You are on page 1of 2

‫المحور الثالث ‪ -‬المشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫َتهتّم الُم شكلة االقتصادّية بِد راسة الَع القة بين الَم وارد االقتصادّي ة من جهة‪ ،‬والمجتمع واألفراد من جهة أخرى‪،‬‬
‫وَترتبط هذه الُم شكلة مع الحاجات اإلنسانّية‬
‫المشكلة االقتصادَّية هي عدم قدرة المجتمع على إشباع جميع احتياجاته البشرَّية من الِّسلع والخدمات في ظِّل ندرة‬
‫الموارد‪ ،‬ووسائل اإلنتاج و ُيطلق عليها أيضًا اسم مشكلة الُندرة‬
‫كما تعرف على أَّنها "محدودَّية الموارد‪ ،‬وكثرة الحاجات‪ ،‬اَّلتي تفرض على المجتمع االختيار‪ ،‬ووضع األولوَّيات‪،‬‬
‫َو ِم ْن َثَّم الَّتضحية‪ ،‬فالموارد محدودة في المجتمع في وقت معَّين بالمقارنة بين حاجات ورغبات أفراد المجتمع‬
‫المتعِّد دة‪ ،‬والمتنِّو عة‪ ،‬والمتجِّد دة عبر الَّز من‪.‬‬
‫فالمشكلة االقتصادَّية تنشأ من هذه العناصر‪ -‬محدودَّية الموارد‪ ،‬وعدم محدودَّية الحاجات – سوء التوزيع العادل‬
‫للثروة – ماهو التوزيع األولي و التوزيع الثانوي للثروة؟‬
‫)‪ ،‬وهذه األركان يكاد يَّتفق عليها علماء االقتصاد الَّر أسمالِّي ‪ ،‬ويرى االقتصاد اإلسالمُّي أَّن الَّسبب الَّر ئيسَّي‬
‫للمشكلة االقتصادَّية هو اإلنسان‪ ،‬وليس بخل الَّطبيعة‪ ،‬وندرة الموارد‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق‬
‫‪ -‬أن الحاجات متعددة وبالتالي تتعدد وسائل اشباعها‬
‫‪ -‬أن الحاجات االنسانية تتفاوت في األهمية النسبية بالنسبة لألفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬أن غالبية وسائل اشباع الحاجات غير متوافرة في صورة مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الموارد الالزمة للحصول على هذه الوسائل نادرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الموارد لها استعماالت بديلة ومتعددة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن االنسان يسعى إلى تعظيم اشباع حاجاته من خالل محاولة الحصول على أقصى اشباع ممكن من خالل‬
‫أقل قدر من الموارد ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬خصائص المشكلة االقتصادية‪:‬‬


