You are on page 1of 23

‫نماذج ورؤى معاصرة نحو تحقيق التنمية الشاملة؛ نظرة مقاصدية‪.

‬‬
‫حبث مقدم لـ‪:‬‬
‫امللتقى الدويل السابع‪ :‬فقه احلضارة والتنمية الشاملة يف ظل املتغريات الراهنة‪.‬‬
‫بسكرة‪-‬اجلزائر‪ 11-10 ،‬مارس ‪.2019‬‬
‫خضري باعلي وسعيد‬
‫جامعة غرداية‬
‫‪Saidb26@yahoo.com‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إىل إبراز دور الشريعة اإلسالمية يف إجياد حلـل للمشـكالت املعاةـرة‪ ،‬ودفـع‬
‫عجلــة التنميــة‪ .‬وقــد تنــاو جلانــم مهم ـة لتفعيــل التنميــة الشــاملة بر يــة معاةــرة‪ ،‬مــع ذــااق واقعيــة م ـ‬
‫منظ ــلر مقاة ــد بنظ ــرة تراع ــي متغ ـريات اللاق ــع املعاة ــر‪ ،‬وم ـ ت األفع ــا ‪ ،‬وس ــن ات يف ا تمع ــات‪.‬‬
‫واعتمد املنهج ا ستقرائي التحليلي‪ .‬وقـد عـا ج دور القـي يف اإلةـال واحلـد مـ الفسـاد والتفلـ ‪ ،‬مـع‬
‫ذــااق معاةــرة‪ :‬مدرســة النلرســي ب‪ ،‬يــا‪ ،‬ولربــة اليابــاي ودور القــي يف ضــتها‪ .‬مــا تنــاو أمهيــة تشــجيع‬
‫البحــث العلمــي والتقــدم يف العلــلم احلدي ــة بنظــرة مقاةــدية معاةــرة‪ ،‬ووــرورة التكامــل بــن العلــلم احلدي ــة‬
‫درس قضــية التنميــة‬‫والعلــلم الشــرعية مــع ذــااق للتفوــيح والبحــث العلمــي اماليزيــا وال ــن ذلاجــا ‪ .‬ث ج‬
‫ا قت ادية مبقارنة حك العمل واإلنتاق بن ما هل عند الفقهاء سابقا‪ ،‬وبن ما ينبغـي أي يكـلي يف اللاقـع‬
‫املعاةر انوالقا م فقه اللاقع واعتبار امل ت وقدم آليات مشروعة للتنميـة ا قت ـادية‪ .‬مـا تنـاو نظـرة‬
‫الش ـريعة اإلســالمية إىل التنميــة ا جتماعيــة وأمهيتهــا‪ ،‬مــع ذــااق معاةــرة‪ :‬لربــة ماليزيــا يف الت هيــل األســر ‪،‬‬
‫ودوره يف التقليل م مشكالت األسرة وبعض التجارب يف تفعيل الز اة لعالق الفقر والبوالـة‪ .‬وقـد تلةـل‬
‫إىل أي الشـ ـريعة اإلس ــالمية تـ ـليل أمهي ــة ب ــرية للتنمي ــة مبفتلـ ـ جلانبه ــا ا جتماعي ــة وا قت ــادية والعلمي ــة‪،‬‬
‫وتسعى م خال خمتل اللسائل إىل تفاد مشكالت الفقر والبوالة والتفل ‪ .‬ويلةـي الباحـث مبزيـد مـ‬
‫البحث يف ن لص الرسالة الربانية بنظرة لية متجردة لكش مقاةدها وتفعيلها مع متولبـات اللاقـع املعاةـر‬
‫يف سبيل الرقي وا زدهار‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬مقاةد‪ ،‬الشريعة‪ ،‬احلضارة‪ ،‬التنمية‪ ،‬املعاةرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫انوالقــا م ـ اللاقــع الــذ تعيشــه الــدو العربيــة واإلســالمية م ـ ارتفــا نســم الفقــر‪ ،‬والتفل ـ ‪،‬‬
‫والفـ؛ بــد مـ قـراءة عميقــة متفح ــة‪ ،‬ور يــة ةلليـة للرســالة ابالــة الــا تتميـز بالر ــة والعامليــة و يـ‬
‫ميك أي نستش منها حلل لللاقع املعاةر مبفتل إشكا ته‪.‬‬
‫ويف هذا ال دد ي يت هذا البحث يلقي نظرة على اللاقع ومشكالته مبنظلر مقاةد ‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يس ــعى إىل إب ـ ـراز دور الش ـ ـريعة اإلس ــالمية يف إجي ــاد حل ــل للمش ــكالت املعاة ــرة‪ ،‬ودف ــع عجل ــة‬
‫التنمية هبدف اإلسهام يف عالق اللاقع‪ .‬وهذا م خال ما ي يت‪:‬‬
‫السعي إىل إةال اللاقع م خال إةال الفكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إبراز النمااق احلضارية الناجحة‪ ،‬والكش ع مميزاهتا لالستفادة م إجيابياهتا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكش ع دور القي يف النهلض احلضار و ي ميك تفعيلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكش ـ ع ـ مــدا اهتمــام الش ـريعة اإلســالمية مبفتل ـ جلانــم التنميــة و ي ـ ميك ـ تفعيلهــا يف اللاقــع‬ ‫‪-‬‬
‫املعاةر‪.‬بالتنمية ا جتماعية وإسقاطها على اللاقع املعاةر‪.‬‬
‫دراسة مدا اهتمام الشريعة اإلسالمية بالتنمية ا قت ادية‪ ،‬والتلةل إىل بعض اللسائل املشروعة لذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية البحث‪ :‬تتم ل فيما ي يت‪:‬‬
‫أحيانا تبلء بالفشل بعض حماو ت التغيري يف ا تمعات اإلسالمية‪ ،‬ومـ أبـرز أسـباب الـك النظـرة اجلزئيـة‬
‫للشريعة‪ ،‬والتعامل معها م منولقات ثابتة تراعي اللاقع ومتغرياته‪ .‬وهنا تظهر أمهية البحث يف حماولـة إبـراز‬
‫بعـض اجللانــم الـا تــاق إىل عنايــة وتر يـز يف ســبيل النهــلض احلضـار انوالقــا مـ مقاةـد التشـريع ومراعــاة‬
‫اللاقع املعاةر ومتغرياته‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪ :‬حياو اإلجابة ع األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ما دور التنمية القيمية والقيمية يف النهلض احلضار ؟ ومااا يستفاد م التجارب الناجحة يف الك؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما نظرة الشريعة للتنمية العلمية واستغال العللم احلدي ة؟ وما دورها يف احلضارة والتنمية؟‬ ‫‪-‬‬
‫م ـ ــا م ـ ــدا اهتم ـ ــام الشـ ـ ـريعة اإلس ـ ــالمية بالتنمي ـ ــة ا جتماعي ـ ــة وا قت ـ ــادية؟ و يـ ـ ـ ميكـ ـ ـ تفعيله ـ ــا يف‬ ‫‪-‬‬
‫اللاقع املعاةر؟‬
‫ما الذ جعل بعض التجارب املعاةرة تنجح يف بعض جلانم التنمية؟ ومااا ميك أي يستفاد منها؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتم ــد الباح ــث امل ــنهج ا س ــتقرائي التحليل ــي باس ــتقراء الن ــلص الش ــرعية ال ـلاردة يف امللو ــل ‪،‬‬
‫والكش ع مقاةدها وأبعادها وأيضا استقراء بعـض التجـارب املعاةـرة الـا حققـا واحـا ولـل نسـبيا‬
‫يف إحدا جلانم التنمية و ي ميك أي يستفاد منها يف النهلض احلضار ‪.‬‬
‫تم تقسيم البحث كاآلتي‪:‬‬
‫وقد ّ‬
‫املبحث األو ‪ :‬دور التنمية الفكرية والقيمية يف النهلض احلضار وذااق معاةرة‬
‫املبحث ال اين‪ :‬التنمية العلمية واستغال العللم احلدي ة نظرة مقاةدية وذااق ناجحة‪.‬‬
‫املبحث ال الث‪ :‬التنمية ا قت ادية حكمها ودورها ووسائلها‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬ت ةيل التنمية ا جتماعية وذااق معاةرة‪.‬‬
‫وي مل الباحث م هذا العمل أي يكلي إسهاما يف النهلض احلضار مبا يقدم م حلـل لعـالق‬
‫التفل والبوالة والفساد‪ ،‬ولتحقيق العدالة وا زدهار والرقي احلضار ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور التنمية الفكرية والقيمية في النهوض الحضاري؛ ونماذج معاصرة‬
‫يرتبح النهلض احلضار للمجتمعات والدو ارتباطا بريا مبا مله مـ قـي لـدا أبنائهـا‪ .‬ولعـل هـذا‬
‫ما جعل تنمية القي م أه ما ر ز عليه الرسل ‪ ‬يف سبيل تكلي الفرد ال احل يف ا تمع‪.‬‬
‫واإلشكا هنا أنه‪ :‬حينمـا يعـاين الدولـة وا تمـع مـ مشـا ل اجتماعيـة وسياسـية واقت ـادية وغـري الـك‪،‬‬
‫فمــا دور ال‪،‬بيــة وغــرس القــي يف عــالق م ــل هــذه املشــا ل واإلســهام يف الرقــي احلضــار ؟ وهــل هنــاذ ذــااق‬
‫معاةرة لذلك؟‬
‫أوال‪ :‬دور القيم في اإلصالح والتغيير؛ نظرة تأصيلية‬
‫ض‬
‫مع أي للجانـم القـانلين دوره يف ا لتـزام واحلـد مـ الفسـاد واآلفـات إ أنـه مهمـا حاولـا الدولـة فـر ج‬
‫الق ـلانن ملنــع الفســاد و قيــق العــد فســيقع التحايــل عليهــا يف ظــل غيــاب القــي إمــا ب ـالتمرد امل ـعل علــى‬
‫القانلي باملوالبة بإلغائه‪ ،‬وإما التمرد غري املعل مبحاولة التهرب منه‪ .‬وهـذا انوالقـا مـ فقـه واقـع الـنف الـا‬
‫ترغم يف التحرر م القيلد وا لتزامات‪.‬‬
‫فم ـ ـ ـ الض ـ ــرور الب ـ ــدء بتنمي ـ ــة الق ـ ــي ل ـ ــدا الف ـ ــرد‪ ،‬ث يلو ـ ــع يف أ وظيف ـ ــة أو مرتب ـ ــة يف ا تم ـ ــع أو‬
‫الدولـ ـ ــة‪ .‬وإ فـ ـ ــإي ب تدريبـ ـ ــه علـ ـ ــى وظيفتـ ـ ــه ث متابعتـ ـ ــه بشـ ـ ــكل آيل دوي تنميـ ـ ــة اجلانـ ـ ــم القيمـ ـ ــي فيـ ـ ــه‬

‫‪3‬‬
‫س ـ ــتكلي نتيجت ـ ــه أن ـ ــه مـ ـ ـ س ـ ــنحا ل ـ ــه الفرة ـ ــة ف ـ ــذا الف ـ ــرد سـ ـ ـتظهر ة ـ ــفاته الس ـ ــيئة مـ ـ ـ ظلـ ـ ـ وغـ ـ ـ‬
‫ل القي اإلنسانيةا‪. 1‬‬
‫واعتداء ورشلة بعيدا ع‬
‫واملت مــل يف ن ــلص الشــر جي ــد اهتمام ـا ب ــريا بالتنميــة الفكري ــة والقيميــة عل ــى أ ـا م ـ أه ـ مقلم ــات‬
‫احلضارة املتكاملة الا تلازي بن اجلانم الروحي واجلانم املاد ‪ .‬ومما يشهد فذا ما ي يت‪:‬‬
‫فعللا النبللي ‪ :‬يالحـ أي الن ـ ‪ ‬بــدأ يف دعلتــه بتنميــة اجلانــم ال‪،‬بــل وغــرس القــي يف ســبيل‬
‫رف ــع الظل ـ والفس ــاد‪ ،‬وإقام ــة القس ــح يف األرض‪ .‬وال ــك م ـ خ ــال ال ــدعلة إىل ات تع ــاىل واإلن ــذار ب ــاليلم‬
‫ـن جرســلن م ـنـه‬ ‫ـارم األخــال ‪ ،‬والنهــي ع ـ مســاوئها‪{ :‬هـ جـل الِــذ بجـ جعـ ج‬
‫ـث يف األميـ ج‬ ‫اآلخــر‪ ،‬وتعلــي النــاس مكـ ج‬
‫و جـال مبـن [اجلمعـة‪]2 :‬‬ ‫ـاب جواحلك جمـةج جوإي ج ـانلا مـ قجـبـل لجفـي ج‬
‫يجـتـلل جعلجيه آيجاتـه جوي ـجز يه جويـ جعلمهـ الكتج ج‬
‫إىل أي تك ـ ِلي متمــع فاوــل يســلده ال ـ‪،‬اح واإلحســاي‪ ،‬ث تلالــا األحكــام التف ــيلية والتلجيهــات الربانيــة‬
‫شيئا فشيئا‪.‬‬
‫وهــذا مــا حلظتــه عائشــة ‪ ‬يف قلفــا‪ :‬منإذــا نــز أو مــا نــز منــه ســلرةي مـ املف ــل‪ ،‬فيهــا ا ــر اجلنــة‬
‫والنار‪ ،‬ح إاا ثاب الناس إىل اإلسالم نز احلال واحلرام‪ ،‬ولل نز أو شيء‪ :‬تشربلا ابمـر‪ ،‬لقـاللا‪:‬‬
‫نـد ابمـر أبــدا‪ ،‬ولـل نـز ‪ :‬تزنـلا‪ ،‬لقـاللا‪ :‬نــد الزنـا أبـدامنا‪ . 2‬وهــذا يـد علـى مكانــة التنميـة القيميــة يف‬
‫التشريع لعالق ري م اآلفات الا قد تدرق مع املشا ل املستع ية يف واقع اليلم‪.‬‬
‫مراعاة السنن الكونية‪ :‬فم سـن ات تعـاىل يف التغيـري أنـه يبـدأ مـ األنفـ ‪{ :‬إ ِي اللِـهج ج يـغجيــر جمـا‬
‫ب جقلم جح ِ يـغجيـروا جما ب جنـفسه [الرعد‪ ]11 :‬وتد هذه اآليـة أي ات تعـاىل من يغـري مـا هـ فيـه مـ الـنع‬
‫بــإنزا ا نتقــام إ ب ـ ي يكــلي مــنه املعاةــي والفســادمنا‪ . 3‬ويفه ـ منهــا باملقابــل أي تغيــري واقــع النــاس ــل‬
‫األحس بد أي يسبقه تغيري ما باألنف م األسلأ إىل األحس ‪ .‬والك يبدأ بغـرس القناعـات‪ ،‬ث تتحـل‬
‫إىل قي وسلل ات وعادات‪.‬‬
‫الموازنة‪ :‬بن امل لحة الكبرية الا تتحقق م بناء القي الا هي أساس لعـالق ـري مـ املشـا ل‬
‫وبـن مفسـدة إمهـا هـذا اجلانـم وال‪ ،‬يـز علـى عـالق املشـا ل ا جتماعيـة وا قت ـادية واإلداريـة ـال علــى‬
‫حدة والا أغلبها يرجـع إىل غيـاب تلـك القـي ‪ .‬ـل الـك يّ ـد دور التنميـة القيميـة يف اإلةـال والنهـلض‬
‫احلضار ‪.‬‬

‫ا‪ 1‬ينظر‪ :‬خضري‪ ،‬فقه األولليات يف السياسة الشرعية املعاةرة‪ ،‬ص‪.84-81‬‬


‫ا‪ 2‬البفار ‪ ،‬ةحيح البفار ‪ ،‬تاب فضائل القرآي‪ ،‬باب ت لي القرآي‪ ،‬رق ‪ ،4993‬ق‪ ،6‬ص‪.185‬‬
‫ا‪ 3‬تفسري الراز ‪ ،‬ق‪ ،19‬ص‪.20‬‬
‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬نماذج معاصرة لدور التنمية الفكرية والقيمية في النهوض الحضاري‬
‫فيما ي يت م ا ي يظهر فيهما دور التنمية الفكرية والقيميـة يف النهـلض احلضـار والـتفلن مـ التفلـ‬
‫وتبعاته‪:‬‬
‫‪ .1‬مدرسة سعيد النورسيا‪ : 1‬يف تر يا انا سببا يف انتقا ا تمـع ال‪ ،‬ـي مـ دولـة غارقـة يف اجلهـل‬
‫والفقــر والتفل ـ وحماربــة اإلســالم إىل ةــحلة فكريــة واجتماعيــة‪ ،‬بــل إي املــد اإلســالمي املعاةــر يف تر يــا‬
‫فكريا وسياسيا وعلميا واقت اديا وتربليا هـل مـ اـرات تلـك املدرسـة ا‪ . 2‬وهـذا لـه بعـد منا يـار الدولـة إىل‬
‫حضــيض التمــز والتشــرام والتفل ـ السياســي والعســكر ‪ ،‬وا قت ــاد ‪ ،‬واب ـلاء الروحــيمنا‪ ، 3‬إىل جانــم‬
‫منإلغاء العمل بالشريعة‪ ،‬وترويج ابملر‪ ،‬وتفكيك األسرة واووهاد م يجظهر منه التدي منا‪. 4‬‬
‫فقد تدرق النلرسي يف دعلته علـى مراحـل‪ :‬بـدأ بنفسـه حـ غـدا مـ ال حيـا ملـا يـدعل إليـه‪ ،‬و انـا حياتــه‬
‫م ــع الق ــرآي‪ ،‬و ــذا ابل ــن م ـ تالمي ــذه‪ ،‬و ــاي يعو ــي األوللي ــة للكي ـ قب ــل الك ـ يف تربيت ــه‪ ،‬ث انتق ــل إىل‬
‫األسرة فدعا املرأة إىل إحساي تربيـة األو د لل ـملد يف وجـه ال‪،‬بيـة الغربيـة‪ ،‬وبـن مفاسـد التـوق وامليلعـة‪..،‬‬
‫ث انتقل إىل ا تمع فحارب العجز واجلز والنفا ا جتماعي‪ ،‬ودعا إىل العناية باحملتاجن بد ع الـ‪،‬ف‬
‫يف امللــذات‪ .‬مــا أوىل اهتمامــه لتنبيــه العلمــاء ورجــا احلكـ مبســّولياهت وواجــبه ‪ ،‬وعمــل علــى مــزق العلــلم‬
‫الدينية بالعللم احلدي ة‪ ،‬وجعل العدو هل اجلهل والفقر والتفر وا ستبدادا‪. 5‬‬
‫ولــي ا ــا هنــا لنقــد م ــل هــذه التجــارب‪ ،‬فكــل‪ ،‬يّخــذ منــه ويــ‪،‬ذ‪ ،‬لكـ األهـ هــل ا ســتفادة مـ‬
‫اجلانم اإلجيايب للفوات البشرية‪ ،‬فالذ يستفاد م تلك التجربـة هـل دور التنميـة القيميـة والروحيـة يف بنـاء‬
‫احلضارة‪ ،‬واحلد م ا رافات والتفل والفساد‪.‬‬

‫ا‪ 1‬هل سعيد النلرسي‪ ،‬ولد سنة ‪ 1877‬م بكردستاي تر يا‪ ،‬تعل القرآي والعللم بالقرا ا اورة‪ ،‬بـدأ نشـاطه السياسـي سـنة‪1892‬م‪،‬‬
‫قام بعدة حماو ت م أجل تولير التعلي ليجمع بن الديين والعللم احلدي ة‪ ،‬وم أجل منع ا ستبداد يف عهـد السـلواي عبـد احلميـد‪،‬‬
‫فاعتقل وحل عدة مرات‪ .‬ويف عهد ما أتاتلرذ اشتغل بالدعلة بنشر رسائله بن طالبه سرا و هاهت ألجلها‪ ،‬ويف عام ‪1949‬م ُسـح‬
‫بوبعها‪ ،‬وتليف سنة ‪1960‬م‪ ،‬وبقيا دعلته بن طالبهمن‪ .‬ينظر‪ :‬أبل حليلة‪ ،‬بديع الزماي النلرسي و ديات ع ره‪ ،‬ص‪.55-23‬‬
‫ا‪ 2‬ينظر‪ :‬الونواو ‪ ،‬عبد ات‪ ،‬منهج اإلةال والتغيري عند النلرسي‪ ،‬ص‪.176 ،175‬‬
‫ا‪ 3‬امل در السابق‪ ،‬ص‪ ،118 ،117‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 4‬ينظر‪ :‬أبل حليلة‪ ،‬بديع الزماي النلرسي و ديات ع ره‪ ،‬ص‪.68 ،64‬‬
‫ا‪ 5‬ينظر‪ :‬الونواو ‪ ،‬منهج اإلةال والتغيري عند النلرسي‪ ،‬ص‪.167 ،154‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .2‬التجربللة اليابانيللة‪ :‬الــا ظهــر فيهــا دور القــي واألخــال يف التقــدم ا قت ــاد والتكنللــلجي منوقــد‬
‫انا تلك الدولة بعد هزميتها يف احلـرب العامليـة ال انيـة يف حالـة دمـار شـامل‪ ،‬ول ِكنـا خـال ‪ 4-3‬عقـلد‬
‫فقح م تكلي قلة ةناعية لت ـري مـ وـم الـدو ال مانيـة الكـوا يف العـاأ‪ .‬ومـ أبـرز القـي الـا أاـرت‬
‫الــك‪ :‬العنايــة بــالعل ‪ ،‬العمــل اجلمــاعي‪ ،‬الرقابــة الذاتيــة‪ ،‬تقــدي العمــل‪ ،‬أمهيــة اللقــا‪ ،‬نقــل قــي الــدي إىل‬
‫ومري يّثر يف السللذ يرقى به ع اجلشع والتسلح‪ ،‬وحي ه على العملمنا‪. 1‬‬
‫ومــا أحــلق واقــع اليــلم إىل تفعيــل القــي اإلســالمية يف ســللذ األفـراد‪ .‬فمـ ال‪ :‬قــيج اإلميــاي برقابــة ات تعــاىل‬
‫وحسابه على النقري والقومري‪ ،‬وجزائه العاد للمتقن العاملن املفل ـن باجلنـات‪ ،‬وللمفسـدي واملتفـاالن‬
‫الفرد دائ اإلخالص ت تعاىل‪ ،‬ويبعده ع ل أشكا الفساد والظل ‪ ،‬وحيفـزه‬ ‫بالعذاب ل الك مما جيعل ج‬
‫للعمل على ال ال واإلةال ‪.‬‬
‫ويتكامل هنا دور الفـرد والدولـة يف بنـاء هـذه القـي مـ خـال املنـاهج ال‪،‬بليـة واإلعـالم واملـدارس القرآنيـة‬
‫وغري الك‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية العلمية واستغالل العلوم الحديثة؛ نظرة مقاصدية ونماذج ناجحة‪:‬‬
‫مع أمهية التنمية القيمية والروحية يف النهلض احلضار إ أ ا بـد أي تتكامـل مـع اجللانـم األخـرا ممـا‬
‫هي م ةمي اّتاا األسـباب‪ .‬وفيمـا يـ يت دراسـة مـدا اهتمـام الشـر بتشـجيع البحـث العلمـي والتقـدم يف‬
‫العللم احلدي ة‪ ،‬وأثر هذه العللم يف النهلض احلضار م خال ذااق معاةرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ها يجب شرعا تعلم العلوم الحديثة والتّق ّدم فيها؟‬
‫ويق ــد هبــا العلــلم الــا هــي نتــاق الفكــر البشــر مـ خــال التجربــة واملمارســة‪ ،‬وترمــي إىل ســن حيــاة‬
‫النــاس م ـ خمتل ـ الن ـلاحي ا جتماعيــة وا قت ــادية والسياســية‪ .‬وّتتل ـ م ـ ع ــر إىل ع ــر‪ ،‬ألي فكــر‬
‫اإلنساي يتولر عو ترا ابوات‪.‬‬
‫واإلشــكا ‪ :‬هــل العلــلم اللاجــم تعلمهـا هــي فقــح مــا يـرتبح باإلميانيــات والشــعائر‪ ،‬وباملعــامالت ــالبيل‬
‫واألحلا الشف ية أم تشـمل أيضـا العلـلم الـا يولـق عليهـا منالدنيليـةمن مـ تفاةـيل الفيزيـاء والتكنلللجيـا‬
‫وا جتماعيـات واإلنسـانيات‪..‬؟ وافـدف مـ هـذا اإلشـكا هـل اإلسـهام يف ديـد مـدا أمهيـة تلـك العلــلم‬
‫يف واقعنا املعاةر وأثرها على النهلض احلضار والتنمية‪.‬‬

