‫اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳﺔ اﻟدﻳﻣﻘراطﻳﺔ اﻟﺷﻌﺑﻳﺔ‬

‫و ازرة اﻟﺗﻌﻠﻳم اﻟﻌﺎﻟﻲ و اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻛﻠﻳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﻳﻳر‬

‫اﳌﻮﺿﻮع ‪:‬‬

‫اﻟﺗﺧطﻳط ﻓﻲ ﻗطﺎع‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ‬
‫ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫ﺗﺨﺼﺺ ‪ :‬ﺗﺨﻄﻴﻂ‬

‫ﺗﺣت إﺷراف ‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﺎﻟب ‪:‬‬

‫د‪ .‬طواﻫر ﻣﺣﻣد اﻟﺗﻬﺎﻣﻲ‬ ‫ﻋﺛﺎﻣﻧﻳﺔ رؤوف‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪2001/2000 :‬‬

‫الفهرس‬ ‫التخطيط يف قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬

‫الفهرس‬
‫قائمـة الـجــداول‬
‫قائمـة األشـكــال‬
‫أ‬ ‫المقـدمـة العـامـة‬

‫الفصل األول ‪ :‬مفاهيم أساسية في التخطيط اإلقتصادي‬

‫‪02‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪03‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهيـة التخطيـط اإلقتصـادي‬
‫‪03‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬طبيعة التخطيط اإلقتصادي و مبادئه األساسية‬
‫‪05‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬أنواع و أهداف التخطيط اإلقتصادي‬
‫‪08‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬تنظيم أجهزة التخطيط و مراحل إعداد اخلطة‬
‫‪12‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬األساليب الفنية للتخطيط‬
‫‪15‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬التخطيط القطاعي‬
‫‪15‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬مفهوم التخطيط القطاعي‬
‫‪16‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬منوذج ادلدخالت و ادلخرجات‬
‫‪20‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬ختطيط اإلستهالك‬
‫‪24‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬ختطيط اإلستثمار‬
‫‪29‬‬ ‫ادلطلب اخلامس ‪ :‬ختطيط التجارة اخلارجية‬
‫‪31‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬المؤسسة اإلقتصادية في الجزائر و مراحل تطورها‬

‫‪33‬‬ ‫مقدمة الفصل ‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬معامل عامة حول ادلؤسسات اإلقتصادية و ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪34‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬ماهية ادلؤسسة‬
‫الفهرس‬ ‫التخطيط يف قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬

‫‪35‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬مفهوم و أشكال ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬

‫‪40‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬البيئة اإلقتصادية للمؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪42‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬مميزات ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪44‬‬ ‫ادلطلب اخلامس ‪ :‬دور ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف اإلقتصاد‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬ادلسلك التارخيي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫‪47‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬مرحلة التسيري الذايت‬
‫‪50‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬مرحلة الشركات الوطنية‬
‫‪51‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬مرحلة التسيري اإلشرتاكي للمؤسسات‬
‫‪54‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬مرحلة ادلؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫‪57‬‬ ‫ادلطلب اخلامس ‪ :‬مرحلة إستقاللية ادلؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫‪64‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬دور التخطيط في تطوير قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫‪66‬‬ ‫مقدمة الفصل ‪:‬‬
‫‪67‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مراحل تطور ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة بواسطة ادلخططات الوطنية‬
‫‪67‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬الربامج التخطيطية ما بني ‪79-67‬‬
‫‪70‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬مرحلة ادلخططات اخلماسية‬
‫‪74‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬مرحلة اإلصالحات اإلقتصادية و قانون منظومة التخطيط ‪88‬‬
‫‪78‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬واقع قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف اجلزائر‬
‫‪78‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬إجراءات حتسني احمليط العام لنشاط ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪80‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬وضعية ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف ظل التحوالت‬
‫‪86‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬دتركز نشاط ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف اجلزائر‬
‫‪89‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬مكانة قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف اإلقتصاد الوطين‬
‫‪93‬‬ ‫ادلطلب اخلامس ‪ :‬مستقبل اإلستثمارات يف ميدان ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪97‬‬ ‫خالصة الفصل ‪:‬‬
 ‫الفهرس‬ ‫التخطيط يف قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬محددات و آفاق تنمية قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫‪99‬‬ ‫مقدمة الفصل ‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬حمددات تنمية قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪100‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬عدم اإلعتماد على التخطيط‬
‫‪101‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬ثقل إجراءات احلصول على اإلستثمار‬
‫‪107‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬العراقيل اليت تواجه ادلؤسسات ادلوجودة‬
‫‪109‬‬ ‫ادلطلب الرابع ‪ :‬ضعف النظام ادلصريف و اجلبائي‬
‫‪112‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬آفاق تنمية قطاع ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‬
‫‪112‬‬ ‫ادلطلب األول ‪ :‬ضرورة اإلعتماد على التخطيط‬
‫‪113‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬توصيات اذليئات الرمسية اجلزائرية و اذليئات الدولية‬
‫ادلطلب الثالث ‪ :‬دور و مسامهة ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة يف جتسيد‬
‫‪116‬‬ ‫إسرتاتيجية التنمية عن طريق الشراكة و التعاون األجنيب‬
‫ادلطلب الرابع ‪ :‬اإلجراءات اجلديدة من أجل إنشاء و تطوير ادلؤسسات الصغرية‬
‫‪120‬‬ ‫و ادلتوسطة‬
‫‪129‬‬ ‫خالصة الفصل ‪:‬‬
‫‪131‬‬ ‫الخـاتمـة العـامـة‬
‫‪134‬‬ ‫المـراجـع‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫إن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻫﻮ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎت اﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬وﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﺴﺒﻞ اﳌﺆدﻳﺔ إﱃ اﻟﺘﻘﺪم‪ ،‬وﻗـﺪ إﺗﺒﻌـﺖ ﻣﻌﻈـﻢ اﻟﺒﻠـﺪان‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﺗﺮﺷﻴﺪﻫﺎ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫ﰲ إﻋﺘﻘﺎد اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪ ،‬أﻧﻪ ﻣﻊ إﺿﻤﺤﻼل اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﺳﻮف ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻟﺴﻮق ﻫـﻮ اﻟـﺬي ﺳـﻴﺤﻞ ﳏﻠـﻪ و ﻳﺼـﺒﺢ ﻫـﻮ اﳊـﺎﻛﻢ‪ ،‬وﻫـﺬا ﰲ اﳊﻘﻴﻘـﺔ ﺧﻄـﺄ و ﻟـﺒﺲ و ﻋـﺪم اﳌﻌﺮﻓـﺔ و اﻟﺪراﻳـﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠـﺔ ﺑﻌﻠـﻢ‬
‫اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﺑﺒﺴ ــﺎﻃﺔ أي ﻧﺸ ــﺎط إﻗﺘﺼ ــﺎدي ﻣﻬﻤ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻧﻮﻋ ــﻪ ) ﻣ ــﺎﱄ‪ ،‬ﻧﻘ ــﺪي‪ ،‬ﺗﺴ ــﻮﻳﻘﻲ …إﱁ(‪ ،‬إﻻ و ﻳﻌﺘﻤ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﻈﺮة ﺗﺎرﳜﻴﺔ )‪: (1‬‬
‫إن أول ﻣــﻦ أﺑــﺮز ﻓﻜــﺮة اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﻨﺮوﳚــﻲ " ﻛﺮﻳﺴــﺘﻴﺎن ﺷــﻮ ﻴﺪر"‪ ،‬وذﻟــﻚ ﰲ ﲝــﺚ ﻧﺸــﺮﻩ ﻋــﺎم‬
‫‪ ،1910‬ﰒ ﺗﻄــﻮرت اﻟﻔﻜــﺮة ﻋﻤﻠﻴــﺎ أﺛﻨــﺎء اﳊــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ اﻷوﱃ ﰲ أﳌﺎﻧﻴــﺎ ﰒ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺎ‪ ،‬وﻫﻜــﺬا إﺳــﺘﺨﺪﻣﺘﻪ اﻟــﺪول اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴــﺔ‬
‫وﺳﻴﻠﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﻮل إﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻇﺮوف اﻟﺴﻠﻢ إﱃ ﻇﺮوف اﳊﺮب‪.‬‬
‫ﰒ أﻛــﺪت اﳊــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ‪ ،‬ﺿــﺮورة اﻷﺧــﺬ ﲟﺒــﺪأ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﺴــﻠﻴﻢ ﻟﻠﻤـﻮارد اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬وأﺧــﺬت دول ﺟﻨــﻮب‬
‫ﺷﺮق آﺳﻴﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻔﻜﺮة ﰒ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب اﻹﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺪى ﻫﺬﻩ اﻟﺪول ﻫﻮ ‪:‬‬
‫‪-‬أﺛ ــﺮ اﻟﻜﺴ ــﺎد اﻟﻌﻈ ــﻴﻢ )‪ (1932-1929‬ﰲ زﻋﺰﻋ ــﺔ ﺛﻘ ــﺔ اﻟﻨ ــﺎس ﰲ اﻷﺳ ــﻠﻮب اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻟﻨﻤ ــﻮ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺴﺘﻤﺮ و اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷزﻣﺎت اﳊﺎدة اﳌﺘﻜﺮرة‪ ،‬واﻹﻓﺮاط ﰲ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﳌﺰﻣﻨﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إﻧﺪﻻع اﳊﺮﺑﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺘﲔ اﻷوﱃ و اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬و ﻫﺬا ﺑﻔﺎﺻﻞ زﻣﲏ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ رﺑﻊ ﻗﺮن‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺪﻣﺎر اﳌﺎدي ﰲ دول أوروﺑﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﺮاء اﳊﺮﺑﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺘﲔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺑـﺪأت ﲡﺮﺑـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﺑﺎﳋﻄـﺔ اﻟﻌﺸـﺮﻳﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﻣﺼـﺮ )‪ ،(70-60‬ﰒ ﺗﻠﺘﻬـﺎ ﺳـﻮرﻳﺎ‬
‫و اﻟﺴﻮدان ﻓﺎﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬و ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲨﻴﻌﺎ ﻗﺪ أﻋﻠﻨﺖ ﻗﻴﺎم أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻴﻬﺎ و ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﻣــﻦ ﺗــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻘــﺪﱘ‪ -‬و ﺣــﱴ اﻟﻌﺼــﺮ اﳊﺎﺿــﺮ‪ ،-‬ﳝﻜــﻦ أن ﻳﺘﺒــﲔ ﺑــﺄن اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻛــﺎن و ﻣــﺎزال ﻳﻘــﻮم ﻋﻠــﻰ‬
‫أﺳﺎس واﻗﻌﻲ ﻣﻦ ﲡﺎرب اﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬و ﻳﻘﻮم ﻋﻠـﻰ دﻋـﺎﺋﻢ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و ﻓﻠﺴـﻔﻴﺔ ﳍـﺎ ﻏﺎﻳﺎ ـﺎ اﻟﻨﺒﻴﻠـﺔ‪ ،‬و ﻳﻮﺟـﻪ أﻧﺸـﻄﺔ اﳊﻴـﺎة اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ‬
‫ﰲ إﲡــﺎﻩ ﻣﻮﺣــﺪ‪ ،‬و ﻳﺼــﻞ إﱃ ﲢﻘﻴــﻖ أﻫﺪاﻓــﻪ اﶈــﺪدة و اﳌﻨﺸــﻮدة‪ ،‬و ﻳﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺟﻌــﻞ ﺗﻠــﻚ اﻷﻫــﺪاف أو ﺑﻌﻀــﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻘــﺎﺋﻖ‬
‫واﻗﻌﻴﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻷﻓﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ )‪. (2‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي و ﻣﺒﺎدﺋﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‬

‫‪ -1-1-1-I‬ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬

‫ﻫﻨ ــﺎك ﺗﻌ ــﺎرﻳﻒ ﻛﺜ ــﲑة ﻟﻠﺘﺨﻄ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ‪ ،‬ﻓﻬﻨ ــﺎك ﻣ ــﻦ ﻳﻌﺮﻓ ــﻪ أﻧ ــﻪ " اﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗﻘ ــﻮم اﻟﺪوﻟ ــﺔ ﲟﻘﺘﻀ ــﺎﻫﺎ ﺑﻮﺿ ــﻊ‬
‫ﻗﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ ﰲ ﺻــﻮرة ﻣﺘﻜﺎﻣﻠــﺔ ﻟﻔــﱰة زﻣﻨﻴــﺔ ﻣﻘﺒﻠــﺔ " ‪ ،‬وﻳﻌﺮﻓــﻪ اﻟــﺒﻌﺾ اﻷﺧــﺮ ﺑﺄﻧــﻪ " اﻟﺘﻮﺟﻴــﻪ اﻟ ـﻮاﻋﻲ ﳌ ـﻮارد‬
‫اﺠﻤﻟﺘﻤ ــﻊ ﻛﺎﻓ ــﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ و اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ " )‪ ،(3‬وﻋﺮﻓ ــﻪ آﺧ ــﺮون ﺑﺄﻧ ــﻪ " ﲢﺪﻳ ــﺪ أﻫ ــﺪاف ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ ﻣ ــﻊ وﺿ ــﻊ‬

‫)‪ - (1‬ﺣﺮﰊ ﳏﻤﺪ ﻋﺮﻳﻘﺎت‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻜﺮﻣﻞ‪ ،‬دار زﻫﺮان ‪ ،‬ط ‪ ،1997‬ص‪135 :‬‬
‫)‪ - (2‬اﻟﻌﻘﻴﺪ ﺑﺮﻋﻲ ﳏﻤﺪ ﲨﺎل‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﰲ ﳎﺎﻻت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة اﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،1968 ،‬ص‪7:‬‬
‫)‪ - (3‬ﻋﻤﺮو ﳏﻲ اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ ،1972‬ص‪187 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻷﺳ ــﺎﻟﻴﺐ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ــﺎت و اﻹﺟـ ـﺮاءات ﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ ﺗﻠ ــﻚ اﻷﻫ ــﺪاف ﺑﺄﻗ ــﻞ ﺗﻜﻠﻔ ــﺔ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ ﳑﻜﻨ ــﺔ " )‪ ،(1‬ﻓ ــﻨﻼﺣﻆ أن ﻫﻨ ــﺎك‬
‫إﺧــﺘﻼف ﰲ وﺟﻬــﺎت اﻟﻨﻈــﺮ ﺣــﻮل اﳌﻘﺼــﻮد ﺑــﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﺸــﺎرﻟﺰ ﺑﺘﻠﻬــﺎﻳﻢ ‪ Sharles Bettelheim‬ﻳﻘــﻮل " إن اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ‬
‫ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﳝﻜ ــﻦ ﳍ ــﺎ أن ﺗ ــﻨﻈﻢ ﲨﻴ ــﻊ ﳎ ــﺎﻻت اﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ ‪ ،‬و ﺗﺴ ــﺘﻠﺰم ﺗﺮاﺑﻄـ ـﺎً و ﺗﻨﺴ ــﻴﻘﺎً ﺑ ــﲔ ﻗﻄﺎﻋ ــﺎت‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﻋﺎم و ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ﲨﻴﻊ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺳﻮف ﻳﻨﻤـﻮ ﺑﺼـﻮرة ﻣﻨﺘﻈﻤـﺔ و‬
‫ﻣﻨﺴــﻘﺔ ‪ ،‬و ﺑﺄﻗﺼــﻰ ﺳــﺮﻋﺔ ﳑﻜﻨــﺔ ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻣــﻊ اﻟﺘﺒﺼــﲑ ﺑــﺎﳌﻮارد اﳌﻮﺟــﻮدة و ﺑــﺎﻷﺣﻮال و اﻟﻈــﺮوف اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﺴﺎﺋﺪة ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﳝﻜﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ" )‪. (2‬‬

‫‪ -2-1-1-I‬اﻟﻤﻘﻮﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬

‫إن ﳒــﺎح أﻳــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﲣﻄﻴﻄﻴــﺔ ‪ ،‬ﻳﺴــﺘﻠﺰم ﺗـﻮاﻓﺮ ﺑﻌــﺾ اﳌﻘﻮﻣــﺎت و اﳌﺒــﺎدئ اﻟــﱵ ﳚــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫــﺎ ﰲ اﳋﻄــﺔ اﻟﺸــﺎﻣﻠﺔ و اﻟــﱵ‬
‫ﻳﻘــﻮم ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺑﻨﺎؤﻫــﺎ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﺣــﱴ ﳝﻜــﻦ ﲢﻘﻴــﻖ ﻛﺎﻓــﺔ اﻷﻫــﺪاف اﻟــﱵ ﺗﺘﻀــﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﳝﻜــﻦ إﲨــﺎل ﻫــﺬﻩ اﳌﻘﻮﻣــﺎت و اﳌﺒــﺎدئ ﰲ‬
‫اﻷﰐ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻮاﻗﻌﻴــﺔ ‪ :‬ﻻﺑــﺪ أن ﻳﻜــﻮن وﺿــﻊ اﳋﻄــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﳌﻌﺮﻓــﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴــﺔ ﻟﺼــﻮرة اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ و اﳊﻘــﺎﺋﻖ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و‬
‫اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﺧﺘﻴﺎر اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ‪ ،‬وأول ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧـﺎت اﻹﺣﺼـﺎﺋﻴﺔ وواﻗﻌﻴـﺔ اﻟﺘﻨﺒـﺆات اﻟﻜﻤﻴـﺔ‬
‫و اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺸﻤﻮل‪ :‬وﻳﻌﲏ ﻣﺒﺪأ ﴰـﻮل اﳋﻄـﺔ‪ ،‬أن ﻳﻜـﻮن ﻟﻠﺨﻄـﺔ اﻟﺴـﻴﻄﺮة و اﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻛﺎﻓـﺔ ﻣـﻮارد اﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ اﳌﺘﺎﺣـﺔ‪ ،‬ﻓـﻼ‬
‫ﺗﻘﺘﺼﺮ اﳋﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط دون ﻧﺸﺎط وﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﻣﺘﻐﲑ دون ﻣﺘﻐﲑ آﺧﺮ‪ .‬ﻓﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﻮ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻮاﻋﻲ ﳌﻮارد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ وﻻﺑﺪ‬
‫أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺨﻄﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة و اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻮارد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ و ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺘﻐﲑات اﳌﺆﺛﺮة ﰲ اﳊﻴﺎة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻤﺮﻛﺰﻳـ ــﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴـ ــﺔ ‪ :‬وﻧﻌ ــﲏ ﻣﺮﻛﺰﻳ ــﺔ اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ وﻻ ﻣﺮﻛﺰﻳ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮﺣ ــﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻷﺳ ــﺎس ﰲ‬
‫اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﱵ ﺗﺼـﻞ إﱃ اﻟﺴـﻠﻄﺎت اﻷﻋﻠـﻰ‪ ،‬و ﻳﻘﺘﺼـﺮ دور ﻫـﺬﻩ اﻷﺧـﲑة ﰲ ﺻـﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫـﺪاف اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟـﱵ ﲢـﺪد‬
‫ﻣﺴﺎر اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺮك ﺗﻔﺼﻴﻼت ﻫﺬا اﳌﺴﺎر ﻟﻠﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻟﺘﻨﺎﺳــﻖ ‪ :‬وﻳﻘﺼــﺪ ﺑــﻪ أن ﺗﻜــﻮن أﺟـﺰاء اﳋﻄــﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳــﻘﺔ ﺗﻨﺎﺳــﻘﺎً ﻛــﺎﻣﻼً ﺳـﻮاء ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻷﻫــﺪاف ﻣــﻊ ﺑﻌﻀــﻬﺎ‬
‫اﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬أو ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬أو ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻫﺪاف ووﺳﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫م‪ -‬اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ‪ :‬واﳋﻄﺔ اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻫﻲ اﳋﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﱰاﺑﻂ و ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧﺸﻄﺔ و اﳌﺘﻐﲑات‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ أو اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻜﺎﱐ أو ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻋﺪاد أو اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ )‪.(3‬‬
‫ﻫ ـ‪ -‬اﻟﻤﺮوﻧـﺔ ‪ :‬وﻳﻌـﲏ ﻗﺎﺑﻠﻴـﺔ اﳋﻄـﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺪﻳﻞ اﳌﺴـﺘﻤﺮ ﻋﻠـﻰ ﺿـﻮء اﻟﻈـﺮوف اﳌﺘﻐـﲑة‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﺿـﻮء ﻣـﺎ ﺗﻈﻬـﺮﻩ ﻧﺘـﺎﺋﺞ ﺗﻨﻔﻴـﺬ‬
‫اﳋﻄ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﳋﻄ ــﺔ ﺗﻮﺿ ــﻊ ﰲ ﻓ ــﱰة زﻣﻨﻴ ــﺔ ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺼ ــﺎغ ﺑﺈﻓﱰاﺿ ــﺎت ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ‪ ،‬و ﳝﻜ ــﻦ ﻷﺣ ــﺪ ﺗﻠ ــﻚ اﻹﻓﱰاﺿ ــﺎت أو ﺑﻌﻀ ــﻬﺎ أن‬
‫ﺗﺴــﻘﻂ‪ ،‬وﻻﺑــﺪ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﺎﻟــﺔ ﻣــﻦ ﻣﺮاﺟﻌــﺎت ﻣﺴــﺘﻤﺮة‪ ،‬و ﻟــﺬﻟﻚ ﻓﺎﳋﻄــﺔ ﳚــﺐ أن ﺗﻮﺿــﻊ ﲝﻴــﺚ ﺗــﱰك ﳎــﺎﻻ ﻟﻠﺘﻌــﺪﻳﻞ أﺛﻨــﺎء‬

‫)‪ - (1‬ﻣﺪﺣﺖ ﳏﻤﺪ اﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ ،1980‬ص‪186 :‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- S. BETTLEHEIM, sone Basic planning problems, Asia publishing house, Bombay, 1961, p:56‬‬
‫)‪ - (3‬ﻋﺜﻤﺎن ﳏﻤﺪ ﻏﻨﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ أﺳﺲ و ﻣﺒﺎدئ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﻠﻘﺎء اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ –ﻋﻤﺎن‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ‪ ،1999‬ص‪85:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ )‪.(1‬‬
‫و‪ -‬اﻹﻟ ـﺰام ‪ :‬ﺗﺼــﺒﺢ اﳋﻄــﺔ ﺑﻌــﺪ إﻗﺮارﻫــﺎ ﺑﺮﻧﺎﳎــﺎ ﻣﻠﺰﻣــﺎ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت و اﳍﻴﺌــﺎت اﳌﺴــﺆوﻟﺔ ﻋــﻦ ﺗﻨﻔﻴــﺬﻫﺎ و ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬــﺎ‪،‬‬
‫وﺑﺪون ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻟﺰام ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﺘﻌﺬر ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﳋﻄﺔ‪.‬‬
‫ي‪ -‬اﻹﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ‪ :‬ﺗﺮﺗﺒﻂ إﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﳋﻄﺔ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ‪ ،‬اﻟـﱵ أﺻـﺒﺤﺖ ﲰـﺔ أﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ اﻟﻨﺸـﺎط‪،‬‬
‫وﻟــﻴﺲ ﳎــﺮد وﺳــﻴﻠﺔ ﻣﺆﻗﺘــﺔ ﳌﻌﺎﳉــﺔ ﻇــﺮوف ﻃﺎرﺋــﺔ ﺗﻨﺘﻬــﻲ ﺑﺈﻧﺘﻬــﺎء ﺗﻠــﻚ اﻟﻈــﺮوف‪ ،‬وﻫــﺬا ﻣﻌﻨــﺎﻩ أن ﻫﻨــﺎك إﺳــﺘﻤﺮارﻳﺔ ﰲ وﺿــﻊ‬
‫اﳋﻄﻂ ﻃﺎﳌﺎ أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﻮ اﳌﻮﺟﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻠﻨﺸﺎط‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻧﻮاع و أﻫﺪاف اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬

‫‪ -1-2-1-I‬أﻧﻮاع اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬

‫ﳜﺘﻠـﻒ أﻧـﻮاع اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﺑـﺈﺧﺘﻼف ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻨﻈــﺎم اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ‪ ،‬و اﻹﺧـﺘﻼف ﰲ ﻧـﻮع اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻻ ﻳـﻨﻌﻜﺲ ﻓﻘــﻂ ﰲ‬
‫ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ اﻷﻫ ــﺪاف اﻟ ــﱵ ﺗﺮﻣ ــﻲ اﳋﻄ ــﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ أﻳﻀ ــﺎ ﰲ اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟ ــﱵ ﻳﻌﺘﻤ ــﺪ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﰲ ﲢﻘﻴ ــﻖ ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﻫﺪاف‪ .‬وﻫﺬا اﻹﺧﺘﻼف ﰲ اﻷﻫـﺪاف و اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﳝـﺎرس ﺗـﺄﺛﲑاً ﺟﻮﻫﺮﻳـﺎً ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎﻟﻴﺐ ﺻـﻴﺎﻏﺔ اﳋﻄـﻂ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻤـﺎ‬
‫ﻳﻠﻲ ﻋﺮض ﻷﻫﻢ أﻧﻮاع اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ )‪: (2‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺠﺰﺋﻲ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺸﺎﻣﻞ ‪ :‬ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺄﺳـﻠﻮب اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﳉﺰﺋـﻲ‪ ،‬أي ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﲣﻄـﻴﻂ‬
‫ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻜﻮن ﳍﺎ أﳘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ دون ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت ﻛـﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻘﻄـﺎع اﻟﺰراﻋـﺔ أو اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬و‬
‫ﻗﺪ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳉﺰﺋﻲ ﺑﻌﺾ أوﺟﻪ اﻟﻨﺸﺎط ﻓﻘﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع ﻣﻌـﲔ‪ ،‬ﻓﺒـﺪﻻً أن ﺗﻘـﻮم اﻟﺪوﻟـﺔ ﻣـﺜﻼ ﺑﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻟﻘﻄـﺎع اﻟﺰراﻋـﻲ‬
‫ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺈ ﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ زراﻋﺔ ﶈﺼﻮل واﺣﺪ أو ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﶈﺎﺻﻴﻞ ﻛﺎﳊﺒﻮب‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺸـﺎﻣﻞ ﻓﻴﻨﺼـﺐ ﻋﻠـﻰ ﻛﺎﻓـﺔ ﻗﻄﺎﻋـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ‪ ،‬أي وﺿـﻊ ﺧﻄـﺔ ﺗﺸـﺘﻤﻞ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت‬
‫اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﺗﻐﻄــﻲ ﻛــﻞ ﺟﻮاﻧــﺐ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬وﻳﻠﻌــﺐ اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم دورا ﻛﺒـﲑا ﰲ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﻷﻫــﺪاف اﳌﺮﺳــﻮﻣﺔ ﰲ اﳋﻄــﺔ‬
‫اﻟﺸــﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺸــﺎﻣﻞ ﻳﺴــﺎﻋﺪ اﳌﺨﻄﻄــﲔ ﰲ ﻣﻬﻤــﺔ إﺧﺘﻴــﺎر أﻓﻀــﻞ اﻹﺳــﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﺒﺪﻳﻠــﺔ ﻟﻠﻤ ـﻮارد اﳌﺘﺎﺣــﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳉﺰﺋﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻤﺮﻛــﺰي و اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻼﻣﺮﻛــﺰي ‪ :‬ﻳﻘﺼــﺪ ﺑــﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺮﻛــﺰي‪ ،‬أن ﺗﺘــﻮﱃ اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﳑﺜﻠــﺔ ﰲ‬
‫ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﻞ اﻟﻘﺮارات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳋﻄﺔ و ﲟﺸﺎرﻛﺔ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻷﺧﺮى‪ ،‬أي ﺗﺼـﺪر اﻟﻘـﺮارات ﺑﻌـﺪ إﺳـﺘﻄﻼع رأي‬
‫اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ داﺧﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ و اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﰲ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻼﻣﺮﻛــﺰي‪ ،‬ﻓــﺈن ﺟﻬــﺎز اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻳﻘــﻮم ﺑﺈﲣــﺎذ ﺑﻌــﺾ اﻟﻘ ـﺮارات ﺗﺎرﻛــﺎ ﻟﻠﻤﺸــﺮوﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ إﲣــﺎذ‬
‫اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ‪.‬‬
‫و ﳛﺪد دﻋﺎة ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮارات اﻟﱵ ﺗﻜـﻮن ﻣـﻦ إﺧﺘﺼـﺎص ﺟﻬـﺎز اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﰲ ﺟﻮاﻧـﺐ ﺛـﻼث‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﺸﺮ‪ ،1983 ،‬ص‪262 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﳏﻤﻮد ﻳﻮﻧﺲ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻣﺒﺎرك‪ ،‬ﰲ إﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،1985‬ص‪224:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ :‬ﲢﺪﻳﺪ اﳊﺠﻢ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﲢﺪﻳﺪ اﻷﲦﺎن اﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﲨﻴﻊ اﳌﻌﺎﻣﻼت ﺑـﲔ اﳌﺸـﺮوﻋﺎت‪ ،‬و ﲢﺪﻳـﺪ ﺳـﻌﺮ‬
‫اﻟﻔﺎﺋــﺪة‪ ،‬وﺑﺈﺧﺘﺼــﺎر ﺗﻘﺘﺼــﺮ اﳋﻄــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻫﻨــﺎ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﲢﺪﻳــﺪ ﻋــﺪد ﻣﻌــﲔ ﻣــﻦ اﻷﻫــﺪاف اﻟﻜﻠﻴــﺔ و اﻟــﱵ ﻳﺘﺴــﲎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻬــﺎ‬
‫ﺑﻠﻮغ اﻟﻐﺎﻳﺎت و اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺨﻄﺔ‪ ،‬و ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰي ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﳊﻮاﻓﺰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻋﻠﻰ اﻷواﻣـﺮ‬
‫و اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت‪ ،‬و ﻫﺬا ﳊﻤﻞ اﻷﻓﺮاد و اﳌﺸﺮوﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮغ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ اﳋﻄﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟــﻮﻃﻨﻲ و اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﻠﻴﻤــﻲ ‪ :‬ﻳﺸــﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟــﻮﻃﲏ ﲨﻴــﻊ اﻷﻗــﺎﻟﻴﻢ و اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟــﱵ ﺗﻀــﻤﻬﺎ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻤﻦ أﻫﺪاﻓﻪ ﲢﻘﻴﻖ درﺟﺔ ﻣـﻦ اﻟﺘـﻮازن ﰲ ﳕـﻮ أﻗـﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪوﻟـﺔ‪ ،‬ﻷ ـﺎ ﻏﺎﻟﺒـﺎً ﻣـﺎ ﲣﺘﻠـﻒ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻴﻨﻬـﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ درﺟﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻹﻗﻠﻴﻢ أو أﻗـﺎﻟﻴﻢ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﺑﻘﺼـﺪ ﲢﻘﻴـﻖ ﻫـﺬا اﳍـﺪف‪ ،‬و اﳉـﺪﻳﺮ‬
‫ﺑﺎﳌﻼﺣﻈــﺔ أن اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﻠﻴﻤــﻲ ﻗ ــﺪ ﻳﻜــﻮن ﺟــﺰء ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟــﻮﻃﲏ إذا ﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧــﺖ اﳋﻄــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ــﺔ ﺟــﺰء ﻣــﻦ اﳋﻄــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﻟﻜــﻲ ﻳﻜــﻮن اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻧﺎﺟﺤـﺎً‪ ،‬ﳚــﺐ أن ﺗﺴــﺒﻘﻪ دراﺳــﺔ ﺟﺰﺋﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ و اﻷﻧﺸــﻄﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴــﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﺪدة‪ ،‬و ﻫﺬا ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﻞ إﻗﻠﻴﻢ و إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﳒﺎح اﳋﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮاﻩ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻄﻮﻳﻞ و اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ و اﻟﻘﺼﻴﺮ اﻷﺟﻞ‪ :‬و ﻫﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع رﺋﻴﺴﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺘﺨﻄ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻂ اﻟﻄﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ‪ :‬وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـﱰاوح ﻣﺪﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺰﻣﻨﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ 10‬إﱃ ‪ 20‬ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺔ‪ ،‬و ﻏﺎﻟﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻜــﻮن ﻣــﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘــﻪ اﻟﺘﻨﺒــﺆ اﻟﻌــﺎم ﺑﺎﻹﲡﺎﻫــﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﰲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬ﲟﻌــﲎ ﲢﺪﻳــﺪ اﻷﻫــﺪاف اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﺟﻞ ‪ :‬وﺗﱰاوح ﻣﺪﺗﻪ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ‪ 5‬إﱃ ‪ 7‬ﺳﻨﻮات‪ ،‬و ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳋﻄﺔ ﻃﻮﻳﻠـﺔ اﻷﺟـﻞ ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳــﻖ اﻹﻃــﺎر اﻟﻌــﺎم اﻟــﺬي ﺗﺮﲰــﻪ اﳋﻄــﺔ ﻃﻮﻳﻠــﺔ اﻷﺟــﻞ‪ ،‬وﻫــﻲ ﲢﺘــﻮي ﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ أﻛــﱪ ﻣــﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﳋﻄــﺔ ﻃﻮﻳﻠــﺔ‬
‫اﻷﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﳍﻴﻜﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‪ ،‬و إﺧﺘﺒﺎر اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ اﶈﺪدة وﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﻴﻜﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ…و ﻏﲑ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻘﺼــﲑ اﻷﺟــﻞ ‪ :‬و ﻳﻄﻠــﻖ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻋــﺎدة اﳋﻄــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ‪ ،‬و ﺑﻌــﺪﻫﺎ اﻟــﺰﻣﲏ ﻋــﺎم واﺣــﺪ‪ ،‬و ﻏﺎﻟﺒـﺎً ﻣــﺎ‬
‫ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻌﺪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺨﻄﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻷﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ اﻷﻫﺪاف و اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ‬
‫اﳌﺰﻣﻊ إﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﲢﺪﻳﺪ دﻗﺎﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ و اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ و ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻷﺳـﻌﺎر و‬
‫اﻷﺟﻮر و ﻣﺎ إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﺧﺮى‪.‬‬
‫م‪ -‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﺎدي و اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻟﻤـﺎﻟﻲ ‪ :‬اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﳌـﺎدي ﻳﻌـﲏ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﳌـﻮارد اﳊﻘﻴﻘﻴـﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ‬
‫ـﺪرا‬
‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬ﻛﺎﻵﻻت و اﳌﻌﺪات و اﻹﻧﺸﺎءات و اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬و ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﺸـﺮوع ﻣـﻦ ﻣﺸـﺮوﻋﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‪ ،‬ﻗ ً‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﳌﻮارد اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺎﱄ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺴﺪ إﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬أي ﺑﺘﺪﺑﲑ اﻷﻣـﻮال اﶈﻠﻴـﺔ و اﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت اﳌﻘﺮر إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺎدي‪.‬‬
‫و‪ -‬اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻗــﺪ ﻳﻜــﻮن اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﲢﻘﻴــﻖ أﻫــﺪاف‬
‫إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻛﺰﻳــﺎدة اﻹﻧﺘــﺎج اﻟﺴــﻠﻌﻲ أو اﳋــﺪﻣﺎت‪ ،‬وأﻣــﺎ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓﻬــﻮ ﻳﻬــﺪف إﱃ ﲢﻘﻴــﻖ أﻫــﺪاف إﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ‬
‫ﻛـ ــﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﺠﻤﻟـ ــﺎﱐ‪ ،‬و اﻟﺼـ ــﺤﺔ و اﳋـ ــﺪﻣﺎت اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴـ ــﺔ و اﻟﺴـ ــﻴﺎﺣﻴﺔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـ ــﺔ …إﱁ‪ ،‬و ﻳﻜـ ــﻮن اﻟﺘﺨﻄـ ــﻴﻂ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻼزﻣﺎن ﻓﺎﳋﻄﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﳍﺎ أﻫﺪاف إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -1-2-1-I‬أﻫداف اﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﺒﺪأ أي ﺧﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﳋﻄﺔ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻏﺒﺎت‬
‫اﻟﻜﺎﻣﻨــﺔ اﻟــﱵ ﻳــﻮد اﻟﻘــﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠــﻰ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ ﲢﻘﻴﻘﻬــﺎ ‪ ،‬وﻋــﺎدة ﻣــﺎ ﺗﺘﺒﻠــﻮر ﻫــﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒــﺎت ﰲ رﻏﺒــﺔ ﻋﺎﻣــﺔ واﺣــﺪة وﻫــﻲ رﻓــﻊ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸﺔ ﻟﻸﻓﺮاد )‪ ، (1‬و ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟـﻚ ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﺘﻄﻠـﺐ ﻟﺘﻨﻔﻴـﺬﻫﺎ ﲢﺪﻳـﺪ اﻟﺴـﺒﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ اﻟـﱵ ﳝﻜـﻦ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬـﺎ اﻟﻮﺻـﻮل‬
‫إﻟﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﻴﻞ إﱃ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ ،‬وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ ﻫـﺪﻓﺎ ﻣـﻦ‬
‫أﻫــﺪاف اﳋﻄــﺔ ‪ ،‬وﻗــﺪ ﻳﻜــﻮن رﻓــﻊ ﻣﺴــﺘﻮى اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻫــﺪف آﺧــﺮ ﺗﺘﺠــﻪ إﻟﻴــﻪ اﳋﻄــﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ زﻳــﺎدة اﻹﻧﺘــﺎج ﻣــﻦ‬
‫اﻟﺴــﻠﻊ اﻟــﱵ ﻳﺮﻏــﺐ اﻷﻓـﺮاد ﰲ ﻃﻠﺒﻬــﺎ ‪ ،‬وﻗــﺪ ﻳﻜــﻮن اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻫــﺪف أﺧــﺮ أو وﺳــﻴﻠﺔ أﺧــﺮى ﺗﺼــﻞ ــﺎ اﳋﻄــﺔ إﱃ ﻣﺄر ــﺎ ‪ ،‬إذا‬
‫إﻋﺘﱪ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﳋﻄﺔ أن ﺿﻌﻒ اﻟﺴﺒﻞ إﱃ اﻹدﺧﺎر ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻋﺪم إﻗﺒﺎل اﻷﻓـﺮاد ﻋﻠـﻰ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻗﻄﺎﻋـﺎت‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﲣﻠﻒ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ ،‬و ﻗﺪ ﺗﻜـﻮن اﻟﺮﻏﺒـﺔ ﰲ اﻟﻮﺻـﻮل إﱃ درﺟـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻣـﻦ اﻹﻛﺘﻔـﺎء اﻟـﺬاﰐ‬
‫ﺑﺘﻘﻠﻴــﻞ اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ اﳋــﺎرج إﱃ ﺣــﺪ ﻛﺒــﲑ ﻟﻠﺤﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــﺾ اﻟﺴــﻠﻊ ذات اﻷﳘﻴــﺔ اﻹﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫــﻮ اﳍــﺪف ﻣــﻦ وﺿــﻊ‬
‫اﳋﻄﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﳍﺪف زﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ أﻓﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ .‬و ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـﻲ أن أي ﺧﻄـﺔ إﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‬
‫ﺗﺮﻣــﻲ إﱃ ﲢﻘﻴــﻖ واﺣــﺪ أو أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻷﻫــﺪاف ﳚــﺐ ﻋﻠﻴﻬــﺎ أن ﲢــﺪد ﻟﻠﻮﺻــﻮل إﱃ أي ﻣﻨﻬــﺎ ﻓــﱰة ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺰﻣﻦ ﻗــﺪ‬
‫ﺗﻜﻮن ﲬﺲ ﺳﻨﻮات أو ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ أن إﺧﺘﻴﺎر ﻫﺪف ﻣﻌﲔ ﻣـﻦ ﺑـﲔ اﻷﻫـﺪاف اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ أو ﳏﺎوﻟـﺔ ﺗﻨﻔﻴـﺬﻩ ﻻ ﻳﻌـﲏ إﳘـﺎل اﻷﻫـﺪاف اﻷﺧـﺮى ‪،‬‬
‫أو أن ﲢﻘﻴــﻖ ﻫــﺪف ﻣﻨﻬــﺎ ﻳﻨﻔﺼــﻞ ﻋــﻦ ﲢﻘﻴــﻖ ﺑﻘﻴــﺔ اﻷﻫــﺪاف ‪ ،‬ﻓﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ ﻣﺘﺼــﻞ ﺑﻌﻀــﺎ ﺑــﺒﻌﺾ ‪ ،‬واﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﲢﻘﻴــﻖ واﺣــﺪ‬
‫ﻣﻨﻬـﺎ ﻳــﺆدي ﺑﻄﺮﻳﻘــﺔ أو ﺑــﺄﺧﺮى إﱃ ﲢﻘﻴــﻖ ﺑﻌــﺾ اﻷﻫــﺪاف اﻷﺧـﺮى ﻛﻠﻴــﺔ أو ﺟﺰﺋﻴــﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺧﺘﻴــﺎر ﻫــﺪف زﻳــﺎدة اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻣــﺜﻼ‬
‫ﻳﺘﻄﻠــﺐ اﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ زﻳــﺎدة اﻹﻧﺘــﺎج ﳑــﺎ ﻳﻌــﲏ زﻳــﺎدة اﻹدﺧــﺎر و اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ ﰲ ﺣــﺪود ﻣﻌﻴﻨــﺔ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﻧــﻪ ﻗــﺪ ﻳﻌــﲏ‬
‫إﺳﺘﺜﻤﺎرات ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺬا ﺎ ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺜﻼ ‪ ،‬إذا ﺛﺒﺖ ﻟﻨﺎ أن ﻋﺎﺋﺪ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬـﺎ أﻋﻠـﻰ ﻣـﻦ ﻏﲑﻫـﺎ ‪ ،‬وﻛـﻞ ذﻟـﻚ‬
‫ﻳﺆدي إﱃ إﻣﺘﺼﺎص ﻗـﺪر ﻣـﻦ اﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ اﳌﻮﺟـﻮدة ﺑﺴـﻮق اﻟﻌﻤـﻞ ‪ .‬وأﺧـﲑاً ﻗـﺪ ﺗﺘﺠـﻪ ﻫـﺬﻩ اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ إﱃ ﳏﺎوﻟـﺔ إﻧﺸـﺎء اﻟﺼـﻨﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﱵ ﳛﻞ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﳏﻞ اﻟﻮاردات ﻣﻦ اﳋﺎرج إﻣﺎ ﺑﻐﺮض ﲢﻘﻴﻖ اﻹﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ ﳑﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻇـﺮوف اﻟﻨﺠـﺎح ﳍـﺬﻩ اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ اﳉﺪﻳـﺪة‬
‫‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻨﻈﻴﻢ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ وﻣﺮاﺣﻞ إﻋﺪاد اﻟﺨﻄﺔ‬

‫‪ -1-3-1-I‬ﺗﻨﻈﻴﻢ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪:‬‬
‫ﲢﺘﻮي أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص ‪256 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أ‪ -‬اﻷﺟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰة اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ‪ :‬واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﺑﺎﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻛﺔ ﰲ إﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاد اﳋﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻮﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬وﺗﺸﻤﻞ )‪: (1‬‬
‫‪ -‬اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟــﱵ ﲢــﺪد أﻫــﺪاف اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻧﻴﺎﺑــﺔ ﻋــﻦ اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺗﻘــﻮم ﺑﺈﺻــﺪار اﳌﻮاﻓﻘــﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﳋﻄﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳍﻴﺌــﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ ‪ ،‬ﺳ ـﻮاء إﲣــﺬت ﺻــﻔﺔ اﳍﻴﺌــﺔ أو اﻟــﻮزارة‪ ،‬وﻳﻌﻬــﺪ إﻟﻴﻬــﺎ إﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﻔﻨﻴــﺔ‪ ،‬وﻛــﺬﻟﻚ‬
‫اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﲢﺖ إﺷﺮاف رﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﺎع‪ ،‬وﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻮزارة ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻄـﺎع ﻣﺜـﻞ وزارة اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬وزارة اﻟﻨﻘـﻞ‪...‬إﱁ‬
‫‪ .‬وﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻً ﻋﻦ إﻋﺪاد وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳋﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺬي ﳝﺜﻠﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺆﺳﺴــﺎت أو اﳍﻴﺌ ــﺎت اﻹدارﻳ ــﺔ اﳌﺴ ــﺆوﻟﺔ ﻋ ــﻦ ﻓ ــﺮوع اﻷﻧﺸ ــﻄﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔ ــﺔ داﺧ ــﻞ اﻟﻘﻄ ــﺎع‪ ،‬ﻣﺜ ــﻞ ﻣﺆﺳﺴ ــﺔ اﻟﻐ ــﺰل وﻣﺆﺳﺴ ــﺔ‬
‫اﻟﺼــﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳــﺔ‪...‬إﱁ‪ .‬وﻳﻜــﻮن ﻫــﺬا اﳌﺴــﺘﻮى ﻣﺴــﺆوﻻ أﻣــﺎم اﳌﺴــﺘﻮى اﻷﻋﻠــﻰ ﻣﻨــﻪ‪ ،‬ﻋــﻦ إﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ واﻟﺘﻨﺴــﻴﻖ ﺑــﲔ‬
‫ﺧﻄﻂ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳋﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺸﺮوع أو اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ﻣﺜﻞ ﻣﺼﻨﻊ اﻟﻐﺰل واﻟﻨﺴﻴﺞ ﺗﺎﺑﻊ ﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻐـﺰل‪ ،‬أو‬
‫ﺷﺮﻛﺔ اﻷدوﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ‪...‬إﱁ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻷﺟﻬــﺰة اﻟﻤﺴــﺎﻋﺪة ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ )‪ : (2‬وﻫــﻲ اﻷﺟﻬــﺰة اﻟــﱵ ﻻ ﺗﺸــﱰك ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﰲ إﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ‪ ،‬وإﳕــﺎ ﺗﺸــﺎرك ﰲ إﻋــﺪاد‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺟﻬﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬وﺗﻀﻢ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﻬﺰة ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳉﻬﺎز اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻺﺣﺼﺎء‪ ،‬اﻟﺬي ﳚﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻋﺪاد اﳋﻄﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳉﻬﺎز اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻸﺳﻌﺎر‪ ،‬واﻟﺬي ﻳﺘﻮﱃ دراﺳﺔ و ﲣﻄﻴﻂ اﻷﺳﻌﺎر و اﻋﺪاد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-3-1-I‬ﻣﺮاﺣﻞ إﻋﺪاد اﻟﺨﻄﺔ ‪:‬‬
‫إن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳚـﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴـﺔ ‪ ،‬و ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ ﺗﺘـﺎﺑـﻊ ﳏﺪد ﳍﺬﻩ اﳌﺮاﺣـﻞ ‪ ،‬وإﳕـﺎ ﻳﺘﻮﻗـﻒ ذﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻢ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺪى ﻫﺬﻩ اﻷﺟﻬﺰة ‪ ،‬و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﺮض ﳍﺬﻩ اﳌﺮاﺣﻞ )‪: (3‬‬
‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ) ﺗﺸﺨﻴﺺ اﳌﻮﻗﻒ اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ( ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﺘﻌﻠـﻖ‬
‫ﺑﺘﺤﺪﻳــﺪ اﳌﺸــﻜﻼت اﻟــﱵ ﻳﻮاﺟﻬﻬــﺎ اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ‪ ،‬وﺗﺘﻀــﻤﻦ ﲡﻤﻴــﻊ ﺑﻴﺎﻧــﺎت ﻋــﻦ ﲨﻴــﻊ ﻧ ـﻮاﺣﻲ اﻟﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي وﲢﺪﻳــﺪ اﳌﻌ ـﺎﱂ‬
‫اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي اﳌﻘﺒــﻞ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﺿــﻮء ﻫــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت ﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪ ﻧـﻮاﺣﻲ اﻹﺧــﺘﻼل ﰲ اﻟﱰﻛﻴــﺐ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ أﻫﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﺪى اﳌﺨﻄﻂ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﻴﺎﻧﺎت و إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻋﻦ اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﻴﺎﻧﺎت و إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻋﻦ إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻫﺬﻩ اﳌﻮارد‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﻴﺎﻧﺎت و إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻘﺎﺋﻢ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ اﳌﺨﻄﻂ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﲢﺖ ﺗﺼﺮف واﺿـﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﻌﻠﻴـﺎ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﻟﻺﺳـﺘﻌﺎﻧﺔ ـﺎ ﰲ‬
‫)‪ - (1‬ﳏﻤﻮد ﻳﻮﻧﺲ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻣﺒﺎرك‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪245 :‬‬
‫)‪ – (2‬ﺑﻮﺷﻨﺎﻓﺔ أﲪﺪ‪ ،‬ﲣﻄﻴﻂ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،1992-1991‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ص‪40 :‬‬
‫)‪ - (3‬ﺣﺮﰊ ﳏﻤﺪ ﻋﺮﻳﻘﺎت‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪165 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﺒﺪﺋﻲ ﻟﻸﻫﺪاف‪.‬‬

‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ) اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﺒﺪﺋﻲ ﻟﻸﻫﺪاف ( ‪ :‬وﻫﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻮر إﺣﺘﻤﺎﻻت ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬
‫و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮر ﲢﺎول اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ إﺧﺘﻴﺎر ﺻـﻮرة ﻣﻌﻴﻨـﺔ إﺧﺘﻴـﺎراً ﻣﺒـﺪﺋﻴﺎ‪ ،‬ﲣﻀـﻊ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻌـﺪ‬
‫ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ واﳌﺮاﺟﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫وﰲ ﲢﺪﻳــﺪ ﻫــﺬﻩ اﻟﺼــﻮرة‪ ،‬ﳒــﺪ أﻧــﻪ ﳚــﺐ اﻟﺘﻘﻴــﺪ ﺑﻔــﱰة زﻣﻨﻴــﺔ ﳏــﺪدة‪ ،‬وﻟــﺘﻜﻦ ﺳــﻨﺔ أو ﲬــﺲ ﺳــﻨﻮات أو ﻋﺸــﺮ ﺳــﻨﻮات‪،‬‬
‫وﻳﺘﻮﻗــﻒ ﲢﺪﻳــﺪ اﻷﻫــﺪاف ﻣﺒــﺪﺋﻴﺎ ﻋﻠــﻰ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﳌﺸــﻜﻠﺔ أو اﳌﺸــﻜﻼت اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن اﻟﻐــﺮض ﻣــﻦ اﳋﻄــﺔ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳــﺔ ﻫــﻮ‬
‫ﻋﻼج ﻫـﺬﻩ اﳌﺸـﻜﻼت‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻛـﺎن اﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ ﻳﻌﻠـﻢ أن اﳌﺸـﻜﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻫـﻲ ﻣﺸـﻜﻠﺔ إﳔﻔـﺎض دﺧـﻞ اﻟﻔـﺮد ﻓـﺈن اﳍـﺪف ﳛـﺪد‬
‫ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى‪ ،‬وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮن وﻇﻴﻔﺔ اﳌﺨﻄﻂ ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ إﺧﺘﻴﺎر ﻣﻌﺪل ﳕﻮ اﻟـﺪﺧﻞ اﻟـﻮﻃﲏ‪،‬‬
‫ﲝﻴﺚ ﻳﺰﻳﺪ ﻫﺬا اﳌﻌﺪل ﻋﻦ ﻣﻌﺪل اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﱐ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﳍﺪف ﻫﻮ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ وﺧﻠـﻖ ﻓـﺮص اﻟﻌﻤـﻞ ﲟﻌـﺪل‬
‫ﻳﺰﻳــﺪ ﻋــﻦ ﻣﻌــﺪل اﻟﺰﻳــﺎدة ﰲ ﻋــﺮض اﻟﻌﻤــﻞ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻳﺼــﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ ﺑﻌــﺪ ﻓــﱰة ﳏــﺪدة ﻣــﻦ اﻟــﺰﻣﻦ إﱃ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺘﻮﻇﻴــﻒ اﻟﻜﺎﻣــﻞ‬
‫ﻟﻠﻘــﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﳒــﺪ أن اﳌﺨﻄــﻂ ﻳﻌــﺪ ﺑﻴﺎﻧــﺎت ﻋــﻦ اﳌﺴــﺘﻮﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻟﻠﺘﻮﻇﻴــﻒ واﻟﺸــﺮوط اﻟــﱵ ﳚــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫــﺎ‬
‫ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺧﻄﺔ ذات ﻫﺪف واﺣﺪ وإﳕﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺪة أﻫﺪاف‪ ،‬واﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﱵ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﳌﺨﻄﻂ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻟﺘﻌـﺪد‬
‫ﺗﻠــﻚ اﻷﻫــﺪاف ﻫــﻲ وﺟــﻮد إﺣﺘﻤــﺎل اﻟﺘﻌــﺎرض ﺑﻴﻨﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻳﺘﻌــﺎرض ﻫــﺪف رﻓــﻊ ﻣﺴــﺘﻮى دﺧــﻞ اﻟﻔــﺮد ﻣــﻊ ﻫــﺪف اﻟﺘﻮﻇــﻒ‬
‫واﻟﻌﻤﺎﻟــﺔ‪ ،‬وﻟــﺬﻟﻚ ﻻ ﻳــﺘﻢ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﺎﻟــﺔ ﲢﺪﻳــﺪ ــﺎﺋﻲ ﻟﻸﻫــﺪاف ﻗﺒــﻞ اﻟﺘﻌــﺮف ﻋﻠــﻰ اﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠــﺔ‪ ،‬و إﺧﺘﻴــﺎر‬
‫اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﻟ ــﱵ ﳝﻜ ــﻦ ــﺎ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف ﲝﻴ ــﺚ ﻳﻜ ــﻮن ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ ﺗﻨﺎﺳ ــﻖ‪ ،‬ﻣ ــﻊ ﻣﺮاﻋ ــﺎة اﻟﺘـ ـﻮازن واﻟﺘﻌ ــﺎدل ﺑ ــﲔ اﳌ ـﻮارد اﳌﺘﺎﺣ ــﺔ و‬
‫إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﻷﻫﺪاف‪.‬‬
‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ( ‪ :‬ﻧﻈﺮاً ﻟﺘﻌﺪد إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻛـﻞ ﻣـﻮرد ﻣـﻦ اﳌـﻮارد وﺗﻌـﺪد اﳌـﻮارد ذا ـﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬
‫ﻳﻮﺟــﺪ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪﻳﻠــﺔ ﻟﻠﻮﺻــﻮل إﱃ اﻷﻫــﺪاف‪ ،‬و وﻇﻴﻔــﺔ اﳌﺨﻄــﻂ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﺎﻟــﺔ ﻫــﻲ وﺿــﻊ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ‬
‫ﻳﺸﱰط ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ‪ ،‬ﲟﻌﲎ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺸﱰط ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮازن‪.‬‬
‫و اﻹﺧﺘﻼﻓــﺎت ﺑــﲔ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ اﳌﻤﻜﻨــﺔ‪ ،‬ﻫــﻮ إﺧــﺘﻼف ﰲ اﻟﺘﻜﻠﻔــﺔ اﻟــﱵ ﻳﻨﻄــﻮي ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻛــﻞ ﺑــﺪﻳﻞ‪ ،‬وﻗــﺪ ﺗﺘﻔــﻖ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ ﰲ‬
‫ﺻــﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ اﳍــﺪف اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ‪ ،‬وﻟــﻴﻜﻦ اﻟﻨﻤــﻮ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﲟﻌــﺪل ﻣﻌــﲔ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬــﺎ ﲣﺘﻠــﻒ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ﻣــﻦ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻮﻇﻒ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺮاﺑﻌــﺔ ) اﻹﺧﺘﻴــﺎر ﺑــﲔ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ( ‪ :‬ﻳﻌﺘــﱪ اﻹﺧﺘﻴــﺎر اﻷﻣﺜــﻞ ﺑــﲔ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ‪ ،‬ﻫــﻮ إﺧﺘﻴــﺎر اﻟﺒــﺪﻳﻞ‬
‫اﻟــﺬي ﳛﻘــﻖ اﳍــﺪف اﻟﺮﺋﻴﺴــﻲ ﺑﺄﻗــﻞ ﻗــﺪر ﻣــﻦ اﻟﺘﻜﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﻳﻜــﻮن ﻫــﺬا ﻣﺘﻴﺴــﺮاً ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ وﺟــﻮد ﻫــﺪف واﺣــﺪ‪ ،‬وﻟﻜــﻦ ﻧﻈـﺮاً ﻟﺘﻌــﺪد‬
‫اﻷﻫــﺪاف ﻓــﺈن اﻹﺧﺘﻴــﺎر ﺑــﲔ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ ﻳﺘﻘﻴــﺪ ﺑﺈﻋﺘﺒــﺎرات ﲢــﺪدﻫﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ‪ ،‬وﻫــﺬﻩ اﻹﻋﺘﺒــﺎرات ﲤﺜــﻞ اﻟﻘﻴــﻮد اﳌﻔﺮوﺿــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﳋﻄﺔ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻘﻴﻮد ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ اﳌﺨﻄـﻂ ﻛﺒﻴﺎﻧـﺎت ﻣﻌﻄـﺎة‪ ،‬وﳛـﺎول إﺟـﺮاء اﻹﺧﺘﻴـﺎر اﻷﻣﺜـﻞ داﺧـﻞ ﻫـﺬﻩ اﻟﻘﻴـﻮد‪ ،‬وﻳﺴـﺘﺨﺪم‬
‫ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ‪ ،‬وﺗﻌﺮف ﺗﻠـﻚ اﻷﺳـﺎﻟﻴﺐ ﺑـﺎﻟﱪاﻣﺞ اﳋﻄﻴـﺔ‪ ،‬ﻏـﲑ أن ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬
‫اﻹﺧﺘﻴــﺎر ﲣﻀــﻊ ﻟﺼــﻌﻮﺑﺎت ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ‪ ،‬وﺗﺘــﺪﺧﻞ إﻋﺘﺒ ـﺎرات ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ و إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و إﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳــﺪ اﻹﺧﺘﻴــﺎر‬
‫اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ) ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف ﺑﺼﻔﺔ ﺎﺋﻴـﺔ ( ‪ :‬وﻳـﺘﻢ ﲢﺪﻳـﺪ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ اﻟـﱵ ﺗـﺆدي إﱃ اﻟﻮﺻـﻮل إﱃ اﻷﻫـﺪاف‪،‬‬
‫وﻹﳚﺎد اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﲔ اﻷﻫﺪاف واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻳﻀﻊ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ إﻃـﺎر اﳋﻄـﺔ‪ ،‬ﳚﻤـﻊ داﺧﻠـﻪ ﺑـﲔ اﳌـﻮارد و اﻹﺳـﺘﺨﺪاﻣﺎت وﺑـﲔ‬
‫اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ اﻟــﱵ ﺗﱰﺗــﺐ ﻋﻠــﻰ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ‪ ،‬وﻫــﺬا اﻹﻃــﺎر ﺑﻄﺒﻴﻌﺘــﻪ ﺗﻘــﺪﻳﺮي‪ ،‬واﻟﻐــﺮض ﻣــﻦ إﻋــﺪادﻩ ﻫــﻮ إﺧﺘﺒــﺎر اﻟﺘﻨﺎﺳــﻖ اﻟــﺪاﺧﻠﻲ‬
‫ﻟﻠﺨﻄ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻌ ــﲏ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻟﻜﻔﺎﻳ ــﺔ ﰲ اﻹﺳ ــﺘﺨﺪام ﺑﺄﻗ ــﻞ ﻗ ــﺪر ﻣ ــﻦ اﳌ ـﻮارد ﻟﻠﻮﺻ ــﻮل إﱃ اﻷﻫ ــﺪاف اﳌﻘ ــﺮرة واﻟﺘﻌ ــﺎدل ﺑ ــﲔ اﳌـ ـﻮارد‬
‫واﻹﺳـﺘﺨﺪاﻣﺎت ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﳛﻘـﻖ ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ ﻫـﺬا اﻟﺘﻨﺎﺳــﻖ ﺑﻮﺿـﻊ اﳋﻄــﺔ ﰲ ﺻـﻮر ﺎ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴــﺔ‪ ،‬وﰲ اﻟﻌـﺎدة ﻻ ﻳﺼــﻞ اﳌﺨﻄــﻂ إﱃ‬
‫ﺗﻨﺎﺳــﻖ اﳋﻄــﺔ دﻓﻌــﺔ واﺣــﺪة‪ ،‬وإﳕــﺎ ﳝــﺮ ﺑﻌــﺪد ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺎت ﻟﻠﻤﺮاﺟﻌــﺔ‪ ،‬وﻫﻨــﺎ ﳒــﺪ اﳌﺨﻄــﻂ ﻳﺴــﺘﻌﲔ ﺑﺄﺳــﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﰲ إﺟـﺮاء‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﻘﺮار اﻷﻣﺜﻞ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ) ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ و اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ( ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ ‪ :‬إذا ﻛــﺎن ﺑﻨــﺎء اﳋﻄــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺷــﺎﻗﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺗﻨﻔﻴــﺬﻫﺎ أﻛﺜــﺮ ﺻــﻌﻮﺑﺔ وﻣﺸــﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن إﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ‬
‫ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﳋﱪة اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻓﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺗﻖ أﻓـﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ واﻟﻮﺣـﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ واﳉﻬـﺎز اﳊﻜـﻮﻣﻲ‬
‫ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﰒ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﺪاً أدﱏ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءة ﳚﺐ ﺗﻮاﻓﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫إن اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﺘﻮﱃ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳋﻄﺔ أي إﲣﺎذ إﺟﺮاءات ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪ ،‬وﻟﻜـﻲ ﻳﻜـﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ دﻗﻴﻘـﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﳚـﺐ‬
‫ﲢﺪﻳــﺪ اﻹﺟ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ ﻗﺒــﻞ إﻋﺘﻤــﺎد اﳋﻄــﺔ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻟﺘﻔــﺎدي ﻇﻬــﻮر ﺛﻐ ـﺮات ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ‪ .‬و ﻟﻜــﻲ ﻳﺼــﻞ اﳌﺨﻄــﻂ إﱃ دﻗــﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﺮاﺟ ــﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ ﻋﻠــﻰ ﺿ ــﻮء اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟــﱵ ﻳﺘﻀ ــﻤﻨﻬﺎ اﻃــﺎر اﳋﻄــﺔ‪ ،‬وﺑﻨــﺎءاً ﻋﻠــﻰ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺮاﺟﻌــﺔ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﻘ ــﺪم‬
‫ﺗﻮﺻـﻴﺎت أﺛﻨﺎءﻫــﺎ أو ﺑﻌــﺪﻫﺎ ﻳﺴـﺘﻌﲔ ــﺎ ﰲ إﻋــﺪاد اﳋﻄـﻂ اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ‪ ،‬وﻟــﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧـﻪ ﻣــﻦ اﻟﺸــﺮوط اﻟﻮاﺟـﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫــﺎ ﰲ اﳋﻄــﺔ‪ ،‬ﳒــﺪ‬
‫ﺷﺮط اﳌﺮوﻧﺔ أي إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻋﺎدة دراﺳﺔ اﳋﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وذﻟﻚ دون اﳌﺴﺎس ﺑﺎﻷﻫـﺪاف‪ ،‬أﻣـﺎ ﻋـﻦ‬
‫اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻌﲔ ﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي وإدارﺗﻪ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻠﺨﻄﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳝﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ أﺳﻠﻮﺑﲔ )‪: (1‬‬
‫أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﻜﻢ اﳌﺒﺎﺷﺮ‪ :‬وﻫﻮ أﺳﻠﻮب إﺻﺪار اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﳌﺒﺎﺷـﺮة ﻷﺟﻬـﺰة اﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ‪ ،‬أو ﺿـﺮورة اﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ ﻣﻮاﻓﻘـﺔ‬
‫اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬وﻳﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻣـﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﻘـﻮم اﻟﺴـﻠﻄﺎت‬
‫اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺈﺻﺪار أواﻣﺮ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﲟﻌﲎ أ ﺎ ﻻ ﺗﻠﺰم اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﺈﲣﺎذ ﻗـﺮارات ﻣﻌﻴﻨـﺔ أو ﺗﺼـﺮﻓﺎت ﻣﻌﻴﻨـﺔ‪ ،‬ﻃﺎﳌـﺎ أن أﺟﻬـﺰة‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ ﻫــﻲ اﻟــﱵ ﺗﺘﺤﻤــﻞ ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﻷﻋﻤــﺎل اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ‪ ،‬وﻟﻜــﻦ ﳝﻜــﻦ إﺳــﺘﺨﺪام اﻷﺳــﻠﻮب اﳌﺒﺎﺷــﺮ‪ ،‬و ذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﻣﻨــﻊ‬
‫أﺟﻬﺰة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻦ إﲣﺎذ ﻗﺮارات ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺗﺮاﻫﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ إﳓﺮاﻓﺎً ﻋﻦ اﳋﻄﺔ‪.‬‬
‫أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪ :‬وﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻳﻌﲏ اﻟﺘﺄﺛﲑ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﲢﻜﻢ‬
‫ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ أو ﺗﺼﺮﻓﺎت اﳌﺴـﺘﻬﻠﻜﲔ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻗـﺮارات اﻟﻮﺣـﺪات ﳓـﻮ اﻹﲡﺎﻫـﺎت اﻟـﱵ ﲢﻘـﻖ اﳋﻄـﺔ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ أﻫﻢ اﻷدوات اﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﳋﻄﺔ ﰲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪ .‬ﻓﺎﻹﻧﻔــﺎق اﻟﻌــﺎم ﻳــﺆﺛﺮ ﰲ ﻣﺴ ــﺘﻮى اﻟﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﲤﺎﻣ ـﺎً ﻛﻤــﺎ ﻳــﺆﺛﺮ اﻹﻧﻔــﺎق اﳋ ــﺎص‪ ،‬ﻓــﺈذا وﺟــﺪت اﻟﺪوﻟ ــﺔ أن‬
‫اﻹﻧﻔﺎق اﳋﺎص ﻳﺴـﲑ ﰲ إﲡﺎﻫـﺎت ﻻ ﺗﺮﺿـﺎﻫﺎ اﻟﺪوﻟـﺔ وﻻ ﺗﺘﻔـﻖ ﻣـﻊ اﳋﻄـﺔ‪ ،‬ﻓﺈ ـﺎ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻐﻴـﲑ ﰲ اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم ﰲ‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪286 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻹﲡﺎﻩ اﳌﻀﺎد‪ ،‬ﻹﻟﻐﺎء اﻵﺛﺎر اﻟﻐﲑ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﱵ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺗﺼـﺮﻓﺎت اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص‪ ،‬ﺳـﻮاء ﺗﺼـﺮﻓﺎت اﳌﺴـﺘﻬﻠﻜﲔ‬
‫أو اﳌﻨﺘﺠﲔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ إذا وﺟـﺪت اﻟﺪوﻟـﺔ أن اﻹﻧﻔـﺎق اﳋـﺎص ﻳﻘـﻞ ﻋـﻦ اﳌﺴـﺘﻮى اﻟـﺬي ﻳﺴـﺎﻋﺪ ﻋﻠـﻰ ﲢﻘﻴـﻖ أﻫـﺪاف‬
‫اﳋﻄﺔ‪ ،‬ﻓﺈ ﺎ ﺗﻌﻮض ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺺ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم وﻛـﺬﻟﻚ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﺗﻐـﲑ اﻟﺪوﻟـﺔ ﻣﻌـﺪﻻت‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻹﻧﻔﺎق اﳋﺎص و ﺗﻮﺟﻬﻪ ﰲ إﲡﺎﻫﺎﺗﻪ اﳌﻘﺮرة ﰲ اﳋﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳــﺔ ‪ :‬وﺗﺸــﻤﻞ ﳎﻤــﻮع اﻷدوات اﻟــﱵ ﺗﺴــﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳــﺔ ﻟﻠﺘــﺄﺛﲑ ﰲ اﻟﺘــﺪﻓﻘﺎت‬
‫اﻟﻨﻘﺪﻳــﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﰲ اﻟﺘــﺄﺛﲑ ﰲ اﻟﺘــﺪﻓﻘﺎت اﻟﺴــﻠﻌﻴﺔ اﳌﻘﺎﺑﻠــﺔ ﳍــﺎ‪ ،‬ﻓﻨﻈــﺎم اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻻ ﻳﻠﻐــﻲ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻨﻘــﺪي‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻨﻘﻮد‬
‫ﲢﺘﻔﻆ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﻛﺄداة ﲢﺮﻳﻚ اﳌﻮارد اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ وﲢﺮﻳﻚ اﳋﺪﻣﺎت‪ ،‬وﺑﻨـﺎء ﻋﻠـﻰ ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﳝﻜـﻦ ﻟﻠﺴـﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـﺔ اﻟـﺘﺤﻜﻢ‬
‫ﰲ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻫﻲ إﺣﺪى اﻷدوات اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﺟﻮر ‪ :‬ﻳﻌﺘﱪ اﻷﺟﺮ اﳊـﺎﻓﺰ اﻷول اﻟـﺬي ﳛـﺮك ﻗـﻮة اﻟﻌﻤـﻞ وﻳﻮزﻋﻬـﺎ ﺑـﲔ إﺳـﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ‪،‬‬
‫وﻃﺎﳌﺎ أن ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮد ﰲ إﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻤـﻞ اﻟـﺬي ﻳـﺮاﻩ ﻣﻨﺎﺳـﺒﺎً ﳌﻴﻮﻟـﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﳝﻜـﻦ إﺳـﺘﺨﺪام‬
‫اﻷﺳــﻠﻮب اﳌﺒﺎﺷــﺮ‪ ،‬ﻟﺘﻮزﻳــﻊ ﻗــﻮة اﻟﻌﻤــﻞ ﺑــﲔ ﻧ ـﻮاﺣﻲ اﻟﻨﺸــﺎط اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬إﻻ ﰲ اﳊــﺎﻻت اﳋﺎﺻــﺔ اﻟــﱵ ﺗﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﳌﺼــﻠﺤﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬واﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﻨﺠﺢ ﻫـﻮ اﻟﺘـﺄﺛﲑ ﰲ اﻷﺟـﻮر اﻟﻨﺴـﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﺈذا إﻗﺘﻀـﺖ اﳋﻄـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ إﱃ ﻧـﻮع ﻣﻌـﲔ ﻣـﻦ‬
‫اﳌﻬﺎرة اﻟﻔﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﻮﺟﺪ إﻗﺒﺎل ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ إﻛﺘﺴﺎب ﻫﺬا اﻟﻨـﻮع‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﳝﻜـﻦ اﻟﺘـﺄﺛﲑ ﰲ ﻗـﺮارات اﻷﻓـﺮاد ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ رﻓﻊ أﺟﺮ ﻫﺬﻩ اﳌﻬﺎرة‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﺘﺎﺑﻌــﺔ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ ‪ :‬ﺗﻘــﻮم ﲟﺘﺎﺑﻌــﺔ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ‪ ،‬أﺟﻬــﺰة ﻋﺪﻳــﺪة ﺗــﺆدي ﻛــﻞ ﻣﻨﻬــﺎ وﻇﻴﻔــﺔ ﳏــﺪدة‪،‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎك ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬وﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ‪ ،‬واﳉﻬـﺎز اﳌﺮﻛـﺰي ﻟﻺﺣﺼـﺎء‪،‬‬
‫وﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪ ،‬وﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ اﳌﺎﻟﻴـﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ‪ ،‬وﻳﻘـﻮم ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻫﺬﻩ اﻷﺟﻬﺰة ﻻ ﺗﻘـﻮم ﺑﺈﲣـﺎذ ﻗـﺮارات ﺗﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ أو ﺗﺘـﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ ﻋﻠـﻰ اﻹﻃـﻼق‪،‬‬
‫وﻟﻜﻦ دورﻫﺎ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﱃ وﺟﻮد إﳓﺮاف وﻗﺼﻮر ﰲ أﺣﺪ أو ﺑﻌﺾ اﺠﻤﻟﺎﻻت‪ ،‬ﰒ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳍﻴﺌﺎت اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ‬
‫ﻫﺬا اﻟﻘﺼﻮر أو اﻹﳓﺮاف‪.‬‬
‫ﻫــﺬﻩ ﺑﺈﺧﺘﺼــﺎر ﻫــﻲ اﳌﺮاﺣــﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ‪ ،‬وﻟــﻴﺲ ﻣﻌــﲎ إﻧﺘﻬــﺎء ﻫــﺬﻩ اﳌﺮاﺣــﻞ أن ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻗــﺪ‬
‫إﻧﺘﻬﺖ ‪ ،‬ﻷ ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة‪ ،‬وﻣﻌﲎ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﻘﻴﻴﻢ أداء اﳋﻄﺔ‪ ،‬أي دراﺳﺔ ﻇﺮوف ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟـﱵ‬
‫واﺟﻬﺖ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وأﺧﻄﺎء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﲢﺎﺷﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻄﺎء ﻋﻨﺪ وﺿﻊ اﳋﻄﻂ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ‬
‫إن ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﺄﻛــﺪ ﻣــﻦ أن اﻷﻫــﺪاف واﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ‪ ،‬ﺗﺘﻨﺎﺳــﺐ ﻣــﻊ ﺑﻌﻀــﻬﺎ اﻟــﺒﻌﺾ‪ ،‬وأ ــﺎ ﻣﺘﻨﺎﺳــﻘﺔ وﺗﺘﻔــﻖ ﻣــﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت‬
‫اﺠﻤﻟﺘﻤ ــﻊ وﺗﻌ ــﱪ ﻋ ــﻦ أوﻟﻮﻳﺎﺗ ــﻪ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠ ــﺐ إﺳ ــﺘﺨﺪام ﺑﻌ ــﺾ اﻷﺳ ــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ــﻦ ﺑ ــﲔ ﻫ ــﺬﻩ اﻷﺳ ــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ ﻫﻨ ــﺎك اﳌـ ـﻮازﻳﻦ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴ ــﺔ‪ ،‬وﲢﻠﻴ ــﻞ اﳌ ــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟ ــﺎت‪ ،‬واﻟﱪﳎ ــﺔ اﳋﻄﻴ ــﺔ وﻏ ــﲑ اﳋﻄﻴ ــﺔ‪ ،‬وﺑﻌ ــﺾ اﻟﻨﻤ ــﺎذج اﻟﺮﻳﺎﺿ ــﻴﺔ اﻷﺧ ــﺮى‪ .‬وﺳ ــﻮف‬
‫ﻳﻘﺘﺼــﺮ اﻟﺘﻌــﺮض ﻟــﺒﻌﺾ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴــﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ﻹﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ‪ ،‬دون أن ﻳﻌــﲏ ذﻟــﻚ اﻹﻗــﻼل ﻣــﻦ أﳘﻴــﺔ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴــﺔ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﺤﻀﲑ ﻟﻠﺨﻄﺔ أو ﻟﻮﺿﻌﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬وﻫﻲ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ ﰒ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟﺎت )‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬ﳏﻤﻮد ﻳﻮﻧﺲ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻣﺒﺎرك‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪263 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -1-4-1-I‬اﻟﻤﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ ‪:‬‬

‫إﻋﺘﻤ ــﺪ اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﻠﻮب اﳌـ ـﻮازﻳﻦ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ﺗﻀ ــﻤﻦ اﻟﺘﻌ ــﺎدل ﺑ ــﲔ اﳌﺘ ــﺎح ﻣ ــﻦ ﻣﻨ ــﺘﺞ ﻣ ــﺎ أو ﻣ ــﻮرد ﻣ ــﺎ ﻣ ــﻊ ﲨﻴ ــﻊ‬
‫اﻹﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت ‪ ،‬وﺣﻴــﺚ ﻳﺘﺤﻘــﻖ اﻟﺘ ـﻮازن ﰲ ﻛــﻞ اﳌ ـﻮازﻳﻦ‪ ،‬ﻓــﺈن ذﻟــﻚ ﻳﻀــﻤﻦ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳــﺔ ﲢﻘﻴــﻖ اﻟﺘ ـﻮازن اﻟﻌــﺎم ﰲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد‬
‫اﻟﻮﻃﲏ‪ .‬واﻟﺼﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺰان ﰲ أﺑﺴﻂ أﺷﻜﺎﻟﻪ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫ﳎﻤﻮع اﳌﻮارد = ﳎﻤﻮع اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت‬
‫و ﺑﺼ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﳝﻜ ــﻦ ﺗﻘﺴ ــﻴﻢ اﳌـ ـﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴ ــﺔ إﱃ ﳎﻤ ــﻮﻋﺘﲔ رﺋﻴﺴ ــﻴﺘﲔ ﳘ ــﺎ ‪ :‬اﳌـ ـﻮازﻳﻦ اﻟﱰﻛﻴﺒﻴ ــﺔ واﳌـ ـﻮازﻳﻦ‬
‫اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﶈﺔ ﻣﻮﺟﺰة ﻋﻦ ﻛﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻤﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ )‪ : (2‬وﻫﻲ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟـﱵ ﺗﺒـﲔ ﺗـﻮازن اﳌﺘﻐـﲑات اﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ اﻟﻜﻠﻴـﺔ أو أﺟـﺰاء ﻣﻨﻬـﺎ‪ ،‬وﻓﻴﻤـﺎ ﻳﻠـﻲ ﺑﻌـﺾ‬
‫ﺻﻮر ﻫﺬﻩ اﳌﻮازﻳﻦ ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬ﻣﻴ ـﺰان اﻟ ــﺪﺧﻞ اﻟ ــﻮﻃﲏ ) ﻣﻴـ ـﺰان ﺗﻜ ــﻮﻳﻦ و إﺳ ــﺘﺨﺪام اﻟ ــﺪﺧﻞ اﻟ ــﻮﻃﲏ ( ‪ :‬ذﻟ ــﻚ أن اﻟ ــﺪﺧﻞ اﶈﻠ ــﻲ ‪+‬‬
‫اﻟﻮاردات‪ ،‬ﳚﺐ أن ﻳﺘﺴﺎوى ﻣﻊ إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳌﻮارد‪ ،‬ﰲ ﺻﻮرة اﻹﺳﺘﻬﻼك اﳋﺎص واﻟﻌﺎم و اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺼﺎدرات‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬ﻣﻴـﺰان اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ‪ :‬وﻓﻴــﻪ ﻳــﺘﻢ ﺗﻮزﻳــﻊ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــﺮوع واﻷﻧﺸــﻄﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﻗــﺪ ﺗﻜــﻮن أﻛﺜــﺮ‬
‫ﺗﻔﺼﻴﻼً‪ ،‬إذ ﺗﻮﺿﺢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ داﺧﻞ ﻛﻞ ﻧﺸﺎط ﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -3-‬ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪ :‬وﻫﻮ ﻳﻬﺪف ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟـ‪:‬‬
‫‪-‬ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﻌﺎم ﺑﲔ اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻤﺎن ﲢﻘﻴﻖ إﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻛﺎﻓﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ إﺧﺘﻼف أﺷﻜﺎﳍﺎ‪.‬‬
‫‪-‬إﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮا ﺳﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﲣﻄﻴﻂ إﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﲣﻄﻴﻂ زﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻦ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ وأﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ و إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﺟﻮر و ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ و اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -4-‬و ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﻮازﻧﺎت اﳍﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﳒﺪ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳌﺸـﺮوﻋﺎت اﻟﺪوﻟـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﲤﺜـﻞ ﳎﻤـﻮع إﻳـﺮادات‬
‫اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﻣﺼﺎدر ﻫﺬا اﻹﻳﺮاد اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺪﻓﻮﻋﺎت ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ )‪. (1‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻤــﻮازﻳﻦ اﻟﺴــﻠﻌﻴﺔ ‪ :‬ﻳــﺘﻢ ﺑﻨــﺎء ﻫــﺬﻩ اﳌ ـﻮازﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺴــﻠﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ اﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ــﺪف ﲢﻘﻴــﻖ اﻟﺘ ـﻮازن ﺑــﲔ‬
‫اﳌﺘــﺎح واﳌﺴــﺘﺨﺪم ﻣﻨﻬــﺎ‪ ،‬أي ــﺪف ﲢﻘﻴــﻖ ﺗ ـﻮازن اﻟﻌــﺮض واﻟﻄﻠــﺐ ﳍــﺬﻩ اﳌ ـﻮارد‪ ،‬ﰒ اﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﲢﻘﻴــﻖ اﻟﺘ ـﻮازن اﻟﻌــﺎم ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫واﳌﻴ ـﺰان اﻟﺴــﻠﻌﻲ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ ﻟــﻴﺲ إﻻ ﲡﻤﻴﻌ ـﺎً ﺠﻤﻟﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﳌ ـﻮازﻳﻦ اﻟــﱵ ﻳــﺘﻢ إﻋــﺪادﻫﺎ ﺑﻮاﺳــﻄﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮﺣـﺪات اﳌﺘﺎﺣـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺴـﻠﻌﺔ و إﺳـﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ‪ ،‬وﻟـﺬا ﻓـﺈن اﻟﺴـﻠﻌﺔ‬

‫)‪ - (2‬ﻋﻤﺮو ﳏﻲ اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪318-317 :‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻤﺮو ﳏﻲ اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪319 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﱵ ﻳﻌﺪ ﳍﺎ اﳌﻴﺰان ﳚـﺐ أن ﺗﻜـﻮن وﺣـﺪا ﺎ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴـﺔ إذا ﻛـﺎن اﳌﻴـﺰان ﻳﻌـﺪ ﰲ ﺻـﻮرة ﻛﻤﻴـﺔ‪ ،‬أﻣـﺎ إذا ﱂ ﺗﻜـﻦ وﺣـﺪات اﻟﺴـﻠﻌﺔ‬
‫ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻓﺈن اﳌﻴﺰان ﻳﻌﺪ ﰲ ﺻﻮرة ﻗﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣــﻦ اﻟﻀــﺮوري أن ﻳﺘﺴــﺎوى إﲨــﺎﱄ اﳌـﻮارد و إﲨــﺎﱄ اﻹﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت‪ ،‬وأن ﻳﺘﺤﻘــﻖ ﺗــﻮازن اﳌﻴـﺰان ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى ﻛــﻞ ﻣــﻦ‬
‫اﳌﺸﺮوع واﻟﻘﻄﺎع واﳌﺴﺘﻮى اﻟـﻮﻃﲏ‪ .‬وﻋﻨــﺪ إﻋــﺪاد اﳌﻴ ـﺰان اﳋــﺎص ﺑﺴﻠﻌــﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ‪ ،‬ﻓـﺈﻧــﻪ ﻳـﺘﻢ ﺗﻘـﺪﻳــﺮ ﻛـﻞ ﺑﻨــﺪ ﻣـﻦ ﺑﻨــﻮد اﳌ ـﻮارد و‬
‫اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت إﺳﺘﻨﺎداً إﱃ ﲡﺎرب اﳌﺎﺿﻲ و إﻋﺘﻤﺎداً ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴﺔ‪ .‬و إذا ﻣﺎ أﺳﻔﺮت اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗـﻮازن‬
‫اﳌﻴﺰان‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻌﲏ وﺟﻮد إﺧﺘﻨﺎﻗﺎت ﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬وﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺑﻨﻮد اﳌﻴﺰان اﻟﺴﻠﻌﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳏﺎوﻟﺔ ﲣﻔﻴﺾ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻨﻮد ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻮد اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪-‬ﳏﺎوﻟـﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣـﻮارد إﺿﺎﻓﻴـﺔ‪ ،‬و اﻹرﺗﻔـﺎع ﲟﺴﺘـﻮى اﻹﺳﺘﻔـﺎدة ﻣﻦ اﻟﻄـﺎﻗ ــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﺮﻳــﻚ ﺑﻌــﺾ اﳌ ـﻮارد ﺳ ـﻮاء ﺑﺘﺸﻐﻴﻠـﻬ ــﺎ ﰲ ﻣﻨـﺎﻃــﻖ ﺟﻐ ـﺮاﻓﻴـ ــﺔ أﻛﺜــﺮ ﻣﻼءﻣـ ــﺔ ‪ ،‬أو إﺳــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ إﻧﺘــﺎج ﺳــﻠﻊ‬
‫أﺧﺮى ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﻫﻲ أﻫـﻢ اﳌـﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴـﺔ‪ ،‬وﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ اﳊـﺎل ﻓﻬﻨـﺎك ﻣـﻮازﻳﻦ أﺧـﺮى ﻣﺜـﻞ ﻣﻴـﺰان اﻟﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ واﳌﻴـﺰان اﳋـﺎص‬
‫ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺮﲝﻴﺔ وﻣﻴﺰان ﺗﻮزﻳﻊ ﳐﺼﺺ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر وﻣﻴﺰان اﳌـﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﺪوﻟﻴـﺔ وﻣﻴـﺰان ﻧﻔﻘـﺎت اﻟﺪوﻟـﺔ و اﻳﺮادا ـﺎ‪...‬وﻏـﲑ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻮازﻳﻦ اﻷﺧﺮى‪.‬‬

‫‪ -2-4-1-I‬ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت )‪: (2‬‬

‫ﻳﻌﺘ ــﱪ ﲢﻠﻴ ــﻞ اﳌ ــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟ ــﺎت ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ اﻷﺳ ــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻋﻨ ــﺪ اﻹﺳ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ ﻣـﻦ ﻋﻼﻗـﺎت ﻣﺘﺒﺎدﻟـﺔ وﺗﻴـﺎرات ﻣﺘﺸـﺎﺑﻜﺔ ﺧـﻼل ﻓـﱰة زﻣﻨﻴـﺔ ﳏـﺪدة ‪ ،‬اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي‬
‫ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻌﱰض ﲣﻄﻴﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﳕﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد‪.‬‬
‫وﺟﺪاول اﳌـﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟـﺎت ﻻ ﺗﻌـﺪو أن ﺗﻜـﻮن ﻫﻴﺎﻛـﻞ إﺣﺼـﺎﺋﻴﺔ ﺗـﱰﺟﻢ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﲔ ﳐﺘﻠـﻒ ﻗﻄﺎﻋـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎد‬
‫اﻟﻮﻃﲏ داﺧـﻞ إﻃـﺎر ﳏﺎﺳـﱯ ﻣﺮﺗـﺐ‪ ،‬ذﻟـﻚ أن اﻟﻔﻜـﺮة اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ اﻟـﱵ ﺗﺒـﲎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻫـﺬﻩ اﳉـﺪاول‪ ،‬ﻫـﻲ أﻧـﻪ ﳝﻜـﻦ اﻟﻨﻈـﺮ إﱃ أي‬
‫ﻗﻄﺎع ﻣـﻦ ﻗﻄﺎﻋـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ ﰲ أي ﳊﻈـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ وﺳـﻴﻂ ﻳﺄﺧـﺬ وﻳﻌﻄـﻲ‪ ،‬ﻳﺄﺧـﺬ ﻣـﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﻷﺧـﺮى ﻣـﺎ‬
‫ﳛﺘــﺎج إﻟﻴــﻪ ﻣــﻦ إﻧﺘﺎﺟﻬــﺎ‪ ،‬وﻳﻌﻄﻴﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻳﻘــﻮم ﺑﺈﻧﺘﺎﺟــﻪ وﲢﺘــﺎج إﻟﻴــﻪ ﻫــﻲ اﻷﺧــﺮى‪ .‬وﻫــﻲ ﻋــﺎدة ﺗﻮﺿــﻊ ﰲ ﺷــﻜﻞ ﺟــﺪول ﻣــﺰدوج‬
‫ﻳﺸــﺘﻤﻞ ﻋﻠــﻰ ﻧﻔــﺲ اﳋﺎﻧــﺎت ﰲ اﻟﺼــﻔﻮف و اﻷﻋﻤــﺪة‪ ،‬وﳜﺼــﺺ ﻟﻜــﻞ ﻗﻄــﺎع ﻣــﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻟــﱵ ﺳــﺘﻘﻴﺪ ﰲ اﳉــﺪول ﺻــﻔﺎً‬
‫وﻋﻤــﻮداً‪ ،‬وﺗﻌــﱪ اﻟﺼــﻔﻮف ﻋﻤــﺎ ﻳﻌﻄﻴــﻪ ﻛــﻞ ﻗﻄــﺎع ﻟﻶﺧــﺮ ‪-‬أي ﻣﻨــﺘﺞ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ‪ ،-‬ﺑﻴﻨﻤــﺎ ﺗﻌــﱪ اﻷﻋﻤــﺪة ﻋﻤــﺎ ﻳﺄﺧــﺬﻩ ﻛــﻞ‬
‫ﻗﻄﺎع ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ‪-‬أي ﻣﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ‪ ،-‬وﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻘﺴﻢ اﳉﺪول إﱃ ﻗﺴﻤﲔ رﺋﻴﺴﻴﲔ )‪: (1‬‬
‫أوﻻً‪ :‬ﻗﺴ ــﻢ ﻳﻀ ــﻢ اﻟﻘﻄـﺎﻋـ ــﺎت اﻟــﱵ ﺗﺸﺘ ــﺮك ﻓ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻹﻧﺘ ــﺎج اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟـﺰراﻋـ ـ ــﺔ واﻟﺼــﻨﺎﻋﺔ واﳋﺪﻣ ــﺎت وﻏﲑﻫــﺎ‪،‬‬
‫وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ إﺳﻢ " اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻮﺳﻴﻂ " وﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬

‫)‪ - (2‬ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻜﺮي‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،1988‬ص‪179-178 :‬‬

‫)‪ - (1‬زﻛﺮﻳﺎ ﻧﺼﺮ‪ ،‬ﻣـﺤﺎﺿﺮات ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ،1959‬ص‪20 – 19 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪ :‬ﻗﺴﻢ ﻳﻀﻢ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﲢﺼﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻠﻊ واﳋـﺪﻣﺎت ﻟـﺬا ﺎ دون أن ﲡـﺮي ﻋﻠﻴﻬـﺎ أي ﲢـﻮﻳ ــﻞ‪ ،‬ﻳـﻜــﻮن اﻟﻐــﺮض‬
‫ﻣﻨ ـ ــﻪ إﻋ ـ ــﺎدة ﺑﻴـﻌﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻳﻄﻠـ ــﻖ ﻋﻠ ــﻰ ﻫـ ــﺬا اﻟﻘﺴ ـ ــﻢ إﺳ ـ ــﻢ " اﻟﻄﻠ ــﺐ اﻟﻨﻬ ــﺎﺋﻲ" ‪ ،‬وﻳﻌ ــﱪ ﻋ ــﻦ ﻃﻠ ــﺐ اﻟﻮﺣ ــﺪات اﻹﺳ ــﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﰲ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺛﺎر اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳉﺪل ﺣﻮل ﻣﺪى إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﺳـﺘﺨﺪام ﻫـﺬﻩ اﳉـﺪاول ﰲ اﻟـﺪول اﳌﺘﺨﻠﻔـﺔ إﻗﺘﺼـﺎدﻳﺎ ﻟﱰﺷـﻴﺪ ﻣـﺎ ﺗﻘـﻮم‬
‫ﺑﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﳕﺎﺋﻲ‪ .‬ﻏﲑ أن ذﻟﻚ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ‪ ،‬إذ ﻟـﻴﺲ ﻫﻨـﺎك ﻣـﺎ ﳝﻨـﻊ ﻣـﻦ إﺳـﺘﻔﺎدة‬
‫ﻫــﺬﻩ اﻟــﺪول ﻣــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻷداة اﻟﻨﺎﻓﻌــﺔ ﰲ رﺳــﻢ ﺳﻴﺎﺳــﺎ ﺎ اﻹﳕﺎﺋﻴــﺔ وﺗﺮﺷــﻴﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻃﺎﳌــﺎ أ ــﺎ ﺗﺮاﻋــﻲ ﰲ إﻋــﺪادﻫﺎ ﻇﺮوﻓﻬــﺎ اﳋﺎﺻــﺔ‬
‫وأوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟﺮاﻫﻨﺔ‪.‬‬
‫وﺳﻴﺄﰐ ﺷـﺮح ﻣﻔﺼـﻞ ﳉـﺪاول اﳌـﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟـﺎت وﺑﻴـﺎن ﻛﻴﻔﻴـﺔ إﺳـﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ﰲ اﳌﺒﺤـﺚ‬
‫اﻟﻘﺎدم إن ﺷﺎء اﷲ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻘﻄﺎﻋﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻘﻄﺎﻋﻲ‬

‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ اﻟﺘﺨﻄـ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼـ ــﺎدي اﻟﻘﻄـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬أﻫـ ــﻢ أﺷـ ــﻜﺎل اﻟﺘﺨﻄـ ــﻴﻂ وأﻛﺜﺮﻫـ ــﺎ ﺗـ ــﺄﺛﲑاً ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﻨﻤـ ــﻮ اﻹﻗﺘﺼـ ــﺎدي و‬
‫اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ‪ ،‬إذ أﻧــﻪ ﻳﺴــﺘﻬﺪف وﺿــﻊ ﺧﻄــﺔ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠــﺔ ﺗﺸــﻤﻞ ﲨﻴــﻊ ﻓــﺮوع وﻗﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ‬
‫واﳊﻴــﺎة اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﺳ ـﻮاء ﻛــﺎن ذﻟــﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻟﺼــﻨﺎﻋﺔ واﻟﺰراﻋــﺔ واﻟﺘﺠــﺎرة اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ واﻟﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ واﻟﺒﻨــﻮك‬
‫وﻣﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺘــﺄﻣﲔ واﻟﻨﻘــﻞ واﳌﻮاﺻــﻼت وﻏﲑﻫــﺎ‪ ،‬أم ﻛــﺎن ذﻟــﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺨــﺪﻣﺎت اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻛــﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ واﻟﺼــﺤﺔ‬
‫واﻷﻣــﻦ اﻟــﻮﻃﲏ‪...‬إﱁ ‪ .‬واﳋﻄــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت ﺗﺘﻀــﻤﻦ ﺑ ـﺮاﻣﺞ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و إﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬
‫ﻣﺘﻌﺪدة اﳉﻮاﻧﺐ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳉﺪﻳﺪة ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧـﺖ إﺳـﺘﺜﻤﺎرات ﻹﻧﺸـﺎء‬
‫ﻣﺆﺳﺴــﺎت إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﺟﺪﻳــﺪة أم إﺟ ـﺮاء ﺗﻮﺳــﻌﺎت وﲢــﺪﻳﺚ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ‪ ،‬وﺗﺘﻀــﻤﻦ أﻳﻀــﺎ إﲡﺎﻫــﺎت وﻣﺆﺷ ـﺮات ﺗﻄــﻮر‬

‫)‪ – (1‬اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ و ﲝﻮث اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬دروس ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻹﲢﺎد اﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﺤﺪﻳﺪ و اﻟﺼﻠﺐ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺎرس ‪ ،1983‬ص‪266-265 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻹﻧﺘــﺎج وﻣﻌــﺪﻻت ﳕــﻮ إﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ اﻟﻌﻤــﻞ واﻟــﺪﺧﻞ اﻟــﻮﻃﲏ ﻓﻴﻬــﺎ‪ ،‬وﺣﺮﻛــﺔ اﻟﺘﺒــﺎدل اﻟﺴــﻠﻌﻲ ﺑــﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ‬
‫ودﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻳﻬــﺪف اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي اﻟﻘﻄــﺎﻋﻲ‪ ،‬إﻧﻄﻼﻗ ـﺎً ﻣــﻦ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ و إﺳــﺘﻨﺎداً إﱃ ﲢﻠﻴــﻞ اﻟﻮاﻗــﻊ اﳌﻮﺿــﻮﻋﻲ‬
‫وﺣﺎﺟﺎت اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ إﱃ وﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ‪:‬‬
‫ـﺜﻼ ﻟﻜــﻞ اﳌـﻮارد اﳌﺘﺎﺣــﺔ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع أو ذاك ‪ ،‬واﻟﻮﺻــﻮل ﺑــﻪ إﱃ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت ﺟﺪﻳــﺪة‬ ‫‪ -‬إﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎً إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎً أﻣـ ً‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ وزﻳﺎدة اﳌﺮدود اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜـﻲ واﻟﺘـﻨﺎﺳـﺐ اﻟﻌﻘـﻼﻧـﻲ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻴــﻦ وداﺧ ــﻞ اﻟﻔــﺮوع واﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ ﳝﻜـﻦ‬
‫ﲢﺴــﲔ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺘﺒــﺎدل اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻴﻨﻬــﺎ‪ ،‬وﺿــﻤﺎن اﻟﻮﺣــﺪة اﻟﻌﻀــﻮﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ إﻋــﺎدة اﻹﻧﺘــﺎج اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬وﺗﻨﺸــﻴﻂ ﻛــﻞ‬
‫ﻓﺮع أو ﻗﻄﺎع ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻت ﳕﻮ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﺘﻄﻠ ــﺐ ﻛ ــﻞ ذﻟ ــﻚ‪ ،‬ﺿ ــﻤﺎن ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ ﺳﻴﺎﺳ ــﺔ إﺳ ــﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳ ــﺔ ﺗﺸ ــﻐﻴﻞ ﻣﺪروﺳ ــﺔ‪ ،‬وﻣﺴ ــﺘﻨﺪة إﱃ ﲢﻠﻴ ــﻞ ﻋﻠﻤ ــﻲ‬
‫وﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﳊﺎﺟﺎت ﻛﻞ ﻗﻄﺎع وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺘﻮﻇﻴﻔـﺎت اﳉﺪﻳـﺪة واﻷﻳـﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‪ ،‬ﲟـﺎ ﻳـﺆدي إﱃ ﻣـﺮدود إﻗﺘﺼـﺎدي‬
‫رﻓﻴــﻊ وإﱃ ﺗﻔــﺎدي ﺣﺼــﻮل إﺧﺘﻨﺎﻗــﺎت ﰲ أﺣــﺪ ﻣﻜﻮﻧــﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼ ـﺎدﻳﺔ‪ ،‬أو ﰲ إﺣــﺪى ﻣﺮاﺣﻠﻬــﺎ ﳑــﺎ ﻳــﺆدي إﱃ ﺗﻌﻄﻴــﻞ‬
‫ﲢﻘﻴﻖ أﻗﺼﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ واﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻘﻄﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺿﻤﺎن ﺻﻴﻎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﳊﺮﻛـﺔ اﻟﺘﺒـﺎدل ﻓﻴﻤـﺎ ﺑـﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت‪ ،‬واﻷﺳـﺎﻟﻴﺐ‬
‫واﻷدوات اﻟﱵ ﺗﺸﱰﻃﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻠﻚ اﳋﻄﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻘﻄــﺎﻋﻲ ﻳﺸــﻤﻞ ﲨﻴــﻊ أوﺟــﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺜــﻞ ﺗــﻮﻓﲑ اﻷﻳــﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ‪ ،‬واﳌ ـﻮاد اﻷوﻟﻴــﺔ واﻟﺴــﻠﻊ‬
‫ﻧﺼﻒ اﳌﺼﻨﻌﺔ‪ ،‬وﲡﻬﻴـﺰات اﻟﻮﻗـﻮد واﻟﻄﺎﻗـﺔ وﺗـﻮﻓﲑ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات وﺿـﻤﺎن اﻹﺣﺘﻴـﺎﻃﻲ ‪ ،‬وﻳﺸـﻤﻞ أﻳﻀـﺎ ﺑـﺮاﻣﺞ اﻹﻧﺘـﺎج واﻟﺘﺒـﺎدل‬
‫اﻟﺴﻠﻌﻲ‪ ،‬وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺄﻫﻴـﻞ وﺗـﻮﻓﲑ اﻹﻃـﺎرات اﻟﻔﻨﻴـﺔ‪ ،‬وﻗﻀـﺎﻳﺎ اﻟﻨﻘـﻞ واﻟﺴـﻜﻦ واﻟﻌـﻼج اﻟﻄـﱯ‪...‬إﱁ‪ .‬وﰲ اﻟﻮﻗـﺖ اﻟـﺬي ﺗﺘﻀـﻤﻦ‬
‫اﳋﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺷﺮات‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﳌﻌﺎﻳﲑ اﳌﻘـﺮرة ﻛﻮﺣـﺪة ﻋﻀـﻮﻳﺔ واﺣـﺪة‪ ،‬ﺗﺘـﻮزع ﻋﻠـﻰ أﻧـﻮاع أﺧـﺮى ﻣـﻦ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ‪ ،‬أي‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺧﻄــﻂ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ وﻓــﻖ ﺗﻘﺴــﻴﻤﺎت أﺧــﺮى‪ ،‬ﻣﺜــﻞ ﺧﻄــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات ﰲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ وﺧﻄــﺔ اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ و ﺧﻄــﺔ‬
‫اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ وﺧﻄﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري‪...‬إﱁ ‪.‬إن ذﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻹﳌﺎم اﻟﻜـﺎﰲ واﻟﺸـﻤﻮﱄ ﳊﺮﻛـﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ ﻛﻜـﻞ‪ ،‬وﲝﺮﻛـﺔ‬
‫اﻟﻘﻄﺎﻋ ــﺎت واﻟﻔ ــﺮوع اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﻛ ــﺄﺟﺰاء ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻔ ــﱰض أن ﻳﺘﺤﻘ ــﻖ اﻟﺘﻨﺴ ــﻴﻖ ﰲ اﳊﺮﻛ ــﺔ واﻟﻮﺟﻬ ــﺔ‬
‫واﳍﺪف اﳌﻨﺸﻮد ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت اﳋﺪﻣﻴﺔ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫إن اﻹﳌــﺎم اﻟﻜــﺎﰲ واﻟﺸــﻤﻮﱄ ﲝﺮﻛــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻳﺘﻄﻠــﺐ وﺟــﻮد ﺟﻬــﺎز إﺣﺼــﺎﺋﻲ ﻗــﻮي و راﺷــﺪ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﺣــﱴ‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌﺨﻄﻂ ﺗﺼﻮر ﻧﺸﺎط ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﻫﺬا ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻤﻴﺎت اﻹﲨﺎﻟﻴﺔ ﻹﻧﺘﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬وﻣـﺪى إﻋﺘﻤﺎدﻫـﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاد أوﻟﻴﺔ وﻣﻮاد ﻧﺼـﻒ ﻣﺼـﻨﻌﺔ‪ ،‬إﱃ ﻣﻌﺮﻓـﺔ إﲨـﺎﱄ اﻹﻧﺘـﺎج اﳌﻮﺟـﻪ إﱃ‬
‫ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ إﲨﺎﱄ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﻮﺟﻪ إﱃ اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﻌـﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬وأﻳﻀـﺎً ﺣﺠـﻢ اﻟـﻮاردات وﺣﺠـﻢ‬
‫اﻟﺼــﺎدرات‪...‬إﱁ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻳﻌــﲏ أﻧــﻪ ﻹﻋــﺪاد اﳋﻄــﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ذﻟــﻚ ﻳﺘﻄﻠــﺐ وﺟــﻮد ﺗﻘﻨﻴــﺎت ﻋﻠﻤﻴــﺔ ﺗﺄﺧــﺬ ﻛــﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻌﲔ اﻹﻋﺘﺒﺎر‪ ،‬ﻛﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ إﺳﻘﺎﻃﺎت ﲣﻄﻴﻄﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ وﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ‪.‬‬
‫إن أﻓﻀ ــﻞ ﺗﻘﻨﻴ ــﺔ ﺣ ــﻮل ذﻟ ــﻚ‪ ،‬ﻫ ــﻲ ﺗﻠ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﺗﺒﻠ ــﻮرت ﻟﺘﺨ ــﺮج أول ﻣ ــﺮة ﰲ اﻟﻌ ــﺪد اﳋ ــﺎﻣﺲ و اﻟﻌﺸ ــﺮون ﻣ ــﻦ ﳎﻠ ــﺔ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي اﻟﺴــﻮﻓﻴﱵ ﻣــﻦ ﻃــﺮف اﻹﻗﺘﺼــﺎدي )ﻓﺎﺳــﻴﻠﻲ ﻟﻴﻮﻧﺘﻴﻴــﻒ( ﺳــﻨﺔ ‪ ،1925‬ﰲ ﺷــﻜﻞ ﻋﻠﻤــﻲ وﲢــﺖ إﺳــﻢ‬
‫ﳕــﻮذج اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت‪ ،‬ﻫــﺬا اﻟﻨﻤــﻮذج اﻟــﺬي ﺗﻄــﻮر ﻟﻴﺼــﺒﺢ أﳒــﻊ وﺳــﻴﻠﺔ ﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬واﻟــﺬي‬
‫ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﰲ إﻋﺪاد إﺳﻘﺎﻃﺎ ﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ .‬وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺳﻨﺤﺎول اﻟﺘﻄﺮق ﳍـﺬا‬
‫اﻟﻨﻤــﻮذج‪ ،‬ﺑﺈﻋﺘﺒــﺎرﻩ وﺳــﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻟﻘﻄــﺎﻋﻲ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﺷــﺮح ﻣﻔﺼــﻞ ﳍــﺬا اﻟﻨﻤــﻮذج‪ ،‬وﺑﻴــﺎن ﻛﻴﻔﻴــﺔ إﺳــﺘﺨﺪاﻣﻪ ﰲ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻧﻤﻮذج اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت‬

‫ﰲ ﻋ ــﺎم ‪ 1941‬وﺿ ــﻊ " ﻓﺎﺳ ــﻴﻠﻲ ﻟﻴﻮﻧﺘﻴﻴـ ـﻒ " ﳕﻮذﺟـ ـﺎً إﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺎً ﻟﺪراﺳ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﲔ اﳌ ــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟ ــﺎت ﰲ‬
‫اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ‪ ،‬ﻟﻠﻔــﱰة ﻣــﺎ ﺑــﲔ ﻋــﺎم ‪ 1919‬و‪ ،1939‬وﻗــﺪ أﺻــﺒﺢ ﻫــﺬا اﻟﻨﻤــﻮذج ﻳﻌــﺮف ﺑﺈﺳــﻢ " ﺟــﺪاول اﳌــﺪﺧﻼت‬
‫واﳌﺨﺮﺟﺎت ”‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺴـﺘﺨﺪم ﺑﺼـﻔﺔ أﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺴـﻴﻖ ﺑـﲔ أﻫـﺪاف اﳋﻄـﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ ﳝﻜـﻦ ﲢﻘﻴﻘﻬـﺎ دون ﺣـﺪوث‬
‫إﺧﺘﻨﺎﻗﺎت‪ ،‬أي ﻧﻘﺺ اﳋﺎﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺘﺎج ﻛﻤﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ‪ ،‬ﻳﱰﺗـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ ﻋـﺪم ﲢﻘﻴـﻖ أﻫـﺪاف اﳋﻄـﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ‪،‬‬
‫ودون زﻳﺎدة اﳌﺨﺰون ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻬﺪف ﰲ اﳋﻄﺔ‪ ،‬ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻛﺎن ﰲ ﻏﲎ ﻋﻨﻬﺎ )‪. (1‬‬
‫وﳝﺜــﻞ ﺟــﺪول اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت ﲨﻴــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﳌﺘﺪاﺧﻠــﺔ ﰲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬وﻫﻨــﺎك ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻘﻮاﻋــﺪ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﲢﻜﻢ وﺗﻮﺿﺢ ﻫﻴﻜﻞ ﻫﺬا اﳉﺪول‪ ،‬وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﳓﺼﺮ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋﺪ )‪: (2‬‬
‫أوﻻ ً◌‪ :‬إن أﻋﻤﺪة اﳉﺪول ﲤﺜﻞ اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﳌﻨﺘﺠﺎت ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ وﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻮﺳــﻴﻂ ‪ :‬وﳝﺜــﻞ ذﻟــﻚ اﳉــﺰء ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎﺗﺞ اﻹﲨــﺎﱄ اﻟــﻮﻃﲏ ﰲ أي ﻗﻄــﺎع ﻣــﻦ ﻗﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻧﺘــﺎج اﶈﻠــﻲ‪،‬‬
‫اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ واﻹﺳــﺘﻬﻼك اﳊﻜــﻮﻣﻲ ‪ :‬وﻳﺘﻤﺜــﻞ ﻫــﺬا اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﰲ ﺣﺠــﻢ اﻟﺴــﻠﻊ واﳋــﺪﻣﺎت اﻟــﱵ ﻳﺴــﺘﻨﻔﺬﻫﺎ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻗﻄﺎع اﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﳘﺎ ﺟﻬﺎز إدارة ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪ :‬وﲤﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﻋﻤﺪة إﲡﺎﻫﺎت اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺣﺴﺐ اﳌﻌﺎﻳﲑ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻷﺟﻬﺰة اﳌﻨﻔﺬة‬
‫ﻟﻠﻤﺸﺮوﻋﺎت أو إﲡﺎﻫﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﻄﺎع اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ‪ :‬وﳝﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺬي ﳝﻜﻦ أن ﳜﺼﺺ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴـ ـﺎً ‪ :‬ﺗﻨﻘﺴ ــﻢ ﺻ ــﻔﻮف اﳉ ــﺪول إﱃ اﳌ ــﺪﺧﻼت اﻟﻼزﻣ ــﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋ ــﺎت اﻹﻧﺘ ــﺎج اﶈﻠ ــﻲ‪ ،‬وﻛ ــﺬﻟﻚ اﻟـ ـﻮاردات واﻟﻘﻴﻤ ــﺔ اﳌﻀ ــﺎﻓﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﺟﻮر واﻷرﺑﺎح اﳌﻮزﻋﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة وﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻟﺮﺳﻮم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷرﺑﺎح ﻏﲑ اﳌﻮزﻋﺔ و اﻹﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜـﺎً‪ :‬ﺗﺴــﺎوي ﳎﻤــﻮع اﻷﻋﻤــﺪة اﳌﺘﻨــﺎﻇﺮة وأﻋﻤــﺪة اﻟﺼــﻔﻮف اﳌﺘﻨــﺎﻇﺮة‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤــﺎ أﻧــﻪ ﻟــﻮ وﺟــﺪ ﺻــﻒ ﻻ ﻳﻨــﺎﻇﺮﻩ ﻋﻤــﻮد ﻓــﺈن ﳎﻤــﻮع‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻠﻲ ﻟﻄﻔﻲ‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ و ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ ،1988‬ص‪137 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪454 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻫﺬا اﻟﺼﻒ ﻳﺴﺎوي اﻟﺼﻔﺮ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻋﻤﻮد ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﺻﻒ ﻳﻨﺎﻇﺮﻩ أﻳﻀﺎً ﻓﺈن ﳎﻤﻮﻋﻪ ﺻﻔﺮاً‪.‬‬

‫‪ -1-2-2-I‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺟﺪول اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت ‪:‬‬

‫ﻳﻌﺘ ــﱪ ﲢﺪﻳ ــﺪ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﻣ ــﻦ اﳋﻄـ ـﻮات اﻟﺮﺋﻴﺴ ــﻴﺔ اﻟ ــﱵ ﲢ ــﺪد ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ اﻟﻨﻤ ــﺎذج اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ﺗﻌﺘﻤ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ ﺟ ــﺪول‬
‫اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت‪ ،‬ﻷن ﲢﺪﻳــﺪ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺗﻮﺿــﺢ ﳎــﺎﻻت إﺳــﺘﺨﺪام ﺟــﺪول اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت ﰲ إﻋــﺪاد‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬وﺗﻨﻘﺴﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت إﱃ )‪: (1‬‬
‫أ ‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻮازﻧﻴﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬ﻋﻼﻗﺎت ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ وأوﺟﻪ إﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻹﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ دﺧﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وأوﺟﻪ اﻹﻧﻔﺎق اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﳍﺬا اﻟﻘﻄﺎع وﻣﺪﺧﺮات ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع‪.‬‬
‫أ‪ -3-‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﳎﻤﻮع اﻹﻧﻔﺎق اﳊﻜﻮﻣﻲ وﳎﻤﻮع اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﰲ ﺻﻮرﻫﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -4-‬اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﲔ ﻣ ــﺪﺧﺮات ﻗﻄ ــﺎع اﻷﻋﻤ ــﺎل وﻣ ــﺪﺧﺮات اﻟﻘﻄ ــﺎع اﻟﻌ ــﺎﺋﻠﻲ واﻟﻘﻄ ــﺎع اﳊﻜ ــﻮﻣﻲ و اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‬
‫وﺣﺠﻢ اﻟﺪاﺋﻨﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ :‬ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﻔﻨﻴــﺔ ﰲ ﺣﺴــﺎب اﻹﻧﺘــﺎج اﳉــﺎري‪ ،‬وذﻟــﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒ ــﺔ إﱃ اﻹﻧ ــﺘﺎج اﶈﻠ ــﻲ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻳﺴــﻤﻰ‬
‫ﺑﺎﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج‪ ،‬وﳝﻜﻦ ﻓـﺮض ﺛﺒـﺎت ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎﻣـﻼت ﻟﻔﺘـﺮة ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻨـﺪ إﺳـﺘﺨﺪام ﺟــﺪول اﳌﺪﺧــﻼت واﳌﺨﺮﺟـﺎت‬
‫ﻟﺪراﺳﺔ اﻵﺛﺎر اﳌﺒﺎﺷﺮة وﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﻷي ﺧﻄﺔ إﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ ﰲ ﺣﺴ ــﺎب رأﲰ ــﺎل‪ ،‬وﻫ ــﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺗﻨﻘﺴ ــﻢ إﱃ ﻋـ ــﻼﻗﺎت ﻓﻨﻴـ ــﺔ ﰲ ﻓـ ــﱰة اﻹﻧﺸ ــﺎء‬
‫وﻋﻼﻗﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ‪ :‬وﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﻔﺎﻗﻲ ﻟﻠﻘﻄـﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠـﻲ‪ ،‬وﺗﺘﻮﻗﻒ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﻮزع ﺎ اﻟﻘﻄﺎع دﺧﻠﻪ‪،‬‬
‫ﺑﲔ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﺑﲔ اﻹدﺧﺎر‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬ﺳــﻠﻮك ﻗﻄــﺎع اﻷﻋﻤ ــﺎل ﰲ ﺗﻮزﻳ ــﻊ اﻟﻔﺎﺋ ــﺾ ﻣــﻦ اﻟﻘﻴﻤــﺔ اﳌﻀﺎﻓ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ إﺳــﺘﺒﻌﺎد اﻟﻀ ـﺮاﺋﺐ ﺑــﲔ اﻷﺟــﻮر‬
‫واﻷرﺑﺎح اﳌﻮزﻋﺔ و اﻷرﺑﺎح ﻏﲑ اﳌﻮزﻋﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺴــﺘﺨﺪم ﺟــﺪاول اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت ﰲ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ واﻟﺘﻨﺒــﺆ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻳﺎﺿــﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺈﺳــﺘﺨﺪام ﻣﻘﻠــﻮب‬
‫ﻣﺼــﻔﻮﻓﺔ اﳌﻌــﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴــﺔ‪ ،‬اﻟــﱵ ﲤﻜﻨﻨــﺎ ﻣــﻦ ﻣﻌﺮﻓــﺔ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت اﻹﻧﺘــﺎج ﻟﻠﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ﰲ ﻓــﱰة ﻣﻘﺒﻠــﺔ‪ ،‬وذﻟــﻚ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻘﺪار اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻗﻄﺎع ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة اﳌﺮﻏﻮب اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬وذﻟـﻚ ﺑﻔـﺮض ﺛﺒـﺎت اﳌﻌـﺎﻣﻼت‬
‫اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج‪.‬‬

‫‪ -2-2-2-I‬إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﺟﺪول اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ص‪455 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫إن ﻣﻦ ﺑﲔ اﻹﺳﺘﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﳉﺪول اﳌﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟﺎت ﰲ أﻏﺮاض اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﳒﺪ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻜﻠﻲ اﻟﻼزم ﻹﺷﺒﺎع ﻃﻠﺐ ﺎﺋﻲ ﻣﻌﲔ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻳﺘﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﲔ‪ ،‬إﻣـﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻣﻘﻠـﻮب اﳌﺼـﻔﻮﻓﺔ‬
‫أو ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ اﳌﺘﺘﺎﱄ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أﺛﺮ ﺗﻐﲑ اﻟﱰﻛﻴـﺐ اﻟـﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻄﻠـﺐ اﻟﻨﻬـﺎﺋﻲ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺘـﺎج ‪ ،‬ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﻋﻨـﺪ ﺗﻘـﺪﻳﺮ اﻹﻧﺘـﺎج اﻟﻜﻠـﻲ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒـﺎً ﻣـﺎ ﻳﻜـﻮن‬
‫اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﳎﻤـﻊ ﰲ ﻋﻤـﻮد واﺣـﺪ ‪ .‬وﻗـﺪ ﻳﻘﺘﻀـﻲ ﻫـﺬا اﻟﻄﻠـﺐ اﻟﻨﻬـﺎﺋﻲ ﻗـﺪراً ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻷوﻟﻴـﺔ أﻛـﱪ ﳑـﺎ ﻫـﻮ ﻣﺘـﺎح‪،‬‬
‫وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌﻼءﻣـﺔ ﺑـﲔ اﻟـﻼزم واﳌﺘـﺎح ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻷوﻟﻴـﺔ ﺑﺈﺣـﺪى ﻃـﺮﻳﻘﺘﲔ ‪ ،‬إﻣـﺎ ﺑﺈﻧﻘـﺎص اﻟﻄﻠـﺐ اﻟﻨﻬـﺎﺋﻲ‬
‫أو ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪ .‬و ﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﳝﻜﻦ ﲝﺚ أﺛﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ زﻳـﺎدة اﻟﺘﺼـﺪﻳﺮ أو‬
‫إﺣﻼل اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ ﳏﻞ اﻟﻮاردات‪ ،‬أو اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﻴﺪوﻳـﺔ أو ﺗﻠـﻚ ذات اﻟﻜﺜﺎﻓـﺔ اﻵﻟﻴـﺔ‪...‬‬
‫و ﻫﻜﺬا‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳌﻄﻠـﻮب ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻷوﻟﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻤـﺎ ﻫـﻮ ﻣﻌﻠـﻮم أن ﻟﻜـﻞ دوﻟـﺔ ﻛﻤﻴـﺔ ﳏـﺪودة ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻷوﻟﻴـﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أن‬
‫ﻟﻜــﻞ ﻣﻨﻬــﺎ أﻳﻀ ـﺎً أﺳــﻠﻮب ﻓــﲏ ﻗــﺪ ﳜﺘﻠــﻒ ﻋــﻦ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌــﺔ ﰲ اﻟــﺪول اﻷﺧــﺮى‪ ،‬وﺣﻴــﺚ أن ﻫــﺬﻩ اﳌ ـﻮارد اﶈــﺪودة وﻫــﺬا‬
‫اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻔﲏ اﳌﺘﻤﻴﺰ‪ ،‬ﻣـﻦ اﻟﺼـﻌﺐ أن ﻳﺘﻐـﲑ أي ﻣﻨﻬﻤـﺎ ﰲ اﻟﻔـﱰة اﻟﻘﺼـﲑة‪ ،‬ﻓﻤـﻦ اﻟﻀـﺮوري ﻣﻌﺮﻓـﺔ أﻧـﻮاع و ﻛﻤﻴـﺎت اﻟﻌﻮاﻣـﻞ‬
‫اﻷوﻟﻴــﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑــﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ ﻃﻠــﺐ ــﺎﺋﻲ ﻣﻌــﲔ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﳌﻘﺎرﻧﺘﻬــﺎ ﲟــﺎ ﻫــﻮ ﻣﺘــﺎح ﻣﻨﻬــﺎ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﻜﻤﻴــﺎت اﳌﺘﺎﺣــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻌﻮاﻣــﻞ‬
‫اﻷوﻟﻴـﺔ‪ ،‬أﻛــﱪ ﻣــﻦ ﺗﻠــﻚ اﳌﻄﻠﻮﺑــﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت اﻹﻧﺘــﺎج اﳌﺨﻄﻄــﺔ‪ ،‬ﻟﻜـﺎن ﻣﻌــﲎ ذﻟــﻚ أﻧﻨــﺎ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ إﺗﺎﺣــﺔ ﻗــﺪر أﻛــﱪ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻄﻠـﺐ اﻟﻨﻬـﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ‪ ،‬أﻣـﺎ إذا ﺗﺒـﲔ أن اﳌﻄﻠـﻮب ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻷوﻟﻴـﺔ ﻳﻔـﻮق اﳌﺘـﺎح ﻣﻨﻬـﺎ‪ ،‬ﻟﻜـﺎن ﻣﻌـﲎ ذﻟـﻚ ﻋـﺪم إﻣﻜـﺎن‬
‫إﺷﺒﺎع اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ اﳌﻘﺪر وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻼزم ﲣﻔﻴﻀﻪ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ -3-2-2-I‬اﻹﻧﺘﻘﺎدات اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺟﺪاول اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت‬
‫ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﻘﺎدات اﳌﻮﺟﻬﺔ ﳉﺪول اﳌﺪﺧﻼت و اﳌﺨﺮﺟﺎت ‪ ،‬ﳒﺪ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أول ﻫــﺬﻩ اﻹﻧﺘﻘــﺎدات ﺗﺘﻌﻠــﻖ ﲟﺸــﻜﻠﺔ اﻟﺘﺠﻤﻴــﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻗﺘﺼــﺎر ﺟــﺪاول اﳌــﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪد ﻗﻠﻴــﻞ ﻧﺴــﺒﻴﺎً‬
‫ﻣــﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻟــﱵ ﺗﺸــﻤﻞ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ ﺑﺄﻛﻤﻠــﻪ‪ ،‬ﻳــﺆدي أﺣﻴﺎﻧـﺎً إﱃ ﲡﻤﻴــﻊ ﻏــﲑ ﻣﺘﺠــﺎﻧﺲ ﻟﺼــﻨﺎﻋﺎت ﻻ ﺗﺘﻔــﻖ أﺳــﺎﻟﻴﺒﻬﺎ‬
‫اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﶈﺴﻮﺑﺔ ﻻ ﺗﺼﻮر اﻟﻮاﻗـﻊ ﰲ ﻛﺜـﲑ ﻣـﻦ اﻷﺣـﻮال إذا ﺗﻐـﲑ ﻫﻴﻜـﻞ اﻹﻧﺘـﺎج‪،‬‬
‫وﻋﻤﻮﻣﺎً ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻛﻠﻤﺎ أﻣﻜﻦ اﻹﺳﺘﻔﺎدة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳉﺪاول‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻳﻮﺟــﺪ ﰲ اﳉــﺪاول ﻣﺸــﻜﻠﺔ إﺣــﻼل‪ ،‬ﻓــﺈﻓﱰاض ﺛﺒــﺎت اﳌﻌــﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴــﺔ‪ ،‬ﻳﺴــﺘﺒﻌﺪ أﺛــﺮ ﺗﻐــﲑ اﳌــﺪﺧﻼت ﻧﺘﻴﺠــﺔ ﻟﻠﺘﻐــﲑ‬
‫اﻟﻨﺴﱯ ﻟﻸﺳﻌﺎر‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﻐﲑ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺘﻐﲑ ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫــﺬﻩ اﻹﻧﺘﻘــﺎدات ﻻ ﺗﻐــﲑ ﻣــﻦ اﳊﻘﻴﻘــﺔ ﺷــﻴﺌﺎً ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺿــﺮورة وأﳘﻴــﺔ إﺳــﺘﺨﺪام ﻫــﺬﻩ اﳉــﺪاول ﰲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ إﻋــﺪاد‬
‫اﳋﻄــﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ ﺑﻜــﻞ اﻹﻧﺘﻘــﺎدات اﻟــﱵ وﺟﻬــﺖ إﱃ اﳌﻌــﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴــﺔ ﻓــﺈن اﻟﺘﺠﺮﺑــﺔ أﺛﺒﺘــﺖ أﻧــﻪ ﳝﻜــﻦ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬــﺎ ﺑﺄﺳــﻠﻮﺑﲔ‬

‫)‪ - (1‬ﳏﻤﻮد ﻳﻮﻧﺲ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻣﺒﺎرك‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪294:‬‬
‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪475 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫رﺋﻴﺴﻴﲔ ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻹﲡﺎﻫﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬أﺳﻠﻮب اﳋﱪاء‪.‬‬
‫و ﻳﻌﺘﻤــﺪ اﻷﺳــﻠﻮب اﻷول‪ ،‬ﻋﻠــﻰ وﺟــﻮد ﻣﻌــﺎﻣﻼت ﻓﻨﻴــﺔ إﺣﺼــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬و ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت ﳝﻜــﻦ إﺳــﺘﺨﺪام اﻹﻗﺘﺼــﺎد‬
‫اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ إﲡﺎﻫﺎت ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎﻣﻼت ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬و أﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴﺔ داﻟﺔ ﻟﻠﺰﻣﻦ‪.‬‬
‫أﻣﺎ أﺳـﻠﻮب اﳋـﱪاء ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻌﺘﻤـﺪ ﻋﻠـﻰ رأي اﳋـﱪاء ﰲ إﲡﺎﻫـﺎت ﻫـﺬﻩ اﳌﻌـﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴـﺔ ﰲ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬و ذﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ ﺿـﻮء‬
‫اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ‪.‬‬
‫ﻫﺬا ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﳕﻮذج اﳌﺪﺧﻼت واﳌﺨﺮﺟـﺎت‪ ،‬اﻟـﺬي ﻛﻤـﺎ ﺳـﺒﻖ اﻹﺷـﺎرة ‪ ،‬أﻧـﻪ ﻳﻌـﺪ اﻟﻮﺳـﻴﻠﺔ اﻷﳒـﻊ ﻟﻠﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻟﻘﻄـﺎﻋﻲ‪،‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ إﻋﺪاد اﳋﻄﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪ أﻫﺪاف ﻳﺮاد ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﺧﻼل ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﳏـﺪدة‪ ،‬ﰲ ﻛـﻞ ﻗﻄـﺎع ﻣـﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت‬
‫اﻟﺜﻼث اﻟﱵ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟـﻮﻃﲏ وﻫـﻲ اﻟﺰراﻋـﺔ واﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ واﳋـﺪﻣﺎت‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻳـﺘﻢ ﰲ ﻧﻔـﺲ اﻟﻮﻗـﺖ ﲢﺪﻳـﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺎت اﻟـﱵ‬
‫ﺳﻴﺘﻢ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ و اﻹﺟﺮاءات اﻟـﱵ ﺳـﻴﺘﻢ إﲣﺎذﻫـﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ ﻫـﺬﻩ اﻷﻫـﺪاف‪ .‬وﻟﻜـﻦ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ‪ ،‬ﻓﻠـﻴﺲ ﻫﻨـﺎك ﻣـﺎ ﻳﻀـﻤﻦ‬
‫ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف‪ ،‬ﻣﺎ ﱂ ﻳﺘﻢ ﲣﻄﻴﻂ اﳌﺘﻐﲑات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻹﺳﺘﻬﻼك و اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ )‪.(2‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﻬﻼك‬

‫‪ -1-3-2-I‬أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﻬﻼك واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻴﻪ )‪: (1‬‬

‫أ‪ -‬أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﻬﻼك ‪ :‬ﻻﺷﻚ أن اﳍﺪف اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻷي ﻧﻈﺎم إﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻫﻮ إﺷﺒﺎع أﻛﱪ ﻗﺪر ﳑﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﺟـﺎت‬
‫اﻷﻓـﺮاد ﻣــﻦ اﻟﺴـﻠﻊ واﳋــﺪﻣﺎت‪ ،‬أي رﻓــﻊ ﻣﺴـﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸــﺘﻬﻢ وﻣﺴـﺘﻮى اﻟﺮﻓﺎﻫــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻷﻓـﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫــﺬا اﻷﺳــﺎس‬
‫ﳝﻜــﻦ اﻟﻘــﻮل أن اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻫــﻮ اﶈــﺮك اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬وﻣﻌــﲎ ذﻟــﻚ أﻧــﻪ ﻟــﻮ ﺗﻘــﻒ اﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠــﻰ اﻹﺳــﺘﻬﻼك‬
‫ﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ‪ .‬وﺗﺮﺟﻊ أﳘﻴﺔ ﲣﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﻬﻼك إﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬إن ﻋــﺪم ﲣﻄــﻴﻂ اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻗــﺪ ﻳــﺆدي إﱃ إﺧــﺘﻼل اﻟﺘ ـﻮازن اﻟﻜﻠــﻲ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻳﺰﻳــﺪ ﺣﺠــﻢ اﻟﻘــﻮة اﻟﺸ ـﺮاﺋﻴﺔ‬
‫ﻟﻠــﺪﺧﻮل اﳌﻮزﻋــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻓ ـﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ ﻋــﻦ ﻗﻴﻤــﺔ اﻟﺴــﻠﻊ واﳋــﺪﻣﺎت اﳌﻨﺘﺠــﺔ ﳏﻠﻴ ـﺎً واﳌﺴــﺘﻮردة ﻣــﻦ اﳋــﺎرج‪ ،‬ﳑــﺎ ﻳــﺆدي إﱃ ﻇﻬــﻮر‬
‫ﻓﺠﻮة ﺗﻀﺨﻤﻴﺔ و إرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬وﻗﺪ ﳛﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﳑﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﻇﻬﻮر ﻓﺠﻮة إﻧﻜﻤﺎﺷﻴﺔ و إﳔﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬إن ﻋــﺪم ﲣﻄــﻴﻂ اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻗــﺪ ﻳــﺆدي إﱃ إﺧــﺘﻼل اﻟﺘ ـﻮازن اﻟﻘﻄــﺎﻋﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻋــﺪم إﺧــﺘﻼل‬
‫اﻟﺘـ ـﻮازن اﻟﻜﻠ ــﻲ‪ ،‬وﻣﻌ ــﲎ ذﻟ ــﻚ أن ﺣﺠ ــﻢ اﻟﻘ ــﻮة اﻟﺸ ـﺮاﺋﻴﺔ ﻟﻠ ــﺪﺧﻮل اﳌﻮزﻋ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻓـ ـﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤ ــﻊ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﺴ ــﺎوﻳﺎً ﻟﻘﻴﻤ ــﺔ اﻟﺴ ــﻠﻊ‬
‫واﳋﺪﻣﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ ﳏﻠﻴﺎ واﳌﺴﺘﻮردة ﻣﻦ اﳋﺎرج‪ ،‬وﻟﻜﻦ‪ -‬ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ‪ -‬ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮض ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت‬
‫وﻗﺪ ﻳﻘﻞ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻦ اﻟﻌﺮض ﰲ اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ‪ ،‬وﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺈﺧﺘﻼل اﻟﺘﻮازن اﻟﻘﻄﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫)‪ - (2‬ﻋﻠﻲ ﻟﻄﻔﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪185 :‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻠﻲ ﻟﻄﻔﻲ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ص‪224 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أ‪ -3-‬إن ﻋــﺪم ﲣﻄــﻴﻂ اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻗــﺪ ﻳــﺆدي إﱃ زﻳﺎدﺗــﻪ ﲟﻌـﺪﻻت ﻣﺮﺗﻔﻌــﺔ ﺗﻠــﺘﻬﻢ ﻣﻌﻈــﻢ اﻟﺰﻳــﺎدة إن ﱂ ﻳﻜــﻦ‬
‫ﻛﻞ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺪﺧﻮل‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺠـﻢ اﳌـﺪﺧﺮات وﳛـﻮل دون ﲤﻮﻳـﻞ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات اﳌﺴـﺘﻬﺪﻓﺔ وﻣـﻦ ﰒ ﻳـﻨﺨﻔﺾ ﻣﻌـﺪل‬
‫اﻟﻨﻤــﻮ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬وﻗــﺪ ﺗﻀــﻄﺮ اﻟﺪوﻟــﺔ إﱃ اﻹﻗـﱰاض ﻣــﻦ اﳋــﺎرج ﻟﺘﻌــﻮﻳﺾ اﻟــﻨﻘﺺ ﰲ اﻹدﺧــﺎر اﶈﻠــﻲ‪ ،‬ﳑــﺎ ﻳــﺆدي إﱃ ﻇﻬــﻮر‬
‫ﻋﺠﺰ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻣﻴﺰان اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻹﺳﺘﻬﻼك ‪ :‬إن ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ اﻹﺳﺘﻬﻼك ﳒﺪ ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬اﻷﲦﺎن ‪ :‬ﻓﻤﻦ اﳌﻌﺮوف أن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﲦﺎن و اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬ﲟﻌﲎ أﻧـﻪ ﻛﻠﻤـﺎ إرﺗﻔﻌـﺖ‬
‫اﻷﲦﺎن ﻗﻞ اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ إﳔﻔﻀﺖ اﻷﲦﺎن زاد اﻹﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﻟﺪﺧﻞ اﳊﻘﻴﻘﻲ ‪ :‬ﻓﻤـﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـﻲ أن ﻳﺰﻳـﺪ اﻹﺳـﺘﻬﻼك ﻛﻠﻤـﺎ زاد اﻟـﺪﺧﻞ اﳊﻘﻴﻘـﻲ‪ ،‬وﻳﻘـﻞ اﻹﺳـﺘﻬﻼك‬
‫ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻞ اﻟﺪﺧﻞ اﳊﻘﻴﻘﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬ﻋــﺪد اﳌﺴــﺘﻬﻠﻜﲔ ‪ :‬ﻓﺰﻳــﺎدة ﻋــﺪد اﳌﺴــﺘﻬﻠﻜﲔ )ﻧﺘﻴﺠــﺔ اﻟﺰﻳــﺎدة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻟﻠﺴــﻜﺎن أو ﺑﺴــﺒﺐ اﳍﺠــﺮة(‬
‫ﺗﺆدي إﱃ زﻳﺎدة اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺈن ﻧﻘﺺ ﻋﺪد اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﻘﺺ اﻹﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬
‫ب‪ - 4-‬ﺗﻮزﻳــﻊ اﻟــﺪﺧﻞ ‪ :‬ﻓﻤﻤــﺎ ﻻﺷــﻚ ﻓﻴــﻪ أن أي ﺗﻐــﲑ ﻳﻄ ـﺮأ ﻋﻠــﻰ ﻛﻴﻔﻴــﺔ ﺗﻮزﻳــﻊ اﻟــﺪﺧﻞ اﻟــﻮﻃﲏ ﻋﻠــﻰ أﻓـﺮاد‬
‫اﺠﻤﻟﺘﻤــﻊ‪ ،‬ﻳــﺆدي إﱃ ﺗﻐــﲑ اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻣــﻦ اﻟﺴــﻠﻊ واﳋــﺪﻣﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻓﻔــﺮض اﻟﻀ ـﺮاﺋﺐ اﻟﺘﺼــﺎﻋﺪﻳﺔ ذات اﳌﻌــﺪﻻت اﳌﺮﺗﻔﻌــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ زﻳﺎدة اﻹﺳﺘﻬﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﺗﻘﺒـﻞ ﻋﻠـﻰ ﻃﻠﺒﻬـﺎ اﻟﻄﺒﻘـﺎت اﳌﺘﻮﺳـﻄﺔ‪ ،‬وﻧﻘـﺺ إﺳـﺘﻬﻼك اﻟﺴـﻠﻊ‬
‫اﻟﱵ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻐﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -5-‬ﺗﻐﲑ أﺳﻌﺎر اﻟﺴـﻠﻊ اﻟﻀـﺮورﻳﺔ و اﳌﺘﻜﺎﻣﻠـﺔ ‪ :‬إن أي ﺗﻐـﲑ ﰲ أﺳـﻌﺎر اﻟﺴـﻠﻊ اﻟﻀـﺮورﻳﺔ‪ ،‬ﻳـﺆدي إﱃ ﺗﻐـﲑ‬
‫اﻹﻧﻔﺎق اﳌﺨﺼﺺ ﳍـﺎ )ﺳـﻮاء ﻛـﺎن ﺑﺎﻟﺰﻳـﺎدة أو ﺑﺎﻟﻨﻘﺼـﺎن(‪ ،‬ﳑـﺎ ﻳـﺆﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﻔـﺎق اﳌﺨﺼـﺺ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻠﻊ واﳋـﺪﻣﺎت‬
‫اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﻐﲑ ﺳﻌﺮ إﺣﺪاﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﻬﻼك اﻷﺧﺮى‪.‬‬
‫ب‪ -6-‬ﺗﻮﻗﻌﺎت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ‪ :‬إذا ﺗﻮﻗﻊ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ أي ﺗﻐﲑ ﰲ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺳـﻴﺆدي إﱃ ﺗﻐـﲑ‬
‫ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﲑ‪ ،‬إﻣﺎ ﺑﺎﻹرﺗﻔﺎع أو ﺑﺎﻹﳔﻔﺎض اﻟﺬي ﳝﺲ اﻷﺳﻌﺎر‪.‬‬
‫ب‪ -7-‬ﺗﻐﲑ أذواق اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ‪ :‬ﻓﻤﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن اﻟﺘﻐﲑات اﻟﱵ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ أذواق اﻷﻓﺮاد وﻣﻴـﻮﳍﻢ‪ ،‬ﺗـﺆﺛﺮ‬
‫ﺗﺄﺛﲑاً ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت‪ ،‬وﻟﻜﻦ أﺛﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻈﻬﺮ إﻻ ﰲ اﳌﺪة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -8-‬ﺗﻐﲑ اﳊﺎﻟﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ :‬ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن أي ﻧﻈﺎم إﻗﺘﺼﺎدي ﳝﺮ ﺑﻔﱰات ﻣﻦ اﻟﺮواج واﻟﻜﺴﺎد‪ ،‬ﻓﻔـﻲ‬
‫ﻓﱰة اﻟﺮواج ﻳﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘـﺎج وﺗﺰﻳـﺪ اﻟـﺪﺧﻮل ﳑـﺎ ﻳـﺆدي إﱃ زﻳـﺎدة اﻹﺳـﺘﻬﻼك‪ ،‬أﻣـﺎ ﰲ ﻓـﱰة اﻟﻜﺴـﺎد‪ ،‬ﻓﻴﻘـﻞ اﻹﻧﺘـﺎج وﺗﻘـﻞ اﻟـﺪﺧﻮل‬
‫ﳑﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﻘﺺ اﻹﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬
‫ب‪ -9-‬أﺛﺮ اﻟﺘﻔﺎؤل ﺑﺎﻟﺪﺧﻞ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ :‬إن اﻟﺘﻔﺎؤل ﺑﺰﻳـﺎدة اﻟـﺪﺧﻞ ﰲ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ ﻳـﺆدي إﱃ ﺿـﻌﻒ اﳊـﺎﻓﺰ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹدﺧﺎر‪ ،‬ﳑﺎ ﻳـﺆدي إﱃ ﻧﻘـﺺ اﻹدﺧـﺎر وﻣـﻦ ﰒ زﻳـﺎدة اﻹﺳـﺘﻬﻼك‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺘﺸـﺎؤم ﺑـﻨﻘﺺ اﻟـﺪﺧﻞ ﰲ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻮﻟـﺪ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ وﻣﻦ ﰒ ﻧﻘﺺ اﻹﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬
‫ب‪ -10-‬أﺛــﺮ ﻇﻬــﻮر ﺳــﻠﻊ ﺟﺪﻳــﺪة ‪ :‬أﺛﺒﺘــﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑــﺔ‪ ،‬أن ﻇﻬــﻮر ﺳــﻠﻌﺔ ﺟﺪﻳــﺪة ﻛﺜ ـﲑاً ﻣــﺎ ﻳــﺆدي إﱃ زﻳ ــﺎدة‬
‫اﻹﺳﺘﻬﻼك ﻣﻦ ﺳﻠﻊ وﺧﺪﻣﺎت أﺧﺮى‪ ،‬ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻠﻊ اﳉﺪﻳﺪة‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -2-3-2-I‬داﻟﺔ اﻹﺳﺘﻬﻼك )‪: (1‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻹﺳﺘﻬﻼك ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜﲑة ﻣﻨﻬﺎ اﻟـﺪﺧﻞ اﻟـﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﻣﻌـﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋـﺪة ‪ ،‬ﻣﺴـﺘﻮى اﻷﺳـﻌﺎر‬
‫‪ ،‬ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻜﺎن ‪ ،‬ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻀﺮاﺋﺐ ‪ ،‬ﻫﻴﻜﻞ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ﺑﲔ أﻓﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪...‬إﱁ ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ﻳﻌﺘـﱪ‬
‫اﶈﺪد اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك ‪ ،‬وﻧﻌﱪ ﻋﻦ ذﻟﻚ رﻳﺎﺿﻴﺎ ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫)‪C = f (Y‬‬
‫ﺣﻴﺚ ‪ : C :‬ﳝﺜﻞ اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﻜﻠﻲ )اﻟﻮﻃﲏ(‬
‫‪ : Y‬ﳝﺜﻞ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫وﻫﺬا ﻳﻌﲏ أن اﻹﺳﺘﻬﻼك داﻟﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﻓﻘﻂ ‪ .‬وﳝﻜﻦ ﲤﺜﻴﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻹﺳﺘﻬﻼك واﻟﺪﺧﻞ ﺑﺼﻮرة أدق ﲟﻌﺎدﻟﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪C=a+bY‬‬
‫ﺣﻴﺚ ‪ 0 < b < 1 :‬و ‪a > 0‬‬
‫ﺣﻴــﺚ ‪ (a) :‬ﳝﺜــﻞ رﻳﺎﺿــﻴﺎ‪ ،‬ﻧﻘﻄــﺔ ﺗﻘــﺎﻃﻊ داﻟــﺔ اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﻣــﻊ اﶈــﻮر اﻟﻌﻤــﻮدي )ﳏــﻮر اﻹﺳــﺘﻬﻼك (‪ ،‬أﻣــﺎ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻬــﻲ ﲤﺜــﻞ اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﺘﻠﻘــﺎﺋﻲ )اﻟــﺬاﰐ(‪ ،‬أي ذﻟــﻚ اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺘﺒــﻊ اﻟــﺪﺧﻞ‪ .‬أو ﺑﻌﺒــﺎرة أﺧــﺮى‪ (a) ،‬ﲤﺜــﻞ ﻗﻴﻤــﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﻬﻼك ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺪﺧﻞ ﻣﺴﺎوﻳﺎ اﻟﺼﻔﺮ‪.‬‬
‫أﻣﺎ )‪ (b‬ﻓﺘﻤﺜـﻞ رﻳﺎﺿـﻴﺎ‪ ،‬ﻣﻴـﻞ اﳋـﻂ اﳌﺴـﺘﻘﻴﻢ أو ﻣﻴـﻞ داﻟـﺔ اﻹﺳـﺘﻬﻼك‪ ،‬و إﻗﺘﺼـﺎدﻳﺎ ﲤﺜـﻞ ﻗﻴﻤـﺔ اﻟﺘﻐـﲑ ﰲ اﻹﺳـﺘﻬﻼك اﻟﻨـﺎﺟﻢ‬
‫ﻋﻦ ﺗﻐﲑ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ﺑﻮﺣﺪة ﻧﻘﺪﻳﺔ واﺣﺪة‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﺑﺎﳌﻴﻞ اﳊﺪي ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬
‫إن إﲣـﺎذ داﻟـﺔ اﻹﺳـﺘﻬﻼك اﻟﺸــﻜﻞ اﳋﻄـﻲ‪ ،‬ﻓﻬـﺬا ﻳﻌــﻮد إﱃ ﺳـﺒﺒﲔ ﳘـﺎ ‪ :‬أوﻻً‪ ،‬أن اﻟﺪاﻟــﺔ اﳋﻄﻴـﺔ اﻹﺳـﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺳــﻬﻠﺔ‬
‫اﻟﺪراﺳــﺔ‪ ،‬وﺛﺎﻧﻴـﺎً وﻫــﻮ اﻷﻫــﻢ‪ ،‬أن اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻹﺳــﺘﻬﻼك واﻟــﺪﺧﻞ‪ ،‬ﺑﻴﻨــﺖ ﻋﻠــﻰ أن ﻫﻨــﺎك ﻋﻼﻗــﺔ ﺧﻄﻴــﺔ أو‬
‫ﺗﻘﺮﻳﺒــﺎ ﺧﻄﻴــﺔ ﺑــﲔ ﻫــﺬﻳﻦ اﳌﺘﻐـﲑﻳﻦ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴــﺔ أﺧــﺮى‪ ،‬إن اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﳌﻤﺜﻠــﺔ ﰲ داﻟــﺔ اﻹﺳــﺘﻬﻼك‪ ،‬إﻓﱰﺿــﻨﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ﺑــﺄن اﻟﺰﻳــﺎدة ﰲ‬
‫اﻟﺪﺧﻞ ﺳﻮف ﺗﺆدي إﱃ زﻳﺎدة اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﲟﻘﺪار أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﻌﲏ ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ ‪0 < b :‬‬
‫‪ ،< 1‬أﻣﺎ )‪ (a‬ﻓﻬﻲ داﺋﻤﺎ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻷن )‪ ( a = -10‬ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻣﻌﲎ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﱐ ﻟﺪاﻟﺔ اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻄﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬

‫اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )‪ :(1/1‬داﻟﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك‬

‫‪C‬‬ ‫‪C=a+by‬‬

‫‪∆C‬‬
‫‪∆y‬‬
‫‪a‬‬

‫‪Y‬‬
‫)‪ - (1‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻜﻠﻲ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1991‬ص‪54 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻜﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪55:‬‬

‫إن اﳌﻴــﻞ اﳊــﺪي ﻟﻺﺳــﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ اﻟﺘﻐــﲑ ﰲ اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻨــﺎﺗﺞ ﻋــﻦ اﻟﺘﻐــﲑ ﰲ اﻟــﺪﺧﻞ‪ ،‬وﲟــﺎ أن اﻟﺮﻣــﺰ اﻟﺮﻳﺎﺿــﻲ‬
‫اﳌﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﲑ ﻫﻮ ) ‪ ، ( Δ‬إذاً اﳌﻴﻞ اﳊﺪي ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك ﻳﺴﺎوي ‪:‬‬
‫‪ΔC‬‬
‫اﳌﻴﻞ اﳊﺪي ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك‬ ‫= ‪MPC = b‬‬
‫‪Δy‬‬
‫وﳚ ــﺐ اﻹﺷ ــﺎرة إﱃ أن اﳌﻴ ــﻞ اﳊ ــﺪي ﻟﻺﺳ ــﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻫ ــﻮ ﰲ اﻟﻮﻗ ــﺖ ذاﺗ ــﻪ ﻣﻴ ــﻞ داﻟ ــﺔ اﻹﺳ ــﺘﻬﻼك اﳌﻮﺿ ــﺢ ﰲ اﻟﺸ ــﻜﻞ‬
‫)‪.(1/1‬‬
‫أﻣﺎ اﳌﻴﻞ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ذﻟﻚ اﳉﺰء ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﳌﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬أو ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧﺴﺒﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﻬﻼك إﱃ اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫‪C‬‬
‫اﳌﻴﻞ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻟﻺﺳﺘﻬﻼك‪.‬‬ ‫= ‪APC‬‬
‫‪y‬‬
‫إن اﳌﻴ ــﻞ اﳊ ــﺪي ﻟﻺﺳ ــﺘﻬﻼك ﰲ اﻟﺒﻠ ــﺪان اﻟﻔﻘ ــﲑة‪ ،‬أﻋﻠ ــﻰ ﳑ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﰲ اﻟﺒﻠ ــﺪان اﻟﻐﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻷﺳ ــﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠ ــﻖ ﲟﺴ ــﺘﻮى‬
‫اﻹﺷــﺒﺎع اﳌــﻨﺨﻔﺾ ﻟﻠﺤﺎﺟـﺎت اﻟﻀــﺮورﻳﺔ ﻟــﺪى اﻷﻓـﺮاد‪ ،‬ﰲ اﻟﺒﻠــﺪان اﻟﻔﻘــﲑة ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧــﺔ ﰲ اﻟﺒﻠــﺪان اﻟﻐﻨﻴــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ أن اﳌﻴــﻞ‬
‫اﳊ ــﺪي ﻟﻺﺳ ــﺘﻬﻼك ﺧ ــﻼل اﻟﻔ ــﱰة اﻟﻘﺼ ــﲑة‪ ،‬ﻳﺘﺴ ــﻢ ﺑﻮﺿ ــﻮح ﺗﻨﺎﻗﺼ ــﻪ اﻟﺘ ــﺪرﳚﻲ‪ ،‬ﻹرﺗﺒ ــﺎط ذﻟ ــﻚ ﺑﻌ ــﺪم اﻟﻘ ــﺪرة ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻜﻴﻴ ــﻒ‬
‫اﻟﻌﺎدات اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺧﻼل ﻫﺬﻩ اﻟﻔﱰة اﻟﻘﺼﲑة‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﺧﻼل ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ أﻃﻮل‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﻓـﺮاد‬
‫اﻟﺘﺤــﻮل ﰲ ﻋــﺎدا ﻢ اﻹﺳــﺘﻬﻼﻛﻴﺔ‪ ،‬اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﳝﻜــﻦ أن ﻳﻘــﻮد إﱃ إرﺗﻔــﺎع اﳌﻴــﻞ اﳊــﺪي ﻟﻺﺳــﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻹﻣﻜﺎﻧﻴــﺔ زﻳــﺎدة ﻧﺴــﺒﺔ‬
‫اﻹﻧﻔﺎق ﻟﺪﻳﻬﻢ )‪. (1‬‬

‫‪ -3-3-2-I‬ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﺳﺘﻬﻼك ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﺳﺘﻬﻼك ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻄﺮق اﻟﺜﻼث ‪ :‬ﻃﺮﻳﻘﺔ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﺴـﻠﻌﻴﺔ‪ ،‬وﻃﺮﻳﻘـﺔ ﻣﻴﺰاﻧﻴـﺔ‬
‫اﻷﺳﺮة‪ .‬وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻨﻨﺎول ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮق اﻟﺜﻼث ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻃﺮﻳﻘــﺔ اﻟﻤــﻮازﻳﻦ اﻟﺴــﻠﻌﻴﺔ ‪ :‬ﺗــﺘﻠﺨﺺ ﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ﰲ إﺟـﺮاء ﻣﻮازﻧــﺔ ﺑــﲔ ﻣ ـﻮارد اﻟﺴــﻠﻌﺔ و إﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ‪ ،‬ﻓــﺎﳌﻮارد‬
‫ﺗﺸ ــﻤﻞ اﻹﻧﺘ ــﺎج اﶈﻠ ــﻲ واﻟـ ـﻮاردات واﻟﺘﻐ ــﲑ ﰲ اﳌﺨ ــﺰون‪ ،‬أﻣ ــﺎ اﻹﺳ ــﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻓﺘﺸ ــﻤﻞ اﻹﺳ ــﺘﺨﺪام اﻟﻮﺳ ــﻴﻂ و اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر و‬
‫اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﳊﻜــﻮﻣﻲ واﻻﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ واﻟﺘﺼــﺪﻳﺮ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﻧﺄﺧــﺬ ﰲ إﻋﺘﺒﺎرﻧــﺎ اﻟﻔﺎﻗــﺪ اﻟــﺬي ﻳﻨــﺘﺞ ﻣــﻦ ﻧﻘــﻞ اﻟﺴــﻠﻌﺔ ﻣــﻦ‬
‫ﻣﻮاﻃﻦ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ إﱃ ﻣﻮاﻃﻦ إﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻦ ﲣﺰﻳﻨﻬﺎ ﺧﻼل اﳌﺮاﺣﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﱵ ﲤـﺮ ـﺎ وﻗـﺖ إﻧﺘﺎﺟﻬـﺎ‪ ،‬ﺣـﱴ ﺗﺼـﻞ إﱃ ﻳـﺪ‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻘﻴﻞ ﺟﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ اﷲ‪ ،‬اﻟﺘـﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬دار ﳎﺪﻻوي ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎن اﻷردن‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ،1999‬ص‪92 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ)‪. (2‬‬

‫و ﳚ ــﺪر اﻹﺷ ــﺎرة ﻫﻨ ــﺎ‪ ،‬أﻧ ــﻪ ﻳﺴ ــﺒﻖ إﻋ ــﺪاد اﳌـ ـﻮازﻳﻦ اﻟﺴ ــﻠﻌﻴﺔ‪ ،‬إﺟـ ـﺮاء دراﺳ ــﺎت ﻟﻜ ــﻞ ﺳ ــﻠﻌﺔ ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ ﻣﺼ ــﺎدرﻫﺎ و‬
‫إﺳــﺘﺨﺪاﻣﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻺﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻨﻬــﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻳــﺘﻢ دراﺳــﺔ إﲡﺎﻫــﺎت اﻹﺳــﺘﻬﻼك وﻣﺮوﻧــﺎت اﻟــﺪﺧﻞ و ﻛــﺬﻟﻚ اﻷﺳــﻌﺎر‪،‬‬
‫وﻣﻘﺎرﻧﺔ ذﻟـﻚ ﺑﺎﻹﻧﺘـﺎج اﶈﻠـﻲ و اﻟـﻮاردات‪ ،‬وﻳـﺘﻢ ﲢﺴـﲔ ﺗﻠـﻚ اﻟﺒﻴﺎﻧـﺎت ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﺼـﻮرة اﳌﺘﻜﺎﻣﻠـﺔ ﳌﺼـﺎدر و إﺳـﺘﺨﺪاﻣﺎت‬
‫اﻟﺴﻠﻌﺔ )‪. (3‬‬
‫ب‪ -‬ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ )‪ : (4‬ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ‪ ،‬ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺳـﻠﻌﺔ ﻣـﺎ‪ ،‬ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ‬
‫ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺪاول ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻷوﻟﻴـﺔ )اﻹﻧﺘـﺎج أو اﻹﺳـﺘﲑاد(‪ ،‬ﺣـﱴ وﺻـﻮﳍﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ إﱃ أﻳـﺪي اﳌﺴـﺘﻬﻠﻜﲔ ‪ ،‬ﻓـﺈذا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﳏﻠﻴﺎً ‪ ،‬ﻓﻴﻘﺪر أوﻻً اﳉﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺬي ﳛﻮل إﱃ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺒـﺎﻗﻲ ﻓﻴﻨﻘـﻞ إﱃ‬
‫ﲡــﺎر اﳉﻤﻠــﺔ ‪ ،‬وﺟــﺰء ﻣﻨــﻪ ﳛــﻮل أﻳﻀـﺎً إﱃ اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ ‪ ،‬وأﻣــﺎ اﻟﺒــﺎﻗﻲ ﻓﻴــﺆول إﱃ ﲡــﺎرة اﻟﺘﺠﺰﺋــﺔ ‪ ،‬وﻣــﻨﻬﻢ ﳛــﻮل ﻣﻌﻈﻤــﻪ إﱃ‬
‫اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬وﻳــﺘﻢ ﲣـﺰﻳﻦ اﻟﺒــﺎﻗﻲ‪ .‬وﻻ ﳜﺘﻠــﻒ اﻷﻣــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺴــﻠﻊ اﳌﺴــﺘﻮردة ﻣــﻦ اﳋــﺎرج‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻳــﺘﻢ ﺗﻘــﺪﻳﺮ اﻟﻜﻤﻴــﺔ اﻟــﱵ‬
‫ﲢﻮل إﱃ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﺪاوﳍﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﳑﺎﺛﻠـﺔ‪ ،‬وﻫﻜـﺬا ﳝﻜـﻦ ﺗﻘـﺪﻳﺮ اﻟﻜﻤﻴـﺔ اﳌﺴـﺘﻬﻠﻜﺔ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻩ اﻟﺴـﻠﻌﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ أن اﻷﺧﺼﺎﺋﻴﲔ ﻳﻔﱰﺿﻮن أن ﳎﺮد إﺳﺘﺤﻮاذ اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﲟﺜﺎﺑﺔ إﺳﺘﻬﻼك ﳍﺎ‪ ،‬ﲟﻌـﲎ أ ـﻢ ﻳﻔﱰﺿـﻮن أن‬
‫اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ ﻻ ﻳﻠﺠﺄ إﱃ ﲣﺰﻳﻦ اﻟﺴﻠﻌﺔ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﻃﺮﻳﻘــﺔ ﻣﻴﺰاﻧﻴــﺔ اﻷﺳــﺮة ‪ :‬ﰲ ﻫــﺬا اﻷﺳــﻠﻮب ﻳــﺘﻢ اﻟﺘﻌــﺮف ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻠﻮك اﻹﻧﻔــﺎﻗﻲ ﻟﻠﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬وﻛﻴﻔﻴــﺔ اﻟﺘﺼــﺮف ﰲ‬
‫اﻟــﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻸﺳــﺮة‪ ،‬وﻳــﺘﻢ ﻫــﺬا اﻷﺳــﻠﻮب ﺑﺈﺧﺘﻴــﺎر ﻋﻴﻨــﺔ ﳑﺜﻠــﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ‪ ،‬ﰒ ﳚــﺮي ﲢﻠﻴــﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟــﱵ ﲨﻌــﺖ‪ ،‬ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ‬
‫ﻧﺴﺒﺔ ﻛﻞ ﺑﻨﺪ ﻣﻦ اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﺳـﺘﻬﻼك اﻟﻌـﺎﺋﻠﻲ إذا ﻣـﺎ إﺳـﺘﻄﻌﻨﺎ ﺗﻘـﺪﻳﺮ ﳕـﻮ‬
‫اﻷﺳــﺮ ﰲ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا أﻳﻀ ـﺎً‪ ،‬ﳝﻜــﻦ ﲢﺪﻳــﺪ ﳕــﻂ اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ ﰲ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﳌﻌﻈــﻢ اﻟﺴــﻠﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ‬
‫ﳝﻜــﻦ ﺗﻜــﻮﻳﻦ ﳕــﻂ ﺗﻮزﻳــﻊ اﻹﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻌــﺎﺋﻠﻲ ﻋﻠــﻰ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋــﺎت اﻟﺴــﻠﻌﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ) ﻣﻨﺘﺠــﺎت‬
‫زراﻋﻴــﺔ ‪ -‬ﻣﻨﺘﺠــﺎت ﻣﻨــﺎﺟﻢ وﳏــﺎﺟﺮ ‪ -‬ﻣﻨﺘﺠــﺎت ﻏﺬاﺋﻴــﺔ وﻣﺸــﺮوﺑﺎت وﺳــﺠﺎﺋﺮ ‪ -‬اﳌﻼﺑــﺲ اﳉ ـﺎﻫﺰة ‪ -‬ﻣﻨﺘﺠــﺎت ﻛﻴﻤﺎوﻳــﺔ ‪-‬‬
‫ﻣﻨﺘﺠــﺎت ﻣﻌﺪﻧﻴــﺔ وﻫﻨﺪﺳــﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻄﺎﻗــﺔ واﻟﻮﻗــﻮد ‪ -‬ﺧــﺪﻣﺎت (‪ .‬وﻳﺼــﻠﺢ إﺳــﺘﺨﺪام اﻟﺘﻘﺴــﻴﻢ اﻟﻘﻄــﺎﻋﻲ ﰲ ﺟــﺪاول اﳌــﺪﺧﻼت‬
‫واﳌﺨﺮﺟﺎت‪ ،‬وﻟﺘﻘﺪﻳـﺮ ﻫﻴﻜﻞ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺬي ﻳﻼﺋﻢ ﻫﻴﻜﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ )‪. (1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫‪ -1-4-2-I‬ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر وأﻧﻮاﻋﻪ ‪:‬‬

‫)‪ – (2‬ﻋﻠﻲ ﻟﻄﻔﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪235 :‬‬

‫)‪ - (3‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪351 :‬‬
‫)‪ - (4‬ﻋﻠﻲ ﻟﻄﻔﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪235 :‬‬
‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪352 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ص‪293 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪﻩ ﲟﻌﻨـﺎﻩ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ‪ ،‬وﻫـﻮ اﻹﺿـﺎﻓﺔ إﱃ رأس اﳌـﺎل اﳊﻘﻴﻘـﻲ‬
‫ﰲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ ،‬وﺗﺘﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ‪ :‬ﺗﻜﻮﻳﻦ رأس اﳌﺎل اﻟﺜﺎﺑﺖ و اﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺨﺰون اﻟﺴﻠﻌﻲ‪.‬‬
‫واﳌﻘﺼــﻮد ﺑﺘﻜــﻮﻳﻦ رأس اﳌــﺎل اﻟﺜﺎﺑــﺖ‪ ،‬إﺳــﺘﺨﺪام اﳌـﻮارد اﻟﺴــﻠﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﺎﻗــﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ أو اﻟﺘﻮﺳــﻊ‬
‫ﻓﻴﻬــﺎ‪ ،‬وﻃﺒﻘ ـﺎً ﳍــﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ ﻓــﺈن ﻣﻜﻮﻧــﺎت اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻫــﻲ اﻹﻧﺸــﺎءات ﻣﺜــﻞ إﻧﺸــﺎء اﳌﺒــﺎﱐ و إﺳﺘﺼــﻼح اﻷراﺿــﻲ وﺗﺸــﻴﻴﺪ‬
‫اﻟﻄــﺮق‪ ،‬ﻛــﺬﻟﻚ ﻳﺸــﻤﻞ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر اﻵﻻت واﳌﻌــﺪات اﻟــﱵ ﺗﺴــﺘﺨﺪم ﰲ اﻷﻋﻤــﺎل اﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴــﺔ و اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴــﺔ‪ ،‬وﻳﺸــﻤﻞ أﻳﻀ ـﺎً‬
‫اﻟﺘﺠﻬﻴ ـﺰات ﻹﻋ ــﺪاد اﻟﻮﺣ ــﺪات اﳌﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﻟﻺﻧﺘ ــﺎج‪ ،‬وأﺧ ـﲑاً ﻳﺸ ــﻤﻞ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر اﻟﺰﻳ ــﺎدة ﰲ وﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘ ــﻞ ﻛﺎﻟﺴ ــﻴﺎرات واﻟﺴ ــﻔﻦ‬
‫واﻟﻄﺎﺋﺮات‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺨــﺰون اﻟﺴــﻠﻌﻲ‪ ،‬ﻓﺘﻤﺜــﻞ ﻗﻴﻤــﺔ اﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ ﺑﻀــﺎﻋﺔ آﺧــﺮ اﳌــﺪة وﺑﻀــﺎﻋﺔ أول اﳌــﺪة‪ ،‬وﻛــﻞ إﺿــﺎﻓﺔ إﱃ‬
‫اﳌﺨ ــﺰون ﺗﻌﺘ ــﱪ إﺳ ــﺘﺜﻤﺎراً ‪ ،‬ﻣﻬﻤ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ـﺖ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ اﻟﺴ ــﻠﻌﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺎﳌﻔﻬﻮم اﳊﻘﻴﻘ ــﻲ ﻟﻺﺳ ــﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻫ ــﻮ إﻧﺘﻘ ــﺎل اﻟﺴ ــﻠﻌﺔ إﱃ ﺣﻴ ــﺎزة‬
‫اﳌﺴ ــﺘﻬﻠﻚ‪ ،‬وﻟ ــﺬﻟﻚ ﻳﺘﺠ ــﻪ اﻟـ ـﺮأي إﱃ ﲢﺪﻳ ــﺪ ﻣﻔﻬ ــﻮم اﻹﺳ ــﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺑﺄﻧ ــﻪ اﻟﺰﻳ ــﺎدة ﰲ اﳌـ ـﻮارد اﻟﺴ ــﻠﻌﻴﺔ اﳌﻮﺟ ــﻮدة ﰲ ﺣﻴ ــﺎزة ﻗﻄ ــﺎع‬
‫اﻷﻋﻤﺎل‪.‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﻜ ــﻮﻳﻦ رأس اﳌ ــﺎل اﻟﺜﺎﺑ ــﺖ اﻟ ــﺬي ﻳﺴ ــﺎﻫﻢ ﰲ زﻳ ــﺎدة اﻟﻄﺎﻗ ــﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ أو اﶈﺎﻓﻈ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة‪ ،‬أي أﻧ ــﻪ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ‬
‫ﺑﺈﺳﺘﺜﻤﺎرات ذات إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ إﻧﺸﺎء اﳌﺼﺎﻧﻊ وﻋﻤﻠﻴﺎت إﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﻜــﻮﻳﻦ رأس اﳌــﺎل اﻟﺜﺎﺑــﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻌﻄــﻲ إﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة وﻟﻜﻨــﻪ ﻳﺴــﺎﻋﺪ ﻋﻠــﻰ ﻗﻴــﺎم إﺳــﺘﺜﻤﺎرات ذات إﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮة‪ ،‬و ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﰲ اﻟﻄﺮق واﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات ﻳﻄﻠـﻖ ﻋﻠﻴـﻪ إﺳـﺘﺜﻤﺎرات ﺗـﺪﻋﻴﻢ‬
‫اﳍﻴﻜﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﻜ ـ ــﻮﻳﻦ رأس اﳌ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــﺬي ﻻ ﻳﺴ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﻄ ـ ــﺎع اﻹﻧﺘ ـ ــﺎﺟﻲ‪ ،‬وﻳﺴ ـ ــﻤﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻨ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺳ ـ ــﺘﺜﻤﺎر‬
‫ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻏﲑ اﳌﻨﺘﺠﺔ‪ ،‬وﲰﻴﺖ ـﺬا اﻹﺳـﻢ ﻷ ـﺎ ﻻ ﺗﺘﺼـﻞ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ﺑﺎﻹﻧﺘـﺎج‪ ،‬ﻣﺜـﺎل ﻫـﺬﻩ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬اﳋـﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫اﻟﻐﲑ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﻘﻄﺎع اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺎدي‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺪﻓﺎع واﻷﻣﻦ واﻟﻌﺪاﻟﺔ‪.‬‬
‫إن أﻫـ ــﻢ ﻣـ ــﺎ ﻳﻘـ ــﺎل ﰲ اﻹﺳـ ــﺘﺜﻤﺎرات ذات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـ ــﺔ اﳌﺒﺎﺷـ ــﺮة‪ ،‬واﻹﺳـ ــﺘﺜﻤﺎرات ذات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـ ــﺔ ﻏـ ــﲑ اﳌﺒﺎﺷـ ــﺮة أ ﻤـ ــﺎ‬
‫ﺿ ــﺮورﻳﺎن‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻷن اﻟﻐ ــﺮض ﻣ ــﻦ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎرات ذات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ ﻏ ــﲑ اﳌﺒﺎﺷ ــﺮة‪ ،‬ﻫ ــﻮ ﺗ ــﺪﻋﻴﻢ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎرات ذات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ‬
‫اﳌﺒﺎﺷــﺮة‪ ،‬ﻛــﺬﻟﻚ ﻻﺑــﺪ ﻣــﻦ ﻣﺮاﻋــﺎة اﻟﺘﺘــﺎﺑﻊ اﻟــﺰﻣﲏ ﳍــﺬﻳﻦ اﻟﻘﺴــﻤﲔ ﻣــﻦ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات‪ .‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ ﻛــﻞ ﻫــﺬا‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ‬
‫اﻹﺳ ـ ــﺘﺜﻤﺎر ﰲ رأس اﳌ ـ ــﺎل اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋ ـ ــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳚ ـ ــﺐ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋ ـ ــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﰲ اﳋﻄ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮاﻋﻲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻘﻄﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬وﻫﻲ ﺿﺮورة ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﰲ اﳋﻄـﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﳚـﺐ ﻣﺮاﻋـﺎة‬
‫ﻇﺎﻫﺮة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺐ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺘﺸﺎﺑﻚ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻗﻄﺎع ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ‬
‫ﻳﻌﻄــﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻷﺧــﺮى ﻣﻨﺘﺠﺎﺗــﻪ‪ ،‬وﰲ ﻧﻔــﺲ اﻟﻮﻗــﺖ ﳛﺼــﻞ ﻣــﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻷﺧــﺮى ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟــﱵ ﻳﺴــﺘﺨﺪﻣﻬﺎ‬
‫ﻹﺧـﺮاج ﻫـﺬﻩ اﳌﻨﺘﺠــﺎت‪ ،‬أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻨﻘﻄـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ اﻟﺘﻮزﻳــﻊ اﻷﻣﺜـﻞ ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻓﻴﺠـﺐ أن ﻳﻜــﻮن ﺗﻮزﻳـﻊ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات‬
‫ﺑﲔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﳛﻘﻖ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف اﻟﱵ ﻳﻘﺮرﻫﺎ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ إذا إﻧﺘﻘﻠﻨــﺎ إﱃ اﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺨــﺰون اﻟﺴــﻠﻌﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨــﺎ ﻧﻌــﲏ‪ ،‬اﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺨــﺰون اﻟﺴــﻠﻌﻲ ﻷﻏـﺮاض اﻟﺘﺸــﻐﻴﻞ‪ ،‬أي‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻟﺘﻤﻜــﲔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳــﺔ ﰲ اﻹﺳــﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ دون إﻧﻘﻄــﺎع‪ ،‬وﻫــﺬﻩ اﻹﺿــﺎﻓﺔ ﻣﻨﺸــﺄﻫﺎ وﺟــﻮد‬
‫ﻓﺎﺻﻞ زﻣﲏ ﺑﲔ اﻹﺑﺘـﺪاء ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ و اﻹﻧﺘﻬـﺎء ﻣﻨﻬـﺎ‪ .‬وﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ اﳌﺨـﺰون ﻷﻏـﺮاض اﻟﺘﺸـﻐﻴﻞ‪ ،‬ﻳﺮاﻋـﻰ وﺟـﻮد ﺗﻨﺎﺳـﺐ‬
‫ﺑﲔ اﳌﺨﺰون و اﻹﺳﺘﻬﻼك‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﲢﺪدﻫﺎ اﻟﻔﱰة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫إن وﻇﻴﻔــﺔ اﳌﺨﻄــﻂ‪ ،‬ﻫــﻲ إﻋﻄــﺎء اﻟﺒــﺪاﺋﻞ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻌــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﻟﻜــﻲ ﻳﻘــﻮم ﺑــﺬﻟﻚ ﳚــﺐ أن ﺗﺘــﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳــﻪ‬
‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻳﺴﺘﻌﲔ ـﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﺴـﺎﳘﺔ ﻛـﻞ إﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﲢﻘﻴـﻖ اﻷﻫـﺪاف‪ ،‬واﻟﺘﻜﻠﻔـﺔ اﻟـﱵ ﻳﻨﻄـﻮي ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﻣـﻦ أﻫـﻢ‬
‫اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ‪ ،‬أي ﳌﻘﺪار اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺪﺧــﻞ اﻟﻮﻃﻨــﻲ اﻟـﱵ ﺗﺘـﺮﺗــﺐ ﻋﻠـﻰ إﺳـﺘﺜﻤﺎر ﻗـﺪرﻩ‬
‫وﺣﺪة واﺣﺪة‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻹﺳﺘﺜـﻤﺎر ﰲ اﻟﻌﻤﺎﻟـﺔ‪ ،‬أي اﻟﺰﻳــﺎدة ﰲ اﻟﻌﻤـﺎﻟـﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺸــﺄ ﻋﻦ إﺳﺘﺜﻤ ــﺎر ﻗ ــﺪرﻩ وﺣﺪة واﺣﺪة‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺎﳘـﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤـﺎر ﰲ ﺗﻮﻓﲑ اﻟﻨﻘﺪ اﻷﺟﻨﱯ‪ ،‬وﳝﺜﻞ اﻟﻨﻘﺺ ﰲ ﻓـﺎﺋﺾ ﻣﻴـﺰان اﳌـﺪﻓﻮﻋﺎت أو اﻟﺰﻳـﺎدة ﻓﻴـﻪ‪ ،‬اﻟـﱵ ﻳﱰﺗـﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺳﺘﺜﻤﺎر ﻗﺪرﻩ وﺣﺪة واﺣﺪة‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮاً ﻷن اﻷﻫﺪاف ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﰲ أﳘﻴﺘﻬـﺎ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻩ اﳌﻘـﺎﻳﻴﺲ ﻳﻌﻄـﻲ وزن ﻣﻌـﲔ ﻟﻠﱰﺟـﻴﺢ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ‬
‫ﺿـﻮء ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـﺎت ﳌــﺪى ﻣﺴــﺎﳘﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﲢﻘﻴــﻖ اﻷﻫــﺪاف‪ ،‬ﳝﻜـﻦ ﺗﺮﺗﻴــﺐ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات ﺣﺴـﺐ أﳘﻴﺘﻬــﺎ‪ ،‬أي وﺿــﻊ‬
‫ﻧﻈﺎم ﻟﻸوﻟﻮﻳﺎت‪ ،‬وﳎﻤﻮﻋﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﱵ ﺗﻌﻄﻰ أﻛﱪ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف‪ ،‬ﺗﻌﻄﻰ اﳋﻄﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ اﳌﺜﻠﻰ‪.‬‬
‫‪ -2-4-2-I‬داﻟﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬
‫ﻳﻌ ــﺮف اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬ﺑﺄﻧ ــﻪ ﺗﻠ ــﻚ اﻷﻣ ـ ـﻮال اﳌﺨﺼﺼ ــﺔ ﻹﻧﺘ ــﺎج اﻵﻻت واﳌﻌ ــﺪات واﳌﺒ ــﺎﱐ ﻣ ــﺎ ﺷ ــﺎﺑﻪ ذﻟ ــﻚ ‪ ،‬واﻷﻣ ـ ـﻮال‬
‫اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﺰﻳﺎدة اﳌﺨﺰون‪ .‬وﻳﻔﱰض ﻟﻠﺴﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬أن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﺘﻐـﲑ ﺧـﺎرﺟﻲ‪ ،‬أي أن ﻗﻴﻤﺘـﻪ ﺗﺘﺤـﺪد ﺧـﺎرج اﻟﻨﻤـﻮذج‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﻧـﻪ‬
‫ﻳﺴﺎوي ﻛﻤﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺪﺧﻞ‪ .‬وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﺄﺧﺬ داﻟﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ )‪: (1‬‬
‫‪ I0 > 0‬ﺣﻴﺚ ‪I = I0 :‬‬
‫‪ : I0‬ﲤﺜﻞ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﲔ ﻣﻮﺟﺐ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ‪ : I :‬ﳝﺜﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﱐ ﻟﺪاﻟﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ ‪:‬‬
‫اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )‪ :(2/1‬داﻟﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪I‬‬

‫‪I=I0‬‬

‫‪Y‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪66 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص ‪67:‬‬

‫ﺣﻴ ــﺚ ﳝﺜ ــﻞ اﶈ ــﻮر اﻷﻓﻘ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ اﻟ ــﻮﻃﲏ أو اﻟ ــﺪﺧﻞ اﻟ ــﻮﻃﲏ‪ ،‬واﶈ ــﻮر اﻟﻌﻤ ــﻮدي‪ ،‬ﳝﺜ ــﻞ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﳝﺜ ــﻞ ﻣﻨﺤ ــﲎ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﲞﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ أﻓﻘﻲ‪ ،‬ﲟﻌﲎ أن ﺣﺠﻢ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻮﻃﲏ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺑـﻞ ﻫـﻮ ﻛﻤﻴـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﺑﻐـﺾ اﻟﻨﻈـﺮ ﻋـﻦ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ إﻓﱰﺿﻨﺎ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﺘﻐﲑ ﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬أي أﻧﻪ ﻳﺴﺎوي ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﰲ ﻛﺎﻓـﺔ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎت اﻟـﺪﺧﻞ‪ ،‬ﻏـﲑ أن‬
‫ﻫــﺬا اﻹﻓـﱰاض ﻻ ﳝﺜــﻞ واﻗــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘــﺔ ﺑــﲔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر واﻟــﺪﺧﻞ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻣﺜــﻞ اﻹﺳــﺘﻬﻼك‪ ،‬ﻳﺘﻐــﲑ ﻃﺮدﻳــﺎ‬
‫ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد اﻟﺪﺧﻞ ﻛﻠﻤﺎ زاد اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ‪ .‬وﳝﻜـﻦ ﲤﺜﻴـﻞ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟـﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ‬
‫)‪: (2‬‬
‫‪0<d<1‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ‪:‬‬ ‫‪I = I0 + d Y‬‬
‫ﺣﻴﺚ ‪ : I :‬ﳝﺜﻞ داﺋﻤﺎ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪ : I0‬ﲤﺜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ داﻟﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣـﻊ اﶈـﻮر اﻟﻌﻤـﻮدي )ﳏـﻮر اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر( ‪ ،‬أو ﻫـﻲ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ‪ ،‬ذﻟﻚ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﺒﻊ اﻟﺪﺧﻞ‪.‬‬
‫و ‪ : d‬ﲤﺜـﻞ ﻣﻴـﻞ ﻣﺴـﺘﻘﻴﻢ داﻟـﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﲤﺜـﻞ ﰲ ﻧﻔـﺲ اﻟﻮﻗـﺖ اﳌﻴـﻞ اﳊـﺪي ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﻫـﻲ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ‬
‫اﻟﺘﻐﲑ ﰲ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪ (ΔI‬اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺗﻐﲑ اﻟﺪﺧﻞ )‪ (Δy‬ﺑﻮﺣﺪة ﻧﻘﺪﻳﺔ واﺣﺪة‪،‬أي ‪:‬‬
‫‪ΔI‬‬
‫اﳌﻴﻞ اﳊﺪي ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‬ ‫= ‪d‬‬
‫‪Δy‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﱐ ﻟﺪاﻟﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻛﻤﺘﻐﲑ داﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﺒﲔ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ ‪:‬‬
‫اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‬ ‫‪I‬‬ ‫‪I=I0+dy‬‬ ‫)‪ :(3/1‬داﻟﺔ‬
‫ﻛﻤﺘﻐﻴﺮ‬ ‫"اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‬
‫داﺧﻠﻲ"‬
‫‪∆I‬‬

‫‪∆y‬‬
‫‪I0‬‬
‫‪Y‬‬

‫)‪ - (2‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ص‪75 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪58 :‬‬

‫‪ -3-4-2-I‬أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬
‫ﺗﺘﻮﻗﻒ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﲣﻄﻴﻂ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﻃﺮﻳﻘـﺔ إﻋـﺪاد اﳋﻄـﺔ‪ ،‬وﺗﻮﺟـﺪ ﻋـﺪة ﻃـﺮق ﻟﻠﺘﺨﻄـﻴﻂ‪ ،‬وﳝﻴـﺰ ﺑـﲔ ﺛـﻼث ﻃـﺮق‬
‫أﺳﺎﺳﻴﺔ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ واﳋﻄـﺄ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﲡﻤـﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧـﺎت اﻟـﱵ ﺗـﺮد ﻣـﻦ اﳌﺸـﺮوﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ‪ ،‬وﲢـﺪد اﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ اﻟـﱵ ﺗﱰﺗـﺐ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻗﺒــﻮل ﻫــﺬﻩ اﳌﺸــﺮوﻋﺎت‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟﺘﺠﻤﻴــﻊ اﳊﺴــﺎﰊ‪ ،‬ﰒ ﲣﺘــﱪ وﺗﻘــﺎرن ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ ﺑﺎﻷﻫــﺪاف اﻟــﱵ ﺗﻘﺮرﻫــﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻴــﺎ‪ ،‬وﲣﺘــﱪ ﺳــﻼﻣﺔ اﳋﻄــﺔ ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ ﺗﻨﺎﺳــﻘﻬﺎ‪ ،‬وﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﻟﺘـﻮازن ﺑــﲔ اﳌـﻮارد و اﻹﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت‪ ،‬وإذا وﺟــﺪ إﳓـﺮاف ﻋــﻦ‬
‫ﻫ ــﺬا اﻟﺘـ ـﻮازن‪ ،‬ﺗﺮاﺟ ــﻊ اﳋﻄ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ إدﺧ ــﺎل ﺑﻌ ــﺾ اﳌﺸ ــﺮوﻋﺎت أو إﺳ ــﺘﺒﻌﺎد أﺧ ــﺮى‪ ،‬ﺣ ــﱴ ﻳ ــﺘﻢ اﻟﺘـ ـﻮازن ﺑ ــﲔ اﳌ ـ ـﻮارد و‬
‫اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت‪.‬‬
‫ب‪ -‬أﺳــﻠﻮب اﳌﻌــﺎدﻻت اﻵﻧﻴــﺔ‪ ،‬وﺗــﺘﻠﺨﺺ ﰲ إﳚــﺎد اﳊــﻞ اﻵﱐ ﻟﺪاﻟــﺔ اﻟﺘﻔﻀــﻴﻞ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﺑﺈﺳــﺘﺨﺪام ﳕــﻮذج رﻳﺎﺿــﻲ‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ ﺗﺴـﺘﻨﺪ إﱃ ﻓـﺮوض ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﺴـﻠﻮك اﻹﻗﺘﺼـﺎدي‪ ،‬وﺗﺘﻄﻠـﺐ ﺑﻴﺎﻧـﺎت‬
‫دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻃﺒﻘﺎً ﳍﺬا اﻷﺳـﻠﻮب‪ ،‬ﻳـﺘﻢ وﺿـﻊ اﳋﻄـﺔ ﰲ ﲨﻴـﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎ ـﺎ دﻓﻌـﺔ واﺣـﺪة‪ ،‬واﳊـﻞ اﻟـﺬي‬
‫ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﻮ اﳊﻞ اﻷﻣﺜﻞ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠـﻰ ﻣﺮاﺣـﻞ‪ ،‬وﻃﺒﻘـﺎً ﳍـﺬا اﻷﺳـﻠﻮب‪ ،‬ﺗﻨﻘﺴـﻢ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﲣﻄـﻴﻂ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر إﱃ ﻋـﺪد ﻣـﻦ‬
‫اﳌﺮاﺣﻞ اﳌﺘﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬وﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺮاﺣـﻞ ﻳـﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى ﻣﻌـﲔ‪ ،‬واﻟﺘﻘـﺪﻳﺮات اﻟـﱵ ﺗﻮﺿـﻊ ﰲ ﻛـﻞ ﻣﺮﺣﻠـﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﺒﺪﺋﻴـﺔ‪ ،‬ﺗﺮاﺟـﻊ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻌـﺪ ﻋﻠـﻰ ﺿـﻮء اﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ اﻟـﱵ ﺗﺴـﻔﺮ ﻋﻨﻬـﺎ اﳌﺮاﺣـﻞ اﳌﺘﺘﺎﺑﻌـﺔ‪ ،‬وﳝﻜـﻦ إﲨـﺎل ﻫـﺬﻩ اﳌﺮاﺣـﻞ ﰲ‬
‫اﻵﰐ ‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ‪ :‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬وﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠـﺔ ﻳﺘﺤـﺪد اﳌﻌـﺪل اﻷﻣﺜـﻞ ﻟﻨﻤـﻮ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ‪،‬‬
‫وﲢﺪد اﻷﻫﺪاف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﲨﺎﻟﻴﺎت‪ ،‬ﻣﺜﻞ ) اﻟﺪﺧﻞ واﻹﻧﻔﺎق اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ إﺳﺘﻬﻼك وإﺳﺘﺜﻤﺎر وﺻﺎدرات و واردات (‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﻘﻄـﺎع‪ ،‬وﰲ ﻫـﺬﻩ اﳊﺎﻟـﺔ ﺗﺘﺤـﺪد ﻣﻌـﺪﻻت اﻟﻨﻤـﻮ ﰲ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ‬
‫)وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺘﺤﺪد اﻟﺘﻐﲑ ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺐ اﻹﻗﺘﺼﺎدي (‪ ،‬وﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫وﻹﺳــﺘﻜﻤﺎل ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﲣﻄــﻴﻂ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﳚــﺐ أن ﺗ ـﺮﺑﻂ اﳌﺮاﺣــﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﺑﻌﻀــﻬﺎ ﺑ ــﺒﻌﺾ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻣ ــﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﻌﻤﻠﻴــﺔ‬
‫اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﳒﺪ أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﺎع ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﲣﻄﻴﻄـﺎً ﻛـﺎﻣﻼً‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎﻧـﺖ ﳎﻤﻮﻋـﺔ اﳌﺸـﺮوﻋﺎت اﻟـﱵ ﻳـﺘﻢ‬
‫ﲣﻄﻴﻄﻬﺎ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻷﺣﺠﺎم اﻟـﱵ ﺗﻘـﺮرت ﰲ اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺒـﺎرة أﺧـﺮى‪ ،‬ﻻ ﺗﺴـﺘﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﺎع‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻣﺘﻔﻘـﺔ ﲤﺎﻣـﺎً ﻣـﻊ ﺗﻘـﺪﻳﺮات اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ‪ ،‬وﺑﺎﳌﺜـﻞ ﻻ ﺗﺴـﺘﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬
‫اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﰲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎﻧــﺖ ﻧﺘــﺎﺋﺞ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﰲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻣﺘﻔﻘــﺔ ﲤﺎﻣ ـﺎً ﻣــﻊ ﻧﺘــﺎﺋﺞ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﰲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ‬
‫اﻷوﱃ‪ ،‬وﻟــﺬﻟﻚ ﳒــﺪ أﻧــﻪ ﻃﺒﻘ ـﺎً ﳍــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ‪ ،‬ﻳــﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﰲ ﺷــﻜﻞ دورة ﺗﺒــﺪأ ﻣــﻦ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬ﰒ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﺎع‪ ،‬ﰒ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺸﺮوع‪ ،‬ﰒ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﻘﻄـﺎع‪ ،‬ﰒ ﻣﺮاﺟﻌـﺔ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪299 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻌﺘﱪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﲣﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ‪ ،‬أﻓﻀﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟـﱵ ﳝﻜـﻦ إﺳـﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻫـﺬا‬
‫ﻟﻌﺪة إﻋﺘﺒﺎرات ‪:‬‬
‫‪ -‬أن اﻟﺘﻘــﺪﻳﺮات اﻟــﱵ ﺗﻌﻄﻴﻬــﺎ ﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ﻟﻴﺴــﺖ ﺟﺰاﻓﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻫــﻮ اﳊــﺎل ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻃﺮﻳﻘــﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﳋﻄﺄ‪.‬‬
‫‪ -‬أ ــﺎ ﻻ ﺗﺘﻄﻠــﺐ اﻟﺪﻗــﺔ اﳌﺘﻨﺎﻫﻴــﺔ ﰲ إﻋــﺪاد اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت وﲢﺪﻳــﺪ اﻟﻌﻼﻗــﺎت‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﺪﻗــﺔ اﻟــﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬــﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮاﺣﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ أوﻻً ﺑـﺄول‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﳝﻜـﻦ ﻟﻮاﺿـﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﻌﻠﻴـﺎ‪ ،‬ﺗﻔﻬـﻢ اﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮارات اﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬو ﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻤﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮق اﻟﺜﻼث‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠﺐ وﺿﻊ ﳕﻮذج ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ‬
‫اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ اﳌﺘﻐﲑات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬و اﻹﺧﺘﻼف ﺑﲔ اﻟﻄﺮق اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻮ إﺧﺘﻼف ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج‪ ،‬و اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي‬
‫ﻳﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﻳﻀﻢ ﻣﺘﻐﲑات ﳎﻬﻮﻟﺔ ﲢﺪد ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻞ اﻟﻨﻤﻮذج ﻣﺜﻞ اﻟـﺪﺧﻞ اﻟـﻮﻃﲏ‪ ،‬اﻹﺳـﺘﻬﻼك‪،‬‬
‫اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬اﻟﺼــﺎدرات‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻳﻀــﻢ اﻟﻨﻤــﻮذج ﺑﻴﺎﻧــﺎت ﻣﻌﻄــﺎة ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﺸــﻤﻞ اﻷﻫــﺪاف اﻟــﱵ ﺗﻘﺮرﻫــﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ‪،‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﺗﺸــﻤﻞ أﻳﻀ ـﺎً اﳌﺘﻐ ـﲑات اﻟــﱵ ﻻ ﺗــﺪﺧﻞ ﲢــﺖ ﺳــﻴﻄﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺜــﻞ ﺗﻐــﲑ اﻟﺴــﻜﺎن‪ ،‬اﻟﺘﻐ ـﲑات ﰲ اﻷﺳــﻌﺎر‬
‫اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‪ ،‬وإذا أﻋﻄﻴــﺖ ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت ﻛﻠﻬــﺎ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴــﺔ ﻋــﻦ ﻓــﱰة اﻷﺳــﺎس‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﳝﻜــﻦ ﺣــﻞ‬
‫اﻟﻨﻤﻮذج واﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ اﳌﺘﻐﲑات اﺠﻤﻟﻬﻮﻟﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺨﺎﻣﺲ ‪ :‬ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ‬

‫‪ -1-5-2-I‬ﻣﻔﻬﻮم وأﻫﻤﻴﺔ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ )‪: (1‬‬

‫ﺗﻌﺘﱪ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻤﻞ ﳏﺪد ﻟﻠﻤﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﺣﺠﻤﻬـﺎ ﺗﺼـﺪﻳﺮاً و إﺳـﺘﲑاداً‬
‫ﺧﻼل ﻣﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﺳﺘﺘﻢ ﺎ اﳌﺒﺎدﻻت‪.‬‬
‫وﺗﺘﺒﻊ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﳋﻄﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺪ ﺎ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺪ اﳋﻄﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﺠـﺎرة‬
‫اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﲢﺘﻮي ﻋﻠـﻰ اﻹﲡﺎﻫـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﺘﺼـﺪﻳﺮ واﻹﺳـﺘﲑاد‪ ،‬ﻛـﺬﻟﻚ ﻫﻨـﺎك اﳋﻄـﺔ اﳌﺘﻮﺳـﻄﺔ ﻟﻠﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻬـﺎ ﲢـﺪد‬
‫درﺟـﺔ أﻛــﱪ ﻣـﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻟﻘﻄـﺎع اﻟﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬وأﺧـﲑاً ﳒـﺪ اﳋﻄــﺔ اﻟﺴـﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻬــﺎ ﻳـﺘﻢ إﲣــﺎذ اﻟﻘـﺮارات‬
‫اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺘــﱪ ﺧﻄــﺔ اﻟﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ ﺟــﺰءاً ﻣــﻦ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬وﺗ ـﺮﺗﺒﻂ إرﺗﺒﺎﻃ ـﺎً وﺛﻴﻘ ـﺎً ﲞﻄــﻂ ﳐﺘﻠــﻒ‬
‫ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘـﱪ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠـﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴـﺔ أﻣـﺮاً ﺣﻴﻮﻳـﺎً‪ ،‬وذﻟـﻚ ﻟﻠﻤﺸـﻜﻼت اﻟـﱵ ﺗﺘﻌـﺮض ﳍـﺎ ﺑﺈﺳـﺘﻤﺮار ﰲ‬
‫ﳎﺎل اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻵﰐ ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ص‪353 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -‬ﻧﻘﺺ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﰲ أﺳـﻮاق اﻟﻌـﺎﱂ اﻟﺮأﲰـﺎﱄ‪ ،‬ﻟـﺒﻌﺾ اﻟﺴـﻠﻊ اﻟﺘﺼـﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ اﳌﻨﺘﺠـﺔ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ اﻟـﺪول‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺸﻜﻼت ﲢﺪﻳﺪ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬و اﻟﻮاردات اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺨﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺷﺮاء ﻣﻌـﺪات رأﲰﺎﻟﻴـﺔ ﻣـﻦ اﳋـﺎرج‪ ،‬وﻣـﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـﻲ أن اﻟﺪوﻟـﺔ اﻟﻨﺎﻣﻴـﺔ ﳚـﺐ أن‬
‫ﺗﻘﻠﻞ ﻛﺜﲑاً ﻣﻦ إﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮوض واﳌﺴﺎﻋﺪات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬وإذن ﻓﻠﻴﺲ أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻻ اﻟﺴﻌﻲ اﳉﺪي ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﻟﺼـﺎدرات‪،‬‬
‫وﲟﺎ أن ﻓﺮﺻﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﳏﺪودة‪ ،‬ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﲑات ﻣﺘﻌﻤﺪة ﰲ ﻫﻴﻜـﻞ اﻟﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬ﻛﺰﻳـﺎدة اﻹﻧﺘـﺎج اﻟﺰراﻋـﻲ واﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ‬
‫ﻟﺘﺠﻨ ــﺐ ﺗﻀ ــﺨﻢ اﻷﺳ ــﻌﺎر‪ ،‬واﻟ ــﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﻛﻤﻴ ــﺎت اﻹﺳ ــﺘﻬﻼك وﰲ أﺳ ــﻌﺎر اﻟﺴ ــﻠﻊ‪ ،‬ﺣ ــﱴ ﻻ ﻳﻜ ــﻮن اﻟﻄﻠ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﻟـ ـﻮاردات‬
‫اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺎﻓﺰاً ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻐﲑ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -2-5-2-I‬ﻣﺒﺎدئ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ )‪: (2‬‬
‫ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻮاﺟﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﲣﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪ ،‬ﳒﺪ ‪ :‬أول ﻫـﺬﻩ اﳌﺒـﺎدئ ‪ ،‬وﺟـﻮب اﻷﺧـﺬ ﰲ‬
‫اﻹﻋﺘﺒﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ‪ ،‬أي أن ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻻ ﲣـﺮج ﻋـﻦ اﻹﲡـﺎﻩ اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﺨﻄـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﺪوﻟـﺔ‬
‫‪ ،‬ﻛ ــﺬﻟﻚ ﳚ ــﺐ اﻷﺧ ــﺬ ﺑﻌ ــﲔ اﻹﻋﺘﺒ ــﺎر‪ ،‬اﻷوﺿ ــﺎع اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ اﻟﺴ ــﺎﺋﺪة ﰲ اﻟ ــﺒﻼد اﻷﺟﻨﺒﻴ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻤﻠﻴ ــﺎت اﻟﺘﺠ ــﺎرة‬
‫اﳋﺎرﺟﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف اﻟﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ‪ ،‬ﺗـﺮﺑﻂ ﺑــﲔ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ واﻟﻌــﺎﱂ اﳋــﺎرﺟﻲ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻋــﺎﱂ ﺑﻌﻴــﺪ ﻋــﻦ ﻧﻄــﺎق إرادة‬
‫اﳌﺨﻄﻄﲔ اﶈﻠﻴﲔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺒـﺎدئ أﻳﻀـﺎً‪ ،‬وﺟـﻮب اﻷﺧـﺬ ﺑﻌـﲔ اﻹﻋﺘﺒـﺎر إﻟﺘﺰاﻣـﺎت اﻟﺪوﻟـﺔ‪ ،‬اﻟﻨﺎﲡـﺔ ﻋـﻦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻴـﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳـﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺪول‬
‫اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮ دﻗﻴﻖ ﳊﺎﻟﺔ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻨﺒﺆ ﲟﺎ ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻮاق ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣـﱴ ﻳـﻨﻌﻜﺲ ﻫـﺬا‬
‫ﰲ ﺷﻜﻞ ﺧﻄﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﲡﺎرب اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﳎﺎل ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﻴﻤﻜﻦ ﻣـﺜﻼً اﻟﺘﻨﺴـﻴﻖ ﺑـﲔ‬
‫ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل إﻋﺪاد ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬ﻛـﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧـﻪ ﳚـﺐ اﻟﺘﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ ﺿـﻤﺎن اﻟﺘﻨﺎﺳـﺐ اﻟﺼـﺤﻴﺢ ﺑـﲔ‬
‫اﻷﻫﺪاف اﳌﺮاد اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﳋﻄﺔ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﻷﺟﻞ وأﻫﺪاف اﳋﻄﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳـﻊ اﻷﻫـﺪاف ﺑﺄﺳـﻠﻮب‬
‫ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ‪ .‬وأﺧﲑاً‪ ،‬ﳚﺐ اﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻹﻋﺘﺒﺎر‪ ،‬اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﳎﺎل ﲣﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -3-5-2-I‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ )‪: (1‬‬

‫ﻳﻌﺪ ﻧﻈﺎم اﳌﻮازﻳﻦ اﳌﺎدﻳﺔ ‪ ،‬أداة اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷوﱃ ﺑﲔ اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ واﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻮ ﻳﻌﺘﻤـﺪ ﺑﺼـﻔﺔ رﺋﻴﺴـﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﳌﻌ ــﺎﻣﻼت اﻟﻔﻨﻴ ــﺔ ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ﺗـ ـﺮﺑﻂ ﺑ ــﲔ إﻧﺘ ــﺎج ﺳ ــﻠﻌﺔ ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ وﻣﻜﻮﻧ ــﺎت ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺴ ــﻠﻌﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ أو اﳌ ــﺪﺧﻼت ‪ ،‬وﺗﻜ ــﺎد ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﻌﺎﻣﻼت ‪ ،‬ﲡﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲣﻄﻴﻂ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﺘﺎج ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺎﺛـﻞ إﱃ ﺣـﺪ ﻛﺒـﲑ ﻣـﻊ ﺣـﻞ ﻣﺸـﻜﻠﺔ اﳌـﺪﺧﻼت و اﳌﺨﺮﺟـﺎت‬
‫‪ ،‬و ﺬا ﲤﻜﻦ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة واﺿﺤﺔ ﻋﻦ أﺛـﺮ اﻹﻧﺘـﺎج اﳌﺘﺰاﻳـﺪ ﻣـﻦ ﺳـﻠﻊ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻄﻠـﺐ اﶈﻠـﻲ ﺑﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ ‪ ،‬أو‬
‫اﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠــﻰ اﻟـﻮاردات ﻣــﻦ اﻟﺴــﻠﻊ اﻷﺧــﺮى ‪ ،‬ﻫــﺬا وﳝﻜــﻦ اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ اﳊﺴــﺎﺑﻴﺔ ﻟﻨﻈــﺎم اﳌـﻮازﻳﻦ اﳌﺎدﻳــﺔ واﳌﻌــﺎﻣﻼت‬

‫)‪ - (2‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪354 :‬‬
‫)‪ - (1‬ﻋﺠﻤﻴﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪358 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم اﳌﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬دون إدﺧﺎل ﺟﺎﻧﱯ اﻟﺴﻌﺮ أو اﻟﻘﻴﻤﺔ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫ﻳـﺘﻢ إﻋــﺪاد ﺗﻠــﻚ اﳌـﻮازﻳﻦ ﻋﻠــﻰ ﲨﻴــﻊ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ واﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ‪ ،‬وﺑﻌــﺪ أن ﻳــﺘﻢ وﺿــﻊ ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠــﺔ ﻣــﻦ اﳌـﻮازﻳﻦ‬
‫اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻠﻊ اﳌﻨﺘﺠﺔ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﰲ إﻃـﺎر ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﰲ ﻗﻄـﺎﻋﻲ اﻹﻧﺘـﺎج واﻟﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ‪ ،‬ﻳﺒـﺪأ اﳌﺨﻄﻄـﻮن‬
‫ﺑﺈﻋﺪاد اﳋﻄﺔ اﳌﺒﺪﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﲔ ‪ :‬اﻷول‪ ،‬اﻟﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺼﲑة اﻷﺟـﻞ اﻟـﱵ ﰎ إﺑﺮاﻣﻬـﺎ‪ ،‬واﻟﺜـﺎﱐ‪،‬‬
‫إﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻹﺳﺘﲑاد اﻟﱵ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ وﺿﻊ اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫واﳋﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬إﻋﺪاد اﳋﻄﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إرﺳﺎل اﳋﻄﻂ اﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋﻲ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﺠـﺎرة‬
‫اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬إﱃ وزارات اﻹﻧﺘـﺎج واﻟﺘﺠـﺎرة ﻗﺒـﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ ﲞﻤﺴـﺔ أو ﺳـﺘﺔ أﺷـﻬﺮ‪ ،‬واﻟـﱵ ﺗﺮﺳـﻠﻬﺎ ﺗﻠـﻚ اﻟـﻮزارات ﺑـﺪورﻫﺎ إﱃ اﳉﻬـﺎت‬
‫اﳌﻌﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﲢﺪد إﺣﺘﻴﺎﺟﺎ ﺎ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ واﻟﺴﻠﻊ اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ واﻟﻮاردات‪ ،‬وﺗﺮﺳـﻞ رأﻳﻬـﺎ إﱃ اﳉﻬـﺎت اﻷﻋﻠـﻰ‪ ،‬وﻋﻨﺪﺋـﺬ ﻳﻘـﻮم‬
‫ﺟﻬـﺎز اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ اﳌﺮﻛــﺰي ﺑﺈﻋــﺎدة إﺣﺘﺴــﺎب اﳌـﻮازﻳﻦ اﳌﺎدﻳــﺔ اﻟــﱵ ﺳــﺒﻖ إﻋــﺪادﻫﺎ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﰲ ﺿــﻮء ﻣــﺎ أﺑﺪﺗــﻪ اﳉﻬــﺎت اﳌﻌﻨﻴــﺔ ﻣــﻦ‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺎت‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﻌﺬر اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺠﻮة‪ ،‬اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻨﺸـﺄ ﻋـﻦ ﺗﻌـﺪي اﻟﻄﻠـﺐ اﻟﻌـﺮض اﳌﻘﺎﺑـﻞ )إﻣـﺎ ﺑﺘﺨﻔـﻴﺾ اﻟﻄﻠـﺐ أو‬
‫زﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج (‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺠﻮة ﺗﻐﻄﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮاردات‪.‬‬
‫ﻣــﻦ اﳌﻔــﱰض ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ‪ ،‬أن ﺗﻘــﻮم اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﳌﺴــﺆوﻟﺔ ﻋــﻦ اﻟﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ‪ ،‬ﺑــﺈﺑﺮام ﻋﻘــﻮد اﻹﺳــﺘﲑاد واﻟﺘﺼــﺪﻳﺮ ﻃﺒﻘـﺎً ﳌــﺎ‬
‫أﺳــﻔﺮت ﻋﻨــﻪ اﳋﻄ ـﻮات اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﻳﺘﺤــﺪد ﻋﻠــﻰ ﺿــﻮء ذﻟــﻚ اﻷﻫــﺪاف اﻟﻌﺮﻳﻀــﺔ ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﻟــﺪول أو اﻟﻜﺘــﻞ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﱵ اﻹﺳﺘﲑاد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫إن اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ﻳﻘﺼ ــﺪ ﺑ ــﻪ اﻹﺳ ــﺘﻌﻤﺎل اﻷﻣﺜ ــﻞ و اﻟﻌﻘ ــﻼﱐ ﻟﻠﻤ ـﻮارد اﳌﺘﺎﺣ ــﺔ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف‬
‫اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﰲ أي ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﳕــﻮ أو ﺗﻨﻤﻴــﺔ ‪ ،‬ﺗﻄــﻮراً أو ﺗﻄــﻮﻳﺮاً ﻟﻺﻗﺘﺼــﺎد ﻛﻜــﻞ أو ﺣــﱴ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﳌﺆﺳﺴــﺔ‬
‫ﻣﻬﻤــﺎ إﺧﺘﻠﻔــﺖ ﺗﺮﻛﻴﺒــﺔ ﻫــﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴــﺔ‪ ،‬و ﻣﻬﻤــﺎ إﺧﺘﻠﻔــﺖ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﻟﻨﻈــﺎم اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻻﺑــﺪ أن ﺗﺴــﺘﺨﺪم‬
‫وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺪﻋﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣـﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫إن اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻇﺎﻫﺮة ذات أوﺟﻪ ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻛﻴﺎن ﻳﻌﻴﺶ و ﻳﺰول ‪ ،‬وﻟﻪ أﻫﺪاف ووﺳﺎﺋﻞ ‪ ،‬وﻟﻪ ﻓﺮص و ﻗﻴﻮد ‪،‬‬
‫وﺗﻌﺘﱪ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺒﻊ ﻟﻠﺜﺮوة ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ رﻛﻴﺰة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ و أداة ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫إن اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ اﻟﱵ ﲤﺮ ﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ‪ ،‬و ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻮع ﰲ ﺣﺠﻢ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻦ ﻛﺒﲑة و ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ و ﺻﻐﲑة ‪ ،‬و ﻻ ﳝﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﲢﺠﻴﻢ دور ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،‬أو اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪ ،‬و اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻵن ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﺈﺧﺘﻼف ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ‬
‫ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬

‫‪ -1-1-1-II‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ‪:‬‬

‫ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﺧﺘﻠﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻹﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﺎرﻓﲔ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ و ذﻟﻚ‬
‫ﻧﻈﺮاً ﻟﺘﻌﺪد وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺤﺎول إﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﱘ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻷول ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ إﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﻌﲔ‪ ،‬اﳍﺪف ﻣﻨﻪ ﻫﻮ إﳚﺎد ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻮﻗﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﻤﻊ ﺑﲔ‬
‫ﻋﻮاﻣﻞ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﰒ ﻧﺘﻮﱃ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮﺑﺢ اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻹﻳﺮاد اﻟﻜﻠﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﺿﺮب ﺳﻌﺮ‬
‫اﻟﺴﻠﻌﺔ ﰲ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﳌﺒﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ و ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﻧﺘﺎج )‪. (1‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬إن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻲ إﻧﺪﻣﺎج ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﺪف إﻧﺘﺎج أو ﺗﺒﺎدل ﺳﻠﻊ وﺧﺪﻣﺎت ﻣﻊ أﻋﻮان‬
‫إﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ آﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻫﺬا ﰲ إﻃﺎر ﻗﺎﻧﻮﱐ و ﻣﺎﱄ وإﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻌﲔ ‪ ،‬ﺿﻤﻦ ﺷﺮوط إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﲣﺘﻠﻒ ﻧﺴﺒﻴﺎً وﻣﻜﺎﻧﺎً‪ ،‬ﺗﺒﻌﺎ‬
‫ﳌﻜﺎن وﺟﻮد اﳌﺆﺳﺴﺔ وﺣﺠﻢ وﻧﻮع اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ‪ ،‬وﻳﺘﻢ اﻹﻧﺪﻣﺎج ﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬
‫واﳊﻘﻴﻘﻴﺔ )ﺳﻠﻊ و ﺧﺪﻣﺎت( وأﺧﺮى ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ إرﺗﺒﺎﻃﺎً وﺛﻴﻘﺎً ﺑﺎﻷﻓﺮاد‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻷوﱃ ﰲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﳌﻮاد‬
‫اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ﻧﺸﺎط اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻄﺮق واﻟﻜﻴﻔﻴﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷوﱃ )‪. (2‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺔ ﳍﺎ ﺻﻔﺔ إﻋﺘﺒﺎرﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬وﲢﻤﻞ إﲰﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼً‪ ،‬وﳍﺎ ﳑﻴﺰا ﺎ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ وﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﳋﺎص‬
‫ﺎ‪ ،‬وﳍﺎ ﺣﺴﺎ ﺎ اﳌﺼﺮﰲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳍﺎ ﺧﻄﺘﻬﺎ اﳋﺎﺻﺔ ﺎ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺿﺮوري وﻫﺎم ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮق اﳌﺆﺳﺴﺔ‬
‫وواﺟﺒﺎ ﺎ ﺿﻤﻦ ﻗﻄﺎع اﻟﺪوﻟﺔ )‪. (3‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻨﺤﺎول إﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻫﻲ ﻣﻨﺸﺄة ﺗﱰﻛﺐ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ رؤوس اﻷﻣﻮال اﳌﺨﺘﺎرة واﳌﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻌﻮاﻣﻞ‬
‫اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﳍﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺪف ﺗﺜﻤﻴﻨﻬﺎ و ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف و ﺑﺮاﻣﺞ اﳌﺆﺳﺴﺔ وﺿﻤﺎن‬
‫اﻹﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﳍﺬﻩ اﻷﺧﲑة‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-II‬أﻧﻮاع اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ )‪: (1‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬إﻗﺘﺼﺎد اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1993‬ص‪24 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﻧﺎﺻﺮي دادي ﻋﺪون‪ ،‬ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ و اﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1990‬ص‪114 :‬‬
‫)‪ - (3‬ﺻﻤﻮال ﻋﺒﻮد‪ ،‬إﻗﺘﺼﺎد اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1982‬ص‪58 :‬‬
‫)‪ - (1‬ﻋﻤﺮ ﺻﺨﺮي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪21 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﺗﺘﻌﺪد أﻧﻮاع اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﺘﻌﺪد اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت و اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻷﻏﺮاض واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﻴﺶ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ :‬و ﳝﻜﻦ ﲤﻴﻴﺰ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ‪ :‬و ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﳝﺘﻠﻜﻬﺎ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ أو ﻋﺎﺋﻠﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﻟﺸﺮﻛﺎت ‪ :‬و ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻌﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ إﱃ ﺷﺨﺼﲔ أو أﻛﺜﺮ وﺗﻨﻘﺴﻢ ﺑﺪورﻫﺎ إﱃ‬
‫ﻗﺴﻤﲔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺷﺮﻛﺎت أﺷﺨﺎص )ﺷﺮﻛﺎت ﺗﻀﺎﻣﻦ‪ ،‬ﺷﺮﻛﺎت ذات ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﳏﺪودة‪(...‬‬
‫‪-‬ﺷﺮﻛﺎت أﻣﻮال )ﺷﺮﻛﺎت اﳌﺴﺎﳘﺔ‪ ،‬ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﻬﻢ(‬
‫ب‪ -‬اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ ‪ :‬ﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺗﻈﻬﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﺒﻌﺎً ﳌﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ‪ :‬وﺗﻌﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ و ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ إدار ﺎ وﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﻟﻠﻔﺮد أو ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد‬
‫)ﺷﺮﻛﺎت اﻷﺷﺨﺎص و ﺷﺮﻛﺎت اﻷﻣﻮال(‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ ‪ :‬و ﺗﻌﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ :‬و ﺗﻌﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﳛﻖ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺘﺼﺮف ﺎ )اﻹﻏﻼق‬
‫أو اﻟﺒﻴﻊ( إﻻ إذا واﻓﻘﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺎط ‪ :‬و ﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﳕﻴﺰ ﻧﻮﻋﲔ ‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺧﺪﻣﺎﺗﻴﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﲞﺪﻣﺎت ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺼﺎﱀ اﻟﻌﺎم ﻛﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫اﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬و ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﱪﻳﺪ و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻨﻮك واﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻓﻼﺣﻴﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﺘﻢ ﺑﺰﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻷرض وإﺳﺘﺼﻼﺣﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬وﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وذﻟﻚ ﲜﻤﻊ اﻵﻻت واﻷﻣﻼك واﻟﺮﺟﺎل ﺣﱴ‬
‫ﻳﺘﻢ اﻹﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺘﺎﺣﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ إﺷﺒﺎع اﻟﺮﻏﺒﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮم و أﺷﻜﺎل اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫إن دراﺳﺔ وﲢﻠﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮع )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺘﻄﻠﺐ ﲢﺪﻳﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ و ﻣﻔﻬﻮم ﺷﺎﻣﻞ و واﺿﺢ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﳛﻀﻰ‬
‫ﺑﺎﻹﲨﺎع واﻟﻘﺒﻮل ﻣﻦ ﻃﺮف ﲨﻴﻊ اﳌﻬﺘﻤﲔ و اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺬا اﻟﻘﻄﺎع‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن ﺿﺮورة وﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ دﻗﻴﻖ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‬
‫‪ ،‬أدى إﱃ إﻇﻬﺎر اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﺣﱴ ﳝﻜﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ووز ﺎ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد‬
‫وﻣﺪى ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و أﻳﻀﺎ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﱰﻗﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -1-2-1-II‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ )‪: (1‬‬

‫)‪ - (1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬دور و ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ –ﺣﺎﻟﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،1995‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ص‪6 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫رﻏﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ دﻗﻴﻘﺎً و ﺷﺎﻣﻼً ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ﻓﺈن أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺤﻮث‬
‫واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﱵ ﲤﺖ ﺬا اﻟﺸﺄن ‪ ،‬ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻹﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬و ﻫﺬا ﺑﺎﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫ﳐﺘﻠﻒ اﳌﻌﺎﻳﲑ و اﳌﺆﺷﺮات وﻫﻲ ﻛﺎﻵﰐ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻜﻤﻴﺔ ‪ :‬ﰎ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺘﲔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻳﲑ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺻﻐﺮ أو ﻛﱪ اﳌﺆﺳﺴﺔ و ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ )‪: (2‬‬
‫أ‪ -1-‬اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﱃ ‪ :‬وﺗﻀﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺆﺷﺮات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﳒﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ‪ :‬ﻋﺪد‬
‫اﻟﻌﻤﺎل‪ ،‬ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻟﱰﻛﻴﺐ اﻟﻌﻀﻮي ﻟﺮأس اﳌﺎل وﺣﺠﻢ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬وﺗﻀﻢ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺆﺷﺮات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬رأس اﳌﺎل اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ‪ ،‬رﻗﻢ اﻷﻋﻤﺎل‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ‪ :‬إن )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﲑ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬ﻣﻌﻴﺎر اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ‪ :‬و ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة و ﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮارات داﺧﻞ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻟﻪ دور ﰲ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و أﺳﻠﻮب اﻹدارة ‪ ،‬وﻳﺆدي ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻛﺎﻹﻧﺘﺎج‪،‬‬
‫اﻹدارة‪ ،‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‬
‫ب‪ -2-‬ﻣﻌﻴﺎر اﳌﻠﻜﻴﺔ ‪ :‬إن ﻣﻠﻜﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻌﻮد ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ إﱃ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﰲ ﺷﻜﻞ ﺷﺮﻛﺎت )أﺷﺨﺎص‬
‫أو أﻣﻮال( ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻜﺒﲑة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻓﺮدﻳﺔ و ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺴﻮق ‪ :‬ﳝﻜﻦ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ إﺳﺘﻨﺎداً إﱃ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮق‪ ،‬و ﺗﺘﺤﺪد ﻗﻮة ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫ﲟﺪى ﺳﻴﻄﺮ ﺎ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻫﻲ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﻜﻮن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒﲑة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻛﺒﲑة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق ‪ ،‬و اﻟﱵ ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻧﻮع ﻣﻦ اﻹﺣﺘﻜﺎر‪ ،‬و ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺷﺎﻓﻴﺎً ‪ ،‬ﻷن ﻧﻮع اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻟﻪ دور ﰲ ﲢﺪﻳﺪ أﳘﻴﺔ اﻟﺴﻮق ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -4-‬ﻣﻌﻴﺎر ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ :‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺣﺠﻢ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى إﺳﺘﺨﺪام اﻷﻻت ﰲ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬ﻓﻨﺠﺪ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﲢﺘﺎج ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﻧﺘﺎج ﺳﻠﻌﻬﺎ إﱃ وﺣﺪات ﻛﺒﲑة ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ و وﺣﺪات ﺻﻐﲑة ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻣﻦ رأس اﳌﺎل‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﻫﻮ اﳊﺎل ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳋﻔﻴﻔﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﳛﺪث ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﲤﺎﻣﺎً‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ :‬ﻳﻌﻤﺪ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ إﱃ وﺿﻊ ﻣﻔﻬﻮم ﺧﺎص ﺑﻪ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم و‬
‫ﻣﺴﺘﻮاﻩ اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬وﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ أو إدارﻳﺎ‪ ،‬و ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا اﻹﺧﺘﻼف ﰲ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﺪول‪.‬‬
‫ج‪ -1-‬اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪ :‬إن ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1953‬اﻟﺬي ﻋ ّﺪل و ﻧﻈﻢ إدارة‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬ﻗﺪ اﺣﺘﻮى ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺷﺒﻪ رﲰﻲ ﻓﻜﺎن ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ ‪ :‬ﳚﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬و أن ﺗﺪار ﻋﻠﻰ‬
‫إﺳﺘﻘﻼل‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳚﺐ أن ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻴﻄﺮة ﰲ ﳎﺎل ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ‪ .‬و ﻗﺪ ﰎ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺑﺎﻹﻋﺘﻤﺎد‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺎر ﺣﺠﻢ اﳌﺒﻴﻌﺎت وﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳋﺪﻣﺎﺗﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ‪ :‬ﻣﻦ ‪ 1‬إﱃ ‪ 5‬ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﻤﺒﻴﻌﺎت ﺳﻨﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ‪ :‬ﻣﻦ ‪ 5‬إﱃ ‪15‬ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﻤﺒﻴﻌﺎت ﺳﻨﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل ‪ 250‬ﻋﺎﻣﻞ أو أﻗﻞ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Petite entreprise et croissance industrielle dans le monde aux xixè et xxèè siècles, T1, Ed CNRS 1981, p :50‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ج‪ -2-‬اﻟﻴﺎﺑﺎن ‪ :‬إﺳﺘﻨﺎداً إﱃ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﻮل )م‪.‬ص‪.‬م( ﻟﻌﺎم ‪ ،1963‬ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﶈﺪد ﳍﺬا اﻟﻘﻄﺎع‬
‫ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺎرﻳﻦ ‪ :‬رأس اﳌﺎل اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ و ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻠﺨﺼﻪ اﳉﺪول رﻗﻢ )‪ ، (2/2‬ﲝﻴﺚ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﳐﺘﻠﻒ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﺸﺎط‪.‬‬

‫ﺟﺪول)‪ :(2/2‬اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م(‬

‫ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل‬ ‫رأس اﳌﺎل اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ‬ ‫اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻨﺠﻤﻴﺔ واﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ و اﻟﻨﻘﻞ و أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 100‬ﻣﻠﻴﻮن ‪ 300‬ﻋﺎﻣﻞ أو أﻗﻞ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ﺑﺎﻗﻲ ﻓﺮوع اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬
‫‪ 100‬ﻋﺎﻣﻞ أو أﻗﻞ‬ ‫أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 30‬ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻦ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ‬
‫‪ 50‬ﻋﺎﻣﻞ أو أﻗﻞ‬ ‫أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻦ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﻟﺘﺠﺰﺋﺔ و اﳋﺪﻣﺎت‬
‫‪Source: ROGER-MARCHART, réussir nos PME, paris, Dunod‬‬
‫‪1991, p : 40.‬‬

‫ج‪ -3-‬اﻟﺒﻨﻚ اﻷورﰊ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ‪ :‬و ﺣﺴﺒﻪ ﻓﺈن )م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل‬
‫ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 500‬ﻋﺎﻣﻞ‪ ،‬و ﺗﻜﻮن اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ رأﲰﺎﳍﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف أﻋﻮان ﺧﺎرج ﺻﺎﺣﺐ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ‪.%30‬‬
‫ج‪ -4-‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ :‬ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻫﻨﺎك ﺗﻌﺮﻳﻒ واﺿﺢ وﺻﺮﻳﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪،‬‬
‫ﻓﻤﺎﻋﺪا ﺑﻌﺾ اﶈﺎوﻻت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﳉﻬﺎت اﻟﻐﲑ رﲰﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎﶈﺎوﻟﺔ اﻟﱵ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﳋﺎص ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﺗﻨﻤﻴﺔ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( )‪ ، (1‬ﺣﻴﺚ ﻳﺮى أن )م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻲ ﻛﻞ وﺣﺪة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ وﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 500‬ﻋﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻘﻖ رﻗﻢ أﻋﻤﺎل ﺳﻨﻮي أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 15‬ﻣﻠﻴﻮن دج ‪ ،‬وﻳﺘﻄﻠﺐ إﻧﺸﺎءﻫﺎ إﺳﺘﺜﻤﺎرات أﻗﻞ ﻣﻦ ‪10‬‬
‫ﻣﻠﻴﻮن دج‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ اﶈﺎوﻟﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻬﻨﺪﺳﺔ و ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳋﻔﻴﻔﺔ ‪ - EDIL-‬ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ اﳌﻠﺘﻘﻰ‬
‫‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺗﻜﺰ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳌﻘﱰح ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻴﺎرﻳﲔ اﻟﻜﻤﻴﲔ ‪ :‬اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ورﻗﻢ اﻷﻋﻤﺎل‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫)‪(2‬‬
‫اﻷول ﺣﻮل )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﺗﻌﺮف )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠﻰ أ ﺎ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺸﺄة اﻟﱵ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 200‬ﻋﺎﻣﻞ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻘﻖ رﻗﻢ أﻋﻤﺎل أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻣﻠﻴﻮن دج‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎﻋﺪا ﻫﺎﺗﲔ اﶈﺎوﻟﺘﲔ و ﺑﻌﺾ اﶈﺎوﻻت اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳏﺎوﻻت ﺟﺎدة ﰲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﲡﺪر‬
‫اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ‪ ،‬أﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻣﺆﺧﺮاً )ﺣﺪﻳﺜﺎ( ﺗﻌﺮﻳﻔﺎً ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬وﻫﺬا ﰲ ﺷﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮن ﲤﻬﻴﺪي ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﺣﻮل ﺗﺮﻗﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de l’industrie et de l’énergie «plan de devlopement de la PME 1974-1977 », 1972, p : 14‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- EDIL, Activities engineering et devlopement de la PMI en Algérie, In séminaire national sur la PMI en Algérie,‬‬
‫‪avril 1983‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ ،‬ﺻﺎدر ﻋﻦ وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻮادﻩ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ وﺻﺮﻳﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ‬ ‫)‪(1‬‬

‫)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻀﻤﻮن ﻫﺬﻩ اﳌﻮاد ‪:‬‬

‫اﳌﺎدة ‪ : 5‬ﺗﻌﺮف اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و اﻟﱵ ﻳﺮﻣﺰ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ ﺑـ"م‪.‬ص‪.‬م" ﲟﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ و‬
‫اﳋﺪﻣﺎت ‪:‬‬
‫* ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻦ‪ 01‬إﱃ ‪ 250‬ﺷﺨﺺ‪.‬‬
‫* ﻻ ﻳﺘﻌﺪى رﻗﻢ أﻋﻤﺎﳍﺎ اﻟﺴﻨﻮي ﻣﻠﻴﺎري )‪ (02‬دﻳﻨﺎر أو ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﳎﻤﻮع ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮي ﲬﺲ ﻣﺎﺋﺔ )‪(500‬‬
‫ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫* ﺗﺴﺘﻮﰲ ﳌﻌﺎﻳﲑ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ وﻓﻘﺎً ﳍﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن أن ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷﺷﺨﺎص اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ ‪ :‬ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﳌﻮاﻓﻖ ﻟﻌﺪد وﺣﺪات اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﲟﻌﲎ ﻋﺪد‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ اﳌﺄﺟﻮرﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ داﺋﻤﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺆﻗﺖ أو اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻮﲰﻲ ﻓﻴﻌﺘﱪ أﺟﺰاء ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻨﻮي‬
‫‪ .‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﺧﺮ ﻧﺸﺎط ﺣﺴﺎﰊ ﻣﻐﻠﻖ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳊﺪود اﳌﻌﺘﱪة ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ رﻗﻢ اﻷﻋﻤﺎل أو ﳎﻤﻮع اﳊﺼﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺂﺧﺮ ﻧﺸﺎط ﻣﻐﻠﻖ ﻣﺪﺗﻪ‬
‫إﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮ )‪ (12‬ﺷﻬﺮا‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ‪ :‬ﻛﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻻ ﳝﺘﻠﻚ رأﲰﺎﳍﺎ أو ﺣﻘﻮق اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﻘﺪار ‪ %25‬ﻓﻤﺎ‬
‫أﻛﺜﺮ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى أو ﺑﺈﻗﱰان ﻋﺪة ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻻ ﺗﺴﺘﻮﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬
‫اﳌﺎدة ‪ : 6‬ﺗﻌﺮف اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ 50‬و‪ 250‬ﺷﺨﺺ‪ ،‬و ﻳﻜﻮن رﻗﻢ أﻋﻤﺎﳍﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ‬
‫ﻣﺎﺋﺘﲔ )‪ (200‬ﻣﻠﻴﻮن و ﻣﻠﻴﺎرﻳﻦ)‪ (02‬دﻳﻨﺎر‪ ،‬أو ﻳﻜﻮن ﳎﻤﻮع ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮي ﺑﲔ ﻣﺎﺋﺔ )‪ (100‬و ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ )‪(500‬‬
‫ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر‪.‬‬
‫اﳌﺎدة ‪ : 7‬ﺗﻌﺮف "اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻐﲑة " ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬إﱃ ‪ 49‬ﺷﺨﺺ ‪ ،‬و ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز رﻗﻢ أﻋﻤﺎﳍﺎ‬
‫اﻟﺴﻨﻮي ﻣﺎﺋﱵ )‪ (200‬ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي‪ ،‬أو ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﳎﻤﻮع ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻣﺎﺋﺔ )‪ (100‬ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫اﳌﺎدة ‪ : 8‬ﺗﻌﺮف اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳌﺼﻐﺮة ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻦ‪ 01‬إﱃ ‪ 09‬ﻋﻤﺎل و ﻳﻜﻮن رﻗﻢ أﻋﻤﺎﳍﺎ اﻟﺴﻨﻮي أﻗﻞ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺸﺮﻳﻦ )‪ (20‬ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر‪ ،‬أو ﻳﻜﻮن ﳎﻤﻮع ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺸﺮ )‪ (10‬ﻣﻼﻳﲔ دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي‪.‬‬

‫‪ -2-2-1-II‬أﺷﻜﺎل اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮ و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻨﻘﺴﻢ )م‪.‬ص‪.‬م( إﱃ ﻋﺪة أﻧﻮاع‪ ،‬ﲣﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﳍﺎ ﺑﺈﺧﺘﻼف اﳌﻌﺎﻳﲑ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ‪ ،‬و ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎﻳﲑ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ )‪: (1‬‬
‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن ﲤﻬﻴﺪي ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﺣﻮل ﺗﺮﻗﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ،2001‬ص‪4- 3 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أ‪ -‬ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ‪:‬و ﻫﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ )اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ( ‪ :‬ﺗﺘﻤﻴﺰ )م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ ﺑﻜﻮن ﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻫﻮ اﳌﻨﺰل‪ ،‬و ﻳﺘﻢ‬
‫إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﲟﺴﺎﳘﺔ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬و ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎت ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺴﻮق ﺑﻜﻤﻴﺎت ﳏﺪودة ‪ ،‬أو ﺗﻨﺘﺞ أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﺼﻨﻊ‬
‫ﻣﻮﺟﻮد ﰲ ﻧﻔﺲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﳌﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪ :‬وﻳﻘﱰب أﺳﻠﻮب ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﳉﻮﺋﻬﺎ إﱃ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻷﺟﲑ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﻋﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أ ﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻛﻮن ﻣﻜﺎن‬
‫إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻫﻮ ﳏﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ اﳌﻨﺰل )ورﺷﺎت ﺻﻐﲑة( ‪ ،‬ﻣﻊ ﺑﻘﺎء إﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷدوات اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫أ‪ -3-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﳌﺘﻄﻮرة و اﻟﺸﺒﻪ اﳌﺘﻄﻮرة ‪ :‬و ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﻮﻋﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﰲ إﲡﺎﻫﻬﺎ‬
‫إﱃ اﻷﺧﺬ ﺑﻔﻨﻮن اﻹﻧﺘﺎج اﳊﺪﻳﺜﺔ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ إﺳﺘﺨﺪام رأس اﳌﺎل اﻟﺜﺎﺑﺖ أو ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أو ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‬
‫اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﺻﻨﻌﻬﺎ وﻓﻖ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﺳﻠﻮب ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ ‪:‬و ﻧﻔﺮق ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻏﲑ ﻣﺼﻨﻌﻴﺔ ‪ :‬و ﻫﻲ ﲡﻤﻊ ﺑﲔ ﻧﻈﺎم اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ و ﻧﻈﺎم اﻹﻧﺘﺎج اﳊﺮﰲ ‪ ،‬و اﻟﺬي‬
‫ﻳﻨﺸﻄﻪ اﳊﺮﰲ ﺑﺼﻔﺔ إﻧﻔﺮادﻳﺔ أو ﺑﺈﺷﺮاك ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺼﻨﻌﻴﺔ ‪ :‬و ﻫﻲ ﲡﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﻜﺒﲑة‪ ،‬وﻫﻲ‬
‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬و أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻠﻊ اﳌﻨﺘﺠﺔ وﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﺑﺈﺗﺴﺎع أﺳﻮاﻗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﺳﻂ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻏﲑ ﻣﺼﻨﻌﻴﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺼﻨﻌﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ أو اﻟﻮرﺷﺎت اﳌﺘﻔﺮﻗﺔ‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ )ﲤﻬﻴﺪﻳﺔ( ﳓﻮ ﻧﻈﺎم اﳌﺼﻨﻊ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﲢﺖ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﳌﻌﺎﳉﺔ اﳉﺎﻧﺒﻴﺔ أو اﳌﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت ‪ :‬وﻫﻲ ‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬ﻣﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ‪ :‬و ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﻴﻊ ‪ :‬ﻣﻨﺘﺠﺎت اﳉﻠﻮد واﻷﺣﺬﻳﺔ‬
‫و اﻟﻨﺴﻴﺞ‪ ،‬ﻣﻨﺘﺠﺎت اﳋﺸﺐ و ﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻪ‪ ،‬اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‪ ،‬و ﲢﻮﻳﻞ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬ﻣﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﲡﻤﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﲣﺘﺺ ﰲ ‪ :‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ‬
‫واﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‪ ،‬اﶈﺎﺟﺮ و اﳌﻨﺎﺟﻢ‪ ،‬ﺻﻨﺎﻋﺔ ﲢﻮﻳﻞ اﳌﻌﺎدن‪ ،‬واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎوﻳﺔ و اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ‪.‬‬
‫ج‪ -3-‬ﻣﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎج ﺳﻠﻊ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ‪ :‬و ﻫﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﻮ ﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ إﱃ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ )‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﻌﺪات و اﻷدوات( ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻨﺎﻋﺔ ذات ﻛﺜﺎﻓﺔ رأس ﻣﺎل أﻛﱪ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ و ﺧﺼﺎﺋﺺ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬ﳍﺬا ﻓﺈن ﳎﺎل ﺗﺪﺧﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻳﻜﻮن ﺿﻴﻘﺎً‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪17 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫د‪ -‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺮف اﳌﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أ ﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﱰاﺑﻂ اﳍﻴﻜﻠﻲ و‬
‫اﳋﻠﻔﻲ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ أﻏﻠﺐ اﳊﺎﻻت ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻛﺒﲑة و ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺼﻐﺮ ﺣﺠﻤﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺬي‬
‫ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎص و اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ إﻣﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬
‫د‪ -1-‬اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﳌﺒﺎﺷﺮ ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻫﺬا ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﱵ ﲡﻤﻊ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﳌﻨﺘﺠﺔ ‪ ،‬وﻳﻜﻮن‬
‫إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ وﺳﻴﻄﺎ ﻹﻧﺘﺎج اﻵﺧﺮ‪ ،‬و ﺗﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎً)م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎت اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة وﻳﻜﻮن‬
‫ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ اﻷﺣﺎدي‪ ،‬أي أن ﺗﺘﻌﺎﻗﺪ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒﲑة واﺣﺪة و ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻜﺎﻣﻞ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وإﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ اﳊﺮ‪ ،‬أي أن ﺗﻜﻮن ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﳊﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒﲑة‪.‬‬
‫د‪ -2-‬اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮ ‪ :‬ﻳﺘﻴﺢ ﻓﺮص أﻣﺎم )م‪.‬ص‪.‬م( ﻟﺘﺘﺨﺼﺺ ﰲ إﻧﺘﺎج ﻣﻌﲔ ﰲ ﺣﺪود‬
‫ﻃﺎﻗﺎ ﺎ اﻹدارﻳﺔ و اﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ ،‬و ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﱵ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ‪ ،‬ﻏﲑ أن )م‪.‬ص‪.‬م( ﲡﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺎم‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﺴﺎم اﻟﺴﻮق اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ أدﱏ و أﺳﻌﺎر ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً‪ ،‬وﻣﻨﺘﺠﺎت أو ﺧﺪﻣﺎت‬
‫ﻛﺜﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺑﻘﺎءﻫﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ وﻟﻮ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة إﱃ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﺧﺮى‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻳﻌﺘﱪ وﺟﻮد ﳏﻴﻂ إﻗﺘﺼﺎدي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﳕﻮ )م‪.‬ص‪.‬م( أﻣﺮاً ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ‪ ،‬ﻟﻨﺠﺎﺣﻬﺎ و ﻗﺪر ﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‬
‫اﻟﺪاﺋﻤﺔ و اﳌﻨﺘﺠﺔ‪ ،‬و ﻫﺬا اﶈﻴﻂ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻟﻮاﺋﺢ و ﺳﻴﺎﺳﺎت‪ ،‬و اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪل ﺑﲔ )م‪.‬ص‪.‬م( و‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬و ﳍﺬا ﳚﺐ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ و اﻹﺟﺮاءات و ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة‪ ،‬و ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻮاﺋﺢ و‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ‬
‫أ‪ -‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ و اﻹﺳﺘﻘﺮار اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ :‬ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺧﻠﻖ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻮاﺟﺪ ﳏﻴﻂ‬
‫إﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺴﺘﻘﺮ‪ ،‬ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﺳﻠﻴﻤﺔ و اﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﻜﻴﺔ و اﻟﻀﺮاﺋﺐ و ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻘﻮد‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﺈﺗﺒﺎع ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ وﻧﻘﺪﻳﺔ وأﻧﻈﻤﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺼﺮف‪ ،‬ﻷن اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻗﺪ‬
‫ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﲑة وﺧﻄﲑة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺻﺤﺎب )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻷن أﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﲤﻠﻚ اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬
‫ﳐﺰون‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺆدي ﺎ إﱃ اﻟﺘﻼﺷﻲ أﻣﺎم اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ‪ :‬ﳜﺘﻠﻒ اﻟﻌﺒﺊ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت أﻋﺒﺎء‬
‫ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳉﺰاﻓﻴﺔ ‪ ،‬وﻋﺪم ﲣﺼﺼﻬﺎ ﺑﺎﳌﻤﻴﺰات اﻟﱵ ﲣﺺ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪،‬‬
‫وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﳒﺪ أن اﳌﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻻ ﳝﻜﻦ أن‬
‫ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﰲ اﳌﺸﺮوع وﻫﺬا ﻳﻌﺘﱪ ﻣﺸﻜﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻋﻜﺲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة اﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﻹﻗﱰاض ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮك و اﳌﺼﺎدر اﻷﺧﺮى ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﺗﻔﺎدﻳﺎ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﻮﻗﺎت اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻪ )م‪.‬ص‪.‬م(‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﳊﻔﺰ ﺧﻠﻖ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﰲ اﳌﻨﺸﺄة اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1995‬ص‪30 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﳌﻬﺘﻤﺔ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ اﻟﻌﺒﺊ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻛﺤﺎﻟﺔ إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ :‬إﲡﻬﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول إﱃ وﺿﻊ ﺣﻮاﺟﺰ ﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬
‫اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ اﶈﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﺬا اﻹﺟﺮاء ﻛﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﰲ رأس اﳌﺎل‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﺧﻼت اﶈﻠﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﻈﺮاً ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة‪ ،‬ﻛﻤﺎ أدت إﱃ اﻹرﺗﻔﺎع‬
‫ﰲ اﻷﺟﻮر و اﻷرﺑﺎح ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﰲ رأس اﳌﺎل ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻼﺋﻢ ﻣﻊ )م‪.‬ص‪.‬م( ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ‬
‫ﰲ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻫﺬﻩ اﳊﻜﻮﻣﺎت ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﻹﺳﺘﲑاد ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاد ‪ ،‬اﻟﺸﻲء اﻟﺬي أﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ‬
‫ﺳﻠﱯ ﻋﻠﻰ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻜﺲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻠﺠﺄ ﻫﺬﻩ اﳊﻜﻮﻣﺎت إﱃ ﻓﺮض ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت‬
‫ﲨﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ واﳌﻮاد اﻟﱵ ﺗﻘﻮم )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﺈﺳﺘﲑادﻫﺎ واﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ذات أﳘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ‬
‫أن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻛﺜﺮ أﳘﻴﺔ وﻟﺴﻬﻮﻟﺔ وﺻﻮﳍﺎ إﱃ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ واﻟﻘﺮارات ﻓﻼ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت‬
‫اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ واﻹﺋﺘﻤﺎن ‪ :‬إن ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺣﺼﻮل )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠﻰ اﻹﺋﺘﻤﺎن اﻟﺮﲰﻲ ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻘﺒﺔ ﻛﺒﲑة أﻣﺎم ﳕﻮﻫﺎ‬
‫وﺗﻄﻮرﻫﺎ ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻌﻘﺒﺔ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﱵ ﺗﺪار ﺎ اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺪ أن ﻫﻨﺎك أﺻﺤﺎب ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻛﺜﲑون‬
‫ﳚﻬﻠﻮن اﻟﻄﺮق اﻟﱵ ﳝﻜﻦ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻹﺋﺘﻤﺎن اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﺟﻞ وﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺬاﰐ‪ ،‬ﳍﺬا‬
‫ﻓﺎﳌﻤﻮل اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﳍﺎ ﻫﻮ اﻹﻗﱰاض ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﻓﲑ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻺﺋﺘﻤﺎن اﳌﺼﺮﰲ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻜﺲ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﱪى‬
‫اﻟﱵ ﳝﻜﻨﻬﺎ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ رأس اﳌﺎل ﻣﻦ ﺳﻮق اﻷوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻋﺎﳉﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻛﺜﲑة ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹﺋﺘﻤﺎن‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة و ﺗﻘﺪﱘ ﺿﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻗﺮاض‪ ،‬و ﺗﻘﻠﻴﻞ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻨﻪ وﲣﻔﻴﻒ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت وﺗﺒﺴﻴﻂ اﻹﺟﺮاءات‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻋﻄﺎء‬
‫ﺿﻤﺎﻧﺎت ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧﺮ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻦ ﺳﺪاد دﻳﻮ ﺎ‪ ،‬واﳌﻼﺣﻆ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﳒﺤﺖ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻏﲑ أ ﺎ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﺪر أﻗﻞ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫م‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻴﺎزة اﻷراﺿﻲ ‪ :‬ﺗﻮاﺟﻪ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ واﳌﺒﺎﱐ‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳊﺼﻮل‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮن إﺟﺮاءات ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻣﻌﻘﺪة وﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﳊﻜﻮﻣﺎت ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﺗﻌﻤﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ أﺿﺮار ﲟﺼﺎﱀ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن‪،‬‬
‫ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ رأس ﻣﺎل ﻟﻺﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻷﺳﻮاق اﶈﻠﻴﺔ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﺸﺎء‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬
‫ن‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻬﻴﺎﻛﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬إن إﻣﺪاد )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﺎﳍﻴﺎﻛﻞ أو اﳌﺮاﻓﻖ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻬﺮﺑﺎء‪ ،‬ﺗﻌﺒﻴﺪ اﻟﻄﺮق و‬
‫اﻹﺗﺼﺎﻻت اﻟﺴﻠﻜﻴﺔ واﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻀﺮورﻳﺎت اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬وأي ﻧﻘﺺ ﰲ ﻫﻴﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳍﻴﺎﻛﻞ‬
‫ﻳﺆدي ﺎ إﱃ زﻳﺎدة ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺑﺪأ اﳌﺸﺮوع وﺗﺸﻐﻴﻠﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧﺮ اﻹﺗﺼﺎﻻت اﳍﺎﺗﻔﻴﺔ‪ ،‬و‬
‫ﺗﻜﺮار ﺗﻮﻗﻒ اﻷﻧﺸﻄﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺑﻜﺜﺮة ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺻﺤﺎب ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻦ ﲡﺎوز ﻫﺬﻩ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻹﺧﺘﻼﻻت ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲢﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺷﺮاء ﻣﻮﻟﺪات ﻛﻬﺮﺑﺎء ﺧﺎﺻﺔ أو اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ أي وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫اﻹﺧﺘﻼﻻت‪ ،‬و ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺮوف ﻋﻠﻰ اﳊﺪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻘﺪرات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬
‫ﻫـ‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﺸﺘﺮﻳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ‪ :‬اﳌﻼﺣﻆ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان أن اﳊﻜﻮﻣﺔ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﳌﺸﱰي اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‬
‫ﻟﻜﻤﻴﺔ ﻛﺒﲑة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت‪ ،‬ﻏﲑ أن ﻫﺬﻩ اﳊﻜﻮﻣﺎت ﲤﻴﻞ إﱃ ﺗﻔﻀﻴﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﻧﻈﺮاً ﻟﻜﺜﺮة اﻟﻮﻓﺮات ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮاء ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺼﺎﱀ اﻟﱵ ﺗﺮاﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻜﺲ )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﱵ‬
‫ﺗﻜﻮن ﻛﻤﻴﺔ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﳏﺪودة ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ‪ ،‬وﳍﺬا ﻓﺈن اﳊﻜﻮﻣﺎت ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫و‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ‪ :‬ﻧﻈﺮاً ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ اﻟﱵ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ و اﻹﺗﺼﺎﻻت‪ ،‬ﻛﺎن ﻻﺑﺪ‬
‫ﻋﻠﻰ )م‪.‬ص‪.‬م( اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻄﻮرات وﻫﺬا ﻳﺸﻤﻞ ﳎﺎل اﻟﺸﺒﻜﺎت‪ ،‬اﻟﱰاﺳﻞ اﻹﻟﻜﱰوﱐ اﻟﺪوﱄ وﻣﻌﺎﻳﲑ اﳉﻮدة‬
‫واﻷﳕﺎط اﳉﺪﻳﺪة و اﻹﺑﺘﻜﺎرات‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮت إﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻄﻮرات ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﻬﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺗﺼﺎل‬
‫اﻟﺴﺮﻳﻊ ﺑﲔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ وﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت و إﺗﺼﺎل أﺻﺤﺎب اﳌﺼﺎﻧﻊ ﺑﺒﺎﺋﻌﻲ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﻬﻠﺖ أﻳﻀﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﲣﺎذ‬
‫اﻟﻘﺮارات وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﳌﺨﺰون واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪.‬‬
‫ي‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ‪ :‬ﺗﻘﻮم ﻛﻞ دوﻟﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ اﳌﻬﲏ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺤﺴﺎب‬
‫اﳋﺎص وﳉﻤﻴﻊ ﻓﺮوع اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ إدارة‪ ،‬اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﳉﻮاﻧﺐ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ‬
‫إﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات‪ ،‬وإﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺒﺎدئ واﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬وﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺐ ﲤﺜﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻠﻘﲔ اﳌﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎت و ﻧﻈﻢ إدارة اﳌﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮص اﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬و ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ وﻓﺮص اﻟﺒﻘﺎء واﻟﻨﻤﻮ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻠﻴﻢ أﺻﺤﺎب اﳌﺸﺎرﻳﻊ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﻔﺎوﺿﺔ واﻹﻗﻨﺎع وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﻬﺎرات اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﻣﻤﻴﺰات اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫إن ﺳﺒﺐ ﳒﺎح )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﻌﻮد أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻜﺜﲑة اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪،‬‬
‫واﻟﱵ أﻛﺴﺒﺘﻬﺎ ﻗﻮة وداﻓﻊ ذاﰐ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺎت إﱃ دﻋﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺴﺎﻋﺪة واﻟﺪﻋﻢ اﳌﻌﻨﻮي‪،‬‬
‫وﺳﻮف ﻧﻌﺮض ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﳋﺼﺎﺋﺺ ‪:‬‬

‫‪ -1-4-1-II‬ﻣﻤﻴﺰات ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮأس اﻟﻤﺎل ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﻣﺤﺪودﻳﺔ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ‪ :‬وﺗﺸﲑ ﻫﺬﻩ اﳋﺎﺻﻴﺔ إﱃ أن )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻟﺼﻐﺎر اﳌﺪﺧﺮﻳﻦ واﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻻ ﳝﻴﻠﻮن إﱃ أﳕﺎط اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر و اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ اﻟﱵ ﲢﺮﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﺷﺮاف اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﺜﻤﺎرا ﻢ ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﲤﺜﻞ ﳎﺎﻻ ﺟﺬاﺑﺎ‬
‫ﻟﻠﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲤﻮﻳﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر و ﻫﺬا ﻹﳔﻔﺎض اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن إﻗﺎﻣﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﲤﺜﻞ ﳕﻂ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر أﻛﺜﺮ إﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﺗﻔﻀﻴﻼت اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻛﺎﳉﺰاﺋﺮ‪.‬‬
‫ب‪-‬ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻌﻤﻞ ‪ :‬ﲤﻴﻞ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ إﱃ إرﺗﻔﺎع ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺎ‪ ،‬إﻣﺎ ﻷ ﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻳﺪوﻳﺔ وﺣﺮﻓﻴﺔ وﺧﺪﻣﺎﺗﻴﺔ‬
‫ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ إﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﻧﻄﺎق أﻋﻤﺎﳍﺎ ﻛﻠﻴﺔً‪ ،‬أو أ ﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﲡﻤﻴﻊ أﺟﺰاء ﻣﻐﺬﻳﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬أو‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أ ﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻟﺪى ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻋﺎدة ﻗﺪرة ﻛﺒﲑة ﻋﻠﻰ إﳚﺎد ﻓﺮص ﺟﺪﻳﺪة‬
‫ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﺒﺎﻳﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ :‬ﻳﺮﺗﺒﻂ إﳔﻔﺎض اﳊﺠﻢ اﳌﻄﻠﻖ ﻟﺮأس اﳌﺎل اﻟﻼزم ﻹﻗﺎﻣﺔ و ﺗﺸﻐﻴﻞ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﻌﻴﻨﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ ،‬واﻟﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬أو ﺷﺮﻛﺎت اﻷﺷﺨﺎص اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺬاﰐ‬
‫ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬وﺗﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﳕﺎط ﰲ إﺳﺘﻘﻄﺎب وإﺑﺮاز اﳌﻬﺎرات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ وﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻫﺬا ﻧﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ اﳋﺎص اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻀﺒﺎط و اﳌﺜﺎﺑﺮة وﻋﻠﻰ روح اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﺤﺴﲔ ﻟﺒﻠﻮغ أﻫﺪاﻓﻪ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺿﻌﻒ ﻣﺸﺎرﻛﺔ رأس اﻟﻤﺎل اﻷﺟﻨﺒﻲ ‪ :‬و ﻳﻌﻮد ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ إﱃ ﺿﻌﻒ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت وإﺗﺼﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻴﺪوي أو اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي‪ ،‬وإﻗﺘﺼﺎر ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬وإرﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺼﻐﺮ ﺣﺠﻢ رأس اﳌﺎل‪ ،‬وأﻫﻢ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪم ﻧﻀﺞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﺪى اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ‬
‫اﻟﺮأس اﳌﺎل اﻷﺟﻨﱯ ﻳﻔﻀﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﻟﺒﻠﺪان ذات ﻧﺴﻴﺞ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻗﻮي ﻣﻦ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬وﻫﺬا ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻃﻦ‬
‫واﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ وﻓﺮات اﻟﺘﺠﻤﻊ ‪ ،‬وﺗﻐﺬﻳﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪ -2-4-1-II‬ﻣﻤﻴﺰات ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط و اﻹﻧﺘﺎج ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إﻧﺨﻔﺎض اﻟﻘﺪرة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ ‪ :‬ﺗﺘﻤﻴﺰ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﺧﺮى ﺑﺈﳔﻔﺎض ﻗﺪر ﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ واﻟﺘﻄﻮر ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻧﻈﺮاً ﻹﳔﻔﺎض اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ زﻳﺎدة‬
‫ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮار‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﻣﺘﻄﻠﺒﺎ ﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ وإزدﻳﺎد ﺳﺮﻋﺔ وﺗﲑة اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﳑﺎ أﻟﻘﻰ‬
‫ﺑﺄﻋﺒﺎء ﻛﺒﲑة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻷﺟﻬﺰة اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إﻧﺨﻔﺎض وﻓﺮات اﻟﺤﺠﻢ و أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ وﻓﺮات اﻟﺘﺠﻤﻊ ‪ :‬ﺗﻨﺨﻔﺾ وﻓﺮات اﳊﺠﻢ ﰲ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﳔﻔﺎض اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ و ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻫﺬا اﻹﳔﻔﺎض ﺿﺮورة‬
‫اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ وﻓﺮات اﻟﺘﺠﻤﻊ " و ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻮﻓﺮات اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻓﺮات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﲡﻤﻊ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻳﻀﻢ‬
‫ﻛﻞ اﳌﻘﻮﻣﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﳌﺮاﻓﻖ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﳋﺪﻣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ و‬
‫اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ و اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ اﳌﻬﲏ"‪.‬‬
‫وﳍﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ داﺋﻤﺎ‪ ،‬إﻗﺎﻣﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﲡﻤﻌﺎت ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﺑﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ‬
‫واﻟﻄﻠﺐ‪ ،‬وﺣﻴﺚ ﻳﺘﺎح ﳍﺎ ﻓﺮص ﺗﻐﺬﻳﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﱪى واﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻣﺰدﻫﺮة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ‪ :‬إن اﻷﻓﺮاد و)م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻢ اﳌﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻸﻓﻜﺎر اﳉﺪﻳﺪة واﻹﺧﱰاﻋﺎت " ﻓﻤﻦ ﺑﺮاءات اﻹﺧﱰاع اﻟﱵ‬
‫أﺻﺪرﻫﺎ ﻣﻜﺘﺐ ﺑﺮاءة اﻹﺧﱰاﻋﺎت ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺧﻼل ﲬﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻮد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺚ إﱃ‬
‫اﻷﻓﺮاد‪ ،‬وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﻊ إﱃ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " )‪. (1‬‬
‫إن )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﱵ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ أﺻﺤﺎ ﺎ‪ ،‬ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة‪ ،‬ﻷن اﻷﺷﺨﺎص‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ إﺑﺘﻜﺎر أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬﻢ‪ ،‬ﳚﻴﺪون ﰲ ذﻟﻚ ﺣﺎﻓﺰاً ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬

‫)‪ - (1‬ﻛﻠﻴﻔﻮرد م‪.‬ﺑﻮﻣﺒﺎك‪ ،‬أﺳﺲ إدارة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻐﲑة‪ ،‬ﲢﺮﻳﺮ و ﺗﺪﻗﻴﻖ راﺋﺪ اﻟﺴﻤﺮة‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻜﺘﺐ اﻷردﱐ‪ ،‬اﻷردن ‪ ،1989‬ص‪14 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﺧﻼف اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة واﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ وﻗﺘﺎ و أﻣﻮاﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﻻ‬
‫ﺘﻢ ﺑﺴﻮق ﺟﺪﻳﺪة إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺘﻤﻜﻦ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ‪ ،‬وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن إﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ودﻋﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺼﺎدرات ‪ :‬ﺗﺴﺎﻫﻢ )م‪.‬ص‪.‬م( إﺳﻬﺎﻣﺎً ﻛﺒﲑاً ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺼﺎدرات‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ أن ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺗﺴﺎوي‬
‫ﺣﺠﻢ ﺻﺎدرات ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﺣﻮاﱄ ‪ %30‬ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﺈن ﺣﺼﺔ‬
‫اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺼﺎدرات ﺗﱰاوح ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ %40‬إﱃ ‪ %50‬ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات‪ ،‬أﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻘﻮم )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﺎت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ذوي اﻟﺪﺧﻞ اﳌﻨﺨﻔﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ وﻣﻨﺨﻔﻀﺔ‬
‫اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﳒﺪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﲤﻴﻞ إﱃ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﺼﻔﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻠﺒﻴﺔ رﻏﺒﺎت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ذوي اﻟﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﻌﺎﱄ ﻧﺴﺒﻴﺎً‪ ،‬و ﺬا ﻓﺈن )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أوﺟﻪ ﻋﺪم اﳌﺴﺎواة ﻟﺘﻮﻓﲑ وﺗﻠﺒﻴﺔ اﳊﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺬوي‬
‫اﻟﺪﺧﻞ اﳌﻨﺨﻔﺾ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ اﳋﻴﺎر أﻣﺎم اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﺑﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﺪة أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ‬
‫واﳋﺪﻣﺎت‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺨﺎﻣﺲ ‪ :‬دور اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد‬
‫‪ -1-5-1-II‬أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪:‬‬
‫أﺧﺬ اﻹﻫﺘﻤﺎم ﺑـ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﻈﻬﺮ و ﻳﱪز إﺑﺘﺪاءاً ﻣﻦ اﳋﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن‪ ،‬وﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻮ اﻹﻫﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ و رﺟﺎل اﻹﻗﺘﺼﺎد ﺳﻮاء ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ أو‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ اﳍﻴﺌﺎت واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﻧﺸﺄت ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )‪.(1‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﺰاﻣﻦ اﻹﻫﺘﻤﺎم ﺑـ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺼﻨﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻪ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﻌﺪ‬
‫اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪة ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻧﺬﻛﺮ أﳘﻬﺎ ﰲ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻨﺎء أوروﺑﺎ ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬و ﺗﺒﲎ أﺳﺮع وأﺣﺴﻦ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﱪز اﻟﻨﻘﺎش ﰲ‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﺣﻮل ﲡﻨﻴﺪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎﻗﺎت واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﻟﺘﻄﻮر ﻏﲑ ﻣﺘﺴﺎوي ﻟﻠﺒﻠﺪان اﳌﺼﻨﻌﺔ‪ ،‬و ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﺮوز ﺗﺒﺎﻳﻦ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺮوز‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﻴﺎﺑﺎن وأﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ )ﺳﺎﺑﻘﺎ(‪ ،‬وﺗﻘﻬﻘﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ إﳒﻠﱰا و ﻓﺮﻧﺴﺎ و اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺗﻠﻌﺐ دوراً ﻛﺒﲑاً ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﺘﻤﺎد أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺴﻴﲑ ﺣﺪﻳﺜﺔ و ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺘﻄﻮرة‬
‫)‪. (2‬‬
‫أ‪ -3-‬ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ أدت إﱃ ﺗﻄﻮر اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬و ﻇﻬﻮر ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻌﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫دوراً ﻛﺒﲑاً ‪ ،‬ﲟﺴﺎﳘﺘﻬﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﳌﻜﻮﻧﺎت و أﺟﺰاء ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت )‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪27 :‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- O.C.D.E, L’innovation dans les PME, paris 1982, p : 15-16‬‬
‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪28 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أ‪ -4-‬ﺑﺮوز ﺣﺮﻛﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ) ﻣﺸﺎ ﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﱵ ﻇﻬﺮت ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ واﻟﻴﺎﺑﺎن( ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺑﻠﺪان ﻣﻦ‬
‫ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﻴﺎ‪ ،‬و ﺑﻌﺾ دول أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺪول اﳌﺼﻨﻌﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎ‪ ،‬واﻟﱵ ﺣﻘﻘﺖ ﻗﻔﺰة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﱵ إﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﻛﺎن ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ )‪. (2‬‬
‫أ‪ -5-‬ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﺎت اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺼﻨﻌﺔ و اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ إﺑﺘﺪاءاً ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ) ﺧﺎﺻﺔ أزﻣﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ‬
‫و اﳌﻮارد اﻷوﻟﻴﺔ ‪ ،( 1976-1974‬و ﺧﻼﳍﺎ أﻇﻬﺮت )م‪.‬ص‪.‬م( ﺻﻤﻮداً ﻗﻮﻳﺎً أﻣﺎم اﻟﺮﻛﻮد اﻟﺬي ﻣﺲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﺳﺎﳘﺖ ﺑﻔﻀﻞ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎ ﺎ ﰲ إﻧﻌﺎش اﻹﻗﺘﺼﺎد وإﻋﺎدة ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻹﻧﺸﺎء ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ‪ :‬ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺴﺘﻌﻤﺮة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﳍﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ أو ﻗﺼﲑة ﻣﻦ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﻤﺎر‪ ،‬وﺧﺮوﺟﻬﺎ ﺑﺈﻗﺘﺼﺎد ﻣﺘﺨﻠﻒ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻓﺘﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﳎﺎﻻت ﻟﻠﻨﻘﺎش اﻟﻮاﺳﻊ ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﻄﻮر‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻓﺈﺧﺘﻠﻔﺖ اﻹﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ‪ ،‬ﺑﺘﻘﺪﱘ ﳕﺎذج ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ إﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﰲ اﻹﺧﺘﻴﺎر‬
‫ﺑﲔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﲤﺜﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﺒﲑة واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﲑة‪ ،‬ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﳌﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‬
‫و ﻋﺎﻣﻞ اﻷوﻟﻮﻳﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺸﲑ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة أن ﻫﻨﺎك ﳕﻄﲔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ‪:‬‬
‫ﳕﻂ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺮأس ﻣﺎﱄ و ﳕﻂ اﻟﻨﻤﻮ اﻹﺷﱰاﻛﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -1-‬ﳕﻂ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺮأس ﻣﺎﱄ ‪ :‬وﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺬي ﺳﺎد ﰲ أوروﺑﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ‬
‫ﲢﺖ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻮق‪ ،‬وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ اﻟﺰﻣﲏ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت‪ ،‬ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ‪ ،‬ﰒ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ‪ .‬وﻗﺪ إﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص‬
‫ﺑﻠﺪان ﺷﺮق آﺳﻴﺎ واﳍﻨﺪ وﺗﺮﻛﻴﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬ﳕﻂ اﻟﻨﻤﻮ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ‪ :‬وﻫﻮ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺬي ﺳﺎد ﰲ اﻹﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﰐ‪ ،‬و دول أوروﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‪،‬‬
‫وﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻛﺎﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻮﺑﺎ‪ ،‬ﻣﺼﺮ وﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬وﻓﻴﻪ ﺗﻘﻮم اﻟﺪول ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﻮارد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ .‬و ﻳﺄﺧﺬ‬
‫ﳕﻂ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬إﻋﻄﺎء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ رأس اﳌﺎل واﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﻌﻘﺪة‪ ،‬اﻟﱵ ﲢﻘﻘﺖ ﰲ‬
‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺮﻛﺒﺎت واﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﻜﺒﲑة‪.‬‬
‫‪ -2-5-1-II‬أﺳﺲ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد ﺑﻘﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺲ و اﻷراء ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد ﺬا اﻟﻘﻄﺎع ‪ ،‬ﻧﻠﺨﺼﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ )‪: (3‬‬
‫أ ‪ -‬رأي اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ و ﺗﺒﺬﻳﺮ اﻟﻤﻮارد ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺮأي إﱃ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻹﻧﺘﺎج ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﳌﻌﺮوف‬
‫أن اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﺠﺰاً ﻛﺒﲑاً ﰲ اﳌﻮارد اﻷوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮة‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎم إرﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ رأس‬
‫اﳌﺎل ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺪﻗﺔ ﰲ إﺧﺘﻴﺎر اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات و ﲡﻨﺐ اﻟﺘﺒﺬﻳﺮ‪ ،‬وﺣﺴﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎون و اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )‪ ، (O.C.D.E‬ﻓﺈن اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻘﻠﺺ اﻷﺧﻄﺎء اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺟﺪاً ‪ ،‬واﻟﱵ‬
‫ﻫﻲ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺳﻮء إﺧﺘﻴﺎر اﳌﻮاد اﻟﱵ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ‪ ،‬واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﻄﺒﻘﺔ وﻓﱰة وﻣﻜﺎن اﻹﻧﺘﺎج )‪. (1‬‬

‫)‪ - (2‬ﻣﺎﺟﺪ ﺑﺪر‪ ،‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﻨﺎﻓﺬ إﻣﺘﺼﺎص اﻟﻔﺎﺋﺾ ﰲ ﻋﺮض اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،161‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪ ، 1986‬ص‪16 :‬‬
‫)‪ - (3‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪31 :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪-A.Sellami , la petite et moyenne Industrie et développement économique, Alger ENAL 1985, P :119‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ب ‪ -‬رأي ﺗﺮﻗﻴﺔ روح اﻟﻤﺒﺎدرة واﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ :‬ﺗﺆﻛﺪ ﺟﻞ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن )م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻲ ﻣﻨﺒﻊ وأﺳﺎس اﳌﺒﺎدرة‪ ،‬ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ﺷﻬﺪت ﳐﺘﻠﻒ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﺑﺮوز ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﳌﻨﻈﻤﲔ ‪ ،‬ﺗﺘﻤﻴﺰ‬
‫ﺑﻜﻮ ﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ إﻧﺸﺎء ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﳌﻘﺎوﻟﲔ اﻟﺼﻐﺎر اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ ‪ ،‬اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻲ‪ ،‬اﻟﺬي ﳛﺮك اﳊﻴﺎة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺼﻨﻌﺔ ﰲ أوروﺑﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪.‬‬
‫ج‪ -‬رأي ﺗﻨﻮﻳﻊ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻣﻦ ﺑﲔ اﳊﺠﺞ اﻟﱵ ﺗﺴﺎق دﻋﻤﺎً ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﻫﻲ ﻣﺮوﻧﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬
‫وﻗﺪرة ﺗﻜﻴﻔﻪ ﻣﻊ ﺗﻐﲑات اﻟﺴﻮق‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻌﺐ )م‪.‬ص‪.‬م( دوراً ﻛﺒﲑاً و ﻫﺎﻣﺎً ﰲ ﺗﻨﻮﻳﻊ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وﺗﻮزﻳﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻔﺮوع‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺘﻘﻠﺺ و ﺗﻔﻜﻚ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻧﺘﺎج‬
‫ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت واﳌﻨﺘﺠﺎت وﺗﻠﺒﻴﺔ اﳊﺎﺟﺎت اﳉﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻟﺘﺜﻤﻴﻦ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪ :‬ﺗﺮﺗﺒﻂ أﳘﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﺎﻟﺪور اﻟﱵ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺳﺘﺨﺪام‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﱪ ﳐﺰن ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﺔ‪ ،‬واﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﳊﺪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺪاﻓﻌﲔ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻳﻌﺘﱪون أن‬
‫اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و ﻳﻌﺘﻤﺪ أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫اﻟﱵ ﺗﺒﲔ أن ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺒﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ أداة أﺳﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻹﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻌﺮض اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﺮ اﻟﻨﺴﱯ ﻟﻠﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺴﺎب رأس اﳌﺎل‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻷرﺟﺢ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﻜﻮ ﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ أﻗﻞ إﻣﺘﺼﺎﺻﺎ ﻟﺮأس اﳌﺎل و أﻛﺜﺮ إﻣﺘﺼﺎص‬
‫ﻟﻠﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ )‪.(2‬‬
‫و‪ -‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ‪ :‬و ﻳﺴﺘﻨﺪ اﳌﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻋﻠﻰ واﻗﻊ‬
‫اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﻌﺮف ﻋﺮاﻗﻴﻞ و ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺜﲑة ﰲ إﳔﻔﺎض اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬إﳔﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬وإرﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ‬
‫اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪ ،‬و ﺗﺰداد ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﱰدﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻈﺮ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( أ ﺎ اﻷﺳﻠﻮب اﳌﻔﻴﺪ ﻟﺘﻐﲑﻫﺎ‪ ،‬ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ وﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﻜﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﳏﻴﻂ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎﻃﻖ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أ ﺎ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ إﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻛﺒﲑة‪ ،‬ﻛﻤﺎ أ ﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻠﺰم ﺗﻜﻮﻳﻨﺎً ﻋﺎﻟﻴﺎً ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ‬
‫أو ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ .‬إن ﻫﺬﻩ اﳊﺠﺔ أدت ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ إﱃ إﻧﺘﻬﺎج ﻧﻔﺲ اﻷﺳﻠﻮب ﰲ ﳏﺎوﻟﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻬﻮض ﲟﻨﺎﻃﻘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﺼﻨﻴﻊ اﶈﻠﻲ و وﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬

‫)‪ - (2‬إﲰﺎﻋﻴﻞ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪ ،‬أﺳﺲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ و ﺗﻘﻴﻴﻢ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬﺪ اﻹﳕﺎء اﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ص‪191 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻤﺴﻠﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ‬

‫ﺑﻌﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼل وﺟﺪت اﳉﺰاﺋﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ وﺿﻌﻴﺔ ﺣﺮﺟﺔ ﲤﺜﻠﺖ ﰲ ﺿﺮورة اﳋﺮوج ﺑﺎﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮد اﻟﺬي ﺗﺮﻛﺘﻪ‬
‫ﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﳍﺎ أن ﲢﺪد اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺘﻨﻤﻮي اﳌﻼﺋﻢ ووﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺒﻼد ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﺈن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﺐء اﻷﻛﱪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻓﲑ اﳉﻮ اﳌﻼﺋﻢ ﳍﺬﻩ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫وﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﻬﺞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﳌﺘﺒﲏ آﻧﺬاك ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ إﱃ أﻫﻢ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﱵ‬
‫ﻣﺮت ﺎ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻟﺬاﺗﻲ‬

‫‪ -1-1-2-II‬ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺴﻴﺮة ذاﺗﻴﺎ ‪:‬‬
‫ﳌﺎ إﺳﱰﺟﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﳉﺰاﺋﺮي ﺣﺮﻳﺘﻪ‪ ،‬ﺑﺪأت ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﰲ اﳊﻴﺎة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و‬
‫اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳌﺘﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬و اﳌﻮروﺛﺔ ﻋﻦ اﻹﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪ ،‬ﺪف ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ وﺗﻜﻮﻳﻦ دوﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﻣﺘﻄﻮرة ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﻴﺎدﻳﻦ‬
‫اﳊﻴﺎة‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ إﺗﻔﺎق إﻳﻔﻴﺎن )‪ ( EVIAN‬ﰲ ‪ ،1963/03/19‬أﺻﺪرت اﻟﺴﻠﻄﺎت آﻧﺬاك ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻳﻌﺮف ﺑﺈﺳﻢ‪-‬‬
‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪ ،-‬أوﺿﺢ ﻓﻴﻪ أن ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻮرة اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﳚﺐ أن ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدئ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ‪ ،‬وﺟﻌﻞ وﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻹﻧﺘﺎج ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻠﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻋﻄﻰ ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ أﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑة ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﱂ ﻳﺸﺮ ﺑﺼﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒﺎرة إﱃ أﺳﻠﻮب‬
‫اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ إﻻ ﺑﻌﺪ ﳎﻲء ﻣﻴﺜﺎق اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1964‬ﻟﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺎدئ ﻃﺎﺑﻌﺎً إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎً‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺘﺴﻴﲑ‬
‫اﻟﺬاﰐ ﻫﻮ اﻹﲡﺎﻩ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﳓﻮ اﻟﺘﺤﻮل إﱃ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺬي ﻋﺮف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﲡﺮﺑﺔ إﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻹﻧﺘﺎج‪،‬‬
‫و إﻗﺘﺴﺎم اﻟﻨﺎﺗﺞ ﺑﲔ أﻓﺮاد اﳉﻤﺎﻋﺔ " )‪. (1‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻗﺎﻣﻮس اﳌﻮﺳﻮﻋﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻫﻮ" إدارة ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻘﻮم ﺎ ﳉﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل‬
‫ﰲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ "‪.‬‬
‫إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻃﺒﻘﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻐﺎدرة ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﲔ اﻷوروﺑﻴﲔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﺗﺎرﻛﲔ‬
‫ﻣﺰارﻋﻬﻢ‪ ،‬ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﻢ‪ ،‬و ﻣﺘﺎﺟﺮﻫﻢ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﻮا ﳛﺘﻠﻮ ﺎ‪ ،‬ﺪف إﺣﺪاث ﻓﺮاغ ﻛﺒﲑ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻬﺰ اﻟﺒﻨﺎء اﻹﻗﺘﺼﺎدي و‬
‫اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻼد‪ ،‬وﲤﺜﻠﺖ اﻷزﻣﺔ اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺣﻴﻞ ﰲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺷﻐﻮر ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﳋﺪﻣﺎت ﻳﺔ دون أن ﻳﱰك أﺻﺤﺎ ﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﱃ أﻣﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺟﻮد ﺟﻬﺎز ﻳﻜﺎد ﳜﻠﻮ ﻣﻦ اﻹﻃﺎرات واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إدارة اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻧﻈﺮا ﳊﺪاﺛﺔ اﻹﺳﺘﻘﻼل‪.‬‬
‫وﻛﺮد ﻓﻌﻞ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻼد‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻌﻤﺎل ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺈدارة ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬ﰒ أﺻﺪرت اﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻧﺼﻮﺻﺎً ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻹﻇﻔﺎء اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﺮﻋﻲ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- Bouyacoub.Ahmed, La gestion de l’entreprise industrielle publique en Algérie, Tome I, O.P.U, Alger 1987, p : 30‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﱂ ﺗﻜﻦ وﻟﻴﺪة ﺗﻔﻜﲑ ﻋﻤﻴﻖ وإﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮوف إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﺿﺖ اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺬا اﻟﻨﻤﻂ‪ ،‬وﻣﻦ أﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،‬ﻫﻮ ﺗﺴﻴﲑ اﻷﻣﻼك اﻟﺸﺎﻏﺮة وإﻗﺎﻣﺔ ﻫﺮم ﻣﺘﲔ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎءة‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺎرس‬
‫ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ أدى ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء ﺷﺮﻛﺎت وﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺻﻴﺎﻧﺔ وإﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﻼك اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أداة اﻹﻧﺘﺎج‪ .‬إن ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﺛﻼث دﻻﻻت رﺋﻴﺴﻴﺔ ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬اﻹﺳﺘﻘﻼل اﻹداري ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﻳﺴﲑﻫﺎ اﻟﻌﻤﺎل ﰲ إﻃﺎر اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﱵ ﲢﺪدﻫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎً ‪ :‬اﻹﺳﺘﻘﻼل اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر أﻫﺪاف اﳋﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬ﺣﺼﻮل اﻟﻌﻤﺎل ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﺪ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺧﺼﻢ اﳊﺼﺔ اﳌﻘﺮرة ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﳌﺎ ﻃﺒﻘﺖ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﻟﺘﺴﻴﲑ ﻧﻈﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ و واﺿﺤﺔ اﳌﻌﺎﱂ‪ ،‬ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺸﺎﻛﻞ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وإﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وإدارﻳﺔ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﻘﻼل‪.‬‬

‫‪ -2-1-2-II‬اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ذاﺗﻴﺎ ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬ﻓﺮاغ وﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎج ‪ :‬إن ذﻫﺎب أﺻﺤﺎب اﳌﺼﺎﻧﻊ ﻏﺪاة اﻹﺳﺘﻘﻼل‪ ،‬ﻗﺪ ﳒﻢ ﻋﻨﻪ ﻓﺮاغ ﰲ وﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎج‪،‬‬
‫ﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ اﻟﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﻔﻮي ﻟﺘﺴﻴﲑ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪات ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺎ‪ ،‬و ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﱃ أن اﻟﻀﻤﲑ‬
‫اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻗﺪ ﻟﻌﺐ دوراً ﻛﺒﲑاً ﰲ ﻓﺮض أﻧﻔﺴﻬﻢ‪ ،‬وﻫﺬا ﺿﻤﻦ ﻧﻈﺎم اﳊﻜﻢ اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﺒﻼد‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺧﲑات‬
‫اﻟﻮﻃﻦ ﺿﺪ أي إﻏﺘﺼﺎب‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻹدارة ﻟﻤﻨﻊ اﻟﺒﺮﺟﻮازﻳﺔ ﻓﻲ إﺣﺘﻜﺎر ﺧﻴﺮات اﻟﺒﻼد ‪ :‬ﺑﺪأ اﻟﱪﺟﻮازﻳﻮن ﰲ ﺷﺮاء اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟﻌﻤﺎرات‬
‫ﺑﺄﲦﺎن ﲞﺴﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻤﺎل ﻳﺘﺨﻮﻓﻮن ﻣﻦ وﺻﻮل اﻟﱪﺟﻮازﻳﻮن إﱃ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺜﺮوات ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب‬
‫ﺧﲑات اﻟﺸﻌﺐ ﰲ وﻗﺖ ﻗﺼﲑ وﺑﺪون أي ﺗﻌﺐ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻈﻬﺮ ﻃﺒﻘﺔ ﲢﻞ ﳏﻞ اﳌﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ وﺗﻮاﺻﻞ ﺳﻴﻄﺮ ﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺘﺼﺎد‬
‫اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﺿﻌﻒ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﺿﻤﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻘﻮى اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﳌﺎ ﻇﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة‪ ،‬إﱃ أن ﺑﺈﺗﺒﺎع اﻟﺴﻠﻄﺔ ﳍﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ وﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺔ اﻷوﱃ ﻟﺒﻨﺎء اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ )‪، (2‬‬
‫ﺣﻴﺚ وﺻﻞ ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1964‬إﱃ ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ 345‬و ‪ 413‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﻘﻄﺎع‬
‫اﳌﺴﲑ ذاﺗﻴﺎ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺼﻐﺮ ﺣﺠﻤﻬﺎ‪ ،‬أي أن ‪ %5‬ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻇﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫‪ 100‬ﻋﺎﻣﻞ )‪. (3‬‬

‫)‪ - (1‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﻮر اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،1998‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ص‪21 - 20 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﻋﻠﻲ زﻏﺪود ‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1987‬ص‪96 :‬‬
‫)‪ - (3‬ﻋﻼوى ﻟﻌﻼوى و ﺳﻌﻴﺪ أوﻛﻴﻞ وآﺧﺮون‪ ،‬إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺗﺴﻴﲑ و إﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات ﰲ إﻃﺎر اﳌﻨﻈﻮر اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1994‬ص‪32 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -3-1-2-II‬اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻟﺖ دون ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻟﺬاﺗﻲ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﲤﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬ﻤﻴﺶ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ وإﺣﺘﻔﺎﻇﻬﺎ ﺑﻄﺎﺑﻊ إﺳﺘﺸﺎري‪ ،‬ﻣﻨﺎﻗﺾ ﲤﺎﻣﺎً ﳌﺒﺎدئ اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪ ،‬أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻃﺒﻖ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﳊﺠﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫أن ‪ %36‬ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻋﻤﺎل ‪ %85 ،‬ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 50‬ﻋﺎﻣﻼ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺒﲔ أن ﺗﻄﺒﻴﻖ‬
‫اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻛﺎن ﰲ إﻃﺎر ﻧﺴﻴﺞ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺿﻌﻴﻒ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺿﻌﻒ وﻧﻘﺺ ﻛﺒﲑ ﰲ اﻹﻃﺎرات واﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﺎﻫﺮة‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﻤﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﺼﻬﻢ اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﳉﻤﺎﻋﻲ و اﻟﺘﻌﺎون اﳌﻨﻈﻢ واﻟﺪاﺋﻢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﺑﲔ اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻣﺎرﺳﻮا اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﳌﺴﲑة ذاﺗﻴﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ واﻟﻘﺮارات اﺠﻤﻟﺤﻔﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺮض ﳍﺎ اﻟﻌﻤﺎل‪،‬‬
‫ﻛﺴﻮء ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺪاﺧﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺳﻮء إﺧﺘﻴﺎر اﳌﺴﲑﻳﻦ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺮار وﺳﻮء ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗﺪاﺧﻞ وﻇﺎﺋﻒ اﳍﻴﺌﺎت‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳍﻴﺌﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻣﺜﻞ ) اﳉﻤﻌﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﻟﻌﻤﺎل‪ ،‬ﳉﻨﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ و اﳌﺪﻳﺮ( ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻏﲑ واﺿﺤﺔ اﳌﻌﺎﱂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻫﻴﺌﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ‬
‫ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ )ﺑﺪاﻳﺔ اﻹﺳﺘﻘﻼل( ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺮﺿﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻌﺘﱪ‬
‫ﲡﺮﺑﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﻹﻧﺘﺎج اﳉﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻌﺎوﱐ‪.‬‬

‫د‪ -‬ﻧﻘﺺ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺎﱄ ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﲤﺴﻚ ﺎ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬وﻫﺬا‬
‫ﻣﺎ وﺻﻞ ﺎ إﱃ ﺗﺒﺬﻳﺮ أﻣﻮال اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻮل ﺎ‪.‬‬
‫م‪ -‬ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻵﻻت اﻟﻀﺮورﻳﺔ واﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺼﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮاً‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮورﻩ‬
‫ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت إدارﻳﺔ ﻣﻌﻘﺪة‪.‬‬
‫ن‪ -‬ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪ ،‬إذ ﻧﺸﺄة ﻫﺬﻩ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪم وﺻﻮل اﻹﻧﺘﺎج إﱃ اﻟﺴﻮق ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ وإﳘﺎل‬
‫اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎً ﰲ إﺗﻼف ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﲑة ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﳌﺰرﻋﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻫـ‪ -‬اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬واﻹﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄ ﺎ ﳚﺐ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻜﻞ ﺷﻲء وﺗﺘﺤﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫و‪ -‬ﺗﺪﺧﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل‪ ،‬أن ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ اﻟﺬي ﻃﺒﻘﺘﻪ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻹﺳﺘﻘﻼل‪ ،‬ﻗﺪ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺟﺎءت ﻗﺮارات اﻟﺘﺄﻣﻴﻢ‪ ،‬أي ﺗﺄﻣﻴﻢ اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‬
‫واﻟﺒﻨﻮك وﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣﲔ واﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ إﻧﺘﺸﺎر ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ‪ ،‬وﲢﻮﻟﺖ ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬﻩ‬
‫اﻟﻘﺮارات اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺴﲑة ذاﺗﻴﺎً‪ ،‬إﱃ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﺎﻣﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ واﻟﺘﺠﺎري ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪49 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ‪ 1965‬إﲣﺬت اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺪة إﺟﺮاءات ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم و إﺳﺘﻐﻼﻟﻪ أﺣﺴﻦ إﺳﺘﻐﻼل‪،‬‬
‫و ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﰒ إﻧﺸﺎء ﺷﺮﻛﺎت وﻃﻨﻴﺔ ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ذات اﳌﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻹﻋﺘﺒﺎر‬
‫ﻣﺒﺪأ اﳌﺮدودﻳﺔ و اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﺪرﳚﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﰲ إﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات‪ ،‬وﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻷﻫﺪاف اﳌﺨﻮﻟﺔ ﳍﺎ‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ اﳍﺪف اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬
‫و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﲤﻮﻳﻦ اﻟﺴﻮق اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﻮاد اﻟﻀﺮورﻳﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﲢﻘﻴﻖ اﳍﺪف اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻫﻮ اﻟﺮﻣﻲ إﱃ ﺗﻮﺣﻴﺪ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻘﺮارات‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺮاﺟﻊ ﳕﻂ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻻ ﳝﺜﻞ ﻟﺴﻮى ‪ ،% 6,5‬وأﻣﺎ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﺘﻤﺜﻞ ‪ % 49,6‬و‬
‫‪ % 41,2‬ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﳋﺎﺻﺔ )‪ ، (1‬اﳌﻮروﺛﺔ ﻋﻦ اﻹﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪.‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻛﺎن اﳍﺪف ﻣﻨﻬﺎ ﲢﻀﲑ أدوات ﲤﻮﻳﻞ ﳕﻮذج اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪ‪ ،‬واﻟﺬي ﻋﺮف ﺑﻨﻤﻮذج ‪ -‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫اﳌﺼﻨﻌﺔ ‪ ،-‬وﻣﻨﻪ وﺿﻌﺖ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎت وأدوات اﻟﺘﺴﻴﲑ اﳌﺮﻛﺰي ﺑﺈﺗﺒﺎع ﳕﻂ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﰐ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﲢﺪﻳﺪ وﻇﺎﺋﻒ وأﻫﺪاف اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺧﻼل ‪ ،1971-1965‬ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﻬﺎز اﳌﺮﻛﺰي‬
‫واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺮﺳﻮﻣﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﺎ ﻓﺘﺄت أن أﻇﻬﺮت ﻋﺪم إﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﳊﺼﺮ‬
‫اﻷﻫﺪاف اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﺳﺘﻤﺮار ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻷ ﺎ ﻇﻬﺮت أﻫﺪاف أﺧﺮى ﺗﻀﺎف إﱃ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬أدت إﱃ ﺗﺪاﺧﻞ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺸﺮﻛﺔ‬
‫وﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ‪ ،‬وﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎرض ﻛﺎن ﻣﱪراً ﲟﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪-‬ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹﻓﺘﻘﺎر إﱃ اﳉﻬﺎز اﻹداري اﻟﺬي ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻔﺎءة واﳋﱪة واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻟﻌﺪم‬
‫وﺟﻮد إﻃﺎرات ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ أو ﻟﻨﻘﺺ ﺧﱪ ﺎ‪ ،‬وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺿﻌﻒ روح اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮة اﻹﺗﻜﺎل‪.‬‬
‫‪-‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت آﻧﺬاك ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ أﻛﺜﺮ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺷﺮوط‬
‫اﻹﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﱂ ﺗﻜﻦ ﲢﺪد اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ وﻓﻖ ﻣﻨﻄﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺮض‬
‫واﻟﻄﻠﺐ‪ ،‬و إﳕﺎ وﻓﻖ ﻣﻨﻄﻖ اﳋﻄﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻌﻜﺴﺖ آﺛﺎر ﻫﺬﻩ‬
‫اﻹﺧﺘﻼﻻت ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ودور اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ورﻏﻢ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺿﺢ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت أﻧﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،1971‬ﺳﺎﳘﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺈﻧﺘﺎج ﺣﻮاﱄ ‪ %85‬ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬و ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻇﻒ ﺣﻮاﱄ ‪ %80‬ﻣﻦ‬
‫إﲨﺎﱄ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ )‪ . (2‬إﻧﻪ ﲟﻼﺣﻈﺔ ﳎﺮﻳﺎت اﻷﺣﺪاث آﻧﺬاك‪ ،‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل أن ﺳﻨﺔ ‪ 1965‬ﻛﺎﻧﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻧﻘﻄﺔ‬
‫اﻹﻧﻄﻼق اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫﺪاف اﳌﺘﻮﺧﺎة ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺿﻤﻦ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺪف ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ إﱃ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﻐﻼل اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺰﺧﺮ ﺎ اﻟﺒﻼد‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﻄﻊ داﺑﺮ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺚ ﻗﻄﺎع ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻗﻮي‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﻫﺬﻩ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻻ ﺗﺸﻤﻞ ‪Ansoff 1971 SONATRACH‬‬

‫)‪ - (2‬ﻋﻼوى ﻟﻌﻼوى و ﺳﻌﻴﺪ أوﻛﻴﻞ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪35 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -‬ﺑﻌﺚ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﺰراﻋﻲ‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﻛﺮﺳﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﱰة ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﺗﻮﻓﲑ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻟﻘﻴﺎم ﻫﺬﻩ‬
‫اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﳏﻚ اﻟﻮاﻗﻊ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻢ ﻟﻺﺣﺘﻜﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬وﰲ ﺷﱴ‬
‫اﳌﻴﺎدﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺚ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻃﻨﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻹﺣﺘﻜﺎرات ‪ ،‬ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎء ﻟﺘﻮاﻛﺐ ﳐﻄﻄﺎت‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﻩ " اﳌﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﳌﺴﺘﻬﺪف آﻧﺬاك "‪.‬‬
‫و إﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﻜﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺷﻜﻠﺖ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻤﺮﺟﻊ ﻣﻬﻢ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﲡﺎرب اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﲏ ﳕﻮذج‬
‫ﻣﻨﻔﺮد ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‬

‫ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 1971‬ﰎ ﺿﺒﻂ ﳕﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﳝﻜﻦ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻜﺬا ﺗﻮﺟﺖ ﻫﺬﻩ‬
‫اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺘﻘﻨﲔ أداء اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻮﻟﻮد اﳉﺪﻳﺪ اﻟﺬي إﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﰎ اﻹﻫﺘﻤﺎم ﺬا اﳌﻮﻟﻮد اﻟﺬي أﺻﺒﺢ واﻗﻌﺎً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﻹﻋﻄﺎﺋﻪ اﻟﺪور اﳌﻨﻮط ﺑﻪ ﺿﻤﻦ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﺪور ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي ﳛﻜﻢ وﻳﺆﻃﺮ ﻫﺬﻩ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫﺬا اﻹﺻﻄﻼح اﳉﺪﻳﺪ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻠﻤﺎت ‪ :‬اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬اﻹﺷﱰاﻛﻲ و اﳌﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫وﻧﻌﲏ ﺑﺘﻌﺒﲑ" اﻟﺘﺴﻴﲑ"‪ ،‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎل ﰲ ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ دورﻫﻢ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻌﻤﺎل‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻨﺘﺠﲔ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﲰﺎﱄ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻢ ﻣﻨﺘﺠﻮن وﻣﺴﲑون ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﰲ اﻟﻈﻞ‬
‫اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت )‪. (1‬‬
‫أﻣﺎ ﻟﻔﻆ " اﻹﺷﱰاﻛﻲ"‪ ،‬ﻓﻠﻪ ﻣﻔﻬﻮم إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ إداري‪ ،‬ﻏﲑ أن اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي أﻋﻄﻰ ﺗﻔﺴﲑاً ﺿﻴﻘﺎً‬
‫ﻟﻺﺷﱰاﻛﻴﺔ ﺑﺮﺑﻄﻬﺎ ﲟﻠﻜﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬ﺑﻘﺼﺪ إﻋﺘﺒﺎر ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﰲ اﻟﻘﻄﺎع‬
‫اﻹﺷﱰاﻛﻲ‪.‬‬
‫ﰒ ﻳﺄﰐ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺜﺎﻟﺚ وﻫﻮ " اﳌﺆﺳﺴﺔ "‪ ،‬ﻓﻠﻪ ﻣﺪﻟﻮل ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‬
‫وذﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ذﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻳﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ » أن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﻪ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أي اﻟﺸﻌﺐ‪،‬‬
‫ﻟﻪ اﳊﻖ ﰲ أن ﻳﺸﺮك ﺑﺼﻮرة ﻓﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ « )‪ ، (2‬وﻫﺬﻩ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة أﺻﻼً ﻣﻦ‬
‫ﻓﻠﺴﻔﺔ اﳌﺪرﺳﺔ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ اﳌﺆﺳﺴﺔ "ﻣﻠﻜﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠﻌﻤﺎل" ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أ ﺎ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﺸﻌﺐ و ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺮﺑﻄﻪ ‪-‬‬
‫أي اﻟﻌﺎﻣﻞ‪ -‬ﻣﺼﲑﻳﺎً و ﻣﺼﻠﺤﻴﺎً ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻠﻲ زﻏﺪود‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪96 :‬‬

‫) ‪ - (2‬ﻣﻴﺜﺎق اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،101‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪ ،‬ﰲ ‪ 13‬دﻳﺴﻤﱪ ‪.1971‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﺴﺪ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻓﻘﺎً ﳌﻴﺜﺎق اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﳎﻠﺲ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳎﻤﻮع اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺔ ﻛﻜﻞ ﳌﺪة ﺛﻼث ﺳﻨﻮات وﺑﺼﻮرة دورﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﳎﻠﺲ ﻧﻘﺎﰊ ﳝﺜﻞ‬
‫اﻟﻌﻤﺎل ﻟﺪى ﳎﻠﺲ اﻹدارة واﻟﻠﺠﺎن اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻪ ‪ .‬وﻛﺎن ﻫﺬا اﺠﻤﻟﻠﺲ ﻳﺘﺼﺮف ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ‬
‫وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﱪاﻣﺞ‪ ،‬و ﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻳﻀﻊ ﺗﻘﺮﻳﺮاً ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻳﺒﺪي ﻓﻴﻪ رأﻳﻪ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ وﻋﻠﻰ‬
‫زﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺴﲔ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﺠﻮدة‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺬﻳﺮ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬وﲢﻘﻴﻖ‬
‫أﻫﺪاف اﳌﺨﻄﻂ ‪ .‬وﻗﺪ أﻋﻄﻴﺖ ﳍﺬا اﺠﻤﻟﻠﺲ ﺻﻼﺣﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ واﳌﺴﺎﳘﺔ ﻗﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺼﺎﱀ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﳉﺎن اﻹﻧﻀﺒﺎط واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻷﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬
‫وﻫﻜﺬا ﲢﻮل ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي إﱃ أﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬
‫ﻧﺸﻄﺔ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﲟﻬﺎم اﻟﺘﺴﻴﲑ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﻢ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫ﻳﻨﻈﻢ وﻇﻴﻔﺘﲔ رﺋﻴﺴﻴﺘﲔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ إﲣﺎذ اﻟﻘﺮار ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﻏﲑ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﺸﺠﻌﺔ إﻃﻼﻗﺎً‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮارات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﻛﺎن ﻳﻌﻮد‬
‫اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ اﳉﻬﺎز اﳌﺮﻛﺰي أو اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ داﺋﻤﺎً‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل واﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲡﺴﻴﺪﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ‪ ،‬ﰲ ﻇﻞ إﻗﺘﺼﺎد ﻣﻬﻴﻜﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺮﺟﻊ‬
‫ﻓﻴﻪ إﲣﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻬﺎز اﳌﺮﻛﺰي‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﻓﺮز ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺳﺎﳘﺖ ﰲ اﻟﺘﺄﺛﲑ اﻟﺴﻠﱯ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﳌﺴﲑﻳﻦ‬
‫واﻟﻌﻤﺎل اﻟﻨﺰﻫﺎء‪ ،‬إذ أﺻﺒﺢ ﳑﺜﻠﻮ اﻟﻌﻤﺎل اﳌﻨﺘﺨﺒﲔ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﳌﺴﺎوﻣﺎت ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﺴﲑﻳﻦ ﰲ اﻹدارة اﶈﻠﻴﺔ أو اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ أو‬
‫اﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬ﺣﱴ أن ﺑﻌﺾ اﳌﺴﲑﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﺻﺒﺤﻮا ﲢﺖ ﺿﻐﻂ ﳑﺜﻠﻲ اﻟﻌﻤﺎل ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎ ﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺣﱴ أﺻﺒﺢ‬
‫ﻟﺒﻌﺾ ﻫﺆﻻء اﳌﻤﺜﻠﲔ ﻗﻮة ﺗﻔﺎوﺿﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ اﳌﺴﲑﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺘﻴﺎزات داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻮﻛﺎت‬
‫ﻛﺎن ﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑاً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺮدودﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻟﻺﺿﺮاب ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ‪ -‬ﰲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ‪ -‬ﳌﺪة أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﻌﺰل‬
‫ﻓﻘﻂ ﳑﺜﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺗﺒﻘﻰ اﻹدارة ﳏﺎﻳﺪة و ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻛﻞ‪.‬‬
‫‪ -1-3-2-II‬أﻫﻢ أﺳﺒﺎب ﻓﺸﻞ اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ‪:‬‬
‫إن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﱵ أدت إﱃ ﻓﺸﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻴﲑ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ إﱃ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬ﺛﻘﻞ ﻳﺪ اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺑﻄﺌﻬﺎ ﰲ اﳊﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺑﺪت ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﰲ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﲔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ‬
‫اﳌﺪﺧﻼت واﳊﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬وﺑﲔ اﻹﻧﺘﺎج ‪ ،‬اﻟﺘﺼﺮف واﻟﺘﺴﻴﲑ‪ .‬و اﳉﺪول )‪ (3/2‬ﻳﺒﲔ اﻹﻣﺘﺪاد اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺒﻄﻲء ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ‬
‫)*(‬
‫اﳌﻴﺪاﱐ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ "ت‪.‬ش‪.‬م"‬

‫)‪ - (1‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪35- 33 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺠﺪول)‪ :(3/2‬اﻟﺘﺒﺎﻃﻰء اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ت‪.‬ش‪.‬م‬

‫ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل‬ ‫ﻋﺪد اﻟﻮﺣﺪات‬ ‫ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت‬ ‫اﳌﺪة‬
‫‪66307‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪1974‬‬
‫‪126008‬‬ ‫‪545‬‬ ‫‪33‬‬ ‫دﻳﺴﻤﱪ ‪1975‬‬
‫‪332714‬‬ ‫‪832‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ﻣﺎي ‪1979‬‬
‫‪424322‬‬ ‫‪1065‬‬ ‫‪95‬‬ ‫ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪1981‬‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ‪ ،‬اﻟﺜﻮرة و اﻟﻌﻤﻞ‪،‬‬
‫رﻗﻢ ‪(1981 /01/ 24) 420‬‬

‫ب‪ -‬إﺗﺴﺎع اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﲤﺪد ﻓﺸﻤﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت أو أﺟﺰاء ﻗﻄﺎﻋﺎت وأﻧﺸﻄﺔ ﻛﺎن اﻷﻓﻀﻞ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪،‬‬
‫وﺟﻌﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻳﺘﺨﺼﺺ ﺑﻜﱪى اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت وذﻟﻚ ﻷﺣﺠﺎم اﻟﺰﻳﺎدة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬ﻹﺗﺴﺎع ﻫﺬﻩ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت أو ﻹرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺄﻏﺮاض ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺴﻼﻣﺔ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ورﻓﺎﻫﻴﺔ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺧﻀﻮع ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻟﻔﻌﻞ اﻹﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﻴﲔ ﻛﺒﺎر ﻣﺴﺆوﱄ اﻹدارة واﻟﺸﺆون اﻟﻔﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‬
‫أﺧﺮى ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻗﺪرة اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﲝﺠﻢ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﺧﻀﻌﺖ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﺧﺎرج ﻧﻄﺎق‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺿﻌﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻷﺟﻬﺰة اﻹدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬و إﻗﺘﺼﺎرﻫﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻮر‬
‫اﻹﻧﺘﺎج ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻫﺪاف اﻟﻜﻤﻴﺔ اﳌﻌﻴﻨﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺸﻂ اﳌﺴﺎءﻟﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺿﻌﻒ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬أو ﻋﺪم‬
‫اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﲔ اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ و ﺗﺪﻓﻘﺎت ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬أو ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺎﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ‪...‬إﱁ‪.‬‬
‫م‪ -‬ﻏﻴﺎب اﻹﻃﺎرات واﳍﻴﺎﻛﻞ اﻟﱵ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﺪم ﺧﺮوج ﳎﻠﺲ اﻟﻌﻤﺎل واﻹدارة ﻣﻌﺎ ﻋﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم اﶈﺪد وﻓﻖ‬
‫أﻫﺪاف اﳌﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫ن‪ -‬ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬واﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﺼﻴﺺ واﳊﺮﻓﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﻻ‬
‫ﳝﻜﻦ ﻃﺮﺣﻪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻛﻞ اﻟﻌﻤﺎل‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ ﻇﻬﻮر ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻮﻛﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‬
‫أﺛﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ و ﻣﺮدودﻳﺔ اﳌﺴﲑ واﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﻮاء‪.‬‬
‫و‪ -‬ﺿﻌﻒ ﻧﻈﺎم اﳊﻮاﻓﺰ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﳊﻠﻘﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬إذ أن أﻳﺔ ﺧﺴﺎرة أو ﻓﺎﺋﺾ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓﺈ ﺎ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ اﳌﺎﻟﻜﺔ ﻟﺮأس اﳌﺎل‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﲢﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺒﺪﻳﻪ ﻣﺎﻟﻜﻮا رأس اﳌﺎل ﰲ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬا ﱂ ﻳﻜﻦ أﺑﺪا ﻟﻴﺸﺠﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺠﻬﻮدات أﻛﱪ ﻟﺮﻓﻊ‬
‫ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪ ،‬ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﻴﻜﻞ اﻹدارة ‪ ،‬واﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺨﺪم اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬
‫اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫)*( ‪ -‬ت‪.‬ش‪.‬م ‪ ،‬اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ي‪ -‬ﺿﻌﻒ ﲢﺴﻴﺲ ﻣﺴﺆوﱄ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺳﻮق اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت )اﻹﻧﺘﺎج( اﻟﱵ ﻳﻨﺘﺠﻮ ﺎ‪ ،‬ﲝﻴﺚ‬
‫ﻳﺪﺧﻠﻮن اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج وﺗﻨﻮﻋﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻹﻟﺘﻘﺎط رﻏﺒﺔ اﳌﺸﱰﻳﻦ‪ ،‬وﻫﺬا راﺟﻊ ﻟﻜﻮن‬
‫اﻹﻧﺘﺎج ﻳﺘﻮﺟﻪ إﱃ ﺟﻬﺎت ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ أو إﱃ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى داﺧﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻫﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬أو ﻛﻮن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﺒﻪ إﺣﺘﻜﺎر‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻏﻴﺎب اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻳﻐﻴﺐ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺪاﻓﻊ إﱃ اﻟﺘﺤﺴﲔ‬
‫أو اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ أو ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻣﻦ ﺳﻠﻊ و ﺧﺪﻣﺎت‪.‬‬
‫وﻛﺤﻮﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﺸﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻴﲑ أﻋﻄﻰ دﻓﻌﺎً ﻗﻮﻳﺎً‬
‫ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ اﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬إذ أن اﻟﻈﺮوف واﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ وﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬ﺷﻜﻠﺖ ﺣﺠﺮة ﻋﺜﺮة أﻣﺎم اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ اﻹﺿﻄﻼع‬
‫ﲟﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ واﻹﺟﺮاءات اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻜﺒﻠﺔ ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ‪ ،‬ﺳﻮاء ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﳉﻬﺎت‬
‫اﻟﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬أو ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ أو اﶈﻴﻂ ﻛﻜﻞ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ وﺿﻌﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬أﺛﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ أداء‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﰲ ﻇﻞ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﻫﻴﺊ اﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮة إﱃ إدﺧﺎل إﺻﻼﺣﺎت ﻛﺈﺟﺮاءات ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ‬
‫اﳌﺸﺎﻛﻞ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﻛﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﻈﻢ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﻛﻀﺮورة‬
‫ﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﱪاﻣﺞ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻪ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬وﳍﺬا ﻋﻘﺪت ﻋﺪة ﻣﺆﲤﺮات ﻟﻮﺿﻊ ﻋﺪة ﺗﺼﺤﻴﺤﺎت ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﺎ اﳌﺆﲤﺮ اﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﳊﺰب ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺟﻮان ‪ ،1980‬اﻟﺬي ﺗﻮﻟﺪ ﻋﻨﻪ ﳐﻄﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻮ اﳌﺨﻄﻂ اﳋﻤﺎﺳﻲ‬
‫اﻷول )‪ ،(1984-1980‬ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻤﻦ ﻫﺬا اﳌﺨﻄﻂ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ 1978-1967‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وآﻓﺎق ﻋﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ اﻟﻠﺠﻨﺔ‬
‫اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰب‪ ،‬ﰲ ﺷﻜﻞ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﺻﺎدرة ﻋﻦ دورة دﻳﺴﻤﱪ ‪ 1979‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ )‪ . (1‬و ﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ‬
‫اﳋﻄﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد ﻫﻲ إﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ إﻋﺘﱪﻫﺎ اﳌﺨﻄﻂ إﺟﺮاء ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‬
‫ﺟﻮﻫﺮي ﺿﻤﻦ اﳋﻄﺔ‪ ،‬ﻳﻬﺪف إﱃ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻄﻠﺐ إﳒﺎز ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﲡﻨﻴﺪ وﺳﺎﺋﻞ ﻫﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﺑﺬل‬
‫ﳎﻬﻮدات ﻛﺒﲑة ﰲ ﻣﺴﺘﻮى وزن وأﳘﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬و دورﻩ اﶈﺮك واﳉﻮﻫﺮي ﰲ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )‪. (2‬‬
‫وﺗﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ‪ ،‬ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺻﻼح إﻗﺘﺼﺎدي ﺷﺎﻣﻞ ﻳﻬﺪف إﱃ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ‬
‫ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮم ﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻘﻮﱘ وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬وﻣﻀﻤﻮن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﱪى‬
‫وﲡﺰﺋﺘﻬﺎ إﱃ وﺣﺪات ﺻﻐﲑة أﻛﺜﺮ ﲣﺼﺼﺎً‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﻗﻮف ﺿﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪،‬‬
‫وﲢﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﺪﻫﺎ )‪.(3‬‬

‫)‪- (1‬ﺳﻌﺪون ﺑﻮﻛﺒﻮس‪ ،‬اﻹﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰاﺋﺮي‪ :‬ﳏﺎوﻟﺘﲔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )‪ ،(2005-1990 ،1989 - 1962‬دﻛﺘﻮرا دوﻟﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1999‬ص‪172 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﺳﻌﺪون ﺑﻮﻛﺒﻮس‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪174 :‬‬
‫)‪ - (3‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص ‪49 :‬‬
‫)‪- (1‬ﻛﺴﺮى ﻣﺴﻌﻮد‪ ،‬ﺗﻄﻮر اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،1999‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ ‪ ،‬ص‪129 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫وﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﺪة ﻧﻘﺎﺋﺺ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺲ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص ﺗﺪﻫﻮر اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬واﻟﱵ‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﻏﻴﺎب اﻷﻣﻮال اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ذات‬
‫اﳌﺮدودﻳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬دون ﺗﻘﺪﱘ دﻋﻢ داﺋﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ‬
‫ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )‪ .(1‬إن ﻣﺒﺪأ إﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﺮر ﺿﻤﻦ ﻣﻬﺎم اﳌﺨﻄﻂ اﳋﻤﺎﺳﻲ اﻷول‪،‬‬
‫ﻛﺎن أﻣﺮاً ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ اﻹﺷﻜﺎل اﳌﻄﺮوح ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و إﺧﺘﻴﺎر‬
‫اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻼزم واﻟﻜﺎﰲ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬و ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺎرﻳﺦ ‪ 1980/10/04‬ﻣﻨﻌﺮﺟﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫ﺻﺪر اﳌﺮﺳﻮم ‪ 242/80‬واﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬وﺟﺎءت إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻛﺄول إﺟﺮاء ﻓﻌﻠﻲ ﳍﺬا‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ذات اﳊﺠﻢ اﻟﻜﺒﲑ أو اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﰲ اﳌﻬﺎم إﱃ اﳌﺆﺳﺴﺎت‬
‫ذات أﺣﺠﺎم و ﲣﺼﺼﺎت ﻳﺴﻬﻞ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺪف إﱃ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‪ :‬اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺒﺴﻴﻂ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻬﺎم ﻛﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺴﻦ ﺗﻮاﻓﻖ ﺑﲔ ﺣﺠﻢ ﻛﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻣﺴﺘﻮى ﺗﺪاﺧﻠﻬﺎ وﻣﺆﻫﻼ ﺎ اﳉﻬﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻣﻴﺪان ﻧﺸﺎط اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻸﻫﺪاف اﳌﻨﻮﻃﺔ ﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ وﺗﺪﻋﻴﻢ إﻗﺘﺼﺎد ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﲢﻜﻢ أﻛﱪ ﰲ ﺟﻬﺎز اﻹﻧﺘﺎج‪ ،‬و اﻹﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻘﻼﱐ‬
‫ﻟﻠﻜﻔﺎءات واﳌﻮارد اﳌﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻮازﻧﺎ ﻋﱪ اﻟﱰاب اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺘﺒﺎدﻻت ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﺻﺎرم‪.‬‬
‫‪ -‬ﲣﺼﺺ اﻟﻌﻤﺎل ﰲ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﳏﺪودة ﺑﻮﺿﻮح‪.‬‬
‫و ﻟﻘﺪ أدت ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬إﱃ إﺳﺘﺤﺪاث ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﻬﻴﻜﻠﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت ﺟﺪﻳﺪة‪،‬‬
‫ﺣﺪدت ﻣﻬﻤﺎ ﺎ ﺣﺴﺐ اﳌﺨﻄﻂ ﺑﻜﻞ ﺑﻮﺿﻮح‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ أن ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 1980‬ﻛﺎن ﺣﻮاﱄ ‪150‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺼﻞ ﻋﺪدﻫﺎ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1984‬إﱃ أزﻳﺪ ﻣﻦ ‪ 460‬ﻣﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺸﻤﻞ ﺣﻮاﱄ ‪ 2079‬وﺣﺪة‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪3521‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ذات ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ‪ 504‬و ‪ 1079‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻮاﱄ )‪. (2‬‬
‫إﻻ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺷﻬﺪت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت إرﺗﺒﻄﺖ ﺑـ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﺼﻴﺐ اﳌﻘﺮات اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﶈﻼت واﳌﺴﺎﻛﻦ‬
‫ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﺗﺼﺎل ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻞ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻮﻳﻞ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت‪ ،‬إذ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺎﺋﺺ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﰎ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺗﺄﺧﺮ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻷﺻﻮل و ﲢﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮق و‬
‫دﻳﻮن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- M.P.A.T, rapport sur l’exécution du plan quinquennal (80-84), juillet 1985, p : 145‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -‬ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮت ﺻﻌﻮﺑﺎت أﺧﺮى‪ ،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺔ‬
‫) اﻟﻮزارات و اﻹدارات(‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻔﺼﻞ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺳﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﲔ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ وﻇﻴﻔﱵ اﻹﻧﺘﺎج و‬
‫اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ أن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻄﺮح إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﻚ ﻗﻲ وﺟﻮد اﳌﺆﺳﺴﺔ دون ﲨﻴﻊ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‪.‬‬
‫و ﺠﻤﻟﺎ ﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت وﻹﺻﻼح ﳏﻴﻂ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻇﻬﺮت ﺿﺮورة إدﺧﺎل ﺑﻌﺾ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺮاﻓﻘﺔ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬و‬
‫ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻛﺎﻧﺖ ﺪف إﱃ ﲢﻘﻴﻖ أﺣﺴﻦ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت وﲢﺴﲔ إدارة اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ أﻫﻢ إﺟﺮاء ﻣﺮاﻓﻖ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﳌﺨﻄﻄﻮن اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﺑﺄ ﺎ " ﳎﻤﻮع‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ و اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﺟﻼ و ﰲ ﲨﻴﻊ اﳌﻴﺎدﻳﻦ و ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺎﱄ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﺄدﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ إﺳﺘﻘﻼﳍﺎ اﳌﺎﱄ و ﺣﱴ ﻻ ﺗﻠﺠﺄ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎم ﻹﻋﺎﻧﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫" )‪. (1‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‪ ،‬ﳝﻜﻦ أن ﻧﻼﺣﻆ أن ﻫﻨﺎك ﻓﺼﻞ واﺿﺢ و ﳑﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﻬﺎم اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﱵ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬و ﺑﲔ ﻣﻬﺎم اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ‪ .‬و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺪف إﱃ )‪: (2‬‬
‫‪-‬اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﳊﺎﻻت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲢﻠﻴﻞ أﺳﺒﺎب إﺧﺘﻼل اﻟﺘﻮازن ﰲ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ،‬وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺒﲏ‬
‫ﻧﻈﺎم إﻗﺘﺼﺎدي و ﻣﺎﱄ‪ ،‬ﻳﺒﲏ ﺗﻮازن ﻣﺎﱄ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻟﺘﺠﻨﺐ اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ) إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ(‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺄﺳﻴﺲ ﳎﻤﻮﻋﺔ إﺟﺮاءات ﰲ إﻃﺎر ﺧﻄﺔ ﻣﺴﻄﺮة‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﳍﻴﺎﻛﻞ اﳌﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬اﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﲢﻘﻴﻖ أرﺑﺎح إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫إن ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻣﻲ إﱃ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬و ﺗﻨﻔﻴﺬ ﳎﻤﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ أن‬
‫ﺗﻀﺎﻋﻒ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻋﱪ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ، ،‬ﻗﺪرة اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻣﺮدودﻳﺔ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‪ ،‬و ﰲ اﻷﺧﲑ ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳌﺆﺳﺴﺔ و اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫و ﻟﻘﺪ ﺣﺪدت أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ‪ -‬اﻟﱵ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺳﻨﺔ ‪ -1981‬ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ‬
‫اﻹﺟﺮاءات )‪: (3‬‬
‫‪ -‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﺆﺳﺴﺔ و اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺰﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج و‬
‫اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ و ﻛﺬﻟﻚ إﺣﺪاث ﺻﺮاﻣﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺟﺮاءات اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ و ﳎﺎل ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﰲ ﻧﺸﺎط ﻫﺎﺗﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬و‬
‫ﺗﺄﰐ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص‪ ،‬ﺿﻤﻦ ﲢﺪﻳﺪ أﺳﻌﺎر اﻹﻧﺘﺎج و اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﺪ أدﱏ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال اﳌﻤﻠﻮﻛﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬إﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺳﻬﺎﻣﺎت ﺎﺋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺴﺪﻳﺪ‪ ،‬أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺪﻳﻮن أو ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬

‫)‪ - (1‬راﺑﺢ ﲪﺪي ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﳉﺪﻳﺪة ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،1992‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ص‪336 :‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪-Synthèse de documents «redressement de l’économie nationale et politique de restruction industrielle, cadres et‬‬
‫‪principes généraux », Ministère de la restruction et de la participation, décembre 1994.‬‬
‫)‪ - (3‬ﺳﻌﺪون ﺑﻮﻛﺒﻮس‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪176 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫إن إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ رﻏﻢ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ اﻹﳚﺎﰊ ﻋﻠﻰ إرﺗﻔﺎع اﻷرﺻﺪة اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬إﻻ أن ذﻟﻚ ﱂ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﺠﺰ اﳌﺎﱄ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ﲟﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﲟﻮﺟﺐ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪،‬‬
‫اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻼً ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ‪ ،‬ﻓﻠﻮاﺋﺢ اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ "ﻋﺠﺰ ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ")‪. (1‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺧﻼل ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺪوة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ رأت أﻧﻪ " أﺻﺒﺢ ﻣﻦ‬
‫اﳌﺴﺘﻌﺠﻞ أن ﲢﺪد ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ و اﻟﺪوﻟﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﺼﺮف ﰲ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﺻﻮل اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻠﻜﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ‬
‫ﻟﺜﺮوا ﺎ " ‪ ،‬و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﱴ و إن ﲢﻘﻘﺖ أرﺻﺪة ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻓﺈ ﺎ ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ و اﻟﺪﻳﻮن‬
‫اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﻛﺨﻼﺻﺔ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬أ ﺎ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﻌﺎش اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳌﺄﺳﺎوﻳﺔ اﻟﱵ‬
‫ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬أﺟﱪت اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺈﺻﻼح ﻫﻴﻜﻠﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻨﻬﻮض ﺬا اﻟﻔﺮع‪ ،‬ﻟﺬا ﺗﺒﻨﺖ اﻟﺪوﻟﺔ إﻋﺎدة‬
‫اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ و اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻞ ﳍﺬا اﻹﺧﺘﻼل ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أﻇﻬﺮت ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﻮر ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳍﻴﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت و اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﻐﺮاﰲ ﳍﺎ‪ .‬ﻟﺬا‬
‫ﻓﺈن ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ‪،‬ﱂ ﺗﻌﺎﰿ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺒﺬﻳﺮ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ وﻻ إﳔﻔﺎض اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﱂ ﲢﻘﻖ اﻷﻫﺪاف‬
‫اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ أﻛﺜﺮ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ وﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻘﺪراﺗﻨﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺨﺎﻣﺲ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬

‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﺎﻟﻴﻠﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬أن إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ ﱂ ﺗﻌﻜﺲ اﻷﻫﺪاف اﳌﺨﻄﻄﺔ‬
‫ﺑﻞ زادت ﰲ ﺗﻌﻘﻴﺪ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﺗﺪرﳚﻴﺎ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ رأى اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة‬
‫أن اﳊﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ إﺟﺮاء إﺻﻼح إﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ أن ﺗﺴﲑ وﺿﻌﻴﺘﻬﺎ و ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﱵ أﻋﺎﻗﺖ‬
‫ﺳﲑﻫﺎ‪ ،‬و ﻟﻘﺪ ﺟﺎءت اﳌﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت‪ ،‬ﻣﺪﻋﻤﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﲔ ﺻﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺠﻤﻟﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﻮﻃﲏ ﰲ‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،1987‬و ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت ﳒﺪ إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﰲ‬
‫‪ 1988 /01/12‬ﺻﺪرت ﺳﺖ ﻗﻮاﻧﲔ )‪ ، (2‬دﻋﻤﺖ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﺧﻼﳍﺎ ّﺷﺮع ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺳﻠﻮب ﺗﺴﻴﲑ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻹدارﻳﺔ و اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺴﺒﻘﺔ‪ ،‬وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ‬
‫ﳝﻨﺤﻬﺎ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ إﲣﺎذ ﻗﺮارا ﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر و اﻹﺳﺘﻐﻼل و اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ و اﳌﺒﺎدﻟﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻌﺘﱪ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ إﺳﺘﻠﺰاﻣﺎً‬
‫ﻟﺘﺴﻴﲑ ﻣﺎﱄ ﺳﻠﻴﻢ )‪.(3‬‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻦ اﺠﻤﻟﻠﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ 1‬ﻣﺎرس ‪ ،1987‬ص‪196-195 :‬‬
‫)‪ - (2‬اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺴﺖ اﳌﺬﻛﻮرة ﻫﻲ‪ :‬رﻗﻢ ‪ :01-88‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ :02-88‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ,‬رﻗﻢ ‪ :03-88‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻨﺎدﻳﻖ اﳌﺴﺎﳘﺔ‪ ،‬رﻗﻢ ‪:04-88‬‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎرة و اﶈﺪد ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﳋﺎﺻﺔ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ :05-88 ،‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻮاﻧﲔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ :06-88 ،‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺒﻨﻮك و اﻟﻘﺮض‪.‬‬
‫)‪ - (3‬راﺑﺢ ﲪﺪي ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪342 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫وﻫﻜﺬا و إﺑﺘﺪاءاً ﻣﻦ ‪ ،1988‬أﺻﺒﺤﺖ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑـﺈﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫إﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺴﺎﳘﺔ‪ ،‬ﻣﺘﺨﻠﺼﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ وﺻﺎﻳﺔ إدارﻳﺔ ﺣﱴ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺮﻳﺔ اﳌﺒﺎدرة‪ ،‬و ﳝﻜﻦ إﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬﻩ‬
‫اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻹﺻﻼح اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ -1-5-2-II‬أﺳﺒﺎب اﻟﻤﺮور إﻟﻰ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫إن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮور ﻟﻺﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻫﻲ )‪: (1‬‬
‫أ‪ -‬أﺳﺒﺎب إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ :‬و ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺪاﺧﻞ اﻟﻜﺒﲑ ﺑﲔ ﻣﻬﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻛﻘﻮة إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺳﻮء اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻟﻠﻤﻮارد‪ ،‬و ﻫﻲ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ اﻹﺧﺘﻼﻻت ﰲ ﺳﲑان اﻹﻗﺘﺼﺎد ﻋﺎﻣﺔ و‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ‪ ،‬و ﻋﺠﺰ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫‪-‬ﲢﻤﻴﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻷﻋﺒﺎء ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫‪-‬ﺿﻌﻒ اﻟﺴﻴﻄﺮة و اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺑﺔ‪ ،‬إﱃ ﻋﺪم اﻹﺳﺘﻌﻤﺎل‬
‫اﻟﻌﻘﻼﱐ ﻟﻸدوات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﻧﺎة أﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻗﺾ اﻷﻫﺪاف اﳌﻨﻮﻃﺔ ﺎ ﻣﻊ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻫﻴﻜﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺘﻄﻮرات وﻟﻠﻤﺤﻴﻂ اﳉﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺎب إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺠﺰ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻟﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻛﻞ اﻷﻋﺒﺎء‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻌﻒ ﻧﻈﺎم اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﳉﻬﻠﻪ ﺑﺎﳌﺘﻐﲑات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ و اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺗﺴﺎم أﻏﻠﺐ اﻟﻘﺮارات ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎم‪ ،‬و إﻓﺘﻘﺎرﻫﺎ إﱃ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ‪ ،‬ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬اﻹﻧﺘﺎج أو اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫ﻛﺸﻔﺖ أﻏﻠﺐ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﱵ ﻗﺪﻣﺖ ﰲ اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ آﺛﺎر‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻟﱵ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﺗﻌﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺮار ‪ ،‬اﻹﺷﺮاف ‪ ،‬اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ و اﳌﺮاﻗﺒﺔ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ :‬إن اﻟﺘﻐﲑ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﰲ ﻫﺮم اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻬﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮل‬
‫ﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﳍﺮوب إﱃ اﻷﻣﺎم و ﻋﺪم اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ زادت ﻣﻦ ﺗﺄزم اﻟﻮﺿﻊ‬
‫إﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ و ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ‪ ،‬ﺣﱴ وﺻﻠﺖ أﺣﺪاث أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ " 1988‬إﻧﻔﺠﺎر ﺷﻌﱯ رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﰲ اﻟﺸﻮارع ﺑﺸﻌﺎرات ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم و‬
‫اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻺدارة و اﻟﺴﻠﻮﻛﺎت اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﻟﻠﻤﻘﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ رﺟﺎل اﻟﻨﻔﻮذ‪ ، (2) "...‬ﻓﺤﺎول ﻣﺘﺨﺬوا اﻟﻘﺮار‬
‫اﳉﺪد ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إدﺧﺎل إﺻﻼﺣﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬و ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ اﻹﻧﺘﻘﺎدات اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﱵ وﺟﻬﺖ إﱃ اﳌﺮﺣﻠﺔ‬

‫)‪ - (1‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪75 - 74 :‬‬

‫)‪ - (2‬ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ ﻠﻮل‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﲔ اﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دﺣﻠﺐ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1993‬ص‪45 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻹرﺗﻴﺎح اﻟﻨﺴﱯ ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻦ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲣﻔﻲ وراءﻫﺎ ﳕﻄﺎً ﺟﺪﻳﺪاً ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬
‫ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺠﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺪاث‪ ،‬ﺗﺴﺎرع ﰲ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻴﺌﺔ اﻟﺴﲑ‪ ،‬ﻟﻮﺟﻮد ﻣﻌﺎرﺿﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺗﺮﻓﺾ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﺠﻤﻟﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﻮﻃﲏ ﺧﻼل ﺳﻨﺘﲔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺳﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﲔ ﺗﻔﻮق ﻣﺎ ﺳﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻐﻴﲑ اﳉﺬري ﰲ ﻫﻴﻜﻞ اﳊﻜﻢ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮزﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺘﺢ ﳎﺎل ﳊﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﲑ و اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺈﻧﺸﺎء أﺣﺰاب ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺸﻌﺎر اﳉﺪﻳﺪ ﻛﺎن اﻟﺪﺧﻮل ﰲ إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق و ﻓﺘﺢ اﺠﻤﻟﺎل أﻣﺎم اﳌﺒﺎدرة اﻟﻔﺮدﻳﺔ و اﳋﻮاص‪ ،‬اﶈﻠﻴﲔ‬
‫ﻛﺎﻧﻮا أم أﺟﺎﻧﺐ‪.‬‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﲢﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء‪ ،‬و ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺎ أﻳﺔ دوﻟﺔ ﰲ ﻧﻈﺎم‬
‫إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻷﺳﺒﺎب اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬إﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻄﻮر اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﻌﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼل ﰲ ﳎﺎﻻت اﻟﺼﺤﺔ واﳌﻌﻴﺸﺔ‪ ،‬و إزدﻳﺎد اﻟﻨﻤﻮ‬
‫اﻟﺴﻜﺎﱐ و إرﺗﻔﺎع اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ و اﳋﺪﻣﺎت ﰲ ﺣﲔ ﺑﻘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن‪ ،‬إن ﱂ ﻧﻘﻞ أﻧﻪ ﻋﺮف‬
‫ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﻛﺒﲑا ﻋﻠﻰ اﳉﺒﻬﺘﲔ‪ ،‬ﻗﺪ أدى إﱃ ﺑﺮوز ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻨﺪرة ﰲ ﲤﻮﻳﻦ اﻟﺴﻮق‪ ،‬و ﻣﺸﻜﻞ ﺗﻔﺸﻲ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وﺳﻂ اﻟﺸﺒﺎب و‬
‫اﻟﻌﺠﺰ اﳌﺘﻔﺎﻗﻢ ﻟﻠﺴﻜﻦ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﳌﺪن‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﺗﺪﻫﻮر ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك و اﻷﺷﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ‬
‫اﻷﺳﺒﺎب ﺟﻌﻠﺖ ﻏﻤﻮﺿﺎ ﳛﻮم ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺎت اﳌﻬﺎم و اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻫﻴﻜﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ‬
‫ﻏﲑ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﲢﻤﻞ ﻋﺒﺊ اﻹﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬وﰲ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻏﲑ اﳌﻨﻄﻘﻲ اﻹﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﺿﺦ اﻷﻣﻮال ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﺠﺰ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﻨﻔﺲ اﳍﻴﺎﻛﻞ واﳌﺴﲑﻳﻦ‪ ،‬وإﳕﺎ اﳊﻞ اﳌﻨﻄﻘﻲ ﻫﻮ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت و ﻣﺴﲑﻳﻦ‬
‫ﺟﺪد ﺑﻌﻘﻠﻴﺎت و ذﻫﻨﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺄﻗﻠﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ اﶈﻴﻂ اﳉﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫‪ -2-5-2-II‬ﻣﻔﻬﻮم إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪:‬‬

‫‪HERBERT‬‬ ‫إن ﻣﺼﻄﻠﺢ " إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ " ﻗﺪ ﰎ إﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻮزﻳﺮ اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻟﻠﻨﻘﻞ "‬
‫‪ " MORISSON‬ﻣﺎ ﺑﲔ ) ‪ (2) (1939 -1924‬و أﻋﻄﻰ ﺗﻔﺴﲑاً ﻟﻺﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻪ إﻋﻄﺎء ﺣﺮﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺪوﱄ ﺧﺎرج إﳒﻠﱰا‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﻔﺼﻲ )‪ ، (3) ( HAFSI‬ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﺄ ﺎ إﻧﻔﺼﺎل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ )اﳌﺆﺳﺴﺔ( ﻋﻦ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﳋﺎرﺟﻲ )اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ( ‪ ،‬وﻣﻨﻪ ﻓﻬﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﻈﻮرﻩ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬و ﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜﻦ أن‬
‫ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ إﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﺼﺮف ﻣﻦ ﻃﺮف إدارة اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺮﻳﺘﻬﺎ أو‬

‫)‪ - (1‬ﻋﻼوى ﻟﻌﻼوى و ﺳﻌﻴﺪ أوﻛﻴﻞ و آﺧﺮون‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪50 :‬‬
‫)‪ - (2‬ﻟﻔﻜﲑ ﳐﺘﺎر‪ ،‬إﺻﻼح اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ و اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،93-92‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ص‪65 :‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- HAFSI, (1984) Entreprise publique et politique Industrielle, Paris , Mc Graw Hill 1984, p : 89‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﺣﺴﺐ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺎ اﳌﺆﺳﺴﺔ ‪ ،‬و ﺳﻠﻚ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﳝﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫إﳚﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﻳﱪز ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 01-88‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬و ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻠﻲ )‪: (1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﲔ ﺳﻠﻄﺎت ﻣﺎﻟﻚ رأس ﻣﺎل اﳌﺆﺳﺴﺔ و ﺑﲔ ﻣﻬﺎم إدارة و ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻲ‬
‫ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻟﺴﻨﺪات اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﲑﻫﺎ‪ ،‬إذ ﻳﺴﻨﺪ ﺗﺴﻴﲑ اﻷﺳﻬﻢ إﱃ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﺪﻋﻰ‬
‫ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﳌﺴﺎﳘﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻨﻮي ﳜﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬ﻓﻬﻲ إذا ﺣﺮة ﰲ ﻋﻘﺪ‬
‫إﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺗﺒﻌﺎً ﳌﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﻮك‪ ،‬أو ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ اﶈﻠﻴﲔ‪ ،‬و ﺑﺎﳋﺎرج دون إﺳﺘﺸﺎرة‬
‫اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎً ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻬﺎم ﺑﲔ اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ‪ ،‬ﺗﻘﻮم ﻓﻴﻪ اﻹدارات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻷﻧﺸﻄﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ ) اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.(...‬‬
‫‪-‬إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻷدوات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬اﳉﺒﺎﻳﺔ واﻟﻘﺮض( ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺴﺎب اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹدارﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إن ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻫﻴﺌﺎت ﺟﺪﻳﺪة‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﺗﺼﺎدق ﻋﻠﻰ اﳌﺨﻄﻂ ﻗﺼﲑ اﳌﺪى‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺠﻠﺲ اﻹدارة اﻟﺬي ﻳﻀﻄﻠﻊ ﲟﻬﺎم اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﲢﺪﻳﺪ اﻵﻓﺎق اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﳌﺪى ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‬
‫وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﳌﺨﻄﻂ‪ ،‬ﰒ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﻬﺎم اﻟﺘﺴﻴﲑ أﻣﺎم اﺠﻤﻟﻠﺲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻜﻮن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺷﺮﻛﺎت ذات ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﳏﺪودة )ﻫﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت‬
‫ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ(‪ ،‬أو ﰲ ﺷﻜﻞ ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺴﺎﳘﺔ ) أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻃﻨﻴﺔ (‪ ،‬واﻟﺪوﻟﺔ أو‪/‬و اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ ﻫﻲ‬
‫اﳌﺴﺎﻫﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻫﺪف ﳐﻄﻂ و ﻗﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﳐﻄﻄﻬﺎ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﳌﺪى‪ ،‬وﰲ ﺣﺪود‬
‫إﺧﺘﺼﺎﺻﺎ ﺎ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺤﺴﲔ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ و ﻟﺮأس اﳌﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻲ ﻹدار ﺎ و ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﺘﺎج اﻟﺜﺮوات ﳋﺪﻣﺔ اﻷﻣﺔ و اﻹﻗﺘﺼﺎد‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ و اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ داﺋﺮة ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ )‪. (2‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ أن ﳒﺪ أن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻗﺪ إﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ ﻋﻬﺪ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺪة ﻣﺮاﺣﻞ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬راﺑﺢ ﲪﺪي ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪343 - 342 :‬‬
‫)‪ - (2‬اﳌﺎدة ‪ 9‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ :01-88‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -‬ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ‪.1988 /01/ 23‬‬

‫‪ -‬ﺿﺒﻂ اﳉﻬﺎز اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ و ﲢﻮل اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪرﳚﻴﺔ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ،‬ﲟﺎ أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﻮ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪-88‬‬
‫‪ 02‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1988 /01/12‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻂ وﳛﺪد اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ‪.‬‬
‫و ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﺈن ﻴﺌﺔ إﻧﺘﻘﺎل اﳌﺆﺳﺴﺎت إﱃ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺪأ ﻣﻨﺬ اﻟﺸﺮوع ﰲ إﳒﺎز اﳌﻮازﻧﺔ اﶈﺎﺳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪ ،1987‬و ﻗﺪ ﰎ ذﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ وﺿﻌﻬﺎ " ﻓﻮج إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ " ﻟﺪى رﺋﺎﺳﺔ‬
‫اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﳌﺆﺳﺴﺔ ‪،‬‬
‫و اﻟﺬي ﺻﻨﻒ إﱃ أرﺑﻌﺔ أﻓﻮاج )‪: (1‬‬
‫اﻟﻔﻮج اﻷول ‪:‬ﻳﺸﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﳍﺎ أﺻﻮل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ و رؤوس أﻣﻮال إﺳﺘﻐﻼل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻮج اﻟﺜﺎﱐ ‪:‬ﻳﺸﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﳍﺎ أﺻﻮل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ و رؤوس أﻣﻮال إﺳﺘﻐﻼل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻮج اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬ﻳﺸﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﳍﺎ أﺻﻮل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ و رؤوس أﻣﻮال إﺳﺘﻐﻼل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻮج اﻟﺮاﺑﻊ ‪:‬ﻳﺸﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﳍﺎ أﺻﻮل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ و رؤوس أﻣﻮال إﺳﺘﻐﻼل ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺴﺮع اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﶈﻠﻴﺔ ‪ ،‬و ﻫﺬا‬
‫ﺣﺴﺐ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺪدت‪ ،‬ﻓﺤﱴ ﻓﻴﻔﺮي ‪ 1990‬ﰎ ﲢﻮﻳﻞ ‪ 240‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ‪ 459‬ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻃﻨﻴﺔ‬
‫إﱃ ﻧﻈﺎم اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻲ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﲔ اﳌﺪ واﳉﺰر ﻟﻺﻧﺘﻘﺎل ﳓﻮ اﻟﻮﺿﻊ اﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬وﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن‬
‫ﻛﺎن اﻟﺘﺤﻮل ﻳﺘﻢ دون ﺗﻮﻓﺮ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻮل ﻟﺬﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺪم إ ﺎء اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﻮزﻳﻊ ذﻣﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻬﻴﻜﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺄﺧﺮ ﰲ إﻋﺪاد اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺪﻋﻤﺔ ﻟﻺﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺪم وﺿﻮح اﻵﻟﻴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﱰﻛﻴﺐ اﳌﺎﱄ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬
‫و ﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ ﻇﻬﻮر ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻏﻠﺐ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺎﻟﻴﺔ أو اﻹﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻄﺎﻗﺎ ﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ .‬إن ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﺟﺎءت ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺪوﻟﺔ و اﻷﺧﺬ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻛﻞ إﻧﺸﻐﺎﻻت اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬إﻻ أ ﺎ ﺣﺎدت ﻋﻦ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ و أﺻﺒﺤﺖ ﲤﺎرس وﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﺧﻠﻖ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻛﻞ ﺻﻨﺪوق ﳝﻠﻚ ﺣﻖ اﳌﻠﻜﻴﺔ دون ﺣﻖ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻠﻰ رأس ﻣﺎل‬
‫أي ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﺒﺎدئ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺧﻄﺮ ﺗﺼﻔﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬و ﻣﻊ إﲡﺎﻩ اﳉﺰاﺋﺮ ﳓﻮ‬
‫إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق وﺟﺐ اﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬و ﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﱃ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )اﺠﻤﻟﻤﻌﺎت(‪.‬‬

‫‪ -3-5-2-II‬اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺖ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫إن دﺧﻮل اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋﻬﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﺪة ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ )‪: (1‬‬
‫)‪ - (1‬راﺑﺢ ﲪﺪي ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪344 :‬‬
‫)‪ - (1‬ﻗﻄﺎف ﻟﻴﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ص‪84 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫‪ -‬إن اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ رﻛﺰت ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﳌﺎﱄ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳌﺴﲑة ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒﻞ و ﺑﻌﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪأ اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬و ﻫﺬا ﳑﺎ أﻋﺎق‬
‫اﻟﺘﺠﺴﻴﺪ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﳍﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ و أن ﻣﺸﻜﻞ اﻟﺘﺴﻴﲑ ﻫﻮ أﻛﱪ ﻋﺎﺋﻖ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺴﲑة اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻬﻤﺖ ﺑﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻓﻬﻤﺎً ﺧﺎﻃﺌﺎً‪ ،‬ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺰاول ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺧﺎرج ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫ﺪف ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺮدودﻳﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﻛﱪ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻳﻌﺘﱪ ﺣﻼ ﻋﻔﻮﻳﺎ و وﻗﺘﻴﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺷﺘﺪاد اﳌﺸﺎﻛﻞ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﳉﺄت ﺑﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت إﱃ ﲢﺮﻳﺮ أﺳﻌﺎر ﻣﻨﺘﺠﺎ ﺎ وﺧﺪﻣﺎ ﺎ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻳﻌﺘﱪ‬
‫ﺣﻼ وﻗﺘﻴﺎ ﻻ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻜﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳝﻜﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺘﺄرﺟﺤﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ و أ ﺎ ﱂ ﺗﺮﺳﻮا‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ و آﻟﻴﺎت ﲢﻜﻤﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ‪ ،‬وﳑﺎ زاد ﰲ ﺗﺄرﺟﺤﻬﺎ ﻫﺬا‪ ،‬ﺗﻌﺎﻗﺐ اﳊﻜﻮﻣﺎت ﻣﻊ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﺑﺮؤى‬
‫ﳐﺘﻠﻔﺔ و ﻃﺮوﺣﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﲔ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم وﻣﻌﺎرض ﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﻀﺎف إﱃ ﻫﺬا‪ ،‬اﻟﺘﺄﺛﲑ اﻟﺴﻠﱯ ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﳋﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﻓﺎﶈﻴﻂ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﺟﻠﻴﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل إﺷﺘﺪاد اﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )ﻋﺠﺰ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻮازن اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬اﻟﺘﻀﺨﻢ اﳌﺎﱄ(‪ ،‬أﻣﺎ اﶈﻴﻂ اﳋﺎرﺟﻲ‬
‫ﻓﻴﺘﺠﻠﻰ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﰲ اﻹﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ اﳉﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻧﻘﺺ اﳌﺪاﺧﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ‪ ،‬و اﻟﺘﻄﻮر‬
‫اﻟﺴﻠﱯ اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﰲ ﺷﺮوط اﻹﻗﱰاض‪.‬‬
‫ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب أﺧﺬت اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻔﻜﺮ ﺟﺪﻳﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻌﻒ و ﻣﻜﺎن وﺟﻮدﻫﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻔﺎدي‬
‫اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﱵ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬و ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪأت اﻟﺘﻤﻬﻴﺪات ﻹدﺧﺎل اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ إﻗﺘﺼﺎد ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﺎﱂ ﻟﺘﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺿﻤﻨﻪ‪ ،‬ﻓﺒﺪأ اﻟﺘﺤﻀﲑ ﺗﺪرﳚﻴﺎ و اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ‪:‬‬
‫* ﺗﻐﻴﲑ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ و ﺗﺮك اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺘﺤﺪد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺮض و اﻟﻄﻠﺐ )ﺗﺪرﳚﻴﺎ(‪.‬‬
‫* اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ أﻣﻼك اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺼﺎﱀ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ‪ ،‬ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﻓﻜﺮة ﲪﺎﻳﺔ أﻣﻼﻛﻬﻢ اﳋﺎﺻﺔ ‪ ،‬و ﻳﺘﺒﻨﻮن ﺑﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺷﱰاﻛﻲ )اﳌﻠﻜﻴﺔ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ(‪.‬‬
‫* اﻟﺘﺨﻠﻲ اﻟﺘﺪرﳚﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﻜﻦ‪ ،‬اﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬اﻟﻨﻘﻞ‪...‬إﱁ و ﻫﺬا ﺑﻔﺘﺢ اﺠﻤﻟﺎل‬
‫إﱃ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪.‬‬
‫* إﺻﺪار ﻗﻮاﻧﲔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص و اﻷﺟﻨﱯ ﻣﻦ ﳑﺎرﺳﺔ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‪.‬‬
‫و ﳚﺪر ﺑﻨﺎ ﰲ اﻹﺷﺎرة‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد و ﺑﻨﺎءاً ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ ) اﳍﻴﺌﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ(‪،‬‬
‫ﻗﺪ ﳉﺄت إﱃ إﻋﺘﻤﺎد ﻃﺮح أﻛﺜﺮ ﺟﺮأة ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻛﺨﻄﻮة ﻣﻜﻤﻠﺔ ﳌﺸﺮوع اﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻄﺮح ﻳﻬﺪف إﱃ‬
‫إﺳﺘﺒﺪال اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬و ﻧﻘﻞ ﳍﺬا اﻷﺧﲑ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﻮﻋﻮدة‪ ،‬إﻧﻪ إذا ﻣﺸﺮوع ﺧﻮﺻﺼﺔ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﺧﻼﺻـﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫إن أﻫﻢ إﺳﺘﻨﺘﺎج ﳔﺮج ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬أن اﻟﺘﻐﲑات و اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﱵ ﻣﺮت ﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،‬إﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮرات و اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ .‬ﻓﺈﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ‪ ،‬ﻣﺮوراً‬
‫ﲟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ ،‬إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺷﱰاﻛﻲ ‪ ،‬إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬و وﺻﻮﻻً إﱃ ﻓﱰة‬
‫إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺮاﺣﻞ و اﳊﻘﺐ اﻟﱵ ﻣﺮت ﺎ ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻘﻮل أن ﻣﺮاﺣﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺧﻀﻌﺖ و ﻻ زاﻟﺖ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫إن أي ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﺗﻄ ــﻮﻳﺮ و ﺗﻮﺳ ــﻴﻊ ﻟﻘﻄ ــﺎع اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت اﻟﺼ ــﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳ ــﻄﺔ ﻻ ﳝﻜ ــﻦ أن ﳝ ــﺮ دون وﺟ ــﻮد وﺳ ــﻴﻠﺔ إﲰﻬ ــﺎ‬
‫اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ‪ ،‬ﻷن ﻛﻠﻤــﺔ اﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ داﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺘﻘــﺎل ﻣــﻦ ﻣﺮﺗﺒــﺔ إﱃ ﻣﺮﺗﺒــﺔ أﺣﺴــﻦ ﻣﻨﻬــﺎ ‪ ،‬و ﻻ ﺗــﺘﻢ ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﻘﻠــﺔ إﻻ ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬
‫ﲢﺪﻳﺪ و رﺳﻢ أﻫﺪاف و ﲡﻨﻴـﺪ ﻛـﻞ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ اﳌﺘﺎﺣـﺔ ﰲ اﳌﺆﺳﺴـﺔ ‪ ،‬ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﺑﻠـﻮغ ﻫـﺬﻩ اﻟﺪرﺟـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺘﻄـﻮر و ﻧﻜـﻮن ﺑـﺬﻟﻚ‬
‫ﻗﺪ إﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ أﺳـﻠﻮب اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ‪ ،‬و ﻣﻬﻤـﺎ ﻗﻴـﻞ و ﻳﻘـﺎل ﻋـﻦ اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ اﻟﺮاﻫﻨـﺔ و ﻫـﻲ إﻗﺘﺼـﺎد اﻟﺴـﻮق ‪ ،‬ﻓـﺈن وﺳـﻴﻠﺔ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻠﻌﺐ دورا ﺑﺎﻟﻎ اﻷﳘﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪79-67‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‬

‫إن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﻟـﱵ إﻧﺘﻬﺠﺘﻬـﺎ اﳉﺰاﺋـﺮ ﻣﻨـﺬ ﺑﺪاﻳـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻋـﺎم ‪ ،1967‬ﻛﺎﻧـﺖ واﺿـﺤﺔ اﳌﻌـﺎﱂ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ رﻛـﺰت‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﺒ ــﲑة اﳌﻨﺘﺠــﺔ ﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘ ــﺎج‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أﻋﻄــﺖ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﺔ أﳘﻴــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻟـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﺣﻴ ــﺚ إﻋﺘﱪﻫ ــﺎ‬
‫اﳌﺨﻄﻄﻮن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﻔﻀﻠﺔ ﻟﺘﻜﺜﻴـﻒ اﻟﻨﺴـﻴﺞ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ اﳌﻮﺟـﻮد‪ ،‬ﻓﺠـﺎءت ﻟﻠﻤﺴـﺎﳘﺔ ﰲ ﲢﻘﻴـﻖ اﻷﻫـﺪاف اﳌﺴـﻄﺮة ﳌﺆﺳﺴـﺎت‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ )‪. (1‬‬
‫و ﻗﺪ ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أ ﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬا ﺎ و ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﲝﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤـﺮك‪ ،‬ﺑـﻞ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ ﻣﺆﺳﺴـﺎت‬
‫ﻣﻜﻤﻠﺔ أو ﻛﻤﺎ أﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ -1-1-1-III‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪:‬‬
‫إﻫﺘﻤــﺖ اﻟﺪوﻟــﺔ ﺑـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( وإﻋﺘﱪ ــﺎ وﺳــﻴﻠﺔ ﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت اﶈﻠﻴــﺔ ‪ ،‬وﳍــﺬا ﺗﻘــﺮر ﺗﻨﻤﻴﺘﻬــﺎ و ﺗﻄﻮﻳﺮﻫــﺎ ﰲ إﻃــﺎر‬
‫ﺗﺪﺧﻞ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﻗﺎﻣـﺖ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮﻫـﺎ ﻛﻤﺆﺳﺴـﺎت ﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﺗﻨﻈـﻴﻢ‬
‫ﺗﺴ ــﻴﲑﻫﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳ ــﺎت أو اﻟﺒﻠ ــﺪﻳﺎت‪ ،‬ﻷن ذﻟ ــﻚ ﻳﺴ ــﺘﺠﻴﺐ ﳍ ــﺪف ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻟﺘ ـﻮازن اﳉﻬ ــﻮي ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺗ ــﺪﻋﻤﺖ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﻜ ــﺮة ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﳋﺼــﻮص ﻣــﻊ ﺑﺪاﻳــﺔ ﺗﻄﺒﻴــﻖ اﳌﺨﻄــﻂ اﻟﺮﺑــﺎﻋﻲ اﻟﺜــﺎﱐ ‪ ،‬و اﻟــﺬي أﻛــﺪ ﻋﻠــﻰ ﺗــﺪﻋﻴﻢ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳــﺔ ﲝﺜ ـﺎً ﻋــﻦ اﻹﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻷﻣﺜــﻞ‬
‫ﻟﻠﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ و اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺒﻼد‪.‬‬
‫و ﻛﺎن ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت إرﺗﺒﺎﻃﺎً ﻛﺒﲑ ﺑـﺎﺠﻤﻟﻬﻮد اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎري اﻟـﺬي ﰎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى اﳉﻤﺎﻋـﺎت اﶈﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﻓﺸـﻬﺪت‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ وﺿﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﲣﺺ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﶈﻠﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﺗﻮزﻋﺖ ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ )‪: (2‬‬
‫* اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻷول ‪ 1969-1966 :‬و ﴰﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﺸﺎط اﳊﺮﰲ‪.‬‬
‫* اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺜﺎﱐ ‪ 1973-1970 :‬و ﻫـﻲ اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻟـﱵ ﺗﻐﻄـﻲ اﳌﺨﻄـﻂ اﻟﺮﺑـﺎﻋﻲ اﻷول‪ ،‬وﻋﺮﻓـﺖ ﺗﻨﻤﻴـﺔ اﳌﺆﺳﺴـﺎت‬
‫اﶈﻠﻴﺔ و اﻟﱵ ﲤﺖ ﰲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ اﶈﻠﻲ‪.‬‬
‫* اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ 1977-1974 :‬وﴰﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﳌﺆﺳﺴـﺎت اﶈﻠﻴـﺔ و اﻟـﺬي ﻳﻌﺘـﱪ اﻹﻧﻄﻼﻗـﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴـﺔ‬
‫ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و ﺗﻄﻮﻳﺮ )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬
‫و ﻛﺎﻧــﺖ )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم اﻟﻮﺳــﻴﻠﺔ أو اﻷداة اﳌﻮﺿــﻮﻋﺔ ﰲ ﻳــﺪ اﳉﻤﺎﻋــﺎت اﶈﻠﻴــﺔ )ﺑﻠــﺪﻳﺎت ووﻻﻳــﺎت(‪،‬‬
‫وﻫﺬا ﻷﺟﻞ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺎ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗـﺪﻋﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺘﺼـﻨﻴﻊ‬
‫اﻟﱵ إﻧﺘﻬﺠﺘﻬﺎ اﳉﺰاﺋﺮ و اﻟﱵ إرﺗﻜﺰت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﱪى ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻷﻫﺪاف اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧﺸﺎء ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺜﻤﲔ اﳌﻮاد اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 71 :‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- M.ECREMENT, le programme d’industrie locale en Algérie, revue Tiers-MONDE, TOME XX N°80, P: 823, Oct-‬‬
‫‪Dèc 1979.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -‬ﺗﻠﺒﻴﺔ اﳊﺎﺟﻴﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ و اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2-1-1-III‬اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎري ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪:‬‬
‫ﻟﻘــﺪ ﺗﻌﻠــﻖ ﺗﻨﻔﻴــﺬ ﻫــﺬﻩ اﻟ ـﱪاﻣﺞ ﺑﺘﻨﻤﻴــﺔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﶈﻠﻴــﺔ‪ ،‬و اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ ﺑﺮﻧــﺎﳎﲔ إﺳــﺘﺜﻤﺎرﻳﲔ ﻏﻄﻴــﺎ ﻛــﻞ اﳌﺮﺣﻠــﺔ‬
‫‪ ،1979-1967‬وﻗﺪ ﺗﻮزﻋﺖ ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ )‪ : (1‬ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﱰة ‪.1973-1967‬‬
‫اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ )‪ : (2‬ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﱰة ‪.1979-1974‬‬
‫و ﰎ ﺗﻮزﻳــﻊ اﻹﻋﺘﻤــﺎدات اﳌﺎﻟﻴــﺔ اﳌﺮﺻــﻮدة ﺧــﻼل اﻟﱪﻧــﺎﳎﲔ‪ ،‬ﺑﺘﺨﺼــﻴﺺ ﻣﺒﻠــﻎ ‪ 388,6‬ﻣﻠﻴــﻮن دج ﻟﻠﱪﻧــﺎﻣﺞ)‪ (1‬اﻟــﺬي‬
‫ﻛﺎن ﰲ ﳏﺘﻮاﻩ إﳒﺎز ‪ 150‬ﻣﺸﺮوع ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳊـﺮﰲ‪ ،‬ﲤﺎﺷـﻴﺎ و اﻷﻫـﺪاف اﳌﻘـﺮرة ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ اﳌﺨﻄﻄـﲔ آﻧـﺬاك ‪ ،‬أﻣـﺎ‬
‫ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ اﻟﱪﻧــﺎﻣﺞ )‪ (2‬ﻓﻘــﺪ إﺳــﺘﻔﺎد ﻣــﻦ ﻣﺒﻠــﻎ ‪ 03‬ﻣﻠﻴــﺎر دج ‪ ،‬وﺟﻬــﺖ ﺑﻨﺴــﺒﺔ ﻛﺒــﲑة ﳓــﻮ إﻧﺘــﺎج ﻣ ـﻮاد اﻟﺒﻨــﺎء ﺑﺘﺨﺼــﻴﺺ‬
‫ﻏﻼف ﻣﺎﱄ ﻗﺪر ﺑ ـ ‪ 1,8‬ﻣﻠﻴـﺎر دج‪ ،‬و ﻹﻋﻄـﺎء ﺗﻮﺿـﻴﺤﺎت ﺣـﻮل ﺻـﻮرة ﺗﻮزﻳـﻊ اﳌﺸـﺎرﻳﻊ اﻟـﱵ ﻛـﺎن ﻣـﻦ اﳌﻨﺘﻈـﺮ إﳒﺎزﻫـﺎ ﺧـﻼل‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ‪ ، 79-67‬ﻧﻘﺪم اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ اﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ ذﻟﻚ ‪:‬‬

‫اﻟﺠﺪول )‪ :(1/3‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‬

‫اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪) 1979-1967‬ﻋﺪد اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ(‬
‫اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ )‪ (1‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ )‪ (2‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ 2 + 1‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ‬ ‫ﻧﻮع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﻨﺴﱯ ‪%‬‬ ‫ﻋﺪد اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻨﺴﱯ ‪ %‬ﻋﺪد اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻨﺴﱯ ‪%‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‬
‫‪11,3‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪12,8‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪5,3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪8,1‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﳋﺪﻣﺎت اﳊﺮﻓﻴﺔ‬
‫‪10,2‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﳋﺸﺐ و اﻟﻮرق‬
‫‪4,3‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اﻟﻨﺴﻴﺞ و اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺼﻐﲑة‬
‫‪17,8‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪13,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﶈﻠﻴﺔ‬
‫‪9,6‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪58‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬
‫‪2,5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪744‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪594‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫اﳌﺼﺪر ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ ﻠﻮل ‪ ،‬اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات و إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻮازن اﳉﻬﻮي ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 1990‬ص ‪.369:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫و ﻟﻜﻦ ﺣﺴﺐ ﲢﻠﻴـﻞ ﻧﺘـﺎﺋﺞ ﺗﻨﻔﻴـﺬ اﻟﱪﻧـﺎﳎﲔ‪ ،‬ﰎ ﺗﺴـﺠﻴﻞ ﺿـﻌﻒ ﻛﺒـﲑ ﰲ إﺳـﺘﻬﻼك ﻣﺒـﺎﻟﻎ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات اﳌـﺮﺧﺺ ـﺎ‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﱪﻧــﺎﻣﺞ )‪ (1‬اﻟــﺬي ﱂ ﻳﺴــﺘﻬﻠﻚ ﻛﻠﻴــﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ اﻟﺒــﺎﻗﻲ اﻟــﺬي ﱂ ﻳﻨﺠــﺰ واﻟــﺬي ﺳــﺠﻞ ﺑﻌــﺪ إﻧﺘﻬــﺎء اﻟﻔــﱰة اﻟــﱵ‬
‫ﻏﻄﺎﻫــﺎ اﻟﱪﻧــﺎﻣﺞ ‪ 73-67‬ﻛــﺎن ‪ 388,6‬ﻣﻠﻴــﻮن دج‪ ،‬أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﱪﻧــﺎﻣﺞ )‪ (2‬ﻓﻠــﻢ ﻳﺴــﺘﻬﻠﻚ ﺳــﻮى ‪ 953,7‬ﻣﻠﻴــﻮن دج‪،‬‬
‫وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺎﻗﻲ اﻹﳒﺎز اﻟﺬي ﻳﻘﺎرب ‪ %70‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮع اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﳌﺮﺧﺺ ﺑﻪ ‪ .‬وﻟﻘﺪ إﻧﻌﻜﺴﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠـﻰ‬
‫وﺗــﲑة إﳒــﺎز اﳌﺸــﺎرﻳﻊ ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻟــﻮﺣﻆ ﺗــﺄﺧﺮ ﻛﺒــﲑ ﰲ اﻹﳒــﺎز‪ ،‬ﻓﻜــﺎن اﻟﻌــﺪد اﻟــﺬي ﰎ إﳒــﺎزﻩ ﻓﻘ ـﻂ ﺣــﱴ ﺳــﻨﺔ ‪ 1978‬اﻟﺴــﻨﺔ‬
‫)اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ‪ (2‬ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ‪ 130‬ﻣﺸﺮوع ‪ ،‬و اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ ﻳﺒﲔ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪ :(2/3‬ﻣﻌﺪﻻت إﻧﺠﺎز )م‪.‬ص‪.‬م( ﻟﺴﻨﺔ ‪1978‬‬
‫ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻣﻌﺪل اﻹﳒﺎز‬ ‫ﻧﻮع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫‪%‬‬ ‫اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬ ‫اﳌﻨﺠﺰة‬ ‫اﳌﺴﺠﻠﺔ‬
‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪268‬‬ ‫ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‬
‫‪17‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪84‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ‬
‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪50‬‬ ‫اﳋﺪﻣﺎت اﳊﺮﻓﻴﺔ‬
‫‪29‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪75‬‬ ‫اﳋﺸﺐ و اﻟﻮرق‬
‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪32‬‬ ‫اﻟﻨﺴﻴﺞ و اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺼﻐﲑة‬
‫‪7,5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪133‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﶈﻠﻴﺔ‬
‫‪70‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪72‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬
‫‪42‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪19‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪744‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ ﻠﻮل ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 371:‬‬
‫‪ -3-1-1-III‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﻣﻨﺬ اﻟﺴـﻨﻮات اﻷوﱃ ﻣـﻦ ﺑﺪاﻳـﺔ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺘﺼـﻨﻴﻊ‪ ،‬أن اﻟﺴـﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ ﻗـﺪ ﻓﺼـﻠﺖ ﰲ ﻣﻜﺎﻧـﺔ ودور‬
‫ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﻌﺪ أن ﰎ إﲣﺎد اﻟﻘﺮار ﺑﺸﺄن إﺧﺘﻴﺎر ﳕﻮذج ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﻠﻖ ﻗﻄﺎع‬
‫ﺻــﻨﺎﻋﻲ ﻋﻤــﻮﻣﻲ و إﻗﺎﻣــﺔ إﺣﺘﻜــﺎر اﻟﺪوﻟــﺔ ﻟﻠﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ ‪ .‬وﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ أﺧــﺮى‪ ،‬وﰲ ﻧﻔــﺲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ ﻛﺎﻧــﺖ ﻫﻨــﺎك إﺷــﺎرة إﱃ‬
‫ﺿــﺮورة اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﰲ ﲢﻘﻴــﻖ اﻹﺳــﺘﻘﻼل اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﻋﻠــﻰ ﻛــﻞ اﻟﻄﺎﻗــﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ اﳌﺘﺎﺣــﺔ ﲟــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻘﻄــﺎع اﳋــﺎص اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬و‬
‫ﻳﺮﺗﻜﺰ ﰲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﳌﺒﺪأﻳﻦ اﻷﺳﺎﺳﻴﲔ )‪: (1‬‬
‫* ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﳓﻮ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳊﻴﻮﻳﺔ و اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬
‫* ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳋﺎﺻﺔ ﳓﻮ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 79 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫و إن ﻛﺎﻧــﺖ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم ﻗــﺪ ﰎ ﲢﻘﻴﻘﻬــﺎ ﰲ إﻃــﺎر ﺑ ـﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺼــﻨﻴﻊ اﶈﻠﻴــﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳋﺎﺻﺔ ﲢﻘﻘﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻗـﺎﻧﻮن اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات ﻟﺴـﻨﺔ ‪ ،1966‬اﻟـﺬي ﺟـﺎء ﻟﻴﺴـﺪ اﻟﻔـﺮاغ اﳌﺴـﺠﻞ ﰲ‬
‫ﻗــﺎﻧﻮن ‪ ،1963‬اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﻣﻮﺟﻬــﺎ إﱃ رأس ﻣــﺎل اﻷﺟﻨــﱯ ﻓﻘــﻂ‪ ،‬و ﰎ ﻋﻠــﻰ ﺿــﻮء اﻹﺟـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ اﳌﺘﻀــﻤﻨﺔ ﻓﻴــﻪ ﲢﺪﻳــﺪ‬
‫اﻟﺪور و اﳌﻜﺎﻧﺔ اﳌﻌﻄﺎة ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﺧﻀﻮع ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﰲ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -4-1-1-III‬اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎري ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص )‪: (1‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﻘﻄـﺎع اﻟﻌـﺎم ‪ ،‬ﻓـﺈن )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﱂ ﺗﻌـﺮف ﻧﻔـﺲ اﻹﻫﺘﻤـﺎم‬
‫و اﻟﺘﻮﺟﻴــﻪ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﺑــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣــﻦ اﻟﺘﻄــﻮر اﻟــﺬي ﻋﺮﻓــﻪ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ﺧــﻼل اﻟﺴــﻨﻮات اﻷوﱃ ﻣــﻦ ﺗﻄﺒﻴــﻖ ﻗــﺎﻧﻮن اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات‬
‫‪ ،1966‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﻀــﻞ ﺿــﻌﻴﻔﺎ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات اﳌﺨﺼﺼــﺔ ﻟﻠﻘﻄــﺎع اﻟﻌﻤــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﴰــﻞ ﺗﻨﻔﻴــﺬ ﻋــﺪد ﻗﻠﻴــﻞ ﻣــﻦ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﳉﺪول ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳋﺎﺻﺔ اﻟﱵ ﰎ إﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ ‪.1978-1967‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪ :(3/3‬ﺣﺠﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪1978-1967‬‬
‫‪ 78 77 76 75 74 73 72 71 70 69 68 67‬اﺠﻤﻟﻤﻮع‬ ‫اﻟﺴﻨﻮات‬
‫‪940 18 06 25 19 53 173 35 41 146 252 136 36‬‬ ‫ﻣﺒﻠﻎ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪10‬‬
‫‪6‬‬

‫دج‬
‫ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻳﻊ ‪889 17 08 24 31 26 23 29 43 123 279 220 66‬‬
‫اﳌﻌﺘﻤﺪة‬
‫‪source: H.M TEMMAR, stratégie de développement indépendant «le cas de l’Algérie », le bilan, O.P.U,‬‬
‫‪1983,p: 5.‬‬
‫ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎن ﻟﻸﻫــﺪاف اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﳌﻨﺘﻬﺠــﺔ ﺧــﻼل ﻫــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠــﺔ أﺛ ـﺮاً واﺿــﺤﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﻄــﺎع اﳋــﺎص‪ ،‬ﺣﻴــﺚ‬
‫ﺷــﻬﺪت ﺗﺮاﺟــﻊ ﺣــﺎد ﰲ إﺳــﺘﺜﻤﺎرات ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع‪ ،‬ﻓﺒﻌــﺪ أن ﰎ ﻣــﻨﺢ رﺧــﺺ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻟﻘﺮاﺑــﺔ ‪ 570‬ﻣﺸــﺮوع ﺑــﲔ ‪ 1967‬و‬
‫‪ ،1969‬ﳒــﺪ أن ﻫــﺬا اﻟﻌــﺪد ﻗــﺪ إﳔﻔــﺾ وﻫــﺬا إﺑﺘــﺪاءاً ﻣــﻦ ﺳــﻨﺔ ‪ ،1975‬و ﻳﺮﺟــﻊ ذﻟــﻚ إﱃ ﺗــﺄﺛﲑ ﳐﺘﻠــﻒ اﻟﻘ ـﺮارات اﻟــﱵ‬
‫وﺿﻌﺖ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰاﺋﺮي ﲢﺖ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ )ﺗﻮﺳﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻤﺎت‪ ،‬إﺣﺘﻜﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪ 1971‬اﻟــﺬي وﺿــﻊ ﺣــﺪ ﻟﻠﻤﺴــﺎﻋﺪات اﳌﻘﺪﻣــﺔ ﻟﻠﻤﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﳋ ـﻮاص…( ‪ ،‬وﻗــﺪ دﻟــﺖ اﻹﺣﺼــﺎﺋﻴﺎت أن ﻣﺴــﺎﳘﺔ اﻟﻘﻄــﺎع‬
‫اﳋﺎص اﻟﻮﻃﲏ ﰲ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة ‪ 1974-1967‬ﱂ ﺗﺰد ﻋﻦ ‪.(2) %5,1‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﺨﻤﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﻘﺒــﺔ أﺻــﺒﺢ ﻳﻨﻈــﺮ ﻟ ـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠــﻰ ﻇﻬﻮرﻫــﺎ ﺑﻮﺟــﻪ ﺟﺪﻳــﺪ ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﺗﻮﺳــﻌﺖ ﻋﻠــﻰ ﺣﺴــﺎب اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻤــﺔ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻫــﺬا اﳌﻨﻄﻠــﻖ أﻛــﺪ اﳌﺨﻄــﻂ اﳋﻤﺎﺳــﻲ اﻷول ‪ 84-80‬ﻋﻠــﻰ ﺿــﺮورة ﺗﺮﻗﻴــﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( و اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﰲ‬
‫إﻣﺘﺼــﺎص ﺣــﺎﻻت اﻟﻌﺠــﺰ اﳌﺴــﺠﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺸ ـﺮﻳﺘﲔ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺘﲔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﰎ اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺼــﻮص اﳋﺎﺻــﺔ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع وﰲ‬

‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 80 :‬‬

‫)‪ -(2‬ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ ﻠﻮل‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 328 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﳌﻴﺜﺎق اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،1986‬اﻟﺬي أﺷﺎر إﱃ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟـﱵ ﺑﻠﻐﻬـﺎ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟـﻮﻃﲏ ‪ ،‬و ﺗﻠـﻚ اﻟﺘﻜـﺎﻣﻼت اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ اﻟـﱵ‬
‫ﺗﺆﻛــﺪ ﻋﻠــﻰ ﺿــﺮورة اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻨﻈــﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬وﰲ ﻫــﺬا اﻟﺴــﻴﺎق ﻛــﺎن ﻣــﻦ اﻟﻀــﺮوري إﻋــﺎدة اﻟﻨﻈــﺮ ﰲ ﳕــﻂ اﻟﺘﺼــﻨﻴﻊ‬
‫اﻟﻘــﺎﺋﻢ و إﺗﺒــﺎع ﳕــﻂ آﺧــﺮ ﻳﺄﺧــﺬ ﺑﻌــﲔ اﻹﻋﺘﺒــﺎر اﻟﻮاﻗــﻊ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ اﻟــﻮﻃﲏ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﳑــﺎ أدى إﱃ ﻇﻬــﻮر ﻧــﻮع ﻣــﻦ‬
‫اﻹﻫﺘﻤــﺎم ﺑـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟــﱵ أﺻــﺒﺢ ﻳﻨﺘﻈ ـﺮ ﻣﻨﻬــﺎ أن ﺗﻜــﻮن ﳏــﺮك اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﰲ ﻇــﻞ اﻷزﻣــﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﱵ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ‪ ،‬و ﻛﺤﻞ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ -1-2-1-III‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم )‪: (1‬‬
‫ﻟﻘﺪ أﻋﻄﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨـﺎت دورا ﺣﻴﻮﻳـﺎ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﻘﻄـﺎع اﻟﻌـﺎم ﰲ ﲢﻘﻴـﻖ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـﺔ‬
‫اﳌﻨﺸــﻮدة ‪ ،‬وﻗــﺪ ﻛــﺎن ذاك ﺑﺘﻮﺳــﻴﻊ ﺻــﻼﺣﻴﺎت اﳉﻤﺎﻋــﺎت اﶈﻠﻴــﺔ ﰲ ﻣﻴــﺪان اﻟﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﻦ ﺧــﻼل وﺿــﻊ‬
‫إﺟـﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ و ﺗﻨﻈﻴﻤﻴـﺔ ﺟﺪﻳـﺪة وإﻋﻄﺎﺋﻬـﺎ ﻣﻜﺎﻧـﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺘﺼـﻨﻴﻊ ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻳﺆﻛـﺪ ﻋﻠـﻰ ذﻟـﻚ اﳌﺨﻄـﻂ اﳋﻤﺎﺳــﻲ اﻷول‬
‫)‪ " (84-80‬ﳚﺐ أن ﻳﻄﻮر إﻧﺪﻣﺎج اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺧـﻼل اﻟﻌﻘـﺪ اﻟﻘـﺎدم ﰲ ﺳـﻴﺎق اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺑـﺮاﻣﺞ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م(… إن إﻧﺪﻣﺎج اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﻜﻠﻴـﻒ ـﺬﻩ اﳌﻬـﺎم اﳉﺪﻳـﺪة ﺳﺘﺴـﻬﻞ ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺘﺼـﻨﻴﻊ و إﻧـﺪﻣﺎج‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﻞ اﳉﻬــﻮي‪ ،‬وﻛــﺬﻟﻚ ﺑﻔﻀــﻞ ﻣﺴــﺎﻧﺪة ﻫﻴﺌــﺎت ﺗﻨﺴــﻴﻖ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻟــﱵ ﺳــﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻫــﺬﻩ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋــﺎت…" )‪ ، (2‬إذن ﻳــﺆدي‬
‫ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي إﱃ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ‪:‬‬
‫* إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ :‬ﻷ ﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻨﺔ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـﺔ اﻟـﱵ ﺗﻄﻮرﻫـﺎ‪ ،‬و ﺗﻮﺳـﻴﻊ اﻟﻘﺎﻋـﺪة‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ وﺣﺪات ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﱰاﻛﻢ اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫* ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬ﻷ ﺎ ﺗﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﻣـﻨﺢ اﳌﺆﺳﺴـﺎت و اﳉﻬـﺎت اﻟﻮﺻـﻴﺔ )وﻻﻳـﺔ ‪ ،‬ﺑﻠﺪﻳـﺔ( ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻛـﻞ اﻟﺴـﻴﺎدة‪ ،‬ﲝﻴـﺚ ﲡﻌـﻞ‬
‫ﻣـﻦ اﳌﺆﺳﺴــﺔ اﶈﻠﻴــﺔ وﺣــﺪة إﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ ﲢـﺪد إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ و ﺗﺴــﻴﲑﻫﺎ وﺗﻄﻠﻌــﺎت ﺗﻄﻮرﻫــﺎ ﳏﻠﻴـﺎ‪ ،‬ﺗﺴــﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻨﻔﻴــﺬ ﺑـﺮاﻣﺞ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻮازن اﳉﻬﻮي‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻹﺳﻜﺎن‪.(...‬‬
‫‪ -2-2-1-III‬اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎري ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم )‪: (3‬‬
‫ﻟﻘــﺪ ﺣﻀــﻴﺖ )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم ﰲ إﻃــﺎر اﳌﺨﻄﻄــﺎت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳــﺔ ﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨــﺎت )اﳌﺨﻄــﻂ اﳋﻤﺎﺳــﻲ‬
‫اﻷول ‪ 1984-1980‬و اﳋﻤﺎﺳـ ــﻲ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ‪ (1989-1985‬ﺑ ـ ـﱪاﻣﺞ إﺳـ ــﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻣﻌﺘـ ــﱪة ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﰎ رﺻـ ــﺪ ﻣﺒﻠـ ــﻎ ‪03‬‬
‫ﻣﻠﻴــﺎرات دج ﺧــﻼل اﳌﺨﻄــﻂ اﳋﻤﺎﺳــﻲ اﻷول و ‪ 5,5‬ﻣﻠﻴــﺎر دج ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ اﳋﻤﺎﺳــﻲ اﻟﺜــﺎﱐ ‪ ،‬و اﳉــﺪول ﻳﻮﺿــﺢ ﻟﻨــﺎ ﺣﺼــﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﰲ إﲨﺎﱄ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 86 :‬‬

‫)‪ -(2‬وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ " اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ اﳋﻤﺎﺳﻲ اﻷول ‪ ،"1984-1980‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 1984‬ص‪. 306:‬‬
‫)‪ -(3‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 87 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﺠﺪول )‪:(4/3‬ﺣﺠﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‪1989-1980‬‬

‫‪ %‬ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮع‬ ‫اﶈﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﳌﺨﻄﻄﺎت‬
‫‪02‬‬ ‫‪ 154,9 1984 – 1980‬ﻣﻠﻴﺎر دج ‪ 3‬ﻣﻠﻴﺎر دج‬
‫‪3,3‬‬ ‫‪ 174,2 1989 – 1985‬ﻣﻠﻴﺎر دج ‪5,5‬ﻣﻠﻴﺎر دج‬
‫‪5,2‬‬ ‫‪ 329,1‬ﻣﻠﻴﺎر دج ‪ 8,5‬ﻣﻠﻴﺎر دج‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫اﻟﻤﺼﺪر ﺗﻢ إﻋﺪادﻩ إﻧﻄﻼﻗﺎً ‪:‬‬
‫‪M.P.A.T et J.P powels, Cités par E.ecrement, Op Cit. P:307, et pour 2ème plan 85-89 Rapport général, jan 1985.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﱪﻧ ــﺎﻣﺞ اﳌﺨﻄ ــﻂ اﳋﻤﺎﺳ ــﻲ اﻷول واﳌﺒﻠ ــﻎ اﳌﺨﺼ ــﺺ ﻟ ــﻪ ‪ 03‬ﻣﻠﻴ ــﺎرات دج‪ ،‬ﻓﻜ ــﺎن ﳐﺼ ــﺺ ﻹﳒ ــﺎز ‪234‬‬
‫ﻣﺸﺮوع ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻮزع ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﳉﺪول ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪:(5/3‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻤﺒﺮﻣﺠﺔ ﺧﻼل اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ‪1984-1980‬‬
‫‪%‬‬ ‫ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت‬ ‫اﻟﻔﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪62,2‬‬ ‫‪146‬‬ ‫ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‬
‫‪9,8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة و اﳋﺸﺐ‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ واﳊﺪﻳﺪﻳﺔ‬
‫‪2,1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻴﻚ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫‪1,7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬
‫‪8,5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪8,5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺎت أﺧﺮى‬
‫‪100‬‬ ‫‪234‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫‪source: A.L. Boukhari, le développement économique décentralisé, Etude, Bilan et réflexion sur le cas algérien,‬‬
‫‪thèse pour le doctorat d’état, I.S.E, juin 1989, p: 200.‬‬
‫ﻋﻨـ ـ ـ ــﺪ إﻋ ـ ـ ـ ــﺪاد ﺣﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻺﳒـ ـ ـ ــﺎزات ‪ ،‬ﺗﺒ ـ ـ ـ ــﲔ أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳉﻬ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺬول ﻓ ـ ـ ـ ــﺈن اﳌﻌﻄﻴ ـ ـ ـ ــﺎت اﻹﺣﺼ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﰲ ‪ ،1984/12/31‬ﺗﻈﻬﺮ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻹﳒﺎز ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﺎرب ‪ %14‬ﻣﻦ إﲨﺎﱄ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﶈﺘﻔﻆ ﺑـﻪ ‪ ،‬و اﻟـﺬي‬
‫ﳝﺜﻞ ‪ 195‬ﻣﺸﺮوع ﻣﻦ ﳎﻤﻮع ‪ ، 234‬ﺑﻌﺪ أن ﰎ إﻟﻐﺎء ‪ 34‬ﻣﺸﺮوع ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ و اﻟﺬي ﻳﻘﺪر ﺑ ـ ‪ 163‬ﻣﺸـﺮوع )‪%71‬‬
‫ﻣ ــﻦ اﺠﻤﻟﻤ ــﻮع اﶈ ــﺘﻔﻆ ــﺎ(‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ أدرج إﲤﺎﻣ ــﻪ ﺿ ــﻤﻦ اﳌﺨﻄ ــﻂ اﳋﻤﺎﺳ ــﻲ اﻟﺜ ــﺎﱐ ‪ . (1)1989 – 85‬و ﻣ ــﻊ ﺎﻳ ــﺔ اﳌﺨﻄ ــﻂ‬
‫اﳋﻤﺎﺳﻲ اﻟﺜﺎﱐ و ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1990‬ﺑﻠﻎ ﻋﺪد )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﺣﺴﺐ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼـﺎﺋﻴﺎت )‪(ONS‬‬
‫‪ 240‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ‪ ،‬وﻫﻮ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﺠﻤﻟﻬﻮدات اﻟﱵ ﺑﺬﻟﺖ ﺧﻼل ﻃﻴﻠﺔ اﳌﺮﺣﻠﺘﲔ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- A. L. BOUKHARI, Op Cit, p:202 .‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -3-2-1-III‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص )‪: (1‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﲤﻴﺰ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﳌﺮﻛـﺰي ﺑﺎﳊـﺬر اﻟﺘﻜﺘﻴﻜـﻲ ‪ ،‬ﻓﻜـﺎن ﻳﻮﺟـﻪ ﻧﺸـﺎﻃﺎﺗﻪ ﳓـﻮ ﺗﻠـﻚ اﻟـﱵ‬
‫ﲢﻘﻖ ﻣﺮدودﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺘﻄﻠـﺐ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ ﻋﺎﻟﻴـﺔ و ﻳـﺪ ﻋﺎﻣﻠـﺔ ﻣﺆﻫﻠـﺔ‪ ،‬وأﻏﻠـﺐ ﻫـﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴـﺎت ﻛﺎﻧـﺖ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ أﻋﻤـﺎل‬
‫ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺸﺘﺖ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻢ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﻛﻞ اﳌﺮﺣﻠﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﻐﻴـﺎب اﻟﺸـﺒﻪ ﻛﻠـﻲ ﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ واﺿـﺤﺔ اﲡـﺎﻩ ﺗـﺄﻃﲑ وﺗﻮﺟﻴـﻪ وﺗﻨﻈـﻴﻢ ﺗـﺪﺧﻞ اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‪،‬‬
‫أن ﺗﻄ ــﻮرت )م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﺘﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﻠﻘﻄ ــﺎع اﳋ ــﺎص ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــﺎﻣﺶ اﳌﺨﻄﻄ ــﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺈرﺗﺒﻂ ﳕﻮﻫ ــﺎ ﻃﻴﻠ ــﺔ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ ﺑﺎﳋﻄ ــﺎب‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﻟﺬﻟﻚ إﻧﻌﻜﺎس ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻇﻞ‬
‫ﳎﻬﻮدﻩ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎري ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم و اﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﱰاﺟﻌﺖ ﺣﺼﺘﻪ ﰲ ﺗﻜـﻮﻳﻦ‬
‫رأس اﳌ ــﺎل اﻟﺜﺎﺑ ـﺖ )‪ (FBCF‬ﻣ ــﻦ ‪ %40‬ﰲ ‪ 1967‬إﱃ ‪ %13‬ﰲ ‪ ،1981‬وأن ﻣﺴ ــﺎﳘﺘﻪ ﰲ اﻟﻘﻴﻤ ــﺔ اﳌﻀ ــﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﰲ‬
‫ﺣﺪود ‪ ، %30‬ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﳉﺪول اﻟﺬي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲝﺼﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﰲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﺣﺴﺐ أﻧﻮاع ﻓﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪:(6/3‬ﺣﺼﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‬ ‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‬
‫‪1982 1969‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1969‬‬ ‫ﻓﺮوع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫‪7‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪44‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ‬
‫‪12‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‬
‫‪30‬‬ ‫‪74,5‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪25,5‬‬ ‫اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء‪ ،‬اﳌﻄﺎط‬
‫‪22‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪66‬‬ ‫اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪32‬‬ ‫اﻟﻨﺴﻴﺞ‬
‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﺟﻠﻮد و أﺣﺬﻳﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ﺧﺸﺐ و ﳒﺎرة‬
‫‪41‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‬
‫‪30‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﳎﻤﻮع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫‪Source : Les comptes économiques (67 – 78) M.P.A.T 1980, et comptes économique (79 – 82) M.P.A.T 1982.‬‬
‫و إﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻫﺬا اﳉﺪول ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨـﺎ ﻣـﺪى ﺗـﺄﺛﲑ اﻟﺘﻮﺟـﻪ اﻟﻌـﺎم ﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﺼـﺔ اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﰲ اﻟﻘﻴﻤـﺔ‬
‫اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﳝﺜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﲑة ﻋﺎم ‪ 1969‬ﺣـﻮاﱄ ‪ %68‬ﻣـﻦ اﻟﻘﻴﻤـﺔ اﳌﻀـﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈﳔﻔﺾ إﱃ ‪ %30‬ﰲ ‪ 1982‬و ﻗــﺪ ﻛـﺎن ﻫــﺬا اﻹﳔﻔـﺎظ ﰲ ﺻــﺎﱀ اﻟﻘﻄـﺎع اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬و اﻟـﺬي ﺷــﻬﺪ ﺗﻄـﻮراًﻛﺒـﲑاً‬
‫ﺣﻴﺚ إﻧﺘﻘﻠﺖ ﺣﺼﺘﻪ ﻣﻦ ‪ %22‬ﻋﺎم ‪ 1969‬إﱃ ‪ %70‬ﻋﺎم ‪.1982‬‬

‫)‪ -(1‬ﳋﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ‪ ،‬ص‪. 93 :‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪88‬‬

‫إن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﻮ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد ‪ ،‬و ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﰲ ﺷـﻜﻠﻪ و ﳏﺘـﻮاﻩ ﺑﻨﻮﻋﻴـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻟـﺬي ﺗﺘﺒﻌـﻪ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬إن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳊﺎﱄ اﻟﺴـﺎري اﳌﻔﻌـﻮل ﻫـﻮ اﻟﻘـﺎﻧﻮن رﻗـﻢ ‪ 02-88‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 12‬ﻓﻴﻔـﺮي ‪ 1988‬اﳌﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ﺑـﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻓﻬـﻲ ﺳﺘﻨﺼـﺐ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟـﺬي ﳛـﺪد‬
‫اﻹﻃــﺎر اﻟﻌــﺎم ﻟﺘﻮﺟﻴــﻪ اﳌﻨﻈﻮﻣــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ و ﻃﺒﻴﻌﺘــﻪ ‪ ،‬و ﻗــﺪ وردت ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﳌﺒــﺎدئ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﺟﺪﻳﺪة و أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﰲ اﻹﺻﻼح ‪.‬‬
‫‪ -1-3-1-III‬اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﰒ إدراج ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف ﲢﺖ ﻋﻨﻮان اﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎﻳﻠﻲ )‪: (1‬‬
‫‪ -‬ﺣﺪد دور اﻟﺪوﻟﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪ ،‬و اﻟﺴـﻬﺮ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﺄﻃﲑﻫــﺎ ﻟﻀ ــﻤﺎن وﺣﺪوﻳ ــﺔ ﻗﻴــﺎدة اﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ و ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف ‪ ،‬و اﻟ ـﱪاﻣﺞ اﳌﻘ ــﺮرة ﲢﻘﻴﻘ ــﺎ ﻣﻨﺴ ــﺠﻤﺎ ﻣ ــﻦ ﺟ ـﺮاء ﺿ ــﺒﻂ اﻟ ــﻮﺗﲑة‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣــﺪد ﻣﺴ ـﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻤﺎﻋــﺎت اﶈﻠﻴــﺔ ‪ ،‬ﲝﻴــﺚ ﺗﺘﺤﻤــﻞ ﻫــﺬﻩ اﻷﺧــﲑة ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺎ ﺎ ﰲ إﻃــﺎر ﻻﻣﺮﻛــﺰي و ﺑﺸــﻜﻞ ﻳﻀــﻤﻦ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﳌﺨﻄﻄﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻴﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣــﺪد ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﲟــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺼــﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ‪ ،‬ﲝﻴــﺚ ﺗﻜــﻮن ﻫــﺬﻩ‬
‫اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ و ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﳌﺒﻴﻨﺔ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ و ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﺎﺑﻖ و ﳏﱰم ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﺪد ﻣﻜﺎﻧﺔ و وﺿﻊ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻮﻃﲏ اﳋﺎص ‪ ،‬ﲝﻴﺚ أدرج أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺿﻤﻦ اﻹﺷﺮاف اﳌﺨﻄﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫إن اﳌﺘﻤﻌﻦ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺎدئ ﳚﺪ ﺑﺄ ﺎ أﻗﺮب إﱃ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻣﻨﻪ إﱃ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ ‪ ،‬ﻷ ـﺎ ﺗﱰﺗـﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣﺒﺎﺷـﺮة‬
‫ﺣﻘﻮﻗــﺎ و واﺟﺒــﺎت ﺗــﺆﺛﺮ ﻋﻠــﻰ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﻟﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﳌــﺎﱄ ‪ ،‬ﲝﻴــﺚ أﻧﻨــﺎ ﳒــﺪ ﺗﻘﻠﻴﺼــﺎ ﻟــﺪور اﻟﺪوﻟــﺔ ﰲ إدارة اﳊﻴــﺎة‬
‫اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ اﳌﻌﺮوﻓــﺔ ﰲ اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﳒــﺪ أﻧﻔﺴــﻨﺎ أﻣــﺎم دوﻟــﺔ أﻃﻠﻘــﺖ اﻟﻌﻨــﺎن ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2-3-1-III‬اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ‪:‬‬
‫ﻟﻘــﺪ ورد ﻫــﺬا اﻟﻌﻨ ـﻮان ﰲ اﻟﺒــﺎب اﻟﺜــﺎﱐ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﳌــﺬﻛﻮر ﺳــﺎﻟﻔﺎ ‪ ،‬و ﻫــﻮ ﳛﺘــﻮي ﻋﻠــﻰ أرﺑﻌــﺔ ﻓﺼــﻮل ﺗﺘﻌﻠــﻖ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﳋﺼﻮص ﺑﺒﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ) اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 6‬إﱃ ‪ (11‬و ﲣﺺ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ ﻓﻬﻮ ﳛﺘـﻮي ﻋﻠـﻰ ﺳـﺘﺔ‬
‫ﳏﺎور رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ اﳌﺎدة )‪. (12‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﳌﺪى ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺘﻮي ﻋﻠﻰ أﻗﺴﺎم ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﺨﻄﻂ اﻟﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﳌﺪى ) اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 14‬إﱃ ‪. ( 18‬‬
‫‪ -‬و ﲟﺨﻄﻂ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ) اﳌﺎدﺗﲔ ‪ 19‬و ‪. ( 20‬‬

‫)‪ -(1‬ﻟﻌﺸﺐ ﳏﻔﻮظ ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 1979‬ص ‪12 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -‬و اﳌﺨﻄﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ) اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 21‬إﱃ ‪. ( 24‬‬
‫‪ -‬و ﺑﺎﻟﱪاﻣﺞ اﳋﺎﺻﺔ ) اﳌﺎدة ‪. ( 25‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺨﻄﻂ اﻟﺴﻨﻮي ﻣﻦ اﳌﺎدة ) ‪ 26‬إﱃ ‪. ( 28‬‬
‫و إذا دﻗﻘﻨــﺎ ﰲ ﻛــﻞ ﻓﺼــﻞ ﻣــﻦ اﻟﻔﺼــﻮل اﻟﺴــﺎﻟﻔﺔ اﻟــﺬﻛﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨــﺎ ﳒــﺪ ﺑــﺄن اﻟﻔﺼــﻞ اﻷول ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻳﺘﻀــﻤﻦ‬
‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﶈﺪدة ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ أﳘﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﻋﺪاد اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻲ و إﺣﱰام اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺧﻼل ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺳﺘﻨﺒﺎط اﶈﺎور اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ و ﺳﲑ اﳌﺨﻄﻄﺎت ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﱵ ﻳﺴﻄﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺘﻌﺎﻣﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺪوري ‪.‬‬
‫ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن اﳌﺨﻄـﻂ اﻟـﺪوري ﻫـﻮ ﻣﺼـﻄﻠﺢ ﺟﺪﻳـﺪ ﰎ إدراﺟـﻪ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن ‪ ،‬و اﻟـﺬي ﺣـﺪدت أﻫﺪاﻓـﻪ ﰲ ﺿـﻤﺎن ﺗﻨﺎﺳـﻖ‬
‫ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻟﺮﻗﻲ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﳌﺎدة اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ،‬ﻛﺮﺳـﺖ ﻣﺒـﺪأ إﺳـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻷﻫـﺪاف اﻟـﱵ ﺗﺮﲰﻬـﺎ اﳌﺆﺳﺴـﺔ‬
‫ﻟﻨﻔﺴ ــﻬﺎ ‪ ،‬و ﻫ ــﺬا ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﳐﻄﻄﻬ ــﺎ اﻟ ــﺪوري اﳌ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺂﻓ ــﺎق دورﻳ ــﺔ ﺛ ــﻼث ﳏ ــﺪدة ﰲ اﳌ ــﺎدة اﻟﺴ ــﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬و ﻫ ــﻲ اﻷﻫ ــﺪاف‬
‫اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ‪ ،‬اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ‪ ،‬و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺴﻨﻮي ‪.‬‬
‫و ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﺿﺤﺔ ﺑـﲔ اﳉﺎﻧـﺐ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﻲ ﻟﻺﻗﺘﺼـﺎد و اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ‪ ،‬و ﻗـﺪ ﻋـﱪ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ اﳌﺸـﺮع ﺻـﺮاﺣﺔ‬
‫ﰲ اﳌﺎدة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ إﻋﺘﱪ أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ﰲ ﲨﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ﻳﻌﺘﱪ " ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻷدوات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑﻜـﻞ‬
‫ﻋﻮن إﻗﺘﺼﺎدي و إﺟﺘﻤﺎﻋﻲ " )‪. (1‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﳌﺎدة ‪ 11‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ إﺣﺘﻮاء ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ دورﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ أﺷﻐﺎل ﻳﺮاﻋـﻰ ﻓﻴﻬـﺎ ﺣﺴـﺐ اﺠﻤﻟـﺎل‬
‫‪ ،‬ﺗﻨﺎﺳــﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﶈﻠﻴــﺔ و أﻋﻤــﺎل اﻟﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴــﺔ ‪ ،‬و ﺣﺴــﺐ اﻟﻔــﺮوع ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺘﻨﺎﺳــﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﳌﺸــﱰﻛﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋــﺎت و‬
‫داﺧﻞ اﻟﻔﺮوع ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﺤﺘﻮي ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎدة واﺣـﺪة ﻫـﻲ اﳌـﺎدة ‪ ، 12‬و ﻋﻠـﻰ ﺳـﺘﺔ ﻓﻘـﺮات إﻋﺘﱪﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ اﳋﺼـﻮص ﻛﺂﻓـﺎق‬
‫ﻟﻠﺘﻄﻮر ‪ ،‬و ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻹﲡﺎﻫﺎت اﳍﻴﻜﻠﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و ﻇﺮوف اﳊﻴﺎة ‪ ،‬و ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ و اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ‪.‬‬
‫‪ -2‬أﺳــﺎﻟﻴﺐ اﻹﺧﺘﻴــﺎر اﳉﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻟــﱵ ﺗﻀــﻤﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر و اﻹﻧﺘــﺎج و اﻹﺳــﺘﻬﻼك ﰲ إﻃــﺎر‬
‫ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳊﺎﺟﻴﺎت اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﳊﺎﲰﺔ ﰲ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺘﻘﲏ و آﺛﺎرﻫـﺎ ﰲ اﻟﻨﺸـﺎط اﻹﻗﺘﺼـﺎدي و اﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ و اﻟﺜﻘـﺎﰲ ‪ ،‬و ﰲ‬
‫ﺗﻄﻮﻳﺮ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﺮأﲰﺎل ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺸﺮوط اﳊﺎﲰﺔ ﰲ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﻗﺘﺼﺎدي و ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ و ﺗﺴﻴﲑﻩ ﰲ ﲨﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻹﲡﺎﻫﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬ﻟﻌﺸﺐ ﳏﻔﻮظ ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 1979‬ص ‪18 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -6‬اﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ‪.‬‬

‫أﻣ ــﺎ اﻟﻔﺼ ــﻞ اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ ﻓـ ـﲑﺑﻂ ﺑ ــﲔ اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي و اﻹﺟﺘﻤ ــﺎﻋﻲ اﳌﺘﻮﺳ ــﻂ اﻷﻣ ــﺪ ﺿ ــﻤﻦ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﻟﻸﻫــﺪاف اﻹﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠــﺔ اﻷﻣــﺪ ‪ ،‬و ﻳﺸــﻜﻞ اﻷداة اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻺﺷـﺮاف ﻋﻠــﻰ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻳﺘﻤﺤــﻮر ﺣــﻮل‬
‫اﳌﺨﻄﻄﺎت اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﻷﻣﺪ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت )اﳌﺎدة ‪. (13‬‬
‫و ﻗــﺪ أﺛــﺎر اﻟﻘﺴــﻢ اﻷول ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﻔﺼــﻞ ﻣﺒــﺪأ ﻫــﺎم ‪ ،‬ﻳﺘﻤﺜــﻞ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴــﺔ إﻗﺎﻣــﺔ ﺟﻬــﺎز ﺧــﺎص ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻟﻔــﱰة ﳏــﺪدة‬
‫ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬و دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﻫﺪاف اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳛـﺪد اﳌﺨﻄـﻂ اﻟـﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳـﻂ اﳌـﺪى ﻓـﱰة‬
‫ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﲬﺲ ﺳﻨﻮات ‪ ،‬و ﻳﻼﺣﻆ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻔﱰة ﻫﻲ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻗﺒـﻞ ﺻـﺪور ﻫـﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن‪ ،‬و ﻫـﻲ‬
‫ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻷن ﲢﺪﻳـﺪﻫﺎ ﱂ ﻳـﺄت ﻋﻠـﻰ ﺳـﺒﻴﻞ اﻟﺒـﺖ ﺑـﻞ ﺑﺼـﻮرة ﻣﺒﺪﺋﻴـﺔ ‪ .‬ﻛﻤـﺎ ﺣـﺪد اﳌﺨﻄـﻂ اﻟـﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳـﻂ اﳌـﺪى أﻳﻀـﺎً‬
‫إﲡﺎﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻓﲑ أﺣﺴﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻄﻠﺐ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻤﺎن ﻧﺴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و ﻫﻴﻜﻠﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﺪﻳــﺪ أﺳــﺎﻟﻴﺐ و ﻗﻮاﻋــﺪ اﻟﺘﻐﻴ ـﲑات اﳍﻴﻜﻠﻴــﺔ اﳍﺎﻣــﺔ ‪ ،‬و ﺗﻄــﻮر اﻟﺘ ـﻮازن اﻟﺸــﺎﻣﻞ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻹﻧﺘــﺎج و اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر و‬
‫اﻹﺳﺘﻬﻼك و اﳌﺪاﺧﻴﻞ و اﻷﺳﻌﺎر و اﳌﻮازﻧﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ و اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣــﺎ اﳌﺒــﺪأ اﻷﺧ ــﲑ ﻓﻬــﻮ إﻋﺘﺒــﺎر اﳌﺨﻄ ــﻂ اﳌﺘﻮﺳــﻂ اﻷﻣــﺪ اﳌﺮﺟ ــﻊ اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻹﻋــﺪاد ﲨﻴــﻊ اﳌﺨﻄﻄــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ‪.‬‬
‫و ﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﺖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﺎدﺗﲔ ‪ 19‬و ‪ 20‬ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﱐ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺨﻄﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﶈﻠﻴـﺔ اﳌﺘﻮﺳـﻂ اﻷﻣـﺪ‪،‬‬
‫و ﰲ اﻟﻘﺴــﻢ اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ اﳌﺘﻮﺳــﻂ اﻷﻣــﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ) اﳌ ـﻮاد ﻣــﻦ ‪ 21‬إﱃ ‪ ، ( 24‬و ﰲ اﻟﻘﺴــﻢ‬
‫اﻷﺧﲑ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻟﱪاﻣﺞ اﳋﺎﺻـﺔ ‪ ،‬و ﻳﻼﺣـﻆ أن ﻫـﺬﻩ اﳌﺨﻄﻄـﺎت ﲨﻴﻌﻬـﺎ ﺗﻌـﺪ ﰲ إﻃـﺎر ﺗﻮﺟﻴﻬـﺎت اﳌﺨﻄـﻂ اﻟـﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳـﻂ‬
‫اﻷﻣـﺪ و أﻫﺪاﻓـﻪ ‪ ،‬و ﻃﺒﻘـﺎً ﳌﻘﺘﻀـﻴﺎت اﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي اﻟﻔﺮﻋـﻲ ‪ ،‬و ﺗﺘﺤﻤـﻞ اﳌﺆﺳﺴـﺎت و اﳉﻤﺎﻋـﺎت ﻣﺴـﺆوﻟﻴﺎ ﺎ ﻣﻘﺎﺑــﻞ‬
‫اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﻟﱵ ﲤﺎرﺳﻬﺎ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﻔﺼــﻞ اﻟﺮاﺑــﻊ ﻓﻘــﺪ إﺣﺘــﻮى ﺛــﻼث ﻣ ـﻮاد إﻋﺘــﱪ اﳌﺸــﺮع اﳌﺨﻄــﻂ اﻟﺴــﻨﻮي أداة ﻟﻠﺘﻌــﺪﻳﻼت اﻹﲨﺎﻟﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄــﻂ‬
‫اﻟـ ــﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳـ ــﻂ اﻷﻣـ ــﺪ ‪ ،‬و ﳛـ ــﺪد اﻟـ ــﺪواﻟﻴﺐ اﻹﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻌـ ــﺪﻳﻞ ﺑ ـ ـﺮاﻣﺞ اﻷﻋﻤـ ــﺎل و أدوات ﺿـ ــﺒﻂ اﻟـ ــﻮﺗﲑة‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬و ﻳﺒﲔ ﻣﺪى اﻟﺮﻗﻲ اﳌﻄﻠﻮب ﲢﻘﻴﻘﻪ ﰲ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻗﺎﻣﺔ أدوات اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و ﻣﺆﺷﺮا ﺎ و ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ و ﺳﲑﻩ وﻓﻘﺎً ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﳌﺨﻄﻂ اﻟﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺛﺮاء ﲨﻴﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت و ﻧﺸﺮﻫﺎ و ﺗﺪاوﳍﺎ ‪.‬‬
‫و ﻹﺿــﻔﺎء اﻟﺼــﻔﺔ اﻹﻟﺰاﻣﻴــﺔ ﰲ اﻟﺘﻄﺒﻴــﻖ ﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ اﳌﺨﻄــﻂ ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﺼــﺎدق ﻋﻠــﻰ اﳌﺨﻄــﻂ اﻟﺴــﻨﻮي ﺑﻘــﺎﻧﻮن ﻳﺮﻓــﻖ ﻣﺸــﺮوﻋﻪ‬
‫ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﻮﻃﲏ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ‪.‬‬
‫و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺴﻨﻮي ﻫﻮ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ‪ .‬أﻣـﺎ ﻫـﺬﻩ اﻟﻘـﺎﻧﻮن‬
‫ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﺑﻀﺒﻂ اﻟﻮﺗﲑة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﳌﻘﺮر ﻟﻠﺘﻮازﻧـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ اﻹﲨﺎﻟﻴـﺔ و اﻟﻨﺴـﺐ اﳍﻴﻜﻠﻴـﺔ ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻳﺪﻋﻢ اﳊﻮاﻓﺰ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﳜﻔﻒ ﻣﻦ ﻋـﺐء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﺎت اﻹدارﻳـﺔ و ﻳﺸـﺠﻊ اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳـﺔ و اﻟﺜﺎﺑﺘـﺔ ﺑـﲔ اﳌﺆﺳﺴـﺎت و‬
‫اﻷﻋﻮان اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ ‪ ،‬و ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻮق ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪﻋﻢ دور ﺿﺒﻂ اﻟﻮﺗﲑة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬واﻗﻊ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫) ‪(1‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬إﺟﺮاءات ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎم ﻟﻨﺸﺎط اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و ﰲ ﻫــﺬا اﻹﻃــﺎر‪ ،‬ﻓــﺈن ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻹﺟ ـﺮاءات اﻟــﱵ ﻗﺎﻣــﺖ ــﺎ اﻟﺪوﻟــﺔ‪ ،‬ﻫــﻲ وﺿــﻊ ﻣــﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﳉﻬــﺎز اﶈﻔــﺰ ﻟﻺﻧﻌــﺎش‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬و اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻬﺪف إﱃ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﳉﺬرﻳﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،‬وﲢﻘﻴﻖ اﻹﺻـﻼﺣﺎت اﻟـﱵ ﰎ‬
‫اﻹﻧﻄﻼق ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬و ﲪﺎﻳﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﻮﺟﻮدة وﺗﺮﻗﻴﺘﻬﺎ ودﻋﻢ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫‪ -1-1-2-III‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة و اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪:‬‬
‫إن أول اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﰎ إﲣﺎذﻫﺎ ‪ -‬رﻏﻢ أ ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ‪ -‬ﻟﺘﺤﺴﲔ اﶈﻴﻂ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬ﱂ ﺗـﺘﻢ إﻻ ﻣﻨـﺬ‬
‫اﻟﺒــﺪء ﰲ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﻟــﱵ ﺷــﻬﺪ ﺎ اﻟــﺒﻼد ﺳــﻨﺔ ‪ ،1988‬وﻫــﺬا رﻏــﻢ أن اﻟﺴــﻠﻮﻛﺎت واﻹﺟ ـﺮاءات اﻹدارﻳــﺔ ﻗــﺪ‬
‫ﺑﻘﻴﺖ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ‪ ،‬ﺗﻨﺤﺎز ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪.‬‬
‫وﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻹﺟ ـﺮاءات اﳌﺘﺨــﺬة ﻟﺘﺨﻔﻴــﻒ اﻟﻘﻴــﻮد اﻟــﱵ ﻛﺎﻧــﺖ ﲣﻨــﻖ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‪ ،‬ﳔــﺺ ﺑﺎﻟــﺬﻛﺮ ﲣﻔــﻴﺾ ﻧﺴــﺐ اﻟﻔﻮاﺋــﺪ‬
‫اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ‪ ،‬ﳑﺎ أدى إﱃ ﺣﺪوث إﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ و إﱃ إﳔﻔﺎض ﻣﻌـﺪل اﻟﺘﻀـﺨﻢ إﱃ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎت ﻣﻼﺋﻤـﺔ‬
‫ﻹﺣﺘﻴﺎﺟ ــﺎت اﻹﻧﻌ ــﺎش اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ) ﻣ ــﻦ ‪ %25-24‬إﱃ ‪ ،(%10-8‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﺳﻠﺴــﻠﺔ ﻣ ــﻦ اﻹﺟ ـﺮاءات اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ )‬
‫ﻛﺘﺨﻔﻴﺾ ﺿﺮﻳﺒﺔ أرﺑﺎح اﻟﺸﺮﻛﺎت وﺿﺮﻳﺒﺔ اﻟﺪﺧﻞ اﻹﲨﺎﱄ( اﻟﱵ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﳐﺘﻠﻒ ﻗﻮاﻧﲔ اﳌﺎﻟﻴﺔ إﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺳـﻨﺔ ‪ 1991‬إﱃ‬
‫ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ‪ ،‬وﻛﺬا وﺿﻊ ﺟﻬﺎز ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت‪ ،‬وﺗﻮﺳﻴﻊ ﳎـﺎل اﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـﺮوض ﺣـﱴ و إن‬
‫ﻛﺎﻧــﺖ ﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻵﻟﻴــﺎت ﺻــﺎرﻣﺔ وﻏــﲑ ﻣﻨﺎﺳــﺒﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻫــﺬﻩ اﻷﺧــﲑة ﻻ ﺗﺘــﻮﻓﺮ ﻋﻠــﻰ ﺿــﻤﺎﻧﺎت ﻣﺸــﺠﻌﺔ‬
‫ﻛﺘﻠ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﺗﻄﺎﻟ ــﺐ ــﺎ اﻟﺒﻨ ــﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ ‪ .‬وﻛ ــﺎن ﻣ ــﻦ ﺑ ــﲔ اﻹﺟ ـﺮاءات اﳍﺎﻣ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﰎ اﻟﻘﻴ ــﺎم ــﺎ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻨﺴ ــﻴﺞ‬
‫اﳌﺆﺳﺴــﺎﰐ اﳌﻮﺟــﻮد و ﻫــﺬا ﰲ ﺳــﻨﺔ ‪ ،1996‬وﻫــﺬا ﺑﺈﻧﺸــﺎء ﳉﻨــﺔ وﻃﻨﻴــﺔ ﻣﻜﻠﻔــﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳــﺪ ووﺿــﻊ آﻟﻴــﺎت ﲪﺎﻳــﺔ اﳌﻨﺘــﻮج اﻟــﻮﻃﲏ‬
‫ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة و اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﳌﺴﺘﻮردة ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻣﺴﺖ ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔـﺎت‬
‫اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻹدارﻳﺔ واﻟﱵ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ إﻋﻄﺎء وﻟﻮ ﺟﺮﻋﺔ أﻛﺴﺠﲔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﳌﺮﻳﻀﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ رﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ‪ ،‬ﻓﺈن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺨﺬة ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر‪ ،‬ﻗﺪ أدت إﱃ ﺣﺪوث ﻋﺪم إﺳﺘﻘﺮار ﺣﻘﻴﻘـﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻔـﺎت‬
‫‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت ﻗﺪ ﻣﺴـﺖ ﻧﻔـﺲ اﳌﻨﺘـﻮج )ﺗﻌﺮﻳﻔـﺔ ﲨﺮﻛﻴـﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀـﺔ ‪ ،‬و ﻗـﻴﻢ إدارﻳـﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌـﺔ(‪ ،‬أﺿـﻒ إﱃ ﻛـﻞ‬
‫ذﻟــﻚ‪ ،‬اﻟﻀــﻐﻂ اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﳛــﺪث ﺑــﲔ اﳌﺘﻌــﺎﻣﻠﲔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﲔ ﻟــﻨﻔﺲ اﻟﻘﻄــﺎع‪ ،‬أﻳــﻦ ﻛــﺎن ﻣﻨﺘــﻮج أﺣــﺪﻫﻢ ﻳﺘﻌــﺮض إﱃ رﺳــﻮم‬
‫ﺿﺨﻤﺔ ﺟﺪا وﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻣﺘﻌﺎﻣﻞ آﺧﺮ ) ﻣﺸﺎﻛﻞ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ و اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﳌﺼﻨﻌﺔ(‪.‬‬

‫‪ -2-1-2-III‬ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p:8.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫إن ﺗﻄــﻮر اﻹﻃــﺎر اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ ﻟﱰﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻗــﺪ ﻛــﺎن وﻟﻴــﺪ ﲢﻜــﻢ ﻋﻨﺼـﺮﻳﻦ أﺳﺎﺳــﻴﲔ‪ :‬أوﳍﻤــﺎ إرادة اﻟﺴــﻠﻄﺎت ﰲ رﻓــﻊ‬
‫اﳊﺼﺎر ﻋﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ‪ ،‬ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ دﻓـﻊ ﺗﻨﻤﻴﺘـﻪ و ﺗﻄـﻮﻳﺮﻩ‪ ،‬و ﺛﺎﻧﻴﻬﻤـﺎ ﺗﻌﻤـﻖ اﻷزﻣـﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ اﶈﻠﻴـﺔ إزاء ﺷـﺒﺢ‬
‫اﻟﻌﻮﳌﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﻓﻜﺮة إﻧﺸﺎء إﻃﺎر ﻗـﺎﻧﻮﱐ ﺣﻘﻴﻘـﻲ ﻣﻼﺋـﻢ ﻳﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺟـﺬب اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﺑﺸـﻘﻴﻪ اﻟـﻮﻃﲏ و‬
‫اﻷﺟﻨﱯ ‪ ،‬و ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻳﻌﺘﱪ ﺿﺮورة ﻣﻠﺤﺔ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﻈﺮوف اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺮوﻧﺔ اﲡﺎﻩ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﳋﺎص‪ ،‬و ﻫﺬا إﺑﺘـﺪاءاً ﻣـﻦ‬
‫ﺳــﻨﺔ ‪ ،1988‬و ذﻟــﻚ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟﻘــﺎﻧﻮن رﻗــﻢ ‪ 88-25‬اﳌــﺆرخ ﰲ ‪ ،1988/07/19‬و اﻟــﺬي ﺣــﺮر ﺳــﻘﻒ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‬
‫اﳋﺎص‪ ،‬و ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻋﺪة ﻗﻄﺎﻋﺎت‪ .‬و ﲡﺪر اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ‪ ،‬أﻧﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳـﺔ ‪ ، 1990‬و‬
‫ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗـﻢ ‪ 90-10‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 1990 /04/14‬اﳌﺘﻌﻠـﻖ )ﺑﺎﻟﻨﻘـﺪ واﻟﻘـﺮض(‪ ،‬ﰒ ﺑﻌـﺪﻫﺎ ﰲ ﺳـﻨﺔ ‪1991‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺮﺳﻮم ‪ 91-37‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1991 /02/19‬اﳌﺘﻀﻤﻦ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬أﻳﻦ ﰎ اﻟﺸﺮوع ﻓﻌﻼً ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻣــﻦ إﻧﺘﻘــﺎل اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﳉﺰاﺋــﺮي إﱃ إﻗﺘﺼــﺎد اﻟﺴــﻮق‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻹﻋـﱰاف اﻟﺮﲰــﻲ ﺑﺎﻟــﺪور اﻟــﺬي ﳚــﺐ أن ﻳﻠﻌﺒــﻪ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص )اﻟﻮﻃﲏ و اﻷﺟﻨﱯ( ﰲ إﻧﻌﺎش اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬أﻳﻦ ﳒﺪ أن ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﻘﺪ و اﻟﻘﺮض‪ ،‬ﻗﺪ ﲰﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸـﺎرﻳﻊ‬
‫إﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﺑﺮؤوس أﻣﻮال أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻛﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﲰﺢ أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص اﻟﻮﻃﲏ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺷﺮﻛﺎت ﳐﺘﻠﻄﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻣﻜﻦ ﻣﺸﺮوع اﻹﺻﻼح اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻣـﻦ ﺳـﻦ ﻗـﺎﻧﻮن ﺧـﺎص ﺑﺎﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر )اﻟـﻮﻃﲏ أو اﻷﺟﻨـﱯ(‪ ،‬و اﻟـﺬي ﺻـﻮدق‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ رﻗﻢ ‪ 93-12‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ ،1993 /10/15‬و اﻟـﺬي أﻋﻠـﻦ ﺻـﺮاﺣﺔ ﺣﺮﻳـﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ أي‬
‫ﳎ ــﺎل ﻛ ــﺎن ‪ ،‬و اﻟﺘﻘﻠﻴ ــﻞ اﻟﺸ ــﺒﻪ ﻛﻠ ــﻲ ﳉﻤﻴ ــﻊ اﻹﺟـ ـﺮاءات اﻟ ــﱵ ﺗﻌﺮﻗ ــﻞ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﱃ وﺿ ــﻊ إﺟـ ـﺮاءات ﺗﺸ ــﺠﻴﻌﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ و اﻟﱵ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﳍـﻢ إﻃـﺎرﻫﻢ اﻟﻘـﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﺳـﺘﻜﻮن أﻳﻀـﺎ ﻣﺸـﻜﻠﺔ ﻣـﻦ إﻣﺘﻴـﺎزات ﺟﺒﺎﺋﻴـﺔ و ﺷـﺒﻪ ﺟﺒﺎﺋﻴـﺔ‬
‫ﻟﻜﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﻨﺠﺰة ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ أو اﳉﻬﻮي )اﳉﻨﻮب اﻟﻜﺒـﲑ‪ ،‬ﻣﻨﻄﻘـﺔ اﻟﻄـﻮق اﻟﺜـﺎﱐ ﻟﻠﺠﻨـﻮب‪ ،‬و اﻟـﺪواﺋﺮ اﻟـﱵ‬
‫ﺗﺴﻌﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﱰﻗﻴﺘﻬﺎ(‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺮة ‪.‬‬
‫إن ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻹﺟ ـﺮاءات اﳍﺎﻣــﺔ اﻟــﱵ ﺟــﺎءت ﰲ ﻗــﺎﻧﻮن اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر اﻟﺴــﺎﻟﻒ اﻟــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﳒــﺪ إﻧﺸــﺎء ﻣــﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﻟﺸــﺒﺎك‬
‫اﻟﻮﺣﻴﺪ‪ ،‬ﻫﺬا اﻷﺧﲑ أوﻛﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑـ‪:‬‬
‫* ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ‪.‬‬
‫* ﻣﻨﺢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﶈﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻹﳒﺎز اﳌﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬
‫* ﻣﻨﺢ ﻗﺮارات اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻹﻣﺘﻴﺎزات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﻴﲑ ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺎك ‪ ،‬ﻗـﺪ أوﻛﻠـﺖ ﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﺗﺮﻗﻴـﺔ ودﻋـﻢ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر )‪- (APSI‬أﻧﺸـﺄت ﺳـﻨﺔ ‪ -1994‬و‬
‫ﻫﺬا ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻘﻮم ﺬﻩ اﳌﻬﻤﺔ ﺑﺼﻔﺔ إﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺳﺠﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ‪30‬‬
‫أﻟﻒ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪ % 99‬ﻣﻦ ﻧﻮع )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و ﻫﺬا ﲟﺒﻠﻎ ﻳﻔﻮق ‪ 37‬ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر‪ ،‬و اﻟﱵ ﻣـﻦ ﺷـﺄ ﺎ ﺧﻠـﻖ‬
‫‪ 1286000‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ )‪ ، (1‬واﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ إﻋﺎدة إﻧﻄﻼق ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻓﻖ أﺳﺲ ﻗﻮﻳﺔ وداﺋﻤـﺔ ‪.‬ﻟﻜـﻦ‬
‫ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﻨﺠﺰة ﻓﻌـﻼً ﱂ ﻳﺘﺠـﺎوز ‪ ،%6‬وﻫـﺬﻩ اﻟﻨﺴـﺒﺔ ﺗﻌـﲏ أن اﻹﻃـﺎر اﻟﺘﺸـﺮﻳﻌﻲ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﻲ‪ ،‬ﱂ‬
‫ﻳﻜﻮﻧــﺎ ﻛﺎﻓﻴــﺎن ﻟﺘﺤﻔﻴــﺰ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺑــﻞ ﻳﺘﻌــﲔ زﻳــﺎدة ﻋﻠــﻰ ذﻟــﻚ‪ ،‬ﺑــﺬل ﳎﻬــﻮدات أﻛﺜــﺮ ﺟﺪﻳــﺔ ﳉﻌــﻞ اﶈــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p:8.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫أﻛﺜﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺈﺳﺘﺜﻤﺎرات ﺟﺪﻳﺪة ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﲟﺸﺎرﻳﻊ ﲣـﺺ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻓﺤﺴـﺐ اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻵراء ﰲ‬
‫ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ‪ ،‬ﻓﺈن )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧﻌﺎش دواﻟﻴﺐ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ و ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ‪.‬‬
‫‪ -3-1-2-III‬ﻧﻄﺎق اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻤﺤﻔﺰ ﻟﻺﻧﻌﺎش اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬
‫إﻧــﻪ رﻏــﻢ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻟﻌﻤﻴﻘــﺔ ‪ ،‬اﻟﺮاﻣﻴــﺔ إﱃ ﲢﺴــﲔ اﻹﻃــﺎر اﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻲ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤــﻲ‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ ﳏﺎوﻟــﺔ ﺗــﻮﻓﲑ اﻟﺸــﺮوط‬
‫اﳌﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻟﱰﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر وﺗﻄــﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‪ ،‬ﻣﺎزاﻟــﺖ ﻋــﺪة ﺻــﻌﻮﺑﺎت ﲢــﺪ ﻣــﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴــﺔ اﻹﺟـﺮاءات اﳌﺘﺨــﺬة ﰲ ﻫــﺬا اﺠﻤﻟــﺎل ‪،‬‬
‫ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻣﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫* ﻏﻴﺎب ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﻴﺪة وﻣﻬﻴﻜﻠﺔ ﺣـﻮل اﻟﻘﻄـﺎع‪ ،‬أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ اﻟﻐﻴـﺎب اﻟﺸـﺒﻪ ﻛﻠـﻲ ﳌﻔﻬـﻮم )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﳑـﺎ أدى‬
‫إﱃ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻔﻞ اﳉﻴﺪ ﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دﻋﻢ ﺧﺎص‪.‬‬
‫* ﻧﻘــﺺ إن ﱂ ﻧﻘــﻞ اﻟﻐﻴــﺎب اﻟﺘــﺎم ﻟﻠﺘﺸــﺎور ﺑــﲔ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ وﻋــﺎﱂ اﳌﺆﺳﺴــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ إذا ﺗﻌﻠــﻖ اﻷﻣــﺮ ﺑﺪراﺳــﺔ‬
‫اﳌﻠﻔــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﻟﻜــﱪى ‪ ،‬وﻛ ــﺬﻟﻚ ﰲ إﲣــﺎذ اﻟﻘ ـﺮارات اﳊﺎﲰ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻣــﻦ ﺷ ــﺄ ﺎ اﻟﺘــﺄﺛﲑ ﰲ ﺗﺴــﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت و ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﰲ اﻟﻐﺎﻟــﺐ ﺗﻜــﻮن ﻏــﲑ ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺘــﺄﻗﻠﻢ ﻣــﻊ اﻟﺘﻐ ـﲑات اﻟــﱵ ﲢــﺪث ﰲ ﳏﻴﻄﻬــﺎ ﻋﺎﻣــﺔ )إدارﻳــﺔ‪ ،‬ﻣﺎﻟﻴــﺔ‪،‬‬
‫ﺟﺒﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.(...‬‬
‫* ﻋــﺪم اﻟﺘﻄﺒﻴــﻖ اﻟﻔﻌﻠــﻲ ﻟﺘﻠــﻚ ﻟﻺﺟ ـﺮاءات اﳌﻘﱰﺣــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ " اﻟﺸــﺒﺎك‬
‫اﻟﻮﺣﻴﺪ " اﻟﺬي ﱂ ﻳﺸﺘﻐﻞ أﺑﺪا ﺑﺼﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫* ﻋﺪم إﺳﺘﻘﺮار اﳉﻬﺎز اﳉﺒﺎﺋﻲ و اﻹﺟﺮاءات اﳌﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬و اﻟـﱵ ﺗﻌﻄـﻲ اﻹﺣﺴـﺎس ﻋﻠـﻰ أن اﳉﺒﺎﻳـﺔ ﻣـﺎﻫﻲ إﻻ وﺳـﻴﻠﺔ‬
‫ﺳﻬﻠﺔ ﻟﺰﻳﺎدة إﻳﺮادات ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن أداة ﳑﻴﺰة ﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﻗﺘﺼﺎد‪.‬‬
‫* ﻋﺪم إﺣﱰام اﻹﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻛﺘﻠﻚ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ‪ ،‬واﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﺑﺘﺤﻤـﻞ اﻟﺪوﻟـﺔ‬
‫ﻟﻨﻔﻘﺎت اﳍﻴﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﶈﺪدة ﻹﺟﺮاءات و آﻟﻴﺎت ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻹﻟﺘﺰاﻣﺎت‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺤﻮﻻت‬
‫إن اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﻜﺒﲑة اﻟﱵ ﻳﺘﻤﺘﻊ ـﺎ ﻗﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﺗﺴـﺘﻮﺟﺐ اﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ اﳌﺴـﺘﻤﺮة ﻟﻨﻤﻮﻫـﺎ اﻟـﺪﳝﻮﻏﺮاﰲ وﺗﻄﻮرﻫـﺎ ‪ ،‬وذﻟـﻚ‬
‫ﺣﱴ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﳑﻴﺰا ﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ إﲨﺎﳍﺎ ﰲ ﻗﺪرة ﻫﺬا اﻟﻘﻄـﺎع ﻋﻠـﻰ ﺗـﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻـﺐ ﻟﻠﺸـﻐﻞ‪ ،‬و ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﳋﺎم و ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ‪ .‬وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﻤﻴﺰات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﰎ اﻹﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ )‪ (03‬ﻣﺼﺎدر ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ‪ ،‬ﻧﻈﺮا ﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺘﻬﺎ‪:‬‬
‫* ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤـﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪ ( CNAS‬ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ اﳋﻮاص و أﺟﺮاﺋﻬﻢ ‪.‬‬
‫* ﻣﻄﺒﻮﻋــﺎت وﻣﻌﻄﻴــﺎت اﻟــﺪﻳﻮان اﻟــﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼــﺎﺋﻴﺎت )‪ ، (ONS‬و ﻫــﺬا ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ ﺣﺠــﻢ ﻣﺴــﺎﳘﺔ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ﰲ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫* وأﺧـﲑاً ‪ ،‬اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﻋــﺪة اﳌﻌﻄﻴــﺎت اﻟــﱵ ﻳﻘــﺪﻣﻬﺎ اﳌﺮﻛــﺰ اﻟــﻮﻃﲏ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت اﻹﺣﺼــﺎﺋﻴﺔ )‪ ( CNIS‬ﺑﺎﳌﺪﻳﺮﻳــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎرك ‪ ،‬ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺣﺼﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﰲ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -1-2-2-III‬ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﱄ ‪ ،‬إﻧـﻪ ﻣـﻦ اﻟﺼـﻌﺐ ﲢﺪﻳـﺪ ﺗﺸـﻜﻴﻠﺔ دﻗﻴﻘـﺔ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ – و اﻟـﱵ ﻻزاﻟـﺖ ﻣﺴـﺘﻤﺮة – اﻟـﱵ‬
‫ﻳﻘــﻮم ــﺎ اﻟــﺪﻳﻮان اﻟــﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼــﺎء )‪ ، (ONS‬وﻫــﺬا ﺑﺎﻟﺘﻌــﺎون ﻣــﻊ اﳌﺪﻳﺮﻳــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻀـﺮاﺋﺐ )‪ ، (1‬و اﻟــﱵ ــﺪف أﺳﺎﺳـﺎً إﱃ‬
‫إﻋﻄــﺎء رﻗــﻢ ﺗﻌﺮﻳــﻒ إﺣﺼــﺎﺋﻲ )‪ ،(NIS‬ﻗــﺪ أﺣﺼــﺖ ‪ 320000‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ‪ ،‬و ﻫــﺬا اﻟﻌــﺪد ﻳﺸــﻤﻞ ﻛــﻞ ﺷــﺨﺺ ﻣﻌﻨــﻮي أو‬
‫ﻃﺒﻴﻌﻲ وﻣﻌﺮوف ﻟﺪى اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ )ﲡﺎر‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬أﻋﻤﺎل ﺣﺮة‪.(...‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ اﳌﻠﻔ ـ ــﺎت اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﻨﺪوق اﻟ ـ ــﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀ ـ ــﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ )‪ ، (2) (CNAS‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻛﺸ ـ ــﻔﺖ أﻧ ـ ــﻪ و إﱃ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ‬
‫‪ ، 99/12/31‬ﻋــﻦ وﺟــﻮد ‪ 159507‬ﻣﺴــﺘﺨﺪم ﺧــﺎص و ‪ 634375‬أﺟــﲑ ﻣﺼــﺮح ﺑــﻪ ﻟــﺪﻳﻬﻢ ‪ .‬و ﲡــﺪر اﻹﺷــﺎرة ‪ ،‬أن‬
‫ﻫـﺬا اﻟﻌـﺪد ﻗـﺪ ﻛـﺎن ﺳــﻨﺔ ‪ 1998‬ﻳﻘـﺪر ﺑ ـ ‪ ،137846‬أي زﻳـﺎدة ﻗـﺪرﻫﺎ ‪) 21661‬م‪.‬ص‪.‬م( )‪ ،( %13,5 +‬ﻛﻤــﺎ أن‬
‫ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﺳﻨﺔ ‪ 1992‬ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻌـﺪى ‪ ،103925‬واﻟـﺬي ﻳﻌـﲏ ﺑﻠﻐـﺔ اﻷرﻗـﺎم‪ ،‬زﻳـﺎدة ﻗـﺪرﻫﺎ ‪ %53,4‬ﻣـﻦ ﺳـﻨﺔ ‪1992‬‬
‫إﱃ ﺳﻨﺔ ‪.(3) 1999‬‬
‫‪ -2-2-2-III‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﺴﺐ ﻓﺌﺔ اﻟﻌﻤﺎل ‪:‬‬
‫إن ﺗﻮزﻳﻊ ‪ 159507‬ﻣﺆﺳﺴﺔ و اﶈﺼﺎة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪ (CNAS‬وﻫـﺬا ﺣﺴـﺐ‬
‫ﻓﺌﺔ اﻟﻌﻤﺎل ‪ ،‬ﻳﺒﲔ أن ‪:‬‬
‫* اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻋﻤﺎل ﲤﺜﻞ ‪ ، %93,24‬وﺗﺸﻐﻞ ‪ 221975‬أﺟﲑ أي ‪ %35‬ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‬
‫اﻟﻜﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫* اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟــﱵ ﺗﺸــﻐﻞ ‪ 10‬ﻋﻤــﺎل ﻓــﺄﻛﺜﺮ ﲤﺜــﻞ ‪ 10782‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ ‪ ،‬أي ‪ % 7‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد اﻹﲨــﺎﱄ ‪ ،‬وﺗﺸــﻐﻞ‬
‫‪ 412400‬أﺟﲑ أي ‪ % 65‬ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺣﺴﺐ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻌﻤﺎل ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ إﻃﻼﻗﺎً ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻨﺴـﻴﺞ ﻟﻘﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﻋﱪ اﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻓﻔﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﺜﻼ ‪ :‬ﻓﺈن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻋﻤـﺎل ﲤﺜـﻞ ‪ % 95‬ﻣـﻦ اﺠﻤﻟﻤـﻮع اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺎت‬
‫وﺗﺴـﺘﺨﺪم ‪ % 47‬ﻣـﻦ اﻷﺟـﺮاء‪ ،‬أﻣـﺎ ﰲ اﻟﱪازﻳـﻞ ﻓﻬﻨـﺎك أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ‪ 4500000‬ﻣﺆﺳﺴـﺔ‪ ،‬و اﻟـﱵ ﻣﻨﻬـﺎ ‪ %98,7‬ﺳـﺠﻠﺖ‬
‫ﺿﻤﻦ ﻓﺌﺎت اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة ﺟـﺪا )‪ ، (TPE‬وﺗـﻮﻓﺮ‪ % 60‬ﻣـﻦ ﻣﻨﺎﺻـﺐ اﻟﺸـﻐﻞ ‪ .‬وﰲ ﻣـﺎﻳﻠﻲ ﺗﻮزﻳـﻊ اﳌﺆﺳﺴـﺎت اﳋﺎﺻـﺔ‬
‫إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ‪ 1999/12/31‬ﰲ اﳉﺪول )‪. (7/3‬‬

‫اﻟﺠﺪول )‪ :(7/3‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ‪.1999/12/31‬‬

‫ﻓﺌﺎت اﻟﻌﻤﺎل ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ %‬ﻋﺪد اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ اﻟﻨﺴﺒﺔ ‪%‬‬
‫‪34,90‬‬ ‫‪221975‬‬ ‫‪93,24‬‬ ‫‪148725‬‬ ‫‪9–0‬‬

‫)‪ - (1‬إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎﺋﻴﺎت )‪.1999 (ONS‬‬

‫)‪ -(2‬إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪.1999 (CNAS‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p:11.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪12,15‬‬ ‫‪77082‬‬ ‫‪3,62‬‬ ‫‪5778‬‬ ‫‪19 – 10‬‬

‫‪15,70‬‬ ‫‪99649‬‬ ‫‪2,08‬‬ ‫‪3322‬‬ ‫‪49 - 20‬‬
‫‪10,66‬‬ ‫‪67664‬‬ ‫‪0,62‬‬ ‫‪997‬‬ ‫‪99 - 50‬‬
‫‪26,48‬‬ ‫‪168005‬‬ ‫‪0,42‬‬ ‫‪685‬‬ ‫‪ 100‬ﻓﺄﻛﺜﺮ‬
‫‪100‬‬ ‫‪634375‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪159507‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)‪.1999 (CNAS‬‬
‫‪ -3-2-2-III‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط ‪:‬‬
‫إن )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة أﺳﺎﺳﺎً ﰲ ﲬﺴﺔ )‪ (05‬ﻓﺮوع ﻟﻠﻨﺸﺎط ‪ ،‬وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪. %26,7‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺠﺎرة ‪. %16,34‬‬
‫‪ -‬اﻟﻨﻘﻞ و اﳌﻮاﺻﻼت ‪. %8,7‬‬
‫‪ -‬اﳋﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻸﺳﺮ ‪. %8,59‬‬
‫‪ -‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ‪. %7,29‬‬
‫و اﳉﺪول رﻗﻢ )‪ ( 8/3‬ﻳﺒﲔ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪ :(8/3‬ﻓﺮوع اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ)م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ %‬ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻨﺴﺒﺔ ‪%‬‬ ‫ﻓﺮوع اﻟﻨﺸﺎط‬
‫‪10,49 66553 16,34‬‬ ‫‪26073‬‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة‬
‫‪38,9‬‬ ‫‪247243‬‬ ‫‪26,7‬‬ ‫‪42687‬‬ ‫اﻟﺒﻨﺎء وأﺷﻐﺎل ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫‪3,41‬‬ ‫‪21640‬‬ ‫‪8,78‬‬ ‫‪14018‬‬ ‫اﻟﻨﻘﻞ و اﳌﻮاﺻﻼت‬
‫‪2,87‬‬ ‫‪18259‬‬ ‫‪8,59‬‬ ‫‪13702‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻸﺳﺮ‬
‫‪7,8‬‬ ‫‪49488‬‬ ‫‪7,29‬‬ ‫‪11640‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪63,47 403183 67,78‬‬ ‫‪108120‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤﻮع‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)‪.1999 (CNAS‬‬
‫إن ﻫــﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﳋﻤﺴــﺔ ﺗﺸــﻐﻞ ‪ 403183‬أﺟــﲑ‪ ،‬أي ‪ %63,5‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد اﻹﲨــﺎﱄ ﻟﻠﻌﻤــﺎل ‪ ،‬ﻣــﻊ ﺳــﻴﻄﺮة‬
‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ‪ ،‬أﻣـﺎ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ أﺧـﺮى ﻓـﺈن ﻓﺤـﺺ ﻓـﺮوع اﻟﻨﺸـﺎﻃﺎت ‪ ،‬ﻳﺒـﲔ ﺑﻮﺿـﻮح‬
‫أﳘﻴــﺔ ﻋــﺪد اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟــﱵ ﺗﻨﺸــﻂ ﰲ ﻗﻄــﺎع اﳋــﺪﻣﺎت )اﻟﺘﺠــﺎرة ‪ ،‬اﳋــﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت‪ ،‬اﻟﻨﻘــﻞ و اﳌﻮاﺻــﻼت ‪،‬‬
‫اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر‪ ، (...‬و اﻟﱵ ﺗﻘﺪر ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺑـ ‪ %45‬ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮع اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت أي ‪ 72928‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻹﲡﺎﻫﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ‪ ،‬ﺗﻈﻬﺮ أن ﻗﻄﺎع اﳋﺪﻣﺎت أﺻﺒﺢ اﳌـﻮرد اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺘـﻮﻓﲑ ﻓـﺮص اﻟﺸـﻐﻞ و‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ ﰲ ﳎــﺎل اﻟﺴــﻴﺎﺣﺔ‪ ،‬اﻟــﺬي ﻋــﺮف ﻣــﺆﺧﺮاً إزدﻫــﺎراً ﻛﺒ ـﲑاً ﻋــﱪ اﻟﻌــﺎﱂ‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ ﰲ ﳐﺘﻠــﻒ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت ذات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻴـﺔ )اﻹﻋـﻼم اﻵﱄ‪ ،‬اﳌﻮاﺻـﻼت اﻟﺴـﻠﻜﻴﺔ و اﻟﻼﺳـﻠﻜﻴﺔ‪ ،(...‬أﻣـﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﳜـﺺ اﻟﻘﻄـﺎع اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﳝﺜـﻞ ‪ 38800‬ﻣـﻦ‬
‫)ص‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬أي ﺣـﻮاﱄ ‪ %24,3‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد اﻹﲨــﺎﱄ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﶈﺼــﺎة ‪ ،‬و ﻳﺴــﺘﺨﺪم ‪ %28,2‬ﻣــﻦ اﻷﺟـﺮاء ‪ ،‬وﲡــﺪر‬
‫اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﱴ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ‪ ،‬ﻓﺈن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬أﺟﺮاء ﲤﺜﻞ ‪ %92‬ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮع اﻟﻌـﺎم‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ )‪.( 38800‬‬
‫و اﳉﺪول اﻵﰐ ﻳﻮﺿﺢ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط ‪:‬‬

‫اﻟﺠﺪول رﻗﻢ )‪ :(9/3‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط‬

‫ﻗﻄﺎع اﻟﺨﺪﻣﺎت‬ ‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﻄﺎع ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫ﻋﺪد‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﻄﺎع‬ ‫‪%‬‬ ‫ﻋﺪد‬ ‫ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‬
‫اﻟﻨﺸﺎط‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺎت‬ ‫اﻟﻨﺸﺎط‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺎت‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪3,01‬‬ ‫‪4809‬‬ ‫اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي‬

‫‪0,02‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اﳌﻴﺎﻩ واﻟﻄﺎﻗﺔ‬
‫‪0,05‬‬ ‫‪87‬‬ ‫اﶈﺮوﻗﺎت‬
‫‪0,06‬‬ ‫‪92‬‬ ‫اﳋﺪﻣﺎت و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺒﱰوﻟﻴﺔ‬
‫‪29,9 11640‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0,26‬‬ ‫‪423‬‬ ‫ﻣﻨﺎﺟﻢ و ﻣﻘﺎﻟﻊ اﳊﺠﺎرة‬
‫‪19,2‬‬ ‫‪7467‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪3,15‬‬ ‫‪5034‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ‪،‬ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ وﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ‬
‫‪,615‬‬ ‫‪6054‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3,79‬‬ ‫‪6054‬‬ ‫ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26,7 42687‬‬ ‫اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫‪12,9‬‬ ‫‪5034‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0,79‬‬ ‫‪1261‬‬ ‫اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء‪،‬اﳌﻄﺎط و اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ‬
‫‪9,6‬‬ ‫‪3755‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪7,29 11640‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪5,2‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪3755‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﺴﻴﺞ‬
‫‪3,2‬‬ ‫‪1261‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0,79‬‬ ‫‪1229‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳉﻠﻮد‬
‫‪3,16‬‬ ‫‪1229‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4,68‬‬ ‫‪7467‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳋﺸﺐ‪،‬اﻟﻔﻠﲔ وﺻﻨﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﻮرق‬
‫‪1,08‬‬ ‫‪423‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1,26‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ‬
‫‪35,7‬‬ ‫‪26073‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪8,78 14018‬‬ ‫اﻟﻨﻘﻞ و اﳌﻮاﺻﻼت‬
‫‪19,2‬‬ ‫‪14018‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16,3 26073‬‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة‬
‫‪18,8‬‬ ‫‪13702‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪6,56 10470‬‬ ‫اﻟﻔﻨﺎدق‪،‬اﳌﻘﺎﻫﻲ واﳌﻄﺎﻋﻢ‬
‫‪14,4‬‬ ‫‪10470‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪4,15‬‬ ‫‪6631‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫‪9,1‬‬ ‫‪6631‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪8,59 13702‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻸﺳﺮ‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪1054‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0,36‬‬ ‫‪586‬‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪586‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0,24‬‬ ‫‪391‬‬ ‫اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‬
‫‪0,5‬‬ ‫‪391‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0,60‬‬ ‫‪1054‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺎت ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت‬
‫‪100‬‬ ‫‪72928‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪38873‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100 159507‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﻫﺬا اﳉﺪول ﳋﺺ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪.1999 (CNAS‬‬

‫) ‪(1‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -4-2-2-III‬ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺌﺎت‬
‫إن اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻗﺪ ﰎ وﺿﻌﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻠﺘﻌﺮﻳـﻒ اﳌﻮﺿـﻮع ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﻹﲢـﺎد اﻷوروﰊ ‪ ،‬وﻫـﺬا ﰲ إﻃـﺎر‬
‫أﺷﻐﺎﻟﻪ ﺣﻮل ﺗﻨﻤﻴﺔ و ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬
‫* اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺼﻐﺮة ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 10‬ﻋﻤﺎل ‪.‬‬

‫)‪( 1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p:26.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺼــﻐﲑة ﻫــﻲ ﺗﻠــﻚ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟــﱵ ﺗﺘﻤﺘــﻊ ﺑﺎﻹﺳــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴــﺔ ‪ ،‬وﺗﺸــﻐﻞ أﻗــﻞ ﻣــﻦ ‪ 50‬ﻋــﺎﻣﻼ ‪ ،‬وﲢﻘــﻖ‬
‫رﻗﻢ أﻋﻤﺎل ﺳﻨﻮي ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 7‬ﻣﻼﻳﲔ أورو ‪ ،‬أو اﻟﱵ ﻻ ﺗﻔﻮق ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ‪ 5‬ﻣﻼﻳﲔ أورو‪.‬‬
‫* اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬وﺗﺸﻐﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 250‬ﻋﺎﻣﻼ‪ ،‬وﲢﻘﻖ رﻗـﻢ أﻋﻤـﺎل ﺳـﻨﻮي‬
‫ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 40‬ﻣﻠﻴﻮن أورو‪ ،‬أو اﻟﱵ ﻻ ﺗﻔﻮق ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ‪ 27‬ﻣﻠﻴﻮن أورو‪.‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪:(10/3‬ﺗﺼﻨﻴﻒ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺌﺎت‬
‫‪%‬‬ ‫ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ %‬ﻋﺪد اﻷﺟﺮاء‬
‫‪34,9 221975 93,2 148725‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺼﻐﺮة ﺟﺪا ﻣﻦ ‪9-0‬‬
‫‪27,8 176731‬‬ ‫‪5,7‬‬ ‫‪9100‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺻﻐﲑة ﻣﻦ ‪49-10‬‬
‫‪37,3 235669 1,05‬‬ ‫‪1682‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻦ ‪ 50‬ﻓﻤﺎ ﻓﻮق‬
‫‪100 634375 100‬‬ ‫‪159507‬‬ ‫اﺠﻤﻟﻤـ ـ ــﻮع‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)‪.1999 (CNAS‬‬
‫‪ -5-2-2- III‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻔﺤﺺ اﻷوﱄ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬أن ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬ﻣﺘﻤﺮﻛـﺰة ﰲ اﻟﻌﺸـﺮ‬
‫)‪ (10‬وﻻﻳـﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ اﳌﻮﺟــﻮدة ﰲ ﴰــﺎل اﻟــﻮﻃﻦ ‪ ،‬واﻟــﱵ ﺗﺸــﻜﻞ أﻗﻄـﺎب ﺣﻀـﺮﻳﺔ وﺻــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ اﳉــﺪول اﻵﰐ ﳝﺜــﻞ ﻟﻨــﺎ‬
‫ﻫﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺣﺴﺐ اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻛﺎﻷﰐ ‪:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﺠﺪول )‪:(11/3‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻘﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‬

‫‪%‬‬ ‫اﻷﺟﺮاء‬ ‫ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪%‬‬ ‫اﻟﻮﻻﻳﺎت‬ ‫اﻟﺮﻗﻢ‬
‫‪13,5 85905 12,8‬‬ ‫‪20128‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮ‬ ‫‪01‬‬
‫‪7,71 48918‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫‪11730‬‬ ‫وﻫﺮان‬ ‫‪02‬‬
‫‪5,68 36081 5,51‬‬ ‫‪8637‬‬ ‫ﺗﻴﺰي وزو‬ ‫‪03‬‬
‫‪4,55 28886 4,10‬‬ ‫‪6289‬‬ ‫ﺳﻄﻴﻒ‬ ‫‪04‬‬
‫‪4,96 31505 3,45‬‬ ‫‪5408‬‬ ‫ﲜﺎﻳﺔ‬ ‫‪05‬‬
‫‪2,24 14223 3,42‬‬ ‫‪5370‬‬ ‫اﻟﺒﻠﻴﺪة‬ ‫‪06‬‬
‫‪2,12 13470 3,19‬‬ ‫‪5001‬‬ ‫اﻟﺸﻠﻒ‬ ‫‪07‬‬
‫‪2,83 17960 2,95‬‬ ‫‪4719‬‬ ‫ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‬ ‫‪08‬‬
‫‪3,13 19905 2,63‬‬ ‫‪4202‬‬ ‫ﺗﻴﺒﺎزة‬ ‫‪09‬‬
‫‪4,18 26572 2,62‬‬ ‫‪4195‬‬ ‫ﺑﻮﻣﺮداس‬ ‫‪10‬‬
‫‪50,9 32342 47,98‬‬ ‫‪75679‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤ ــﻮع‬
‫‪5‬‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )‪.1999( CNAS‬‬
‫وﻹﻋﻄﺎء ﺻﻮرة أﻓﻀﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ﻋﱪ اﻟﱰاب اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﰎ ﺗﻘﺪﱘ ﻫـﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴـﺎت‪ ،‬ﺑﻨـﺎءاً ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺘﺸ ــﻜﻴﻞ اﻟﺴ ــﻜﺎﱐ ﻟﻠﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﺑﺎﻹﻋﺘﻤ ــﺎد ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻹﺣﺼ ــﺎء اﻟﻌ ــﺎم ﻟﻠﺴ ــﻜﺎن و اﻟﺴ ــﻜﻦ ﻟﺴ ــﻨﺔ ‪1998‬‬
‫)‪ . (R.G.P.H‬أﻣﺎ ﺧﺎرج ﻫﺬﻩ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و اﳊﻀﺮﻳﺔ اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨـﺎ ﳒـﺪ وﻻﻳـﺎت اﻟﻄـﻮق اﻟﺜـﺎﱐ ﻟﻠﺠﻨـﻮب ﲤﻠـﻚ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻻ ﺑﺄس ﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻧﻈﺮاً إﱃ ﻛﺜﺮة ﺗﻮاﺟﺪ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺬﻩ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﻻﻳﺎت ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ أن‪:‬‬
‫* اﻟﻨﻌﺎﻣﺔ ‪ 1449‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ 132000‬ﻧﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫* ﻏﺮداﻳﺔ ‪ 2521‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ 312000‬ﻧﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫* ﺑﺸﺎر ‪ 2138‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ 232000‬ﻧﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫* ورﻗﻠﺔ ‪ 2468‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ 443000‬ﻧﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫* اﻟﻮادي ‪ 2300‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ 525000‬ﻧﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﻤﺮﻛﺰ ﻧﺸﺎط اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﱰاب اﻟﻮﻃﲏ ‪ 72‬ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ )دون اﻷﺧﺬ ﰲ اﳊﺴﺒﺎن ﻣﻨﻄﻘﺘﺎ ﺣﺎﺳﻲ ﻣﺴـﻌﻮد و ﺣﺎﺳـﻲ‬
‫رﻣ ــﻞ( و‪ 449‬ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﻧﺸ ــﺎط ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﺗﱰﺑ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺴ ــﺎﺣﺔ إﲨﺎﻟﻴ ــﺔ ﻗ ــﺪرﻫﺎ ﺗﻘ ــﺪر ﺑ ـ ـ ‪ 14800‬ﻫﻜﺘ ــﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨ ــﺎﻃﻖ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و‪ 7881‬ﻫﻜﺘﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن ﻗـ ـ ـ ـﺮار إﻧﺸ ـ ـ ــﺎء ﻣﻨ ـ ـ ــﺎﻃﻖ ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة ﻗ ـ ـ ــﺪ ﰎ ﲡﻤﻴ ـ ـ ــﺪﻩ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﳊﻜﻮﻣ ـ ـ ــﺔ )ﳎﻠ ـ ـ ــﺲ اﳊﻜﻮﻣ ـ ـ ــﺔ اﳌﻨﻌﻘ ـ ـ ــﺪ ﰲ‬
‫‪ ،(1998/04/22‬وﻫﺬا ﰲ إﻧﺘﻈﺎر إﳚﺎد اﳊﻠﻮل اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﱰض ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﺴﲑﻳﻦ و اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -1-3-2-III‬وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺸﻐﻮﻟﺔ )‪: (1‬‬

‫أ ‪ -‬اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟـﻮد ﻗﻴـﻮد ﻋﺪﻳـﺪة ‪ ،‬ﲣـﺺ ﻴـﺄت وﺗﺴـﻮﻳﺔ ﻋﻘـﻮد ﻣﻠﻜﻴـﺔ ﻫـﺬﻩ اﳌﻨـﺎﻃﻖ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨـﺎ ﳒـﺪ‬
‫أن أﻏﻠﺒﻴﺔ ﺣﺼﺺ اﻷراﺿﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ‪ ،‬و أﻛﱪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ أﻧﻪ و إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳـﺔ ﺳـﻨﺔ‬
‫‪ ،1999‬ﻓﺈن ‪ 4097‬ﻗﻄﻌﺔ أرض ﻗﺪ ﰎ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻤﻮﻣﻴﲔ أو ﺧﻮاص‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط ‪ :‬أﻣﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط و اﻟﱵ ﰎ إﻧﺸﺎءﻫﺎ ﰲ ﻇﺮوف أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻬﺎ أ ـﺎ ﱂ ﺗﻜـﻦ ﺻـﺎرﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨـﺎ‬
‫ﳒﺪ أن ﻧﺴﺒﺔ ﺷﻐﻞ اﻷراﺿﻲ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬أﻗﻞ ﺑﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﺑﲔ ‪ 31693‬ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻮﺟﻮدة‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬
‫ﰎ إﻗﺘﻨﺎء ‪ 19199‬ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬أي ‪ % 60,57‬ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻹﲨﺎﱄ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﰲ اﳊﺴﺒﺎن اﳌﺴﺎﺣﺎت اﻟﻜﺒﲑة ﻟﻠﻤﻨـﺎﻃﻖ و‬
‫ﻛــﺬا اﻟﺒﻌــﺪ اﻟﻜﺒــﲑ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ‪ .‬إن ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﺴــﺒﺔ اﻟﻀــﺌﻴﻠﺔ ﻟﻺﺳــﺘﻐﻼل ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﻓﻘــﻂ ﲝﺎﻟــﺔ ﻴﺌــﺔ ﻫــﺬﻩ اﳌﻨــﺎﻃﻖ‪ ،‬وﻟﻜــﻦ ﻳﺮﺟــﻊ‬
‫ﻛــﺬﻟﻚ إﱃ ﻋــﺪة ﻋﻮاﻣــﻞ أﺧــﺮى ﻣﻨﻬــﺎ‪ ،‬ﲤﺮﻛــﺰ اﳌﻨﻄﻘــﺔ‪ ،‬ﲦــﻦ اﻟﺘﻨــﺎزل اﳌﻄﺒــﻖ أﺛﻨــﺎء ﺗﺴــﻮﻳﺔ ﻋﻘــﺪ اﳌﻠﻜﻴـﺔ‪ ،‬اﻷﻣــﻦ‪...‬إﱁ ‪.‬ﻛﻤــﺎ أﻧﻨــﺎ‬
‫ﳒ ــﺪ‪ ،‬أن اﳌﻨ ــﺎﻃﻖ اﳌﺸ ــﻐﻮﻟﺔ ﺑﺄﻗ ــﻞ ﻣ ــﻦ ‪ %50‬ﺗﺘﻤﺮﻛ ــﺰ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت‪ :‬ﺳ ــﻌﻴﺪة‪ ،‬ﺳ ــﻴﺪي ﺑﻠﻌﺒ ــﺎس ‪ ،‬إﻟﻴ ــﺰي‪ ،‬اﳉﻠﻔ ــﺔ‪ ،‬ﻣﺴ ــﺘﻐﺎﱎ‪،‬‬
‫ﺗﻨ ــﺪوف ‪ ،‬ﺑﺸ ــﺎر واﻟﻨﻌﺎﻣ ــﺔ ‪ .‬أﻣ ــﺎ اﳌﻨ ــﺎﻃﻖ اﳌﺸ ــﻐﻮﻟﺔ ﺑ ــﺄﻛﺜﺮ ﻣ ــﻦ ‪ %50‬ﻓﺘﺘﻤﺮﻛ ــﺰ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت‪ :‬اﳉﺰاﺋ ــﺮ‪ ،‬اﻟﺒﻠﻴ ــﺪة‪ ،‬ﺳ ــﻄﻴﻒ‪،‬‬
‫اﻷﻏﻮاط‪ ،‬وﻫﺮان‪ ،‬ﺗﻴﺒﺎزة‪ ،‬اﻟﺸﻠﻒ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺧﻨﺸﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻮﻣﺮداس‪ ،‬ﲤﻨﺮاﺳﺖ‪ ،‬ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪ ،‬ﲜﺎﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -2-3-2-III‬ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إن اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻳﺘﻢ إﻧﺸﺎءﻫﺎ ﺑﻨﺎءاً ﻋﻠـﻰ ﻗـﺮار وزاري ﻣﺸـﱰك )وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴـﺔ و وزارة اﻟﺴـﻜﻦ(‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﻳـﺘﻢ إدار ـﺎ و‬
‫ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﻃﺒﻘﺎً ﻟـ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﺮﺳ ــﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬي رﻗ ــﻢ ‪ 55-84‬اﳌ ــﺆرخ ﰲ ‪ ،1984/03/03‬و اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑ ــﺈدارة اﳌﻨ ــﺎﻃﻖ اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬و اﶈ ــﺪد‬
‫ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﲑ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﺻﻼﺣﻴﺎ ﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺮﺳــﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬي رﻗــﻢ ‪ 56-84‬اﳌــﺆرخ ﰲ ‪،1984/03/03‬و اﳌﺘﻀــﻤﻦ إﺟ ـﺮاءات ﺗﻨﻈــﻴﻢ و ﺗﺴــﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‬
‫اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 25-90‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ ،1990/11/18‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﺎري اﶈﺪدة ﻟﺼﻼﺑﺔ اﻷﻣـﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳـﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺬا اﻟﻄﺮق ووﺳﺎﺋﻞ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ و اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺮار اﻟﻮزاري اﳌﺸﱰك ‪ ،‬و اﳌﺘﻀﻤﻦ دﻓﱰ اﻟﺸﺮوط اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻴﲑ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫إن ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﺼــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﺗــﻮﱄ ﻣﻬﻤــﺔ ﺗﺴــﻴﲑ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﳌﺆﺳﺴــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ ﺗﺴــﻤﻰ ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺴــﻴﲑ اﳌﻨــﺎﻃﻖ‬
‫اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ )‪ ،(E.G.Z.I‬ﻛﻤــﺎ أن ﻃــﺮق اﻟﺘﺴــﻴﲑ اﳌﺘﺒﻌــﺔ ﻣــﻦ ﻋــﺪم إﺳــﺘﻘﺮار اﳌﺴ ـﲑﻳﻦ إﱃ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹدارﻳــﺔ ﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺘﺴــﻴﲑ و‬
‫ﺿــﻌﻒ إﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ‪ ،‬ﺗﺸــﻜﻞ ﻛﻠﻬــﺎ اﻷﺳــﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻟــﺔ اﳌﺘــﺪﻫﻮرة ﻷﻏﻠﺒﻴــﺔ ﻫــﺬﻩ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺗﺴﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أﻣـﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﳜـﺺ ﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸــﺎط‪ ،‬واﻟـﱵ أﻧﺸــﺄت أﻏﻠﺒﻬــﺎ ﲟﺠـﺮد ﻗـﺮار ﳏﻠـﻲ ) إﲣﺬﺗــﻪ اﻟﻮﻻﻳــﺔ أو اﻟﺒﻠﺪﻳـﺔ(‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﻔﺘﻘــﺮ إﱃ‬
‫ﺣﺪ اﻵن‪ ،‬إﱃ ﻫﻴﺌﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎ ﺎ أن ﺗﺘﻮﱃ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﳍﻴﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫)‪( 1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, P : 26.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -3-3-2-III‬اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ‪:‬‬

‫ﳒﺪ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬أن ﻣـﻦ ﺑـﲔ ‪ 4079‬ﻗﻄﻌـﺔ أرض ﰎ اﻟﺘﻨـﺎزل ﻋﻨﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى اﳌﻨـﺎﻃﻖ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘـﻂ ‪ 1716‬ﻣﻨﻬـﺎ ﰎ‬
‫ﺗﺴــﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸــﻜﻞ ﻗــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﺎ ﳝﺜــﻞ ‪ %36,44‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد اﻹﲨــﺎﱄ ‪ .‬أﻣــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ ﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸــﺎط ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــﻦ ﺑــﲔ‬
‫‪ 19199‬ﻗﻄﻌــﺔ ﰎ اﻟﺘﻨــﺎزل ﻋﻨﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻘــﻂ ‪ 5530‬ﻣﻨﻬــﺎ ﰎ ﺗﺴــﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸــﻜﻞ ﻗــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﺎ ﳝﺜــﻞ ‪ % 28,8‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد‬
‫اﻹﲨﺎﱄ‪.‬‬
‫إن اﻟﻌﺮاﻗﻴ ــﻞ اﻟ ــﱵ ﺗﻌ ــﱰض ﻣﺴ ــﺎر اﻟﺘﺴ ــﻮﻳﺔ ﻋﺪﻳ ــﺪة ﻣ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ ) ﻋ ــﺪم اﻹﺗﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻌﺮ اﻟﺒﻴ ــﻊ‪ ،‬اﳌﻀ ــﺎرﺑﺔ‪ ،‬أﺻـ ــﻞ‬
‫اﳌﻠﻜﻴﺔ‪ ،(...‬وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺆدي إﱃ ﺧﻠﻖ ﻧﺰاﻋﺎت ﰲ ﺗﺴﻴﲑ ﻫـﺬﻩ اﳌﻨـﺎﻃﻖ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﺑﺴـﺒﺐ ﺿـﻌﻒ اﳋـﺪﻣﺎت اﻟـﱵ ﻳﻘـﺪﻣﻬﺎ اﳌﺴـﲑﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻋﺪم ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻹﺗﺎوات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ‪...‬إﱁ‪.‬‬
‫‪ -4-3-2-III‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺄﻫﻴﻞ و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط ‪:‬‬
‫إن اﻟﻮﺿــﻌﻴﺔ اﳉــﺪ ﻣﺘــﺪﻫﻮرة و اﳌﻮﺟــﻮدة ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ وﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸــﺎط ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ اﻟﺘﻬﻴﺌــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ‬
‫ﺳــﻮء اﻟﺘﺴــﻴﲑ اﻟــﺬي ﳝﻴﺰﻫــﺎ‪ ،‬ﻗــﺪ دﻓﻌــﺖ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣــﺔ إﱃ ﻓﺤــﺺ ﻫــﺬا اﳌﻠــﻒ اﻟﺸــﺎﺋﻚ ﺛﻼﺛــﺔ )‪ (03‬ﻣـﺮات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴــﺔ )‪ 22‬أﻓﺮﻳــﻞ و‬
‫‪ 02‬ﺳﺒﺘﻤﱪ‪ 1998‬و ‪ 07‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ، (1999‬ﺣﻴﺚ ﰎ إﲣﺎذ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ‪ ،‬ﻗﺮارﻳﻦ ﻣﻬﻤﲔ ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻹﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺘﺴـﻴﲑ اﳌﻨـﺎﻃﻖ‪ :‬ﺣﻴـﺚ ﻳﺘﻀـﻤﻦ اﻟﺘﻌـﺪﻳﻞ اﳌﻘـﱰح‪ ،‬إﻗﺤـﺎم ﻣﺴـﺘﻌﻤﻠﻲ اﳌﻨـﺎﻃﻖ‬
‫ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳝﻨﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﻴﲑ ﺑﻨﺎءاً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ إﻣﺘﻴﺎز وﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﻓﱰ اﻟﺸﺮوط‪ ،‬و ﺑﺈﻣﻜﺎن اﳌﺴﲑﻳﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ )ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﳎﻠﺲ ﻟﻺدارة(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﺮف اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺸــﺮوط اﳌﻮﺿــﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤــﺮور إﱃ ﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ اﳉﺪﻳــﺪة ﰲ اﻟﺘﺴ ـﻴﲑ‪ ،‬ﻫــﻲ ﻣــﻨﺢ اﳍﻴﺌــﺔ اﻟــﱵ ﺳــﻴﺘﻢ ﻗﺒﻮﳍــﺎ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳــﺔ‪،‬‬
‫اﳌﺴـﺎﻋﺪات و اﻟـﺪﻋﻢ اﻟـﻼزم ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓـﺔ اﻷﺻـﻌﺪة ‪ ،‬و ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺼــﺪد ‪،‬ﻓﻘـﺪ ﰎ إﻋـﺪاد ﻣﺸـﺮوع ﺗﻨﻔﻴــﺬي ﳛـﺪد ﰲ ﻫـﺬا اﻹﻃــﺎر‬
‫اﳊﻘﻮق و اﻹﻟﺘﺰاﻣﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺴﻴﲑ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬و اﻟـﺬي ﰎ ﺻـﻴﺎﻏﺘﻪ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﻟﻠﺠﻨـﺔ اﻟﻮزارﻳـﺔ اﳌﺸـﱰﻛﺔ اﳌﻜﻠﻔـﺔ‬
‫ﺑﺎﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ و ﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸــﺎط‪ ،‬و اﻟــﺬي ﰎ ﻓﺤﺼــﻪ ﻣــﻦ ﻃــﺮف ﳎﻠــﺲ اﳊﻜﻮﻣــﺔ اﳌﻨﻌﻘــﺪ ﰲ ‪ ،1999/02/07‬وﰎ‬
‫إﺣﺎﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﱃ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إﻋﺪاد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪:‬‬
‫* ﰎ ﻓﺘﺢ إﻋﺘﻤﺎد ﻣﺎﱄ أوﱄ ﻗﺪرﻩ ‪ 250‬ﻣﻠﻴﻮن دج ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺳﺒﻌﺔ )‪ (07‬ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬وادي اﻟﺴﻤﺎر‬ ‫‪ -‬اﳉﺰاﺋﺮ‬
‫‪ -‬ﺣﺎﺳﻲ ﻋﻤﺮ‬ ‫‪ -‬وﻫﺮان‬
‫‪ -‬ﺟﺴﺮ ﺑﻮﺷﻲ‬ ‫‪ -‬ﻋﻨﺎﺑﺔ‬
‫‪ -‬ذراع ﺑﻦ ﺧﺪة‬ ‫‪ -‬ﺗﻴﺰي وزو‬
‫‪ -‬زﻋﺮورة‬ ‫‪ -‬ﺗﻴﺎرت‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -‬ﻣﻘﺮ ﺳﻄﻴﻒ‬ ‫‪ -‬ﺳﻄﻴﻒ‬

‫‪ -‬ﻋﲔ اﻟﺪﻓﻠﻰ ‪ -‬ﻋﲔ اﻟﺪﻓﻠﻰ‬
‫* ﻛﻤــﺎ ﰎ ﻓــﺘﺢ إﻋﺘﻤــﺎد ﻣــﺎﱄ ﺛــﺎﱐ ﻳﻘــﺪر ﺑ ـ ‪ 400‬ﻣﻠﻴــﻮن دج ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﰲ إﻃــﺎر ﻗــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴــﺔ ﻟﺴــﻨﺔ ‪ ،2000‬وذﻟــﻚ‬
‫ﻹﳒﺎز اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ وﺗﻄﻮﻳﺮ )‪ (12‬ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﰎ إﺧﺘﻴﺎر اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﱵ ﺳﻴﺘﻢ إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻠﻬـﺎ‪ ،‬و ﻫـﺬا إﻋﺘﻤـﺎداً ﻋﻠـﻰ ﻋـﺪة ﻋﻮاﻣـﻞ ﻣﻨﻬـﺎ ‪ :‬وﺿـﻌﻴﺔ اﳌﻨﻄﻘـﺔ‪ ،‬ﻣﺴـﺘﻮى‬
‫ﺗﺪﻫﻮرﻫﺎ و إﺳﺘﻌﺪادﻫﺎ ﻟﻸﺷﻐﺎل‪...‬إﱁ ‪.‬‬
‫إن اﳍــﺪف ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﱪﻧــﺎﻣﺞ‪ ،‬ﻫــﻮ إﺑ ـﺮاز اﻷﳘﻴــﺔ اﻟــﱵ ﺗﻮﻟﻴﻬــﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﻹﻋــﺎدة ﺗﺄﻫﻴــﻞ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط‪ ،‬وإﻗﺤﺎم اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎﻃﻖ‪ ،‬ﰲ ﻣﺴﺎر ﺗﺴﻴﲑ و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﱵ ﻳﺸﻐﻠﻮ ﺎ‪.‬‬
‫‪ -5-3-2-III‬اﻟﻌﻘﺎرات ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ‪:‬‬
‫إن اﻹﺳ ــﺘﻨﺘﺎج اﻟ ــﺬي ﳝﻜ ــﻦ اﳋ ــﺮوج ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ إﺷ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘ ــﺎر اﳌﻄﺮوﺣ ــﺔ ‪ ،‬ﻫ ــﻮ أن ﺣ ــﺪة اﻟﻮﺿ ــﻌﻴﺔ ﺗﻜﻤ ــﻦ أﻛﺜ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻹﺳــﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜــﻞ و اﻟﻌﻘــﻼﱐ ﻟﻠﻤﺴــﺎﺣﺎت وﻟــﻴﺲ ﰲ وﻓــﺮة اﻷراﺿــﻲ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﳒــﺪ ﰲ اﻟﻮاﻗــﻊ أن اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﳍﻴﺎﻛــﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳــﺔ‬
‫ﻏـﲑ ﻣﺴـﺘﻐﻠﺔ و اﻷراﺿـﻲ ﻏـﲑ ﻣﺸـﻐﻮﻟﺔ ‪ ،‬و اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ أﺳﺎﺳـﺎً ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟـﱵ ﰎ ﺣﻠﻬـﺎ أو ﺗﻠـﻚ اﻟـﱵ ﺳـﻴﺘﻢ ﺣﻠﻬـﺎ‪ ،‬ﻣﺒﻌﺜـﺮة ﻋﻠــﻰ‬
‫ﲨﻴــﻊ اﻟﻮﻻﻳــﺎت ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﳒــﺪ أن ﰲ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟــﱵ ﰎ ﺗﺼــﻨﻴﻔﻬﺎ ﻋﻠــﻰ أ ــﺎ ﻣﺸــﻐﻮﻟﺔ ‪ ، % 100‬ﻓــﺈن اﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻏــﲑ ﻣﺴــﺘﻐﻠﺔ ﻓﻴﻬــﺎ‬
‫ﺗﻘــﺪر ﺑـ ـ ‪، %30‬وﻳﺴﺘﺤﺴــﻦ إذن أن ﻳــﺘﻢ ﻋــﺮض ﻫــﺬﻩ اﳌﺴــﺎﺣﺎت ﰲ اﻟﺴــﻮق ﻟﺼــﺎﱀ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‪ ،‬اﻟﺸــﻲء اﻟــﺬي ﺳﻴﺴــﺎﻫﻢ‬
‫ﺑﺪون ﺷﻚ ﰲ إﻧﻌﺎش اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت و اﻹﺳﺮاع ﰲ إﳒـﺎز اﳌﺸـﺎرﻳﻊ وﲣﻔﻴـﻒ اﻟﻀـﻐﻮط اﻟـﱵ ﲤـﺎرس ﻋﻠـﻰ اﻷراﺿـﻲ اﻟﺰراﻋﻴـﺔ ‪ ،‬واﻟـﱵ‬
‫ﺗﺒﻘﻰ داﺋﻤﺎ اﻟﻀﺤﻴﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﻔﻮﺿﻮي ‪.‬‬
‫إن إﺟـﺮاء إﺣﺼــﺎء دﻗﻴــﻖ ﳍــﺬﻩ اﳍﻴﺎﻛــﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳــﺔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا اﻟﻔــﺎﺋﺾ ﻣــﻦ اﻷراﺿــﻲ ﻏــﲑ ﻣﺴــﺘﻐﻠﺔ ﰲ أﻗــﺮب اﻵﺟــﺎل‪ ،‬ﻣــﻦ‬
‫ﺷــﺄﻧﻪ أن ﻳﻘــﻮد إﱃ زﻳــﺎدة اﻟﻌﻘــﺎر اﻟــﻮﻃﲏ ﺑﻄﺮﻳﻘــﺔ ﻓﻌﻠﻴــﺔ و ﺑــﺄدﱏ اﻟﺘﻜــﺎﻟﻴﻒ‪ ،‬ﻓﻬــﺬﻩ اﻟﻌﻘــﺎرات ﺳــﺘﻮﺟﻪ ﳌﺸــﺎرﻳﻊ ﺻــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟــﺔ‪،‬‬
‫ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﺷﺮع ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺸﺮاﻛﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ‬
‫وﻓﻘ ـﺎً ﳌﻌﻄﻴــﺎت ﻣﻨﺪوﺑﻴــﺔ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ اﳋــﺎص ﻗــﺪ ﺣﻘــﻖ ﻧﺘــﺎﺋﺞ ﻣﺸــﺠﻌﺔ ﺟــﺪاً ﰲ ﺳــﻨﱵ ‪1998‬‬
‫و‪ ،1999‬وﻫﺬا رﻏﻢ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻨﺎﲨـﺔ ﻋـﻦ اﻟﺘﻔـﺘﺢ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ﻋﻠـﻰ اﳌﺒـﺎدﻻت اﳋﺎرﺟﻴـﺔ ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﳒـﺪ أن ﻣﺆﺷـﺮات‬
‫اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﺗﻈﻬﺮ إرﺗﻔﺎﻋﺎت ﰲ اﻹﻧﺘﺎج ﲡﺎوزت ‪ %10‬ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ %11) 1999‬ﺳـﻨﺔ ‪ 1998‬ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺴـﻨﺔ‬
‫‪ ،(1997‬ﺣﻴﺚ اﳉﺰء اﻷﻛﱪ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﻮد ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪.‬‬
‫ووﻓﻘﺎً ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻴـﻴﻢ اﻟـﱵ ﻗﺎﻣـﺖ ﺑـﻪ ﻧﻔـﺲ اﳌﻨﺪوﺑﻴـﺔ‪ ،‬واﻟـﱵ ﻟـﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﺘﻄـﻮر ﻣﺆﺷـﺮات اﻹﻧﺘـﺎج و إﺳـﺘﻬﻼك اﻟﻄﺎﻗـﺔ‪ ،‬ﻗـﺪ‬
‫ﺣﺪدت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1999‬ﻣـﺎ ﺑـﲔ ‪ %7‬إﱃ ‪ ،% 8‬و ﻫـﺬﻩ اﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ ﺗﻌـﲏ أن اﻟﻘﻄـﺎع‬
‫اﻟﻌــﺎم ﻳﻌــﺮف ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﻦ اﳉﻤــﻮد ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ‪ ،‬واﻟــﺬي ﻳﺒــﺪو أﻧــﻪ وﺻــﻞ إﱃ اﳊــﺪ اﻷﻗﺼــﻰ ﰲ ﳎــﺎل ﺗﻮﺳــﻴﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗــﻪ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫﺬا رﻏﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﺘﻜﺮرة ﻟﻠﺘﻄﻬﲑ و إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﱵ ﰎ اﻟﻘﻴﺎم ﺎ إﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا )‪.(1‬‬

‫)‪ " - (1‬ﻟﻮﺣﺔ ﻗﻴﺎدة اﻹﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬أﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1999‬وﺗﻮﻗﻌﺎت اﻟﻐﻠﻖ " ﻣﻨﺪوﺑﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ -‬ﻣﺼﻠﺤﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫إن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻨﺘ ــﺎﺋﺞ ﺗﺆﻛــﺪ أﻳﻀ ــﺎ و اﻟ ــﱵ ﺳ ــﻴﺘﻢ اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺑﻌــﺪ‪ ،‬ﻋﻨ ــﺪ ﺗﺒﻴــﺎن ﺣﺼ ــﺔ اﻟﻘﻄ ــﺎع اﳋ ــﺎص ﰲ اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﳋﺎم )‪ ، (PIB‬أﻧﻪ ﻋﻜﺲ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‪ ،‬أن ﻗﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( واﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﺑﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﳚﻠﺒـﺎن‬
‫ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬

‫‪ -1-4-2-III‬ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم )‪: ( PIB‬‬
‫ﺣﺴــﺐ اﳌﻌﻄﻴــﺎت اﳌﻨﺸــﻮر ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ اﻟــﺪﻳﻮان اﻟــﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼــﺎء )‪ ، (1) (ONS‬ﻓــﺈن اﻟﻘﻄــﺎع اﳋــﺎص ﻗــﺪ ﺳــﺎﻫﻢ ﺧــﻼل‬
‫ﻋــﺎم ‪ 1998‬ﺑـ ـ ‪ %53,6‬ﰲ اﻟﻨــﺎﺗﺞ اﻟــﺪاﺧﻠﻲ اﳋــﺎم )ﲟــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ اﶈﺮوﻗــﺎت( ‪ ،‬أﻣــﺎ ﺧــﺎرج اﶈﺮوﻗــﺎت‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــﺬﻩ اﳌﺴــﺎﳘﺔ ﲤﺜــﻞ‬
‫‪ .(2) %73,7‬إن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣـﻲ‪ ،‬اﻟﺘﺠـﺎرة‪ ،‬اﻟﺒﻨـﺎء و اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ و اﳋـﺪﻣﺎت‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‪ ،‬و اﳉﺪول اﻵﰐ ﻳﺒﲔ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪ :(12/3‬ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم )‪( PIB‬‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ‪%‬‬ ‫ﻓﺮع اﻟﻨﺸﺎط‬
‫‪0,3‬‬ ‫‪99,7‬‬ ‫اﻟﻔﻼﺣﺔ و اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪98,5‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻸﺳﺮ‬
‫‪9,8‬‬ ‫‪90,2‬‬ ‫اﻟﻔﻨﺎدق‪ ،‬اﳌﻘﺎﻫﻲ و اﳌﻄﺎﻋﻢ‬
‫‪32,7‬‬ ‫‪67,3‬‬ ‫اﻟﻨﻘﻞ و اﳌﻮاﺻﻼت‬
‫‪73‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫‪35,8‬‬ ‫‪64,2‬‬ ‫اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫‪3,1‬‬ ‫‪96,9‬‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎﺋﻴﺎت )‪. 1999 ، (ONS‬‬
‫وﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺒﻴﻞ اﳌﻘﺎرﻧ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻣﺴ ــﺎﳘﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ اﻟ ــﺪاﺧﻠﻲ اﳋ ــﺎم ﰲ اﻟﻴﺎﺑ ــﺎن ﻫ ــﻲ ‪ %57‬و ‪ %64,3‬ﰲ‬
‫إﺳـﺒﺎﻧﻴﺎ‪ %56 ،‬ﰲ ﻓﺮﻧﺴـﺎ‪ % 44 ،‬ﰲ اﻟﻨﻤﺴـﺎ‪ % 43 ،‬ﰲ ﻛﻨـﺪا‪ %33 ،‬ﰲ أﺳـﱰاﻟﻴﺎ‪ .‬أﻣـﺎ ﰲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤـﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ‬
‫ﻓﻴﻮﺟﺪ ‪ 22‬ﻣﻠﻴﻮن )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬وﺗﺸﻐﻞ ‪ % 52‬ﻣـﻦ اﻟﻔﺌـﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‪ ،‬وﺗﺴـﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﻧﺼـﻒ اﻟﻨـﺎﺗﺞ اﻟـﺪاﺧﻠﻲ اﳋـﺎم‪ ،‬وﻫـﻮ‬
‫ﻣــﺎ ﻳﻔﺴــﺮ أﻧــﻪ ﻣﻨــﺬ ﺳــﻨﺔ ‪ 1993‬ﻓــﺈن ‪ % 90‬ﻣــﻦ ‪ 11‬ﻣﻠﻴــﻮن ﻣﻨﺼــﺐ ﺷــﻐﻞ اﻟــﱵ ﰎ ﺧﻠﻘﻬــﺎ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﺒﻠــﺪ‪ ،‬ﻗــﺪ ﻛﺎﻧــﺖ ﻣــﻦ‬
‫ﻃﺮف )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻧﺴـﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ ﻓﻘـﺪ إﳔﻔﻀـﺖ اﻟﻴـﻮم إﱃ ﻧﺴـﺒﺔ ﻗﻴﺎﺳـﻴﺔ وﺻـﻠﺖ إﱃ ‪ % 4,8‬ﻣـﻦ اﻟﻔﺌـﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ )‪.(3‬‬
‫ﲡــﺪر اﻹﺷــﺎرة إﱃ أن ﻣﻘﺎرﻧــﺔ اﳌﻌﻄﻴــﺎت ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟــﺪول أﺻــﺒﺤﺖ ﺻــﻌﺒﺔ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻧﻈـﺮاً ﻟﺘﻐــﲑ ﻣﻨــﺎﻫﺞ ﲨــﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت‪ ،‬وﻛــﺬا ﰲ‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬ﻣﻌﻄﻴﺎت إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت رﻗﻢ ‪ ، 293‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎء )‪ ،(ONS‬دﻳﺴﻤﱪ ‪. 1999‬‬

‫)‪ - (2‬ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻫﻲ اﳌﺆﺷﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻴﺲ اﳌﺴﺎﳘﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, P: 17.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -2-4-2-III‬اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ )اﻟﺨﺎص واﻟﻌﺎم( ‪:‬‬
‫ﰲ ﺳــﻨﺔ ‪ ،1994‬ﻓــﺈن ﻧﺴــﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤــﺔ اﳌﻀــﺎﻓﺔ ﰲ اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌﻤــﻮﻣﻲ ﻗــﺪ ﺑﻠﻐــﺖ ‪ 617,4‬ﻣﻠﻴــﺎر دج واﻟــﱵ ﲤﺜــﻞ ‪%53,5‬‬
‫ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮع اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬أﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ‪ 538,1‬ﻣﻠﻴﺎر دج أي ‪ ، %46,5‬ﻟﻜﻦ إﺑﺘﺪاءاً‬
‫ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ،1998‬ﻓﺈن ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﻗﻄﺎع ﻗﺪ ﺗﻐـﲑ و إﻧﻌﻜـﺲ اﻷﻣـﺮ رأﺳـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـﺐ‪ ،‬إذ ﳒـﺪ أن ﺣﺼـﺔ اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﻗـﺪ‬
‫إرﺗﻔﻌﺖ إﱃ ‪ 1178‬ﻣﻠﻴﺎر دج أي ‪ ،%53,6‬أﻣﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺼﺘﻪ ‪ 1019,8‬ﻣﻠﻴﺎر دج أي ‪، %46,4‬‬
‫وﻫــﺬا ﻳﻌــﲏ ﺑﻠﻐــﺔ اﻷرﻗــﺎم أن اﻟﻘﻄــﺎع اﳋــﺎص أﺻــﺒﺢ ﰲ اﳌﻘﺪﻣــﺔ ‪ ،‬أو ﺑــﺎﻷﺣﺮى ﲢﺴــﻦ ﻛﺜـﲑاً ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄــﺎع اﻟﻌﻤــﻮﻣﻲ )‪ . (1‬و‬
‫اﳉﺪول اﻵﰐ ﻳﺒﲔ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻠﻴﺎر دج‬ ‫اﻟﺠﺪول )‪ : (13/3‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‬
‫‪46,4 1019,8 54,3 1201,5 54,3 1111,9 54,7 857,1 53,5‬‬ ‫‪617,4‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‬
‫‪53,6 1178,4 45,7 1010,2 45,7 935,7 45,3 711,6 46,5‬‬ ‫‪538,1‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‬
‫‪100 2198,2 100 2211,7 100 2047,6 100 1568,7 100 1155,5‬‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‬
‫اﻹﲨﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎﺋﻴﺎت )‪. 1999 ،(ONS‬‬

‫‪ -3-4-2-III‬ﻧﺼﻴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎدﻻت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ‪:‬‬

‫أ – اﻟــﻮاردات ‪ :‬ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ ﺗﺴــﻌﺔ )‪ (09‬أﺷــﻬﺮ اﻷوﱃ ﻟﺴــﻨﺔ ‪ ،(1999/09/30) 1999‬ﻓــﺈن اﻟ ـﻮاردات اﳌﺴــﺠﻠﺔ ﻣــﻦ‬
‫ﻃــﺮف اﳌﻘــﺎوﻟﲔ اﳋـﻮاص ﻗــﺪ ﺑﻠﻐــﺖ ‪ 4,399‬ﻣﻠﻴــﻮن دوﻻر أي ‪ %65,77‬ﻣــﻦ اﻟـﻮاردات اﻹﲨﺎﻟﻴــﺔ ) ‪ 6,688‬ﻣﻠﻴــﻮن دوﻻر(‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﺧﺼﺖ أﺳﺎﺳﺎً اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫)‪ -(1‬اﳊﺴﺎﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ‪ 1994‬إﱃ ‪ ،1998‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎء)‪ -(ONS‬دﻳﺴﻤﱪ ‪.1999‬‬

 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﺠﺪول )‪ : (14/3‬ﻧﺼﻴﺐ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻦ اﻟﻮاردات‬

‫‪%68,85‬‬ ‫اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‬
‫‪%48,87‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻗﺔ‬
‫‪%49,23‬‬ ‫اﳌﻮاد اﳋﺎم‬
‫‪%69,21‬‬ ‫اﳌﻮاد ﻧﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ‬
‫‪%57,47‬‬ ‫اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪%81,80‬‬ ‫اﳌﻮاد اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ‬
‫‪%70,36‬‬ ‫اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ‬
‫اﳌﺼﺪر‪ :‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎﺋﻴﺎت)‪. 1999 ،(ONS‬‬
‫وﻗ ــﺪ ﻗ ــﺪرة واردات اﳌﻘ ــﺎوﻟﲔ اﳋ ـ ـﻮاص ﺳ ــﻨﺔ ‪ 1998‬ﺑ ـ ـ ‪ 4,984‬ﻣﻠﻴ ــﻮن دوﻻر أي ‪ %53‬ﻣ ــﻦ اﻟ ـ ـﻮاردات اﻹﲨﺎﻟﻴ ــﺔ‬
‫)‪ 9,403‬ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر (‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﻟﻤﺤﺮوﻗﺎت ‪ :‬ﰲ ﻧﻔـﺲ اﻟﻔـﱰة وإﱃ ﻏﺎﻳـﺔ )‪ ،(1999/09/30‬ﻓـﺈن ﺻـﺎدرات اﳌﺘﻌـﺎﻣﻠﲔ اﳋـﻮاص‬
‫ﻗــﺪ ﺑﻠﻐــﺖ ‪ 115‬ﻣﻠﻴــﻮن دوﻻر‪ ،‬و اﻟــﱵ ﲤﺜــﻞ ‪ %29,50‬ﻣــﻦ اﻟﺼــﺎدرات اﻹﲨﺎﻟﻴــﺔ )‪ 390‬ﻣﻠﻴــﻮن دوﻻر( ﺧــﺎرج اﶈﺮوﻗــﺎت‪،‬‬
‫ووﻓﻘﺎً ﻷرﻗﺎم ﻣﻘﺪﻣـﺔ ﻣـﻦ ﻣﻨﺪوﺑﻴـﺔ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﺼـﺎدرات ﺧـﺎرج اﶈﺮوﻗـﺎت ﻟﺴـﻨﺔ ‪ 1999‬ﻗـﺪ ﺑﻠﻐـﺖ ﻗﺮاﺑـﺔ ‪ 417‬ﻣﻠﻴـﻮن‬
‫دوﻻر ‪ .‬إن اﳍــﺪف اﳌﻨﺸــﻮد‪ ،‬وﻫــﻮ ﲢﻘﻴــﻖ ‪ 02‬ﻣﻠﻴــﺎر دوﻻر ﻣــﻦ اﻟﺼــﺎدرات ﺧــﺎرج اﶈﺮوﻗــﺎت ﰲ ﺳــﻨﺔ ‪ 2000‬ﻳﺒﻘــﻰ ﺑﻌﻴــﺪا‬
‫ﺟﺪاً‪ ،‬ﻟﺬا ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ﺑﺬل ﳎﻬﻮدات أﻛﱪ ﻟﺪﻋﻢ ﺻﺎدرات اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪.‬‬
‫‪ -4-4-2-III‬ﻧﻈﺎم اﻹﻋﻼم اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ )‪: (1‬‬
‫ﻛﺸ ــﻔﺖ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﲨ ــﻊ و ﻣﻌﺎﳉ ــﺔ ﻣﻌﻄﻴ ــﺎت ﲣ ــﺺ ﻗﻄ ــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬اﻟﻮﺿ ــﻌﻴﺔ اﻟﺴ ــﻴﺌﺔ و ﺑﺼ ــﻔﺔ ﺣ ــﺎدة اﻹﺧﺘﻼﻓ ــﺎت‬
‫اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ و اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﺣﱴ ﻻ ﻧﻘﻮل اﻟﻐﻴﺎب اﻟﺘﺎم ﻟﻨﻈﺎم إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻬﻴﻜﻞ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن ﳐﺘﻠﻒ اﳌﻠﻔﺎت اﳌﻮﺟﻮدة و اﻟﱵ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻏﲑ دﻗﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻗﺪ أﺛﺒﺘﺚ أ ﺎ ﻏـﲑ ﻗـﺎدرة ﻟﻮﺣـﺪﻫﺎ ﻋﻠـﻰ إﻋﻄـﺎء و‬
‫ﻟـﻮ ﺻــﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴـﺔ و أﻛﻴــﺪة ﻋــﻦ ﻗﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﳑﻴﺰا ـﺎ ﻋــﺪم اﻹﺳــﺘﻘﺮار اﻟـﱵ ﺗﺘﺼــﻒ ﺑــﻪ‪ .‬ﳍـﺬا ﻓﻤــﻦ اﻟﻀــﺮوري‬
‫وﺿــﻊ ﰲ أﻗــﺮب اﻵﺟــﺎل أﻧﻈﻤــﺔ إﻋﻼﻣﻴــﺔ ﻋﺎﻣــﺔ و ﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ إﻋﻄــﺎء ﳌﺨﺘﻠــﻒ اﳌﺘــﺪﺧﻠﲔ و ﺑﺼــﻔﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻠﺴــﻠﻄﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﲟﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻬﺎم اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﺤﻜﻢ و اﻹﺷﺮاف‪.‬‬
‫إن اﳌﻠﻔــﺎت اﻟﻜــﱪى و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ) ﲣﺼــﻴﺺ اﳌـﻮارد اﳌﺎﻟﻴــﺔ ﰲ إﻃــﺎر إﻋــﺪاد ﳐﺘﻠــﻒ ﻗـﻮاﻧﲔ اﳌﺎﻟﻴــﺔ‪ ،‬اﳌﻔﺎوﺿــﺎت ﻣــﻊ‬
‫اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠـﺎرة‪ ،‬إﺗﻔـﺎق اﻟﺸـﺮاﻛﺔ ﻣـﻊ اﻹﲢـﺎد اﻷوروﰊ(‪ ،‬ﺗﺴـﺘﻠﺰم إﺣﺘﻴﺎﺟـﺎت ﺿـﺮورﻳﺔ ﰲ ﳎـﺎل اﳌﻌﻠﻮﻣـﺎت و اﻟـﱵ ﺗﺘﺠـﻪ‬
‫ﳓــﻮ اﻟﺘﻌﻘﻴــﺪ ﻣــﻦ ﻳــﻮم إﱃ أﺧــﺮ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻧﻈﺎﻣﻨــﺎ اﳊــﺎﱄ ﻏــﲑ ﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬــﺎ‪ .‬وﰲ ﻫــﺬا اﻹﻃــﺎر‪ ،‬ﻓــﺈن إﻧﺸــﺎء ﻣﺮﻛــﺰ ﻟﻠﺪراﺳــﺎت‬
‫وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﺳﻴﻜﻮن أداة ﻣﻔﻴﺪة ﳍﺬا اﻟﻘﻄﺎع‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de l’industrie et des mines, rapport final « Etude sur les PME dans l'industrie en Algérie », Août‬‬
‫‪1993,p:42.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺨﺎﻣﺲ ‪ :‬ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻦ إﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬رﻏﺒـﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻟـﺪى اﳌﺴـﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻟﻺﺳـﺘﻔﺎدة ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن‪ ،‬و ﻗـﺪ ﲡﺴـﺪ‬
‫ذﻟﻚ ﺑﺈزدﻳﺎد اﻟﺮاﻏﺒﲔ ﰲ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﻫﺆﻻء ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1999‬أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 12300‬ﻣﺴﺘﺜﻤﺮ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻫـﺬا‬
‫اﻟﻌ ـ ـ ــﺪد ﻻ ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﺪى ‪ 700‬ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺮ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﰲ ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ ،1994‬ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ‪ 1999/12/31‬ﰎ ﺗﺴ ـ ـ ــﺠﻴﻞ ‪ 30108‬ﺗﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‬
‫ﺑﺎﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﲟﺒﻠــﻎ ﻗــﺪرﻩ ‪ 2546‬ﻣﻠﻴــﺎر دج أي ﻣــﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠــﻪ ‪ 37‬ﻣﻠﻴــﺎر دوﻻر‪ ،‬واﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ ﺧﻠــﻖ ‪ 1268000‬ﻣﻨﺼــﺐ‬
‫ﺷﻐﻞ )‪. (2‬‬
‫و ﺗﺒﻘﻰ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﺣﻜﺮاً ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺎوﻟﲔ اﳋﻮاص‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل‪ ،‬ﳒﺪ أﻧﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ،1999‬أن ﻣﻦ ﺑـﲔ‬
‫‪ 12372‬ﻣﺸـﺮوع ﻣﺴـﺠﻞ‪ ،‬ﳒـﺪ أن ‪ % 99‬ﻣﻨﻬـﺎ ﻗـﺪ ﻛﺎﻧـﺖ ﲟﺒـﺎدرة ﻣـﻦ اﳋـﻮاص‪ ،‬وﺗﺘﻮﻗـﻊ ﻫـﺬﻩ اﳌﺸـﺎرﻳﻊ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﺧﻠـﻖ‬
‫ﻣــﻦ ‪ 01‬إﱃ ‪ 200‬ﻣﻨﺼــﺐ ﺷــﻐﻞ أي ﻣــﺎ ﻳﻌــﺎدل ‪ % 99‬ﻣــﻦ اﻟﻌــﺪد اﻹﲨــﺎﱄ ﻟﻠﻤﺸــﺎرﻳﻊ اﳌﺼــﺮح ــﺎ‪ ،‬و اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ أﺳﺎﺳ ـﺎً‬
‫ﺑـ)م‪.‬ص‪،‬م(‪.‬‬

‫‪ -1-5-2-III‬اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺠﻬﻮي ﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬

‫إن اﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ اﳉﻐـﺮاﰲ ﻟﺘﻤﻮﻗــﻊ ﻫــﺬﻩ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ ‪ ،‬ﳒــﺪ أ ــﺎ ﺗﺘﻤﺮﻛــﺰ ﺧﺎﺻــﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘــﺔ اﻟﻮﺳــﻂ ‪ ،‬أﻳـﻦ ﳒــﺪ ﻗﺮاﺑــﺔ ﻣــﻦ ﻧﺼــﻒ‬
‫ﻫــﺬﻩ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ )‪ (13972‬ﳏﺼــﻮرة ﰲ وﻻﻳــﺔ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬واﻟــﱵ ﲢﺘﻜــﺮ ﻟﻮﺣــﺪﻫﺎ ﻗﺮاﺑــﺔ ‪ %21‬ﻣــﻦ اﺠﻤﻟﻤــﻮع اﻹﲨــﺎﱄ ﳍــﺎ‪ .‬وﺗﺘــﻮزع‬
‫اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ %25 -‬ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق‪.‬‬
‫‪ % 20 -‬ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳉﻨﻮب‪.‬‬
‫‪ % 8 -‬ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮب‪.‬‬
‫‪ -2-5-2-III‬ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﺣﺴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط ‪:‬‬
‫ﲢﺘﻜــﺮ ﻗﻄﺎﻋــﺎت ‪ ،‬اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﺒﻨــﺎء و اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ وﻛــﺬا اﻟﻨﻘــﻞ ‪ ،‬ﻟﻮﺣــﺪﻫﺎ ‪ %80‬ﻣــﻦ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ‬
‫اﳌﺼــﺮح ــﺎ‪ ،‬و ﳒــﺪ أن اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ ﻗــﺪ إﺳــﺘﺤﻮذ ﻟﻮﺣــﺪﻩ ﻋﻠــﻰ ﺣﺼــﺔ اﻷﺳــﺪ و ﻫــﺬا ﺑﺘﺴــﺠﻴﻠﻪ ﻟ ـ ‪ % 38‬ﻣــﻦ اﺠﻤﻟﻤـﻮع‬
‫اﻟﻌــﺎم ﳌﺸــﺎرﻳﻊ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر اﳌﺴــﺠﻠﺔ ‪ ،‬و ﺑﻠﻐــﺔ اﻷرﻗــﺎم ﻓﻬــﺬا ﻳﻌــﲏ أن ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ﳝﺜــﻞ ‪ 11740‬ﻣــﻦ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ ‪ ،‬ﻣــﻊ إﺣﺘﻤــﺎل‬
‫إﻧﺸﺎء ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 476000‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ ‪ ،‬ﲟﺒﻠﻎ ﻗﺪرﻩ ‪ 1138‬ﻣﻠﻴﺎر دج )‪.(1‬‬
‫‪ -3-5-2-III‬ﺗﺠﺴﻴﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ أدﱏ إﻧﺴــﺠﺎم ﺑــﲔ ﻣﺼــﺎﱀ وﻛﺎﻟــﺔ دﻋــﻢ و ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر )‪ ،(APSI‬وﻣﺼــﺎﱀ ﳉﻨــﺔ ﺗﻨﺸــﻴﻂ وﲢﺪﻳــﺪ و ﺗﺮﻗﻴــﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪ (CALPI‬وﻫﺬا ﻋﻨﺪ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﳌﻮاﻓـﻖ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‪ ،‬وﻫـﺬا ﻳﻌـﻮد ﺧﺎﺻـﺔ إﱃ ﻏﻴـﺎب اﳌﺼـﺎﱀ ﻏـﲑ ﻣﺮﻛﺰﻳـﺔ‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI » , juillet 2000,p:21.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI » , juillet 2000,p:22.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ )‪ (APSI‬ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﶈﻠــﻲ أو اﳉﻬــﻮي ‪ ،‬و ذﻟــﻚ ﻟــﺪﻋﻢ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﺮﺣﻠــﺔ إﻧﻄــﻼق ﻣﺸــﺎرﻳﻌﻬﻢ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻳﺒــﲔ و‬
‫ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻔﺮق اﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑﲔ ﺗﺼﺮﳛﺎت اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر و ﺗﻮﻗﻴﻒ إﻧﺸﺎء ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ﺣﺼــﻴﻠﺔ ﻟﺠﻨــﺔ ﺗﻨﺸــﻴﻂ و ﺗﺤﺪﻳــﺪ و ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر )‪ : (CALPI‬ﺣﺴــﺐ اﳊﺼــﻴﻠﺔ اﻟــﱵ ﻗــﺪﻣﺘﻬﺎ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ و‬
‫اﳉﻤﺎﻋ ــﺎت اﶈﻠﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ و إﱃ ﻏﺎﻳ ــﺔ ‪ 1999/09/30‬ﻗ ــﺪ ﲤ ــﺖ اﳌﻮاﻓﻘ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ‪ 13000‬ﻣﺸ ــﺮوع ﰲ ﳐﺘﻠ ــﻒ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﳉﻨﺔ ﺳﻨﺔ ‪:1994‬‬
‫‪ -‬إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳﺔ ‪ 1995‬ﰎ إﻋﺘﻤﺎد ‪ 7577‬ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫‪ -‬إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳﺔ ‪ 1996‬ﰎ إﻋﺘﻤﺎد ‪ 9378‬ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫‪ -‬إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳﺔ ‪ 1997‬ﰎ إﻋﺘﻤﺎد ‪ 10227‬ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫‪ -‬إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳﺔ ‪ 1998‬ﰎ إﻋﺘﻤﺎد‪ 11854‬ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫‪ -‬وإﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺎﻳﺔ ‪ 1999‬ﰎ إﻋﺘﻤﺎد ‪ 13020‬ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫ﻧﻼﺣــﻆ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬﻩ اﻷرﻗــﺎم‪ ،‬أﻧــﻪ ) ﻣــﺎ ﺑــﲔ ﺎﻳــﺔ ‪ 95‬و ﺎﻳــﺔ ‪ (99‬ﻗــﺪ ﰎ ﻣــﻨﺢ ﻣــﺎ ﻣﻌﺪﻟــﻪ ‪ 1300‬ﺣﺼــﺔ أرض‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﱰاب اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻵﺟﺎل اﻟﻜﺒﲑة ﺟﺪا ﻹﳒـﺎز اﳌﺸـﺎرﻳﻊ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـﺮ‪ ،‬وﺗﺘـﻮزع ﻫـﺬﻩ اﳌﺸـﺎرﻳﻊ‬
‫ﺣﺴﺐ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪.%35‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪. %14,5‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺠﺎرة ‪. %12,5‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﻼﺣﺔ ‪.%8‬‬
‫‪ -‬اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‪/‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪.%8‬‬
‫‪ -‬ﺧﺪﻣﺎت أﺧﺮى ‪.%22‬‬
‫* اﳌﺸــﺎرﻳﻊ ﰲ ﻃــﻮر اﻹﳒــﺎز ‪ :‬ﻣــﻦ ﺑــﲔ ‪ 13000‬ﻣﺸــﺮوع ﻣﻮﻓــﻖ ﻋﻠﻴــﻪ )واﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ ﺧﻠــﻖ ‪ 310639‬ﻣﻨﺼــﺐ‬
‫ﺷــﻐﻞ( ‪ ،‬ﺷــﺮع ﰲ إﳒــﺎز ‪ 1940‬ﻣﺸــﺮوع‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻗــﺪرة اﻟﻘﻴﻤــﺔ اﻹﲨﺎﻟﻴــﺔ ﳍــﺎ ﺑـ ـ ‪ 35,5‬ﻣﻠﻴــﺎر دج ‪ ،‬واﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ ﺧﻠــﻖ‬
‫‪ 43200‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ‪.‬‬
‫* اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﱵ ﺑﺎﺷﺮت ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ :‬ﻣﻦ ﺑﲔ ‪ 13000‬ﻣﺸﺮوع ﳏﺪد‪ ،‬ﻧﺴﺠﻞ ‪ 480‬ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺷﺮت ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬و أﺳـﻔﺮت‬
‫ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ‪ 16331‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ و ﺗﻄﻠﺒﺖ ‪ 18‬ﻣﻠﻴﺎر دج‪.‬‬
‫ﻳﻌﺮض ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﱵ ﺑﺎﺷﺮت ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط ﻛﻤﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪.%25‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﻼﺣﺔ ‪.%8‬‬
‫‪ -‬اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‪ /‬اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪.%3‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻨﺎء و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪.%38‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺠﺎرة ‪.%10‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -‬ﺧﺪﻣﺎت أﺧﺮى ‪.%15‬‬

‫وﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮاﱄ ‪ %39‬ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﰲ اﳉﻨﻮب و ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ وﻻﻳﺔ ورﻗﻠﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺣﺼﻴﻠﺔ وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ و دﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪: (APSI‬ﱂ ﺗﱪز ﺣﺼﻴﻠﺔ وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ و دﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﺣﺎﻟـﺔ ﺗﻨﻔﻴـﺬ اﳌﺸـﺎرﻳﻊ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ) ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﰲ ﻃﻮر اﻹﳒﺎز وﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺑﺎﺷﺮت ﻋﻤﻠﻬﺎ(‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺣﺼــﻴﻠﺔ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﻟ ــﺪﻋﻢ و ﺗﺸ ــﻐﻴﻞ اﻟﺸــﺒﺎب )‪ : (ANSEJ‬إﱃ ﻏﺎﻳــﺔ ﺎﻳــﺔ ﻓﻴﻔــﺮي ‪ ،2000‬ﺗﻠﻘــﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ وﺗﺸـﻐﻴﻞ اﻟﺸـﺒﺎب)‪ 110962 (ANSEJ‬ﻣﺸـﺮوع ﻣﺆﺳﺴـﺔ ﻣﺼـﻐﺮة ﻣـﻦ ﻃـﺮف ﻣﺴـﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺷـﺒﺎب‪ ،‬و اﻟـﱵ ﻣـﻦ‬
‫ﺷــﺄ ﺎ ﺧﻠــﻖ ‪ 321880‬ﻣﻨﺼــﺐ ﺷــﻐﻞ‪ ،‬وﻗــﺪ ﻗــﺪﻣﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻟـ ـ ‪ 95928‬ﻣﺸــﺮوع ‪ ،‬أي إﻋﺘﻤــﺎد ‪ % 86‬ﻣــﻦ‬
‫إﲨﺎﱄ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺴﺘﻠﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﺒﻨﻮك ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ إﺳـﺘﻠﻤﺖ ﺣـﻮاﱄ ‪ 56037‬ﻃﻠـﺐ ﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ﻫـﺬﻩ اﳌﺸـﺎرﻳﻊ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻗﺒﻠـﺖ ‪31965‬‬
‫ﻣﻠــﻒ وﻣﻨﺤــﺘﻬﻢ ﺗـﺮاﺧﻴﺺ ﺑــﺎﻟﻘﺮض )ﲤﻮﻳــﻞ( ‪ ،‬ﺑﺘﻜﻠﻔــﺔ ﻗــﺪرﻫﺎ ‪ 37,874‬ﻣﻠﻴــﻮن دج‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﻦ إﲨــﺎﱄ ﺗﻜــﺎﻟﻴﻒ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‬
‫اﶈﺘﻤﻠــﺔ و اﳌﻘــﺪرة ﺑ ـ ‪ 59,047‬ﻣﻠﻴــﻮن دج‪ ،‬أي ﲟﻌــﺪل ﲤﻮﻳــﻞ ﻳﻘــﺪر ﺑ ـ ‪ ، % 64‬أﻣــﺎ ﻋــﻦ ﻣﻨﺎﺻــﺐ اﻟﺸــﻐﻞ اﳌﺴــﺠﻠﺔ ﰲ ﻫــﺬا‬
‫اﻹﻃﺎر ﻓﺘﻘﺪر ﺑـ ‪ 77163‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ‪.‬‬
‫ﻏـﲑ أن اﳌﺸـﺎرﻳﻊ اﻟـﱵ ﲤﻜﻨـﺖ ﻣـﻦ اﻹﺳـﺘﻔﺎدة ﻓﻌـﻼً ﻣـﻦ اﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ‪ ،‬ﻓﺈ ـﺎ ﱂ ﺗـﺰد ﻋـﻦ ‪ 23773‬ﻣﺸـﺮوع‪ ،‬و اﻟـﱵ ﲤﻜﻨــﺖ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ‪ 68368‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ‪ ،‬ﺑﺈﺳﺘﺜﻤﺎر إﲨﺎﱄ ﻗﺪرﻩ ‪ 39,537‬ﻣﻠﻴﻮن دج واﻟﱵ ﰎ ﲤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ ‪:‬‬
‫* ‪ 7,040‬ﻣﻠﻴﻮن دج ﻣﻦ اﻟﻘـﺮوض ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﰎ ﻣﻨﺤﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻜﻞ ﺗﺴـﻠﻴﻔﺎت ﺑـﺪون أرﺑـﺎح ﰲ اﻟﺼـﻨﺪوق اﻟـﻮﻃﲏ ﻟـﺪﻋﻢ‬
‫وﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب )‪ (FNSEJ‬أي ‪.%18‬‬
‫* ‪ 6,173‬ﻣﻠﻴﻮن دج ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ دﻋﻢ ﺧﺎص ﻟﺼﻐﺎر اﳌﻘﺎوﻟﲔ أي ‪.%16‬‬
‫* و ‪ 26,323‬ﻣﻠﻴﻮن دج ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﺮوض اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ أي ‪. % 66‬‬
‫وﳚﺐ اﻟﺘﺬﻛﲑ‪ ،‬أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 4411‬إﻋﺘﻤـﺎد ﻣﺴـﻠﻢ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ﻟـﺪﻋﻢ وﺗﺸـﻐﻴﻞ اﻟﺸـﺒﺎب )‪ ،(ANSEJ‬ﺗﺘﻌﻠـﻖ‬
‫ﲟﺸﺎرﻳﻊ ﳑﻮﻟﺔ ذاﺗﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ ‪%100‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻷرﻗﺎم ﺗﻮﺿﺢ‪ ،‬أن اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺼﻐﲑة ﺣﱴ و إن ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﺎج إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴـﺎت ﺻـﻐﲑة‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﻜﺜـﲑ ﻣﻨﻬـﺎ ﱂ ﻳـﺘﻢ‬
‫إﳒﺎزﻫــﺎ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻔﻌــﻞ ﳒــﺪ أن ‪ %25‬ﻓﻘــﻂ ﻣــﻦ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ اﳌﻌﺘﻤــﺪة ﻣــﻦ ﻃــﺮف ﻣﺼــﺎﱀ )‪ ،(ANSEJ‬ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻜﺎﰲ‪ ،‬وﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﳌﺮور ﺑﺎﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺧﺮى اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ وﺑﺪء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﺸﺎط‪.‬‬
‫و اﳉــﺪول اﻷﰐ‪ ،‬ﻳﺒــﲔ ﻟﻨــﺎ اﳌﻴﺰاﻧﻴــﺔ اﳋﺘﺎﻣﻴــﺔ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟــﺪﻋﻢ و ﺗﺸــﻐﻴﻞ اﻟﺸــﺒﺎب )‪ ،(ANSEJ‬و ﻫــﺬا إﱃ ﻏﺎﻳــﺔ‬
‫‪.2000/02/29‬‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﺠﺪول )‪ : (15/3‬اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟـ )‪ (ANSEJ‬إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ‪2000/02/29‬‬

‫اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻘﺮوض اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ‬ ‫ﺷﻬﺎدة‬ ‫ﻣﺸﺎرﻳﻊ‬
‫ﻃﺮف ‪FNSEJ‬‬ ‫اﳌﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫اﻹﻋﺘﻤﺎد‬ ‫‪ANSEJ‬‬
‫‪23773‬‬ ‫‪31965‬‬ ‫‪95928‬‬ ‫‪110962‬‬ ‫ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻳﻊ‬
‫‪ 59,047‬ﻣﻠﻴﻮن ‪ 39,537‬ﻣﻠﻴﻮن دج‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫رﻗﻢ أﻋﻤﺎل‬
‫دج‬ ‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﶈﺘﻤﻠﺔ‬
‫‪68368‬‬ ‫‪77163‬‬ ‫ﻋﺪد ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ ‪270503 321880‬‬
‫اﶈﺘﻤﻠﺔ‬
‫اﳌﺼﺪر‪:‬إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ و ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب )‪. 2000 ،(ANSEJ‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‪:‬‬ ‫دور اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫إن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺗﻌﲏ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﺗﺴﺎؤﻻت ‪:‬‬
‫‪-1‬ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺣﺎل ﳏﻴﻄﻴﻨﺎ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻵن ؟‬
‫‪ -2‬ﻣﺎﻫﻲ اﻷﻫﺪاف اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ؟‬
‫‪-3‬ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺳﺘﻤﻜﻨﲏ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ؟‬
‫‪ -4‬ﻫﻞ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ؟‬
‫ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻷول ﻓﺎﳍﺪف ﻣﻨﻪ ‪ ،‬ﻫﻮ ﲢﺪﻳﺪ ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳋﺎرﺟﻴﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﻹﻗﺘﺼﺎد ﻛﻜﻞ أو اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﱵ‬
‫ﻫﻲ ﳏﻞ دراﺳﺘﻨﺎ ‪،‬أي ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﲢﺪﻳﺪ اﳌﻮﺟﻮدات و اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﱵ ﲝﻮزة اﳌﺆﺳﺴﺔ و ﲢﺪﻳﺪ ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ‬
‫ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺜﺎﱐ ﻓﺄﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﱵ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ اﳌﺆﺳﺴﺔ رﻓﻊ ﻃﺎﻗﺎ ﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ؟‬
‫ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ؟ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺮﺑﺢ…إﱁ ؟ ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺪ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف‪ ،‬ﺳﻮف ﺗﺒﺤﺚ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﺮاﺣﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﻢ ﲟﺮوﻧﺔ ‪،‬أي أن ﺗﻮاﻛﺐ ﲨﻴﻊ اﻟﺘﻄﻮرات اﳊﺎﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻴﲑ اﳋﻄﺔ إذا ﺣﺪث أي‬
‫ﻃﺎرئ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ وﺿﻊ اﳋﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ أﻋﻠﻢ ﺑﺒﻴﺌﺘﻬﺎ و ﲝﺎﺟﻴﺎ ﺎ و ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺎ‪.‬‬
‫ﳍﺬا ﻧﻘﻮل أن أﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺪف ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻻﺑﺪ أن ﲤﺮ و ﲡﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﻊ ﺗﺴﺎؤﻻت اﳌﻄﺮوﺣﺔ‬
‫‪ ،‬و إﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬

‫ﻛــﻢ ﻫــﻲ ﻛﺜــﲑة اﶈــﺪدات و اﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ اﻟــﱵ ﺗﻮاﺟــﻪ ﻣﻌﻈــﻢ ﻣﺆﺳﺴــﺎﺗﻨﺎ‪ ،‬وﺣــﱴ وإن ﻛــﺎن ﻫﻨــﺎك ﲡﺪﻳــﺪ و ﺧﻠــﻖ ﰲ ﻗ ـﻮاﻧﲔ‬
‫ﺟﺪﻳﺪة و ﺣﻮاﻓﺰ )ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﲨﺮﻛﻴﺔ( ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟـﱵ ﻣـﺮت ـﺎ اﳌﺆﺳﺴـﺎت إﻻ وﳍـﺎ ﻗﻴـﻮد وﻋﺮاﻗﻴـﻞ ﻋﺎﻧـﺖ ﻣﻨﻬـﺎ‬
‫‪ ،‬وأﺑﺴﻂ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻫـﺬا اﻟﻘـﻮل ‪ ،‬اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺮاﻫﻨـﺔ و ﻣﺮﺣﻠـﺔ ﻗـﻮاﻧﲔ اﳋﻮﺻﺼـﺔ و اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬وﻟﻨﻨـﺰل إﱃ أرض اﻟﻮاﻗـﻊ ‪،‬‬
‫ﳒﺪ أن اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﰲ إﲤﺎم إﺟﺮاءات اﳊﺼﻮل ﻋﻠـﻰ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر أو إﺟـﺮاءات إﻋـﺪاد اﳌﺆﺳﺴـﺎت إﱃ اﳋﻮﺻﺼـﺔ‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺸﻜﻞ اﻟﻌﻘﺎر…‪.‬إﱁ ‪.‬‬
‫ﻟﻜــﻦ رﻏــﻢ ﻫــﺬا و ذاك‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻨــﺎك ﻃﻤــﻮح ﻳ ـﺮاود ﻣﺆﺳﺴــﺎﺗﻨﺎ إﱃ ﻏ ــﺪ أﻓﻀــﻞ‪ ،‬و ﻫﻨــﺎك ﳏــﺎوﻻت ﺗﻠــﻮ اﻷﺧــﺮى ﻣــﻦ أﺟ ــﻞ‬
‫اﻟﻨﻬﻮض ﺎ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﺤﺪدات ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﻋﺪم اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‬

‫إن اﻟــﺪور اﻟــﺬي ﻳﻠﻌﺒــﻪ ﻗﻄــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد ﻗــﺪ أدرك ﺑﺼــﻔﺔ إﳚﺎﺑﻴــﺔ ﰲ اﻟﻌـﺎﱂ ﺑﺄﺳــﺮﻩ ‪ ،‬إذ ﺣﻈــﻲ ﺑﺎﻷوﻟﻮﻳــﺔ‬
‫ﺿــﻤﻦ ﳐﺘﻠــﻒ ﺑـﺮاﻣﺞ و إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ ﰲ اﻟﺒﻠــﺪان اﻷﻛﺜــﺮ ﺗﻄــﻮرا ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ﻳﻌــﺮف ﰲ ﻣﻌﻈــﻢ ﺑﻠــﺪان اﻟﻌــﺎﱂ‬
‫إزدﻫﺎر ﻛﺒﲑ‪ ،‬و ﻫﻮ ﻳﺸﻐﻞ ﺣﻴﺰا ﻛﺒﲑا ﰲ ﳎﻤﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪرا ﻣﻌﺘﱪا ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ و ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻓﺈن اﳋﻴﺎرات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺘﺒﻌـﺔ ﰲ اﳌﺎﺿـﻲ ﺷـﺠﻌﺖ ﻋﻠـﻰ إﳒـﺎز اﺠﻤﻟﻤﻮﻋـﺎت‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﱪى ‪ ،‬و ﻣﻦ ﲦﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻛﺒﲑة ‪ ،‬و ﻫـﻲ إذن ﻻ ﺗﺘـﻮﻓﺮ ﻋﻠـﻰ ﺧـﱪة ﻛﺒـﲑة ﰲ ﳎـﺎل‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و اﻟﺘﺴﻴﲑ ‪ ،‬و ﻗـﺪ أﺗـﻰ إﺻـﻼح إﻗﺘﺼـﺎدﻧﺎ و ﲢﺮﻳـﺮﻩ ﺗـﺪرﳚﻴﺎ ﰲ وﻗﺘـﻪ ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﻟـﺪﻓﻊ ﻫـﺬا اﻟﻘﻄـﺎع و ﲤﻜﻴﻨـﻪ ﻣـﻦ اﻟﻘﻴـﺎم‬
‫ﺑﺪورﻩ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻰ أﰎ وﺟﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺧﺮى ‪.‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ رﻏﻢ وﺟﻮد اﻹرادة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﱰﻗﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع و اﻟﱵ ﲡﺴﺪت ﻣـﻦ ﺧـﻼل إﻧﺸـﺎء وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻛـﺬا‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ ﺳـﻴﻤﺎ ﰲ ﳎـﺎل اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻫـﺬا اﻟﻘﻄـﺎع ﻳﺒﻘـﻰ ﻫﺸـﺎ و ﻣﻌﺮﺿـﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳـﺪ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﱵ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ‪.‬‬
‫و إذا ﻧﻈﺮﻧ ــﺎ إﱃ ﲡﺮﺑ ــﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻟﺮاﻫﻨ ــﺔ ‪ ،‬ﳒ ــﺪﻫﺎ ﻗ ــﺪ أﳘﻠ ــﺖ أو ﺑ ــﺎﻷﺣﺮى ﲡﺎﻫﻠ ــﺖ ﺑﺸ ــﻜﻞ ﻛﺒ ــﲑ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﲟﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳـﺎ و ﳑﻴـﺰات ‪ ،‬و ﻋﻠـﻰ ﺳـﺒﻴﻞ اﻟـﺬﻛﺮ ﻻ اﳊﺼـﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨـﺎ ﳒـﺪ أن أﺳـﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎري‬
‫ﻏﺎﺋﺒﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻦ واﻗﻊ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬و ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ و اﳋﻄﺄ أﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﲡﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ‪ ،‬و ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف ‪ ،‬و إﺧﺘﺒﺎر و ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ و اﻟﺘﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ‬
‫ﺳــﻼﻣﺔ اﳋﻄــﺔ ) ﺗﻨﺎﺳــﻘﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺘ ـﻮازن ﺑــﲔ اﳌ ـﻮارد و اﻹﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت … ( ‪ ،‬و إذا وﺟــﺪ إﳓ ـﺮاف ﻋــﻦ ﻫــﺬا اﻟﺘ ـﻮازن ﻳــﺘﻢ ﻣﺮاﺟﻌــﺔ‬
‫اﳋﻄﺔ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﳌﻮارد و اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ‪.‬‬
‫‪ -2‬أﺳــﻠﻮب اﳌﻌــﺎدﻻت اﻵﻧﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻣﻀــﻤﻮ ﺎ ﻫــﻲ إﳚــﺎد اﳊــﻞ اﻵﱐ ﻟﺪاﻟــﺔ اﻟﺘﻔﻀــﻴﻞ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﺑﺈﺳــﺘﺨﺪام ﳕــﻮذج‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬و ﻫﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ أﻳﻦ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر إﱃ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﳌﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬و ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﱵ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻘـﺪﻳﺮات ﻣﺒﺪﺋﻴـﺔ‪ ،‬و ﳝﻜـﻦ إﲨـﺎل ﻫـﺬﻩ اﳌﺮاﺣـﻞ ﰲ اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،‬و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺸﺮوع ‪.‬‬
‫إن ﻛــﻞ اﻟﻄــﺮق اﻟﺴــﺎﻟﻔﺔ اﻟــﺬﻛﺮ ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻠــﺐ وﺿــﻊ ﳕــﻮذج ﻟﻺﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﻳﺘﻀــﻤﻦ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ اﻟــﱵ ﺗ ـﺮﺑﻂ‬
‫اﳌﺘﻐﲑات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻹﺧﺘﻼف ﺑﲔ اﻟﻄـﺮق اﻟـﺜﻼث ﻫـﻮ إﺧـﺘﻼف ﰲ ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﺗﺮﻛﻴـﺐ ﻫـﺬا اﻟﻨﻤـﻮذج اﻟـﺬي ﻳﺴـﺘﺨﺪم ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺛﻘﻞ إﺟﺮاءات اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫إن إﻋﺎدة إﻧﻄﻼق اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ و ﻫﺬا ﰲ ﻏﻴﺎب اﳍﻴﻜﻠﺔ و ﻗﺪم اﻟﻨﺴﻴﺞ اﳌﻮﺟﻮد‬
‫‪ ،‬ﺑﻌﺚ ﺟﺪﻳﺪ و دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر و ﻛﺬﻟﻚ دﻋﻮة ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺸﺮاﻛﺔ و ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﱯ ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ﲡﺪﻳﺪ اﻟﻨﺴﻴﺞ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﳌﻮﺟﻮد و إدﻣﺎﺟﻪ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ اﻟﻮﻃﲏ واﻟﺪوﱄ‪ ،‬ﳚﺐ أن ﳝﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ و أﻛﻴﺪة ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪.‬‬
‫ﻛﻤــﺎ أن أﻏﻠﺒﻴــﺔ ﺑﻠــﺪان اﻟﻌــﺎﱂ ﻗــﺪ إﺳــﺘﻮﻋﺒﺖ ﻫــﺬﻩ اﻟﻔﻜــﺮة و إﻧﺘﻔﻌــﺖ ﻣــﻦ اﻵﻟﻴــﺎت و اﻟﻔــﺮص اﻟــﱵ ﻳﻌﺮﺿــﻬﺎ اﻹﻗﺘﺼــﺎد‬
‫اﻟﻌــﺎﳌﻲ اﳉﺪﻳــﺪ ﻟﺘﺜﻤــﲔ ﻗــﺪرا ﺎ‪ ،‬ذﻟــﻚ أن ﻫﻨــﺎك ﺑﻠــﺪان أﻗــﻞ ﺛﻘــﻞ ﻣــﻦ ﺑﻼدﻧــﺎ ﻗــﺪ إﺳــﺘﻄﺎﻋﺖ وﺿــﻊ ﺧﻄــﻂ ﺳــﲑ ﺗﺴــﻤﺢ ﳍــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺘــﺄﻣﲔ اﻟــﺪاﺋﻢ و اﳌﻨــﺘﻈﻢ ﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎ ﺎ‪ ،‬و ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻷﺛﻨــﺎء ﺑﻘﻴــﺖ اﳉﺰاﺋــﺮ ﻣﻌﺘﻤــﺪة ﻋﻠــﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘــﺎن ﻣﺘﻨﺎﻗﻀــﺘﺎن ‪ :‬ﻓــﺎﻷوﱃ‬
‫ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﳋﻄﺎب اﻟﺮﲰﻲ اﳊﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﺮارات اﳌﺸﺠﻌﺔ ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻣﻴـﺎدﻳﻦ ﻏـﲑ ﻗﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر ﳊـﺪ اﻵن‪ ،‬و اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﺗﺼـﻮر‬
‫ﳑﺎرﺳﺎت ﰲ أرض ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺒﺎت و اﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ إﻓﺸﺎل ﻟﻜﻞ اﳌﺒﺎدرات‪.‬‬
‫إن ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﳌﺘﻌﺪدة و ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻞ و ﺑﺎﶈﻴﻂ اﻹداري‪ ،‬أﻣﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ‬
‫اﻹﺳﺘﻐﻼل ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ ﺗﻌﻮد إﱃ ﲤﻮﻳﻦ ﺟﻬﺎز اﻹﻧﺘﺎج و ﲤﻮﻳﻠﻪ وﲪﺎﻳﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻃﲏ و اﻹﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻏﲑ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ و اﻟﻌﻘﺎر و اﻟﺒﲑوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﳎﻤﻮﻋﺔ اﳌﺼﺎﻋﺐ اﻟﱵ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‬
‫ﳎﺎ ﺘﻬﺎ ‪ ،‬و ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻧﻀﺞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﳉﻠﺐ وﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫ﰲ إﻃﺎر ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ‪ ،‬ﳒﺪ أن ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳊﻠﻘﺎت ﻏﲑ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ‪ ،‬و ﻳﻈﻬﺮ‬
‫ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل إﺑﺮاز اﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ أو ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﲟﺴﺎر اﶈﺎرب وﻫﺬا ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺪول اﻷﺧﺮى ‪ ،‬اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر أﺳﻬﻞ ﳑﺎ ﻫﻮ ﺟﺎري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ‪.‬‬
‫‪ -1-2-1-IV‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬
‫إن ﲡﺴﻴﺪ أي ﻣﺸﺮوع إﺳﺘﺜﻤﺎري ﳜﻀﻊ ﺑﺎﻟﻀﺮورة إﱃ إﺣﱰام إﺟﺮاءات ﻋﺪﻳﺪة ‪ ،‬ﺛﻘﻴﻠﺔ و ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ أﺳﺎﺳﺎً‬
‫ﺟﻌﻞ أﺟﺎل ﲡﺴﻴﺪ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ و ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﺒﺪأ أﺳﺎﺳﻲ ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ ‪ ،‬و اﻟﺬي‬
‫ﻳﻔﺮض أن ﻛﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﳍﺎ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﰲ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫و ﺗﺘﻤﺜﻞ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻓﻴﻤﺎﻳﻠﻲ )‪: (1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI «Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI »,juillet 2000,p: 29.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫أ ‪ -‬ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺸﺮﻛﺔ ‪ :‬ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺷﺮﻛﺔ ﻟﺪى ﻣﻮﺛﻖ ﺗﻘﺪﱘ ‪ 08‬وﺛﺎﺋﻖ إدارﻳﺔ ‪ ،‬و ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﺗﻘﺮﻳﺒـﺎ ﺷـﻬﺮاً‬
‫ﻛﺎﻣﻼً ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬ﺷﻬﺎدة ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ‪ ،‬ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬ﻧﺴﺨﺔ ﻋﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‪.‬‬
‫أ‪ 3-‬ﺷﻬﺎدة اﳌﻴﻼد اﳌﺴﺎﳘﲔ‪.‬‬
‫أ‪ -4-‬ﻋﻘﺪ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﶈﻞ أو ﻋﻘﺪ اﻹﳚﺎر ﻣﻮﺛﻖ‪.‬‬
‫ﻛﻤـﺎ أﻧـﻪ ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻹﳚـﺎر ﻳﺸـﱰط ﻣﻠــﻒ أﺧـﺮ ﻳﺘﻀــﻤﻦ ‪ :‬ﺷـﻬﺎدة ﻣـﻴﻼد ﺻــﺎﺣﺐ اﶈـﻞ‪ +‬ﻧﺴـﺨﺔ ﻋــﻦ ﺑﻄﺎﻗـﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ‪+‬‬
‫ﺷـﻬﺎدة اﻹﻋﻔـﺎء ﻣـﻦ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ‪ +‬دﻓـﻊ أﺗﻌـﺎب اﳌﻮﺛـﻖ )‪10000‬دج(‪ +‬ﻣﺼـﺎرﻳﻒ اﻟﺘﺴـﺠﻴﻞ اﻟـﱵ ﲤﺜـﻞ ﻧﺴـﺒﺔ ‪ % 3‬ﻣـﻦ ﻣﺒﻠـﻎ‬
‫اﻹﳚــﺎر وﻫــﺬا ﻃــﻮل ﻣــﺪة اﻹﳚــﺎر ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﻫــﺬا اﳌﻠــﻒ اﻹﺿــﺎﰲ ﻳﺴــﺘﻐﺮق ﻣــﺪة إﺿــﺎﻓﻴﺔ ﻗــﺪرﻫﺎ ‪ 15‬ﻳﻮﻣــﺎ ‪ ،‬و ﲡــﺪر‬
‫اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري اﳌﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس ﻋﻘـﺪ اﻹﳚـﺎر ‪ ،‬ﺗﻨﺘﻬـﻲ ﻣـﺪة ﺻـﻼﺣﻴﺘﻪ ﺑﺈﻧﺘﻬـﺎء ﻣـﺪة اﻹﳚـﺎر‪ ،‬و ﻏﺎﻟﺒـﺎً ﻣـﺎ‬
‫ﺗﻜــﻮن أﻗــﻞ ﻣــﻦ ﻋــﺎﻣﲔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﲡﻨﺒــﺎ ﻟﻠﺼــﻌﻮﺑﺎت اﻟــﱵ ﺗﻜــﺎد أن ﲢــﺪث ﻧﺘﻴﺠــﺔ ﻟﻌــﺪم ﲤﺪﻳــﺪ ﻣــﺪة اﻹﳚــﺎر و اﻟﺘﻌــﻮﻳﺾ اﳌﱰﺗــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫أ‪ -5-‬ﺷﻬﺎدة ﳏﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺗﺜﺒﺖ وﺟﻮد اﶈﻞ )ﳛﺪد اﻷﺟﻞ ﺑﺄﺳﺒﻮع(‬
‫أ‪ -6-‬دﻓــﻊ رأس ﻣــﺎل اﻟﺸــﺮﻛﺔ ﰲ ﺣﺴــﺎب اﳌﻮﺛــﻖ ‪ ،‬و اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻘــﻮم ﺑﺈرﺟﺎﻋــﻪ إﻻ إذا ﰎ ﺗﺴــﺠﻴﻞ اﻟﻌﻘــﺪ ‪ ،‬و‬
‫إﻋﺪاد اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري و ﻓﺘﺢ ﺣﺴﺎب ﲡﺎري ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -7-‬ﺗﺴﻮﻳﺔ أﺗﻌﺎب اﳌﻮﺛﻖ )‪20000‬دج(‪.‬‬
‫أ‪ -8-‬ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮق اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ) ‪% 3‬ﻣﻦ رأس اﳌﺎل(‪.‬‬
‫أ‪ -9-‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺸﺮﻛﺔ ﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ‪ ،‬و اﻟﱵ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻮﻓﲑ ‪ 04‬وﺛﺎﺋﻖ إﺿـﺎﻓﻴﺔ‬
‫‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣـﺎ ﻳﺘﺴـﺒﺐ ﰲ إزدواﺟﻴـﺔ اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻨـﺪ اﻟﺴـﻌﻲ ﻟﺘـﻮﻓﲑ ﻫـﺬﻩ اﻟﻮﺛـﺎﺋﻖ‪ ،‬وﻫـﺬا ﺑﻌـﺪﻣﺎ ﺗﻜـﻮن ﻫـﺬﻩ اﻷﺧـﲑة‬
‫ﻗﺪ ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺸﺮﻛﺔ أﻣﺎم اﳌﻮﺛﻖ‪ ،‬وﺗﺴﺘﻐﺮق ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﺷﻬﺮاً إﺿﺎﻓﻴﺎً‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺘﻘﻴﻴـﺪ ﻓـﻲ اﻟﺴـﺠﻞ اﻟﺘﺠـﺎري ‪ :‬ﻳﺘﻄﻠـﺐ اﳌﻠـﻒ اﳌﻄﻠـﻮب ﻟﻠﺘﻘﻴﻴـﺪ ﰲ اﻟﺴـﺠﻞ اﻟﺘﺠـﺎري ‪ 13‬وﺛﻴﻘـﺔ إدارﻳـﺔ ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أن‬
‫اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ إﺷﱰﻃﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪ ،‬و ﺗﺘﻄﻠﺐ إﺟﺮاءات و ﻣﺼﺎرﻳﻒ إﺿﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -1-‬ﻧﺴﺨﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻷﺻﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬ﺳﺠﻞ اﻟﺴﻮاﺑﻖ اﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﲑﻳﻦ ) ﺷﻬﺎدة اﳌـﻴﻼد ‪ +‬ﻃـﺎﺑﻊ ﺟﺒـﺎﺋﻲ ‪ +‬وﺗﺴـﺘﻐﺮق ﻣـﺪة اﻟﺘﺴـﻠﻴﻢ ﺷـﻬﺮاً‬
‫ﻛﺎﻣﻼً(‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬ﻧﺴﺨﺔ ﻋﻦ ﺷﻬﺎدة اﳌﻴﻼد اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻹزدﻳﺎد‪.‬‬
‫ب‪ -4-‬ﻋﻘﺪ ﺗﻮﺛﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﺤﻞ أو ﻋﻘﺪ اﻹﳚﺎر‪.‬‬
‫ب‪ -5-‬ﺷﻬﺎدة وﺟﻮد اﶈﻞ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﶈﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﺨﺘﺺ ﳏﻠﻴﺎ )اﳌﻬﻠﺔ أﺳﺒﻮع(‪.‬‬
‫ب‪ -6-‬ﺷﻬﺎدة وﺟﻮد اﶈﻞ ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ ﻣﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ )اﳌﻬﻠﺔ أﺳﺒﻮع(‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ب‪ -7-‬ﺷﻬﺎدة ﻋﺪم اﳋﻀﻮع ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬

‫ب‪ -8-‬ﺷﻬﺎدة اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ) اﳌﻬﻠﺔ أﺳﺒﻮع(‪.‬‬
‫ب‪-9-‬إﺳﺘﻤﺎرة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﻸ‪.‬‬
‫ب‪-10-‬ﻧﺴﺨﺔ ﻋﻦ اﻹﻋﻼن اﻟﻮارد ﰲ اﻟﻜﺸﻒ اﻟﺮﲰﻲ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ )‪.(B OAL‬‬
‫ب‪ -11-‬ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻹﻋﻼن ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ ﺟﺮﻳﺪة وﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -12-‬دﻓﻊ ﺣﻘﻮق ﻟﺼﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )‪4000‬دج(‪.‬‬
‫ب‪ -13-‬دﻓﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﰲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري ) ‪15000‬دج(‪.‬‬
‫ﻳﺒﻘــﻰ أن ﻧﺸــﲑ أن اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﺠﻞ اﻟﺘﺠــﺎري ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﰲ اﻟﻈــﺮوف اﻟﻌﺎدﻳــﺔ ﻣــﺪة ﻻ ﺗﻘــﻞ ﻋــﻦ )‪(03‬أﺷــﻬﺮ و‬
‫إﻋﺪاد ‪ 13‬وﺛﻴﻘﺔ ﻟﺪى ﺛﻼﺛﺔ إدارات ﳐﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﳚــﺪر اﻹﺷــﺎرة أﻳﻀـﺎً‪ ،‬إﱃ إن إﺷـﱰاط ﺑﻌــﺾ اﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ )ﺷــﻬﺎدة اﳌــﻴﻼد اﳌﺴــﻠﻤﺔ ﻣــﻦ ﺑﻠﺪﻳــﺔ ﻣﻜــﺎن‬
‫اﻹزدﻳــﺎد ‪ ،‬ﻣﻌﺎﻳﻨــﺔ اﶈﻀــﺮ اﻟﻘﻀــﺎﺋﻲ ﻣﻜــﺎن ﺗﻮاﺟــﺪ اﶈــﻞ ‪ ،‬ﺷــﻬﺎدة وﺟــﻮد اﶈــﻞ ﺗﻘــﺪﻣﻬﺎ ﻣﻔﺘﺸــﻴﺔ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ و ﻫــﺬا ﺑــﺎﳌﻮازاة ﻣــﻊ‬
‫ﺗﻠــﻚ اﻟــﱵ ﻳﻘــﺪﻣﻬﺎ اﶈﻀــﺮ اﻟﻘﻀــﺎﺋﻲ( ﻗــﺪ ﻳﺸــﻮﺑﻪ ﺑﻌــﺾ اﻟﺼــﻌﻮﺑﺎت ‪ ،‬و ﻫــﺬا راﺟــﻊ ﻏﺎﻟﺒـﺎً إﱃ اﻟﻼﻣﺒــﺎﻻة اﻟــﱵ ﺗﺘﻌﺎﻣــﻞ ــﺎ ﻫــﺬﻩ‬
‫اﳍﻴﺌﺎت اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ : (A‬ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﻣﻠــﻒ وﻛﺎﻟــﺔ ﺗﺮﻗﻴــﺔ ودﻋــﻢ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‬ ‫)‪PSI‬‬ ‫ج‪ -‬ﺗﻘــﺪﻳﻢ ﻣﻠــﻒ ﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ ﺗﺮﻗﻴــﺔ و دﻋــﻢ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر‬
‫)‪ (APSI‬ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻹﻣﺘﻴﺎزات اﻟﱵ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺸﺮوع اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬دراﺳﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺸﺮوع‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -3-‬اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪.‬‬
‫ج‪ -4-‬ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -5-‬ﻓﺎﺗﻮرة ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰات‪.‬‬
‫ج‪ -6-‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ) إﺳﺘﻤﺎرة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ‪.(APSI‬‬
‫ج‪ -7-‬ﻃﻠﺐ اﻹﻣﺘﻴﺎزات ) إﺳﺘﻤﺎرة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ‪.(APSI‬‬
‫ج‪ -8-‬ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات ) إﺳﺘﻤﺎرة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ‪.(APSI‬‬
‫ج‪ -9-‬دﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ‪10000‬دج ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ ودﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪.(APSI‬‬
‫و ﻧﻈ ـﺮاً ﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﳋــﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣــﺔ ﻣــﻦ ﻃــﺮف ﻫــﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﲢﻮﻟــﺖ إﱃ ﳎــﺮد ﻣﺮﻛــﺰ ﻟﺘﺴــﺠﻴﻞ رﻏﺒــﺎت‬
‫اﳌﺴ ــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻫ ــﺬا اﻹﺟ ـﺮاء ﻳ ــﺘﻢ ﰲ ﻣ ــﺪة ﺗ ـﱰاوح ﻣ ــﻦ ‪ 15‬إﱃ ‪ 60‬ﻳﻮﻣ ــﺎ دون ﻣﻮاﺟﻬ ــﺔ أي ﻣﺸ ــﺎﻛﻞ ﺗ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻟﻜ ــﻦ ﳚ ــﺐ‬
‫اﻹﺷــﺎرة إﱃ أن اﻟﻈــﺮوف اﻟــﱵ ﻳــﺘﻢ ﻓﻴﻬــﺎ إﺳــﺘﻘﺒﺎل اﳌﻘــﺎول اﻟــﺬي ﻳﻜــﻮن ﺑﺼــﺪد وﺿــﻊ ﻣﻠﻔــﻪ‪ ،‬ﻳــﺘﻢ ﰲ ﺟــﻮ ﻳﺴــﻮدﻩ ﻏﻴــﺎب ﺗــﺎم‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ و اﻟﻜﺘﻤﺎن ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺴﺒﺐ اﻹﻧﺰﻋﺎج و ﻋﺪم اﻟﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻫﺬا اﻷﺧﲑ إﲡﺎﻩ ﻫﺬﻩ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﺮﲰﻴﺔ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫د‪ -‬اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ‪ :‬ﻳﺸﻜﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر أوﱃ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﺼـﺪاﻗﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳـﺔ‬
‫ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ذﻟــﻚ أن اﳌﺸــﺎﻛﻞ اﻟــﱵ واﺟﻬﻬــﺎ اﳌﻘــﺎول ﻛــﺎن أﺳﺎﺳ ـﺎً ﺑﺴــﺒﺐ ﺛﻘــﻞ و ﺗﻌﻘﻴــﺪ اﻹﺟ ـﺮاءات اﳌﻮﺿــﻮﻋﺔ‪ ،‬و اﻟــﱵ‬
‫أﺿﻔﺖ اﻟﻐﻴﺎب اﻟﺘﺎم ﻟﻠﺸﻔﺎﻓﻴﺔ و اﳊﻮار ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪم إﺣﱰام اﻵﺟـﺎل اﶈـﺪدة ﻟﺪراﺳـﺔ اﳌﻠﻔـﺎت‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ﺑﻌـﺾ اﻟﻮﻻﻳـﺎت ﻓـﺈن‬
‫ﻗﺮارات ﻓﺘﺢ أو ﲡﻤﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﻨﺢ اﻟﻌﻘﺎرات ﻛﺎﻧﺖ ﺗـﺘﻢ ﰲ ﺳـﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣـﺔ ‪ ،‬ﳑـﺎ ﺟﻌـﻞ ﻃـﺎﻟﱯ اﻟﻌﻘـﺎرات ﰲ اﻟﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ اﳊـﺎﻻت‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﻦ اﻹﻧﺘﻈــﺎر‪ .‬ﻟﻜــﻦ ﰲ اﻟﻮاﻗــﻊ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ ﻋــﺪا ﺑﻌــﺾ اﳌﻌــﺎﻣﻼت اﳋﺎﺻــﺔ اﻟــﱵ ﻛــﺎن ﳛﻀــﻰ ــﺎ ﺑﻌــﺾ اﻷﺷــﺨﺎص‪ ،‬ﻓــﺈن‬
‫إﺟـﺮاءات اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــﺎر اﻟــﺬي ﻳــﺪﺧﻞ ﺿــﻤﻦ أﻣــﻼك اﻟﺪوﻟــﺔ ‪ ،‬ﳝــﺮ ﻋــﱪ ﺻــﻴﻎ ﳐﺘﻠﻔــﺔ و ﻫــﺬا ﺣﺴــﺐ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﻷرض ‪،‬‬
‫وﻳﺴﺘﻠﺰم ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺪﺧﻞ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﳉﻨﺔ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات و ﺗﺮﻗﻴﺘﻬﺎ و ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ )‪.(CALPI‬‬
‫‪ -‬اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳍﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﻬﻴﺌﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺼﺎﱀ أﻣﻼك اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫و ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﻠﻒ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر )‪ (09‬وﺛﺎﺋﻖ إدارﻳﺔ ‪:‬‬

‫د‪ -1-‬ﺗﻘﺪﱘ ﻃﻠﺐ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﻨﺸﻴﻂ و ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات و ﲢﺪﻳـﺪﻫﺎ )‪ (CALPI‬ﻟﻠﻮﻻﻳـﺔ أﻳـﻦ ﻳﺘﻤﻮﻗـﻊ اﳌﺸـﺮوع‬
‫أو ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ أو ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‪.‬‬
‫د‪ -2-‬دراﺳﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻦ ﺟﺪوى اﳌﺸﺮوع‪.‬‬
‫د‪ -3-‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫د‪ -4-‬ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫د‪ -5-‬ﻓﺎﺗﻮرة ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰات‪.‬‬
‫د‪ -6-‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ و دﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪.(APSI‬‬
‫د‪ -7-‬ﻃﻠﺐ اﻹﻣﺘﻴﺎزات )ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ و دﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪.(APSI‬‬
‫د‪ -8-‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات‪.‬‬
‫د‪ -9-‬ﳐﻄﻂ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻘﺎﻣﺔ اﳌﺼﻨﻊ‪.‬‬

‫ﻛﻤــﺎ ﺗﺒــﲔ اﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ اﳌﻜﻮﻧــﺔ ﻟﻠﻤﻠــﻒ ﺑﻮﺿــﻮح أﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﶈﻠــﻲ ‪ ،‬ﱂ ﻳﻌــﺪ ﻗـﺮار وﻛﺎﻟــﺔ دﻋــﻢ وﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﰲ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ إﻻ وﺛﻴﻘﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ دون أﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ أﺻﻌﺐ ﻣﺸﻜﻞ ﻳﻮاﺟﻬﻪ اﳌﻘﺎول )اﶈﻠﻲ ﻃﺒﻌﺎ( ‪ ،‬اﻟـﱵ‬
‫ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﻠﻔﺎت ﻣﻌﻘﺪة وﺻﻌﺒﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗـﺖ‪ ،‬ﺑـﻞ أﺻـﺒﺤﺖ اﻵﺟـﺎل اﻟـﺬي ﻳﺴـﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﳊﺼـﻮﻟﻪ‬ ‫ﺗﻌﻮد أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻏﲑ ﳏﺪدة و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ‪-‬اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر‪ -‬ﻓﺈ ﺎ ﺗﻜﻮن ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻏﲑ ﻣﻬﻴﺄة‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫وﻫﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﳚﺐ ﺗﻘﺪﱘ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺎت إﱃ اﳌﺼﺎﱀ اﳌﻌﻨﻴﺔ )ﺳﻮﻧﻠﻐﺎز‪ ،‬اﻟﱪﻳـﺪ واﳌﻮاﺻـﻼت‪ ،‬اﻟﺸـﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ﻟﺘﻮزﻳـﻊ‬
‫اﳌﻴﺎﻩ‪ ،‬ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﺮان( وﻫﺬا ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻮﺻـﻴﻼت و اﻟـﺮﺑﻂ ﲟﺨﺘﻠـﻒ اﳌﺼـﺎدر‪ ،‬ﻣـﻊ اﻟﻌﻠـﻢ أن ﺗﻜﻠﻔـﺔ و آﺟـﺎل اﻹﳒـﺎز‬
‫ﻳﺴﺎﳘﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺗﻌﻄﻴﻞ و ﺗﺄﺧﲑ ﺑﺪء و ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻌﺎﳉـﺔ ﻃﻠــﺐ ﻣــﻦ ﻃـﺮف ﳉﻨــﺔ ﺗﻨﺸــﻴﻂ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات و ﲢﺪﻳـﺪﻫﺎ و ﺗﺮﻗﻴﺘﻬــﺎ )‪ : (CALPI‬ﰎ إﻧﺸــﺎء ﻫــﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨــﺔ‬
‫ﲟﻮﺟــﺐ ﺗﻌﻠﻴﻤــﺔ وزارﻳــﺔ ﻣﺸــﱰﻛﺔ ﰲ ‪ ، 1994/05/14‬و اﻟــﱵ ﻛﺎﻧــﺖ ــﺪف إﱃ " ﺗﻘــﺪﱘ اﻟﺘﺴــﻬﻴﻼت و ﻛﻴﻔﻴــﺎت اﳌﺴــﺎﻋﺪة‬
‫ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ ﻣ ــﻨﺢ اﻷراﺿ ــﻲ ﻟﻠﻤﺴ ــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ " و ﺑ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻀ ــﻤﻮن ﻫ ـﺬﻩ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ــﺔ ﳒ ــﺪ " ﻣﻜﻠﻔ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﺮد اﻟﻔ ــﻮري ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺴــﺎؤﻻت ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ اﻷراﺿــﻲ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻳﻘــﻮم اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺑﻄﺮﺣﻬــﺎ‪ ،‬و ﻳﻬــﺪف ﻫــﺬا اﻹﺟ ـﺮاء إﱃ ﲨــﻊ ﰲ ﻧﻔــﺲ اﳌﻜــﺎن ﻛــﻞ‬
‫اﳌﺘﻌــﺎﻣﻠﲔ اﻟﻌﻤــﻮﻣﻴﲔ اﶈﻠﻴــﲔ اﳌﻌﻨﻴــﲔ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺼــﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳــﺔ ‪ ،‬و ﺣــﻖ اﻟﺒﻨــﺎء و ﻫــﺬا ﻣــﻦ أﺟــﻞ اﻟــﺮد اﻟﻔــﻮري ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﻠﺒــﺎت‬
‫اﳌﻌــﱪ ﻋﻨﻬــﺎ ﰲ ﻫــﺬا اﺠﻤﻟــﺎل " ‪ .‬ﺳ ـﻮاء أرﺳــﻠﺖ اﳌﻠﻔــﺎت ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ )‪ (A PSI‬أو ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ‪ ،‬ﻓــﻼ ﳚــﺐ أن‬
‫ﻳﺘﻌــﺪى آﺟــﺎل إﺑــﻼغ اﻟــﺮد اﻟــﺬي ﺗﻘــﻮم ﺑــﻪ )‪ (CALPI‬ﻟﻠﻮﻻﻳــﺔ اﳌﻌﻨﻴــﺔ )‪ (30‬ﻳﻮﻣــﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ أﺳــﺒﻮع آﺧــﺮ و ﻫــﺬا ﻹﺑــﻼغ‬
‫اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ ﻧﺘﻴﺠــﺔ ﻃﻠﺒــﻪ ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ اﻟﻮاﻗــﻊ ﺷــﻲء آﺧــﺮ ﺣﻴــﺚ ﳒــﺪ أن ﻫﻨــﺎك ﻣــﻦ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻣــﻦ اﻧﺘﻈــﺮ ﺳــﻨﻮات دون أن ﳝــﻨﺤﻬﻢ‬
‫اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﲔ ﺟﻮاﺑﺎً‪.‬‬
‫‪ -‬إﺑـﺮام اﻟﻌﻘــﻮد ‪ :‬ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟــﺮد اﻹﳚــﺎﰊ ﻋﻠــﻰ ﻃﻠــﺐ اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــﺎر‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺼــﻴﻎ اﳌﻘﱰﺣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‬
‫إﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻹﻣﺘﻴﺎز‪ ،‬اﻹﳚﺎر أو اﻟﺘﻨﺎزل‪ ،‬ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻋﻨﺪ ﺗﺸـﻜﻴﻞ اﻟﻌﻘـﺪ‬
‫اﻟﻨﻬــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻛﻮ ــﺎ ﺗﻘــﻮم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أﺳــﻌﺎر ﻣﻮﺿــﻮﻋﺔ ﻣﺆﻗﺘــﺎ‪ .‬وﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﻫــﺬا ﻓــﺈن اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ ﻣــﻦ ﺟﻬﺘــﻪ ﻳﻔﻀــﻞ ﻋﺎﻣــﺔ‬
‫ﺻــﻴﻐﺔ اﻟﺘﻨــﺎزل أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ اﻟﺼــﻴﻎ اﻷﺧــﺮى ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﺑﺴــﺒﺐ اﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت اﻟــﱵ ﺗﻘــﺪﻣﻬﺎ‪ ،‬و ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻜــﻲ ﻳﺴــﺘﻔﻴﺪ ﻣــﻦ ﻗــﺮض ﻣــﻦ‬
‫اﻟﺒﻨــﻚ‪ ،‬و ﲡــﺪر اﻹﺷــﺎرة ﰲ اﻷﺧــﲑ أن اﻵﺟــﺎل اﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ﻟﻠﺤﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــﺎر ذات اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ ﺗﺴــﺘﻐﺮق ﻏﺎﻟﺒــﺎ‬
‫ﺳﻨﺘﲔ‪.‬‬
‫‪ -‬رﺧﺼــﺔ اﻟﺒﻨــﺎء ‪ :‬ﺑﺼــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ رﺧﺼــﺔ اﻟﺒﻨــﺎء ﻟــﺪى اﻟﺒﻠﺪﻳــﺔ اﳌﻌﻨﻴــﺔ ﻻ ﻳﺸــﻜﻞ ﺻــﻌﻮﺑﺔ ﺗــﺬﻛﺮ‪،‬‬
‫ﻣﺎﻋــﺪا اﻵﺟــﺎل اﻟﻄﻮﻳﻠــﺔ أﺣﻴﺎﻧ ـﺎً ﻟﻠﺤﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘــﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟﻠﺸ ـﺮوع ﰲ اﻷﺷــﻐﺎل‪ ،‬وﳛــﺪد اﳌﺮﺳــﻮم اﳌﺘﻀــﻤﻦ ﻛﻴﻔﻴــﺔ ﻣــﻨﺢ‬
‫رﺧﺼﺔ اﻟﺒﻨﺎء‪ ،‬آﺟﺎﻻ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى )‪(45‬ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬و ﺑﺈﻧﻘﻀﺎﺋﻬﺎ وﰲ ﻏﻴﺎب ﺟﻮاب ﻛﺘﺎﰊ ﻟﻠﻄﻠـﺐ‪ ،‬ﻓـﺈن اﳌﻘـﺎول ﻳﺴـﻤﺢ ﻟـﻪ ﺑﺎﻟﺸـﺮوع‬
‫ﰲ اﻟﺒﻨﺎء‪.‬‬
‫و‪ -‬ﻣﻠــﻒ اﻟﺒﻨــﻚ ‪ :‬ﻣﺜــﻞ ﻛــﻞ اﻹﺟـﺮاءات اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺗﻠــﻚ اﳌﺰﻣــﻊ إﲣﺎذﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺒﻨــﻚ و ﻫــﺬا ﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ اﳌﺸــﺮوع‪،‬‬
‫ﺗﺘﺼــﻒ ﺑﻜﻮ ــﺎ ﺑﻄﻴﺌــﺔ ﺟــﺪاً و ﻏــﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌــﺔ اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن اﳌﺴــﺘﻌﻤﻠﲔ ﻳﺘﺤــﺪﺛﻮن ﻋــﻦ إﺟ ـﺮاءات ﺑﲑوﻗﺮاﻃﻴــﺔ ﺗﻄــﺮح أﺣﻴﺎﻧــﺎ‬
‫ﻣﺸﺎﻛﻞ أﺻﻌﺐ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ إﺟﺮاءات اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫و‪ -1-‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﻔﻮري ﻟﺜﻤﻦ اﳌﻮاد اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻠﻤﺸـﺮوع‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﳌﺴـﺘﺜﻤﺮ ﺑﻌـﺪ ﻓـﺘﺢ ﺣﺴـﺎب ﰲ‬
‫اﻟﺒﻨﻚ )ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﺸـﺮﻛﺔ ‪ ،‬اﻟﺴـﺠﻞ اﻟﺘﺠـﺎري و ﺑﻄﺎﻗـﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳـﻒ اﳉﺒﺎﺋﻴـﺔ( ‪ ،‬ﺗﻘـﺪﱘ ﳍـﺬا اﻷﺧـﲑ ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﱃ‬
‫اﻟﻔـﻮاﺗﲑ اﻟﺸــﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻗﻴﻤــﺔ اﳌﺸـﱰﻳﺎت اﳌﻘــﺮرة ﺑﺎﻟــﺪﻳﻨﺎر‪ ،‬و ﺑﻌــﺪﻫﺎ ﻣــﺎ ﻋﻠﻴــﻪ إﻻ أن ﻳﻨﺘﻈــﺮ ﻓــﺘﺢ رﺳــﺎﻟﺔ اﻟﻘــﺮض اﻟــﱵ ﻗــﺪ ﺗــﺪوم ﻣــﺪ ﺎ‬
‫أﺷﻬﺮ ﻋﺪﻳﺪة‪.‬‬
‫و‪ -2-‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻠﺐ ﲤﻮﻳﻞ ﺑﻨﻜﻲ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ أن ﻳﻀﻊ ﻟـﺪى اﻟﺒﻨـﻚ أﻳـﻦ ﺳـﻴﻘﻴﻢ ﻣﺸـﺮوﻋﻪ ﻣﻠﻔـﺎ ﻣﺘﻜﻮﻧـﺎ‬
‫ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬دراﺳﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻔﻮاﺗﲑ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮار ﻣﻨﺢ اﳌﺰاﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻛﺎﻟﺔ دﻋﻢ و ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪.(APSI‬‬
‫‪ -‬ﻋﻘﺪ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺮﻫﻦ اﻟﻌﻘﺎري‪.‬‬
‫‪ -‬وﺿﻊ رأس اﳌﺎل و اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﰲ رﺻﻴﺪ ﺑﻨﻜﻲ‪.‬‬

‫ﺗﺘﻮﱃ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﱵ إﺳﺘﻠﻤﺖ اﻟﻄﻠﺐ ‪ ،‬دراﺳﺔ اﳌﺸﺮوع ووﺿﻊ ﺟﻮاﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ أﺟﻞ ﻗﺪرﻩ ﺷـﻬﺮﻳﻦ )‪ (02‬إﱃ ﺛﻼﺛـﺔ أﺷـﻬﺮ‬
‫)‪ (03‬ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ‪ ،‬و ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺮد إﳚﺎﺑﺎ ﻳﺮﺳﻞ اﳌﻠﻒ إﱃ أﺣﺪ اﻟﻔﺮوع ﻟﻴﺪرس ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬و ﺑﻌﺪ دراﺳﺘﻪ ﳌﺪة ﺷـﻬﺮﻳﻦ‬
‫أو ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ إﺿﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻳﺮﺳﻞ إﱃ اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﺑﺪاء اﻟﺮأي ﻓﻴﻪ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ‪ .‬و ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻘﺮار اﻟﻨﻬـﺎﺋﻲ ﻣـﺪة ﺗـﱰاوح ﻣـﻦ ﺳـﺘﺔ‬
‫)‪ (06‬إﱃ اﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮة ﺷﻬﺮاً )‪ ،(12‬و ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺒﻮل اﻟﺒﻨﻚ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﳌﺸﺮوع‪ ،‬ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺘﻌـﺪد اﻹﺧﺘﺼﺎﺻـﺎت ﻣﺸـﻜﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻣﻬﻨﺪﺳﲔ و ﺗﻘﻨﻴﲔ إﱃ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﺸﺮوع و ﻫﺬا ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد اﳌﺸﺮوع ﻓﻌﻼً‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﺤﺺ وﺿﻌﻴﺔ ﺗﻘﺪم اﻷﺷﻐﺎل‪،‬‬
‫و ﻳﺘﻢ اﻹﻋﻼن اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻗﺮار اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﺎﻟﺔ إﳒﺎز اﳍﻴﺎﻛﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﳌﺸﺮوع ﻗﺪ ﺑﻠﻐـﺖ ‪% 60‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﺸﺮوع ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ‪ ،‬و ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺈﺑﻼغ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ اﳌﺸﺮوع ﺑﻌﺪ وﺿﻊ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﳌﺸﺮوع ﲢﻤﻞ ‪ ، % 40‬و اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻹﳒﺎز اﳌﺸﺮوع ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﻪ اﳋﺎص‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺤﻀﲑ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺼﺎﱀ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ ‪ ،‬ﺷﻜﻠﻴﺎت اﻟﺮﻫﻦ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ و اﻟﺮﻫﻦ اﳌﻨﻘﻮل‪.‬‬
‫‪-‬وﺿﻊ ﰲ اﳊﺴﺎب اﻟﺒﻨﻜﻲ‪ ،‬اﻷﻣﻮال اﳋﺎﺻﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﺘﺴـﻮﻳﺔ ‪ %15‬إﱃ ‪ %30‬ﻣـﻦ اﻟﺘﺴـﺒﻴﻘﺎت اﳌﺰﻣـﻊ دﻓﻌﻬـﺎ إﱃ اﳌـﻮردﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻷن اﻟﺒﻨﻚ ﳝﻮل ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺒﺔ ‪ % 70‬إﱃ ‪ % 80‬ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات‪.‬‬
‫و ﻣ ــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ــﻲ أن ﺗﻠﺒﻴ ــﺔ ﻣﺜ ــﻞ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺸ ــﺮوط ﻳﺴ ــﺘﻠﺰم ﺑﻌ ــﺾ اﻷﺷ ــﻬﺮ ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﻻ ﳚ ــﻮز إﺳ ــﺘﻌﻤﺎﻟﻪ )اﻟﻘ ــﺮض( إﻻ ﻋﻨ ــﺪ‬
‫ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻞ ﻫﺬا ﻓﻬﻮ‪-‬أي اﻟﻘﺮض‪ -‬ﻳﺘﻄﻠﺐ إﺟﺮاءات أﺧﺮى ﳉﻌﻠﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـﺎ‪ .‬ﻓﻜﻤـﺎ ﻫـﻮ واﺿـﺢ ﻓﺎﻵﺟـﺎل اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﳌﺜـﻞ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻫــﺬﻩ اﻹﺟ ـﺮاءات ﻃﻮﻳﻠــﺔ ﻧﻮﻋــﺎ ﻣــﺎ ‪ ،‬و ﻻ ﳝﻜــﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬــﺎ إﱃ درﺟــﺔ أن ﺑﻌــﺾ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ ﻓﻘــﻂ ﻫــﻲ اﻟــﱵ ﺗﺴــﺘﻤﺮ ﻧﻈ ـﺮاً ﻟﻠﺤ ـﻮاﺟﺰ‬
‫اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ اﻟﱵ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﺗﺼﺎدﻓﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-2-1-IV‬ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ‪:‬‬
‫إن اﻟﻔﺤــﺺ اﻷوﱄ ﻟﻄﻠــﺐ ﲤﻮﻳــﻞ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر و ﻛــﺬﻟﻚ دراﺳــﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺆﻛــﺪ ﺣﻘﻴﻘــﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ و ﻫــﺬا ﰲ إﻃــﺎر ﲢﻘﻴــﻖ أﺟــﺮي‬
‫ﻟﺼﺎﱀ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬أن ‪ %80‬ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‪ ،‬ﻗﺪ ﰎ إﻧﺸـﺎءﻫﺎ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس أﻣـﻮال ﺷﺨﺼـﻴﺔ ‪% 100‬‬
‫‪.‬‬
‫ﻳﺘﻔﻖ اﳉﻤﻴﻊ اﻟﻴﻮم ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﳌﺎﱄ و اﳌﺼﺮﰲ ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ إﻃﻼﻗـﺎ و ﲤﻮﻳـﻞ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ‬
‫اﻷﻣﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬اﻟﱵ ﲡﺪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺒـﲑة ﰲ ﲡﻨﻴـﺪ أﻣﻮاﳍـﺎ اﳋﺎﺻـﺔ اﻟﻀـﺨﻤﺔ‪ ،‬و ﺗﻘـﺪﱘ اﻟﻀـﻤﺎﻧﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻟـﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫ذﻟــﻚ أن إﺟـﺮاءات اﳌﺮﺳــﻮم ‪ 94-323‬ﺑﺘــﺎرﻳﺦ ‪ ، 94/10/17‬ﻗـﺪ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑﺘﺤﺪﻳــﺪ اﻟﺴــﻘﻒ اﻷدﱏ اﳌﻄﻠــﻮب ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر و‬
‫ﻛــﺬﻟﻚ اﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻔﺮوﺿــﺔ ﻣــﻦ ﻃــﺮف اﻟﺒﻨــﻮك‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ اﻟﻔــﺮق )‪ %80 ،% 70‬أو ‪ %85‬وﻓــﻖ اﳊﺎﻟــﺔ( ‪ ،‬وﻫــﺬا‬
‫ﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ اﳊـﺎل ﳝﺜـﻞ ﰲ اﻟﻮاﻗـﻊ ﲤﻮﻳـﻞ‪ % 100‬ﻣـﻦ ﻗﻴﻤـﺔ اﳌﺸـﺮوع‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻓﻬـﺬا اﻹﺟـﺮاء ﻳﻘـﻒ ﺣﺠـﺮة ﻋﺜـﺮة ﻛﺒـﲑة ﺟـﺪاً أﻣـﺎم‬
‫اﳌﻘﺎوﻟﲔ اﳉﺪد ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪.‬‬
‫‪ -3-2-1-IV‬اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬
‫إن ﻫــﺬا اﳉﺎﻧــﺐ ذا أﳘﻴــﺔ ﻛــﱪى ﻣــﻦ أﺟــﻞ إﳒــﺎح أﻳــﺔ ﺳﻴﺎﺳــﺔ ــﺪف إﱃ ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻓﺠﻤﻴــﻊ اﻟﺘﻮﺻــﻴﺎت‪ -‬وﻃﻨﻴــﺔ‬
‫ﻛﺎﻧــﺖ أو دوﻟﻴــﺔ‪ -‬اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺘﺸــﺠﻴﻊ و ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺗﺼــﺮ ﻋﻠــﻰ أن اﻹﻃــﺎر اﻟﺘﺸـﺮﻳﻌﻲ و اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ ﻣﻬﻤــﺎ ﻛــﺎن ﻧﻮﻋــﻪ‪ ،‬ﻏــﲑ‬
‫ﻗﺎدر ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻟﻠﺸﺮوع اﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺳﺘﺜﻤﺎر ﻗﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﱯ اﳌﺒﺎﺷﺮ و اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ذات‬
‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ اﻟﻌﺎﻟﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﻧــﻪ ﻣــﻦ اﻟﻀــﺮوري اﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺟﻌــﻞ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر أﻛﺜــﺮ ﺳــﻬﻮﻟﺔ و ﻫــﺬا ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى ﳐﺘﻠــﻒ‬
‫اﻹدارات اﳌﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة‬
‫ﻣﻮازاة ﻣﻊ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ و ﺛﻘﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﺗﻌﱰض اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﳉﺪد ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣـﻦ أﺟـﻞ إﻧﺸـﺎء ﻣﺆﺳﺴـﺎت ﺟﺪﻳـﺪة ‪،‬‬
‫ﻓــﺈن )م‪.‬ص‪.‬م ( اﳌﻮﺟــﻮدة أي اﻟــﱵ ﲤــﺎرس ﻧﺸــﺎﻃﻬﺎ ﻣﻨــﺬ ﻣــﺪة‪ ،‬ﺗﺘﻄــﻮر ﰲ وﺳــﻂ ﻳﺴــﻮدﻩ اﻟﻜﺜــﲑ ﻣــﻦ اﻟﻐﻤــﻮض‪ ،‬و ﻫــﺬا راﺟــﻊ‬
‫ﻟﻺﻧﻔﺘﺎح اﳌﻔﺎﺟﺊ و اﳌﺘﺴﺮع ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﳓﻮ إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق اﻟـﺬي اﻧﺘﻬﺠﺘـﻪ اﳉﺰاﺋـﺮ‪ ،‬و ﻫـﻮ اﻟﺸـﻲء اﻟـﺬي ﱂ ﺗﻜـﻦ ﻣﻬﻴـﺄة‬
‫ﻟﻪ ﺑﺘﺎﺗﺎ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺴـﺒﺐ اﻟﺴـﺮﻳﺎن اﳌﺴـﺘﻤﺮ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻹﺟـﺮاءات اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ و اﳌﻮروﺛـﺔ ﻣـﻦ اﳌﺎﺿـﻲ‪ ،‬ﰲ اﻟﻮﻗـﺖ اﻟـﺬي ﻧﺸـﻖ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮل إﱃ إﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق‪.‬‬
‫‪ -1-3-1-IV‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻹداري و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI «Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI »,juillet 2000,p : 35.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻻزاﻟــﺖ اﻹدارة ﻋﻤﻮﻣــﺎ ﺗﺮﻣــﻲ ﺑﻜــﻞ ﺛﻘﻠﻬــﺎ و ﺗﻔــﺮض ﺑﻄﺌﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﳉﻬــﺎز اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﺑﺄﻛﻤﻠــﻪ‪ ،‬ﻓﺘﻌــﺪد ﻣﺮاﻛــﺰ اﻟﻘ ـﺮار و‬
‫اﻵﺟﺎل اﳉﺪ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ و اﶈﺴﻮﺑﻴﺔ واﻟﺮﺷﻮة ‪ ،‬ﻛﻠﻬـﺎ ﻋﻮاﻣـﻞ‬
‫ﺳــﻠﺒﻴﺔ ﺗﺴــﺒﺐ ﺧﺴــﺎرة ﻓﺎدﺣــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت ﺧﺎﺻــﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﻌﺮوﻓــﺔ ﺑﻀــﻌﻒ ﻗــﺪرا ﺎ اﳌﺎﻟﻴــﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن ﻋــﺪم ﻗــﺪرة ﻫــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧــﲑة ﻋﻠــﻰ اﻟﺘــﺄﻗﻠﻢ و ﻋﻠــﻰ ﻣﻮاﺟﻬــﺔ ﻫــﺬﻩ اﳌﻈــﺎﻫﺮ اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ راﺟــﻊ أﺳﺎﺳـﺎً إﱃ ﺿــﻌﻔﻬﺎ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﺎ ﻳــﱰﺟﻢ وﺑﻜــﻞ ﺑﺴــﺎﻃﺔ إﱃ‬
‫إﺧﺘﻔﺎء اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬و ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺧﺴﺎرة وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج و ذﻫﺎب آﻻف ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬
‫إن ﻫــﺬﻩ اﻟﻮﺿــﻌﻴﺔ أﺻــﺒﺤﺖ ﻣﻘﻠﻘــﺔ ﺟــﺪاً ‪ ،‬إذا أﺿــﻔﻨﺎ إﱃ ﻛــﻞ ﻫــﺬا ﻋــﺪم إﺳــﺘﻘﺮار ووﺿــﻮح اﻟﻨﺼــﻮص اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ اﻟــﱵ‬
‫ﲢﻜ ــﻢ ﻋ ــﺎﱂ اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت و اﻟ ــﱵ ﻣ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و اﻟ ــﱵ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﺳ ــﺒﺐ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮ ﰲ ﻫ ــﺪم ﺟﻮاﻧ ــﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬ ــﺎ ﻟﻺﻗﺘﺼ ــﺎد‬
‫اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﲢﻀﻰ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﰲ ﻛﻞ إﻗﺘﺼﺎد ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﶈﻜﻢ و ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ أﻛﺜﺮ‪ ،‬و ﻫﺬا‬
‫ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ﻟﺴﺒﺐ واﺣﺪ وﻫﻮ أن ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺟﺪا ﻷي ﺗﻐﻴﲑ‪.‬‬

‫‪ -2-3-1-IV‬ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪:‬‬

‫إن ﲤﻮﻳــﻞ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺳـﻮاء ﺗﻌﻠــﻖ اﻷﻣــﺮ ﺑﺎﻹﺳــﺘﻐﻼل اﳊــﺎﱄ ﳍــﺎ أو ﺑﺘﻄﻮﻳﺮﻫــﺎ ﰲ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬ﻳﺒﻘــﻰ أﺣــﺪ اﻟﻌﻮاﻣــﻞ اﻷﻛﺜــﺮ‬
‫ﺗﺄﺛﲑا ﰲ ﺣﻴﺎة ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬و ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﳒﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻋﺮاﻗﻴـﻞ ﻋﺪﻳـﺪة ﺗﻌﻴـﻖ ﻫـﺬا اﻹﺟـﺮاء و اﻟـﱵ ﻫـﻲ ﻧﺎﲡـﺔ ﻋـﻦ‬
‫ﺗﺸﺎﺑﻚ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺔ اﳉـﺪ ﺳـﻴﺌﺔ اﻟـﱵ ﺗـﺮﺑﻂ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑـﺎﻟﺒﻨﻮك‪ ،‬ﻓﻤـﻦ ﺟﻬـﺔ اﳌﺆﺳﺴـﺎت ﺗـﺘﻬﻢ اﻟﺒﻨـﻮك زﻳـﺎدة ﺑـﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠـﻰ ﺑﻄﺌﻬـﺎ‪ ،‬ﺑﺄ ـﺎ ﻻ‬
‫ﲡــﺎزف ﰲ ﻧﺸــﺎﻃﺎ ﺎ‪ ،‬ﺑــﻞ ﺗﻔﻀــﻞ اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳــﺔ )ﻣــﺎ ﺗﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻹﺳــﺘﲑاد و اﻟﺘﺼــﺪﻳﺮ( و ﻫــﺬا ﻋﻠــﻰ ﺣﺴــﺎب اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت‬
‫اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ ‪ ،‬أﻣــﺎ ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ اﻟﺒﻨــﻮك ﻓﺒــﺪورﻫﺎ ﺗــﺘﻬﻢ ﻫــﻲ اﻷﺧــﺮى اﳌﺆﺳﺴــﺎت ﺑﺘﻘــﺪﳝﻬﺎ ﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت ﺿــﻌﻴﻔﺔ‪ ،‬و أن اﳌﺸــﺎرﻳﻊ اﻟــﱵ‬
‫ﺗﻘﱰﺣﻬﺎ ﺑﻼ أﳘﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ و ﺳﻄﺤﻴﺔ و ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺎب آﻟﻴﺎت ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮوض اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ) ﺧﻄﺮ اﻟﺼﺮف‪ ،‬ﺗﻐﲑ ﻧﺴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺪة …(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﻣﺘﻴﺎزي و ﺣﱴ إن وﺟﺪ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻂ إﻋﺘﻤﺎد ﺧﺎرﺟﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺎب اﻷﻣﻮال اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻀﻤﺎن‪.‬‬

‫‪ -3-3-1-IV‬ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻤﻮﻳﻦ ﺟﻬﺎز اﻹﻧﺘﺎج ‪:‬‬

‫إن ﻣﺸــﻜﻠﺔ اﻟﺘﻤــﻮﻳﻦ و ﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﳌﻮاد اﳌﺴــﺘﻮردة ﺗﻄــﺮح ﻣﺸــﺎﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴــﺔ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﺘﻠــﻚ اﳌﺆﺳﺴــﺎت ﻏــﲑ‬
‫ﻣﺘﻌــﻮدة ﻋﻠــﻰ ﺗﻘﻨﻴــﺎت اﻹﺳــﺘﲑاد‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﳚــﺐ أن ﻻ ﻧﻨﺴــﻰ أن أﻏﻠﺒﻴــﺔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﳌﻮﺟــﻮدة ﻣﺘﻜﻮﻧــﺔ ﻣــﻦ ‪ % 94‬ﻣــﻦ‬
‫ﻣﺆﺳﺴــﺎت ﺻــﻐﲑة ‪ ،‬ﻳﻘــﻞ ﻋــﺪد ﻋﻤﺎﳍــﺎ ﻋــﻦ ‪ 10‬أﺷــﺨﺎص‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻛﺎﻧــﺖ ﰲ اﻟﺴــﺎﺑﻖ ﺗﺘﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ ﲤﻮﻳﻨﻬــﺎ ﻣــﻦ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﰲ إﻃﺎر اﻹﺣﺘﻜﺎر اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺎرﺳﻪ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ و ﻣﻨﺬ إﻧﻔﺘﺎح اﻟﺴـﻮق‪ ،‬ﻓـﺈن ﻛـﻞ اﳌﻌﻄﻴـﺎت ﻗـﺪ ﺗﻐـﲑت‪ ،‬ﻓﺎﳌﺆﺳﺴـﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ أﺻـﺒﺤﺖ ﺗﺴـﺘﻮرد ﻟﺼـﺎﳊﻬﺎ اﳋـﺎص‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﳌﺴﺘﻮردون اﳉﺪد اﳋﻮاص ‪ ،‬ﻓﺈن إﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻢ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻤﻮاد اﻹﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻳﺒـﺪو أﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ﻫـﺬا‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻹﻧﻔﺘــﺎح إﻻ أن اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﳋﺎﺻــﺔ‪ ،‬اﻟﺼــﻐﲑة ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﳋﺼــﻮص ‪ ،‬ﻻزاﻟــﺖ ﺗﻌــﺎﱐ ﻣــﻦ ﻣﺸــﺎﻛﻞ ﺻــﻌﺒﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻦ و‬
‫ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺘ ــﻮﻓﲑ اﳌ ـﻮاد اﻷوﻟﻴ ــﺔ و ﻗﻄ ــﻊ اﻟﻐﻴ ــﺎر و وﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﺠﻬﻴ ــﺰ‪ ،‬و ﻫ ــﺬا ﺳ ــﺒﺒﻪ ‪ 30‬ﺳ ــﻨﺔ ﻣ ــﻦ اﻹﺣﺘﻜ ــﺎر اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﻟﻠﺘﺠ ــﺎرة‬
‫اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﲑاد و اﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﻓﻬﻲ إن وﺟﺪت ﻏﲑ ﻣﻨﻈﻤﺔ و ﻏﲑ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -4-3-1-IV‬ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ‪:‬‬
‫ﺑﻘﻴﺔ أﻏﻠﺒﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﺘﻤﻴﺰة ﺑﺄﳕﺎط ﺗﻨﻈﻴﻢ و ﺗﺴﻴﲑ ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ و ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻨﺎﻓﺴـﻲ‪ ،‬أﻳـﻦ ﺗﺸـﻜﻞ اﳉـﻮدة‬
‫اﻟﺸﺮط اﻷﺳﺎﺳﻲ ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻹﻧﻔﺘﺎح اﳌﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﺴﻮق اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﱂ ﺗﻜﻦ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة ﺑﺄن ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺒﻼدﻧﺎ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺳـﺎﺋﺪة ﰲ‬
‫أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺴﺎر اﻹﻧﺘﻘﺎل‪ ،‬اﳌﺮﺗﺒﻂ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ إﻧﺪﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﰲ ﻫــﺬا اﻟﺼــﺪد إﻧــﻪ ﳌــﻦ اﻷﳘﻴــﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐــﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ إﳒــﺎز ﺳﻠﺴــﻠﺔ أﻋﻤــﺎل ﺗﺴــﻌﻰ ﻟﺘﺄﻫﻴــﻞ اﻟﻨﻈــﺎم اﻹﻗﺘﺼــﺎدي ﻣــﻦ‬
‫أﺟـ ــﻞ ﲢﺴـ ــﲔ اﻟﻨﺠﺎﻋـ ــﺔ و اﻟﻘـ ــﺪرات‪ ،‬و ﻫـ ــﺬا ﻳﻌـ ــﲏ أن اﺠﻤﻟﻬـ ــﻮدات ﳚـ ــﺐ أن ﺗﺮﺗﻜـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻌﺰﻳـ ــﺰ اﻟﻨﺴـ ــﻴﺞ اﳌﺘﻮاﺟـ ــﺪ ﺧﺎﺻـ ــﺔ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﺘﻌﺪد اﻷﺷﻜﺎل ﰲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﳊﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫إن ﻫــﺬا اﻟﱪﻧــﺎﻣﺞ ﳚــﺐ أن ﻳﻬــﺪف إﱃ وﺿــﻊ ﺷــﺒﻜﺎت اﻟــﺪﻋﻢ ﻋــﱪ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ أو اﳋﺎﺻــﺔ اﳌﻮﺟــﻮدة أو اﻟــﱵ‬
‫ﺳﻴﺘﻢ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ دﻋﻢ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﻴﺎدﻳﻦ ﻣﺜﻞ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑـﺮاﻣﺞ ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻠﺘﻜــﻮﻳﻦ ﻗﺼــﺪ رﻓــﻊ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺘﺴــﻴﲑ و اﻹﻋــﻼم ﺣــﻮل اﻷﺳـﻮاق ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻘﻮاﻋــﺪ و‬
‫اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺳﺘﺸﺎرة واﳋﱪة‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﰲ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻷﺳﻮاق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺮص اﳌﻨﺎوﻟﺔ اﶈﻠﻴﺔ و اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺮص اﻟﺸﺮاﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إدﺧﺎل إﺑﺘﻜﺎرات ﰲ ﻣﺴﺎر اﻹﻧﺘﺎج و رﺑﻄﻬﺎ ﻴﺌﺎت اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷﳘﻴﺔ اﻟﱵ ﳛﻀﻰ ﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ و ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﺿﻌﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ و اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ‬
‫‪ -1-4-1-IV‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ )‪: (1‬‬
‫إن ﺣﺮﻳﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﱵ ﻛﺮﺳﻬﺎ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺪﻳﺪ ‪ ،‬ﺷﺠﻌﺖ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ أﻛـﱪ ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎرات ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أ ـﺎ ﺷـﺠﻌﺖ‬
‫أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﻋﺪة ﳎﺎﻻت ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻘﺘﺤﻤﺔ‪ ،‬ﻏﲑ أﻧﻪ ورﻏﻢ ﻫﺬﻩ اﺠﻤﻟﻬﻮدات ﻟﺒﻌﺚ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳـﺪة‬
‫ﻓﺈن اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮدة‪ ،‬آﺛﺎرﻫﺎ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﲑ و إﻧﻌﺎش اﻟﻘﻄﺎع‪ ،‬و ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ ﲣﺺ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺷﺮوط اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮض ﻟﺪى اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎت ﺗﺴﻴﲑ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و دورﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي "‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،1998‬ص‪. 22 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪ -‬ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺒﻨﻜﻲ اﻟـﺬي ﻳﺘﻤﻴـﺰ ﲟﺮﻛﺰﻳـﺔ ﻗـﺮار ﻣـﻨﺢ اﻟﻘـﺮوض ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﻌﺎﺻـﻤﺔ‪ ،‬ﻫـﺬا ﻣـﺎ ﻳﺸـﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘـﺎ ﻛﺒـﲑا‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌــﺎﻣﻠﲔ اﳌﺘﻮاﺟــﺪﻳﻦ داﺧــﻞ اﻟــﺒﻼد ‪ ،‬ﻷن ذﻟــﻚ ﻳــﺆدي إﱃ ﺗــﺄﺧﲑات ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﺒﻄــﺊ اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ و إرﺳــﺎل اﳌﻠــﻒ‬
‫ﳓﻮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺎب ﺑﻨﻮك ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫و ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟﻘﻀـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻹﺷــﻜﺎل ﺎﺋﻴـﺎ ‪ ،‬ﳚـﺐ اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗﻜﻴﻴــﻒ اﻟﻨﻈـﺎم اﳌـﺎﱄ ﻣـﻊ اﻹﺣﺘﻴﺎﺟـﺎت ‪ ،‬ﺑﻮاﺳــﻄﺔ‬
‫ﺳﻴﺎﺳﺔ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻟﱰﻗﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑـ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻗﺮار ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺮوض‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻜﻴﻴﻒ اﶈﻴﻂ اﳌﺎﱄ و اﻟﺒﻨﻜﻲ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ إﺳﺘﺜﻤﺎرات )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﻨﻜﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺿﻊ آﻟﻴﺎت ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻟﱰﻗﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻗﺼﺪ إﻧﻌﺎش اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﺪﱘ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻹﻧﺸﺎء ﺑﻨﻮك ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳌﺎﱄ‪.‬‬

‫‪ -2-4-1-IV‬اﻟﺠﺒﺎﻳﺔ )‪: (1‬‬

‫ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻹﻗﺘﻄﺎع اﻟﺮﺳﻮم واﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﰲ ﻃﻮرﻫﺎ اﻹﺳـﺘﻐﻼﱄ‬
‫اﻟﻌﺎدي‪ ،‬و ﻣﻦ اﳌﻬﻢ اﻟﺘﺬﻛﲑ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻪ ﰲ إﻃﺎر إﺳﺘﺜﻤﺎر ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬أو إﻋﺎدة اﻹﻋﺘﺒﺎر اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬أو ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻨﺸـﺎط ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ وﺿـﻊ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺟﺒﺎﺋﻴﺎً ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﲢﻔﻴﺰا‪.‬‬
‫و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﱵ ﺗﻌﱰض ﺟﻬﺎز اﻹﻧﺘﺎج ﰲ إﺳـﺘﻐﻼﻟﻪ‪ ،‬و اﻟﻨﻈـﺎم اﳉﺒـﺎﺋﻲ اﳌﻄﺒـﻖ ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﻠﻴـﺎت‬
‫إﻋﺎدة إﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻔﻮاﺋﺪ‪ ،‬ﻗﺪ ﻣﻨﻊ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣـﻦ إﺟـﺮاء إﺳـﺘﺜﻤﺎرات ﺿـﺮورﻳﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴـﻒ أدا ـﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ ﻣـﻊ اﻟﻨﻄـﺎق اﻹﻗﺘﺼـﺎدي‬
‫اﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬و زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﻫﺬا‪ ،‬ﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬إرﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﳌﺼﻨﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻷﻣﻮال اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ واﳌﻮاد اﻷوﻟﻴـﺔ اﳌﺴـﺘﻮردة ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠـﺔ‬
‫ﻹﳔﻔﺎض اﻟﻌﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﺴﺎد اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺼﻨﻊ اﻟﺮاﺟﻊ إﱃ إﳔﻔﺎض اﻟﻘﺪرة اﻟﺸﺮاﺋﻴﺔ و اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﲑ ﻧﺰﻳﻬﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﳌﺴﺘﻮرد‪.‬‬
‫‪ -‬إرﺗﻔﺎع اﻟﻀﻐﻂ اﳉﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺮﺳﻢ اﻹﺿﺎﰲ اﳋﺎص‪.‬‬
‫و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻗﻒ ﻋﺪة ﻣﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻘﺪان اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻮل رؤوس اﻷﻣﻮال ﻣﻦ داﺋﺮة اﻹﻧﺘﺎج إﱃ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪.‬‬
‫و ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻓ ــﺈن ﲣﻔﻴ ــﻒ اﻟﻌ ــﺐء اﳉﺒ ــﺎﺋﻲ ﻗﺼ ــﺪ ﳏ ــﻮ ﻫ ــﺬﻩ اﻹﲡﺎﻫ ــﺎت‪ ،‬و ﲪﺎﻳ ــﺔ ﻗ ــﺪرات )م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﻮﺟ ــﻮدة و ﺗﺸ ــﺠﻴﻊ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﻨﺘﺠﺔ ‪ ،‬أﺻﺒﺤﺖ ﺷﺮﻃﺎ و إﺟﺮاء ﻻ ﳏﺎل ﻣﻨﻪ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و دورﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي "‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،1998‬ص‪. 23 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫إن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟـﱵ أﻧﺸـﺄ ﺎ وزارة اﳌﺎﻟﻴـﺔ ‪ ،‬و اﳌﺘﻀـﻤﻨﺔ دراﺳـﺔ ﺗﻘﻴـﻴﻢ ﻋـﺐء اﳉﺒﺎﻳـﺔ‪ ،‬ﻗـﺪ أﻳـﺪت اﻹﻗﱰاﺣـﺎت اﳌﻘﺪﻣـﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻐﺮﻓـﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳـﺔ ﻟﻠﺘﺠـﺎرة و اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ ‪ ،‬و اﻟـﱵ أﻛـﺪت ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﻮرﺷـﺔ رﻗـﻢ )‪ (03‬ﻟـﻮزارة )م‪.‬ص‪.‬م( و ﻫـﺬا ﰲ) اﻷﻳـﺎم‬
‫اﻟﺪراﺳـ ــﻴﺔ ﻟـ ـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﻨﻌﻘـ ــﺪة ﻳـ ــﻮﻣﻲ ‪ 27‬و‪ 28‬دﻳﺴـ ــﻤﱪ ‪، (1997‬و ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑـ ــﺈﺟﺮاءات ﺗﺸـ ــﺠﻴﻊ أﻛﺜـ ــﺮ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح )‪: (I. B. S‬‬
‫اﻟﻨﺴـﺒﺔ اﳌﻮﺣـﺪة ﺑ ـ ‪ % 30‬اﳌﻄﺒﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻧﺘــﺎﺋﺞ اﳌﺆﺳﺴـﺔ ﺗﺴـﺘﺤﻖ اﻟﺘﻐﻴــﲑ ﺣﺴـﺐ ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻨﺸــﺎط ‪ ،‬وﻫـﺬا ﻋـﻦ ﻃﺮﻳــﻖ‬
‫ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﳌﺨﻔﻀﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﱵ أﻋﻴﺪ إﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻗﺪ إرﺗﻔﻌﺖ إﱃ درﺟﺔ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻏﲑ ﲢﻔﻴﺰﻳﺔ‬
‫‪ ،‬و ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ إﺳﺘﺜﻤﺎرا ﺎ اﳉﺪﻳﺪة ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺬا ﻓﻤﻦ اﻟﻀﺮوري دراﺳﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﲣﻔﻴﺾ اﻟﻨﺴـﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻔﻮاﺋﺪ اﻟﱵ أﻋﻴﺪ إﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ‪ ،‬ﺣﱴ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎم )‪: (I .R.G‬‬
‫إن إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻨﺴـﺒﺔ اﳌﻄﺒﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺪاﺧﻴﻞ اﻟـﺪﻳﻮن ﻟﺘﺨﻔﻴﻀـﻬﺎ ‪ ،‬ﺳﺘﺴـﻬﻞ ﰲ دﺧـﻮل و ﺟﻠـﺐ رؤوس اﻷﻣـﻮال‬
‫إﱃ اﻟﺒﻨﻮك‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺠﺰاﻓﻲ )‪: ( V.F‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻮر ﺗﻌﺮﻗﻞ اﻟﺸﻐﻞ ‪ ،‬ﻷ ـﺎ ﻻ ﺗﺸـﺠﻊ اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ و ﺗﺴـﻬﻞ ﻋـﺪم اﻟﺘﺼـﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻌﻤـﺎل‪ ،‬و‬
‫ﻻ ﺗﺴــﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﺮﻗﻴــﺔ و ﺗﻄــﻮﻳﺮ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻟــﺬﻟﻚ و ﻟﺘﺸــﺠﻴﻊ اﻟﺸــﻐﻞ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻋﻘــﻮد اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ اﻟــﱵ ﺗﱪﻣﻬــﺎ اﳌﺆﺳﺴــﺎت و دﻋﻤﻬــﺎ‬
‫ﺑﺈﻋﻔﺎءات ﺟﺒﺎﺋﻴﺔ و ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ اﻷﻋﺒﺎء اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌﺆﻫﻼت اﳌﻬﻨﻴﺔ و إﻧﺸﺎء اﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ )‪: ( T. V. A‬‬
‫ﻻ ﲣﺘﻠﻒ اﻟﻨﺴـﺐ اﳌﻄﺒﻘـﺔ ﺑـﲔ اﻹﻧﺘـﺎج اﻟـﻮﻃﲏ و اﻹﻧﺘـﺎج اﳌﺴـﺘﻮرد‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ﺑﻌـﺾ اﻷﺣﻴـﺎن‪ ،‬ﻳﻜـﻮن اﻹﻧﺘـﺎج اﳌـﺘﻤﻢ ﳏﻠﻴـﺎً‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺴﺘﻮرد‪ ،‬و ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ اﳌﻄﺒﻖ‬
‫ﻋﻠﻰ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ و ﻣـﻮاد اﻟﺘﻐﻠﻴـﻒ ‪ ،‬ﻣﺮﺗﻔـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﺮﺳـﻢ اﳌﻄﺒـﻖ ﻋﻠـﻰ اﳌﻨﺘـﻮج اﳌـﺘﻤﻢ‪ ،‬و ﻋﻠﻴـﻪ ﻓـﺈن اﻟﻨﺴـﺒﺔ اﻟـﱵ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬـﺎ‬
‫ﳚﺐ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻹﻋﺘﺒﺎر ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫ﻻزاﻟـﺖ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻌــﺎﱐ ﰲ ﺑﻼدﻧــﺎ‪ ،‬وﻫــﺬا ﺑــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣــﻦ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻟــﱵ ﺑﺎﺷــﺮت ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﻣﻨــﺬ ﺳــﻨﺔ‬
‫‪ ، 1988‬وذﻟــﻚ ﻣــﻦ أﺟــﻞ إﻧﻔﺘــﺎح أوﺳــﻊ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﺗﺸـﺮﻳﻌﺎت و ﺗﻨﻈﻴﻤــﺎت ﻣﻨﺒﺜﻘــﺔ ﻣــﻦ ﻣﺒــﺎدئ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻠﻴ ـﱪاﱄ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ﺗﻄﻮرﻫـﺎ ﳏــﺪود ﺟــﺪا‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻋﻜـﺲ ﻣــﺎ ﳛــﺪث ﰲ ﺑﻠــﺪان أﺧـﺮى أﻳــﻦ ﲢﻀــﻰ ﺑﺘﺸــﺠﻴﻊ أﻛـﱪ و ﻋﻨﺎﻳــﺔ أﻓﻀــﻞ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻟﻜﻮ ــﺎ‬
‫ذات دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ و ﻣﺮوﻧﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺴﻤﺢ ﳍﺎ ﺑﺄن ﺗﺘﻜﻴﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻌﺎﱂ‪.‬‬
‫ﳍــﺬا وﺿــﻌﺖ اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟ ـﱪاﻣﺞ و اﻹﺟ ـﺮاءات اﳌﻮﺟﻬــﺔ أﺳﺎﺳــﺎ ﻟــﺪﻋﻢ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬و اﳍــﺪف ﻫــﻮ ﺗﻄﻬــﲑ‬
‫ﳏﻴﻂ اﳌﺆﺳﺴﺔ و ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت و اﻹﺟﺮاءات و ﻣﻨﺢ ﻣﺴﺎﻋﺪات و أﺷﻜﺎل ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﺿﺮورة اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‬

‫إن ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻟﺼــﻮر اﻟــﱵ ﳝﻜــﻦ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م ( أن ﺗﺘﺨــﺬﻫﺎ ﰲ إﻋﺘﻤﺎدﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﳝﻜﻨﻬــﺎ أن ﺗﺘﺠﻠــﻰ ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬
‫إﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺑﻨﺎء اﳋﻄﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺟﻬـﺔ ﺛﺎﻧﻴـﺔ إﺳـﺘﻌﻤﺎل اﻷﺳـﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄـﻴﻂ و‬
‫اﻟﱵ ﺳﻴﺘﻢ ذﻛﺮﻫﺎ ﺑﺈﺧﺘﺼﺎر ﻷﻧﻪ ﺟﺎء ذﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪.‬‬
‫‪ -1-1-2-IV‬ﻣﺮاﺣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺨﻄﺔ ‪:‬‬
‫ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺗﻄــﻮﻳﺮ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻻ ﺑــﺪ ﻣــﻦ اﳌــﺮور ﲟﺮاﺣــﻞ ﻣﻌﻴﻨــﺔ و اﻟــﱵ ﺟــﺎء ذﻛﺮﻫــﺎ ﰲ اﻟﻔﺼــﻞ اﻷول ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﺳــﻨﺘﻨﺎوﳍﺎ‬
‫ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻹﺧﺘﺼﺎر ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﺗﺸ ــﺨﻴﺺ اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ أي دراﺳ ــﺔ ﺣﺎﻟ ــﺔ و واﻗ ــﻊ اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ و ﻫ ــﻲ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﺘﺨﻄ ــﻴﻂ ‪ ،‬و ﻳ ــﺘﻢ ﻓﻴﻬ ــﺎ ﲢﺪﻳ ــﺪ‬
‫اﳌﺸﻜﻼت اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ و ﲡﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻟﱵ ﻋﻠـﻰ ﺿـﻮءﻫﺎ ﻳـﺘﻢ ﲢﺪﻳـﺪ ﻧـﻮاﺣﻲ اﻹﺧـﺘﻼل ﻓﻴـﻪب‪-‬‬
‫ﲢﺪﻳــﺪ اﻷﻫــﺪاف اﳌـﺮاد اﻟﻮﺻــﻮل إﻟﻴﻬــﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴــﺔ ‪ ،‬و ﻫــﻲ ﺗﺘﻀــﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺗﺼــﻮر إﺣﺘﻤــﺎﻻت ﳐﺘﻠﻔــﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗــﻒ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﳌﻘﺒﻞ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮر ﻳﺘﻢ إﺧﺘﻴﺎر ﺻﻮرة ﻣﻌﻴﻨﺔ إﺧﺘﻴﺎرا ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﲣﻀﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌـﺪ‬
‫ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻀﺮ و اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ج‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ و إﺣﺼﺎء ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ اﳌﻤﻜﻨﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﲤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻷﻫﺪاف اﳌﺮاد ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﺸـﱰط‬
‫ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ و اﻟﺘﻮازن ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺗﻔﻀــﻴﻞ اﻟﺒــﺪﻳﻞ اﻟــﺬي ﳛﻘــﻖ اﳍــﺪف اﳌـﺮاد ﲢﻘﻴﻘــﻪ ﺑﺄﻗــﻞ اﻟﺘﻜــﺎﻟﻴﻒ‪ ،‬و ﻫﻨــﺎ ﻳــﺘﻢ اﻹﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــﺾ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻳﺎﺿــﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﺮوﻓﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﱪاﻣﺞ اﳋﻄﻴﺔ ‪.‬‬
‫م‪-‬ﻣﺮﺣﻠــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌــﺔ و اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ ‪ ،‬و ﻫــﻲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻷﺧــﲑة أﻳــﻦ ﻳــﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﳋﻄــﺔ ﺑﻌــﺪ ﻣﺮورﻫــﺎ ﺑﺎﳌﺮاﺣــﻞ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﺗﻜــﻮن‬
‫ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻮﻛﻠﺔ إﱃ أﺟﻬﺰة ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺆدي ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ وﻇﻴﻔﺔ ﳏﺪدة ‪.‬‬
‫‪ -2-1-2-IV‬إﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إﺳﺘﺨﺪام اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﻤﺎن ﺗﻄﻮر و ﳕﻮ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻳﻀﻤﻦ اﻟﺘﻌﺎدل ﺑﲔ ﻣﻮرد ﻣﺎ‬
‫ﻣﻊ ﲨﻴﻊ اﻹﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺘﲔ رﺋﻴﺴﻴﺘﲔ ‪ ،‬ﳘﺎ ‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﱰﻛﻴﺒﻴﺔ و اﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﺗﻮازن اﳌﺘﻐﲑات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ أو أﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﻣﻦ ﺻﻮرﻫﺎ ﳒﺪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻴﺰان اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻴﺰان اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﳌﻮازﻳﻦ اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ و اﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎءﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ‪ ،‬ﺪف ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑـﲔ اﻟﻌـﺮض و‬
‫اﻟﻄﻠﺐ ﳍﺬﻩ اﳌﻮارد ‪ ،‬ﰒ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إﺳــﺘﻌﻤﺎل ﳕــﻮذج اﳌــﺪﺧﻼت و اﳌﺨﺮﺟــﺎت ﻛﺄﺳــﻠﻮب ﻓــﲏ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﲢﻘﻴــﻖ أﻫــﺪاف )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻳﻜــﻮن ﻋﻨــﺪ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ و ﺗﻴﺎرات ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﳏﺪدة ‪،‬‬
‫اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻌﱰض ﲣﻄﻴﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﳕﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ و اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫‪ -1-2-2-IV‬ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮزارﻳﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ )‪ : (1‬ﺑﻨﺎءاً ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﳎﻠـﺲ اﳊﻜﻮﻣـﺔ اﳌﻨﻌﻘـﺪ ﰲ ‪ ،1998/09/09‬و اﻟـﺬي‬
‫ﻋ ــﺎﰿ ﻣﻠ ــﻒ ﺧ ــﺎص ﺑﺘﻄ ــﻮﻳﺮ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﰎ إﻧﺸـ ـﺎء ﳉﻨ ــﺔ وزارﻳ ــﺔ ﻣﺸ ــﱰﻛﺔ ﺗﺮأﺳ ــﺘﻬﺎ وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ إﻗـ ـﱰاح‬
‫إﺟـ ـﺮاءات ﻣﻠﻤﻮﺳ ــﺔ ﻟﺘﺤﺴ ــﲔ اﻹﻃ ــﺎر اﻟﻌ ــﺎم ﻟ ـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﻗﺎﻣ ــﺖ ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ اﻟﻌﻤ ــﻞ اﳌﻨﺒﺜﻘ ــﺔ ﻋﻨﻬ ــﺎ‪ ،‬ﺑﺼ ــﻴﺎﻏﺔ ﲨﻠ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت و اﳊﻠﻮل اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑـ‪:‬‬
‫* ﲢﺴﲔ اﻹﺳـﺘﻔﺎدة ﻣـﻦ اﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ اﻟﺒﻨﻜـﻲ ‪ ،‬وﻫـﺬا ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺧﻠـﻖ آﻟﻴـﺎت ﲤﻮﻳـﻞ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑ ـ)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و اﻟـﱵ ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬـﺎ ﺑﻨـﻚ‬
‫ﺗﻨﻤﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p : 40.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* إﻋﻄ ــﺎء أﻛﺜ ــﺮ ﻣﺮوﻧ ــﺔ ﻟﻺﻃ ــﺎر اﻹداري و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ــﻲ‪ ،‬و ﻫ ــﺬا ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ إدﺧ ــﺎل إﺟ ـﺮاءات ﺟﺪﻳ ــﺪة ﻟﻠﺘﺸ ــﺠﻴﻊ ﻋﻠ ــﻰ إﻧﺸ ــﺎء‬
‫اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت‪ ،‬و إﻧﺸ ــﺎء ﻧﻈ ــﺎم ﻟﻺﻋ ــﻼم اﻷﱄ ‪ ،‬و ﻛ ــﺬﻟﻚ رﺑ ــﻂ ﳐﺘﻠ ــﻒ اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت اﻟ ــﱵ أوﻛﻠ ــﺖ ﳍ ــﺎ ﻣﻬﻤ ــﺔ ﺗﻨﻤﻴ ــﺔ )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﺑﺒﻌﻀــﻬﺎ اﻟــﺒﻌﺾ ‪ ،‬ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﺷــﺒﻜﺔ ﻣﺘﻄــﻮرة ﻟﻺﺗﺼــﺎﻻت ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ ﻛــﻞ ﻫــﺬا ‪ ،‬إﻗﱰاﺣــﺎت ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ ﲣﻔــﻴﺾ اﻟﻌــﺐء‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻲ و اﻟﺸﺒﻪ ﺟﺒﺎﺋﻲ اﳌﻔﺮوض ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬
‫* ﲢﺴــﲔ اﻹﺳــﺘﻔﺎدة ﻣــﻦ اﻟﻌﻘــﺎر اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ إدﺧــﺎل إﺟـﺮاءات ﻹﻋــﺎدة ﺗﺄﻫﻴــﻞ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ و ﻣﻨــﺎﻃﻖ‬
‫اﻟﻨﺸــﺎط ‪ ،‬و ﺧﻠــﻖ ﺑﻨــﻚ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت ﺣــﻮل اﻟﻌﻘــﺎر اﳌﺘــﻮﻓﺮ ‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ إﻋــﺪاد دﻟﻴــﻞ ﻣﻔﺼــﻞ ﻋــﻦ اﻹﺟـﺮاءات اﻟﻮاﺟــﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬــﺎ‬
‫ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬و إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﳉﻨﺔ ﲢﺪﻳﺪ و ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪.(C ALPI‬‬

‫ب‪ -‬ﺗﻮﺻــﻴﺎت ﺟــﺎءت ﻓــﻲ ﺑﺮﻧــﺎﻣﺞ اﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ )‪ : (1‬ﱂ ﻳﻐﻔــﻞ ﺑﺮﻧــﺎﻣﺞ اﳊﻜﻮﻣــﺔ ﻋــﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ اﻟــﱵ ﻻزاﻟــﺖ ﺣﺠــﺮة ﻋﺜــﺮة أﻣــﺎم‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﰲ إﺣﺪى اﻟﻔﻘﺮات ‪:‬‬
‫* إرادة اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻟﺪى اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﻻزاﻟـﺖ ﺗﻌﻴﻘﻬـﺎ ﻋﺮاﻗﻴـﻞ ﻋﺪﻳـﺪة‪ ،‬ﻣﺜﺒﻄـﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻹﻧﺘـﺎج و اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬اﻟﺸـﻲء اﻟـﺬي‬
‫ﻳﺆدي ﺑﺎﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﻠﺠﻮء ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن إﱃ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻐﲑ ﻣﻨﻈﻢ ‪.‬‬
‫* إن اﻹﻃﺎر اﳌﺆﺳﺴﺎﰐ و اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻴﺄ ﻛﻠﻴﺎ ‪ ،‬و ﻫـﺬا راﺟـﻊ ﻟﺼـﻌﻮﺑﺔ ﻫـﺬا اﻟـﺪور اﳉﺪﻳـﺪ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺒﻌﺪﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﳌﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﺗﻌﺘـﱪ ﻣﺸـﺎرﻛﺔ اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﺟﺰﺋﻴـﺔ ﻛﺎﻧـﺖ‬
‫أم ﻛﻠﻴ ــﺔ ﰲ رؤوس أﻣ ـ ـﻮال اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ و ﺧﺼﻮﺻ ــﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬إﺿ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻨﻤﻴ ــﺔ اﻟﻘﻄ ــﺎع اﳋ ــﺎص ﻻ ﺳ ــﻴﻤﺎ )م‪.‬ص‪.‬م( و‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﳌﺒﺎﺷﺮ اﻷﺟﻨﱯ‪ ،‬ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻨﺠﺎح ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰاﺋﺮي ﺑﻌﻤﻖ‪.‬‬
‫* إن اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﻻ زاﻟـﺖ ردﻳﺌـﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮ ـﺎ ﺿـﻌﻴﻔﺔ ﻓﻬـﻲ ﺗﺘﻄـﻮر ﰲ ﳏـﻴﻂ ﻣﻠـﻲء ﺑﺎﻟﻀـﻐﻮﻃﺎت و‬
‫ﻣﺜﻘ ــﻞ ﺑﺎﻟﻌﺮاﻗﻴ ــﻞ اﻹدارﻳ ــﺔ‪ ،‬و ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻧﻈ ــﺎم ﻣ ــﺎﱄ و ﻣﺼ ــﺮﰲ ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺷ ــﻰ و ﺣﺎﺟﻴﺎ ــﺎ ‪ ،‬زد إﱃ ذﻟ ــﻚ ﺻ ــﻌﻮﺑﺔ اﳊﺼ ــﻮل ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻘﺎر‪.‬‬
‫* إن ﻋﺐء اﳉﺒﺎﻳﺔ اﻟﺜﻘﻴـﻞ و اﻟﺘﻜـﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴـﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ‪ ،‬ﻗـﺪ ﺳـﺎﻫﻢ ﰲ دﻓـﻊ ﻋـﺪد ﻫﺎﺋـﻞ ﻣـﻦ اﳌﺆﺳﺴـﺎت إﱃ اﻟﻘﻄـﺎع‬
‫اﻟﻐﲑ ﻣﻨﻈﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻣﻨﻊ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﻞ ﻫﺬا‪ ،‬ﺷﺮﻋﺖ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات ﺪف أﺳﺎﺳﺎً إﱃ ﺗﺮﻗﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫* ﺗﺸﻜﻞ ﻛﻞ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﲨﻴﻊ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫* ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻟﻔﺎﺋﺪة )م‪.‬ص‪.‬م( دﻋﻢ ﳐﺘﻠﻒ اﻷﺷﻜﺎل‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻜﱪى‪.‬‬
‫* إﲣﺎذ إﺟﺮاءات ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ ﲣﻔﻴﺾ اﻷﻋﺒﺎء اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ و اﻷﻋﺒﺎء اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﰲ إﻃﺎر اﻹﺻﻼﺣﺎت‪.‬‬
‫* اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺿﺮوري ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪.‬‬
‫* إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﲤﻮﻳﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺿﻊ آﻟﻴﺎت ﻟﻠﻀﻤﺎن‪.‬‬
‫* اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺧﺎرج ﻗﻄﺎع اﶈﺮوﻗﺎت‪.‬‬
‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻗﱰاح إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر و دﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬أﻓﺮﻳﻞ‪ ،2001 ،‬ص‪. 8 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* ﺗﺒﺪﻳﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ أﻣﺎم اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺳـﻮاء ﻛﺎﻧـﺖ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴـﻞ ﺗﺘﻤﺜـﻞ ﰲ اﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻘـﺎر و اﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ‪ ،‬أو ﰲ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ اﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﺴﻬﻴﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫* ﺣﺚ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻰ اﳋﻀﻮع ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺼﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮ أداﺋﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫* ﺗﺸﺠﻴﻊ إﻋﺎدة ﻴﺌﺔ وﻋﺼﺮﻧﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط‪.‬‬
‫* ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاءات ﻣﺸﺠﻌﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ -2-2-2-IV‬ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ )‪: (1‬‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﱵ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﺪراﺳﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ اﻟﻌـﺎﱂ ‪ ،‬ﻗـﺪ ﺗﻮﺻـﻠﺖ إﱃ ﻧﺘـﺎﺋﺞ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ أن ﻫـﺬا‬
‫اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲟﻘﺪرة ﻛﺒﲑة ﰲ رﺑﻂ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﻗﺘﺼﺎدي و ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ‪ ،‬و ﻗﺪ ﲰﺤﺖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟـﱵ‬
‫أﺟﺮﻳﺖ‪ ،‬ﻣﻦ إﺑﺮاز اﻟﻘﺪرات اﻟﻜﺒـﲑة ﻟ ـ)م‪،‬ص‪،‬م(‪ ،‬ﻟـﻴﺲ ﻓﻘـﻂ ﻹﻣﺘﺼـﺎص اﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ ‪ ،‬و ﻟﻜـﻦ ﻛـﺬﻟﻚ ﻟﺘﻌﺰﻳـﺰ ﻧﺴـﻴﺞ إﻗﺘﺼـﺎدي و‬
‫إﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻔﺎدة إﳚﺎﺑﻴﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ إدﻣﺎﺟﻪ ﰲ ﳏﻴﻂ ﻣﻔﺘﻮح و ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬و ﻣﻨــﺬ اﻟﺸــﺮوع ﰲ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻜﺜــﲑ ﻣــﻦ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟــﱵ أﺟﺮﻳــﺖ ﺣــﻮل‬
‫ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ دﻋﻤﺘﻬــﺎ و ﻣﻮﻟﺘﻬــﺎ اﳍﻴﺌــﺎت اﳌﺘﻌــﺪدة اﻷﻃـﺮاف ) اﻟﺒﻨــﻚ اﻟﻌــﺎﳌﻲ‪ ،‬اﻻﲢــﺎد اﻷوروﰊ‪ ،‬ﺑﺮﻧــﺎﻣﺞ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬و ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ( ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﱃ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗـﺪ ﲰﺤـﺖ ﻫـﺬﻩ اﻟﺪراﺳـﺎت ﺑﺘﻘـﺪﱘ ﺗﻮﺻـﻴﺎت ﻟﻠﺘﻜﻔـﻞ ﺑﺎﳌﺸـﺎﻛﻞ اﳋﺎﺻـﺔ ـﺬا اﻟﻘﻄـﺎع ‪ ،‬و ذﻟـﻚ ﺣـﱴ ﻳﺘﺴـﲎ ﻟـﻪ‬
‫اﻟﺘﻄﻮر ﰲ ﳏﻴﻂ ﻣﻼﺋﻢ ‪ ،‬و ﻣﻨﺢ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﻼزم ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬
‫و ﺗﺘﻤﺤﻮر ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﳌﺘﺒﻌﺔ ﲝﻠﻮل ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻨﻤﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠﻰ وﺟﻮد إﻃﺎر إداري و ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﺮن ﻏﲑ ﻣﻘﻴﺪ ‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻳﺴﻤﺢ ﻟـﻴﺲ ﻓﻘـﻂ ﺑﺘﺤﺴـﲔ و ﺗﻄـﻮﻳﺮ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟــﱵ ﺗﻨﺸــﻂ ﰲ إﻃــﺎر اﻟﻘﻄــﺎع اﻟﺮﲰــﻲ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻳﺴــﻤﺢ أﻳﻀــﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت اﻟﻐــﲑ رﲰﻴــﺔ ﺑﺎﻹﻟﺘﺤــﺎق ﺑﺎﻟﻘﻄــﺎع‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن إﻋﺘﻤـﺎد ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﳌﺼــﺎﺣﺒﺔ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﻘﻄــﺎع‪ ،‬و ﻫـﺬا ﻋــﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﲢﺪﻳــﺪ ﺑـﺮاﻣﺞ دﻋــﻢ ﳐﺘﻠـﻒ اﻷﺷـﻜﺎل أﻣـﺮ ﺿــﺮوري‪،‬‬
‫ﻛﻤ ــﺎ ﳚ ــﺐ ﺗﺴ ــﻴﲑ ﻫ ــﺬﻩ اﻟ ـﱪاﻣﺞ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس اﻟﺸ ـﺮاﻛﺔ ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﺑ ــﺎﻟﺮﺑﻂ ﺑ ــﲔ اﻟﺴ ــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ و اﶈﻠﻴ ــﺔ ‪ ،‬و اﻟﻔﻀ ــﺎءات‬
‫اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ و ﻣﻨﻈﻤﺎت أرﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ و اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ‪ ،‬و ﳐﺘﻠﻒ اﳉﻤﻌﻴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻠﻖ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺎت ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬واﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ أﻗﺴـﺎم اﻟـﺪﻋﻢ ﻟﻠﻘﻄـﺎع و رﺑﻄﻬـﺎ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻮع‪ ،‬ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﻣﺴﺎر اﻹﻧﺪﻣﺎج ﰲ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﳌﻲ‪ .‬إن ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺒﻜﺎت ﺳـﺘﻜﻠﻒ‬
‫ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺧﺪﻣﺎت ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟـ ‪:‬‬
‫* ﺗﻨﻤﻴﺔ و ﺗﺄﻫﻴﻞ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ و اﳌﻬﺎرة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ و إدارة اﻷﻋﻤﺎل ‪.‬‬
‫* ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻹﺑﺘﻜﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p : 38.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* ﲢﺴﲔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ و ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻷﺳﻮاق‪.‬‬

‫* اﻟﺘﺰوﻳﺪ ﺑﺎﻹﺳﺘﺸﺎرة واﳋﱪة‪.‬‬
‫* إدراج اﻟﻘﻮاﻋﺪ و اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﻴﺔ و اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻄﺎﺑﻘﺎت‪.‬‬
‫* ﺗ ــﻮﻓﲑ اﳌﻌﻠﻮﻣ ــﺔ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬و ﺗﺴ ــﻬﻴﻞ اﻹﺗﺼ ــﺎل ﺑ ــﲔ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﺘﻮى اﶈﻠ ــﻲ‪ ،‬اﻹﻗﻠﻴﻤ ــﻲ‪ ،‬و‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻲ‪.‬‬
‫* إﻧﺸﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪.‬‬
‫د‪ -‬إزاﻟــﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ اﻟــﱵ ﺗﺸــﻮب اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﲔ اﻟﺒﻨــﻮك و )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻋ ـﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﺧﻠــﻖ آﻟﻴــﺎت ﲤﻮﻳــﻞ ﺧﺎﺻــﺔ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﺜﻞ ‪:‬‬
‫* ﺻﻨﺎدﻳﻖ أﻣﻮال إﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ‪.‬‬
‫* ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻀﻤﺎن‪.‬‬
‫* ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻘﺮض اﻹﳚﺎري‪.‬‬
‫* ﺗﻄﻮﻳﺮ ﳏﺎﺿﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة‪ ،‬ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺒﺪع‪.‬‬
‫ﻫــﺬﻩ ﻫــﻲ أﻫــﻢ اﻟﺘﻮﺻــﻴﺎت اﻟــﱵ ﳚــﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻣــﻦ ﺧﻼﳍــﺎ ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﺑﻌــﺾ اﳊﻠــﻮل اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ ﺳــﻴﺘﻢ ﲤﻮﻳﻠﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻃــﺮف‬
‫ﺷﺮﻛﺎﺋﻨﺎ‪ ،‬و ﻫﺬا ﰲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻌﺎون و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻹﻧﻀﻤﺎم إﱃ إﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻹﲢﺎد اﻷوروﰊ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬دور و ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺸﺮاﻛﺔ و اﻟﺘﻌﺎون اﻷﺟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -1-3-2-IV‬دور اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )‪: (1‬‬
‫إن ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﳛﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﰲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻟﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ دوراً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﰲ ﺧﺪﻣﺔ و ﲡﺴﻴﺪ‬
‫إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬و ﺗﻜﻤــﻦ أﳘﻴــﺔ ﻫــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ﰲ أﻧــﻪ ﻳﺸــﻐﻞ ﺣﻴـﺰا واﺳــﻌﺎ ﰲ اﻟﻨﺸــﺎط اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ‬
‫ﻛﻮﻧﻪ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪراً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻹﻧﻌﻜﺎﺳﺎت إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﻨﺠـﺮ ﻋﻨﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺗﺒﻌـﺎت‪ ،‬و ﻟـﺬﻟﻚ ﻓﺮﺿـﺖ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣـﺎت‬
‫اﻟﺘﻜﻴ ــﻒ ﻣ ــﻊ اﶈ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي اﶈﻠ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎﳌﻲ‪ ،‬ﲡﻨﻴ ــﺪ ﻛ ــﻞ اﻟﻄﺎﻗ ــﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳ ــﺔ و اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴ ــﺔ ‪ ،‬و ﺣﺸ ــﺪ ﲨﻴ ــﻊ اﳌﺼ ــﺎدر و‬
‫اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت و اﻟﻘﺪرات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ و ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻌﺰﻳﺰ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ و اﻹﳚﺎﺑﻴـﺔ ﰲ ﲢﻘﻴـﻖ ﺗﻨﻤﻴـﺔ‬
‫وﻃﻨﻴــﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ و ﻣﺴــﺘﺪﳝﺔ ‪ ،‬و ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ أﻫــﺪاف إﻋ ــﺎدة اﳍﻴﻜﻠــﺔ و ﺑﻠــﻮغ اﻹﺳ ــﺘﻘﺮار اﻹﻗﺘﺼــﺎدي و اﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ اﳌﻨﺸ ــﻮد ‪ ،‬و‬
‫اﳌﺴﻄﺮ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﳌﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ ﰲ أوت ‪.1997‬‬
‫ب‪ -‬إن ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( دوراً إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎً ﰲ دﻋـﻢ اﻟﺘـﻮازن اﳉﻬـﻮي ‪ ،‬و ﰲ ﺗﻄـﻮﻳﺮ اﻟﻨﺴـﻴﺞ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي اﻟـﻮﻃﲏ واﻟﻨﻬـﻮض ﲟﺸـﺎرﻳﻊ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﰲ إﻣﺘﺼﺎص ﺻﺪﻣﺔ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﳍﻴﻜﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻟﺪورﻫﺎ اﳌﻤﻴﺰ ﰲ ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻧﺸﺎء و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬أوت ‪ ،1997‬ص‪. 12 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* رﺑﻂ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪ ،‬و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ و اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻘﺮار اﻟﺒﺸﺮي‪.‬‬
‫* رﺑﻂ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻋﺎﱂ اﻟﺮﻳﻒ و اﻟﻌﺎﱂ اﳊﻀﺮي ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺧﺪﻣﺎت اﳌﻨﺎوﻟﺔ و اﻟﺘﻘﺎول اﻟﺜﺎﻧﻮي ﺑﲔ اﻟﻘﻄـﺎع اﻟﻔﻼﺣـﻲ و‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ و ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫* رﺑﻂ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﻬﲏ و اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﳌﻴﺪاﱐ ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻐﲑة ﻟﻠﺘﻤﻬﲔ و اﻹرﺗﻘﺎء ﲟﺴﺘﻮى اﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ‬
‫ﻟﺬوي اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﶈﺪودة ‪ ،‬و إﻋﺪاد اﳌﱰﺑﺼﲔ و ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ ﻟﻺﻧﺪﻣﺎج ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﺗﻠﻌﺐ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻛﺬﻟﻚ دوراً أﺳﺎﺳﻴﺎ ﰲ ‪:‬‬
‫* إﺣﺪاث ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ و ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬إذ ﺗﺼـﻞ ﻧﺴـﺒﺔ اﻟﺘﺸـﻐﻴﻞ ﰲ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﺑﻌـﺾ اﻟـﺪول‬
‫إﱃ ‪. % 80‬‬
‫* ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻐﲑة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻴﻮت )اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺒﻴﻮت(‪.‬‬
‫إن ﻫﻨﺎك دول ﻛﺜﲑة ﻗﺪ إﻋﱰﻓـﺖ رﲰﻴـﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄـﺎع اﻹﻧﺘـﺎﺟﻲ ﻏـﲑ ﻣـﻨﻈﻢ ‪ ،‬ووﺿـﻌﺖ ﻟـﻪ إﻃـﺎرا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـﺎ ﻗﺼـﺪ إدﻣﺎﺟـﻪ ﺗـﺪرﳚﻴﺎ‬
‫ﺿﻤﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﳌﻨﻈﻢ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و ذﻟﻚ ﺑـ ‪:‬‬
‫* إﺣﱰام ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﳉﻮدة‪.‬‬
‫* إﺣﱰام ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ و اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‪.‬‬
‫* ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﻬﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫* ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻷﺟﻮر دون اﳌﺴﺎس ﲝﺮﻛﻴﺘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻛﻮ ﺎ ﲢﺎﻓﻆ ﻋﻠـﻰ اﻹﺳـﺘﻘﺮار اﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ‪ ،‬و ﺗـﻮﻓﺮ ﻣـﻮارد رزق‬
‫ﺗﺴﺪ ﻛﺜﲑا ﻣﻦ أﺑﻮاب اﻟﻔﻘﺮ و اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪ ،‬و ﲢﺎﻓﻆ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻮﺳﻴﻊ و ﺗﺮﻗﻴﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬ﻋﱪ ﻧﺸـﺎط ﻣـﱪﻣﺞ ﰲ إﻃـﺎر ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ‬
‫اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻳﺘﻮﺧﻰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص ‪:‬‬
‫* ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎﻗﺎت و ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫* ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻛﻞ اﳉﻬﻮد و ﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫* ﺗﻮﺟﻴﻪ اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﳌﻴﺎدﻳﻦ ذات اﳌﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫* ﲢﺮﻳــﺮ اﳌﺒــﺎدرة و ﺗﺸــﺠﻴﻊ ﺻــﻐﺎر اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻋﻠــﻰ اﻹﻧﺘــﺎج ‪ ،‬ﺑﺘﻘــﺪﱘ اﳌﺴــﺎﻋﺪات اﶈﻔــﺰة ﻋﻠــﻰ ﻣﻘﺎوﻣــﺔ اﻟﻔﻘــﺮ و إﺣـﱰام ﻗﻴﻤــﺔ‬
‫اﻹﻧﺴــﺎن ‪ ،‬ﻛــﻮن اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﻫــﻲ أﻋﻈــﻢ أدوات اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ و أﻫــﻢ اﳌﺼــﺎدر اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ و اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺘﺒــﺎر اﻹﻧﺴــﺎن أداة‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫إن ﻫﻨــﺎك ﻣﻌﺎدﻟــﺔ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ أﻧــﻪ ﻻ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﺘﺤﻘــﻖ اﻟﺘﻌــﺪﻳﻞ اﳍﻴﻜﻠــﻲ ﰲ اﻟﻨﺴــﻴﺞ اﻹﻗﺘﺼــﺎدي اﻟــﻮﻃﲏ إﻻ إذا‬
‫أوﻟﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻋﱪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻨﺴﻴﻘﻲ ﻳﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ إﳒـﺎزﻩ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻗﻄـﺎع وزاري ‪ ،‬و ﻧﻌـﲏ ـﺎ ﻣﻌﺎدﻟـﺔ‬
‫ﺗﺴ ـﺮﻳﺢ اﻟﻌﻤــﺎل ﻣــﻦ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻜــﱪى ‪ ،‬و إﻣﺘﺼــﺎص اﻟﺒﻄﺎﻟــﺔ ﻋــﱪ إﺳــﺘﺤﺪاث )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ .‬ﻓﻬــﺬا أﻣــﺮ ﳑﻜــﻦ و )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﻫ ــﻲ اﳌﺆﻫﻠ ــﺔ اﻷن ﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﻌﺎدﻟ ــﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﻣﻀ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻨﺘ ــﺎﺋﺞ ‪ ، % 100‬و ذﻟ ــﻚ ﻋ ــﱪ ﻣ ــﺎ ﺗﺘ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* ﺗﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫* إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﺑﺮأس ﻣﺎل ﻗﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫* اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﲑ اﻟﻨﺸﺎط و اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻣﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺴﻮق‪.‬‬
‫* اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﻮﺻﺼﺔ ‪ 500‬وﺣﺪة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻤﺎل‪.‬‬
‫إن ﲨﻴﻊ اﻟﺸﺮوط اﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﻄـﺎع ‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﺘﻤـﺪ ﻓﻘـﻂ ﻋﻠـﻰ وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( وﺻـﻼﺣﻴﺎ ﺎ ‪ ،‬و إﳕـﺎ ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫‪ -‬وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﳌﺸـﱰﻛﺔ ﻟﻜـﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﳌﻌﻨﻴـﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴـﻖ اﻟﻮﺛﺒـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ‪ ،‬اﻟـﱵ ﻳﻌﺘـﱪ ﻛـﻞ واﺣـﺪ ﻣﻨﻬـﺎ ﺷـﺮﻳﻜﺎ ﰲ‬
‫ﲡﺴﻴﺪﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -2-3-2-IV‬اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺸﺮاﻛﺔ و اﻟﺘﻌﺎون اﻷﺟﻨﺒﻲ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﺗــﺪﻋﻴﻢ اﻟﺸ ـﺮاﻛﺔ )‪ : (1‬ﺗﺸــﻜﻞ اﻟﺸ ـﺮاﻛﺔ ﻓﺮﺻــﺔ أﻛﻴــﺪة ﻟﱰﻗﻴــﺔ و ﺗﻨﻤﻴــﺔ ﻗﻄــﺎع )م‪.‬ص‪،‬م( ‪ ،‬و ﻫــﻲ وﺳــﻴﻠﺔ ﻳﻨﺒﻐــﻲ ﺗﻔﻀــﻴﻠﻬﺎ‬
‫ﻧﻈﺮاً ﻟﻺﻣﺘﻴﺎزات اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﳎﺎل ﻧﻘﻞ اﳌﻬﺎرة و اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﺴﻴﲑﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أ ـﺎ ﲤﺜـﻞ ﺣـﻼً ﻣﻼﺋﻤـﺎ ﳌﺸـﺎﻛﻞ‬
‫اﻟﺴــﺎﻋﺔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ و اﻟــﺪﺧﻮل إﱃ اﻷﺳ ـﻮاق اﳋﺎرﺟﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ ﺿــﻤﺎن‬
‫ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺳﺮﻳﻊ و ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ راﻓﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ و ﳑﺮ ﳓﻮ أﺳﻮاق اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ‪.‬‬
‫إن ﺑﺬل ﳎﻬﻮد إﻋﻼﻣﻲ ﻛﺒﲑ ﻟﺒﻴﻊ ﻣﺰاﻳﺎ و ﻣـﺂﺛﺮ اﳉﺰاﺋـﺮ ﰲ اﳋـﺎرج ‪ ،‬و اﻹﺿـﻄﻼع ﻋﻠـﻰ وﺟـﻮد ﻗـﺪرات ﺻـﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﺘـﱪة‬
‫ﰲ ﻃــﻮر إﻋــﺎدة اﳍﻴﻜﻠــﺔ ‪ ،‬ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧﻪ ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﻗﺎﻋــﺪة إﻧﻄــﻼق ﻟﻠﺸ ـﺮاﻛﺔ ﰲ ﳐﺘﻠــﻒ اﺠﻤﻟــﺎﻻت ‪ ،‬و ﻻﺳــﻴﻤﺎ ﺗﻠــﻚ اﻟــﱵ ﺗﺴــﺘﻠﺰم‬
‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬و ﻫـﻲ ﺗﺸـﻜﻞ أﻳﻀـﺎ ﻣﻔﺘـﺎح ﺗﻄـﻮﻳﺮ ﻣﻨﺘﻮﺟـﺎت ﺟﺪﻳـﺪة ﻧﺎﲡـﺔ ﻋـﻦ اﻟﻄﻠـﺐ اﳌﺘﺰاﻳـﺪ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﳌـﻮاﻃﻨﲔ ‪ ،‬و‬
‫اﻟــﱵ ﺗﺴــﺘﻮرد ﺗﻘﺮﻳﺒــﺎ ﰲ ﳎﻤﻠﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠــﺔ اﻟﺼــﻌﺒﺔ ‪ .‬و ﺑﻔﻀــﻞ ﻣﻮﻗﻌﻨــﺎ اﳉﻴــﻮ‪-‬إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻲ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺸـﺮاﻛﺔ اﳌﻮﺟﻬــﺔ ﳓــﻮ اﳌﻨﺘﻮﺟــﺎت‬
‫ذات اﻹﺳﺘﻬﻼك اﳋﺎرﺟﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ ﺻﺎدراﺗﻨﺎ ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت‪.‬‬
‫و ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﲢﻮز ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻫﻼت ﻻ ﳝﻜﻦ إﻧﻜﺎرﻫـﺎ )ﻛـﺎﳌﻮارد‪ ،‬اﻟﻘـﺪرة ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ‪ ،‬اﻟﻴـﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‬
‫اﳌﺆﻫﻠــﺔ و اﳍﻴﺎﻛــﻞ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ( ‪ ،‬و ﻟﻜــﻦ ﻗــﺪرا ﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴــﺔ و اﻹﺗﺼــﺎﻟﻴﺔ اﲡــﺎﻩ اﳋــﺎرج ﺟــﺪ ﺿــﻌﻴﻔﺔ ‪ .‬و ﳍــﺬا ﳒــﺪ أن ﻣﺸــﺎرﻳﻊ‬
‫اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻣــﻊ اﻟــﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴــﺔ و ﻫــﺬا إﱃ ﻏﺎﻳــﺔ ‪ 1999/12/31‬ﺿــﻌﻴﻔﺔ ﺟــﺪاً‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﰎ ﺗﺴــﺠﻴﻞ ‪ 297‬ﻣﺸــﺮوع ﺷـﺮاﻛﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻘﻂ ‪ ،‬أي أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ % 1‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮع اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺼﺮح ﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﱵ ﺟﻠﺒﺖ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺪول اﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ ﻓﻬـﻲ‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑـ ‪ 161‬ﻣﺸﺮوع ﺑﻘﻴﻤﺔ ‪ 44,2‬ﻣﻠﻴﺎر دج ‪ ،‬ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﺗﻮﻓﲑ ‪ 19000‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳋﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑـ ‪ 55‬ﻣﺸﺮوع ﺑﻘﻴﻤﺔ ‪ 39‬ﻣﻠﻴﺎر دج ‪ ،‬و اﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ إﻧﺸﺎء ‪ 4000‬ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻨــﺎء و اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﺑـ ـ ‪ 33‬ﻣﺸــﺮوع ﺑﻘﻴﻤــﺔ ﺗﻘــﺪر ﺑــﺄﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ‪ 9,3‬ﻣﻠﻴــﺎر دج ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ ﺗــﻮﻓﲑ ‪6034‬‬
‫ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و دورﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي "‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،1998‬ص‪. 13 :‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI « Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI », juillet 2000, p : 23.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻷن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ إﻧﺘﻬـﺎج ﺳﻴﺎﺳـﺔ ﻣﻐـﺎﻳﺮة ﲤﺎﻣـﺎً ﻟﺘﻠـﻚ اﻟـﱵ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﺘﺒﻌﻬـﺎ‬
‫ﰲ ﳎﺎل اﻟﺸﺮاﻛﺔ ‪ ،‬و ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫* ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﺗﺼﺎل واﺳﻊ اﲡﺎﻩ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺸﺮﻛﺎء اﳌﻘﺘﺪرﻳﻦ ‪ ،‬و ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻠﺪان أﺳﻴﺎ‪.‬‬
‫* ﻣﻀــﺎﻋﻔﺔ ﻣﻠﺘﻘﻴــﺎت اﻷﻋﻤــﺎل ﺑﺎﳋــﺎرج‪ ،‬ﻳﻨﺸــﻄﻬﺎ ﻣﺴــﺆوﻟﻮن ﺳــﺎﻣﻮن ﻟﺘﻮﺿــﻴﺢ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﻟــﱵ ﺷــﺮع ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬و‬
‫ﻛﺬا اﻟﻔﺮص اﻟﻌﺪﻳﺪة ﰲ إﻃﺎر اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﳌﺒﺎﺷﺮ أو ﰲ إﻃﺎر اﻟﺸﺮاﻛﺔ‪.‬‬
‫* أﻋﻤﺎل داﺋﻤﺔ‪ ،‬ﻣﺪﻋﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳑﺜﻠﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﳋﺎرج‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ أن إﻧﺸــﺎء ﻣﺮﺻــﺪ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ أﻗــﺮب وﻗــﺖ ‪ ،‬ﺳﻴﺴــﺎﻫﻢ ﺑﺼــﻔﺔ ﻓﻌﺎﻟــﺔ ﰲ دﻋــﻢ ﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ‪ ،‬وذﻟــﻚ‬
‫ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﺠﻢ و ﻧﻮﻋﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﱵ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ‪ ،‬ﺣﻮل اﻹﻣﺘﻴﺎزات اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫ب‪ -‬دﻋﻢ اﻟﺘﻌﺎون اﻷﺟﻨﺒﻲ ‪ :‬و ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﰎ وﺿﻊ ﻋﺪة ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﻌﺎون اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻨﺎ اﻷﺟﺎﻧـﺐ ﻣـﻦ أﺟـﻞ‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﺗﺮﻗﻴﺔ و ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و ﻣﻦ ﺑﲔ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺴﺠﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﱪاﻣﺞ ﳔﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ‬
‫ب‪ -1-‬اﻟﺘﻌﺎون اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﻜﻨﺪي ‪ :‬ﰲ إﻃﺎر ﺻﻨﺪوق ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﰒ ﲣﺼﻴﺺ ﻏـﻼف ﻣـﺎﱄ‬
‫ﻣﻘﺪارﻩ ‪ 10‬ﻣﻼﻳﲔ دوﻻر ﻛﻨﺪي ﻟﺪى ﻫﺬا اﻟﺸﺮﻳﻚ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﻌﺮف اﳌﺘﺒﺎدل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳋﺎﺻﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ و اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬دﻋﻢ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬وﻫﺬا ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳋﱪة اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ و ﻣﻦ ﲢﺴﲔ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲣﻔﻴﻒ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﱵ ﺗﻌﱰض ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﳏﻴﻂ ﺗﻘﺎوﱄ ﻣﻼﺋﻢ‪.‬‬
‫و ﻫﻜﺬا و ﻣﻨﺬ وﺿﻊ ﻫﺬا اﻟﻐﻼف اﳌﺎﱄ ﻓﻘﺪ ﰎ ﲡﺴﻴﺪ ‪ 72‬ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺎﻷﰐ ‪:‬‬
‫* ‪ 60‬ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺧﺼــﺖ اﳌﺆﺳﺴــﺎت ﰲ ﻛــﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋ ــﺎت ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻹﻛﺘﺴــﺎب اﳋــﱪة و اﳌﺴــﺎﻋﺪة اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ و اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ ‪ ،‬و ﻛــﺬا‬
‫إﺳﺘﺸﺎرات ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و اﻟﺘﺴﻴﲑ ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ أﻛﺜﺮ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ و اﻟﺰراﻋﺔ‪.‬‬
‫* ‪ 10‬ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺧﺼﺖ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺎع اﳌﺎﱄ و اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻛﻠﺠﻨـﺔ ﻣﺮاﻗﺒـﺔ أﻋﻤـﺎل‬
‫اﻟﺒﻮرﺻﺔ ‪ ،‬ووﻛﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ و دﻋﻢ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات و ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ )‪ ، (APSI‬و ﺑﻮرﺻﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺸﺮاﻛﺔ‪.‬‬
‫* إﺛﻨﺎن )‪ (02‬ﺧﺼﺖ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻟﲔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﻟﺘﻌﺎون اﳉﺰاﺋﺮي اﻷﳌﺎﱐ ‪ :‬ﰎ ﲡﻨﻴﺪ ﻣﻊ اﻟﻄﺮف اﻷﳌـﺎﱐ ﻏـﻼف ﻣـﺎﱄ ﻗﻴﻤﺘـﻪ ‪ 3‬ﻣﻼﻳـﲔ ﻣـﺎرك‪ ،‬ﻗﺼـﺪ‬
‫ﲢﺴــﲔ ﻣﺴــﺘﻮى اﻷﻋـﻮان اﳌﺴﺘﺸــﺎرﻳﻦ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ ﻓــﺮع اﻹﺳﺘﺸــﺎرة ‪ ،‬اﻟــﺬي ﻳﺸــﻜﻞ أﺣــﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻــﺮ اﳉﻮﻫﺮﻳــﺔ‬
‫ﻟﺘﺄﻫﻴــﻞ ﻣﺆﺳﺴــﺎﺗﻨﺎ ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ ‪ .‬و ﺗﺘﻌﻠــﻖ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻟــﱵ ﺷــﺮع ﰲ ﺗﻨﻔﻴــﺬﻫﺎ ﻣﻨــﺬ ﺷــﻬﺮ أﻓﺮﻳــﻞ ‪ ، 1998‬ﺑﺘﻜــﻮﻳﻦ‬
‫‪ 90‬ﻣﻜﻮﻧﺎً ﺑﺄﳌﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬واﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺘﻮﻟﻮن ﺑﺪورﻫﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ و ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ‪ 2500‬ﻋﻮن إﺳﺘﺸﺎري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و دورﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي "‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،1998‬ص‪. 7 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ب‪ -3-‬اﻟﺘﻌ ــﺎون اﳉﺰاﺋ ــﺮي اﻹﺳ ــﺒﺎﱐ ‪ :‬ﰲ ﻫ ــﺬا اﻹﻃ ــﺎر ﰎ إﺑـ ـﺮام إﺗﻔ ــﺎق ﻟﺘﻜ ــﻮﻳﻦ ﺗﻘﻨﻴ ــﲔ و إﻃ ــﺎرات ﻣﺴ ــﲑة‬
‫ﻟـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﻓﺮع اﳉﻠـﻮد ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﻗﺼـﺪ ﲤﻜﻴـﻨﻬﻢ ﻣـﻦ إﻛﺘﺴـﺎب ﺗﻘﻨﻴـﺎت اﻹﻧﺘـﺎج و اﻟﺘﺴـﻴﲑ اﳉﺪﻳـﺪة و اﳌﻌﻤـﻮل ـﺎ ﰲ ﻫـﺬا‬
‫اﻟﺒﻠﺪ‪ ،‬و ﻫﺬا اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﳛﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ و أﺧﺮى ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﲡﺮي ﺑﻌﲔ اﳌﻜﺎن‪.‬‬
‫ب‪ -4-‬اﻟﺘﻌــﺎون اﳉﺰاﺋــﺮي اﳉﻨــﻮب إﻓﺮﻳﻘــﻲ ‪ :‬ﰲ إﻃــﺎر اﻟﻠﺠﻨــﺔ اﳌﺨﺘﻠﻄــﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳــﺔ اﳉﻨــﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﰎ‬
‫ﺗﺴــﺠﻴﻞ أﻋﻤــﺎل ﺗﺄﻫﻴــﻞ ﺗﻘﻨﻴــﺔ و ﺗﺴــﻴﲑﻳﺔ ﲣــﺺ ﻓــﺮع اﻟﺮﺧــﺎم و اﻟﺼــﻨﺎﻋﺔ اﳌﻨﺠﻤﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻛــﺬا إﳒــﺎز دراﺳــﺔ ﻣــﻦ أﺟــﻞ وﺿــﻊ ﻧﻈــﺎم‬
‫إﻋﻼﻣ ــﻲ إﻗﺘﺼ ــﺎدي ﻟﻘﻄ ــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﻣ ــﻊ ﻫ ــﺬا اﻟﺸـ ـﺮﻳﻚ ‪ ،‬و ﻟﻠﺘ ــﺬﻛﲑ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﰎ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ اﻟ ــﺪﻋﻢ اﳌ ــﺎﱄ ﻟﱰﻗﻴ ــﺔ و ﺗﻄ ــﻮﻳﺮ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻗﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﺴـﺠﻴﻞ ﺧـﻂ ﻗـﺮض ﺧـﺎص ـﺬا اﻟﻘﻄـﺎع ‪ ،‬و ﻫـﺬا ﺧـﻼل إﻧﻌﻘـﺎد اﻟﻠﺠﻨـﺔ اﳌﺨﺘﻠﻄـﺔ اﻷوﱃ ﻣـﻊ‬
‫اﻟﻄﺮف اﳉﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﺸﺎء وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫‪ -1-4-2-IV‬إﺟﺮاءات إﻧﻌﺎش اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ‪:‬‬
‫إن إﻧﻌﺎش و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﳝﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﱪ ﺧﻠﻖ ﻣﻔﻬﻮم ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و إﳚﺎد أﺟﻬﺰة ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺴـﻴﲑ أﻛﺜـﺮ‬
‫ﻣﻼﺋﻤ ــﺔ ﻣ ــﻊ ﺗﻄ ــﻮرات اﻟﻌﺼ ــﺮ‪ ،‬و إﲣ ــﺎذ إﺟ ـﺮاءات ﻋﺎﺟﻠ ــﺔ ﺗﺴ ــﺘﻬﺪف إﻋ ــﺎدة ﺗﺸ ــﻜﻴﻞ ﺳﻠﺴ ــﻠﺔ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﲢﺴ ــﲔ اﶈ ــﻴﻂ‬
‫اﻹداري‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ‪ ،‬اﳉﺒﺎﺋﻲ ‪ ،‬اﳌﺎﱄ ‪ ،‬و ﺟﻠﺐ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪.‬‬
‫أ‪ -‬إﻋــﺎدة ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﺳﻠﺴــﻠﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر )‪ : (1‬إن إﻋــﺎدة ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﺳﻠﺴــﻠﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻳﻌــﲏ ﺗﺴــﻬﻴﻞ إﺟـﺮاءات اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬و‬
‫اﻟﺬي ﺳﻴﻘﻀﻲ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﳊﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺰﻋﺰع ﺛﻘﺔ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ و ﺗﻮﻗـﻒ ﺗﻄـﻮر اﻟﻨﺴـﻴﺞ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬و ﳝـﺮ ﻫـﺬا ﺑﺎﻟﻀـﺮورة‬
‫ﻋﱪ إﻋﺎدة ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺗﺴﻴﲑ أﺟﻬـﺰة اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﺷـﻜﻞ وﻛﺎﻟـﺔ واﺣـﺪة ووﺣﻴـﺪة‪ ،‬و ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺼـﺪد ﺳـﻴﺘﻢ ﺿـﻢ وﻛﺎﻟـﺔ ﺗﺮﻗﻴـﺔ و دﻋـﻢ‬
‫اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر )‪ (APSI‬و اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟــﺪﻋﻢ ﺗﺸــﻐﻴﻞ اﻟﺸــﺒﺎب )‪ (ANSEJ‬ﰲ وﻛﺎﻟــﺔ واﺣــﺪة ‪ ،‬و ﻫــﻲ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ‬
‫اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪ ، (ANDI‬و ﻫﺬا ﻗﺼﺪ ﻇﻔﺮ اﳉﻬﻮد اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﱰﻗﻴﺔ و ﺟﻠﺐ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻛﻴﺎن واﺣﺪ ووﺣﻴﺪ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﳌﺎدﻳﺔ واﳋﱪة اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺳﺘﺤﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻫـﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ اﳉﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ ﻃـﺮف )‪ (A PSI‬و)‪ (ANSEJ‬ﺑﻌـﺪ‬
‫ﺣﻠﻬﻤـ ــﺎ ‪ ،‬و ذﻟـ ــﻚ ﲡﻨﺒـ ــﺎ ﻹﺛﻘـ ــﺎل ﻣﻴﺰاﻧﻴـ ــﺔ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ‪ ،‬و ﺗﺘﻤﺜـ ــﻞ ﻣﻬـ ــﺎم ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟـ ــﺔ اﳉﺪﻳـ ــﺪة ‪ ،‬ﰲ ﺗﻘـ ــﺪﱘ اﳌﺴـ ــﺎﻋﺪة و اﻟـ ــﺪﻋﻢ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ وﻃﻨﻴﲔ ﻛﺎﻧﻮا أم أﺟﺎﻧﺐ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻗﺼﺪ ﲤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻣـﻦ ﲡﺴـﻴﺪ ﻣﺸـﺎرﻳﻌﻬﻢ‪ ،‬و ﺿـﻤﺎن ﻣﺮاﻗﺒﺘﻬـﺎ و ﺗﺮﻗﻴﺘﻬـﺎ ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر‬
‫ﻋــﱪ ﳐﺘﻠــﻒ وﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم و اﻹﺗﺼــﺎل ‪ .‬و ﺳــﺘﺘﻮﻓﺮ ﻫــﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺷــﺒﺎك وﺣﻴــﺪ ‪ ،‬ﻣﺸــﻜﻞ ﻣــﻦ ﳑﺜﻠــﲔ ﻣــﺆﻫﻠﲔ ﻗﺎﻧﻮﻧــﺎ‬
‫ﻹﲣﺎذ ﻛﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ اﳌﺸﺮوع‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻀﻢ ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺎك اﻟﻮﺣﻴﺪ ﳑﺜﻠﲔ ﻋﻦ ‪ :‬وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ و اﳉﻤﺎﻋـﺎت اﶈﻠﻴـﺔ ‪ ،‬وزارة اﻟﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴـﺔ و اﶈـﻴﻂ ‪،‬‬
‫إدارة اﳉﻤــﺎرك ‪ ،‬ﺑﻨــﻚ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬اﻟﺴــﺠﻞ اﻟﺘﺠــﺎري ‪ ،‬ﻣﺼــﻠﺤﺔ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ ‪ ،‬اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟﻠﻌﻘــﺎر اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬دﺧــﻞ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ‪،‬‬
‫دﺧــﻞ اﳋﺰﻳﻨــﺔ ‪ ،‬و اﻟﻜﺸــﻒ اﻟﺮﲰــﻲ ﻟﻺﻋﻼﻧــﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ )‪ ، (BOAL‬ﻛﻤــﺎ ﺳــﻴﻤﺘﺎز ﻫــﺬا اﻟﺸــﺒﺎك ﺑﺴــﺮﻋﺔ اﻹﺳــﺘﺠﺎﺑﺔ و ذﻟــﻚ‬
‫ﻹ ﺎء اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ ﰲ أﻗﺮب اﻷﺟﺎل‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻗﱰاح إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر و دﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ"‪،‬أﻓﺮﻳﻞ ‪ ،2001‬ص‪.12 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫إن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳋﺪﻣﺎت ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺧﻠﻖ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﶈﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ ﻣـﻦ اﻟﻀـﺮوري‬
‫أن ﻳﻮاﻓــﻖ وﺿــﻊ ﻫــﺬا اﻟﺸــﺒﺎك اﻟﻮﺣﻴــﺪ‪ ،‬ﲣﻔــﻴﺾ ﻣﻠﻤــﻮس ﻟﻠﻮﺛــﺎﺋﻖ اﻹدارﻳــﺔ و ﻫــﺬا ﻋﻨــﺪ ﺗﻜــﻮﻳﻦ ﻣﻠــﻒ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ‪ ،‬و ﰲ ﻫــﺬا‬
‫اﻹﻃﺎر و ﻗﺼﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ و إﻟﻐﺎء اﻟﺸﺮﻛﺔ ﰎ إﻗﱰاح ﻣﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ ، (C‬ﻛــﻮن ﻫــﺬا اﻟﺼــﻨﺪوق ﳑــﺜﻼ ﰲ‬ ‫‪ -‬وﺛﻴﻘــﺔ ﺗﺜﺒــﺖ ﻋــﺪم وﺟــﻮد إﺳــﻢ اﻟﺸــﺮﻛﺔ ﻳﺴــﻠﻤﻬﺎ اﻟﺼــﻨﺪوق اﻟــﻮﻃﲏ ﻟﻠﺘﻘﺎﻋــﺪ‬
‫)‪NRC‬‬
‫اﻟﺸﺒﺎك اﻟﻮﺣﻴﺪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺷﻬﺎدة ﻣﻴﻼد اﳌﺴﺎﳘﲔ‪ ،‬ﲟﺎ أن ﻧﺴﺨﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺷﻬﺎدة ﳏﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺗﺜﺒـﺖ وﺟـﻮد اﶈـﻞ ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﻳﻄﻠـﺐ ﻣـﻦ اﳌﺴـﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺗﻘـﺪﱘ ﻋﻘـﺪ اﳌﻠﻜﻴـﺔ ) اﶈـﻞ( أو ﻋﻘـﺪ اﻹﳚـﺎر‪ ،‬و‬
‫اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺣﻖ ﻣﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻃﻠﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﻬﺎدة ﻟﻺﻋﻼن ﻋﻦ وﺟﻮد اﶈﻞ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﰲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري أو إﻟﻐﺎء ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺷﻬﺎدة اﳌﻴﻼد ﲟﺎ أن ﺳﺠﻞ اﻟﺴﻮاﺑﻖ اﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻘــﺪ ﻣﻠﻜﻴــﺔ اﶈــﻞ أو ﻋﻘــﺪ اﻹﳚــﺎر ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ ﺷــﻬﺎدة ﺗﺜﺒــﺖ وﺟــﻮد اﶈــﻞ‪ ،‬ﲟــﺎ أن ﺷــﻬﺎدة وﺟــﻮد اﶈــﻞ اﳌﻄﻠﻮﺑــﺔ ﺗﺴــﻠﻤﻬﺎ‬
‫ﻣﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺴــﺨﺔ ﻋــﻦ اﻹﻋــﻼن اﻟــﺬي ﺳﻴﺼــﺪر ﰲ إﺣــﺪى اﳉﺮاﺋــﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ‪ ،‬ﲟــﺎ أن اﻹﻋــﻼن ﻋﻨــﻪ ﰲ اﻟﻜﺸــﻒ اﻟﺮﲰــﻲ ﻟﻺﻋﻼﻧــﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ )‪ (BOAL‬ﻣﻄﻠﻮب‪.‬‬
‫و ﳌﻌﺎﳉﺔ ﻣﻠﻔـﺎت اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ أﺟﺎﳍـﺎ اﶈـﺪدة ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗـﻊ اﻟـﺮﺑﻂ ﺑـﲔ ﻫـﺬا اﻟﺸـﺒﺎك اﻟﻮﺣﻴـﺪ و اﻹدارات و اﳍﻴﺎﻛـﻞ اﳌﻤﺜﻠـﺔ‬
‫ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺮاﻛﺰ اﳉﻬﻮﻳﺔ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻟﻌﻘــﺎر اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ )‪ : (1‬إن إﻋــﺎدة ﺗﺸــﻜﻴﻞ ﺳﻠﺴــﻠﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ﺗﺴــﺘﻮﺟﺐ ﻣﺮاﺟﻌــﺔ ﻋﻤﻴﻘــﺔ ﻟﻠﻨﻈــﺎم اﳊــﺎﱄ ﻟﻠﻤﺴــﺎﳘﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋــﺪ اﻟﻌﻘﺎرﻳــﺔ ‪ ،‬و ﻛــﺬا ﻟﺘﻠــﻚ اﳌﺴــﲑة ﻟﻠﻤﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻛـﻲ ﺗﺴــﻤﺢ ﺑﺈﻧﻌــﺎش ﺣﻘﻴﻘــﻲ ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ ﺗﻨﻤﻴــﺔ ﻣﺜﻤــﺮة‬
‫أﻛﺜﺮ ﻟﻨﺴﻴﺞ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﻘﱰح ﻣﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬ﺣــﻞ ﳉﻨــﺔ ﺗﻨﺸــﻴﻂ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات و ﲢﺪﻳــﺪﻫﺎ و ﺗﺮﻗﻴﺘﻬــﺎ)‪ :(CALP I‬إن اﳌﺨﻄــﻂ اﳊــﺎﱄ اﻟــﺬي ﳝــﻨﺢ‬
‫أراﺿ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﺘﻮى اﶈﻠ ــﻲ و اﻟ ــﺬي ﰎ ﺗﻨﺼ ــﻴﺒﻪ ﻣﻨ ــﺬ ﻋ ــﺎم ‪ ،1994‬و ﻫ ــﺬا ﻟﺘﺴ ــﻬﻴﻞ اﻹﺟـ ـﺮاءات ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﱂ‬
‫ﻳﺴـﺘﺠﺐ إﻃﻼﻗـﺎً ﳌﻄﺎﻟــﺐ ﻫـﺆﻻء ‪ ،‬ﻓﻌﻠـﻰ ﻋﻜــﺲ واﺟﺒﻬـﺎ ﲤﺎﻣــﺎ ﻓـﺈن )‪ (C ALPI‬إﺳـﺘﻌﻤﻠﺖ ﰲ اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣــﻦ اﳊـﺎﻻت ﻛﻮﺳــﻴﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻀﺎرﺑﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬إﻧﺸ ــﺎء وﻛﺎﻟ ــﺔ وﻃﻨﻴ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ــﺎر اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻲ)‪ : (ANEI‬ﻗﺼ ــﺪ وﺿ ــﻊ ﺎﻳ ــﺔ ﻟﻠﻔﻮﺿ ــﻰ اﻟ ــﱵ ﺗﺴ ــﻮد ﺗﻮزﻳ ــﻊ‬
‫اﻷراﺿــﻲ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﰒ إﻗ ـﱰاح إﻧﺸــﺎء وﻛﺎﻟــﺔ وﻃﻨﻴــﺔ ﻟﻠﻌﻘــﺎر اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ )‪ (ANEI‬ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﶈﻠــﻲ ‪ ،‬و اﻟــﱵ ﺳــﺘﻜﻮن ﻣﻬﻤﺘﻬــﺎ‬
‫اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ وﻛﺮاﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﲤﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻬـﺎ ﲢـﺖ ﺳـﻠﻄﺔ )‪ ،(A NDI‬ﻛﻤـﺎ ﺳـﺘﻘﻮم ﻫـﺬﻩ اﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﲜﻤﻴـﻊ اﳋﻄـﻮات‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻗﱰاح إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر ودﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬أﻓﺮﻳﻞ ‪ ،2001‬ص‪. 15 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫اﻟﻼزﻣــﺔ ﻟ ــﺪى اﳌﺼ ــﺎﱀ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ أو اﳋﺎﺻ ــﺔ اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑﺄﺷــﻐﺎل اﻟﺘﻬﻴﺌ ــﺔ و اﻟﻠﻘ ــﺎءات و اﳍﻴﻜﻠ ــﺔ‪ ،‬و ﻛــﺬا ﺗﺴ ــﻤﺢ ﺑﺈﻧﺸ ــﺎء‬
‫وﺣــﺪات ﺻــﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻹﺳــﺘﻘﺒﺎل اﳌﻬﻴــﺄة ‪ .‬ﻛﻤــﺎ ﺳــﺘﻘﻮم ﻛــﺬﻟﻚ ﺑﺈﺳــﺘﻘﺎء ﺑﻨــﻚ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت ﺣــﻮل ﻗﻴﻤــﺔ اﻟﻌﻘــﺎر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﶈﻠﻲ‪ ،‬ﳑﺎ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻮد اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر أن ﻳﻀﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ اﳌﻮﺟﻮدة‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬اﻟﺘﻨﺎزل ‪ :‬ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﳌﺴـﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻋﻠـﻰ إﳒـﺎز ﻣﺸـﺎرﻳﻌﻬﻢ ﰲ اﻵﺟـﺎل اﶈـﺪدة ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـﻦ اﳊﻜﻤـﺔ اﻟﺘﻨـﺎزل‬
‫ﻋﻦ اﻷراﺿﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﳌﺪة ﳏﺪدة ﻋﻠـﻰ ﺳـﻨﺘﲔ )‪ (02‬إﱃ ﺛـﻼث ﺳـﻨﻮات )‪ ،(03‬و ﺑﻌـﺪ ﲡﺴـﻴﺪ ﻣﺸـﺎرﻳﻌﻬﻢ ﻳـﺘﻢ ﻣـﻨﺤﻬﻢ‬
‫ﻋﻘﻮد اﳌﻠﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -4-‬ﺗﻄﻬﲑ وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ‪ :‬ﰎ اﻟﺸـﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻛﺒـﲑة ﻟﻠﺘﻄﻬـﲑ‪ ،‬و ﻛﺎﻧـﺖ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺗﻌﻤـﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫* ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻮد اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻸراﺿﻲ اﳌﺨﺼﺼﺔ‪.‬‬

‫* إﻟﻐﺎء ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﱵ ﲤﻨﺢ ﺣﻖ اﳌﻠﻜﻴﺔ واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﳊﻘﻮق ‪ ،‬ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﳛﱰﻣﻮا ﻗﻮاﻧﲔ دﻓﱰ اﻟﺸﺮوط‪.‬‬
‫* إﻋــﺎدة ﻴﺌــﺔ ﻣﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸــﺎط ‪ ،‬و ذﻟــﻚ ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ ﺗﻠــﻚ اﻟ ــﱵ ﳚــﺐ أن ﺗﻨﻘــﻞ ﻟﻠﻌﻘــﺎر‪ ،‬و اﻟــﱵ ﺗﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺗﻮﺳــﻴﻊ اﳌﻨ ــﺎﻃﻖ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳚﺐ أن ﺗﺸﺮع ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻄﻬﲑ و إﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪.‬‬
‫ب‪ -5-‬إﻋــﺎدة اﻹﻋﺘﺒــﺎر ﻟﻠﻤﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺘــﱪ ﻫــﺬﻩ اﳍﻴﺎﻛــﻞ ﻓﻀــﺎءاً ﻣﻬﻤــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟــﱵ‬
‫ﲢﺘﻀﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻷ ﺎ ﻻ ﺗﻘﺪم ﳍﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻈﺮوف اﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ ﻧﻄﺎﻗﺎ ﻣﺰرﻳﺎ‪ ،‬ﳍـﺬا ﻳﺘﻌـﲔ‬
‫إﻋﺎدة اﻹﻋﺘﺒﺎر ﳍﺬﻩ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪ .‬و ﳍﺬا و ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﺣﻞ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴـﻞ و اﻟﺴـﻤﺎح‬
‫ﻟﻠﻤﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﻌﻤــﻞ ﰲ ﳏــﻴﻂ ﻣﻼﺋــﻢ ‪ ،‬ﻳﻘــﱰح إﺳــﻨﺎد ﻣﻬﻤــﺔ ﺗﺴــﻴﲑ و ﺻــﻴﺎﻧﺔ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس دﻓــﱰ اﻟﺸــﺮوط‬
‫ﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺴﻴﲑ اﳋﺎﺻﺔ ‪ ،‬ووﺿﻊ ﳎﻠﺲ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﺔ ﳚﻤﻊ ﻛﻞ اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ‪.‬‬
‫ب‪ -6-‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﳌﺴﲑي اﳌﻨﺎﻃﻖ ‪ :‬ﻛﻞ ