You are on page 1of 178

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1445‬قالمة‬

‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬

‫قسم العموم التجارية‬

‫مذكرة تخرج مقدمة الستكمال متطمبات نيل شهادة الماستر‬


‫تخصص مالية وتجارة دولية‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫دور رقمنة قطاع الموانئ في رفع كفاءة التجارة الخارجية الجزائرية‬

‫دراسة حالة ميناء عنابة‬

‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطمبة‪:‬‬


‫د‪ .‬حفاف وليد‬ ‫‪ ‬عمراوي نذير‬
‫‪ ‬موراح محمد عالء الدين‬

‫السنة الجامعية‪1444-1443 :‬ه ‪2023-2022 /‬م‬


‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‬


‫‪-‬‬ ‫إهداءات‬
‫‪-‬‬ ‫تشكرات‬
‫أ‪-‬ج‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬األطار النظري لمرقمنة‬
‫‪1‬‬ ‫‪ ‬تمهيد‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث االول ‪ :‬عموميات حول الرقمنة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬مفهوم وخصائص الرقمنة‬
‫‪2‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم الرقمنة‬
‫‪7‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص الرقمنة‬
‫‪8‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬أهداف وأهمية الرقمنة‬
‫‪8‬‬ ‫أوال‪ :‬أهداف الرقمنة‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية الرقمنة‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬فوائد الرقمنة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬أبعاد الرقمنة‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر الرقمنة‬
‫‪16‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪18‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬متطمبات اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪21‬‬ ‫رابعا‪ :‬الفرق بين اإلدارة االلكترونية واإلدارة التقميدية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬الحكومة اإللكترونية‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم واهداف الحكومة اإللكترونية‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عناصر الحكومة اإللكترونية‬
‫‪24‬‬ ‫ثالثا‪ :‬متطمبات الحكومة اإللكترونية‬
‫‪26‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬التجارة اإللكترونية‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم وأهمية التجارة اإللكترونية‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص التجارة اإللكترونية‬
‫فهرس املحتويات‬
‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مزايا وعيوب التجارة اإللكترونية‬
‫‪31‬‬ ‫‪ ‬المطمب الرابع‪ :‬العالقة بين اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية والتجارة‬
‫اإللكترونية‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬واقع الرقمنة في الجزائر بين الحتمية و التحديات‬
‫‪32‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬أسباب التحول الى الرقمنة‬
‫‪34‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬تحديات الرقمنة‬
‫‪36‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬التحول الرقمي في الجزائر‬
‫‪36‬‬ ‫أوال‪ :‬أمثمة عن رقمنة أبرز القطاعات في الجزائر‬
‫‪37‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مؤشر اإلدارة الرقمية لمجزائر ضمن التصنيفات العالمية‬
‫‪39‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أسباب تأخر االقتصاد الرقمي في الجزائر‬
‫‪41‬‬ ‫رابعا‪ :‬رقمنة الجزائر خالل المرحمة المقبمة‬
‫‪42‬‬ ‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور الموانئ في التجارة الخارجية في ظل رقمنة االقتصاد‬
‫‪44‬‬ ‫‪ ‬تمهيد‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التجارة الخارجية وسياساتها التجارية‬
‫‪45‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية واهميتها‬
‫‪45‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية التجارة الخارجية‬

‫‪47‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬أسباب قيام التجارة الخارجية‬


‫‪49‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬سياسات التجارة الخارجية‬
‫‪51‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم سياسات التجارة الخارجية‬
‫‪51‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬اهداف سياسات التجارة الخارجية‬
‫‪53‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬انواع سياسات التجارة الخارجية‬
‫‪55‬‬ ‫رابعا ‪ :‬ادوات سياسات التجارة الخارجية‬
‫‪61‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول الموانئ‬
‫‪61‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬مفهوم الموانئ وأهميتها‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم الموانئ ومكوناتها‬
‫‪62‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية الموانئ‬
‫‪63‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬تطور أجيال الموانئ وتصنيفاتها‬
‫فهرس املحتويات‬
‫‪63‬‬ ‫أوال‪ :‬تطور أجيال الموانئ‬
‫‪65‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تصنيفات الموانئ‬
‫‪68‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬خدمات ووظائف الموانئ‬
‫‪68‬‬ ‫أوال‪ :‬خدمات الموانئ‬
‫‪69‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وظائف الموانئ‬
‫‪71‬‬ ‫‪ ‬المطمب الرابع‪ :‬مؤشرات كفاءة الموانئ و ادائها في ظل الفرص و التحديات‬
‫‪72‬‬ ‫أوال‪ :‬كفاءة الموانئ ومؤشرات االداء فيها‬
‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عناصر قوة وضعف الموانئ‬
‫‪77‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬رقمنة الموانئ ودورها في التجارة الخارجية‬
‫‪77‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬دور الموانئ في تنمية التجارة الخارجية وطرق تطويرها‬
‫‪77‬‬ ‫أوال‪ :‬دور الموانئ في تنمية التجارة الخارجية‬

‫‪78‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التحديات التي تواجه الموانئ‬


‫‪79‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سبل تحسين خدمات الموانئ‬
‫‪81‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬تطبيقات الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في الموانئ‬
‫‪81‬‬ ‫أوال‪ :‬أنظمة معمومات الميناء‬
‫‪82‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام تبادل البيانات إلكترونيا ( ‪(EDI‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬أهمية واثار توظيف الرقمنة في الموانئ عمى التجارة‬
‫الخارجية‬

‫‪85‬‬ ‫أوال‪ :‬أهمية الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في خفض التكاليف بالموانئ‬


‫‪87‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آثار توظيف الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في الموانئ عمى التجارة الخارجية‬
‫‪89‬‬ ‫‪ ‬خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإلطار التطبيقي لمدراسة رقمنة قطاع الموانئ لتعزيز التجارة الخارجية الجزائرية‬
‫ــــ دراسة ميدانية لميناء عنابة ــ‬
‫‪91‬‬ ‫‪ ‬تمهيد‬
‫‪92‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور الموانئ في تطوير التجارة الخارجية الجزائرية‬
‫‪92‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬لمحة عن الموانئ الجزائرية‬
‫‪93‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬أنواع الموانئ الجزائرية‬
‫‪94‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬دور الموانئ الجزائرية في تنشيط التجارة الخارجية الجزائرية‬
‫فهرس املحتويات‬
‫‪97‬‬ ‫‪ ‬المطمب الرابع‪ :‬مشاكل الموانئ الجزائرية وسبل تطوير الموانئ الجزائرية‬

‫‪97‬‬ ‫أوال‪ :‬مشاكل الموانئ الجزائرية‬


‫‪99‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سبل تطوير الموانئ الجزائرية‬
‫‪111‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بميدان الدراسة " ماهية مؤسسة ميناء عنابة "‬
‫‪111‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬نبذة تاريخية لميناء عنابة‬
‫‪113‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬التعريف بمؤسسة ميناء عنابة‬
‫‪115‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬عرض الهيكل التنظيمي لمؤسسة ميناء عنابة‬
‫‪118‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬خدمات مؤسسة ميناء عنابة و ابرز المؤشرات المتعمقة بادائها‬
‫‪118‬‬ ‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬الخدمات الموجستية لميناء عنابة‬
‫‪118‬‬ ‫أوال‪ :‬الخدمات المتعمقة بالسفن‬
‫‪111‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الخدمات المتعمقة بالبضائع‬
‫‪115‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المشاكل التي يعاني منها ميناء عنابة‬
‫‪115‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬احصائيات لمؤشرات كفاءة ميناء عنابة و نشاطات التجارة‬
‫الخارجية‬
‫‪119‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬واقع الرقمنة في ميناء عنابة وأثرها في تعزيز التجارة الخارجية‬
‫‪119‬‬ ‫‪ ‬المطمب االول‪ :‬مظاهر الرقمنة في ميناء عنابة‬
‫‪123‬‬ ‫أوال‪ :‬األشكال العممية لتكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في ميناء عنابة‬
‫‪124‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام المعمومات الداخمي لميناء عنابة‬
‫‪125‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثاني ‪ :‬منصة نظام مجتمع الموانئ الجزائرية ‪ APCS‬كشكل من‬
‫أشكال الرقمنة في الموانئ الجزائرية‬
‫‪133‬‬ ‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬أثر رقمنة ميناء عنابة في تعزيز كفاءة الميناء وتطوير‬
‫التجارة الخارجية‬
‫‪134‬‬ ‫أوال‪ :‬أثر استخدام تكنولوجيا المعمومات في ميناء عنابة عمى كفاءة الميناء‬
‫‪134‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أثر استخدام تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في ميناء عنابة عمى التجارة‬
‫الخارجية‬
‫‪136‬‬ ‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫‪139‬‬ ‫الخاتمة العامة‬

‫‪145‬‬ ‫قائمة المراجع‬


‫‪153‬‬ ‫المالحق‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪02‬‬ ‫الفرق بين اإلدارة التقميدية و اإلدارة االلكترونية‬ ‫(‪)1-1‬‬

‫‪63‬‬ ‫امثمة عن رقمنة الخدمات العامة في اإلدارات العمومية الجزائرية‬ ‫(‪)0-1‬‬

‫‪63‬‬ ‫مؤشرات اإلدارة الرقمية لمجزائر بين ‪ 0212‬و ‪0202‬‬ ‫(‪)6-1‬‬

‫‪59‬‬ ‫حركة مجموع الصادرات والواردات عبر الموانئ الجزائرية خالل ‪2016‬‬ ‫(‪)1-6‬‬

‫‪53‬‬ ‫تطور حجم التجارة المنقولة بح ار في الجزائر‬ ‫(‪)0-6‬‬

‫‪53‬‬ ‫حركة النقل البحري لممسافرين من سنة ‪ 0222‬الى ‪0211‬‬ ‫(‪)6-6‬‬

‫‪111‬‬ ‫معدات المساعدة البحرية لميناء عنابة‬ ‫(‪)4-6‬‬

‫‪114‬‬ ‫معدات ميناء عنابة الخاصة بالشحن والتفريغ‬ ‫(‪)9-6‬‬

‫‪113‬‬ ‫اجمالي عدد ونوع السفن الراسية بميناء عنابة خالل السنتين‬ ‫(‪)3-6‬‬
‫‪0201‬ــــ‪0200‬‬
‫‪113‬‬ ‫متوسط مكوث السفن في ميناء عنابة خالل السنوات ‪0201‬ــــ‪0200‬‬ ‫(‪)3-6‬‬
‫والسداسي االول من ‪0206‬‬
‫‪112‬‬ ‫حجم الصادرات والواردات عبر ميناء عنابة لمفترة ‪0215‬ــ‪0200‬‬ ‫(‪)2-6‬‬

‫‪104‬‬ ‫برامج النظام الداخمي إلدارات ميناء عنابة‬ ‫(‪)5-6‬‬


‫لاكشاا‬
‫فهرس أ‬

‫الصفحة‬ ‫العنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫رقم‬


‫الشكل‬
‫‪3‬‬ ‫عالقة الرقمنة بالبيانات والمعمومات والمعرفة‬ ‫(‪)1-1‬‬

‫‪12‬‬ ‫شكل توضيحي لمهام االدارة االلكترونية‬ ‫(‪)0-1‬‬


‫‪61‬‬ ‫العالقة بين اإلدارة اإل لكترونية والحكومة اإل لكترونية والتجارة اإل لكترونية‬ ‫(‪)6-1‬‬

‫‪39‬‬ ‫تصنيفات الموانئ‬ ‫(‪)1-0‬‬

‫‪56‬‬ ‫خريطة توزع مختمف أنواع الموانئ في الجزائر‬ ‫(‪)1-6‬‬

‫‪120‬‬ ‫احواض ميناء عنابة‬ ‫(‪)0-6‬‬


‫‪123‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لممؤسسة المينائية عنابة‬ ‫(‪)6-6‬‬

‫‪160‬‬ ‫مراحل إنشاء إعالن شحن‬ ‫(‪)4-6‬‬

‫‪166‬‬ ‫حالة إلغاء إعالن الشحن من طرف وكيل الشحن‬ ‫(‪)9-6‬‬


‫فهرس املحالق‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الممحق‬ ‫رقم‬


‫الممحق‬
‫‪196‬‬ ‫مخطط ميناء عناية‬ ‫‪1‬‬

‫‪194‬‬ ‫وثيقة وضعية السفن‬ ‫‪0‬‬

‫‪199‬‬ ‫زوارق المساعدة البحرية في ميناء عنابة‬ ‫‪6‬‬

‫‪193‬‬ ‫نهائي الحبوب في ميناء عنابة‬ ‫‪4‬‬

‫‪193‬‬ ‫نهائي الحاويات في ميناء عنابة‬ ‫‪9‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫بسم اهلل والصالة والسالم على رسول اهلل‬

‫من خالل ىذا العمل أتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذ المشرف " حف اف وليد "‬

‫الذي ساندنا منذ بداية العمل ولم يبخل علينا بأي مساعدة كانت‪ ،‬فكان نعم األستاذ‬

‫ونعم الموجو والمرشد‪.‬‬

‫بارك اهلل فيك وأدامك‪.‬‬

‫نحمد اهلل سبحانو وتعالى ونشكره على نعمو‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى كل طاقم مؤسسة ميناء عنابة على حسن‬

‫الضيافة والمعاملة وخاصة " مغالوي ‪،‬شكري ‪ ،‬عزوزة "‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر واإلمتنان لكل أسرة جامعة ‪ 80‬ماي ‪ 5491‬على الجيد‬

‫المبذول ضمان السير الحسن للدراسة‪.‬‬


‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل الذي وفقني في إنجاز ىذا العمل ويسر لي سبل إتمامو والوصول إلى‬

‫ثمرة ختامو‪ ،‬والصالة والسالم على من حاز المكارم وتفرد بالقيم نبي اهلل محمد صلى اهلل‬

‫عليو وسلم‪.‬‬

‫أىدي ثمرة عملي المتواضع إلى‪:‬‬

‫والدي "السعيد" الذي سير على تعليمي ووىبني كل ما يملك بتضحيات سجام‬

‫أطال اهلل في عمره ‪ ،‬والدتي أمي قرة عيني "نورة" التي تعبت وشقت وسيرت الليالي‬

‫حفظيا اهلل ورعاىا ‪.‬‬

‫إخوتي الذين ق اسموني الشدائد وحلو الحياة ومرارىا تحت سقف واحد‬

‫" زكرياء‪ ،‬ميدي‪ ،‬سفيان " حفظيم اهلل‪.‬‬

‫إلى أحسن من عرفني بيم القدر أصدق ائي‪" :‬محمد‪ ،‬سيف‪ ،‬ىيثم‪ ،‬عبد اهلل"‬

‫"اسكندر ‪،‬اشرف ‪،‬و إلى صديقي وأخي اكرم رحمو اهلل"‪.‬‬

‫إلى كل من ساندني بالكلمة الطيبة والروح المعنوية العالية أدامكم اهلل ‪.‬‬

‫نذير‬
‫اإلىداء‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل‬
‫صالحا ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين "‪-‬النمل ‪-54‬‬

‫الحمد هلل الذي وفقنا إلنجاز ىذا العمل و الصالة و السالم على أشرف‬
‫المرسلين سيدنا محمد صلى اهلل عليو و سلم‪.‬‬

‫أىدي ثمرة ىذا العمل المتواضع إلى الوالدين الكريمين وف ائا لبذليما‬
‫و عطائيما الدائم حفضيما اهلل ‪.‬‬

‫إلى األعمدة التي إرتكزت علييا صعودا‪ ،‬إخوتي و أخواتي رعاىم اللّو‪.‬‬

‫إلى كل األىل ‪،‬األصدق اء و الزمالء‪.‬‬

‫محمد‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة عامة‬
‫مقدمـ ـ ــة عامة‬

‫تمهيد‪‌ :‬‬
‫‌يشيد العالم اليوم مجموعة من التحوالت اإلقتصادية و الثقافية و اإلجتماعية ‪ ،‬و التي كان أحد أىم‬
‫أسبابيا التطور التكنولوجي و الثورة الرقمية الحاصمة في الوقت الراىن ‪،‬فتزايد اإلىتمام بتكنولوجيا المعمومات‬
‫و اإلتصاالت و الرقمنة عمى حد سواء كونيا المحرك االساسي لمنيوض باإلقتصاديات و مفتاح التطور‬
‫بشكل عام ‪ ،‬وىو الشيء الذي أجبر مختمف المؤسسات و الحكومات عمى مواكبة التطور التكنولوجي و‬
‫إعتباره سياسة و استراتيجية حتمية التوجو نحوىا و تطبيقيا واإلقتداء بالدول المتقدمة التي كانت سباقة ليا ‪،‬‬
‫وىذا لإلستفادة من المزايا التي تقدميا عمى مختمف األصعدة و بشكل خاص في إدارة و تسيير األعمال عبر‬
‫ما يعرف باإلدارة اإللكترونية والتي انشقت منيا كل من الحكومة اإللكترونية و التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫يعتبر اعتماد الرقمنة و تطبيق متطمبات اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات و منظمات األعمال و‬
‫الحكومات من اىم التطورات التقنية في عصرنا الحالي ‪ ،‬وىذا لقوة التغيير و األثر اإليجابي الذي احدثتو‬
‫من كفاءة و فعالية في مختمف القطاعات‪ ،‬حيث ان اساس ىدفيا ىو تحسين و تطوير اداء المؤسسات و‬
‫باألخص االداء التنظيمي ‪ ،‬و بال تالي تحسين الخدمات و المنتوجات المقدمة من طرف ىذه المؤسسات و‬
‫ىذا راجع الى استغالل المزايا الكثيرة التي تقدميا الرقمنة من تسييل لإلجراءات االدارية و القضاء عمى‬
‫التعامل الورقي‪ ،‬و تقميص لموقت و تخفيض التكاليف‪ ،‬وحتى في الجانب العممياتي باستخدام المعدات‬
‫الحديث ة في اداء مختمف الميام ‪ ،‬وغيرىا الكثير من المزايا وىو ما يصب في صالح كافة االطراف المتعاممة‬
‫المؤسسة او القطاع الحكومي ومختمف المتعاممين االقتصاديين المرتبطين بنشاط ىذه‬ ‫اقتصاديا سواء‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫والجزائر كغيرىا من البمدان التي تسعي الى النمو والتقدم في مختمف الصعدة والنيوض باالقتصاد‬
‫الوطني بشكل خاص امام ضرورة وحتمية التوجو نحو الرقمنة لمواكبة الثورة الرقمية في العالم‪ ،‬وكمحاولة‬
‫لذلك باشرت الحكومة الجزائرية بوضع خطط واستراتيجيات لتطوير مختمف القطاعات االقتصادية عن طريق‬
‫مشروع الرقمنة والتحول نحو االدارة االلكترونية مع التشديد بضرورة تطبيقيا‪ ،‬وىذا سعيا لتحقيق التغيير‬
‫االيجابي الثقافي والتنظيمي في اداء المؤسسات العامة والخاصة‪.‬‬
‫يعد النقل البحري العمود الفقري والركيزة االساسية لحركة التجارة الدولية‪ ،‬فازدىار ورخاء اقتصاد أية‬
‫دولة مرتبط ارتباطا وثيقا بنمو تجارتيا الخارجية مع باقي دول العالم‪ ،‬ولذلك فان اغمب الدول توجو اىتماما‬
‫كبي ار لتطوير موانئيا‪ ،‬باعتبار الموانئ المنافذ الرئيسة لحركة التجارة الخارجية‪ ،‬فيي الممر الرئيسي لنشاطات‬
‫التصدير واإلستيراد وكونيا ايضا حمقة الوصل بين النقل البحري الخارجي والنقل الداخمي بمختمف أشكالو‪،‬‬
‫وتقوم ايضا بنقل المسافرين عبر المحطات البحرية في العالم‪ .‬ومما ال شك فيو ان كفاءة الموانئ وحسن‬
‫أدائيا يعد واجية امامية تعكس مدى التقدم االقتصادي لمدول‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمـ ـ ــة عامة‬

‫يعتمد االقتصاد الوطني الجزائري في نقل جزء كبير من صادراتو و وارداتو عمى خدمات النقل‬
‫البحري التي تق دميا الدول المتقدمة اقتصاديا ‪ ،‬وفي كثير من االحيان تكون التكاليف باىضو و تكمف مبالغ‬
‫طائمة و بالعممة الصعبة‪ ،‬حيث تصل الى نسب كبيرة من ثمن السمع المنقولة نفسيا وىذا نتيجة التكاليف‬
‫االضافية لمدة مكوث السفن في المرفأ والرصيف الخاص بالميناء ونتيجة لتدني كفاءة و اداء الموانئ‬
‫الجزائرية مقارنة بالدول المتطورة في اداء مختمف الخدمات المينائية من تأخر في اإلجراءات االدارية‬
‫والتشغيمية في عمميات الشحن و التفريغ ‪ ،‬وىو ما يجعل تكاليف النقل البحري قيدا عمى اقتصاديات الدول‬
‫النامية بصفة عامة و الجزائر بصفة اكثر تحديدا ‪ ،‬وىو الذي يأثر عمى تنافسية صادراتيا و ضعف حصيمة‬
‫االيرادات وعدم قدرتيا عمى تغطية عممية االستيراد ‪،‬و ارتفاع سعر السمع المستوردة داخل الوطن فيأثر حتى‬
‫عمى القدرة الشرائية لممستيمك ‪،‬فتتشكل حمقة من التداعيات التي تأثر بشكل سمبي كبير عمى نمو االقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ومع بروز معالم مشروع رقمنة االقتصاد الجزائري بمختمف قطاعاتو وجيت الحكومة الجزائرية‬
‫االىتمام االكبر لرقمنة قطاع الموانئ بصفتو قطاع استراتيجي و حساس لمتجارة الخارجية الجزائرية وىذا عبر‬
‫تطوير البنى التحتية و الرقمية لمختمف الموانئ الجزائرية بتجسيد مختمف البرامج و الخطط التي تيدف الى‬
‫االستفادة من الرقمنة و مواكبة التطور التكنولوجي و استغالل المزايا التي تقدميا لتحسين كفاءة الموانئ‬
‫الجزائرية من تسييل لإلجراءات االدارية و تسريعيا و تقميل التكاليف االجمالية بيدف تقديم خدمات مينائية‬
‫متكاممة بكفاءة و فعالية لتعزيز التجارة الخارجية و تطوير االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‌‬
‫إشكالية‌الدراسة‪:‬‬
‫بناء عمى ما سبق يمكن طرح التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬
‫ما‌هو‌واقع‌الرقمنة‌في‌ميناء‌عنابة؟‌وما‌اثارها‌في‌تعزيز‌كفاءة‌التجارة‌الخارجية؟ ‌‬
‫وتندرج ضمن ىذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬ما أىمية رقمنة الموانئ في تعزيز كفاءة التجارة الخارجية؟‬
‫‪ ‬ما ىي اىم مشاكل الموانئ الجزائرية‪ ،‬وميناء عنابة بصفة خاصة؟‬
‫‪ ‬ما ىو مستوى التقدم المحرز في رقمنة ميناء عنابة؟‬
‫‪ ‬ماىو دور منصة نظام مجتمع الموانئ الجزائرية ‪ APCS‬كشكل من أشكال الرقمنة الجديدة في‬
‫تعزيز كفاءة ميناء عنابة‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمـ ـ ــة عامة‬

‫فرضيات‌الدراسة‪‌ :‬‬
‫في إطار االجابة عن االشكالية والتساؤالت الفرعية حاولنا طرح الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تمعب رقمنة الموانئ دو ار أساسيا في تعزيز كفاءة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬التزال الرقمنة في ميناء عنابة محدودة التطبيق‪ ،‬ومحدودة التأثير في تحسين كفاءة الميناء‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن ان تساىم منصة نظام مجتمع الموانئ الجزائرية ‪ APCS‬الرقمية في تعزيز كفاءة الميناء والتجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫أسباب‌إختيار‌موضوع‌الدراسة ‪‌ :‬‬
‫تم اختيار موضوع الدراسة لجممة من االعتبارات أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬حداثة الموضوع وقمة الدراسات المتعمقة بو بالتحديد‪ ،‬الى جانب ان الرقمنة سمة العصر الراىن وتنديد‬
‫الدولة الجزائرية بالرقمنة في مختمف الممتقيات والمؤتمرات وبضرورة تطبيقيا في مختمف القطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬يمس الموضوع جانب الموانئ بصفة عامة ويركز عمى ميناء عنابة‪ ،‬فيو يشمل قطاع مميز وىام‬
‫لتطوير المعارف واكتساب معارف جديدة في تخصص التجارة الدولية عبر الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫أهمية‌الدراسة‪‌ :‬‬
‫تستمد دراستنا اىميتيا من معالم الموضوع بحد ذاتو اال وىو الرقمنة فيي سمة العصر الراىن وتوجو‬
‫الدولة الجزائرية حاليا في مختمف القطاعات اإلقتصادية‪ ،‬حيث أشرنا الى الدور الميم الذي تمعبو الرقمنة في‬
‫تطوير االقتصاد الجزائري بصفة عامة‪ ،‬وقطاع الموانئ الجزائرية بصفة خاصة‪ ،‬مع اإلشارة الى األثر الكبير‬
‫الذي يعود عمى التجارة الخارجية الجزائرية جراء رقمنة قطاع الموانئ‪ ،‬و ىذا باإلعتماد عمى نتائج الدراسة‬
‫الميدانية لميناء عنابة‪.‬‬
‫‌‬
‫‌أهداف‌الدراسة ‪:‬‬
‫كان لدراستنا مجموعة من األىداف لخصناىا في التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬االلمام بمختمف المفاىيم المتعمقة بالرقمنة ومختمف مظاىر تجسدىا في االقتصاد من ادارة الكترونية‬
‫وحكومة الكترونية وتجارة إلكترونية ‪.‬‬
‫ابراز افاق الرقمنة في الجزائر في مختمف القطاعات والتعرف عمى اىم التحديات التي تواجو الجزائر‬
‫في سبيل التحول نحو االقتصاد الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف عمى واقع الموانئ الجزائرية وأىم المشاكل التي تعاني منيا مع إبراز سبل تطويرىا ‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بدراسة ميدانية لميناء عنابة بالتعرف عمى أىم مزايا وخصائص الميناء وكذا الوقوف امام اشكال‬
‫الرقمنة في الميناء‪ ،‬مع معرفة أثر ودور الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في الميناء عمى تعزيز كفاءة‬
‫وأداء الخدمات المينائية ومعرفة األثر الذي يرجع جراء ىذا عمى التجارة الخارجية الجزائرية ‪.‬‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمـ ـ ــة عامة‬

‫منهجية‌الدراسة‪:‬‬
‫من أجل دراسة إشكالية البحث و اإلجابة عن األسئمة الفرعية و التحقق من الفرضيات إتبعنا في‬
‫دراستنا عمى المنيج الوصفي التحميمي ‪ ،‬حيث أشرنا الى مفيوم الرقمنة و أىميتيا و خصائصيا ‪ ،‬والتحول‬
‫الرقمي في الجزائر ‪،‬ومختمف المفاىيم المتعمقة بالتجارة الخارجية و الموانئ‪ ،‬واستعراض واقع الموانئ‬
‫الجزائرية‪ ،‬ثم قمنا بتحميل كفاءة ميناء عنابة من خالل دراسة متوسط المكوث في المرفأ والرصيف لمسفن و‬
‫حجم النشاط االجمالي لمتجارة الخارجية بالميناء‪ ،‬ثم قمنا بتحميل واقع الرقمنة في ميناء عنابة و استع ارض‬
‫مختمف اشكال الرقمنة فيو ومدى مساىمتيا في تحسين كفاءة الميناء والتجارة الخارجية‪.‬‬
‫الدراسات‌السابقة‪‌ :‬‬

‫‪ ‬الدراسة‌ال‌ولى‪ :‬نجوى قوارطة‪ ،‬عبداوي إيناس‪ ،‬أثر رقمنة قطاع النقل و الشحن البحري الجزائري عمى‬
‫تعزيز التجارة الخارجية "دراسة حالة ميناء عنابة " ‪،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر‪ ،‬جامعة ‪ 00‬ماي‬
‫‪،1491‬قالمة ‪.2021/2020،‬‬

‫تناولت الدراسة مختمف المفاىيم المتعمقة بالرقمنة وقطاع النقل والشحن البحري‪ ،‬ومعرفة مدى تأثير تطبيق‬
‫الرقمنة في قطاع النقل والشحن عمى تعزيز كفاءة الخدمات المينائية وما يعود جراء ذلك عمى عمميات التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسة ‌الثانية‪ :‬شييمي إليام‪ ،‬عماري سمير‪ ،‬البنية الشبكية الرقمية كأداة لتفعيل اإلدارة اإللكترونية‬
‫بمؤسسات تسيير الموانئ البحرية الجزائرية " عنابة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سكيكدة"‪ ،‬مجمة المشكاة في االقتصاد التنمية‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة ‪20‬اوت‪ 1411‬سكيكدة‪.2020،‬‬
‫تناولت الدراسة البنية الشبكية الرقمية كأساس لمواكبة التطور العالمي التكنولوجي مع إبراز البنية الرقمية‬
‫لمموانئ الجزائرية بالقيام بدراسة ميدانية لمموانئ الجزائرية بكل من عنابة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سكيكدة‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة‌الثالثة‪ :‬شييمي إليام‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير األداء التنظيمي‪ ،‬دراسة ميدانية لبعض‬
‫مؤسسات تسيير الموانئ البحرية الجزائرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪،‬‬
‫سطيف ‪.2020،‬‬
‫تناولت الدراسة مختمف المفاىيم المتعمقة باإلدارة االلكترونية في الموانئ الجزائرية‪ ،‬والقت لمحة عن واقع‬
‫الموانئ الجزائرية ومدى التطور الحاصل في تسيير الموانئ الجزائرية بكل من‪ :‬عنابة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سكيكدة‪.‬‬
‫وتختمف دراستنا عن الدراسات السابقة حيث انيا تعمقت وتخصصت أكثر في الرقمنة كمظير من‬
‫مظاىر العصر الراىن وفي قطاع الموانئ البحرية‪ ،‬وتناولت االثر الذي تحدثو رقمنة قطاع الموانئ في‬
‫تحسين أداء وكفاءة الموانئ نفسيا واالثر االيجابي الذي يعود عمى تعزيز التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمـ ـ ــة عامة‬

‫صعوبات‌الدراسة‪‌ :‬‬
‫‪ ‬حداثة الموضوع وتعقيده حيث يحتوي عمى متغيرات تضم الكثير من المفاىيم المتداخمة والمتشابية‪،‬‬
‫وصعوبة الربط بينيا‪.‬‬
‫قمة الدراسات والبحوث في مكتبة الجامعة فيما يتعمق بالرقمنة وبالموانئ‪ ،‬وقمة الدراسات التي تختص‬ ‫‪‬‬
‫بموضوع البحث بالتحديد‪.‬‬
‫التكتم الكبير لممسؤولين خالل الدراسة الميدانية في مؤسسة ميناء عنابة خاصة فيما يتعمق بتقديم‬ ‫‪‬‬
‫االحصائيات الحديثة حول نشاط ميناء عنابة ومؤشرات كفاءة خدماتو‪‌ .‬‬
‫هيكل‌الدراسة‪‌ :‬‬

‫في إطار دراسة اإلشكالية واإلجابة عمى األسئمة الفرعية واإللمام بمختمف جوانب الموضوع فقسمنا‬
‫دراستنا الى جزئين جزء نظري تناولنا فيو فصمين الغرض منيما االىتمام بالمفاىيم النظرية المتعمقة بالرقمنة‬
‫والتجارة الخارجية والموانئ‪ ،‬وفصل تطبيقي في شكل فصل ثالث تناولنا فيو الدراسة الميدانية في مؤسسة‬
‫ميناء عنابة‪.‬‬
‫وكانت الفصول كالتالي ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل‌ال‌ول‪ :‬تحت عنوان اإلطار النظري لمرقمنة‪ ،‬قسمناه الى ثالث مباحث تناولنا في المبحث األول‬
‫عموميات حول الرقمنة‪ ،‬وفي المبحث الثاني تطرقنا الى أبرز مظاىر الرقمنة‪ ،‬وأخير في المبحث الثالث‬
‫استعرضنا واقع الرقمنة والتحول الرقمي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل‌الثاني‪‌:‬تحت عنوان دور الموانئ في تطوير التجارة الخارجية‪ ،‬قسم الى ثالث مباحث‪ ،‬تناولنا في‬
‫المبحث االول عموميات حول التجارة الخارجية وسياساتيا التجارية‪ ،‬ثم في المبحث الثاني تطرقنا الي‬
‫المفاىيم المتعمقة بالموانئ تحت عنوان مدخل لمموانئ‪ ،‬وفي المبحث الثالث تطرقنا الى أثر الرقمنة في‬
‫قطاع الموانئ والدور الذي تمعبو في تطوير التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل ‌الثالث‪ :‬تحت عنوان اإلطار التطبيقي لمدراسة رقمنة قطاع الموانئ و دوره في تعزيز التجارة‬
‫الخارجية ‪ -‬دراسة ميدانية لميناء عنابة‪ ، -‬و قسمناه الى ثالث مباحث‪ ،‬خصصنا المبحث األول لواقع‬
‫الموانئ الجزائرية بعنوان دور الموانئ الجزائرية في تطوير التجارة الخارجية الجزائرية‪ ،‬ثم تطرقنا في‬
‫المبحث الثاني الى التعريف بميدان الدراسة مؤسسة ميناء عنابة‪ ،‬و ثم أخي ار و ليس آخ ار في المبحث‬
‫الثالث تعرفنا عمى واقع الرقمنة في ميناء عنابة و مساىمتيا في تعزيز كفاءة الميناء و التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‌‬
‫ج‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫للرقمنة‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫أصبحت تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت مرتبطة بتطور المجتمعات في عصرنا الحاضر فيي الوسيمة‬
‫األكثر أىمية لنقل المجتمعات النامية الى مجتمعات أكثر تطورا‪ ،‬ومع تسارع موجة التطور التكنولوجي‬
‫أ صبحت الرقمنة ضرورة حتمية يجب تطبيقيا وتعميميا في شتى مناحي الحياة بصفة عامة ومختمف‬
‫القطاعات اإلقتصادية بصفة خاصة‪ ،‬وذلك نتيجة اإلمتيازات التي تقدميا الثورة الرقمية التي إجتاحت العالم‪،‬‬
‫من سرعة ودقة‪ ،‬وتقميل لمتكمفة‪ ،‬وجودة أعمى‪ ،‬وتحسين ألداء وفعالية المؤسسات واإلدارات العامة والخاصة‬
‫التي تنشط في مختمف القطاعات ‪.‬‬

‫وعمى غرار باقي الدول النامية وبالرغم من التحديات التي تواجيا الجزائر لمواكبة ىذه الثورة الرقمية‪ ،‬تحاول‬
‫الجزائر رسم خارطة طريق لمشروع تحوليا الرقمي خالل المرحمة المقبمة‪ ،‬والذي أصبح موضوع الساعة‪،‬‬
‫وعميو ليس لمجزائر بدائل بل ىو خيار استراتيجي جعميا ممزمة وليست مخيرة لمسير في طريقو وادراجو ضمن‬
‫قائمةً أولوياتيا‪ ،‬لقوة التغيير الذي تحدثو الرقمنة ثقافيا وتنظيميا ‪.‬‬
‫ومما سبق قسمنا فصمنا ىذا الى ثالث مباحث كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الرقمنة ‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أهم مظاهر الرقمنة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الرقمنة في الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الرقمنة‬


‫تعتبر الرقمنة سمة العصر الراىن خاصة في القطاعات الخدمية واإلدارية‪ ،‬لكنيا ليست صفة جاىزة‬
‫بل ىي نتيجة لالستغالل الحسن لمتطور التكنولوجي والرقمي‪ ،‬فيي عممية معقدة في شكل نظام متكامل ذو‬
‫خصائص ومزايا فريدة يسعى لتحقيق جممة من االىداف والمصالح في الواقع العممي والممموس في مختمف‬
‫قطاعات ومناحي الحياة بشرط توفر مجموعة من المتطمبات الضرورية‪.‬‬
‫تناولنا في ىذا المبحث مفيوم الرقمنة وخصائصيا‪ ،‬باإلضافة الى كل من أىميتيا وأىدافيا وفوائدىا‪ ،‬وأخي ار‬
‫مختمف أبعاد الرقمنة‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مفهوم الرقمنة وخصائصها‬
‫يعتبر مصطمح الرقمنة جديدا نسبيا عمى مجتمعنا العربي‪ ،‬ظير لمواكبة التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬حيث‬
‫تختمف وتتعدد المفاىيم المتعمقة بمصطمح الرقمنة تبعا لمسياق الذي يستخدم فيو والخصائص المراد اظيارىا‬
‫من عممية الرقمنة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الرقمنة‬
‫تختمف وتتعد المفاىيم المتعمقة بمصطمح الرقمنة وفيما يمي بعض تعريفات ليذا المصطمح‪:‬‬
‫من خالل تتبع مصطمح الرقمنة " ‪ "Digitization‬ومراجعتو في معجم أكسفورد الذي استخدام‬
‫مصطمحات ‪ Digitalize ,Digitize ,Digitise‬كمقابل لمفعل (رقمن ) المشتق من مصطمح رقمي ‪،Digit‬‬
‫وعرفو بأنو‪" :‬تحويل الصور أو الصوت إلى شكل رقمي يمكن معالجتو بواسطة جياز الحاسب"‪ ،‬أما األسماء‬
‫التي استخدميا كمقابل لمصطمح الرقمنة فيي ‪ ,Digitization Digitalization, Digitizer‬كما يشير معجم‬
‫وبستر إلى مصطمحين ىما "‪ ، "Digitized, Digitizing‬إضافة إلى مصطمحات أخرى تختمف عما سبق في‬
‫حروف اليجاء تبعا لميجائية البريطانية مثل ‪, Digitisation" ."Digitalisation Digitised, Digitising‬‬
‫وبالرغم من أن اإلختالف بين ىذه المصطمحات تمثل في الشق الثاني فقط‪ ،‬بينما ثبت المقطع األول منيا‬
‫وىو"‪ ، "Digit‬إال أن ذلك من الممكن أن يعمل عمى تشتت النتائج الخاصة بموضوع الرقمنة بين ىذه‬
‫المصطمحات المختمفة إلن تعدد مصطمحات الرقمنة يعود أساسا إلى حداثة عيد المصطمح وعدم تقنينو دوليا‬
‫ويمكن التغمب عمى ىذا بتقنين المصطمح و أخده لالستخدام المستقبمي مع ترك المصطمحات األخرى‬
‫المستخدمة حاليا حتى تذوي مع الوقت وتصبح غير متداولة‪ ،‬حيث إن عدم توحيد المصطمح قد يؤدي إلى‬

‫‪2‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫فقد الكثير من المحتوى المرتبط بو عند إجراء عممية البحث‪ ،‬كنتيجة طبيعية لعدم اإللمام بكافة المصطمحات‬
‫‪1‬‬
‫األخرى المشتقة منو و أو المختمفة معو في حروف اليجاء ‪.‬‬

‫فينظر تيري كاني ‪ Terry Kuny‬إلى الرقمنة عمى أنيا عممية تحويل مصادر المعمومات عمى‬
‫إختالف أشكاليا من الكتب‪ ،‬والدوريات‪ ،‬والتسجيالت الصوتية‪ ،‬والصور‪ ،‬والصور المتحركة …) إلى شكل‬
‫مقروء بواسطة تقنيات الحاسبات اآللية عبر النظام الثنائي البيتات ‪ Bits‬والذي يعتبر وحدة المعمومات‬
‫األساسية لنظام معمومات يستند إلى الحاسبات اآللية‪ ،‬وتحويل المعمومات إلى مجموعة من األرقام الثنائية‬
‫يمكن أن يطمق عمييا الرقمنة‪ ،‬ويتم القيام ـ ـ بيذه العممية بفضل اإلستناد إلى مجموعة من التقنيات واألجيزة‬
‫المتخصصة‪. 2‬‬

‫وتشير "شارلوت بيرسي "‪" "Charlette Buresi‬إلى الرقمنة عمى أنيا منيج يسمح بتحويل البيانات‬
‫والمعمومات من النظام التناظري إلى النظام الرقمي‪.3‬‬

‫وحسب قاموس عمم المكتبات والمعمومات " ‪ " ODLIS‬فإن الرقمنة ىي "العممية التي يتم بمقتضاىا‬
‫تحويل البيانات إلى شكل رقمي لمعالجتيا بواسطة الحاسب وعادة ما يستخدم مصطمح الرقمنة في نظم‬
‫الم عمومات لإلشارة إلى تحويل النص المطبوع أو الصور إلى إشارات ثنائية يمكن عرضيا عمى الحاسب‬
‫باستخدام أحد أجيزة المسح الضوئي " ‪.‬‬

‫استخدمت مؤسسة »‪ Digital Préservation Coalition "DPC‬مصطمح" ‪ "Digitisation‬وعرفتو بأنو‬


‫"عممية خمق ممفات رقمية سواء بالمسح الضوئي أو بتحو يل المواد التناظرية إلى مواد رقمية‪ ،‬وتكون نتيجتيا‬
‫‪4‬‬
‫نسخة رقمية أو بديل رقمي تصنف كمادة رقمية" ‪.‬‬

‫‪1‬ـ نجالء احمد يس‪ ،‬الرقمنة وتقنياتيا في المكتبة العربية‪ ،‬دار العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ 2‬ـ عبد الغاني مقدم‪ ،‬منال عبد الفاتح‪ ،‬الرقمنة كمدخل لتحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في العموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي ‪ ،2017/2026،‬ص‪.29.‬‬
‫‪3‬ـ نجوى قوارطة‪ ،‬عبد اوي ايناس‪ ،‬اثر رقمنة قطاع النقل و الشحن البحري الجزائري عمى تعزيز التجارة الخارجية "دراسة حالة ميناء عنابة " ‪،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شيادة الماستر ‪،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪،1945‬قالمة ‪،2021/2020،‬ص‪.8.‬‬
‫‪4‬ـ عال سفيان‪ ،‬فقير جياللي‪ ،‬دور الرقمنة في تحسين جودة الخدمات في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫ابن خمدون تيارت ‪ ،2020/2019،‬ص‪.11.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫نظ ار لعدم اىتمام القواميس المغوية العربية والقائمين عمييا بتحديد مصطمح ثابت لالستخدام كمقابل‬
‫لمصطمح " ‪"Digitization‬في المغة العربية فقد تعددت المصطمحات المقابمة لو‪ ،‬كما يمي‪:‬‬

‫عرف (فتحي عبد اليادي) " الرقمنة "عمى أنيا "عممية نقل أو تحويل البيانات إلى شكل رقمي‬
‫لممعالجة بواسطة الحاسب اآللي وفي نظم المعمومات عادة ما يشار إلى الرقمنة عمى أنيا تحويل النص‬
‫المطبوع أو الصور (الصور الفوتوغرافية و اإليضاحيات والخرائط‪ ،..‬الخ) إلى إشارات ثنائية باستخدام وسيمة‬
‫لممسح الضوئي إلمكان عرض النتيجة عمى شاشة حاسب آلي وفي االتصاالت عن بعد يقصد بالرقمنة‬
‫تحويل اإلشارات التناظرية المستمرة إلى إشارات رقمية نابضة وفي عمل المكتبات والمعمومات يقصد بالرقمنة‬
‫"عممية إنشاء نصوص رقمية من الوثائق التناظرية "‪ .‬في حين عرف المعجم الموسوعي لمصطمحات‬
‫المكتبات والمعمومات واألرشيف الرقمنة عمى أنيا "عممية تحويل المواد التناظرية" ‪"Analog" "Material‬إلى‬
‫شكل إلكتروني (رقمي ‪( Electronic ."Digital‬وعرف (زين عبد اليادي ) الرقمنة بأنيا‪" :‬عمميات التحويل‬
‫التي تتم لموثائق من األشكال التقميدية المطبوعة إلى الشكل اإللكتروني الرقمي بما فييا عمميات النشر‬
‫اإللكتروني‪".1‬‬

‫عند (الينداوي) فإن مصطمح الرقمنة يأخذ عدة معاني حسب السياق الذي يستخدم فيو‪ ،‬كما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقمنة في الحاسبات‪ :‬ىي تحويل البيانات إلى شكل رقمي بحيث يمكن معالجتيا بواسطة الحاسب ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الرقمنة في سياق نظم المعمومات ‪" :‬ىي تحويل النصوص المطبوعة مثل الكتب والصور (سواء كانت‬
‫صورة فوتوغرافية أو إيضاحات أو خرائط ‪ ...‬الخ) وغيرىا من المواد التقميدية من أشكاليا التي يمكن أن تق أر‬
‫بواسطة اإلنسان (أي تناظرية) إلى األشكال التي تق أر فييا بواسطة الحاسب اآللي‪ ،‬أي إلى إشارات ثنائية‬
‫"‪ ،"Signals Binary‬وذلك عن طريق ستخدام نوع ما من أجيزة المسح الضوئي" ‪ ،"Scanning‬أو عن‬
‫طريق الكاميرات الرقمية‪ ،‬التي ينتج عنيا أشكال يتم عرضيا عمى شاشة الحاسب ‪".‬‬

‫‪ -3‬الرقمنة في سياق االتصاالت بعيدة المدى ‪" :‬تشير إلى تحويل اإلشارات التناظرية المستمرة‬
‫‪2‬‬
‫" ‪ "AnalogContinuousSignals‬إلى إشارات رقمية ثنائية ‪.‬‬

‫‪1‬ـ نجالء احمد يس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.18.‬‬


‫‪2‬ـ عال سفيان‪ ،‬فقير جياللي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12.‬‬
‫‪4‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ـ حسب (عمي نبيل) إن عممية الرقمنة من أىم إنجازات التقنية الرقمية‪ ،‬إذ ساعدت في تحقيق االندماج بين‬
‫الكمبيوتر وشبكات االتصاالت والبرمجيات جاعمة من ىذه التقنية الوسيمة الفعالة في تحقيق التكامل بين‬
‫العموم والفنون وامتزاج المعارف والخبرات‪ ،‬إذ تعمل عمى تحويل جميع المعمومات إلى شكل رقمي عبر إسقاط‬
‫الحواجز الفاصمة بين األنساق الرمزية المختمفة من نصوص‪ ،‬أصوات‪ ،‬أشكال وصور ثابتة ومتحركة‪،‬‬
‫فأصبح التعبير عن الحروف األبجدية يتم بشفرات رقمية تناظرىا رقما بحرف في حين تتحول األشكال‬
‫والصور بعد مسحيا إلكترونيا إلى مجموعة نقاط متراصة ومتالحقة يتم تمثيل كل منيا رقميا‪ ،‬نسبة إلى‬
‫موضعيا أو لونيا أو درجة ىذا المون‪ ،‬عبر تحويميا إلى فيض من السالسل الرقمية التي قواميا(الصفر‬
‫لواحد) والتي تعد أقصى درجات التجريد الرياضي والمنطقي‪ ،‬بما يتوافق مع نظام األعداد الثنائي أساس عمل‬
‫‪1‬‬
‫الكمبيوتر الذي يستعمل األرقام كقيم مستقمة ‪.‬‬

‫وعمى أساس ىذه التعاريف التي تناولنيا يمكن القول بأن الرقمنة تتضمن المعرفة الناتجة عن الحصول عن‬
‫البيانات واستخداميا‪ ،‬ومعالجة المعمومات وتحويميا بكل دقة وكفاءة لمحصول عمى أجود الخدمات‪ ،‬إذ تعتبر‬
‫الرقمنة ذات عالقة مباشرة بكل من البيانات والمعمومات التي تتيح لنا الوصول إلى نسب عالية من اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ -‬البيانات ‪ :‬تمثل المادة الخام التي يتم جمعيا استنادا إلى ما يحصل من أحداث و وقائع‪ ،‬ويشترط أن تتوفر‬
‫عممية جمع البيانات عمى عنصري الدقة والموضوعية‪.‬‬

‫‪ -‬المعمومات ‪ :‬من خالل جمع وتحميل البيانات ومعالجتيا‪ ،‬يتم استنباط المعمومات بالشكل الذي يساعد عمى‬
‫اتخاذ الق اررات السميمة والصائبة لكل من الفرد والمشروعات والحكومات ‪.‬‬

‫‪-‬المعرفة ‪ :‬تمثل المعرفة الحصيمة النيائية الستخدام واستثمار المعمومات من قبل صناع القرار‬
‫والمستخدمين اآلخرين الذين يحولون المعمومات إلى المعرفة وعمل مستمر يخدميم ويخدم مجتمعاتيم يمكن‬
‫توضيح عالقة لممعمومات والبيانات بالمعرفة والتأثير عمييا وفق الشكل التالي ‪:2‬‬

‫‪1‬ـ عمي نبيل‪ ،‬الثقافة العربية وعصر المعمومات‪ :‬رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي‪ ،‬سمسة عالم المعرفة‪ ،‬المجمس الوطني لمثقافة والفنون واآلداب‪،‬‬
‫الكويت‪ ،2001،‬ص‪.77.‬‬
‫‪2‬ـ عامر بشير‪ ،‬دور اإلقتصاد المعرفي في تحقيق الميزة التنافسية لمبنوك‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬عموم إقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪ ،2012،‬ص‪28.‬‬
‫‪5‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬عالقة الرقمنة بالبيانات والمعمومات والمعرفة‬

‫المعرفة‬ ‫المعلومات‬ ‫البيانات‬

‫معالجة بواسطة‬ ‫مواد خام‪ :‬قوائم‪،‬‬


‫وسائل تكنولوجيا‬ ‫الحاسوب‬ ‫رموز‪ ،‬ارقام ‪،‬‬
‫المعلومات واإلتصال‬
‫اسماء‬
‫المصدر‪ :‬عامر بشير‪ ،‬دور االقتصاد المعرفي في تحقيق الميزة التنافسية لمبنوك‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬عموم إقتصادية‪ ،‬تخصص‬
‫نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2012،‬ص‪.28.‬‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة لمرقمنة‪ ،‬فان مفيوم الرقمنة مفيوم مستجد لذلك نجد اختالف كبير في‬
‫تحديد تعريف دقيق لو وعمى العموم يمكن تعريفو مبدئيا بأنو مجال افتراضي نتاج تكنولوجيا المعمومات؛‬
‫يتكون من مجموعة عناصر لكل عنصر فييا وظيفة واختصاص يتفاعل في إطار ميمتو مع بقية العناصر‬
‫األخرى‪ ،‬وفق منظومة إلنجاز ميام محددة‪ ،‬بما يسيل عمى اإلنسان تفاعمو معيا واستفادتو منيا في مختمف‬
‫منا حي الحياة ‪ ،‬أي أن الرقمنة ىي مجال أوسع من تكنولوجيا المعمومات ألنيا تستخدم ىذه األخيرة ‪-‬‬
‫تكنولوجيا المعمومات ‪ -‬في تحقيق أىدافيا وغاياتيا فميس من الطبيعي أن نطبق الرقمنة دون التمكن‬
‫الصحيح من تكنولوجيا المعمومات‪ ،‬ومن الناحية اإلجرائية يمكن تعريف الرقمنة بأنيا تحويل الممفات الورقية‬
‫إلى ممفات رقمية ميما كانت ىذه الممفات سواء كانت كتب مجالت رسائل كما ال يقتصر التحويل عمى‬
‫الممفات الورقية بل يتعدى ذلك إلى العناصر األخرى المتمثمة مثال في المواد السمعية والبصرية‪ ،‬وذلك ألجل‬
‫تسييل معالجتيا إلكترونيا؛ ألن التخزين اإللكتروني يحول كل المواد المذكورة آنفا إلى ثنائية رقمية ‪ 1 ،0‬ما‬
‫يقمص من حجم مساحة التخزين ويسيل عممية المعالجة واالسترجاع بدقة كبيرة وسرعة فائقة ‪ ،‬وذلك دون‬
‫استعمال الوثائق الورقية األصمية مما ساعد ويدعم حفظيا ويبعدىا عن أي شكل من أشكال التمف‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الرقمنة‬

‫‪ 1‬ـ عايدي جمال‪ ،‬الرقمنة واثارىا التنظيمية في الجامعة الجزائرية من وجية نظر الموظفين‪ ،‬دراسات إقتصادية‪ ،‬جامعة الجمفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجمد ‪ 16‬العدد‪:‬‬
‫‪ ،2021، 01‬ص‪.561.‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬
‫‪1‬‬
‫تتميز الرقمنة عن غيرىا من التكنولوجيات األخرى بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تقميص الوقت‪ :‬فالتكنولوجية تجعل كل األماكن الكترونيا متجاورة‪.‬‬


‫‪ -‬تقميص المكان‪ :‬تتيح وسائل التخزين التي تستوعب حجما ىائال من المعمومات المخزنة والتي يمكن‬
‫الوصول إلييا بيسر وسيولة‪.‬‬
‫‪ -‬قابمية التوصيل‪ :‬وتعني إمكانية الربط بين األجيزة االتصالية المتنوعة الصنع أي بغض النظر عن‬
‫الشركة أو البمد المي تم فيو الصنع‪.‬‬
‫‪ -‬قابمية التحرك والحركية‪ :‬أي أنو يمكن لممستخدم أن يستفيد من خدماتيا أثناء تنقالتو أي من أي‬
‫مكان عن طريق وسائل اتصال كثيرة منيا الحاسب اآللي النقال والياتف المحمول وبتطبيقات مثبتة‬
‫عمى ىذه األجيزة التي تعطي جودة عالية في التفاعالت المختمفة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى عدة خصائص منيا ‪:‬‬

‫‪ -‬إقتسام المهام الفكرية مع اآللة‪ :‬نتيجة حدوث التفاعل والحوار بين الباحث وميام الذكاء الصناعي‬
‫مما يجعل تكنولوجيا المعمومات تساىم في تطوير المعرفة وتقوية فرص تكوين المستخدمين من أجل‬
‫الشمولية والتحكم في عممية اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين شبكات اإلتصال‪ :‬تتوحد مجموعة التجييزات المستندة عمى تكنولوجيا المعمومات من أجل‬
‫تشكيل شبكات االتصال وىذا ما يزيد من تدفق المعمومات بين المستعممين والصناعيين وكذا منتجي‬
‫اآلالت ويسمح بتبادل المعمومات مع بقية النشاطات األخرى ‪.2‬‬
‫‪ -‬التفاعمية‪ :‬أي أن المستخدم ليده التكنولوجيا يمكن أن يكون مستقبل ومرسل في نفس الوقت‬
‫فالمشاركين في عممية االتصال يستطيعون تبادل األدوار وىو ما يسمح بخمق نوع من التفاعل بين‬
‫األنشطة ‪.‬‬
‫‪ -‬الالتزامنية‪ :‬وتعني إمكانية استقبال الرسالة في أي وقت يناسب المستخدم فالمشاركين غير مطالبين‬
‫باستخدام الميام في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪1‬ـ ضويو فضيمة‪ ،‬شخمة بسمة‪ ،‬دور الرقمنة في تحسين اداء الموارد البشرية "دراسة ميدانية مؤسسة بنك الج ازئر الخارجي ‪ BEA‬ببوسعادة " ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ‪ ،‬المسيمة ‪ ،‬ص ‪. 13.‬‬
‫‪ 2‬ـ احمد مشيور‪ ،‬تكنولوجيا المعمومات وأثرىا عمى التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث لممعمومات الصناعية والشبكات‪ ،‬المنظمة العربية لمتربية‬
‫والثقافة والعموم ‪ ،2003،‬ص‪.7.‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬الالمركزية‪ :‬وىي خاصية تسمح باستقاللية تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت واالنترنت مثال تتمتع‬
‫باستم اررية عمميا في كل األحوال فال يمكن ألي جية أن تعطل االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬قابمية التحويل‪ :‬وىي إمكانية نقل المعمومات من وسيط إلى آخر كتحويل الرسالة المسموعة إلى‬
‫رسالة مطبوعة أو مقروء‪.‬‬
‫‪ -‬الالجماهيرية‪ :‬وتعني إمكانية توجيو الرسالة االتصالية إلى فرد واحد أو جماعة معينة بدل توجيييا‬
‫بالضرورة إلى جماىير ضخمة وىذا يعني إمكانية التحكم فييا حيث تصل مباشرة من المنتج إلى‬
‫المستيمك‪.‬‬
‫‪ -‬الشيوع واإلنتشار‪ :‬وىو قابمية ىذه الشبكة التوسع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير محدودة من‬
‫العالم بحيث تكتسب قوتيا من ىذا اإلنتشار المنيجي لنمط المرن‪.‬‬
‫‪ -‬العالمية والكونية ‪:‬وىو المحيط الذي تنشط فيو ىذه التكنولوجيا حيث تأخذ المعمومات مسارات‬
‫مختمفة ومعقدة تنتشر عبر مختمف مناطق العالم وىي تسمح لرأس المال بأن يتدفق إلكترونيا‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أهداف الرقمنة وأهميتها‬

‫أوال‪ :‬أهداف الرقمنة‬

‫‪2‬‬
‫يمكن تحديد األىداف التي نسعى إلييا من وراء عممية الرقمنة‪ ،‬كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬مردودية الخدمات اإلدارية‪ :‬يتمثل في التحصيل الحامل أثر تطبيق الرقمنة في تحسين الخدمات‬
‫اإلدارية ومدى تحقيق النتائج لموصول إلى كسب رضا الجميور وثقتو بالمؤسسات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تقميص تكاليف الخدمة‪ :‬يظير ذلك في التواصل دون مشقة التنقل واالقتصاد في التكاليف‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة االستجابة واحترام المواعيد‪ :‬وىذا لربح الوقت ودفع اإلدارة لمقيام بااللتزامات مع تحقيق سرعة‬
‫استجابة الخدمة دون تأخر‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة‪ :‬أي ضبط إنجاز األعمال وفق مقاييس محددة من خالل أنظمة معالجة معموماتية وبالتالي‬
‫الحد من االخطاء االدارية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العياشي زرزار‪ ،‬تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت وأثرىا في النشاط االقتصادي وظيور االقتصاد الرقمي‪ ،‬مجمة البحوث والدراسات االنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 20‬اوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،06‬نوفمبر ‪ ،2010‬ص ‪.220.‬‬
‫‪2‬ـ نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬سهولة المحاسبة ووضوح الخدمة‪ :‬وذلك لوجود نشر إلكتروني لحل مراحل الخدمة‪ ،‬إذا ال مجال‬
‫إلخفاء المعامالت وال فرصة الستثمار بخدمة من جيات دون أخرى‪ ،‬فالمصمحة تصبح عامة ما‬
‫‪1‬‬
‫دامت الخدمة عامة‪.‬‬

‫إن اإل نتقال نحو الخدمات العامة اإللكترونية يؤدي إلى بناء الثقة بين المنظمات العامة والمواطنين‬
‫ومن ثم الوصول إلى السرعة في إنجاز وتقديم الخدمات بشكل مباشر فيتم بذلك توفير الجيد والوقت والتكمفة‪.‬‬
‫وليذا تعطي مبادرات التحول اإللكتروني أولوية بالغة لتقديم خدماتيا لممواطن العادي مباشرة وفق مبدأ‬
‫العميل أوال أكثر من اإلىتمام بالخدمات التي تقدم لقطاع األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬الحفظ‪ :‬حيث أن الوسائط الرقمية تعد أقل عرضة لمتمف والضرر مقارنة بالوسائط الورقية التي‬
‫تتعرض لعدة أخطار‪.‬‬
‫‪ -‬التخزين‪ :‬أما بخصوص التخزين فإن القرص المضغوط يمكنو تخزين آالف الصفحات‪ ،‬فما بالك‬
‫بقرص رقمي ‪ DVD‬فالرقمنة توفر عمينا الكثير من المساحات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقتسام‪ :‬من خالل الش بكات وخصوصا شبكة االنترنت سمحت الرقمنة باالطالع عمى نفس الوثيقة‬
‫من قبل مئات األشخاص في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة االسترجاع وسهولة اإلستخدام‪ :‬تتميز الرقمنة بسرعة كبيرة في االسترجاع‪ ،‬حيث أنو عندما‬
‫تحول المواد الوثائقية إلى الشكل الرقمي يمكن لممرء استرجاعيا في ثوان بدال من عدة دقائق‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ مصدر المعمومات األصمي من التمف‪ ،‬وكذلك مصادر المعمومات النادرة‪.‬‬
‫‪ -‬سيولة البحث في المجموعات الرقمية واسترجاع المعمومات بوسائل وطرق جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة المعمومات المرقمنة لعدد أكبر من الباحثين عالوة عمى إتاحتيا بصفة دائمة‪ ،‬وفي وقت مما‬
‫يساعد عمى تخطي الحواجز الزمنية والجغرافية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إضافة إلى أىداف أخرى تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬توصيل المعمومات لممستفيد دون التدخل البشري‪.‬‬

‫‪1‬ـ ضويو فضيمة‪ ،‬شخمة بسمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11.‬‬


‫‪ 2‬ـ ربحي فاطمة‪ ،‬زنيني فريدة‪ ،‬دور التسيير االستراتيجي لمموارد البشرية في ظل تحديات الرقمنة في المنظمة‪ ،‬مجمة شعاع لمدراسات االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الجياللي بونعامة‪ ،‬خميس مميانة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجمد ‪ ،06‬العدد‪ ،2022، 01‬ص‪.163.‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬الربح المادي من خالل بيع المنتج الرقمي سواء عمى أقراص مميزرة أو إتاحتيا عمى الشبكة‪ ،‬وال‬
‫يقصد بالربح ىذا االتجار بقدر ما ىو الحصول عمى مادي يغطي ىامشا من التكمفة لضمان‬
‫إستمرار العمميات‪.‬‬
‫‪ -‬تقميل كمفة اإلجراءات اإلدارية وما يتعمق بيا من عمميات زيادة كفاءة عمل اإلدارة من خالل تعامميا‬
‫مع المواطنين والمنظمات‪.‬‬
‫‪ -‬استيعاب عدد أكبر من العمالء في وقت واحد إذ أن قدرة اإلدارة التقميدية بالنسبة إلى تخميص‬
‫معامالت العمالء تبقى محدودة وتضطرىم في كثير من األحيان إلى االنتظار في صفوف طويمة‪.‬‬
‫إلغاء عامل العالقة المباشرة بين طرفي المعاممة أو التخفيف منو إلى أقصى حد ممكن مما يؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى الحد من تأثير العالقات الشخصية والنفوذ في إنياء المعامالت المتعمقة بأحد العمالء‪ ،‬والقضاء‬
‫عمى البيروقراطية بمفيوميا الجامد وتسييل تقسيم العمل والتخصص بو‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء نظام األرشيف الورقي واستبدالو بنظام أرشفة الكتروني في التعامل مع الوثائق والمقدرة عمى‬
‫تصحيح األخطاء الحاصمة بسرعة ونشر الوثائق ألكثر من جية في أقل وقت ممكن واالستفادة منيا‬
‫في أي وقت كان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية الرقمنة‬

‫لمرقمنة أىمية كبيرة تظير من خالل فوائدىا التي مست جميع مجاالت الحياة بما فييا االقتصادية واالدارية‬
‫واالجتماعية نذكر فيما يمي أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬إتاحة الدخول إلى المعمومات بصورة واسعة ومعمقة بأصوليا وفروعيا ‪.‬‬
‫‪ -‬سيولة وسرعة تحصيل المعرفة والمعمومات من مفرداتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة عمى طباعة المعمومات منيا عند الحاجة واصدار صور طبق األصل عنيا‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول عمى المعمومات بالصوت والصورة وباأللوان أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬نقص تكاليف الحصول عمى المعمومات ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التكامل مع الوسائل االخرى الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬الفيديو‪.‬‬
‫‪ -‬تقميل التكمفة والجيد بشكل كبير ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين جودة الخدمات وتبسيط اإلجراءات ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل عمى خمق فرص لتقديم خدمات مبتكرة وابداعية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬تساعد المؤسسات عمى التوسع واالنتشار في نطاق أوسع والوصول إلى شريحة أكبر من العمالء‬
‫والجميور‪.1‬‬
‫‪ -‬الربط والتقريب بين األفراد واألمم والشعوب‪ ،‬ومثال ذلك انتشار الياتف النقال‪ ،‬الذي يعتبر انجح‬
‫وسائل االتصال والتبادل بين األفراد‪ ،‬وكذا أحد أىم وسائل األدوات في الحصول عمى المعمومات‬
‫التسويقية‪.‬‬
‫‪ -‬إمداد الشركات التجارية بالقدرات الكافية من أجل تسويق منتجاتيا في كل أنحاء العالم‪ ،‬رغم اختالف‬
‫العادات والتقاليد والثقافة والمغة‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬المساىمة في رفع األداء الكمي لممؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة ىذه التكنولوجيا عمى إنجاز الكثير من األنشطة بسرعة ودقة عالية‪ ،‬مما يؤدي إلى تدني‬
‫التكاليف والرفع من اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬خمق العديد من فرص العمل في مجاالت عديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز القدرات التنافسية لمبمدان‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬فوائد الرقمنة‬

‫لمتحول الرقمي العديد من الفوائد الموجية لتحسين األداء وجودة الخدمات لمجميور‪ ،‬العمالء‪ ،‬المؤسسات‬
‫العامة والخاصة وحتى الشركات نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ .1‬الفوائد اإلقتصادية‪ :‬وتتمثل في ‪:‬‬


‫‪ -‬توفير المال والوقت والجيد عمى جميع األطراف المتعاممة الكترونيا‪ ،‬وتوفير مصاريف مالية كبيرة‬
‫كانت تصرف أثناء العمل بالحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬مساندة برامج التطوير االقتصادي‪ ،‬وذلك عن طريق تسييل التعامالت بين القطاع الحكومي والقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وبالتالي زيادة العائد الربحي‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة فرص وظيفية جديدة في مجاالت جديدة مثل إدخال البيانات‪ ،‬وتشغيل وصيانة البنية التحتية‬
‫وأمن المعمومات‪.‬‬

‫‪1‬ـ نجوى قوارطة‪ ،‬عبداوي ايناس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.13.‬‬


‫‪ 2‬ـ حمزة بوتماني‪ ،‬دور الرقمنة في تحسين جودة الخدمات في المرفق العمومي " دراسة حالة بريد الجزائر والية المسيمة"‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيمة ‪ ،2021/2020،‬ص‪.15.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬توحيد الجيود تحت بوابة الكترونية واحدة‪ ،‬بدال من تشتيت الجيود و إزدواجية بعض اإلجراءات في‬
‫الحكومة التقميدية‪.‬‬
‫‪ -‬فتح قنوات استثمارية جديدة من خالل التكامل بين الحكومة االلكترونية والتجارة االلكترونية وذلك‬
‫عن طريق استخدام نفس التطبيقات والتقنيات والتبادل الداخمي لمبيانات‪.1‬‬

‫‪ .2‬الفوائد اإلدارية‪ :‬تمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬تنظيم العمميات اإلنتاجية وتحسين األداء الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء عمى البيروقراطية والروتين الذي يوجد في اإلدارة التقميدية‪.‬‬
‫‪ -‬الشفافية في التعامل والغاء الوساطة والمحسوبية والمجاممة‪.‬‬
‫‪ -‬اختصار اليرم اإلداري التسمسمي الطويل الذي عادة ما يتبع في اإلدارة التقميدية‪ ،‬واإلسراع في تنفيذ‬
‫اإلجراءات اإلدارية واختصارىا‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم قواعد عمل جديدة وبيئة عمل جديدة مختمفة تماما عن بيئة اإلدارة التقميدية‪.‬‬
‫‪ -‬مفيوم إداري جديد يمثل العمل بروح الفريق الواحد وتوحيد الجيود ‪.‬‬

‫‪ .3‬الفوائد االجتماعية‪ :‬تتمثل في ‪:‬‬


‫‪ -‬إيجاد مجتمع معموماتي قادر عمى التعامل مع المعطيات التقنية ومواكبة عصر المعمومات‪.‬‬
‫‪ -‬تسييل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات االلكترونية الكثيرة كالبريد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل األنشطة االجتماعية المختمفة عن طريق استخدام التطبيقات االلكترونية ‪.2‬‬

‫‪1‬ـ عال سفيان‪ ،‬فقير جياللي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20.‬‬
‫‪2‬ـ مريم خالص حسين‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مجمة كمية بغداد لمعموم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬و ازرة المالية‪ ،‬العراق‪ 2013، ،‬ص ‪.446.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أبعاد الرقمنة‬

‫تتطمب عممية الرقمنة تضافر عدة جيود بدءا بالتخطيط وتوفر العامل البشري المتمثل في عاممين القائمين‬
‫بالرقمنة‪ ،‬وكذا العامل المالي إلى توفر األجيزة والبرمجيات الخاصة إلنجاز ىذه العممية‪ ،‬وعمى العموم يمكن‬
‫توضيح أبعاد الرقمنة فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األبعاد المادية‬

‫وتتمثل في مجموعة المكونات المادية التي يمكن من خالليا تنفيذ تطبيقات اإلدارة اإللكترونية وترتبط بإيجاد‬
‫حواسيب إ لكترونية ونظم بيانات متكاممة‪ ,‬وىواتف وفاكسات وتعمل بنية االتصاالت عمى زيادة الترابط بين‬
‫مختمف األجيزة اإلدارية وتختمف متطمبات اإلدارة االلكترونية بين مبادرة الكترونية وأخرى وىذا حسب برامج‬
‫التحول اإل لكتروني وتبعا لحجم المنظمة التي تستيدف األنظمة الكمية أو الجزئية لوظائفيا وأنشطتيا اإلدارية‪،‬‬
‫ومن أىم عناصر البنية التحتية التي ال يمكن تطبيق اإلدارة اإللكترونية بدون توافرىا في المنظمات تنحصر‬
‫في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬البنية التحتية الصمبة لألعمال اإللكترونية‪:‬‬

‫وتتمثل في كل التوصيالت األرضية والخموية عن بعد وأجيزة الحاسوب والشبكات وتكنولوجيا‬


‫‪1‬‬
‫المعمومات المادية الضرورية لممارسة األعمال االلكترونية وتبادل البيانات الكترونيا‪.‬‬

‫وتتمثل في‪:‬‬

‫أ‪- -‬الحاسوب‪ :‬جياز إلكتروني يمكن برمجتو لكي يقوم بمعالجة البيانات وتخزينيا واسترجاعيا واجراء‬
‫العمميات الحسابية والمنطقية عمييا بدقة وسرعة فائقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الماسحات الضوئية‪ :‬ىي عبارة أجيزة بصرية أطمق عمييا اسم الماسح ألنيا تمسح الوثائق والمستندات‬
‫والصور بعد المرور فوقيا بواسطة األشعة‪ ،‬وتقوم بعمل صورة ليا‪ ،‬وترسميا في شكل نقاط عمى صورة‬
‫رقم إلكتروني إلى نظام معالجة الصور والوثائق لمعالجتيا بالتكبير أو التصغير‪ ،‬أو إخراجيا بحجميا‬

‫‪1‬ـ بن سمميان غنيمة‪ ،‬اثر رقمنة العمميات االدارية عمى إداء الموارد البشرية بالمؤسسات القضائية " دراسة ميدانية بوالية ادرار" ‪،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر في ادارة االعمال ‪ ،‬جامعة ادرار ‪،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫وتفاصيميا األصمية‪ ،‬ويمكن معالجة الصور أو النصوص الممتقطة بالماسح الضوئي بالحذف أو‬
‫اإلضافة أو التغيير أو التعديل‪.1‬‬
‫ت‪ -‬أوعية التخزين ‪:‬إن من بين أساسيات تكنولوجيا الرقمنة اختيار أوعية تخزين ذات جودة واسعة وعالية‪،‬‬
‫وتتعامل مع اإلعالم اآللي ومن ىذه األجيزة األقراص الضوئية‪ ،‬األوعية المغناطيسية المتصمة باإلعالم‬
‫اآللي‪.‬‬

‫‪ -2‬البنية التحتية الناعمة لألعمال اإللكترونية‪:‬‬

‫وتشمل مجموعة الخدمات والمعمومات والخبرات وبرمجيات النظم التشغيمية لمشبكات وبرمجيات‬
‫‪2‬‬
‫التطبيقات التي يتم من خالليا انجاز وظائف األعمال اإللكترونية وتتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬شبكات االتصال ‪ Communication Network :‬ىي الوصالت االلكترونية الممتدة عبر نسيج‬
‫اتصالي لشبكات االنترانت و اإلكسترانت‪ ،‬والتي تمثل شبكة القيمة لممنظمة وإلدارتيا اإللكترونية‬
‫وشبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫ب‪ -‬برمجيات ‪ :‬إن مشاريع الرقمنة تحتاج إلى مجموعة من البرمجيات تبعا لموظائف والتطبيقات‬
‫المستعممة بالمشروع وأي مشروع رقمنة ىو بحاجة إلى البرمجيات التالية ‪:‬‬

‫أنظمة التشغيل وأىميا وأكثرىا إستعماال ‪windows xp‬‬

‫برمجيات التطبيقات برمجيات معالجة الصور‪Adobe photoshop;Adobe photodedeluxe‬‬

‫‪3‬‬
‫برمجيات ضغط الممفات مثل ‪.Winzip;Winrar‬‬

‫‪1‬ـ عبد اهلل سعد بن جمغم‪ ،‬واقع تطبيقات البرامج التقنية الحديثة وعالقتيا بالتمكين واإلغتراب الوظيفي‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬دار الكتاب الجامعي لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ ،2016،‬ص ‪.53.‬‬
‫‪2‬ـ بن سمميان غنيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.7.‬‬
‫‪3‬ـ ميري سييمة‪ ،‬المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة لمواقع وتطمعات المستقبل‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في عمم المكتبات‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫‪ ،2006/2005‬ص ‪.103.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ثانيا‪ :‬األبعاد اإلدارية‬

‫يتطمب تطبيق اإلدارة اإللكترونية إجراء تغييرات في الجوانب الييكمية والتنظيمية واإلجراءات واألساليب‬
‫الحكومية‪ ،‬بحيث تتناسب مع مبادئ اإلدارة اإللكترونية وذلك عن طريق استحداث إدارات جديدة أو إلغاء أو‬
‫دمج بعض اإلدارات مع بعضيا واعادة اإلجراءات والعمميات الداخمية بما يكفل توفير الظروف المالئمة‬
‫لتطبيق إدارة الكترونية أسرع وأكثر كفاءة وفاعمية‪ ،‬مع مراعاة أن يتم التحول في إطار زمني متدرج ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬األبعاد القانونية‪:‬‬

‫وتشمل مجمل التشريعات والقوانين التي يجب إقرارىا إليجاد البيئة القانونية الالزمة لمعمل ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األبعاد البشرية‪:‬‬

‫يعد العنصر البشري من أىم العناصر في المنظمات وبدون ىذا العنصر لن تتمكن المنظمات من تحقيق‬
‫أىدافيا حتى وان امتمكت أضخم المعدات واآلالت واألجيزة‪ ،‬مما يتطمب تأىيل العناصر البشرية تأىيال جيدا‬
‫عمى مستوى عالي من الكفاءة‪ ،‬مع ضرورة إعداد الكوادر البشرية الفنية المتخصصة ذات االرتباط بالبنية‬
‫المعموماتية ونظم العمل عمى شبكات االتصاالت اإللكترونية من خالل تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية‬
‫لتحقيق الكفاءة عند تنفيذ تطبيقات اإلدارة االلكترونية‬

‫وتتمثل المتطمبات البشرية فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد االحتياجات الحالية والمستقبمية من األفراد المؤىمين في نظم المعمومات والبرمجيات والعمل‬
‫عمى االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد نظم فاعمة لممحافظة عمى األفراد وتطويرىم وتحفيزىم أجل إتاحة الفرصة أماميم لمتعامل‬
‫السريع مع المتغيرات في البيئة التكنولوجية‪.2‬‬

‫‪1‬ـ رابح الوافي ‪ ،‬اثر استخدام االدارة االلكترونية عمى جودة الخدمات في المؤسسات العمومية الجزائرية " قطاع العدالة " ‪،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه‬
‫في عموم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬المسيمة ‪ ،2019/2018،‬ص‪.73.‬‬
‫‪2‬ـ عبد الغاني مقدم‪ ،‬منال عبد الفاتح‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 46.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫خامسا ‪:‬أبعاد أمنية‬

‫يقصد بأمن المعمومات االلكترونية ضمان بقاء المعمومات الخاصة بالجية أو المؤسسة أو المنظمة التي تدار‬
‫الكترونيا في مأمن من الوصول إلييا والتالعب بيا واألمر نفسو ينطبق عمى المؤسسة نفسيا والعاممين فييا‬
‫وأجيزة الحاسوب المستخدمة ووسائط التخزين التي تحوي أسرار المؤسسة وبياناتيا وذلك بتأمين أكثر من‬
‫وسيمة جماعية كالبرامج المضادة لمقرصنة لضمان سالمة المعمومات التي تعد أغمى ما تممكو المؤسسة‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر الرقمنة‬

‫تمثل تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في الوقت الحاضر جزء ال يتج أز من الحياة اليومية‪ ،‬وذلك بعد أن‬
‫مرت بالعديد من التطورات خالل السنوات السابقة‪ .‬لذا فقد اىتمت العديد من المشروعات في مجاالت مختمفة‬
‫عمى مستوى العالم تطبيق تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت بأعماليا وذلك رغبة منيا في زيادة كفاءة‬
‫وفاعمية العمل وكذلك مالحقة األحداث التكنولوجية الجارية في العالم والحصول عمى نصيب مناسب من‬
‫السوق العالمي عن الطريق تحقيق مركز تنافسي متقدم يضمن البقاء ‪.‬‬

‫ومن ىذا المنطمق وكنتيجة إلدخال الرقمنة والتخمي عن الطرق التقميدية في ادارة االعمال ظير ما يعرف‬
‫باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطمب األ ول‪ :‬اإلدارة اإل لكترونية‬

‫في ظل التطور اليائل في التقنيات والتحديات التي تواجو العمل اإلداري من تغيرات تكنولوجية ومعموماتية‬
‫سريعة أصبح من الضروري عمى المؤسسات أن تستفيد من ىذا التطور الضمان جودة أداء أفضل وتحسين‬
‫أساليب العمل والخدمة المقدمة لمزبائن وتحقيق األىداف المرجوة بكفاءة عالية‪ ،‬وكان من أىم المميزات التي‬
‫تميز بيا العصر الحالي ظيور اإلدارة االلكترونية وما تحققو من منافع كثيرة في جميع المجاالت‪.‬‬

‫‪1‬ـ بن سمميان غنيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.9 .‬‬


‫‪16‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬

‫تعد اإلدارة اإللكترونية من ثمار المنجزات التقنية في العصر الحديث‪ ،‬حيث أدت التطورات في مجال‬
‫اإلتصاالت وابتكار تقنيات إتصال متطورة إلى التفكير الجدي من قبل الدول والحكومات في اإلستفادة من‬
‫منجزات الثورة التقنية بإستخدام الحاسوب وشبكات اإلنترنت في إنجاز األعمال‪ ،‬وتقديم الخدمات لممواطنين‬
‫بطريقة إ لكترونية‪ ،‬تسيم بفاعمية في حل العديد من المشكالت التي من أىميا التزاحم والوقوف لطوابير طويمة‬
‫أمام الموظفين في المصالح والدوائر الحكومية‪ ،‬فضال عن تجنب الروتين والوساطة وغيرىا من العوامل التي‬
‫تقف حائالً دون تطور النظم اإلدارية الحالية‪ ،‬باإلضافة إلى ما تتميز بو اإلدارة اإللكترونية من سرعة في‬
‫إنجاز األعمال وتوفير الوقت والجيد‪.1‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية ىي عبارة عن إستخدام نظم تكنولوجيا المعمومات واإلتصال وخاصة شبكة اإلنترنت في‬
‫ج ميع العمميات اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العممية اإلنتاجية وزيادة كفاءة وفاعمية األداء‬
‫بالمنشأة‪ ،‬ويتضح من خالل ىذا التعريف ما يمي‪: 2‬‬

‫‪ -1‬أن األساس الذي تقوم عميو اإلدارة اإللكترونية ىو استخدام نظم وشبكات تكنولوجيا المعمومات‬
‫واالتصاالت وخاصة شبكة اإلنترنت التي تعتبر السبب الرئيس لظيور وانتشار جميع مصطمحات‬
‫األعمال اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اليدف من وراء تطبيق اإلدارة اإللكترونية بالمنشآت ىو تحسين اإلنتاجية وزيادة كفاءة وفاعمية‬
‫األداء بيا‪.‬‬

‫أن اإلدارة اإللكترونية ىي‪ :‬العممية اإلدارية القائمة عمى اإلمكانات المتميزة لإلنترنت وشبكات األعمال في‬
‫تخطيط وتنظيم وتوجيو والرقابة عمى الموارد والقدرات الجوىرية لمشركة واآلخرين بدون حدود من أجل تحقيق‬
‫أىداف الشركة‪. 3‬‬

‫‪1‬ـ فداء حامد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬االسس النظرية والتطبيقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ومكتبة الكندي لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2014،‬ص‪.191 .‬‬
‫‪2‬ـ محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2009،‬ص‪.42.‬‬
‫‪ 3‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬تعريف توضيحي لميام اإلدارة اإللكترونية‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬

‫عمليات الموردين‬ ‫العمليات النهائية‬

‫نظام‬
‫عمليات العمالء‬ ‫المعلومات‬ ‫عمليات تنظيمية‬

‫عمليات الشركاء‬
‫عمليات التحفيز‬

‫عمليات الرقابة‬

‫‪ management: quelles transformation pour l’Enterprise،‬ـ‪Source :M. kalila et autres ،le e‬‬
‫‪Edition liaisons ،paris، France، 2003، P 29.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية‬

‫تبرز أىمية اإلدارة اإللكترونية من خالل توفير فرص كبيرة عمى مستوى المؤسسات وكذلك عمى المستوى‬
‫‪1‬‬
‫الوطني وفيما يمي سيتم التعرض لمبعض منيا‪:‬‬

‫‪ )1‬أىمية اإلدارة اإللكترونية بالنسبة لممؤسسات‪:‬‬


‫‪ -‬تخفيض تكاليف اإلنتاج وزيادة ربحية المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬إتساع نطاق األسواق التي تتعامل فييا المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬توجيو اإلنتاج وفقا الحتياجات ورغبات العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين جودة المنتجات والخدمات وزيادة درجة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬تالشي مخاطر التعامل الورقي‪.‬‬

‫‪1‬ـ العمودي مينة‪ ،‬واقع و افاق تطبيق االدارة االلكترونية في ترقية قطاع الخدمات " دراسة ميدانية لمجموعة من المؤسسات الخدمية ـ والية بسكرة " ‪،‬‬
‫اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في عموم التسيير ‪،‬جامعة مخمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪،‬الجزائر ‪،2018/2017 ،‬ص‪.18.‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬تحسين فاعمية األداء واتخاذ القرار‪.‬‬


‫‪ )2‬أىمية اإلدارة اإللكترونية عمى المستوى الوطني‪:‬‬

‫تتضح أىمية اإلدارة اإللكترونية عمى المستوى الوطني بما توفّره من فرص كثيرة عمى ىذا المستوى‪ ،‬وتتمثل‬
‫‪1‬‬
‫أىم ىذه الفرص فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين مستوى أداء المؤسسات الحكومية‪.‬‬


‫‪ -‬االستفادة من الفرص المتاحة في أسواق التكنولوجيا المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الصادرات وتدعيم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم جانب الواردات في الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة قدرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم عمى المشاركة في حركة التجارة العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد فرص جديد لمعمل الحر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطمبات اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫من خالل القراءة األولى والمتأنية لواقع اإلدارة في الجزائر يمكن القول أن أىم متطمبات التحول نحو اإلدارة‬
‫االلكترونية يمكن تمخيصيا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المتطمبات اإلدارية‪ :‬من خالل وضع إستراتيجية مستقمة تيدف إلى إصالح إداري شامل‪.‬‬
‫‪ -2‬المتطمبات السياسية‪ :‬من خالل توفر إرادة سياسية صادقة تتبني مشروع التحول نحو اإلدارة‬
‫اإللكترونية وتدعمو وتشجعو‪.‬‬
‫‪ -3‬المتطمبات التشريعية القانونية‪ :‬من خالل سن مجموعة من القوانين تتماشي والتحول نحو إدارة‬
‫الكترونية ناجحة والتخمي تدريجيا عن نمط اإلدارة التقميدية‪.‬‬
‫‪ -4‬المتطمبات الفنية والمادية‪ :‬من خالل توفير حواسيب‪ ،‬ىواتف فاكسات ‪ ...‬إلخ كل ىذا مع ضرورة‬
‫توفير شبكة أنترنيت عالية الجودة‪. 2‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 .‬‬


‫‪2‬ـ ىدفي العيد‪ ،‬واقع وتحديات تطبيق االدارة االلكترونية في الجزائر قطاع العدالة كنموذج‪ ،‬مجمة االستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة‬
‫برج بوعريريج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجمد‪ ،05‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص‪.1059.‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -5‬المتطمبات البشرية‪ :‬وذلك من خالل تكوين العنصر البشري حتى يكون مواكبا ليذا التحول‬
‫ومساىما في نجاحو ‪.‬ىذا وبالنظر إلى الدراسات األكاديمية المسحية التي أجريت من قبل الباحثين‬
‫عمى واقع اإلدارة اإل لكترونية في الجزائر تبين أن النمط اإلداري القديم ال يزال ىو النمط السائد في‬
‫مختمف اإلدارات الجزائرية وبخاصة اإلدارات اإلقميمية والقاعدية وعميو توجب ما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬انو يجب العمل عمى وضع خطة مستقبمية طويمة أو متوسطة المدى إلنجاح عممية التحول نحو‬
‫اإلدارة اإللكترونية من خالل تبني ما يعرف بالتخطيط االستراتيجي وتطبيق نظم ومستمزمات اإلدارة‬
‫اإللكترونية والقيام بدراسة دقيقة لمتعرف عمى خصوصية كل مستوى إداري حتى ال نقع في الخمط‬
‫بين أساليب التسيير اإلداري القديمة وأساليب التسيير الحديثة التي تتطمبيا اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العمل عمى تكوين الرأسمال البشري عمى أساليب التسيير اإلداري اإللكتروني والتخمص رويدا رويدا‬
‫من ذىنية التسيير اإلداري التقميدي الذي تعود عميو الموظف وترسبت في ذىنية مختمف إجراءات‬
‫التسيير التقميدية ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى وحتى ال نقع في مقاومة الموظفين ورفضيم ليذا‬
‫االنتقال التدريجي نحو اإلدارة االلكترونية‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬الفرق بين اإلدارة اإل لكترونية واإلدارة التقميدية‬

‫يتمثل الفرق بين اإلدارة االلكترونية واالدارة التقميدية من خالل ما يوضحو الجدول التالي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-1‬الفرق بين اإلدارة التقميدية واإلدارة اإللكترونية‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬ ‫اإلدارة التقميدية‬ ‫التصنيف‬

‫الممف اإللكتروني في مأمن من التمف والتقادم ويمكن‬ ‫معمومات الوسائط الورقية تتعرض لمتمف‬ ‫الحفظ والضياع‬
‫تأمينو عبر أكثر من وسيط تخزين‪.‬‬ ‫مع مرور الوقت مع امكانية ضياع‬
‫الممفات والوثائق او األوراق‪.‬‬

‫سيولة البحث في أرشيف الشبكة عن أي ممف‪.‬‬ ‫صعوبة اإلستخراج‪.‬‬ ‫اإلسترجاع‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.1060 .‬‬


‫‪2‬ـ جياللي بوزكري‪ ،‬االدارة االلكترونية ف ي المؤسسات الجزائرية واقع وافاق‪ ،‬اطروحة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال والتسويق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،2016، 3‬ص‪.41.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫تكمف فقط ثمن وسائط التخزين او الشبكة التي حممت‬ ‫إرتفاع التكاليف حفظ الممفات‬ ‫التكاليف‬
‫عمييا المعمومات‪.‬‬ ‫واستخراجيا‪.‬‬

‫تحتاج الى مخازن ضخمة وعمالة خاصة‪ .‬تحتاج األجيزة المحممة عمييا الممفات‪.‬‬ ‫المكان‬

‫تضمن برامج الحماية عدم التالعب بالممفات‬ ‫صعوبة تامين الوثائق والمعامالت‪.‬‬ ‫الحماية‬
‫والمعامالت بالخذف واإلضافة‪.‬‬

‫البرامج التقنية تسجل أي اجراء يتم عمى الشبكة‬ ‫تتأثر بالعامل البشري‬ ‫التوثيق والضبط‬
‫االلكترونية لإلدارة بالساعة والدقيقة والثانية التي يتم‬
‫فييا‪.‬‬

‫يتم التعامل من خالل برامج الحاسوب او المنصات‪،‬‬ ‫ضرورة التعامل مع الموظف مباشرة‪.‬‬ ‫اإلجراءات‬
‫او مكائن االدارة المتخصصة ليذا الغرض كالصرافات‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫لقاء افتراضي‪ ،‬يقوم عمى اجراء معاممة بين طرفين ال‬ ‫مباشرة بين الطرفين‪.‬‬ ‫طبيعة المقاء‬
‫يوحد اال أحدىما فقط فاألخر يكون برنامج حاسوب او‬
‫بريد إلكتروني ‪. .....‬‬

‫تفاعل سريع حيث يمكنيا استقبال االف الطمبات‬ ‫يمتاز بالبطء‪.‬‬ ‫التفاعل‬
‫ومعالجتيا في وقت قصير‪.‬‬

‫تقدم خدماتيا ‪24‬ساعة فاليوم‪.‬‬ ‫محددة بساعات الدوام الرسمي‪.‬‬ ‫مدة الخدمة‬

‫سيولة انجاز الميام‪.‬‬ ‫صعوبة انجاز الميام الخاصة نتيجة‬ ‫الميام‬


‫تداخل اإلجراءات‪.‬‬

‫تقوم عمى استثمار الموارد المعموماتية وتخزينيا‪،‬‬ ‫ال يتوفر ليا امكانية االستفادة من الموارد‬ ‫إستثمار الموارد‬
‫ووضع البرامج التي تالئم االدارة بالتحكم بيذه‬ ‫المعموماتية‪.‬‬
‫المعمومات وادارتيا‪.‬‬

‫تعتمد عمى المعمومات أكثر من األشياء‪.‬‬ ‫تعتمد عمى األشياء أكثر من المعمومات‪.‬‬ ‫أسموب اإلدارة‬
‫"طبيعة العالقة "‬

‫‪21‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫المصدر‪ :‬جياللي بوزكري‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع و آفاق‪ ،‬اطروحة دوكتراه في عموم التسيير‪،‬‬
‫تخصص إدارة أعمال و التسويق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪، 2016، 3‬ص‪.41.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الحكومة اإل لكترونية‬

‫إن من نتائج التطور التكنولوجي واستخدام اإلدارة اإللكترونية من طرف الحكومة شكل ما يعرف‬
‫بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬والذي تحول الى نظام حديث تتبناه الحكومات باستخدام الشبكة العنكبوتية العالمية‬
‫واإلنترنت في ربط مؤسساتيا بعضيا ببعض‪ ،‬وربط مختمف خدماتيا بالمؤسسات الخاصة والجميور عموما‪،‬‬
‫ووضع المعمومة في متناول األفراد وذلك لخمق عالقة شفافة تتصف بالسرعة والدقة تيدف لإلرتقاء بجودة‬
‫األداء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الحكومة اإل لكترونية وأهدافها‬

‫‪ -1‬مفهوم الحكومة اإل لكترونية‪:‬‬

‫الحكومة اإللكترونية "‪"Electronic Government‬وتكتب اختصار )‪ (E.G‬فيناك من وصفيا عمى‬


‫أنيا "الخدمات الحكومية عبر األنترنت"‪ ،‬ومنيم من أشار بيا اإلدارة العامة وغيره‪ ،‬أما التعريف الشامل ليذا‬
‫المفيوم فيو "إن الحكومة اإللكترونية ىي النسخة اإلفتراضية عن الحكومة الحقيقية أي التقميدية مع فارق أن‬
‫األولى تعيش في الشبكات اإللكترونية وأنظمة المعموماتية‪ ،‬في حين تحاكي وظائف الثانية التي تتواجد بشكل‬
‫مادي في أجيزة الدولة"‪.‬‬

‫إ ن الحكومة اإللكترونية تقوم بتقديم خدماتيا كما تفعل الحكومة التقميدية لكن إن الفارق يتم كل ىذا‬
‫من خالل كيان إلكتروني بدل األوراق والتعقيدات اإلدارية‪ ،‬والذي يفيد في األخير أن األولى ليست بديال‬
‫عن الثانية لكنيا الوجو األخر ليا ضمن النسق الرقمي‪.1‬‬

‫‪ -2‬أهداف الحكومة اإل لكترونية‪:‬‬

‫من بين األىداف الموضوعة التي يمكن إكتسابيا من مشروعات الحكومات اإللكترونية ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تساىم الحكومة اإللكترونية في تعزيز الشفافية من خالل تقديم معمومات ذات درجة عالية من الموثوقية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ احمد بن عيشاوي‪ ،‬أثر تطبيق الحكومة اإللكترونية عمى المؤسسات العامة‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬العدد ‪ ،2010،7‬ص‪.288.‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ب‪ -‬تحسين استجابة الحكومة الحتياجات المستفيدين من خالل تجييزىا بالمعمومات الوافية وابتكار أساليب‬
‫جديدة لمعالقة البينة المتفاعمة التي تجمع المستفيدين بإدارات وىيئات ووكاالت الحكومة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬توفير المال والوقت والموارد المستخدمة من قبل إدارات الحكومة في إطار عالقتيا بالمواطنين وأصحاب‬
‫األعمال والمستثمرين ويتحقق ىذا اليدف من خالل التأثير اإليجابي المباشر لمحكومة اإللكترونية في‬
‫تحسين األداء الحكومي‪.‬‬
‫ث‪ -‬تسعى مشروعات الحكومات اإللكترونية إلى تحسين جودة الخدمات العامة الحكومية المقدمة لممستفيدين‬
‫وذلك في ضوء معايير موضوعية لقياس الجودة‪.‬‬
‫ج‪ -‬خمق تأثير إيجابي في المجتمع من خالل ترويج وتنمية معارف وميارات تكنولوجيا المعمومات بين أفراد‬
‫المجتمع‪ .‬إذن ال تخمو أىداف الحكومات اإللكترونية في تجارب دول العالم من مضامين اجتماعية‬
‫وثقافية وتربوية وسياسية إلى جانب المعاني االقتصادية الميمة لمشروعات وبرامج الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫إن اكتساب الميزة االستراتيجية من خالل الحكومة اإللكترونية يرتبط ببرامج وطنية إستراتيجية أخرى مثل‬
‫تطوير البنية التحتية التقنية والمعموماتية‪ ،‬تحفيز استخدام اإلنترنت‪ ،‬دعم مشروعات التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫األعمال اإللكترونية صياغة وتطبيق إستراتيجية شاممة لإلدارة اإللكترونية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر الحكومة اإل لكترونية‬

‫ال شك أن أي نظام قانوني يجب أن يتضمن مجموعة من العناصر التي تحدد مالمحو‪ ،‬وتعمل عمى تحقيق‬
‫أىدافو‪ ،‬والحكومة اإللكترونية ال تخرج عن ىذا اإلطار حيث أنيا تشمل مجموعة من العناصر منيا‬
‫اإلمكانيات البشرية‪ ،‬اإلمكانيات العممية المتطورة‪ ،‬إضفاء الحماية القانونية الالزمة ليذه اإلمكانيات البشرية‬
‫والعممية‪ ،‬وبعد توافر تمك العناصر أساسية لنجاح نظام الحكومة اإللكترونية وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬العنصر البشري‪ :‬يعتبر من أىم عناصر الحكومة اإللكترونية وذلك باعتباره العنصر المحرك لممشروع‪،‬‬
‫ويتضمن العنصر البشري مدير نظم المعمومات مدير نظم معالجة البيانات‪ ،‬المبرمج‪ ،‬محمل النظم‪.‬‬
‫‪ -2‬األجهزة اإللكترونية‪ :‬أصبح استخدام األجيزة اإللكترونية ىو أحد العناصر الميمة والالزمة إلنتاج‬
‫وتحديث الوثائق اإلدارية‪ ،‬ونتيجة التطور المستمر في مجال االتصاالت والحاسبات اآللية‪ ،‬يستطيع‬
‫الفرد في أي مكان في العالم أن يحصل عمى ما يحتاج إليو من معمومات‪ ،‬وىو قابع في مسكنو أو‬

‫‪1‬ـ محد سمير احمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.86 .‬‬


‫‪23‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫عممو‪ ،‬بحيث صار في اإلمكان نقل المعمومات من خالل وسائل االتصال المتقدمة‪ ،‬سواء كان‬
‫بالتمفون‪ ،‬أو كابالت المحورية‪ ،‬أو بالميكروويف‪ ،‬أو بالفاكس بل‪ ،‬أو البريد اإللكتروني‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫األجيزة اإللكترونية تؤدي دو ار متمي از في توفير خدمة ممتازة وسريعة لممستخدمين لممعمومات‪ ،‬كما أنيا‬
‫تعمل عمى زيادة مقدار ومعدل إنجاز األعمال بأقل تكمفة الخدماتِ ‪.‬‬

‫‪-3‬توفر الحماية اإللكترونية‪ :‬ال شك أن تطبيق نظام الحكومة اإللكترونية وتقديم عبر شبكات المعمومات‬

‫يحتاج إلى تشريعات خاصة تحكمو وتقدم لو التنظيم القانوني المناسب الذي يكفل تحقيق أىداف ىذا‬
‫النظام الحديث عمى أكمل وجو‪. 1‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطمبات الحكومة اإل لكترونية‬

‫متطمبات ومقومات نجاح الحكومة االلكترونية إن التحول نحو الحكومة اإللكترونية التي يتعامل فيو المواطن‬
‫مع اإلنترنت بدالً من الموظف العام يستمزم إحداث تغييرات واسعة تخص طرق وأساليب العمل‪ ،‬وبالرغم من‬
‫إختالف إ ستراتيجيات التي تتبعيا دول العالم عند تطبيق الحكومة اإللكترونية إال أن ىناك مجموعة من‬
‫العوامل التي يجب أخذىا في اإلعتبار لزيادة فرص نجاح برامج ومشروعات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬نوجزىا‬
‫فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬دعم ومساندة اإلدارة ‪ :‬يتم تطبيق الحكومة اإللكترونية بموجب قرار سياسي يتم بناء عميو إعتماد‬
‫الموازنات الالزمة لدعم المشروع‪ ،‬وتحديد األىداف واألولويات‪ ،‬وعميو فكمما زادت قناعة ودعم اإلدارة‬
‫العميا لممشروع‪ ،‬كمما زاد ذلك في قرص نجاحو‪.‬‬
‫‪ -2‬البنية االساسية التكنولوجية‪ :‬يتطمب نجاح تطبيق الحكومة االلكترونية توفير تكنولوجيا المعمومات‬
‫الداعمة ليا‪ .‬ومن المفيد إعداد دراسة متكاممة لما ىو موجود فعال من نظم معمومات منجزة وأجيزة‬
‫ومعدات وشبكات في اإلدارات الحكومية واالستفادة منيا في تنفيذ الحكومة اإللكترونية‪ ،‬كما يعتبر‬
‫تصميم وتحديث وصيانة المواقع الحكومية عامال أساسيا لتقديم خدمات الحكومة اإللكترونية‪،‬‬
‫باعتبارىا البوابة التي يتم من خالليا التواصل مع المستفيدين لتقديم الخدمات اإللكترونية‪.2‬‬

‫‪ 1‬ـ ضبابي شيرزاد‪ ،‬بختاوي عمر‪ ،‬دور الحكومة االلكترونية في تحسين جودة الخدمات في المرفق العمومي‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ـ المسيمة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2022/2021،‬ص‪.7.‬‬
‫‪2‬ـ مطالي ليمة‪ ،‬متطمبات إرساء حكومة إلكترونية ناجحة " نماذج وتجارب عالمية وعربية "‪ ،‬مجمة اإلقتصاد واإلحصاء التطبيقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجمد ‪،13‬‬
‫العدد ‪ ،2016 ،2‬ص‪.137.‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -3‬وجود األنظمة والتشريعات المناسبة‪ :‬تقدم خدمات الحكومة اإللكترونية تحديات جديدة لمجيات‬
‫التنظيمية والتشريعية والتي ينبغي عمييا أن تتمتع بالمرونة والقدرة عمى تطوير األنظمة والتشريعات‬
‫بحيث تتماشى مع متطمبات الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير المنظمات الحكومية ‪:‬إن تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت ليست بديال لإلدارة الجيدة‬
‫لممشروع الحكومي‪ ،‬فإذا كان األداء الحكومي غير سميم فمن تفيد تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت‬
‫في إصالحو أو زيادة الرقابة الداخمية‪ ،‬لذا البد من دراسة النظام التقميدي أوال وعالج مشاكمو قبل‬
‫إلكترونيا لالستفادة منو‪ ،‬ويتطمب نجاح تطبيق إستراتيجية الحكومة اإللكترونية إجراء العديد‬
‫ً‬ ‫تحويمو‬
‫من التغيرات التنظيمية داخل المنظمات الحكومية‪ ،‬لجعل نظم وأساليب اإلدارة أكثر مالءمة مع‬
‫النظم الجديدة التي تتطمب المرونة والسرعة في إتخاذ الق اررات كتغيير اليياكل التنظيمية والتوجو نحو‬
‫دمج الوظائف وتقميل المستويات اإلدارية وزيادة تمكين العاممين كما يتطمب ىذا التحول خمق التوعية‬
‫الشاممة عند الموظفين بأىمية ىذه اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬لما ليا من أثر في نجاح تطبيق الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬حيث أن مقاومة العاممين لمتغيير التي تعد من أىم المعوقات التي تواجو الحكومة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -5‬إعداد وتهيئة المواطن ‪ :‬يجب أن تركز إستراتيجية الحكومة اإللكترونية عمى إعداد وتييئة المواطن‬
‫لفيم واستيعاب مزايا التعامل اإللكتروني من حيث تقميل الوقت والجيد والتكمفة ‪.‬وباعتبار أن المواطن‬
‫ىو مستخدم الخدمة فإنو يتعين عمى اإلدارات الحكومية تبسيط إجراءات الحصول عمى الخدمة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬اإلعالم عن مواقع الخدمات اإللكترونية في وسائل اإلعالم المختمفة وشرح كيفية‬
‫الوصول إلييا والمزايا التي تحققيا‪.‬‬
‫‪ -6‬ضرورة ضمان أمن وسرية المعمومات‪ :‬حيث تعتبر مشكمة األمان في نقل المعمومات من أبرز‬
‫المخاطر في المعامالت اإللكترونية‪ ،‬بالنظر لمجرائم التي تحدث عبر االنترنت‪ ،‬فضال عن ضرورة‬
‫الحفاظ عمى خصوصية األفراد‪ ،‬وضمان عدم تسرب معموماتيم الشخصية واستخداميا ألغراض غير‬
‫قانونية‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التجارة اإللكترونية‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.138 .‬‬


‫‪25‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫مع الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي الذي شيده العالم وسيطرت اإلنترنت عمى عالمنا‪ ،‬وتوافد‬
‫تمكن العالم في النياية من تسييل واحدة من أولى التعامالت البشرية بالتاريخ‪ ،‬وىي‬
‫ّ‬ ‫االختراعات التكنولوجية‬
‫عممية التجارة‪ .‬إذ أصبحت القدرة عمى بيع وشراء المنتجات متاحة لمجميع بضغطات بسيطة عمى األجيزة‬
‫الذكية من خالل المتاجر اإللكترونية‪ .‬لتشتري أو تبيع ما تشاء من المنتجات بداية من منتجات البقالة‬
‫ووصوالً إلى اآلالت العمالقة‪ ،‬كل ذلك يمكنك فعمو من خالل ما ُنطمق عميو اليوم التجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم وأهمية التجارة اإللكترونية‬

‫‪ -1‬مفهوم التجارة االلكترونية‪:‬‬

‫التجارة اإللكترونية ىي نظام ُيتيح عبر اإلنترنت حركات بيع وشراء السمع والخدمات والمعمومات كما‬
‫ُيتيح أيضا الحركات اإللكترونية التي تدعم توليد العوائد مثل عمميات تعزيز الطمب عمى تمك السمع‬
‫والخدمات والمعمومات‪ ،‬حيث إن التجارة اإللكترونية تُتيح عبر اإلنترنت عمميات دعم المبيعات وخدمة‬
‫العمالء‪ ،‬ويمكن تشبية التجارة اإللكترونية بسوق إلكتروني يتواصل فيو البائعون (موردون‪ ،‬أو شركات أو‬
‫محالت والوسطاء السماسرة والمشترون (‪ ،‬وتُقدم فيو المنتجات والخدمات في صيغة افتراضية أو رقمية‪ ،‬كما‬
‫ُيدفَع ثمنيا بالنقود اإللكترونية‪.1‬‬

‫يمكن تعريف التجارة اإللكترونية عمى أنيا عممية التبادل السمع والخدمات عن طريق وسيمة إلكترونية أو‬
‫وسيط إلكتروني‪.‬‬

‫وتعرف بأنيا‪ " :‬مجموعة متكاممة من عمميات إنتاج وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات باستخدام الوسائل‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫وتعرف أيضا بأنيا‪ " :‬تنفيذ كل ما يتصل بعمميات شراء وبيع البضائع والخدمات والمعمومات عبر شبكة‬
‫األنترنت والشبكات العالمية األخرى "‪.‬‬

‫وعرفيا آخرون بأنيا‪ " :‬أعمال تجارية تبرم وتتم بطريقة الكترونية‪ ،‬سواء كانت المعامالت التجارية تحدث‬
‫بين طرفي العممية التجارية أو بين الشركة وعمالئيا "وعرفيا البعض بأنيا‪ " :‬نوع من عمميات البيع والشراء‬

‫‪1‬ـ نوال عبد الكريم االشيب‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار أمجد لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان ـ االردن ‪ ،2015،‬ص‪.8.‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ما بين المستيمكين والمنتجين‪ ،‬أو بين الشركات بعضيم وبعض بإستخدام تكنولوجيا المعمومات‬
‫واإلتصاالت"‪.1‬‬

‫‪ -2‬األهمية اإلقتصادية لمتجارة اإللكترونية‪:‬‬

‫تكمن أىمية التجارة اإللكترونية في األساليب الحديثة التي تتميز بيا مقارنة باألساليب المعتمدة في التجارة‬
‫التقميدية‪ ،‬وستحدث تبعاتيا االجتماعية واالقتصادية تغييرات في العديد من الجوانب‪ ،‬وتشمل البيئة‪ ،‬وطبيعة‬
‫األعمال‪ ،‬ودور الحكومات في دعم تسييالت التجارة والنيوض بكفاءتيا‪.‬‬

‫ويمكن إيضاح األىمية االقتصادية لمتجارة اإللكترونية وتأثيراتيا اإلقتصادية واإلجتماعية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت تزيد من الترابط في اإلقتصاد‪ ،‬ويشمل الترابط وحدات العمل بأحجاميا‬
‫المختمفة والعائمة واألفراد‪ ،‬بسبب انخفاض تكاليف الحصول عمى مستمزمات اإلتصال باإلنترنت وتوسيع‬
‫الخدمة واألجيزة التي يمكن ربطيا عمى ىذه الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬االنفتاح من أىم العوامل المساعدة عمى توسع التجارة اإللكترونية‪ ،‬فبفضل قياسية تصميم العديد من‬
‫الوسائل اإللكترونية والبرمجية‪ ،‬انتشرت صناعة ضخمة من نوع جديد‪ ،‬وتشكمت شركات بمختمف‬
‫األحجام تعنى بتكنولوجيا المعمومات ذات العالقة باإلنترنت ‪.2‬‬
‫تأثير التجارة اإللكترونية عمى األىمية النسبية لعامل الوقت في التجارة‪ ،‬بعد أن كان حجم اإلنتاج‬ ‫‪-‬‬
‫والمسافة ما بين المنتج والمستيمك واإلجراءات المالية واإلدارية والجمركية كميا حواجز تؤثر في معظم‬
‫الحاالت سمبا عمى استكمال الصفقة التجارية في زمن قصير كل ىذه الحواجز بدأت تتقمص أو تختفي‬
‫من خالل األسموب الجديد لمتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير التجارة اإللكترونية عمى مواقع السوق‪ ،‬فدور الوسيط التجاري والعالقة بين المنتج والمستيمك بدأت‬
‫تتغير واستحدثت قنوات جديدة مباشرة في معظم الحاالت‪ ،‬تربط بين ما ىو معروض وما ىو مطموب‬
‫كذلك المتطمبات الخاصة بتكييف السمعة المعروضة لمغرض المطموب‪ ،‬كل ذلك يتم بشكل تحاوري‬
‫مباشر )‪ ،(Interactive‬واألساليب الجديدة تحتاج إلى ميارات وخبرات جديدة تنمو مع انتشار ىذه‬
‫الوسائل الجديدة ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ عتيق اسماء‪ ،‬أثر التجارة االلكترونية عمى النظام الضريبي‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم السياسية والقانونية‪ ،‬جامعة لونيسي عمي ـ‬
‫البميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2022/2021 ،‬ص‪.45.‬‬
‫‪ 2‬ـ عائشة عبد السالم‪ ،‬التجارة االلكترونية "الواقع والتحديات عربيا ومحميا "‪ ،‬مجمة دراسات في االقتصاد والتجارة‪ ،‬المجمد ‪ ،2010 ،30‬ص‪.5 .‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬التأث ير المضاعف لمتجارة اإللكترونية‪ .‬يمكننا اعتبار التجارة اإللكترونية‪ ،‬أسموبا مستحدثا من أساليب‬
‫التجارة‪ .‬وتكمن قدرة ىذا األسموب باألسموب المتسارع الذي بدأ ينتشر فيو بفضل طبيعة الوسائل المادية‬
‫والبرمجية التي تجعل تعدد الترابط والتراسل ما بين األطراف عبر اإلنترنت أم ار في غاية السيولة‪،‬‬
‫فتجربة جديدة في موقع ما عمى اإلنترنت سرعان ما تنتشر وتتضاعف فوائدىا عبر الشبكة بمساحتيا‬
‫الجغرافية والقطاعية الواسعة‪ ،‬وبات االرتباط ممكنا ما بين شركة وأخرى وما بين الشركات واألفراد أو‬
‫شركات وادارة حكومية وبينيا وبين األفراد‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص التجارة اإللكترونية‬

‫تتمثل خصائص التجارة اإللكترونية فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬غياب العالقة المباشرة بين األطراف المتعاقدة ‪:‬‬

‫عمى خالف العقود المبرمة في التجارة التقميدية التي تتم بالتقاء األطراف في مجمس العقد لمتفاوض‬
‫واالتفاق عمى شروط العقد‪ ،‬فإن العقود في التجارة االلكترونية تغيب فييا المفاوضات وااللتقاء في مجمس‬
‫العقد‪ ،‬ويجري االتصال بين البائع والمشتري عن طريق أجيزة الكمبيوتر التي قد تبعد عن بعضيا بآالف‬
‫األميال‪ ،‬كما قد يكون ىناك اختالف زمني بينيما ناتج عن الفارق الزمني بين تحويل الرسالة االلكترونية‬
‫وبين استقباليا‪ ،‬إما لعطل في الشبكة أو بسبب عدم تنزيل الرسائل من الشبكة حال وصوليا‪.‬‬

‫كما قد يتغيب العنصر البشري تماما وتقوم األجيزة بالتراسل فيما بينيا وفقا لبرامج معدة ليا‪ ،‬ىذه األخيرة‬
‫التي تقوم في بعض الشركات بجرد المخزون من سمعة ما‪ ،‬فإذا نقص المخزون عن حد معين تقوم بإصدار‬
‫أوامر شراء لمموردين‪ ،‬الذين تقوم أجيزة الكمبيوتر لدييم باستالميا وتنفيذىا ومن ثم إرسال فواتير البيع‪ ،‬كل‬
‫ىذا دون تدخل العنصر البشري‪.2‬‬

‫‪ - 2‬وجود وسيط إلكتروني ‪:‬‬

‫يتمثل في وجود حاسب آلي لدى كل أطراف العممية التجارية يكون عمى اتصال بشبكة االتصاالت الدولية‪،‬‬
‫التي يتم من خالليا انتقال كل العمميات المحولة في شكل إلكتروني بين األطراف المتعاقدين‪ ،‬ويتم ذلك في‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.6 .‬‬