‫ا‪ 1‬ينظر‪ :‬حساي‪ ،‬تقية حممد املهد ‪ ،‬م أسرار وا التجربـة الـيابـانـيـة‪ ،‬ص‪.143-140‬‬
‫‪6‬‬
‫يقس ـ الفقهــاء الســابقلي هــذه العلــلم إىل علــلم غــري واجبــة وعلــلم واجبــة علــى اخــتالف بيــنه يف ــر‬
‫بعض العللم أو إباحتها اآليت‪:‬‬
‫اللرأي األول‪ :‬العلللوم الحديثللة جيللر واجبللة‪ ،‬بــل تـ‪،‬او بــن احلـرام واملكــروه واملبــا واملنــدوب‪ ،‬فقــاللا بـ ي‬
‫العلــلم مناحملرمــة علـ الكــالم والفلســفة والكيميــاء وعلــلم الوبــائعينا‪ 1‬إ الوــم فإنــه فــرض فايــة‪ ،‬وأمــا علـ‬
‫النجـ ــلم الـ ــذ يسـ ــتد بـ ــه علـ ــى اجلهـ ــات والقبلـ ــة وأوقـ ــات ال ـ ــللات فمسـ ــتحم‪ ،‬وم ـ ـ املبـ ــا عل ـ ـ افيئـ ــة‬
‫وافندسةمنا‪ . 2‬ومنالنفل التعمق يف دقائق احلساب وحقائق الوممنا‪. 3‬‬
‫يســتغ عنــه يف قـلام أمــلر‬ ‫اللرأي الثللاني‪ :‬العلللوم الحديثللة فللرض كفايللة‪ ،‬منأمــا فــرض الكفايــة فهــل علـ‬
‫الــدنيا الوــم إا ه ــل وــرور يف حاج ــة بقــاء األبــداي‪ ،‬و احلس ــاب فإنــه و ــرور يف املعــامالت وقس ــمة‬
‫اللةــايا وامللاريــث وغريمهــا‪ ،‬وهــذه هــي العلــلم الــا إاا قــام هبــا واحــد فــى وســقح الفــرض عـ اآلخـري منا‪. 4‬‬
‫منو م بلد لي فيه طبيم إ م أهل الذمة‪ ،‬و جيلز قبل شهادهت منا‪. 5‬‬
‫ويالح ب ي هذا الرأ أوجم بعض هذه العللم للحاجة إليها فيما شرعه ات تعاىل م أحكام مـ ـل‬
‫امللاريث والتداو ‪.‬‬
‫سبب الخالف في تحريم بعض العلوم‪ ،‬والترجيح‪:‬‬
‫يرجــع إىل اخــتالف الت ــلر ــل طبيعــة بعــض العلــلم‪ ،‬وإىل ا خــتالف يف مقــدار مــا تقــلم بــه الكفايــة‪.‬‬
‫وم ـ ال ــك نســبة بع ــض العلــلم إىل الس ــحر أو الشــرذ‪ ،‬فيق ــل أحــده ت ــحيحا لــذلك‪ :‬منوأم ــا خ ـلاص‬
‫احلقائق املفت ة بانفعا ت األمزجة ةحة أو سقما فهذا م عل الوم‪ ،‬م عل السـحرمنا‪ . 6‬وقـا‬
‫ـري الشـم والقمـر حمسـلب‪{ :‬ال ِشـم‬ ‫الغزايل‪ :‬منعل النجلم غري مذملم لذاته فقد نوـق القـرآي بـ ي جمس ج‬
‫جوال جق جمر حبسبجاي [الر ‪ ،]5 :‬لك املذملم ما يرجع إىل ا سـتد علـى احلـلادا بـالنجلم‪ ،‬فيـّد إىل‬
‫اعتقاد ت ثري تلك النجلم‪..‬منا‪. 7‬‬

‫ا‪ 1‬مناوعللم الوبائعين العل الوبيعي عل يبحث فيه ع أحلا اجلس احملسلس مـ حيـث هـل معـرض للتغـري يف األحـلا وال بـات‬
‫فيهامن حاشية اب عابدي ‪ ،‬ق‪ ،1‬ص‪.44‬‬
‫ا‪ 2‬احلجاو ‪ ،‬اإلقنا ‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪ ،3 ،2‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 3‬العلمل ‪ ،‬العقد التليد يف اخت ار الدر النضيد‪ ،‬ص‪ ،76‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 4‬الغزايل‪ ،‬إحياء عللم الدي ‪ ،‬ق‪ ،1‬ص‪.16‬‬
‫ا‪ 5‬اب األخلة‪ ،‬معاأ القربة يف طلم احلسبة‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫ا‪ 6‬القرايف‪ ،‬الفرو ‪ ،‬ق‪ ،4‬ص‪ ،138‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 7‬الغزايل‪ ،‬إحياء عللم الدي ‪ ،‬ق‪ ،1‬ص‪ ،30 ،29‬بت رف‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫والللراجح‪ :‬هــل وجــلب تعلـ العلــلم احلدي ــة مـ فلــك وطــم وفيزيــاء وعلــلم اجتماعيــة وإنســانية ‪-‬و ــل‬
‫احل ودرء املفاسد‪ -‬على سبيل الكفاية نظرا ملا ي يت‪:‬‬ ‫الك مما هي وسائل لتحقيق امل‬
‫ـك الِـذ جخلج جـقا‪ 1‬جخلج جـق اإلن جسـا جي مـ‬
‫مـا يف قللـه تعـاىل‪{:‬اقـجرأ باسـ جرب ج‬ ‫األمر اإللهي بطلب العللم‪:‬‬
‫الِذ جعلِ ج بال جقلج ا‪ 4‬جعلِ ج اإلن جسا جي جما جأ يجـعلج [العلق‪ .]5-1 :‬ومنقد‬
‫ك األج جرم ا‪3‬‬ ‫جعلجق ا‪ 2‬اقـجرأ جوجربه ج‬
‫والتعلــي األع ـ إشــارة إىل مــا يتلق ـاه اإلنســاي م ـ التعــالي س ـلاء أ ــاي‬
‫ح ـلجا م ـ ا ــر التعلــي بــالقل‬
‫بالدرس أم مبوالعة الكتممنا‪. 1‬‬
‫ومناألةل يف األمر اللجلبمنا‪ 2‬فين رف األمر يف هـذه اآليـة ب ـفة أوىل إىل تعلهـ الـلحي‪ ،‬لكـ عمـلم‬
‫ك الِذ جخلج جق ‪ ،‬ما أي يف القرآي‬‫{رب ج‬
‫ال يغة مناقرأمن لنع دخل غريه على أي يكلي باس ات تعاىل ج‬
‫ات إىل بعض هذه العللم احلدي ة‪.‬‬ ‫نفسه إشار ي‬
‫آي للات التس للخير‪ :‬وردت اإلش ــارة يف بع ــض الس ــياقات القرآني ــة إىل بع ــض م ــا ت العل ــلم وال ــناعات‬
‫ن‬
‫ِره جمنجـازج لتجـعلجمـلا جع جـد جد السـن ج‬ ‫احلدي ة ففي قلله تعـاىل‪{ :‬ه جـل الِـذ جج جع جـل الشِـم ج وـيجاءن جوال جق جم جـر ن ن‬
‫ـلرا جوقجـد ج‬
‫ـاب [ي ــلن ‪ ]5 :‬إش ــارة إىل الت م ــل يف الك ــلي وال جفلجــك ودراس ــته ستكش ــافه وا نتف ــا ب ــه‪ .‬واآلي ــة‬ ‫جواحل جس ـ ج‬
‫{وهـ جـل الِــذ جس ـ ِفجر البجحـ جـر لتج ـ للا منــه جحل نمــا طجريِــا جوتجســتجفرجلا منــه حليج ـةن تجـلبجســلنجـ جها جوتجـ جـرا الفلـ ج‬
‫ـك‬ ‫الكرميــة‪ :‬ج‬
‫جم جلاخجر فيه [النحل‪ ]14 :‬تقتضـي تـلفري اإلمكانيـات مـ أجـل ا سـتفادة مـ نـلز البحـار ومنافعـه إا‬
‫{و جس ـ ـ ِفجر لجك ـ ـ جمـ ــا يف ال ِس ـ جـم جاوات جوجمـ ــا يف األجرض‬ ‫ميك ـ ـ ال ــك ب ــدوي آ ت ووس ــائل‪ .‬ويف قلل ــه تع ــاىل‪ :‬ج‬
‫[اجلاثيــة‪ ]13 :‬إشــارة إىل اســتغال ــل اإلمكانــات املتــلفرة يف األرض ويف الفضــاء‪ ،‬ولعــل ـريا منهــا أ يــت‬
‫ا تشافه إىل اليلم‪ .‬فاألوىل باستغال هذه اإلمكانات هل املسل املفاطم باللحي ب فة أوىل‪.‬‬
‫األمر بإعداد القوة‪ :‬وإاا أ تنن اآليات املذ لرة آنفا علـى اللجـلب ةـراحة فقللـه تعـاىل‪ :‬ج‬
‫{وأجعـ هدوا‬
‫جفـ جمــا اسـتجوجعت مـ ق ـ ِلة [األنفــا ‪ ]60 :‬يلـزم املســلمن باّتـاا ــل مـا يف وســعه مـ األســباب لتقليــة‬
‫اإلسالم‪ ،‬وم الك التقدم يف العلـلم احلدي ـة والتكنلللجيـا‪ ،‬وهـذا يّ ـد اللجـلب‪ ،‬ألي منمـا يـت اللاجـم‬
‫إ به فهل واجممنا‪. 3‬‬
‫اعتبللار الم ل الت‪ :‬مـ األســباب الــا أدت إىل ّتلـ املســلمن عـ ر ــم ال ــناعات والعلــلم ممــا جعلهـ‬
‫لقمة سائغة لألعداء منالفتلا الا اعتمدت عليهـا الدولـة الع مانيـة بتحـر الوباعـة مـ سـنة ‪ 1455‬إىل سـنة‬

