الى طرف وهي العملية التي يمكن أن يطلق
عليها البث أو النشر أو االرسال من جانب واحد فلكلى يتحقق االتصال البد أن يلتقى الطرف األول ردا فوريا
أو مؤجال على رسالته وأن تستمر الردود مع استمرار توجيه الرسائل فإذا انقطعت الردود أصبحت الرسائل بثا
4
أحادى االتجاه.
1عبد هللا الطويرقى ،علم التصال المباشر ،دراسة في األنماط والمفاهيم وعالم الوسيلة اإلعالمية في المجتمع السعودي ،الطبعة الثانية ،الرياض :مكتبة
العبيكان ،1997،ص.27
2سوزان يوسف القليني ،االتصال ووسائله ونظرياته ،القاهرة :دار النهضة العربية ،1998 ،ص.16-15
34
وتتميز عملية االتصال بالديناميكية حيث أنها متغيرة ودائمة التشكل وغير مستقرة ،فنحن كأفراد نتميز
بالتغيير المستمر وكذلك اآلخرون بطبيعة الحال ،وعليه فمن غير الممكن أن نتصور هذا االتصال دونما
حركية دائمة1.فاالتصال يقوم أساسا بناء على هدف اال أن هذا الهدف غالبا ما يكون نسبيا سواء في درجة
وضوحه أو أهميته أو القدرة على تحقيقه بالنسبة ألطراف عملية االتصال.
واالتصال في األساس عملية اجتماعية تعتمد على نسق كامل من الرموز اليتوقف على حدود اللغة
المنطوقة أو المكتوبة فحسب بل يمتد الى مجموعة من األفعال التي يأتيها االنسان في موقف معين من خالل
الكلمات واالشارات والحركات وااليماءات والتعبيرات وهو يشير الى المشاركة في المعنى عن طريق رسائل
مختلفة تلك التي تنتقل بها األفكار واآلراء والمعلومات واالتجاهات داخل نسق اجتماعي معبن وبين أطراف
2
مؤثرة ومتأثرة.
وتبرز أهمية وقيمة االتصال أثناء األزمة من خالل أسطورة بجزر "المالديف" مضمونها أن رجلين
فصل بينهما جدار طليت إحدى واجهتيه باللون األسود ،والواجهة األخرى باللون األبيض فهتف الرجل الواقف
خلف الواجهة البيضاء قائال إن لون الجدار األبيض بينما صاح الرجل اآلخر مقسما بإيمان مغلظة بأن لون
الجدار أسود.
فما كان من األول إال أن اتهمه بالكذب والحنث بقسمه فقام اآلخر واستل سيفه لغسل اإلهانة التي
لحقت به ،وهكذا تقاتال وقتل كل منهما اآلخر بدال من أن يسعى أحدهما لمعاينة الجانب اآلخر من الجدار.
وتبدو هذه األسطورة عميقة الداللة في توضيح أحد أسباب نشوء األزمات في مجال العالقات اإلنسانية
بشكل عام وهو اختالف وجهة نظر كل فرد عن اآلخر فيما يتعلق بالحقيقة الواحدة وتبدو أهمية االتصال هنا
عن طريق تصحيح بعض المفاهيم بين طرفي االتصال وهو ما يؤدي بدوره الى نجاح دور االتصال في إدارة
3
األزمات.
3عباس رشدىالعمارى ،إدارة األزمات في عالم متغير ،القاهرة :مركز األهرام الترجمة والنشر ،1993 ،ص .22-21
35
مفهوم االتصال:
ومعناها عالم أو شائع أو مألوف ،1وبالتالي فان االتصال كعملية يتضمن المشاركة أو التفاهم حول
شيء أو فكرة2 ،وذلك عن طريق انتشارها أو شيوعها بين أطراف العملية االتصالية.
واالتصال كمفهوم -بذل عديد من الباحثين والمتخصصين في مجاالت العلوم االجتماعية جهودا كثي ار
لوضع أو تحديد معنى محدد له وبالتالي فقد تعددت التعريفات التي وضعت له ورغم هذا التعدد نجد أن ذلك
يشير الى ثراء هذا المفهوم والتأكيد على أهميته.
▪ اال تصال يعني تفاعل بالرموز اللفظية وغير اللفظية بين طرفين أحدهما مرسل يبدأ بالحوار والثاني
3
مستقبل يكمل الحوار.
▪ هو عملية مشاركة آراء ومعتقدات ومعلومات واتجاهات اآلخرين الفكرية مع آرائنا ومعتقداتنا
4
واتجاهاتنا الفكرية.
▪ هو أيضا العملية أو الطريقة التي تنتقل بها األفكار والمعلومات بين الناس داخل نسق اجتماعي
معين يختلف من حيث الحجم ومحتوى العالقات المتضمنة فيه وهذا النسق قد يكون مجرد عالقة
5
ثنائية نمطية بين شخصين أو جماعية صغيرة أومجتمع.
▪ هو العملية االجتماعية التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات واآلراء واألفكار في رموز دالة بين األفراد
1
والجماعات داخل المجتمع ،وبين الثقافات المختلفة لتحقيق أهداف معينة.
2حسن عماد مكاوى وليلى حسن السيد ،االصتال ونظرياته المعاصرة ،الطبعة األولى ،القاهرة :دار المصرية اللبنانية ،1998 ،ص.23
4محمد منير حجاب ،وسحر محمد وهبى ،المداخل األساسية للعالقات العامة المدخل االتصالي ،الطبعة األولى ،القاهرة :دار الفجر للنشر والتوزيع،
ص.230
5محمد عودة ،أساليب االتصاالت والتغيير االجتماعي ،القاهرة :دار المعرفة الجامعية ،1998 ،ص.5
36
▪ كما يعني العملية التي يقوم بها الشخص بنقل رسالة تحمل المعلومات أو اآلراء أو االتجاهات أو
المشاعر الى اآلخرين بهدف ما ،في موقف ما ،عن طريق الرموز بغض النظر عما قد يعترضها من
2
تشويش.
▪ وهو العملية التي يتم عن طريقها تكوين العالقات بين أعضاء المجتمع سواء كان صغي ار أو كبي ار
3
وتبادل المعلومات واألفكار والتجارب فيما بينهم.
▪ هو انتاج أو توفير أو تجمعالبيانات والمعلومات الضرورية الستمرار العملية اإلدارية ونقلها وتبادلها
أو إذاعتها بحيث يمكن للفرد أو الجماعة إحاطة الغير بأمور أو أخبار أو معلومات جديدة أو التغيير
4
في هذا السلوك وتوجهه وجهة معينة.
▪ هو سلوك انساني اجتماعي تبادلى يقوم من خالل طرف ما باستخدام الرموز الشفهية أو الكتابية أو
المرئية أو الصوتية أو غير اللفظية ألجل توفير ونقل وتوصيل معلومات أو آراء أ ,أفكار أو خبرات
وذلك بغرض االعالم أو الحصول على استجابتهم أو التأثير على سلوكياتهم أو لتحريكها نحو وجهة
5
معينة وللوصول الى وحدة فكر بين جميع األطراف وفهم مشترك لموضوع االتصال.
▪ هو مجموع العمليات التي تتم بغرض انتقال المعلومات بين إثنين أو أكثر تمهيدا لتبادل اآلراء وشرح
6
وجهات النظر بين األشخاص بغرض التفاهم المتبادل نحو تحقيق األهداف.
▪ هو مفهوم يشير الى المجرى الذي تنتقل به المعلومات واألخبار خالل الجماعة أو المجتمع بحيث
يأخذ هذا المجرى أشكاال أو أنماطا مختلفة.
7
1محمد عبد الحميد ،نظريات االعالم واتجاهات التأثير ،الطبعة األولى ،القاهرة :علم الكتب ،1997 ،ص.21
2خالد خليل أبو اصبع ،العالقات العامة واالتصال اإلنساني ،الطبعة األولى ،األردن :دار الشروق ،1998ص.13
3محمد عبد الغنى حسن ،مهارات االتصال فن االستماع والحديث ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،1998ص.11
4عبد الرحمان توفيق وآخرون ،مهارات االتصال والعالقة مع اآلخرون( القاهرة :مركز الخيا ارت المهنية لإلدارة ،1998 ،ص.)9
5محمد أمين عودة ،مشكالت ومعوقات االتصال اإلدارية ،الكويت :مطبوعات جامعة الكويت ،1996 ،ص.19
6محمد عمر الطنوبى ،نظريات االتصال ،اإلسكندرية :دار المطبوعات الجديدة ،1994 ،ص.19
7محمد عمر الطنوبى ،أساليب االتصال والتغيير االجتماعي ،مرجع سابق ،ص.27
37
من التعريفات السابقة لالتصال بأنها متقاربة في معناها العام وتتفق على العناصر األساسية في عملية
االتصال.
تعتمد عناصر االتصال بصفة أساسية على خمسة عناصر متصلة ومتشابكة ومتداخلة مع ظروف
1
نفسية واجتماعية تؤثر في النهاية على انتقال اآلراء والمعلومات بين األفراد والجماعات وهي:
هو صاحب الرسالة التي يتم إرسالها الى األخرين ويجب أن يجيد صياغة أفكاره في رموز تعبر عن
المعنى الذي يقصده2،وقد يكون المصدر أو المرسل شخص أو جهة مسؤولة أو وسائل االعالم...الخ ،وذلك
وفقا لشكل االتصال.
.2الرسالة Message
تعد الرسالة بمثابة المضمون المعبر عنه وتتفاوت هذ الرسائل في أنماطها فهناك رسائل لفظية شفاهية
أو كتابية وهناك رسائل غير لفظية فالحث االتصالي هو مجمل هذه الرسائل والتي تشكل المعنى اإلجمالي
3
للمضمون االتصالي.
ولكي يتحقق للرسالة الوضوح من الناحية الفنية ينبغي استخدام األسلوب الجذاب والعبارة السهلة ألن
فهم المعنى هو أساس االقناع واالستمالة وينبغي أن تتناول الرسالة موضوعا يجذب انتباه المستقبل وأن تثير
4
احتياجات محددة عنده وتقترح وسائل اشباعها.
38
.3الوسيلة Channel
وهي التي يتم من خاللها نقل الرسالة من المرسل الى المستقل وهذه الوسيلة تختلف في خصائصها
1
وامكانياتها باختالف الموقف االتصالي وحجم المتلقين وانتشارهم وحدود المسافة بين المرسل والمتلقين.
ويتوقف استخدام كل وسيلة في العملية االتصالية على طبيعة الفكرة المطروحة أو الهدف الذي نسعى
الى تحقيقه من خالل رسالة معينة وكذا خصائص الجمهور المستهدف وأيضا تكاليف استخدام الوسيلة
بالنسبة ألهمية الهدف المطلوب تحقيقه مع أهمية عامل الوقت بالنسبة للموضوع الذي يتناوله االتصال مع
2
األخذ في االعتبار مزايا كل وسيلة وما تحققه من تأثير على الجمهور المستهدف.
وهو الذي يستقبل الرسالة سواء كان هذا المتلقي فردا أو جماعة أو جماهير غفيرة 3،ويعتبر المتلقي
4
الهدف الرئيسي والنهائي من أي عملية إتصالية.
ويقوم المستقبل بإعادة فك رموز الرسالة الموجهة من المرسل ويفسرها تبعا إلطاره الداللي وهنا قد
يحدث أحد األمرين :إما أن يوافق المتلقى في تفسير الرسالة على النحو الذي يقصده فتصل الفكرة إليه
بوضوح ،وإما أن يخفق في استخالص المعنى المقصود ألي سبب متعلق بصياغة الفكرة أو وسيلة نقلها أو
5
الظروف التي نقلت فيها إليه.
39
وهو ما يسمى بالتأثير المرتد أو قياس مدى فعالية الرسالة ومدى ما حققه من أهداف اتصالية ويمكن
قياس رجع الصدى بناء على عدة محاور من أهمها:
تعددت التقسيمات التي وضعها العلماء والباحثين ألنواع االتصال واختلفت آرائهم في تلك األنواع اال أن
معظمهم اتفق على أن هناك نوعين رئيسيين لالتصال هما:
وهو أقدم أنواع االتصال وأكثرها صدقا إذا توافر لرموزه عنصر الخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل
ومن وسائله تعبيرات الوجه وأيضا بعض اإلشارات المختلفة باستخدام الجسم البشري التي تحمل معنى متفقا
عليه بين أطراف العملية االتصالية.
وتأتى الفنون التشكيلية في مقدمة وسائل االتصال غير اللفظي التي تحظى بجاذبية خاصة لدى فئات
2
جماهرية معينة مثل النحت والتصوير والرسم...الخ.
بدأ استخدام اللغة في التفاهم اإلنساني عندما تطورت المجتمعات وأصبحت قادرة على صياغة كلمات
ترمز الى معان محددة يلتقي عندها أفراد المجتمع ويعتمدون على دالالتها في تنظيم عالقاتهم والتعبير عن
40
مشاعرهم ،1وفي هذا النوع من االتصال يستخدم اللفظ أو الكلمة كوسيلة لنقل الرسالة من المصدر الى
2
المستقبل.
اللغة نستطيع أن ننقل مشاعرنا الى اآلخرين وبدء االتصال اللفظي ال يمكن لمدير األزمة أن ينقل
توجيهاته الى العاملين معه ويعتبر االتصال اللفظي أهم وسيلة يمكن استخدامها في التعامل مع األزمة وهي
3
األكثر شيوعا بين أنواع االتصال األخرى.
وقد حاول كثير من الباحثين وضع مجموعة من المعايير التي يمكن تصنيف أنواع االتصال على
أساسها والتي يمكن عرضها بإيجاز على النحو التالي:
4
وبالطبع فان النوع الثاني يعني اكتمال عملية االتصال بين المستقبل والمرسل.
)1اتصال رسمي:
3فاروق السيد عثمان ،سيكولوجية التفاوض وإدارة األزمات ،اإلسكندرية :منشأة المعارف ،1998 ،ص120
41
ويقصد به وجود نظام قائم على التخطيط لإلجراءات والكيفية التي يسلكها تدفق المعلومات والبيانات
في أي كيان اداري1ويالحظ تنوع المادة أي تنتقل عبر شبكات هذا النوع من االتصال اذ تتضمن البيانات أو
الحقائق الخاصة بالوضع الجاري والمشكالت واألهداف واآلراء والمقترحات والخبرات وأيضا المعلومات
2
الخاصة باألهداف والسياسات واألحداث...الخ
وفقا لهذا النوع من االتصال فانه ال توجد إجراءات أو قواعد محددة تشكل االتصال وانما يتم بين األفراد
3
بطريقة طبيعية وتتميز الجماعات األولية كاألسرة وجماعات النادى بالطابع غير الرسمي في اتصاالتها.
ويمكن تعريفه على أنه االتصال الذي يتم التفاعل فيه بطريقة غير رسمية بين العاملين بتبادل
المعلومات واألفكار أو وجهات النظر في الموضوعات التي تهمهم وتتصل بعملهم أو تبادل المعلومات من
4
خارج منافذ االتصال الرسمية أو تعبي ار عن خطوط تحددها وتدعمها السلطة الرسمية.
.1اتصال هابط:
ويقصد به ذلك النوع من االتصال الذي يتم بين اإلدارة العليا وأعضاء اإلدارة الوسطى وبين هؤالء
ورجال اإلدارة المباشرة أو المشرفين وبين اآلخرين والعاملين في مستوى التنفيذ حيث يكون االتصال متفقا مع
خط السلطة5ويكون في صورة ق اررات إدارية أو أوامر مدنية أو عسكرية وغيرها وتصدر من الفائدة الى األتباع
4عاطف عدلى العبد ،المداخل األساسية لدراسة علم االتصال ،الجزء األول ،طبعة تجريبية ،بدون ناشر ،1988 ،ص.76
42
بشكل تدريجي وهذا النوع من االتصال ضروري لشرح أهداف المؤسسة أو المنظمة وهو يمثل االتجاه
المستخدم من اإلدارة لتنتقل الى جمهور العاملين المعلومات الخاصة باألهداف والسياسات واإلجراءات وما
1
الى ذلك.
.2اتصال صاعد:
وهو االتصال الذي يتمثل في الرسائل الصاعدة من المرؤسين الى الرؤساء ويتضمن تقديم معلومات
حول ما يريد الشخص قوله عن نفسه أو آدائه أو مشكلته وممارسات المؤسسة وسياستها وأيضا ما يجب
2
عمله وكيف يمكن ذلك.