‫‪2‬ـ العاني إيمان‪ ،‬البنوك التجارية و تحديات التجارة اإل لكترونية ‪،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في العموم االقتصادية ‪ ،‬جامعة منتوري ـ قسنطينة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،2007/2006،‬ص‪.84.‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫الوقت الحقيقي أي في ذات المحظة) عمى الرغم من تباعد المسافات التي تربط بينيم ىذا إن لم يحدث عطل‬
‫في الشبكة يحول دون وصول الرسالة‪ .‬ىذا وقد تم وضع برمجيات تحت الخدمة تتوافق مع أجيزة الحاسب‬
‫اآللية في مجاالت المحاسبة التسويق وخدمات البيع‪ ،‬مما ساعد في سرعة إنجاز األعمال بالنسبة لألفراد‬
‫والشركات وبتكمفة أقل‪.‬‬

‫‪ - 3‬السرعة في إنجاز األعمال ‪:‬‬

‫يغني التعامل عبر اإلنترنيت عن استعمال العديد من األوراق المكتبية التي تصاحب أوامر البيع والشراء‬
‫ويرفع من سرعة إتمام المعامالت التجارية‪ ،‬كما تسمح االنترنيت بتحسين وقت االستعالم واإلجابة عمى‬
‫طمبيات الزبائن‪ ،‬بفضل انتقال الرسالة االلكترونية بين أطراف العممية التجارية في لحظات‪ ،‬فمثال المؤسسة‬
‫األلمانية لموجستيات والنقل "‪"Trans o flex‬وفرت لزبائنيا خدمة التأكد من مكان تواجد بضاعتيم المنقولة‬
‫لحظة بمحظة عمى موقعيا االلكتروني عمى الشبكة لتحقيق السرعة في إلنجاز عمميات التجارة االلكترونية‬
‫تقوم المؤسسات التي تنشر عنوان بريدىا االلكتروني لزبائنيا بتكميف شخص مؤىل لإلجابة عمى رسائميم‬
‫وايجاد الحمول السريعة في الرد عمى رسائميم إن استعصت عميو اإلجابة‪ ،‬ألن األساس في ممارسة التجارة‬
‫االلكترونية ىو السرعة‪.1‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.85 .‬‬


‫‪29‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ثالثا‪ :‬مزايا وعيوب التجارة اإللكترونية‬

‫‪ -1‬مزايا التجارة اإللكترونية‬

‫‪1‬‬
‫لمتجارة االلكترونية العديد من المزايا أىميا‪:‬‬

‫‪ ‬الدخول في األسواق العالمية وتحقيق عائد أعمى من األنشطة التقميدية حيث الصفة العالمية لمتجارة‬
‫اإللكترونية بفضميا تحول العالم إلى سوق مفتوح أمام المستيمك بغض النظر عن الموقع الجغرافي‬
‫لمبائع والمشتري‪.‬‬
‫‪ ‬امتالك موقع عمى اإلنترنت وىذا يعني أن أعمال وخدمات الشركة تصبح متاحة لماليين الناس بين‬
‫مختمف دول العالم وىو ما يسمح دخوليا في األسواق دون التقييد بحدود الزمان والمكان ‪.‬‬
‫‪ ‬التجارة االلكترونية تسمح لمزبائن بتبادل الخبرات وبخصوص المنتجات والخدمات عبر مجتمعات‬
‫إلكترونية‪.‬‬
‫خفض التكاليف حيث أن تكمفة وضع موقع عمى شبكة اإلنترنت أقل بكثير من فتح عدة نقاط بيع‬ ‫‪‬‬
‫وتصميم حممة إعالنية‪.‬‬
‫تمبية خيارات الزبون بسيولة ويسر حيث تمكن التجارة اإللكترونية الشركات من تفيم احتياجات‬ ‫‪‬‬
‫عمالءىا وأتاحت خيارات السوق أماميم بشكل واسع‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب التجارة االلكترونية‬

‫‪2‬‬
‫يمكن عرض سمبيات التجارة اإللكترونية فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ ‬إمكانية الشراء باستخدام بطاقات ائتمانية مزيفة من قبل بعض العمالء مما يحمل أصحاب ىذه‬
‫البطاقات بأعباء مالية عن سمع وخدمات لم يقوموا بشرائيا أصال ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن حدوث تالعب ببيانات النسخ األصمية الخاصة بطمبات الشراء أو إرسال البضائع ذلك لعدم‬
‫وجود مستندات ورقية‪ ،‬وعدم إمكانية التوقيع بخط اليد‪ ،‬مما ييدد الحقوق‪.‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى الفجوة بين الشمال والجنوب في المجال التكنولوجي‪ ،‬إضافة إلى مشاكل حقوق‬
‫الممكية الفكرية كالعالمة التجارية المشابية واستخدام األسماء المشابية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ بعمي حمزة‪ ،‬التجارة االلكترونية‪ ،‬مطبوعة محاضرات في مقياس التجارة االلكترونية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬قسم العموم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،2021/2020 ،‬ص‪.16.‬‬
‫‪2‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.17 .‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ىناك احتماالت لحدوث عمميات النصب واالحتيال لسبب صعوبة التحقق من شخصية المتعاممين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬العالقة بين اإلدارة اإل لكترونية والحكومة اإل لكترونية والتجارة اإل لكترونية‬

‫يتضح من خالل الشكل الموالي بأن اإلدارة اإللكترونية ليا بعدين أساسين وىما اإلدارة العامة‬
‫اإللكترونية أو ما يطمق عمييا الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وتعني باألعمال واألنشطة اإللكترونية في مؤسسات‬
‫قطاع العام‪ ،‬أما البعد اآلخر فيو األعمال‪ ،‬ويمثل األعمال واألنشطة اإللكترونية في مؤسسات القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬والتي تعتبر التجارة اإللكترونية جزًء ال يتج أز منيا ‪ ،‬أما بالنسبة لألعمال اإللكترونية غير‬
‫تجارية فيدخل فييا العمميات الداخمية لممؤسسة كأنشطة التخزين اآللي‪ ،‬والنظام المالي اإللكتروني‪،‬‬
‫وبرنامج الموارد البشرية بالمؤسسة‪ ،‬وغيرىا من أنظمة العمل الداخمية ‪.1‬‬

‫الشكل (‪ :)3-1‬العالقة بين اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية والتجارة اإللكترونية‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬

‫اإلدارة العامة اإللكترونية او‬ ‫األعمال اإللكترونية‬


‫الحكومة اإللكترونية‬

‫التجارة اإللكترونية‬ ‫األعمال اإللكترونية غير‬


‫التجارية‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطمبة باالعتماد عمى سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار اليازوري لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان االردن‬
‫‪ ،2010،‬ص‪.27.‬‬

‫يتضح من الشكل السابق ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬القاسم المشترك بين المفاىيم السابقة ىو استخداميا لوسائل تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في‬
‫إنجاز وتقديم الخدمات و المعامالت‪.‬‬

‫‪َّ -‬‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية ىي المفيوم األشمل الذي يندرج تحتو الحكومة اإللكترونية واألعمال‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬ـ سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار اليازوري لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان االردن ‪ ،2010،‬ص‪.27.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬عالقة األعمال اإللكترونية بالتجارة اإللكترونية ىي عالقة الكل بالجزء‪ ،‬حيث أن التجارة اإللكترونية‬
‫جزء من األعمال اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬أن الحكومة اإللكترونية تستيدف الخدمات الحكومية التي يجري تنفيذىا بالوسائل اإللكترونية إلى‬
‫الجميور العام بيدف تقديم الخدمة الحكومية‪ ،‬والذي ال يتعارض مع الدور التقميدي والسياسي لمحكومة؛‬
‫األعمال اإللكترونية تستيدف المشروعات أو المؤسسات الخاصة وىي تنقسم إلى التجارة اإللكترونية‬
‫واألعمال اإللكترونية الغير تجارية‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الرقمنة في الجزائر‬

‫ال يخفى عمى أحد أن الرقمنة أضحت اليوم احدى القوى المحركة التي يعول عمييا كثي ار إلنجاح‬
‫برامج التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬إقميمية كانت أم وطنية‪ ،‬وفي كافة قطاعات النشاط‪ ،‬نتيجة لممزايا التي‬
‫تقدميا لالقتصاد والمجتمع ككل ‪ ،‬و الجزائر كغيرىا من البمدان النامية تتوجو نحو مشروع التحول الرقمي ‪،‬‬
‫حيث أصبح مطمبا ضروريا في مختمف النظم اإلدارية مع ضرورة اإلسراع فيو وتعميمو ‪ ،‬وبالرغم من‬
‫الصعوبات التي واجية الجزائر في مشروع تحوليا واحتالليا لمراتب غير مقبولة ضمن أغمب المؤشرات‬
‫العالمية إال أنيا سعت جاىدة لتقميص فجوتيا الرقمية واالىتمام اكثر بالمشروع مستقبال ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أسباب التحول إلى الرقمنة‬

‫توجد عدة أسباب حفزت لضرورة رقمنة اإلدارة منيا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تسارع التقدم التكنولوجي والثروة المعرفية المرتبطة به‬

‫‪2‬‬
‫خاصة من حيث‪:‬‬

‫‪1‬ـ العمودي مينة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.15،16.‬‬


‫‪2‬ـ حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ،‬بحث مقدم لدى المؤتمر الدولي حول " نحو اداء متميز في القطاع الحكومي"‬
‫‪،‬معيد اإلدارة العامة ‪،‬المممكة العربية السعودية ‪ ،2009،‬ص‪.23.‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ .1‬تطور الحاسوب وتطبيقاته‪:‬‬

‫إن تطبيقات الحاسوب لفتت اإل نتباه إلى إمكانية االستفادة منيا في مجال اإلدارة‪ ،‬باعتبار أن األمر ال‬
‫يكمف سوى تحميل بعض الق اررات والقوانين والممفات والمعامالت عمى الشبكة المعموماتية‪ ،‬ثم وضع‬
‫برنامج معين يسمح بتداوليا إلكترونيا والتعاطي معيا من قبل األفراد والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ .2‬تطوير االتصاالت‪:‬‬

‫مرت االتصاالت اإللكترونية بطفرة ىائمة جعمت كل ما تحتاج إليو اإلدارة الحكومية في متناول اليد‬
‫بتكمفة زىيدة وجيد أقل‪ ،‬بعد أن كان يحتاج في الماضي إلى إنفاق الكثير من المال والوقت والجيد‬
‫إلرسال المعمومات أو تنفيذىا‪ ،‬األمر الذي يؤثر إيجابيا عمى أداء اإلدارات وحكوماتيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تمكين اإلدارة من االتصال المباشر مع مراجعتيا‪ ،‬بما يخمق حالة من الثقة بين المواطن واإلدارة‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬تزايد تطمعات وضغوط المواطنون عمى اإلدارة لمحصول عمى خدمات أفضل وأسرع‬

‫في ظل إنتشار وعي كل مواطن بحقو في الوصول إلى المعمومة‪ ،‬ومعرفة آليات إتخاذ القرار‬
‫السياسي واإلداري عمى السواء‪ ،1‬والواقع أن عمى اإلدارة أن تسعى إلى كسب سابق السرعة واإلستفادة من‬
‫التطبيقات التقنية من أجل إلغاء أسباب بطء العممية اإلدارية وتحريرىا من روتين المعامالت اليدوية إليجاد‬
‫حمول مبتكرة تختصر الوقت وتيسر اتخاذ قرار وانجاز المعامالت اإلدارية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬المطالبة بالكفاءة في تقديم خدمات عامة جديدة ومتطورة‬

‫بالتركيز عمى تحسين خبرات األفراد في التعامل مع اإلدارة لدى تقديميم لطمبات الحصول عمى خدمة عامة‪،‬‬
‫ويتم ذلك بتشديد الرقابة ورفع الكفاءة من خالل آليات تخفيض األخطاء وتحسين الدخل والتقميل من‬
‫البيروقراطية بما يؤدي فعميا إلى الحد من إىدار الوقت الالزم لتمكين الموظفين من الحصول عمى ميارات‬
‫إدارية جديدة تحسن من نوعية ومستوى األداء اإلداري‪. 3‬‬

‫‪1‬ـ حماد مختار‪ ،‬تأثير االدارة االلكترونية عمى ادارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية العموم السياسية واالعالم‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪2‬ـ حسين بن محمد الحسن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫‪3‬ـ حماد مختار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫رابعا‪ :‬الدوافع السياسة والتحوالت الديمقراطية‬

‫التغيرات االجتماعية والتطمعات الشعبية أدت إلى فرض جممة من اإلصالحات اإلدارية عمى أن يكون في‬
‫مقدمتيا تعميم التطبيقات التقنية عمى الدوائر اإلدارية المركزية والالمركزية‪ ،‬خاصة في ظل كون الرقمنة‬
‫اإلدارية مطمب ال رجعة فيو لمدول التي ترغب في االنضمام لمنظمات اقتصادية ودولية معينة مثل منظمة‬
‫التجارة الدولية أو تمبية معايير حقوقية متعارف عمييا دوليا‪ ،‬كتحسين مستوى المشاركة السياسية في القرار‬
‫الحكومي وترسيخ مبدأ الشفافية من أجل تفعيل الرقابة والمسائمة والمحاسبة اإلدارية والحكومية‪.‬‬

‫خامسا ‪:‬دفع عجمة التنمية االقتصادية‬

‫فالدول التي تتطمع إلى التطور االقتصادي يجب أن يكون لدييا بأي حال من األحوال دافع قوي لتجسيد‬
‫مشروع الرقمنة اإلدارية خاصة إذا كانت ترغب في جدب رؤوس أموال أجنبية لإلستثمار‪ ،‬أو تحسين صورتيا‬
‫االقتصادية والسياسية والدولية أمام مستثمرين متحصمين‪ ،1‬فيذا النوع من اإلدارة يحسن واقعا لمبنية التحتية‬
‫لتقديم الخدمات العامة‪ ،‬بما يسيل عمييا الحقا االلتزام بإجراء التغييرات الضرورية لمدخول إلى إقتصاد‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تحديات عممية الرقمنة‬

‫عمى الرغم من أىمية الرقمنة والمميزات التي تمنحيا عادة ما تصطدم بكثير من التحديات سواء كانت‬
‫تحديات مالية خاصة بالميزانية واالعتمادات المخصصة أو بالمسائل الفنية المتعمقة بتبني أفضل المقاييس‬
‫وأشكال ممفات مصادر المعمومات الناتجة عن الرقمنة‪ ،‬أو القضايا المرتبطة بالبنية التقنية لمشروع الرقمنة‪،‬‬
‫واالتفاقيات الخاصة بتخطي اإلشكاليات المرتبطة بحقوق المؤلفين والناشرين ‪.‬‬
‫وتعتبر ىذه التحديات جوىرية وليا تأثيرىا المباشر في إعداد سياسة رقمنة مصادر المعمومات‪ ،‬وتبني معايير‬
‫اختيار مصادر المعمومات التي يتم رقمنتيا وأساليب حفظيا واختزانيا‪ ،2‬وبناء عميو نستعرض في الفقرات‬
‫التالية أبرز ىذه التحديات‪:‬‬

‫‪1‬ـ يتوجي سامية‪ ،‬اطر رقمنة االدارة العمومية في مشروع " الجزائر االلكترونية ‪ ،"2013‬مجمة معارف‪ :‬قسم العموم القانونية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2015 ،18‬ص‪.209.‬‬
‫‪2‬ـ بميط فاطمة‪ ،‬لحرش مروة‪ ،‬دور الرقمنة في عصرنة الخدمة العمومية بالجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬جامعة عبد الحفيظ بولصواف ميمة‪،‬‬
‫‪ ،2022/2021‬ص‪.7.‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫أوال‪ :‬تحديات تشريعية وقانونية‬

‫في المستقبل القريب ستكون أغمب المستندات في صورة رقمية ال ورقية وسيكون ىناك إمضاء إلكتروني بدالً‬
‫من الورقي‪ ،‬وىذا يجعمنا نطرح السؤال‪ :‬ىل نحن جاىزون في قبول الوثائق اإللكترونية واعتمادىا بدالً من‬
‫الورقية‪ ،‬فالتحديات التشريعية اىم ما يواجو تطبيق الرقمنة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكاليات حقوق الممكية الفكرية‬

‫ترتبط ىذه اإلشكالية بالمسائل المتعمقة بحماية حقوق الناشرين والحقوق الفكرية لممؤلفين‪ ،‬وحتى يمكن أن‬
‫تتفادى المكتبات الدخول في منازعات قضائية لجأت في البداية إلى قصر عمميات الرقمنة عمى مصادر‬
‫المعمومات التي ال تخضع لحقوق المؤلفين والناشرين وىي عامة تمثل مجموعات المصادر المتعمقة بالتراث‬
‫والقومي‪.‬‬ ‫الثقافي‬

‫ثالثا‪ :‬إنتهاك الخصوصية وأمن المعمومات‬

‫بالنسبة لممعمومات عظيمة األىمية يجب حمايتيا من االختراق والتجسس والسرقة‪ ،‬فاالختراق قد‬
‫يمكن العدو من إحداث تغييرات في المعمومات الرقمية والتي قد تؤذي الشركة أو الدولة المخترقة‪ ،‬أما السرقة‬
‫فيي الحصول عمى نسخة من المعمومات دون أن تنتبو الدولة أو الشركة‪ ،‬وازداد األمر سوءاً بظيور شبكة‬
‫الجيل الخامس المتنقمة وانتشار تقنيات الذكاء االصطناعي والحوسبة عند مصدر البيانات‪.‬‬
‫فمعظم الدول اعتبرت األمن السيبراني أمن بيئة المعمومات المكونة من اإلنترنت وشبكات االتصاالت‬
‫والحاسب والمعالجات (الدقيقة التحدي األكبر أمام "الرقمنة"‪ ،‬وتعود قضية األمن والخصوصية إلى أن ىذه‬
‫التقنيات الرقمية مبنية عمى مبدأ االنفتاح والمشاركة في البيانات عبر اإلنترنت والشبكات االجتماعية‬
‫واليواتف واألقمار االصطناعية وأيضاً عن طريق أجيزة االستشعار‪ ،‬وليذا فإن الحفاظ عمى سرية المعمومات‬
‫يجب أن يتم ببرمجيات متقدمة جداً وقد تنوعت حالياً أساليب المؤسسات في حماية الخصوصية واألمن‬
‫المعموماتي‪ ،‬والى أن يتم الوصول إلى معايير مقبولة وضامنة‪ ،‬ستبقى قضايا الخصوصية وأمن المعمومات‬
‫تحتاج حموال‪.2‬‬

‫‪1‬ـ نجوى قوارطة‪ ،‬عبداوي ايناس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46.‬‬


‫‪ 2‬ـ ابو بكر سمطان احمد‪ ،‬الرقمنة الغاء الحواجز بين البشر وتقنية المعمومات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪. www.alarabiya.net،2023/04/17:‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫رابعا‪ :‬إشكاليات مادية‬

‫تؤدي اإلمكانيات المادية دو ار بار از في تبني إستراتيجية عامة لرقمنة‪ ،‬حيث تفرض بعض الشروط والمقيدات‬
‫الواجب أخدىا في االعتبار‪ ،‬خاصة فيما يرتبط باإلمكانيات المادية والتجييزات التقنية والفنية والبرمجيات‬
‫المراد الحصول عمييا ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إشكاليات تقنية وفنية‬

‫ترتبط التحديات التقنية ‪ -‬في المقام األول ‪ -‬بالتجييزات المادية والبرمجيات وجميع المكونات التي ال غنى‬
‫عنيا من أجل تنظيم مصادر المعمومات اإللكترونية وحفظيا واسترجاعيا‪.‬‬
‫وتتمثل اإلشكالية الرئيسية في قضية التقدم السريع لتقنيات المعمومات حيث أنيا تتطور بشكل سريع ودون‬
‫توقف‪ ،‬األمر الذي تكتنفو صعوبة االطالع عمى المعمومات المسجمة عمى وسائط التخزين متقادمة‪ ،‬فعمى‬
‫سبيل المثال ال تحتوي غالبية الحاسبات اآللية من الجيل الحديث عمى مشغل لألقراص المرنة‪ ،‬نظ ار لضغط‬
‫الطاقة التخزينية لألقراص المرنة وتعرضيا لمتمف السريع‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن التقنيات الحديثة لن تتوافر ليا‬
‫القدرة عمى عرض مصادر المعمومات المختزنة داخل مثل ىذه الوسائط‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التحول الرقمي في الجزائر‬

‫أوال‪ :‬أمثمة عن رقمنة الخدمات العامة في االدارات العمومية الجزائرية‬


‫ولقد لخصناىا في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬أمثمة عن رقمنة الخدمات العامة في االدارات العمومية الجزائرية‬
‫أمثمة‬ ‫القطاع‬
‫التحول نحو أتمتة أنشطة اإلدارة العمومية عن طريق تغيير مفاىيم الخدمة العامة‪ .‬من خالل إدراج تكنولوجيا‬ ‫اإلدارة العمومية‬
‫المعمومات واالتصال ‪:‬‬
‫ـتنصيب شبكة حكومية داخمية )‪ ، (RIG‬وىي نظام شامل يتضمن مجموع الوسائل الحديثة لالتصال‬ ‫‪-‬‬
‫وضع برنامج )‪ (IDARA‬في مصمحة الموارد البشرية عمى مستوى الوظيف العمومي وتنصيب شبكة‬ ‫‪-‬‬
‫معمومات تربط اإلدارات مع اليياكل المركزية والمحمية المكمفة بالتسيير التنبئي لمموظفين العموميين‬
‫إطالق بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر في صيغتيما البيومترية واإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقمنة وثائق البطاقة الرمادية‬ ‫‪-‬‬
‫اتاحة خدمات عمى الخط في بعض مؤسسات الخدمة العمومية‪ ،‬من شأنو تدعيم شفافية الخدمة‪ ،‬وتوفير‬ ‫‪-‬‬
‫المعطيات و الدالالت الرقمية الجميور المواطنين‪.‬‬

‫‪1‬ـ بميط فاطمة‪ ،‬لحرش مروة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20.‬‬


‫‪36‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫توفير خدمات السحب واالطالع عمى الرصيد وطمب الصكوك البريدية‪ ،‬عن طريق استخدام بطاقة السحب‬ ‫‪-‬‬ ‫البريد‬
‫االلكتروني والشباك اإللكتروني ‪.‬‬ ‫والمواصالت‬
‫توفير خدمات االطالع عمى الرصيد وطمب الصكوك البريدية والحصول عمى كشف العمميات الحسابية عن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫عممية إعادة الترقيم المشتركين‪ ،‬في إطار بناء قاعدة معطيات وطنية لمضمان االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الضمان‬
‫استحداث بطاقة الشفاء االلكترونية لمتأمينات االجتماعية‪ ،‬التي تسمح بالتعرف عمى ىوية المؤمن اجتماعيا‬ ‫‪-‬‬ ‫االجتماعي‬
‫وذوي الحقوق وتسييل دفع مستحقاتيم وتعويضاتيم‪.‬‬
‫مبادرات التحول نحو الصيرفة االلكترونية التي تقوم عمى تقديم البنوك لمخدمات البنكية التقميدية في صيغة‬ ‫‪-‬‬ ‫البنوك‬
‫الكترونية من خالل نظام شبكي يجعل الوصول إلييا يقتصر عمى المنتسبين لمبنك فقط ‪.‬‬
‫استحداث وسائل الكترونية لتمقي الخدمات البنكية من بينيا‪ :‬بطاقة الخصم‪ ،‬بطاقة االئتمان‪ ،‬البطاقة الذكية‬ ‫‪-‬‬
‫تدعيم التحول الرقمي األمن في القطاع البنكي من خالل مشروع ‪(RIS).1‬‬ ‫‪-‬‬

‫المصدر‪ :‬أطر رقمنة اإلدارة العمومية في مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ ،2013‬مجمة معارف‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،2015 ،‬المجمد‬
‫‪ ،10‬العدد ‪ ،18‬ص ‪229‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤشر اإلدارة الرقمية لمجزائر ضمن التصنيفات العالمية‬

‫‪ .1‬مؤشر اإلدارة الرقمية عمى المستوى الدولي‪:‬‬

‫تعتبر الحكومة الرقمية (اإللكترونية)‪ ،‬من أىم األىداف التي تسعى كل دولة إلى تحقيقيا من خالل الوصول‬
‫إلى أعمى درجات الرقمنة‪ ،‬حيث أصبح تطور الدول اليوم يقاس بدرجة تحقيقيا لمحكومة الرقمية‪ ،‬وليذا نجد‬
‫أن األمم المتحدة تقوم بدراسة استبيانيو كل عامين لتقييم ىذا التطور بين دول األعضاء في األمم المتحدة‬
‫والبالغ عددىا ‪ 193‬دولة‪ ،‬عبر تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات وحسب نتائج ىذا التقرير كان‬
‫ترتيب الجزائر كالتالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3-1‬مؤشرات اإلدارة الرقمية لمجزائر بين ‪ 2010‬و ‪2020‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬


‫‪0.5173‬‬ ‫‪0.4227‬‬ ‫‪0.2999‬‬ ‫‪0.3106‬‬ ‫نتيجة المؤشر ‪0.3608 0.3181‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪131‬‬ ‫الترتيب‬

‫المصدر‪ :‬و ازرة البريد والمواصالت الجزائر‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪.2021،‬‬

‫‪1‬ـ يتوجي سامية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫‪37‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن ىناك تذبذبا طفيفا في تصنيف الجزائر فمن المركز ‪131‬سنة ‪2010‬‬
‫الى المركز ‪ 136‬سنة ‪ ،2014‬ثم تراجع محسوس سنة ‪ ،2016‬إذ احتمت المركز ‪ 150‬ثم المركز ‪ 130‬سنة‬
‫‪ ،2018‬أما في سنة ‪ ،2020‬نجد أن ىناك تطو ار ايجابيا مقارنة بعام ‪ ،2018‬وليذا وحسب ذات التقرير‬
‫صنفت الجزائر ضمن مجموعة مؤشر تنمية اإلدارة الرقمية المرتفعة وىذا ما يعكس فعميا تطور مؤشرات‬
‫البنية التحتية‪. 1‬‬

‫‪ .2‬مؤشر اإلدارة الرقمية عمى المستوى العربي‪:‬‬

‫وحسب مؤشر االقتصاد العربي الرقمي فقد تم تقسيم الدول العربية لسنة ‪ 2020‬إلى ثالث مجموعات‬
‫‪ ‬المجموعة األولى‪ :‬دول متقدمة رقميا وبمغت مستوى عالي جدا من التطور في القطاع الرقمي‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫اإلمارات البحرين قطر السعودية عمان‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬دول واعدة رقميا والتي قطعت أشواطا ميمة في مسيرة التحول الرقمي‪ ،‬ويمكن‬
‫اعتبارىا من الدول الجاذبة لالستثمار في ىذا المجال مثل الجزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬تونس‬
‫والمغرب‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثالثة‪ :‬وىي الدول التي تحتاج إلى تنشيط رقمي وبذل المزيد من االستثمارات لتعظيم‬
‫قدراتيا الرقمية مثل‪ :‬العراق‪ ،‬سوريا السودان موريتانيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬جيبوتي‪ ،‬فمسطين‪ ،‬الصومال‪.‬‬
‫وحسب التقرير العربي فقد صنفت الجزائر ضمن مجموعة الدول الواعدة رقميا واحتمت بذلك المرتبة ‪12‬‬
‫عربيا في مجال الرقمنة ‪ ،‬وىذا من خالل االعتماد عمى عدة مؤشرات‪ ،‬فنجد أنيا احتمت المركز ‪ 11‬في‬
‫مجال األسس الرقمية البنية التحتية بنسبة ‪ ، %66.43‬التاسع عربيا في مجال الميارات والمعرفة‬
‫والتكنولوجيا ب ‪ ، 28.40‬المركز ‪ 12‬في مجال اإلدارة اإللكترونية ب ‪ ،%33.47‬ونفس المركز في مجال‬
‫األعمال والجاىزية الرقمية‪ ،‬أما مؤشر المواطن الرقمي‪ ،‬فاحتمت المركز ‪10‬بنسبة تطور ‪.%53.12‬ومن‬
‫خالل ىذه المؤشرات يتضح لنا أن فئة ىامة من الجزائريين أصبحت أكثر وعيا واستخداما لتكنولوجيا‬
‫المعمومات واالتصاالت‪.2‬‬

‫‪1‬ـ و ازرة البريد والمواصالت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪ ،‬تقرير المؤشرات الدولية المتعمقة بقطاع البريد والمواصالت السمكية‬
‫والالسمكية‪.2021 ،‬‬
‫‪2‬ـ وىيبة امال‪ ،‬قارة ابتسام‪"،‬التحول الرقمي في الجزائر بين االفاق والتحديات"‪ ،‬مجمة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة طاىري محمد ببشار‪ ،‬المجمد ‪،08‬‬
‫العدد‪ ،2022 ،01‬ص‪.9.‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫ثالثا ‪:‬أسباب تأخر االقتصاد الرقمي في الجزائر‬


‫‪1‬‬
‫إن العوامل التي يمكن أن تفسر تأخر الجزائر في االقتصاد الرقمي ىي ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلطار القانوني غير المكيف‪.‬‬
‫‪ ‬بيروقراطية اإلدارة في فتح المجال أمام ىذا القطاع الميم‪.‬‬
‫‪ ‬بيئة األعمال غير المواتية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحويل االبتكارات إلى إنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض مستوى استخدام التكنولوجيات الرقمية في المؤسسات وبالتالي فإن حصة الرقمنة في الناتج‬
‫المحمي اإلجمالي لكل دولة عالميا‪.‬‬
‫وبالتالي فإن حصة اإلقتصاد الرقمي من الناتج المحمي اإلجمالي في الجزائر غير معروفة‪ ،‬ولكنيا أقل من‬
‫‪ %4‬وفقاً لمخبير جواد عالل‪ ،‬نائب رئيس منتدى رؤساء األعمال المكمف بالتطوير الرقمي‪ ،‬والمدير العام‬
‫الشركة "‪ ، "ADEX Technology‬أي ّأنيا أقل بضعفين إلى ثالثة أضعاف من المعدل العالمي اإلجمالي‪.‬‬
‫فإن ‪:‬‬
‫ومقارنة ببعض الدول األجنبية وطبقاً لتقديرات معيد ماكنزي العالمي‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬الصين‪ :‬ستشيد زيادة تصل إلى ‪ 22%‬من ناتجيا المحمي اإلجمالي بفضل التكنولوجيات الرقمية مع‬
‫حمول عام ‪.2025‬‬
‫‪ -‬الواليات المتحدة‪ :‬من المتوقع أن تزيد التكنولوجيا الرقمية قيمتيا بحمول عام ‪ 2025‬من ‪ 1.6‬تريميون‬
‫دوالر إلى ‪ 2.2‬تريميون دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬ألمانيا‪ :‬والتي تتميز من بين الدول األوروبية بنحو ‪ %10‬من سكانيا عاممين في قطاع صناعات‬
‫التكنولوجيا المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬روسيا‪ :‬وصول االقتصاد الرقمي إلى ‪ 8%‬حتّى ‪ 10%‬من الناتج المحمي اإلجمالي لمبالد بحمول عام‬
‫‪2025‬‬
‫‪ -‬بريطانيا‪ :‬والتي حققت النصيب األكبر من االقتصاد الرقمي في الناتج المحمي اإلجمالي حوالي ‪%18‬‬
‫وغالبا ما توصف بالرائدة في ىذا المجال‪.‬‬

‫‪1‬ـ محمد حاج قاسي‪ ،‬التحول الرقمي في الجزائر في ظل تحديات رقمنة اإلقتصاد واإلدارات العمومية‪ ،‬مجمة الدراسات القانونية واإلقتصادية جامعة‬
‫البميدة ‪ ،02‬الجزائر‪ ،‬المجمد ‪ ،05‬العدد‪ ،2022 ،02‬ص‪.1110.‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫رابعا ‪:‬رقمنة الجزائر خالل المرحمة المقبمة‬

‫التحول الرقمي في اقتصاد البمد ونطاقو اإلجتماعي‪ ،‬وسعيا‬


‫ّ‬ ‫تعتزم الجزائر إلى تعميم وتسريع إجراء‬
‫إلى تحقيق ىذا الطموح القيادي والقوي‪ ،‬أصبح من الضروري وضع مخطط إستراتيجي لمرقمنة خالل المرحمة‬
‫المقبمة ذات البعد العالمي والمتماسك‪ ،‬مع تحديد وسائل التنفيذ لتحقيق الفرص واألىداف المسطرة في‬
‫المستقبل‪ ،‬وبدون الخوض في قائمة شاممة يستند ىذا المخطط االستراتيجي عمى مجموعة من المفاىيم‬
‫األساسية‪ ،‬من بينيا الدولة المنصة الجزائرية‪ ،‬البيانات الضخمة‪ ،‬معالجة كميات ىائمة من البيانات إنترنت‬
‫األشياء‪ ،‬اإلنترنت الصناعية شبكات االتصال حديثة األجيال‪ ،‬مجتمع المعرفة‪ ،‬مجتمع المعمومات‪ ،‬السيادة‬
‫الرقمية الوطنية‪ ،‬أمن نظم المعمومات سمسمة الكتل المكتبة اإللكترونية الوطنية‪ ،‬اإلقتصاد الرقمي‪ ،‬النظام‬
‫اإليكولوجي لالقتصاد الرقمي‪ ،‬ذكاء األعمال الحوسبة السحابية‪ ،‬الحوسبة الضبابية‪ ،‬تعمم اآللة‪.‬‬
‫وعمى صعيد آخر‪ ،‬وبمناسبة الطبعة األولى لندوة الجزائر الرقمية المنظمة من طرف الكنفيدرالية الجزائرية‬
‫ألرباب العمل ونقابة أرباب العمل اإلثنين ‪ 09‬ماي ‪ 2022‬بالمركز الدولي لممؤتمرات عبد المطيف رحال‪،‬‬
‫رسم مسؤولون وخبراء مالمح برنامج الرقمنة في الجزائر خالل المرحمة المقبمة‪ ،‬والذي يتمثل في مخطط عمل‬
‫يتضمن استغالل تطبيقات تكنولوجية تمكن المواطن من تسوية انشغاالتو في مختمف القطاعات بكبسة زر‬
‫بفضل توفر الجزائر حاليا‬
‫عمى ‪420‬أرضية رقمية‪ ،‬وىو ما يندرج في إطار مشروع "الجزائر إلكترونية"‪ ،‬كما دعا المشاركون إلى ضبط‬
‫دقيق لإلحصائيات ووضع إطار تنظيمي من أجل ضمان التحول الرقمي في شتى المجاالت وترقية االقتصاد‬
‫‪1‬‬
‫الوطني‬
‫وبيذه المناسبة‪ ،‬كشف وزير اإلحصائيات والرقمنة حسين شرحبيل عن المشروع االستراتيجي لمحكومة‪ ،‬بوضع‬
‫خارطة طريق لرقمنة الجزائر خالل المرحمة المقبمة‪ ،‬تيدف إلى التسريع في االنتقال الرقمي و في كافة‬
‫قطاعات النشاط‪ ،‬وىذا لعصرنة وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬كما حدد معالم ىذه االستراتيجية‪ ،‬والتي نوجزىا‬
‫في نقاط‪:‬‬
‫‪ -‬تكريس الرقمنة عبر تجنيد المؤسسات االقتصادية والمتعاممين والمؤسسات الناشئة ومؤسسات البحث‬
‫والتكوين في ىذه العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬السماح لجميع الجزائريين بالنفاذ إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بما ذلك الشبكات والخدمات ‪.‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1115.‬‬


‫‪40‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫‪ -‬تطوير الخدمات المبتكرة والمضامين الرقمية الوطنية‪.‬‬


‫تعزيز القدرات في مجال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتعميم استعماليا في شتى ميادين الحياة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تعزيز الحكومة االلكترونية وتحسين النظام البيئي لمرقمنة‪ ،‬وكذا ارساء المبادئ العامة لمثقة الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬ترسيخ ثقافة مواطنة رقمية ىادفة تكون بمثابة ركيزة إلنجاح ىذا التحول المنشود ‪.‬‬
‫من جيتو‪ ،‬أكد عبد الرزاق حني‪ ،‬األمين العام لو ازرة البريد والتكنولوجيات عن استعداد الحكومة لمتعاون مع‬
‫كافة الشركاء من مستثمرين ومينيين وخبراء لتحقيق التحول الرقمي السريع في بالدنا‪ ،‬عبر عرضو لخطة‬
‫عمل الو ازرة‪ ،‬والتي نذكرىا في نقاط ‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم استعمال تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬رفع فرص اندماج المواطنين في مجتمع المعمومات ‪.‬‬
‫‪ -‬رفع نطاق التردد لإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة النقل والنفاذ عن طريق رفع قدرات تدفق االنترنت ومضاعفتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬إستكمال عصرنة شبكة القطاع عبر االنتقال التدريجي من األلياف النحاسية لأللياف البصرية ‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬وكاستنتاج عام ليذا المطمب‪ ،‬ينبغي أن يشمل المخطط االستراتيجي لمرقمنة ضمان السيادة الرقمية‬
‫بالمباشرة السريعة في التحول الرقمي وادخال تكنولوجيات الذكاء االصطناعي وتحميل البيانات‬
‫الوطنية‪ .‬وذلك ُ‬
‫الضخمة عمى مدى السنوات الخمس المقبمة‪ ،‬في جميع التي تتميز بالميام ذات المنفعة العامة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫قطاع التعميم العالي الصحة النقل‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬القطاعات التجارة المالية السكن اإلدارات العامة‬
‫الزراعة‪ ،‬الثقافة والبيئة‪.1‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.1116.‬‬


‫‪41‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬إلاطار النظري للرقمنة‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تناولنا في ىذا الفصل المفاىيم النظرية حول الرقمنة‪ ،‬بحيث تم التطرق إلى مختمف الجوانب المتعمقة‬
‫بماىية الرقمنة‪ ،‬ومظاىرىا وواقعيا في الجزائر ‪.‬‬

‫الرقمنة مفيوم حديث إرتبط ظيوره مع بروز تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت‪ ،‬والذي نتج عنو‬
‫التحول من استخدام الطرق التقميدية في نقل المعمومات والمعارف إلى إستخدام األرقام في نقل ىذه‬
‫المعمومات والمعارف و توظيف ىذه التكنولوجيا الحديثة في مختمف الميادين‪ ،‬بحيث تعد ىذه األخيرة الدعامة‬
‫األساسية إلى جانب مجتمع المعمومات لتحسين أداء وفعالية المؤسسات واالدارات العامة والخاصة التي تنشط‬
‫في مختمف القطاعات ‪ ،‬وأن نجاح تجسيد الرقمنة عمى ارض الواقع مرىون بتوفير مختمف المتطمبات‪ ،‬إلى‬
‫جانب الدعم الكامل من المجتمع لتوسيع تطبيقيا في جميع اإلدارات والقطاعات‪ ،‬لنصل في األخير إلى‬
‫مجتمع رقمي يدار إلكترونيا ‪.‬‬

‫إن إيجابيات الرقمنة وقدرة عمى تحقيق األىداف المرجوة منيا تتعمق بقدرة تطبيق مظاىرىا من إدارة‬
‫إلكترونية‪ ،‬حكومة إلكترونية‪ ،‬تجارة إلكترونية‪ ،‬عمى أرض الواقع باإلستغالل الحسن لمثورة الرقمية والتطورات‬
‫التكنولوجية الحاصمة لمرفع من كفاءة وأداء مختمف المؤسسات في جل القطاعات التي تطبق فييا عممية‬
‫الرقمنة‪.‬‬

‫إن التحول الرقمي في الجزائر أصبح ضرورة ممحة‪ ،‬ودعامة إقتصادية وسياسي عمى غرار كل دول‬
‫العالم وليذا عمى الجزائر أن تسير بنفس المنيج الذي تسير عميو الدول المتقدمة رقميا‪ .‬فالرقمنة أصبحت أداة‬
‫ىامة لتحسين أداء الحكومات والمؤسسات وزيادة رفاىية األشخاص والمجتمعات ووسيمة لتعزيز التفاعل‬
‫والشفافية في العالقات التي تربط المجتمع ومؤسساتو االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬كما تعتبر الحل‬
‫األمثل لتقميص الفجوة الرقمية والقضاء عمى تبعاتيا السمبية التي تؤثر عمى جميع الدول النامية بما فييا‬
‫الجزائز‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫للموانئ و التجارة‬
‫الخارجية‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إ ن عالم اليوم يعيش في شبكة كبيرة من االتصاالت التجارية الدولية حيث يتم تبادل السمع‬
‫والخدمات وحيث تنتقل رؤوس األموال في يسر وسيولة‪ ،‬وحيث يتم تبادل التكنولوجيا الحديثة بل حيث يتم‬
‫إنتقال األفراد طمبا لمسياحة او اليجرة من دولة الى اخرى‪ .‬والحقيقة الكبرى في اقتصاديات التجارة الدولية‬
‫ىي ان دول العالم ال تستطيع ان تعيش منعزلة عن غيرىا متبعة في ىذا اإلنعزال سياسة اإلكتفاء الذاتي‬
‫بصورة شاممة ولفترة طويمة من الزمن‪.‬‬

‫تعد الموانئ في الوقت الحاضر العصب الحساس لمتجارة الدولية حيث ان دورىا ال يقتصر عمى‬
‫أ نيا بوابة مع العالم الخارجي‪ ،‬ومحطة لدخول وخروج البضائع‪ ،‬فقد شيدت تطورات عديدة في مفيوميا‬
‫ودورىا في عممية التبادل التجاري ‪.‬‬

‫ان التطور الذي شيده دور الميناء في التجارة الدولية ليس إال أحد مخرجات إستغالل التطور‬
‫التكنولوجي و الثورة الرقمية الحاصمة في العالم ‪ ،‬التي سمحت لمميناء الحديث بالتحول ليكون مرك از‬
‫لمخدمات" بمعنى القيام بتقديم مجموعة شاممة لكل من خدمات النقل وخدمات التجارة"‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫أداء الخدمات الالزمة لمسيطرة عمى سمسمة النقل بأكمميا بما في ذلك التخزين والتوزيع وملء الحاويات‬
‫وتفريغيا ‪ ،‬واخطار الشاحنين وشركات النقل البحري بوصول البضائع عن طريق التبادل اإللكتروني‬
‫لمبيانات واعداد بيانات البضائع قبل وصول السفن واستقبال المخزون ورصده‪ ،‬واعداد التقارير عن‬
‫الجوانب الكمية وعن مراقبة الجودة وامكانية تجميع الشحنات الفردية واصدار تقارير عن حركة البضائع‬
‫بالميناء‪ ،‬وتقارير اإلجراءات الجمركية ‪ ..‬سنتناول في ىذا الفصل دور الموانئ التجارية في تسييل التجارة‬
‫الخارجية في ظل التطور التكنولوجي وذلك بالتطرق إلى المفاىيم االساسية حول التجارة الخارجية والموانئ‬
‫ثم نطرق إلى دور الموانئ التجارية في تنشيط التجارة الخارجية وأخي ار نتطرق إلى الرقمنة وتكنولوجيا‬
‫المعمومات في الموانئ ودورىا في التجارة الخارجية ‪.‬‬

‫وقد قسمنا فصمنا ىذا الى‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية التجارة الخارجية وسياساتها‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬رقمنة الموانئ ودورها في التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التجارة الخارجية وسياساتها‬

‫تعتبر التجارة الخارجية من القطاعات الحيوية لكل البمدان سواء المتقدمة أو النامية عمى حد‬
‫سواء‪ ،‬فالتجارة الخارجية تربط بين الدول والمجتمعات ببعضيا البعض‪ ،‬ويعد التبادل التجاري بين الدول‬
‫حقيقة ال يتصور العالم من غيره اليوم‪ ،‬فال يمكن لدولة ما أن تستقل باقتصادىا عن بقية العالم‪ ،‬كما يمكن‬
‫اعتبارىا الجسر الذي يربط بين الدول وتسمح ليا بتصريف الفائض من إنتاجيا واستيراد حاجياتيا من‬
‫فائض إنتاج الدول األخرى‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية وأهميتها‬

‫تعتبر التجارة الخارجية ذات أىمية بالغة في دفع عجمة التنمية االقتصادية والنيوض بيا أولوية‬
‫كل الدول‪ ،‬سواء المتقدمة والنامية عمى حد سواء‪ ،‬من خالل ىذا المطمب نبين مفيوم التجارة الخارجية‬
‫التنمية‪.‬‬ ‫وكذا تبيان أىمية التجارة الخارجية في تحقيق‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية‬

‫بناء عمى اليدف من دراستيا‪ ،‬ومن أىم التعاريف نذكر‪:‬‬


‫تعددت الصيغ التعريف التجارة الخارجية ً‬
‫عرفت تاريخيا بأنيا تمثل " أىم صور العالقات االقتصادية التي يجري بمقتضاىا تبادل السمع والخدمات‬
‫في شكل صادرات وواردات‪ ." 1‬المالحظ من خالل التعريف ىو اقتصاره عمى توضيح العالقات التاريخية‬
‫المتمثمة بالجانب االقتصادي متجاىالً مكونات التجارة الخارجية‪ ،‬حيث ركز عمى اإلطار العام لمفيوم‬
‫التجارة‪.‬‬

‫كما عرفت التجارة الخارجية أيضا بأنيا "عممية انتقال السمع والخدمات بين الدول والتي تنظم من‬
‫خالل مجموعة من السياسات والقوانين واألنظمة التي تعقد بين الدول بيدف تحقيق المنافع المتبادلة‬
‫ألطراف التجارة " ‪،2‬يبين التعريف مكونات الصادرات والواردات بحيث تشمل السمع والخدمات النيائية‪،‬‬
‫إضافة إلى مدخالت اإلنتاج‪ ،‬كما يوضح اليدف الرئيسي من خالل تحقيق المنافع المختمفة من التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪1‬ـ حسام عمي داود وآخرون‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان ‪ ،2002،‬ص ‪.13.‬‬
‫‪2‬ـ عطا اهلل‪ ،‬عمي الزبون‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار البازوري لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2015 ،‬ص ‪.09.‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫أما التعريف األشمل لمتجارة الخارجية ىو أنيا تمثل المعامالت التجارية الدولية في صورىا الثالثة‬
‫المتمثمة في انتقال السمع والخدمات واألفراد ورؤوس األموال‪ ،‬تنشأ بين أفراد يقيمون في وحدات سياسية‬
‫مختمفة‪ ،‬أو بين حكومات أو بين منظمات اقتصادية تقطن وحدات سياسية مختمفة "‪ .1‬ويمكن تصنيف‬
‫الصفقات التجارية التي تتضمنيا التجارة الخارجية كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تبادل السمع المادية‪ :‬تشمل السمع االستيالكية والسمع اإلنتاجية والمواد األولية والسمع نصف‬
‫المصنعة والسمع الوسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل الخدمات التي تتضمن خدمات النقل والتأمين والشحن والخدمات المصرفية والسياحية وغيرىا‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل النقود تشمل حركة رؤوس األموال ألغراض االستثمار سواء عمى المدى القصير أو الطويل‪.‬‬
‫كما تشمل القروض الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل عنصر العمل‪ :‬ويشمل انتقال اليد العاممة من بمد إلى آخر‪ ،‬باإلضافة إلى اليجرة‪ .‬المالحظ‬
‫من خالل التعريف أنو أدخل تبادل النقود والمتمثمة في حركة رؤوس األموال ألغراض الستثمار‪.‬‬

‫كما تعتبر التجارة الخارجية أحد فروع عمم االقتصاد الذي يختص بدراسة المعامالت االقتصادية الدولية‬
‫المتمثمة في حركة السمع والخدمات ورؤوس األموال وىجرة األفراد‪ ،‬فضالً عن السياسات التجارية التي‬
‫تطبقيا كل دولة من دول العالم لمتأثير عمى ىذه الظاىرة ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية التجارة الدولية‬

‫تعد التجارة الدولية من القطاعات الحيوية في كل االقتصاديات العالمية النامية منيا والمتقدمة‪ ،‬وتكمن‬
‫أىميتيا في كونيا تمكن كل دولة من أن تستفيد من مزايا الدول األخرى بحيث ال تستطيع إشباع حاجات‬
‫مجتمعاتيا باالعتماد عمى مواردىا الذاتية فقط‪ ،‬كما يصبح أي مورد ليا ذا نفع كبير إذا أحسنت استغاللو‬
‫لتحقيق اكتفائيا الذاتي من جية وتصديره إلى باقي دول العالم من جية أخرى‪.‬‬

‫ويمكن أن نوضح أىمية التجارة الدولية من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تعد الصورة المباشرة لمعالقات الدولية فيي تربط الدول والمجتمعات بعضيا ببعض‪.‬‬

‫‪1‬ـ جمال‪ ،‬جويدان الجميل‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان ‪ ،2006،‬ص‪.11.‬‬
‫‪2‬ـ فوزي عبد الرزاق‪ ،‬استراتيجيات التجارة الخارجية‪ ،‬زمزم ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان ‪ ،2016،‬ص‪.18.‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬تساعد في الحصول عمى المزيد من السمع والخدمات بأقل تكمفة نتيجة لمبدأ التخصص الذي تقوم‬
‫عميو‪.1‬‬
‫‪ ‬تساعد في توسيع القدرة التسويقية عن طريق فتح أسواق جديدة أمام المنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد في زيادة الرفاىية لممجتمعات عن طريق توسيع قاعدة االختيار فيما يخص محاالت‬
‫االستثمار ال واالستيالك‪.‬‬
‫‪ ‬تعد مؤش ار ىاما لقياس قدرة الدول عمى اإلنتاج والتسويق والمنافسة في السوق الدولي‪.‬‬
‫‪ ‬نقل التكنولوجيا والمعمومات األساسية التي تسمح ببناء اقتصاد متين وتعزيز التنمية المستدامة‪.2‬‬
‫‪ ‬وتكمن األىمية الكبرى لمتجارة الدولية في عالقتيا بالتنمية‪ ،‬فالتنمية االقتصادية وما ينجم عنيا من‬
‫ارتفاع في حجم الدخل القومي تؤثر في حجم ونمط التجارة الدولية والعكس‪ ،‬حيث أن التغيرات في‬
‫ظروف التجارة الدولية تؤثر في تركيبة الدخل القومي ومستواه‪ ، 3‬وبالتالي في التنمية االقتصادية‬
‫لمدول‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في ىذا السياق إلى أن أىمية التجارة الدولية تختمف من دولة إلى أخرى حسب‬
‫حجميا ومستواىا االقتصادي‪ ،‬كما تختمف أىميتيا في نفس الدولة من فترة زمنية إلى أخرى حسب‬
‫السياسة التجارية التي تطبقيا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أسباب قيام التجارة الخارجية‬

‫يمكن تمخيص أىم أسباب قيام التجارة الدولية بين الدول في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الظروف الطبيعية‬

‫تحظى بعض الدول بظروف طبيعية تقودىا إلى التخصص في إنتاج بعض المواد األولية أو في‬
‫النشاط الزراعي‪ ،‬فبعض الدول تتوفر فييا احتياطات ضخمة من النفط والبعض اآلخر مختص في إنتاج‬
‫المعادن والذىب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انخفاض التكاليف‬

‫‪1‬ـ عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬النظرية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000،‬ص‪.373.‬‬
‫‪2‬ـ رشاد العصار وآخرون‪ .‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار الميسرة لمنشر‪ ،‬عمان‪ 2000، ،‬ص‪.16.‬‬
‫‪3‬ـ جمال جويدان الجميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫السبب الثاني لقيام التجارة بين الدول ىو أن الكثير من العمميات التصنيعية تخضع المبدأ وفورات‬
‫الحجم‪ ،‬أيأن معدل تكمفتيا ينخفض كمما توسع حجم اإلنتاج حيت تكون دولة ما في طميعة المنتجين‬
‫السمعة ما فان في وسعيا إنتاج ىذه السمعة بكميات ضخمة وتكمفة اقل وتعطييا وفورات الحجم ميزة ميمة‬
‫من ناحية التقنية والتكاليف عمى الدول األخرى التي ستجد انو من األرخص ليا شراء ىذه المواد من‬
‫الصانع الرئيسي بدال من إنتاجيا محميا كعالقة أمريكا مع اليابان في إنتاج الطائرات واألجيزة االلكترونية‪.‬‬
‫وىنا تنشأ فوارق في اإلنتاجية ويصبح التخصص والتبادل مفيدان أكثر من االعتماد عمى اإلنتاج‬
‫المحمي‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختالف األذواق‬

‫حتى لو كانت ظروف اإلنتاج متشابية في جميع المجاالت فقد تتاجر الدول مع بعضيا إذا كان‬
‫ذوقيا لمسمع مختمفا‪ ،‬فإذا كانت النرويج والسويد تنتجان السمك والمحوم بكميات متماثمة لكن السويديين‬
‫يحبون المحوم في حين يتحيز النرويجيون لألسماك‪ ،‬عندىا يمكن إجراء عممية متاجرة نافعة لمطرفين بأن‬
‫تصدر المحوم إلى السويد واألسماك إلى الترويج‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التخصص والتقسيم الدولي في اإلنتاج‬

‫ىو أن تتخصص دولة أو منطقة معينة في إنتاج سمعة أو عدة سمع لغرض تحقيق مزايا معينة ال‬
‫يمكن الوصول إلييا بغير التخصص‪ ،‬أو بقصد تحقيق فروق في النفقات المبذولة إلنتاج البضائع‬
‫المتداولة‪ .‬وتعتبر الدولة متفوقة إذا استطاعت ان تنتج بعض السمع بتكاليف تقل عن مثيالتيا في الدول‬
‫األخرى او إذا انفردت باستخراج بعض المواد األولية او بزراعة بعض المنتجات‪.‬‬

‫أهم أسباب التخصص الدولي لمعمل‪:‬‬

‫يمكن القول بصفة عامة أن التخصص يرجع إلى العوامل التالية‪: 2‬‬

‫‪ .1‬العامل الطبيعي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ مروان عبد المالك ذنون‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬شركة دار االكادميون لمنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪، 2020 ،‬ص‪.16.‬‬
‫‪2‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.17.‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫قد تؤدي الظروف السائدة في الدولة إلى تفوقيا في إنتاج بعض المواد األولية أو في نشاطيا‬
‫الزراعي والصناعي‪ ،‬وفي تعزيز مركزىا التجاري فالمشاىد مثال أن المناطق االستوائية تتفوق في إنتاج‬
‫المطاط والبن والموز‪ ،‬في حين تختص المناطق المعتدلة في إنتاج الحبوب كالقمح والشعير وغيره‪.‬‬

‫‪ .2‬العامل البشري‪:‬‬

‫وىذا العامل ال يقل أىمية عن سابقو‪ ،‬وىو بدوره يؤثر إلى حد بعيد عمى مدى التبادل الدولي‬
‫وىناك عدة أمور بالنسبة ليذا العامل تؤثر في ظاىرة التخصص وىي حجم القوة العاممة‪ ،‬ومدى القدرة‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وأنواع األعمال التي تنتج السمع‪.‬‬

‫‪ .3‬العامل المالي‪:‬‬

‫تتضح أىمية ىذا العامل بما يالحظ من تمتع بعض الدول برصيد ضخم من رؤوس األموال‬
‫المنتجة أي السمع اإلنتاجية كاآلالت والمعدات والمكائن ووسائط النقل وغيرىا من سمع اإلنتاج‪ ،‬فضال عما‬
‫يييؤه ليا ارتفاع دخميا القومي من تنمية ذلك الرصيد باستمرار‪ .‬وىكذا تتيح وفرة رؤوس األموال المنتجة‬
‫لبعض البمدان أن تتخصص في صناعة معينة يقتضي التخصص فييا مقادير ضخمة من أموال اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ .4‬ارتباط اإلنتاج بتكاليف النقل‪:‬‬

‫تؤثر تكاليف النقل عمى مدى اتساع السوق أمام منتجات المشروع وليذا سوف تتفوق الدول التي‬
‫تستطيع إقامة صناعتيا بالقرب من السواحل أو أسواق التصريف‪ ،‬أو بالقرب من مناجم الفحم‪ ،‬والمواد‬
‫األولية‪ ،‬وليذا نتجو كل دولة إلى التخصص في فروع اإلنتاج التي تتفوق فييا‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬سياسات التجارة الخارجية‬

‫تعود التجارة الحرة بين الدول بمنافع عمى جميع الدول المتاجرة‪ ،‬بالرغم من ذلك فإن الحكومات‬
‫تتدخل في التجارة الخارجية بيدف تقييد التدفقات التجارية الدولية بطرق مختمفة‪ ،‬ولكن األسباب التي تدفع‬
‫مثل ىذا التدخل الحكومي في حرية التجارة الخارجية بالرغم من الدالئل النظرية واإلحصائية الكثيرة‪ ،‬راجع‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.18.‬‬


‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫إلى نوعية واختالف السياسات التجارية المطبقة من طرف الدولة حسب ما تقتضيو مصالحيا الوطنية‪،‬‬
‫والتي تتراوح بين التحرير والتقييد أو الحماية‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم السياسة التجارية‬