‫ا‪ 1‬اب عاشلر‪ ،‬التحرير والتنلير‪ ،‬ق‪ ،30‬ص‪ ،441‬بت رف‪.‬‬


‫ا‪ 2‬مد الدي عبد السالم‪ ،‬املسلدة يف أةل الفقه‪ ،‬ص‪ ،5‬ورج جحه‪.‬‬
‫ا‪ 3‬أبل يعلى‪ ،‬العدة يف أةل الفقه‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪.419‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1727‬م يف دولــة لتــد مـ ةــا أفريقيــا إىل إيـراي‪ ،‬ومـ تر يــا حاليــا إىل اجلزيــرة العربيــة يف حــن انــا أوربــا‬
‫منهمكــة يف ا تشــاف آيــات ات تعــاىل يف لنــه‪ ،‬ونشــر املعرفــة م ـ خــال املوبلعــات ممــا أســه يف ضــتها‬
‫وتفلقها التكنلللجي يف حن غرقا الدولة الع مانية يف اجلهل والتفل منا‪. 1‬‬
‫‪Times Higher Education‬‬ ‫وامتــد أثــر هــذا إىل اللقــا املعاةــر إا حســم ت ــني‬
‫)‪ (THE‬للجامعــات يف العــا جأ لســنة ‪ ،2019‬وت ــني مر ــز ‪ CWUR‬لســنة ‪2019-2018‬‬
‫تقــع أو جامعــة عربيــة يف املرتبــة مــا بــن ‪ 350-200‬ا‪ . 2‬ويف دراســة فــذه الت ــنيفات ســنة ‪2014‬م‬
‫تجبن أي منت ني اجلامعات العربية اليـلم يعكـ الريـادة العلميـة الـا تبلأهتـا احلضـارة اإلسـالمية لقـروي‪،‬‬
‫مــا أي الفجــلة العلميــة احلاليــة بــن اجلامعــات العربيــة ونظرياهتــا يف الــدو املتقدمــة تســتلزم تضــافر جهــلد‬
‫خمتل املتدخلن احلكلمين واملدنين لتقلي هامنا‪. 3‬‬
‫وأيضا منمـ أسـباب انتكاسـات أةـحاب املشـرو احلضـار اإلسـالمي أ ـ غالبـا يعتمـدوي علـى ر يـة‬
‫اات ة ــبغة عملمي ــة مت تي ــة م ـ التع ــالي اإلس ــالمية الكلي ــة‪ ،‬ولك ــنه يق ــدملي مش ــروعه مبني ــا عل ــى‬
‫التحليــل العلمــي لللاقــع وظروفــه لــيال تســتعمل فيــه وســائل اإلح ــاء والت ــني واستش ـراف املســتقبل‪.‬‬
‫وحينما ينز املشرو اإلسالمي إىل اللاقع فإنه أيضا حباجة إىل املتابعة بالبحث العلمي لرةد آثاره‪ ،‬وتتبع‬
‫م ته لتعديله وفق الك مراعاة للم لحةمنا‪. 4‬‬
‫هبذا يظهر وجلب ا ستفادة م العللم احلدي ة وورورة تلظيفها للنهلض احلضار والتنمية والـتفلن‬
‫م تبعات التفل ‪ ،‬أل ا تندرق مقاةديا وم مكمالت ورور الدي ‪.‬‬
‫أعبللا إضللافية وهجللرة الطاقللات‪ :‬ألي الكفــاءات البش ـرية حينمــا لــد اجلــل املناســم واملســاعد ل بــدا‬
‫وا بتكــار فإ ــا ســتغادر بلــدها‪ ،‬إىل بــالد تــلفر فــا الــك‪ ،‬منوتظــل املنوقــة العربيــة م ـ أه ـ منــاطق هــذه افجــرة‪،‬‬
‫ونس ــبة الكف ــاءات امله ــاجرة بالنس ــبة إىل الع ــدد اإلإ ــايل مـ ـ امله ــاجري ت ــل إىل ‪ %38‬يف لبنـ ـاي‪ ،‬و‪%9.4‬‬
‫بــاجلزائر‪ ،‬وعــدد األطبــاء املهــاجري ‪27.265‬منا‪ . 5‬مــا أي الدولــة بســبم عــدم لكنهــا م ـ إنتــاق التكنلللجيــا‬

‫ا‪ ،Yuksel, Quran, a Reformist Translation, P.312 1‬بت رف‪ ،‬وينظر‪ :‬اب غيهم‪ ،‬فقه النلاز ‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪.111‬‬
‫‪(2) CWUR World University Rankings 2018-2019, https://cwur.org/2018-19.‬‬
‫‪Times‬‬ ‫‪Higher‬‬ ‫‪Education,‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪University‬‬ ‫‪Rankings‬‬ ‫‪2019:‬‬
‫‪https://www.timeshighereducation.com/world-university-rankings/2019.‬‬
‫ا‪ 3‬ال ديقي‪ ،‬اجلامعات العربية و د الت ني العاملي‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫ا‪ 4‬ينظر‪ :‬النجار‪ ،‬عبد ا يد‪ ،‬علامل الشهلد احلضار ‪ ،‬ص‪ ،293-291‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 5‬جامعة الدو العربية‪ ،‬التقرير اإلقليمي للهجرة الدولية العربية ‪ ،2014‬ص‪ ،56 ،53‬بت رف‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫تستمر يف استريادها عـلض أي يـت ا نتقـا مـ مرحلـة ا سـترياد إىل اإلنتـاق‪ ،‬وهـذا طبعـا يشـكل أعبـاء اقت ـادية‬
‫إوافية على الدولة‪.‬‬
‫وهذا أيضا يرجح جانم العمل علـى توـلير البحـث العلمـي للـتمك مـ اسـتغال الواقـات البشـرية‪،‬‬
‫وما سفره ات تعاىل يف الكلي لتحقيق مقاةد الدي ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة التكاما بين العلوم الحديثة والعلوم الشرعية‪:‬‬
‫منمـ معلقــات البحــث العلمــي الفهـ املغلــلا بـ ي علــلم الــدنيا عالقــة فــا بالــدي ‪ ،‬وعلــلم الشـريعة هــي‬
‫الا يتعلق هبا ال ـلاب والعقـاب‪ ،‬ف ـار املتف ـلي يف الوبيعـة يهمهـ ـريا إي ق ـروا يف البحـث العلمـي‪،‬‬
‫فاخنفضا إنتاجيته البح ية مان ونلعا‪ ،‬وأ يدر لا أ مق روي يف حـق ديـنه وأمـته ‪ ،‬أمـا املتف ـلي يف‬
‫عل ــلم الشـ ـريعة فلظفـ ـلا أحب ــاثه لل‪،‬قي ــة والـ ـربح امل ــاد والش ــهرة –إ مـ ـ رحـ ـ ات‪ ،-‬فغاب ــا عنه ــا األة ــالة‬
‫واإلبدا ومعاجلة مشكالت ا تمع‪ ..،‬إوافة إىل ما تبناه الورفاي م ف ل بن ال نفن م العللممنا‪. 1‬‬
‫فمــا أحلجنــا – ـ املســلمن‪ -‬إىل علمــاء متمكنــن يف خمتلـ ا ــا ت‪ :‬افيزيــاء‪ ،‬فلــك‪ ،‬بيلللجيــا‪... ،‬‬
‫جيمعلي بن العل والرسالية‪ .‬واملشكل يف ري م احلا ت تقع علمنة العلـلم فإمـا أي يكـلي اللاحـد بعيـدا‬
‫ع هذه العللم أو يشتغل هبا لك م منظلر علماين بعيد ع ابالق فال تّد دورها املنشلد منها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجارب معاصرة؛ الصين وماليزيا‬
‫ماليزي للا‪ :‬منيف ع ــام ‪1986‬م اّت ــذت ماليزي ــا إجـ ـراءات مـ ـ بينه ــا التفو ــيح جلع ــل ماليزي ــا جمر ـ ـزا إقليمي ــا‬
‫لتكنلللجيا املعللمات‪ .‬وقـد ورد يف ابوـة‪ :‬بنـاء متمـع متقـدم ومتوـلر وعلمـي لديـه نظـرة مسـتقبلية‪ ،‬لـي‬
‫مستهلكا فقح للتكنلللجيا‪ ،‬وإذا يسه مسامهة فعالة يف التقدم العلمـي والتكنللـلجي يف املسـتقبل‪ .‬و ـاي‬
‫التحـد األ ــو هــل تنميــة املـلارد البشـرية‪ ،‬فالهــا إىل توــلير التعلــي واملنـاهج‪ ،‬مــا عملــا علــى التـلازي‬
‫بن ابرجين ومتولبات سل العمل م خمتل التف ات تفاديا للبوالة‪.‬منا‪. 2‬‬
‫و ــاي فــذه اإلجـراءات وغريهــا أثرهــا فقــد منوحــا القيــادة املاليزيــة يف إحــداا التنميــة مبعــد سـريع فــا‬
‫ـريا م ـ ال ــدو النامي ــة‪ ،‬حي ــث بل ــي مع ــد النم ــل احلقيق ــي للن ــاتج احملل ــي اإلإ ـايل ب ــن ‪ 6‬و‪ 6.5‬ع ــام‬
‫‪2004‬ممنا‪. 3‬‬

‫ا‪ 1‬الوغلثي‪ ،‬عماد أ د‪ ،‬مشكالت البحث العلمي يف العاأ العريب‪ ،‬ص‪ ،1149 ،1148‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 2‬رجاء إبراهي سلي ‪ ،‬لربة التعلي يف ماليزيا‪ ،‬يف‪ :‬اإلسالم احلضار ‪ ،‬ص‪ ،268 ،267‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 3‬رجاء‪ ،‬امل در السابق‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫‪10‬‬
‫الصللين‪ :‬منمنــذ عــام ‪ 1978‬قامــا ال ــن بسلســلة م ـ اإلةــالحات علــى نوــا واســع يف مــا العلــلم‬
‫والتكنلللجيــا ممــا أســه يف التقــدم يف مــا التعلــي العــايل‪ ،‬والبحــث والتوــلير‪ .‬ويف عــام ‪ 2010‬لــاوزت‬
‫ال ــن الياب ــا جي يف إإ ــايل ال ــدخل الق ــلمي لت ــبح ث ــاين أ ــو اقت ــاد يف الع ــاأ‪ ،‬وق ــد ان ــا السياس ــات‬
‫اإلةالحية وا بتكار م أه العلامل يف إوازاهتا امللحلظةمنا‪. 1‬‬
‫ويالح ـ ـ هن ــا ب ــفة واو ــحة دور ا هتم ــام ب ــالعللم والتكنلللجي ــا والبح ــث العلم ــي يف ا س ــتقال‬
‫ا قت اد ‪ .‬وميك ا ستفادة م هـذه التجـارب مـع مراعـاة فقـه اللاقـع ومقاةـد الشـر مـ أجـل قيـق‬
‫دولة قلية تـ جمـك لدي ات تعاىل يف األرض‪ ،‬وتوز ةالحية النظام اإلسالمي ورسالته ابالدة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التنمية االقتصادية حكمها ودورها ووسائلها‬
‫ا قت ــاد مـ أهـ الر ــائز الــا يقــلم عليهــا تـلازي القــلا يف الع ــر احلاوــر‪ ،‬وهــذا يقتضــي وــرورة‬
‫ا هتم ــام ب ــه يف إط ــار إقام ــة احل ــق والع ــد يف ه ــذه املعم ــلرة‪ .‬والتلجه ــات ا قت ــادية ف ــا أث ــر ب ــري يف‬
‫السياسـات العامليــة مـا هــل مالحـ مـ ال بــن ا شـ‪،‬ا ية والرأُساليــة‪ .‬أوـ إىل الـك أي مكافحــة الفقــر‬
‫واألمية والبوالة لها ترتبح برفع املستلا ا قت اد للبلد‪.‬‬
‫واملشــكل أي منأغلــم الــدو اإلســالمية هــي دو ريعيــة‪ ،‬تعــي علــى تقاسـ ال ــروات الوبيعيــة مــع‬
‫الشـر ات األجنبيــة‪ ،‬أو علـى ــليالت أبنائهـا العــاملن يف ابـارق‪ ،‬أو علــى املسـاعدات األجنبيــة املشــروطة‬
‫واملقيدةمنا‪. 2‬‬
‫لــذا ســيت يف هــذا املبحــث مناقشــة حك ـ التنميــة ا قت ــادية الشــاملة ودورهــا م ـ منظــلر فقهــي‬
‫مقاةد يف مقابل التقاع ع هذه املهمة وا تفاء بريع النفح‪ .‬ث يت تقد بـدائل ووسـائل مشـروعة‬
‫للتنمية ا قت ادية‪.‬‬
‫أوال‪ُ :‬حكم التنمية االقتصادية ودورها‬
‫واملق لد هبا ل ما حيقق زيادة الدخل القلمي ويرفع م اقت اد البلد العمل واإلنتـاق مبفتلـ‬
‫ما ته‪ .‬وبنظرة يف تم الفقه خب لص حك العمل وزيادة الكسم واإلنتاق يتلفن يف امللول رأياي‪:‬‬

