Professional Documents
Culture Documents
الإدارة الإلكترونية
الإدارة الإلكترونية
اإلدارة اإللكترونية
مقدمة
لقد عرف العالم في العقود األخيرة خاصة في األلفية الثالثة ثورة هائلة في جل المجاالت العلمية والتكنولوجية ,التي أحدث تغيير في الحياة
اليومية لإلنسان وأصبحت من الركائز الجوهرية والمعول عليها في إحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية.
هذا ما انعكس على اإلدارة العمومية التي تعتبر هي اآللية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتخدم المواطنين ،بذلك تم إدراج البرمجة
المعلوماتية داخل نسق عمل اإلدارة.
والجانب المعلوماتي الحديث ينفرد بخوصصة متميزة عن الثروات التقنية األخرى إذ أن رأسماليها هو العقل البشري والثورة البشرية داخل الدولة.
والمغرب من بين الدول التي عملت على تطوير وتسريع وتحيين مرد ودية في أداء الخدمات اإلدارية ،إذ يجعل من اإلدارة ضرورة تطوير نظم
المعلومات المتكاملة بما فيها التنظيم والمعالجة ،ونخص بالذكر استخدام الحاسوب وتكنولوجيا االتصاالت وتكنولوجيا البرمجيات.
وانطالقا مما سبق ،فإنه ال يمكن أن نتصور تقديم خدمات إلكترونية متاحة عبر الشبكة العالمية "اإلنترنت" دون اللجوء إلى تبسيط المساطر
وإدخال بعض الحركة والمرونة في إجراءاتها حيث يعتبر اآلن مشروع اإلدارة أو الحكومة اإللكترونية نتيجة حتمية لتفاعالت مجاالت تكنولوجيا
المعلومات واالتصال وتبسيط المساطر وتحسين وتسهيل العالقة مع المواطن واإلدارة.
هذا ما يدفعنا إلى مزج مجموعة من التساؤالت تتمحور حول الجانب النظري للموضوع سواء في ما يخص األهمية أو التنظيم ،ثم الجانب الواقعي
خاصة اإلدارة اإللكترونية بالمغرب.
لذلك أخضعنا موضوعنا للتصميم التالي :
مقدمة :
• الفصل األول :اإلدارة اإللكترونية .
-المبحث األول :ماهية اإلدارة اإللكترونية .
= المطلب األول :إدارة إلكترونية أم حكومة إلكترونية.
= المطلب الثاني :أهمية المعلومات في اإلدارة.
-المبحث الثاني :خصائص اإلدارة اإللكترونية :
= المطلب األول :السرعة والفعالية .
= المطلب الثاني :الرفع من المر دودية .
• الفصل الثاني :اإلدارة اإللكترونية المغربية وآفاقها المستقبلية .
-المبحث األول :اإلدارة اإللكترونية المغربية (نموذج وزارة العدل)
= المطلب األول :الخدمات اإللكترونية التي تقدمها وزارة العدل.
= المطلب الثاني :اآلفاق الجديدة لإلدارة اإللكترونية بقطاع العدل.
-المبحث الثاني :اآلفاق المستقبلية الستعمال تكنولوجيا المعلومات باإلدارة المغربية .
= المطلب األول :ضرورة انفتاح اإلدارة على محيطها من خالل المعلومات.
= المطلب الثاني :ترشيد وتنمية استعمال المعلومات باإلدارة.
خاتمة :
الفصل األول :اإلدارة اإللكترونية
المبحث األول :ماهية اإلدارة اإللكترونية
المطلب األول :إدارة إلكترونية أم حكومة إلكترونية؟
في سبيل التوافق بين مفهوم الحكومة اإللكترونية والخدمات التي تقدمها إدارات الدولة رأى الدكتور عبد الفتاح بيومي أن تعبير اإلدارة
اإللكترونية هو المصطلح األقرب لتحقيق ذلك التوافق ( ،)1على أساس أن المراد ليس ممارسة سلطة الحكم بطريقة إلكترونية ،وإنما المقصود،
إدارة األمور بطريقة إلكترونية سواء على المستوى الحكومي أو األهلي.
وتعني اإلدارة اإللكترونية من وجهة نظره تحول المصالح الحكومية وجهات القطاع الخاص نحو قضاء وظائفها ومهامها فيما يتصل بتقديم
الخدمات لجمهور المتعاملين معها ،أو فيما بينها بطريقة سهلة ميسرة من خالل استخدام تقنية المعلومات وتطور االتصاالت في أداء مهام كل منها
(.)2
ويبدو من مطالعة رأي الدكتور عبد الفتاح بيومي ،تسليمه بعدم التطابق بين مفهوم اإلدارة اإللكترونية والمعنى الدستوري والقانوني للحكومة ،وهو
ما يبدو واضحا فيما أردفه من تسويغ اختياره لمفهوم اإلدارة اإللكترونية بأنه مفهوم يتسع ليشمل كل عمل إليكتروني سواء قامت به الحكومة أو
القطاع الخاص ،ويدعو إلى التخلي عن المفاهيم التقليدية ،ومن بينها مفهوم الحومة حسب النص الدستوري أو القانوني بدعوى أن ضرورات
التقدم العلمي وثورة االتصاالت هي التي تفرض ذلك.
وتحسبا لما قد يوجه إلى مفهومي اإلدارة والحكومة اإللكترونية من انتقادات ،ذكر أن البعض رأي إطالق مصطلح الحومة بديال عن المفهومين (.)3
وفي الختام يقرر أنه أيا كان المسمي أو المصطلح الذي يؤخذ به ،فإنه يجب أن يؤخذ في الحسبان التداخل ما بين السياسة أو اإلدارة العامة
والخاصة ،والذي فرضته ثورة المعلومات واالتصاالت التي تعيشها اإلنسانية ،ولكي يتحقق ذلك يلزم األخذ بمفهوم واسع للحكومة اإللكترونية ()4
وهذا القول فيه نظر ،ويقبل النقاش ،وهو ما سنوضحه فيما يلي :
وهكذا فإذا كان التحديث والعصرنة من العوامل التي دفعت باإلدارة إلى إدخال المعلومات إلى مصالحها ،فإنه يجب الحرص على استخدامها
االستخدام األمثل بما لها من إمكانيات وقدرات هائلة ،وذلك من أجل تلبية الحاجيات اإلدارية.
