You are on page 1of 36

‫‪2023‬‬

‫‪Electronic management (digitization) as a mechanism to combat administrative corruption‬‬


‫‪and a lever for the new development model‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫إن نجاح المغرب في نموذجه التنموي الجديد يتطلب اعتماد استراتيجية للتحول الرقمي يعهد‬

‫بإدارتها إلى أعلى مستوى‪ ،‬واالهتمام بتأهيل البنيات الرقمية للصبيب العالي‪ ،‬وتطوير منصات رقمية‬

‫بالنسبة لكل الخدمات المقدمة للمواطننن والمقاولة‪ ،‬بحيث تسمح هذه المنصات بالمشاركة على‬

‫المستوى الوطني والترابي‪ ،‬وتكوين الكفاءات بأعداد كافية لتكون قادرة على إنجاز التحول الرقمي‬

‫وتنفيذه على أرض الو اقع‪ ،‬وإلعطاء فرصة أكثر لنجاح هذه الرقمنة يجب استكمال اإلطار القانوني‬

‫الهاد ف إلى ضمان الثقة الرقمية للمستعملنن والسيادة الرقمية للمملكة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت العقود األخنرة تحوالت مهمة في طبيعة املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬نتيجة الثورة الرقمية التي‬

‫شهدها العالم‪ ،‬وكذا االس تعمال المكثف للوسائط الحديثة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬التي‬

‫أحدثت تغنرات جوهرية في الحياة اليومية لإلنسان‪ ،‬فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من الليات‬

‫‪211‬‬
‫‪2023‬‬

‫األساسية والمعول عليها في إحداث التنمية المستدامة‪ ،‬األمر الذي كان له انعكاس على كيفية تدبنر‬

‫وتسينرالمر افق واإلدارات العمومية وشبه العمومية‪ ،‬والتي تعتبرالقاطرة التي تحرك عجلة التنمية في‬

‫الدول النامية‪.‬‬

‫لقد أحدث التطور السريع في أنظمة وشبكات االتصال ونظم المعلومات مساحة عريضة‬

‫لتطور األنظمة اإلدارية والمالية في المؤسسات الحكومية‪ ،‬إذ أطلقت عدد من الدول مبادرات اإلدارة‬

‫اإللكترونية‪ ،‬مما ساعدها على االنطلق والخروج من نطاقها الجغرافي رغم إمكانياتها البشرية املحدودة‪،‬‬

‫كما أن وصول الخدمات اإلدارية للمواطننن والمستفيدين في أماكن تواجدهم في المدن واألريا ف‪،‬‬

‫أضحى في وقت قياس ي وعلى مدار الساعة‪ ،‬مما يترتب عليه فوائدا كبنرة للقتصاد الوطني‪ ،‬والذي‬

‫ينعكس بدوره بشكل رئيس ي و إيجابي على تسهيل أعمال ومصالح المواطننن والمستثمرين‪.‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فالرقمنة من الوسائل األساسية للتحديث اإلداري‪ ،‬من خلل‬

‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وذلك بغية زيادة كفاءة وفعالية وشفافية اإلدارة‪ ،‬من‬

‫خلل ما تقدمه من خدمات للمرتفقنن‪ ،‬فهي تعتبرمنظومة تقنية شاملة‪ ،‬تختلف أنشطتها عن أنشطة‬

‫اإلدارة التقليدية‪ ،‬كونها تمثل منعطفا كبنرا وشامل لجميع املجاالت اإلنسانية واالجتماعية‬

‫واالقتصادية‪ ،‬اإلنتاجية والتطويرية‪ ،‬من أجل تقديم أفضل للخدمات‪ ،‬قياسا لما تقدمه اإلدارة‬

‫التقليدية‪ ،‬كما أن إدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصال من طر ف اإلدارة المعاصرة يشكل مرحلة‬

‫أساسية في مسلسل التنمية والتحديث لهذه اإلدارة‪ ،‬إذ يشكل بكل تأكيد قيمة مضافة لإلدارة‬

‫والمواطننن‪ ،‬فاعتماد التكنولوجيا الرقمية في التدبنر لها دور فعال في تحقيق مبادئ الحكامة الجيدة‪،‬‬

‫بما في ذلك تحسنن التواصل واالقتصاد في التكاليف وتحسنن الخدمات واستمراريتها للوصول إلى أعلى‬

‫معاينر الجودة‪ ،‬ألنها آلية تسمح ببلورة إدارة حديثة ومواطنة‪ ،‬فتحديث اإلدارة ليس بالش يء الهنن‪ ،‬إذ‬

‫لن يعطي النتائج المرجوة منه ما لم يكن قائما على مبادئ الحكامة الجيدة‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪2023‬‬

‫وللحديث أكثر عن اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬سنتطرق إلى أهميتها (المبحث األول)‪ ،‬وإلى دور‬

‫الخدمات اإللكترونية في مكافحة الفساد اإلداري وإرسال نموذج تنموي جديد (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية (الرقمنة)‬

‫إن الحديث عن اإلدارة اإللكترونية يستلزم ضبط مختلف الجوانب‪ ،‬بداية بتناول مختلف‬

‫التعريفات التي تناولها الباحثون والمهتمون ملحاولة تحديد مفهوم لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬في ظل التطور‬

‫الذي يعرفه قطاع تكنولوجيا المعلومات و انعكاساته على المرفق العمومي‪ ،‬فهذا التوجه نحو رقمنة‬

‫اإلدارة وتجاوز التنظيم التقليدي‪ ،‬أفرز عدة خصائص منزت التعامل اإللكتروني للعلقة بنن اإلدارة‬

‫والمرتفقنن‪ ،‬في المقابل فإن تطبيق اإلدارة اإللكترونية ينطوي على عدة أبعاد تسعى اإلدارة من ورائها‬

‫للوصول إليها‪ ،‬وذلك من خلل االلتزام بمبادئ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فالرقميات تمثل ر افعة حقيقية‬

‫للتغينروالتنمية‪ ،‬لذا‪ ،‬يتعنن إيلؤها اهتماما خاصا على أعلى المستويات في هرم الدولة باعتبارها محفزا‬

‫للتحوالت المهيكلة وذات األثرالقوي‪.241‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية تعتبر من المفاهيم الحديثة‪ ،‬وهي نتاج مواكبة اإلدارة للتطور في مجال‬

‫تكنولوجيا المعلومات التي شهدها العالم‪ ،‬وهذا ما أدى إلى االنتقال من النمط التقليدي لإلدارة‪ ،‬إلى‬

‫العصرنة والتحديث أو ما يطلق عليه باإلدارة اإللكترونية )‪ ،(L’Administration électronique‬هذا‬

‫وسنتناول مقومات اإلدارة اإللكترونية (المطلب األول)‪ ،‬ودورالخدمات اإللكترونية في مكافحة الفساد‬

‫اإلداري (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مقومات اإلدارة اإللكترونية‬

‫‪ - 241‬التقرير العام للنموذج التنموي الجديد للمغرب؛ أبريل ‪ ،0202‬ص‪.231‬‬

‫‪213‬‬
‫‪2023‬‬

‫انتهت الصلحية الزمنية لعدة أشكال مكتبية بسيطة من قبيل اللة الر اقنة‪ ،‬األرشيف‬

‫الورقي‪ ... ،‬لصالح تقنيات أخرى تمكن من تقليص التكلفة اإلنتاجية لإلدارة‪ ،‬فاختراع الحاسوب شكل‬

‫لحظة فارقة بنن حقبتنن تاريخيتنن لما أحدثه من ثورة تكنولوجية كبنرة‪ ،‬فتحت الباب أمام عالم‬

‫المعرفة والتخزين المعلوماتي للمعطيات وفق أشكال قاعدة البيانات ‪ ،Base de Donnés‬والتي أدى‬

‫تراكمها إلى ظهورالشبكة العنكبوتية ومحركات األبحاث التي قلصت المسافات واألزمة‪ ،‬واستمرالتطور‬

‫بشكل سريع ومتواترإلى حدود ظهورالمو اقع االجتماعية حيث اقتربت االفتراضية من الو اقعية‪.242‬‬

‫هذا التطوردفع مختلف الباحثنن والمهتمنن بهذا املجال إلى محاولة تحديد اإلطارالمفاهيمي‬

‫لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من حيث التعريف (الفرع األول)‪ ،‬وكذلك الخصائص الممنزة لها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‬

‫قبل التطرق إلى مختلف التعريفات التي يمكن إعطاؤها لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬يجب اإللمام‬

‫بالتداخل المفاهيمي بنن اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وبعض المفاهيم األخرى‪ ،‬كالحكومة اإللكترونية‬

‫والحكومة الرقمية وغنرها‪ ،‬وهذا يرجع باألساس إلى أن اإلدارة اإللكترونية مشتقة من المصطلح‬

‫اإلنجلنزي ‪ ،(e.government)243‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة الذكية ‪ ،...‬كلها‬

‫مصطلحات ظهرت في الفترة األخنرة‪ ،‬فالحكومة اإللكترونية هو توظيف شبكة اإلنترنت لتقديم‬

‫المعلومات والخدمات الحكومية للمواطننن‪ ،‬وبالتالي تبقى اإلدارة اإللكترونية مفهوما شامل لجميع‬

‫الخدمات التي يقدمها سواء المرفق العام أو الخاص‪.244‬‬

‫‪ -‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬منشورات مجلة العلوم‬ ‫‪242‬‬

‫القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،0221 ،9‬ص‪.273 -270‬‬


‫‪ www.sajplus.com -243‬؛ اإلدارة اإللكترونية بالمغرب الواقع المعيقات الرهانات‪ 0229/20/02 ،‬على الساعة ‪.21:22‬‬
‫‪ -244‬مهدي محمد ناني؛ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0220/0222‬ص‪.6 -1‬‬

‫‪214‬‬
‫‪2023‬‬

‫وقد تعددت تعريفات اإلدارة اإللكترونية على مستوى المنظمات والهيئات الدولية‪ ،‬فقد عر ف‬

‫البنك الدولي اإلدارة اإللكترونية بأنها " مصطلح حديث يشنر إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات‬

‫واالتصال من أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة‪ ،‬فيما تقدمه من خدمات إلى‬

‫المواطن ومجتمع األعمال‪ ،‬وتمكينهم من المعلومات‪ ،‬بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية‪،‬‬

‫ويقض ي على الفساد‪ ،‬وإعطا ء الفرصة للمواطننن للمشاركة في كافة مراحل العملية السياسية‬

‫والقرارات المتعلقة بها‪ ،‬والتي تؤثرعلى مختلف نواحي الحياة "‪ ،‬أما التعريف الذي تبناه االتحاد األوربي‬

‫لإلدارة اإللكترونية فهو " استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال لتقديم للمواطننن وقطاع األعمال‬

‫الفرصة للتعامل والتواصل مع الحكومة‪ ،‬باستخدام الطرق املختلفة للتصال‪ :‬الهاتف‪ ،‬الفاكس‪،‬‬

‫البطاقات الذكية والبريد اإللكتروني‪ ،‬األنترنت ووضع إطار لتحسنن طرق إيصال الخدمات وتحقيق‬

‫التكامل بنن اإلجراءات"‪.245‬‬

‫وفي نفس السياق عرفت منظمة التعاون والتنمية اإلدارة اإللكترونية على أنها‪ " :‬استخدام‬

‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬والسيما األنترنيت من أجل تحسنن إدارة المر افق العامة "‪ ،‬وفي‬

‫سبيل التو افق بنن مفهوم الحكومة اإللكترونية والخدمات التي تقدمها إدارات الدولة‪ ،‬فإن تعبنر‬

‫اإلدارة اإللكترونية هو المصطلح األقرب لتحقيق ذلك التو افق على أساس أن المراد ليس ممارسة‬

‫سلطة الحكم بطريقة إلكترونية‪ ،‬و إنما المقصود إدارة األمور بطريقة إلكترونية سواء الحكومي أو‬