‫الديمومة ‪ -‬الُندرة النسبّية ‪ -‬الشمولية – هي مشكلة اختيار وتخصيص‬

‫نظرة المدارس االقتصادية إلى المشكلة االقتصادية و طرق حلها ‪:‬‬


‫إَّن المشكلة االقتصادَّية تشكل جزًء ا من المشكلة اإلنسانَّية العاَّم ة‪ ،‬إذ االقتصاد يمِّثل جانًبا من شؤون حياة اإلنسان‬
‫ال كلها؛ غير أَّن تحديد هوَّية‪ ،‬وحقيقة هذه المشكلة كانت‪ ،‬والزالت نقطة اختالف بين المذاهب‪ ،‬والُّنظم المختلفة‪.‬‬
‫فالَّر أسمالَّية تعتبر أَّن المشكلة االقتصادَّية هي قَّلة الموارد الَّطبيعَّية نسبًّيا‪ ،‬نظًر ا إلى محدودَّية الَّطبيعة نفسها‪،‬‬
‫واَّلتي ال تفي بالحاجات الماِّد َّية الحياتَّية لإلنسان‪ ،‬اَّلتي تبدو في تزاُيٍد مستمٍّر ؛ فتنشأ المشكلة حول كيفَّية الَّتوفيق‬
‫بين اإلمكانات الَّطبيعَّية المحدودة‪ ،‬والحاجات اإلنسانية المتزايدة‪.‬‬
‫في حين أَّن الماركسَّية تؤمن بأَّن المشكلة االقتصادَّية تتمَّثل بالَّتناقض المستمِّر بين الَّش كل والِّنظام اَّلذي يتُّم به‬
‫اإلنتاج في المجتمع‪ ،‬وبين نظام الَّتوزيع‪.‬‬
‫وأَّم ا اإلسالم فإَّنه فالمشكلة ال تكمن في قَّلة الموارد الَّطبيعَّية حَّتى ال تكون قادرة على الوفاء بالحاجات اإلنسانَّية‬
‫المتزايدة‪ ،‬وال في الَّتناقض بين نظامي اإلنتاج والَّتوزيع‪ ،‬وإ َّنما في اإلنسان نفسه ‪.‬‬
‫ويرى أَّن المشكلة االقتصادَّية هي مشكلة تعُّد د الحاجات‪ ،‬مع ندرة الموارد‪ ،‬وبعبارة مبَّسطة هي مشكلة الفقر اَّلذي‬
‫ال يعدو كونه مظهًر ا من مظاهر زيادة الحاجات مع قَّلة الموارد ‪.‬‬
‫ومن هنا؛ فإَّن موضوع المشكلة االقتصادَّية‪ ،‬وعالجها هو موضوع االقتصاد كِّله‪ ،‬ممَّثاًل في ضرورة كفاية‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وتكافؤ الَّتبادل‪ ،‬وسالمة الَّتوزيع‪ ،‬وترشيد االستهالك‪.‬‬
‫والمشكلة االقتصادَّية هي مشكلة سلوكَّية‪ ،‬يتسَّبب فيها اإلنسان‪ ،‬وذلك من عَّد ة وجهات منها ‪:‬‬
‫َأَّو اًل ‪ :‬حين يفِّر ط في االستهالك بشكٍل ال قيوَد له؛ فيغرق في الَّترف‪ ،‬واإلسراف‪ ،‬والَّتبذير في األمور الفاسدة‪.‬‬
‫َثاِنًيا‪ :‬حينما تسود األثرة‪ ،‬والُّظلم‪ ،‬والُّطغيان؛ فيحدث نهب الُّد ول‪ ،‬واالستيالء على خيراتها‪ ،‬واستعمارها‪،‬‬
‫وقهرها‪ ،‬ومنع حدوث أِّي تنمية بها‪.‬‬
‫َثاِلًثا‪ :‬حين يركن اإلنسان إلى الكسل‪ ،‬والخضوع وترك العمل‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص نظرة المدارس للمشكلة االقتصادَّية في‬
‫‪ - 1‬االْقِتَص اَد الَّر ْأِس َم اِلَّي ‪ :‬يرى أَّن سبب المشكلة االقتصادَّية هم الفقراء أنفسهم‪ ،‬سواء لكسلهم‪ ،‬أو لسوء حِّظهم‬
‫بشح الَّطبيعة‪ ،‬أو قَّلة الموارد‪ ،‬أي أَّن قضَّية الفقر في نظره‪ ،‬هي أساًس ا قضَّية قَّلة إنتاج‪.‬‬
‫وقد رَّتب الفكر االقتصادُّي الَّر أسمالُّي على ذلك أَّن على الَّد ولة َأْن تبيح الحِّر َّية المطلقة للجميع؛ لينتجوا‪،‬‬
‫ويكسبوا‪ ،‬ويغتنوا‪ ،‬دون قيد أو شرط‪ ،‬وأَّن على َم ْن خانه الحُّظ َأْن يرضى بواقعه‪ ،‬فهو نصيبه‪ ،‬وقدر اهلل له‪.‬‬
‫‪ - 2‬االْقِتَص اَد االْش ِت َر اِك َّي ‪ :‬يرى أَّن سبب المشكلة االقتصادَّية هم األغنياء أنفسهم‪ ،‬باستئثارهم بخيرات المجتمع‪،‬‬
‫دون األغلبَّية الكادحة‪ ،‬وبالَّتالي نشوء الَّتناقض بين ُقَو ى اإلنتاج‪ ،‬وعالقات الَّتوزيع‪ ،‬فقضَّية الفقر في نظره هي‬
‫أساًس ا قضَّية سوء توزيع‪.‬‬
‫وقد رَّتب على ذلك نظرَّياته في الِّص راع بين الَّطبقات‪ ،‬وفي الَّتركيز على تغيير أشكال‪ ،‬ووسائل اإلنتاج بإلغاء‬
‫الملكَّية الخاَّص ة‪ ،‬وتصفية الَّر أسمالِّيين البورجوازيين بحسب تعبيرهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬االْقِتَص اَد اِإل ْس اَل ِم َّي ‪ :‬يرى أَّن مرَّد المشكلة ليس هم الفقراء‪ ،‬أو قَّلة الموارد‪ ،‬كما ذهب االقتصاد الَّر أسمالُّي ‪،‬‬
‫كما أَّنه ليس سببها األغنياء‪ ،‬أو الَّتناقض بين ُقَو ى اإلنتاج‪ ،‬وعالقات الَّتوزيع‪ ،‬كما ذهب االقتصاد االشتراكُّي ‪،‬‬
‫وإ َّنما هي‪:‬‬
‫وقد ُأِثَر عن علي بن أبي طالب ‪َ -‬ر ِض َي الَّلُه َع ْن ه ‪ -‬قوله‪" :‬ما جاع فقير إال بما شبع غني"‪،‬‬

You might also like