‫‪ Chen, Dongmin, et al, The Impact of Science and Technology Policies on Rapid‬ا‪(1‬‬
‫بت رف ‪Economic Development in China, P.105.‬‬
‫ا‪ 2‬نافع‪ ،‬إسالميلي‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪11‬‬
‫الرأي األول‪ :‬يرا أبل حامد الغزايل ب ي منالفقر أةلح لكافة ابلق وأفضلمنا‪ ، 1‬ومنفـروض الكفايـات هـي‬
‫ال ــناعات والتجــارات الــا لــل تر ــا بولــا املعــاي وهلــك أ ــر ابلــق‪ ،‬أمــا ال ــياغة وتشــييد البنيــاي‬
‫باجلن وإيع ما تزخرف به الـدنيا فكـل الـك رهـه اوو الـدي ‪ ،‬ويسـتغ عنهـا لرجلعهـا إىل طلـم الـنع‬
‫والتزي يف الدنيامنا‪ ، 2‬ما منهل مكروه أي ير م البحر للتجارة‪ ،‬ألنه م شدة احلرصمنا‪. 3‬‬
‫اللرأي الثللاني‪ :‬يـرا بـ ي منالكسـم بقـدر مــا بـد منــه فريضـةمنا‪ ، 4‬وأي العبــد منإي سـعى يف األرض باجلــد‬
‫والعمل والعمارة ست مار ما سفره ات يف الكلي فإنه يكلي مويعا ت تعاىل وعابـدا لـه راجيـا ثلابـه‪ ،‬أمـا‬
‫إي ق ر يف الك فيكلي عاةيا عرض نفسه للعقابمنا‪. 5‬‬
‫سبب الخالف‪ ،‬والترجيح‪:‬‬
‫م ـ خــال أدلــة ال ـرأينا‪ 6‬يبــدو أي ســبم ابــالف هــل مقــدار فــرض الكفايــة الــذ ي‪،‬تــم عليــه‬
‫اللجلب‪ ،‬و ذا ا ختالف يف فه بعض الن لص‪.‬‬
‫والللراجح أي مقــدار الكفايــة أمــر متغــري‪ ،‬فقــد يكــلي حــد الكفايــة بالنســبة تمــع يف ع ــر مــا هــل مــا‬
‫يكـلي بـه حيـاة اإلنســاي و سـلته و ـل الــك مـ وـرورياته‪ ،‬أمــا بالنسـبة تمـع آخــر يف وقـا آخـر يكــلي‬
‫حد الكفاية أ ر م الك‪.‬‬
‫وبالنظر إىل اللاقع املعاةر فإي حد الكفاية ميك ديده م خال وـروريات الفـرد فحسـم‪ ،‬بـل‬
‫ينظـر إليـه علــى مسـتلا الـدو فلــل اقت ـر إيـع األفـراد يف دولـة مـا علــى مـا يسـد رمقهـ وقـلت يــلمه‬
‫وتلقفلا ع العمل واإلنتاق جل‪،‬اجع ناتج الدخل القلمي وقـد ت ـل الدولـة إىل املديلنيـة‪ ،‬ث إىل التبعيـة إىل‬
‫ابارق الا هي م أسباب ا ستعمار غري املباشر بالتدخل يف شّوي الدولة وقلانينها وسياساهتا‪.‬‬
‫يرجح ضرورة العما على تحقيق التنمية االقتصادية ومسبباتها؛ ما يأتي‪:‬‬
‫ومما ّ‬

‫ا‪ 1‬الغزايل‪ ،‬إحياء عللم الدي ‪ ،‬ق‪ ،4‬ص‪.203‬‬


‫ا‪ 2‬املرجع السابق‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪ ،83‬بت رف‪.‬‬
‫ا‪ 3‬املرجع السابق‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪.86‬‬
‫ا‪ 4‬السرخسي‪ ،‬املبسلا‪ ،‬ق‪ ،30‬ص‪.250‬‬
‫ا‪ 5‬النجار‪ ،‬مراجعات يف الفكر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫ا‪ 6‬ملزيد م التف يل يف أدلة الرأين ينظر‪ :‬الشيباين‪ ،‬الكسم‪ ،‬ص‪ .46‬السرخسي‪ ،‬املبسلا‪ ،‬ق‪ ،30‬ص‪ .250‬اب العريب‪ ،‬أحكام‬
‫القرآي‪ ،‬ق‪ ،1‬ص‪ .613‬النجار‪ ،‬مراجعات يف الفكر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ .83‬الغزايل‪ ،‬إحياء عللم الدي ‪ ،‬ق‪ ،4‬ص‪.203‬‬
‫‪12‬‬
‫{وأجعـ هدوا جفـ جمــا اسـتجوجعت مـ ق ـ ِلة [األنفــا ‪ ]60 :‬ومنالقــلةمن نكـرة تعـ إيـع أنـلا القــلا‬ ‫‪ -‬قللـه تعــاىل‪ :‬ج‬
‫مبفتل أنلاعها‪ .‬ومبا أي م أه مّشرات قلة الدو اليلم قلة اقت ادها‪ ،‬فهذا يـد علـى وجـلب العمـل‬
‫إلعداد هذا النل م القلة للمجتمع املسل ‪.‬‬
‫{و جسـ ِفجر لجكـ جمــا يف ال ِسـ جـم جاوات جوجمــا يف األجرض جإ نيعــا منــه‬
‫‪ -‬آيــات تســفري الكــلي ومــا فيــه قللــه تعــاىل‪ :‬ج‬
‫[اجلاثيــة ‪ ،]13 :‬و لهــا مـ اآليــات الــا تــد علــى اإلباحــة العامــة تتنــاع مــع القــل بالزهــد عـ الكــلي‬
‫وتر ــه‪ ،‬بــل تفيــد الــدعلة إىل اســتغالله وإي اقتضــى األمــر ا ســتعانة بالبحــث العلمــي والعمــل الــد وب مـ‬
‫أجــل استكشــاف الكــلي واســتغالله يف إطــار العبلديــة ت تعــاىل وخدمــة اإلســالم واإلنســانية بعيــدا ع ـ‬
‫الفساد وتلليث البيئة واستغال القلة للتعد على الضعفاء‪.‬‬
‫‪ -‬فق للو الواقل ل ‪ :‬يف واق ــع الي ــلم ف ــإي الق ــلة ا قت ــادية مـ ـ أهـ ـ م ــا يرش ــح لل ــتحك يف القـ ـرارات الدولي ــة‬
‫ا سـ‪،‬اتيجية‪ .‬واعتمــاد الدولــة ب ــفة بــرية علــى مـلارد الــنفح وإمهـا اإلنتــاق والتنميــة ا قت ــادية مبفتلـ‬
‫جلانبها مما مينعها م تب هلء مكانتهـا يف القـرارات امل ـريية للعـاأ ممـا يـّد إىل وجـلد سياسـات دوليـة غـري‬
‫عادلة يف غياب القي السياسية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار المل الت‪ :‬عـدم اسـتغال الدولـة ملفتلـ ملاردهـا مـ أجـل أي تتقـلا هبـا جيعلهـا عروـة لألطمـا‬
‫الدولية‪ ،‬ما وقع للدولة الع مانية و ما يقع اليلم‪ ،‬و شك أي الك ي‪،‬تم عليه انتهاذ لضروريات الدي‬
‫والنف واملا ‪.‬‬
‫وارتباا الدولة ب ربا النفح وتكاسلها ع العمل واإلنتاق قد يضم فا ا ستمرار ملدة طليلة فم ال‪:‬‬
‫منتراجــع أســعار الــنف بنســبة ‪ %55‬بدايــة مـ شــهر ســبتمو‪ 2014‬أدا إىل أي تلاجــه البلــداي امل ــدرة‬
‫لل ــنفح يف منوق ــا الش ــر األوس ــح وة ــا أفريقي ــا وآس ــيا اللس ــوى خس ــائر ب ــرية يف إيـ ـرادات الت ــدير‬
‫واإليرادات احلكلميةمنا‪. 1‬‬
‫وهب ــذا تظهـ ـر مفاس ــد ا عتم ــاد عل ــى املـ ـلارد الريعي ــة وع ــدم دعـ ـ العم ــل واإلنت ــاق ورف ــع مس ــتلا ا قت ــاد‪.‬‬
‫وباملقابــل يظهــر وجــلب العمــل علــى ــل مــا حيقــق التنميــة ا قت ــادية‪ .‬ويتولــم هــذا تغيــري القناعــات وت هيــل‬
‫الشعم و فيزه‪ .‬ويشارذ يف هذا ل‪ ،‬م املدرسة واملسجد واجلامعة واملّسسات احلكلمية ومّسسات ا تمع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وسائا للتنمية االقتصادية‬

‫ا‪ 1‬ةندو النقد الدويل‪ ،‬مستجدات آفا ا قت اد اإلقليمي‪ ،‬يناير‪ ،2015‬ص‪.9‬‬


‫‪13‬‬
‫مينـع ا بتكـار واإلبـدا‬ ‫فيما ي يت بعض اللسائل املشروعة للتنمية ا قت ادية الشاملة‪ .‬ومنالشر‬
‫يف ت ــمي وةــياغة العقــلد لتل ـ ا حتياجــات ا قت ــادية‪ ،‬بــل يشــجع علــى الــك‪ ،‬وفــذا جعــل األةـ جـل‬
‫احلــلمنا‪ . 1‬فمــاأ يــرد فيــه نــن وأ ــال الشــر ومقاةــده فــإي حكمــه يرجــع إىل امل ــلحة املرســلة القابلــة‬
‫للتغري مما يظهر ةالحية التشريع باختالف األزمنة واألمكنة والظروف‪ .‬وهبذا ميك التلةل إىل عدد بري‬
‫م البدائل واللسائل للتنمية ا قت ادية‪ .‬وم الك ما ي يت‪:‬‬
‫‪ -‬توسللي نطللاق القطاعللات المشلهورة‪ :‬مـ ةــناعة وزراعــة ولــارة‪ ،‬وقــد أشــاد ات ‪ ‬حبضــارة النـ داوود‬
‫‪ ،‬وم أهـ مـا ليـز بـه اسـتغال احلديـد لل ـناعة‪ ،‬و جأمـره ‪ ‬بإتقـاي ةـنع الـدرو مـا حكـى عنـه‪:‬‬
‫ةاحلنا [ســب ‪ .]11 ،10 :‬ويف اســتغال‬ ‫{وأجلجنِــا لجــه احلجديـ جـد أجي اع جمــل جســابغجات جوقجــدر يف ال ِســرد جواع جمل ـلا ج‬
‫ج‬
‫ا‪2‬‬
‫ـن القوــر [ســب ‪ ]12 :‬وأشــار‬ ‫جســلنجا لجــه جعـ ج‬
‫{وأ ج‬
‫النحــاس لل ــناعة وــد ســليماي ‪ ‬يف قللــه ســبحانه‪ :‬ج‬
‫{وم أجة جلاف جها جوأجوبجارجها جوأجش جعارجها أجثجاثنـا جوجمتج ن‬
‫اعـا‬ ‫القرآي الكر إىل ال ناعات اجللدية والنسيج يف قلله ‪ :‬ج‬
‫إ جىل حن [النحل‪ .]80 :‬فجكلهها شلاهد على أمهية العمل واإلنتاق مبفتل قواعاته‪.‬‬
‫‪ -‬حللوافز االسللتثمار فللي الفقللو اإلسللالمي‪ :‬وقــد وردت يف الفقــه اإلســالمي منعــدة حـلافز لالســت مار ومـ‬
‫الك التشجيع على است ال األراوي وزراعتهامنا‪ 3‬الذ يفه م حديث‪« :‬م أحيا أروا ميتـة فهـي‬
‫لــه»ا‪ ، 4‬ومـ الــك أيضــا مــا يســمى باإلقوــا ‪ ،‬ويعــرف ب نــه‪ :‬منمــنح اإلمــام لشــفن مـ األشــفاص حــق‬
‫العمل يف م در م م ادر ال ـروة الوبيعيـة الـا يعـ هد العمـل فيهـا سـببا لتملهكهـا أو ا تسـاب حـق خـاص‬
‫فيهامنا‪ ، 5‬منويكلي يف األراوي واملعادي‪ ،‬وهناذ إقوا لليك وإقوا استغال منا‪ ، 6‬وغري الك م احلـلافز‬
‫على ا ست مار‪.‬‬
‫الح نسبة البوالة مرتفعة يف بعض البلداي ويف نف اللقـا‬ ‫‪ -‬تنمية قيمة االهتمام بجمي الوظائف‪ :‬فت ج‬
‫تلجــد نســبة معتــوة م ـ اللظــائ الشــاغرة‪ ،‬بســبم أ ــا تنتتمــي إىل اللظــائ غــري املرغــلب فيهــا يف نظــر‬

