You are on page 1of 30

‫د‪ .

‬رحماني سناء‬ ‫ملخص محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬
‫)‪)2024/2023‬‬
‫املحوراألول‪ :‬نشأة ومفهوم اإلدارة العمومية اإللكترونية‬
‫أوال‪ :‬نشأة اإلدارة العمومية اإللكترونية‬
‫يعتبر مصطلح اإلدارة اإللكترونية ‪ e-management‬من املصطلحات العلمية املستحدثة في مجال‬
‫استخدم مصطلح املكتب الالورقي ألول مرة عام ‪ 1973‬في الواليات املتحدة في إشارة‬ ‫العلوم اإلدارية‪ ،‬فقد ُ‬
‫إلى فكرة مفادها التحول إلى العمل الرقمي‪ ،‬وفي عام ‪ 1974‬أخذت مؤسسة "زيروكس" تروج لهذا املفهوم‬
‫الطموح باعتباره يمثل مكتب املستقبل‪.‬‬
‫أما عن أولى تجارب الحكومة االلكترونية فبدأت في أواسط الثمانينات في الدول االسكندنافية‬
‫وتمثلت في ربط القرى البعيدة باملركز وأطلق عليها اسم القرى االلكترونية "‪،"Villages – Electronic‬‬
‫وفي اململكة املتحدة بدأت التجربة عام ‪ 1989‬في مشروع قرية ما نشستر بهدف الى ترقيه ومتابعة التطورات‬
‫االجتماعية واالقتصادية والتعليمية واملهارية وقد بدا املشروع فعليا عام ‪. 1991‬‬
‫وفي عام ‪ 1993‬عقد مؤتمر االكواخ البعدية في اململكة املتحدة ملتابعة هذه املشاريع‪ ،‬وقد تبنى‬
‫مجلس لندن مشروع بونتيل "االتصاالت البعدية التقنية" الذي اكد على جمع ونشر وتنمية املعلومات‬
‫بوسائل الكترونية كالبريد الكتروني والوصول عن بعد لقواعد املعلومات ‪.‬‬
‫كانت حكومة الواليات املتحدة األمريكية أول من بادر وتطرق ملجال الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ففي‬
‫ً‬
‫سبتمبر ‪ 1993‬قدم نائب الرئيس األمريكي األسبق ( ال جور)‪ ، Algore‬تقريرا بعنوان " نحو حكومة تعمل‬
‫أكثر وتكلفة أقل " يتضمن تصورا لربط املواطن بمختلف أجهزة الحكومة للحصول‬
‫ً‬
‫علي الخدمات الحكومية بأنواعها بالشكل اإللكتروني‪ ،‬فضال عن إنجاز الحكومة ذاتها مختلف انشطتها‬
‫باعتماد شبكات االتصال واملعلومات لخفض التكاليف وتحسين األداء وسرعة اإلنجاز وفعالية التنفيذ‪،‬‬
‫وفي سنة ‪ 1995‬بدأت هيئة البريد املركزي في والية فلوريدا األمريكية تطبيقه علي إدارتها‪،‬‬
‫لكن امليالد الرسمي والسياس ي ملفهوم كان في مؤتمر نابولي بإيطاليا في شهر مارس من سنة ‪.2001‬‬
‫بعد ذلك تسابقت دول العالم في إقامة الحكومة اإللكترونية إذ بدأت من الكثير من الدول تبني‬
‫سياسات تمثلت في وضع خطط دقيقة وواضحة‪ ،‬وإجراءات عمل حول كيفية االستفادة من تكنولوجيا‬
‫املعلومات واستخدام اإلنترنت في تنفيذ األعمال الحكومية وإنشاء املواقع املالئمة التي تستطيع من خاللها‬
‫تقديم الخدمات الالزمة بكل يسر ودقة ومرونة ‪.‬‬
‫أما على املستوى العربي فقد بادرت إمارة دبي في اإلمارات العربية املتحدة بإنشاء منظمة حرة‬
‫للتكنولوجيا (سميت مدينة دبي لألنترنت) وذلك اثر إعالن حكومة دبي عن التحول إلى الحكومة اإللكترونية‬
‫سنة ‪ ،2001‬ثم الكويت وبعدها انتقلت بصورة جزئية إلى مصر‪ ،‬السعوديةـ قطر‪ ،‬لبنان‪ ،‬اليمن‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر (من خالل مشروع الجزائر اإللكترونية ‪.)2013‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫ملخص محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬
‫)‪)2024/2023‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم اإلدارة العمومية اإللكترونية‬
‫أ‪ -‬تعريف املنظمات والهيئات الدولية‬
‫في عام ‪ 2002‬عرفت األمم املتحدة الحكومية اإللكترونية بأنها " استخدام اإلنترنت والشبكة‬
‫العاملية الواسعة لتقديم معلومات وخدمات الحكومة للمواطنين ‪" .‬‬
‫عرفتها منظمة التعاون والتنمية في املجال االقتصادي ) ‪ ( OECD‬في عام ‪ 2003‬بأنها " استخدام‬
‫ً‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وخصوصا اإلنترنت للوصول إلى حكومات أفضل"‬
‫أما البنك الدولي فيعرفها بأنها‪ :‬عملية استخدام املؤسسات الحكومية لتكنولوجيا املعلومات مثل‬
‫شبكات املعلومات العريضة واالنترنت‪ ،‬وشبكات االتصال عبر الهاتف املحمول‪ ،‬والتي لديها القدرة على تغيير‬
‫وتحويل العالقات بين املواطنين ورجال األعمال ومختلف املؤسسات الحكومية‪ ،‬مما يتيح خدمات أفضل‬
‫ّ‬
‫تحجيم الفساد‪ُ ،‬ويعظم‬‫ويوفر مزيدا من الشفافية والكفاءة للمؤسسات الحكومية‪ ،‬ويؤدي إلى ّ‬ ‫للمواطنين‪،‬‬
‫العائد ككل أو تخفيض النفقات وزيادة قناعة املواطن بدور املؤسسة الحكومية في حياته‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف االجتهادات الفقهية للباحثين واملؤلفين‬
‫تعرف بأنها‪" :‬هي إدارة الشؤون العامة بواسطة وسائل إلكترونية لتحقيق أهداف اجتماعية‬ ‫ّ‬
‫واقتصادية وسياسية والتخلص من األعمال الروتينية واملركزية وإنجاز األعمال والخدمات الحكومية بين‬
‫الجهات املختلفة مثل العالقة بين الحكومة والحكومة‪ ،‬العالقة بين الحكومة واألفراد‪ ،‬والعالقة بين‬
‫الحكومة والشركات‪ ،‬والعالقة بين الحكومة واملوظف ‪" .‬‬
‫يعرفها عبد الرزاق الساملي ‪:‬هي قدرة املؤسسة (عامة أو خاصة)‪ ،‬على تقديم الخدمات وتبادل‬
‫املعلومات بوسائل إلكترونية – كشبكة االنترنت أو أي شبكة اتصال إلكتروني‪ -‬فيما بينها وبين املواطنين‬
‫ومؤسسات األعمال املتعاملة معها‪ ،‬بيسر ودقة عالية‪ ،‬وبأقل تكلفة وفي أقصر وقت‪ ،‬مع ضمان خصوصية‬
‫وأمن املعلومات في أي وقت وأي مكان"‪.‬‬
‫ّ‬
‫كما يعرفها ‪ Vrhovšek& Spalević‬بأنها‪ " :‬استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصال في تحسين‬
‫عمليات اإلدارة والحكومة"‪.‬‬
‫كما يقصد بها‪ :‬االستخدام التكاملي الفعال لجميع تقنيات املعلومات واالتصاالت لتسهيل العمليات‬
‫اإلدارية اليومية للقطاعلت الحكومية فيما بينها و(حكومة ‪-‬حكومة) ‪ ،‬وتلك التي تربطها باملواطنين (حكومة‬
‫– مواطن) أو قطاعات األعمال (حكومة ‪-‬أعمال)‬
‫مما سبق يمكن القول أن اإلدارة العمومية اإللكترونية‪:‬‬
‫‪-‬تجميع كافة األنشطة والخدمات في موقع واحد على االنترنت‪.‬‬
‫‪-‬االتصال الدائم مع الجمهور لتأمين احتياجاته‪.‬‬
‫‪-‬تحقيق سرعة وفعالية الربط والتنسيق واألداء واالنجاز بين دوائر الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض التكلفة وتحقيق عوائد اعلى من األنشطة الحكومية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫ملخص محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬
‫)‪)2024/2023‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة اإلدارة العمومية اإللكترونية واإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -1‬اإلدارة العمومية اإللكترونية (الحكومة اإللكترونية) أشمل من اإلدارة اإللكترونية‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن اإلدارة اإللكترونية تعني "أن نقوم بجعل املعامالت التي تنجز داخل‬
‫اإلدارات تعتمد على التكنولوجيا بشكل إلكتروني في املراسالت‪ ،‬انتهاء بتكامل نظم املعلومات بحيث تصبح‬
‫كل املهام تنجز باستخدام تكنولوجيا املعلومات"‪ ،‬أما الحكومة اإللكترونية فهي تعني "أن نجعل جميع‬
‫اإلدارات الحكومية تتكامل مع بعضها البعض وتقدم الخدمات فيما بينها وبين املواطنين والقطاع الخاص‪،‬‬
‫بشكل مباشر وإلكتروني"‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة العمومية اإللكترونية (الحكومة اإللكترونية) جزء من اإلدارة اإللكترونية‬
‫الحكومة اإللكترونية تعد أحد أنماط اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويقصد بها إدارة الشؤون العامة بواسطة‬
‫وسائل إلكترونية لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وسياسية‪ ،‬والتخلص من األعمال الروتينية‬
‫واملركزية بشفافية عالية‪.‬‬
‫اإلدارة‬

‫األعمال االلكترونية‬ ‫اإلدارة اإللكترونية الحكومية‬


‫(الحكومة االلكترونية)‬

‫التجارة االلكترونية‬ ‫األعمال االلكترونية‬


‫غير التجارية‬

‫أن لإلدارة اإللكترونية صور وتقسيمات اإلدارة التقليدية‪ ،‬فمثلما بينا في‬‫نالحظ من خالل الشكل ّ‬
‫املبحث السابق أن اإلدارة التقليدية تنقسم إلى إدارة عامة وإدارة األعمال‪ ،‬فإن اإلدارة اإللكترونية تشمل‬
‫هي األخرى الحكومة اإللكترونية للداللة على اإلدارة العامة اإللكترونية املوجهة إلى املواطنين أو املوجهة‬
‫للمؤسسات سواء الخاصة أو الحكومية‪ ،‬وإدارة األعمال اإللكترونية التي تنقسم أيضا إلى أعمال تجارية‬
‫وغير تجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة العمومية اإللكترونية (الحكومة اإللكترونية) هي نفسها اإلدارة اإللكترونية‬
‫هذا الطرف يدعو إلى إهمال هذا الخالف والتعاطي مع التقنية وتطبيقاتها بوصفها واقعا ال خالف‬
‫فيه على أرض الواقع‪ ،‬وهذا هو املفيد‪ -‬من وجهة نظرهم‪ -‬فهم ال يرون أن هناك فرق سواء كان التعبير "إدارة‬
‫إلكترونية" أو "حكومة إلكترونية"‪ ،‬فهو في النهاية يعبر عن استراتيجية إدارية لعصر املعلومات تعمل على‬
‫تحقيق خدمات أفضل للمواطنين واملؤسسات واملتعاملين معها‪ ،‬مع استغالل أمثل ملصادر املعلومات‬
‫املتاحة‪ ،‬من خالل توظيف املوارد املادية والبشرية واملعنوية املتاحة في إطار إلكتروني حديث‪ ،‬من أجل‬
‫استغالل أمثل للوقت والجهد‪ ،‬وتحقيقا للمطالب املستهدفة بالجودة املطلوبة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫ملخص محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬
‫)‪)2024/2023‬‬
‫رابعا‪ :‬دو افع التحول إلى الحكومة اإللكترونية‬
‫‪ -1‬أحداث سياسية ‪:‬‬
‫ظهور مفهوم العوملة ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ً‬
‫تزايد املنافسة على إعادة صياغة الحكومة الكترونيا كمؤشر على تقدم املجتمع من قبل الدول‬ ‫ب‪-‬‬
‫املتقدمة ‪.‬‬
‫محاولة كسب الجمهور من قبل رجال السياسة وخاصة في املجتمعات الغربية عبر تقديم خدمات‬ ‫ج‪-‬‬
‫أسهل للمواطن ‪.‬‬
‫إدراج مشروع الحكومة االلكترونية في أجندات عمل منظمة التجارة العاملية‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫دعم البنك الدولي املشاريع الحكومة االلكترونية في البلدان النامية‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫‪-2‬أحداث تكنولوجية‪:‬‬
‫انتقال شبكة االنترنيت من الهيئات العسكرية املغلقة لتصبح في متناول جمهور العامة ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تدني أسعار وأجهزة املعلوماتية بحيث يتمكن اليوم معظم الناس من شراء أجهزة كمبيوتر منزلية‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫تطور شبكات االتصاالت‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫تطور تشفير البيانات‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫ابتكار التوقيع االلكتروني‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫ظهور وسائل اتصال جديدة ‪.‬‬ ‫و‪-‬‬
‫‪ -3‬أحداث اقتصادية ‪:‬‬
‫ظهور التجارة االلكترونية مع ما تتطلبها من تواصل منظمات االعمال التجارية مع مؤسسات الدولة‬ ‫أ‪-‬‬
‫وخاصة في مجال العالقة بين املنظمة واالدارة الرسمية ‪.‬‬
‫محاولة استغالل الحكومة للتكنلوجيا من اجل خفض الكلفة الى مستوياتها الدنيا ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫انتشار مشاريع الخصخصة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫نجاح نماذج العمل املؤسساتي االلكتروني ‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫‪ -4‬أحداث اجتماعية ‪:‬‬
‫زيادة الوعي العام بالتكنلوجيا واالنترنت ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ارتفاع درجة معرفة املواطن بما هو ممكن تحقيقه تكنلوجيا‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫البحث الدائم عن وسائل الراحة ومن ضمنها إمكانية إجراء املعامالت عن بعد‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫انتشار مفهوم "أخدم نفسك" للحد من املوارد البشرية املطلوبة لتنفيذ االعمال االجرائية ‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫كهولة قوة العمل الحكومية وخسارة خبرتها بمجرد إحالتها على التقاعد شجع الحكومات على نقل‬ ‫ه‪-‬‬
‫الخبرة واملعرفة من االفراد وتوطينها في االنظمة املعلوماتية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫ملخص محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬
‫)‪)2024/2023‬‬
‫املحورالثاني‪ :‬خصائص اإلدارة العمومية اإللكترونية ومجاالت تطبيقها‬

‫أوال‪ :‬خصائص اإلدارة العمومية اإللكترونية‬


‫إدارة بالورق‬
‫إدارة بال زمان‬
‫إدارة بال مكان‬
‫إدارة بال تنظيمات جامدة‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت تطبيقها‬


‫‪1-‬الحكومة إلى الحكومة ‪Government to Government ( G2G ) :‬‬
‫يوجد حجم كبير من البيانات واملعلومات والوثائق واألموال التي تنتقل عبر مؤسسات وهيئات‬
‫ووكاالت الحكومة في كل يوم‪ ،‬ولذلك تتجه التطبيقات الحديثة إلى تقليص استخدام األوراق والوثائق‬
‫الرسمية لتقليص الروتين اإلدارى وتخفيض تكلفة تنفيذ املعاملة الواحدة‪ ،‬وتسريع وقت اإلنجاز‪ ،‬ومن ثم‬
‫زيادة كفاءة أداء اإلدارات العامة ‪.‬‬
‫‪2-‬الحكومة إلى قطاع األعمال ‪Government to Business ( G2B ) :‬‬
‫إن الحكومة تتفاعل مع قطاع األعمال من خالل طرق ووسائل متعددة ترتبط بأدوارها ومساحة‬
‫تأثير أجهزتها اإلدارية والتنفيذية ‪ .‬فالحكومة تلعب أدوار املخطط‪ ،‬املنظم‪ ،‬املبادر‪ ،‬املشرع‪ ،‬الحامي‪ ،‬املحفز‬
‫ملبادرات أفراد املجتمع علي صعيد التجارة واألعمال واألنشطة االجتماعية والثقافية املختلفة ‪.‬‬
‫‪3-‬الحكومة إلى املواطن ‪Government to Citizen ( G2C ) :‬‬
‫ً‬
‫إن تحقيق الرفاهية للمواطنين يعد هدفا من أهداف الحكومة اإللكترونية إذ يمثل املواطن محور‬
‫ً‬
‫الحكومة اإللكترونية‪ ،‬حيث التعامالت اإللكترونية تتيح ذهاب الخدمة إلى املواطن بدال من أن يذهب إليها‬
‫عبر شبكات االتصال املختلفة‪ ،‬أو بدون انتقال املواطن من منزله أو موقع عمله ‪ .‬وقيام املواطن بتبادل‬
‫املعلومات عن الخدمات التي تقدمها الحكومة اإللكترونية وتبادل االتصال وتقديم الشكاوي واالقتراحات‬
‫ملركز املعلومات املشرف ‪.‬‬
‫‪4-‬الحكومة إلى املوظفين ‪Government to Employee (G2E) :‬‬
‫كون املوظفين الحكوميين يعملون في مواقع جغرافية مختلفة‪ ،‬فإن تطبيقات الحكومة إلى املوظفين‬
‫تكون ذات فائدة السيما في تفعيل االتصاالت ورفع كفاءتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬

‫املحور الثالث‪ :‬مبادئ اإلدارة العمومية االلكترونية وأهميتها‬


‫أوال‪ :‬مبادئ اإلدارة العمومية اإللكترونية‬
‫‪-1‬التفكير في املستفيد ال بالدائرة الحكومية؛‬
‫‪-2‬إعادة هندسة عمليات الحكومة وليس حوسبتها؛‬
‫‪-3‬الرؤية االستراتيجية للحكومة؛‬
‫‪ -4‬االستثمار في التكنولوجيا؛‬
‫‪-5‬تطبيقات ذات تكلفة منخفضة وقيمة مضافة؛‬
‫‪-6‬التوازن بين شفافية املعلومات وخصوصية املستفيد؛‬
‫‪-7‬اإلدارة اإللكترونية ليست بديال لإلدارة التقليدية؛‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية اإلدارة اإللكترونية‬


‫أوال ‪ :‬القدرة علي تحسين أداء املنظمات الحكومية من خالل ‪:‬‬
‫‪1-‬تخفيض االنفاق الحكومي والتكاليف املباشرة‪ ،‬إذ يمكن خفض تكلفة الخدمات الحكومية‬
‫ً‬
‫بصورة فعالة‪ ،‬وخاصة تكلفة العاملين والبريد والطباعة واإلعالن وعمليات الشراء الحكومي التي تثمل حجما‬
‫ً‬
‫هائال من اإلنفاق الحكومي ‪.‬‬
‫‪2-‬تحقيق التنسيق بين املنظمات الحكومية مع بعضها البعض‪ ،‬فمن خالل االنترنت يمكن إجراء‬
‫تبادل املعلومات بين الجهات الحكومية في إطار من التأمين والسرية‪ ،‬مما يساعد علي سرعة اإلجراءات ‪.‬‬
‫‪3-‬االنفتاح علي العالم الخارجي والتعرف علي التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات وتبسيط‬
‫اإلجراءات الحكومية في أقل وقت ممكن ‪.‬‬
‫‪4-‬خفض دورة الوقت املرتبطة بإنتاج وتوصيل الخدمات وذلك لطبيعتها الفورية ‪.‬‬
‫‪5-‬تقديم الخدمات من خالل عدد محدود من العمالة اإلدارية ذات كفاءة ومهارة خاصة في‬
‫استخدام تكنولوجيا املعلومات ‪.‬‬
‫‪6-‬عدم وجود مستويات إدارية متعددة مما يساعد علي السرعة في اتخاذ القرار وتقديم الخدمات‬
‫‪7-‬تحسين الخدمات من خالل التقارير الواردة بالبريد اإللكتروني للتعرف علي اهم معوقات‬
‫ً‬
‫الخدمات وكيفية مواجهتها وتطويرها بما يحقق مقدارا من الدقة والثبات للمنتفعين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تقديم نماذج جديدة من الخدمات اإللكترونية ‪ :‬مثل التعليم اإللكتروني‪ ،‬من خالل‬
‫الحواسب وبرمجتها املختلفة سواء علي شبكات مغلقة أو شبكة اإلنترنت وهو تعلم مرن مفتوح ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تقديم خدمات إلكترونية ذات طابع دولي‪ ،‬إذ يتم تقديم الخدمات من خالل اإلنترنت والتي‬
‫ال تعرف الحدود املكانية أو الجغرافية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬
‫ً‬
‫رابعا ‪ :‬غياب املستندات الورقية للخدمات اإللكترونية‪ ،‬إذ يتم ملء نماذج الخدمة ودفع الرسوم‬
‫واستالم املوافقات دون تبادل مستندات ورقية ‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا ‪ :‬التعامل دون الكشف عن هوية املتعاملين أو التيقن منهم في بعض الخدمات التي ال‬
‫تتطلب التعرف علي صاحب الخدمة أو طالبها ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف الحكومة اإللكترونية‬


‫‪1-‬األهداف الداخلية غيرالظاهرة للمتعاملين واملرتكزة علي األعمال الحكومية ‪:‬‬
‫‪-‬التسهيل والسرعة في إنجاز األعمال ‪.‬‬
‫‪-‬الشفافية في األعمال الحكومية‪ ،‬وإمكانية املحاسبة ‪.‬‬
‫‪-‬الكفاءة والدقة‪ ،‬وفعالية عمليات وإجراءات أداء أنشطة اإلدارة والحكومة ‪.‬‬
‫‪-‬توفير تكلفة األعمال‪.‬‬
‫‪-‬تقليل فرص الفساد‪.‬‬
‫‪2-‬األهداف الخارجية واملوجهة نحو تحقيق حاجات املجتمع وتوقعاته بطريقة مرضية ‪:‬‬
‫‪-‬تبسيط التفاعل والتعامل مع الخدمات العديدة املتاحة علي الخط‪ ، on line‬أي الخدمات املتوفرة‬
‫علي البوابات اإللكترونية‪ ، portals‬واملواقع الرسمية الحكومية ‪websites .‬‬
‫‪-‬سهولة استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في إجراءات عمليات الحكومة الداخلية ‪.‬‬
‫‪-‬السرعة والكفاءة العالية الخاصة في التواصل مع الجمهور‪ ،‬واملواطنين‪ ،‬واألعمال واألجهزة‬
‫الحكومية األخرى ‪.‬‬
‫‪-‬تقديم الخدمات إلى املتعاملين في مكان وجودهم بالشكل واألسلوب املناسبين‪ ،‬وبالسرعة والكفاءة‬
‫املرضية واملطلوبة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬
‫املحورالرابع‪ :‬التحول من إدارة تقليدية إلى إدارة إلكترونية‬
‫أوال‪ :‬استراتيجية االنتقال إلى اإلدارة اإللكترونية‬
‫املرحلة األولى‪ :‬تحليل البيئة الداخلية والخارجية‬
‫أ‪ -‬عوامل البيئة الداخلية‪ :‬وهي التي تستطيع املؤسسة التحكم فيها والتأثير عليها‪ ،‬وتغييرها وفق ما‬
‫تحتاجه لصياغة استراتيجيتها‪ .‬وتتمثل هذه العوامل في‪:‬‬
‫• دعم والتزام اإلدارة العليا‬
‫• املوارد املالية‬
‫• املوارد التقنية‬
‫• املوارد البشرية‬
‫• التنظيم اإلداري‬
‫• املعرفة واملعلومات‬
‫ب‪ -‬عوامل البيئة الخارجية‪ :‬وهي مجموعة العوامل املحيطة واملؤثرة بشكل أو بآخر على‬
‫الستراتيجيات‪ ،‬منها العامة التي يصعب التحكم بها والتأثير عليها‪ ،‬بحكم شموليتها‪ ،‬كالسياسية‬
‫والقتصادية والجتماعية والثقافية‪...‬الخ‪ ،‬أما العوامل الخاصة فيمكن التأثير عليها بنسب متفاوتة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫• االهتمام برضا الزبائن أو املواطنين‪.‬‬
‫• األطراف املتعاملة ذات العالقة‪.‬‬
‫• املهارات التقنية‪.‬‬
‫• مستوى التقدم التقني‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬مرحلة صياغة األهداف‬
‫يمكن توضيح بعض هذه األهداف كاآلتي‪:‬‬
‫• تبسيط أسلوب تقديم الخدمات‪.‬‬
‫• السرعة في إنجاز األعمال من خالل تحديد مسار تدفق العمل واملعلومات‪.‬‬
‫• تحسين جودة الخدمات املقدمة‪ ،‬وتحسين التصال بين الجهات املتعاملة‪.‬‬
‫• تخفيض التكلفة وتقليل األعمال الورقية من خالل إعداد الطرق واألنظمة اإللكترونية الالزمة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬تصميم النظم االلكترونية وتطوريها‪:‬‬
‫يحتاج تفعيل وتوظيف اإلدارة اإللكترونية إلى إنشاء وتطوير مجموعة من النظم اإللكترونية‬
‫بالتجاهين‪ ،‬البرمجي واملادي‪ ،‬إذ تقوم هذه النظم بتهيئة البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من خالل‬
‫شبكات الحاسوب‪ ،‬وشبكات اإلنترنت‪ ،‬ونظم التصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ونظم الشبكات الخلوية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة التطبيق‬
‫تعد هذه املرحلة األكثر تعقيدا وتشابكا مع املراحل السابقة والالحقة‪ ،‬وتكمن اإلشكالية الرئيسية‬
‫هنا في كيفية خلق الفهم واإلدراك العميقين عند املديرين ألهمية الوظائف الحيوية الجديدة لإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ونوع ومستوى الدعم املطلوب لتنفيذها وإدراك أهمية األساليب التنظيمية والتدريبية ونظم‬
‫وأساليب العمل‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة التقييم‬
‫يمكن تحديد املجالت التي يتم تقييمها كالتالي‪:‬‬
‫• النتائج املنجزة مقابل األهداف املوضوعة في الستراتيجية‬
‫• لعمليات التي أعيد هندستها‪.‬‬
‫• األنظمة واألدوات املستخدمة‪ ،‬والتأكد من مدى قدرتها على خلق قيمة جديدة لألعمال‪.‬‬
‫• التدريب املقدم للتأكد قدرة األفراد على إنجاز األعمال بمهارة‪.‬‬
‫• التأكد من كفاءة نظم الحماية واألمن الخاصة بالبيانات واملعلومات‪.‬‬
‫• التأكد من مدى مساهمة أنظمة اإلدارة اإللكترونية في تخفيض تكلفة األعمال مع املستهدفين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نموذج نضج اإلدارة العمومية اإللكترونية‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطلبات نجاح اإلدارة العمومية اإللكترونية‬


‫‪ -1‬اإلرادة السياسة للتحول نحو اإلدارة اإللكترونية من خالل وضع الخطط واالستراتيجيات وتطوير‬
‫التنظيم اإلداري‬
‫‪ -2‬العنصر البشري من كوادر بشرية مؤهلة وجمهور إلكتروني‬
‫‪ -3‬توفير البنية التحتية التكنولوجية وضمان حماية أمن معلوماتها‪.‬‬
‫‪ -4‬إصدار تشريعات الحكومة اإللكترونية‬

‫‪10‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫(‪)2024/2023‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫املحورالخامس‪ :‬االبعاد التكنولوجية لإلدارة اإللكترونية‬


‫أوال‪ :‬مفهوم وخصائص تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية‬
‫يمكن تحديد مفهوم تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية على أنها تقنية معاصرة تعتمد على تشغيل ونقل‬
‫وتخزين املعلومات في شكل إلكتروني‪ ،‬وتشمل تكنولوجيا الحواسيب ووسائل االتصال وشبكات الربط‪،‬‬
‫وأجهزة الفاكس وغيرها ‪ ،‬وتقوم باستخدام املعلومات واملعارف واملهارات بهدف معالجة البيانات‪ ،‬وتطوير‬
‫آليات ونظم العمليات اإلدارية لتحقيق أهداف النظام املنشودة‪.‬‬
‫خصائص تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على نقل املعلومات من وسيط آلخر مع إمكانية التحكم في نظام االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على استخدام وسائل اتصالية في أي مكان مثل الهاتف النقال بمعنى االنتقال من األجهزة‬
‫الثابتة إلى األجهزة املتنقلة‪.‬‬
‫‪ -‬الالجماهيرية وتعني أن الرسالة االتصالية من املمكن أن تتوجه إلى فرد واحد‪ ،‬أو إلى جماعة معينة‬
‫وليس إلى جماهير ضخمة كما كان في املاض ي‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقال من اللغة الواحدة إلى اللغـات املتعددة‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقـال من تكنولوجيا التنوع إلى تكنولوجيا التكامل في االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقـال من االعتماد على الثورة املادية إلى االعتماد على الثورة الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمـام أكثر بكفاءة العنصر البشري والسرعة في أداء األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬التدفق السريع والكثيف للمعلومات مما يسمح للفرد بتنمية قدراته‪.‬‬
‫‪ -‬سمحت تكنولوجيا املعلومات واالتصال بظهور أنماط إنتاجية واستهالكية جديدة‪ ،‬حيث أصبح‬
‫اإلنتاج يعتمد على كثرة املعلومات‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬والتجديد‪ ،‬بدل التكرار في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور تصنيفات جديدة للمعرفة قادرة على تحقيق طفرات تنموية‪ ،‬لم يسبق الوصول إليها من‬
‫قبل‪ ،‬مما أدى إلى العمل في محيط عمل جديد‪ ،‬قائم على أساس إدارة املعرفة‪ ،‬ومحاولة استيعابها لتحقيق‬
‫متطلبات العصر‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقـال من االقتصاد املحلي إلى االقتصاد العاملي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عناصراإلدارة اإللكترونية‬
‫يمكن تقسيم تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية إلى العناصر التالية‪:‬‬
‫أ‪ :‬العنصر التقني‬
‫ويتكون من املكونات املادية للحاسوب‪ ،‬البرمجيات‪ ،‬شبكات االتصال وقواعد البيانات‪.‬‬
‫‪ -1‬المكونات المادية للحاسوب ‪Hardware‬‬
‫‪ -2‬البرمجيات ‪Software‬‬
‫‪ -3‬شبكات االتصال ‪Networks‬‬
‫‪ -4‬قواعد البيانات ‪Data Bases‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫ب‪ :‬العنصر البشري‬


‫يجب أن يكون الكادر البشري‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤهل ومصقول فنيا من خالل الدورات التدريبية المناسبة وعلى إطالع دائم على كل جديد‪.‬‬
‫ومعود على البحث عن المعلومة من خالل ما هو متاح‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -2‬محفز على االبتكار والمبادرة باألفكار‪ّ ،‬‬
‫‪ -3‬قادر على التعامل مع الزبائن‪ ،‬والتواصل معهم وتلبية استفساراتهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البنية الشبكية لإلدارة اإللكترونية‬
‫تعتبر الشبكات عنصرا مهما وأساسيا وسببا في تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى ثالث‬
‫أنواع اإلنترنت واالنترانت واإلكسترانت‬
‫‪-1‬اإلنترنت‬
‫‪ 1-1‬مفهوم االنترنت‬
‫اإلنترنت شبكة عمالقة تضم ماليين الحواسيب والشبكات املرتبطة مع بعضها حول العالم لتزويد‬
‫املستخدمين بخدمات كثيرة‪ ،‬وتعمل على مدار الساعة وبدون توقف‪.‬‬
‫وتعتبر اإلنترنت أكبر مزود للمعلومات في الوقت الحاضر‪ ،‬فهي تظم عددا كبيرا من الشبكات املحلية‬
‫•(‪ ،)LAN‬أو الشبكات على مستوى املدينة أو املنطقة املدنية املحددة ••(‪ ،)MAN‬أو الواسعة‬
‫•••(‪ ،)WAN‬املوزعة على مستويات إقليمية وعاملية‪ ،‬في مختلف بقاع ومناطق املعمورة‪،‬‬
‫‪ 2-1‬التطبيقات والخدمات التي تتيحها اإلنترنت‪:‬‬
‫‪ -1‬البريد اإللكتروني‬
‫‪ -2‬الدردشة‬
‫‪ -3‬محركات البحث‬
‫‪ -4‬مواقع إلكترونية‬
‫‪ -5‬قوائم النقاش‬
‫‪ -6‬المجموعات اإلخبارية‬
‫كما تقدم اإلنترنت عدة خدمات أخرى كالتعليم عن بعد‪ ،‬خدمة االستعالم الشخص ي‪ ،‬خدمة‬
‫املحادثات الشخصية‪ ،‬خدمات تحويل ونقل امللفات)‪ (FTP‬لنقل امللفات من حاسب آلخر‪ ،‬خدمة‬
‫األرشيف اإللكتروني والويب‪.‬‬
‫‪ 3-1‬تأثير اإلنترنت على اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -‬توفر اإلنترنت للمؤسسات التي تتحرك باتجاه السوق اإللكترونية شبكة من االتصاالت الكونية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام اإلنترنت كأداة تسويقية‬

‫•‬
‫‪LAN : Local Area Network.‬‬
‫••‬
‫‪MAN : Metropolitan Area Network.‬‬
‫•••‬
‫‪WAN : Wide Area Networks.‬‬
‫‪‬‬
‫‪- FTP : File Transfer Protocol‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫‪ -‬تتيح اإلنترنت املجال أمام املؤسسات التي تتعامل إلكترونيا‪.‬‬


