You are on page 1of 3

‫‪1‬‬ ‫األستاذة‪ :‬العيهارفلة‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ملخص البحث رقم (‪ - )02‬املشكلة االقتصادية‬

‫‪ .1‬تعريف املشكلة االقتصادية‬


‫يمكننا تعريف املشكلة االقتصادية على أنها‪" :‬ندرة املوارد املتاحة في مقابل االحتياجات اإلنسانية املتعددة‪ ،‬املتجددة واملتزايدة‬
‫باستمرار‪ ،‬والتي ينتج عنهما مشكلة االختيار بمعنى تحديد االحتياجات والرغبات التي يختار الفرد إشباعها من بين جميع احتياجاته‬
‫ضمن موارده املتاحة‪ ،‬وبذلك فإنه يتوجب عليه التضحية بحاجات ورغبات معينة على حساب أخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬خصائص املشكلة االقتصادية‬


‫العمومیة‪ :‬أي أن جميع البلدان تعاني منها مهما بلغ تقدمها‪ ،‬وال تنفرد بها دولة دون أخرى؛‬ ‫أ)‬
‫ً‬
‫الدیمومة‪ :‬بمعنى أنها دائمة وأبدیة‪ ،‬حيث أن املجتمعات قديما عانت منها‪ ،‬وكذا الحال بالنسبة للمجتمعات الحدیثة التي‬ ‫ب)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعاني منها حاليا‪ ،‬واملجتمعات املقبلة سوف تواجه أيضا هذه املشكلة في املستقبل؛‬
‫تعدد الحاجات‪ :‬أي أن الفرد يسعى إلى تلبية حاجات النهائية فكلما قام بتلبية حاجاته الحالية بحث عن تلبية حاجات‬ ‫ج)‬
‫جديدة‪ ،‬وهذه الحاجات تتجدد وتتطور بتطور األفراد؛‬
‫الندرة‪ :‬يقصد بها الندرة النسبية وليست املطلقة‪ ،‬حيث أن أهم ما يميز عناصر اإلنتاج أو املوارد االقتصادية (رأس مال‪ ،‬مواد‬ ‫د)‬
‫أولية‪ ،‬موارد بشرية وغيرها) هو عدم توفرها بشكل كافي إلنتاج جميع السلع والخدمات التي يحتاج إليها ويطلبها أفراد املجتمع‬
‫ً‬
‫االختیار‪ :‬تقودنا غالبا مشكلة ندرة املوارد االقتصادية وكثرة الحاجات إلى عملية اختيار أفضل بديل ممكن من بين البدائل‬ ‫ه)‬
‫املختلفة في استعمال هذه املوارد النادرة لتلبية أكبر قدر ممكن من الحاجات‪.‬‬
‫التضحیة‪ :‬يقصد بها قدرة األفراد على التنازل عن استهالك سلع أو خدمات معينة مقابل شرائهم لسلع أو خدمات أكثر ضرورة‬ ‫و)‬
‫وأهمية لهم‬

‫‪ .3‬عناصر املشكلة االقتصادیة‪ :‬يهدف علم االقتصاد إلى إيجاد حل للمشكلة االقتصادية‪ ،‬أي بمعنى آخر إلى تحقيق أكبر قدر‬
‫ممكن من الحاجات والرغبات اإلنسانية غير املحدودة باستخدام أقل كمية ممكنة من املوارد االقتصادية النادرة‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدفعنا إلى تحديد األولويات وذلك باإلجابة عن األسئلة األساسية الثالثة التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬ماذا ننتج ؟‬

‫أي ما هي السلع والخدمات التي يتوجب علينا إنتاجها لتتماش ى مع رغبات وحاجات املجتمع التي یسعى إلشباعها‪ ،‬وما هي الكمیات التي‬
‫يجب إنتاجها بها‬

‫ب‪ .‬كيف ننتج ؟‬

‫يتعلق هذا السؤال بتحديد األسلوب أو الطريقة املناسبة إلنتاج تلك السلع أو الخدمات مع تحقيق أكبر قدر ممكن من املنافع‬
‫وبأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬أي ضرورة إيجاد الطريقة األفضل التي من خاللها نستطيع إنتاج أكبر كمية ممكنة من السلع والخدمات بأقل‬
‫تكلفة ممكنة‪ ،‬إضافة إلى تقليل هدر املوارد النادرة خالل عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫ج‪ .‬ملن ننتج ؟‬


‫املقصود بهذا السؤال هو التوصل إلى الطریقة أو الكيفية التي یتم من خاللها تحديد املنتفعين وتوزیع اإلنتاج على مختلف أفراد‬
‫املجتمع الذین ساهموا في خلقه بعدالة اجتماعیة‪ ،‬وعدالة توزیع الناتج ال تعني أن یتساوى نصیب كل فرد من السلع والخدمات املنتجة‪،‬‬
‫وإنما أن یتناسب هذا النصیب مع مدى مساهمة الفرد في عملیة اإلنتاج نفسها‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫األستاذة‪ :‬العيهارفلة‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ .4‬أركان املشكلة االقتصادية (أسبابها)‪ :‬هناك مجموعة من األسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور املشكلة االقتصادية‪ ،‬هذه‬
‫العوامل اتفق علماء االقتصاد على أنها األركان الرئيسية في املشكلة االقتصادية‪ ،‬واملتمثلة في‪:‬‬

‫ندرة املوارد االقتصادية‪ّ :‬‬


‫تعرف املوارد على أنها‪" :‬كل ما تحتويه البيئة وينفع اإلنسان ويساعده على البقاء"‪ ،‬واملوارد إما أن‬ ‫أ)‬
‫تكون طبيعية‪ ،‬مادية أو بشرية‪ ،‬واملقصود بندرة املوارد أي الندرة النسبية للموارد االقتصادية الالزمة إلشباع حاجات ورغبات‬
‫تعبر عن املعنى النسبي للعالقة بين الحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها‪ ،‬وتتسم املوارد االقتصادیة بمجموعة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬كما ّ‬
‫من الخصائص هي‪:‬‬
‫ً‬
‫أن یكون املورد نافعا أي یعطي منفعة‪ :‬واملنفعة هي عبارة عن قدرة الش يء على إشباع الحاجة‪ ،‬ومعنى ذلك أن املورد لكي‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫یعتبر اقتصادیا ال بد أن یكون قادرا على إشباع حاجة ما من الحاجات البشریة؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن یكون املورد قابال لالستخدام‪ :‬أي أن یكون متاحا لالستخدام في إشباع الحاجات البشریة؛‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫أن یكون املورد نادرا ندرة نسبیة‪ :‬بمعنى أن الكمیة املتاحة منه ال تكفي إلشباع كل الحاجة إلیه‪ ،‬فإذا كانت الكمیة املتاحة من‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫هذا املورد تفي إلشباع كل الحاجة إلیه‪ ،‬فإنه یعتبر موردا غير اقتصادي (مورد حرا)؛‬
‫ً‬
‫أن یكون املورد غیر متخصص‪ :‬بمعنى إمكانیة توجيهه إلشباع أكثر من حاجة إنسانیة‪ ،‬فمثال األرض الزراعية تعد موردا غير‬ ‫‪‬‬
‫متخصص حیث یمكن استخدامها في زراعة القطن أو القمح أو استخدامها لبناء املساكن أو املصانع وغيرها؛‬
‫ب) ال نهائية الحاجات‪:‬‬
‫تعبر الحاجة عن "حالة نفسیة تعكس الرغبة في إشباع نقص مادي أو معنوي‪ ،‬ویسعى اإلنسان للحصول على الوسائل الالزمة لتلبیتها"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫هذه الوسائل تدعى بأدوات اإلشباع وتتمثل في السلع والخدمات‪.‬‬
‫من أشهر التصنيفات الخاصة بالحاجات اإلنسانية واملعتمدة بكثرة في املجال االجتماعي واالقتصادي التصنيف الذي وضعه‬
‫ماسلو وفق ما يدعى "بهرم ماسلو للحاجات" حيث ّ‬
‫صنف الحاجات إلى خمسة أنواع أساسية على النحو التالي‪:‬‬

‫االحتياجات الفسيولوجية‪ :‬هي االحتياجات األساسية والالزمة لحماية اإلنسان وبقائه على قيد الحياة‪ ،‬ومن ضمنها حاجة‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسان إلى النوم‪ ،‬الطعام‪ ،‬الهواء‪ ،‬املأوى وغيرها‪.‬‬
‫احتياجات األمان‪ :‬يعد من االحتياجات األساسية لإلنسان وهي تلي االحتياجات الفسيولوجية مباشرة‪ ،‬مثل االحتياجات‬ ‫‪‬‬
‫األمنية الحاجة إلى األمان الجسدي‪ ،‬وضمان عدم تعرضه للجريمة أو العنف أو اإلساءة‪.‬‬
‫االحتياجات االجتماعية‪ :‬تتمثل في عالقة الفرد بغيره من األفراد‪ ،‬أي عالقات االنتماء والحب لدى اإلنسان‪ ،‬ومن أمثلتها‬ ‫‪‬‬
‫العالقات األسرية‪ ،‬عالقات الصداقة‪ ،‬عالقات العمل‪.‬‬
‫االحتياج إلى تقدير الذات واالحترام‪ :‬يتحقق تقدير الذات في جانبين هامين‪ :‬الجانب األول أن يعرف الشخص قيمة نفسه‬ ‫‪‬‬
‫ويحترمها ويقدرها‪ ،‬والجانب الثاني هي حاجته إلى تقدير اآلخرين لذاته واحترامهم له‪.‬‬
‫احتياجات تحقيق الذات‪ :‬هي من ضمن االحتياجات التي أطلق عليها ماسلو الحاجات العليا‪ ،‬وهي ليست احتياجات شخصية‬ ‫‪‬‬
‫بقدر ما تشمله من قيم ومثل عليا وأسس يسعى اإلنسان ويحاول ترسيخها‪.‬‬
‫ج) االختيار‪:‬‬
‫نتيجة لتعدد الحاجات اإلنسانية وندرة املوارد االقتصادية‪ ،‬يجد اإلنسان نفسه تحت الضغط الذي تفرضه عليه ضرورة‬
‫ً‬
‫االختيار بين أي الحاجات يشبع أوال‪ ،‬وذلك لعدم القدرة على إشباع كل هذه الحاجات‪ ،‬فندرة املوارد االقتصادية ذات االستعماالت‬
‫املتعددة واملختلفة تتطلب استغالل هذه األخيرة على أفضل وجه ممكن وتوظيفها في أحسن االستعماالت في سبيل تحقيق أقص ى‬
‫‪3‬‬ ‫األستاذة‪ :‬العيهارفلة‬ ‫مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫الغايات وأكبر قدر ممكن من اإلشباع للحاجات الالمحدودة ألفراد املجتمع‪ ،‬وهذا يتطلب ترتيب هذه الحاجات حسب أولويتها وأهميتها‬
‫أي حسب سلم األولويات أو األفضليات‪.‬‬

You might also like