.3اتصال أفقي:
ويقصد به االتصال الذي يتم بين أعضاء المؤسسة على مستوى التسلسل التنظيمي كاتصال رؤساء
3
األقسام فيما بينهم.
ويتسم هذا النوع باالستم اررية وقد يكون منتظم أو غير منتظم واالنتظام في حالة االتصال بالجماهير
مثل بدء االرسال حتى نهايته وكذا انتظام موعد النشرات اإلخبارية أما غير المنتظم فيقصد به اجراء االتصال
1
في أي وقت.
43
ويتسم بعدم الدوام في االستم اررية اذ يتم ذلك حسبما تتطلبه الظروف بمعنى أنه اتصال نادر الحدوث
2
أو أحيانا ما يتم.
يتفق الكثير من العلماء والباحثين في مجال االتصال على أن هناك أشكال رئيسية لالتصال وهي:
.1االتصال الذاتي.
.2االتصال بين شخصين.
.3االتصال الجمعى.
.4االتصال التنظيمي.
.5االتصال الفولكلوري.
.6االتصال الوسطى .Media com
.7االتصال العام.
.8االتصال الجماهيري.
وان اختلف بعض الباحثين في تحديد بعض من هذه األشكال من حيث التسمية فالبعض يرى أن
االتصال الجمعى هو اتصال عام بينما يرى البعض اآلخر أن هناك فرق كبير بينهما.
وفيما يلي سوف أعرض بايجاز مفهوم كل شكل من األشكال السابقة ومزاياه وخصائصه الرئيسية وذلك
على النحو التالي:
44
يرى بعض الباحثين أن الشكل األول لالتصال يبدأ دخل الفرد فاإلنسان يفكر في موضوعات كثيرة
معظم الوقت ويقلب هذه الموضوعات كثيرة معظم الوقت ويقلب هذه الموضوعات على جوانبها المختلفة
1
ليصل الى رأي معين قد يحتفظ به لنفسه أو ينقله الى اآلخرين.
ووفقا لهذا الشكل من أشكال االتصال فان الفرد قد يكون هو المرسل والمستقبل في وقت واحد.
وهو االتصال الذي يتم بين الفرد ونفسه في محاولة لتنظيم إدراكه عن األشخاص واألشياء واألحداث
والمواقف التي يتعرض لها أو حول ما يتلقاه من معلومات وأفكار وآراء باعتبارها منبهات أو مثيرات تتطلب
2
منه استجابة ما في اتجاه ما.
وقد حظى االتصال الذاتي باهتمام علماء النفس وهو مستوى يرتبط بالبناء المعرفي واالدراك والتعلم
وكافة السمات النفسية ،كما حظى باهتمام علماء االجتماع باعتباره حلقة هامة تربط بين سلوك الفرد والبيئة
التي يعيش فيها .وقد تناول العديد نت الباحثين عملية االتصال الذاتي من خالل نماذج تعريف لهذه العملية
وعناصرها واتجاهات حركة هذه العناصر وبصفة خاصة في مجاالت االدراك وتشكيل االتجاهات وهي عملية
3
معرفية ونفسية نالت اهتمام الكثير من الباحثين في هذهالمجاالت.
وهو االتصال الذي يحدث بين شخصين أو أكثر ويمكن تسميته باالتصال المباشر ووفقا لهذا الشكل
من أشكال االتصال فان االنسان المشارك فيه يمكن أن يرسل ويستقبل الرسالة االتصالية والمشاركين في
عملية االتصال يمكن ألن يتفهموا ويدركوا مضمون الرسالة4.ويعتبر من أقوى أشكال االتصال خاصة في
الدول التي تزداد فيها درجة األمية حيث يتميز بمجموعة من المزايا التي تميز عن غيره من األشكال األخرى
لالتصال وهي:
2محمد عبد الحميد ،نظريات االعالم واتجاهات التأثير ،مرجع سابق ،ص.31
45
-أن القدرة على التأثير واالقناع تكون كبيرة.
-انخفاض تكلفته بالقياس الى األشكال األخرى.
-اختيار اللغة المناسبة والشكل المناسب للحديث مع الجمهور المستهدف.
-سهولة التعرف على حجم التعرض للرسالة الموجهة.
-إمكانية توجيه الرسالة الى الجمهور المستهدف مباشرة.
1
-الحصول الفوري على رجع الصدى مما يمكن المصدر من التغير الفوري للرسالة.
االتصال الجمعى: ت.
وهو االتصال الذي يقوم فيه المرسل بمخاطبة عدد محدود من الجمهور المائل أمامه في مكان معين
2
ووقت محدد يستطيع أن يقدر بشكل تقريبي مدى تفاعلهم مع ما يقول وتأثرهم بما يقول.
3
ويأخذ االتصال الجمعى عدة أشكال من أهمها وأكثرها شيوعا ما يلي:
.1الخطب:
وهي تعتبر من أنجح وسائل االتصال المستخدمة لنقل األفكار والمعلومات الى الجماهير المكونة من
جماعات صغيرة ومن أمثلة هذه الخطب الدينية ،السياسية...الخ.
.2الندوات:
حيث تتنوع الموضوعات التي تدور حولها فهناك ندوات دينية وأخرى أدبية...الخ ،ويقوم بإدارة الندوة
شخص له مكانته واهتمامه بموضوع الندوة.
46
وهي ذلك النوع من االتصال الذي يتم داخل المنظمات ويهدف الى انسياب المعلومات واألفكار بأقصى
درجة ممكنة من المستويات اإلدارية المختلفة الى المرؤوسين وانتقال رجع الصدى منهم الى المستويات
1
اإلدارية المختلفة في المنظمة.
وقد تأخذ هذه االتصاالت شكال رسميا داخل القنوات والمسارات التي يحددها الهيكل التنظيمي الرسمي،
وقواعد ونظم العمل الرسمية داخل المنظمة ،كما قد يأخذ شكال غير رسميا حيث تقع خارج القنوات والمسارات
التي يحددها البناء التنظيمي الرسمي نتيجة للتفاعالت والعالقات االجتماعية التي تنشأ بين األفراد والذين
تجمعهم ظروف بيئية أو اجتماعية أو سياسية مشتركة مما يشكل عامال مساعدا على سرعة االتصال فيما
بينهم أو بسبب تعرض األفراد لمشاكل ومواقف متشابهة أو لوجودهم في أماكن متقاربة أو لرغبتهم في تحقيق
2
أهداف واحدة أو لغير ذلك من األسباب.
ولكن إذا كان هذا الشكل من االتصاالت غير الرسمية لها بعض اإليجابيات فان هناك اتصاالت غير
رسمية تتم في بعض أشكال وحاالت التنظيم الرسمي وتكون لها آثار سلبية على العمل لدرجة تعتبر معها
3
مؤش ار على وجود أشكاالت جدية في نظام العالقات داخل المؤسسة.
ويلعب االتصال التنظيمي دو ار هاما في التعامل مع األزمات وذلك من خالل االتصال بين مجموعات
العمل في تحديد وتوصيف األزمة وطرح الحلول المناسبة لها.
ويجب االهتمام بأمن االتصال داخل المنظمة أثناء إدارة األزمة ولكن اإلجراءات الالزمة ألمن االتصال
داخل المنظمة مسألة تقديرية فأحيانا ما تكون التضحية ببعض درجات أمن االتصال ضرورة يقتضيها تنفيذ
العملية.
2محمد أمين عودة ،مشكالت ومقومات االتصاالت اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.26
3مصطفى حجازى االتصال الفعال في العالقات اإلنسانية واإلدارة ،الطبعة األولى ( ،بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،)1990 ،
ص.127
47
سيطلق اسم فلكلور على التراث الروحي ألي شعب خاصة التراث الوطني ويتضمن الجوانب التقليدية
من ثقافة المجتمع اإلنساني التي تنتقل اجتماعيا بين األفراد وليس عن طريق المعرفة المكتسبة أي أنه التراث
الشعبي الذي يتم نقله بواسطة وسائل االتصال التقليدية في المجتمعات ويتمثل في:
وطرق االتصال التقليدية أن تستخدم الفلكلور وتعتمد عليه اعتمادا رئيسيا في مادتها االتصال ويحدث
عن طريق استخدامه تأثي ار ثقافيا في المجتمع وتتمثل في المسرح الشعبي ومسرح العرائس وفرق الغناء،
1
والرقص الشعبي وحلقات الذكر ،واالنشاد الديني واألفراح.
ويسمى بهذا االسم ألنه يحتل مكانا وسطا بين االتصال الشخصي واالتصال الجماهيري ويشتمل
االتصال الوسطى على االتصال السلكي،من نقطة إلى أخرى مثل التليفون ،و الفاكس ,األفالم التليفزيونيةمن
خالل الدوائر المغلقة و يشبه االتصال الوسطىاالتصال الشخصي من حيث قلة عدد المشاركين فيه و يمتلك
اتصال الوسطى بعض الخصائص االتصال الجماهيري إذ يمكن أن يكون جمهوره غير متجانس و أن يكون
2
المشاركين فيه بعيدين مكانيا عن بعضهم و كذافإن الرسالة تنقل بسرعة وتصل لألفراد في آن واحد .
االتصال العام
ويعني وجود الفرد مع مجموعة كبيرة من األفراد كما هو الحالفي المحاضرات و األسباب الثقافية و
عروض المسرح و يتميز التفاعل بينأعضاء هذا النوع من االتصال بأنه مرتفع كما يتميز بوحدة االهتمام و
2حسن عمار مكاوى وليلى حسن السيد ،مرجع سابق ،ص .31-32
48
المصلحة و االلتقاء حول األهداف العامةويضم أعضاء الجماعة تنظيم داخلي و إن كان غير رسمي و عادة
1
ما يتم هذا النوع من االتصال في أماكن التجمعات أو تلك التي تقام خصيصا لهذه األغراض.
و تلعب شخصية القائم باالتصال في االتصال العام دو ار هاما و يمكن رصد ستة عناصر رئيسية
تجعل لعملية االتصال العام تأثي ار على إدارة األزمة و هي الشخصية المتماسكة المعرفة الواسعة ,المهارات
2
اللفظية ,الحساسية تجاه رغبات الجمهور ,الحساسية تجاه الموقف الخطابي و الثقة بالنفس .
االتصال الجماهيري
و هو عملية االتصال التي تتم باستخدام وسائل اإلعالم الجماهيرية و يتميز بقدرته على توصيل
عريض متباين اإلتجاهات و المستويات وألفراد غير معروفين للقائم باالتصال الرسائل إلى جمهور
تصلهمالرسالة في نفس اللحظة وبسرعة فائقة مع مقدرة على خلق رأي عام وعلى تنمية اتجاهات وأنماط من
3
السلوك غير موجود أصال والمقدرة نقل األفكار والمعارف والترفيه.
ويتميز هذا النوع من االتصال بالتعدد في كل العناصر حيث يتحول الفرد المرسل أو القائم باالتصال
4
الى مؤسسات ومنظمات تضم عددا كبي ار من األفراد المؤهلين إلعداد وصياغة الرسائل االتصالية.
وعادة ما يتم تعريف االتصال الجماهيري على أنه تلك العملية التي يقوم فيها القائم باالتصال ببث
رسائل مستمرة ومتعددة من خالل الوسائل اآللية االلكترونية الى عدد كبير ومنتشر من المتلقين في محاولة
5
للتأثير عليهم بطرق متعددة.
2فاروق السيد عثمان ،سيكولوجية التفاوض وإدارة األزمات ،مرجع سابق ،ص .122
49
فاالتصال الجماهيري مجتمع قائم بنفسه فرسائل األفراد أو الجماعة تتحول الى جماهير غفيرة وهو
ضروري للمجتمعات والتجمعات الديموقراطية وأيضا للرأسمالية وهو الوسيلة التي بواسطتها يقد االعالم عن
الخدم ات الخاصة بالبيع والبضائع ويتم اإلعالم أيضا عن المرشحين السياسيين وعن نشاطات األفراد
والجماعات فوسائل االتصال الجماهيري وسيلة جماهيرية مثل التيليفون والصحف ويتطلب أيضا حراس بوابة
1
سواء كانوا بش ار أو أنظمة لمراقبة ومعالجة المعلومات قبل بثها الى الجمهور.
ويحتاج االتصال الجماهري(عن طريق وسائله) ،الى مجموعة من الشروط الالزمة لنمه وازدهاره في
أي مجتمع هي:
-وجود قاعدة اقتصادية ميتة توفر التمويل الالزم للحصول على تكنولوجيا االتصال.
-وجود قاعدة علمية وثقافية في المجتمع يكون بإمكانها انتاج المعلومات وتوزيعها واستهالكها.
-وجود قدر معقول من الكثافة السكانية في المجتمع.
2
-وجود مناخ مالئم من حرية الرأي والتعبير.
-أن االتصال الجماهيري يعتمد على التكنولوجيا لكي يمكن نشر الرسائل على نطاق واسع.
-يعمل االتصال الجماهيري على تقديم معاني مشتركة لماليين األشخاص في نفس الوقت.
-يتم التحكم في االتصال الجماهيري من خالل العديد من حرس البوابة GateKeeperوهم اللذين
يتحكمون في شكل ومحتوى الرسائل التي تنقلها وسائل االتصال الجماهيري.
3
-يكون رجع الصدى متأخ ار في االتصال الجماهيري عن أنواع االتصال األخرى.
1فؤادة عبد المنعم البكرى ،دور االتصال المباشر في تنمية الوعي االجتماعي دراسة ميدانية للنشاط االتصالي بالجمعيات الثقافية والعلمية في مصر،
50
وقد لعبت وسائل االتصال الجماهيري دو ار كبي ار في نقل الثقافات المختلفة بين مجتمعات العالم وتقريب
المسافة الفكرية وتحطيم الحواجز المصطنعة وقد ترتب على هذا كله تزايد معرفة المجتمعات بما يجرى في
1
بعضها البعض مما أدى الى تفهم االختالفات في بعض األحيان واتساعها أحيانا أخرى.
ويمكن أن تلعب وسائل االعالم أو االتصال الجماهيري دو ار هاما في إدارة األزمات من خالل نقل كل
ما يتعلقباألزمة واإلجراءات التي تتخذ لمعالجتها وادارتها.
يتجاوز االتصال الثقافي حدود االتصال الجمعى والجماهيري ذلك أن عملية االتصال الثقافي تنتقل الى
خارج حدود الدول والشعوب وثقافتها الى دول وثقافات أخرى إما بغرض التبادل أو التفاعل بين الثقافات
Interculturalأو التأثير في الثقافات األخرى والذي ارتبط بمفاهيم مستحدثة في أدبيات االعالم المعاصرة
مثل الغزو الثقافي Cultural invasionوالهيمنة الثقافية Cultaraldependenceوغيرهامن مفاهيم عديدة
فرضت نفسها في الخطاب السياسي واالجتماعي للدول توضح حدود تأثير عملية االتصال الثقافي.
ويمكن تعريف االتصال الثقافي على أنه تبادل للخبرات الحياتية مع الثقافات األخرى مما تتطلب فهما
كامال وشامال لألنماط االتصالية في دولة ما من أجل تحقيق األلفة مع اللغة والعناصر الثقافية األخرى حتى
يمكن أن يحدث التكيف مع اآلخرين في هذه الدول.
ويتم االتصال الثقافي أيضا من خالل عمليات مع مواطني الدولة أنفسهم الذين تفاعلوا مع ثقافات
أخرى في فترة من حياتهم مثل المهاجرين الوافدين من أنماط ثقافية أخرى أو اللذين ولدوا في الخارج أو
تأثيرات التعليم الموازي والذي تتبناه جاليات وارساليات أجنبية في الدولة،وغيرها من األشكال واألنماط التي
أصبحت تصنف االتصال الثقافي في إطار الضرورات التي أصبحت تصنف االتصال الثقافي اطار
الضروريات التي تفرضها خصائص العصر.
51
تتنوع فنون االتصال بتنوع الوظائف واالهداف التي يسعى القائمون باالتصال الى تحقيقها وقد تطورت
1
هذه الفنون مع تطور وسائل االتصال نفسها وتطور الحاجة اليها في المجتمع المعاصر.
ويمكن عرض هذه الفنون مع تحديد مفهوم كل منها بإيجاز وذلك على النحو التالي:
.1االعالم:
ويقصد به نقل األخبار والمعلومات الجديد التي تهم الجمهور في وقت معين ،فإذا لم يكن الخبر
مستكمال لعناصره الفنية من حيث الدقة والحالية واألهمية فإنه يفقد قيمته اإلعالمية.
.2الدعاية:
وهي من أكثر الفنون التي كثر الجدل من قبل الباحثين والكتاب حول تعريفها وتحديد مفهومها لكثرة
استخدام مدلولها في كثير من األنظمة.
ويمكن تعريفها على أنها تلك الجهود المقصودة للتأثر في الغير القناعه بفكرة أو رأي أو كسب تأييده
أو شخص أو منظمة أو تغيير اآلراء واالتجاهات السائدة نحو قضية معينة أو شخص أو منظمة بهدف تغيير
2
سلوك األفراد والجماعات أو خلق أنماط جديدة من السلوك.
.3اإلعالن:
ويمكن تعريفه على أنه الجهود غير الشخصية التي يدفع عنها مقابل بواسطة ممول معين لعرض
3
األفكار أو السلع أو الخدمات وترويجها.
52
يستعرض الباحث فيما يلي مجموعة من العوامل التي تؤثر في فاعلية االتصال لتحقيق النتائج المرجوة
منه ،وذلك من خالل عرض للعوامل المرتبطة بكل عنصر من عناصر العملية االتصالية ،كما يتناول
المعوقات التي تحد من فاعلية هذه العملية ،وذلك وفقا للمحاور التالية:
مهما تعددت أساليب االتصال ومستوياته ومهما اختلفت نشاطات االتصال فان الهدف من عملية
االتصال هو تحقيق تأثيرات أو نتائج معينة ومن المؤثرات الهامة على نجاحها مدى استجابة المتلقى
1
للرسالة.
1صالح خليل أو أصبع ،العالقات العامة واالتصال اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.44
53
فعملية االتصال ال تكون مؤثرة بمجرد أن يقوم المرسل بتكوين وصياغة أفكاره بصورة جيدة واستخدام
األساليب المناسبة لتوصيل المعلومات دون أن نضمن أن عملية استقبال المعلومات لدى المستقبل تتم بشكل
صحيح فدور المستقبل ال يقل أهمية عن دور المرسل فبدون أن يكون هناك انصات وتركيز للحصول على
الرسالة لن تصل اليه الفكرة وبالتالي سوف يفشل في تفسيرها واستيعابها بصورة صحيحة أو سليمة ويتحمل
المستقبل نصيبه في نجاح عملية االستقبال من خالل االنصات وإعطاء رجع للصدى Feed Backفي
1
الوقت المناسب لكي يساعد المرسل على إتمام نجاح مهمته ونجاح عملية االتصال.
واالتصال الفعال أو المؤثر يعنى حدوث االستجابة المستهدفة منه والتي تتفق مع مفهوم الهدف من
االتصال أو وظيفة االتصال وعادة ما يكون هذا الهدف في وعي المرسل أو القائم باالتصال ويتوقع تحقيقه
من المستقبل أو المتلقى وال يكفى وهو الذي يستطيع أن يجعل المثيرات قادرة على إحداث االستجابات
المرغوب فيها ،حيث تتضمن كل عملية اتصالية مثير ينتج عنه استجابة 2حدوث التغذية العكسية أو المرتدة
أو رجع الصدى أثناء عملية االتصال حتى نقول أن عملية االتصال قد حققت الهدف وذلك أن رجع الصدى
في هذه العملية ال يعني سوى إستمرار عملية االتصال أو استمرار التفاعل بين كل من المرسل والمستقبل ،وال
يشترط أن يتم حدوث األثر بشكل فوري بل أنه قد يكون محصلة عمليات معرفية ونفسية واجتماعية عديدة
تختلف في تأثيرها من فرد الى آخر أو من جماعة الى أخرى مما يؤدي الى حدوث األثر بنسب متفاوتة بين
األفراد المتلقين أو عدم حدوثه نهائيا بين آخرين أو تحقيق أثر سلبي ال يتوقعه المرسل نهائيا ،ولكنه في
3
النهاية محصلة تفاعل عوامل وعمليات عديدة فردية واجتماعية.
واالتصال الفعال بالنسبة للمؤسسات المعاصرة أصبح له ضرورة كبيرة بل يتعدى ذلك ليصبح حتميا
بالنسبة لها وقد توصلت دراسات عديدة الى وجود عالقة ارتباطية بين االتصال الفعال وحجم إنتاجية أو
1محمد عبد الغنى حسن ،مهارات التصال من االستمتاع والحديث مرجع سابق ،ص.27
2هالة منصور ،االت صال الفعال ،مفاهيمه وأساليبه ومهاراته ،مرجع سابق ،ص.15
3محمد عبد الحميد ،نظريات االعالم واتجاهات التأثير ،مرجع سابق ،ص.03-29
54
الربحية وبينه وبين االقتصاد في استهالك المواد الخام والطاقة المستخدمة في التصنيع وبين سالمة
1
اإلجراءات المستخدمة في بيئة العمل وبينه وبين نسبة وال العاملين بالمؤسسة.
لذلك فان عملية االتصال الناجحة هي عملية تواصل بين المرسل والمستقبل ،2وهذه العملية ال تحدث
3
من فراغ وإنما تحكمها البيئة االجتماعية والثقافية واالقتصادية.
فاالتصال ليس عملية ثابتة جامدة بحيث يمكننا االهتمام بأحد عناصرها دونما األخرى وإنما هو عملية
4
ديناميكية متصلة يؤثر كل عنصر فيها من العناصر األخرى ويتأثر بها.
والبد من توافر مجموعة من العوامل التي تؤثر في فعالية العملية االتصالية يمكن عرضها على النحو التالي:
وهو صاحب الرسالة التي يتم ارسالها الى اآلخرين ويجب أن يجيد صياغة أفكاره في رموز تعبر عن
المعنى الذي يقصده ،5وقد يكون المصدر أو المرسل شخص أو جهة مسؤولة أو وسائل االعالم.
-مصداقية المصدر :ويقصد بها الثقة الكبيرة من جانب الجمهور في المصدر وهي أساس التعرض
للرسالة والقابلية لالقتناع بها ،وهذه الثقة تتبع من تخصص المصدر ومقدرته على معالجة
1راسم الجمال و آخرون ،انتاج المواد اإلعالمية في العالقات العامة الطبعة األولى (،جدة :مكتبة مصباح ،)1990 ،ص.180
55
الموضوع1.ومن عوامل أخرى كثيرة مثل التدريب والخبرة بالموضوع والقدرة على االتصال بما تحتويه
2
من مهارات.
-يجب أن يتمتع المصدر بمجموعة من المهارات االتصالية مثل التفاعل مع المتلقىفي موضوع
االتصال والقدرة على تحليل واستيعاب الموقف االتصالي...الخ .األمر الذي ينعكس على مدى قدرته
في صياغة الرسالة المعبرة عن هدفه بوضوح
-القدرة على فهم وتحليل رجع الصدى Feed Backمن المتلقى أثناء عملية االتصال وأيضا القدرة
على الرد واالمتناع.
-يجب أن يكون القائم باالتصال قريباً من الجمهور في النواحي االجتماعية والنفسية واأليديولوجية إذ
أننا نحب القائم باالتصال الذي يساعدنا على التخلص من القلق والضغط والتوتر وعدم ويساعدنا
على اكتساب القبول االجتماعي والحصول على ثواب شخصى ألنفسنا.3
-يجب أن يتمتع القائم باالتصال بدرجة كبيرة من المصداقية وقابالً للتصديق وتتحقق تلك المصداقية
من خالل عدة أبعاد منها :مستوى التعليم ،الذكاء ،المكانة ،الموضوعية ،الصدق في عرض
4
المعلومات حيث تعتمد مصداقية المصدر على خبرته وموضوعيته وأهليته للثقة.
-يجب أن تلعب جاذبية القائم باالتصال ومهاراته التعبيرية غير اللفظية دو اًر مؤث اًر في تحديد استجابات
الجمهور له وتزيد من قدرته على استمالة المتلقي.5
-يجب على القائم باالتصال أن يقوم بتحليل موضوع الرسالة وتوضيح كل جوانبها قبل البدء في
االتصال وذلك لضمان وضوح الفكرة وتحديد وقعها على المستقبلين وتقدير مدى استجابتهم لها من
1
أجل تحقيق الهدف منها.
4
هالة منصورة ،االتصال الفعال ،مرجع سابق ،ص ٢٣نقالً عن عبد المنعم شحاته ،فهم الرسالة اإلعالمية وعالقته ببعض الخصائص الشخـصية ،
56
-يجب أن يوفر القائم باالتصال كافة المقومات الالزمة التي تساعد على جذب االنتباه للرسالة
2
االتصالية.
-حسن اختيار الوقت والوسيلة المالئمة لطبيعة الجمهور والمالئمة لطبيعية الرسالة وهدفها ،حيث
يشكل في النهاية منظومة متكاملة لنجاح القائم باالتصال في صياغة رسالته وإرسالها مع ضمان
3
تأثيرها على الجمهور
تعد الرسالة بمثابة المضمون المعبر عنه وتتفاوت هذه الرسائل في أنماطها فهناك رسائل لفظية شفاهية
أو كتابية ،وهناك رسالة غير لفظية ،فالحدث االتصالي هو مجمل هذه الرسائل والتي تشكل المعنى
4
اإلجمالي للمضمون االتصالي.
ولكي يتحقق للرسالة الوضوح من الناحية الفنية ينبغي استخدام األسلوب الجذاب والعبارة السهلة ألن
فهم المعنى هو أساس اإلقناع واالستمالة وينبغي أن تتناول الرسالة موضوعاً يجذب انتباه المستقبل وأن تثير
احتياجات محددة عنده وتقترح وسائل إشباعها.5
تتوقف فعالية االتصال على فهم مادة االتصال وهي الرسالة وذلك من حيث أنها ذات محتوى يعبر عن
أهداف محددة عند من يقوم بصياغتها وإرسالها 6ويمكن ايجاز العوامل المرتبطة بفاعلية الرسالة .فيما يلى:
-يجب أن تتفق الرسالة مع الواقع المحيط بها وأن تتمشى مع األحداث التي تجرى في المجتمع.
57
ينبغي أن تصاغ الرسالة في عبارات سهلة وأن تعنى للمستقبل نفسما تعنيه للقائم باالتصال كما يجب
أن تعرض الموضوعات المعقدة في أسلوب بسيط وجذاب ومن الضروري أن يكون للمتحدث خط فكري واضح
يعبر عن السياسة التي يمثلها بشكل ثابت .1
-التكرار والتأكد من أن الرسالة قد نقلت وفهمت من قبل المستقبل بالشكل الذي يريده ويعنيه القائم
باالتصال والتكرارضروري لضمان نسبة التعرض للرسالة وإدراكها على النحو المقصود والتنويع في
2
التكرار ضروري لزيادة المثيرات اإلقناعية التي تتسق مع ظروف األفراد والجماعات.
-أن تتضمن الرسالة اهتمامات المتلقى ومصالحه وكذا يجب أن تتسم بالتنوع والواقعية والقابلية
للتحقيق.
-ترتبط فعالية الرسالة – بعرضها لجانب واحد للموضوع أو جانبي الموضوع – بالجمهور والمصدر
والخصائص األخرى للرسالة.
فعرض وجهة نظر واحدة للموضوع يكون فعاالً إذا كان الجمهور يتفق مع نتائج القائم باالتصال وإذا
كان ذكاء المتلقين محدوداً أو تعليمهم بسيطاً وكانت معرفتهم بالموضوع ضئيلة وكان المتلقون ال
يتعرضون لوجهة النظر األخرى وإذا كان الموضوع غير مثير للجدل .
أما عرض وجهتي النظر فيكون أكثر فعالية عندما يكون المتلقون ذوي ذكاء مرتفع أو تعليم عال وإذا
كان الموضوع مثار جدلوموضوع معارضة وإذا كان المتلقون على معرفة بالموضوع ويمكنهم أن يتعرضوا
3
لآلراء المعارضة من مصادر أخرى .
البد أن يجد المستقبل في الرسالة مضموناً يعنيه ويتفق مع القيمي وأن يحقق له أكبر فائدة وتشبع عنده
4
رغبات معينة .
2حفوظ أحمد جودة ،إدارة العالقات العامة ،مفاهيم وممارسـات ( القاهرة :مؤسسة زهران للنشر والتوزيع ) 1998 ،ص.130
58
أن تتوافر للرسالة من حيث اإلعداد والمقومات الفنية الالزمة التي تساعد على زيادة فعاليتها 1وذلك من
خالل العرض ا لجيد لها والذي يصاغ في إطار هدف محدد يتم تدعيمه وتوضيحه من خالل تلك المعلومات
حتى تكون الرسالة ذات فعالية ومحققة للهدف ويتم ذلك من التسلسل المنطقى لمضمون الرسالة وتدعيمها من
خالل تكامل النسق الرمزي لها وتدعيم عناصرها لبعضها البعض وتأكيد على األفكار المطروحة واالهتمام
2
باألسلوب ومراعاة مستوى المتلقى لها.
وهي التي يتم من خاللها نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل وهذه الوسيلة تختلف في خصائصها
وإمكانياتها باختالف الموقف االتصالي وحجم المتلقين وانتشارهم وحدود المسافة بين المرسل
والمتلقي .3ويتوقف استخدام كل وسيلة في العملية االتصالية على طبيعة الفكرة المطروحة أو الهدف الذي
نسعى إلى تحقيقه من خالل رسالة معينة ،وكذا خصائص الجمهور المستهدف ،وأيضاً تكاليف
استخدامالوسيلة بالنسبة ألهمية الهدف المطلوب تحقيقه مع أهمية عامل الوقت بالنسبة للموضوع الذي يتناوله
االتصال مع األخذ في االعتبار مزايا كل وسيلة وما تحققه من تأثير على الجمهور المستهدف.4
-أن اختيار وسيلة االتصال المناسبة يؤدي إلى وصول الرسالة إلى الجمهور المستهدف من الرسالة
االتصالية وبالتالي تحقيق فعالية أكثر للعملية االتصاليـة 5فاالتصال الجماهيري مثالً له دور فعال
59
في تجارة االنتباه إلى الفكرة بينما االتصال الشخصي هو الوسيلة الحاسمة في االقتناع بالسلوك
المرتبط بالفكرة.1
-يتوقف اختيار الوسيلة على مدى توافر المهارات والقدرات االتصالية المتعلقة بالوسيلة لدى القائم
2
باالتصال .
-أظهرت نتائج بعض الدراسات حول فعالية وسائل االتصال أهمها ما يلى: 3
• الوسائل المسموعة والمرئية تكون أكثر الوسائل فعالية في تغيير االتجاهات يتبعها الوسائل
الشفوية ثم الرسائل المقروءة.
• تكون الرسائل المكتوبة أسهل في التعلم والتذكر من الرسائل المسجلة صوتياً أو الصوت والصورة
.عندما تكون الرسالة صعبة فإن القدرة على فهم الرسائل المكتوبة تكون أفضل من فهم الرسائل
المسموعة أو المرئية.
• يتفاعل شكل االتصال مع درجة مصداقية المصدر في تحديد تغيير اتجاهات استخدام الثقة
بالمصادر فعالية في تغيير االتجاهات استخدام الراديو والطباعة .
• يتفاعل مع التليفزيون من تفاعله مع الراديو ويتفاعل الراديو من تفاعله مع المواد المطبوعة.
هو الذي يستقبل سواء كان هذا المتلقي فرداً أو جماعة جماهير غفيرة 4ويعتبر المتلقى الهدف
الرئيسي والنهائي من عملية اتصالية.5
ويقوم بإعادة فك رموز الرسالة الموجهة من المرسل ويفسرها إلطاره الداللي وهنا قد يحدث أحد
األمرين إما أن يوافق المتلقي تفسير الرسالة على النحو الذي يقصده فتصل الفكرة إليه بوضوح وإما أن
60
يخفق في استخالص المقصود ألي سبب متعلق بصياغة الفكرة وسيلة نقلها أو الظروف التي نقلت فيها
إليه1.وتتمثل العوامل في فاعلية العملية االتصالية بالنسبة للمتلقىيلى :
• يرتبط عملية االتصال أساساً بمدى معرفتنا بنوعية الجمهور يستقبل ولذلك فإن معرفة الخصائص
الديموجرافية مثل العمر النوع الدخل المستوى االجتماعي واالقتصادي من العوامل الهامة والمؤثرة
2
فعالية عملية االتصال.
-أن المتلقى هو الهدف الرئيسي والنهائي من أي عملية اتصالية لذلك يجب تحديد هذا المتلقي
3
ودراسته بدقة قبل توجيه أي رسالة إليه.
وإجماال وكما يرى أحد الباحثين أن هناك مجموعة من المقومات التي تؤثر في فاعلية االتصال -
4
هي :
-توفير نظام معلومات يضمن تدفق واستم اررية وكفاية البيانات والمعلومات المطلوب إرسالها
بطريقة سهلة ومفهومه.
-دقة المعلومات المطلوب بعثها من شخص إلى آخر.
-اختيار الوقت المناسب لنقل المعلومات من جانب المرسل مع ضرورة التعرف على مختلف
الظروف العلمية والبيئية التي تحيط بمستقبل الرسالة لضمان القبول والتنفيذ.
-دراسة قدرات األفراد المستقبلين في النواحي العلمية والفنية والسلوكية.
-وضوح الهدف من الرسالة وضوحاً يتناسب مع المضامين المستخدمة.
-ضرورة توفير لغة مشتركة ومفهومه بين العاملين في عملية نقل الرسالة.
رجع الصدى:
4فهد أحمد الشعالن ،إدارة األزمات األسس والمراحل واآلليات ،الطبعة األولى ،الرياض ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،1999،ص ص.122 ،121
61
وهو ما يسمى بالتأثير المرتد أو قياس مدى فعالية الرسالة ومدى ما حققته من أهداف اتصالية ،
ويمكن قياس رجع الصدى بناء على عدة محاور من أهمها:
مدى تحقيق اإلدراك بمضمون الرسالة أو موضوعها لدى الجمهور المستهدف. -
-مدى تحقيق التذكر بموضوع الرسالة.
-مدى تحقيق تغيير واضح في اآلراء واالتجاهات لدى الجمهور المستهدف.
1
-مدى تحقيق التصديق لدى المستقبل لما تضمنته الرسالة من معلومات.
بقدر ما تبدو عملية االتصال عادية وسهلة بقدر ما هي معرضة ألخطار وقيود تهدد فعاليتها فليس كل
رسالة يرسلها القائم باالتصال يفهمها ويدركها المتلقي كما يريد القائم باالتصال وعلى ذلك يمكن أن نذكر
مجموعة من المعوقات التي تحد أو تقلل من عملية فعالية االتصال.
ونقصد هنا بمعوقات االتصال تلك المشاكل التي تصادف أحد عناصر العملية االتصالية وتؤثر على
تأديتها للدور المنوط به األمر الذي ينعكس على إتمام عملية االتصال على الصورة المطلوبة أو المرغوب
فيها والمحققة للهدف المرجو منها 2تتمثل فيما يلى :
-قصور القدرة على الصياغة الواضحة من جانب القائم باالتصال وعدم وضوح وتحديد الهدف من
الرسالة. 3
-المعوقات الذاتية للمرسل وهي تدور جميعاً حول صعوبات التفاعل مع اآلخرين واالتصال بهم. 4
3مصطفى حجازي ،االتصال الفعال في العالقـات اإلنسانية واإلدارة ،مرجـ سابق ،ص .151
62
1
-عدم اهتمام القائم باالتصال برجع الصدى من جانب المتلقي.
-اختالف األفراد في مهاراتهم االتصالية حيث يختلف األفراد في قدراتهم االستيعابية أو التعبيرية
فكثير من الناس ال يستطيعون التعبير عن أنفسهم شفاهة لكنهم يملكون المهارة الجيدة في الكتابة
وبالتالي فعندما يتحدث القائم باالتصال وهو ال يملك مهارة التحدث فقد يساء فهمه وال يؤدى
2
االتصال الهدف منه.
-سوء اختيار الرموز والكلمات المعبرة عن مضمون الرسالة أو الهدف.
3
-عدم اختيار الوقت أو المكان المناسب إلرسال الرسالة.
-اضطرار القائم باالتصال إلى استخدام وسيلة اتصل بعينها دونما مالئمتها لطبيعة الرسالة أو
الهدف منها أو لطبيعة المستقبل ذاته،وبالتالى استخدام قناة غير مناسبة أو غير متوافقة مع
الرسالة.
4
-االفتقار إلى وسائل االتصال المناسبة والمتعددة.
العديدة والمتنوعة الخاصة بالمثيرات التي تحيط به مجموعة أقل من هذه المعلومات وهذا االنتقاء يعني
5
أنه ليس كل ما يراه الفرد يثير انتباهه.
63
األحكام المسبقة واالنطباعات المترسخة في ذهن المستقبل فاألفراد يمكن أن يفسروا نفس الكلمات
بشكل مختلف اعتماداً على خبراتهم السابقة والنتيجة الطبيعية لذلك هي تشويه المعلومات وعدم استيعابها كما
1
عناها المرسل عند إرسالها .
باإلضافة إلى ذلك فإن كافة العوامل المؤثرة في فعالية االتصال والتي سبق ذكرها إن لم تتحقق كلها أو
بعضها في العملية االتصالية فإن ذلك يؤدي إلى عدم تحقيق الهدف من االتصال بشكل فعال.
• وجود بعض المعوقات االجتماعية المرتبطة بالبيئة الثقافية أو االجتماعية من عادات وتقاليد وقيم
وظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تكون مقاومة ومعوقة لهدف االتصال ،وبالتالي تحد من
التأثير اإليجابي لعملية االتصال.
ما يصاحب التقدم التكنولوجي من سرعة هائلة في تدفق العديد من الرسائل ومن ثم التعامل مع كم •
كبير وهائل منها في وقت واحد وما يصاحب ذلك من االختالف في التفسير والفهم لتشويشها على
2
بعضها البعض نتيجة لهذا التراكم.
2
هالة منصور ،االتصال الفعال ،مرجع سابق ،ص.63
64
ترجع بداية االهتمام بدراسة وظائف االتصال واإلعالم أثناء األزمات إلى عقد الستينات من القرن العشرين،
حيث تنبه بعض الباحثين الى أهمية دور اإلذاعة في نقل رسائل التحذير عن الكوارث ،وأهمية صياغة
الرسائل اإلعالمية وخصائصها أثناء وقوع األزمة والكارثة ،غير أن معظم الدراسات لم تول عمليات اتصال
وقد شهدت فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي زيادة مطردة في بحوث االتصاالت األزمة ،نتيجة
زيادة عدة األزمات القومية والدولية واتساع مجاالتها من جهة ،وكذلك التطور غير المسبوق في تكنولوجيا
االتصال وسرعة تبادل الرسائل لمسبوق في تكنولوجيا االتصال وسرعة تبادل الرسائل عبر وسائل غير
مسبوقة؛ مما انعكس على كثافة االهتمام ببحوث اتصاالت األزمات والكوارث.
.1أهداف اتصال أزمة :وعلى الرغم من اختالف المنظمات واختالف األزمات التي تواجهها اال أنه يمكن
-توزيع المهام على أجهزة المختلفة وحصر وتوفير الموارد الالزمة .
استعادة المنظمة لعافيتها في اقصر مدة زمنية ممكنة واستمرار أدائها لدورها . -
65
-تخفيف اآلثار السلبية ألزمة وإزالة رواسبها على مستوى الجماهير الداخلية والخارجية.
االستفادة من معطيات األزمة ونتائجها لمنع تكرار أزمات مماثلة ما أمكن ذلك -
يرى العديد من الباحثين أن االتصال يؤدي دو ار همهما في مختلف مراحل األزمة ،ولذلك زاد
االهتمام النظري والتطبيقي باتصاالت األزمة وتطورت هذه الدراسات هذه الدراسات لتلبي حاجة
-تزايد عدد األزمات التي تعاني منها المنظمات والهيئات والشركات في السنوات األخيرة ،وما يصحبه
من تزايد سخط الجماهير ،والمقاضاة القانونية للشركات ومنتجاتها وتصرفاتها .وقد أشارت نتائج
األبحاث التي أجراها معهد "كنتاكي " إلدارة األزمات عام 1995الى أن األزمات التي تعاني منها
المنظمات المختلفة في تزايد ملحوظ ،وأن أهم األزمات التي استرعت تغطية كبيرة من وسائل اإلعالم
هي أزمات ناتجة عن ق اررات وتصرفات إدارية ،حيث بلغت نسبتها %78من مجموع األزمات التي
تمت تغطيتها إعالميا ،مقابل نسبة 17 %فقط ألزمات الناتجة عن مشكالت في االنتاج والحوادث
االنفجارات .
-تزايد اهتمام وسائل االعالم بتغطية أخبار األخطار الصناعية والبيئية المحدقة بالجماهير ،واللجوء
66
-التأثير المعيق المدمر ألزمات على الشركات والهيئات ،وما يعني ذلك عواقب على السمعة والصورة
الذهنية للمنظمة.
-تحظى األزمات والكوارث بتغطية واسعة في وسائل االعم باعتبارها من األخبار السلبية التي تحقق
االنتشار لوسائل االعالم وتلبي حاجة الناس الى معرفة وجب االستطالع.
بعد المشتغلون بالعالقات العامة أحد المصادر المهمة لتدفق األخبار والمعلى في وسائل اإلعالم . -
-تؤثر طريقة تعامل المشتغلين بالعالقات العامة مع مندوبي وسائل االعالم على طبيعة التغطية
تستقطب األزمات االهتمام السياسيين وجماعات المصالح الخاصة ،الذين يحاولون استثمارهم -
لمنافعهم الشخصية
-ال يقف المردود السلبي لتأثير األزمة عند منظمة بعينها ،بل قد تتجاوز الى التأثير على قطاع
1
لمنافعهم الشخصية الكامل في االقتصاد أو البيئة.
يتسم المجتمع المعاصر بالتعددية السياسية ،وانفتاح األسواق العالمية ،وتشابك العالقات االجتماعية ،
وتقلص دور الدولة لصالح الشركات والمنظمات متعددة الجنسيات والشركات العمالقة العابرة للقارات ،وتتسم
هذه البيئة العالمية بتداخل السياسة مع االقتصاد في ظل تنافس شديد وتداخل في المصالح ،وهي بيئة
تساعد على تفاقم األزمات ،وتعدد مجاالتها ،واتساع نطاقها على المستويات الوطنية واالقليمية والدولية،
67
ويعتمد التخطيط معالجة األزمات على مشاركة أكبر قدر من األفراد الذين يطرحون األفكار ،ويقدمون البدائل
والحلول الممكنة لألزمات المتفاقمة ويتطلب المنطلق السليم االستعداد لمواجهة األزمة ،وتوقعها قبل حدوثها ،
من خالل اعداد التوقعات المناسبة واختبارها في بعض المواقف االفتراضية .
ويتطلب تخطيط االتصال في مرحلة ما قبل األزمة مراعاة العوامل التالية :
حسن عماد مكاوي ،االعالم ومعالجة األزمات ،الطبعة الثالثة، ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة ،2015،ص.70 1
68
-مشهد اإلعداد .
يستهدف رصد بيئة عمل المنظمة وضع تصور شاكل عن تاريخ المنظمة ،ونشاطها ،ومركزها المالي،
والمشكالت التي تعرضت لها في السابق ،والمشكالت المتوقعة ،واألهداف التي تسعى لتحقيقها ،وعالقات
العمل في الداخل والخارج ،وظروف االنتاج والعمالة والتسويق ،و باألخص الجوانب التالية:
-مراجعة السجالت التي تحتوي على كافة اإلحصاءات والمعلومات المتعلقة بالمنظمة.
-إعداد نموذج بيان صحفي سابق التجهيز يتم ملء مساحاته الفارغة قبل توزيعه على مندوبي وسائل
اإلعالم.
اعداد فهرس كامل يتضمن أسماء وعناوين وهواتف أعضاء االدارة األزمة ومسئولي االتصاالت. -
-اعداد رسوم توضيحية عن حجم اإلنتاج ،وأعداد العاملين وفروع المنظمة وأقسامها في الداخل
69
والخارج
يجب أن تكون أهداف المنظمة محددة بدقة حتى يمكن هذه األهداف الى خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة
األمد ،وبرامج تنفيذية تكفل عدم تصعيد المشكالت لكي تتحول الى أزمات ،وتتيح زيادة قدرة المنظمة على
الهدف من تحديد الجمهور هو سرعة الوصول والتعامل مع قطاعات المجتمع ذات الصلة بنشاط المنظمة،
1
الى جانب توفير الوقت والجهد والنفقات الالزمة لبناء الرسائل اإلقناعية لكل فئة من فئات الجمهور.
من المهم التأكد من توافر وسائل االتصال السريعة بكل فئة من فئات الجمهور المستهدف ،ويجب أن
تتوافر لدى المنظمة سجالت يتم تحديثها باستمرار تستخدم الوسائل التالية:
70
-أسماء وأرقام هواتف مندوبي وكاالت األنباء والصحف واإلذاعة والتلفزيون المسؤولين والرساميين
-البريد االلكتروني.
تعتمد صياغة الرسائل االتصالية على طبيعة األزمة ،والمرحلة الزمنية التي تمر بها ،والجمهور المستهدف
الذي تتوجه اليه ،ومن المهم التفكير في صياغة هذه الرسائل في مرحلة ما قبل األزمة لسببين:
-أنك سوف تهدر وقتا ثمينا اذا فكرت في هذه الرسائل عند وقوع األزمة فعليا ،ومن السهل أن ننسى
بعض المعلومات المهمة بسبب ظروف األزمة وضغوطها العصبية على جميع األطراف .
-أن صياغة الرسائل التي تنطوي على قدر من التعاطف واالهتمامات اإلنسانية تحتاج الى أكبر قدر
ممكن من التوازن النفسي لترتيب األسانيد واكتساب الدعم والتأييد ،وبوجه عام يوجد ثالثة مبادئ
1حسن عماد مكاوي ،االعالم ومعالجة األزمات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .129-128
71
-إظهار التعاطف اإلنساني .
تتمثل الموارد والتسهيالت إلدارة االتصاالت في مرحلة ما قبل األزمة في التالية :
توفير مكان متسع ومؤثث بشكل مناسب لعقد اجتماعات فريق اتصاالت األزمة . أ.
توافر آالت تصوير مستندات وسبورة أو أكثر لتدوين بعض البيانات وطباعتها فوريا. ت.
توفير خطوط للفاكس والبريد االلكتروني والتلفونات الخلوية والتسهيالت البريدية . ث.
وقد تطور التدريب على إدارة األزمات كثي ار في السنوات الماضية ،وهو ما كان يسمى قديما بالتدريب على
"االستجابة للطوارئ" ،واآلن تغير هذا المصطلح إلى " إدارة أزمة" ،وبغض النظر عن طبيعة أزمة ،فهناك
بعض االجراءات ،التي تهدف الى تدريب العاملين على سرعة االستجابة للحدث ،وتتطلب ما يلي:
-أن يكون التدريب "المحاكاة" واقعيا ويفضل االستعانة بأشخاص من خارج المنظمة لتنفيذه.
-اعداد مجموعة من السيناريوهات انطالقا من تحديد أهداف المنظمة ،واستخدام أفضل البدان التحقق
72
هذه األهداف
تقويم المنظمة بتحويل التوصيات التقرير الختامي إلى إجراءات المنظمة عملية قد تتمثل في الحاجة -
وبناء على ذلك ،فان دليل األزمة ليس مجرد تعليمات مطبوعة ،وإنما أداة عمل .يستخدمها فريق العمل
عند وقوع في أزمة ،بشرط أن يعرف أعضاء هذا الفريق مقدما تلك المبادئ التي ينطوي عليها الدليل وما
-مقدمة.
-اإلجراءات.
-الجماهير .
73
-الرسائل.
الموارد. -
-النشرات المختصرة.
من المهم التأكد من بعض إجراءات التي تعكس فعالية دليل األزمة وتشمل :
-التأكد من عملية السيطرة والتحكم عند الوقوع األزمة وتحديد الشخصيات التي تقيم الموقف.
-التدريب المستمر على محاكاة مواقف األزمات الستكشاف جوانب القصور ومعالجتها ،واستخدام
-يمكن أن تكون التدريب على إعداد سيناريوهات واقعية مفيدا في اختبار النظام .