‫‪ -‬باللجوء إلى اإلنترنت تصبح املؤسسات أكثر قدرة على الوصول إلى قواعد البيانات الحكومية‬
‫وإحصائيات الصناعة وممارسات املنافسين‪.‬‬
‫‪ -2‬الشبكة الداخلية (اإلنترانت)‬
‫‪ 1 -2‬مفهوم االنترانت‬
‫ال تختلف اإلنترانت (‪ )Intranet‬من الناحية الفنية عن اإلنترنت فهي تستخدم نفس التكنولوجيا‬
‫ونفس بروتوكوالت االتصال‪ .‬وتساعد شبكات اإلنترانت على تطوير أنظمة االتصاالت داخل املؤسسات‪ ،‬فهي‬
‫تزاوج بين شبكة اإلنترانت على مستوى املؤسسة وشبكة اإلنترنت العاملية‪ ،‬وهي تعمل على توفير البيانات‬
‫واملعلومات على الشبكة لكن بصورة ال تتيح للجميع الوصول إليها فهي مقتصرة على العاملين في املؤسسة‬
‫املعنية فقط‪ ،‬ويجري الدخول إلى شبكة اإلنترانت عن طريق كلمة مرور‪ ،‬تزودهم بها إدارة املؤسسة‪.‬‬
‫هذه الشبكات توضع لها أنظمة حماية عالية تتمثل في الجدران النارية لحمايتها من االختراق‪ ،‬فهي‬
‫تحمل ملفات املؤسسة املهمة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مزاياها‪:‬‬
‫ويتيح استخدام اإلنترانت في املؤسسة املزايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االقتصاد في تكاليف الحوسبة ‪ -‬توفير الوقت والسرعة‪ -‬االستقاللية والمرونة‪ -‬توفير خدمات اإل نترنت‬
‫‪ 3-2‬تطبيقات ودعم االنترانت لإلدارة اإللكترونية‬
‫تطبيقات ودعم اإلنترانت لإلدارة اإللكترونية‬
‫التمويل واملحاسبة‬ ‫املوارد البشرية‬

‫‪-‬تقارير املحاسبة‬ ‫‪-‬سياسات املؤسسة‪.‬‬


‫‪-‬تكاليف املشروع‪.‬‬ ‫‪-‬خطط مدخرات‬
‫‪-‬التقارير السنوية‪.‬‬ ‫العاملين‪.‬‬
‫‪-‬املوازنات‪.‬‬ ‫‪-‬ملفات االعالنات‪.‬‬
‫‪-‬التدريب على الخط‬
‫املباشر‪.‬‬
‫شبكة اإلنترانت‬ ‫‪-‬إعالنات التوظيف‪.‬‬

‫التصنيع واإلنتاج‬ ‫التسويق واملبيعات‬

‫‪-‬مقاييس الجودة‪.‬‬ ‫‪-‬تحليل املنافسة‪.‬‬


‫‪-‬جداول الصيانة‪.‬‬ ‫‪-‬تحديث األسعار‪.‬‬
‫‪-‬مواصفات التصميم‪.‬‬ ‫‪-‬الحمالت الترويجية‬
‫‪-‬املخرجات‪.‬‬ ‫‪-‬املبيعات‪.‬‬
‫‪-‬متابعة الطلبات‪.‬‬ ‫‪-‬عقود البيع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫‪ -3‬الشبكة الخارجية (اإلكسترانت)‬


‫‪ 1-3‬مفهوم االكسترانت‬
‫يتم استخدام الشبكة الخارجية لربط شركاء العمل‪ ،‬مثل املوردين والبائعين والشركاء التجاريين‪،‬‬
‫الذين يجرون معامالت تجارية متكررة مع املؤسسة‪ ،‬ويسمح لشركاء العمل الخارجيين بالدخول لها‪ ،‬ألسباب‬
‫استراتيجية‪ ،‬وعادة ما يكون الوصول للمعلومة فيها جزئيا‪ ،‬فشبكة "اإلكسترانت ‪ ،"Extranet‬مصممة‬
‫لتلبية احتياجات املستفيدين من خارج املؤسسة من املوردين والزبائن ومجموعات املؤثرين وحملة األسهم‪،‬‬
‫وتستخدم تقنيات الحماية ويتطلب الدخول إليها استخدام كلمة مرور‪ ،‬وذلك ألن الشبكة غير موجهة‬
‫للجمهور العام كما هو الحال في شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫ويمكن أن نجد تطبيقات اإلكسترانت في املجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نظم تدريب وتعليم العمال‪.‬‬
‫‪ -‬نظم التشارك في قواعد البيانات بين الجامعات ومراكز األبحاث التابعة لحكومة ما أو إلدارة‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات مؤسسات الخدمات المالية والمصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬نظم إدارة شؤون الموظفين والموارد‪ ،‬للشركات العالمية المتعددة المراكز والفروع‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬فوائد الشبكة الخارجية‪.‬‬
‫في العموم تستخدم املؤسسات شبكة االكسترانت لألغراض التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبادل الحجم الكبير من البيانات بين أطرافها املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬تقاسم األدلة وفهارس املنتج مع تجار الجملة واألطراف األخرى ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ -‬التشارك مع املؤسسات األخرى فيما يتعلق باملشروعات واألنشطة املتعلقة بالتطوير املشترك‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير واستخدام برامج التدريب املشتركة مع املؤسسات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التقديم (أو الوصول إلى الخدمات املقدمة) من قبل املؤسسة الواحدة إلى املؤسسات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تقاسم األخبار واالهتمامات املشتركة مع املؤسسات األخرى‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نظم املعلومات في اإلدارة اإللكترونية‬
‫اإلدارة اإللكترونية تحتاج إلى نظم معلومات لتنفيذ وظائفها ودعم عملياتها وأنشطتها ذات الصلة‬
‫بإدارة عالقات املؤسسة مع بيئتها الخارجية‪،‬‬
‫‪ -1‬نظم دعم اإلدارة‬
‫‪ 1-1‬نظم المعلومات اإلدارية ‪MIS‬‬
‫نظم املعلومات اإلدارية هي عبارة عن نظم تستخدم تكنولوجيا املعلومات في عمليات توفير وإرسال‬
‫وتخزين ومعالجة وعرض املعلومات الالزمة‪ ،‬بهدف تدعيم األنشطة اإلدارية املختلفة في املؤسسة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪MIS: Management Information Systems‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫ويتلخص دور نظم املعلومات اإلدارية بنسج شبكة داخلية من االتصاالت اإللكترونية على مستوى‬
‫املجاالت الوظيفية الرئيسية للمؤسسة (إنتاج‪ ،‬تسويق‪ ،‬محاسبة ومالية‪ ،‬موارد بشرية‪ ،‬بحوث‬
‫وتطوير‪...‬إلخ) متوافقة مع امتدادات نظم فرعية للمعلومات تستند جميعها إلى حزمة من نظم وقواعد‬
‫البيانات‪ ،‬ويعتمد هذا النسيج على شبكة اإلنترانت أو شبكة االتصال املحلي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تتصل هذه النظم باملوردين والزبائن‪ ،‬وذلك من خالل شبكة اإلكسترانت‪ ،‬وتبقى‬
‫شبكة اإلنترنت نافذة نظم املعلومات على السوق الكونية وبيئة األعمال خارج املؤسسة‪.‬‬
‫‪ 2-1‬نظم دعم القرار ‪DSS‬‬
‫نظم دعم القرارات هي نظم معلومات حاسوبية تفاعلية تستخدم أدوات وتقنيات تكنولوجيا‬
‫املعلومات‪ ،‬لبناء نماذج القرارات واختيار الحل األمثل للمشكالت التي تخضع لظروف املخاطرة وعدم‬
‫التأكد‪ ،‬وهي تقوم بتجهيز املديرين بأدوات تساعدهم على حل املشكالت شبه هيكلية ولكن بطريقة هؤالء‬
‫املديرين وأسلوبهم الشخص ي‪.‬‬
‫تحتاج اإلدارة اإللكترونية إلى دعم مستمر من نظم دعم القرارات التي تعمل مع اإلدارة الخلفية‪،‬‬
‫ولديها جاهزية عالية لتحليل البيانات ووضع البدائل والخيارات املتاحة أمام املدير التخاذ القرار املناسب‪،‬‬
‫ّ‬
‫وكلما كانت هذه النظم بسيطة وتلقائية وذات استجابة سريعة الحتياجات اإلدارة‪ ،‬وفرت لإلدارة اإللكترونية‬
‫فرصا واسعة لتخطيط وتنفيذ أنشطة األعمال اإللكترونية بكفاءة وفعالية‪.‬‬
‫مقارنة بين نظم املعلومات ونظم دعم القرار‬
‫نظم املعلومات اإلدارية ‪MIS‬‬ ‫نظم دعم القرار ‪DSS‬‬
‫نظام ال يعتمد على وجود ‪DSS‬‬ ‫نظام يعتمد على وجود ‪MIS‬‬
‫يساعد على اتخاذ القرارات‬ ‫يرتكزعلى اتخاذ ودعم القرارات‬
‫يوفر التقارير من قاعدة البيانات لجميع‬ ‫االستجابة السريعة لدعم املدير‬
‫مستخدمي النظام‬
‫غير قادر على التحليل‬ ‫قادرعلى التحليل‬
‫دعم غير مباشر للمدير إلمكانية تفسيره‬ ‫تقديم توصيات محددة للقرارات‬
‫للمعلومات بعدة طرق بناء على خبرته‬
‫يقوم بتقديم الدعم فقط في حالة املشاكل الشبه تقديم حل للمشاكل اإلدارية بصفة عامة‬
‫مهيكلية‬
‫الهدف األساس ي توفير معلومات‬ ‫الهدف األساس ي عملية اتخاذ القرار‬

‫‪‬‬
‫‪DSS: Decision Support Systems‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫‪ 3-1‬نظم دعم اإلدارة العليا)‪Executive support system (ESS‬‬


‫ويمكن تعريف نظم دعم اإلدارة العليا بأنها نظام معلومات للمستوى االستراتيجي في املنظمة مصمم‬
‫ملساعدة اإلدارة العليا في اتخاذ القرارات غير املهيكلة من خالل تصاميم متقدمة واتصاالت‪ .‬وهو نظام‬
‫معلومات حاسوبي يوفر وصوال سريعا للمعلومات املناسبة زمنيا‪ ،‬ويوفر تقارير لإلدارة‪ ،‬حيث يتصف هذا‬
‫النظام بسهولة االستخدام واعتماده على تقديم املعلومات الناتجة بطريقة مفهومة وسهلة االستخدام‪.‬‬
‫‪ -2‬نظم الدعم الذكي للقرارات‬
‫‪ 1-2‬الذكاء الصناعي لألعمال‬
‫يقصد بالذكاء الصناعي قدرة الحاسوب على القيام بمهام ووظائف تحاكي ما يقوم به العقل‬
‫اإلنساني‪ .‬فهو الطريقة التي يصبح بها الحاسوب مفكرا بذكاء‪ ،‬حيث يمكن إنجاز ذلك عن طريق دراسة‬
‫كيف يفكر األفراد عندما يرغبون في اتخاذ قرار ما أو عدة قرارات لحل مشكلة أو مشاكل معينة‪ ،‬ثم تصميم‬
‫برنامج للحاسوب لحل املشاكل باستخدام هذه الخطوات‪.‬‬
‫وتمتاز نظم الذكاء الصناعي لألعمال قدرتها على التعامل مع الحاالت املعقدة مثل اكتساب املعرفة‬
‫وتطبيقها‪ ،‬التفكير واإلدراك ودعم القرارات اإلدارية حتى مع وجود معلومات غير كاملة‪ ،‬واالستجابة‬
‫السريعة للمتغيرات والظروف الجديدة‪ ،‬إلى غير ذلك من الخصائص املميزة لهذه النظم ولتطبيقاتها في‬
‫حقول اإلدارة واألعمال وبصورة خاصة تطبيق نظم وتقنيات الذكاء الصناعي لدعم أنشطة وعمليات اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-2-2‬الشبكات العصبية ‪Neural Networks‬‬
‫تعتبر الشبكات العصبية من أهم مجاالت الذكاء االصطناعي الذي يعكس تطورا هاما ملموسا‬
‫في طريقة التفكير اإلنساني‪ ،‬وتدور فكرة الشبكات العصبية حول محاكاة العقل البشرى باستخدام‬
‫الحاسب اآللي‪.‬‬
‫تتكون بنية الشبكة العصبية املحوسبة من عدد محدد من الخاليا العصبية الصناعية‪ ،‬وكل خلية‬
‫تتكون من العناصر التي تظهر في الشكل املوالي‪:‬‬
‫نموذج بسيط للخلية العصبية املحوسبة‬
‫األوزان‬
‫‪X1‬‬
‫‪W1‬‬
‫إشارات املدخالت‬ ‫الخلية‬ ‫املخرجات‬
‫‪X2‬‬ ‫‪W2‬‬ ‫العصبية‬ ‫‪Y‬‬