‫يشير استقصاء وتتبع نظرية التجارة الدولية إلى وجود اتجاىين لسياسة التجارة الدولية‪ ،‬اتجاه‬
‫يعارض تدخل الدولة في العالقات التجارية الدولية واتجاه آخر يؤكد عمى الدور الفعال لمدولة في ضبط‬
‫وتنظيم وتسوية المبادالت التجارية‪.‬‬

‫تعريف السياسة التجارية ‪:‬يمكن تعريف السياسة التجارية عمى أنيا ‪:2‬‬

‫التعريف األول‪ :‬بأنيا أحد فروع السياسة االقتصادية العامة المنوط بيا تنظيم شؤون التجارة‬
‫الخارجية من خالل أدوات معينة لتحقيق أىداف محددة‪.‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬أنيا اختيار الدولة وجية معينة ومحددة في عالقاتيا التجارية مع الخارج (سواء‬
‫كانت حرية أم حماية) وتعبر عن ذلك بإصدار تشريعات واتخاذ الق اررات واإلجراءات التي تضعيا موضع‬
‫التطبيق‪.‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬ىناك من يرى بأن السياسة التجارية‪ .‬ىي عبارة عن برنامج حكومي مخطط‬
‫تحدد فيو مجموعة من األدوات أو األساليب التي يمكن أن تؤثر عمى التجارة الخارجية خالل فترة معينة‪،‬‬
‫بالشكل الذي يضمن تحقيق أىداف إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية معينة‪ ،‬يصعب أو يتعذر الوصول‬
‫إلييا طبقا آللية السوق الحرة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف السياسة التجارية‬

‫‪1‬ـ السبتي وسيمة‪ ،‬عموي شمس نريمان‪ ،‬التكتالت االقتصادية وتطوير التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار االيام لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ـ االردن‬
‫‪ ،2018،‬ص‪.134.‬‬
‫‪2‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.135.‬‬
‫‪3‬ـ بن يحي ابتسام‪ ،‬محددات التدفق التجاري الدولي في ظل البيئة الدولية الجديدة لمتجارة العالمية (دراسة تطبيقية باستخدام نموذج الجاذبية عمى‬
‫حركة التجارة الخارجية في الجزائر)‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شيادة الماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاديات األعمال‬
‫والتجارة الدولية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2013-2012 ،‬ص‪.25.‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫تتمون السياسة التجارية الدولية بظروف التطور التاريخي لإلقتصاد القومي وعالقتو ببقية‬
‫االقتصاديات وينعكس ذلك عمى الفكر النظري‪ ،‬فإذا كانت التجارة الخارجية الحرة من كل قيد ىي أفضل‬
‫السياسات التي تتبع من وجية نظر المجتمع الدولي كمو فال شك أن التجارة المقيدة تعود بنفع أكبر عمى‬
‫الدولة الممارسة ليا وعمى حساب بقية الدول‪ .‬وليذا فمن األىمية أن نفرق عند الحديث عن حرية التجارة‬
‫وحمايتيا بين المجتمع الدولي كمو وبين الدولة الواحدة‪،‬وىذا يفسر لنا لماذا تقف الدول الكبيرة دائما مع‬
‫حرية التجارة الخارجية ولماذا تقف الدول الصغيرة دائما مع فرض القيود عمييا‪ ،‬فاألولى تتمتع باحتكار‬
‫موروث عند المتبع في مرحمة اإلنتاج تريد أن تستغمو‪ ،‬أما الثانية فتفتقر إلى ىذا االحتكار الموروث لذا‬
‫فيي تضطر إلى مجابيتو باحتكار تحكمي في مرحمة التبادل تضعو بنفسيا عن طريق العديد من القيود‬
‫‪.1‬‬

‫تعمل سياسة التجارة الخارجية عمى تحقيق مجموعة من األىداف االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬ولكن سوف يتم التركيز عمى األىداف االقتصادية التي من أجميا تستخدم أدوات السياسة‬
‫التجارية‪ ،‬وذكر كل من األىداف االجتماعية واالستراتيجية باختصار وذلك في اآلتي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬األهداف اإلقتصادية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬حماية الصناعة الوطنية الناشئة ‪:‬يعتبر ىذا اليدف من أقدم أىداف السياسة التجارية ‪ ،‬ويرى‬
‫المدافعون عن ىذا المبدأ‪ ،‬أن إقامة دولة ما لصناعة جديدة تقدم منتجات يكون المجتمع في حاجة‬
‫إلييا‪ ،‬ىذه المنتجات وفي بداية عممية التصنيع تكون منتجات أقل جودة وأعمى تكمفة مقارنة‬
‫بالمنتجات المنافسة ليا في الدول األخرى والتي تم إنشاؤىا منذ فترة طويمة أو التي تعرف‬
‫بالصناعات الراسخة‪ ،‬ألن طول الفترة الزمنية أكسب ىذه الصناعات الراسخة في الدول المنافسة‬
‫درجة عالية من الكفاءة الفنية في شكل زيادة مستويات الجودة لمنتجاتيا‪ ،‬باإلضافة إلى تمتع ىذه‬
‫المنتجات بالكفاءة السعرية في شكل تخفيض التكاليف‪ .‬وىاتان الميزتان من غير المتصور أن‬
‫تتمتع بيما الصناعات الناشئة التي تنتج سمعا وخدمات بديمة وخصوصا في الدول النامية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحقيق التوازن الخارجي‪ :‬من األىداف اليامة التي تسعى الدولة إلى تحقيقيا من خالل استخدام‬
‫أدوات السياسة التجارية ىي زيادة الصادرات والعمل عمى تخفيض الواردات‪ ،‬ألن زيادة الواردات عن‬

‫‪1‬ـ زينب‪ ،‬حسين عوض ااهلل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديد‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004،‬ص‪.290.‬‬
‫‪ 2‬ـ عبد القادر متولي‪ ،‬االقتصاد الدولي " النظرية و السياسات " ‪،‬دار الفكر ناشرون و موزعون‪ ،‬عمان ‪،2011،‬ص‪ .‬ص‪. 70،69.‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫الصادرات يعني أن المستيمكين المحميين ستيمكون سمعا أجنبية أكبر من استيالك األجانب عمى‬
‫السمع المحمية‪ ،‬وىذا وجود عجز في ميزان المدفوعات‪ .‬ومن ىنا يتم استخدام أدوات السياسة التجارية‬
‫لمقضاء عمى العجز في ميزان التجارة وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات أو ما يعرف بالتوازن‬
‫الخارجي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحقيق التوازن الداخمي‪ :‬في بعض األحيان قد تزيد المصروفات او النفقات العامة لمدولة عمى السمع‬
‫والخدمات عن إيراداتيا العامة التي يتم تحصيميا من الضرائب واإليرادات األخرى‪ ،‬وىو ما يترتب‬
‫عميو عجز في الموازنة العامة لمدولة أو ما يعرف بعدم التوازن الداخمي‪ ،‬والعجز السابق يجب تغطيتو‬
‫بمصادر مالية أخرى إلعادة التوازن‪ ،‬وأحد مصادر التمويل وزيادة االيرادات العامة ىو فرض تعريفة‬
‫جمركية عمى الواردات من الخارج والتي تعتبر أحد أدوات السياسة التجارية‪.‬‬

‫أىداف اقتصادية أخرى ‪:‬‬

‫‪ ‬حماية االقتصاد الوطني من خطر اإلغراق الذي يمثل التمييز السعري في مجال التجارة الخارجية‬
‫أي البيع بسعر أقل من تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬حماية االقتصاد الوطني من التقمبات الخارجية التي تحدث خارج نطاق االقتصاد الوطني كحاالت‬
‫االنكماش والتضخم‪.‬‬
‫ب‪ -‬األهداف االجتماعية واالستراتيجية‬

‫وتتمثل األىداف االجتماعية لمسياسة التجارية الخارجية فيما يمي‪: 1‬‬

‫حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية‪ ،‬كمصالح المزارعين أو المنتجين الصفار أو منتجي‬
‫بعض السمع التي تمثل أىمية حيوية لمدولة والمجتمع‪ ،‬إعادة توزيع الدخل الوطني بين الفئات االجتماعية‬
‫المختمفة‪.‬‬

‫العمل عمى حماية الصحة العامة من خالل منع استيراد بعض السمع المضرة أو المخالفة لممعايير‬
‫الصحية أو تقييد استيراد سمع أخرى كالكحول أو السجائر ‪....‬وغيرىا ‪.‬‬

‫‪1‬ـ السبتي وسيمة ‪ ،‬عموي شمس نريمان ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.139.‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫أما األىداف االستراتيجية لمسياسة التجارية فيقصد بيا كل ما يتعمق بأمن المجتمع سواء في بعده‬
‫االقتصادي أو الغذائي أو العسكري‪ ،‬فقد يتطمب أمن المجتمع و االعتبارات اإلستراتيجية توفير حد أدنى‬
‫من الغذاء عن طريق اإلنتاج محمي ميما كانت تكمفتو مرتفعة وفي ىذه الحالة قد يوكل إلى السياسة‬
‫التجارية أمر تحقيق ذلك بفرض رسوم الجمركية أو نظام الحصص أو بمنع االستيراد كمية‪ ،‬نفس الشيء‬
‫ينطبق عمى توفير حد أدنى من االنتاج الحربي لكي يحقق المجتمع درجة من األمن يمكن االطمئنان بيا‪،‬‬
‫كما قد تقتضي االعتبارات االستراتيجية الخاصة بالنشاط االقتصادي توفير مقادير كافية من مصادر‬
‫الطاقة كالبترول مثالً‪ ،‬وىنا يكون عمى سياسة التجارة أن تتبع من الوسائل ما يكفل ىذا اليدف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع سياسات التجارة الخارجية‬

‫تستخدم السياسة التجارية في التأثير عمى جوانب اقتصادية مختمفة باستعمال أدوات مختمفة‪ ،‬قصد‬
‫تحقيق أىداف اقتصادية واجتماعية معينة‪ .‬فمقد أدت التفرقة بين التجارة الداخمية والخارجية إلى وجود‬
‫مذىبين في التجارة الخارجية‪ ،‬أحدىما يرى ضرورة تركيا حرة دون قيود ألن ىذا يؤدي إلى تحقيق أكبر‬
‫قدر ممكن من الرفاىية االقتصادية لمعالم أجمع‪ ،‬ويرى فريق آخر ضرورة حمايتيا من بعض المؤثرات‬
‫الخارجية ألن ىذا يكون في بعض الحاالت من األمور التي تقتضييا السياسة العميا لمدولة‪ ،‬أو يكون‬
‫ضرورة مؤقتة عمى أن تعود تمك األخيرة بعد ذلك إلى سياسة التحرير‪.‬‬

‫‪ -1‬السياسة الحمائية‪:‬‬

‫من المتفق عميو أن لمتجارة الخارجية تأثير عمى مسار تنمية الدول‪ ،‬وفي ىذا السياق ذىب العديد‬
‫من المفكرين وعمى رأسيم رواد المدرسة التجارية‪ ،‬إلى ضرورة تقييد التجارة الخارجية كوسيمة لحماية الدول‬
‫القتصاداتيا عمى الرغم من أنو لم تثبت حتى اليوم أي حجة منطقية أو مستندة عمى مبادئ أو اعتبارات‬
‫إقتصادية ثابتة تبرر أسباب تقييد التجارة الخارجية ‪.1‬‬

‫يقصد بسياسة الحماية التجارية تمك الحالة التي تقوم فييا الدولة بتقييد حرية تجارتيا الخارجية‬
‫بإتباع وسائل الحماية المختمفة لرعاية مصالحيا وحماية األنشطة المحمية من منافسة المنتجات األجنبية‪،‬‬
‫ولذلك تعتبر الحماية التجارية مظي ار من مظاىر تدخل الدولة في الحياة اإلقتصادية ‪.‬‬

‫‪1‬ـ مولحسان آيات اهلل‪ ،‬المنظمة العالمية لمتجارة وانعكاساتيا عمى قطاع التجارة الخارجية (دراسة حالة الجزائر‪ -‬مصر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في‬
‫العموم االقتصادية شعبة اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪ ،2011/2010 ،‬ص‪. 67 .‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫كما يمكن تعريفيا أيضا‪ :‬تبني الدولة لمجموعة من القوانين والتشريعات واتخاذ اإلجراءات المنفذة‬
‫ليا بقصد حماية سمعيا أو سوقيا المحمية ضد المنافسة األجنبية ‪. 1‬‬

‫وىي قيام الحكومة بتقييد حرية التجارة مع الدول األخرى بإتباع بعض األساليب كفرض رسوم‬
‫جمركية عمى الواردات أو وضع حد أقصى لحصة الواردات خالل فترة زمنية معينة مما يوفر نوعا من‬
‫الحماية لألنشطة المحمية من منافسة المنتجات األجنبية‪.‬‬

‫‪ -2‬سياسة حرية التجارة الدولية‪:‬‬

‫أن تطبيق بعض الدول لمسياسة الحمائية في تجارتيا الدولية وما يتبعيا من نقص الموارد األجنبي‬
‫والسعي إلى زيادة الصادر المحمي يؤدي إلى تناقص صادرات الدول األخرى إلى األسواق العالمية‪ ،‬وىو‬
‫ما يدفعيا إلى اتخاذ إجراءات وسياسات مضادة نؤدي في النياية إلى تفشي الكساد بين محاور التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬لذلك ينادي أصحاب ىذا االتجاه بإطالق حرية محاور التجارة العالمية دون أية قيود تعيق حركتيا‬
‫مستندين في ذلك إلى نظرية النفقات النسبية التي صاغيا ريكاردوا والتي تنص عمى أن سيادة حركة‬
‫التجارة الخارجية تؤدي إلى تخصص كل دولة أو مجموعة دول في إنتاج سمع محددة تتوافر فييا‬
‫خصائص مميزة ‪.‬‬

‫تعبر سياسة الحرية التجارية عن‪ :‬إزالة كافة القيود والعقبات المفروضة عمى حركة السمع‬
‫والخدمات من دولة إلى أخرى‪ ،‬بمعنى تقميل أو حتى منع تدخل الدولة في العالقات التجارية الدولية‪.‬‬
‫فتحرير التجارة الدولية يمثل عودة إلى تطبيق المبادئ المثالية لمنظرية االقتصادية التي ترى أن أىم وظيفة‬
‫لمسوق ىي تحقيق المنافسة‪ ،‬والتي بدورىا تضمن الكفاءة االقتصادية والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫في ىذا السياق‪ ،‬ينظر مؤيدو الحرية التجارية إلى التجارة الدولية نفس نظرتيم إلى التجارة الداخمية‬
‫من خالل اعتبارىا مظي ار من مظاىر التعاون والتكامل بصرف النظر عن الحدود الجغرافية والسياسية‪،‬‬
‫فالتجارة الدولية تحقق تقسيم العمل بين الدول مثمما تحقق التجارة الداخمية تقسيم العمل والتخصص بين‬
‫األفراد‪ ،‬ما يعني تخفيضا في تكاليف اإلنتاج وزيادة في الدخل القومي لمدول ورفاىية مجتمعاتيا‪.2‬‬

‫‪1‬ـ بوكونة نورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35.‬‬


‫‪2‬ـ السبتي وسيمة‪ ،‬عموي شمس نريمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.149.‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫رابعا‪ :‬أدوات السياسة التجارية‬

‫إن تحقيق أىداف سياسات التجارة الخارجية يتطمب مجموعة من اإلجراءات أو األدوات التي‬
‫تسمى بأدوات التجارة الخارجية ويقصد بيا كل األساليب التي تؤثر عمى حركة التجارة الخارجية وىناك‬
‫تباين في األدب االقتصادي في تقسيم ىذه األدوات لكنيا تصب في نفس المعنى ومن بين ىذه التقسيمات‬
‫نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬األساليب السعرية‪:‬‬

‫تعتبر من الوسائل المحفزة التي تعمل عمى تشجيع الصادرات وتقميل الواردات وىي‪:‬‬

‫‪ ‬الرسوم الجمركية‪:‬‬

‫ىي عبارة عن " ضريبة تفرضيا الدولة عمى السمعة عند عبورىا لمحدود الجمركية الوطنية دخوال واردات‬
‫أو خروجا صادرات " وىناك أنواع متعددة من الرسوم الجمركية يمكن التمييز بينيا عمى اساس كيفية‬
‫تقدير الرسم فنجد ‪:‬‬

‫‪ ‬الرسوم القيمية‪ :‬تحدد كنسبة مئوية من قيمة السمعة‪.‬‬


‫‪ ‬الرسوم النوعية‪ :‬تحدد عمى أساس الوحدة من السمع بالعدد أو الوزن‪.‬‬
‫‪ ‬الرسوم المركبة‪ :‬وتتضمن كل من الرسم النوعي يضاف إليو الرسم القيم‪.‬‬

‫أو عمى أساس الغرض المنشود من فرضو فنجد الرسوم المالية والرسوم الحمائية فإذا كان اليدف‬
‫ايجاد مورد دخل الخزينة الدولة تسمى رسوما مالية‪ ،‬أما إذا كان اليدف حماية األسواق الوطنية من‬
‫المنافسة األجنبية فتسمى رسوما حمائية‪.1‬‬

‫‪ ‬اإلعانات ‪:‬‬

‫تقدم الدولة اإلعانات في صور مختمفة لتوجيو تجارتيا‪ ،‬إذ تأخذ ىذه اإلعانات صورتين ىما ‪:2‬‬

‫‪1‬ـ بن يحيى ابتسام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.26.‬‬


‫‪2‬ـ ب وكونة نورة‪ ،‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شيادة الماجستير في العموم اإلقتصادية‪ ،‬فرع تحميل‬
‫اقتصادي‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬قسم العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2012/2011 ،3‬ص‪.25.‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫أ‪ -‬إعانات اإلستيراد‪ :‬وىي اإلعانات المقدمة لمواردات قصد خدمة االقتصاد الوطني ونشاط التصدير‬
‫والتي تأخذ صورة مالية في إطار السياسة التموينية مباشرة لمواردات والتي تساىم في إنتاج سمع‬
‫تصديرية تباع بأقل من أسعار شرائيا إذ يعرف ىذا اإلجراء بالدعم المستتر لمصادرات‪ ،‬كما تأخذ‬
‫شكل إعفاءات جمركية عمى الواردات اليدف منيا إنشاء أو تطوير منشآت إنتاجية في الداخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعانات التصدير ‪ :‬وىي عبارة عن دفع الحكومة اعانات لممؤسسات أو األفراد بأن يبيعوا السمع‬
‫في الخارج ىذه اإلعانات قد تكون عمى اساس مبمغ ثابت من قيمة السمعة أو كنسبة من قيمة‬
‫السمع المصدرة أو تكون في شكل غير مباشر ممثمة في منح المشروع بعض االمتيازات لتدعيم‬
‫مركزه المالي كاإلعفاءات أو التخفيضات الضريبية‪ ،‬التسييالت االئتمانية إتاحة بعض الخدمات‬
‫بنفقات رمزية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلغراق‪:‬‬

‫يتمثل نظام اإلغراق في ‪:‬بيع السمعة المنتجة محميا في األسواق الخارجية بثمن يقل عن نفقة إنتاجيا‬
‫أو يقل عن أثمان السمع المماثمة أو البديمة في تمك األسواق أو يقل عن الثمن الذي تباع بو في السوق‬
‫الداخمية ‪.1‬‬

‫‪ ‬تخفيض سعر الصرف‪:‬‬

‫الذي يقصد بو كل انخفاض تقوم بو الدولة عمدا لقيمة العممة الوطنية مقومة بالوحدات النقدية‬
‫األجنبية‪ .‬ومن أبرز اآلثار االقتصادية لتخفيض سعر الصرف ما يترتب عميو من انخفاض ثمن‬
‫الصادرات المحمية وارتفاع قيمة الواردات االجنبية وعمى ىذا يعتبر تخفيض سعر الصرف إجراء سعرياً‪"2‬‬

‫‪ -2‬األدوات الكمية‪:‬‬

‫مباشر والتي‬
‫ًا‬ ‫تستخدم بعض الدول ما يسمى باألساليب الكمية التي تؤثر في تيارات التبادل تأثي ار كمياً‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪. 26.‬‬


‫‪2‬ـ بن يحيى ابتسام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27.‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬نظام الحصص‪:‬‬

‫يقصد بو فرض قيود عمى االستيراد وناد ار عمى التصدير‪ ،‬خالل فترة زمنية محددة بحيث تضع الدولة‬
‫الحد األقصى لمكميات والقيم المسموح التعامل باستيرادىا أو تصديرىا‪ ،‬وقد تكون الحصص كمية أو قيمية‬
‫ولكل منيا مزاياه وعيوبو‪ ،‬وقد انتشر ىذا النظام عقب الكساد في أوائل الثالثينات‪ ،‬وكان قدتم األخذ بو‬
‫خالل الحرب األول‪ ،‬عندما قامت فرنسا بإحيائو واستخدامو كقيد عمى الواردات ثم تبعتيا في ذلك كثير‬
‫من الدول وذلك لعدة أسباب منيا عدم مرونة عرض الواردات‪ ،‬وعدم معرفة ظروف عرض وطمب السمع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن ىذا األسموب يعتبر أكثر مرونة في حماية الصناعات الوطنية إلمكان األخذ بو في‬
‫حدود االتفاقات التجارية التي ترتبط بيا الدولة‪ ،‬كما تبدوا أىمية ذلك بوجو خاص في حاالت التضخم‬
‫وتدىور قيمة العممة الوطنية ‪.‬ويثير توزيع الحصص عدة مشاكل أىميا كيفية توزيع ىذه الحصص بين‬
‫الدول المختمفة ثم كيفية توزيعيا بين المستوردين الوطنيين‪ .‬ويعيب األخذ بيذا النظام ما يتضمنو من‬
‫تدخل إداري كمي في العالقات االقتصادية‪ ،‬وما قد ينجم عنو من مساوئ الجمود والتحكيم البيروقراطي‪.‬‬
‫أما اآلثار االقتصادية لمحصص كثيرة ومتنوعة وال يوجد فرق كبير بينيا وبين آثار الرسوم الجمركية‬
‫باستثناء األثر الخاص بتحقق إيراد الخزانة الدولة‪ .‬ففرض نظام الحصص عمى السمعة المستوردة يؤدي‬
‫إلى إيجاد تفاوت بين الثمن في الخارج وفي الداخل مما ينشأ فرصة لمحصول عمى ربح إضافي‪ .‬أما من‬
‫يحصل عمى الريح فاألمر يتوقف في الواقع عمى كيفية تنظيم نظام الحصص وعمى ىيكل سوق السمعة‬
‫الخاضعة ىذا النظام‪.1‬‬

‫‪ ‬تراخيص االستيراد‬

‫عادة ما يكون تطبيق نظام الحصص مصحوبا بما يعرف بنظام تراخيص االستيراد الذي يتمثل في‬
‫عدم السماح باستيراد بعض السمع إال سابق من الجية اإلدارية المختصة بذلك‪. 2‬‬

‫‪ -3‬األدوات التنظيمية‬

‫يمكن التمييز في شأن ىذه الوسائل‪ ،‬والتي تتعمق بتنظيم الييكل الذي تتحقق في داخمو المبادالت‬
‫الدولية‪ ،‬وبين المعاىدات واالتفاقات التجارية‪ ،‬اتفاقيات الدفع‪ ،‬حسب اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬ـ زينب حسين عوض اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.306،307.‬‬


‫‪2‬ـ بوكونة نورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31.‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬المعاهدات واالتفاقيات التجارية‪:‬‬

‫ىي اتفاق تعقده الدولة مع غيرىا من الدول من خالل أجيزتيا الدبموماسية بغرض تنظيم العالقات‬
‫التجارية فيما بينيا تنظيما عاماً يشمل بجانب المسائل التجارية واالقتصادية أمور ذات طابع سياسي أو‬
‫إداري وعادة ما تتضمن أحكام المعاىدات التجارية النص عمى مبدأ المساواة في المعاممة‪ ،‬وأحيانا تتضمن‬
‫مبدأ المعاممة بالمثل عمى أن أىم ما تتضمنو من مبادئ وأكثرىا شيرة ىو مبدأ الدولة األولى بالرعاية‬
‫ويتميز االتفاق التجاري بأنو تعاقد يتناول أمور تفصيمية تتعمق بالتبادل التجاري بين بمدين‪ ،‬عن المعاىدات‬
‫التجارية بقصر مدتو حيث يغطي عادة سنة واحدة‪ ،‬وقد تعقد االتفاقات التجارية عن طريق و ازرات‬
‫االقتصاد أو التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ ‬إتفاقيات الدفع‪:‬‬

‫ينتشر أسموب اتفاقيات الدفع بين الدول اآلخذة بنظام الرقابة عمى الصرف وتقييد تحويل عمالتيا إلى‬
‫عمالت أجنبية‪ .‬وىو إتفاق بين دولتين ينظم قواعد تسوية المدفوعات التجارية وغيرىا وفقاً لألسس‬
‫واألحكام التي يوافق عمييا الطرفان‪ .‬وجوىر ىذا االتفاق ىو أن تتم حركة المدفوعات بين الدولتين‬
‫المتعاقدتين بالقيد في حساب مقاصة لمدفوعات ومتحصالت كل منيما مع األخرى‪ ،‬ويحدد اتفاق الدفع‬
‫العممة التي تتم عمى أساسيا العمميات وسعر الصرف الذي تجري التسوية وفقاً لو ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع سياسات التجارة الخارجية‬

‫تستخدم السياسة التجارية في التأثير عمى جوانب اقتصادية مختمفة باستعمال أدوات مختمفة‪ ،‬قصد‬
‫تحقيق أىداف اقتصادية واجتماعية معينة‪ .‬فمقد أدت التفرقة بين التجارة الداخمية والخارجية إلى وجود‬
‫مذىبين في التجارة الخارجية‪ ،‬أحدىما يرى ضرورة تركيا حرة دون قيود ألن ىذا يؤدي إلى تحقيق أكبر‬
‫قدر ممكن من الرفاىية االقتصادية لمعالم أجمع‪ ،‬ويرى فريق آخر ضرورة حمايتيا من بعض المؤثرات‬
‫الخارجية أل ن ىذا يكون في بعض الحاالت من األمور التي تقتضييا السياسة العميا لمدولة‪ ،‬أو يكون‬
‫ضرورة مؤقتة عمى أن تعود تمك األخيرة بعد ذلك إلى سياسة التحرير‪.‬‬

‫‪1‬ـ زينب حسين عوض اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.309،308.‬‬


‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ )1‬السياسة الحمائية‪:‬‬

‫من المتفق عميو أن لمتجارة الخارجية تأثير عمى مسار تنمية الدول‪ ،‬وفي ىذا السياق ذىب العديد‬
‫من المفكرين وعمى رأسيم رواد المدرسة التجارية‪ ،‬إلى ضرورة تقييد التجارة الخارجية كوسيمة لحماية الدول‬
‫القتصاداتيا عمى الرغم من أنو لم تثبت حتى اليوم أي حجة منطقية أو مستندة عمى مبادئ أو اعتبارات‬
‫اقتصادية ثابتة تبرر أسباب تقييد التجارة الخارجية ‪.1‬‬

‫يقصد بسياسة الحماية التجارية تمك الحالة التي تقوم فييا الدولة بتقييد حرية تجارتيا الخارجية‬
‫بإتباع وسائل الحماية المختمفة لرعاية مصالحيا وحماية األنشطة المحمية من منافسة المنتجات األجنبية‪،‬‬
‫ولذلك تعتبر الحماية التجارية مظي ار من مظاىر تدخل الدولة في الحياة االقتصادية ‪.‬‬

‫كما يمكن تعريفيا أيضا‪ :‬تبني الدولة لمجموعة من القوانين والتشريعات واتخاذ اإلجراءات المنفذة‬
‫ليا بقصد حماية سمعيا أو سوقيا المحمية ضد المنافسة األجنبية ‪. 2‬‬

‫وىي قيام الحكومة بتقييد حرية التجارة مع الدول األخرى بإتباع بعض األساليب كفرض رسوم‬
‫جمركية عمى الواردات أو وضع حد أقصى لحصة الواردات خالل فترة زمنية معينة مما يوفر نوعا من‬
‫الحماية لألنشطة المحمية من منافسة المنتجات األجنبية‪.‬‬

‫‪ )2‬سياسة حرية التجارة الدولية‪:‬‬

‫أن تطبيق بعض الدول لمسياسة الحمائية في تجارتيا الدولية وما يتبعيا من نقص الموارد األجنبي‬
‫والسعي إلى زيادة الصادر المحمي يؤدي إلى تناقص صادرات الدول األخرى إلى األسواق العالمية‪ ،‬وىو‬
‫ما يدفعيا إلى اتخاذ إجراءات وسياسات مضادة نؤدي في النياية إلى تفشي الكساد بين محاور التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬لذلك ينادي أصحاب ىذا االتجاه بإطالق حرية محاور التجارة العالمية دون أية قيود تعيق حركتيا‬
‫مستندين في ذلك إلى نظرية النفقات النسبية التي صاغيا ريكاردوا والتي تنص عمى أن سيادة حركة‬
‫التجارة الخارجية تؤدي إلى تخصص كل دولة أو مجموعة دول في إنتاج سمع محددة تتوافر فييا‬
‫خصائص مميزة‪.‬‬

‫‪1‬ـ مولحسان آيات اهلل‪ ،‬المنظمة العالمية لمتجارة وانعكاساتيا عمى قطاع التجارة الخارجية (دراسة حالة الجزائر‪ -‬مصر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في‬
‫العموم االقتصادية شعبة اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.67 .‬‬
‫‪2‬ـ بوكونة نورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35.‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫تعبر سياسة الحرية التجارية عن‪ :‬إزالة كافة القيود والعقبات المفروضة عمى حركة السمع‬
‫والخدمات من دولة إلى أخرى‪ ،‬بمعنى تقميل أو حتى منع تدخل الدولة في العالقات التجارية الدولية‪.‬‬
‫فتحرير التجارة الدولية يمثل عودة إلى تطبيق المبادئ المثالية لمنظرية االقتصادية التي ترى أن أىم وظيفة‬
‫لمسوق ىي تحقيق المنافسة‪ ،‬والتي بدورىا تضمن الكفاءة االقتصادية والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫في ىذا السياق‪ ،‬ينظر مؤيدو الحرية التجارية إلى التجارة الدولية نفس نظرتيم إلى التجارة الداخمية‬
‫من خالل اعتبارىا مظي ار من مظاىر التعاون والتكامل بصرف النظر عن الحدود الجغرافية والسياسية‪،‬‬
‫فالتجارة الدولية تحقق تقسيم العمل بين الدول مثمما تحقق التجارة الداخمية تقسيم العمل والتخصص بين‬
‫األفراد‪ ،‬ما يعني تخفيضا في تكاليف اإلنتاج وزيادة في الدخل القومي لمدول ورفاىية مجتمعاتيا‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عموميات حول الموانئ‬

‫تعتبر الموانئ البحرية حمقة أساسية لتدفقات البضائع الدولية‪ ،‬فيي العمود الفقري لمتجارة الخارجية‬
‫لمدولة وبوابتيا عمى العالم الخارجي وليا دور حيوي في دفع عممية التنمية االقتصادية وسنتناول في ىذا‬
‫المبحث مختمف االساسيات المتعمقة بالموانئ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم الموانئ البحرية وأهميتها‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الموانئ ومكوناتها‪:‬‬

‫كممة "‪ " Port‬مستمدة لغة من الكممة الالتينية " ‪ " Porta‬وتعني مدخل أو بوابة‪ .‬ويمكن تعريف‬
‫الميناء بأنو مسطح مائي محمي من الرياح وغوائل البحر‪ ،‬تستطيع السفن أن تقوم فيو بعمميات الشحن‬
‫والتفريغ‪ .‬ويتم اختيار مواقع الموانئ طبقا لعوامل اقتصادية وسياسية وطبيعية كثيرة‪ ،‬كما يتم تجييزىا ايضا‬
‫بمختمف الوسائل واإلنشاءات والمعدات التي تكفل توفير وتسييل الصمة بين السفن‪ ،‬باعتبارىا وسائل نقل‬
‫البضائع والمسافرين‪.‬‬

‫ويعرف أيضا بأنو " مجموعة الوسائل والتجييزات المييئة والمستغمة بيدف ضمان نقل البضائع‬
‫بين السفن ومختمف وسائل النقل البري‪ :‬السكك الحديدية‪ ،‬الطرق المالحة الداخمية والقنوات المختمفة ‪.‬‬

‫‪1‬ـ السبتي وسيمة‪ ،‬عموي شمس نريمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.149.‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫بالتالي فيو نقطة الوصل بين وسائل النقل البحري ووسائل النقل الداخمي من قنوات مالحية وسكك‬
‫حديدية وطرق ‪. 1‬‬

‫كما يعرفو آخرون عمى أنو " بوابة أو منفذ تنقل وتتدفق من خاللو البضائع والمسافرين فيما بين‬
‫السفينة والشاطئ ‪.2‬‬

‫ومنو يعتبر الميناء وحدة انتاجية تخدم المالحة البحرية والتجارة الدولية بتزويدىا بالخدمات‬
‫والتسييالت وتوفير اإلمكانيات والمعدات الالزمة لمناولة البضائع‪ ،‬كما أنيا تساعد المسافرين بتمكينيم من‬
‫الصعود والنزول من السفن والييا‪.‬‬

‫مكونات الميناء ‪:‬‬

‫يتكون الميناء البحري من ثالثة عناصر وىي‪:‬‬

‫‪ ‬مساحة مائية تتصل مباشرة بخطوط مالحية بحرية ويتعين أن تكون ىذه المساحة محمية من‬
‫األمواج والظواىر الطبيعية المعاكسة‪.3‬‬
‫‪ ‬مساحة أرضية تتصل مباشرة بمرافق الدولة عن طريق وسائل النقل الداخمي المختمفة ‪.‬‬
‫‪ ‬واجية بحرية تتضمن األرصفة والمراسي وجميع المعدات والرافعات وىي نقطة التقاء وسائل النقل‬
‫البحري والبري ‪.‬‬

‫المرفأ‪ :‬المسطح البحري العميق بالدرجة التي تؤىمو الستقبال السفن والمحمي حماية إما طبيعية – في‬
‫حضن خط الساحل أو اصطناعية عن طريق مد لسان صناعي من األرض صوب البحر‪ ،‬وتتسم‬
‫مياه المرفأ باليدوء التي تضمن دخول وخروج السفن في أمان‪.4‬‬

‫‪1‬ـ بن عبد الرحمن نعيمة‪ ،‬تحميل اداء المؤسسات المينائية البحرية "دراسة حالة مؤسسة ميناء الجزائر "‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫العموم االقتصادية‪ ،‬فرع اقتصاد الخدمات‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2014/2013، 03‬ص‪.81.‬‬
‫‪2‬ـ عبد القادر فتحي الشين وآخرون‪ ،‬النقل البحري في مواجية التكتالت واإلندماجات العالمية‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.129.‬‬
‫‪3‬ـ ىارون أحمد عثمان االقتصاد البحري مع إشارة خاصة لمشاكل الدول النامية‪ ،‬منشأ المعارف االسكندرية‪ ،1994 ،‬ص‪.60 .‬‬
‫‪4‬ـ أيمن النحراوي‪ ،‬الموانئ البحرية العربية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬االسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.25.‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫ثانيا ‪:‬أهمية الموانئ البحرية‬

‫تتمثل األىمية االقتصادية لمموانئ في مدى تأثيرىا عمى تسيير عمميات التبادل التجاري وزيادة‬
‫حركة التجارة الخارجية وباقي مختمف المجاالت واألنشطة االقتصادية كانت صناعية‪ ،‬أو زراعية‪ ،‬أو‬
‫سياحية‪ ،‬وعمى حجم العمالة والتوظيف ومستوى المنافسة في األسواق العالمية‪.‬‬

‫"تعتبر ال موانئ البحرية ذات أىمية قصوى لالقتصاد القومي ألي دولة‪ ،‬ألنو يتم من خالليا تدفق‬
‫التجارة الدولية في شكل صادرات سمعية مما يعكس أىميتيا بالنسبة لمميزان التجاري وميزان المدفوعات "‬
‫فحوالي ‪ 80%‬من البضائع ينقل عن طريق الموانئ فيي تمر من خالليا مرتين األولى عند الشحن‬
‫والثانية عند التفريغ‪ ،‬باإلضافة إلى تأثير الموانئ عمى حركة التجارة الخارجية وميزان المدفوعات تمعب‬
‫دو ار رئيسيا في عممية األمن الغذائي والتنمية االجتماعية ‪.‬‬

‫فيناك عالقة ترابط وتكامل بين الموانئ البحرية والتنمية االقتصادية لمدولة حيث كالىما يؤثر‬
‫ويتأثر باآلخر‪ ،‬فارتفاع معدل التنمية وىيكميا في االقتصاد الوطني يعتمد عمى كفاءة الموانئ‪ ،‬التي تساعد‬
‫في استيراد المواد األولية والمعدات التي تستعمل في تنفيذ مخططات التنمية االقتصادية لخمقيا المنفعة‬
‫الزمانية والمكانية لمبضائع ‪.‬‬

‫كما تشكل الموانئ منفذ األسواق العالمية حيث يتم مبادلة البضائع مع الدول األخرى األمر الذي‬
‫ينمي ويطور العالقات التجارية مع بقية العالم‪ .‬ومراكز لمتصنيع والتجميع وأنشطة القيمة المضافة والتعبئة‬
‫والتغميف والمناطق الحرة‪ ،‬والوظائف الجديدة المتعمقة بالمراكز الموجستية التي تتماشى مع تحرير التجارة‬
‫العالمية وتطبيق إتفاقية الجات ‪.‬‬

‫فالميناء مصدر من مصادر الحصول عمى العمالت األجنبية مقابل رسوم الموانئ كالقطر‬
‫واإلرشاد أو الخدمات التي تقدم لمسفن كالشحن والتفريغ والتموين واإلصالح وما تحصل عميو كل من‬
‫شركات التأمين البحري وما تحصل عميو مقابل بيع او تأجير السفن لدولة أخرى‪.‬‬

‫المشاركة في تنمية وتطوير المناطق الجديدة والنائية وفتح منافذ لمتصدير واإلستيراد الوطنية من‬
‫أ قساط التأمين عمى السفن األجنبية‪ ،‬والوكالء المالحيون والوطنيون من األجانب ومن عممية االستثمار‬
‫في القطاعات أو مشروعات الموانئ ذات الصمة بالموانئ والترسانات البحرية مما ينعكس عمى التخطيط‬
‫اإلقميمي وتعمير المناطق وعمى الرفاىية اإلقتصادية ‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫المساىمة في تطوير "النقل المتعدد الوسائط من خالل التسييالت العالمية التي يتيحيا الميناء‬
‫باعتبار أن الميناء البحري لم يعد نقطة البداية لبضائع الصادرات ونقطة النياية لبضائع الواردات‪ ،‬وانما‬
‫أصبح حمقة من حمقات النقل بأنماطو المتعددة" ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطور الموانئ وتصنيفاتها‬

‫أوال‪ :‬تطور أجيال الموانئ‬

‫ظمت الموانئ لسنوات طويمة تعمل كمركز لحركة النقل‪ ،‬ولكن مع اتساع نطاق التحوية تحولت‬
‫الموانئ إلى مركز شامل متكامل األنشطة أي محطة لوجستية‪ ،‬وأصبحت حمقة في سمسمة النقل التي تبدأ‬
‫من موقع استخراج المواد الخام أو المنتجات الوسيطة وشبو المصنعة حتى تمام وصوليا لممستيمك‬
‫النيائي‪ .‬وقد أمكن تصنيف الموانئ إلى ثالث أجيال كاالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬موانئ الجيل األول ‪:‬‬

‫وتشمل الموانئ التقميدية‪ ،‬والتي تعمل كمراكز لمنقل فقط‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن ىذا الجيل من‬
‫الموانئ يمثل أغمب الموانئ عمى المستوى العالمي‪ ،‬وتتسم استراتيجية واتجاه ىذه الموانئ بأنيا محافظة أو‬
‫استراتيجية‪ ،‬حيث ينحصر مفيوم نطاق وأنشطة الميناء كمجرد نقطة التقاء لربط نقل البضائع داخمياً (‬
‫بري ونيري وسكك حديد ) بالنقل الخارجي ( النقل البحري ) وتعتبر ىذه األنشطة مثل الشحن والتفريغ‬
‫وبعض الخدمات المالحية كاإلرشاد والعالمات المالحية ىي الحد األدنى لألنشطة التي تمارسيا الموانئ‪،‬‬
‫وتتركز االستثمارات في ىذه الموانئ عمى البنية األساسية لألرصفة‪ ،‬دون مراعاة واىتمام لمتطمبات السفن‬
‫أو حركة البضائع بعد االنتياء من عممية تداوليا‪.‬‬

‫وال شك أن وضع ىذا النوع من الموانئ يعاني من عزلة يمكن التعبير عن مالحيا بمركز‬
‫احتكاري ال يكترث باحتياجات المستخدمين‪ ،‬وبالتالي ينفرد باتخاذه لمق اررات التي تيم ذوي المصالح‬
‫الرئيسية في الميناء‪ ،‬كما يخمو الميناء من عالقات تربطو باإلدارة المحمية التي يخضع ليا ويمتد ىذا‬
‫الوضع عمى عالقة الميناء بالشركات العاممة فيو‪.2‬‬

‫‪ 1‬ـ رصاع حياة‪ ،‬دور الموجستيات في تطوير الموانئ البحرية " دراسة مقارنة بين ميناء روتردام وميناء وىران " ‪،‬اطروحة دوكتراه في العموم‬
‫االقتصادية ‪،‬جامعة وىران ‪،2019/2018، 02‬ص‪.83.‬‬
‫‪2‬ـ ايمن النحراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ -2‬موانئ الجيل الثاني ‪:‬‬

‫وتدعي بالموانئ الصناعية التي ظيرت في الستينيات متزامنة مع زيادة الطمب عمى استيراد الدول‬
‫الصناعية لممواد األولية والمصنعة‪ ،‬وتتسم ىذه الموانئ بسياسة واستراتيجية توسعية مبنية عمى تطور‬
‫عريض لدور الميناء وقدرتو اإلرادية باعتبار ىذه الموانئ مراكز صناعية وتجارية في آن واحد‪ .‬لذا اتسع‬
‫نطاق أنشطة ىذا الميناء لتشمل الخدمات التجارية والخدمات التكميمية مثل التعبئة والتصنيع بإقامة‬
‫المصانع داخل حيز الميناء مما يؤدي إلى نمو وتطور الظيير ‪.‬‬

‫ويختمف تنظيم ىذا الميناء عن الميناء التقميدي بتوثيق عالقاتو الخدمية مع المستفيدين وشركات النقل‬
‫وأصحاب المصانع‪ ،‬كما وثق عالقاتو مع اإلدارة المحمية التابعة لو نتيجة اعتماده الكبير عمى المنطقة‬
‫الخمفية أو الظيير فى مناحي عديدة‪ ،‬وكذلك رسم خطوط التكامل مع األنشطة والخدمات داخل الميناء‬
‫لمعمل عمى مزيد من الترابط في عمميات صنع واتخاذ القرار الذي من شأنو زيادة الفاعمية لموصول إلى‬
‫إرضاء جميع األطراف المتعاممة داخل الميناء وزيادة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -3‬موانئ الجيل الثالث‪:‬‬

‫وتدعي بالموانئ الموجستية‪ ،‬ظير ىذا النوع من الموانئ في الثمانينيات ألسباب عديدة منيا‬
‫انتشار التحوية وظيور النقل متعدد الوسائط بكيفية عالمية إزاء احتياجات التجارة العالمية ‪.‬‬

‫وتتسم سياسة واستراتيجية واتجاه تطوير موانئ ىذا الجيل بالديناميكية باعتبار الموانئ حمقة في‬
‫شبكة اإلنتاج والتوزيع الدولية المعقدة‪ ،‬وبناء عميو فإن تعيير سموك إدارة ىذا الجيل من الموانئ من مجرد‬
‫عرض استراتيجي لمرافق وخدمات الموانئ إلى مشاركة فعمية نشطة في عممية التجارة العالمية برمتيا ‪.‬‬

‫تتجو ىذه الجيود إلى ترويج أنشطة التجارة والنقل بحثاً عن قيمة مضافة مدرة لإليرادات ونتيجة‬
‫لذلك تحولت الموانئ إلى مراكز نقل متكاممة وقواعد لوجستية ‪.1‬‬

‫وبصورة عامة يمكن القول فإن موانئ الجيل الثالث تتسم بالتخصص والتنوع والتكامل‪ ،‬وتتسم‬
‫خدماتيا إلى أربع فئات ‪:‬‬

‫‪ -‬خدمات تقميدية ‪.‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.‬ص‪.31.32.‬‬


‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬خدمات صناعية ‪ /‬بيئية ‪.‬‬


‫‪ -‬خدمات إدارية ‪ /‬تجارية ‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات مراكز لوجستية ‪ /‬توزيعية ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن الموانئ ترتقي من جيل إلى آخر بإدخال متغيرات تنظيمية تتضمن‬
‫األنشطة الجارية داخل الميناء‪ ،‬وتوثيق العالقات مع اإلدارة المحمية وباقي األجيزة المتعاممة داخل الميناء‬
‫بحيث يمكن اعتبار موانئ الجيل الثالث ذات طابع وثيق من العالقات الوثيقة بينو وبين جميع الجيات‬
‫العاممة والمتعاممة معو بما يحدونا بوصفو "مجتمع الميناء" ‪ .‬كما أصبح الميناء أكثر اعتماداً وتكامالً مع‬
‫ظييره مما يعمل عمى زيادة حدوده التقميدية لتجب حدود الميناء المحيطة بو واالستفادة من جميع‬
‫اإلمكانيات المتاحة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تصنيف الموانئ‬

‫يمكن تصنيف الموانئ طبقا لمعايير مختمفة ومتعددة‪ ،‬ولكننا سنقتصر في دراستنا‬

‫عمى ثالثة معايير لتصنيف الموانئ وفقا لمشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬تصنيفات الموانئ‬


‫معيار الموقع الجغرافي‪:‬‬

‫موانئ ساحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫موانئ مصبات الانهار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موانئ البحيرات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معيار اشكال الملكية واإلدارة‪:‬‬ ‫معيار الوظيفة‪:‬‬
‫موانئ ثدار مركزيا‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫موانئ عامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موانئ ثدار محليا‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬موانئ متخصصة‪.‬‬
‫ثصنيف املوانئ‬
‫موانئ ذات ادارة ذاثية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطمبة باالعتماد عمى شريف ماىر ىيكل‪ ،‬الموجستيات والموانئ البحرية من اجل التغيير‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬االسكندرية‪ ،2015 ،‬ص‪.53‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.32.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ .1‬التصنيف حسب الوظيفة‪:‬‬

‫حسب ىذا التصنيف يمكن التفريق بين نوعين من الموانئ‬

‫موانئ عامة وموانئ متخصصة‪.‬‬

‫أ‪ -‬الموانئ العامة‪:‬‬

‫تستقبل ىذه الموانئ مختمف أنواع السفن مثل سفن البضائع‪ ،‬سفن نقل البترول‪ ،‬وسفن المسافرين‪ ،‬كما‬
‫تقوم ىذه الموانئ ببعض الخدمات مثل إصالح السفن وتموينيا‪ .‬وتخدم ىذه الموانئ المنطقة المحيطة بيا‬
‫والقريبة منيا‪ ،‬حيث تقوم عمييا عدة صناعات‪ ،‬مثل تكرير البترول‪ ،‬وصناعة السيارات والحديد والصمب‪.‬‬
‫وتتميز ىذه الموانئ بموقعيا‪ ،‬حيث أنيا تقع في مسارات طرق المالحة العالمية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فيي‬
‫تتصل بجميع وسائل النقل األخرى مثل النقل البري والسكك الحديدية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الموانئ المتخصصة‪:‬‬

‫تتميز ىذه الموانئ بالتخصص في تقديم خدمات معينة من حيث نوع التجارة‪ ،‬أو النقل‪ ،‬وتوجد أنواع‬
‫عديدة ليذه الموانئ‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ ‬الموانئ الصناعية‪ :‬تختص ىذه الموانئ في تقديم خدمات خاصة بتجارة معينة‪ ،‬مثل الموانئ التي‬
‫تقوم بتكرير البترول‪ ،‬أو تقوم بصناعة معينة‪ .‬وغالبا ما تكون المعدات التي تتوفر عمييا ىذه‬
‫الموانئ ذات كفاءة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬موانئ العبارات‪ :‬تتميز ىذه الموانئ بخدمة حركة الركاب والمسافرين بواسطة العبارات التي يمكنيا‬
‫أيضا نقل كمية بسيطة من البضائع‪.‬‬
‫‪ ‬الموانئ الحرة‪ :‬وتقوم ىذه الموانئ بتقديم الخدمات الخاصة بالبضائع العابرة التي ال تدخل البالد‬
‫بل تشحن إلى بمد آخر‪.‬‬
‫‪ ‬موانئ الص يد‪ :‬تكون ىذه الموانئ صغيرة نسبيا وتخدم صناعة صيد األسماك‪ ،‬مثل حفظ وتعميب‬
‫األسماك وتكون ىذه الموانئ بالقرب من مناطق الصيد‪.‬‬
‫‪ ‬الموانئ الحربية‪ :‬وتقع في مناطق حربية وفي أماكن إستراتيجية مجيزة بتجييزات أمنية وعسكرية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬موانئ النزىة‪ :‬ىي موانئ صغيرة‪ ،‬توجد بيا اليخوت والسفن المعدة لمنزىة‪ ،‬وسفن الشراع‬
‫والتجديف‪ ،‬والرياضات المائية‪.1‬‬
‫‪ .2‬التصنيف حسب الموقع الجغرافي‪:‬‬

‫يمكن تقسيميا حسب ىذا التصنيف إلى ثالثة أصناف‬

‫أ‪ -‬الموانئ الساحمية‪ :‬ىي عبارة عن الموانئ التي تقع عمى السواحل الطبيعية أو الصناعية مباشرة‪.‬‬
‫وىي تحتاج إلى إقامة حواجز لألمواج‪.‬‬
‫ب‪ -‬موانئ مصبات األنهار‪ :‬تقع ىذه الموانئ عمى مصبات األنيار‪ ،‬عند التقائيا بمياه البحر‪.‬‬
‫ج‪ -‬موانئ البحيرات‪ :‬تقع ىذه الموانئ عمى الشاطئ أو الخمجان التي تتصل بالبحار أو المحيطات‬
‫عن طريق األنيار‪.‬‬
‫‪ .3‬التصنيف حسب أشكال الممكية واإلدارة‬

‫يمكن تقسيم الموانئ حسب ىذا التصنيف إلى ثالثة أنواع رئيسية‪:2‬‬

‫أ‪ -‬الموانئ التي تدار مركزيا‪ :‬تكون إدارة ىذه الموانئ من ميام الدولة‪ ،‬حيث تقوم بذلك بطريقة‬
‫مباشرة أو بتكميف إحدى الييئات التابعة ليا بيذه العممية‪ .‬وتيدف الدولة من خالل ىذه العممية‬
‫بجعل الميناء يسير وفق التوجيات اإلستراتيجية ليا‪ ،‬قد تقوم اإلدارة المركزية بتغطية أنشطة جميع‬
‫الميناء‪ ،‬أو تقوم بتولي األنشطة الرئيسية فقط‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموانئ التي تدار محميا‪ :‬تقوم بعض الدول بتكميف بعض الحكومات المحمية‪ ،‬أو البمديات‬
‫بتسيير وادارة الميناء الواقع ضمن منطقتيا‪ ،‬وذلك إلضفاء طابع المرونة عمى العمميات المينائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموانئ ذات اإلدارة الذاتية‪ :‬تبرز أىمية ىذا النمط من التسيير في الجانب المالي‪ ،‬حيث تقوم‬
‫اإلدارة بطرح أسيم وسندات الميناء لالكتتاب العام بيدف تطوير الميناء‪ ،‬وتمجأ لالقتراض لتمويل‬
‫العمميات الجارية‪ .‬يتكون مجمس إدارة الميناء من المنتفعين بو‪ ،‬واألجيزة األخرى ذات الصمة‬
‫بنشاط الميناء وأجيزة الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ىشام بوالريش‪ ،‬تسيير الخدمات المرفئية باستخدام االساليب الكمية "حالة ميناء عنابة" ‪،‬مذكرة ماجستير ‪،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪،2002/2001،‬ص‪.‬ص‪. 8.7.‬‬
‫‪ 2‬ـ رشيد عالب‪ ،‬تحسين خدمات الموانئ باستخدام نماذج صفوف االنتظار "حالة المؤسسة المينائية سكيكدة"‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في عموم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة ‪20‬اوت‪ ،1955‬سكيكدة‪،2007/2006 ،‬ص‪.‬ص‪.92.91‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫المطمب الثالث‪ :‬خدمات الموانئ ووظائفها‬

‫أوال‪ :‬خدمات الموانئ البحرية‬

‫ويقصد بيا كافة الخدمات الممكن تقديميا لمسفينة من لحظة دخوليا الميناء وحتى خروجيا‪ ،‬فضال عما‬
‫يقدمو الميناء من أنشطة ومستمزمات مساعدة خالل مدة اإلرساء ولعل من أىم تمك الخدمات والمستمزمات‬
‫المساعدة ىي كاآلتي‪:1‬‬

‫‪ -1‬خدمة اإلرشاد والقطر‪ :‬اإلرشاد وىي خدمة يقدميا المرشدين البحريين بتوجيو السفن أثناء مدة‬
‫دخوليا وخروجيا من الميناء عبر الممرات المالحية المؤدية إلى الميناء‪ ،‬وتوفر ىذه الخدمة عممية‬
‫إرشاد السفن خاصة ما قد يعترضيا من صخور او اجسام غارقة أخرى‪ ،‬اما القطر فيي خدمة‬
‫مكممة لإلرشاد وتعنى بالسفينة المعطمة وجرىا بوساطة قاطرات مساعدة لتساعد السفينة لمرسو عمى‬
‫رصيف الميناء‪ ،‬والذي يقوم‬
‫‪ -2‬خدمة الشحن والتفريغ‪ :‬وتعتبر ىذه الخدمة األىم في مجال خدمات السفن والبضائع بالموانئ حيث‬
‫أنو المختص بشحن وتفريغ البضائع وكمما ارتفعت معدالت الشحن والتفريغ كمما انخفضت مدد بقاء‬
‫السفن بالميناء وىذا عامل ميم حيث ينعكس أثره عمى تحديد مستويات النوالين وزيادة الطاقة‬
‫االستيعابية لمموانئ‪.‬‬
‫‪ -3‬خدمة التخزين‪ :‬وىي خدمة تخزين البضائع المستوردة والمصدرة لحين إكمال اإلجراءات الجمركية‬
‫وفقاً لألنظمة والقوانين المتبعة في الميناء‪ ،‬وتعمل خدمة التخزين عمى تفريغ السفن دون توقف األمر‬
‫الذي يحقق طاقة فعمية لألرصفة ويقمل من بقاء السفينة في الميناء ويجعل من نظرية األرتال‬
‫(طابور اإلنتظار) أكثر إيجابية عند تطبيقيا عمى أرصفة الميناء‪ ،‬وعميو البد من أن تكون مساحات‬
‫المخازن كافية لمستوى البضائع عمى تمك الخدمات شركة خاصة أو سمطة الميناء نفسيا‪ ،‬عالوة‬
‫عمى أثره عمى اقتصاديات تشغيل السفن‪ .‬وحركتيا في الميناء اذ تقسم المخازن إلى نوعين ىما‪:‬‬
‫مخازن مخصصو لمبضائع العابرة (الترانزيت) وتقع بالقرب من أرصفة الشحن والتفريغ وعادة ما‬
‫تكون لمتخزين ذو المدة القصيرة‪ ،‬فضالً عن ان تمك المخازن غالباً ما تكون مغمقة ال مكشوفة حفاظا‬
‫عمى البضائع من السرقة أو التمف من العوامل الجوية غير المتوقعة‪ .‬النوع الثاني فتسمى بـ‬