-المطلب الثاني :أهمية المعلومات في اإلدارة .
تعتبر المعلومات من أهم العوامل المؤثرة على نمو المجتمعات وتطورها في شتى مجاالت الحياة ،وقد أصبحت بعد العامل البشري أهم العوامل
التي يقاس بها تقدم اإلدارة.
فالمعلومات إذا ،هي المادة الضرورية التخاذ القرارات وتوجيه اإلدارة بصورة سليمة من هنا نشأت الحاجة إلى تطوير أنظمة معلوماتية متكاملة
لتوفير المعلومات الالزمة لتسهيل اتخاذ القرارات الحكيمة والرشيدة ،طبقا إلحداث المعلومات المتوفرة ونظرا للكم الهائل من المعلومات في شتى
المجاالت كان ال بد من استخدام الحاسوب لضبط وتنظيم عملية توفير المعلومات الدقيقة وبأسرع ما يمكن (.)5
ونتيجة للتأثير الكبير لهذه التكنولوجيا فقد أصبحت المجتمعات الحديثة تعيش فيما يسمى "البيئة المعلوماتية المعقدة" حيث أصبحت المعلومات
من الموارد االستراتيجية للتنمية في هذه المجتمعات ،تهتم بها وتحافظ على استمرارها ،وتحديثها واالستفادة منها في جميع المجاالت ويمكن
القول أن أهم مظاهر هذه البيئة المعلوماتية المعقدة التي تعيشها المجتمعات الحديثة ،هي كثرة المعلومات وقلة الوقت المتاح الستهالكها ،مما
يتطلب استخدام التكنولوجيا الذكية الحديثة لتنظيمها وضبطها (.)6
وعلى العموم فإن ضبط المعلومات وتنظيمها على المستوى العلمي ،ما زالت غير واضحة في أذهان الكثيرين ،ومن تم فإن االهتمام بها ما يزال
محدودا ،نظرا لرداءة الوسائل في تجميع المعلومات وتخزينها واالحتفاظ بها ،الشيء الذي يجعل اإلدارة أحيانا أمام فراغ من المعلومات.
المبحث الثاني :السرعة ،الفعالية ،والرفع من المردودية:
إن األهداف العامة المسطرة في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال ترمي على العموم إلى تزويد المواطن المغربي بإدارة فاعلة
وسريعة وخدمات ذات مستوى
عال وتمكينه من الحصول على طلباته اإلدارية بصفة شفافة ومنتظمة .
أما األهداف الخاصة بهذا المجال فيمكن تلخيصها كالتالي :
-االنتقال من التدبر الورقي على التدبر المعلوماتي ،أي التحرر من العمليات الحسابية ومن بعض األعمال المتكررة وتقليص عدد المطبوعات
والتسجيالت التي كانت تأخذ منهم جهدا ووقتا كبيرين مع تبسيط المهام واإلجراءات.
-توسيع وتعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات باإلدارات المغربية.
-تقديم خدمات إلكترونية عبر الشبكة العالمية "أنترنيت" بأقل تكلفة وأكثر إتاحة وشفافية.
-التخزين والوضع على الخط العالمي لجميع الوثائق اإلدارية ذات الصبغة العمومية.
-إن تحقيق هذه األهداف الخاصة سيمكن ال محالة اإلدارة المغربية من بلوغ النتائج التالية :
-االرتقاء باإلدارة المغربية إلى الفعالية واإلنتاجية العالية وجعلها متواصلة فيما بينها وبين المتعاملين معها.
-الرفع من جودة الخدمات اإلدارية المقدمة لإلدارة نفسها وللمواطن والمقاولة.
-تقليص المدة الزمنية :السرعة في اإلنجاز والتنفيذ.
-السهولة في البحث عن الخدمة أو المعلومة اإلدارية.
-تقريب الخدمة من المتعاملين مع اإلدارة.
-تقليص مسببات الرشوة (.)7
.وفتح آفاق واسعة أمام طموح اإلنسان، إذا كانت المعلومات تمنح القدرة على المعالجة اآلتية والسريعة ألكبر كمية ممكنة من المعلومات (
فإنها في المقابل تطرح العديد من المشاكل والسلبيات إذا أسيء استخدامها.
الفصل الثاني :الوضعية الحالية لتكنولوجيا المعلومات واالتصال باإلدارة المغربية
في إطار مهمة اإلصالح والتحديث التي تنهجها الحكومة المغربية تكون التكنولوجيا الحديثة بالنظر لإلمكانيات التي تتيحها أداة فعالة وأساسية
لتحقيق هذه الغاية فاللجوء إليها يكون حلقة ضرورية لدخول اإلدارة المغربية عهد المعلومات والمعرفة .وهكذا فمسألة إدخال وتنشيط
التكنولوجيا الحديثة باإلدارة المغربية ليس بعمل مؤسساتي انفرادي .بل أن هذه األخيرة تسعى سعيا متواصال للحاق بركب التقدم التكنولوجي
في جميع نواحيه للنهوض بالمجتمع المغربي واالتصال يعد إنجازا ال بأس به بفضل خبراتها في جميع المجاالت ،ونخص بالذكر وزارة العدل (.)9
المطلب األول :واقع استعمال المعلومات في اإلدارة المغربية.
يسعى استعمال الوسائل اإللكترونية والمعلوماتية في تقديم اإلدارة العمومية لخدماتها للمواطنين الطبيعيين أو المعنويين بالحكومة اإللكترونية.
( )le gouvernement électronique commerceوهو مقتبس عن مفهوم التجارة اإللكترونية -eحيث يتم تبادل السلع والخدمات بين
الخواص بعضهم بعض ،لكن الحكومة اإللكترونية تشمل تبادل المعلومات بين اإلدارة والمواطنين دون أن يكون لهاته المعلومات طابع تجاري أو
تتسم بهدف الربح مثل إيداع التصريحات الضريبية أو طلب وثيقة إدارية وهو ما يفيد الجانبين (المرفق واإلدارة).
الفرع األول :محدودية حضور تكنولوجيا المعلومات في اإلدارة المغربية :
في ضوء المعلومات المتوفرة حتى اآلن ما زال االستثمار الفعلي لإلدارة في مجال تنمية استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال محدودا للغاية
وذلك بالرغم من الحماس الكبير المعبر عنه من طرف الجميع في االرتقاء بهذا المجال .فاإلدارة المغربية تسعى إلى التقدم في مجال التكنولوجيا
المعلوميات والنهوض بالمجتمع المغربي.
وفي غياب دراسة دقيقة في الموضوع قد يالحظ البعض أنه بالغم من صرف أموال طائفة في اقتناء المعدات المعلوماتية والبرمجيات على مدى
سنوات عدة ،فلم تؤثر إيجابيا على المردودية وتحسين جودة الخدمات المقدمة من طرف اإلدارة ،حيث يقال أن الحواسيب ال تستغل اآلن إال
ألغراض الطباعة فقط.
فالبرنامج المتبع حتى اآلن في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال باإلدارة المغربية يتميز باألساس بعدم التنسيق بين اإلدارات في
شتى مكونات المعلومات من معدات وبرمجيات ودراسات ،وإتباع كل وزارة أو إدارة منهجية وخطة عمل حرة غير مرتبطة باألهداف والتوجهات
العامة للحكومة.
وبالرغم من عدم االنتهاء من دراسة دقيقة لمدى استعمال المعلوميات في اإلدارة المغربية التي تقوم بها كتابة الدولة المكافة بالبريد وتقنيات
االتصال واإلعالم ،فقد أثبتت بعض الدراسات العامة التي أجرتها هذه األخيرة على مستوى استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال باألجهزة
اإلدارية مفارقات مهمة يمكن أن نخلص بعضها في ثالث مستويات
على مستوى الشبكة والمعدات :
-أغلبية اإلدارات تتوفر على شبكة داخلية على الصعيد المركزي.
-حوالي 35موظفا مشتركين في حاسوب واحد.
-نسبة الموظفين الذين يمتلكون حاسوبا في اإلدارة تناهز .2.8 %
-أقل من 20 %من الحواسيب مرتبطة بالشبكة المعلوماتية.
على مستوى نوعية وإعداد الموظفين المكلفين بالمجال المعلوماتي.
-قلة عدد التقنيين في تكنولوجيا المعلومات 1200 :موظف متخصص في المعلومات موزعة بين المهندسين والتقنيين أي ما يقارب 0.3 %من
عدد الموظفين.
-التكوين المستمر في ميدان تكنولوجيا المعلوميات بالنسبة لموظفي الدولة شبه منعدم.
على مستوى الميزانية المرصودة :
-ضعف في المصاريف المخصصة لمجال تكنولوجيا المعلومات 550 :مليون درهم في السنة.
-معدل المصاريف المخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات في الوزارات يقل عن 1%من الميزانية اإلجمالية.
باإلضافة إلى هذه المعطيات ،يالحظ جليا تباين واضح بين اإلدارات في مستوى استعمال تكنولوجيا المعلومات ،كما تشير التقارير إلى عدد
مستعملي األنترنيت في المغرب ال يتجاوز 1.5 %من عدد السكان.
وعن مستوى مكننة الخدمات والمساطر اإلدارية فهي ال ترقى إلى الحد األدنى الالزم توفره .فالزالت المعامالت اإلدارية تستعمل الورق بكثرة
كوثيقة ضرورية لالتصال والمرسلة وإن ارتقت في بعض األحيان إلى استعمال األقراص المرنة.
وعالوة على ذلك ،يالحظ تنامي ظاهرة هجرة العقول تخص باألساس التقنيين وذلك ألسباب كثيرة ،لعل من أهمها تباين الوافر المادية بين المغرب
والبلدان المعنية بهذه الظاهرة ،وكذا ظروف ومحيط الشغل وإهدار بعض الحقوق ،والذي يلفت االنتباه هو بالرغم من تفشي هذه الهجرة فما زالت
الحكومة لم تقف على األسباب الجوهرية للمشكلة ولم تتدارك بعد حقيقة الخطال على مستقبل المغرب وأجياله في هدر هذه الثروة البشرية
المهمة ،فاإلدارة تعاني حاليا من هذه المشكلة وتترك آثارها على جودة الخدمات المعلوماتية.
أما فيما يخص اإلستراتيجية الحكومية « » e-Marocالمعتمدة في ميدان تكنولوجيا المعلومات واالتصال والتي تهم باألساس اإلدارة على الخط،
التجارة اإللكترونية التكوين ،فقد ترجمت إلى عدة توجهات وأهداف ارتكزت على تشخيص مدقق لوضعية هذا القطاع.
إذن بالرغم من المجهودات المتخذة لمكننة اإلدارة ،فإن غالبية المساطر اإلدارية ال زالت تعتمد على الورق ،وهذا يؤكد لنا أن هناك مشاكل وعوائق
تقف أمام إدخال المعلومات لإلدارة المغربية ،فما هي هذه المشاكل.
معيقات ومشاكل إدخال تكنولوجيا المعلومات لإلدارة المغربية
إن أي محاولة تحديثية تصطدم بمشاكل وعراقيل عديدة تعمل على التشويش عليها وعدم اكتمالها ،وهكذا يتعرض إدخال تكنولوجيا المعلومات
لإلدارة المغربية صعوبات أهمها:
-عدم توفر إمكانية استعمالها من طرف الجمهور ،فما فائدة وضع المساطر عن بعد ( )Les téleproce les teleprocéduresأو الشبابيك عن
بعد ( )les téléguichetsإن لم يكن متاحا للمواطن الدخول إلى عالم المعلوميات بسهولة وبكلفة معقولة ،لهذا بادرت تجهيز اإلدارة معلوماتيا ال
بد وأن تكون متزامنة مع توسيع قاعدة المستفيدين من هذه التقنية وذلك بتخفيض أو حذف الضرائب الجمركية والضريبية على القيمة المضافة
المطبقة على العداد المعلوماتي وكذا النظر في التعريفة الهاتفية التي تجعل االرتباط بشبكة اإلنترنيت ضربا من الصرف والتبذير حتى عند
الميسورين .
األمية األبجدية التي تجعل من المستحيل الحديث عن مجتمع اإلعالم وعن استعمال المعلومات وهي أمية تمس 66 %من ساكنة المغرب ،أما
األمية فتمس نسبا هامة هي 34%المتعلقة بالمعلوميات وهم مواطنين يفترض فيهم أنهم غير آمنين .فال بد أن يكون المتعامل مع هذه التقنية
يعرف على األقل كيف يرسل رسالة إلكترونية E-Mailوكيف يفتح نافذة على األنترنيت.
ضعف االهتمام بصيانة المعدات اإلعالمية والتي تبقى بعد أول عطب عرضة للضياع والصدأ دون أن تتم صيانتها وإعادة تشغيلها .لهذا من المألوف
أن يصدم المرتفق بعبارة " الحاسوب معطل" أو "الشبكة ال تعمل" فتصبح بهذا األداة اإلعالمية عامال معطال ومؤخرا لمصالح المواطنين بدل أن
تكون عامل تسريع وخدمة لهم.
تفاوت تجهيز اإلدارات العمومية للمغرب بالمعلوميات ،ففي الوقت الذي نجد فيه وزارة المالية رائدة في هذا المجال ،هناك وزارات أخرى ال زالت
إلى اآلن تشتغل بوسائل جد قديمة ،وهو ما يعكس غياب إستراتيجية وطنية واضحة في هذا المجال ،هناك وزارات أخرى ال زالت إلى اآلن تشتغل
بوسائل جد قديمة ،وهو ما يعكس غياب إستراتيجية وطنية واضحة في هذا الباب تكون موجهة لشراءات الوزارات للعتاد اإلعالمي وذلك
للحيلولة دون تكريس التفاوت الموجود أصال بينها وهو تفاوت كان موضع انتقاد البنك الدولي لإلدارة العمومية بالمغرب في تقريره الشهير المنشور
سنة .1996
في مقابل الفوائد التي يمكن أن يجنيا المواطن من إدخال المعلوميات لإلدارة من سرعة وكفاءة في الخدمات المقدمة إليه يكون عرضة ألخطاء
متنوعة فالمعلومات أصبحت تشكل وسيلة لضبط األشخاص واستبعادهم بشكل جديد في الوقت الذي أخذت فيه المعطيات اإلسمية المعالجة
تتمحور حول رقم معين خاص بالهوية ،وتحصر النشاط اإلنساني أو جزء منه في آليات محددة ،فقد مكنت المعلوميات تكاد تكون كاملة عن كل
مظاهر حياة الفرد االقتصادية واالجتماعية والسياسية الشيء الذي نجم عنخ الحد من استغالل الفرد وتقييد حريته ( ،)10ومن أشكال األخطار
التي يمكن أن تمس المواطن ،قيام عمل عمدي يستهدف استعمال المعلومات المتعلقة بماضيه أو باتجاهاته أو غيرها من المعلومات المخزنة
بالحاسوب للضغط عليه أو توريطه أو ابتزازه .كما أن تلك المعلومات (المعطيات اإلسمية) تساعد على تركيز السلطة وضبط األفراد.
رفض اإلدارة تقديم معلومات كافية إلى من يطلبها كالباحثين واألساتذة والطلبة وذلك بدعوى السر المهني مما يجعل وعدها برقمنته المعطيات
العمومية وبثها مباشرة على األنترنيت موضع شك ،فبعض المسؤولين يعتبر أن المعلومات أداة فعالة للسلطة وبالتالي فأي تفريط فيها هو تفريط
في أهم أدوات نفوذهم ومكانتهم داخل الهيكل اإلداري الذي يشتغلون فيه.
المخاطر المترتبة عن األخطاء التقنية والتي تحدث نتيجة خلل فني أو عيب في اشتغال األجهزة المعلوماتية أو في مصادر التغذية الكهربائية،
بحيث يمكن أن يترتب عن خلل في التيار الكهربائي اندثار المعطيات والمعلومات المخزنة في الحاسوب ،كما يمكن أن يكون هذا الخطأ عبارة عن
"دمج المعطيات المخزنة في الحاسوب أو اختالل تصنيفها أو محو وإضافة بعض المعلومات ألشخاص ال تعتبر في الحقيقة عن حالتهم االجتماعية
ا ,السياسية أو المالية أو الصحية ،وبالتالي إعطاء نتائج غير صحيحة عن العمليات التي تقوم بها اإلدارة أو المؤسسة الحائزة للجذاذات اإلسمية"
وقد أورد األستاذ أسامة عبد اهلل في كتابه الحماية الجنائية وبنوك المعلومات حكم المحكمة العليا في منيا بوليس في حكم لها أقرت فيه مبدأ
المسؤولية عن هذا النوع من األخطاء ،حيث حكمت بتعويض مستخدمي الحاسوب المتضررين من خطأ تقني بسبب عيب
في صنع الجهاز.
األخطاء الناتجة عن التعامل البشري مع المعلوميات وهي أخطاء قد تتم بشكل عمدي أو بدون عمد ،ومهما يكن نوع الخطأ فإن المتضرر األكبر من
ذلك هو المواطن العادي الذي ال يملك أحيانا كيف يحصل على دليل الخطاء الناتج عن الموظف مستعمل أداة اإلعالمية وهو ما يضيع عليه حقوقه
أو يعمل على سلب حريته.
إذن فأمام هذه المشاكل والعوائق التي تحول دون مسايرة اإلدارة المغربية لتقنية المعلوميات ،أصبح لزاما على الدولة البحث عن إستراتيجية
جديدة تساعد هذه اإلدارة على تحسين وتوسيع مجال المعلوميات ،وبالتالي مواجهة مختلف التغيرات المستقبلية.
السياسة الحكومية في مجال تقنية المعلومات واالتصال :
نظرا لكون تقنية المعلوميات ،قد أصبحت أكثر من مجرد أداة لتطوير األداء وتحسين اإلنتاجية وضعف التكاليف ،بل تجاوزت ذلك بكونها موردا
هاما وعامال أساسيا لتمكين اإلدارة من مواجهة اتحاديات المتمثلة في التغيرات البيئية المختلفة ،من خالل تعزيز إمكانية وقدرة اإلدارة على
التكيف واالستجابة لهذه التغيرات ،فإن تقنية المعلوميات تكون أداة اإلدارة الرئيسية لمواجهة التحديات المستقبلية ولكي تتمكن اإلدارة المغربية
من تحقيق ذلك ،أي امتالك هذه األداة الهامة واستخدامها في مواجهة هذه التحديات ،يجب على جهاز المكونة بجميع مؤسساته وأجهزته أن يقوم
بدور رئيسي وهام في رسم وتنفيذ السياسات تخطيطا دقيقا وإدارة مسؤولية تستطيع مواكبة المستقبل وتطوراته ،وتحديد أين ومتى وكيف وإلى
أي مدى يجب توظيف تقنية المعلوميات.