‫‪W‬‬
‫‪XA‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫تتصل الخاليا العصبية بواسطة روابط ولكل رابط وزن عددي مصاحب له‪ ،‬وتمثل األوزان الوسيلة‬
‫األساسية لذاكرة الشبكات العصبية الطويلة األجل‪ ،‬ويمكن للشبكة العصبية أن تتعلم من خالل‬
‫التعديالت املتكررة لهذه األوزان‪.‬‬
‫تمتاز الشبكات العصبية باستخدامها ملنهج االستكشاف‪ ،‬وبحثها عن الحلول املثلى‪ ،‬وتحسين الحل‬
‫املقترح من خالل التدريب والتعلم واستخدامها الواسع في التنبؤ‪ ،‬والتصنيف والتجميع والتصفية‬
‫والتجريد‪ ،‬وتفسير الحلول‪ ،‬باإلضافة إلى بناء نماذج محاكاة للمشكالت التي ال تستخدم فيها نظم وتقنيات‬
‫الذكاء الصناعي‪ ،‬ولهذا تستخدم تقنيات الشبكات العصبية في مختلف أنشطة األعمال وخاصة في مجال‬
‫إدارة العمليات‪ ،‬والتحليل املالي والضبط والسيطرة‪ ،‬والتنبؤ بأسعار األسهم والسندات وأسعار صرف‬
‫العمالت‪ ،‬وإدارة املخاطر‪ ،‬وتحليل محفظة االستثمار‪ ،‬االئتمان املصرفي‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬ودعم قرارات‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ 3-2‬النظم الخبيرة ‪Expert Systems‬‬
‫النظم الخبيرة هي برامج ذكية تحتوي على الكثير من املعلومات التي يملكها خبير إنساني في حقل‬
‫معين من حقول املعرفة‪ ،‬والفرق بين أنظمة قواعد البيانات واألنظمة الخبيرة هو أن األولى تستعيد‬
‫معلومات مخزونة‪ ،‬بينما أنظمة الخبرة فهي تستعمل قوانين التفكير من املنطق والحس العام وغيرها‬
‫للوصول إلى نتائج عائدة إلى املعلومات املخزونة‪ ،‬ويمكن تصنيف األنظمة الخبيرة إلى ثالث أنواع أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬النظم التي تعمل كمساعد‬
‫‪ -2‬النظم التي تعمل كزميل‬
‫‪ -3‬النظم التي تعمل كخبير‬
‫‪ -3‬نظم األعمال اإللكترونية‬
‫تعتبر األعمال اإللكترونية حقال مهما من حقول اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وتستند إلى نظم في مجاالت‬
‫رئيسية تتمثل في تخطيط موارد املؤسسة‪ ،‬إدارة سالسل التوريد‪ ،‬وإدارة عالقات الزبائن‪.‬‬
‫‪ERP‬‬ ‫‪ 1-3‬نظام تخطيط موارد المؤسسة‬
‫يعد نظام تخطيط موارد املؤسسة نظام معلومات موجه محاسبيا لتحديد وتخطيط موارد‬
‫املؤسسة الواسعة الالزمة للتوريد‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬والبيع‪ ،‬واملحاسبة بناء على طلبات الزبائن‪ ،‬ومن ثم فهو منهج‬
‫(إجرائي) للتخطيط ّ‬
‫الفعال والتحكم بكل املوارد الالزمة للتوريد‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬والبيع واملحاسبة حسب طلبات‬
‫الزبائن في شركات التصنيع‪ ،‬أو التوزيع‪ ،‬أو الخدمات‪.‬‬
‫وتهدف تكنولوجيا تخطيط موارد املؤسسة إلى تكامل وربط جميع األقسام والوظائف داخل‬
‫املؤسسة وداخل فروعها‪ ،‬في نظام حوسبة واحد‪ ،‬ويخدم هذا النظام احتياجات املؤسسة ككل‪ ،‬وكانت‬
‫األجيال األولى من هذه األنظمة مكلفة جدا‪ ،‬غير أنه اعتبارا من أوائل عام ‪ 2000‬بدأت هذه األنظمة تتجه‬
‫إلى شبكة اإلنترنت‪ ،‬واستخدام تكنولوجيا شبكة الويب في بناء برامج واجهة النظام‪ ،‬وصار بإمكان‬

‫‪‬‬
‫‪ERP : Enterprise Resource Planning‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫املؤسسات الحصول على خدمة تخطيط املوارد من خالل طرف ثالث متخصص‪ ،‬يخدم أكثر من شركة‬
‫ومؤسسة من خالل االتصال بشبكات اإلنترنت‪.‬‬
‫‪SCM‬‬ ‫‪ 2-3‬نظام إدارة سلسلة التوريد‬
‫نظام إدارة سلسلة التوريد ي عالج تدفق املعلومات والدفعات املالية واملواد األولية والخدمات من‬
‫املوردين ومستودعات الشركة وتنتهي بالزبون‪ ،‬وكذلك جميع الشركات والعمليات ذات العالقة والتي تساهم‬
‫في صناعة السلعة أو الخدمة حتى تسليمها للمستهلك‪ ،‬أي أنها تربط شبكة أعمال من النشاطات التي تحتوي‬
‫على مهام مختلفة من مشتريات ورقابة املخزون‪ ،‬وعمليات التوزيع والتسليم‪.‬‬
‫يتم إدارة سلسلة التوريد إلكترونيا باالعتماد على شبكات اإلدارة اإللكترونية (اإلنترنت‪ ،‬اإلنترانت‪،‬‬
‫اإلكسترانت) وبرمجياتها‪ ،‬والعمل على أتمتة تدفق املعلومات عبر السلسلة وتبادلها إلكترونيا مع جميع‬
‫أطراف العالقة‪ .‬ويعد نظام املعلومات إلدارة سلسلة التوريد نظام إلكتروني شامل ومتكامل‪ ،‬حيث يوفر‬
‫ّ‬
‫عددا من املعلومات والوظائف‪ ،‬كما يمكن املستخدم من الوصول للمعلومات واالطالع على كامل سلسلة‬
‫التوريد‪ ،‬فهو يهدف إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع المعلومات بخصوص كل منتج‬
‫‪ -2‬الدخول إلى أي معلومات أو بيانات متوفرة في النظام أو تمريرها من خالل ما يسمى بنقطة‬
‫االتصال الواحدة‬
‫‪ -3‬تحليل وتخطيط األنشطة وصوال للتبادلية اعتمادا على المعلومات الواردة من سلسلة التوريد‬
‫‪ -4‬التنسيق والتعاون مع األطراف المشاركة في سلسلة التوريد‬
‫‪CRM‬‬ ‫‪ 3-3‬نظم إدارة عالقات الزبائن‬
‫تعمل أنظمة إدارة العالقات على تجميع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالعمالء‪ ،‬بداية من بياناتهم‬
‫الشخصية كالعمر واملستوى االجتماعي واملادي‪ ،‬وصوال إلى دراسة خصائصهم النفسية وتفاعالتهم املختلفة‬
‫مع الرسائل التي توجه إليهم‪ .‬تعمل هذه املعلومات كحجر األساس التي تقوم عليه األنشطة التسويقية ككل‪،‬‬
‫فبدونها لن تستطيع الحمالت التسويقية تحقيق أهدافها بالكفاءة املطلوبة‪ ،‬وبدونها أيضا ال تستطيع‬
‫املؤسسة التواصل مع جمهورها الحالي أو جذب املزيد من الجمهور املستهدف‪ .‬ومن أهم أنشطة نظم إدارة‬
‫عالقات الزبائن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تأمين االتصال المستمر مع الزبائن الحاليين‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين االتصال األولي مع الزبائن المحتملين أو المستفيدين المحتملين (من موزعين‪ ،‬موردين‪،‬‬
‫وشركاء أعمال)‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الدعم المباشر لجهود ما قبل البيع وخالل البيع وخدمات ما بعد البيع‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه ورقابة وسائل الدفع اإللكتروني والتأكد من كفاءة وفعالية هذه الوسائل‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪SCM : Supplay Chain Management‬‬
‫‪‬‬
‫‪CRM : Customers Relationship Management‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫املحورالسادس‪ :‬آثارتطبيق اإلدارة اإللكترونية على مبادئ املرفق العام‬


‫أوال‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بمبدأ استمرارية املرفق العام‬
‫يعد مبدأ استمرارية املرفق العام من أهم املبادئ التي بنيت عليها فكرة أو نظرية املرفق العام‪ ،‬التي‬
‫أن املرفق العام من حيث الهدف له‬ ‫تستند إلى ضرورة االستجابة إلى تأمين االحتياجات العامة‪ ،‬باعتبار ّ‬