‫السليل ‪ ،‬مدخل إىل أةل التمليل اإلسالمي‪ ،‬ص‪ ،146‬بت رف‪.‬‬ ‫ا‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬اي عاشلر‪ ،‬التحرير والتنلير‪ ،‬ق‪ ،22‬ص‪.159‬‬ ‫ا‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬بين هاين‪ ،‬حسن‪ ،‬حلافز ا ست مار يف النظام ا قت اد اإلسالمي‪ ،‬ص‪.434-431‬‬ ‫ا‪3‬‬
‫رواه أ د‪ ،‬رق ‪ ،14636‬ق‪ ،23‬ص‪ ،8‬وقا حمققه األرنّوا‪ :‬إسناده ةحيح على شرا الشيفن‪.‬‬ ‫ا‪4‬‬
‫باقر ال در‪ ،‬اقت ادنا‪ ،‬ص‪.510 ،509‬‬ ‫ا‪5‬‬
‫املاورد ‪ ،‬األحكام السلوانية‪ ،‬ص‪ ،296-283‬بت رف‪.‬‬ ‫ا‪6‬‬
‫‪14‬‬
‫بعض امللاطنن‪ ،‬الزراعة والبناء و لمهاا‪ . 1‬وهذا يقتضي تنمية قي حم العمـل يف نفـلس األفـراد واحـ‪،‬ام‬
‫إيع امله م خال خمتل اللسائل املنظلمـات ال‪،‬بليـة ووسـائل اإلعـالم‪ ،‬مـع ا هتمـام بقيمـة العامـل‬
‫وتلفري ظروف العمل احمل‪،‬مة‪ ،‬والتقدير املاد واملعنل ‪.‬‬
‫‪ -‬توسي استغالل الطاقات المتجددة‪ :‬مبفتل أنلاعها م الواقة الشمسية وطاقة الريا واألملاق وغري‬
‫ال ــك‪ ،‬منوق ــد أة ــبحا الواق ــات املتج ــددة ق ــادرة عل ــى املنافس ــة اقت ــاديا‪ ،‬واملس ــت مروي ي ــدر لي قيمته ــا‬
‫بشكل متزايد ب فتها مفتاحا لتولير أ و‪ ،‬سيكلي ابوة ألدوات لليلية فعالةمنا‪. 2‬‬
‫ـن للســجناء ا ــرمن وقــا للعمــل لل ــاحل‬ ‫‪ -‬اسللتثمار الطاقللات البشلرية العا لللة‪ :‬مـ الــك مـ ال أي‬
‫العام فيكلنلي بذلك ملردا للدولة علض أي يكلنلا عبـئان عليهـا منففـي بعـض الـدو يعـد عمـل السـجناء‬
‫م وسائل ت هيله ‪ ،‬ما يتقاولي عليه أجرا‪ ،‬ويكلي سببا إلنقاص مدة السج عـنه ‪ ،‬ومـ الـدو مـ‬
‫اّتذت عمل السجناء وسيلةن للتففي م أزمتها ا قت اديةمنا‪. 3‬‬
‫‪ -‬إعللادة التللدوير‪ :‬للمـلاد املســتعملة القابلــة لالســ‪،‬جا ‪ ،‬منوتظهــر أمهيــة الــك يف ايــة البيئــة باإلوــافة إىل‬
‫اإلســهام يف اجلانــم ا قت ــاد ‪ ،‬ف ـ ظهرت دراســة بـ ي دولــة م ــر مـ ال تنــتج ســنليا ‪ 27‬مليــلي طنــا م ـ‬
‫النفايات‪ ،‬تس‪،‬جع منها ‪ 90‬أل ط فقـحمنا‪ . 4‬وفائـدة هـذا إوـافة إىل األمهيـة ا قت ـادية هـي اإلسـهام‬
‫يف حف النف بإزالة ما يهدد ةحة اإلنساي م خمتل اجللانم‪.‬‬

‫المبحث الراب ‪ :‬تأصيا التنمية االجتماعية؛ ونماذج معاصرة‬


‫ويتناو مدا اهتمام الشريعة اإلسالمية بالتنمية ا جتماعية‪ ،‬ث ذااق معاةرة لذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التأصيا الشرعي للتنمية االجتماعية‬

‫ا‪ 1‬قا أبل حامد الغـزايل‪ :‬منويك جـره أي يكـلي جـزارا ملـا فيـه مـ قسـاوة القلـم وأي يكـلي حجامـا أو ناسـا ملـا فيـه مـ خمـامرة النجاسـة‬
‫و ـذا الـدباو ومـا يف معنـاهمن اإحيـاء علـلم الـدي ق‪ ،2‬ص‪ ، 84‬لكـ هـذا القـل قـد يـّد إىل تـرذ بعـض ال ـناعات‪ ،‬فيتفلـ قـق‬
‫اللاجم الكفائي فيها مما يلقع الناس يف حرق‪.‬‬
‫‪ Zervos, Arthouros, et al, Renewables, 2014 Global Status Report, P.103.‬ا‪(2‬‬
‫‪ Allen, Rob, Global Prison Trends, 2015, P.27‬ينظر ا‪(3‬‬
‫‪(4) Fouad, Ahmed, Will Egypt trash its latest waste-sorting initiative?, ALmonitor,‬‬
‫‪November 6, 2015.‬‬
‫‪15‬‬
‫أ ــدت ــريي مـ ن ــلص القــرآي الكــر علــى وــرورة تنميــة اجلانــم ا جتمــاعي والعنايــة بــه بــدءا مـ‬
‫ت ـ من وــروريات حيــاة اإلنســاي م ـ قــلت وملــب ومســك ‪ ،‬ث مــا ــن تكــلي األســرة وأحكامهــا‪ ،‬ث‬
‫حس العالقة بن أفراد العائلة وبن األقارب وحس اجللار‪ ،‬ث تسـلية قضـايا املـرياا‪ ،‬باإلوـافة إىل ووـع‬
‫و ـلابح لللقايــة م ـ اجل ـرائ ومنــع حــدوثها‪ .‬وقــد شــرعا عــدة وســائل للتكافــل ا جتمــاعي منهــا افبــة‪،‬‬
‫الز اة‪ ،‬اللق ‪ ،‬القرض‪ ،‬السل ‪ ،‬وبعض املعامالت األخرا‪.‬‬
‫وم أبرز ما يّ د مفهلم التنمية ا جتماعية يف التشريع اإلسالمي ما ي يت‪:‬‬
‫ـا الِــذ ي جكــذب بالــدي ا‪1‬‬ ‫ارتبلا التكافللا االجتمللاعي بالعقيللدة‪ :‬يــد الــك مـ ال قللــه تعــاىل‪{ :‬أ ججرأجي ج‬
‫ك الِــذ يجــد ه اليجتــي ج ا‪ 2‬جوج جحيـ ه‬
‫ض جعلجــى طج جعــام المســكن [املــاعلي‪ ]3 - 1 :‬وجللو الداللللة‪ :‬منأنــه‬ ‫فجـ جذل ج‬
‫اإلقدام على إيذاء الضعي ومنع املعروف‪ ،‬يعين أنـه لـل آمـ بـاجلزاء‬ ‫ج‬ ‫تعاىل جعل عالمة التكذيم بالقيامة‬
‫وأيق ـ باللعي ــد مل ــا ة ــدر عن ــه ال ــكمنا‪ ، 1‬ويف احل ــديث‪« :‬ل ــي امل ــّم ال ــذ يش ــبع‪ ،‬وج ــاره ج ــائع إىل‬
‫جنبه»ا‪ ، 2‬وهذا يّ د وجلب التكافل الذ يّد إىل سن املستلا املعيشي‪.‬‬
‫ف ـمنالتكافل ا جتمـاعي يف اإلسـالم لـه ةـلة بعقيـدة الفـرد وقـي ا تمـع وأهـداف الدولـة‪ ،‬ويتعـدا بسـمله‬
‫ترسيفا ملبدأ أخلة اإلسـالم ووحـدة العقيـدة بـن أفـراد‬
‫ن‬ ‫التضام املاد ‪ ،‬إىل التضام الروحي واألخالقي‬
‫ا تمع اللاحد‪ ،‬لذلك اي واجبنا دينينا على الفرد وا تمع والدولةمنا‪. 3‬‬
‫التوجيو إلى استشعار نعمة الكفاية‪ :‬يف عدة ملاوع مما يد على ل ا اات أمهيـة يف منظلمـة التشـريع‬
‫اإلسـ ـ ـ ـ ــالمي منهـ ـ ـ ـ ــا قللـ ـ ـ ـ ــه تعـ ـ ـ ـ ــاىل‪{ :‬فج ـ ـ ـ ـ ـ جوا جوأجيِـ ـ ـ ـ ـ جد بنج ـ ـ ـ ـ ــره جوجرجزقجك ـ ـ ـ ـ ـ م ـ ـ ـ ـ ـ ج الوِيبجـ ـ ـ ـ ــات لج جعلِك ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫تجشــكرو جي [األنفا ‪ ،]26:‬مــا يقــي ‪ ‬علــى الفــرد وا تمــع مســّولية احملافظــة علــى دوام هــذه الكفايــة‬
‫ب اللِه جمج نال قجـريجةن ج انجا آمنجةن مو جمئنِةن يج ت جيها رزقـ جها جر جغ ندا م ـل جم جكـاي فج جك جف جـرت بـ جنـع‬ ‫وجر ج‬ ‫{و ج‬ ‫املادية بقلله‪ :‬ج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس اجلل جوابجلف مبجا ج انلا يج نجـعلي [النحل‪.]112:‬‬ ‫الله فججاجاقجـ جها الله لبج ج‬
‫النهي عن التبذير مراعلاة لحقلوق المجتمل ‪ :‬مـ خـال ربـح النهـي عـ التبـذير بإيتـاء األقـرب واملسـكن‬
‫{وآت جاا القــرجح جح ِقــه جوالمســك ج‬
‫ن جواب ـ ج ال ِســبيل جوج تـبجــذر تجـبــذ نيرا [اإلس ـراء‪ ]26 :‬فك ـ م ـ‬ ‫يف قللــه تعــاىل‪ :‬ج‬
‫األمـلا تضــيع يف زخــارف البنيــاي‪ ،‬وتبــذر يف اللهــل واملباريــات والغنـاء مــع وجــلد أرامــل ويتــامى ومشــردي ‪ .‬ولــل‬
‫وظفا هذه األملا املبذرة يف مشاريع است مارية للفرت فرص عمل وملارد لك ري م العائالت‪.‬‬