وسنعالج فيما يلي أهم النقط التي حاولت التوجهات الحكومية في مجال تقنية المعلوميات واالتصال التطرق إليها مع محاولة الوقوف على بعض
اإلجراءات العملية والقانونية المقترحة في هذا الباب.
تنفيذ مشروع اإلدارة اإللكترونية
إن الطموح لدى الجهات المسئولة هو بناء إدارة عصرية منحصرة على مهامها الرئيسية وموحدة الجهود ودائمة اإلصغاء لمحيطها ومتوفرة على
الوسائل الملبية لحاجيات الحقيقة ومهمته بتقديم خدمة عمومية ذات جودة عالية بأقل تكلفة .ولعل هذا األساس فالتصور الذي تقترحه في هذا
المجال والذي يخدم بالدرجة األولى المواطن والمقاولة يجب أن يرتكز على استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال للرقي باإلدارة المغربية إلى
الهدف المنشود .ويرتبط هذا المطلب ارتباطا وثيقا وكامال بالعناصر التالية :
-االهتمام بالعنصر البشري كمحرك أساسي لتنمية اإلدارة وذلك في المسار اإلداري والفكري والثقافي.
-إعادة النظر في الخدمات المقدمة لإلدارة نفسها وللمواطن وللمقاولة وكذلك تبسيط اإلدارية وإدخال نوع من المرونة في المعامالت اإلدارية.
-تشجيع المبادرات الشجاعة والجزئية الهادفة لتحقيق النمو اإلداري وإعادة النظر في أسلوب التسيير والتدبير اإلداريين.
إن مشروع اإلدارة اإللكترونية جزء ال يتجزأ من السياسة الشاملة للحكومة في ميدان تكنولوجيا المعلومات واالتصال بالمغرب( .)11وتتلخص هذه
السياسة كلها في معنى كلمة واحدة هي "إدارتي" « . » IDARATI
فإن اإلستراتيجية المعتمدة في هذا المجال منبثقة من فكرة إدارتي مع زيادة مرحلة أولية تهم باألساس كيفية تنظيم هذا المشروع.
تعد إمكانيات التي تمنحها تكنولوجيا المعلومات واالتصال لتحسين خدمات اإلدارة بال حدود .لذلك كلما تم تسريع وثيرة االنفتاح عليها .كانت
اإلدارة الرابحة األولى ومن تم المواطن .فمن بين هذه اإلمكانيات نجد على الواجهة األولى المواقع اإللكترونية في شبكة اإلنترنيت .ومن هنا برزت
فكرة إحداث موقع ويب خاص باإلدارة المغربية على شكل بوابة عامة للولوج لخدمات الحكومة اإللكترونية بالمغرب بوزارة العدل ()12
وبتحقيق هذا المشروع "إدارتي" تعطي دفعة قوية النفتاح المغرب على مجتمع المعرفة وتحقيق الركيزة األساسية إلدارة المستقبل أال وهي
الشفافية وإقامة المعلومة وفرص تنقلها في أي مكان وأي وقت ،حيث سيسهل على المواطن أيا كان وفي أي وقت شاء وبسرعة أن يجد
المعلومات المرغوب غيها أو يبحث بريدا إلكترونيا للجهة المراد استفسارها.
اإلجراءات العملية والقانونية المقترحة لتنمية المعلومات باإلدارة
إن وضع إستراتيجية وطنية خاصة بتنمية وتطوير استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال ال يقتصر على ترجمة التدبير وإجراءات بغية تحقيقها
بل ال بد أن تصاحب هذه العملية مجموعة من األهداف الملموسة التي من شأنها أن تقوي هذا المجال وتجعله في محك حقيقي نحو ولوج بالدنا
لمجتمع إعالمي قوي قادر على مواكبة التطورات الحديثة.
بالنسبة لإلجراءات العملية المقترحة ( ،)11فهناك 42إجراءا مبوبة في 9مجاالت :
-1خلق محيط مؤسساتي وقانوني مالئم ووضع ضوابط ومقاييس موحدة للمواقع اإللكترونية ولعملية تبادل المعلومات والمعطيات بين اإلدارات
.
-2إعداد مخطط مديري عام ووضع إطار منهجي لتطوير وتتبع استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال باإلدارات العمومية في مجال التسيير
اإلداري.
-3إحداث ميزانية خاصة لتطوير هذا المجال في اإلدارة المغربية وذلك من خالل إنشاء صندوق أو ميزانية خاصة باسم "إدارتي" تمول من طرف
الدولة والقطاع الخاص وتتميز بمرونة التسيير والصرف وتدبر من طرف الجهاز المركزي.
-4إعداد مخطط إعالمي للتعريف بدور وأهمية تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تأهيل اإلدارة وذلك بالقيام بدورات تحسيسية في هذا المجال
لفائدة المسؤولين واألطر الساهرة على التسيير اإلداري بمختلف الوزارات.
-5وضع برنامج طموح لتأهيل موظفي اإلدارات العمومية في تكنولوجيا المعلومات واالتصال.
-6أرقمة اإلرث المعلوماتي اإلداري وإحداث بنوك معطيات وبيانات أفقية.
-7مكننة المساطر اإلدارية األساسية وتوسيع الخدمات اإللكترونية وذلك وفق خطة معدة مسبقا تراعي أوليات المواطن والمقاولة إتاحتها عن
طريق األنترنيت.
-8إنشاء الشبكات الداخلية ومد الربط اإللكتروني بين اإلدارات العمومية وذلك حتى يتسنى تعميم الشبكات الداخلية للوزارات وتطوير التجهيزات
األساسية إليصال جميع الحواسب بالشبكة العالمية.
-9القيام بتجسيد اإلدارة وإحداث بوابة إلكترونية لإلدارة المغربية.
وبالنسبة للتدابير القوانين المقترحة :تنكب هذه التدابير حول مدى صالحية القوانين والنصوص اإلدارية الحالية مع استعمال التكنولوجيا الحديثة
للمعلومات واالتصال باإلدارة المغربية وكيفية تحيينها وإدماج التعديالت الالزمة لذلك أو إصدار قوانين جديدة لمالءة القانون والواقع الذي فرضته
وتفرضه هذه التقنيات ،بحيث تضمن النصوص الجديدة شروطا توفر للمواطن وللمقاولة محيطا آمنا وبيئة حرة ومحمية.