‫األهلي‪.246‬‬

‫‪245‬‬
‫؛ ‪ 0224/20/01‬على الساعة ‪- www.oced.org/publication.24:01‬‬
‫‪ -‬مريم فضال؛ اإلدارة العمومية بالمغرب بين مطلب التحديث ورهان التنمية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬ ‫‪246‬‬

‫جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0220/0223‬ص‪.306‬‬

‫‪215‬‬
‫‪2023‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية تعتبرفرعا معرفيا حديثا يدخل ضمن مواضيع علم اإلدارة‪ ،‬وهي ال تشكل‬

‫بديل لإلدارة التقليدية بقدر ما هي نمط جديد في اإلدارة‪ ،‬وامتداد للفكر اإلداري في تطوره عبر مدارس‬

‫متعددة بدءا من المدرسة الكلسيكية والسلوكية‪ ،‬مرورا باالتجاهات اإلدارية الحديثة‪ ،‬والتي تشمل‬

‫مدرسة علم اإلدارة‪ ،‬مدرسة النظم المدرسة الظرفية‪ ،‬وغنرها من المدارس التي أفرزتها مسنرة الفكر‬

‫اإلداري‪ ،‬وهكذا فهي تجسد الموجة القادمة للفكر اإلداري المتحالف بقوة مع تقنية المعلومات‬

‫واالتصاالت‪.247‬‬

‫وعلى الرغم من حداثة مصطلح " اإلدارة اإللكترونية " في الدول العربية‪ ،‬فالملحظ وجود عدة‬

‫محاوالت لتحديد مفهومه من زوايا و أبعاد مختلفة‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية هي مصطلح إداري يقصد به‬

‫عملية مكننة جميع مهام المؤسسة اإلدارية ونشاطها‪ ،‬باالعتماد على كافة التقنيات المعلوماتية‬

‫الضرورية للوصول إلى تحقيق أهدا ف اإلدارة الجديدة‪ ،248‬وبالمقابل هناك من يرى أن اإلدارة‬

‫اإللكترونية‪ ،‬هي التعامل مع موارد معلوماتية تعتمد على األنترنيت وشبكات األعمال‪ ،‬بحيث يصبح رأس‬

‫المال المعلوماتي المعرفي الفكري هو التعامل األكثر فعالية في تحقيق األهدا ف واألكثر كفاية في‬

‫استخدام الموارد‪.249‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية يمكن أن تشكل آلية لتجاوز بعض المشاكل‪ ،‬وخاصة المتعلقة بإعادة‬

‫توزيع االختصاصات والمسؤوليات وتنظيم العلقات التسلسلية داخل اإلدارة‪ ،‬فالتكنولوجيا يمكن أن‬

‫ترسم علقات أفقية بدل العمودية بنن مختلف أجزاء المنظمة‪ ،‬بشكل تداخلي دون حواجزأو عوائق‪،‬‬

‫‪ -‬محسن الندوي؛ أهمية اإلدارة اإللكترونية في عصر العولمة‪ ،‬مجلة شؤون استراتيجية‪ ،‬مطبعة الخليج العربي‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫‪247‬‬

‫العدد‪ ،0‬نونبر‪ -‬يناير‪ ،0222‬ص‪.13‬‬


‫‪ -‬لمين علوطي؛ اإلدارة اإللكترونية للموارد البشرية‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد‪ ،0224 ،00‬ص‪.200‬‬ ‫‪248‬‬

‫‪ - 249‬نجم عبود؛ اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،0220 ،‬ص‪-201‬‬
‫‪.206‬‬

‫‪216‬‬
‫‪2023‬‬

‫كما أنها ترفع من درجة التنسيق بنن الوحدات اإلدارية‪ ،‬وذلك من خلل وضع أبناك للمعلومات‬

‫المشتركة يتم تبادلها بشكل سلس دون اتباع اإلجراءات الورقية المعتمدة‪ ،‬وهذا ما يضفي الطابع المرن‬

‫والفعال لإلدارة اإللكترونية‪.250‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فاإلدارة اإللكترونية تساعد على تبني سياسة علمية حديثة‪ ،‬تتجاوز من‬

‫خللها أساليب العمل التقليدية التي تعتمد على أعداد كبنرة من الموظفنن‪ ،‬كما أنها تساعد على‬

‫الكشف عن الفائض في الوحدات اإلدارية‪ ،‬كما أنها تيسر عملية إحصاء الموظفنن‪ ،‬وتحديد أماكن‬

‫عملهم ومؤهلتهم‪ ،‬مما يسهل عملية توزيعهم والكشف عن الفائض الممكن‪ ،‬كما أن الفعالية والمرونة‬

‫والسرعة التي تطبع المعاملت اإلدارية اإللكترونية سهلت إمكانية تجاوز مركزية القرار اإلداري‪ ،‬حيث‬

‫مكنت الوحدات اإلدارية من حرية أكبر في التعامل‪ ،‬مع اإلبقاء على روابط اإلخبار والتفاعل مع المركز‬

‫وفقا للوحة قيادة تتضمن توجيهات وتوصيات ممارسة ذلك النشاط اإلداري‪.‬‬

‫ويمكن تعريف اإلدارة اإللكترونية كذلك‪ ،‬بأنها استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬

‫خاصة والبرامج المعلوماتية من طر ف اإلدارات والمؤسسات العمومية وحتى الجماعات الترابية‪،‬‬

‫بهد ف تطويرأدائها الداخلي وتقديم خدمات ذات جودة عالية للمستفيدين‪ ،‬سواء كانوا أشخاصا عامة‬

‫أو ذاتية‪.251‬‬

‫و انطلقا مما سبق‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية يقصد بها استخدام التقنيات الحديثة للقيام‬

‫بمختلف األنشطة اإلدارية‪ ،‬وذلك بغية تحسنن األداء وتحقيق األهدا ف بأقل وقت وجهد وتكلفة‬

‫‪250‬‬
‫‪- Bradier Agnés ; Le gouvernement électronique, une priorité européenne, revue française‬‬
‫‪d’administration publique, école nationale d’administrative,N°110 , 2004, p35.‬‬
‫‪ -‬مهدي محمد ناني؛ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪251‬‬

‫‪217‬‬
‫‪2023‬‬

‫وبكفاءة عالية‪ ،‬وبالتالي فاإلدارة اإللكترونية تتضمن عدة خصائص و أبعاد تمنزها عن اإلدارة‬

‫التقليدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‬

‫إن استخدام التكنولوجيا في املجال اإلداري ش يء ال غنى عنه للرفع من الجودة اإلدارية‪ ،‬نظرا‬

‫لما توفره من إمكانية تخزين المعطيات وتصنيفها حسب معاينر عدة وجمع اإلحصائيات والقيام‬

‫باالستقراءات والبرمجة بشكل سريع‪ ،‬يحسب بنقرة زر لوحة التحكم‪ ،‬وهو ما يساعد على اتخاذ القرار‬

‫الصحيح األقرب للموضوعية في أقصر مدة زمنية ممكنة‪ ،‬وتوزيع القرار على الهياكل التنفيذية‬

‫العمودية بسرعة‪ ،‬مما يمكن من التحكم في عوامل القوة التي هي السرعة والدقة‪ ،‬كما تعتبر أبناك‬

‫المعلومات بمثابة لوحة القيادة المثلى إلصدار وتنفيذ القرار اإلداري في أحسن األحوال‪ ،‬فهي شبكة‬

‫تمكن من تواصل اإلدارات أفقيا وعموديا‪.252‬‬

‫إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية يؤدي إلى السرعة والفعالية في تقديم الخدمات بشكل يطغى على‬

‫العر اقيل والتعقيدات اإلدارية‪ ،‬وهذا يؤدي لمزيد من النجاعة في إنجاز المعاملت والقيام بالوظائف‬

‫بشكل تشاركي بنن اإلدارة والمرتفقنن‪ ،‬وزيادة المصداقية والشفافية‪ ،253‬فتبني اإلدارة اإللكترونية يفرز‬

‫إدارة بل ورق‪ ،‬وهذا يؤدي للتقليل من استخدام الورق واالعتماد على وسائل أخرى كاألرشيف‬

‫اإللكتروني‪ ،‬وهذا من شأنه أن يساعد على حفظ وتخزين أكثر للمعطيات دون الحاجة إلى أماكن‬

‫التخزين التقليدية‪ ،‬أما بالنسبة للعامل الزمني‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية تتيح إمكانية القيام بالعمليات‬

‫‪ - 252‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫‪ -‬عشور عبد الكريم؛ دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬رسالة‬ ‫‪253‬‬

‫ماستر‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬قسطنطينة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،0227/0226‬ص‪.24 -27‬‬

‫‪218‬‬
‫‪2023‬‬

‫اإلدارية في أي وقت دون انتظارمواعيد العمل الرسمية لإلدارة‪ ،‬وبإمكان الموظف كذلك متابعة أعماله‬

‫خارج نطاق توقيت العمل اإلداري‪.‬‬

‫ومن خلل ما سبق تتضح أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تطوير وتحديث‬

‫القطاع اإلداري‪ ،‬وفيما يلي أوجه االختل ف بنن اإلدارة التقليدية واإللكترونية‪:‬‬

‫المقارنة بنن اإلدارة التقليدية واإلدارة اإللكترونية‪254‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬ ‫اإلدارة التقليدية‬ ‫الخصائص‬

‫وجود شبكة األنترنيت‬ ‫تنظيم هرمي يحتوي على عدة‬


‫التنظيم‬
‫واالعتماد على المشاركة‬ ‫درجات‬

‫دورها منفصل عن اإلدارة وتقتصر تضمن تكنولوجيا المعلومات‬


‫تكنولوجيا‬
‫في كافة وظائف اإلدارة وتشمل‬ ‫على نقل بعض المراسلت أو‬
‫المعلومات‬
‫جميع المراحل والمعاملت‬ ‫التوجيه‬

‫عالمي‬ ‫محلي على مستوى اإلدارة‬ ‫نطاق العمل‬

‫خدمات مبتكرة من خلل‬ ‫تقدم بالطرق التقليدية ومرتبطة‬

‫شبكة األنترنيت ومتاحة في أي‬ ‫بمواعيد العمل املحددة‬ ‫تقديم الخدمات‬

‫وقت‬

‫استجابة فورية في المعاملت‬ ‫استجابة بطيئة في القيام‬


‫سرعة المعاملت‬
‫اإلدارية‬ ‫بالتعاملت‬

‫‪ - 254‬اإلدارة اإللكترونية بالمغرب الواقع المعيقات الرهانات؛ ‪ 0229/20/02 ، www.sajplus.com‬على الساعة ‪.21:22‬‬

‫‪219‬‬
‫‪2023‬‬

‫قدرة أكبرعلى تخزين وسهولة‬ ‫الحاجة لمساحة أكبرللتخزين‬


‫األرشيف‬
‫الوصول للمعطيات‬ ‫وتعرض المعطيات للتلف والضياع‬

‫يشارك في الحصول على‬ ‫دوره سلبي ويتلقى الخدمة وال‬

‫الخدمة اإللكترونية ويملك حق‬ ‫يشارك بالرأي‬ ‫المرتفق‬

‫التقييم واالقتراح‬

‫التركنزعلى األهدا ف والنتائج‬ ‫التركنزعلى اإلجراءات‬ ‫محوراالهتمام‬

‫وعليه‪ ،‬يمكن إجمال خصائص اإلدارة اإللكترونية في‪:255‬‬

‫‪ -‬زيادة اإلتقان‪ :‬إن اإلدارة اإللكترونية كآلية عصرية في عمليات التطويروالتغينرالتنظيمي‪ ،‬تمثل‬

‫منعرجا حاسما في شكل المهام واألنشطة اإلدارية التقليدية وتنطوي على مزايا‪ ،‬أهمها المعالجة‬