‫‪ 1‬ـ مركز الدراسات والبحوث بغرفة الشرقية‪ ،‬النقل البحري في إطار المنظمة التجارة العالمية‪ ،‬سمسمة بحوث ودراسات‪ ،‬الغرفة الشرقية‬
‫السعودية‪ ،2009،‬ص‪.6.‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫(المخازن الخمفية (وىي المخازن التي تستعمل لمبضائع التي مخطط ليا البقاء لمدة أطول قياساً‬
‫بمخازن البضائع العابرة‪ ،‬وعادة ما تتولى مسؤولية مثل ىكذا بضائع شركات خاصة في حين يعزى‬
‫الخزن القصير األجل إلى إدارة الميناء فضال عن سمطات الجمارك والتي يتنسب ليا مراقبة حركة‬
‫البضائع من والى المخازن واجراءات التخميص األخرى‪ .‬أما عن الخدمات المساعدة والتي البد من‬
‫توفرىا في الميناء فيي عديدة ولعل من أىم ما يجدر اإلشارة إليو كاالتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬خدمات إصالح وصيانة السفن ‪:‬‬

‫نشاط إصالح السفن من النشاطات الالزمة والتي تحتاجيا الموانئ العربية توفر شركات متخصصة في‬
‫عمميات إصالح السفن حيث أن الكثير من السفن قد يتعطل ألي سبب من األسباب بالموانئ ويتطمب‬
‫إجراء اإلصالحات الالزمة ليا كما وأن الكثير من السفن تخطط إلجراء بعض اإلصالحات الالزمة‬
‫والصيانة الدورية ليا أثناء توقفيا في الموانئ إلجراء عمميات الشحن والتفريغ وتوفي اًر لموقت والتكمفة إذا‬
‫ما توجيت إلى أماكن مخصصة لإلصالح فقط‪.‬‬

‫ب ‪ -‬خدمات تموين السفن‪:‬‬

‫وىي خدمة معروفة مقدمة لمسفينة عند كل ميناء إذ تمونيا باألغذية والمياه العذبة والوقود وغيرىا‪،‬‬
‫وغالباً ما تحصل المنافسة بين الموانئ في مجال التموين‪ ،‬السيما إذا ما عرفنا أن ىناك شركات‬
‫مساىمة متخصصة في ذلك‪ ،‬وبالتالي فأنيا تؤدي دو اًر كبي اًر في جذب حركة التجارة والصناعات‬
‫التصديرية‪ ،‬لكن وبالرغم من أىمية ىذه الخدمة إال أنيا اقتصرت عمى بعض الموانئ‪ ،‬ويعود سبب ذلك‬
‫إلى التطور التقني الذي حصل عمى وسائل النقل البحري‪ ،‬إذ أصبح باستطاعة السفن المتطورة قطع‬
‫اآلالف من األميال دون الحاجة لمتزود بالوقود لما تحويو من خزانات كبيرة تغطي‪ ،‬وحاجات السفينة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف الموانئ البحرية‬

‫تقوم الموانئ البحرية بالعديد من الوظائف التي تخدم االقتصاد القومي لمبمد‪ ،‬والتي تساىم إلى حد مد‬
‫كبير في ازدىار العالقات التجارية بين الدول‪ ،‬ويمكن تمخيص الوظائف الرئيسية لمميناء في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الواسع صبرينة‪ ،‬بوختالة عبد المطيف‪ ،‬دور الموانئ في تنشيط التجارة الخارجية " دراسة حالة المنطقة الموجستية غير المرفئية تكستار بوالية برج‬
‫بوعريريج " ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في العموم التجارية ‪،‬تخصص مالية و تجارة دولية ‪،‬جامعة محمد البشير االبراىيمي ‪،‬برج بوعريريج‪،‬‬
‫‪،2021/2020‬ص‪.‬ص‪.15،16.‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ -1‬وظيفة التبادل التجاري ‪ : TRADE DE FUCNTION‬يزيد وجود موانئ ذات كفاءة عالية في‬
‫األداء وتسييالت الخدمات من حجم التجارة لمدولة ويفتح منافذ مباشرة لألسواق العالمية بدون‬
‫زيادة في عدد الوسطاء التي تزيد من التكمفة النيائية لمنقل‪ ،‬كما أنيا تزيد من القدرة التنافسية‬
‫لمصادرات باإلضافة إلى أن وجود تسييالت الميناء تؤدي إلى تحسن مركز الدولة حيث تتيح ليا‬
‫الفرصة باستيراد احتياجاتيا مباشرة من الدول المصدرة‪ ،‬وعمى النحو اآلخر تصدير منتجاتيا إلى‬
‫أنسب األسواق التجارية‪ ،‬كما أنيا تساعد عمى قيام العديد من األنشطة المختمفة التي تخدم‬
‫صناعة النقل البحري مثل ‪ :‬التوكيالت المالحية‪ ،‬التأمين‪ ،‬إصالح السفن‪ ،‬تموين السفن‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى تنشيط التجارة وتحقيق الرخاء االقتصادي لمدولة‪.1‬‬
‫‪ -2‬وظيفة النقل ‪ :TRANSPORT FUNCTION‬إن الميناء يمثل حمقة وصل بين البحر واألرض‬
‫ولو دور كبير في شبكة النقل المتكامل المتعدد الوسائط من الباب إلى الباب‪ ،‬فالميناء يوفر‬
‫ويربط بين وسائل النقل البحري (السفن) والنقل البري وبالعكس ويقدم جميع التسييالت والخدمات‬
‫التي تحقق األمن ومستوى أداء بأقل التكاليف الممكنة‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة العمالة ‪ : EMPLOYMENT FUNCTION‬مما ال شك فيو أن الموانئ توفر فرص‬
‫عمل كثيرة في مختمف األنشطة وتساعد عمى خمق كوادر رئيسية في مجال اإلدارة والتشغيل‬
‫يمكن االستفادة منيا في تطوير صناعة الموانئ وفرص العمل التي توفرىا الموانئ تعتمد عمى‬
‫نوع الميناء ونوع النشاط الذي يقوم بو‪.‬‬
‫‪ -4‬الوظيفة الصناعية ‪ :INDUSTRIAL FUNCTION‬تقوم معظم الموانئ اآلن بالتصنيع أو‬
‫بمعنى آخر أصبحت كأي مؤسسة تجارية وتقوم عمى بعض الصناعات ذات الطبيعة التصديرية‬
‫أو التي تعتمد عمى المواد الخام التي تستورد من الخارج ومن أمثمة ىذه الصناعات الحديد‬
‫والصمب صناعة السفن‪ ،‬تجميع السيارات معامل تكرير البترول أو أصبحت كما يقال عنيا اليوم‬
‫مراكز لوجستية‪.‬‬
‫‪ -5‬وظيفة الموارد المالية ‪ : CURRENCY FUNCTION‬تعتبر الموانئ من أىم المصادر‬
‫لمحصول عمى العمالت الصعبة التي تحتاجيا الدولة ويتحقق ىذا عن طريق الرسوم التي تحصل‬

‫‪ 1‬ـ شريف ماىر ىيكل‪ ،‬الموجستيات والموانئ البحرية من اجل التغيير‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االسكندرية‪،2015 ،‬‬
‫ص‪.‬ص‪..23.21.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫من السفن‪ ،‬والرسوم الجمركية التي يتم تحصيميا عن البضائع الواردة ومن ناحية أخرى عن طريق‬
‫العممة التي ينقميا أطقم السفن والركاب‬
‫‪ -6‬وظيفة سياسية ‪ : PLITICAL FUNCTION‬لمموانئ دو ار ىام في تدعيم االستقالل‬
‫االقتصادي والسياسي لمدولة‪ ،‬حيث أن الدولة التي تتمتع بمنافذ مباشرة موانئ بحرية عمى العالم‬
‫الخارجي دون أي ضغوط لوقوع تجارتيا الخارجية تحت سيطرة أي دولة مجاورة تتمتع بتمك‬
‫االستقاللية‪ ،‬أما في حالة استخدام الضغوط التي تمارسيا دولة العبور فال يمكن تحقيق ذاتيا‬
‫واستقالليا االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -7‬الوظائف اإلقتصادية لمموانئ البحرية‪ :‬لكي يكتسب أي ميناء بحري أىمية اقتصادية يتحتم أن‬
‫يكون ىناك طمبا عمى خدمات ىذا الميناء‪ ،‬إذ أن العرض وحده ال يكفي إذ يوجد العديد من‬
‫الموانئ ال توجد تجارة تستخدم ىذه الموانئ الطبيعية الجيدة‪ .‬فمن بين الوظائف االقتصادية‬
‫لمموانئ البحرية ما يمي ‪:1‬‬
‫‪ -‬أماكن لنقل البضائع بين وسائط النقل المختمفة‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح السفن وتخزين السمع‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تغميف البضائع ومعالجتيا‪.‬‬
‫‪ -‬مراكز صناعية وتجارية كبرى ومراكز لوجستية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد تحركات البضائع واصدار التراخيص وجمع الضرائب‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مؤشرات كفاءة الموانئ وأدائها في ظل الفرص والتحديات‬

‫تعتبر عمميات الميناء مجموعة من اإلجراءات التي يقدميا الميناء لمختمف زبائنو‪ ،‬كالقيام‬
‫بإجراءات شحن وتفريغ البواخر واجراء تناول البضائع وتخزينيا ومن ثم تسميميا لوكالئيا‪ ،‬وتختمف الموانئ‬
‫في سرعة وجودة تقديم ىذه اإلجراءات وىذا االختالف والتفاوت خمق ما يسمى بكفاءة الموانئ‪ ،‬ويكون ىذا‬
‫التفاوت في األداء باإلستغالل األمثل لموارد الميناء واالحاطة بمختمف نقاط الضعف ومعالجة النقص‬
‫إلكتساب مزايا تنافسية والرفع من انتاجية الميناء‪.‬‬

‫‪1‬ـ شريف ماىر ىيكل‪ ،‬إدارة وسياسات الموانئ البحرية‪ ،‬مكتبة الحرية لمنشر والتوزيع‪ ،2008،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.7.‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫أوال‪ :‬كفاءة الموانئ ومؤشرات األداء فيها‬

‫‪ -1‬مفهوم كفاءة الموانئ‪:‬‬

‫خدمات الميناء متعددة وتقدم إلى أكثر من جية‪ ،‬ولكل جية مؤشر خاص بيا في قياس الكفاءة‪،‬‬
‫حيث يوجد مؤشر الباخرة الرصيف ومؤشر الساحة وغيرىا‪ ،‬لذلك فإن مفيوم كفاءة الميناء يختمف بحسب‬
‫المؤشر المستخدم لمكفاءة‪ ،‬ولكن بشكل عام يعتبر الزمن العامل الفاصل والحاسم في تقييم كفاءة وجودة‬
‫الميناء وبناء عمى ذلك يمكن القول أن كفاءة الميناء تحدد بالفترة الزمنية لبقاء السفينة عمى الرصيف‪،‬‬
‫وبالفترة الزمنية لبقاء البضائع بالميناء‪ ،‬باإلضافة إلى كمية البضائع المتناولة عبر محطة الحاويات‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤشرات األداء في الموانئ‪:‬‬

‫يسعى أي ميناء إلى تقديم الخدمات بجودة عالية‪ ،‬وبكفاءة تقمل من المدة الزمنية لبقاء السفن‬
‫والبضائع في الموانئ وبالتالي تقميل التكاليف‪ ،‬مع مراعاة استخدام موارد الميناء من معدات وآليات‬
‫ومساحات ضمن الحد األدنى‪ ،‬ولذلك يجب عمى الموانئ اعتماد مجموعة أدوات تساعد في اتخاذ الق اررات‬
‫السميمة في الوقت المناسب‪ ،‬وذلك لتحسين جودة الخدمات‪ ،‬وىذه األدوات ىي مؤشرات أداء الميناء‪.1‬‬

‫يمكن تقسيم مؤشرات األداء في الموانئ إلى أربعة مجموعات رئيسية يمكن أن تختصر إلى كممة‬
‫‪. SOUP‬‬

‫‪ .1‬الخدمة ‪Service‬‬
‫‪ .2‬اإلنجاز (اإلنتاج( ‪Output‬‬
‫‪ .3‬االستخدام ‪Utilization‬‬
‫‪ .4‬اإلنتاجية ‪productivity‬‬

‫وسنتناوليا باختصار في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬مؤشرات الخدمة‪:‬‬

‫‪1‬ـ باسل ابراىيم ونوس‪ ،‬أثر البنية التحتية و التنظيمية عمى كفاءة الموانئ ومحطات الحاويات" دراسة تطبيقية عمى موانئ و محطات حاويات البحر‬
‫األبيض المتوسط"‪ ،‬بحث مقدم لمحصول عمى شيادة دكتوراه في ادارة االعمال‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬سوريا ‪ ،2015،‬ص‪.88.‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫توجد عدة مؤشرات لقياس جودة الخدمة المقدمة من طرف الميناء‪ ،‬وأىم ىذه المؤشرات ىو الذي‬
‫يعتمد عمى عامل الزمن فالوقت في الميناء لو أىمية بالغة سواء فيما يخص البواخر أو فيما يخص‬
‫البضائع وأىم ىذه المقاييس ىو زمن إنجاز الخدمة‪ ،‬ويمكن تقسيمو إلى‪:‬‬

‫‪ ‬زمن الباخرة‪ :‬يعد من المؤشرات الميمة جدا في تقييم مستوى أداء الخدمة التي يقدميا الميناء لمالك‬
‫ووكالء البواخر ويعكس حجم التكاليف واألرباح‪ ،‬ويقصد بزمن الباخرة الزمن الكمي الذي تقضيو‬
‫السفينة في الميناء‪ ،‬ويقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬زمن انتظار السفينة‪ :‬ىو الزمن بين وصول السفينة وبين رسوىا عمى الرصيف‪.‬‬
‫‪ ‬زمن الرصيف‪ :‬ىو الزمن الكمي لمسفينة عمى الرصيف‪.‬‬
‫‪ ‬زمن الحاويات أو البضائع‪ :‬يقصد بو الزمن الذي تقضيو الحاوية في ساحات المرفأ‪ ،‬ويعكس كفاءة‬
‫أداء المعدات الموجودة في الساحات ومدى التسييالت اإلدارية والجمركية المقدمة من قبل الجيات‬
‫التي ليا عالقة بالبضاعة أو الحاويات ‪.‬‬
‫‪ .2‬مؤشرات اإلنجاز‪:‬‬

‫يقصد باإلنجاز في الموانئ كمية البضائع التي تم تناوليا خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬ويمكن تقسيميا‬
‫إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤشر إنجاز الباخرة‪ :‬وىو عبارة عن مؤشر يقيس معدل تداول البضائع من والى الباخرة إلى ومن‬
‫الرصيف‪ ،‬وعادة يتم التعبير عن إنجاز الباخرة بالفترة الزمنية التي يتم خالليا قياس كمية البضائع‬
‫التي يتم تداوليا كما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدد األطنان التي يتم تداوليا لمباخرة خالل ساعات العمل‪ :‬ويحسب بقسمة كمية البضائع الكمية‬
‫التي يتم‬
‫‪ -‬عدد األطنان التي يتم تداوليا لمباخرة خالل ساعة عمى الرصيف‪ ،‬ويتم حسابيا بقسمة كمية‬
‫البضائع المتداولة الكمية عمى إجمالي عدد الساعات الكمية عمى الرصيف سواء كانت ساعات‬
‫عمل أو غير عمل ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫ب‪ -‬مؤشر إنجاز الرصيف‪ :‬إن القياس المستخدم لعممية إنجاز الرصيف يسمى تيار المرور وىي عممية‬
‫قياس كمية البضائع التي تم تداوليا عمى الرصيف خالل فترة زمنية محددة وىي عادة سنة واحدة‬
‫شحنيا أو تفريغيا من الباخرة عمى عدد ساعات العمل الفعمية فقط‪. 1‬‬
‫‪ .3‬مؤشرات اإلستخدام‪:‬‬

‫تعتبر مؤشرات االستخدام المقياس الحقيقي لكيفية استخدام الميناء لموارده‪ ،‬ويمكن أدارج أىم ىذه‬
‫المؤشرات فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤشر إشغال الرصيف‪ :‬ويعبر ىذا المؤشر عن الفترة الزمنية التي يكون فييا الرصيف مشغول‬
‫بالبواخر‪ ،‬وتعكس نسبة إشغال الرصيف مؤشرات ميمة في تحديد مستوى الخدمات التي يقدميا‬
‫الميناء‪ ،‬وتعد ىذه المعمومات ىامة لوكالء ومالك البواخر وخطوط الشحن البحري‪ ،‬مؤشر إشغال‬
‫الرصيف يجب أن يستخدم بحذر ألن ارتفاع نسبتو قد تعكس التأخير أو التكدس‪ ،‬وانخفاض نسبتو‬
‫قد تعكس عدم االستخدام األمثل لمموارد‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤشر استخدام الساحة‪ :‬يعد أيضا من مؤشرات االستخدام الميمة الخاصة بساحات الحاويات وىو‬
‫يعبر عن نسبة عدد الحاويات الموجودة في الساحة إلى عدد الحاويات الممكن تخزينيا في الساحة‪،‬‬
‫وقد بينت الدراسات في محطات الحاويات َّ‬
‫أن نسبة ‪ %65‬تمثل النسبة المناسبة الستخدام ساحة‬
‫الحاويات‪ ،‬حيث أن استخدام نسبة أكبر منيا يعبر عن مدى اكتظاظ الساحة بالحاويات وصعوبة‬
‫الوصول إلى الحاويات المطموبة أو تخزين حاويات جديدة‪ ،‬بينما تعبر استخدام نسبة أقل من‬
‫‪ %65‬عن عدم االستخدام األمثل لموارد المحطة فيما يخص المساحات المستخدمة‪. 2‬‬
‫‪ .4‬مؤشر اإلنتاجية‪:‬‬

‫عمى الرغم من أن المؤشرات الثالثة السابقة تقدم معمومات ىامة عن عمميات الموانئ‪ ،‬إال أنيا ال‬
‫تقدم معمومات عن كفاءة وفعالية عمميات الميناء‪ ،‬حيث يقوم مؤشر اإلنتاجية في الموانئ بتوضيح مدى‬
‫كفاءة العمالة والمعدات واإلنشاءات التي تستخدم في الميناء‪.‬‬

‫‪1‬ـ نجوى قوارطة‪ ،‬عبداوي ايناس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.94.‬‬


‫‪2‬ـ باسل ابراىيم ونوس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91.‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫ويمكن تحقيق مستويات مرتفعة من اإلنتاجية من خالل المحافظة عمى نفس مستوى اإلنجاز‬
‫باستخدام حجم أقل من الموارد (عمالة‪ ،‬معدات ‪...‬الخ) في الميناء‪ ،‬أو عن طريق زيادة حجم اإلنجاز‬
‫باستخدام نفس الموارد‪ ،‬وىذا ما يعرف بكفاءة الموانئ ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر القوة والضعف لمموانئ‬

‫تمثل العوامل التالية وعناصرىا مصادر القوة والضعف لمموانئ وتكون ىذه العوامل وعناصرىا‬
‫مصد اًر لقوة الميناء إذا كانت في صالحو أما إذا كانت في غير صالحو فإنيا تعتبر مصد اًر لضعف‬
‫الميناء‪:‬‬

‫‪ .1‬الموقع الجغرافي‪:‬‬
‫‪ ‬قرب الميناء من الخطوط الرئيسية لممالحة (مسافة الحيود)‪ ،‬مراكز اإلنتاج و‪/‬أو اإلستيالك‪.‬‬
‫‪ ‬طول وعمق قناة االقتراب لمميناء وعمق مدخمو‪.‬‬
‫‪ ‬األراضي المتاحة لتوسيع رقعة الميناء‪.‬‬
‫‪ ‬األحوال الجومائية السائدة بمنطقة الميناء ومدى تأثيرىا عمى‪:‬‬

‫‪ -‬دخول ومغادرة السفن إلى ومن الميناء‪.‬‬

‫‪ -‬سالمة السفن الموجودة بالميناء‪.‬‬

‫‪ -‬إستم اررية عمميات شحن وتفريغ السفن الموجودة بالميناء دون توقف‪.‬‬

‫‪ .2‬توفر وسائل النقل المختمفة بالميناء‪:‬‬


‫‪ ‬مدى توفر شبكات النقل المختمفة التالية وكفاءة ومعدالت تردد وسائطيا عمى الميناء‪:‬‬

‫‪ -‬الخطوط المالحية المنتظمة لمسفن‪.‬‬

‫‪ -‬النقل البري‪ ،‬السكك الحديدية‪ ،‬النقل النيري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬نوالين وأسعار األنواع المختمفة لمنقل‪ ،‬النقل البحري والنقل البري والنقل النيري‪.‬‬

‫‪1‬ـ عوض‪ ،‬سامي زكي‪ ،‬محطات الحاويات ـ تخطيط وادارة ـ‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬مصر ‪ ،2005،‬ص‪.‬ص‪.89،88.‬‬
‫‪2‬ـ ايمن النحراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.280.‬‬
‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ .3‬خدمات الميناء توفرها وكفاءتها‪:‬‬


‫‪ ‬القدرات واإلمكانيات المتوفرة بالميناء من حيث تعدد نوعياتيا وتوفر المعدات المتخصصة ليذه‬
‫النوعيات‪ ،‬وكذلك األرصفة والمخازن المخصصة ليا‪ ،‬وطاقاتيا السنوية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلمكانية والخبرة في التعامل مع األحجام المختمفة لمسفن والنوعيات المختمفة لمبضائع و السمع‬
‫والنوعيات المختمفة ألشكال البضائع (الحاويات الصب الجاف‪ ،‬الصب السائل‪ ....‬إلخ)‪.‬‬
‫مستوى أداء وانتاجية محطات الشحن واألرصفة والمعدات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬توفر وكفاءة الخدمات التكميمية والمساعدة لمسفن والبضائع والخدمات المساعدة األخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬أسعار خدمات الميناء‪:‬‬
‫‪ ‬مستوى قيمة الرسوم والتعريفات المختمفة بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬مدى استقرار قيمة الرسوم والتعريفات بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة واستراتيجية التسعير بالميناء‪.‬‬
‫‪ .5‬قوة العمالة بالميناء‪:‬‬
‫‪ ‬مستوى حرفية وميارة العمالة بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬حجم العمالة الفعمية بالميناء بالنسبة لحجم العمالة المطموبة‪.‬‬
‫‪ ‬المناخ االجتماعي لمعمالة (المشاكل العمالية)‪.‬‬
‫‪ ‬الدوافع المحفزة لمعمالة‪.‬‬
‫‪ ‬مستوى العالقات العمالية‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلدارة بالميناء‪:‬‬
‫‪ ‬مدى سيطرة ىيئة الميناء عمى أنشطة وخدمات الميناء المختمفة‪.‬‬
‫‪ ‬مستوى التوجيو واإلدارة بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬مستوى عالقة اإلدارة بعمالء الميناء‪.‬‬
‫‪ ‬مدى سيولة ومستويات صناعة القرار بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬مدى سيولة اإلجراءات وبساطة دورة المستندات بالميناء‪.‬‬
‫‪ .7‬االتصاالت السمكية والالسمكية‪:‬‬
‫‪ ‬توفر وكفاءة شبكات االتصاالت السمكية والالسمكية والتي تشمل عمى‪ :‬الفاكس والتمكس والتميفون‬
‫الدولي المباشر وأنظمة تبادل البيانات إلكترونياً ‪.EDI‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ .8‬الموقف المالي‬
‫‪ ‬مدى توفر التمويل المالي لتنفيذ مشروعات التطوير والتحديث بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬المؤشرات المالية األخرى مثل الفائض والعجز في الميزانية ‪ ...‬إلخ‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬رقمنة الموانئ ودورها في التجارة الخارجية‬

‫تمعب الموانئ دو ار رئيسيا في تنمية اقتصاد الدول وتنمية التجارة الخارجية بيا‪ ،‬ويالحظ في موانئ‬
‫الدول النامية أنيا تواجو جممة من التحديات كما أن عمييا إجراء مجموعة من التعديالت وتطوير مرافقيا‬
‫واتباع الدول المتطورة التي كانت سباقة في تطوير الموانئ‪ ،‬وىذا بغرض تنمية تجارتيا الخارجية‪ ،‬والذي‬
‫أ صبح ضرورة حتمية التوجو نحو رقمنة قطاع الموانئ لالستفادة من ثورة تكنولوجيا المعمومات لمنيوض‬
‫باالقتصاد الوطني عن طريق ما تقدمو الرقمنة من تعزيز لكفاءة وأداء الموانئ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬دور الموانئ في تنمية التجارة الخارجية وطرق تطويرها‬

‫لمموانئ دور ميم في تطوير التجارة الخارجية فيي العصب الحساس لمتجارة الدولية‪ ،‬وىذا بما‬
‫تقدمو من مزايا خالل عممية النقل البحري‪ ،‬وتواجو ىذه االخيرة العديد من التحديات والمشاكل اثناء اداء‬
‫نشاطيا خاصة في الدول النامية مما استوجب تركيز إىتمام أكبر بقطاع الموانئ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دور الموانئ في تنمية التجارة الخارجية‬

‫لمموانئ ذات الكفاءة العالية واألداء المتميز دور نشط في التنمية االقتصادية ويترتب عمى ىذا الدور‬
‫‪2‬‬
‫بعض االيجابيات التي يمكن تمخيصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬تساعد عمى دعم وتأكيد االستقالل االقتصادي والسياسي لمدولة ‪.‬‬


‫‪ ‬خفض تكاليف الواردات والسمع االستيالكية والمواد الخام تزيد من القدرة التنافسية لصادرات‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وتنمية المناطق المجاورة لمميناء) زراعية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية)‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر مورد ومصدر لمحصول عمى العممة الصعبة الالزمة لتحويل برامج التنمية ‪.‬‬

‫‪1‬ـ ايمن النحراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.282.281.‬‬


‫‪ 2‬ـ المرغني‪ ،‬اليادي مفتاح‪ ،‬دور الوعي البيئي في االمان الميني لدى العاممين بالموانئ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.55 .‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬تشجيع قيام بعض الصناعات‪ ،‬وتشجيع قيام تجارات جديدة ‪.‬‬


‫‪ ‬مورد من مواد الخزانة العامة عن طريق تحصيل الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع لالستثمار البشري وتوفير فرص العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬المساىمة في تكوين كوادر فنية في قطاعات اإلدارة والتشغيل ‪.‬‬
‫‪ ‬قيام أنشطة متعددة تخدم قطاع النقل البحري مثل‪ :‬التوكيالت المالحية‪ ،‬شركة التامين‪ ،‬تموين‬
‫السفن إصالح السفن‪ ،‬تخزين‪ ،‬نقل‪ ......‬الخ ‪.‬‬

‫يتضح مما سبق األىمية البالغة لمموانئ ودورىا في تنمية التجارة الخارجية لمدول وتنمية اقتصادياتيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحديات التي تواجه الموانئ‬

‫لقد أصبح ينظر إلى الموانئ اليوم بان ليا وظيفة ذات طابع تجاري‪ ،‬إذا أصبحت عبارة عن‬
‫منشآت تجارية شأنيا شان المنشآت الصناعية األخرى‪ ،‬ونظ ار ألن التجارة والنقل العالمين ىما جزء من‬
‫سوق شديدة المنافسة‪ ،‬فإن جميع الموانئ بال استثناء توجد في الخطوط األولى لممنافسة الدولية ‪.‬‬

‫وتشير التوقعات أن موانئ الحاويات في جميع أنحاء العالم سوف تستقبل أعداد متزايدة من‬
‫الحاويات‪ ،‬حيث وجد أن حركة التجارة البحرية بالحاويات ليا نتائج ايجابية كبيرة عمى االقتصاد والتجارة‬
‫البحرية الدولية ‪.‬‬

‫وقد برزت أىمية النقل بالحاويات مقارنة بوسائل النقل التقميدية األخرى )البضائع العامة( ‪.‬‬

‫كما تشير إلى ذلك معدالت النمو العالية لمنقل بالحاويات‪ ،‬األمر الذي جعل الموانئ تسعى إلى‬
‫استحداث محطات جديدة متخصصة لمناولة الحاويات أو تقوم بتطوير وتوسعة محطات الحاويات القائمة‬
‫بيا وتجدر اإلشارة إلى أن موانئ بعض الدول مازالت تواجو بعض التحديات أىميا ‪:1‬‬

‫‪ ‬اإلرتفاع النسبي في رسوم وأجور خدمات الموانئ‪.‬‬


‫‪ ‬عدم قدرة قواعد وتعميمات الموانئ عمى مواكبة التطورات التي حدثت في صناعة النقل البحري‬
‫والذي يجعميا بحاجة ماسة إلى التحديث والتطوير المواكبة تمك التغيرات‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ بالوش سميمان اسعد‪ ،‬االتجاىات الحديثة في ادارة الموانئ البحرية‪ ،‬دراسة حالة ميناء الالذقية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬ارتفاع أجور األراضي والمستودعات في الموانئ والتي تحد من أعمال النشاطات المرتبطة‬
‫بأعمال االستيراد والتصدير‪ .‬وتقمل من فرص استغالل طاقات الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬خضوع الحاويات الواردة لمموانئ لعمميات التفتيش والتي قد تؤدي في بعض األحيان إلى تمف‬
‫المنتج معامالت الحاويات الفارغة كأنيا بضائع مستوردة ‪.‬المستورد بداخميا ‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض عدد ساعات التشغيل‪ ،‬حيث أن عمل الجمارك مقيد بساعات محددة‪ ،‬ويتم إغالق‬
‫بوابات الميناء جزئيا أو كميا بعد فترة الدوام الرسمي وخالل عطل األسبوع واألعياد‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع حجم القيود المفروضة عمى بضائع المسافة والترانزيت‪.‬‬
‫‪ ‬طول إجراءات فسح ركاب السفن والذي يستغرق عدة ساعات ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم كفاية مختبرات الجودة والنوعية بالموانئ ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سبل تحسين خدمات الموانئ‬

‫‪1‬‬
‫ينبغي العمل عمى تحسين خدمات الموانئ من خالل القيام بما يمي ‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض رسوم وأجور خدمات الموانئ لتكون قادرة عمى منافسة موانئ الدول المجاورة ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديث قواعد وتعميمات الموانئ لتواكب التطورات التي تحدث في صناعة النقل البحري حيث أن‬
‫ذلك يعتبر عامل ميم في تطوير عمل الموانئ ‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض أجور األراضي والمستودعات في الموانئ بما يساىم في تشجيع القطاع الخاص‬
‫لالستثمار في الموانئ والذي سوف ينعكس إيجابا عمى أعمال النشاطات المرتبطة بأعمال‬
‫االستيراد والتصدير ويعظم االستفادة من طاقات الموانئ بالشكل األمثل‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين طرق تفتيش الحاويات الواردة ووضع إجراءات خاصة بشأن السمع القابمة لمتمف لتجنيب‬
‫الموردين الخسائر المرتبطة بتمف البضائع الواردة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تسييل إجراءات التفتيش عمى الحاويات الفارغة وعدم معاممتيا عمى انيا بضائع‬
‫مستوردة‪.‬‬
‫‪ ‬تمديد ساعات عمل الموانئ وعدم إقفال بوابات الميناء بعد فترة الدوام الرسمي‪ ،‬وخالل عطل‬
‫األسبوع واألعياد‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ زيدان زيري حسن محمد‪ ،‬اثر االدارة الموجستية في تحقيق الميزة التنافسية لمموانئ‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.135.‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬ضرورة زيادة مختبرات الجودة والنوعية بالموانئ لتكون قادرة عمى استيعاب الحجم الكبير‬
‫لمواردات‪.‬‬
‫‪ ‬تسييل اإلجراءات المفروضة عمى بضائع المسافة والترانزيت‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيقات الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في الموانئ‬

‫إن التطور السريع في أجيزة الحاسب وأجيزة االتصاالت الالسمكية وعممية الربط بينيما قد‬
‫أسيمت في تطوير األنظمة التي تقدم لممديرين معمومات كاممة وسريعة وكذلك بدقة أكبر من التي كانت‬
‫توفرىا األنظمة التقميدية باإلضافة إلى ذلك فإن استخدام أنظمة المعمومات الحديثة يعطي ميزات تنافسية‬
‫أكبر بالنسبة لمستخدمي الميناء وكذلك فإن معظم الموانئ بتعدد أنشطتيا تستطيع االستفادة والنفع من ىذه‬
‫األنظمة‪.‬‬

‫أوال ‪:‬أنظمة معمومات الميناء‬

‫‪ -1‬مفهوم أنظمة المعمومات في الميناء‪:‬‬

‫ىي مجموعة االنظمة االلكترونية المتواجدة في مختمف ادارات الميناء والتي تعتمد عمى الحاسب‬
‫االلي بمختمف البرامج و التطبيقات و الشبكات الداخمية وشبكة االنترنيت حيث تقدم معمومات حديثة أول‬
‫بأول لمعظم عمالء الميناء لتغطي حركة السفن و البضائع من والى الميناء‪ ،‬وىذا يتيح لمعمالء إجراء‬
‫اتصاالتيم اليومية عن طريق أجيزة الحاسب وخطوط االتصاالت‪ ،‬حيث أن الميناء ليس فقط المكان الذي‬
‫يتم فيو شحن وتفريغ البضائع ولكنو ذلك المكان الذي يتقابل فيو جميع األفراد المشتركين في سمسمة النقل‬
‫ألنو حمقة الوصل بين البحر والبر ويربط بين شركات المالحة والشاحنين والوكالء وكذلك عمميات النقل‬
‫البر‪ ،‬وىؤالء األطراف يحتاجون إلى الكثير من المعمومات وتبادل البيانات والمستندات بينيم وعميو فإن‬
‫األنشطة تحتاج إلى سيولة وبساطة ونظام سريع يوفر الدقة المطموبة لجميع األطراف‪.‬‬

‫تيدف ىذه االنظمة لمحصول عمى الدقة والكفاءة والفاعمية في نشر المعمومات فييئة الميناء‬
‫تحرص عمى أن تجعل نظام المعمومات واإلجراءات أوتوماتيكيا سريع االستجابة‪ ،‬وىذا راجع الى كثرة‬
‫المتعاممين بمختمف اصنافيم مثل مشغمي الميناء واألطراف األخرى مثل وكالء الشحن والوكالء المالحيين‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫وشركات الشحن والتفريغ وكذلك كبار المصدرين والمستوردين‪ ،‬وبالتالي الكميات الكبيرة من البيانات التي‬
‫يتعامل معيا الميناء تستوجب نظام جيد وقوي‪.‬‬

‫ولمحصول عمى معمومات دقيقة عامل ىام جدا وخصوصا في عمميات التخطيط لمميناء بيدف التحكم‬
‫والسيطرة عمى جميع العمميات واالنشطة داخل الميناء‪ ،‬فالبد من التكامل والتوحيد في كل العمميات لرفع‬
‫كفاءة وانتاجية الميناء‪.1‬‬

‫‪ -2‬مكونات نظم المعمومات بالموانئ البحرية‪:‬‬

‫ىناك نظامين مساعدين مترابطين يغطيان عدة أنشطة وظيفة النظام المساعد األول ىي مراجعة‬
‫صالحية المعمومات التي تدخل النظام ثم استخدام المعمومات الصالحة المحافظة عمى تحديث الممفات‬
‫وكل المعمومات غير الصالحة سوف تعاد لمتصميح وبالتالي يتم إدخاليا مرة أخرى‪ ،‬والغرض من النظام‬
‫المساعد الثاني ىو اختيار البيانات من الممفات وتعديميا لتقديم التقارير واألنظمة المفيدة‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األنظمة فإن المعمومات القادمة يجب تصنيفيا حتى يمكن تحميميا حيث أن نوع التحميل يعتمد عمى طريقة‬
‫التصنيف المستخدمة وحتى يمكن تالقي وتقميل األخطاء البشرية يجب ان يكون النظام تحت تحكم‬
‫وسيطرة أي يتم التحكم في عممية معالجة البيانات واليدف الرئيسي من نظام المعمومات ىو تقديم البيانات‬
‫والمعمومات في الوقت المناسب وبصورة نافعة باإلضافة إلى أن ىذه البيانات يجب أن تكون دقيقة‬
‫وكاممة ‪.2‬‬

‫ولتنفيذ نظام فعال إلدارة نظم معمومات الميناء فإنو يجب أن يحتوي عمى الييكل وتردد وتوقيت وغرض‬
‫ومعمومات تحتوي عمى الق اررات المطموبة لمتحكم في إدارة الميناء بكفاءة‪.‬‬

‫إن الق اررات التي يت م توزيعيا لكل مستوى قرار يبدأ من مشغل المعدات والمشرف والمدير المسؤول ومدير‬
‫العمميات ومستويات إدارة الميناء‪ ،‬كل قرار يحتوي عمى الترددات واألماكن واألنواع‪.‬‬

‫أما الخصائص األخرى فيجب أن تكون معروفة بوضوح وىذا التتابع عادة ما يأخذ الشكل اليرمي‪ .‬نظام‬
‫معمومات إدارة الميناء المتكامل يتطمب قطع مختمفة من المعدات الجزء الرئيسي من النظام عادة ىو‬
‫الحاسب اآللي أو عدد من أجيزة الحاسب اآللي ويتكون النظام من الوحدات اآلتية ‪:‬‬

‫‪1‬ـ ايمن النحراوي‪ ،‬الموانئ البحرية السعودية والتحديات المستقبمية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2012،‬ص‪.197.‬‬
‫‪2‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.199.‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬ذاكرة مركزية‪.‬‬
‫‪ ‬وحدة معالجة مركزية‪.‬‬
‫‪ ‬وحدات تخزين مساعدة‪.‬‬
‫‪ ‬أجيزة إدخال البيانات ‪.‬‬
‫‪ ‬أجيزة إخراج البيانات ‪.‬‬
‫المزايا والفورات المتحققة من خالل نظم معمومات الميناء‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ ‬زيادة سرعة الحصول عمى البيانات وسريانيا وتداول كميات كبيرة منيا حيث أن اجيزة الحاسب‬
‫اآللي يتم التحكم فييا بواسطة أفراد قميمة وىذا يقمل التكمفة ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة اإلنتاجية وتقديم سعة أكبر لتداول أي قدر من المعمومات وبالتالي تقديم أحسن خدمة‬
‫لمعمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تقديم تقارير أسرع من الطرق اليدوية ويمكن االستجابة بسرعة لممتغيرات التي تحدث في‬
‫الطمب وتقديم المستندات بانتظام‪.‬‬
‫‪ ‬الحاسب اآللي يمكنو عمل مراجعة بسرعة مكثفة عمى البيانات وبالتالي يقدميا صحيحة وبدون‬
‫أخطاء ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام األجيزة المركزية لمممفات في الميناء يساعد كل قسم من استخدام نفس البيانات من نفس‬
‫المصدر التخاذ الق اررات واعداد اإلحصائيات مع إمكانية تقديم المعمومات في الوقت المناسب ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام تبادل البيانات إلكترونيا ( ‪(EDI‬‬

‫سوف يأتي وقت قريب حيث يكون تبادل المعمومات إلكترونيا بين الناقل وعمالئو أكثر شيوعا بل يكون‬
‫يكاد األكثر شيوعا حاليا خاصة في العالم المتقدم‪ ،‬وحيث يصبح من الممكن القيام بتوصيل المعمومات‬
‫التالية إلكترونيا‪ :‬سندات الشحن‪ ،‬الحسابات‪ ،‬تتبع البضائع‪ ،‬اإلجراءات الجمركية وذلك بواسطة التبادل‬
‫االلكتروني لممعمومات واالنترنت والفاكس والتيميفون بما يخمق خدمات تبادل معمومات سمسمة اإلمداد لذلك‬
‫يتوقع سيادة عمميات التجارة االلكترونية عن طريق االنترنت والتبادل لمبيانات‪. 1‬‬

‫ىناك ارتباط وثيق بين الموجستيات االلكترونية و عمميات الموانئ وأنشطتيا فالدور الحديث لمموانئ‬
‫البحرية يتضمن نطاقا أكثر اتساعا من حيث األنشطة والعمميات وأدائيا في ظل تداخل وترابط وتكامل‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.‬ص‪.200.199.‬‬


‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫أنشطة النقل ووسائطيا التي تستيدف عبور الفجوة بين المنتج والمستيمك وتحقيق المنفعة الزمانية‬
‫والمكانية بأكفأ الطرق وأرخصيا بما يحقق خفضا في التكمفة الكمية لمنقل في إطار السمسمة الموجستية‬
‫المتكاممة التي تتدفق خالليا البضائع بكفاءة عالية عبر وسائل النقل المختمفة بكميات محددة وتوقيعات‬
‫محكمة وفقا لموجستيات نقل ىذه البضائع وعميو يمكن تعريف الموجستيات االلكترونية بأنيا" ‪:‬عممية‬
‫تطبيق تكنولوجيا المعمومات واإلتصال في مجال تخطيط وتنفيذ ومراقبة تدفق السمع والخدمات بكفاءة‬
‫وفعالية بدءا من مرحمة الحصول عمى المادة الخام أو المكونات وتدفقيا عبر المراحل المختمفة لإلنتاج‬
‫والتوزيع وحتى مرحمة االستيالك النيائي لذا يجدر بنا أن نعرف نظام التبادل االلكتروني باعتباره أحد أىم‬
‫نظم المعمومات واالتصاالت المطبقة في مجال الموانئ والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بمفيوم الموجستيات‬
‫االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم نظام تبادل البيانات إلكترونيا‪:‬‬

‫ىو ذلك النظام الذي يتضمن انتقال المستندات الخاصة بالتجارة والنقل الدوليين من حاسب آلي إلى‬
‫حاسب آلي آخر في شكل رسائل نمطية موحدة من حيث ىيكل المعمومات التي يحتوييا بحيث يمكن‬
‫لمحاسب اآللي التعامل معيا مباشرة دون تدخل بشري أي أن نظام تبادل البيانات الكترونيا ىو نظام يقوم‬
‫عمى إرسال البيانات محل التبادل من الحاسب اآللي إلى آخر وبالعكس وعميو فإن البيانات التجارية‬
‫واإلدارية ىي التي يتم تبادليا بين الحواسب اآللية المختمفة ويتم تبادل ىذه البيانات عمى نماذج نمطية‬
‫معروفة ومخصصة لنوع البيانات محل التبادل أي أن الغرض من ىذا النظام ىو استخدام تقنية حديثة‬
‫إلحالل الرسائل االلكترونية محل الرسائل الورقية التقميدية لتنقل المعامالت في مجال التجارة والنقل من‬
‫مجتمع تبادل البيانات الورقي إلى تبادل البيانات الكترونيا وىذا يتطمب تغيير في نظم اإلدارة والمتابعة‬
‫لمتحول إلى نظم ديناميكية سريعة التعامل ولحظية في إتخاذ القرار‪.1‬‬

‫‪ .2‬دور نظام ‪ EDI‬في عمميات الميناء‪:‬‬

‫ىناك عدة ادوار لنظام التبادل االلكتروني لمبيانات توجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬معرفة مسار الحاويات‪.‬‬


‫‪ ‬إرسال المانيفستات (قوائم البضاعة)‪.‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.203.‬‬


‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ ‬إرسال بيانات مستندات الشحن معمومات عن البضائع الخطرة ‪.‬‬


‫‪ ‬تبادل المعمومات بين العمالء ‪.‬‬
‫‪ .3‬مزايا نظام تبادل البيانات إلكترونيا‪:‬‬

‫ىناك مزايا عديدة لنظام التبادل االلكتروني لمبيانات نوجزىا فيما يمي ‪:1‬‬

‫‪ ‬السرعة والدقة في تداول المعمومات بين الميناء واألطراف األخرى مثل العمالء والجوازات وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة كفاءة اتصاالت الميناء نتيجة الوقت القصير وعدم األخطاء‪.‬‬
‫‪ ‬تقميل التكمفة نتيجة تقميل الوقت المستغرق في جميع العمميات‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين مستوى اإلدارة والسرعة في اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ ‬تسييالت كبيرة في التجارة عن طريق زيادة سرعة التخميص الجمركي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الكفاءة نتيجة تحسين اإلدارة من سريان البضاعة والمستندات‪.‬‬
‫‪ ‬يجعل الميناء منافسا لمموانئ األخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين العمل وزيادة الربح ‪.‬‬
‫‪ ‬تقميل المستندات الورقية وبالتالي تقميل األخطاء البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬سيولة ويسر عمميات المراقبة بمختمف أنواعيا سواء مراقبة جمركية أو صحيحة أو فنية ‪.‬‬
‫‪ ‬خفض التكاليف اإلجمالية لمبضائع ‪.‬‬
‫‪ ‬إنعكاس ىذا التوفير عمى الثمن اإلجمالي لمسمعة وال يتمثل التوفير في النواحي المادية فقط ولكن‬
‫ىناك توفير أيضا في الوقت الذي يتم تبادل ووصول ىذه المستندات الالورقية عالوة عمى الدقة‬
‫والعمل ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن من التخطيط الدقيق والتنفيذ الكف لموجستيات التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين خدمة إدارة المعمومات وتبادل البيانات سواء عمى المستوى المحمي أو الدولي ‪.‬تسميم‬
‫البضائع في الوقت المحدد والمتفق عميو لمعمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق عممية حفظ البيانات في يسر وأمان ألكبر فترة ممكنة وسيولة استرجاعيا‪.‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.205.‬‬


‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أهمية واثار توظيف الرقمنة في الموانئ عمى التجارة الخارجية‬

‫أوال‪ :‬أهمية الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في خفض التكاليف بالموانئ‬

‫يمكن القول أن خفض التكمفة لو أىمية بالغة في تحسين فعالية وكفاءة الموانئ البحرية والذي يمكن النظر‬
‫‪1‬‬
‫إليو من عدة زوايا مثل‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنتاجية لمميناء ككل‪.‬‬


‫‪ ‬تحديد وتقييد نسبة الضياع في الوقت والتداول بالميناء‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول بالمعايير إلى أقصى درجة من الكفاءة ومستويات أقل من التكمفة‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن الجوانب الزائدة أو غير الضرورية واسقاطيا‪.‬‬

‫ومن بين مجاالت خفض التكاليف تجد تكاليف الشراء تكاليف التخزين تكاليف التشغيل‪ ،‬تكاليف الخامات‬
‫تكاليف األصول الثابتة التكاليف اإلدارية تكاليف البيع والتوزيع وبالتالي فإن تحميل ودراسة تمك المجاالت‬
‫بعناية ييدف في النيابة إلى خفض التكمفة وتحقيق الوفورات في كافة المجاالت وخاصة تكاليف خدمات‬
‫الموانئ‪.‬‬

‫‪ .1‬هيكل تكاليف الموانئ‪:‬‬

‫العميم خدمات الميناء الرئيسية في العمود الفقري لمموانئ ميما تقدمت وانحصر في عمميات الشحن‬
‫والتفريع والتخزين ولذا نجد أن ىذه الخدمات في موانئ الجيل الثالث تتم باستخدام معدات حديثة ومتقدمة‬
‫تكنولوجيا ونظام معمومات متقدم لزيادة إنتاجية الميناء وتقميل زمن بقاء السفن باألرصفة‪.‬‬

‫ولذا نجد أن االتجاه إلى كثافة رأس المال بدال من الكثافة العمالية ىو االتجاه الزائد في الموانئ الحديثة‬
‫مع ضرورة ربط الميناء بمراكز المعمومات المالية والموانئ األخرى باستخدام نظام تبادل المعمومات‬
‫االلكتروني ‪.2‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.218.‬‬


‫‪2‬ـ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.219.‬‬
‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ .2‬التكاليف الخاصة بتسهيالت خدمات الموانئ‪:‬‬

‫من الميم لسمطة الميناء التعرف عمى التكاليف الخاصة بتقديم التسييالت والخدمات لعمالء الميناء‬
‫ومعرفة ىذه التكاليف عامة إذا كان اليدف وضع سياسية تسعير الخدمات الميناء القارن بين الرسوم التي‬
‫يتقاضاىا الميناء من العمالء نظير استخدام التسييالت وتكاليف استخدام ىذه التسييالت‪ ،‬ويمكن تقسيم‬
‫تكاليف الميناء إلى تكاليف تشغيل وتكاليف ال تخص التشغيل وترتبط تكمفة التشغيل بالخدمات التي تقدم‬
‫إلى عمالء الميناء مباشرة أما التكاليف التي ال تخص التشغيل فيي عبارة عن الخدمات التي ال تقدم‬
‫مباشرة إلى عمالء الميناء مثل التكاليف اإلدارية‪ ،‬كما يمكن تقسيم التكاليف إلى تكاليف ثابتة ال تتأثر‬
‫بحجم اإلنتاج وتكاليف متغيرة تتأثر بحجم اإلنتاج وعند احتساب التكمفة الكمية التشغيل تأخذ بنود التكمفة‬
‫اآلنية في االعتبار التكمفة الرأسمالية الخاصة بالفائدة واإلىالك تكاليف الصيانة التكاليف اإلدارية‪ ،‬تكمفة‬
‫التشغيل الخاصة باألجور والقوى والوقود‪.‬‬

‫ومن بين التسييالت التجارية التي يمكن أن تخفض التكاليف الكمية بالموانئ تكون عن طريق ‪:1‬‬

‫‪ ‬تنميط النماذج (سواء كانت ورقية أو الكترونية) المستخدمة في انسياب المعمومات اإلدارات‬
‫والمستويات التجارية والنقل الدوليين‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان تدفق المعمومات المتعمقة بتسييالت توزيع البضائع والخدمات وعدم إعاقة تطوير المناعة‬
‫الدولية أو نمو التجارة الخارجية وىذا يساعد البمدان المحافظة عمى مسايرة سرعة التقدم وتطور‬
‫واإلتصاالت‪.‬‬
‫‪ ‬التطمع التحسينات في اإلجراءات التجارية لمساعدة الحكومات والجيات المعنية بالتجارة كي تكون‬
‫أكثر كفاءة وتأثير بالنسبة لخفض التأخيرات والتكاليف وىذا يتضمن السعي لمتخمص من متطمبات‬
‫المعامالت التجارية في المجدية الداخمية والخارجية منيا والتي تسبب التأخير‪ ،‬والتكاليف ىو‬
‫الرشيدة‪ ،‬وتقميس الحواجز الصناعية الزيادة المساىمة في التجارة الدولية عبر الموانئ البحرية‪.‬‬

‫‪1‬ـ نفس المرجع ‪،‬ص‪.220.‬‬


‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫ثانيا‪ :‬آثار توظيف الرقمنة وتكنولوجيا المعمومات في الموانئ عمى التجارة الخارجية‬

‫لرقمنة قطاع الموانئ واستغالل تطور تكنولوجيا المعمومات العديد من اآلثار اإليجابية عمى أنشطة الموانئ‬
‫البحرية وينعكس ىذا التأثير عمى التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ومن أبرز اآلثار اإليجابية ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تسهيل وتبسيط اإلجراءات التعاقدية‪:‬‬

‫ال جدال عمى تعقد عمميات التعاقد واإلجراءات والدورات المستندية في نشاط قطاع النقل البحري خاصة‬
‫في ظل تعدد أطراف التعامل والمستندات‪ ،‬مما جعل من تطبيق تكنولوجيا المعمومات أداة مباشرة لتبسيط‬
‫اإلجراءات وتسييميا‪ ،‬وىذا من خالل ما يمي‪:1‬‬

‫‪ -‬توفير الوقت الالزم لتداول وتبادل المستندات‪.‬‬


‫‪ -‬خفض زمن دورة الطمب من فترة تمقي الطمب حتى تنفيذ الميمة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية استرجاع أي وثيقة بشكل أفضل من الحفظ اليدوي التقميدي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اضطرار العمالء الى الذىاب إلى مقر الشركة وبالتالي اتساع نطاق التعامل‪.‬‬
‫‪ -‬تقميل عدد وأىمية طبقة الوسطاء بين العمالء والشركات والذي يؤدي إلى طول الدورة المستندية‬
‫وتعقد اإلجراءات وارتفاع التكاليف‪.‬‬
‫‪ -2‬خفض التكاليف‪ :‬لتخفض تكاليف تقديم الخدمة بما ينعكس إيجابا عمى األسعار‪ ،‬ويجعميا أكثر‬
‫تنافسية وىذا كنتيجة مباشرة التطبيق اليات تكنولوجيا المعمومات‬
‫‪ -3‬االرتقاء بجودة الخدمة‪ :‬في ظل تطبيق تكنولوجيا المعمومات أصبحت إدارة عممية االتصال مع‬
‫العمالء أفضل وأكثر كفاءة مما كانت عميو ومن ثم تكون القدرة عمى خدمة العميل بشكل أفضل‬
‫ودون قيود زمنية أو مكانية‪ ،‬كما يمكن عمل قياس لرد فعل العميل ورغباتو بصورة فورية مما‬
‫يجعل خدمة العمالء الكترونيا يتميز بمواصفات متطورة تتجاوز معوقات خدمة العمالء في ظل‬
‫األساليب التقميدية‬

‫‪1‬ـ ايمن النحراوي‪ ،‬لوجستيات التجارة الدولية‪ ،‬دار الفكر العالمي‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2009،‬ص‪.140.‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫‪ -4‬تحسين معدالت األداء الداخمي‪ :‬يؤدي استخدام تكنولوجيا المعمومات إلى رفع مستويات الدقة‬
‫والسرعة والسيولة في تبادل الوثائق والمعمومات األمر الذي ينعكس عمى الحسين األداء وتدني‬
‫احتماالت وحجم األخطاء‪.‬‬
‫‪ -5‬سهولة تكوين شراكات وعالقات عمل متكاممة‪ :‬وىنا ما يوفر وفورات مالية إذ أن نجاح اإلنترنيت‬
‫كوسيط في عممية بيع الخدمات سوف يعتمد عمى الخدمات المروجة ولذلك يفضل أن تكون ىذه‬
‫الخدمات واألنشطة ذات أىمية وسيمة القيم لزائري الموقع الذي يتم انشاؤه لمجيات العاممة في‬
‫قطاع النقل البحري ويفضل أن يحتوي موقع اإلنتربيت عمى خصائص تخمق تفاعال بين العمالء‬
‫والموقع ومراعاة رغبات العمالء في وسائل االتصاالت لكي تتناسب مع متطمباتيم‪.1‬‬

‫‪1‬ـ نفس الرجع ‪.‬ص‪.141.‬‬


‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الاطار النظري للموانئ و التجارة الخارجية‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫ان التجارة الخارجية ىي المحرك األساسي القتصاد أي دولة خاصة في عصر طغى عميو االستيالك‬
‫بكل أنواعو‪ ،‬واشتدت المنافسة عمى اقتحام األسواق الخارجية‪ ،‬وال يمكن أن نتحدث عن تجارة خارجية‬
‫مزدىرة لبمد ما دون أن تتحدث عن الدور الذي تمعبو الموانئ في ذلك‪ ،‬من خالل التحكم في عممية النقل‬
‫البحري لمسمع و البضائع والمواد االولية و المسافرين ‪،‬فممموانئ دور بالغ األىمية في تعزيز التجارة‬
‫الخارجية بحيث تعتبر خدمات الموانئ التجارية قاعدة لوجستية ذات اىتمام ومشاركة نشيطة في عممية‬
‫التجارة العالمية حيث تضيف قيمة إضافية لمبضائع التي تتداوليا‪.‬‬

‫أن كل من الموقع الجغرافي‪ ،‬توفر وسائل النقل المختمفة‪ ،‬توفر خدمات الميناء وكفاءتيا ‪ ،‬أسعار‬
‫الخدمات‪ ،‬قوة العمالة و اإلدارة واالتصاالت كميا يمكن أن تشكل عناصر قوة أو ضعف‪ ،‬كما قد تشكل‬
‫كل من الموانئ المنافسة ‪ ،‬أنظمة النقل المختمفة‪ ،‬األنشطة التي يعمل فييا الميناء‪ ،‬عمالء ومستخدمي‬
‫الميناء‪ ،‬فرصا متاحة أو تيديدات تواجو الموانئ التجارية ‪.‬‬

‫لقد أصبح لتكنولوجيا المعمومات واالتصاالت وكفاءة تدفقات المعمومات دور كبير في تعزيز التجارة‬
‫وتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬وقد كان لزاما عمى الموانئ البحرية باعتبارىا حجر الزاوية في التجارة الخارجية‬
‫أن تواكب ىذا التطور وتستفيد منو لتحافظ عمى مكانتيا المتقدمة كمحرك لمتجارة فبفضل تطبيق تكنولوجيا‬
‫المعمومات واالتصاالت تحولت الموانئ من المفيوم التقميدي الذي ينحصر دوره في تبادل البضائع‬
‫الصادرة والواردة إلى موانئ حديثة تعمل عمى السيطرة عمى سمسمة النقل بأكمميا‪.‬‬