باإلضافة ايضا الى بناء جسور ونحن نميل إلى الثقة والمودة مع األشخاص الذين تعرفهم وتألفهم ،
واألشخاص الذين يعرفونك عن قرب يكونون أقل رغبة في تدميرك أو اإلضرار بك ،لذلك فإن جانبا أساسيا
من اإلعداد لألزمة يكمن في إقامة روابط إيجابية مع كبار المسئولين ،والسلطات والمجالس المحلية،
74
إن اإلعداد الناجح والفعال عبارة عن عملية مستمرة وليست بمجرد امالء ،زمن خالل العمل بروح الفريق
واتباع اإلجراءات السابقة يمكن التطوير إجراءات أكثر مالئمة وفائدة المنظمة ،تجعل مشهد اإلعداد الفعال
-التخطيط.
-لتدقيق.
حدد عدد كبير من الباحثين مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم العملية االتصال في إدارة أزمات أو ما
-أن يكون االتصال سريع وفعال ويحمل معلومات متاحة :بمعنى يجب على القائم باالتصال في
إدارة األزمة أن يكون االتصال سريع ويحمل كافة المعلومات المتعلقة باألزمة ألن ذلك يوقف
-يجب أن تنطلق المصادر أو القائمين باالتصال من موقف واحد ومحدد :ألن المصداقية والثقة
75
يمكن أن تنهار بين المنظمة وجمهورها ،فعندما تتحدد المصادر تختلف القصص والمعلومات عن
األزمة وذلك يحدث ارتباك لدى الجمهور يؤدي الى تشجيع الصحافة على خلق وكتابة القصص حول
-يجب على القائم باالتصال توفير كافة المعلومات المتاحة للجمهور :عن األزمة وتغطية كل
-يجب تحديث المعلومات بشكل منتظم :عندما يكون الموقف غير محدد وواضح فان عملية تجديد
المعلومات تصبح مهمة وفي موقف األزمة فان المصارحة أفضل وأن التأخير على التدفق وارسال
-التدريب المستمر لكل العاملين بالمنظمة :على األعمال التي يجب القيام بها عند حدوث األزمة.
-
تعددت الدراسات التي تناولت مراحل ادارة وتسيير أزمة بشكل متكامل من حيث تعاون الجميع وتكامل الجهود
في عمل جماعي يقوم على مبدأ المسؤولية الجماعية حيث أن القصور فـي المهـام االداريـة يـنعكس سـلبا علـى
ووفقا لوجهة النظر هذه يمكن القول بأن تسيير األزمة يمر بخمسة مراحل أساسي وهي:
76
-االتصال ومرحلة اكتشاف إشارات إنذار :عادة ما ترسل األزمة قبل وقوعها سلسلة من إشارات اإلنذار
المبكر أو األعراض التي تبني باحتمال وقوعها واألزمات تحدث عادة بسبب عدم االنتباه لتلك
شارت .وغاليا ما توجد في كل منظمة نقاط محركة لألزمة ،لذا يجب فحص هذه الموضوعات
اإل ا
بعناية وعلى مدار الوقت فهي بمثابة نقاط ضعف قد تنبئ باحتمال وقوع أزمة ويجب أن يوجه لها
االهتمام الكافي ويرتبط بهذه المرحلة ضرورة وجود لجنة أو فريق إلدارة أزمة يتكون من مجموعة
1
األفراد المحوريين الذين يتولون وظائف أساسية أثناء أزمة.
-االتصال ومرحلة االستعداد والوقاية :وتتضمن القيام فريق ادارة أزمات برسم سيناريوهات األزمات
محتملة بعد مناقشتها مع وضع نماذج للحلول المقترحة لها ودور كل قطاع إداري فيها ومسؤوليته
أثناء هذه األزمات المقترحة وهذا يحقق أفضل إعداد ممكن لمواجهة هذه أزمات في حالة حدوثها بأقل
ارتباك ممكن وأكثر سرعة يتم تدوين هذه الخطوات في شكل خطة عمل تتضمن الخطوات الرئيسية
-االتصال ومرحلة احتواء األضرار أو الحد منها :فور وقوع األزمة يتم التعامل معها ويتم عقد أجتماع
فوري لفريق األزمة والقيام بمراجعة الخطة الوقائية المعدة سلفا في ضوء الموقف الفعلي ألحداث
األزمة وطبيعتها ونطاقها وحجم التأثيرات الناجمة عنها واتخاد القرار سريع باألعمال االدارية التي
يجب القيام بها الحتواء األضرار الناجمة عن األزمة أو القليل من تأثيراتها السلبية تمهيدا الستعادة
سليمان حميدي الحميدي فاعلية اتصاالت في ادارة األزمات األمنية بأجهزة وزارة الداخلية ،رسالة مكملة لنيل شهادة الماجستير ،قسم العلوم االدارية، 1
كلية دراسات العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،2010 ،ص.9
77
1
نشاط المنظمة وهو مايعني تحويل الخطة الوقائية الى خطة عالجية.
-االتصال واستعادة النشاط :وهي تشمل إعداد وتنفيذ برامج جاهزة بالفعل وتتضمن هذه المرحلة
عدة جوانب منها محاولة استعادة األصول الملموسة والمعنوية التي فقدت وعادة ما ينتاب الجماعة
التي تعمل في هذه المرحلة شيء من الحماس حيث تتكاثف في مواجهة خطر مجدد ،ويجب أن
يتوافر للمنظمة خطط طويلة وقصيرة األجل إلعادة األوضاع لما كانت عليه قبل األزمة واستعادة
مستويات النشاط فهذه المرحلة تمثل عملية ما حدث ،وتشير بعض الدراسات الى أن هناك ثالثة
.القدرة على إنجاز فعاليات مرحلة إعادة التوزان وهو يستوجب قدرات فنية إدارية امكانات كثيرة ودعما ماليا.
وتتضمن تلك المراحل دروسا هامة تتعلمها المنظمة من خبراتها السابقة والمنظمات األخرى التي مرت بأزمات
معينة وكذلك التعلم المستمر وإعادة التقويم لتحسين ما تم إنجازه في الماضي رغم أنه مؤلم حيث يثير ذكريات
محد كامل الكردي ،إدارة االعالم والعالقات العامة في أزمات ،بحث مقدم في المؤتمر السنوي الثاني إلدارة األزمات والكوارث ،جامعة عين 1
78
يتم أيضا دراسة تقويم الخطة اإلدارية واإلعالمية التي تم تنفيذها وذلك لتحديد نقاط القوة والضعف فيها
واستخالص الدروس المستفادة منها وهنا تستخدم البحوث لقياس رد فعل الجماهير اتجاه األنشطة االتصالية
بعد انتهاء األزمة كذلك قياس مدى كفاءة األساليب والوسائل اإلدارية واالتصالية للمنظمة بعد انتهاء األزمة
1
وكذلك لقياس تأثير أحداث األزمة على الصورة الذهنية للمنظمة.
المبحث الرابع :استراتيجية اال تصال المستخدمة في تسيير األزمة و أساليب مواجهتها:
حسب العمل االول الذي قام به (1991) Jean Pierre Piotetمجموعة عناصر تأخذ في عين االعتبار
ومنها:
معناه هل المؤسسة واجهة ازمة خطيرة تمس كل الجمهور ,هل االزمة روجت اعالميا لسبب بعض االنزالقات
نيفين عزة علي الجيشي ،األسلوب العلمي إلدارة األزمات ،اطروحة دكتوراه ،دراسة مقارنة بين مصر والواليات المتحدة األمريكية ،كلية التجارة، 1
79
كالتحرش الجنسي داخل المؤسسة مثال ,ايضا يجب معرفة عدد الضحايا ان وجدو ,باإلضافة ضرورة معرفة
معناه ما هو االصل في هذه في االزمة ,معرفة السبب بالضبط حتى يجنب وضع المؤسسة في تناقضات عند
الحديث عنها.2
ادا ظهرت في جريدة محلية غير معروفة البد من االسراع في تكوين خلية لالزمة قبل الظهور في االعالم
بعض تصريحات المسؤول عن المؤسسة يمكن وضع مؤشرات لالزمة ,اذا كان هناك صراع اجتماعي رئيسي
يعيق بعض انشطة المؤسسة هنا يمكن التنبؤ باألزمة ويمكن معالجتها.4
المؤسسة يمكن ان تتفه المنتوج وترى ان هذا العمل هو عادي ومعمول به عند العام والخاص وتحاول تحميل
مسؤولية الكل مثلما صرح به رئيس فريق اولمبيك مارسيليا برنارد طابي حينما اتهم بالرشوة وشراء مقابلة فريقه
1
Thierry Libaert, « la communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 51
2
Idem, P 52
3
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 53
4
Idem, P 55
80
مع فالونسيا في الدوري الفرنسي للمحترفين حيث صرح بان الرشوة متفشية في جميع المقابالت ,بهذا اراد
هي عملية البحث عن الحلفاء الذين نعتمد عليهم في عملية التقليل من حدة االزمة مثل ما فعلت المطاعم
السريعة كويك Quickمع حليفتها ماكدونالد Mcdonald’sوهم يعملون في نفس النشاط وبالتالي االزمة
لما تكون وسائل االعالم في باب المؤسسة ألخد المعلومات بسرعة يحدث تدفق هائل للمعلومات المعلومة
تمر للخارج قبل الداخل ,بالتاي يجب المحافظة على استقرار المؤسسة و باإلجماع يجب نشر المعلومات في
الداخل ثم الخارج حتى ال نتورط في تفاقم االزمة من خالل التناقض والتضارب في نشر المعلومات.1
.2اختيار الرسائل:
ويجمع الكثير من الباحثين على أن االستراتيجيات االتصالية األتية من أكثر االستراتيجيات المستخدمة في
إدارة األزمات:
تحويل االزمة الى جهة اخرى من خالل زاوية معينة معناه تحويل موقع المشكل ,اذا كان لدينا مشكل
1
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 56-57
81
اقتصادي مثال نحاول ان نتكلم الجانب عن االمني ونعطيه اهمية فصوى اكثر من المشكلة الرئيسية.
-استراتيجية التغيير:
وهي تغيير الزمن اي ما حدث ليس في وقتنا ,اي في مرحلة سابقة كان مسؤولين آخرين ,1مثل ما
صرح به الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي عندما رفض االعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر ,حيث قال
في ذلك الوقت كنت صغي ار وال ادري ما كان يحدث فانا ال اتحمل هذه المسؤولية.
وهذه االستراتيجية تقوم على رصد محاوالت األطراف الخارجية للحصول على المعلومات وهي استراتيجية ال
ينصح باستخدامها إال في أزمات المتعلقة بأمور شخصية أو أخالقية معروضة أمام المحاكم.
وهذا ينصح خبراء االتصال والعالقات العامة بضرورة دراسة األزمة بأبعادها المختلفة وذلك دراسة مستفيضة
من حيث أسباب األزمة وأثارها ونتائجها واالجراءات التي اتخذت والمتابعة االعالمية لها.
وتقوم هذه االستراتيجية على إعداد دفاع يتضمن المعلومات الحقيقية ويقوم المتحدث الرسمي بتقديمها بأكثر
طرق االتصال مالءمة ولياقة وتعترف فيها المنظمة بالخطأ وتعلن تبريراتها له واعتذارها عنه ولذا يطلق
عليها نظرية التبرير واالعتذار .ويقوم المتحدث الرسمي للدولة سواء باسم و ازرة الخارجية أو الديوان الرئاسي
1
Idem, p 61
82
أو الملكي باالستعانة بأداء وخبرات كافة المستشارون المعنيون باألزمة.
وهي استراتيجية تستخدم األزمة كفرصة لخلق رأي عام إيجابي مساند من خالل العمل بما يتجاوز توقعات
الجماهير وذلك بتفسير سياستها على النطاق الواسع وذكر المعلومات تفصيلية لم تكن تتوقعها الجماهير لذلك
يطلق عليها بعض استراتيجية الصالح العام .ووفقا لهذه االستراتيجية فإن القائمين باالتصال يستخدمون كل
أشكال ووسائل االتصال خاصة الجماهير والقيام بمجموعة من الحمالت اإلعالنية أيضا يتم االستعانة بقادة
الرأي وجماعات المنظمة ،وتستخدم هذه االستراتيجيات عندما تقع أزمة على مستوى الدولة أو المجتمع ككل
حيث تقوم الدول باستغالل أزمة لخلق رأي عام إيجابي يساندها في موقفها وطريقة إدارتها لألزمة.
وفيها تتصرف المنظمة إعالميا بشكل هجومي وقد تستخدم حقها في اللجوء للقضاء وتستخدم في حالة
1
تعرض المؤسسة للنقد واالتهام بشكل قد يرقى الى مستوى التشهير.
يرى بعض الباحثين أن هذه االستراتيجية تستخدم عندما تكون المنظمة المشتركة مع غيرها في انتاج
السلع والخدمات ،وهنا يقوم جهاز العالقات العامة باستخدام كل أشكال االتصال ووسائله وذلك عندما
تواجه المنظمة أزمة تؤثر على سمعة منتجاتها ووفقا لهذه االستراتيجية فإنه يتم إلقاء المسؤولية على
قدري عبد المجيد ،اتصاالت األزمة وادارة أزمات ،دار الجامعة الجديدة،2008،ص ص102-99 1
83
الغير .
حيث يتم االعتراف باألزمة دون االعتراف باألسباب التي أدت الى وقوعها
ووفقا لهذه االستراتيجية فإنه تم التركيز على مختلف الجوانب المتعلقة باألزمة مع استخدام وسائل اإلقناع
المناسبة لها على سبيل المثال نستضيف رجل دين يتحدث عن القضاء والقدر في وقوع الحادث ووفاة
ضحايا ،وكذا تستضيف رئيس المؤسسة وأكثر من متخصص من المتهمين باألزمة .
ونعني هنا المشاركة والمسؤولية في وضع الخطة المناسبة إلدارة األزم .
-استراتيجية القانونية:
وتعتمد فيها المعالجة اإلعالمية لألزمة على أراء وتوجيهات الشؤون القانونية بالمنظمة والتي تتمثل في ذكر
أقل قدر من المعلومات وإنكار االتهامات الموجهة للمنظمة وتحويل المسؤولية الى جهة أخر جانب وسائل
84
.3عوامل النجاح تسيير أزمة :
إن الرصد العلمي الدقيق لعوامل النجاح في تسيير أزمة يجب أن يركز على أهم العوامل ذي الصلة المباشرة
بموقف من األزمة وبالمراحل المختلفة لتطورها ،وفي هذا اإلطار تركز على العوامل التالية :
-إدراك أهمية الوقت :أن عنصر الوقت أحد أهم المتغيرات الحاكمة في تسيير أزمة ،فالوقت هو
العنصر الوحيد الذي تشكل قدرته خط ار بالغا على إدراك األزمة ،وعلى عمله التعامل معها اذ أن
السرعة المطلوبة الستيعاب األزمة والتفكير في البدائل واتخاذ الق اررات المناسبة ،والسرعة في تحريك
-انشاء قاعدة شاملة ودقيقة من المعلومات والبيانات :الخاصة بكافة أنشطة المؤسسة ،وبكافة
-توافر نظم انذار المبكر ( :أدوات تعطي عالمات مسبقة الحتمالية حدوث خلل )تتسم بالكفاءة والدقة
والقدرة على رصد عالقات الخطر وتفسيرها وتوصيل هذه اشارات الى متخذي القرار.
-االستعداد الدائم لمواجهة األزمات :وتعني تطوير القدرات العلمية لمنع أو مواجهة األزمات ،مراجعة
إجراءات الوقاية ،وضع الخطط وتدريب األفراد على أدوار المختلفة لهم أثناء مواجهة األزمات.
-نظام اتصال يقيم بالكفاءة والفاعلية :حيث تلعب اتصاالت أزمة دو ار بالغ األهمية في سرعة
التدفق المعلومات و اآلراء داخل المؤسسة ،وبين المؤسسة والعالم الخارجي وبقدر للمعلومات نجاح
االدارة في حشد وتعبئة الموارد ومواجهة الشائعات وكسب الجماهير التي تتعامل مع المؤسسة ،عالوة
على كسب رأي العام أو على األقل تحييده ،ومن الضروري وضع خطط وقوائم لالتصاالت أثناء
85
األزمة وتجديدها أول بأول.