‫الفورية للطلبات‪ ،‬الدقة والوضوح التام في إنجازالمعاملت‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيف التكاليف‪ :‬إذا كانت اإلدارة اإللكترونية في البداية تحتاج لمشاريع مالية معتبرة بهد ف‬

‫دفع عملية التحول‪ ،‬فإن انتهاج نموذج المنظمات اإللكترونية بعد ذلك سيوفرمالية ضخمة‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات‪ :‬عملت جل اإلدارات على إدخال المعلومات إلى مصالحها‪ ،‬وذلك أمام‬

‫الحاجة للتحديث والعصرنة اإلدارية‪ ،‬وحرصت على استخدامها االستخدام األمثل لما لها من إمكانيات‬

‫وقدرات في تلبية حاجات المواطننن بشكل مبسط وسريع‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق الشفافية‪ :‬إن الشفافية الكاملة داخل المنظمات اإللكترونية هي محصلة لوجود‬

‫الرقابة اإللكترونية‪ ،‬التي تضمن املحاسبة الدورية على كل ما يقدم من خدمات‪ ،‬إذ تعر ف الشفافية أنها‬

‫‪ - 255‬رأفت رضوان؛ اإلدارة اإللكترونية اإلدارة والمتغيرات العالمية الجديدة‪ ،‬الملتقى اإلداري الثاني للجمعية السعودية لإلدارة‪،‬‬
‫مركز المعلومات واتخاذ القرار‪ ،‬القاهرة‪ ،0220 ،‬ص‪.0‬‬

‫‪211‬‬
‫‪2023‬‬

‫الجسرالذي يربط بنن المواطن ومؤسسات املجتمع المدني من جهة‪ ،‬والسلطات المسؤولة عن المهام‬

‫اإلدارية من جهة أخرى‪ ،‬فهي تتيح مشاركة املجتمع بأكمله‪.‬‬

‫وتلعب تكنولوجيا المعلومات واالتصال دورا أساسيا في تقدم ورفاهية املجتمعات‪ ،‬فتبني‬

‫اإلدارة اإللكترونية أضحى أمرا ال مفر منه‪ ،‬قصد تطوير العمل اإلداري‪ ،‬لتلبية الحاجيات المتزايدة‬

‫لمرتفقيها‪ ،‬وتحقيق سهولة وصول المرتفقنن ملختلف الخدمات اإلدارية‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية تتجاوز‬

‫النطاق الزمكاني الذي تخضع إليه اإلدارات‪.‬‬

‫إن توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالمغرب يهد ف في المقام األول إلى إحداث‬

‫التغينر اإليجابي في النسق اإلداري‪ ،‬من خلل السعي نحو تحسنن و إثراء ما هو موجود ورفع مستوى‬

‫العمل اإلداري‪ ،‬سواء قصد إرضاء المنتفعنن أو قصد التفوق في مجال المنافسة اإلدارية مع غنرها من‬

‫اإلدارات‪ ،‬وفي كل الحاالت يبقى المرتفق هوالمستفيد األول من هذا التحسنن المستمروالمتواصل‪.256‬‬

‫وهذا األمريتم من خلل‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة التعر ف على احتياجات المتعاملنن مع اإلدارة‪.‬‬

‫‪ ‬إشراك العاملنن في تخطيط وتطويرالخدمات المقدمة لهم‪.‬‬

‫‪ ‬وضع نظام لقياس درجة رضا المتعاملنن كجزء أساس ي يتيح للمتعاملنن مع اإلدارة الحصول‬

‫على الخدمات دون مساعدة من أي موظف‪.‬‬

‫‪ ‬إيجاد قنوات متعددة للسماح للمواطن بالدخول إلى النظام اإللكتروني في كل ساعات اليوم‪،‬‬

‫وفي كل أيام األسبوع‪.‬‬

‫‪ -‬محمد سمير أحمد؛ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0229 ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪256‬‬

‫‪211‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ ‬وجود إجراءات لتلقي الشكاوى ومعالجتها وفقا لمعاينرتحدد المدة التي يجب فيها تنفيذ مثل‬

‫هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫لذلك فإن اإلدارة اإللكترونية ستجعل اإلدارة أكثر قربا من المواطننن‪ ،‬عن طريق تزويدهم‬

‫بدخول سهل وسريع إلى المعلومات عبراألنترنيت‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية ستعمل على إعادة بناء علقات‬

‫جديدة بنن اإلدارة والمواطننن‪ ،‬من خلل التمكن من الليات الحديثة لتقنيات المعلومات‪ ،‬فاعتماد‬

‫تكنولوجيا المعلومات والرقمنة أضحى محددا رئيسيا لقياس التطوراإلداري‪ ،‬نظرا النعكاسها المباشر‬

‫على تبسيط المساطر اإلدارية والتقليص من آجال تلبية الخدمات اإلدارية من االستقبال وحتى‬

‫التنفيذ‪ ،‬ومن تكلفتها و أيضا جودتها‪ ،257‬والمغرب وعلى غرارباقي الدول‪ ،‬توجه منذ مطلع القرن الواحد‬

‫والعشرين لدخول عالم تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬حيث برز رهان المغرب نحو دمج المرفق‬

‫العمومي في ركب التكنولوجيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دورالخدمات اإللكترونية في مكافحة الفساد اإلداري‬

‫إن عملية إدخال التكنولوجيا الحديثة بوسائلها المتنوعة إلى اإلدارة العمومية‪ ،‬أمر أصبح‬

‫مؤكدا لجميع العاملنن والمتعاملنن مع هذا الجهاز‪ ،‬ذلك أنها آلية من الليات المهمة التي ستمكن من‬

‫تحسنن وإرساء علقات متمنزة ما بنن اإلدارة والمنتفعنن مع هذا الجهاز‪ ،‬وهذا ما أكده الملك محمد‬

‫‪ -‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة المحلية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬ ‫‪257‬‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،0223/0220‬ص‪.272‬‬

‫‪212‬‬
‫‪2023‬‬

‫السادس في رسالة توجيهية‪ ،258‬على أنه‪ ... " :‬سيظل إصلح اإلدارة العمومية وعصرنتها من بنن الرهانات‬

‫الرئيسية التي يطرحها تقدم بلدنا‪ ،‬إذ يتعنن أن نوفرألجهزتنا ما يلزم من أدوات تكنولوجية عصرية بما‬

‫فيها األنترنيت لتمكينها من االنخراط في الشبكة العالمية وتوفنر خدمات أكثر جودة لمتطلبات األفراد‬

‫والمقاوالت "‪ .‬ومن منطلق الحق في الحصول على المعلومة التي تنص عليه الفقرة األولى من الفصل‪69‬‬

‫من دستور‪ ،2596144‬وهذا أضحى يفرض بث جميع الوثائق عبر شبكة األنترنيت‪ ،‬األمر الذي قد يعطي‬

‫بعدا جديدا لمفهوم الشفافية اإلدارية‪ ،‬ويمهد الطريق لدمقرطة اإلدارة‪ ،‬بجعلها إدارة مواطنة‬

‫تستجيب النتظارات كل الفاعلنن‪ ،‬فمن حق المواطننن أن يكونوا على بينة من كل األمور التي تخص‬

‫علقتهم باإلدارة‪ ،‬ومن حقهم االستفادة من ذلك بكل شفافية ومصداقية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فقد وضع المغرب في الفترة الممتدة ما بنن ‪ 6111‬و‪ 6118‬البرنامج الوطني لإلدارة‬

‫اإللكترونية تحت تسميته " إدارتي"‪ ،‬حيث شمل ستة برامج‪ ،‬بحيث مكنت هذه البرامج من توفنر عدد‬

‫من الخدمات على البوابات الرسمية للقطاعات الوزارية‪ ،‬وللتحفنز على المش ي قدما في التجربة‬

‫اإللكترونية تم إحداث جائزة " امتياز" للحتفاء بأحسن مشروع يقدم خدمة إلكترونية ذات جودة‬

‫عالية‪ ،‬إضافة إلى تنظيم منتديات سنوية لإلدارة اإللكترونية‪.260‬‬

‫ومن أجل توفنر أكبر عدد من الخدمات على الخط‪ ،‬عملت الجهة الحكومية المكلفة بتحديث‬

‫القطاعات العامة في إطار البرنامج المذكور على توفنر األرضية المثلى لتحقيق االنتقال الرقمي ببلدنا‪،‬‬

‫عبر إعداد إطار مشترك للتبادل اإللكتروني بنن األنظمة‪ ،‬من أجل سن معاينر تقنية موحدة تمكن من‬

‫‪ -‬الرسالة الملكية الموجهة إلى أشغال المناظرة الوطنية حول " االستراتيجية الوطنية إلدماج المغرب في مجتمع المعرفة‬ ‫‪258‬‬

‫واإلعالم"‪ ،‬الرباط في ‪ 03‬أبريل ‪.0222‬‬


‫‪ -‬للمواطنات والمواطنين حق الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية‪ ،‬والمؤسسات المنتخبة‪،‬‬ ‫‪259‬‬

‫والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام‪.‬‬


‫‪ -‬و ازرة تحديث القطاعات العامة‪ ،‬تقرير حول ميزانية الو ازرة برسم سنة‪ ،0229‬نونبر‪ ،0224‬ص‪.30‬‬ ‫‪260‬‬

‫‪213‬‬
‫‪2023‬‬

‫تحسنن التواصل داخل الوزارات وخارجها‪ ،‬والتنسيق بنن اإلدارات عبر تبادل الخبرات واالستغلل‬

‫المشترك للكفاءات‪ ،‬و إنجازمشاريع إلكترونية مشتركة بنن اإلدارات ذات االختصاصات التكاملية‪ ،‬كما‬

‫تم إحداث نظام معلوماتي لتدابنرالمراسلت ‪ SYGEC‬وآخر لتدبنراملخزون‪.261‬‬

‫ويعتبر برنامج ‪ e-gov‬مشروعا استراتيجيا طموحا‪ ،‬وضع البلد على سكة اإلدارة الرقمية‪،‬‬

‫وسهل الولوج الرقمي على كل اإلدارات‪ ،‬فهو يعني من الناحية التعريفية رقمنة المساطر والخدمات‬

‫العمومية المقدمة من طر ف الدولة واإلدارات الترابية عبراستعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬

‫داخل اإلدارة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬وقد تم إحداث لجنة ‪ e-gov‬في فبراير ‪6113‬‬

‫لدى الوزيراألول آنذاك لتجميع المشاريع الرقمية املختلفة التي بدأت بعض اإلدارات في إحداثها بشكل‬

‫مستقل‪.262‬‬

‫إن موضوع التنمية في جوانبه المتعددة أصبح يحتل مكانة مهمة لدى الكثنر من الدارسنن‬

‫واملختصنن‪ ،‬الكل انطلقا من الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه‪ ،‬ولعل ما ولد هذه العناية بمواضيع‬

‫التنمية خصوصا اإلدارية منها‪ ،‬هو إيمان كل الفاعلنن السياسينن‪ ،‬االقتصادينن واالجتماعينن‪ ،‬وكذا‬

‫المواطننن بأهمية ومدى انعكاساتها على مختلف املجاالت ذات االرتباط الوثيق بانتظاراتهم‬

‫ومصالحهم‪ ،‬على اعتبارأن هذا األخنرهو المعني األول بالعملية التنموية‪.263‬‬

‫وتظهر أهمية هذه المسألة انطلقا من المزايا التي أصبحت تقدمها تكنولوجيا المعلومات‪،‬‬

‫فالحديث لم يعد يتمحوراليوم حول سبل اإلصلح اإلداري أو التحديث اإلداري‪ ،‬و إنما حول القدرة على‬

‫‪ - 261‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫‪ - 262‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277‬‬
‫‪ -‬جفري مراد؛ الثورة الرقمية وتأثيراتها على اإلدارة اإللكترونية‪ 0229/22/02 ،www.9anonak.com ،‬على الساعة‬ ‫‪263‬‬

‫‪.02:02‬‬

‫‪214‬‬
‫‪2023‬‬

‫استيعاب التكنولوجيا الحديثة داخل المنظومة اإلدارية‪ ،‬و أيضا مدى القدرة على وضع اإلطارالقانوني‬

‫الذي بإمكانه مجابهة كل األسئلة القانونية التي سو ف يطرحها استخدام الوسائط اإللكترونية الحديثة‬

‫داخل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فهذه األخنرة هي ابنة بيئتها تتأثربكافة العوامل املحيطة بها‪ ،‬لذلك فإن تنميتها‬

‫مرتبطة بمجموعة من الروابط أو نسيج من العوامل السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬اإلدارية واالجتماعية‪،‬‬

‫والعمل على نشر التوعية بأهمية التقنيات الحديثة داخل املجتمع‪ ،‬ولعل هذا ما دفع بالسلطات‬

‫العمومية إلى اعتماد هذه التقنيات‪ ،‬سواء على مستوى التنظيم اإلداري الداخلي أو في علقة اإلدارة مع‬

‫محيطها االقتصادي واالجتماعي‪.264‬‬

‫فاملجهود الذي بدل في مجال اإلدارة اإللكترونية ال يزال دون الحد المطلوب‪ ،‬ولم يرق بعد‬

‫بالمغرب إلى مصا ف الدول التي تعتمد على التقنيات الحديثة للتواصل‪ ،‬والتي هي وسيلة لتقدم خدمات‬

‫ذات قيمة مضافة إلى المواطننن‪ ،‬الش يء الذي يتطلب من اإلدارة المغربية مسايرة التطور العالمي‬

‫الحاصل في مجال اإلدارة اإللكترونية وتقييم استعمالها‪ ،‬وذلك بالنظرإلى ما توفره من مزايا تيسرعلى‬

‫الناس حياتهم‪ ،‬وذلك من خلل تعزيزالشفافية في الحياة اإلدارية‪ ،‬ويتمثل دورالخدمات اإللكترونية في‬

‫مكافحة الفساد اإلداري في‪:‬‬

‫‪ -‬تطويرأداء المرفق العام‪ :‬برزت الحاجة إلى البحث عن بدائل للتسينرالتقليدي‪ ،‬وهو ما تكرس‬

‫في تجارب العديد من الدول‪ ،‬مثل الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا‪ ،‬بحثا عن أنماط التسينر التي‬

‫توفر إمكانية رفع أداء المر افق العمومية‪ ،‬فكان بذلك تكريس االستفادة من تطبيقات تكنولوجيا‬

‫المعلومات واالتصاالت كبديل إلصلح وظائف و أنشطة القطاع العام‪ ،‬وتهد ف في مجملها إلى تحسنن‬

‫أداء الخدمة العمومية وجعلها تتمنزبالفعالية والشفافية‪ ،‬وإلى تمكنن المواطن من خدمة عمومية ذات‬

‫‪ - 264‬نجاة أيت بوكايو؛ تحديات اإلدارة المغربية ورهانات التنمية‪ ،‬رسالة لنيل الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0223/0220‬ص‪.36‬‬

‫‪215‬‬
‫‪2023‬‬

‫جودة عالية‪ ،265‬فالخدمة العمومية بنمطها اإللكتروني الحديث‪ ،‬هي توجه يفرض أحد أهم الليات التي‬

‫يعمل من خللها نموذج اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬في الحد من ظاهرة الفساد اإلداري‪ ،‬والحد من كل العوامل‬

‫التي لها آثار سلبية على أداء المر افق العمومية‪ ،‬وتتعلق بالسلوكيات البشرية‪ ،‬فنظام اإلدارة‬

‫اإللكترونية الذي يكرس تقديم الخدمات العمومية إلكترونيا‪ ،‬يضمن بهذه اللية التقليل من االتصال‬

‫بنن الموظفنن الفاسدين والمواطننن كمستفيدين من الخدمة العمومية‪ ،‬وفي الو اقع طريقة تقديم‬

‫الخدمات عبر األجهزة اللية وعبر األنترنيت تزداد معها نسبة األمان من التعسف في استخدام السلطة‬

‫من الموظفنن وتراجع مظاهرالفساد كاالبتزازوطلب الرشوة‪ ،‬واملحسوبية واملحاباة في تقديم الخدمات‪،‬‬

‫ويمكن أن تؤثر الخدمات اإللكترونية على الفساد اإلداري‪ ،‬وذلك عن طريق حفظ بيانات إلكترونية‬

‫مفصلة على المعاملت اإللكترونية‪ ،‬لتحقيق إمكانية المتابعة في حال عدم االلتزام باإلجراءات التقنية‬

‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق الشفافية والفعالية‪ :‬إن ما تشهده اإلدارة العمومية من عصرنة وتحديث إداري عن‬

‫طريق استعمال تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬سيكون له انعكاسات وتأثنرات إيجابية على مفهوم المرفق‬

‫العام وطبيعة الخدمة التي يقدمها للمواطننن‪ ،‬بحيث ستتحول كافة األعمال والخدمات اإلدارية‬

‫التقليدية التي تتسم بطول اإلجراءات وكثرة األوراق والمستندات‪ ،‬إلى أعمال وخدمات إلكترونية تنفذ‬

‫بسرعة عالية ودقة متناهية‪ ،‬وهكذا فإن اإلدارة اإللكترونية ترقى إلى تمكنن المواطن من إدارة فعالة‬

‫وسريعة‪ ،‬يستطيع من خللها قضاء أغراضه اإلدارية بطريقة شفافة وفعالة‪ ،‬وذلك بالنظرإلى ما تتوفر‬

‫عليه اإلدارة اإللكترونية من إمكانية تدبنر جيد للوقت اإلداري واختصاره‪ ،‬واختزال مراحل عديدة‪،‬‬

‫الش يء الذي يترتب عنه تحسنن في األداء والمردودية‪ ،‬وتحسنن علقة اإلدارة بمرتفقيها‪ ،‬ويوفر تطبيق‬

‫‪ -‬المكي د ارجي؛ دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية والمرفق العام في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬ ‫‪265‬‬

‫والسياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الجزائر‪ ،0224 ،‬عدد‪ ،27‬ص‪.30‬‬

‫‪216‬‬
‫‪2023‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية في مفهومه البسيط‪ ،‬فوائد ذات أهمية كبرى يمكن ملحظتها في اختصار الوقت‬

‫والتكلفة ورقمنة األعمال اإلدارية‪ ،‬إذ يجعل المعلومات والخدمات اإلدارية في متناول المواطننن‪ ،‬لكن‬

‫هذا ال يعتبرإال تمهيدا لحقيقة اإلدارة اإللكترونية كنظام إداري حديث‪.‬‬

‫إن مواكبة ثورة المعلومات واالتصاالت تستدعي العمل من خلل إدارة تتحول فيها العلقة‬

‫بنن اإلدارات العمومية والجمهور‪ ،‬إلى علقة شفافة بدال من السرية والكتمان‪ ،‬معنى ذلك أن علقة‬

‫اإلدارة اإللكترونية بالجمهور تتحول في ظل الشفافية إلى علقة تشاورية ترس ي دعائم الديمقراطية‬

‫اإلدارية‪ ،266‬التي تتيح للمواطننن حق مشاركة اإلدارة في أداء عملها وحقه في فهم تصرفاتها مادام بإمكانه‬

‫االطلع ع لى وثائقها‪ ،‬كما أن الخدمات اإللكترونية تضمن من خلل أدوات وتقنيات توفنرها‪ ،‬تبسيط‬

‫وتسهيل اإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬الرفع من مستوى التواصل اإلداري‪ :‬تشكل تقنيات االتصال أساس عمل اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬

‫بحيث تساعد على تحقيق التواصل بنن مختلف أقسام اإلدارة الواحدة‪ ،‬وبنن هذه اإلدارة وباقي اإلدارات‬

‫األخرى‪ ،‬ويحصل هذا األمربفضل االندماج الحاصل بنن تكنولوجيا الحواسب وتكنولوجيا االتصاالت‪،‬‬

‫ثم تكنولوجيا البرمجيات‪ ،‬الش يء الذي يترتب عنه فتح إمكانيات هائلة و آفاق واسعة‪ ،‬فيما يتعلق‬

‫بالتنسيق بنن مكونات اإلدارة والقدرة على الرقابة والتوجيه‪ ،267‬فالتواصل مسألة ضرورية لتحقيق‬

‫التنسيق بنن الجهود واستثمار نتائجها‪ ،‬إال أن تحقيق هذا التنسيق والتكامل بنن جهود عدد كبنر من‬

‫األفراد لن يتحقق‪ ،‬إال عن طريق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بحيث تستند إلى التبادل اإللكتروني للمعطيات‪،‬‬

‫‪ -‬نصيرة ربيع؛ دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل مبدأ الشفافية‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد‪ ،4‬جامعة عباس‬ ‫‪266‬‬

‫لغرور‪ ،‬الجزائر‪ ،0227 ،‬ص ‪.976-971‬‬


‫‪ -‬فاطمة الزهرة أقبوش؛ التحديث اإلداري وعالقته بمناخ األعمال‪" ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد‬ ‫‪267‬‬

‫المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0227/0226‬ص‪.072‬‬

‫‪217‬‬
‫‪2023‬‬

‫باعتباره النموذج األمثل لتحقيق مبتغاهم‪ ،‬ومن تم يستفيدون من المعالجة اللية للمعطيات‪ ،‬ومن‬

‫إمكانية تبادلها عن بعد‪ ،‬وبسرعة كبنرة‪ ،‬وبتكلفة معقولة وبنن مراكزمتواجدة في أماكن متباعدة‪.268‬‬

‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات وتوفنرالجهد والمال‪ :‬تهد ف اإلدارة اإللكترونية إلى جعل اإلدارة أكثرقربا من‬

‫المرتفقنن وأكثر إرضاء للمتعاملنن معها‪ ،‬عن طريق الحد من العر اقيل التي يصطدمون بها‪ ،‬خاصة‬

‫تعقد المساطر‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية تتيح تبسيط المساطر اإلدارية ( رخص‪ ،‬شواهد‪ ،‬وثائق‬

‫‪ ،)...‬والعمل بتقنية المساطر عن بعد‪ ،‬والتي تضع رهن إشارة العموم نماذج الطلبات واالستثمارات‬

‫التي يجب تعبئتها بعناية للحصول على الوثيقة المعنية‪ ،‬إضافة إلى إتاحة تلقي تساؤالت واستفسارات‬

‫جمهور المرتفقنن من خلل البريد اإللكتروني‪ ،‬وتلقي شكاياتهم على شبكة األنترنيت‪ ،‬األمر الذي يترتب‬

‫عنه تقريب اإلدارة من المواطننن‪ ،‬وهكذا يمكن القول بأن اإلدارة اإللكترونية تعتبر بحكم توظيفها‬

‫لتكنولوجيا االتصاالت والمعلومات‪ ،‬واستخدامها شبكة األنترنيت‪ ،‬وقيامها بمعالجة وثائقها بالطريقة‬

‫اإللكترونية‪ ،‬إدارة رقمية في صميم مجتمع المعلومات‪ ،‬تختزل المكان والزمان‪ ،‬الش يء الذي يتطلب معه‬

‫سن التشريعات اللزمة لتقننن التبادل اإللكتروني للمعطيات والمصادقة اإللكترونية‪ ،‬وتأمنن‬

‫المعطيات وضمان سلمتها وصحتها وحماية خصوصياتها‪.269‬‬

‫وهكذا أصبح الطموح بالمغرب يتجسد في بناء إدارة عصرية دائمة اإلصغاء ملحيطها الوطني‬

‫والدولي‪ ،‬ومتوفرة على الليات اللزمة للستجابة لحاجيات جميع مكونات املجتمع أفرادا وجماعات‪،‬‬