‫أصبحت الموانئ الحديثة قاعدة مركزية لتبادل المعمومات إلكترونيا تمد كافة المتعاممين بالمعمومات‬
‫واإلجراءات بدقة وفي الوقت المناسب والوصول بالتكاليف إلى المستوى األدنى ومن ثم تحقيق قيادة‬
‫التكمفة التي تتيح إمكانية تحديد أسعار تنافسية مع العمل عمى تقديم خدمة متميزة ذات جودة عالية عكس‬
‫الموانئ التقميدية التي كانت تبقى فييا البضائع تحت التحفظ داخل المنطقة الجمركية حتى يتم تسديد ما‬
‫عمييا‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن الدورة المستندية تستغرق وقتا طويال وتحتاج كذلك إلى كم مكثف من اإلجراءات‬
‫والتأشيرات والموافقات التحريرية واإلمضاءات المتعددة‪ ،‬ويتطمب تنفيذ ىاتو العمميات إلى تكاليف عالية ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإلطار‬
‫التطبيقي للدراسة‬
‫رقمنة قطاع الموانئ لتعزيز‬
‫التجارة الخارجية الجزائرية‬
‫‪ -‬دراسة ميدانية لميناء‬
‫عنابة ‪-‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫تمييد‪:‬‬

‫يعتبر قطاع الموانئ في الجزائر مف أىـ القطاعات الحساسة لإلقتصاد الوطني‪ ،‬حيث تعتبر الموانئ‬
‫البوابة الرئيسية لإلقتصاد الجزائري مع العالـ الخارجي‪ ،‬وىذا ألف الجزائر تمتاز بموقع إستراتيجي مميز مع‬
‫شريط ساحمي بطوؿ ‪ 1200‬كمـ يطؿ عمى البحر األبيض المتوسط‪ ،‬تتوزع ‪ 11‬ميناء تجاري عمى ىذا‬
‫الشريط الساحمي تقوـ بجؿ نشاطات التجارة الخارجية مف تصدير واستيراد‪.‬‬

‫و إنطالقا مف األىمية البالغة التي تمعبيا الموانئ في التجارة الخارجية الجزائرية وعمى غرار الدوؿ‬
‫المتقدمة تسعى الجزائر جاىدة الى تطوير قطاع الموانئ عبر تطبيؽ الرقمنة واستغالؿ التطور التكنولوجي‬
‫وتقنيات المعمومات واإلتصاؿ الحديثة واإلستفادة مف تجارب الدوؿ المتقدمة في إطار مشروع تطوير قطاع‬
‫الموانئ و التخمي عف األسموب التقميدي في تسيير الموانئ الجزائرية‪ ،‬والسعي لمتحوؿ الى الموانئ الذكية‪.‬‬

‫لقد تطرقنا في الفصميف السابقيف إلى دور وأىمية الرقمنة واستخداـ تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت‬
‫في الموانئ البحرية والمزايا التي تقدميا التقنيات الحديثة‪ ،‬حيث كاف ليا األثر البالغ في تغيير وتطوير أنشطة‬
‫الموانئ التي أصبحت تتميز بتكامؿ سالسؿ التوريد بدءا مف النقؿ المتعدد الوسائط إلى التبادؿ اإللكتروني‬
‫لمبيانات ووضع أنظمة جمركية تتميز بالكفاءة والسرعة في اإلجراءات اإلدارية وىذا ما أدى إلى خفض‬
‫التكاليؼ‪.‬‬

‫في ىذا الفصؿ الثالث سوؼ نستعرض واقع الموانئ الجزائرية واىـ المشاكؿ التي تحوؿ دوف تطور‬
‫القطاع‪ ،‬ثـ نميو الى التعريؼ بميداف الدراسة اال وىو" مؤسسة ميناء عنابة "‪ ،‬ثـ اخي ار نتطرؽ الى مدى‬
‫تطبيؽ الرقمنة واالعتماد عمى تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت في ميناء عنابة‪ ،‬واالثر الذي تمعبو الرقمنة‬
‫في تعزيز كفاءة التجارة الخارجية‪ ،‬وقد قسمنا ىذا الفصؿ إلى‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬واقع الموانئ في الجزائر ودورىا في التجارة الخارجية الجزائرية‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬التعريؼ بميداف الدراسة " ماىية مؤسسة ميناء عنابة "‪.‬‬
‫الجزائرية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الرقمنة في ميناء عنابة وأثرىا عمى التجارة الخارجية‬ ‫‪‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المبحث ال ول‪ :‬الموانئ الجزائرية ودورىا في التجارة الخارجية‬

‫في ظؿ المستجدات المحمية واإلقميمية والدولية صار لزاما عمى الدولة الجزائرية وضع الدراسات‬
‫وتنفيذ السياسات الكفيمة بتطوير أداء الموانئ البحرية الجزائرية نظ ار لما تمثمو مف ركيزة أساسية في تنمية‬
‫االقتصاد الوطني بكافة مجاالتو‪ ،‬وإلنعاش النقؿ البحري الذي ينقؿ عبره ‪ 90%‬مف التجارة الخارجية‪ ،‬لذا‬
‫وجب مواكبة كؿ التطورات الحديثة في مجاؿ تسيير الموانئ و تطوير البنى التحتية و الرقمية وحؿ مختمؼ‬
‫المشاكؿ التي تعاني منيا الموانئ في الوقت الحاضر لتحسيف ادائيا و االستفادة القصوة مف ما تقدمو‬
‫لالقتصاد الوطني مف نمو و ازدىار خاصة في نشاطات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫المطمب الول‪ :‬لمحة عن الموانئ الجزائرية‬

‫ميناءا تجاريا بما في ذلؾ ثمانية (‪ )8‬موانئ متخصصة في السمع ميناء‬


‫ً‬ ‫يوجد في الجزائر ثالثة عشر (‪)13‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وىراف‪ ،‬عنابة‪ ،‬مستغانـ‪ ،‬جف جف‪ ،‬تنس‪ ،‬الغزوات‪ ،‬دلس‪ ،‬وثالثة (‪ )3‬موانئ العامة وىي مختمطة‬
‫تستوعب البضائع العامة والمحروقات وىي ميناء بجاية وميناء سكيكدة القديـ وأرزيو‪.‬‬

‫باستثناء ميناء جف جف‪ ،‬فإف جميع الموانئ الجزائرية ىي موانئ تقع في المناطؽ الحضرية‪ ،‬مما يعيؽ‬
‫امتداداتيا ويسبب ازدحاـ المساحات الصعود والنزوؿ والتخزيف في مواجية تدفؽ البضائع في تقدـ مستمر‪.‬‬
‫وقد تميزت العديد مف عمميات إعادة الييكمة بيذه الموانئ منذ استقالؿ الجزائر في ‪ ،1962‬خالؿ العقد األوؿ‬
‫استند تنظيـ الميناء عمى استقالؿ الموانئ الكبرى (الجزائر وعنابة ووىراف) ونظاـ االمتياز الممنوحة مف قبؿ‬
‫‪1‬‬
‫غرؼ التجارة في الواليات (المقاطعات اإلقميمية) حيث توجد المنافذ األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬اعتبا اًر مف عاـ ‪ ،1971‬كانت الموانئ تسير مف قبؿ مكتب الموانئ الوطني (ىيئة موانئ وطنية ليا‬
‫ميمة السمطة العامة)‪.‬‬
‫‪ -‬جاء القانوف ‪ 88/01‬بشأف استقاللية الشركات التي جمبت تغيير وضع شركات الموانئ والتي أصبحت‬
‫شركات الييئات العامة االقتصادية في شكؿ شركات مساىمة (‪.)EPE / SPA‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ الواسع صبرٌنة‪ ،‬بوختالة عبد اللطٌف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.75‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع الموانئ التجارية في الجزائر‬

‫تمتمؾ الجزائر عبر شريطيا الساحمي عدد ميـ مف الموانئ وتتمثؿ في كؿ مف ميناء الجزائر ميناء‬
‫عنابة‪ ،‬ميناء أرزيو‪ ،‬ميناء بجاية ميناء جف جف ميناء الغزوات ميناء مستغانـ ميناء سكيكدة ميناء تنس ميناء‬
‫وىراف‪ .‬ويمثؿ الشكؿ الموالي توزع مختمؼ أنواع الموانئ في الجزائر‪.1‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-3‬خريطة توزع مختمؼ أنواع الموانئ في الجزائر‬

‫‪SOURCE :Mohamed-chérif F.Z. 2004.L’Activité Portuaira et Maritime de L’Algérie.O.P.U.ALGER.‬‬

‫وتنقسـ الموانئ في الجزائر الى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫‪ ‬الموانئ الرئيسية‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ ميناء الجزائر‪ 2 .‬ػ ميناء عنابة‪ 3 .‬ػ ميناء وىراف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ بورنً حناشً‪ ،‬بالً حمزة‪،‬بالً مصعب ‪،‬اثر البنٌة التحتٌة و الخدمات اللوجستٌة فً الموانئ البحرٌة الجزائرٌة على التجارة الخارجٌة‬
‫(‪ ،) 0276_0272‬مجلة العلوم االقتصادٌة و التسٌٌر و العلوم التجارٌة ‪ ،‬جامعة حمه لحضر ‪ ،‬الوادي‪ ،‬المجلد ‪ ، 71‬العدد ‪،0202 ،1‬‬
‫ص‪.‬ص‪.626.627.‬‬
‫‪93‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬الموانئ النفطية‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ ميناء ارزيو‪ 2 .‬ػ ميناء سكيكدة‪ 3 .‬ػ ميناء بجاية‪.‬‬

‫‪ ‬الموانئ التجارية غير الرئيسية‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ ميناء جف جف‪ 2 .‬ػ ميناء مستغانـ‪ 3 .‬ػ ميناء الغزوات‪ 4 .‬ػ ميناء تنس‪ 5 .‬ػ ميناء دلس‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬دور الموانئ في تنشيط التجارة الخارجية الجزائرية‬

‫أصبحت الموانئ اليوـ تمؾ المناطؽ اإلستراتيجية التي تمعب دو ار ميما في تحريؾ دواليب التجارة‬
‫والتي تعتبر العمود األساسي لعمميات اإلستيراد والتصدير بحيث تتواجد في المواقع األولى لمواجية متطمبات‬
‫إقتصاد ال سوؽ‪ ،‬والجزائر تعتبر أحد البمداف التي تعتمد في مبادالتيا التجارية عمى الموانئ ونظ ار لممكانة التي‬
‫تحتميا صادرات الجزائر ووارداتيا وبحكـ الموقع المطؿ عمى البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫يتحدد دور التجارة الخارجية الياـ في التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية مف خالؿ كونيا المصدر الرئيسي‬
‫لمدخؿ والعمالت األجنبية والعامؿ المنشط لمعالقات اإلقتصادية لمدولة مع العالـ الخارجي‪ ،‬وىنا يبرز دور‬
‫الموانئ كمحطات لدخوؿ وخروج البضائع والسمع والمواد األولية وحتى في نقؿ المسافريف‪.‬‬

‫ويبرز دور الموانئ في التجارة الخارجية الجزائرية مف خالؿ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المبادالت التجارية‬

‫نالحظ مف خالؿ الجدوؿ رقـ (‪ )1-3‬أف قطاع الموانئ بالجزائر يمثؿ الشرياف الرئيسي الذي يقوـ عميو‬
‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث يمثؿ كؿ مف ميناء ارزيو‪ ،‬ميناء سكيكدة‪ ،‬ميناء بجاية وميناء الجزائر بالترتيب اىـ‬
‫الموانئ لنقؿ صادرات الجزائر مف المحروقات والتي تتوفر عمى الشروط الالزمة و البنى التحتية الضرورية‬
‫ليذا القطاع‪ ،‬وىي تمثؿ حصة األسد مف حجـ الصادرات الجزائرية االجمالية والتي بمغت كميتيا والمنقولة‬
‫عبر مختمؼ الموانئ الجزائرية ‪ 70937000‬طف ما يعادؿ نسبة ‪ %92,13‬مف إجمالي الصادرات خالؿ‬
‫‪ 2016‬وىو الشيء الذي يؤكد التبعية المطمقة القتصاد الجزائر لقطاع المحروقات‪ ،‬كما يمثؿ ميناء الجزائر‪،‬‬
‫ميناء عنابة‪ ،‬ميناء‪ ،‬بجاية‪ ،‬ميناء وىراف‪ ،‬ميناء سكيكدة‪ ،‬اىـ الموانئ الجزائرية التي تنقؿ عبرىا السمع مف‬

‫‪94‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الواردات لتمويف االقتصاد الوطني وتمبية إحتيجاتو‪ .‬والجدوؿ التالي يمثؿ حركة مجموع الصادرات والواردات‬
‫عبر الموانئ الجزائرية خالؿ ‪.2016‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-3‬حركة مجموع الصادرات والواردات عبر الموانئ الجزائرية خالؿ ‪2016‬‬

‫الوحدة‪ :‬ألؼ طف‬

‫‪%‬‬ ‫املجموع‬ ‫الصادرات‬ ‫الواردات‬ ‫املواوئ‬

‫خارج‬ ‫كطاع‬ ‫املجموع‬ ‫خارج‬ ‫كطاع‬ ‫املجموع‬ ‫خارج‬ ‫كطاع‬ ‫املجموع‬ ‫خارج‬ ‫كطاع‬
‫املحروكات اللطاع‬ ‫اللطاع‬ ‫املحروكات‬ ‫املحروكات اللطاع‬ ‫املحروكات اللطاع‬

‫‪39842‬‬ ‫‪6816‬‬ ‫‪91113‬‬ ‫‪92421‬‬ ‫‪1122‬‬ ‫‪3212‬‬ ‫‪9324‬‬ ‫‪9921‬‬ ‫‪92111‬‬ ‫‪1329‬‬ ‫‪4234‬‬ ‫الجسائر‬

‫‪1814‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪1392‬‬ ‫‪4219‬‬ ‫‪433‬‬ ‫‪9122‬‬ ‫‪9314‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪2626‬‬ ‫‪2422‬‬ ‫‪321‬‬ ‫عىابة‬

‫‪1812‬‬ ‫‪12836‬‬ ‫‪41421‬‬ ‫‪3299‬‬ ‫‪43261‬‬ ‫‪43463‬‬ ‫‪3214‬‬ ‫‪42221‬‬ ‫‪2292‬‬ ‫‪622‬‬ ‫‪3212‬‬ ‫ارزيو‬

‫‪32843‬‬ ‫‪92892‬‬ ‫‪91192‬‬ ‫‪99421‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪2263‬‬ ‫‪99632‬‬ ‫‪92112‬‬ ‫‪9222‬‬ ‫بجاية‬

‫‪2819‬‬ ‫‪2899‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2121‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2119‬‬ ‫‪2213‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حيجل‬

‫‪9813‬‬ ‫‪2821‬‬ ‫‪9222‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ثلمسان‬

‫‪9812‬‬ ‫‪2892‬‬ ‫‪9226‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مستغاهم‬

‫‪92834‬‬ ‫‪2829‬‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪1214‬‬ ‫‪313‬‬ ‫‪432‬‬ ‫‪421‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1332‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪343‬‬ ‫وهران‬

‫‪1816‬‬ ‫‪31811‬‬ ‫‪32211‬‬ ‫‪4922‬‬ ‫‪33131‬‬ ‫‪33391‬‬ ‫‪391‬‬ ‫‪33222‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪131‬‬ ‫سكيكدة‬

‫‪3829‬‬ ‫‪2821‬‬ ‫‪9912‬‬ ‫‪9936‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9912‬‬ ‫‪9936‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الشلف‬

‫‪922‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪931112‬‬ ‫‪41616‬‬ ‫‪12312‬‬ ‫‪26111‬‬ ‫‪6269‬‬ ‫‪22122‬‬ ‫‪13111‬‬ ‫‪43621‬‬ ‫‪1262‬‬ ‫املجموع‬

‫‪Source: Aissani Faresyacine et BoutoumiMounie, I'mpact du transport maritime sur la croissance économique en Algérie,‬‬
‫‪Mémoire en vue de l'obtention du diplôme de Master, Option: Finance et Commerce Int, UNIV BEJAIA. Algeria. 2016-2017, P70.‬‬

‫كما نالحظ مف خالؿ الجدوؿ رقـ (‪ )1-3‬أف كمية التجارة المنقولة بح ار عرفت ارتفاعا ممحوظا سنة‬
‫‪2012‬لتصؿ إلى ‪ 802‬ألؼ طف مقارنة ب ‪ 765‬ألؼ طف سنة ‪ 2010‬وذلؾ تمبية لمتطمبات اإلستيالؾ‬
‫الوطني‪ ،‬لتعرؼ بعدىا تذبذبا في اإلنخفاض تزامنا مع تذبذبات أسعار النفط التي تعتبر المصدر الرئيسي‬
‫‪95‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫لمدخؿ الوطني‪ ،‬لترتفع سنة ‪ 2015‬إلى ‪795‬الؼ طف ثـ تبدأ مف جديد في اإلنخفاض سنة ‪ 2016‬و ذلؾ‬
‫تزامنا و سياسة التقشؼ التي إعتمدتيا الدولة الجزائرية مف خالؿ تخفيض إستيراد المواد الكمالية لتصؿ الى‬
‫‪ 640‬ألؼ طف سنة ‪ .2018‬والجدوؿ الموالي يوضح تطور حجـ التجارة المنقولة بح ار في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-3‬تطور حجـ التجارة المنقولة بح ار في الجزائر وحدة القياس‪ :‬ألؼ طف‬

‫‪3291‬‬ ‫‪3292‬‬ ‫‪3296‬‬ ‫‪3291‬‬ ‫‪3294‬‬ ‫‪3292‬‬ ‫‪3293‬‬ ‫‪3299‬‬ ‫‪3292‬‬ ‫السىة‬

‫‪642‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪261‬‬ ‫الكمية املىلولة بحرا‬

‫المصدر‪ :‬مصداع راضية‪ ،‬بف ناصر عبد الحميد‪ ،‬جماؿ شنوؼ‪ " ،‬واقع النقؿ بالحاويات في الجزائر ودوره في النقؿ متعدد‬
‫الوسائط في ظؿ المنظومة الموجيستية " ‪ ،‬مجمة العموـ االقتصادية و التسيير و العموـ التجارية ‪ ،‬المجمد ‪ ، 13‬العدد ‪، 03‬‬
‫تاريخ النشر ‪ ، 2020‬ص ‪. 875‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقل المسافرين‬

‫يعتبر التطور الممحوظ في عدد المسافريف بحرا‪ ،‬عامال مشجعا لمنقؿ البحري‪ ،‬وذلؾ رغـ تخفيض عدد‬
‫التأشيرات الممنوحة ‪ 400‬ألؼ مسافر سنويا‪ ،‬وكذلؾ اإلجراءات األخيرة المتخذة مف طرؼ الدولة والقاضية‬
‫بمنع إستراد السيارات القديمة التي عمرىا أقؿ مف ثالث سنوات والذي كاف معموال بو قبؿ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3-3‬حركة النقؿ البحري لممسافريف مف سنة ‪ 2008‬الى ‪2011‬‬

‫‪3299‬‬ ‫‪3292‬‬ ‫‪3221‬‬ ‫‪3221‬‬ ‫السىوات‬

‫‪442232‬‬ ‫‪462169‬‬ ‫‪462364‬‬ ‫‪442122‬‬ ‫عدد املسافرين‬


‫اللادمين واملغادرين‬

‫المصدر‪ :‬موقع الديواف الوطني لإلحصائيات ‪ www. ones.dz‬تاريخ االطالع ‪2023/ 05/1‬‬

‫ثـ إف عددا كبي ار مف المسافريف بإتجاه أوروبا يستعمموف الطائرة ذىابا والباخرة إيابا مما يفسر عدد‬
‫القادميف قياسا عمى عدد المغادريف بح ار (ألنو في أغمب األحياف يشتروف سيارات مف (أوروبا) وتعتبر عممية‬
‫النقؿ البحري لممسافريف والتي تعرؼ نشاطا مكثفا في فصؿ الصيؼ منافسا قويا لمنقؿ الجوي‪ ،‬ويعود ذلؾ‬
‫بالدرجة األولى الى تكاليؼ النقؿ المنخفضة وقدرة اإلستيعاب الكبيرة بالنسبة لمباخرة‪ ،‬إذ بفضؿ المسافريف‬

‫‪96‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫صيفا وتحديدا المغتربوف العائدوف إلى الوطف الدخوؿ بالسيارات واألمتعة‪ .‬فالموانئ بصفة عامة تمعب دو ار‬
‫كبي ار في حركة المسافريف وىو أمر يأثر عمى التجارة الدولية سواء مسافريف لغرض السياحة أو العمؿ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توفير مناصب العمل‬

‫توفر الموانئ الجزائرية ‪ 14‬ألؼ منصب عمؿ مباشر وىذا بالنسبة لمجموع الموانئ الجزائرية‪ ،‬حيث توفر‬
‫الموانئ العديد مف مناصب الشغؿ وتوظيؼ االيدي العاممة والتي تستقطبيا الموانئ في أنشطة المرافقة لنشاط‬
‫النقؿ البحري اصحاب السفف العامموف بالمخازف والمستودعات ومكاتب العبور‪ ،‬عماؿ االرصفة الحمالوف‬
‫وكذا العامميف بإدارة الميناء واعتبا ار لعدـ وجود ورشات بحرية لبناء السفف فال توجد يد عاممة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫ولطالما كانت الموانئ اقطابا تحرض عمى خمؽ وظائؼ اال أف الدولة لـ تعمؿ عمى تطوير ولـ تولي االىمية‬
‫الالزمة ليذا القطاع الذي عانى مف االىماؿ والذي يشكؿ مصد ار خالفا لمناصب الشغؿ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مشاكل الموانئ الجزائرية واالجراءات الواجب اتخاذىا لتطوير الموانئ الجزائرية‪.‬‬
‫ركزت الجزائر إستثماراتيا في الموانئ النفطية‪ ،‬وىي موانئ متخصصة‪ ،‬ال تخدـ إال قطاعا محددا مف‬
‫إقتصاد الدولة‪ ،‬أما باقي الموانئ التجارية‪ ،‬فبقيت تشكو مف تأخر كبير‪ ،‬فوجب عمى الدولة الجزائرية االىتماـ‬
‫بتطوير قطاع الموانئ بشؿ كامؿ‪ ،‬و اضفاء مختمؼ التحسينات في البنية التحتية و الرقمية وطرؽ تسيير‬
‫الموانئ بمواكبة التطورات التقنية الحاصمة في العالـ ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشاكل الموانئ الجزائرية‬

‫تعاني الموانئ الجزائرية و خاصة الموانئ التجارية مف مشاكؿ عدة ابرزىا‪:1‬‬

‫‪ .1‬موانئ من الجيل الول‪ :‬الموانئ الجزائرية قديمة مف الجيؿ األوؿ وىي بالتالي ال تمثؿ سوى نقاط‬
‫انقطاع الحمولة " تنتيي عندىا حمولة المواد المعدة لمشحف أو التفريغ‪.‬‬
‫‪ .2‬نقص في التجييزات واآلليات‪ :‬وتعاني الموانئ مف جية أخرى مف نقص كبير في اآلليات الثقيمة‬
‫وميناء الجزائر ىو الوحيد الذي يتوفر عمى رافعة ذاتية الحركة قوتيا (‪ 300‬طف)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ فاطمة الزهراء محمد الشرٌف ‪،‬الموانئ الجزائرٌة تحول صعب فً تسٌٌرها‪ ،‬المجلة اقتصادٌات شمال افرٌقٌا‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫العدد‪،0227،5‬ص‪.‬ص‪.753.757.‬‬
‫‪97‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ .3‬ارتفاع في عدد العمال‪ :‬وتعرؼ الموانئ الجزائرية فائضا في عدد العماؿ‪ ،‬مما يقتضي اتخاذ إجراءات‬
‫ترمي إلى تحويؿ جزء منيـ نحو وظائؼ أخرى‪ ،‬أو منحيـ التقاعد المسبؽ أو دفع تعويضات ليـ وتبقى‬
‫ىذه المشكمة شائكة بالنسبة لدولة في طريؽ النمو تستفحؿ فييا البطالة‪.‬‬
‫‪ .4‬تأخر في عممية تداول الحاويات‪ :‬لقد أصبح التوجو الستعماؿ الحاويات في نقؿ البضائع عاما وما‬
‫فتئت معدالت النقؿ بالحاويات ترتفع بشكؿ كبير ومتسارع‪ .‬ومع ذلؾ يمكف القوؿ أف الموانئ الجزائرية‬
‫ال زالت تسجؿ تأخ ار واضحا في ىذا المجاؿ‪ ،‬عمى اعتبار أف المعدؿ العالمي لتداوؿ الحاويات يصؿ‬
‫إلى ‪.%62‬‬
‫‪ .5‬انخفاض معدالت أداء الموانئ‪ :‬والذي يساىـ فيو بشكؿ كبير توقؼ أنشطتيا ليال وخاصة ما يتعمؽ‬
‫بمناولة السمع والبضائع‪.‬‬
‫‪ .6‬طول اإلجراءات اإلدارية‪ :‬وتتمثؿ في اإلجراءات المتعمقة بتفريغ البضائع تحديدا‪ ،‬وما يتبعيا مف‬
‫إجراءات الحجر الزراعي‪ ،‬فالحجر البيطري‪ ،‬ثـ إجراءات الرسوـ الجمركية‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .7‬سوء توزيع الميام بين الموانئ‪ :‬ومف جية أخرى يوجد توزيع سيء لممياـ المنوطة بكؿ ميناء‪ ،‬فميناء‬
‫الجزائر العاصمة مثال وىو أىـ ميناء عمى المستوى الوطني يحتكر جؿ المبادالت (أكثر مف ‪60 %‬‬
‫مف المبادالت التجارية الخارجية)‪ ،‬وىذا عمى حساب باقي الموانئ الثانوية التي يبقى دورىا محصو ار‬
‫في أقاليميا‪.‬‬
‫‪ .8‬اختناق الموانئ‪ :‬لعؿ مف بيف األسباب الرئيسة التي زادت مف حدة اختناؽ الموانئ وتكدس البضائع‬
‫فييا ىو عدـ وجود خطة منسقة لتوقيت االستيراد لدى بعض الييئات المستوردة لمبضائع‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى وصوؿ كميات كبيرة مف السمع والمعدات المستوردة مف طرؼ ىيئات مختمفة وفي وقت واحد‪ .‬أو‬
‫عندما يرتفع معدؿ استيراد مادة معينة بسبب انخفاض أسعارىا في األسواؽ العالمية‪.‬‬
‫‪ .9‬تواجد الموانئ داخل النسيج الحضري‪ :‬مشكمة أخرى تواجو الموانئ الجزائرية ىي تواجدىا داخؿ النسيج‬
‫الحضري‪ ،‬مما يترتب عميو ضعؼ كفاءة الطرؽ التي تربطيا بالداخؿ فميناء العاصمة مثال‪ ،‬تنتيي‬
‫منافذ الخروج منو في محور المواصالت الرئيس بالمدينة والمزدحـ بالحركة‪.‬‬
‫‪ .10‬ضعف استغالل عممية المساحمة‪ :‬ال يتـ استغالؿ عممية المساحمة أو المالحة الساحمية بشكؿ جيد‬
‫ومكثؼ مع أنو بإمكاف ىذه الوسيمة التي تؤمف النقؿ بيف الموانئ الوطنية أف تساىـ في تخفيؼ الضغط‬
‫عف شبكة النقؿ البري‪ ،‬والتي تعاني ىي األخرى مف نقائص كثيرة‪ ،‬وذلؾ بإدماجيا في السمسمة‬
‫‪98‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الموجستية لمنقؿ‪ .‬مع مالحظة عدـ وجود ىيئات أو مكاتب محمية عمى مستوى مختمؼ األقاليـ بالوطف‬
‫لتحسيس المتعامميف واعالميـ بالفوائد التي تعود عمييـ مف وراء التعامؿ بالمساحمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الواجب اتخاذىا لتطوير الموانئ الجزائرية‬

‫يمكف تحسيف أداء عمؿ قطاع الموانئ البحرية والنقؿ البحري بشكؿ عاـ ومصمحة الموانئ بشكؿ خاص مف‬
‫خالؿ التالي‪:1‬‬

‫‪ ‬إستخداـ تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت وتبادؿ المعمومات مع العمالء‪.‬‬


‫‪ ‬اإلعتماد عمى التبادؿ اإللكتروني لموثائؽ بدال مف تبادليا يدويا واستخداـ نظـ المراقبة واإلدارة اآللية‬
‫الحركة السفف والبضائع والبوابات والمسطحات المائية ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلرتقاء بكفاءة الخدمة المقدمة لمسفف‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة السعات التخزينية والتوسع في إستخداـ الموانئ الجافة وانشاء مراكز لوجستية ‪.‬‬
‫‪ ‬الرصد الدائـ لتطور أنظمة اإلدارة واليندسة وتكنولوجيا المعمومات في قطاع النقؿ البحري والموانئ‪.‬‬
‫الحفاظ عمى عالقات الشراكة مع الموانئ العالمية لتبادؿ الخبرات في مجاؿ تنظيـ وتعزيز سالمة وأمف‬ ‫‪‬‬
‫الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬إسناد أعماؿ وخدمات الموانئ لمقطاع الخاص مف خالؿ عقود إمتياز محكمة‪.‬‬
‫‪ ‬التوجو نحو اإلندماجات والتحالفات بيف الشركات في مجاؿ النقؿ البحري لخمؽ كيانات قادرة عمى‬
‫المنافسة عالميا ‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط وتدعيـ صناع إصالح وبناء السفف والصناعات التكميمية ليا‪.‬‬
‫‪ ‬وضع برامج تكويف في كؿ وحدة يقدميا خبراء دوليوف في قطاع الموانئ‪.‬‬
‫إعادة النظر في الرسوـ والتكمفة الناشئة عف أوقات المكوث في الموانئ‪ ،‬والخدمات األخرى التي تقدميا‬ ‫‪‬‬
‫نظ ار ألىمية ىذا العامؿ في جذب حركة السفف الدولية حيث خفضت العديد مف الموانئ مف رسوميا ‪.‬‬
‫‪ ‬رفع كفاءة العامميف مختمؼ أنشطة الميناء‪ ،‬وبناء قدراتيـ وفقا لممعايير الدولية لمتمكف مف العمؿ في‬
‫الموانئ المطورة بفاعمية وكفاءة‪ ،‬واعداد نظاـ متطور يتابع األداء ويقيـ موضوعيا مستوى أداء العامميف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ بركة النوري ‪ ،‬دور الموانئ الذكٌة فً خفض تكالٌف التجارة الخارجٌة _ تجارب دولٌة_‪ ،‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة الماستر فً العلوم التجارٌة‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضٌاف ‪ ،‬المسٌلة ‪ ،0200/0207 ،‬ص‪.‬ص‪.43.42.‬‬
‫‪99‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬إدخاؿ األنشطة الموجستية األساسية والمعاونة كعناصر لخمؽ قيمة مضافة ورفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي بسرعة ‪.‬‬
‫‪ ‬أتمتة الجمارك‪ :‬وىذا مف خالؿ تطبيؽ تقنيات المعمومات واالتصاالت والتي تدعـ عممية التخميص‬
‫برمتيا بدءا مف تمقي الطمبات وقبوؿ ومعالجة إق اررات الشحنات والسمع لالستيراد والتصدير والعبور وسداد‬
‫الرسوـ والضرائب المستحقة إلى تخميص البضائع مف الرقابة الجمركية‪.‬‬
‫إدارة مخاطر الجمارك واالنتقائية‪ :‬وىذا عمى أساس التحميؿ الحاسوبي لممخاطر عمى جميع الواردات‬ ‫‪‬‬
‫والصادرات بشكؿ منسؽ‪ ،‬ويمكف لتكنولوجيا المعمومات أف تيسر عممية تحديث جميع تقارير تحميؿ‬
‫المخاطر استنادا إلى أحدث النتائج التي يسفر عنيا التخميص الجمركي وتدقيؽ الحسابات‪ ،‬عكس نظاـ‬
‫التفتيش المادي الذي يتسبب في تأخير الشحنات في الموانئ وىو ما مف شأنو أف يحدث بيئة مالئمة‬
‫لدفع مبالغ غير رسمية بيدؼ تعجيؿ العممية‪.‬‬
‫‪ ‬نافذة واحدة لمتجارة‪ :‬ويمكف ليذه الخدمة أف تيسر عممية تبادؿ المعمومات المتعمقة بالتجارة بيف األطراؼ‬
‫التجارية والوكاالت الحكومية‪ ،‬وفيما بيف الوكاالت الحكومية نفسيا لمحصوؿ عمى التصاريح والرخص‬
‫والشيادات والموافقة الضرورية‪ ،‬كما أنو يمكف مف خالؿ ىاتو النافذة تقديـ المستندات والبيانات التجارية‬
‫عمى نسؽ إلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬منافذ الشحن‪ :‬والتي تسمح لمتجار والصناعييف باالتصاؿ عف طريؽ البوابة مع الناقميف‪ ،‬وال سيما وسطاء‬
‫الشحف وىيئات الشحف مثؿ الخطوط البحرية الرئيسية‪ ،‬كما يمكف إرساؿ معمومات الحجز وتوجييات‬
‫الشحف والتسميـ إلى الشركة الناقمة‪.‬‬
‫نظم مجتمع الموانئ‪ :‬والذي يسمح باإلتصاؿ اإللكتروني بيف مشغمي النقؿ مف القطاع الخاص‬ ‫‪‬‬
‫(الخطوط البحرية‪ ،‬ووسطاء الشحف وعماؿ التحميؿ والتفريغ‪ ،‬ومحطات الرسو واإلبحار‪ ،‬والمخازف)‬
‫والمواقع الداخمية الخاصة قبؿ وأثناء النقؿ البري والنقؿ بالسكؾ الحديدية‪ ،‬والممرات المائية الداخمية‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫والمستورديف والمصدريف‪ ،‬وسمطات الميناء والجمارؾ‪ ،‬والسمطات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بميدان الدراسة "مؤسسة ميناء عنابة "‬


‫يعتبر ميناء عنابة ىو واحد مف أىـ الموانئ في الجزائر‪ ،‬ويقع في مدينة عنابة‪ ،‬الواقعة عمى ساحؿ‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ .‬ويعد الميناء مرك از رئيسيا لتداوؿ البضائع والحاويات في الجزائر‪ ،‬حيث يتـ تصدير‬

‫‪100‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫العديد مف المنتجات بما في ذلؾ النفط والغاز والمواد الغذائية والمالبس وغيرىا‪ ،‬كما يخدـ الميناء أيضا‬
‫السوؽ المحمية ويستقبؿ البضائع الواردة مف الخارج‪ .‬ويضـ الميناء أيضا منشآت لمتخزيف والتفريغ والتحميؿ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مرافؽ لمصيانة والخدمات األخرى‪.‬‬
‫المطمب الول‪ :‬لمحة تاريخية عن تطور الميناء‬
‫يعود بناء ميناء عنابة الى االؼ السنيف حيث أسسو الفينيقيوف إلقامة نظاـ مضاد لتبادؿ حمولتيا مف الذىب‬
‫والفضة واألقمشة الحريرية مف الشرؽ ضد منتجات سواحؿ إفريقيا‪.‬‬
‫يعتبر ميناء عنابة أوؿ ميناء في الشرؽ الجزائري مف حيث حجمو وسعتو والحركة بو وقد ىيئ عاـ ‪1856‬‬
‫مف طرؼ السمطات اإلستعمارية‪ ،‬وىو ميناء مخصص لعبور البضائع والمسافريف‪ ،‬تقدر مساحتو ب ‪95‬‬
‫ىكتار وىو متموضع في جنوب غرب خميج عنابة ويقع في تقاطع شبكة ميمة مف الطرؽ والسكة الحديدية‬
‫والتي تسمح بسيولة أسيؿ لمميناء‪ ،‬وىو ميناء تجاري يتميز بالحداثة ويتوافؽ مع متطمبات التجارة الدولية‪.‬‬
‫اف ظيير ميناء عنابة متكوف مف ‪ 12‬والية‪ :‬عنابة‪ ،‬تبسة‪ ،‬سوؽ اىراس‪ ،‬الطارؼ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬باتنة‪ ،‬سطيؼ‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬أـ البواقي‪ ،‬ميمة‪ ،‬ورقمة ويصنؼ ضمف أوؿ الموانئ المنجمية في شماؿ إفريقيا ومما يزيد مف‬
‫أىميتو‪.‬‬
‫في القرف التاسع عشر كانت العناصر األولى لمميناء كما يمي‪:1‬‬
‫‪1856 -‬ػ ػ ‪ 1870‬مرفأ لمتوقؼ ورصيؼ فرنيي‪.‬‬
‫‪1870 -‬ػ ػ ‪ 1900‬تـ تأسيس رصيؼ بالجنوب ورصيؼ بالشماؿ‪.‬‬
‫‪1900 -‬ػ ػ ‪ 1915‬تـ تأسيس رصيؼ ىيبوف ورصيؼ لمفوسفات إضافة الى إعادة تييئة المرافؽ‬
‫الداخمية‪.‬‬
‫‪1915 -‬ػ ػ ‪ 1959‬تمت إعادة تييئة الرصيؼ الجنوبي‪.‬‬
‫‪1959 -‬ػ ػ ‪ 1962‬توسيع ارضيات الرصيؼ الجنوبي‪.‬‬
‫‪1962 -‬ػ ػ ‪ 1972‬تييئات مختمفة‪ ،‬إصالح األضرار والصيانة الروتينية‪.‬‬
‫ويضـ ميناء عنابة في شكمو الحالي (الممحؽ رقـ ‪ )1‬ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬ثالث احواض‪:‬‬
‫‪ -‬حوض ما قبؿ الميناء بمساحة تقدر ب ‪ 45‬ىكتار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬المدٌرٌة التجارٌة ‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ -‬الحوض الكبير بمساحة تقدر ب ‪ 40‬ىكتار‪.‬‬


‫‪ -‬الحوض الصغير بمساحة تقدر ب ‪ 09‬ىكتارات‪.‬‬
‫‪ 21 ‬مركز رصيفي بخط طوؿ اجمالي ‪ 3685‬متر (انظر الممحؽ رقـ ‪.)04‬‬
‫‪ ‬أعماؽ بحر تتراوح ما بيف ‪ 09‬متر و‪ 14‬متر‪.‬‬
‫‪ ‬مسطحات أرضية بمساحة ‪ 130‬ىكتار‪.‬‬
‫‪ ‬مساحات مغطاة (مستودعات ومساحات التخزيف) بمساحة ‪ 24750‬متر‪.2‬‬
‫‪ ‬دوف حساب المباني اإلدارية واحواض التخزيف‪.‬‬
‫‪ ‬إجمالي طوؿ خط الرصيؼ لمؤسسة ميناء عنابة ‪ 1970‬متر‪.‬‬
‫‪ ‬إجمالي طوؿ خط الرصيؼ المسير مف طرؼ المؤسسات العاممة بالميناء ‪ 1715‬متر‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-3‬أحواض ميناء عنابة‬

‫المصدر‪ :‬مؤسسة ميناء عنابة المديرية التجارية‪ ،‬مديرية التجارة‪ ،‬دائرة اإلتصاؿ والعالقات العامة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المطمب الثاني‪ :‬ورقة فنية لممؤسسة المينائية عنابة‬

‫مؤسسة ميناء عنابة ىي مؤسسة اقتصادية جزائرية ذات نشاط تجاري و صناعي تقدـ مجموعة مف‬
‫الخدمات المينائية وتطرقنا الى ابرز معالميا في االتي‪:‬‬
‫‪ ‬التسمية‪ :‬مؤسسة ميناء عنابة باختصار ‪.EPAN‬‬
‫‪ ‬الشكل القانوني‪ :‬مؤسسة وطنية اقتصادية ذات أسيـ رأسماليا ‪ 3.000.000.000‬دج تابعة كميا‬
‫لمجمع الخدمات المينائية "ساربور"‪.‬‬
‫‪ ‬الموقع الجغرافي‪ :‬يقع ميناء عنابة عمى دائرة عرض شماؿ ‪ ''11 '54 °36‬وخط طوؿ شرؽ ‪'47 °07‬‬
‫‪ .''03‬موقعو الطبيعي بيف جباؿ االيدوغ وراس كاب رو از يجعمو سيؿ الولوج والخرج والتحرؾ بكؿ‬
‫سالمة مف طرؼ السفف وىو ممجئ مف عواصؼ الشماؿ والشماؿ الغربي ويعد واحد مف األكثر سالمة‬
‫في شماؿ افريقيا‪.‬‬
‫‪ ‬المنارات‪:‬‬
‫‪ .1‬منارة راس الحم ار في راس الحراسة مزودة براديوفار‪.‬‬
‫‪ .2‬منارة راس كاب رو از في راس كاب روزا‪.‬‬
‫‪ .3‬ضوء فور جنوا‪.‬‬
‫‪ .1‬إشارات الدخول‪:‬‬
‫‪ .1‬ضوآف عمى جانبي المدخؿ الرئيسي لمميناء‪.‬‬
‫‪ .2‬ضوآف عمى جانبي مدخؿ الحوض الكبير‪.‬‬

‫نشاط المؤسسة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫لمؤسسة ميناء عنابة عدة نشاطات فيي تقدـ خدمات مينائية بالتعاوف والتكامؿ مع بعضيا‪:‬‬

‫‪ .1‬توزيع وعبور السمع‪ :‬يعتبر عبور السمع‪ ،‬الوظيفة األساسية لمميناء ويمر بالمراحؿ التالية‪:‬‬
‫استقباؿ البواخر وارسائيا عمى الرصيؼ ويتـ ذلؾ بتييئة مكاف إرساء البواخر و تنظيميا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقؿ البضائع إلى المخازف باستعماؿ أدوات التفريغ حيث يتـ تفريغ البضائع مف البواخر ثـ شحنيا‬ ‫‪-‬‬
‫ونقميا إلى المخازف‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ .2‬استيراد وتصدير‪ :‬المؤسسة تقوـ بتصدير المنتجات الوطنية لتشجيع اإلنتاج الوطني ولتحقيؽ أرباح‬
‫وفوائد‪ ،‬وتقوـ بعممية االستيراد لتمبية االحتياجات‪.‬‬

‫‪ .3‬نقل المسافرين‬

‫‪ .4‬وتقدم شركة ميناء عنابة خدمات أخرى مثل ‪:‬‬


‫إعادة تزويد السفف بالوقود في المياه العذبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطاقة الكيربائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأجير الزوارؽ السريعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حراسة البضائع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إزالة النفايات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬مؤىالت الميناء‪:‬‬
‫‪ -‬اوؿ ميناء جزائري خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬الميناء مزود بالعديد مف الخطوط البحرية المنتظمة والوكاالت البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬الميناء مرتبط بالشبكات الوطنية لمطرقات والسكة الحديدية‪.‬‬
‫إضافة الى ذلؾ يتمتع الميناء ب‪:‬‬
‫‪ 22 -‬مركز رصيفي منيا مف ىو مسير مف طرؼ مؤسسة "سيدار الحجار"‪ ،‬مؤسسة سوميفوس‪ ،‬مؤسسة‬
‫فرتياؿ‪ ،‬مؤسسة نفطاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬منشأة متخصصة لمعالجة الصمب (الفحـ‪ ،‬الفوسفات‪ ،‬المواد الحديدية‪ ،‬الحبوب‪ ،‬السكر األحمر‪).... ،‬‬
‫‪ -‬نيائي الحاويات ذا مساحة ‪ 16‬ىكتار مزود بجميع التسييالت الالزمة (مباني‪ ،‬مستودعات‪ ،‬مناطؽ‬
‫لمتخزيف‪ ،‬سكؾ حديدية مربوطة مباشرة بالشبكة الوطنية لسكؾ الحديد وكذا معدات لمشحف والتفريغ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬فضاءات بإمكانيا اف تكوف مساحات لمجمركة او لوضع جميع أنواع السمع (حاويات‪ ،‬مركبات‪ ،‬االت)‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المطمب الثالث‪ :‬عرض الييكل التنظيمي لممؤسسة المينائية عنابة‬

‫يبيف الييكؿ التنظيمي لممؤسسة كيفية توزيع المياـ والمسؤوليات داخؿ المؤسسة‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫المؤسسة المينائية منظمة ومييكمة في مديرية عامة و‪ 7‬مديريات مركزية وىي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬المديرية العامة‬
‫تقوـ ىذه المديرية بتسيير وتوجيو وتنسيؽ ومراقبة جميع نشاطات المؤسسة المينائية لعنابة مف خالؿ‬
‫المديريات التي تسيرىا‪ ،‬وتتكوف ىذه المديرية مف‪:‬‬
‫الرئيس المدير العاـ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نائب مدير العاـ‪ :‬وينوب عف المدير العاـ وفي حالة غيابو لو صالحيات الرئيس المدير العاـ اذ‬ ‫‪-2‬‬
‫ينوبو قانونيا مثؿ صالحية التوقيع‪.‬‬
‫مسؤوؿ تسيير الجودة‪ :‬مرتبط باإلدارة العامة ولديو السمطة والمسؤولية لمتأكد مف الحفاظ والعمؿ عمى‬ ‫‪-3‬‬
‫تطبيؽ نظاـ إدارة الجودة‪.‬‬
‫األمانة العامة ومكتب التنظيـ‪ :‬وىي مسؤولة عف البريد الوارد والصادر وتقوـ بتنظيـ المواعيد‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ىيئة التدقيؽ‪ :‬وتسير ىذه الييئة عمى الرقابة والتدقيؽ في نظاـ إدارة الجودة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫مسؤوؿ مصمحة النظافة واالمف‪ :‬وتيتـ بالنظافة واالمف داخؿ المؤسسة اذ يسير عمى امف العماؿ‬ ‫‪-6‬‬
‫والعمالء ونظافة ميداف العمؿ‪ ،‬وتعمؿ بالتنسيؽ مع االمف الداخمي لممؤسسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مديرية الممك العام لمميناء‬
‫تضمف مجموع النشاطات والعمميات البحرية حيث تمارس في حدود مجاليا العمومي لمميناء األرضي‬
‫والبحري عدة مياـ أىميا‪:‬‬
‫حماية المسطحات المائية والمساحات األرضية والتجييزات‪ ،‬ضماف امف وسالمة األشخاص وممتمكاتيـ‬
‫وحماية ووقاية وتطوير الممؾ العاـ لمميناء وتتكوف ىذه المديرية مف‪:‬‬
‫*دائرة الممؾ العاـ والبنية التحتية * دائرة الحفاظ عمى ممتمكات الميناء * دائرة مخزف الحبوب‪.‬‬

‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬المدٌرٌة التجارٌة ‪ ،‬دائرة اإلتصاؿ والعالقات العامة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫ثالثا‪ :‬مديرية شحن وتفريغ البضائع‬


‫مكمفة بكؿ عمميات نقؿ وتفريغ وكذلؾ تخزيف البضائع وتسميميا لمزبائف ووضع تحت تصرفيـ‬
‫اإلمكانيات المادية وتسيير المجاؿ العمومي والقياـ بمتابعة حركة السمع باإلضافة الى جمع المعمومات‬
‫اإلحصائية وفتورة الخدمات المقدمة وتتكوف مف‪:‬‬
‫*دائرة الشحف والتفريغ * دائرة الفاتورة * دائرة نيائي الحاويات * دائرة المناولة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مديرية قطانيو الميناء‬

‫يتمثؿ دورىا في مساعدة السفف وارسائيا اثناء الدخوؿ والخروج والسير عمى عممية تخميص السفف‬

‫في حاالت الخطر باستعماؿ وسائؿ مواجية الصعاب داخؿ الحوض وتتكوف مف‪:‬‬

‫*دائرة المالحة االمف * دائرة المساعدة البحرية لمسفف‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مديرية االشغال والصيانة‬

‫مكمفة بالمحافظة عمى األمالؾ ومتابعة تنفيذ االشغاؿ الخاصة بالبنية التحتية والفوقية المينائية وليا‬
‫ميمة تاميف حفظ وصيانة مجموع العتاد والتمويف والتسيير وتتكوف مف‪:‬‬
‫*دائرة االشغاؿ *دائرة التمويف * الدائرة التقنية * دائرة الصيانة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مديرية اإلدارة والموارد البشرية‬
‫وىي مكمفة بتسيير الموارد البشرية‪ ،‬القضايا القانونية والمنازعات والقضايا العامة لممؤسسة‪ ،‬الى‬
‫جانب متابعة تنفيذ برنامج تكويف العامميف في المؤسسة وتدريبيـ وتتكوف مف‪:‬‬
‫*دائرة الموارد البشرية *دائرة الشؤوف القانونية * دائرة التشغيؿ والتكويف * دائرة الوسائؿ العامة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مديرية المالية والمحاسبة‬
‫ليا ميمة ضماف سير العمميات المالية ووضعية المحاسبة في المؤسسة وتتكوف مف‪:‬‬
‫*دائرة المالية * دائرة المحاسبة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬مديرية التجارة‬
‫وىي مكمفة بقيادة العمميات الخاصة بالشؤوف التجارية‪ ،‬التسويؽ‪ ،‬االتصاؿ ومراقبة التسيير‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-3‬الييكؿ التنظيمي لمؤسسة ميناء عنابة‬

‫الهيكل التنظيمي لمؤسسة ميناء عنابة‬


‫مجلس االدارة‬

‫الرئيس مدير العام‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬


‫األمانة العامة‬

‫النائب مدير العام‬ ‫مسؤول تسيير الجودة‬

‫هيئة التدقيق‬ ‫مسؤول مصلحة النظافة واالمن‬


‫مديريات إلاسىاد‬ ‫املديريات العملية‬

‫مديرية التقنية‬

‫مديرية اإلدارة والموارد البشرية‬ ‫مديرية الملك العام للميناء‬

‫مديرية المالية والمحاسبة‬ ‫مديرية شحن وتفريغ البضائع‬

‫مديرية التجارة‬ ‫مديرية قيادة الميناء‬

‫مديرية التنمية‬ ‫مديرية نهائي الحاويات‬

‫المصدر‪ :‬مؤسسة ميناء عنابة‪ ،‬مديرية التجارة‪ ،‬دائرة اإلتصاؿ والعالقات العامة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خدمات مؤسسة ميناء عنابة و ابرز المؤشرات المتعلقة باداءها‬

‫تقدـ مؤسسة ميناء عنابة مجموعة مف الخدمات الموجستية المتكاممة في اطار نشاطات التجارة‬
‫الخارجية مف تصدير و استيراد ‪،‬جزء منيا متعمؽ خدمات مقدمة لمسفف و الجزء االخر ييتـ بحركة البضائع‪،‬‬
‫و يواجو ميناء عنابة مجموعة مف العراقيؿ و التحديات التي تحوؿ دوف تحقيؽ اكبر كفاءة و اداء ممكف في‬
‫تعزيز التجارة الخارجية الجزائرية و التي وجب عمى الحكومة االلتفات ليا في اطار مشروع تطوير الموانئ‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫المطمب الول‪ :‬الخدمات الموجستية لميناء عنابة‬

‫أوال‪ :‬الخدمات المتعمقة بالسفن‬

‫‪ .1‬إستقبال السفن‪:‬‬

‫تتـ عممية استقباؿ السفينة عبر عدة مياـ متناسقة‪ ،‬يؤدي عدـ القياـ بإحداىا بشكؿ جيد إلى التأثير عمى‬
‫مجموعة حمقة الخدمات األخرى‪.‬‬

‫تتـ عممية خروج السفف مف الميناء أو الدخوؿ إليو‪ ،‬عمى مستوى اجتماع يومي ينعقد في مديرية قيادة‬
‫الميناء‪ ،‬ويسمى بمؤتمر تحديد وضعية السفف ‪ conférence de placement des navires‬ينعقد ىذا‬
‫االجتماع عمى مدار السنة‪ ،‬حتى أياـ العطؿ األسبوعية والمناسبات الدينية والوطنية‪ ،‬وذلؾ عمى الساعة‬
‫العاشرة صباحا‪ ،‬ويتـ مف خاللو تحرير وثيقة تسمى وثيقة وضعية السفف‪ .‬انظر (الممحؽ رقـ ‪)2‬‬

‫غالبا كؿ مف‪:1‬‬

‫‪ ‬مدير قيادة الميناء‪:‬‬

‫يعتبر المسؤوؿ األوؿ عف جميع التحركات التي تتـ عمى مستوى الحوض المائي لمميناء فيو العارؼ‬
‫بخصائص األرصفة مف طوؿ وعمؽ‪ ،‬وبالتالي فيو قادر عمى تعييف وىو أيضا مكمؼ بمتابعة المناورة‬
‫الخاصة برسو السفينة‪ ،‬أنسب مكاف لرسو أي نوع مف السفف كما ييتـ باألماكف التي يتـ فييا ربط السفينة‪.‬‬

‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬مدٌرٌة قٌادة المٌناء ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬ممثل عن مديرية الشحن والتفريغ‪:‬‬

‫إف حضور ممثؿ عف مديرية الشحف والتفريغ مفيد لمغاية‪ ،‬خاصة بالنسبة لمسفف الراسية عمى أرصفة‬
‫الميناء‪ ،‬حيث يقدـ المعمومات المتعمقة بسير عمميات الشحف والتفريغ عمى سطح السفينة‪ ،‬واعطاء تقديرات‬
‫حوؿ المدة الباقية النتياء العمميات‪.‬‬

‫‪ ‬ممثل عن مديرية الحاويات‪:‬‬

‫مسؤوؿ عف السفف التي تكوف حمولتيا عبارة عف حاويات حيث يقدـ المعمومات المتعمقة بسير عمميات‬
‫الشحف والتفريغ واعطاء تقديرات حوؿ المدة الباقية النتياء العمميات الخاصة بسفف الحاويات فقط‪.‬‬

‫‪ ‬رئيس دائرة المن والحراسة‪:‬‬

‫أما بالنسبة لرئيس دائرة األمف والحراسة العارؼ بخصائص األرصفة مف طوؿ وعمؽ‪ ،‬وبالتالي فيو قادر‬
‫عمى تعيف أنسب مكاف لرسو أي نوع مف السفف‪.‬‬

‫‪ ‬ضابط الميناء‪:‬‬

‫بالنسبة لضابط الميناء‪ ،‬فيو مكمؼ بمتابعة المناورة الخاصة برسو السفينة‪ ،‬كما ييتـ باألماكف التي يتـ فييا‬
‫ربط السفينة‪.‬‬

‫‪ ‬ممثل عن وكيل السفينة عمى مستوى ميناء عنابة‪:‬‬

‫عادة ما يسمـ وكيؿ السفينة عمى مستوى الميناء بطاقة التنبؤ الخاصة بسفينتو‪ ،‬وذلؾ قبؿ وصوليا لمميناء‬
‫بػ ‪ 72‬ساعة‪ ،‬حيث تحمؿ ىذه البطاقة المواصفات الخاصة بالسفينة ونوع الحمولة‪ ،‬والوقت المقدر لوصوليا‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلرشاد البحري‪:‬‬

‫حيث يقوـ ضابط الراديو بإصدار التعميمات لممرشد الذي يقوـ بركوب زورؽ اإلرشاد البحري (الممحؽ‬
‫رقـ ‪ ،)03‬إضافة إلى وجود سائؽ يتولى عممية نقؿ المرشد إلى غاية مكاف تواجد السفينة‪ ،‬وبعد رمي السمـ‬
‫المعمؽ بسطح السفينة‪ ،‬يقوـ المرشد فيما بعد بعممية توجيو السفينة بصفتو عمى معرفة جيدة بخصائص المياه‬

‫‪109‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الداخمية لمميناء‪ ،‬والممرات المالحية الداخمية‪ ،‬إضافة إلى مراكز الرسو‪ ،‬وىذا ما يسمح لو بتسييؿ عممية‬
‫دحوؿ وخروج السفينة‪.‬‬

‫‪ .3‬القطر البحري‪:‬‬

‫تتمثؿ خدمة السحب البحري فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬العمميات التي تتطمب سحب او دفع السفينة‪.‬‬


‫‪ -‬مناورات اإلرساء‪ ،‬او انتقاؿ او ابحار السفينة‪.‬‬
‫‪ -‬المراقبة والمساعدة في مناورات أخرى مثؿ المالحة لمسفينة‪.‬‬

‫كما يبدأ عمؿ القطر بمجرد وصوؿ السفينة القاطرة الى السفينة المقطورة بما فيو لمقياـ حاال بعممية السحب‬
‫الضروري وينتيي عمؿ القطر بانتياء آخر عممية وابتعاد السفينة‪ .‬ويتعيف عمى المجيز الذي يقوـ بعممية‬
‫القطر اف يحضر في الوقت والمكاف المتفؽ عميو مع السفينة القاطرة والصالحة لمقياـ بالخدمات المتفؽ‬
‫عمييا‪.‬‬

‫كما يتعيف عمييـ تقديـ القطر بميارات عالية بدوف توقؼ وذلؾ تحت إدارة رباف السفينة المقطورة‪.‬‬