.تثبيت أولويات تسيير أزمة :خارج نطاق سير عمل خلية األزمة ،يجب أن تكون األزمة في حد ذاتها
متداركة ومسيرة حسب بعض األولويات ،هذا االنفعال مؤسس على نموذج مقترح من قبل mitroff pearon
عند انطالق األزمة والتعرف عليها من قبل المؤسسة ،من الواجب احترام بعض األولويات:
-العالقات مع وسائل اإلعالم واالستالء على الميدان اإلعالمي :فالعمل مع وسائل اإلعالم يجب أن
يبرمج منذ بداية األزمة من أجل ضمان سياسة فعلية في االستالء على الميدان اإلعالمي ،كما يجب
على المؤسسة ،وفي آن واحد االنشغال باألزمة /وبكل ما يقال ملف " اتصال في حالة أزمة يجب
.التكفل بالضحايا المتوقعة :مهما كان نوع األزمة ،توجد دائما ضحايا أي أشخاص ،
شركاء أو المؤسسات المصابة والمتأثرة باألزمة ،فاألولوية يجب أن تتوجه للتكفل باألضرار
التي تسبب المؤسسة وكل هذا دليل قوة المسؤولية المؤسسة في تسيير األزمة.
.تشخيص األزمة :إن تشخيص صعود المعلومات يجب إعداده مبكرا ،وذلك لمنح كل
الحظوظ للمؤسسة من أجل التشخيص والتعرف على األزمة في وقت سريع ،وهذا التشخيص
يجب أن يحتوي على كل من التحقيق من هوية األزمة ،أسبابها األولية اتساعها ونتائجها
86
.وضع خطة لتسيير األزمة :يجب أن تنشر النصوص العملية لتدنية األزمة مباشرة بعد
التشخيص وهذا من أجل تفادي خطر تضخم وانتشار العدوى األزمة :نزع أو إلغاء
.إخفاق تسيير األزمة ألن أولويات لم تحترم ،أو ألنها احترمت ،ولكنها لم تعد بصفة حسنة .
وهذا تعتبر المؤسسة أن ليس باستطاعتها مواجهة األزمة ،وهي التي تتحمل كامل المسؤولية .
.إن تسيير األزمة ناجح على أقل يعتبر كذلك ،ويكون هذا في صالح الرجوع بشكل سريع إلى
الوضعية العادية لألنشطة ،هذا باإلضافة إلى تحول المسيرين الذين قاضو على أزمة إلى
أبطال.
.وآخر خيار تعتبر المؤسسة وكأنها الضحية ،وهذا يعني غالبا أن المؤسسة ومسيرتها لم
يكونوا في المستوى وأن عدم قدرتهم على ذلك يبعث على الشفقة أكثر منه اللوم أو النقد.
.معوقات تسيير األزمة :التخلص من يمكن تصنيف المعوقات التي تعرقل عملية تسيير وإدارة
األزمة عن تحقيق األزمة الى أربعة أقسام وهي األكثر شيوعا بين الباحثين:
87
-معوقات تنظيمية :عدم تحديد واضح للسلطة ،اختالف الثقافة بين األفراد ،ضعف التدريب عدم
-معوقات متعلقة بالمعلومات :تتعلق بصحة المعلومات من حيث تشخيص دقتها ،ضمان
-معوقات متعلقة باتصال :تتعلق بصعوبة نقل وتبادل ادل المعلومات من داخل وخارج المؤسسة
-معوقات إنسانية :تتعلق باألفراد ومنها :االعتماد الزائد على رأي الجماعة ،اعتقاد بعدم أهمية
-معوقات بيئية :تتعلق بالبيئة المحيطة والتي تواجه اإلدارة لتحد من فعاليتها في مواجهة األزمة
كالتلوث الناجم عن المخلفات الصناعية والمبيدات الحشرية ،وضعف الوعي البيئي ،للمواطنين وعدم
-معوقات اقتصادية :متعلقة بالوضع االقتصادي الراهن سواء مان داخليا أو خارجيا ،كتلة
المخصصات المالية ،ارتفاع تكاليف المواد الخام والصيانة ونقص الموارد المالية.
-معوقات تكنولوجية :تتعلق بالعوامل الفنية والتقنية للمؤسسة والتي تعد عائقا لمواجهة األزمة كقلة
استخدام التقنيات الحديثة كأنترنت ،وغيرها وعدم توفر أجهزة عملية متطورة وتؤدي إلى تشخيص
88
1
خاطئ لألزمة.
إن األزمـة تختلـف مـن حيـث نوعهـا وشـدتها أسبابها والهـدف مـن موجهـة األزمات هـو السعي باإلمكانيات
البشرية والمادية المتوفرة إلى إدارة الموقف ،وذلك يكون طريق :
-دراسة االسباب والعوامل التي أدت الى األزمة ،وذلك بهدف اتخاذ اجراءات الوقاية لمنع تكرارها أو
-أسلوب التشاؤم االكراهي (الضاغط) :وهو مجموعة من التصريحات واألفعال التي تقوم بها
المؤسسة بهدف إظهار الحزم تجاه الطرف اآلخر ،وذلك من خالل التهديد باستخدام القوة ،ويجب عند
إتباع هذا األسلوب توفير قدر في المرونة على مستوى التصريحات وأن يكون استخدامه في حدود
1أفيد علي ناجي،أثر استراتيجية إدارة أزامات الحديثة على أداء التسويقي ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في إدارة أزمات ،جامعة الشرق األوسط
، 2012ص ص . 36-35
89
-أسلوب التساوم التوفيقي :وهو مجموعة من التصريحات أو األفعال التي تسعى الى التوفيق بين
مصالح األطراف في األزمة من خالل حـل وسـط أو تنازالت متبادلـة بهدف الوصول الى معالجـة
سلمية لجميـع األطراف ،ويستخدم هذا األسلوب في الحاالت التالية :إذا كانت تكلفة تصعيد األزمة
أبر عما تتحمله إمكانية المؤسسة .عند حدوث تغييرات داخلية وخارجية تجعل استمرار تصعيد األزمة
أم ار غير مرغوب فيه .ل عندما تفشل المؤسسة في تحقيق أهدافها من خالل تصعيد األزمة .
-أسلوب التساوم االقناعي :إن االقتصاد على استخدام أسلوب واحـد إلدارة األزمـة ال يحقق األهداف
المرجوة ،حيث أن استخدام األسلوب اإلكراهي وحده قد يؤدي القيام الطرف اآلخر ،التعنت مما يؤدي
الى تصعيد األزمة ،كما أن إتباع أسلوب التساوم وحدة قد يؤدي الى تقديم سلسلة من التنازالت التي
قد تصل إلى حد االضرار بمصالح المؤسسة ،ولذا يجب على القيادة التي تتفاعل مع إدارة األزمات
-أسلوب القفز على األزمة :ويتركز هذا األسلوب على االهتمام بالتظاهر بأنه قد تم السيطرة على
األزمة عن طريق التكامل على الجوانب المألوفة والتي هناك خبرة بشأنها ،ويؤدي ذلك إلى تجاهل
وتنامي العوامل الحديدة واألكثر غموضا ،حيث يعتقد أن األزمة قد تم السيطرة عليها في حين أنها
أسلوب كبت األزمة :يطلق عليه أيضا أسلوب تأجيل ظهور األزمة ،وهذا األسلوب يركز على التعامل مع
األزمة بصورة مباشرة والتعامل معها بدرجة عالية من العنيف من أجل القضاء عليها في مراحلها األولى
وتسعى المنظمة إلى التضييق على قوى األزمة واعالق جميع الطرق والمسارب التي تنفذ من خاللها لتعظيم
وتصعيد األزمة ،كما يجري التركيز على إضعاف قوى األزمة من خالل التخلص من قادتها والتخلص من أي
90
قيادات جديدة ،قد تبرز ،والقضاء على كل محاوالت التجدد التي تسعى قوى األزمة الى تحقيقها ،وعند
استخدام هذا األسلوب ال يكون هناك استجابة لمطالب قوى األزمة بل أن إدارة المنظمـة تقـوم بالممارسات
والتصرفات اإلدارية وغير اإلدارية التي تحاول من خاللها القضاء على أسباب األزمة ونتائجها ،وتجد االشارة
هنا إلى أن كل ما تبذله إدارة المنظمة من جهود وممارسات وتصرفات من أجل القضاء على األزمة وأسبابها
ونتائجها ال تضمن لها تحقيق ذلك على أن األزمة قد يتأجل ظهورها ،وقد تأخذ أشكاال جديدة تكون أشد
-أسباب بخس األزمة :أسلوب يركز عل التقليل من شأن الالزمة والتقليل من أهميتها وأسبابها
وتأثيراتها ونتائجها وانعكاساتها وهذا األسلوب يتطلب أن تعترف إدارة المنظمة باألزمة أوال لكي
توضح أنها مجرد حدث عابر وغير مهم ،يؤثر على سير المنظمة وعلى أنشطتها ،ويجري التعامل
معا بالوسائل واألدوات المناسبة وأنه في طريقه إلى االنتهاء والزوال ،وسوف تعود المنظمة قريبا الى
توازنها وعهدها ،ويجري استخدام أدوات الترغيب واالعزاء واالستقطاب من جهة ،والترحيب والخويف
1
والعقوبات الحقا ربما تكون عودتها أشد عنفا وقوة.
-أسلوب تنفيس االزمة :هناك بعض أنواع األزمات التي يتأخر انفجارها وتستمر دوافع وأسباب األزمة
بالتصاعد وتنذر بأن انفجار األزمة سيكون مروعا وقويا جدا ،حينما تحسن ساعة الصفر ،إذ أن
الفجار األزمة يكسبها قوة كبيرة عندما تحديث وتقع ،لذلك فإن إدارة المنظمة تلجأ الى استخدام
أسلوب تنفيس األزمة وفكرة هذا األسلوب هي إيجاد قضايا فرعية وجزئية تتعلق بأسباب ودوافع األزمة
يوسف أحمد ابو قارة ،ادارة األزمات ،مفاهيم العمليات ،األردن ،دار الثراء النشر والتوزيع ،2009 ،ص ،ص .275 ،273 1
91
والعمل على إثارتها مما يؤدي الى اشغال قوى األزمة في هذه القضايا ،فيؤدي ذلك إلى استنزاف
جانب من قوى األزمة وربما يؤدي الى القضاء على أسباب ودوافع مهمة لألزمة ومن هنا فإن شدة
عليان بركان األزمة تقل وريما ال تقع هذه األزمة مستقبال واذا وقعت فإنها تقع بصورة ضعيفة تسهل
-أسلوب تشكيل لجنة لبحث األزمة :تلجأ بعض اإلدارات الى استخدام أسلوب تشكيل لجنة لبحث
األزمة يتم اللجوء الى هذا األسلوب عندما ال تتوفر لدى إدارة المنظمة البيانات والمعلومات والمعرفة
الكاملة عن قوة األزمة ،فيؤدي تشكيل هذه اللجنة والتي تتشكل من أطراف متعددة من المنظمة الى
حصول إدارة المنظمة على البيانات والمعلومات والمعرفة المتعلقة بقوى األزمة ومعرفة القوة الحقيقية
التي تقف وراء األزمة والتعرف على الدوافع واألسباب الحقيقية المؤدية إلى هذه األزمة.
إن تشكيل هذه اللجنة يؤدي إلى انفاد األزمة لقوتها ،ويؤدي إلى ضياع الوقت ومرور الزمن دون الوصول الى
األسباب الحقيقية لألزمة وينبثق عن هذه اللجنة لجان فرعية أخرى لن تتوصل إلى نتائج مفيدة لقوى صنع
األزمة ،وبذلك تكون إدارة المنظمة قد نجحت نجاحا مؤقتا في التعامل مع هذه األزمة ،ولكن هذا النجاح قد ال
يدوم طويال وتعود هذه األزمة وتنفجر من جديد ،وعندها ال ينفع أسلوب تشكيل اللجان في التعامل مع األزمة
-أسلوب اخماد األزمة :تلجأ المنظمة الى هذا األسلوب عندما تكون األزمة في غاية الخطورة ،وتهدد
بقاء المنظمة ووجودها ،وتؤدي الى انهيارها بالكامل ،وهذا األسلوب من األساليب التي تستخدم العنف
والقوة بصورة شديدة اتجام قوى األزمة ،وعند استخدام هذا األسلوب فتن إدارة المنظمة ال تلتفت كثي ار
الى المشاعر والقيم اإلنسانية في التعامل مع ادارتها ،والمبرر األساسي الذي تقدمه إدارة المنظمة هو
92
أن وجـود المنظمة وبقائها في خطر وهن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على مصالح جميع أصحاب
المصالح ومنافعهم .وهذا األسلوب تلجأ الى استخدامه كثي ار اإلدارات التي تتبنى الخط الديكتاتوري في
-أسلوب تفريغ األزمة :يعتمد هذا األسلوب على قسمة وتجزئة األزمة الى عدة أزمات فرعية ويتم
ذلك بعد وقوع الصدام األول مع قوى األزمة ككل فيجري بعد ذلك السعي الحثيث والسريع للتعامل مع
قوى األزمة كمجموعة متفرقة ومتفرعة من القوى ،ويتم وضع اهداف بديلة لكل طرف من قوى األزمة
للعمل على التفاوض مع هذا الطرف في ضوء األهداف والمصالح األكثر الحاجا وأهمية له ،وتركيز
الجهود على محاولة استقطاب كل طرف بما يناسبه والعمل على امتصاص وتذويب األزمة وإزالة
شدتها وحدتها ،ويمن تحقيق ذلك من خالل عدة محاور أهمها :
-تحديد اآلثار المترتبة على تحقيق بعض مطالب مجموعات قوى األزمة.
-تحديد اشكال المغريات التي يمكن أن تستخدمها المنظمة في عملية استقطاب فاعلية أثناء عملية
-تحديد ما يجب أن تمارسه المنظمة من ضغوطات على كل مجموعة من قوى األزمة إلجبار هذه
-أسلوب عزل قوى األزمة :يقوم هذا األسلوب على تحقيق عزل كلي لقوى األزمة عن جوهر أحداث
أزمة عن األطراف األخرى في المنظمة التي ليست جزء من قوى األزمة ووفقا لهذا األسلوب فإنه
93
.قوى صنع األزمة أي القوى التي تعمل على صنع األزمة .
وتتم عملية عزل قوى األزمة عن األزمة من خالل إقامة عوائق وحواجز تحول دون تدخل القوى وهذه العوائق
والحواجز مختلفة ومتنوعة ،فهي تكون اما إدارية أو مالية أو اقتصادية أو قانونية أو تكون حواجز أخرى
تحقق عزل األزمـة تـؤدي الى السيطرة على األزمة وعدم انتشارها وتعاظم آثارها في المنظمة.
-األساليب الحديثة :أما األساليب الحديثة إلدارة األزمات تتمثل فيما يلي :
.أسلوب تشكيل فريق عمل مؤقت أو دائم لتشخيص ومتابعة تحرك وتطور األزمة والتعامل معها.
94
.أسلوب تحويل األزمة من تغيير وجهة تحركها باتجاه مناطق ومجاالت مناسبة. 1
هناك مجموعة من الخطوات التي يمر بها التعامل الرشيد والعقالني لألزمة من طرف ادارتها ،وتتمثل فيما
يلي :
.تقدير الموقف األزمـوي :ونقصد بذلك تحديد جملة من التصرفات التي قامت بها قوى صنع األزمة وقوى
وقفها ،ويشمل تقدي ار لموقف هذا تحليال لمضمون عالقات القوة للطرفين ومصادر الوصول اليها والى النتائج
الحالية وأسباب نشوء الموقف الراهن ،ويشمل تقدير الموقف األزموي أربعة ابعاد :
.تحديد توقع ورصد عناصر القوة التي ركز عليها القوى الصانعة لألزمة.
.تحليل الموقف األزمـوي :من خالل تقدير الموقف األزموي ،بأن قوم مدير االزمة بالتعاون مع مساعديه
على تحليل موقف األزمة وعناصره المختلفة ومكوناته كل هذا بغية اكتشاف المصالح الحقيقية الكامنة و ارء
صنع األزمة.
وفي هذه المرحلة يتم استخدام النماذج الرياضية لقياس وتحليل الموقف األزموي ،يعتمد هذا على االختيار
95
.تحليل أسباب الوتر على أساس المكونات التي يتم الحصول عليها.
.تحليل مواطن القوة والضعف لدى كلم من صانع األزمة والمعارضة لها.