‫أهمية عالية في حياة الجماعة‪ ،‬التي منحت الحكام مسؤولية استخدام السلطة من أجل تأمين هذه‬
‫االحتياجات بشكل مستمر وفعال‪ ،‬فمبدأ استمرارية املرفق العام يتضمن بعدين‪ :‬استمرارية نشاط املرفق‬
‫العام‪ ،‬واستمرارية إمكانية ولوج املنتفعين منه إليه‪ .‬أي ما يؤمن حسن سير املجتمع والدولة‪.‬‬
‫ومن بين ضمانات مبدأ سير املرفق العام بانتظام‪:‬‬
‫أ‪ -‬تنظيم اإلضراب‬
‫ب‪ -‬تنظيم االستقالة‬
‫إن نظام اإلدارة اإللكترونية سوف يؤدي إلى التطبيق املحكم ملبدأ دوام سير املرفق العام وبشكل‬
‫شبه تام من خالل توفير البوابات اإللكترونية التي تقدم خدماتها على شبكة االنترنت على مدار ‪ 24‬ساعة‪،‬‬
‫ويوميا دون إجازات أو عطالت‪ ،‬ودون ارتباط بساعات دوام العمل‪ ،‬ملدة ‪ 7‬أيام في األسبوع و‪ 365‬يوم في‬
‫العام‪ ،‬أي أنه ال يتم تحديد مواعيد لفتح مكاتب املوظفين أو إغالقها‪ ،‬وإنما يعمل املرفق على مدار الساعة‬
‫وال يتوقف إال إذا حدث عطل فني للتقنية الالزمة لالستفادة من خدماته‪.‬‬
‫ومن تأثير تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية على مبدأ سير املرفق العام بانتظام‪ ،‬هو تخلص الجمهور‬
‫من عقبة الصفوف أو الطوابير‪ ،‬وهذا من شأنه أن يريح الجمهور من عناء الوقوف في الطوابير للحصول‬
‫على معلومة أو إنجاز معاملة‪.‬‬
‫ويالحظ ّ‬
‫أن االدارة اإللكترونية تساعد على التخفيف من حدة النتائج املترتبة عن مخالفة مبدأ سير‬
‫املرفق العام بانتظام واطراد‪ ،‬فإذا كانت الخدمة تتم دون تدخل من جانب املوظفين‪ ،‬فإن حاالت إضراب‬
‫املوظفين وامتناعهم عن آداء الخدمة تقل إلى حد كبير‪ ،‬وذلك لكون الخدمات ال تتأثر بوجود املوظفين‪،‬‬
‫حيث يستطيع الفرد الحصول على الخدمة حتى في حالة عدم وجود املوظفين‪ ،‬وذلك من خالل دخوله على‬
‫شبكة اإلنترنت ليال أو نهارا‪ ،‬والسير بإجراءات الخدمة حتى الحصول عليها‪.‬‬
‫كما ال تؤثر حاالت االستقالة أيضا على استمرارية املرفق العام في أداء خدماته بصورة منتظمة‪،‬‬
‫وذلك كون الخدمة تؤدى إلكترونيا‪ ،‬وتقلل اإلدارة اإللكترونية من وجود ظروف طارئة تؤثر على املعامالت‬

‫‪19‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫بين األفراد والجهات اإلدارية حيث يستطيع الفرد الحصول على املعلومات والبيانات الالزمة إلجراء هذه‬
‫املعامالت في أي وقت من األوقات‪.‬‬
‫كما يمكن للموظف من داخل بيته وفي غير أوقات العمل الرسمية تقديم خدماته عن طريق البريد‬
‫اإللكتروني لإلدارة‪ ،‬كما يمكن للمواطن الحصول على كافة املعلومات املطلوبة عن طريق خدمة الهاتف‬
‫املبرمج الذي يعمل تلقائيا في أي وقت ومن مواقع املرافق العامة عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بمبدأ املساواة بين املنتفعين‬


‫يقتض ي مبدأ املساواة أمام املرفق العام وجوب معاملة املرفق العام لكل املستفيدين معاملة واحدة‬
‫دون تفضيل البعض على البعض اآلخر ألسباب تتعلق بالجنس أو اللون أو الدين أو غيرها‪ ،‬وتعود فلسفة‬
‫إلزام املرفق بالحياد بعالقته باملنتفعين إلى ّ‬
‫أن املرفق العام تم إحداثه بأموال عامة بغرض أداء حاجة عامة‪،‬‬
‫ومن هنا يتعين عليه أن ال يفاضل في مجال االنتفاع بين شخص وشخص‪ ،‬وفئة وأخرى ممن يلبون شروط‬
‫االنتفاع من خدمات املرفق‪ ،‬بيد ّ‬
‫أن هذا املبدأ ال يتنافى مع سلطة املرفق في فرض بعض الشروط التي‬
‫تستوجبها القوانين واللوائح‪ ،‬كالشروط املتعلقة بدفع الرسوم‪ ،‬أو اتباع بعض اإلجراءات أو تقديم بعض‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫ويظهر تأثير نظام اإلدارة اإللكترونية على هذا املبدأ بعدم التفرقة بين العمالء في تحديد رسوم‬
‫االستخدام‪ ،‬ومتساوين في اتباع إجراءات الحصول على الخدمة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها ال تجعل مقدم الخدمة‬
‫وطالبها في مواجهة مباشرة‪ ،‬مما يساعد في القضاء على املحاباة والرشوة وغيره من مظاهر الفساد‪.‬‬
‫وحتى ال تكون هذه املساواة نظرية بعد إدخال نظام اإلدارة اإللكترونية ينبغي مساعدة أولئك الذين‬
‫ال يستطيعون استخدام الكمبيوتر أو الدخول إلى شبكة اإلنترنت‪ ،‬حتى يتمكنوا من االستفادة بالخدمات‬
‫املرفقية التي تقدمها اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وال يحرموا منها بسبب ظروفهم االجتماعية أو االقتصادية‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا ال بد من التركيز على عنصرين أساسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬التثقيف اإللكتروني وتوفيرالبنية التحتية‪:‬‬
‫بالرغم من تزايد استخدام االنترنت في الحياة اليومية للمواطنين‪ ،‬فإن هناك من ال يملكون‬
‫كومبيوتر وال يستطيعون الدخول إلى شبكة االنترنت من منازلهم‪ ،‬ونجاح نظام اإلدارة اإللكترونية وتوصيل‬
‫الخدمات عن طريق اإلنترنت إلى املستفيدين‪ ،‬يقض ي توفير البنية التحتية واألجهزة اإللكترونية الالزمة‬
‫لذلك‪ ،‬وجعلها في متناول املواطنين الذين ال يمتلكون هذه األجهزة‪ ،‬ولذلك ينبغي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشاء أماكن عامة مجهزة بأجهزة الكمبيوتر تمكن املواطن العادي الذي ال يمتلك كمبيوتر في بيته‬
‫من الدخول إلى شبكة اإلدارة اإللكترونية للمرافق العامة والحصول على خدمتها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫‪ -2‬يجب أن تكون مواقع الخدمات املرفقية وواجهاتها على الشبكة املعلومات بسيطة وواضحة مزودة‬
‫برسوم غرافيكية‪ ،‬ألن السهولة تعتبر عنصرا أساسيا إلمكانية التعامل بالنسبة لعامة الناس‪ ،‬بل ومختلف‬
‫الفئات‪ ،‬ويفضل أن تكون بأكثر من لغة‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أن تكون هناك حملة دعائية واسعة النطاق إلعالم املواطنين بوجود اإلدارة اإللكترونية‬
‫وكيفية االستفادة منها ومجاالت هذه االستفادة‪ ،‬وكلما كانت آلية الحصول على الخدمة بسيطة ومنظمة‬
‫كلما زادت نسبة نجاح نظامها‪ ،‬فنجاح اإلدارة اإللكترونية مرهون بمدى استفادة املواطنين منها‪ .‬ولعل من‬
‫أبرز عوائق هذه االستفادة تفاوت الناس في املعارف اإللكترونية‪ ،‬إذ يختلف حتى أفراد األسرة الواحدة في‬
‫مدى مقدرتهم على استخدام الكمبيوتر والدخول إلى شبكة املعلومات والتجول بين مواقعها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى تكنولوجيا مواقع الواجهة الصوتية التي تسمح ألولئك الذين ال يستخدمون‬
‫الكمبيوتر بالدخول إلى اإلنترنت واالستفادة من نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فيستطيع أي فرد الدخول إلى‬
‫اإلنترنت من خالل الهاتف‪ ،‬باستخدام خدمات الشبكة التي تعمل بواسطة الصوت‪.‬‬
‫ب‪ -‬حياد املر افق العامة‪:‬‬
‫يرتبط مبدأ حياد املرافق العامة بمبدأ املساواة أمام املرافق العامة ويعني إدارة شؤون املرافق‬
‫ً‬
‫العامة بطريقة موضوعية بصرف النظر عن الخالفات الشخصية‪ ،‬بما يكفل رفع كفاءتها تحقيقا للصالح‬
‫العام‪ ،‬وتوزيع خدماتها على كافة املستحقين دون تفرقة بسبب االتجاهات السياسية أو السالالت العرقية‪،‬‬
‫أو املذاهب الدينية‪ ،‬أو التيارات الفلسفية ‪.‬‬
‫ً‬
‫وتطبيقا ملبدأ حياد املرافق العامة يجب تجاوز الخالفات السياسية وعدم االعتداد بها رغم صعوبة‬
‫ذلك عمليا ‪ ،‬لتحقيق مصلحة املرفق والتمكن من تقديم خدماته بطريقة إلكترونية‪ .‬وقد حدث في بعض‬
‫املحليات أن حالت املعارضة السياسية بين املسؤولين وبين الحصول على التمويل أو الدعم الالزم إلقامة‬
‫وتجهيز املوقع املناسب على اإلنترنت‪ .‬وفي وحدات محلية أو إدارية أخرى أمكن إقامة موقع مشترك لعدد من‬
‫الوحدات للتغلب على الحواجز السياسية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بمبدأ قابلية املرفق العام للتغير‬


‫ويقصد به حق الجهة اإلدارية في تعديل النظام القانوني أو الالئحي للمرفق العام وذلك وصوال إلى‬
‫تحقيق هدفه في تقديم الخدمة بأقل تكلفة وبسرعة في اإلنجاز‪.‬‬
‫وملا كانت اإلدارة التقليدية تقوم على االستعانة بعدد كبير من املوظفين وذلك لتقديم الخدمات‬
‫املختلفة لألفراد‪ ،‬وكان يتم استخدام الكثير من األوراق واملستندات‪ ،‬ويحتاج إنهاء الخدمة إلى الحصول على‬

‫‪21‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫أكثر من توقيع أو تصديق على املستند املطلوب‪ ،‬وأن ذلك يرتبط بتواجد هؤالء املوظفين في عملهم‪ ،‬وبالحالة‬
‫أن هذه الظروف كان يترتب عليها بطء اإلجراءات والتأخير في تقديم الخدمة‪.‬‬‫النفسية لهم‪ ،‬وال شك ّ‬

‫وعليه فإن االنتقال من نظام اإلدارة التقليدية إلى نظام اإلدارة اإللكترونية يعد استجابة للمصلحة‬
‫العامة التي تقتض ي تطوير املرافق العامة وتدعيمها باألجهزة اإللكترونية وتأهيل موظفيها‪ ،‬فاإلدارة‬
‫اإللكترونية هي التطبيق العملي ملبدأ مواكبة املرافق العامة للتطورات واملستجدات والتغيرات‪ .‬دون أن يكون‬
‫ألحد الحق في االعتراض على هذا التغيير سواء من املنتفعين باملرفق أو من العاملين فيه‪ .‬وهذا الحق ثابت‬
‫لإلدارة دون حاجة إلى نص‪ ،‬حتى إذا كان املرفق يدار بطريق االمتياز‪.‬‬
‫وال شك أن تطبيق هذا املبدأ يسمح لإلدارة بتغيير إدارة املرافق العامة من النظام التقليدي إلى‬
‫النظام اإللكتروني‪ .‬وذلك بصرف النظر عن طريقة اإلدارة املتبعة‪ ،‬وسواء تعلق األمر بإدارة مباشرة تتوالها‬
‫السلطة العامة‪ ،‬أم بإدارة غير مباشرة يتوالها ملتزم بعقد امتياز‪ ،‬أو شركة اقتصاد مختلط‪ ،‬أو شركة قطاع‬
‫عام تملك الدولة جميع أسهمها‪.‬‬
‫غير أن حقوق املستفيدين من املرافق العامة أو املنتفعين بها يجب أال تضار أو تنتقص بسبب‬
‫التحول إلى النظام اإللكتروني‪ .‬وهذا االحتمال وارد وكبير خصوصا إذا كانت درجة الوعي بهذا النظام‬
‫منخفضة ‪ ،‬مع قلة عدد مستخدمي الكمبيوتر واملترددين على شبكة املعلومات‪ .‬مما يلقى على عاتق‬
‫السلطات املعنية التزاما بمواجهة وحل هذه املشكلة إلقامة املساواة بين الناس في االنتفاع بخدمات املرافق‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫املحورالسابع‪ :‬آثارتطبيق اإلدارة اإللكترونية على تسييراملرفق العام؛‬

‫أوال‪ :‬التخطيط اإللكتروني‬


‫‪ -1‬مفهوم التخطيط اإللكتروني‬
‫لجعل التخطيط التقليدي أكثر مواكبة وقدرة على استيعاب املتغيرات املتوالية‪ّ ،‬‬
‫تغيرت ممارساته‬
‫وآلياته عبر اعتماد املزايا اإللكترونية‪ ،‬وأصبح يعرف بالتخطيط اإللكتروني الذي يعني‪" :‬تحديد ما يراد عمله‬
‫آنيا ومستقبال باعتماد تدفق معلوماتي هائل من داخل املؤسسة ومن خارجها‪ ،‬وبتعاون مشترك بين القمة‬
‫والقاعدة باإلفادة من الشبكة اإللكترونية‪ ،‬ملواجهة متطلبات األسواق املتغيرة وحاجات الزبائن وتفضيالتهم‬
‫املحتملة‪ ،‬وفقا لخطط طويلة األمد ذات مرونة عالية وتجزئة واضحة لخطط آنية وقصيرة األمد"‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرق بين التخطيط اإللكتروني والتقليدي‬
‫يمكن تحديد هذه االختالفات في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬األهداف‪ :‬في التخطيط اإللكتروني نجد ّ‬
‫أن األهداف مرنة وآنية وقصيرة األجل‪ ،‬وقابلة للتجديد‬
‫باستمرار‪ ،‬نظرا ألنه عملية ديناميكية‪ ،‬بينما األهداف في التخطيط التقليدي يتم تحديدها من أجل تنفيذها‬
‫في سنة مقبلة أو أكثر‪ ،‬وأي تغيير فيها يحدث تأثيرا سلبيا على كفاءة التخطيط‪.‬‬
‫‪ -2‬املعلومات‪ :‬نجد أنها دائمة التدفق في التخطيط اإللكتروني‪ ،‬مما يجعله تخطيطا مستمرا‪ ،‬بينما‬
‫نجدها في التخطيط التقليدي ترد في زمن متقطع مما يجعله تخطيطا متقطعا وفصليا‪.‬‬
‫‪ -3‬املخططين‪ :‬في التخطيط اإللكتروني نجد ّ‬
‫أن جميع العاملين يمكنهم أن يساهموا في التخطيط‪ ،‬في‬
‫أي وقت‪ ،‬ومع كل فكرة جديدة‪ ،‬بينما في التخطيط التقليدي نجد ّ‬
‫أن هناك أفرادا يقومون بالتخطيط‪،‬‬
‫وآخرون يقومون بالتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -4‬اتجاه التخطيط‪ :‬في التخطيط اإللكتروني نجد ّ‬
‫أن اتجاهه أفقيا‪ ،‬بينما التخطيط التقليدي فإن‬
‫اتجاهه من أعلى إلى أسفل‪.‬‬
‫‪ -3‬مزايا التخطيط اإللكتروني‬
‫‪ -1‬أن املعلومات التي تتدفق باستمرار إلى اإلدارة اإللكترونية بفعل تواصلها الدائم وتفاعلها مع كل‬
‫أن وجودها تحت‬ ‫املستجدات‪ ،‬تضع بين يدي تلك اإلدارة بشكل دائم قاعدة بيانات محدثة‪ ،‬من املؤكد ّ‬

‫تصرف اإلدارة سيعزز من قدرتها على وضع خطط مرحلية ناجحة‪ ،‬تأسيسا على مستجدات الواقع وقراءاته‬
‫التي ترد إليها أوال بأول‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫‪ -2‬يضمن التغيير املستمر في الخطط اإللكترونية تعديال أو تطويرا في خططها مع كل تغيير‪ ،‬وتجنبا ملا‬
‫قد يكون شابها من قصور‪ ،‬وهذا ما دفع بعض املؤسسات إلى التسليم بأن التخطيط بعيد املدى يحد من‬
‫ّ‬
‫استجابة اإلدارة لألفكار الجديدة‪ ،‬ويتخلف بها عن مواكبة التغيرات‪ ،‬ويحرمها فرصا متميزة ال تتاح لها إال‬
‫في ظل التخطيط املوقفي‪ ،‬القائم على تقييم الظرف الراهن ومتطلباته ووسائل معالجته بأداء ابتكاري‬
‫معتمد على املعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم التخطيط اإللكتروني أفرادا لديهم املهارات التخطيطية والتحليلية‪ ،‬والقدرة على التخطيط‬
‫اآلني في ظل قراءات الواقع والبيئة التي يتيحها توافر املعلومات‪ ،‬مما يحدث قفزة في مجال تنمية املوارد‬
‫البشرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنظيم اإللكتروني‬


‫‪ -1‬مفهوم التنظيم اإللكتروني‬
‫يمكن تعريف التنظيم اإللكتروني "بأنه اإلطار الفضفاض لتوزيع السلطة واملهام والعالقات‬
‫الشبكية األفقية الذي يحقق التنسيق اآللي وفي كل مكان من أجل إنجاز الهدف املشترك ألطراف التنظيم‪،‬‬
‫فهو يعتمد على البريد اإللكتروني وقاعدة ومستودع البيانات املشتركة‪ ،‬وإدارة عالقات العاملين على أساس‬
‫شبكي داخل املؤسسة‪ ،‬وإدارة العالقات الزبائن املتعلقة بالزائرين إلكترونيا‪".‬‬
‫‪ -2‬الفرق بين التنظيم اإللكتروني والتقليدي‬
‫التحوالت اإلدارية من أسلوب التنظيم التقليدي إلى أسلوب التنظيم اإللكتروني‬
‫التنظيم اإللكتروني‬ ‫التنظيم التقليدي‬ ‫املكونات‬
‫التنظيمية‬
‫‪ -‬التنظيم املصفوفي ثم الشبكي‪.‬‬ ‫‪ -‬التنظيم الوظيفي‪.‬‬ ‫الهيكل‬
‫‪ -‬الهيكل قائم على الوحدات الثابتة‪ - .‬الهيكل قائم على فرق العمل الجماعية‪.‬‬ ‫التنظيمي‬
‫‪ -‬تنظيم الوحدة التنظيمية الواحدة‪ - .‬تنظيم الوحدات املصغرة‬
‫‪ -‬التنظيم عمودي من أعلى إلى ‪ -‬التنظيم أفقي من اليمين إلى اليسار‪.‬‬
‫‪ -‬بدون هيكل تنظيمي محدد‪.‬‬ ‫أسفل‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل تنظيمي محدد‪.‬‬
‫‪ -‬التقسيم اإلداري على أساس ‪ -‬التنظيم القائم على الفرق حيث يقوم على‬ ‫التقسيم‬
‫تكوين الفرق ضمن القسم الواحد‪ ،‬أو من‬ ‫األقسام أو الوحدات‪.‬‬ ‫اإلداري‬

‫‪24‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫أقسام تنظيمية متعددة ليتجاوز اإلطار‬ ‫‪ -‬التقسيم اإلداري التقليدي‪.‬‬


‫التنظيمي الرسمي‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم الخلوي الذي يمكن أن يكون بدون‬
‫هيكل تنظيمي حيث يتم تشيكل خاليا حسب‬
‫الظروف‪ ،‬من تحالفات داخلية أو خارجية‬
‫لتأدية املهام املختلفة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬الوحدات االستشارية أو السلطة‬ ‫سلسلة األوامر ‪ -‬سلسلة األوامر اإلدارية‪.‬‬
‫االستشارية‪.‬‬ ‫‪ -‬سلسلة األوامر الخطية‪.‬‬
‫‪ -‬الوحدات املستقلة والفرق املدارة ذاتيا‪.‬‬ ‫‪ -‬التنظيم أحادي الرئيس املباشر‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم ثنائي الرئيس املباشر أو تعدد‬
‫الرؤساء املباشرين‪.‬‬
‫‪ -‬اللوائح والسياسات التفصيلية ‪ -‬السياسات املرنة‪.‬‬ ‫الرسمية‬
‫‪ -‬الفريق املدار ذاتيا أو إدارة الذات‪.‬‬ ‫(التعليمات الحرفية)‪.‬‬
‫‪ -‬جداول العمل املرنة واملتغيرة‪.‬‬ ‫‪ -‬القواعد واالجراءات املحددة‪.‬‬
‫‪ -‬جداول العمل القياسية واملجدولة‬
‫مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد مراكز السلطة‪.‬‬ ‫‪ -‬املركزية‪ :‬السلطة في القمة‪.‬‬ ‫املركزية‬
‫‪ -‬الوحدات مستقلة والفرق مدارة ذاتيا‪.‬‬ ‫‪ -‬الالمركزية‪ :‬السلطة املوزعة‪.‬‬ ‫والالمركزية‬
‫الهيكل التنظيمي الشبكي مقابل األشكال التقليدية‪:‬‬
‫التنظيم الشبكي‬ ‫التنظيم املصفوفي‬ ‫التنظيم الوظيفي‬

‫اتجاه التطور‬

‫‪25‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫أ‪ -‬الهيكل التنظيمي الوظيفي‪ :‬يعتبر الهيكل التنظيمي على أساس الوظائف‪ ،‬الشكل الشائع‬
‫استخداما في معظم املؤسسات‪ ،‬وهو يرتكز على مبدأ التخصص في املهام‪ ،‬أي يعتمد على تقسيم أوجه‬
‫النشاط باملؤسسة إلى إدارات كل منها تحت إشراف مسؤول يقوم بأعباء اإلدارة ويخضع إلى إشراف املدير‬
‫العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهيكل التنظيمي املصفوفي‪ :‬يتم بموجبه تجميع األفراد واألجهزة واملعدات على أساس الهياكل‬
‫الوظيفية أو التقسيمية‪ ،‬وتبرز خصوصية هذا النوع بوجود املشاريع التي تقام في مواقع جغرافية متباعدة‪،‬‬
‫أو تخصص لتصنيع منتجات معينة‪ ،‬حيث يكون لكل مشروع إدارة مستقلة تضم مجموعة من التقسيمات‬
‫والوحدات الفرعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الهيكل التنظيمي الشبكي‪ :‬يستخدم تقنية املعلومات لربط املؤسسة بمحيطها الخارجي‪ ،‬ويتسم‬
‫التنظيم الشبكي بالصالت الفائقة بين أفراد التنظيم من جهة‪ ،‬وديناميكية هذه الصالت التي تتغير حسب‬
‫املهام والحاجة إلى تقاسم املعلومات واملعرفة ذات العالقة بهذه املهام من جهة أخرى‪ ،‬وهذا كله البد أن‬
‫يؤدي إلى تجاوز الهرمية التنظيمية لصالح التشارك الواسع واملستمر بين العاملين والتشكيالت والفرق‬
‫املدارة ذاتيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التوجيه اإللكتروني‬