‫تضمف قيادة الميناء عمؿ مصالح اإلرشاد والقطر والربط خدماتيا لياؿ ونيا ار واياـ العطؿ‪ .‬يتبع العماؿ‬
‫المكمفيف بيذه المياـ نظاـ عمؿ ‪ 24/72‬مشابو لنظاـ العمؿ ‪ 8×3‬متتابع‪.‬‬

‫‪ .4‬ربط السفن‪:‬‬

‫تقوـ زوارؽ ربط السفف ‪ canots d’amarrage‬بتوصيؿ الحباؿ التي يرمييا بحارة الناقمة إلى عماؿ‬
‫الرصيؼ‪ ،‬حيث يقوموف بربط الناقمة في األماكف التي يحددىا ضابط الميناء‪.‬‬

‫‪ .5‬وضع سمم اليبوط‪:‬‬

‫تساعد ىذه الخدمة عمى الصعود إلى متف السفينة لكؿ مف ضباط الميناء‪ ،‬طبيب الميناء‪ ،‬الجمارؾ‪ ،‬شرطة‬
‫الحدود‪ ،‬وكيؿ السفينة‪ ،‬ليتبعيا فيما بعد صعود العناصر األخرى الميتمة بخدمة الناقمة‪.‬‬

‫‪ .6‬تموين السفن بالمياه والوقود‪:‬‬


‫‪110‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫تقوـ المؤسسة المينائية بتزويد السفف التي تقوـ بعمميات الشحف والتفريغ بالوقود الذي توفره سوناطراؾ وكذلؾ‬
‫بالمياه‪.‬‬
‫‪ .7‬تفريغ السفن من الفضالت‪:‬‬
‫يتـ تفريغ السفف مف الفضالت عف طريؽ طوافات خاصة بنقؿ الفضالت‪.‬‬
‫ويمثؿ الجدوؿ التالي معدات المساعدة البحرية لميناء عنابة‬

‫الجدول رقم (‪ :)4-3‬معدات المساعدة البحرية لميناء عنابة‬

‫اللدرة‬ ‫العدد‬ ‫هوع آلاالت‬

‫‪ 9222‬إلى ‪ 4932‬حصان‬ ‫‪26‬‬ ‫كاطرة بحرية‬

‫‪ 162‬إلى ‪ 9422‬حصان‬ ‫‪22‬‬ ‫مرشدة بحرية‬

‫‪ 916‬إلى ‪ 911‬حصان‬ ‫‪22‬‬ ‫زورق الربط‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عتاد مضاد للتلوث (اللللم)‬

‫‪312 *3‬م‬ ‫–‬ ‫سد عائم مضاد للتلوث‬

‫المصدر‪ :‬مؤسسة ميناء عنابة ‪،‬المديرية التجارية‪ ،‬دائرة اإلتصاؿ والعالقات العامة‬

‫ثانيا‪ :‬الخدمات المتعمقة بالبضائع‬


‫وتتمثؿ في خدمات الشحف والتفريغ والتخزيف حيث تقوـ مديرية الشحف والتفريغ بتنفيذ الخدمات‬
‫المتعمقة بعمميات تحميؿ السفف ومناولة البضائع ‪.‬‬

‫تشمؿ مناولة البضائع عمميات استالـ‪ ،‬العد والتدقيؽ في السمع المشحونة أو المفرغة وكذلؾ الحراسة الى‬
‫غاية شحنيا أو تسميميا لصاحبيا‪.‬‬

‫تقدـ ىذه الخد مات في إطار الشروط العامة المشار إلييا في دفتر االسعار ‪.‬‬

‫قبؿ البدء في عممية الشحف والتفريغ تقوـ شرطة الحدود بتفتيش الباخرة والتحقؽ مف طاقـ السفينة والتأكد‬
‫مف عدـ وجود أي خطر كمواد متفجرة مثال‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫بعد التأكد مف سالمة العممية يتقدـ وكيؿ العبور بالوثائؽ الالزمة لمصمحة الشحف والتفريغ وتتضمف ىذه‬
‫الوثائؽ ‪:‬‬

‫‪ -‬مخطط محتوى الحمولة داخؿ الناقمة‪.‬‬


‫‪ -‬بياف الحمولة‪ ،‬والذي يعتبر مف أىـ الوثائؽ‪.‬‬

‫لتفريغ السمع المعمف عف وصوليا في مؤتمر تحديد وضعية السفف‪ ،‬بعد االطالع عمى الوثيقتيف السالؼ‬
‫اإلشارة إلييما‪ ،‬يقوـ رئيس مصمحة الشحف و التفريغ بإرساؿ بياف إلى مركز التشغيؿ ( ‪Centre‬‬
‫‪ )d’embauche‬الذي يباشر في توزيع المياـ عمى العماؿ بعد تحديد العدد االزـ لتفريغ السفينة ‪.‬‬

‫‪ .1‬خدمات الشحن وتتمثؿ في‪:1‬‬


‫‪ -‬شحف البضائع عمى ظير السفينة ‪.‬‬
‫‪ -‬رفع السمع بواسطة آالت الرفع‪.‬‬
‫‪ -‬ربط البضائع ‪.‬‬
‫‪ .2‬خدمات التفريغ وتتمثؿ في ‪:‬‬
‫‪ -‬إنزاؿ البضائع مف السفينة ثـ تفريغيا عمى أرض الميناء‪.‬‬
‫‪ -‬وضع البضائع عمى الشاحنات‪.‬‬
‫‪ -‬تحويؿ البضائع باتجاه المستودعات‪.‬‬

‫بعد االنتياء مف عممية تفريغ البضاعة تتقدـ دائرة الشحف والتفريغ بأوراؽ إلى دائرة الفوترة إلتماـ فاتورة‬
‫الشحف أو تفريغ البضاعة‪.‬‬

‫‪ .3‬التخزين‪ :‬باإلضافة الى نقؿ البضائع عمى الرصيؼ فانو يتـ تخزينيا في مستودعات خاصة وذلؾ‬
‫حتى تسيؿ عممية توزيع البضائع‪.‬‬

‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬المدٌرٌة التجارٌة ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫ويجدر اإلشارة الى ان كل خدمات الميناء المتعمقة بالبضائع تتم عمى مستوى مركبين أساسيين ىما‪:‬‬
‫‪ .1‬نيائي الحبوب‪:‬‬

‫يقع نيائي الحبوب بالمنطقة الشمالية لمميناء‪ ،‬المركز الرصيفي رقـ ‪ 12‬مخصص لتفريغ وعبور‬
‫الحبوب‪ .‬بخط طوؿ رصيؼ ‪ 180‬متر وعمؽ ‪ 11‬متر يمكف ىذا النيائي مف رسو بواخر ذات سعة حمولة‬
‫‪ 30000‬طف عمى األقؿ (الممحؽ رقـ ‪.)04‬‬

‫يتـ تفريغ ناقالت الحبوب إما عف طريؽ نظاـ الشفط أو عف طريؽ القحافة‪ ،‬فتعتمد الطريقة األولى‬
‫عمى وضع أنبوب لمشفط‪ ،‬و ذلؾ باالعتماد عمى أسموب اآلالت اليوائية المتصاص الحبوب مف داخؿ‬
‫العنابر عف طريؽ توليد الفراغ و اإلمتصاص‪ ،‬و تبمغ الطاقة القصوى لمتجييزات التابعة لميناء عنابة‬
‫‪400‬طف‪/‬سا‪.‬‬

‫كما يمتمؾ ديواف الحبوب الجافة نظاـ شفط قادر عمى امتصاص ‪250‬طف‪/‬سا‪ ،‬كما يوجد بالميناء كذلؾ‬
‫بعض المعدات التي تعمؿ بأنظمة الشحف ذات طاقة ‪80‬طف‪/‬سا‪ ،‬وىي تابعة الحد الخواص‪.‬‬

‫بينما تعتمد الطريقة الثانية عمى قياـ رافعات دوارة بحمؿ القحافة‪ ،‬و ىي عبارة عف صندوؽ يقوـ‬
‫بجرؼ الحبوب إلى داخمو‪ ،‬ثـ يتـ إغالقو‪ ،‬و بعدىا تصب الحبوب في أحواض عريضة (‪ )Trémie‬تنتيي‬
‫مف األسفؿ بفتحة تساعد عمى تركيز تفريغ الحبوب عمى السيور المتحركة‪ ،‬و التي تقوـ بنقمو إلى صوامع‬
‫الحبوب‪ ،‬أو أف تصب مباشرة مف الفتحة في شاحنات النقؿ البري‪.‬‬

‫‪ .2‬نيائي الحاويات‪:‬‬

‫نيائي الحاويات ذو مساحة تخزيف تقدر بػ‪ 16 :‬ىكتار مجيز بجميع اليياكؿ الالزمة الستغاللو كمساحات‬
‫مخصصة لوضع الحاويات‪ ،‬مستودع مزود بكاشؼ لتفقد الحاويات (الممحؽ رقـ ‪.)05‬‬

‫وىو نيائي متعدد الخدمات إلمكانية استقبالو لبواخر مف صنؼ رو‪/‬رو ‪ 8000‬طف ايف يتـ معالجة‬
‫الحاويات ذات ‪ 40 20,‬و‪ 45‬قدـ وكذا الحاويات المبردة والسمع العامة والمختمفة المنقولة عبر البواخر‬
‫رو‪/‬رو‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫تضـ تجييزات نيائي الحاويات ما يمي‪:1‬‬

‫‪ 460 -‬متر خط طوؿ المراكز الرصيفة (المراكز ‪ 2-1‬بطوؿ ‪ 240‬متر‪ ،‬بعمؽ'' ‪10.50‬ـ" والمراكز‬
‫‪ 22 –21‬بطوؿ ‪ 220‬متر وبعمؽ يتراوح بيف ‪ 9.50‬و‪ 10.50‬متر)‪.‬‬
‫‪ -‬ناقالت حاويات بطاقة ‪.TWD 10000‬‬
‫‪ -‬سفف مف صنؼ رو ‪ /‬رو بطاقة ‪.TWD 4000‬‬
‫‪ -‬مستودع ذا مساحة ‪ 2400‬متر مربع‪.‬‬
‫‪ -‬مرتبط مباشرة بالشبكة الوطنية لمسكؾ الحديدية‪.‬‬
‫‪ -‬موصوؿ بمياه صالحة لمشرب‪.‬‬
‫‪ -‬مأخذ لمتيار الكيربائي ذات توتر كيربائي ‪ 380‬فولط مخصصة لتزويد الحاويات المبردة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة مضادة لمحريؽ‪.‬‬
‫‪ -‬كاشؼ عمى متف شاحنات لمراقبة الحاويات‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)5-3‬يوضح معدات ميناء عنابة الخاصة بالشحف والتفريغ‬


‫اللدرة‬ ‫العدد‬ ‫هوع آلاالت‬
‫من ‪ 30‬الى ‪ 64‬طن‬ ‫‪80‬‬ ‫زافعات مُنائُة متحسكة‬
‫من ‪ 30‬الى ‪ 40‬طن‬ ‫‪42‬‬ ‫زافعات مسكبُة ذاثُة‬
‫من‪ 2‬الى ‪ 36‬طن‬ ‫‪60‬‬ ‫آالت زفع وشحن‬
‫من ‪ 250‬الى ‪ 500‬طن‬ ‫‪6‬‬ ‫آالت تترسَ اححبب‬
‫‪ 6‬طن‬ ‫‪5‬‬ ‫زافعات كهسبائُة‬
‫من ‪ 25‬الى ‪ 120‬طن‬ ‫‪53‬‬ ‫جسازات وساحبات مُنائُة‬
‫من ‪ 1700‬الى ‪ 6000‬حصان‬ ‫‪10‬‬ ‫ساحبات‬
‫من ‪ 350‬الى ‪ 1100‬حصان‬ ‫‪5‬‬ ‫شوازق اتلُادة‬
‫من ‪ 250‬الى ‪ 300‬حصان‬ ‫‪10‬‬ ‫شوازق الازساء‬
‫‪ 260‬حصان‬ ‫‪4‬‬ ‫شوازق اتدفع‬
‫‪ 15‬م‬ ‫‪2‬‬ ‫طبافة تالسترجاع‬

‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬المدٌرٌة التجارٌة ‪ ،‬دائرة اإلتصاؿ والعالقات العامة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ 3‬طن‬ ‫‪6‬‬ ‫زافعات بملابض‬


‫من ‪ 7‬الى ‪ 12‬طن‬ ‫‪26‬‬ ‫زافعات متبسطة اححمبتة‬
‫من ‪ 13‬الى ‪ 45‬طن‬ ‫‪34‬‬ ‫زافعات كبيرة اححمبتة‬
‫المصدر‪ :‬مؤسسة ميناء عنابة‪ ،‬مديرية التجارة‪ ،‬مصمحة اإلتصاؿ والعالقات العامة‬

‫ثالثا‪ :‬مشاكل ميناء عنابة‬

‫يعاني ميناء عنابة مف عدة مشاكؿ نستعرض أبرزىا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تواجد ميناء عنابة في النسيج العمراني‪.‬‬


‫‪ ‬أحواض صغيرة وأرصفة مينائية ذات حواجز ضيقة وذات غاطس ال يسمح بعممية رسو السفف‬
‫الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ ‬معدات شحف تقميدية وذات سعة محدودة ال تتناسب مع حجـ السفف الحديثة ‪.‬‬
‫‪ ‬طوؿ وبطيء اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتماد الكبير عمى التعامؿ الورقي والمباشر ‪.‬‬
‫‪ ‬غياب إستخداـ الرقمنة بشكؿ تاـ‪ ،‬رغـ وجود وتوفر بعض اإلمكانيات ‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الربط الشبكي بيف الميناء وكافة الجيات الحكومية ذات الصمة ‪.‬‬
‫‪ ‬نقص وتذبذب في شبكة االنترنت فشبكة انترنت في الميناء تحتاج الى تحسيف‪.‬‬
‫‪ ‬برامج اإلدارة اإللكترونية في مختمؼ مديريات الميناء تعتمد أكثر عمى التدخؿ البشري في عدة مراحؿ‬
‫وبالتالي إحتمالية الخطأ تكوف أكبر‪ ،‬مع صعوبة التحوؿ مف اإلدارة الورقية التقميدية الى اإلدارة‬
‫اإللكترونية الشاممة ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬احصائيات لمؤشرات كفاءة ميناء عنابة و نشاطات التجارة الخارجية‬

‫أوال‪ :‬عدد دخول وخروج السفن‬

‫من خالل احجدول (‪ً )6_3‬تضح تنا أن هناك انخراض في عدد اتسرن اتساسُة بمُناء عنابة بنسبة‬
‫‪18.17%‬حُث بل ‪ 491‬خالل سنة ‪ 2022‬بِنما كان أعلى في اتسنة اتسابلة ‪ 2021‬حُث وصل الى ‪ 600‬سرُنة وذتك‬
‫ً‬
‫نتُجة تتغير سُاسة املُناء حُث صازوا ٌستعُنبن بسرن أكبر حجما و أكثر سعة تلبضائع و هب الامس اتري ًرسس‬
‫ازثراع في مدة املكبث احخاصة باتسرن في املسفأ و اتسصُف ‪ ،‬حُث ازثرع متبسط مكبث جل اتسرن اتساسُة باملُناء‬
‫‪115‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫بمختلف انباعها ماعدا ناكالت اححاوٍات و اتناكالت من صنف زو‪/‬زو و اتري شهد متبسط مكبثها في املسفأ و‬
‫اتسصُف ثحسنا ملحبظا ‪ ،‬وفي نرس اتبكت ثطبُلا تإلجساءات اححكبمُة بترشُد الاستيراد ادى الى انخراض اجمالي‬
‫عدد اتسرن اتساسُة باملُناء خاصة ناكالت اححاوٍات ‪ 89‬سرُنة و ناكالت املعادن ‪ 45‬سرُنة ‪.‬‬

‫حدول ركم (‪ً :)6-2‬مثل اجمالي عدد و نبع اتسرن اتساسُة بمُناء عنابة خالل اتسنتين ‪2022-2021‬‬

‫مدة املكوث في الرصيف‬ ‫مدة املكوث في املرفأ‬ ‫عدد السفن‬

‫الفرق ‪%‬‬ ‫‪3233‬‬ ‫‪3239‬‬ ‫الفرق ‪%‬‬ ‫‪3233‬‬ ‫‪3239‬‬ ‫الفرق‬ ‫‪3233‬‬ ‫‪3239‬‬ ‫هوع السفن‬

‫‪%‬‬ ‫باألعداد‬

‫‪%-2816‬‬ ‫‪9813‬‬ ‫‪9812‬‬ ‫‪%-2822‬‬ ‫‪2839‬‬ ‫‪2833‬‬ ‫‪%-23823‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫‪912‬‬ ‫‪323‬‬ ‫هاكالت‬
‫الحاويات‬

‫‪%+92899‬‬ ‫‪1893‬‬ ‫‪4822‬‬ ‫‪%+12892‬‬ ‫‪9823‬‬ ‫‪2814‬‬ ‫‪%+4811‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪926‬‬ ‫‪929‬‬ ‫هاكالت‬
‫السلع‬

‫‪%+91891‬‬ ‫‪1822‬‬ ‫‪2862‬‬ ‫‪%+61836‬‬ ‫‪92841‬‬ ‫‪6832‬‬ ‫‪%+29822‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪31‬‬ ‫هاكالت‬
‫الحبوب‬

‫‪%+32812‬‬ ‫‪2842‬‬ ‫‪3862‬‬ ‫‪%+99283‬‬ ‫‪3824‬‬ ‫‪9892‬‬ ‫‪%-31812‬‬ ‫‪-41‬‬ ‫‪926‬‬ ‫‪919‬‬ ‫هاكالت‬
‫املعادن‬

‫‪%-24863‬‬ ‫‪2813‬‬ ‫‪3824‬‬ ‫_‬ ‫‪2829‬‬ ‫‪2822‬‬ ‫‪% +1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫من صىف‬
‫رو‪/‬رو‬

‫‪%+33862‬‬ ‫‪9814‬‬ ‫‪9812‬‬ ‫‪%-4899‬‬ ‫‪9842‬‬ ‫‪9846‬‬ ‫‪%+6813‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬ ‫اخرى‬

‫‪%+33823‬‬ ‫‪2849‬‬ ‫‪3821‬‬ ‫‪%+11842‬‬ ‫‪9813‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪%-91892‬‬ ‫‪-921‬‬ ‫‪419‬‬ ‫‪622‬‬ ‫املجموع‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد اتباحثين باالعتماد على معطُات مُناء عنابة‬

‫ثانيا‪ :‬متوسط مكوث السفن‬

‫نالحظ مف خالؿ الجدوؿ رقـ (‪ )7-3‬اف معدؿ مكوث السفف في المرفأ عرؼ ارتفاعا ممحوظا‪،‬‬
‫حيث انتقؿ مف ‪ 0,93‬يوـ خالؿ سنة ‪ 2021‬إلى ‪ 1.82‬يوـ السنة ‪ 2022‬بنسبة تغير بمغت ‪% 117.53‬‬
‫أي اف المدة فاتت الضعؼ‪ ،‬كما سجمت أيضاً ارتفاع في عدد أياـ المكوث عمى الرصيؼ بمتوسط ‪ 2,79‬يوـ‬
‫خالؿ سنة ‪ 2021‬بينما في سنة ‪ 2022‬سجمت‪ 3.41‬يوـ أي أنيا شيدت ارتفاع بنسبة ‪ ،%42.76‬وىذه‬

‫‪116‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الزيادة في متوسط المكوث بميناء عنابة راجعة إلى طبيعة بعض السمع حيث أف السفف المحممة بالحبوب و‬
‫الكمينكر تستغرؽ مدة أطوؿ لشحنيا أو لتفريغيا و أيضاً أف عدد مراكز الرسو غير كافي مقارنة بعدد السفف‬
‫التي تقصده ومع ارتفاع حجـ النشاط االجمالي لمميناء مف صادرات و واردات األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع‬
‫مدة انتظار السفف في الميناء ‪.‬‬

‫كما يفسر الجدوؿ مدى فعالية واىمية الخدمة الموجستية المقدمة مف طرؼ إدارة الميناء والتي تحرص‬
‫عمى تسريع وتسييؿ عممية مناولة البضائع وتسميميا إلى العمالء‪ ،‬حيث أف إعطاء األولوية ليذه العممية مف‬
‫شأنو تقميؿ التكاليؼ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7-3‬متوسط مكوث السفف في ميناء عنابة خالؿ السنوات ‪ 2021‬ػ ػ‪ 2022‬ػ ػ‪2023‬‬

‫السداس ي الاول ‪3232‬‬ ‫‪3233‬‬ ‫‪3239‬‬ ‫السىوات‬

‫‪ 9831‬يوم‬ ‫‪ 9813‬يوم‬ ‫‪ 2812‬يوم‬ ‫متوسط املكوث في املرفأ‬

‫‪ 2863‬يوم‬ ‫‪ 2849‬يوم‬ ‫‪ 3821‬يوم‬ ‫متوسط املكوث في الرصيف‬

‫المصدر‪ :‬مف اعداد الطالبيف بالإلعتماد عمى معطيات مؤسسة ميناء عنابة‬

‫‪ .1‬حجم الصادرات والواردات‬

‫نالحظ مف خالؿ الجدوؿ رقـ (‪ )8-3‬أنو خالؿ سنة ‪ 2019‬و ‪ 2020‬حجـ الواردات مف البضائع‬

‫كاف أكبر مف حجـ السمع المصدرة‪ ،‬و ذلؾ ألف االقتصاد الجزائري مستورد بدرجة أولى‪ ،‬كما الحظنا أيضاً‬
‫أف الحجـ اإلجمالي لنشاطات الميناء قد انخفض بنسبة كبيرة وذلؾ راجع لمجائحة العالمية " ‪." COVID 19‬‬

‫أما في سنة ‪ 2021‬فقد شيد ارتفاعا مقارنة بسنة ‪ 2020‬حيث ارتفع بنسبة ‪51,50%‬ليبمغ أكثر ‪5‬‬
‫مالييف طف كحجـ إجمالي وذلؾ راجع لتحسف الوضعية الوبائية في العالـ‪.‬‬

‫أما في سنة ‪ 2022‬فقد عرؼ الحجـ االجمالي لنشاط الميناء ارتفاعا غير مسبوؽ بتجاوزه حاجز ‪6‬‬
‫مالييف طف وىذا بنسبة زيادة قدرت ب ‪ %12.04‬مف العاـ السابؽ ‪ 2021‬بإجمالي صادرات يقدر ب‬

‫‪117‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ 4395974‬طف وىذا راجع الي تصدير كميات كبيرة مف مادة الكمنكير وتشجيع السمطات لعممية التصدير‬
‫وفي نفس الوقت انخفاض معدؿ الواردات عف االعواـ السابقة ب ‪ 2036628‬طف وىذا راجع لق اررات‬
‫الحكومة بشأف تخفيض حجـ الواردات‪.‬‬

‫و نالحظ أف حجـ الصادرات خالؿ نفس السنة أصبح أكبر مف حجـ الواردات بما يقار الضعؼ وىذا‬
‫امر غير مسبوؽ حيث انو في العواـ السابقة كانت كمية الصادرات و الواردات متقاربة او في اغمب السنوات‬
‫تكوف كمية الواردات اكبر مف كمية الصادرات و ذلؾ راجع تغير طبيعة االقتصاد الجزائري مف مطمع سنة‬
‫‪ 2021‬حيث شجعت الدولة وأعطت تسييالت في المجاؿ التصديري و قامت بالحد مف استيراد العديد مف‬
‫السمع‪ ,‬وعمالً بتوجييات السمطات العمومية المتعمقة بتفعيؿ و تطوير الصادرات خارج قطاع المحروقات‬
‫أقدمت مؤسسة ميناء عنابة و إدارة الجمارؾ عمى تقديـ تسييالت لممتعامميف االقتصادييف المعنييف بيذا‬
‫النشاط تتمخص في ‪:‬‬

‫– منح معاممة خاصة مف خالؿ تبسيط اإلجراءات المينائية ‪.‬‬


‫– مد المتعامميف االقتصادييف بوسائؿ مناسبة لشحف السفف ‪.‬‬
‫– تطبيؽ خصـ ىاـ عمى مختمؼ الخدمات التجارية‪.‬‬
‫– إمدادىـ بمنطقة تخزيف آمنة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)8-3‬يمثؿ حجـ الصادرات والواردات عبر ميناء عنابة‬

‫‪2222‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2236628‬‬ ‫‪2075869‬‬ ‫‪2173852‬‬ ‫‪2939247‬‬ ‫الواردات من البضائع )طن)‬

‫‪4395974‬‬ ‫‪3697669‬‬ ‫‪1637177‬‬ ‫‪2063933‬‬ ‫الصادرات من البضائع (طن)‬

‫‪6468622‬‬ ‫‪5773538‬‬ ‫‪3811029‬‬ ‫‪5003180‬‬ ‫حركة النشاط اإلجمالي (طن)‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثيف باالعتماد عمى معطيات ميناء عنابة‬

‫‪118‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬واقع الرقمنة في ميناء عنابة وأثرها في تعزيز التجارة الخارجية‬

‫المطمب االول ‪ :‬مظاىر الرقمنة في ميناء عنابة‬

‫أوال‪ :‬الشكال العممية لتكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في ميناء عنابة‬

‫‪ .1‬أتمة المكاتب‪:‬‬

‫لعبت البرمجيات دو ار كبي ار في تطور ىندسة األتمتة وىذا بعد ظيور الحاسبات االلكترونية الرقمية وانتشار‬
‫الحاسبات الشخصية والتطورات اليائمة في مجاؿ االتصاالت وبروز الشبكة المعموماتية‪.‬‬

‫تعريؼ األتمة‪" :‬ىي استخداـ الكمبيوتر واألجيزة المبنية عمى المعالجات أو المتحكمات والبرمجيات في‬
‫مختمؼ القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية مف أجؿ تأميف سير اإلجراءات واألعماؿ بشكؿ آلي دقيؽ‬
‫وسميـ وبأقؿ خطأ ممكف ‪ ".‬إال أف مفيوـ األتمتة األكثر وضوحا ىو‪" :‬التشغيؿ اآللي لجياز أو عممية أو نظاـ‬
‫يتـ التحكـ بو آليا بواسطة أجيزة أخرى تحؿ محؿ اإلنساف في المراقبة والجيد واتخاذ الق اررات المبرمجة "‪.‬‬

‫‪ .2‬شبكة النترنت ‪:‬‬

‫تشكؿ االنترنت نظاما عالميا لتدفؽ المعمومات في مختمؼ المجاالت وعمى اختالؼ المستويات‪ ،‬ويعد‬
‫ظيورىا عالمة بارزة في مسيرة تطوير تقنيات المعمومات‪ .‬وببساطة شديدة نستطيع أف نقوؿ إف شبكة‬
‫اإلنترنت توفر االتصاؿ والمناقشة وجمع األخبار ونقؿ المعمومات مف خالؿ مجموعة متكاممة مف المعدات‬
‫واألجيزة والبرمجيات والمعمومات‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد ولضرورة عصرنة القاعدة الرقمية مف أجؿ أف تتماشى مع المعايير الدولية في مجاؿ تسيير‬
‫الموا نئ ولضرورة وجود نظـ المعمومات في كؿ ميناء لمتنسيؽ بيف العمميات اإلدارية والتشغيمية لمسفف‬
‫والحاويات والبضائع‪ ،‬ولضماف سرعة وسيولة تبادؿ المعمومات والوثائؽ فميناء عنابة يحتوي عمى شبكة‬
‫اإلنترنت ‪ADSL‬تخوؿ لو االستفادة مف مختمؼ خدمات اإلنترنت‪.‬‬

‫ومف أىـ الخدمات التي تقدميا شبكة اإلنترنت ‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬خدمة بروتوكول نقل الممفات ‪: (File Transfer Protocol) ETP‬‬

‫ىذا البروتوكوؿ يتيح المجاؿ لنقؿ الممفات مف مصادرىا في أجيزة الحاسوب المختمفة عمى اإلنترنت إلى‬
‫حاسوب المستخدـ‪ ،‬وتسمح ىذه الخدمة كذلؾ بنقؿ الممفات مف حاسوب بعيد إلى حاسوب بعيد آخر‪ ،‬ويمكف‬
‫أيضا تحميؿ الممفات والبرامج المعروضة لالستخداـ المشترؾ مف خالؿ ىذه الخدمة ‪.‬‬

‫‪ ‬خدمة ‪: Telnet‬‬

‫وىي خدمة تسمح بالدخوؿ إلى حاسوب بالشبكة مف خالؿ حساب )‪(Account‬آخر وذلؾ مف أجؿ التعامؿ‬
‫مع البيانات وكممة المرور )‪ (Password‬والمعمومات المخزونة فيو واالستفادة منيا‪ ،‬وىي مف أقدـ خدمات‬
‫اإلنترنت وأكثرىا استخداما‪،‬‬

‫‪ ‬البريد اإللكتروني ‪: Electronic mail‬‬

‫أو ما يسمى أحيانا باإليميؿ ىو أسموب لكتابة وارساؿ واستقباؿ الرسائؿ عبر نظـ اإلتصاالت اإللكترونية أو‬
‫الشبكة العنكبوتية أو شبكات اإلتصاالت الخاصة داخؿ الشركات أو المؤسسات فيو يعزز اإلتصاؿ داخؿ‬
‫المؤسسة نفسيا و المؤسسة و مختمؼ المتعامميف الخارجييف‪ ،‬ولدى مؤسسة ميناء عنابة بريد‬
‫إلكتروني تحت إسـ ‪epan@annaba-port.com:‬‬

‫ومف فوائد البريد اإللكتروني ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬دواـ االتصاؿ بيف ادارة المؤسسة والعمالء‪.‬‬


‫‪ -‬يتميز بالسرعة‪ ،‬وغير مكمؼ‪.‬‬
‫‪ -‬الزماف والمكاف ليس لو حساب فيمكف لمعميؿ أف يفحص صندوؽ بريده في أي وقت مف اليوـ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموقع اإللكتروني‪:‬‬

‫أطمؽ مجمع ميناء عنابة عممية واسعة النطاؽ تعتمد عمى محاور أساسية في رؤية أفضؿ لمعالقات مع‬
‫الزبائف وتسيير أفضؿ لممعمومات وتنمية لمنشاطات وكذلؾ استغالؿ أفضؿ لتكاليؼ وأوقات العبور المينائي‪،‬‬
‫ىذه العممية ىي عبارة عف انطالؽ منصة إلكترونية‪ ،‬يمكف الولوج إلييا عبر بوابة إلكترونية مخصصة‬
‫لمستخدمي موانئ عبر الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪120‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪www.annaba-port.com‬‬

‫مف خالؿ ىذه المبادرة يطمح ميناء عنابة الى رقمنة تسيير الممارسات مف أجؿ الدخوؿ الى نظاـ‬
‫مشترؾ منصة الكترونية سيمة الولوج يمكف لممستخدميف معاينة البيانات المتعمقة بالنشاطات المينائية الوطنية‬
‫فييا‪ ،‬الدخوؿ ليذه المنصة مؤمف بحسابات خاصة بالمستخدميف مف خالؿ إسـ المستخدـ وكممة السر‬
‫الخاصة بو ىذه الوسيمة تسمح لممستخدـ بمعاينة حالة السفف في وقت قياسي واالطالع عمى نتائج اجتماعات‬
‫وضع السفف ‪ CPN‬كما تسمح لمزبوف بطمب المساعدة وتحميؿ عدة وثائؽ وتقديـ االقتراحات‪.‬‬

‫‪ .3‬شبكة اإلنترانت‪:‬‬

‫تعتبر األنترانت تقنية اتصاالت ومعمومات قائمة عمى شبكة األنترنت تـ اعتماد ىذه الشبكة في‬
‫أوائؿ التسعينات‪ ،‬حيث ظيرت فكرة أنو يمكف دمج أجيزة الكمبيوتر والبرامج وقواعد البيانات داخؿ مؤسسة‬
‫معينة وفي نظاـ واحد يتيح لمموظفيف العثور عمى جميع المعمومات التي يحتاجونيا وامكانية مشاركتيا ‪.‬كما‬
‫يشير مصطمح اإلنترانت إلى الخصوصية كونو عبارة عف شبكة مخصصة ألعضاء مؤسسة معينة فقط ‪،‬‬
‫لمتوضيح أكثر ىي شبكة داخمية يتـ فييا استخداـ البرامج التي تستخدـ عمى شبكة األنترنت العادية‪ ،‬ولكف‬
‫فقط داخميا‪ ،‬فمؤسسة ميناء عنابة ليا خادـ شبكة داخمية‪ ،‬حيث تضع المؤسسة موقع داخمي عميو‪ ،‬تقوـ‬
‫بتخزيف المعمومات الخاصة بيا عميو حتى يستطيع موظفو المؤسسة االطالع عمييا واستخداميا‪ ،‬وال يمكف‬
‫الدخوؿ إلى ىذا الموقع مف خارج المؤسسة ‪ ،‬وعميو فإنيا شبكة تستخدـ شبكة شبكات االتصاؿ السمكية‬
‫والالسمكية‪ ،‬أساسيا اإلنترنت‪ ،‬وىدفيا تمبية احتياجات العامميف مف المعمومات الخاصة بالمؤسسة‪ ،‬تتميز‬
‫بالخصوصية والسرية‪ ،‬بحيث ال يتمكف األشخاص مف غير العامميف في المؤسسات مف الولوج إلييا‪.‬‬

‫‪ .4‬شبكة اإلكسترانت‪:‬‬

‫عندما يكوف لمشركة أكثر مف فرع في أكثر مف مكاف وفي كؿ فرع شبكة انترانت‪ ،‬فعند ربط ىاتيف‬
‫الشبكتيف بواسطة االنترنت فعندئذ تسمى ىذه الشبكة باإلكسترانت‪ .‬إذف فاإلكسترانت ماىي إال استخدـ تقنية‬
‫األنترنت لربط أكثر مف شبكة أنترانت معا‪ .‬فاألنترانت ىي شبكة محمية يتـ فييا تبادؿ المعمومات محميا داخؿ‬
‫الشركة ويتـ نقؿ البيانات فييا بشكؿ سريع وفعاؿ‪ .‬إف اإلكسترانت تستخدـ لربط فروع المؤسسة معا‪ ،‬كما أنيا‬
‫تربط شركاء العمؿ وأطراؼ أخرى معيا بطريقة فعالة وسريعة‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ .5‬تبادل البيانات إلكترونيا ‪: EDI‬‬


‫أ‪ -‬مفيوم نظام تبادل البيانات االلكتروني‪:‬‬

‫يعتبر استعماؿ تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في ميناء عنابة ومحطات الحاويات أم ار ضروريا لتأميف‬
‫التحكـ الدقيؽ في الزمف الحقيقي‪ ،‬والتخطيط المسبؽ لمختمؼ عمميات تشغيؿ محطات الحاويات وذلؾ مف‬
‫خالؿ نظاـ التبادؿ االلكتروني لمبيانات حيث يعرؼ عمى أنو نظاـ يقوـ عمى ارساؿ البيانات محؿ التبادؿ مف‬
‫الحاسب اآللي إلى حاسب آخر وبالعكس‪ ،‬وعميو فإف البيانات التجارية واإلدارية ىي التي يتـ تبادليا بيف‬
‫الحواسب اآللية المختمفة‪.‬‬

‫ب‪ -‬دور تبادل البيانات إلكترونيا بالميناء‪:‬‬

‫أصبحت خدمة النقؿ الدولي متعدد الوسائط تعتمد عمى توافر وسرعة تداوؿ البيانات والمعمومات عف‬
‫الرسائؿ المنقولة أو فواتير الشحف وما يتبع نقؿ السمع مف بيانات‪ ،‬وىنا يأتي دور شبكة المعمومات وأىميتيا‬
‫في ربط الموانئ سواء عمى الحدود بيف الدوؿ أو داخؿ الدوؿ نفسيا ىذا الربط ضمف قواعد ‪ EDI‬أو‬
‫‪ EDIFACT‬والتي تـ وضعيا مف قبؿ قسـ النقؿ التابع لمؤتمر منظمة األمـ المتحدة لمتجارة والتنمية ‪.‬‬

‫فقامت الموانئ بإدخاؿ نظاـ التبادؿ اإللكتروني لمبيانات لتنسيؽ العمميات اإلدارية والتشغيمية لمسفف والبضائع‬
‫المنقولة‪ ،‬وتقميؿ احتماالت الخطأ الناتجة عف عمميات التداوؿ والتخميص الجمركي التقميدية وتوفير الوقت‬
‫الكافي قبؿ أف تصؿ السفينة إلى الميناء مف أجؿ تحضير دخوؿ السفينة وتخصيص الرصيؼ والمعدات‬
‫الضرورية لتداوؿ الحاويات والبضائع وىذا مف شأنو تقميؿ الجيد والوقت والتكمفة‪ ،‬ويعمؿ ىذا النظاـ عمى‬
‫تحقيؽ التميز التنافسي لمموانئ برفع مستوى اإلنتاجية وجودة الخدمة المقدمة مف خاللو ‪.‬ومف مزايا تبادؿ‬
‫المعمومات إلكترونيا ما يمي ‪:‬‬

‫‪ ‬معرفة مسار الحاويات‪.‬‬


‫‪ ‬إرساؿ بيانات خاصة بمستندات الشحف‪.‬‬
‫‪ ‬قوائـ الشحف‪.‬‬
‫‪ ‬تبادؿ معمومات بيف العمالء‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المعمومات عف البضائع الخطرة‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬وفير المعمومات عف البضائع الخطرة‪.‬‬


‫‪ ‬توفير المعمومات لتداوليا بيف الميناء واألطراؼ المعنية ‪.‬‬
‫‪ .6‬سندات الشحن االلكترونية‬

‫تمثؿ سندات الشحف جوىر التجارة الدولية فيي تصؼ البضائع المراد شحنيا وحالتيا والشخص المحدد‬
‫الذي لو الحؽ في تسمـ البضاعة في ميناء الوصوؿ ومف خالؿ أسموب دفع الثمف بواسطة خطاب‬
‫الضماف ال تذكر الوثيقة فقط وانما تنص أيضا عمى البنوؾ التي سوؼ تحتفظ بعدد مف أصوؿ وصور‬
‫وثائؽ الشحف‪ .‬ويعد تبادؿ البيانات الكترونيا ىو أحدث تطور في ىذا المجاؿ واىـ مميزات تبادؿ البيانات‬
‫الكترونيا أنيا تسمح بعمميات التبادؿ التجاري السريعة فيي فورية ومتالحقة وىو ما جعميا متماشية مع‬
‫صناعة الشحف لتحؿ محؿ سندات الشحف الورقية التقميدية‪.‬‬

‫يمكف تعريؼ سند الشحف اإللكتروني بأنو عبارة عف رسالة بيانات تتضمف مجموعة مف المعمومات‬
‫موقعة مف الناقؿ تفيد استالمو البضاعة وبذلؾ فإف سند الشحف االلكتروني ما ىو إال رسالة الكترونية‬
‫عادية موقعة ممف صدرت عنو أو قد تكوف رسالة مشفرة باستخداـ مجموعة مف العمميات المحاسبية يتـ‬
‫مف خالليا تشفير مضمونيا وىذا إلضفاء الثقة عمى سندات الشحف التي تتـ عبر شبكة األنترنت إذ‬
‫تضمف لممرسؿ إليو سالمة المعمومات التي تتضمنيا دوف تحريؼ أو تعديؿ قد ينتج عف تدخؿ شخص‬
‫آخر عمى الشبكة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام المعمومات الداخمي لميناء عنابة‬

‫يحتوي نظاـ المعمومات الداخمي لميناء عنابة عمى تشكيمة مف البرامج التي تؤدي مختمؼ المياـ‬
‫االدارية و التشغيمة و تسيؿ تداوؿ المعمومات عبر كافة مصمحات الميناء‪ ،‬ولكؿ مديرية برامج محددة ذات‬
‫مياـ مختمفة حيث تكوف لممسؤوليف صالحية محدودة في استعماؿ البرامج تبعا لمتسمسؿ الوظيفي ‪ ،‬و التي‬
‫نستعرضيا في الجدوؿ التالي‪:1‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)9-3‬برامج النظاـ الداخمي إلدارات ميناء عنابة‬

‫ـ وثائق مقدمة من ظرف مؤسسة مٌناء عنابة ‪ ،‬مدٌرٌة قٌادة المٌناء ‪ ،‬قسم االعالم االلً ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫نسبة الجاىزية و التطبيق‬ ‫المديرية المسؤولة‬ ‫ميام البرنامج‬ ‫اسم البرنامج‬

‫‪%32‬‬ ‫‪-‬قيادة الميناء‬ ‫إدارة خدمات السفن‬ ‫‪‬‬ ‫‪Sémaphore‬‬

‫(اإلرشاد‪ ،‬القطر‪ ،‬الرسو ‪)...‬‬ ‫سيمافور (وحدة الكابتن)‬

‫المؤتمرات‬ ‫‪‬‬
‫الفواتير‬ ‫‪‬‬

‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية محطة الحاويات‬ ‫إدارة ومتابعة البضائع المعبأة في الحاويات في الميناء من‬ ‫‪‬‬ ‫‪Sémaphore n1‬‬
‫لحظة ونزوليا من عمى السفينة الى حين اجالئيا او تصديرىا‪.‬‬
‫سيمافور النوع‪:1‬‬

‫نيائي الحاويات‬

‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديريةالمناولة والتفريغ‬ ‫إدارة إنزال البضائع مع عمميات الشحن والتفريغ والتخزين‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Sémaphore n2‬‬

‫سيمافور النوع ‪:2‬‬

‫المناولة والتفريغ‬

‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية المالية والمحاسبة‬ ‫يدير العمميات المالية المتعمقة برصيد العميل وتوازن حسابو‬ ‫‪‬‬ ‫‪Sémaphore‬‬
‫وحالتو‪.‬‬
‫يدير الضريبية عمى رقم االعمال الخاص بالعميل‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫سيمافور‪ :‬مصمحة القبض والتحصيل‬

‫يدير الضريبة عمى منتجات وسمع العميل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪%122‬‬ ‫ـــ مديرية الموارد البشرية ـ‬ ‫يوفر إدارة لحركة المخزون من دخول وخروج‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Easygestion‬‬
‫يتيح عممية جرد المخزون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬المديرية التقنية‪.‬‬ ‫(وحدة ادارة المخزون)‬

‫‪%82‬‬ ‫ـــ مديرية الموارد البشرية‬ ‫‪Easygestion‬‬


‫يضمن إدارة المشتريات (السيم اإلستثمارات)‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬المديرية التقنية‪.‬‬ ‫يضمن تسيير الخدمة مند طمب الخدمة حتى الدفع‬ ‫‪‬‬ ‫(وحدة إدارة المشتريات)‬

‫‪%82‬‬ ‫‪-‬المديرية التقنية‪.‬‬ ‫يضمن إدارة الصيانة الوقائية والعالجية‬ ‫‪‬‬ ‫‪Easygestion‬‬
‫إعداد الخطة السنوية لمصيانة‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬مديرية محطة الحاويات‪.‬‬ ‫إعداد تقرير النشاطات‬ ‫‪‬‬ ‫وحدة إدارة الصيانة بمساعدة الكومبيوتر‬
‫‪cmms‬‬

‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية المالية والمحاسبة‪.‬‬ ‫تسيير الصول الثابتة واستيالكيا‬ ‫‪‬‬ ‫‪Easy!mmo‬‬
‫إدارة الجرد‬ ‫‪‬‬
‫البرنامج يسمح بإعداد تذاكر المخزون‬ ‫‪‬‬ ‫برنامج إدارة الصول والرموز الشريطية‬

‫مقارنة المخزون المادي مع المخزون المسجل ورسم‬ ‫‪‬‬


‫االختالفات‬

‫‪124‬‬
‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية الموارد البشرية‬ ‫تسيير الموارد البشرية‬ ‫‪‬‬ ‫برنامج إدارة الموارد البشرية‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬
‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية المالية والمحاسبة‬ ‫الدفع اإللكتروني‬ ‫‪‬‬ ‫‪telé facturation e-payment‬‬
‫اإلستشارة‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬قيادة الميناء‪.‬‬ ‫برنامج الدفع االلكتروني والفوترة عن بعد‬

‫‪-‬مديرية تسيير الممك العام لمميناء‪.‬‬

‫‪-‬مديرية محطة الحاويات‪.‬‬

‫‪-‬مديرية المناولة والتفريغ‪.‬‬

‫‪%122‬‬ ‫قيادة الميناء‬ ‫خدمة اإلرشاد لمسفن‬ ‫‪‬‬ ‫برنامج اعداد فواتير السفن‬
‫حركات اإلرساء لمسفن‬ ‫‪‬‬
‫دخول وخروج السفن‬ ‫‪‬‬

‫‪%122‬‬ ‫‪-‬مديرية تسيير الممك العام لمميناء‪.‬‬ ‫الخدمات المتعمقة باستخدام المنطقة والمرافق المينائية مثل‬ ‫‪‬‬ ‫برنامج إصدار الفواتير لمخدمات المجال العام‬
‫إتاوات أشغال الممك العام لمميناء‬

‫بعض التكيفات عمى حاالت محددة‬ ‫‪-‬مديرية الموارد البشرية‬ ‫حساب التعويضات‬ ‫‪‬‬ ‫برنامج إدارة الموظفين وكشوف المرتبات‬
‫اإلجازات‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ :‬مف اعداد الطمبة باالعتماد عمى معطيات مؤسسة ميناء عنابة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نظام مجتمع الموانئ الجزائرية‬

‫‪"APCS " Algerian Port Community Système‬‬

‫أوال‪:‬تعريف نظام مجتمع المعمومات الجزائري ‪APCS‬‬

‫منصة مشتركة لتبادؿ البيانات بيف الموانئ بدأ تشغيميا في ‪ 7‬جواف ‪ .2021‬تـ تبنى الرسوـ الرئاسي‬
‫والمصادقة عميو في ‪ 27‬أفريؿ ‪ 2021‬مف قبؿ الحكومة الجزائرية حيث اف ىذه المنصة تابعة لمجمع‬
‫‪ serport‬وتيدؼ ىده المنصة إلى تجريد المعامالت مف الوثائؽ ومف شكميات مرور‬ ‫الخدمات المينائية‬
‫البضائع في المرفأ‪.‬‬

‫وتكوف ذ ات طابع لوجستي رقمي أي رقمنة جميع العمميات الموجستية في مختمؼ المبادالت التجارية إنطالقا‬
‫مف الموانئ التجارية أي دمج اإلدارة اإللكترونية لجميع إجرائات الموانئ المتعمقة بمرور البضائع عبر الموانئ‬
‫مف اإلعالف عف وصوؿ السفينة الى تسميـ البضائع الى المستمميف‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫ستضمف ىذه المنصة التبادؿ الرقمي واآلني واألمف لجميع البيانات والوثائؽ بيف جميع الجيات الفاعمة‬
‫والمشغميف‪ ،‬بما في ذلؾ اإلدارات المسؤولة عف الرقابة والخدمات الجمركية والموانئ ووكالء الشحف وخفر‬
‫السواحؿ وشرطة الحدود والمقاوليف والبنوؾ‪ .‬كما سيقدـ جميع الخدمات عمى أساس منتظـ عمى مدار ‪24‬‬
‫ساعة في اليوـ‪ 7 ،‬أياـ في األسبوع ومنو تكوف العمميات مسيرة إلكترونيا منذ انطالؽ السفينة إلى وصوليا‬
‫حتى لحضة تسميـ البضائع‪.‬‬

‫وتعد منصة ‪ apcs‬منصة مجتمع الموانئ الجزائرية حال رقميا جزائريا ‪100 %‬حيث تـ تطويرىا بواسطة‬
‫فريؽ جزائري متعدد التخصصات يتكوف مف المديروف التنفيذيوف مف مجموعة ‪ serport‬ميندسو الكمبيوتر‬
‫والمديروف التنفيذيوف في الميف الموجستية في الموانئ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور منصة نظام مجتمع المعمومات الجزائرية ‪ APCS‬في الميناء‪:‬‬

‫‪ .1‬لػمنصة ‪ APCS‬تأثير كبير عمى تنظيـ الحركة التجارية في الموانئ‪:‬‬

‫إف إطالؽ ىذه المنصة‪ ،‬الموصوؼ بأنو حدث ميـ‪ ،‬سيكوف لو تأثير كبير عمى تنظيـ الحركة التجارية عمى‬
‫مستوى الميناء‪ ،‬ال سيما فيما يتعمؽ بالجانب المرتبط بأوقات تجييز الحاويات وأوقات انتظار السفف التي‬
‫تستمر في تكميؼ خزانة الدولة مصاريؼ كبيرة وتسبب في خسارة العممة األجنبية‪.‬‬

‫‪ .2‬توفر المنصة العديد مف المزايا األخرى لصالح المشغميف االقتصادييف‪:‬‬

‫وال سيما تحسيف معدؿ عبور البضائع في الموانئ‪ ،‬وتحسيف جودة تقديـ خدمة العمالء‪ ،‬وسرية المعمومات‬
‫والبيانات المتبادلة‪ ،‬والدخوؿ المعمومات إلكترونيا مع إمكانية المراقبة في الوقت الفعمي لموضع المادي‬
‫واإلداري لمبضائع بأي وسيمة إتصاؿ (ىاتؼ ذكي‪ ،‬كمبيوتر شخصي‪ ،‬جياز لوحي إلكتروني‪ ،‬إلخ)‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬فوائد نظام مجتمع المعمومات الجزائري ‪APCS‬‬

‫إدخاؿ المعمومات إلكترونيا مع إمكانية القراءة الفورية لمحالة المادية واإلدارية عبر عدة وسائؿ (الياتؼ‪،‬‬
‫جياز لوحي‪ ،‬حاسوب)‪.‬‬

‫‪ ‬تحسيف معدؿ تسميـ البضائع في الميناء‪.‬‬


‫‪ ‬إدارة إعالنات السفف والبضائع‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬إدارة حوض السفف (نوافذ الرسو)‪.‬‬


‫‪ ‬تحسيف عمميات الترانزيت في الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة أداء وجودة الخدمات المقدمة لمعمالء‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة سعة المعالجة في الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬ضماف المراقبة المادية واإلدارية في الوقت الحقيقي لمبضائع‪.‬‬
‫‪ ‬تبادؿ المعمومات بسرية وأماف‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيف لوجستيات الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬تقميؿ التكاليؼ الموجستية‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء غرامات التأخير‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيف األداء‪ ،‬وتعزيز موثوقية‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ بيف كؿ الجيات الفاعمة‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة عمى تدفؽ المزارع والواردات‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيف عمميات إدارة مجتمع الموانئ ومواءمتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الصادرات مع تبسيط اإلجراءات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مراحل إنشاء إعالن شحن عمى ‪APCS‬‬

‫‪ -1‬الدخول إلى المنصة‪:‬‬


‫‪ ‬المعني بيده الخطوة وكيؿ الشحف‪ .‬قيادة الميناء‬
‫‪ ‬في حالة لديؾ حساب عمى منصة ‪APCS‬‬
‫‪ ‬عمى جياز متصؿ باألنترنت يفتح صفحة ويب‬
‫‪ ‬يفتح الرابط ‪http://g-serport.dz‬‬
‫‪ ‬انقر عمى ‪APCS‬في الجزء العموي مف الصفحة‬

‫لإلتصاؿ بمنصة ‪APCS:‬‬

‫‪ ‬أدخؿ إسـ المستخدـ‬

‫‪127‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ ‬انقر فوؽ الزر ‪connection‬‬


‫‪ ‬إذا نسيت كممة المرور الخاصة بؾ أنقر عمى ‪mot de passe oublié‬‬
‫‪ -2‬وحدة الرسو التوقف‪:‬‬

‫المرحمة الولى‪ :‬إنشاء إعالن شحن‬

‫المعني‪ :‬وكيؿ الشحف‬

‫شروط ىذه الخطوة‪:‬‬

‫‪ -‬المدة الطويمة عمى األكثر ‪ 48‬ساعة مف التاريخ التقديري لوصوؿ السفينة ) ‪ 72‬ساعة لمبضائع‬
‫الخطرة(‪.‬‬
‫‪ -‬المدة القصيرة أقؿ مف ‪ 24‬ساعة مف المالحة كحد اقصى مف مغادرة رصيؼ الميناء القريب‪ .‬عند‬
‫تقديـ المستندات التي تثبت تاريخ ووقت المغادرة )‪ 72‬ساعة لمبضائع الخطرة( ‪.‬‬

‫حيث يقوـ وكيؿ الشحف ب‪:‬‬

‫‪ -‬الدخوؿ الى المنصة مف خالؿ الرابط ‪APP.APCS.DZ‬‬


‫‪ -‬المصادقة او تسجيؿ الدخوؿ الى المنصة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء إعالف شحف‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬إدخال وثائق ‪FALs‬‬

‫المعني‪ :‬وكيؿ الشحف‬

‫‪-‬يقوـ وكيؿ الشحف في ىذه المرحمة بإرساؿ ‪ 7‬مستندات عبر المنصة ‪) FALs‬بصيغة ‪(pdf , pnj , jpg‬‬

‫وتتكوف ىذه المستندات مف‪:‬‬

‫‪-1‬البيياف العاـ‪.‬‬

‫‪-2‬التصريح بالبضاعة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪-3‬تصريح مخازف السفف‪.‬‬

‫‪-4‬التصريح بأمتعة الطاقـ وبضائعو‪.‬‬

‫‪-5‬قائمة الطاقـ‪.‬‬

‫‪-6‬قائمة المسافريف‪.‬‬

‫‪-7‬بياف البضائع الخطرة‪.‬‬

‫‪-‬إرساؿ خطة التحميؿ )‪ (baplie‬أي تموضع البضاعة داخؿ السفينة وبياف الشحف‪.‬‬

‫‪-‬إرساؿ مختمؼ الشيادات والمستندات‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة‪ :‬إنشاء طمب تخصيص رصيف لمرسو‬

‫المعني‪ :‬وكيؿ الشحف‬

‫يقوـ وكيؿ الشحف في ىذه المرحمة بإنشاء طمب تخصيص رصيؼ مف اجؿ رسو السفينة‪.‬‬

‫المرحمة الرابعة‪ :‬إنشاء سند الشحن اإللكتروني‬

‫المعني‪ :‬وكيؿ الشحف‬

‫‪ -‬يقوـ وكيؿ الشحف بإنشاء سند الشحف‪.‬‬


‫‪ -‬إرساؿ السند )بصيغة ‪ txt‬او ‪. ( json‬‬

‫المرحمة الخامسة‪ :‬التحقق من صحة إعالن الشحن‬

‫المعني‪ :‬قيادة الميناء‬

‫‪ -‬تقوـ قيادة الميناء بالتحقؽ مف المستندات المعروضة في المنصة‪.‬‬


‫‪ -‬والتحقؽ مف صحة اإلعالف إما قبولو او رفضو‪.‬‬

‫الحالة ‪ :1‬قبوؿ اإلعالف تفعيؿ قبوؿ او رفض طمب تخصيص الرصيؼ مف اجؿ رسو السفينة‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الحالة ‪ :2‬رفض اإلعالف‪.‬‬

‫‪ -‬تجديد الوثيقة او الوثائؽ الغير صالحة‪.‬‬


‫‪ -‬إدخاؿ أسباب أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬رفض اإلعالف‪.‬‬

‫المرحمة السادسة‪ :‬قبول او رفض طمب تخصيص رصيف لرسو السفينة‬

‫المعني‪ :‬قيادة الميناء‬

‫الشروط‪ :‬بعد التحقؽ مف صحة اإلعالف‬

‫‪ -‬يتـ تقديـ البياف‪.‬‬


‫‪ -‬قبوؿ او رفض طمب تخصيص الرصيؼ مف قبؿ قيادة الميناء‪.‬‬

‫المرحمة السابعة‪ :‬تصحيح الوثائق الغير مقبولة‬

‫المعني‪ :‬وكيؿ الشحف‬

‫الشروط‪ :‬عند رفض إعالف السفينة او رفض إعالف تخصيص رصيؼ لمسفينة يقوـ وكيؿ الشحف ب ‪:‬‬