.تحليل طبيعة الحظر الذي تشكله األزمة ،ومدى تأثيرها على الكيان اإلداري.
يقول الخضيري بأن التعامل مع الموقف األزموي وإدارة األزمة يتطلب استخدام عدة أساليب إدارية تعمل على
تحقيق المناخ المناسب للمتعامل مع األزمة وفي الوقت ذاته تيح حرية الحركة بالكامل .
ومن هنا يرتكز نجاح إدارة األزمات على ثالث محاور هي :
.التكامل بين أعضاء فريق العمل والسعي لحل أوجه الصراع بين أعضاء الفريق.
إن المعلومات هي بمثابة الجهاز العصبي إلدارة األزمات ،فالمعلومات التي تتصف بالدقة والوضوح
الموضوعية والمصداقية هي الركيزة األساسية إلدراك األرسة والقيام بالتحليل والتقويم وصناعة
الفرضيات واالستنتاجات
96
-نظام االتصاالت:
نجد إعادة النظر في معظم االتصاالت حتى يؤدي دورها بشكل فعال في التعامل مع االزمة لما يحقق سرعة
توصيل المعلومات التي تسهم في اتخاذ الق اررات وإصدار المعلومات في التوقيت المناسب.
-معوقات نجاح إدارة االزمات :هناك مجموعة من العوامل التي تمنع إدارة األزمات من تحقيق األهداف
-المعوقات اإلنسانية :وهي المعوقات الطبيعية التي تتعلق بالطبيعة اإلنسانية لألفراد الثقافة التنظيمية
-االيمان بعبارة إن هذا لن يحصل لنا ،فعادة ما يتحدب األفراد التفكير في عملية التخطيط لألزمة
-القصور في فهم مكامن الحظر سواء من قبل الموظف أو المدير وبالتالي فإن األزمة تتأزم دون
االلتفاف إليها.
-االعتماد الزائد على رأي الجماعة ،واإليمان بعابرة ال يمكن أن أكون مسؤوال عن هذا لوحدي.
-االعتقاد من بعض األشخاص أن عملية إدارة األزمة ليست ذات أهمية وأنها ليست جزء أساسي من
المنظمة.
97
.المعوقات التنظيمية :وتتعلق هذه التنظيمات بالجوانب التنظيمية ،ومنها :
-ضعف دعم وتأييد اإلدارة العليا ومحدودية فهم واستيعاب المدراء ألسباب عملية إدارة األزمة .
-تعرض المعلومات للتحريف والتشويش في اثناء انتقالها خارج الجهاز اإلداري .
-علم إطالع اإلفراد نوي األهمية في المنظمة على تطورات األحداث ،مما يؤدي الى صعوبة السيطرة
على األزمة
98
-ادارة األزمات هي إدارة مستقبلية تتوقع وتضع االحتماالت لما قد يحدث ،وهو قد يكون مرفوضنا
وعامل مؤثر في نظر بعض القيادات التي تبدأ العمل بتفاؤل زائد.
.عوامل نجاح إدارة األزمات :يتوسع بعض الباحثين في رصد وتحليل العوامل التي تضمن اإلدارة والناجحة
لالزمات ،حتى أنها تشمل كل العوامل اإلجراءات الالزمة لنجاح أي نوع من اإلدارة في مجاالت الحياة
المختلفة ،لكن الرصد العلمي الدقيق لعوامل النجاح في ادارة األزمة يجب أن يرتكز على أهم العوامل ذات
الصلة المباشرة بموقف األزمة وبالمراحل المختلفة لتطورها ،وفي هذا اإلطار تستعرض العوامل التالية:
-إيجاد وتطوير نظام اداري متخصص يمكن المنطقة من التعرف على المشكالت وتحليلها ووضع
-العمل على جعل التخطيط لألزمات جزءا هاما من التخطيط االستراتيجي للمؤسسة أو المنظمة.
-ضرورة عقد البرامج التدريبية وورش العمل للموظفين والعاملين في مجال إدارة األزمات وطرق
-ضرورة التقييم والمراجعة الدورية لخطط إدارة األزمات واختيارهـا تحت ظروف مشابهة لحاالت
األزمات ،وبالتالي يتعلم األفراد والعاملين العمل زمن الضغوط المحتمل وقوعها.
99
-التأكد على أهمية وجود نظام فعال لإلنذار المبكر.
يرى د .حسن ضروانة أن الرصد العلمي الدقيق لعوامل النجاح في إدارة األزمة يحب أن يركز على
أهم العوامل ذات الصلة المباشرة بموقف األزمة وبالمراحل المختلفة لتطورها ،وفي هذا اإلطار فقد
-إدراك أهمية الوقت ،ألنه من أهم المتغيرات الحاكمة في إدارة االزمات ،فالوقت هو العنصر الوحيد
ذي تشكل ندرته خط ار بالغا على إدراك األزمة ،وعلى عملية التعامل معها فهو عامل الستيعاب
األزمة والتفكير في البدائل واتخاذ الق اررات المناسبة والسرعة في تحريك فريق إدارة األزمة .
-انشاء قاعدة شاملة ودقيقة من المعلومات والبيانات بكافة أنشطة المنظمة وبكافة األزمات والمخاطر
التي قد تعرض لها وآثار وتداعيات ذلك على مجمل نشاطاتها ومن المؤكد أن المعلومات هي المدخل
الطبيعي لعملية اتخاذ القرار في مراحل األزمة المختلفة ،واالشكالية أن األزمة بحكم تعريفها تعني
الغموض ونقص المعلومات ومن هنا فإن وجود قاعدة أساسية للبيانات والمعلومات تقسم بالدقة
بالتصنيف وسهولة االستدعاء قد يساعد كثي ار في وضع أسس قوية لطرح البدائل واألخيار بينها .
-توافر تم انذار مبكر تتسم بالكفاءة والدقة والقدرة على ورصد عالمات الحظر وتفسيرها وتوصيل هذه
اإلشارات الى متخذ القرار وتسكين تعريف نظم اإلنذار المبكر أنها أدوات تعطي عالمات مسبقة
الحتمالي حدوث خلل يمكن من خاللها التفوق على ابعاد الموقف ما قبل التدهور وتحوله الى أمة
الزواهرة عبد العمر المراسل الدولية في ادارة األزمات دراسة حالة الخطوط الجوية األردنية ،رسالة ماجستير في ادارة االعمال ،األردن،2001 ، 1
ص.59
100
االستعداد الدائم لوجـود أزمات :يعنـي تطـوير القدرات العالميـة لمنع أو مواجهـة األزمـات ومراجعة -
االجراءات للوقاية ووضع الخطط وتدريب األفراد على األدوار المختلفة لهم في اثناء مواجهة
األزمات.
-القدرة على حشد وتعبدة الموارد المتاحة مع تعظيم الشعور المشترك بني أعضاء المنظمة أو المجتمع
بالمخاطر التي تطرحها األزمة وبالتالي حشد واستنفار الطاقات من أجل مواجهة األزمـة والحفاظ على
الحياة ،وتشير الدراسات الى أن التحديات الخارجيـة التـي تواجـه المنظمات أو المجتمعات قد تلعب
دو ار كبي ار في توحيد فئات المجتمع وبلورة هوية واحدة له في مواجهة التهديد الخارجي.
نظام اتصال يتميز بالكفاءة والفعالية :فلقد اثبتت الدراسات ،وبحوث األزمة والدروس المستفادة من -
إدارة األزمات وكوارث عديدة ،أن اتصاالت األزمة تلعب دو ار بالغ األهمية في سرعة وتدفق
المعلومات داخل المنظمة وبين المنظمة والعالم الخارجين ويقدر سرعة وفرة المعلومات تقدر نجاح
اإلدارة في حسن وتعينة الموارد ومواجهة الشائعات وكسب الجماهير الخارجية التي تتعامل معها
1
المنظمة ،عالوة على كسب الرأي العام.
.القيادة في إدارة األزمات :تعتبر القيادة في اإلدارة في أي كيان اداري من خالل وضع ق اررات للتصدي
-تعريف القيادة :تعرف على أنها مجموعة من السلوكيات التي يمارسها القائد في الجامعة والتي تعد
محصلة التعامل بين خصال شخصية القائد واإلتباع ،وخصائص المهمة والنسق التنظيمي والسياق الثقافي
1غادة البطريق العالقات العامة وفق إدارة األزمات ،ط ،1أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي ،الحيزة ،2017 ،ص .85
101
المحيط ،وتستهدف حث األفراد على تحقيق األهداف المنوطة بالمجموعة بأكبر قد من الفعالية التي تتمثل في
كفاءة عالة من آراء األفراد من توافر درجة كبيرة من الرضا وقد ار عاليا من تماسك الجماعة .
وتعرف أيضا على أنها تعني تفجير طاقات جديدة يضفي تفجيرها في ظل البيئة التنظيمية واألساليب السابقة
.تعريف القائد :القائد هو الفرد المناط به توجيه الفعاليات في الموقف األزمـوي ،باعتباره أحد أعضاء فريق
التفاوض ،والقادة أثناء األزمة يقبلون الكثير من المواقف الصحيحة وال يصلح فيها تكرار ملوك غير منتج ،
وتكمن المشكلة في أن القادة يذكرون بصورة عفوية في طريق التكرار ألنه الطريق المألوف والذي يستنكر
-القدرة على جمع المعلومات وتحليلها والتعامل بموجبها سرعة ومهارة .
-القدرة على صياغة ورسم التكتيكات الالزمة للتعامل مع الموقف األزموي الذي يواجهه ،واستخدام
أحمد أبو قارة :إدارة األزمات مدخل متكامل ،إثراء للنشر والتوزيع ،عمان،2009 ،ص-ص.248-247 1
102
وتوظيف اإلجراء واألدوات واألجهزة .
-حد أدنى من الدورات التدريبية التي اجتازها بنجاح وأثبت خاللها صالحيته للسيطرة على المواقف
1
الصعبة .
وقبول القائد بالدور المطلوب منه ليس المد به الظروف الطبيعية ،ولكن تعتد مسؤوليته الى قيادة األزمات ،
ومن األخطاء الشائعة التي يقع فيها يقع فيها القائد على تجاهلهم إلمكانية حدوث أزمة بل وعدم االستعداد
السلوكي والذاتي بها ،وعندما تفاجئه األزمة ال يجد رصيدا لديه سواء كان ذاتيا أو صنعه مع اآلخرين
.المتطلبات التكنولوجية إلدارة األزمات :البد من توفير نوعيات معينة من تكنولوجيا المعلومات في مراكز
بوعزيز بوبكر اإلسالم وإدارة األزمات بإدارة أزمة القائل ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في علوم االعالم ،جامعة الجزائر ،2005 ،ص-ص -33 1
.34
103
-القوى البشرية المؤهلة تأهيال جيدا والتي تخضع لمعايير اختيار خاصة ،طبعا لميمة كل عصر على
-المعدات والحاسبات ،مثل ك أجهزة البحث والتبع وكاميرات الفيديو الرقمية ،ومعدات تحديد المكان
) ،(GPSوالحاسبات الثابتة بأنواعها ،والمستقلة التي تالءم العمل وتحديد أسلوب بناء في إدارة
األزمات .
-تكنولوجيا االتصاالت ،بأنواعها المختلف ،السلكية والالسلكية عبر األقمار الصناعية ،والبرمجيات
الج اهزة ،والقدرة على توظيفها في بناء التطبيقات المتعددة لالزمة إلدارة العمل ،والشبكات الداخلية
التطبيقات
حزم البرامج الذكية التي تساع طاقم إدارة األزمة على االستنتاج والتحليل (تحليل أ.
2
المعلومات)
ضم دعم القرار التي تساعد على التفاع واحد في الخيارات المختلفة على تقديم األسباب ب.
نظم المعلومات الجغرافية ،التي تمكن من االستخدام الجيد الطبقات المعلومات المختلفة، ت.
التي تمكن ترتيب بعضها فوق بعض على الخرائط الرقمية ما يوضح المناطق المحدودة من
هامل مهمة الحال األزمة في المؤسسة الجزائرية دراسة حاالت لوحدات من المؤسسات الصناعية والخدمية ،منكرة دكتوراه االعالم فرع التمية 1
104
الخدمات األساسية ،مثل :المدارس ،المستشفيات ومياه الشرب الصالحة والنقية والصرف
الصحي .
نظم بحوث العمليات والتي تمكن من استخدام العلوم المختلفة من حلول المحاكاة وحلول ث.
التوصيل القصير.
نظم الخبرة والتي تمكن من تسجيل الميزان من العلماء والمستشارين وفي الخبرة على تنظيم ج.
الية تمكن من االستعانة الفورية تملك الخيرات حتى في عدم وجود أصحابها في نفس المكان
والتوقيت .
نظم إدارة الجامعات والتي تعتمد أساسا على استخدام السيناريوهات المختلفة والمعدة مسبقا ح.
1
والتي يتم تدريب القائمين على إدارة األزمة على استخدامها.
ماجد سالم الخمي ،جاسم محمد ،مرجع سابق ،من .143 1
105
هدف االعالم هو إعطاء المعلومات للجمهور وسرد االحداث واالخبار ,المعالجة االعالمية لالزمة متكيفة
مع التصاريح المقدمة من طرف المسؤولين عن االزمة وال يجب ان تكون لها عالقة بالبيان الصحفي ,من
الناحية النفسية فجأة تكسر الروتين اليومي تسمح للصحفيين بإمكانية فتح تحقيقات والبحث عن المذنبين ,فقوة
االعالم تظهر في وقت االزمة فمن الناحية االقتصادية تضمن نمو السحب بالنسبة للجرائد ,المنافسة بين
.السرعة :المعلومة لها سرعة النشر وايضا البد ان تكون سرعة المعالجة ,في بعض االحيان
محاولة السبق الصحفي أي االنفراد بالمعلومة ونحن ال نتأكد من صدق المعلومة وبالتالي حتى
.الشخصنة :
البد من تمرير االفكار من خالل حقائق ,والحقائق تأتي من قبل رجال فاألحداث تترجم اكثر ادا
كانت متعلقة بإنسان وتكون لها قوة جاذبية ألنها تملك هوية واضحة.
.االخطارية :
لما نتكلم عن القنابل النووية وعن حادثة نووية معناه هناك خبر اخطاري في نفس الوقت يمكن ان
يكون الجمهور في مشكل ثقة وبالتالي من الضروري اعالم ونشر وترجمة المعلومة في شروط يسهل
1
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , 71-75
-
106
الوصول اليها خاصة من جانب المعطيات العلمية.
وفي هذه المرحلة من االزمة تدفق المعلومات بكثرة يوضع عند الجمهور بعض االفتراضات
المتناقضة وبالتالي على االعالم االجابة على التساؤالت التالية :ماهي االخطار المتوقعة؟ ,من هو
.التدويل :
قوة الحدث يؤدي الى تدويلها اعالميا مثل ما حدث ليتشرنوبيل سنة 1986يوم 26افريل هذه
الحادثة اعطت بعدا عالميا لالزمة ,كذلك غلق رونو في فيلفورد سنة 1997و اصطدام العمال مع
.التفاعلية :
عندما اعلن Marc Moretرئيس المؤسسة السويسرية سوندوز في مدينة بالعن اسباب الحريق كان
ذلك في وقت متأخر الن الساحة االعالمية كانت مشغولة جدا بهذا الموضوع وبالتالي يجب التصال
-الن الجمهور يتخذ قرار اتجاه المؤسسة الن اول خطاب مع الجمهور مقيد بردود فعل الجماهير فأول
-عند افتراض ان الجمهور سمع اخبار خطيرة عن المؤسسة من مورد اعالمي خارج المؤسسة وحتى
107
ولو كانت بحسن النية في هذا الفعل ,تبقى دائما متهمة بانها على علم بهذا المشكل وكانت تريد
.المسؤولية :
على المؤسسة ان تخضع لالعتراف بالحدث وهذا ليس معناه ان تتحمل المسؤولية كاملة ,هذا الفعل
.الشفافية :
المؤسسة هي المحاور االول لالزمة فكلما كانت المؤسسات تتكلم عن االزمة ( الو ازرات ,المواطنين,
الحماية المدنية )...,كلما كانت المؤسسة في موقف ضعيف اذن فالبد ان تواجه الجماهير بكل
شفافية ,فهي اداة صالحة العالم الجمهور بكل هدوء وثقة فالسكوت يعتبر في حد ذاته كأزمة وبالتالي
في بعض االحيان االزمة تطول وبالتالي على المؤسسة ان تكون حاضرة دائما بخلية االزمة,
الرسالة يجب ان تعكس موقف المؤسسة تكون قصيرة ملموسة وتتوافق مع متطلبات الجمهور
1
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 76-78
108
والمفاتيح االساسية لها هي:
-االلتزام :البد ان تلتزم بعدم إعادة هذا الحدث حيث تعتمد على نصائح الجماهير ,السكان القاطنيين
-البساطة
من االفضل ان تفهم من قبل االعالم وليس ربط عالقات مع المؤسسات االعالمية ,من الضروري
التدرب على القاء الخطاب عند االزمة ووضع تمارين محاكاتية ويجب تسبيق الوقوع في االزمة.