ومن هنا أصبح لزاما على الحكومة أمام وتغيير اإلطار القانون والتنظيمي إلدماج هذه االحتياجات وذلك من خالل إخراج عدة قوانين إلى حيز
الوجود مثل :قانون حول التأشيرة اإللكترونية ،قانون حول تبادل المعطيات اإلسمية الخاصة ،قانون حول الجناية والتزوير أو االحتيال
اإللكتروني قانون المعادلة الوظيفية للوثائق اإللكترونية وقيمتهم القانونية وقانون حول األمن القانوني لالتصاالت اإللكترونية.
المبحث الثاني :تجربة وزارة العدل :
في إطار الجهود المبذولة من طرف وزارة العدل الرامية إلى إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصال تم إعداد عدة مشاريع في ها الميدان كانت لها
انعكاسات مباشرة على المواطن والمقاولة .كما أن تنفيذ هذه المشاريع حقق الرغبة القائمة لدى وزارة العدل لالنفتاح على المتقاضين وعلى
شركائها المتعددين ومنهم المهنيون والمهتمون بالقانون والمراكز التجارية الجهوية بهدف الحرص على أداء خدمة في إطار الشفافية .وإلدراك هذه
الغاية تم تثبت خدمات إلكترونية بالمحاكم النموذجية وتعميمها تدريجيا على مختلف المحاكم ،وقد تمت المواقع التي وقع عليها االختيار في
المحكمة التجارية بالدار البيضاء والمحكمة االبتدائية بأنفا.
المطلب األول :الخدمات اإللكترونية التي تقدمها وزارة العدل :
تتمثل أهم الخدمات اإللكترونية التي تم الشروع في العمل بها فيما يلي :
-تتبع الملفات القضائية بكتابة ضبط المحكمة.
-تتبع تنفيذ األحكام الصادرة ضد شركات التأمين.
-االطالع على السجل التجاري.
-النظام المتعدد القنوات لالستشارة ونشر المعلومات .
أ -تتبع الملفات القضائية بكتابة ضبط المحكمة :
تتولى كتابة الضبط تسيير الملفات وتصريف القضايا طيلة مسارها أمام المحكمة ابتداء من فتح الملف وتلقي طلبات المتقاضين ،مرورا بتعيين
المقرر وتاريخ أول جلسة وانتهاء بالنطق بالحكم النهائي إن الخدمات المقدمة عن طريق اإلنترنيت تمكن كل متقاض أو دفاعه من معرفة مآل
قضية ومتابعة جميع مراحل الدعوى من خالل الولوج إلى المعطيات ،واالطالع على كل المعلومات المتعلقة باألطراف ومواعيد الجلسات وأطوار
النزاع ،كما تسمح هذه الخدمات من االطالع على جدول الجلسات.
وفي إطار المجهودات المبذولة من طرف وزارة العدل على مستوى تحديث طرق وآليات تصريف القضايا بالمحاكم ثم القيام بما يلي :
-1تزويد مجموعة من المؤسسات القضائية بالتجهيزات المعلوماتية ،حيث بلغ عدد أجهزة الحاسوب المتوفرة بالمحاكم حوالي 5000حاسوب.
-2تعميم الولوج إلى شبكة اإلنترنيت بالنسبة لمجموع مصالح اإلدارة المركزية ومجموع المحاكم التجارية والمحكمة االبتدائية بأنفا والشروع في
إحداث شبكة اإلنترنيت من أجل تعميم المعلومات داخل اإلدارة المركزية ،وتسهيل إمكانية الحصول عليها ،وتحقيق السرعة والفعالية في تدبير
الشأن القضائي .
ب -تتبع تنفيذ األحكام الصادرة ضد شركات التأمين :
بما أن عدد كبير من شركات التأمين يوجد مقرها االجتماعي ضمن الدائرة القضائية بأنفا ،فإن مصلحة تنفيذ األحكام القضائية بهذه المحكمة
تتوصل بمجموعة كبيرة من اإلنبات القضائية من مختلف محاكم المملكة بهدف تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة شركات التأمين وتمكن
الخدمات والمعلومات المقدمة في هذا اإلطار عن طريق اإلنترنيت ،كل متقاض ودفاعه من معرفة مآل ملف التنفيذ وكذلك المبلغ المؤدى من طرف
شركة التنفيذ في حالة التنفيذ.
ج -االطالع على السجل التجاري :
يعتبر السجل التجاري بمثابة الحالة المدنية لألشخاص االعتباريين والذاتيين ويتكون من :
-سجالت محلية ممسوكة من طرف رؤساء كتابة الضبط.
-سجالت مركزية ممسوكة من طرف المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية.
وتمكن الخدمات المقدمة عبر اإلنترنيت المتقاضين ودفاعهم من االطالع على مضمون التقييدات المضمنة بالسجالت التجارية ،والمتعلقة
باألشخاص الذاتيين والمعنويين كما تيسر هذه الخدمات إمكانية االطالع على النموذج 7وطبعه أيضا (وهو النوذج ج سابقا) وهو نموذج يجمع كل
التسجيالت المقيدة بالسجل التحليلي ،وتهدف هذه الخدمة إلى إحداث مناخ الشفافية في المجال االقتصادي.
هذا وتجب اإلشارة إلى أنه تم في إطار مواكبة وزارة العدل عمل العمل المراكز الجهوية لالستثمار ،تحديث معالجة إجراءات السجل التجاري من
خالل الخدمات التالية :
-1إدخال المعلوميات لمصالح السجل التجاري في أفق الربط المعلوماتي بين المراكز الجهوية لالستثمار والمحاكم لمعالجة ملفات إنشاء المقاوالت
في أسرع وقت ممكن.
-2إحداث بروتوكوالت للتواصل وتبادل المعلومات بين مصالح السجل التجاري وبين المراكز الجهوية لالستثمار ،وكذا مع المكتب المغربي للملكية
الصناعية والتجارية.
-3يجري اإلعداد لحوسبة سجالت السجل التجاري التي ال زالت تمسك لحد اآلن يدويا.