‫ومهتمة بتقديم أفضل خدمة عمومية‪ ،‬ذلك أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت اليوم هي اللبنة‬

‫األساسية لصناعة المستقبل اإلداري لما توفره من الليات اللزمة للستجابة لحاجيات جميع مكونات‬

‫‪ -‬كما تمكن اإلدارة اإللكترونية من تحقيق التوجيه‪ ،‬والرقابة الالزمتين‪ ،‬بحيث يتم إدخال الرقابة إلى الحاسوب بواسطة‬ ‫‪268‬‬

‫برامج‪ ،‬فتقوم اإلدارة اإللكترونية بمراقبة المعطيات المدخلة والمعطيات المخرجة‪ ،‬ومراقبة مدى مالءمة الق اررات المتخذة‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يمكن الرئيس من االتصال بمرؤوسيه وتوجيههم إلى إنجاز األعمال التي عهد إليهم إنجازها‪.‬‬
‫‪ -‬فاطمة الزهرة أقبوش؛ التحديث اإلداري وعالقته بمناخ األعمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.070‬‬ ‫‪269‬‬

‫‪218‬‬
‫‪2023‬‬

‫املجتمع أفرادا وجماعات‪ ،‬ومهتمة بتقديم أفضل خدمة عمومية‪ ،‬ذات جودة عالية‪ ،‬وقريبة من‬

‫المواطننن‪ ،‬وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متطلبات اإلدارة اإللكترونية ودورها في تقريب اإلدارة من المواطن‬

‫تتعدد متطلبات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬كما تتفاوت درجة أهمية تلك المتطلبات‪ ،‬لكن من‬

‫الضروري أن يكون هناك تكامل فيما بينها‪ ،‬فل يمكن إهمال المتطلبات القانونية والتشريعية‪ ،‬إذ يجب‬

‫إيجاد الفضاء القانوني المناسب‪ ،‬لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬كما من الضروري مراعاة البيئة‬

‫اإللكترونية (المطلب األول)‪ ،‬والعمل على تجاوز التحديات التي تفرضها‪ ،‬باإلضافة إلى تدريب األفراد‬

‫القائمنن على تطبيق وممارسة مشاريع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والتخطيط لمواجهة التحديات التي تفرضها‬

‫واملخاطراملحتملة في التنفيذ (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المتطلبات القانونية والبيئية لإلدارة اإللكترونية‬

‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى المتطلبات القانونية لإلدارة اإللكترونية (الفرع األول)‪ ،‬وإلى‬

‫المتطلبات البيئية‬

‫(الفرع الثاني)‪ ،‬وإلى مطلب تكوين وتدريب الموارد البشرية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المتطلبات القانونية لإلدارة اإللكترونية‬

‫من أهم متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية هي إيجاد إطارتشريعي متكامل‪ ،‬ومنظومة قانونية‬

‫تتماش ى مع نظام اإلدارة الجديد‪ ،‬بما يضمن مراعاة المستجدات ويستوعب التطور المستمر في آليات‬

‫‪219‬‬
‫‪2023‬‬

‫عمل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن العديد من الحكومات قد سارعت حتى قبل تبني نظام‬

‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إلى إيجاد تشريعات تتعلق بالتجارة والجرائم اإللكترونية‪ ،‬فيجب إعطاء مشروعية‬

‫لألعمال اإللكترونية‪ ،‬والهد ف من ذلك تحديد ما هو محظورمنها‪ ،‬فكثنرا ما تصطدم سلطات التحقيق‬

‫في عملها‪ ،‬بجرائم إلكترونية عن طريق التقنيات الحديثة ال يمكن إيجاد غطاء تشريعي يجرمها‪.‬‬

‫وعر ف قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصال بالمغرب طفرة نوعية بالنظر للبرامج‬

‫واالستراتيجيات التي عملت على تنزيله وتعميمه وتيسنر سبل الوصول إليه‪ ،‬بحيث و اكب الثورة‬

‫المعلوماتية على مستوى القطاعات والمؤسسات الحكومية‪ ،‬وذلك بواسطة ترسانة قانونية همت‬

‫تنظيم هذا القطاع‪.‬‬

‫‪ -4‬القطاعات والمؤسسات الحكومية‪ :‬شرع المغرب بعد االستقلل في هيكلة عدة قطاعات‬

‫وإصلحها‪ ،‬إلى أن توجت سنة ‪ 4118‬باعتماد القانون ‪ 27061-12‬والذي كرس نهاية احتكارالدولة لقطاع‬

‫االتصاالت‪ ،‬فمن بنن القطاعات والمؤسسات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬نجد‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوكالة الوطنية لتقننن المواصلت )‪ :(ANRT‬تعتبر مؤسسة عمومية مكلفة بتنظيم وتقننن‬

‫قطاع المواصلت‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقلل المالي‪ ،‬فحسب القانون ‪ 61.12‬المتعلق‬

‫بالبريد والمواصلت والمغنروالمتمم بمقتض ى القانون ‪ ،11.14‬فاختصاصات الوكالة تتحدد في المهام‬

‫التالية‪:271‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.97.260‬صادر في ‪ 20‬ربيع الثاني ‪ 27( 2024‬غشت ‪ )2997‬بتنفيذ القانون رقم ‪00.96‬‬ ‫‪270‬‬

‫المتعلق بالبريد والمواصالت‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 0124‬بتاريخ ‪ 21‬جمادى األولى‪ 24( 2024‬شتنبر ‪ ،)2997‬ص‪.3702‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.20.210‬الصادر في ‪ 02‬رمضان ‪ 20 ( 2001‬نونبر ‪ )0220‬بتنفيذ القانون رقم ‪11.22‬‬ ‫‪271‬‬

‫القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 00.96‬المتعلق بالبريد والمواصالت‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1063‬بتاريخ‪ 01‬رمضان‬
‫‪ 24 (2001‬نونبر ‪ ،)0220‬ص‪.3442‬‬

‫‪221‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ -‬مهام قانونية‪ :‬تساهم الوكالة في إعداد اإلطار القانوني المنظم لقطاع االتصال من خلل‬

‫مشاريع القواننن والمراسيم والقرارات الوزارية‪ ،‬ومنح التراخيص لممارسة مهام االتصاالت‪ ،‬وإعداد‬

‫وتنفيذ مساطرالمصادقة اإللكترونية‪...‬‬

‫‪ -‬مهام اقتصادية‪ :‬تتولى الوكالة التقننن االقتصادي للقطاع‪ ،‬من خلل المصادقة على عروض‬

‫الربط البيني للمتعهدين‪ ،‬والسهر على احترام قواعد المنافسة‪ ،‬والبث في النزاعات المرتبطة بها‪ ،‬وتعد‬

‫مهام اليقظة من بنن االختصاصات التي تتوالها الوكالة لحساب الدولة‪ ،‬وتتجلى هذه المهام في التقارير‬

‫التي تعدها هذه المؤسسة حول تطورقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬

‫‪ -‬مهام تقنية‪ :‬تتولى الوكالة الوطنية لتقننن المواصلت تحديد القواعد اإلدارية للمو افقة على‬

‫التجهنزات والمعدات المرصودة للربط بشبكة عامة للتصاالت‪.‬‬

‫ب‪ -‬املجلس الوطني لتكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي‪ :‬تم إحداث املجلس الوطني‬

‫لتكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي سنة ‪ ،6111‬بناء على مرسوم رقم ‪ ،2726.18.111‬وتناط بهذا‬

‫املجلس مهمة تنسيق السياسات الوطنية الهادفة إلى تطوير تكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي‬

‫وضمان تتبعها وتقييم تنفيذها‪ ،‬وذلك من خلل اقتراح التوجهات الكبرى لتطوير تكنولوجيا اإلعلم‬

‫واالقتصاد الرقمي على الحكومة‪ ،‬باإلضافة القتراحه عدة إجراءات تشريعية وتنظيمية من شأنها أن‬

‫تساهم في هذا التطوير‪ ،‬وتدابنرلتسهيل ولوج املجتمع لتجهنزات اإلعلميات وشبكات األنترنيت‪ ،‬وتقديم‬

‫توصيات من أجل تصوراألعمال المراد القيام بها لتطويرمجتمع اإلعلم واالقتصاد الرقمي‪.‬‬

‫‪ - 272‬المرسوم رقم ‪ 0.24.000‬الصادر في ‪ 01‬جمادى األولى ‪ 02 ( 2032‬ماي ‪ )0229‬بإحداث مجلس وطني لتكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالقتصاد الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 1700‬بتاريخ ‪ 00‬جمادى الثانية ‪ 24 ( 2032‬يونيو ‪ .)0229‬ص‪.3110‬‬

‫‪221‬‬
‫‪2023‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإصلح الوكالة الوطنية لتقننن المواصلت ساهم في تطويراملجال الرقمي في المغرب‬

‫من خلل قيامه بمختلف المهام المنوطة به‪ ،‬واإلشرا ف الفعلي على القطاع‪ ،‬غنر أنه وعلى عكس ذلك‬

‫فاملجلس الوطني لتكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي يعاني من غياب تفعيله منذ إحداثه‪ ،‬مما ساهم‬

‫في تعثرات هذا القطاع‪ ،‬خاصة ما يخص مستوى اإلدارات والمؤسسات الحكومية‪.273‬‬

‫‪ -6‬اإلطار القانوني لإلدارة اإللكترونية‪ :‬عمل المشرع المغربي على وضع ترسانة قانونية مهمة‪،‬‬

‫مرتبطة بقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬كالمرسوم رقم ‪ 6.18.111‬السالف الذكر‪ ،‬والمتعلق‬

‫بإحداث املجلس الوطني لتكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي‪ ،‬وكذا المرسوم رقم ‪ 2746.41.91‬الذي‬
‫حدد اختصاصات وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬والمرسوم رقم ‪2756.42.133‬‬

‫والذي حدد اختصاصات وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة واالستثمارواالقتصاد الرقمي‪ ،‬والمرسوم رقم‬

‫‪ 6.49.311276‬المغنر والمتمم للمرسوم ‪ ،6.42.133‬إضافة للقانون ‪ 27724.42‬املحدث لوكالة التنمية‬

‫الرقمية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية الواقع المعيقات الرهانات؛ ‪.21:02 ،0229/21/02 ، www.sajplus.com‬‬ ‫‪273‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 0.22.70‬الصادر في ‪ 03‬رجب ‪ 26 ( 2032‬يوليوز ‪ )0222‬بتحديد اختصاصات وتنظيم و ازرة‬ ‫‪274‬‬

‫الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1460‬الصادرة بتاريخ فاتح رمضان ‪ 20 ( 2032‬غشت‬
‫‪.)0222‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 0.26.133‬الصادر في ‪ 09‬من شوال ‪ 23 ( 2037‬غشت ‪ )0226‬بتحديد اختصاصات وتنظيم و ازرة‬ ‫‪275‬‬

‫الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6092‬بتاريخ ‪ 22‬غشت ‪.0226‬‬
‫‪ - 276‬المرسوم ‪ 0.27.312‬الصادر في ‪ 20‬من شوال ‪ 27 ( 2034‬يوليوز ‪ )0227‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪0.26.133‬‬
‫الصادر في ‪ 09‬من شوال ‪ 3 ( 2037‬غشت ‪ )0226‬بتحديد اختصاصات وتنظيم و ازرة الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد‬
‫الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6141‬بتاريخ ‪ 21‬شوال ‪ 22 ( 2034‬يوليوز ‪ ،)0227‬ص ‪.3910‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.27.07‬الصادر في ‪ 24‬ذي الحجة ‪ 32 ( 2034‬غشت ‪ )0227‬بتنفيذ القانون رقم ‪62.26‬‬ ‫‪277‬‬

‫المحدثة بموجبه وكالة التنمية الرقمية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6620‬بتاريخ ‪ 03‬ذي الحجة ‪ 20 ( 2034‬دجنبر ‪ ،)0227‬ص‬
‫‪.1217‬‬

‫‪222‬‬
‫‪2023‬‬

‫وقد عمل المشرع المغربي إلى التصدي ملختلف الجرائم واالختلالت المرتبطة بتكنولوجيا‬

‫المعلومات واالتصال وتنظيمها‪ ،‬وفي هذا اإلطارصدرالقانون رقم ‪ 27811.18‬المتعلق بحماية األشخاص‬

‫الذاتينن اتجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬وكذلك القانون رقم ‪ 27919.13‬والذي تمم‬

‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬و المتعلقة بنظم المعالجة اللية للمعطيات‪ ،‬كما ارتبطت بعض النصوص‬

‫التشريعية بتنظيم بعض المستجدات التي ر افقت استخدام وسائل التكنولوجيا‪ ،‬وأهم هذه‬

‫النصوص‪ ،‬القانون رقم ‪ 28013.11‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬وعليه‪ ،‬فاإلطار‬

‫القانوني ال يقتصر على النصوص المذكورة فقط‪ ،‬بل يتعداه إلى عدة قواننن متنوعة‪ ،‬وتهم مختلف‬

‫جوانب مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬مما يظهرالنظرة الدقيقة للمشرع لهذا املجال‪ ،‬وذلك‬

‫نظرا لما يتمنزبه القطاع من سرعة وتطورمستمر‪.‬‬

‫وبدأت رقعة استعمال التكنولوجيا في المعاملت اإلدارية تتسع شيئا فشيئا‪ ،‬مستفيدة من‬

‫اإلقبال البشري المتزايد‪ ،‬باإلضافة إلى الو اقع التكنولوجي الذي يفرض نفسه بقوة على مختلف‬

‫الحكومات واملجتمعات‪ ،‬وبالتالي فإن التقدم التقني والتطور التكنولوجي على المستوى العالمي‪،‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.29.21‬الصادر في ‪ 00‬من صفر ‪ 24 ( 2032‬فبراير ‪ )0229‬بتنفيذ القانون رقم ‪24.29‬‬ ‫‪278‬‬

‫المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1722‬بتاريخ ‪07‬‬
‫صفر ‪ 03 ( 2032‬فبراير ‪ ،)0229‬ص‪.110‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 27.23‬المتمم لمجموعة القانون الجنائي في ما يتعلق بالجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات‪،‬‬ ‫‪279‬‬

‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.23.297‬بتاريخ ‪ 26‬من رمضان ‪22 ( 2000‬نونبر ‪ ،)0223‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 1272‬بتاريخ ‪ 07‬شوال ‪ 00 ( 2000‬دجنبر ‪ ،)0223‬ص‪.0040‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.27.209‬الصادر في ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 32 ( 2004‬نونبر ‪ )0227‬بتنفيذ القانون رقم ‪13.21‬‬ ‫‪280‬‬

‫المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1140‬بتاريخ ‪01‬ذو القعدة ‪ 26 ( 2004‬دجنبر‬
‫‪ ،)0227‬ص‪.3479‬‬

‫‪223‬‬
‫‪2023‬‬

‫انعكس على المستوى الوطني‪ ،‬بحيث كان لزاما على اإلدارة المغربية مواكبة هذا التطور من خلل‬

‫إدماج البعد الرقمي في تطويراإلدارة‪ ،‬وبالتالي تجاوزالبنروقراطية اإلدارية‪.281‬‬

‫‪ -‬البعد اإللكتروني في التحديث اإلداري‪ :‬أصبحت الدول تقاس بوزن إدارتها داخل محيطها‬

‫الترابي‪ ،‬في الوقت الذي باتت فيه اإلدارة الجماعية عاجزة عن تلبية حاجيات المواطننن‪ ،‬وذلك بفعل‬

‫الفساد المنتشر فيها‪ ،‬والتي لم تسلم منه جل إدارات المعمور عامة‪ ،‬والدول النامية على وجه‬

‫الخصوص‪.‬‬

‫لذلك كان من الضروري على المغرب أن يفتح أوراشا مهمة من أجل مواكبة اإلدارة للتطورات‬

‫الرقمية‪ ،‬حيث تعتبر سنة ‪ 4111‬بداية العلقة مع التكنولوجيا‪ ،‬حيث شهدت إدخال األنترنيت إلى‬

‫المغرب‪ ،‬وتوالت مع وضع البرنامج التنموي لتكنولوجيا المعلومات واالتصال سنة ‪ ،4119‬حيث تم‬

‫إحداث بوابة إلكترونية استهدفت إدارة الجمارك والضرائب الغنر المباشرة‪ ،282‬كما اعتمد المغرب‬

‫املخطط الخماس ي ( ‪ )6113 -4111‬كاختيار استراتيجي لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية في‬

‫المملكة‪ ،283‬والذي كان هدفه هو جعل تكنولوجيا اإلعلم أداة تنافسية للقتصاد الوطني وتطوير‬

‫الخدمات‪ ،‬هذا املخطط أفض ى سنة ‪ 6114‬لصياغة النسخة األولى من استراتيجية المغرب‬

‫اإللكترونية‪ ،‬والتي هدفت لتعميم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ولكن فشل هذه البرامج في تحقيق األهدا ف‬

‫المسطرة‪ ،‬وغياب رؤية واضحة ومستقبلية لهذا القطاع‪ ،‬دفع إلى اعتماد عدة مخططات‬

‫واستراتيجيات‪:‬‬

‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية بالمغرب الواقع المعيقات الرهانات؛ ‪.21:02 ،0229/21/02 ،www.sajplus.com‬‬ ‫‪281‬‬

‫‪ -‬إدارة الجمارك والضرائب الغير المباشرة؛ ‪.02:01 ،0229/23/27 ،www.douane.gov.ma‬‬ ‫‪282‬‬

‫‪283‬‬
‫‪- La direction du centre d’étude internationales ; une décennie de réformes au Maroc (1999-‬‬
‫‪2003), éditions khartola, 2010, p63.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ -‬االستراتيجيات الوطنية لتبني اإلدارة اإللكترونية‪ :‬شرع المغرب في تنفيذ عدة استراتيجيات‬

‫وطنية قصد تعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬وذلك بغية االنتقال نحو املجتمع‬

‫الرقمي‪ ،‬وقد كان التحديث اإلداري جزء من هذه االستراتيجيات‪ ،‬وذلك عن طريق تبني اإلدارة‬

‫اإللكترونية‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬البرنامج الوطني لإلدارة اإللكترونية ‪ :6111‬في سنة ‪ 6111‬أصبحت ‪ CSTI‬اللجنة االستراتيجية‬

‫لتكنولوجيا المعلومات منظمة في عدة مجموعات‪ ،284‬فكان من بنن أهم أولوياتها تطوير المعلومات‬

‫واالتصال وإرساء دعائم اإلدارة اإللكترونية وتعميم استعمالها‪ ،‬وفي سنة ‪ 6111‬تم تفعيل البرنامج‬

‫الوطني لإلدارة اإللكترونية " إدارتي‪ ،"IDARATI -‬والذي يقوم على فكرة االنتقال من تدبنرإداري يعتمد‬

‫على الورق إلى تدبنر إداري إلكتروني بدون ورق‪ ،‬من خلل تطوير أساس معلوماتي يرفع من إنتاجية‬

‫ومردودية الجهاز اإلداري‪ ،‬وفي نفس السنة أيضا تم تنظيم أول مؤثمر سنوي لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬كما‬

‫قامت الوزارة المكلفة بالوظيفة العمومية وتحديث اإلدارة بتنظيم الجائزة الوطنية لإلدارة اإللكترونية‬

‫" امتياز"‪ ،‬التي تهد ف رغم طابعها الرمزي إلى خلق نوع من المنافسة بنن مختلف القطاعات‬

‫العمومية‪.285‬‬

‫‪ -‬االستراتيجية الوطنية ( ‪ :( E-Maroc 2010‬في إطار عصرنة القطاعات اإلنتاجية بالمغرب‬

‫حملت االستراتيجية الوطنية )‪ ،(E. Maroc 2010‬على عاتقها سد الفجوة الرقمية وتعميم الولوج إلى‬

‫خدمات األنترنيت وخدمات االتصال بصفة عامة‪ ،‬حيث اعتمدت االستراتيجية على أربع محاور تتعلق‬

‫بتنمية اإلدارة اإللكترونية وتعميم وسائل تكنولوجيا االتصال‪ ،‬إضافة للتكوين في مجال تكنولوجيا‬

‫‪ -‬حاتم الشعيري؛ اإلدارة اإللكترونية بالمغرب بين عصرنة العمل اإلداري وعوائق التطبيق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬ ‫‪284‬‬

‫القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،0229/0224‬ص‪.06‬‬
‫‪285‬‬
‫‪- www.mmsp.gov.ma ; visite le 25/05/2019, 00 :30.‬‬

‫‪225‬‬
‫‪2023‬‬

‫اإلعلم واالتصال‪ ،‬وأخنرا تطويرالصناعات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ففي إطارتفعيل اإلدارة‬

‫اإللكترونية تم إطلق بوابة وطنية )‪ ،(www.maroc.ma‬حيث ساهمت هذه البوابة في تقليص كافة‬

‫الخدمات المقدمة والحد من عناء التنقل‪ ،‬والحصول على المعلومات المطلوبة‪ ،‬وكذا تحسنن نوعية‬

‫الخدمات التي يتيحها توحيد المساطراإلدارية على المستوى الوطني‪.‬‬

‫ج‪ -‬االستراتيجية الوطنية ملجتمع المعلومات واالقتصاد الرقمي (المغرب الرقمي ‪:)6143‬‬

‫شكل الخطاب الملكي لسنة ‪ 6118‬بمناسبة عيد العرش‪ ،‬مدخل مهما لتبني استراتيجية‬

‫المغرب الرقمي ‪ ،2866143‬حيث دعا الملك الحكومة إلى " اعتماد استراتيجية جديدة في املجال‬

‫الصناعي والخدماتي وتنمية تكنولوجيا العصر ‪ ."...‬وبنيت هذه االستراتيجية على جعل قطاع‬

‫تكنولوجيا المعلومات مصدرا لإلنتاجية والقيمة المضافة بالنسبة لباقي القطاعات االقتصادية‬

‫واإلدارات العمومية‪ ،287‬وعلى رؤية وطموحات واضحة‪ ،‬حيث تتمحورحول أربع أولويات‪ ،‬أوالها التحول‬

‫االجتماعي من خلل تمكنن المواطننن من الولوج إلى األنترنيت ذي الصبيب العالي وتشجيع الولوج إلى‬

‫المبادالت والمعرفة‪ ،‬ثم إنجاز الخدمات العمومية الموجهة إلى المتعاملنن مع اإلدارة‪ ،‬بهد ف تقريب‬

‫اإلدارة من حاجيات المتعاملنن معها من حيث الفعالية والجودة والشفافية بواسطة برنامج طموح‬

‫لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وثالثا‪ ،‬اعتماد المعلومات في المقاوالت الصغرى والمتوسطة للرفع من إنتاجيتها‪،‬‬

‫ورابعا‪ ،‬تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪ - 286‬تم إطالقه في أكتوبر ‪ ،0229‬حيث مكن من تحسين جودة مواقع الو ازرات والخدمات اإللكترونية المرتبطة بها‪ ،‬خاصة‬
‫في مجاالت التربية والشؤون االجتماعية واالقتصاد والمالية والصحة والشغل وولوج المواطنين لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مع إطالق‬
‫بوابة ‪ maroc.gov.ma‬وتحسين موقع ‪ ،servise-public.ma‬وكذا الولوج إلى المعلومات العمومية مع إطالق أول موقع‬
‫للمعلومات بإفريقيا ‪ ،data.gov.ma‬فضال عن تطوير المشاركة اإللكترونية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أفكار وآراء المواطنين‬
‫عبر موقع ‪.fikra.gov.ma‬‬
‫‪ -‬المغرب الرقمي ‪ ،www.egov.com ،0223‬تاريخ التصفح ‪ 0229/26/07‬على الساعة ‪.02:22‬‬ ‫‪287‬‬

‫‪226‬‬
‫‪2023‬‬

‫ولدعم نجاح هذه االستراتيجية تم إحداث صندوق المغرب الرقمي‪ ،‬الذي يقدم قروضا‬

‫للمقاوالت التكنولوجية واإللكترونية‪ ،‬كما يستفيد من األموال التي تضخها له مجموعة من األبناك التي‬

‫تأكد لها االستثمار المن في هذا املجال‪ ،‬بل و ابتكر برنامج المغرب الرقمي ما يصطلح عليه رأسمال‬

‫املخاطر‪ ،‬وهي اللية التي تسمح للصندوق بمنح قروضه للمقاوالت الصغرى والمتوسطة ومقاوالت‬

‫المغاربة بالخارج قصد منح خبراتهم لبلدهم مقابل الدعم المالي لهم‪ ،‬وهي كلها خطوات تنم على مهنية‬

‫عالية‪.288‬‬

‫وبالمقابل‪ ،‬يرى مختصون مغاربة في مجال التكنولوجيا أن ‪ 21%‬من مشاريع الحكومة‬

‫اإللكترونية تتعثر وال تكتمل‪ ،‬نظرا لعدة عوامل أهمها عدم مصاحبة هذه المشاريع من طر ف‬

‫المتخصصنن‪ ،‬حيث تقتصر نصف الوزارات والمؤسسات التابعة للدولة على خلق موقع إلكتروني لها‬

‫بدون برنامج مضبوط للمصاحبة‪ ،‬حتى يتم تحينن المعلومات وتوفنرها للمواطن العادي‪ ،‬كما أن‬

‫مشكل إيصال المعلومة ومدى تفاعل المواطن مع الموقع اإللكتروني لوزارة معينة وسهولة استعماله‬

‫يعتبر عائقا أمام استقطاب المواطننن للعتماد على األنترنيت في الخدمات اإلدارية‪ ،289‬وهذا راجع إلى‬

‫عدة أسباب مرتبطة بالبنروقراطية السائدة في اإلدارات‪ ،‬وعجز برنامج التكوين على مواكبة هذه‬

‫املخططات للرفع من قدرات الموظف على الصعيد التكنولوجي‪ ،‬إضافة لغياب إحصائيات رسمية عن‬

‫مستوى مؤشرات تطوراإلدارة اإللكترونية منذ سنة ‪.6141‬‬

‫فعجز االستراتيجيات السابقة أجبر المسؤولنن على وضع استراتيجية جديدة لغاية سنة‬

‫‪ ،6161‬ولكن يجب إيجاد حلول و اقعية ملختلف االختلالت التي تعيق تطور تكنولوجيا المعلومات‬

‫واالتصال بشكل عام‪.‬‬

‫‪ - 288‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫‪ -‬محمد البوعزاوي؛ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.246‬‬ ‫‪289‬‬

‫‪227‬‬
‫‪2023‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات البيئة اإللكترونية‬

‫تحتاج اإلدارة اإللكترونية إلى تهيئة البيئة المناسبة‪ ،‬حتى يكون تطبيقها ناجحا‪ ،‬وتحقق‬

‫أهدافها بدون أن تكون هناك عوائق تهدد بفشلها‪ ،‬ومن بنن هذه المتطلبات‪:‬‬

‫أ‪ -‬التخطيط االستراتيجي والرؤية الواضحة‪ :‬يحتاج تأسيس نظام اإلدارة اإللكترونية إلى وجود‬

‫استراتيجية واضحة ومصممة لتحكم سنر تطبيق النظام في مراحله املختلفة‪ ،‬وذلك لتحديد ملمح‬

‫اإلدارة اإللكترونية والرؤية المرسومة لها واألهدا ف المتوخى تحقيقها بوضوح‪ ،‬وهنا يتجلى دورالقيادة‬

‫السياسية في تهيئة البيئة اللزمة والمناسبة لعملية التحول واالنتقال لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والقيادة‬

‫التنفيذية التي تتولى عملية التغينر في الثقافة والتنظيم إلنجاز األمور المهمة إلرساء برامج اإلدارة‬

‫اإللكترونية‪.290‬‬

‫ب‪ -‬التمويل والمتابعة المستمرة‪ :‬يجب توفنر التمويل اللزم‪ ،‬والذي يتو افق مع حجم مشروع‬

‫ضخم كتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وليس ذلك فقط بل يتعدى األمر للدعم والمتابعة المستمرة‪،‬‬

‫فطبيعة التطورالحاصل في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬يطرح تحدي كبنر‪ ،‬وهو ضرورة القيام‬

‫بعمليات التحديث المستمرة‪ ،‬سواء على مستوى العتاد والتطبيقات والبرامج اإللكترونية المعتمدة‪،‬‬

‫أو تكوين وتدريب األفراد على المهارات والتقنيات الحديثة‪.‬‬

‫ج‪ -‬البنية التحتية‪ :‬تتطلب اإلدارة اإللكترونية مستوى مناسب من األجهزة اإللكترونية‪ ،‬التي‬

‫تمكن من توفنرالخدمات المطلوبة‪ ،‬وتأمنن شبكة حديثة للتصاالت والبيانات‪ ،‬تكون قادرة على تأمنن‬

‫التواصل ونقل المعلومات بنن اإلدارات العمومية نفسها‪ ،‬وبينها وبنن المستفيدين من جهة أخرى‪،‬‬

‫‪ - 290‬الزهرة بودريش؛ مداخلة بعنوان‪ :‬اإلطار المفاهيمي والنظري للحكومة اإللكترونية‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬متطلبات‬
‫إرساء الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬دراسة تجارب بعض الدول‪ ،‬مومي ‪ 23‬و‪ 20‬ماي ‪ ،0223‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0223 ،‬ص‪.22-22‬‬

‫‪228‬‬
‫‪2023‬‬

‫وبالتالي البنية التحتية هنا‪ ،‬ال تعني فقط الجانب الذي يخص اإلدارات العمومية‪ ،‬بل الجانب الذي‬

‫يتيح إمكانية االستفادة من الخدمة العمومية للمستفيدين‪ ،‬سواء أفراد أو شركات‪.291‬‬

‫د‪ -‬التوعية املجتمعية بالثقافة اإللكترونية‪ :‬إن التوعية املجتمعية يمكن أن تسهم في زيادة تقبل‬

‫أفراد املجتمع لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية واالستفادة منها‪ ،‬وثقافة ممارسة واستخدام ما توفره‬

‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتعزيزبناء مجتمع معلوماتي‪ ،‬ويمكن أن يتأتى ذلك عبرمشروع يؤكد‬

‫على أن سلوكيات األفراد قد تشبعت بهذه الثقافة‪ ،‬ويضمن استمراريتها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تكوين وتدريب الموارد البشرية‬

‫يجب تكوين وتدريب الموظفنن والقائمنن على اإلدارات العمومية من خلل تنمية قدراتهم على‬

‫أداء األعمال والخدمات في نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بشكل سليم وفعال‪ ،‬وإعطائهم المهارات اللزمة‬

‫الستخدام األجهزة والوسائل اإللكترونية‪ ،‬وإدارة الشبكات وقواعد البيانات‪ ،‬مما ينسجم مع البيئة‬

‫اإللكترونية واستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتأتي أهمية التكوين والتدريب للموارد‬

‫البشرية‪ ،‬إلرساء اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك لتغنر الوظائف اإلدارية والمهارات المطلوبة‪ ،292‬وذلك‬

‫بسبب االعتماد أكثر على الوسائل واألساليب اإللكترونية في تنفيذ األعمال‪ ،‬فتختفي بعض الوظائف‬

‫وتدمج أخرى‪ ،‬ويتم توفنر وظائف جديدة‪ ،‬تعتمد على المعرفة التقنية‪ ،‬فلبد من تو افر الفرد على‬

‫القدرة على التعامل مع الوسائل واألساليب اإللكترونية‪ ،‬كما أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية يتطلب‬

‫موظفنن تكون لهم القدرة على إدارة الخدمة العمومية وفق ما يرض ي المواطننن‪ ،‬وبالتالي يحتاجون إلى‬

‫‪ -‬ربحي مصطفى عليان؛ البيئة اإللكترونية‪ ،‬دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0221 ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪291‬‬

‫‪ -‬محمد بن أحمد بن محمد الفرازي؛ أثر الثورة التكنولوجية المعاصرة على تقييم برامج وسياسات إدارة الموارد البشرية‪،‬‬ ‫‪292‬‬

‫نموذج و ازرة التربية والتعليم بسلطنة عمان‪ ،‬أطروحة دكتوراه في إدارة األعمال‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬الالذقية‪ ،‬عمان‪،0229 ،‬‬
‫ص‪.222‬‬

‫‪229‬‬
‫‪2023‬‬

‫معلومات وظيفية متخصصة عن عملهم بالذات‪ ،‬ومهارات تعلم أساسية تمكنهم من متابعة عمليات‬

‫التطويرفي الخدمات التي يقدمونها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية ودورها في تقريب اإلدارة من المواطن‬

‫إن اهتمام اإلدارة اإللكترونية يقوم على توفنرالكثنرمن الخدمات لفائدة المواطننن‪ ،‬وتسهيل‬

‫وتبسيط هذه الخدمات‪ ،‬فهي إذن ذات توجه واضح يركزعلى خدمة المواطن‪ ،‬مما يدعم إقبال األفراد‬

‫على الدخول إلى بيئة الخدمة العامة اإللكترونية‪ ،‬كما تسعى حكومات الدول إلى الرفع من معدالت‬

‫القبول والرضا لدى المستفيدين من خدماتها وتقديمها في أحسن صورة وبجودة عالية‪ ،‬وتعتبرالمو اقع‬

‫اإللكترونية املخصصة لتقديم الخدمات العامة إحدى الليات الهامة في تقريب اإلدارة من المواطن‬

‫واالرتقاء بالخدمات العمومية‪.‬‬

‫كما أن ضمان مشاركة فعلية للمواطننن المستفيدين من خدمات اإلدارة اإللكترونية يتحقق‬

‫بتقوية االتصال بنن اإلدارة والمواطن‪ ،‬عن طريق االهتمام بميول ورغبات المواطننن وإرضاء حاجياتهم‬

‫من خلل اإلصغاء إليهم‪ ،‬وأخذ اقتراحاتهم بعنن االعتبار‪ ،‬فالقصد من عصرنة اإلدارة العمومية محاربة‬

‫أشكال البنروقراطية وتحسنن الخدمات المقدمة للمواطننن‪ ،‬وذلك باستعمال التكنولوجيا الحديثة‬

‫لإلعلم واالتصال ومواصلة تكوين الموارد البشرية العاملة باإلدارة العمومية‪ ،‬إضافة إلى اعتماد‬

‫استراتيجية إعلمية وتحسيسية لفائدة المواطننن‪ ،‬لتعريفهم بنظام اإلدارة العمومية اإللكترونية‬

‫ونوعية وجودة الخدمات التي ستقدم لهم‪.293‬‬

‫‪ -‬محمد قارطي؛ دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية‪ ،‬دبلوم الماستر في القانون العام المعمق‪ ،‬جامعة‬ ‫‪293‬‬

‫عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0227-0226‬ص‪.72-69‬‬

‫‪231‬‬
‫‪2023‬‬

‫ويعتبر تحسنن العلقة بنن اإلدارة العمومية والمواطن من بنن أهم المبادئ التي يقوم عليها‬

‫نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬على اعتبار أن تكريسها يجعل المواطن في قلب الخدمات العمومية وإدماج‬