109
.تسيير ما بعد اال زمة :
على المؤسسة ان تسير الى نهاية االزمة وذلك بتوضيح سيرورتها وماذا فعلت المؤسسة تجاه هذه
اتجاه اتصال االزمة توسع وتغير بشكل كبير ألنه واجه تطفل الفاعلين الجدد بفعل تدويل مجاالت
العمل ,وكان على المؤسسات التعلم على التعامل مع االدوات الجديدة وهي االنثرنث.
.االنثرنث :
تأثيرها يكون على ثالث عناصر يمكن ان يولدها يوسعها ويقللها ايضا.
.األنترنت مولد قوي لالزمة :يمكن ان تكون مورد لالزمة على مستويين:
-الجانب التقني :سواء عن طريق التطفل أو القرصنة ( سرقة مؤلفات اآلخرين ,قرصنة مواقعها
-الجانب االتصالي :السرعة والقدرة على ارسال عدد هائل من المعلومات في بعض االحيان يصعب
معرفة الفاعل ويضعف وسائل رد الفعل ,زيادة التنافسية التجارية الدولية كل هذا يجعل من األنترنت
1
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 78-90
110
ربما خطأ بسيط تقوم به المؤسسة ,الرسائل االلكثرونية والمنتديات يمكن تحدث ازمة مثلما حدث
بالنسبة لغرق سفينة Erikaالحاملة لبترول مؤسسة Totalالفرنسية حينما وضعت الكثير من مواقع
التحسيس حول هذه االزمة بهذف تحسين صورتها اال انه خلق الكثير من النزاعات مع المؤسسة
العديد من المواقع االخرى منها الستقبال الشكاوي كموقع resoweb.comحتى طالبو بمقاطعة
منتوجات طوطال.
اصبحت المؤسسات تستعمل االنترنت لمراقبة محيطها وكذلك كل الفاعلين الدين لديهم عالقة
بالمؤسسة وخاصة مراقبة المواقع العدوانية ومنتديات المحادثة وفي بعض االحيان المؤسسات تعتمد
االنترنت تمثل فورية االتصال اآلني اللحظي مثل ما حدث سنة 2000عند سقوط الطائرة
Concordeالتابعة للخطوط الجوية الفرنسية فبوابة yahooنشرت كل ما حدث حول هذه الفاجعة
واعطت الجديد حول كل ما يحدث حيث عبر مدير شركة Air Franceعن تؤسفه لما حدث وكذلك
استدعى كل عائالت الضحايا الستقبالهم وهذا كله كان في ظرف قياسي مما ادى الى التقليل من
.االشاعة :
111
-ظهور االشاعة وتحويلها :عدم وجود المعلومات الحقيقية حول ازمة معينة االشاعة تلعب دورها
وخاصة االنترنت وسيلة قوية لإلشاعة ,فهي بشكل عام تهاجم المؤسسات الرمزية القوية ,كذلك
العالقات التجارية الرائدة ,تظهر ايضا عندما تكون حساسيات عنصرية دينية وتجارية.
-تسيير االشاعة :لها احتمالية في وقوع االزمة ومن عناصر ادارتها ما يلي:
الهجوم المعاكس ,تكد يبها مع الدليل ,متابعة الداعي والفاعل قضائيا ,ارسال العديد من الرسائل
المستهلكين إمام األزمة :زيادة الشكوك وسببها حدود العلم ,توسيع انتقاد العولمة ,غياب المسؤولية
ردود الفعل المختلفة :الموقف بشكل عام اما مربوط بالقضاء والقدرة واالحساس بعدم القدرة وردود
الفعل القاسية وذلك بمقاطعة المنتوج مثال باإلضافة إلى التصور المتدبدب لدى الجمهور.
االتصال الداخلي لالزمة :ترابط فريق العمل داخل المؤسسة حس التحسيس باألزمة و خلفياتها ,البد
من تحدير العمال من المقابالت الصحفية الن اختالف التصريحات يزيد من حدة االزمة ,التحدير
.قبل االزمة :.تحسيس العمال باألزمة وذلك من خالل عقد اجتماعات حول ما يجب ان يقال مع
112
االعالم ,باإلضافة الى وضع محاكات عند عقد االجتماعات ,ال بد انم نضع مخطط لتسيير االزمة.
.عند االزمة :عند العمال الجيد قبا االزمة البد ان يكون العمال كشهود لالزمة .
.بعد االزمة :البد من االستفادة من التجربة وفي حالة الخطأ البد من تشجيع الذين أخطأوا الن
يمكن ان يكون العمال سبب غير مباشر لالزمة وذلك بمعرفة المشاكل االنسانية الموجودة داخل
المؤسسة.
غالبا يتعرض العمال فجأة لتسريحات مفاجئة بسبب اعادة هيكلة المؤسسة مثال.
العمال يمكن ان يكونوا سببا في االزمة بسبب قول الحقيقة عن بعض االحداث التي تقع خارج
المؤسسة وهي كانت مسؤولة عن ذلك بالرغم من عدم علم اي مؤسسة اعالمية عن هذا الحدث.1
المراجع:
حسن عماد مكاوي ،االعالم ومعالجة األزمات ،الطبعة الثالثة، ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة -1
2015،
سليمان حميدي الحميدي فاعلية اتصاالت في ادارة األزمات األمنية بأجهزة وزارة الداخلية ،رسالة -2
1
Thierry Libaert, « la Communication de crise », Dunod , Paris, 2005 , p 90-111
113
مكملة لنيل شهادة الماجستير ،قسم العلوم االدارية ،كلية دراسات العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض ،2010 ،ص.9
محد كامل الكردي ،إدارة االعالم والعالقات العامة في أزمات ،بحث مقدم في المؤتمر السنوي -3
الثاني إلدارة األزمات والكوارث ،جامعة عين الشمس ،كلية التجارة ،القاهرة ،مصر1997،
قدري عبد المجيد ،اتصاالت األزمة وادارة أزمات ،دار الجامعة الجديدة،2008،ص ص.102-99 -4
أفيد علي ناجي،أثر استراتيجية إدارة أزامات الحديثة على أداء التسويقي ،مذكرة مكملة لنيل شهادة -5
الماجستير في إدارة أزمات ،جامعة الشرق األوسط .2012
ي وسف احمد ابو فارة ادارة األزمات ،مفاهيم العمليات ،األردن ،دار الثراء النشر والتوزيع، -6
.2009
الزواهرة عبد العمر المراسل الدولية في ادارة األزمات دراسة حالة الخطوط الجوية األردنية ، -8
رسالة ماجستير في ادارة االعمال ،األردن20 ،
غادة البطريق العالقات العامة وفق إدارة األزمات ،ط ،1أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي ،الحيزة، -9
.2017
-10أحمد أبو قارة :إدارة األزمات مدخل متكامل ،إثراء للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
-11هامل مهمة الحال األزمة في المؤسسة الجزائرية دراسة حاالت لوحدات من المؤسسات الصناعية
والخدمية ،منكرة دكتوراه االعالم فرع التمية وتسير الموارد الشرب .،2009 – 2005
-12ماجد سالم الخدمي ،جاسم محمد ،سيادی دارة األزمات االستراتيجية والحلول ،دار زهران للشر
-13سوزان يوسف القليني ،االتصال ووسائله ونظرياته ،القاهرة :دار النهضة العربية ،1998 ،ص-15
.16
114
-14فاروق السيد عثمان ،سيكولوجية التفاوض وإدارة األزمات ،اإلسكندرية :منشأة المعارف،1998 ،
ص120
-15عباس رشدىالعمارى ،إدارة األزمات في عالم متغير ،القاهرة :مركز األهرام الترجمة والنشر،1993 ،
ص 22-21
-16حسن عماد مكاوى وليلى حسن السيد ،االصتال ونظرياته المعاصرة ،الطبعة األولى ،القاهرة :دار
ص.23 المصرية اللبنانية،1998 ،
-17محمد منير حجاب ،وسحر محمد وهبى ،المداخل األساسية للعالقات العامة المدخل االتصالي،
-18محمد عودة ،أساليب االتصاالت والتغيير االجتماعي ،القاهرة :دار المعرفة الجامعية،1998 ،
ص.5
-19محمد عبد الحميد ،نظريات االعالم واتجاهات التأثير ،الطبعة األولى ،القاهرة :علم الكتب،1997 ،
ص.21
-20خالد خليل أبو اصبع ،العالقات العامة واالتصال اإلنساني ،الطبعة األولى ،األردن :دار الشروق
،1998ص.13
-21عاطف عدلى العبد ،المداخل األساسية لدراسة علم االتصال ،الجزء األول ،طبعة تجريبية ،بدون
-22صطفى حجازى االتصال الفعال في العالقات اإلنسانية واإلدارة ،الطبعة األولى ( ،بيروت :المؤسسة
115
1 -23فؤادة عبد المنعم البكرى ،دور االتصال المباشر في تنمية الوعي االجتماعي دراسة ميدانية للنشاط
االتصالي بالجمعيات الثقافية والعلمية في مصر ،جامعة القاهرة :كلية االعالم ،1996 ،ص.41
-24راسم الجمال و آخرون ،انتاج المواد اإلعالمية في العالقات العامة الطبعة األولى (،جدة :مكتبة
-25فهد أحمد الشعالن ،إدارة األزمات األسس والمراحل واآلليات ،الطبعة األولى ،الرياض ،مكتبة الملك
فهد الوطنية ،1999،ص ص.122 ،121
-26محمد شومان ،إدارة الصحف المصرية ،لكارثة قطار كفر الدوار ،دراسة تحليلية لعينة من الصحف
-27منى محمد كمال الدين مدحت ،أزمة التلوث البيئي دراسة حالة لمنطقة عشوائية ،بحث مقدم الى
إلدارة األزمات والكوارث (القاهرة ،كلية التجارة جامعة عين المؤتمر المستوى السنوي الخامس
شمس-28-29 ،أكتوبر ،2000ص.129
-28سي ،تى ،هيو ،إدارة األزمات ترجمة عبد الفتاح الصبيحي ،الثقافة العالمية ،ديسمبر ،1998ص
9عن المصدر األصلي
-29شادية أحمد عبد الخالق ،مستويات أزمة اكتشاف إعاقـة األبنـاء وعالقتهـا بالضغوط الوالدية ،دراسة
مقارنة ،المؤتمر السنوي ال اربـع إلدارة األزمـات والكوارث ،ص .527
-30أحمد جالل عز الدين ،إدارة األزمة في الحدث اإلرهابي ( ،الرياض :المركز العربي للدراسات
األمنية والتدريب 1410 ،هجرية ) ص 23
116
-31إسماعيل إبراهيم سامی ،نحو أسلوب أمثـل إلدارة األزمـات علـى المـستوى القومي ،بحث زمالة كلية
الدفاع الوطني ( القاهرة :أكاديمية ناصر العسكرية ،كلية الدفاع الوطني ) 1989 ،ص.أ.
-32أحمد سيد مصطفى ،منهج مقترح إلدارة األزمات ،مجلـة الفكـر الـشرطي ،المجلد الرابع ،العدد
الرابع ،مارس .1996
-33هيثم أبو السعود ،المجتمع وإدارة األزمة ،مجلـة معلومـات دوليـة ،الـسنة السادسة ،العدد 57صيف
( ، 1998سوريا :مركز المعلومـات القـومي ) .
-34مدحت أبو النصر ،نظرية األزمة وإدارة األزمات ،بحث مقدم المـؤتمر السنوي الثالث الستراتيجيات
التغيير وتطوير منظمات األعمال العربية ،القاهرة.1993 ،
-35محمد محمود مصطفی ،استراتيجيات مواجهة األزمات التسويقية في المستشفيات ،بحث مقدم إلى
المؤتمر السنوي الثالث إلدارة األزمات والكوارث ( 1998 ،القاهرة :كلية التجارة جامعة عين شمس).
-36منى صالح الدين شريف ،إدارة األزمات الوسيلة للبقاء ،البيان للطباعة والنشر ،ط ،1القاهرة،
.1982
-37ايمان محمد عبد الفتاح منجي ،ترشيد اتخاذ الق اررات اإلدارية لمواجهة األزمات في قطاع السياحة
من منظور بيئی ،رسالة دكتوراه غير منشورة (القاهرة :معهد الدراسات والبحوث الفنية بجامعة عين
شمس )1993من .33
-38ازمات الصيانة واستخدام أنظمة وبرامج الحاسـب اآللي لتفعيل إدارتها ،بحث مقدم إلى المؤتمر الرابع
إلدارة األزمات والكوارث ( ،القاهرة :جامعة عين شمس كلية التجارة 31-30 ،أكتوبر ) 1999
ص .82
-39كلية الدفاع الوطني :األزمات والتفاوض ،الجزء الثاني ( القاهرة :أكاديميـة ناصر للعلوم العسكرية،
أكتوبر ) 1999ص.2
117
-40إبراهيم العناني ،اآلثار القانونية لألزمات الدوية ،بحث مقـدم إلـى المـؤتمر السنوى الخامس إلدارة
األزمات والكوارث ( ،القاهرة :كلية التجارة جامعة عين شمس 29-28أكتوبر ) 2000ص.573
-41مصطفى علوي ،إدارة األزمات األمنية ،مجلة كلية التدريب والتميـة المـن األول ،بول ( ۹۹۹سهرة
:أكاديمية الشرطة ) من 187
-42كلية الدراسات العليا ،دراسات في األزمة األسية ،مرجع سابق ،ص 17
-43نيفن عزت على الجيشى ،األسلوب العلمىالدارة االزمات دراسة مقارنة بين مصر الواليات المتحدة
االمريكية ،مرجع سابق ،ص.51
-44حسين موسى العساف :األزمات اإلدارية في منظمات األعمال بين الواقع .ورقة عمل مقدمة في
ملتقى المناهج الحديثة في إدارة األزمة والكوارث ،عمان ،2009 ،والصادرة في كتاب يضم مجموعة
مقاال ت تحت عنوان :إدارة األزمات والكوارث ،مصر ،منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
،2010ص ص 88-87:
-45حمدي محمد شعبان :اإلعالم األمني وإدارة األزمات والكوارث ،ط ،3القاهرة ،الشركة العربية المتحدة
للتسويق والتوريدات ،2003 ،ص ص.96-95 :
-46سامي محمد هشام حريز :المهارة في إدارة األزمات وحل المشكالت ( األسس النظرية والتطبيقية)،
ط ،عمان ،دار البداية ناشرون وموزعون ،2007 ،ص.16 :
-47محمد نصر مهنا :إدارة األزمات ،اإلسكندرية ،مؤسسة شباب الجامعة ،2004 ،ص07:
-48علي عجوة وآخرون ،مقدمة في وسائل االتصال ،الطبعة األولى ،جدة مكتبة مصباح،1989 ،
ص.13
-49عبد هللا الطويرقى ،علم التصال المباشر ،دراسة في األنماط والمفاهيم وعالم الوسيلة اإلعالمية في
المجتمع السعودي ،الطبعة الثانية ،الرياض :مكتبة العبيكان ،1997،ص27
118
-50محمد عبد الغنى حسن ،مهارات االتصال فن االستماع والحديث ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،1998
ص.11
-51عبد الرحمان توفيق وآخرون ،مهارات االتصال والعالقة مع اآلخرون( القاهرة :مركز الخيارات المهنية
لإلدارة ،1998 ،ص.)9
-52محمد أمين عودة ،مشكالت ومعوقات االتصال اإلدارية ،الكويت :مطبوعات جامعة الكويت،
،1996ص.19
-53محمد عمر الطنوبى ،نظريات االتصال ،اإلسكندرية :دار المطبوعات الجديدة ،1994 ،ص.19
119