-4تم الشروع الفعلي في عملية الربط بين المصالح التجارية والمراكز الجهوية لالستثمار وقد بوشر إنجاز تطبيقات معلوماتية لتقديم عدة خدمات
للمواطنين من طرف المحاكم التجارية بواسطة األنترنيت ،وهي خدمات تتعلق باألنظمة القانونية للسجل التجاري ،وبتقديم معلومات حول السجل
التجاري والوثائق المطلوبة ،وبوضع دليل يخص جمي مصالح المحكمة التجارية ودليل يهم مساعدي القضاء على جانب مجموعة من اإلحصائيات
الهامة ،وذلك إلى جانب الخدمات التي تقدمها وزارة العدل عبر اإلدارة المركزية.
د -النظام المتعدد القنوات لالستشارة ونشر المعلومات:
يمثل مشروع العدالة اإللكترونية المتعدد القنوات نظاما مؤلفا يسمح بولوج الخدمات المقدمة من طرف وزارة العدل وهو يدخل في إطار تأهيل
اإلدارة المغربية لتصبح إدارة قريبة من المواطنين تنخرط في نظام يقوم على التواصل والشفافية وتوزيع العمل عبر استغالل اإلمكانيات التي
تخولها التقنيات الحديثة لإلعالم واالتصال.
وفي إطار دمقرطة الولوج غلة المعلومة قررت الوزارة وضع نظام لبث واستشارة المعلومات عبر نظام متعدد القنوات ليضاف إلى الخدمات
المقدمة عبر اإلنترنيت ويمكن هذا النظام من االطالع على المعطيات المتعلقة بالملفات القضائية وملفات التنفيذ وكذا السجل التجاري .
وتتعدد قنوات االستشارة على الشكل التالي :
Web -
SMS -
E-Mail -
Fax -
Serveur vocal interactif -
إن وضع هذا النظام يجسد إرادة الوزارة في دمقرطة الولوج إلى المعلومة .ذلك أن خدمات اإلنترنيت توجه لجمهور ال يتجاوز 800 000مستعمال
فقط في حين أن استعمال SMSيهم 8 000 000مستفيدا.
هذا وترمي المرحلة الموالية إلى خلق مركز هاتفي بشكل يسمح بالتواصل مع مجموعة المواطنين .
المطلب الثاني :آلية تنمية استعمال استعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصال اإلدارة االلكترونية
ان السياسة المتبعة في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصال باإلدارة العمومية تعتمد باألساس على عالقة الشراكة التي يجب إن
تطورها اإلدارة فيما بينها و مع الجماعات المحلية و المؤسسات المهنية,إضافة إلى التطفل الحكومي بتطوير و تنمية هدا االستعمال في مجال
التسيير اإلداري في إطار إحداث هيئة تعني خصوصا بهده التنمية.
● خلق هيئة تهتم بتنمية استعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصال.
تتعهد هده الهيئة المحدثة بالمعاونة في اإلسراع بتحقيق التنمية اإلدارية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصال المناسبة.
تناط بهده الهيئة مهمة تعزيز القدرات التكنولوجية للتدبير اإلداري في الميادين التي تدخل من اختصاصات الوزارة,وكدا النهوض باستعمال
المصالح العمومية للشبكات و المعدات المعلومات المالئمة للتسيير اإلداري ووضع األهداف و برامج انجازها .وتتولى األنشطة التالية.
* جمع و معالجة وتقييم المعطيات اإلحصائية و التقنية لجميع اإلدارات و خاصة بقطاع إعالميات التسيير اإلداري الستخالص تقارير المتابعة.
تنظيم و تتبع أنشطة البحث المتعلقة بمجال استعمال تكنولوجيا المعلومات في التسيير اإلداري و كدا مسايرة ركب التكنولوجيا.
السهر على مالئمة النظم المتواجدة باإلدارات العمومية مع المعايير التقنية الموحدة و اقتراح نضم مرجعية مشتركة.
تحديد معايير و ضوابط و نضم و آليات االتصال الواجب اعتمادها بين القطاعات الحكومية في مجال معلومات التسيير اإلداري.
مساعدة اإلدارات على وضع برامج التحديث اإلداري المرتبط باستعمال تكنولوجيا المعلومات.
القيام بطلب من اإلدارة المعنية بتقييم استعمال تقنيات الحاسوب و االتصال بالمصالح التابعة لها.
تصميم و انجاز النظم و التطبيقات المعلوماتية األفقية و إعداد قواعد معطيات.
القيام بطلب من اإلدارة المعنية بتصور شامل أو المشاريع التقنية الخاصة بها.
إعداد بوابة اإلدارة العمومية و السهر على تحيينها و تفعيل خدماتها.
جرد و دراسة الخدمات الممكن تغطيتها بواسطة تكنولوجيا المعلومات و كدا التقنيات األزمة لها.
إعداد و تنظيم دورات تكوينية حول المواضيع المتعلقة باستعمال تكنولوجيا المعلومات.
القيام بتنشيط و تطوير اإلعمال و النظم المعلوماتية المعدة للوزارة و السهر على استغالل البرامج و التجهيزات و صيانتها.
خالصة القول إن هده الهيئة لمن شانها إن تعطي نفسا قويا نحو تنمية مجال تكنولوجيا المعلومات و االتصال و استخدامها بشكل فعال و بالتالي
الدخول نحو مجتمع إعالمي قوي على غرار تجارب بعض الدول المتقدمة في هدا المجال,إال إن هدا األمر لن يتأتى إال بتوفير أرضية مناسبة
تشتغل فيه هده الهيئة لتحقيق أهدافها السالفة الذكر.
●الشراكة
انطالقا من التطور الذي تعرفه تكنولوجيا المعلومات و االتصال و تأثيرها على المرافق العمومية,و نضرا لهدف عادة تأهيل اإلدارة وسعيا لتحقيق
األهداف التالية.
-تسهيل استعمال اللغة العربية عبر تكنولوجيا المعلومات و االتصال.
-تعزيز القدرات التكنولوجية للتدبير اإلداري و الموارد البشرية في ميدان اإلصالح اإلداري.
-النهوض باستعمال المصالح العمومية للشبكات و المعدات المعلوماتية لتحسين الخدمات و تنمية فعالة للمصالح اإلدارية و تطوير أساليب العمل.
-تقليص الفوارق الترابية في استعمال تكنولوجيا اإلعالم و التواصل بين اإلدارات.