‫ا‪ 1‬الراز ‪ ،‬مفاتيح الغيم‪ ،‬ق‪ ،32‬ص‪ ،303‬بت رف‪.‬‬


‫ا‪ 2‬البيهقي‪ ،‬شعم اإلمياي‪ ،‬رق ‪ ،3117‬ق‪ ،5‬ص‪.77‬‬
‫ا‪ 3‬الكيالين‪ ،‬سه الغارمن وأثره يف التكافل ا جتماعي‪ ،‬ص‪ ،61‬بت رف‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ل حا ت العـلز تتولـم إنفاقـا ماديـا‪،‬‬ ‫الدعوة إلى العما وحسن التسيير للوقاية من الفقر‪ :‬فلي‬
‫بل بعضها سبجبه سلء التسيري أو نقن ابوة يف سم املا وهنا يتولـم األمـر متابعـةن بالنه ـح والتلجيـه‬
‫ح تزو هـذه احلالـة مـا يف احلـديث الـذ وجـه فيـه النـ ‪ ‬الـك املتسـل وسـاعده علـى شـراء فـ س‬
‫ليحتوم ورجع بعد مدة وقد ا تسم ما ن يكفيها‪. 1‬‬
‫وجللوب التضللامن فللي حللاالت العجللز االجتمللاعي لألفللراد‪ :‬إمــا بســبم مــرض أو ةــغر أو ــل الــك‬
‫فتقلم مسّولية الك علـى الدولـة والقـادري مـ أبنـاء ا تمـع‪ .‬ويف الـك مـا رو عـ منعبـد الـر بـ أيب‬
‫بكر أي أةحاب ال هفة انلا أناسـا فقـراء‪ ،‬وأي النـ ‪ ‬قـا مـرة‪« :‬مـ ـاي عنـده طعـام اثنـن فليـذهم‬
‫ب الث‪ ،‬وم اي عنده طعام أربعـة فليـذهم خبـام أو سـادس»منا‪ . 2‬وهنـا دور ويل األمـر يف التلجيـه إىل‬
‫التكافل و سن املستلا املعيشي‪.‬‬
‫ض علــى األغنيــاء م ـ أهــل ــل بلــد أي يقلم ـلا بفق ـرائه ‪ ،‬وجيــوه‬ ‫ويف مع ـ الــك يقــل اب ـ حــزم‪ :‬منوفــر ي‬
‫بـد منـه‪ ،‬ومـ اللبـاس للشـتاء‬ ‫السلواي على الك إي أ تقـ الز ـلات هبـ ‪ ،‬فيقـام فـ مـ القـلت الـذ‬
‫{وآت جاا القـرجح‬ ‫وال ي ‪ ،‬ومسك يقيه م املور والشم وعيلي املارة‪ ،‬ويد لـذلك قـل ات تعـاىل‪ :‬ج‬
‫{واعبـدوا اللِـهج جوج تشـر لا بـه جشـيئنا جوبال جلال جـدي‬
‫ن جواب ج ال ِسبيل [اإلسراء‪ ،]26 :‬وقللـه ‪ :‬ج‬ ‫جحقِه جوالمسك ج‬
‫إح جسانا جوبذ القرجح جواليجتج جامى جوال جم جسا ن جواجلجار ا القرجح جواجلجار اجلنم جوال ِاحم باجلجنم جواب ال ِسبيل‬
‫جوجما جملج جكا أجميجانك [النساء‪]36 :‬منا‪. 3‬‬
‫منومع أي الفقهاء اختلفلا هل يف املا ح ‪،‬ق سلا الز اة إ أ متفقلي على أي يف املـا حـ ِق اللالـدي إاا‬
‫احتاج ــا إىل النفق ــة وول ــدمها ملس ــر‪ ،‬وح ـ ِق الزوج ــة والقري ــم وإي اختلفـ ـلا يف درج ــة القراب ــة‪ ،‬وح ــق املض ــور إىل‬
‫ـد‬ ‫القلت أو الكساء أو امل وا‪ ،‬وحق إاعة املسـلمن يف دفـع مـا ينـلهب مـ النـلاز العامـة الـا تنـز هبـ‬
‫العدو ومقاومة األوبئة وا اعات و لهامنا‪. 4‬‬
‫فتــلفري الكفايــة املاديــة والرفــع مـ املســتلا ا جتمــاعي للضــعفاء واليتــامى واألرامــل يعــد مـ مســّولية الدولــة‬
‫وم فروض الكفاية على أبناء ا تمع القادري ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من النماذج المعاصرة للتنمية االجتماعية‬

‫احلديث امال يف سن اب ماجه‪ ،‬ق‪ ،2‬ص‪ ،740‬برق ‪.2198‬‬ ‫ا‪1‬‬


‫رواه البفار ‪ ،‬رق ‪ ،3581‬ق‪ ،4‬ص‪.194‬‬ ‫ا‪2‬‬
‫اب حزم‪ ،‬احمللى باآلثار‪ ،‬ق‪ ،4‬ص‪ ،281‬بت رف‪.‬‬ ‫ا‪3‬‬
‫القرواو ‪ ،‬فقه الز اة‪ ،‬بت رف‪ ،‬وينظر‪ :‬اب حزم‪ ،‬احمللى‪ ،‬ق‪ ،4‬ص‪.283‬‬ ‫ا‪4‬‬
‫‪17‬‬
‫ويتضم ذلاجا يف جانم الت هيل األسر ‪ ،‬وآخر يف جانم عالق الفقر وآفاته‪.‬‬
‫‪ ‬التأهيا األسري للوقاية من المشاكا األسرية‬
‫{وم ـ آيجاتــه أجي جخلجـ جـق لجك ـ م ـ‬
‫م ـ مقاةــد الش ـريعة يف بنــاء األســرة الســكينة ودميلمــة العشــرة باإلحســاي‪ :‬ج‬
‫{و جعاشــروه ِ بــال جمعروف [النســاء‪.]19 :‬‬ ‫أجنـفسـك أجزجو ن‬
‫اجــا لتجســكنلا إلجيـ جهــا جو جج جع جـل بجـي ــنجك جمـ جـلِد نة جوجر جـةن [الـروم‪ ]21 :‬ج‬
‫فاملشــا ل األس ـرية و ــرة حــا ت الوــال يف ا تمــع ممــا يتنــاع مــع هــذا املق ــد‪ ،‬وت‪،‬تــم عليــه مشــا ل‬
‫اجتماعية ا راف األبناء وتشرد العائالت‪.‬‬
‫و ريي م حا ت احملا مات يف األحلا الشف ية واملدنية ترجع إىل قلة اللعي مـ طـرف اب ـمن‬
‫ونقن خوهتما يف التعامل مع املشكالت‪.‬‬
‫وهن ــا ي ـ يت دور التلعي ــة والت هي ــل األس ــر م ــا قب ــل ال ــزواق‪ .‬وب ــذلك ميك ـ أي تق ـ ِـل ــريي م ـ ح ــا ت‬
‫الوال الا تّد أحيانا إىل تشرد األبناء وا رافه ‪ ،‬وقد تنتهي إىل مشا ل عالقة يف احملا ‪.‬‬
‫ف في دراسة أجريا يف ماليزيا ا‪ 2005-2001‬م ظهر ب ي منالذي أ ضـعلا للونـامج الت ـ هيلي‬
‫ما قبل الزواق م غري املسلمن انا نسبة الوال لـديه يف تزايـد مقارنـة باملسـلمن الـذي خضـعلا‬
‫لذلك الونامجمنا‪ . 1‬من وأظهرت دراسة أخرا يف الل يات املتحدة أي األزواق الذي تلقلا تكلينا مسبقا‬
‫قبل الزواق اخنفضا إمكانيـة الوـال لـديه بنسـبة ‪ % 30‬خـال ‪ 5‬سـنلاتمنا‪ ، 2‬منوأووـحا عـدة‬
‫دراسات أي نسبة النجا والروى ع احلياة الزوجيـة مرتفعـة ب ـفة بـارزة لـدا األزواق الـذي اشـ‪ ،‬لا‬
‫يف الونامج الت هيلي ما قبل الزواق‪ ،‬وارتفعا ال قة األسرية املتبادلةمنا‪. 3‬‬
‫وقاعـدة اعتبــار املـ ت تقتضـي دعـ مــا يــّد إىل ـل مــا هــل مولــلب شـرعا‪ ،‬وهــذا يقتضــي عنــد‬
‫رة الوال واملشا ل األسرية النالة ع اجلهل بالعالقات الزوجية وفقه األسرة أي يس قانل يي يقضي‬
‫خبضل الراغبن يف الزواق إىل برنامج ت هيلي هبدف التكلي يف يفيـة إدارة األسـرة مـ خمتلـ النـلاحي‬
‫النفسية وال‪،‬بلية وا جتماعية واملاد ية‪ ،‬وقبل الك اجلانم اإلمياين والفقهي‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيا الزكاة للح ّد من الفقر والبطالة‬

‫‪ Chlen, Divorce in Malaysia, P. 26.‬ا‪(1‬‬


‫‪ Stanley, Cited in: Wilmoth, Barriers to providing marriage preparation, 2009, P.32‬ا‪(2‬‬
‫‪ Yilmaz, The Effects of A Premarital Relationship Enrichment Program on‬ا‪(3‬‬
‫‪Relationship Satisfaction, 2010, P. 1915,1917.‬‬
‫‪18‬‬
‫وهــي مـ أهـ املـلارد الــا لــل ب تفعيلهــا وتنظيمهــا لكانــا ســببا يف ســن املســتلا املعيشــي لك ــري مـ‬
‫العائالت الفقرية‪.‬‬
‫وم التجارب الناجحة يف الك منمّسسة الز اة سيالولر‪ ،‬ماليزيا إا اي فا أثر طيم‪ ،‬حيث ةار‬
‫مس ــتلا املعيش ــة للفقـ ـراء واملس ــا ن مرتفع ــا‪ ،‬وال ــك بإعو ــائه قروو ــا أو لهيـ ـزات أو حم ــالت ليفتحـ ـلا‬
‫مشاريع لارية أو زراعية أو ةناعية‪ ،‬ما يت ت هيله قبل الك ليكلنلا يف مستلا م املهارات التجارية‬
‫وال‪،‬بية األخالقيةمنا‪. 1‬‬
‫ويف دراسة يف أندونيسيا على ‪ 1309‬أسرة يف مدي وو يات ريفيـة‪ ،‬ب التلةـل إىل أي الز ـاة تلعـم دوران‬
‫هام ـان يف التففي ـ م ـ حــدة الفقــر واحلــد م ـ عــدم املســاواة يف الــدخل‪ .‬وم ـ ث فــإي السياســة ا قت ــادية‬
‫ا‪. 2‬‬
‫للدولة جيم أي تتضم الز اة ب فتها اس‪،‬اتيجية أساسية للتنمية املستدامة وا ستقرار املايل‬
‫وم ل هذه التجارب ميك أي يستفاد منها مع مراعاة ل واقع ومتغرياته م أجل رفع املعانـاة والفقـر‬
‫و قيق التنمية ا جتماعية والنهلض احلضار ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وم خال ميك التلةل إىل نتائج منها‪:‬‬
‫‪ -‬تليل الشريعة اإلسالمية أمهيـة بـرية للتنميـة مبفتلـ جلانبهـا والعلميـة ا جتماعيـة وا قت ـادية‪ ،‬وقـد ش جـر‬
‫اإلسالم ريا م اللسائل لللقاية م مشكالت الفقر والبوالة والتفل ‪.‬‬
‫‪ -‬قاعــدة اعتبــار املـ ت تقتضــي مشــروعية ــل اللســائل الــا تــّد إىل التنميــة مبفتلـ ما هتــا‪ ،‬وقــد ت ــل إىل‬
‫اللجلب قضية التقدم يف العللم احلدي ة والتكنلللجيا‪ ،‬والعمل على التنمية ا قت ادية إلعداد القلة الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬يســتفاد م ـ التجــارب الســابقة الــا حققــا واحــا نســبيا يف إحــدا مــا ت السياســة انوالقــا م ـ البنــاء‬
‫ال‪،‬ا مي للفوة البشرية لك مع مراعاة متغريات ل واقع وظروفه‪.‬‬