‫‪ -1‬مفهوم التوجيه اإللكتروني‬
‫التوجيه اإللكتروني يشير إلى عملية توجيه وإرشاد الفرق واملوظفين باستخدام التكنولوجيا‬
‫واألدوات اإللكترونية‪ .‬يتم تحقيق التوجيه اإللكتروني من خالل استخدام وسائل االتصال والتواصل عبر‬
‫اإلنترنت لتقديم التوجيه واملشورة وتنسيق األعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرق بين التوجيه التقليدي وااللكتروني‬
‫االتصال‪:‬‬
‫التوجيه اإللكتروني‪ :‬يعتمد على وسائل االتصال اإللكترونية مثل البريد اإللكتروني واملكاملات‬
‫الهاتفية والدردشة عبر اإلنترنت‪ .‬يتم تبادل املعلومات والتوجيه عبر هذه الوسائل‪ ،‬ويعتمد بشكل كبير على‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫التوجيه التقليدي‪ :‬يتم التواصل والتوجيه في هذا النمط بشكل مباشر وشخص ي‪ .‬يتضمن‬
‫االجتماعات الشخصية واملحادثات الوجه لوجه واالتصاالت الشفهية‪ .‬يعتمد على التواصل الحقيقي بين‬
‫القائد وأعضاء الفريق‪.‬‬
‫القيادة‪:‬‬
‫‪26‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫التوجيه اإللكتروني‪ :‬يتطلب ً‬


‫قائدا ً‬
‫قادرا على توجيه الفريق وتحقيق األهداف من خالل الوسائل‬
‫اإللكترونية‪ .‬يجب أن يكون لديه مهارات تحليلية لفهم التحديات وتوجيه الفريق عن ُبعد‪.‬‬
‫التوجيه التقليدي‪ :‬يعتمد على قائد يتفاعل مباشرة مع أعضاء الفريق ويوجههم‪ .‬يستخدم املالحظة‬
‫املباشرة والتوجيه الشخص ي لتوجيه أفراد الفريق وتحقيق األهداف‪.‬‬
‫التحفيز‪:‬‬
‫ّ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وفعاال عبر االتصال اإللكتروني‪ .‬يمكن استخدام‬ ‫واضحا‬ ‫تحفيزا‬ ‫التوجيه اإللكتروني‪ :‬يتطلب‬
‫املكافآت االفتراضية والتعليقات اإليجابية واملشاركة اإللكترونية لتعزيز التحفيز داخل الفريق‪.‬‬
‫التوجيه التقليدي‪ :‬يمكن لقائد التوجيه التقليدي استخدام التحفيز املباشر مثل التوجيه الشفهي‬
‫وتقديم املكافآت الفعلية لتعزيز أداء الفريق‪.‬‬
‫‪ -3‬مزايا التوجيه االلكتروني‬
‫تعزيز التواصل والتنسيق‪ :‬يسهم التوجيه اإللكتروني في تعزيز التواصل والتنسيق بين القادة‬
‫والفرق واملوظفين املنتشرين جغر ً‬
‫افيا‪ .‬يتيح استخدام الوسائل اإللكترونية مثل البريد اإللكتروني واملحادثات‬
‫الفورية ومنصات العمل املشتركة التواصل الفعال وتبادل املعلومات بسرعة وسهولة‪.‬‬
‫املرونة الزمانية واملكانية‪ :‬يتيح التوجيه اإللكتروني للقادة الوصول إلى الفرق واملوظفين في أي وقت‬
‫ومن أي مكان‪ .‬يمكن للقادة توجيه املوظفين وتقديم املشورة وإعطاء التوجيهات والتوجيهات دون الحاجة‬
‫إلى وجود جسدي في نفس املوقع‪.‬‬
‫توفيرالوقت والجهد‪ :‬يمكن توفير الوقت والجهد من خالل استخدام التوجيه اإللكتروني في اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ .‬يمكن للقادة إرسال التوجيهات واإلرشادات عبر البريد اإللكتروني أو النشر في منصات العمل‬
‫ً‬
‫املشتركة بدال من االجتماع الشخص ي أو إجراء مكاملة هاتفية‪ ،‬مما يوفر وقتهم ويزيد من فعالية إدارتهم‪.‬‬
‫ً ً‬
‫توفيرالتكاليف‪ :‬يعد التوجيه اإللكتروني بديال فعاال عن االجتماعات الشخصية والسفر‪ ،‬مما يقلل‬
‫من التكاليف املرتبطة بالسفر واإلقامة والنقل‪ .‬يمكن تحقيق توفير ملحوظ في التكاليف‪ ،‬خاصة عندما‬
‫يكون الفريق ً‬
‫موزعا على مواقع مختلفة عبر العالم‪.‬‬
‫توجيه التطويراملنهي‪ :‬يمكن للتوجيه اإللكتروني أن يسهم في توجيه التطوير املنهي للموظفين‪ .‬يمكن‬
‫للقادة استخدام األدوات اإللكترونية لتقديم التدريبات واملوارد واملشورة الالزمة لتطوير مهارات وقدرات‬
‫املوظفين وتعزيز أدائهم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫تعزيز الشفافية واملشاركة‪ :‬يمكن للتوجيه اإللكتروني أن يعزز الشفافية واملشاركة في اإلدارة‪.‬‬
‫يمكن للقادة استخدام النشر اإللكتروني للمعلومات واألخبار املؤسسية واألهداف واالستراتيجيات لتعزيز‬
‫الشفافية وتمكين املوظفين من املشاركة في صنع القرار وتحقيق األهداف املشتركة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرقابة اإللكترونية‬


‫‪ -1‬مفهوم الرقابة اإللكترونية‬
‫تعرف الرقابة في ظل اإلدارة اإللكترونية بأنها‪" :‬رقابة فورية تعتمد على الشبكة الداخلية للمؤسسة‪،‬‬
‫ّ‬
‫لتقلص الفجوة الزمنية بين االنحراف وتصحيحه‪ ،‬كما أنها عملية مستمرة تكشف عن االنحراف أوال بأول‪،‬‬
‫من خالل تدفق املعلومات والربط الشبكي بين املسيرين والعاملين واملوردين واملستهلكين‪ ،‬وهذا ما يزيد من‬
‫قدرة الرقابة اإللكترونية على متابعة مختلف العمليات واألنشطة‪ ،‬واتخاذ القرارات وتصحيح األخطاء"‬
‫أي ّ‬
‫أن الرقابة اإللكترونية تعتمد على تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من عتاد‪ ،‬وشبكات بأنواعها‪،‬‬
‫وبرمجيات وغيرها‪ ،‬لتعطي فعالية أكبر لعملية الرقابة‪ ،‬فتصبح بذلك الرقابة تتم في الوقت الحقيقي‪ ،‬وبهذا‬
‫يمكن القول ّ‬
‫بأن الرقابة اإللكترونية‪" :‬هي عملية تعتمد على تكنولوجيا اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويتم من خاللها‬
‫املقارنة اآلنية والفورية بين املعايير املوضوعة واألداء الفعلي‪ ،‬والكشف عن االنحرافات وأسبابها واتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة لتصحيحها‪".‬‬
‫‪ -2‬الفرق بين الرقابة اإللكترونية والتقليدية‬
‫يمكن إبراز أهم الفروقات بين الرقابة اإللكترونية والتقليدية من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تقليص فجوة األداء‪ :‬رغم أن الرقابة التقليدية تهتم باملقارنة بين األهداف واملعايير املحددة من‬
‫ناحية وبين األداء الفعلي من ناحية أخرى لتحديد فجوة األداء‪ ،‬إال أنها هي األخرى عندها فجوة زمنية ما بين‬
‫وقت اكتشاف األداء غير املقبول وكتابة التقرير عنه‪ ،‬وبين وقت النشاط التصحيحي ووصوال إلى وقت األداء‬
‫املقبول بعد التصحيح‪ ،‬وإعادة األداء ليكون تحت السيطرة‪.‬‬
‫بينما في الرقابة اإللكترونية يتم معرفة التغيرات الخاصة بالتنفيذ أوال بأول‪ ،‬فاملعلومات فيها تسجل فور‬
‫ّ‬
‫تنفيذها‪ ،‬وتكون لدى املدير في نفس الوقت‪ ،‬مما يمكنه من معرفة التغيرات قبل أو عند التنفيذ‪،‬‬
‫واالطالع على النشاط خارج السيطرة التخاذ إجراءات التصحيح التي تصل في الوقت نفسه إلى املسؤولين‬
‫عن التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحول الرقابة من رصيد إلى عملية تدفق مستمرة‪ :‬فالرقابة في النمط التقليدي للتسيير‬
‫وظيفة املسيرين واملشرفين في مختلف املستويات التنظيمية‪ ،‬حيث يقوم بها املدير العام واملشرف على‬
‫العمال‪ ،‬لكن تزداد أهميتها كلما اتجهنا إلى املستويات الدنيا‪ ،‬وتنخفض هذه األهمية باتجاه املستويات‬
‫‪28‬‬
‫د‪ .‬رحماني سناء‬ ‫محاضرات مقياس اإلدارة العمومية اإللكترونية ــــــــــ موجهة للسنة الثانية ماسترتسييرعمومي‬

‫العليا‪ ،‬وتتم بشكل عام في املستويات العليا‪ ،‬بينما تتم بطريقة تفصيلية في املستويات الدنيا‪.‬فهناك حدود‬
‫فاصلة بين املسؤولية والتنفيذ‪ّ ،‬‬
‫ألن الرقابة من مسؤولية اإلدارة بينما التنفيذ هو مسؤولية العمال‬
‫بينما في اإلدارة اإللكترونية العملية التسييرية في أجزائها املختلفة وكذلك املديرون والعاملون‬
‫يعملون في وحدة واحدة من األدوار‪ ،‬وتبادل املعلومات واملشاركة في املسؤولية واالستجابة املباشرة‪ ،‬بمعنى‬
‫أن حدود املسؤولية الرقابية للمديرين‪ ،‬والتنفيذية للعاملين تتداخل بشكل كبير‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى تداخل‬
‫حدود املسؤولية اإلدارية للمديرين والتنفيذية للعاملين‪ ،‬فالجميع يعمل في الوقت نفسه‪ ،‬ويؤدون املهمة‬
‫نفسها‪ ،‬ويتحملون املسؤولية نفسها‬
‫‪ -3‬مزايا الرقابة اإللكترونية‬
‫‪ -‬تحقيق الرقابة بالوقت الحقيقي بدال من الرقابة القائمة على املاض ي‪ ،‬فهي تحقق الرقابة بالنقرات‬
‫بدل الرقابة بالتقارير‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة املستمرة بدال من الرقابة الدورية‪ ،‬مما يولد تدفقا مستمرا للمعلومات في كل وقت‪ ،‬بدال من‬
‫الرقابة املتقطعة في أوقات متباعدة وبشكل دوري‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب الرقابة اإللكترونية وتحفز العالقات القائمة على الثقة‪ ،‬وهذا ما يقلل الجهد اإلداري‬
‫املطلوب في الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع الرقابة إلى عملية الشراء‪ ،‬املوردين‪ ،‬الشركات املشتركة في شبكة األعمال الخارجية‪ ،‬الزبائن‪،‬‬
‫وبالتأكيد إلى العاملين عن بعد‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد الرقابة اإللكترونية على انخراط الجميع إلى حد كبير في معرفة ماذا يوجد في املؤسسة (الكل‬
‫يعرف ماذا هناك)‪ ،‬من أجل تحقيق مستلزمات الرقابة‪ ،‬والحد من املفاجآت واألزمات في أعمال املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة اإللكترونية تقلص مع الوقت من أهمية الرقابة القائمة على املدخالت أو العمليات‬
‫واألنشطة‪ ،‬لصالح التأكيد املتزايد على النتائج‪ ،‬فهي أقرب إلى الرقابة بالنتائج‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like