خاتمة
وخالصة القول لما سبق الحديث عنه حول تقنية المعلومات و االتصال ,يمكن القول إن قدرة اإلدارة المغربية على التكيف و االستجابة للتغيرات
التقنية ستكون المحك لقدرتها على مواجهة تحديات المستقبل و التغلب عليها بنجاح,لدلك يتعين على الحكومة أن تلعب دورا قياديا من خالل
المجال و دلك بالتخطيط لهده التقنية ووضع السياسات الهادفة إلى نشرها و استخدامها من خالل تحفيز و تسهيل دخولها و أتاحت الوصول إليها
و التعامل معها بشكل واسع ,باإلضافة إلى تحديث الطرق و اإلجراءات اإلدارية .فهدا الشعور انعكس بوضوح في كل مراجل إعداد المخططات
الوطنية .
فضال عن دلك إن التكنولوجيا المعلومات و االتصال ليست مجموعة من اآلالت و األسالك فقط ,يمكن الحصول عليها في أي وقت و بأي ثمن ,بل
األمر يتعلق بالدرجة األولى’ بكيفية استعمالها و ترشيدها و صيانتها.الشيء الذي يتطلب تغييرا في السلوكيات و العقليات,الن دلك أساس نجاح
التنمية اإلدارية و أخيرا يجبان ترافق خطط استخدام تقنية المعومات و االتصال خطط مماثلة لتنمية القوى العاملة و تطوير التعليم و إدخال
الحاسوب في المدارس و نشر الثقافة التقنية و دعم البحوث العلمية في هدا المجال رغم المجهودان المبذولة ما تزال الحكومة االلكترونية في
المغرب.في مرحلتها الجنينية .
وهكذا فان هناك مجموعة مطالب يجب أخدها بعين االعتبار حتى نبني إدارة الكترونية سليمة و فعالة بالمغرب و يمكن اجمال أهمها على الشكل
التالي:
–1حل المشكالت القائمة في الواقع الحقيقي قبل االنتقال الى البيئة االلكترونية ،وللتمثيل على أهمية هذا المتطلب نضرب المثال بشان محتوى
اإلدارة االلكترونية ،اذ يجب على الحكومات أن تقوم بتوفير المعلومات الالزمة بمواطنيها عبر االنترنت .حيث يجب إن تتواجد سياسية يتم
بموجبها تحديد جميع الوثائق والمعلومات والنماذج الحكومية مباشرة عبر االنترنت .وباختصار كلما ظهر وثيقة حكومية جديدة او معلومات
جديدة يجب وضعها مباشرة على االنترنت .وفي هذا اإلطار فان اكبر مشكلة تواجهنا هي مشاكل التوثيق القائمة في الحياة الواقعية ،إذ ليس
ثمة نظام توثيق فاعل يضع كافة وثائق العمل الحكومي في موضعها الصحيح بالوقت المطلوب ،فإذا ما كان هذا واقع العمل الحقيقي فان من
الخطورة االتجاه لبناء اإلدارة االلكترونية قبل إنهاء المشكلة القائمة في الواقع غير االلكتروني .
– 2حل مشكالت قانونية التبادالت التجارية commerceوتوفير وسائلها التقنية والتنظيمية ،ذلك أن جميع المبادالت التي تتعامل بالنقود
يجب وضعها على االنترنت مثل إمكانية دفع الفواتير والرسوم الحكومية المختلفة مباشرة عبر االنترنت ،وجعل هذه العملية بينية بمعنى أنها تردد
لتشمل كل من يقوم ألداء التعامالت التجارية مع المؤسسات الحكومية .
– 3توفير البني واالستراتيجيات المناسبة الكفيلة ببناء المجتمعات ،فبناء المجتمعات يتطلب إنشاء وسيط تفاعلي على االنترنت يقوم بتفعيل
التواصل بين المؤسسات الحكومية وبينها وبين المواطنين وبينها وبين مزوديها .بحيث يتم توفير المعلومات بشكل مباشر عن حالة أية عملية
تجارية تم تأديتها في وقت سابق إضافة إلى استخدام مؤتمرات الفيديو لتسهيل االتصال بين المواطن والموظف الحكومي .
إن مفهوم الحكومة االلكترونية يعكس سعي الحكومات إلى إعادة ابتكار نفسها لكي تؤدي مهاما بشكل فعال في االقتصاد العالمي المتصل ببعضه
البعض عبر الشبكة .واإلدارات االلكترونية ليست سوى تحول جذري في الطرق التي تتبعها الحكومات لمباشرة أعمالها .وذلك على نطاق لم نشهده
منذ بداية العصر الصناعي .
وإذا ما أردنا الوقوف على الواقع العربي في ميدان بناء الحكومات االلكترونية ،فإننا نشير إلى أن الجهد االميز تمثل بتجربة دولة اإلمارات العربية
،إذ بالرغم من عدم اكتمال عقد الحكومة االلكترونية إال أن تهيئة الواقع التقني والمهاري لمؤسسات الدولة تحقق على نحو كبير بحيث يبدو ان
التجربة برمتها تتحرك ضمن رؤية إستراتيجية واضحة ،ويمكن االطالع على احدث المعالجات لما انجز من نشاطات في ميدان بناء اإلدارة
االلكترونية في اإلمارات على العديد من مواقع االنترنت الخاصة بالمؤسسات اإلماراتية.
هذا ومن الممكن أن تجني الحكومات االلكترونية عوائد مهمة ،وتوفر معلومات وخدمات أفضل في مجال التعامالت بين الحكومات والمواطنين
وبين الحكومات وقطاع األعمال وبين الدوائر الحكومية الحكومات بعضها البعض .ومن وجهة نظر ( مايكل دل ) فان احد أهم األجزاء في معادلة
الحكومة االلكترونية هو ذلك المتعلق بعمليات الشراء والتزويد .وهو الجزء الذي تظهر فيه الفائدة الحقيقة الستخدام االنترنت في عمليات الشراء
من حيث زيادة كفاءة وفعالية عمل الحكومات إضافة إلى تحسين عالقة العمل بين المؤسسات الحكومية المختلفة واألفراد الذين يعملون ضمن
هذا المجتمع ويستفيدون من الخدمة الحكومية.
43
70 partages
Maryam Et-taalabi
Hajar Ezouadri
Redwan Bahja
YuCef Ellamati
Ali Elabidi
media1.tenor.co
media1.tenor.co
بشرى العلمي
ما احوجنا الى مواضيع مثل هذا الموضوع جزاكم اهلل خيرا
2 ans J’aime Répondre Plus