‫املجتمع المدني في الدفع بعصرنة اإلدارة العمومية من خلل جودة الخدمات وتقريبها من المواطن‪،‬‬

‫وتحقيق الثقة المتبادلة‪ ،‬وهذه العملية ليست سهلة ألنها تتطلب من اإلدارة العمومية اإللكترونية أن‬

‫تكون إدارة ديمقراطية تضمن مشاركة المواطننن بآرائهم و انتقاداتهم من جهة‪ ،‬بحيث ال يمكن الحديث‬

‫عن عصرنة اإلدارة العمومية دون الحديث عن تكنولوجيا اإلعلم واالتصال‪ ،‬وبذلك يعد إدخال‬

‫تكنولوجيا المعلومات في تسينر اإلدارات ثورة حقيقية في عالم اإلدارة‪ ،‬مفادها تحويل األعمال‬

‫والخدمات اإلدارية التقليدية إلى أعمال وخدمات إلكترونية تعمل على حماية اإلداري واالرتقاء بأدائه‪،‬‬

‫وتحقيق االستخدام األمثل للخدمات بسرعة ودقة عالية من خلل رقمنة كل القطاعات في كل‬

‫اإلدارات‪ ،‬وذلك من أجل تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتمكنن اإلدارات من التخطيط بكفاءة للستفادة‬

‫من متطلبات العمل في وقت قصنر‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تساهم الرقميات في تحول جذري فيما يخص جودة الخدمات العمومية وطرق الولوج إليها‪،‬‬

‫خصوصا في المناطق النائية‪ ،‬األمر الذي يجعل منها وسيلة لإلدماج االقتصادي واالجتماعي والترابي‪،‬‬

‫ويشكل األداء عن بعد‪ ،‬من خلل تسهيل العمليات التجارية والخدماتية‪ ،‬فرصة لإلدماج االقتصادي‬

‫واالجتماعي للساكنة التي في وضعية هشة‪ ،‬وترفع الرقمنة من منسوب الثقة بنن المواطن والمقاوالت‬

‫والدولة من خلل مساهمتها في جعل العلقة بنن الدولة والمواطن وبنن الدولة والمقاولة أكثرانسيابية‬

‫وشفافية‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪2023‬‬

‫وعليه‪ ،‬فاإلدارة العمومية المغربية تسعى من خلل استخدامها لإلدارة اإللكترونية (الرقمنة)‬

‫إلى تحسنن الخدمة العمومية للقضاء على البنروقراطية اإلدارية والحد من الفساد اإلداري‪ ،‬وهو رهان‬

‫تطمح إليه منذ سنوات‪ ،‬وهذا لتمكنن المواطننن من مستوى عال في أداء الخدمة اإلدارية‪.‬‬

‫الئحة المراجع بالعربية‪:‬‬

‫‪ ‬نجم عبود؛ اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية والوظائف والمشكلت‪ ،‬الدار الجامعية‬

‫للنشر‪ ،‬الرياض‪.6111 ،‬‬

‫‪ ‬ر أفت رضوان؛ اإلدارة اإللكترونية اإلدارة والمتغنرات العالمية الجديدة‪ ،‬الملتقى اإلداري‬

‫الثاني للجمعية السعودية لإلدارة‪ ،‬مركزالمعلومات و اتخاذ القرار‪ ،‬القاهرة‪.6111 ،‬‬

‫‪ ‬محمد سمنرأحمد؛ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دارالمسنرة للنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‪.6111 ،‬‬

‫‪ ‬ربحي مصطفى عليان؛ البيئة اإللكترونية‪ ،‬دارصفاء للطباعة والنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‪.6141 ،‬‬

‫المراجع بالفرنسية‪:‬‬

‫‪ Bradier Agnés ; Le gouvernement électronique, une priorité européenne,‬‬

‫‪revue‬‬ ‫‪française‬‬ ‫‪d’administration‬‬ ‫‪publique,‬‬ ‫‪école‬‬ ‫‪nationale‬‬

‫‪d’administrative,N°110.‬‬

‫‪ La direction du centre d’étude internationales ; une décennie de réformes au‬‬

‫‪Maroc (1999-2003), éditions khartola, 2010.‬‬

‫األطروحات‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ ‬فاطمة الزهرة أقبوش؛ التحديث اإلداري وعلقته بمناخ األعمال‪" ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‬

‫في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬

‫‪.6149/6142‬‬

‫‪ ‬مريم فضال؛ اإلدارة العمومية بالمغرب بنن مطلب التحديث ورهان التنمية‪ ،‬أطروحة لنيل‬

‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬السنة‬

‫الجامعية ‪.6141/6143‬‬

‫‪ ‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة املحلية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬

‫العام‪ ،‬جامعة مح مد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪،‬‬

‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪.6143/6146‬‬

‫‪ ‬محمد بن أحمد بن محمد الفرازي؛ أثر الثورة التكنولوجية المعاصرة على تقييم برامج‬

‫وسياسات إدارة الموارد البشرية‪ ،‬نموذج وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتوراه في إدارة األعمال‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬اللذقية‪ ،‬عمان‪.6111 ،‬‬

‫الرسائل‪:‬‬

‫‪ ‬محمد قارطي؛ دوراإلدارة اإللكترونية في تطويرالخدمة العمومية‪ ،‬دبلوم الماسترفي القانون‬

‫العام المعمق‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬

‫السنة الجامعية ‪.6149-6142‬‬

‫‪ ‬عشورعبد الكريم؛ دوراإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية والجزائر‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬

‫العلوم السياسية والعلقات الدولية‪ ،‬قسطنطينة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.6149/6142‬‬

‫‪233‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ ‬مهدي محمد ناني؛ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة‬

‫المولى إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة‬

‫الجامعية ‪.6146/6144‬‬

‫‪ ‬حاتم الشعنري؛ اإلدارة اإللكترونية بالمغرب بنن عصرنة العمل اإلداري وعوائق التطبيق‪،‬‬

‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم‬

‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.6111/6118‬‬

‫‪ ‬نجاة أيت بوكايو؛ تحديات اإلدارة المغربية ورهانات التنمية‪ ،‬رسالة لنيل الدراسات العليا‬
‫المعمقة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.6113/6116‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬المكي دراجي؛ دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية والمرفق العام في الجزائر‪،‬‬

‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الجزائر‪ ،6148 ،‬عدد‪ ،49‬ص‪.36‬‬

‫‪ -‬لمنن علوطي؛ اإلدارة اإللكترونية للموارد البشرية‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد‪،16‬‬

‫‪ ،6118‬ص‪.411‬‬

‫‪ -‬نصنرة ربيع؛ دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل مبدأ الشفافية‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬

‫السياسية‪ ،‬العدد‪ ،8‬جامعة عباس لغرور‪ ،‬الجزائر‪ ،6149 ،‬ص ‪.192-191‬‬

‫‪ -‬محمد البوعزاوي؛ تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان‬

‫التنمية‪ ،‬منشورات مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،6141 ،1‬ص‪.493 -496‬‬

‫‪234‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ -‬محسن الندوي؛ أهمية اإلدارة اإللكترونية في عصرالعولمة‪ ،‬مجلة شؤون استراتيجية‪ ،‬مطبعة‬

‫الخليج العربي‪ ،‬تطوان‪ ،‬العدد‪ ،1‬نونبر‪ -‬يناير‪ ،6144‬ص‪.13‬‬

‫القواننن‪ ،‬الظهائروالمراسيم‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19.13‬المتمم ملجموعة القانون الجنائي في ما يتعلق بالجرائم المتعلقة بنظم‬

‫المعالجة اللية للمعطيات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهنر الشريف رقم ‪ 4.13.419‬بتاريخ ‪ 42‬من رمضان‬

‫( ‪44‬نونبر ‪ ،)6113‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1494‬بتاريخ ‪ 69‬شوال ‪ 66 ( 4161‬دجنبر ‪،)6113‬‬ ‫‪4161‬‬

‫ص‪.1681‬‬

‫‪ -‬الظهنرالشريف رقم ‪ 4.19.426‬صادرفي ‪ 16‬ربيع الثاني ‪ 19( 4148‬غشت ‪ )4119‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 61.12‬المتعلق بالبريد والمواصلت‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1148‬بتاريخ ‪ 41‬جمادى األولى‪4148‬‬

‫(‪ 48‬شتنبر‪ ،)4119‬ص‪.3964‬‬

‫‪ -‬الظهنر الشريف رقم ‪ 4.11.411‬الصادر في ‪ 64‬رمضان ‪ 11 ( 4161‬نونبر ‪ )6111‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 11.14‬القاض ي بتغينروتتميم القانون رقم ‪ 61.12‬المتعلق بالبريد والمواصلت‪ ،‬الجريدة الرسمية‬

‫عدد ‪ 1623‬بتاريخ‪ 61‬رمضان ‪ 18 (4161‬نونبر‪ ،)6111‬ص‪.3884‬‬

‫‪ -‬الظهنرالشريف رقم ‪ 4.19.461‬الصادرفي ‪ 41‬ذي القعدة ‪ 31 ( 4168‬نونبر‪ )6119‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 13.11‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1181‬بتاريخ‬

‫‪61‬ذو القعدة ‪ 12 ( 4168‬دجنبر‪ ،)6119‬ص‪.3891‬‬

‫‪ -‬الظهنرالشريف رقم ‪ 4.11.41‬الصادرفي ‪ 66‬من صفر ‪ 48 ( 4131‬فبراير‪ )6111‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 18.11‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتينن تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخص ي‪،‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 1944‬بتاريخ ‪ 69‬صفر‪ 63 ( 4131‬فبراير‪ ،)6111‬ص‪.116‬‬

‫‪235‬‬
‫‪2023‬‬

‫‪ -‬الظهنرالشريف رقم ‪ 4.49.69‬الصادرفي ‪ 18‬ذي الحجة ‪ 31 ( 4138‬غشت ‪ )6149‬بتنفيذ القانون‬

‫رقم ‪ 24.42‬املحدثة بموجبه وكالة التنمية الرقمية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2211‬بتاريخ ‪ 63‬ذي الحجة‬

‫‪ 41 ( 4138‬دجنبر‪ ،)6149‬ص ‪.1119‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 6.18.111‬الصادر في ‪ 61‬جمادى األولى ‪ 64 ( 4131‬ماي ‪ )6111‬بإحداث مجلس‬

‫وطني لتكنولوجيا اإلعلم واالقتصاد الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 1911‬بتاريخ ‪ 61‬جمادى الثانية ‪4131‬‬

‫( ‪ 48‬يونيو ‪ .)6111‬ص‪.3116‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 6.41.91‬الصادر في ‪ 63‬رجب ‪ 12 ( 4134‬يوليوز ‪ )6141‬بتحديد اختصاصات‬

‫وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1821‬الصادرة بتاريخ‬

‫فاتح رمضان ‪ 46 ( 4134‬غشت ‪.)6141‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 6.42.133‬الصادرفي ‪ 61‬من شوال ‪ 13 ( 4139‬غشت ‪ )6142‬بتحديد اختصاصات‬

‫وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة واالستثمارواالقتصاد الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2111‬بتاريخ ‪44‬‬

‫غشت ‪.6142‬‬

‫‪ -‬المرسوم ‪ 6.49.311‬الصادر في ‪ 46‬من شوال ‪ 19 ( 4138‬يوليوز ‪ )6149‬بتغينروتتميم المرسوم‬

‫رقم ‪ 6.42.133‬الصادر في ‪ 61‬من شوال ‪ 3 ( 4139‬غشت ‪ )6142‬بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة‬

‫الصناعة والتجارة واالستثمارواالقتصاد الرقمي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2181‬بتاريخ ‪ 41‬شوال ‪4138‬‬

‫( ‪ 41‬يوليوز‪ ،)6149‬ص ‪.3111‬‬

‫‪236‬‬

You might also like