‫ا‪ 1‬عزمــاي‪ ،‬دور املّسســات الز ليــة يف معاجلــة الفقــر وفــق برنــامج التنميــة ا قت ــادية‪ :‬مّسســة الز ــاة بل يــة ســالولر مباليزيــا ذلاجـان‪،‬‬
‫ص‪.19-10‬‬
‫‪ Ayuniyyah, Qurroh, et al. ‘Zakat for Poverty Alleviation and Income Inequality‬ينظـر‪(2) :‬‬
‫‪Reduction’. Journal of Islamic Monetary Economics and Finance, vol. 4, no. 1,‬‬
‫‪Aug. 2018, pp. 85–100.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬ورورة ال‪ ،‬يز على بث رو العمل يف الشعم وت هيله‪ ،‬وتنليع ملارد الدولة علوا ع ال‪ ،‬يز على املـلارد‬
‫الريعية م نفح و له نظرا ملا ي‪،‬تم على هذا األخري م مفاسد على املستلا القريم والبعيد‪.‬‬
‫ويف األخــري يلةــي الباحــث بمزيللد مللن البحللث فللي نصللوا الرسللالة الربانيللة بنظللرة كليللة متجللردة لكشـ‬
‫مقاةدها وتفعيلها مع متولبات اللاقع املعاةر يف سبيل الرقي وا زدهار‪.‬‬
‫واحلمد ت رب العاملن‪.‬‬
‫المصادر والمراج ‪:‬‬
‫ابـ األخــلة‪ ،‬حممــد بـ حممــد بـ أ ــد بـ أيب زيــد الشــافعي‪ ،‬ات‪729.‬ه ـ ‪ ،‬معــاأ القربــة يف طلــم احلســبة‪ ،‬دار الفنــلي‪،‬‬
‫مودق‪ ،‬د‪.‬ا‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫اب حزم‪ ،‬أبل حممد علي ب أ داألندلسي الظاهر ‪ ،‬ات‪456.‬هـ ‪ ،‬احمللى باآلثار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ا‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫اب ـ عابــدي ‪ ،‬حممــد أمــن ب ـ عمــر ب ـ عبــد العزيــز احلنفــي ات‪1252 .‬هـ ـ ‪ ،‬رد احملتــار علــى الــدر املفتــار احاشــية اب ـ‬
‫عابدي ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ا‪1992 ،2‬م‬
‫اب عاشلر‪ ،‬حممد الواهر ب حممد ب حممد التلنسي ات‪1393.‬هـ ‪ ،‬التحرير والتنلير من رير املع السـديد وتنـلير العقـل‬
‫اجلديد م تفسري الكتاب ا يدمن‪ ،‬الدار التلنسية للنشر‪ ،‬تلن ‪ ،‬د‪.‬ا‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫اب غيهم‪ ،‬بكر ب عبد ات ب حممد‪ ،‬ات‪1429.‬هـ ‪ ،‬فقه النلاز ‪ ،‬مّسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ا‪1996 ،1‬م‪.‬‬
‫أبــل حليــلة‪ ،‬إبـراهي ســلي ‪ ،‬بــديع الزمــاي النلرســي و ــديات ع ــره‪ ،‬مر ــز احلضــارة لتنميــة الفكــر اإلســالمي‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ا‪،1‬‬
‫‪2010‬م‬
‫أ ــد‪ ،‬أبــل عبــد ات أ ــد ب ـ حممــد ب ـ حنبــل ب ـ هــال ب ـ أســد الشــيباين‪ ،‬ات‪241.‬هـ ـ ‪ ،‬مســند أ ــد‪ ،‬قيــق شــعيم‬
‫األرنّوا وآخروي‪ ،‬مّسسة الرسالة‪ ،‬ا‪2001 ،2‬م‪.‬‬
‫باقر ال در‪ ،‬حممد‪ ،‬اقت ادنا‪ ،‬دار التعارف‪ ،‬سلريا‪ ،‬ا‪1981 ،14‬م‪.‬‬
‫البفــار ‪ ،‬أبــل عبــد ات‪ ،‬حمم ــد ب ـ إُساعيــل‪ ،‬ات‪256.‬ه ‪ ،‬اجلــامع ال ــحيح املس ــند م ـ حــديث رس ــل ات ‪ ‬وس ــننه‬
‫وأيامه‪ ،‬قيق حمم الدي ابويم‪ ،‬املوبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ا‪1403 ،1‬ه‪.‬‬
‫الوغــلثي‪ ،‬عمــاد أ ــد‪ ،‬وحممــلد أ ــد أبــل ُســرة‪ ،‬مشــكالت البحــث العلمــي يف العــاأ العــريب‪ ،‬حبــث منشــلر يف ملــة اجلامعــة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬سلسلة الدراسات اإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،15‬عدد‪ ،02‬يلنيه ‪2007‬م‪.‬‬
‫بــين هــاين‪ ،‬حســن‪ ،‬ح ـلافز ا ســت مار يف النظــام ا قت ــاد اإلســالمي‪ ،‬مفهلمهــا‪ ،‬أنلاعهــا‪ ،‬أمهيتهــا‪ ،‬دراســة مقارنــة‪ ،‬دار‬
‫الكند ‪ ،‬األردي‪ ،‬د‪.‬ا‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫جامعة الدو العربية‪ ،‬قوـا الشـّوي ا جتماعيـة‪ ،‬التقريـر اإلقليمـي للهجـرة الدوليـة العربيـة‪ ،‬افجـرة الدوليـة والتنميـة‪ ،‬األمانـة‬
‫العامة‪ ،‬القاهرة‪2014 ،‬م‬

‫‪20‬‬
‫حســاي‪ ،‬تقيــة حممــد املهــد ‪ ،‬مـ أسـرار وــا التجربــة الـيابـانـيــة‪ ،‬األ ادمييــة للدراســات ا جتماعيــة واإلنســانية‪ ،‬دوريــة دوليــة حمكمــة‪،‬‬
‫جامعة حسيبة ب بلعلي‪ ،‬الشل ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬عدد‪2011 ،5‬م‪.‬‬
‫خضــري‪ ،‬بــاعلي وســعيد‪ ،‬فقــه األولليــات يف السياســة الشــرعية املعاةــرة‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬فقــه وأة ـلله‪ ،‬جامعــة الريمــلذ‪،‬‬
‫األردي‪.2016 ،‬‬
‫الـراز ‪ ،‬ففــر الــدي أبــل عبــد ات حممــد بـ عمــر بـ احلسـ التيمــيات ‪606‬ه ـ ‪ ،‬مفــاتيح الغيــم أو التفســري الكبــري‪ ،‬دار‬
‫إحياء ال‪،‬اا العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬ا‪1420،3‬ه‪.‬‬
‫السرخسي‪ ،‬حممد ب أ د ب أيب سهل‪ ،‬ات‪483 .‬هـ ‪ ،‬املبسلا‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ا‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫السليل ‪ ،‬سـامي بـ إبـراهي ‪ ،‬مـدخل إىل أةـل التمليـل اإلسـالمي‪ ،‬مر ـز ذـاء للبحـلا والدراسـات‪ ،‬الريـاض‪ ،‬دار وجـله‪،‬‬
‫لبناي‪ ،‬ا‪2013 ،1‬م‬
‫ال ــديقي‪ ،‬س ــعيد‪ ،‬اجلامع ــات العربي ــة و ــد الت ــني الع ــاملي‪ ،‬ر ا اس ـ‪،‬اتيجية‪ ،‬مر ــز اإلم ــارات للدراس ــات والبح ــلا‬
‫ا س‪،‬اتيجية‪ ،‬ملد‪ ،2‬عدد‪ ،6‬أفريل‪.2016‬‬
‫ةندو النقد الدويل‪ ،‬إدارة الشـر األوسـح وآسـيا اللسـوى‪ ،‬مسـتجدات آفـا ا قت ـاد اإلقليمـي ينـاير‪ ،2015‬التعـاي‬
‫مع اخنفاض أسعار النفح يف سيا تراجع الولم‪ ،‬ةندو النقد الدويل‪.2015 ،Washington D.C ،‬‬
‫الونو ــاو ‪ ،‬عب ــد ات‪ ،‬م ــنهج اإلة ــال والتغي ــري عن ــد النلرس ــي‪ ،‬و ــم أحب ــاا منب ــديع الزم ــاي النلرس ــي فك ــره ودعلت ــه‪ ،‬عم ــاي‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬طبع املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪ ،‬مكتم األردي‪ ،‬ا‪1997 ،1‬م‪.‬‬
‫عزمــاي‪ ،‬بـ عبــد الر ــاي‪ ،‬وحممــد عزالــدي عبــد العزيــز‪ ،‬دور املّسســات الز ليــة يف معاجلــة الفقــر وفــق برنــامج التنميــة‬
‫ا قت ادية‪ :‬مّسسة الز اة بل ية سالولر مباليزيا ذلاجان‪ ،‬املّلر العاملي ال ام لالقت ـاد والتمليـل اإلسـالمي‪ ،‬الدوحـة‪،‬‬
‫‪2011/12/21-19‬م‪.‬‬
‫العلمــل ‪ ،‬عبــد الباســح بـ ملســى بـ حممــد الدمشــقي الشــافعي‪ ،‬ات‪981.‬ه ـ ‪ ،‬العقــد التليــد يف اخت ــار الــدر النضــيد‪،‬‬
‫املعيد يف أدب املفيد واملستفيد‪ ،‬قيق مرواي العوية‪ ،‬مكتبة ال قافة الدينية‪ ،‬م ر‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫الغزايل‪ ،‬أبل حامد حممد ب حممد الولسي‪ ،‬ات‪505.‬هـ ‪ ،‬إحياء عللم الدي ‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ا‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الف ـراء‪ ،‬أبــل يعلــى حممــد ب ـ احلس ـن احلنبلــي ات‪458.‬ه ‪ ،‬األحكــام الســلوانية‪ ،‬قيــق حممــد حامــد الفقــي‪ ،‬دار الكتــم‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ا‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫ات‪684.‬ه ـ ‪ ،‬الفـرو ‪ ،‬أنـلار الـوو يف أنـلاء الفـرو ‪،‬‬ ‫القرايف‪ ،‬أبل العباس شـهاب الـدي أ ـد بـ إدريـ بـ عبـد الـر‬
‫عاأ الكتم‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ا‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫القروــاو ‪ ،‬يلس ـ ‪ ،‬فقــه الز ــاة‪ ،‬دراســة مقارنــة ألحكامهــا وفلســفتها يف وــلء القــرآي والســنة‪ ،‬مّسســة الرســالة‪ ،‬بــريوت‪،‬‬
‫ا‪2016 ،16‬م‪.‬‬
‫الكــيالين‪ ،‬إــا أ ــد‪ ،‬ســه الغــارمن وأثـره يف التكافــل ا جتمــاعي‪ ،‬ملــة دراســات‪ ،‬علــلم الشـريعة والقــانلي‪ ،‬ملــد‪38‬‬
‫عدد‪2011 ،1‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬
،‫ األحكـام السـلوانية والل يـات الدينيـة‬، ‫ه ـ‬450.‫ ات‬، ‫ أبل احلس علي بـ حممـد بـ حممـد بـ حبيـم الب ـر‬، ‫املاورد‬
.‫ت‬.‫ د‬،‫ا‬.‫ د‬،‫ القاهرة‬،‫دار احلديث‬
‫ مر ــز املس ــبار للدراس ــات‬، ‫ اإلس ــالم احلض ــار االنم ــلاق امل ــاليز‬،‫مملع ــة ب ــاح ن مر ــز املس ــبار للدراس ــات والبح ــلا‬
.‫م‬2002 ،2‫ ا‬،‫والبحلا‬
.‫م‬2010 ،1‫ ا‬،‫ بريوت‬،‫ الدار العربية للعللم‬،‫ إسالميلي‬،‫ بشري ملسى‬،‫نافع‬
.‫م‬1999 ،1‫ ا‬،‫ بريوت‬،‫ دار الغرب اإلسالمي‬، ‫ علامل الشهلد احلضار‬،‫ عبد ا يد‬،‫النجار‬
Allen, Rob, Global Prison Trends 2015, 1st published, Penal Reform
International, London, 2015.
Ayuniyyah, Qurroh, et al. ‘Zakat for Poverty Alleviation and Income
Inequality Reduction’. Journal of Islamic Monetary Economics and
Finance, vol. 4, no. 1, Aug. 2018.
Chen, Dongmin, et al, The Impact of Science and Technology Policies
on Rapid Economic Development in China, Cornell University,
INSEAD, and WIPO (2015): The Global Innovation Index 2015:
Effective Innovation Policies for Development, Fontainebleau,
Ithaca, and Geneva, Switzerland, 2015.
CWUR World University Rankings 2018-2019, https://cwur.org/2018-19.
Fouad, Ahmed, Will Egypt trash its latest waste-sorting initiative,
ALmonitor, The Pulse Of The Middle East, November 6, 2015.
Samuel Chan Hsin Chlen, Mohamed Sarif Mustaffa, Divorce In
Malaysia, Universiti Teknologi Malaysia, 2008.
St Wilmoth, Joe D.,& David G. Fournier, Barriers to providing
marriage preparation, research& application, Family and Community,
Baylor University School of Social Work , 2009.
Times Higher Education, World University Rankings 2019:
https://www.timeshighereducation.com/world-university-
rankings/2019.

22
Yilmaz, Tuğba, Melek Kalkan, The Effects of a Premarital
Relationship Enrichment Program on Relationship Satisfaction,
Educational Sciences: Theory & Practice 10.3, Summer 2010.
Yuksel, Edip, et al, QURAN, A Reformist Translation,
Brainbow Press, United States of America, 2007
Zervos, Arthouros, et al, Renewables, 2014 Global Status Report,
Ren21. Paris: Ren21 Secretariat, 2014.

23

You might also like