‫‪ -‬بإجراء التغييرات المطموبة‬


‫‪ -‬إنشاء طمب آخر لتخصيص رصيؼ لرسو السفينة‬

‫المرحمة الثامنة‪ :‬إدارة حركة السفن‬

‫المعني‪ :‬قيادة الميناء‬

‫‪ -‬يتـ إرجاع حركة السفف تمقائيا عبر نظاـ خاص بالميناء مف قبؿ قيادة الميناء‪.‬‬

‫حالة خاصة‪ :‬إلغاء اإلعالن‬

‫‪-‬يقوـ وكيؿ الشحف بإنشاء طمب اإللغاء مع إدخاؿ السبب‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫‪ -‬في حاؿ قرر وكيؿ الشحف إلغاء أو تحويؿ سفينة إلى ميناء آخر ‪ ،‬يتعيف عميو تقديـ طمب إللغاء اإلعالف‬
‫‪ ،‬في موعد أقصاه ‪ 24‬ساعة قبؿ تاريخ الوصوؿ المقدر ‪ ،‬لمتحقؽ مف صحتو مف قبؿ قيادة الميناء‪.‬‬

‫إذا لـ يتـ تقديـ طمب اإللغاء والتحقؽ مف صحتو مف قبؿ مكتب رئيس الميناء‪ ،‬فسيظؿ اإلعالف سارًيا ولف‬
‫يتـ أخذ أي طمب آخر في االعتبار مف قبؿ ‪ APCS‬ليذه الرحمة‪.‬‬

‫في حالة رغبة وكيؿ الشحف في إلغاء أو تحويؿ سفينة موجودة بالفعؿ في الميناء‪ ،‬يتعيف عميو تقديـ طمب‬
‫مؤكد حسب األصوؿ لإللغاء‪ ،‬إذا تـ التحقؽ مف صحة طمب اإللغاء أو التحويؿ مف قبؿ مكتب رئيس‬
‫الميناء‪ ،‬فيمكنو تقديـ إعالف جديد في ‪ APCS‬فقط بعد ‪ 24‬ساعة‪.‬‬

‫مبرر بعد أحداث الميناء التي تـ التحقؽ منيا حسب‬


‫في حالة ما إذا كاف طمب اإللغاء أو إعادة التوجيو ًا‬
‫األصوؿ مف قبؿ مكتب قيادة الميناء‪ ،‬يجوز لوكيؿ الشحف تقديـ إعالف جديد في ‪ APCS‬دوف تأخير‪.‬‬

‫المعني‪ :‬قيادة الميناء‬

‫يقوـ بقبوؿ او رفض طمب اإللغاء‪.‬‬

‫والشكؿ التالي يوضح مراحؿ انشاء إعالف الشحف‬

‫‪131‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫الشكؿ رقـ (‪ :)4-3‬شكؿ يوضح مراحؿ إنشاء إعالف شحف‬

‫رفض اإلعالن‬ ‫رفض الطمب‬

‫إنشاء اإلعالن‬

‫قيادة الميناء‬

‫التحقق من صحة اإلعالن‬ ‫تقديم المستندات‬ ‫وكيل الشحن‬

‫قبول اإلعالن‬
‫طمب تخصيص رصيف لرسو السفينة‬ ‫قيادة الميناء‬

‫قبول او رفض الطمب‬

‫وكيل الشحن‬ ‫تقديم سند الشحن اإللكتروني‬

‫قبول الطمب‬

‫حركة السفن‬

‫قيادة الميناء‬

‫المصدر‪ :‬وثائؽ مقدمة مف طرؼ مؤسسة ميناء عنابة‬

‫‪132‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫والشكؿ الموالي يوضح حالة إلغاء إعالف الشحف مف طرؼ وكيؿ الشحف‬

‫الشكؿ رقـ (‪ :)5-3‬شكؿ يوضح حالة إلغاء إعالف الشحف مف طرؼ وكيؿ الشحف‬

‫طمب إلغاء اإلعالن‬

‫رفض اإلعالف‬ ‫تـ التحقؽ مف صحة اإلعالف‬


‫معالجة الطمب‬

‫يتم اإلحتفاظ باإلعالن‬ ‫القيام بإنشاء إعالن آخر‬

‫المصدر‪ :‬ممفات مقدمة مف طرؼ مؤسسة ميناء عنابة‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أثر رقمنة ميناء عنابة في تعزيز كفاءة الميناء وتطوير التجارة الخارجية‬

‫حاسما‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫حاليا‪ ،‬وتمعب ًا‬
‫تعد الرقمنة مف أىـ التطورات التي تشيدىا صناعة الشحف والنقؿ البحري ً‬
‫في تحسيف كفاءة الموانئ‪ .‬حيث تتيح الرقمنة لمموانئ تحقيؽ أقصى درجات الكفاءة والتحسيف المستمر‬
‫في األداء‪ ،‬وتقديـ خدمات أفضؿ لمعمالء وتحسيف مكانتيا في السوؽ‪ ،‬و بالتالي اضحت الرقمنة حتمية‬
‫التطبيؽ و عنصر أساسي لتحسيف وتطوير عمميات التجارة الخارجية بشكؿ عاـ‪ ،‬فالرقمنة تساعد في‬
‫تطوير العمميات التجارية والتجارة الخارجية بشكؿ جذري‪ ،‬وتحسيف العالقات بيف الشركات والعمالء‬
‫العالمييف‪ ،‬وزيادة الكفاءة والربحية لمشركات ‪.‬فحتى تطبيقيا في الموانئ الجزائرية ولو اف المشروع ال ي ازؿ‬
‫في بداياتو اضفى تغي ار ولو انو ليس بالكبير في الكفاءة و االداء ‪ ،‬فالسير بطريؽ الرقمنة يستمزـ توافر‬
‫جيود الحكومة و المؤسسات الوطنية الحداث التغيرات االيجابية المرجوة و التي تيدؼ الى تعزيز كفاءة‬
‫نشاطات التجارة الخارجية و تطوير االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫أوال‪ :‬أثر استخدام تكنولوجيا المعمومات في ميناء عنابة عمى كفاءة الميناء‬

‫يؤثر إستخداـ الرقمنة في الميناء عمى عدة مؤشرات تدؿ عمى كفاءة الميناء وأبرزىا‪:‬‬

‫‪ .1‬تحقيؽ الميزة التنافسية ورفع ترتيب الميناء محميا وعالميا حيث تعد تكنموجيا المعمومات مف أىـ‬
‫العناصر األساسية لتحقيؽ الميزة التنافسية عف طريؽ التمايز السعري وخفض التكاليؼ‪ ،‬وتزداد القدرة‬
‫التنافسية عند تحقيؽ الجودة في الخدمات المقدمة لمميناء وتمبية طمبات العمالء في الزمف المحدد‪،‬‬
‫وتدعـ تكنولوجيا المعمومات واإلتصاؿ بخطوط النقؿ البحري المنتظـ مف خالؿ االرتباط بخطوط‬
‫وممرات الشحف الدولي‪.‬‬
‫‪ .2‬تحسيف معدالت إنتاجية الميناء وىذا ما ارتأيناه سابقا حيث اف ميناء عنابة ومنذ تطبيؽ مشروع رقمنة‬
‫قطاع الموانئ البحرية الجزائرية في تحسف مستمر في معدالت انتاجيتو حيث وصؿ في نياية عاـ‬
‫‪ 2022‬الى تجاوز حاجز ‪ 6.5‬مميوف طف كإجمالي نشاط الميناء مف صادرات وواردات‪.‬‬
‫‪ .3‬خفض التكاليؼ تخفض تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت تكاليؼ النقؿ بخفض زمف التشغيؿ‪.‬‬
‫‪ .4‬التيسير االمثؿ لألعماؿ التجارية خاصة في مجاؿ خفض عدد المستندات وتداوليا إلكترونيا‪ ،‬فالرقمنة‬
‫تعمؿ عمى تعزيز كفاءة الخدمة‪.‬‬
‫‪ .5‬دعـ االقتصاد القومي وتحسيف مؤشرات االقتصاد الكمي مف خالؿ تعظيـ القيمة المضافة االقتصادية‪،‬‬
‫وترويج الصادرات وفتح أسواؽ جديدة مما يحسف مف أداء ميزاف المدفوعات وجذب االستثمار األجنبي‬
‫خاصة اف ميناء عنابة واحد مف اىـ الموانئ الجزائرية بعد ميناء الجزائر وبالتالي لو دور فعاؿ في‬
‫التجارة الخارجية الجزائرية ‪ ،‬كما أف تكنولوجيا المعمومات تعد خطوة نحو الموانئ الذكية التي ليا تأثير‬
‫مباشر عمى التنمية المستدامة وما لذلؾ مف أثر عمى االقتصاد في األجؿ الطويؿ عبر األبعاد البيئية‬
‫واالجتماعية واإلقتصادية لمتنمية المستدامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر إستخدام تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت في ميناء عنابة عمى التجارة الخارجية‬

‫– التبادؿ اآلمف لممعمومات بيف الجيات المينائية وتعزيز تواصؿ الميناء مع العمالء ووكالء الشحف‪.‬‬
‫– تقميؿ وقت االنتظار السفف في المرفأ والرصيؼ وبالتالي تخفيض التكاليؼ والذي يعود باإليجاب عمى‬
‫كؿ المتعامميف االقتصادييف المرتبطيف بالسمع والبضائع التي عمى ظير السفينة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫النشر األمثؿ لمساحة وموارد المنفذ باالستعداد االمثؿ الستقباؿ السفف مع معرفة كؿ ما يتعمؽ‬ ‫–‬
‫بالبضائع المحممة عمييا قبؿ وصوليا مما ينتج عنو سرعة عالية في التحميؿ والتفريغ‪.‬‬
‫– تبادؿ المعمومات في الوقت الحقيقي‪.‬‬
‫إعداد التقارير اإلدارية بسرعة ودعـ القرار مع سرعة االستجابة‪.‬‬ ‫–‬
‫– التسجيؿ التمقائي لممعمومات ‪.‬‬
‫– عممية سريعة لسائقي الشاحنات‪.‬‬
‫بيئة عمؿ بال ورؽ‪.‬‬ ‫–‬
‫التنسيؽ بيف وسائط النقؿ ‪.‬‬ ‫–‬
‫– استخداـ أكثر كفاءة لمموارد الموجودة‪.‬‬
‫– تكامؿ أقوى لمعميات الموجستية‪.‬‬
‫إدارة أكثر كفاءة لمناولة البضائع‪.‬‬ ‫–‬
‫– تخفيض سعر البضائع عبر تقميؿ سعر النقؿ وبالتالي انخفاض السعر النيائي بالنسبة لممستيمكيف‬
‫داخؿ الوطف‪.‬‬
‫– ووفقا لما سبؽ فإف االعتماد عمى تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت تؤدي إلى خفض تكاليؼ النقؿ‬
‫وزيادة حجـ التجارة الدولية وتحسيف التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تعتبر الموانئ أحد العناصر اليامة في منظومة النقؿ البحري الجزائري‪ ،‬إذ تمعب دور الريادة في‬
‫التجارة الخارجية بصفتيا تستحوذ عمى النصيب االكبر مف حجـ المبادالت التجارية الجزائرية‪ ،‬فنمو اقتصاد‬
‫دولة ما يعتمد عمى معدؿ النمو في تجارتيا الخارجية‪ ،‬ىذا النمو الذي يرتبط ال محالة بما تطبقو الدولة مف‬
‫فكر تسويقي وادارة ناجحة في موانئيا‪ ،‬وبما تقدمو مف خدمات متكاممة سواء مف حيث الجودة أو السرعة في‬
‫تنفيذىا وأدائيا‪ ،‬لذا اصبح مف الضروري و الحتمي عمى الحكومة الجزائرية تطوير قطاع الموانئ‪ ،‬وايجاد‬
‫حموؿ لمختمؼ المشاكؿ التي تعاني منيا الموانئ الجزائرية و تجسيدىا عمى ارض الواقع‪ ،‬مف تحسيف لمبنية‬
‫التحتية و البنية الشبكية الرقمية‪.‬‬

‫إف إستغالؿ الثورة التكنولوجية الحاصمة في العالـ ومخرجات التطور العممي في نظـ المعمومات‬
‫وشبكة االتصاالت في تسيير الموانئ الذي أصبح ضرورة حتمية التطبيؽ في مختمؼ القطاعات اإلقتصادية‬
‫لمنيوض باالقتصاد الوطني واتباع الدوؿ المتقدمة السباقة في ىذا المجاؿ‪ ،‬وعمى غرار الدوؿ التي تسعى الى‬
‫التطور قامت الجزائر بالعديد مف االصالحات في مختمؼ القطاعات‪ ،‬وأبرز ىذه اإلصالحات مشروع رقمنة‬
‫االقتصاد الوطني الذي ركز عمى قطاع الموانئ بصفتو قطاع حيوي وحساس لمتجارة الخارجية الجزائرية‪.‬‬

‫يعتبر ميناء عنابة أحد أىـ الموانئ الجزائرية بمشاركتو بنسب ميمة في المبادالت التجارية الجزائرية‪،‬‬
‫وبالرغـ مف التحديات والمشاكؿ التي يعاني منيا الميناء اال اف الحكومة الجزائرية تولي اىتماما كبي ار بو حيث‬
‫سعت لتطوير البنية الرقمية لمميناء عف طريؽ االصالحات التي مست البنية الشبكية الرقمية‪ ،‬إستحداث‬
‫البرامج اإللكترونية في اإلدارة‪ ،‬إستحداث منصة المجتمع المينائي ‪ APCS‬ولما ليا مف دور كبير في تعزيز‬
‫التجارة الخارجية الجزائرية‪.‬‬

‫ييدؼ مشروع رقمنة ميناء عنابة الى رفع ترتيب الميناء محميا و عالميا التحوؿ نحو االدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬والتي تعد احد أىـ العناصر األساسية لتحقيؽ الميزة التنافسية عف طريؽ التمايز السعري وخفض‬
‫التكاليؼ‪ ،‬وتحقيؽ الجودة وتحسيف االداء ‪ ،‬وتحسف اداء و انتاجية الميناء مف خالؿ النشاط االجمالي في‬
‫اآلونة االخيرة ما ىو اال خير دليؿ عمى االثر االيجابي لتطبيؽ الرقمنة ولو انو كاف اث ار طفيفا اقتصر عمى‬
‫تسييؿ االجراءات اإلدارية ‪ ،‬وىو ما يعتبر بصيص األمؿ الف المشروع ال يزاؿ في بداياتو و دوف تناسي‬

‫‪136‬‬
‫الفصاللثالث‪ :‬إلاطار التطبيلي للدراسة " ركمىة كطاع املواوئ لتعسيس التجارة‬
‫الخارحية الجسائرية ـ ـ دراسة ميداهية مليىاء عىابة ــ"‬

‫البنية التحتية الييكمية في ميناء عنابة التي تحتاج ايضا الى اصالحات و تطوير‪ ،‬وىذا ما يدعو الى ضرورة‬
‫السير واكماؿ الطريؽ نحو تحقيؽ الرقمنة الشاممة و التحوؿ الى الموانئ الذكية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫خاتمة عامة‬

‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫يشيد العالم اليوم ثورة من التطور اليائل والسريع في مختمف جوانب الحياة و لعل أبرز أسبابيا‬
‫التطور اليائل في تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت ‪ ،‬وما صاحب ذلك من ظيور تقنيات عالية تسيل سبل‬
‫الحياة مثل أجيزة الكمبيوتر واليواتف الذكية و األجيزة الموحية والبرمجيات والشبكات واالتصاالت وشبكة‬
‫الويب والمواقع اإللكترونية‪ ،‬بحيث تتسارع فيو وتيرة إنتاج التقنية الحديثة يوماً بعد يوم‪ ،‬بنفس الطريقة التي‬
‫تتسارع فيو األجيال الجديدة إلى امتالك تمك التقنيات ‪،‬حيث كان لمتقدم التكنولوجي و الثورة الرقمية الحاصمة‬
‫في العالم النصيب االكبر من االىتمام لما حققو من تجسين و تعزيز لكفاءة و اداء منظمات االعمال و‬
‫المؤسسات و حتي الحكومات ‪،‬لذلك كان من الضروري أن تعد الحكومات شعوبيا لمواكبة ىذه التغيرات‬
‫برقمنة مختمف قطاعاتيا و تغيير طرق تسيير مؤسساتيا بكافة أنواعيا وأشكاليا وأحجاميا و التحول من‬
‫االدارة التقميدية الى االدارة االلكترونية لالستفادة من المزايا التي تقدميا الرقمنة من تسريع لإلجراءات‬
‫االدارية و تقميص لموقت و التكمفة عمى حد سواء ‪،‬باعتبار ان الرقمنة احد أىم المقومات األساسية التي‬
‫ترتكز عمييا في بناء مستقبميا في عصر التسارع التقني والمعرفي‪.‬‬

‫في ظل المستجدات المحمية واإلقميمية والدولية صار لزاما عمى الدولة الجزائرية وضع الدراسات‬
‫وتنفيذ السياسات الكفيمة بتطوير أداء الموانئ البحرية الجزائرية نظ ار لما تمثمو من ركيزة أساسية في تنمية‬
‫االقتصاد الوطني بكافة مجاالتو‪ ،‬وإلنعاش النقل البحري الذي ينقل عبره ‪ 09%‬من التجارة الخارجية‪ ،‬لذا‬
‫يجب مواكبة كل التطورات التكنولوجية في مجال تسيير الموانئ‪ ،‬فقد كان لمتغيرات والتقدم التكنولوجي‬
‫والصناعي الذي عرفو العالم أثر واضح عمى كل القطاعات اليامة وعمى قطاع النقل البحري بجميع أنشطتو‬
‫الخدماتية والسيما عمى مستوى الموانئ ومحطات الحاويات‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫مكنتنا كل من الدراسة النظرية و التطبيقية إلشكالية البحث من الوصول الى مختمف النتائج ابرزىا‪:‬‬

‫‪ ‬تمعب الرقمنة دو ار أساسيا في تعزيز التجارة الخارجية من تسييل و تبسيط اإلجرائات التعاقدية من‬
‫خالل توفير الوقت الالزم لتداول و تبادل المستندات و تقميص زمن دورة الطمب من فترة تمقي الطمب‬
‫حتى فترة تنفيذ الميمة‪ ،‬مع إمكانية إسترجاع الوثائق بشكل أفضل من الحفض اليدوي التقميدي ‪،‬و عدم‬
‫إضطرار العمالء الى التنقل إلى مقر الميناء و بالتالي إتساع نطاق التعامل ‪ ،‬و أيضا تقميل الوسطاء‬

‫‪139‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫بين العمالء و الموانئ ‪،‬و أيضا تمعب الرقمنة دو ار ميما في تخفيض التكاليف و ىذا ما ينعكس إيجابا‬
‫عمى األسعار حيث تصبح أكثر تنافسية و تساىم الرقمنة في إرتقاء جودة الخدمات المينائية‪.‬‬
‫مجرد مرسى لمسفن ورصيف لمبضائع وبوابة لمدخول والخروج إلى مركز لتقديم‬ ‫تحول الميناء الحديث من ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات الشاممة والمتكاممة لحركة التجارة العالمية‪،‬‬
‫‪ ‬قطاع النقل البحري ىو الشريان الحيوي لمتجارة الدولية ‪.‬‬
‫‪ ‬أدركت جميع الدول ضرورة تحسين كفاءة موانئيا وتطويرىا بإدخال التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬

‫بفضل تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت الحديثة أصبح الميناء منظومة إلكترونية متكاممة تعتمد عمى التبادل‬
‫اإللكتروني لمبيانات وتمد كافة المتعاممين بالمعمومات وتبين اإلجراءات بدقة ‪ ،‬و تضمن تقديم الخدمة المتميزة‬
‫بالكفاءة والجودة والسعر المناسب وفي أزمان منخفضة‪ ،‬وزيادة السرعة والموثوقية واألمان‪.‬‬
‫تتعرض لمنافسة‬
‫‪ ‬بعد أن كانت الموانئ تعتمد اعتمادا رئيسيا عمى موقعيا الجغرافي أصبحت اليوم ّ‬
‫متزايدة نتيجة التغيرات التكنولوجيا ومحاولة كل ميناء جذب حركة السفن المارة بالمنطقة إليو من خالل‬
‫تتحدد‬
‫ما يعرضو من خدمات وتسييالت‪ ،‬فمم يعد الموقع الجغرافي كاف لوحده فكفاءة الميناء اصبحت ّ‬
‫بمقدرتو الفنية‪ ،‬وامكانياتو التي يجب أن تواكب جميع التطورات الحاصمة في النقل البحري‪ ،‬والتطورات‬
‫التقنية في مجال المعدات واآلل يات والتجييزات وكذا الطاقة االستيعابية وطول األرصفة المناسبة لمسفن‬
‫العمالقة وسفن الحاويات ومراعاة أعماق المياه في األرصفة‪ ،‬والخطوات اإلستراتيجية التي يجب أن‬
‫تتبناىا الموانئ لتحافظ عمى سمعتيا وتجتذب إلييا أكبر ما يمكن من المتعاممين ‪.‬‬
‫‪ ‬ساىم التقدم التكنولوجي في تحقيق التطور الذي شيدتو الموانئ والذي أثر إيجابيا عمى عمميات واجراءات‬
‫نشاطات التجارة الدولية في العالم ككل‪ ،‬ففي الموانئ البحرية ومحطات الحاويات الحديثة ذات القدرات‬
‫الموجستية المرتفعة ادى استخدام التقنيات الحديثة المرتكزة عمى تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت إلى‬
‫تقميل تكمفة العديد من المنتجات والخدمات الموجستية مما يجعل ىذه المواقع االقتصادية اإلنتاجية تزيد‬
‫في حجم أرباحيا وتحقق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح من الضروري والحتمي أن تواكب الموانئ الجزائرية ىاتو التطورات وتعمل عمى االنتقال من‬
‫المفيوم التقميدي لمموا نئ إلى المفيوم الحديثة الذي يعتمد عمى الذكاء واالبتكار وتكنولوجيا المعمومات‬
‫واالتصاالت ‪ ،‬لإل ستفادة من مزايا التي تحدثيا الرقمنة في تعزيز اداءىا و توفير مبالغ طائمة ناتجة عن‬
‫العمميات التشغيمية واإلجراءات التي تتطمب جيدا ووقتا وتكاليف كبيرة تعيق النشاط التجاري كاإلجراءات‬
‫األ دارية ‪ ،‬ولما ال العمل عمى أن تكون مرك از لوجستيا عالميا يدر مداخيل كبيرة لالقتصاد والوطني وىذا‬
‫لموقعيا اإلستراتيجي المتميز‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫أن ىذا‬
‫‪ ‬تيتم شركات المالحة بأن يكون الوقت الذي تقضيو سفنيا بالموانئ البحرية أقل ما يمكن‪ ،‬إذ ّ‬
‫الوقت بالنسبة ليا ىو الوقت غير المنتج والسفينة عند دخوليا لمميناء تتكبد مصاريف طائمة تتمثل في‬
‫رسوم دخول الميناء‪ ،‬ورسوم إرشاد ورسوم قطر‪ ،‬ورسو‪ ،‬ومصاريف شحن وتفريغ‪...‬الخ‪ ،‬وبالتالي فإذا لم‬
‫لمتردد عميو‪ ،‬فاألفضل إلغاء التعامل معو‪ ،‬فمكي‬
‫يكن اإليراد الناتج من التعامل مع ىذا الميناء مبر ار ّ‬
‫تجتذب الموانئ كبريات شركات المالحة عمييا إعادة النظر في ىيكمتيا وتييئتيا والسير وفقا لمتغيرات‬
‫تطور الميناء متواكبا مع المواصفات العالمية‪ ،‬وكمما زاد اإلقبال عمييا خاصة‬
‫التكنولوجية "فكمما كان ّ‬
‫السفن العمالقة ذات األجيال المتطورة كسفن الحاويات"‪.‬‬
‫‪ ‬ال تزال الرقمنة في ميناء عنابة محدودة التطبيق والتأثير في تحسين كفائة الموانئ وىذا راجع إلى ضعف‬
‫البنية التحتية لميناء عنابة وشمل جزئ منو‪ ،‬ونقص التجييزات واآلالت وقدميا‪ ،‬وارتفاع عدد العمال‪،‬‬
‫وأيضا تواجد الميناء داخل النسيج العمراني وكل ىذه العوامل تؤدي الى عدم تطبيق الرقمنة عمى أكمل‬
‫وجو في ميناء عنابة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تساىم منصة نظام مجتمع الموانئ الجزائري ‪ APCS‬في تعزيز كفائة الميناء من خالل‬
‫تحسين معدل تسميم البضائع وادارة إعالنات السفن و إدارة حوض السفن )نوافذ الرسو( و البضائع و‬
‫تحسين عمميات الترانزيت في الميناء‪ ،‬زيادة جودة و أداء الخدمات المقدمة لمعمالء و تقميل التكاليف‬
‫الموجيستية و تحسين إدارة مجتمع الموانئ و موائمتيا‪ ،‬اما بالنسبة لدور منصة مجتمع الموانئ الجزائرية‬
‫‪ APCS‬في التعزيز من كفائة التجارة الخارجية من خالل تشجيع الصادرات و تبسيط اإلجرائات ‪،‬حيث‬
‫ان لممنصة تأث ير كبير عمى تنظيم الحركة التجارية عمى مستوى الموانئ السيما فيما يتعمق بأوقات‬
‫تجييز الحاويات و أوقات إنتظار السفن التي تستمر في تكميف خزانة الدولة مصاريف ضخمة بالعممة‬
‫األجنبية ‪.‬‬

‫اإلقتراحات‪:‬‬

‫من خالل الدراسة النظرية و التطبيقية إلشكالية البحث ارتأينا تقديم بعض االقتراحات اىميا‪:‬‬

‫‪ ‬تطوير كل الموانئ البحرية الجزائرية و عدم التركيز عمى الموانئ النفطية عن طريق تحديث البنية‬
‫األساسية والمرافق واالنتقال بيا من طور المنفذ والمعبر لتكون حمقة من حمقات النقل المتعدد الوسائط‬
‫ومركز توزيع محوري يرتكز عمى مراكز لوجستية تدار وفقا لممعايير العالمية وىو ما يكسبيا الميزة‬
‫التنافسية خاصة من ناحية تخفيض تكاليف التجارة الخارجية من خالل تطبيق تكنولوجيا المعمومات‬
‫وتحويل جميع أنظمة العمل إلى أنظمة إلكترونية حديثة‪ ،‬والتي تساعد عمى تعزيز سرعة أداء الخدمات و‬

‫‪141‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫الحفاظ عمى جودتيا وتحافظ عمى الوثائق أثناء نقميا دون أخطاء يدوية‪ ،‬وتؤدي إلى تقميل التكمفة نتيجة‬
‫تبسيط اإلجراءات وتقميل المعامالت الورقية‪.‬‬
‫‪ ‬رفع كفاء العاممين في مختمف أنشطة الميناء‪ ،‬وبناء قدراتيم وفقا لممعايير الدولية من العمل في الموانئ‬
‫المطورة بفعالية وكفاءة واعداد نظام متطور يتابع األداء ويقيم موضوعيا مستوى أداء العاممين‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين وسائل تحصيل اإليرادات الجمركية وتبسيط اإلجراءات وتوحيد اإلجراءات الجمركية في كافة‬
‫الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام نظم المراقبة واإلدارة اآللية لحركة السفن والبضائع والبوابات والمسطحات المائية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة السعات التخزينية والتوسع في استخدام الموانئ الجافة وانشاء مراكز لوجستية‪.‬‬
‫االعتماد عمى التبادل اإللكتروني لموثائق بدال من تبادليا يدويا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االرتقاء بكفاءة الخدمة المقدمة لمسفن والبضائع المتداولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الرصد الدائم لتطور أنظمة اإلدارة واليندسة وتكنولوجيا المعمومات في الموانئ في العالم و االقتداء بيا‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير األنشطة المنائية‪ ،‬وتطبيق نظام الخصخصة بغية خمق التنافسية في تقديم أحسن الخدمات وبأقل‬
‫التكاليف‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في الرسوم والتكمفة الناشئة عن أوقات المكوث في الموانئ والخدمات األخرى التي تقدميا‬
‫الموانئ نظ ار ألىمية ىذا العامل في جذب حركة السفن الدولية‪.‬‬

‫اما في ما يخص اقتراحات لتطوير ميناء عنابة ‪:‬‬

‫‪ ‬تحسين أرصفة مالئمة الستقبال سفن الكبيرة ‪.‬‬


‫‪ ‬الحرص عمى تطوير الطاقة االستيعابية لممخازن والساحات الالزمة لمبضائع الواردة أو الصادرة‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص عمى تعزيز بنية النقل البري المتصمة بالميناء مع انتظام تدفق وسائل النقل البري وتوافرىا في‬
‫يسر وسيولة‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد ميناء عنابة بالمعدات اآللية الحديثة و المتطورة سواء األرضية أو العائمة والضرورية لعمميات‬
‫الشحن والتفريغ وتجديدىا‪ ،‬فحداثة معداتو وارتفاع معدالت تداول الحاويات والعمل عمى مدار الساعة‬
‫طوال العام بدون توقف بعمل عمى زيادة تدفق أحجام كبيرة من البضائع‪ ،‬مما يزيد في جذب الشركات‬
‫المالحية و جذب العمالء‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة مراكز الفنية الالزمة إلصالح المعدات والمنشآت المستخدمة في الميناء وصيانتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تفادي كل المعوقات واالختناقات الناتجة عن األنظمة البيروقراطية المختمفة واإلجراءات المستندية المعقدة‬
‫واحكام إدارة الجودة كما تعتبر من أىم السمات المطموبة توافرىا بالموانئ البحرية الحديثة‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫متعدد‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬توفير أنظمة المعمومات المتطورة وتحسين البنية الرقمية في الميناء والتي تتيح لمنظومة النقل‬
‫الوسائط انسيابية وكفاءة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬تمبية احتياجات وتوقعات مستخدمي الميناء باستخدام تقنية عالية تعتمد السرعة أداء الخدمات وبتكمفة أقل‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير إجراءات فحص وتفتيش السفن وخاصة الحاويات باستعمال آلية الكشف اإلشعاعي لمحاويات‪،‬‬
‫وىو طريقة حديثة متبعة في الموانئ العالمية لفحص الحاويات والتأكد من سالمتيا وخموىا من الميربات‬
‫والممنوعات بدال من الطرق التقميدية التي كانت تتم بالفحص اليدوي‪ ،‬مما يوفّر وقتا كبي ار مع المخمصين‬
‫وأصحاب البضائع‪ ،‬وىذا ما سيعود بمردود إيجابي واقتصادي عمى الموانئ‪.‬‬
‫‪ ‬إذن البد من تسميح ميناء عنابة و الموانئ الجزائرية بصفة عامة بالتقنيات الحديثة لضمان أفضل‬
‫الخدمات عمى كافة المستويات‪ ،‬بحيث أصبح باإلمكان إنياء جميع المعامالت قبل وصول البضاعة إلى‬
‫الميناء وتحصيل جميع الرسوم الخاصة بالبضاعة‪ ،‬مما يؤدي إلى توفير الوقت لطالبي الخدمة وسرعة‬
‫اإلنجاز في تخميص البضاعة واستالميا والدقة في تنفيذ الخدمة بالنسبة لممؤسسة والعمل بتبسيط‬
‫اإلجراءات الجمركية واستعمال تقنيات الكشف عن البضائع واستقبال البيانات المتعمقة بيا عن طريق‬
‫تبادل إكترونيا ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫قائمة المصادر‬

‫والمراجع‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫قائمة الكتب ‪:‬‬


‫‪ .1‬ايمن النحراوي ‪ ،‬الموانئ البحرية السعودية و التحديات المستقبمية ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬الدار‬
‫الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬مصر‪.2012،‬‬
‫‪ .2‬أيمن النحراوي ‪ ،‬الموانئ البحرية العربية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2009،‬‬

‫‪ .3‬ايمن النحراوي ‪ ،‬لوجستيات التجارة الدولية ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الفكر العالمي ‪،‬االسكندرية‬
‫‪.2009،‬‬
‫‪ .4‬بالوش سميمان اسعد ‪،‬االتجاىات الحديثة في ادارة الموانئ البحرية ‪ ،‬دراسة حالة ميناء الالذقية ‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫‪ .5‬جمال‪ ،‬جويدان الجميل ‪،‬التجارة الدولية ‪،‬مركز الكتاب االكاديمي ‪،‬عمان ‪.2006،‬‬
‫‪ .6‬حسام عمي داود و اخرون ‪،‬اقتصاديات التجارة الخارجية ‪ ،‬دار المسيرة لمنشر و التوزيع و‬
‫الطباعة ‪ ،‬عمان ‪.2002،‬‬
‫‪ .7‬رشاد العصار وآخرون‪ .‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار الميسرة لمنشر‪ ،‬عمان‪.2000، ،‬‬
‫‪ .8‬زيدان زيري حسن محمد ‪،‬اثر االدارة الموجستية في تحقيق الميزة التنافسية لمموانئ‪ ،‬منشاة‬
‫المعارف‪ ،‬االسكندرية ‪.‬‬
‫‪ .9‬زينب‪ ،‬حسين عوض ااهلل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديد‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004،‬‬
‫السبتي وسيمة ‪ ،‬عموي شمس نريمان ‪،‬التكتالت االقتصادية وتطوير التجارة الخارجية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.10‬‬
‫االولى ‪،‬دار االيام لمنشر و التوزيع ‪،‬عمان ـ االردن ‪.2018،‬‬
‫سعد غالب ياسين ‪،‬االدارة االلكترونية ‪،‬دار اليازوري لمنشر و التوزيع ‪،‬عمان االردن‬ ‫‪.11‬‬
‫‪.2010،‬‬
‫شريف ماىر ىيكل ‪ ،‬الموجستيات و الموانئ البحرية من اجل التغيير ‪،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الطبعة االولى ‪ ،‬االسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫شريف ماىر ىيكل ‪،‬ادارة وسياسات الموانئ البحرية‪ ،‬مكتبة الحرية لمنشر و‬ ‫‪.13‬‬
‫التوزيع‪،2008،‬القاىرة ‪.‬‬

‫عبد القادر فتحي الشين و آخرون‪ ،‬النقل البحري في مواجية التكتالت و اإلندماجات‬ ‫‪.14‬‬
‫العالمية‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪.2008 ،‬‬

‫‪145‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫عبد القادر متولي ‪،‬االقتصاد الدولي " النظرية و السياسات " ‪،‬دار الفكر ناشرون و موزعون‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫عمان ‪.2011،‬‬
‫عبد اهلل سعد بن جمغم ‪ ،‬واقع تطبيقات البرامج التقنية الحديثة وعالقتيا بالتمكين و االغتراب‬ ‫‪.16‬‬
‫الوظيفي ‪ ،‬الطبعة ‪، 01‬دار الكتاب الجامعي لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الرياض ‪.2016،‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬النظرية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫مصر‪.2000،‬‬
‫عطا اهلل ‪ ،‬عمي الزبون ‪،‬التجارة الخارجية ‪ ،‬دار البازوري لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪.2015 ،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫عوض ‪،‬سامي زكي ‪،‬محطات الحاويات ـ تخطيط و ادارة ـ ‪،‬منشاة المعارف ‪ ،‬الطبعة االولى‬ ‫‪.19‬‬
‫‪،‬مصر ‪.2005،‬‬

‫فداء حامد ‪ ،‬االدارة االلكترونية ‪ :‬االسس النظرية والتطبيقية ‪،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار ومكتبة‬ ‫‪.20‬‬
‫الكندي لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2014،‬‬
‫فوزي عبد الرزاق‪ ،‬استراتيجيات التجارة الخارجية‪ ،‬زمزم ناشرون و موزعون ‪،‬عمان ‪.2016،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫محمد سمير احمد ‪،‬االدارة االلكترونية ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‬ ‫‪.22‬‬
‫‪.2009،‬‬
‫المرغني‪ ،‬اليادي مفتاح ‪ ،‬دور الوعي البيئي في االمان الميني لدى العاممين بالموانئ‬ ‫‪.23‬‬
‫‪،‬االسكندرية‪.‬‬
‫مروان عبد المالك ذنون ‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬شركة دار‬ ‫‪.24‬‬
‫االكاديميون لمنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪.2020 ،‬‬
‫مريم خالص حسين‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مجمة كمية بغداد لمعموم االقتصادية‪ ،‬و ازرة المالية‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫العراق‪.2013، ،‬‬
‫نجالء احمد يس ‪،‬الرقمنة و تقنياتيا في المكتبة العربية ‪،‬دار العربي لمنشر و التوزيع ‪،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪.2013‬‬
‫نوال عبد الكريم االشيب ‪ ،‬التجارة االلكترونية ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار امجد لمنشر و التوزيع‬ ‫‪.27‬‬
‫‪ ،‬عمان ـ االردن ‪.2015،‬‬
‫ىارون أحمد عثمان االقتصاد البحري مع إشارة خاصة لمشاكل الدول النامية‪ ،‬منشأة‬ ‫‪.28‬‬
‫المعارف االسكندرية‪.1994 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫المجالت و الدوريات ‪:‬‬

‫‪ .1‬احمد بن عيشاوي ‪،‬اثر تطبيق الحكومة االلكترونية عمى المؤسسات العامة ‪ ،‬مجمة الباحث ‪ ،‬جامعة‬
‫ورقمة ‪ ،‬العدد ‪.2010/07،2009‬‬
‫‪ .2‬بورني حناشي‪ ،‬بالي حمزة‪،‬بالي مصعب ‪،‬اثر البنية التحتية و الخدمات الموجستية في الموانئ البحرية‬
‫الجزائرية عمى التجارة الخارجية (‪ ،)2018_2010‬مجمة العموم االقتصادية و التسيير و العموم التجارية‬
‫‪ ،‬جامعة حمو لحضر ‪ ،‬الوادي‪ ،‬المجمد ‪ ، 13‬العدد ‪.2020 ،3‬‬
‫‪ .3‬ربحي فاطمة ‪،‬زنيني فريدة ‪،‬دور التسيير االستراتيجي لمموارد البشرية في ظل تحديات الرقمنة في‬
‫المنظمة ‪،‬مجمة شعاع لمدراسات االقتصادية ‪،‬جامعة الجياللي بونعامة ‪،‬خميس مميانة ‪،‬الجزائر ‪،‬المجمد‬
‫‪ ،06‬العدد‪.2022/3/15، 2022/01‬‬
‫‪ .4‬عايدي جمال ‪ ،‬الرقمنة واثارىا التنظيمية في الجامعة الجزائرية من وجية نظر الموظفين ‪،‬دراسات‬
‫اقتصادية ‪،‬جامعة الجمفة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجمد ‪ 16‬العدد‪.2021/10/18، 2022/01 :‬‬

‫‪ .5‬عائشة عبد السالم‪ ،‬التجارة االلكترونية "الواقع و التحديات عربيا و محميا "‪ ،‬مجمة دراسات في االقتصاد‬
‫والتجارة ‪ ،‬المجمد ‪29‬ـ‪.2010 ،30‬‬
‫‪ .6‬عمي نبيل‪ ،‬الثقافة العربية وعصر المعمومات‪ :‬رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي‪ ،‬سمسة عالم‬
‫المعرفة ‪ ،‬المجمس الوطني لمثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.2001،‬‬
‫‪ .7‬العياشي زرزار‪ ،‬تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت واثرىا في النشاط االقتصادي وظيور االقتصاد الرقمي‬
‫‪،‬مجمة البحوث والدراسات االنسانية ‪،‬منشورات جامعة ‪ 20‬اوت ‪ ،1955‬سكيكدة ‪،‬الجزائر ‪،‬عدد ‪،06‬‬
‫نوفمبر ‪.2010‬‬

‫فاطمة الزىراء محمد الشريف ‪،‬الموانئ الجزائرية تحول صعب في تسييرىا‪ ،‬المجمة اقتصاديات شمال‬ ‫‪.8‬‬

‫افريقيا‪ ،‬جامعة الشمف‪ ،‬العدد‪.2009،7‬‬


‫‪ .9‬محمد حاج قاسي‪ ،‬التحول الرقمي في الجزائر في ظل تحديات رقمنة االقتصاد واالدارات العمومية ‪،‬مجمة‬
‫الدراسات القانونية و االقتصادية جامعة البميدة ‪ ، 02‬الجزائر ‪،‬المجمد ‪:05‬العدد‪.2022 ،02‬‬
‫مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪،2021،‬تقرير المؤشرات الدولية المتعمقة بقطاع البريد‬ ‫‪.10‬‬
‫والمواصالت السمكية والالسمكية‪ ،‬و ازرة البريد والمواصالت‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫مركز الدراسات و البحوث بغرفة الشرقية ‪ ،‬النقل البحري في اطار المنظمة التجارة العالمية ‪ ،‬سمسمة‬ ‫‪.11‬‬
‫بحوث و دراسات‪ ،‬الغرفة الشرقية السعودية‪.2009،‬‬

‫‪147‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫مصداع راضية‪ ،‬بن ناصر عبد الحميد‪ ،‬جمال شنوف‪ " ،‬واقع النقل بالحاويات في الجزائر ودوره في النقل متعدد‬ ‫‪.12‬‬
‫الوسائط في ظل المنظومة الموجيستية " ‪ ،‬مجمة العموم االقتصادية و التسيير و العموم التجارية ‪ ،‬المجمد ‪ ، 13‬العدد ‪، 03‬‬
‫‪.2020.‬‬
‫مطالي ليمة ‪،‬متطمبات ارساء حكومة الكترونية ناجحة " نماذج وتجارب عالمية و عربية "‪ ،‬مجمة‬ ‫‪.13‬‬
‫االقتصاد و االحصاء التطبيقي ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬المجمد ‪: 13‬العدد ‪.2016 ،2‬‬
‫هدفي العيد ‪ ،‬واقع وثحديات ثطبيق الادارة الالكترونية في الجزائر قطاع العدالة كنموذج ‪ ،‬مجلة الاستاذ‬ ‫‪.14‬‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ ،‬االستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية ‪ ،‬جامعة برج‬
‫بوعريريج ‪،‬الجزائر ‪ ،‬المجمد‪ : 05‬العدد ‪.2021/01/31 ،02‬‬
‫وىيبة امال ‪،‬قارة ابتسام ‪"،‬التحول الرقمي في الجزائر بين االفاق و التحديات"‪ ،‬مجمة البشائر‬ ‫‪.15‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة طاىري محمد ببشار ‪،‬المجمد الثامن‪ ،‬العدد‪ ،01‬افريل ‪.2022‬‬
‫يتوجي سامية ‪ ،‬اطر رقمنة االدارة العمومية في مشروع " الجزائر االلكترونية ‪ ،"2013‬مجمة معارف‬ ‫‪.16‬‬
‫‪:‬قسم العموم القانونية ‪ ،‬جامعة اكمي محند اولحاج ـ البويرة ‪،‬الجزائر ‪،‬السنة التاسعة ـالعدد ‪18‬جوان‬
‫‪.2015‬‬

‫االطروحات و الرسائل ‪:‬‬

‫‪ .1‬باسل ابراىيم ونوس ‪،‬اثر البنية التحتية و التنظيمية عمى كفاءة الموانئ ومحطات الحاويات" دراسة‬
‫تطبيقية عمى موانئ و محطات حاويات البحر االبيض المتوسط ‪ ،‬بحث مقدم لمحصول عمى شيادة‬
‫دكتوراه في ادارة االعمال ‪،‬جامعة تشرين ‪،‬سوريا ‪.2015،‬‬

‫‪ .2‬بركة النوري ‪ ،‬دور الموانئ الذكية في خفض تكاليف التجارة الخارجية _ تجارب دولية_‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شيادة الماستر في العموم التجارية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ‪ ،‬المسيمة ‪.2022/2021 ،‬‬
‫‪ .3‬بميط فاطمة ‪ ،‬لحرش مروة ‪ ،‬دور الرقمنة في عصرنة الخدمة العمومية بالجزائر ‪،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر ‪ ،‬منشورة ‪ ،‬جامعة عبد الحفيظ بولصواف ـ ميمة ‪.2022/2021 ،‬‬
‫‪ .4‬بن سمميان غنيمة ‪ ،‬اثر رقمنة العمميات االدارية عمى اداء الموارد البشرية بالمؤسسات القضائية " دراسة‬
‫ميدانية بوالية ادرار" ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في ادارة االعمال ‪ ،‬جامعة ادرار‪.‬‬

‫‪ .5‬بن عبد الرحمن نعيمة ‪،‬تحميل اداء المؤسسات المينائية البحرية "دراسة حالة مؤسسة ميناء الجزائر "‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬فرع اقتصاد الخدمات ‪،‬جامعة الجزائر ‪،03‬‬
‫منشورة ‪.2014/2013،‬‬
‫‪148‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫‪ .6‬بن يحي ابتسام‪ ،‬محددات التدفق التجاري الدولي في ظل البيئة الدولية الجديدة لمتجارة العالمية ( دراسة‬
‫تطبيقية باستخدام نموذج الجاذبية عمى حركة التجارة الخارجية في الجزائر )‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات نيل شيادة الماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاديات األعمال والتجارة الدولية‪،‬‬
‫كمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪،‬سطيف‪.2012-2013 ،‬‬
‫‪ .7‬بوكونة نورة ‪ ،‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شيادة الماجستير‬
‫في العموم االقتصادية ‪ ،‬فرع تحميل اقتصادي ‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬قسم‬
‫العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012/2011 ، 3‬‬
‫‪ .8‬جياللي بوزكري ‪ ،‬االدارة االلكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع و افاق ‪،‬اطروحة دكتوراه في عموم‬
‫التسيير ‪،‬تخصص ادارة اعمال و التسويق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2016، 3‬‬
‫‪ .9‬جياللي بوزكري‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع و آفاق‪ ،‬اطروحة دوكتراه في عموم التسيير‪ ،‬تخصص‬
‫إدارة أعمال و التسويق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2016، 3‬‬

‫حماد مختار ‪،‬تأثير االدارة االلكترونية عمى ادارة المرفق العام و تطبيقاتيا في الدول العربية ‪،‬مذكرة‬ ‫‪.10‬‬
‫ماجستير ‪،‬كمية العموم السياسية واالعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫حمزة بوتماني ‪ ،‬دور الرقمنة في تحسين جودة الخدمات في المرفق العمومي " دراسة حالة بريد‬ ‫‪.11‬‬
‫الجزائر والية المسيمة"‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر ‪،‬جامعة محمد بوضياف ‪ ،‬المسيمة ‪.2021/2020،‬‬

‫رابح الوافي ‪ ،‬اثر استخدام االدارة االلكترونية عمى جودة الخدمات في المؤسسات العمومية الجزائرية‬ ‫‪.12‬‬
‫" قطاع العدالة " ‪،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫‪،‬المسيمة‪.2019/2018،‬‬
‫رشيد عالب ‪،‬تحسين خدمات الموانئ باستخدام نماذج صفوف االنتظار "حالة المؤسسة المينائية‬ ‫‪.13‬‬
‫سكيكدة"‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في عموم التسيير ‪،‬جامعة ‪20‬اوت‪،1955‬سكيكدة‪،‬منشورة‪،‬‬
‫‪2007/2006‬‬
‫رصاع حياة ‪،‬دور الموجستيات في تطوير الموانئ البحرية " دراسة مقارنة بين ميناء روتردام وميناء‬ ‫‪.14‬‬
‫وىران " ‪،‬اطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية ‪،‬جامعة وىران ‪.2019/2018، 02‬‬
‫ضبابي شيرزاد ‪ ،‬بختاوي عمر ‪ ،‬دور الحكومة االلكترونية في تحسين جودة الخدمات في المرفق‬ ‫‪.15‬‬
‫العمومي ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف ـ المسيمة ‪،‬الجزائر‬
‫‪.2022/2021،‬‬

‫‪149‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫ضويو فضيمة ‪ ،‬شخمة بسمة ‪ ،‬دور الرقمنة في تحسين اداء الموارد البشرية " دراسة ميدانية مؤسسة‬ ‫‪.16‬‬
‫بنك الجزائر الخارجي ‪ BEA‬ببوسعادة " ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر ‪،‬منشورة ‪،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬‬
‫المسيمة ‪.‬‬
‫عامر بشير ‪ ،‬دور االقتصاد المعرفي في تحقيق الميزة التنافسية لمبنوك ‪،‬اطروحة دكتوراه ‪،‬عموم‬ ‫‪.17‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012،‬‬
‫‪ .18‬عامر بشير‪ ،‬دور االقتصاد المعرفي في تحقيق الميزة التنافسية لمبنوك‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬عموم إقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‬
‫مالية وبنوك‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012،‬‬

‫العاني ايمان ‪ ،‬البنوك التجارية و تحديات التجارة االلكترونية ‪،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير‬ ‫‪.19‬‬
‫في العموم االقتصادية ‪ ،‬منشورة ‪ ،‬جامعة منتوري ـ قسنطينة ‪ ،‬الجزائر ‪.2007/2006،‬‬
‫عبد الغاني مقدم ‪ ،‬منال عبد الفاتح ‪،‬الرقمنة كمدخل لتحسين الخدمة العمومية في الجزائر ‪،‬مذكرة‬ ‫‪.20‬‬
‫لنيل شيادة الماستر في العموم السياسية ‪،‬جامعة الوادي ‪.2017/2026،‬‬
‫عتيق اسماء ‪ ،‬اثر التجارة االلكترونية عمى النظام الضريبي ‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في‬ ‫‪.21‬‬
‫العموم السياسية والقانونية ‪ ،‬منشورة ‪،‬جامعة لونيسي عمي ـ البميدة ‪،‬الجزائر ‪.2022/2021 ،‬‬
‫عال سفيان ‪،‬فقير جياللي ‪،‬دور الرقمنة في تحسين جودة الخدمات في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪.22‬‬
‫لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير‪ ،‬جامعة ابن خمدون تيارت ‪.2020/2019،‬‬
‫العمودي مينة ‪ ،‬واقع و افاق تطبيق االدارة االلكترونية في ترقية قطاع الخدمات " دراسة ميدانية‬ ‫‪.23‬‬
‫لمجموعة من المؤسسات الخدمية ـ والية بسكرة " ‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في عموم التسيير‬
‫‪،‬منشورة ‪،‬جامعة مخمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪،‬الجزائر ‪.2018/2017 ،‬‬
‫ميري سييمة ‪ ،‬المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة لمواقع و تطمعات المستقبل‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬ ‫‪.24‬‬
‫الماجستير في عمم المكتبات‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪.2006/2005 ،‬‬
‫مولحسان آيات اهلل ‪ ،‬المنظمة العالمية لمتجارة وانعكاساتيا عمى قطاع التجارة الخارجية ( دراسة حالة‬ ‫‪.25‬‬
‫الجزائر‪ -‬مصر )‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في العموم االقتصادية شعبة اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر ‪ ،‬باتنة ‪.2011/2010 ،‬‬
‫نجوى قوارطة ‪ ،‬عبداوي ايناس ‪،‬اثر رقمنة قطاع النقل و الشحن البحري الجزائري عمى تعزيز التجارة‬ ‫‪.26‬‬
‫الخارجية "دراسة حالة ميناء عنابة " ‪،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر ‪،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪،1945‬قالمة‬
‫‪.2021/2020،‬‬

‫ىشام بوالريش ‪ ،‬تسيير الخدمات المرفئية باستخدام االساليب الكمية "حالة ميناء عنابة" ‪،‬مذكرة‬ ‫‪.27‬‬
‫ماجستير ‪،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2002/2001،‬‬

‫‪150‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫الواسع صبرينة ‪ ،‬بوختالة عبد المطيف ‪،‬دور الموانئ في تنشيط التجارة الخارجية " دراسة حالة‬ ‫‪.28‬‬
‫المنطقة الموجستية غير المرفئية تكستار بوالية برج بوعريريج " ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في العموم‬
‫التجارية ‪،‬تخصص مالية و تجارة دولية ‪،‬جامعة محمد البشير االبراىيمي ‪،‬برج بوعريريج‪ ،‬منشورة‬
‫‪.2021/2020،‬‬
‫المطبوعات الجامعية‪:‬‬

‫‪ .1‬بعمي حمزة ‪ ،‬التجارة االلكترونية ‪ ،‬مطبوعة محاضرات في مقياس التجارة االلكترونية ‪،‬كمية العموم‬
‫االقتصادية والتجارية و عموم التسيير ‪ ،‬قسم العموم التجارية ‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة ‪،‬‬
‫‪.2021/2020‬‬
‫المؤتمرات ‪:‬‬

‫‪ .1‬احمد مشيور ‪ ،‬تكنولوجيا المعمومات واثرىا عمى التنمية االقتصادية ‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث لممعمومات‬
‫الصناعية و الشبكات ‪،‬المنظمة العربية لمتربية والثقافة و العموم ‪.2003،‬‬
‫‪ .2‬حسين بن محمد الحسن ‪،‬االدارة االلكترونية بين النظرية و التطبيق ‪،‬بحث مقدم لدى المؤتمر الدولي‬
‫حول " نحو اداء متميز في القطاع الحكومي" ‪،‬معيد االدارة العامة ‪،‬المممكة العربية السعودية ‪.2009،‬‬

‫المراجع االجنبية ‪:‬‬

‫‪ management: quelles transformation pour‬ـ ‪1. kalila et autres ،le e‬‬


‫‪l’Enterprise، Edition liaisons ،paris، France، 2003.‬‬
‫‪2. Aissani Faresyacine et BoutoumiMounie, I'mpact du transport‬‬
‫‪maritime sur la croissance économique en Algérie, Mémoire en vue‬‬
‫‪de l'obtention du diplôme de Master, Option: Finance et Commerce Int,‬‬
‫‪UNIV BEJAIA. Algeria. 2016-2017.‬‬

‫المواقع االلكترونية ‪:‬‬

‫ابو بكر سمطان احمد ‪،‬الرقمنة الغاء الحواجز بين البشر و تقنية المعمومات ‪ ،‬متاح عمى موقع العربية ‪،‬‬
‫‪www.alarabiya.net‬‬

‫‪151‬‬
‫المالحق‬
‫املالحق‬

‫الملحق رقم‪ :10‬مخطط ميناء عناية‬

‫‪153‬‬
‫املالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :10‬وثيقة وضعية السفن‬

‫‪154‬‬
‫املالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :10‬زوارق المساعدة البحرية في ميناء عنابة‬

‫‪155‬‬
‫املالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :10‬نهائي الحبوب في ميناء عنابة‬

‫‪156‬‬
‫املالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :10‬نهائي الحاويات في ميناء عنابة‬

‫‪157‬‬
:‫الملخص‬

‫تيدف ىذه الدراسة الى االشادة بالدور الميم الذي تؤديو الرقمنة في الموانئ من تحسين لجودة‬
‫ من خالل الوقوف عمى أبرز‬،‫خدمات الميناء واألثر االيجابي الذي يرجع عمى التجارة الخارجية‬
‫المفاىيم المتعمقة بالرقمنة والموانئ بصفة عامة و التطرق الى الموانئ الجزائرية بصفة خاصة مع‬
.‫إبراز جل المشاكل التي تحول دون تطور قطاع الموانئ في الجزائر‬
‫و حاونا في دراستنا الميدانية إبراز الدور الذي تمعبو الرقمنة باستغالل تكنولوجيا المعمومات‬
‫ وخمصت الدراسة بأنو بالرغم من‬، ‫في ميناء عنابة و األثر الذي يعود عمى التجارة الخارجية الجزائرية‬
‫العراقيل و التحديات التي تواجو مشروع رقمنة قطاع الموانئ الجزائرية فان لرقمنة ميناء عنابة دور‬
‫فعال في تحسين خدمات وكفاءة الميناء من جية و أثر إيجابي عمى حجم نشاطو االجمالي من جية‬
‫اخرى وىو االمر الذي يشير الى ان السعي نحو الرقمنة امر ضروري و حتمي لمموانئ لمتحول الى‬
.‫موانئ متطورة و ذكية و بالتالي فإن الرقمنة أحد أىم عوامل تطوير التجارة الخارجية الجزائرية‬

.‫ ميناء عنابة‬،‫رقمنة الموانئ‬، ‫ الموانئ‬،‫ التجارة الخارجية‬،‫ الرقمنة‬:‫الكلمات المفتاحية‬


Abstract :
This study aims to praise the important role played by digitization in
ports in terms of improving the quality of port services and the positive
impact on foreign trade, by standing on the most prominent concepts related
to digitization and ports in general and addressing Algerian ports in particular
while highlighting most of the problems that prevent the development of the
port sector in Algeria.
In our field study, we highlighted the role played by digitization by
exploiting information technology in the port of Annaba and the impact on
Algerian foreign trade, and the study concluded that despite the obstacles and
challenges facing the project of digitizing the Algerian port sector, the
digitization of the port of Annaba has an effective role in improving the
services and efficiency of the port on the one hand and a positive impact on
the volume of its total activity on the other hand, which indicates that the
pursuit of digitization is necessary and It is imperative for ports to transform
into advanced and smart ports, and therefore digitization is one of the most
important factors for the development of Algerian foreign trade.
Keywords :digitalization ، foreign trade ، port، port
digitalization ،port de annaba.

You might also like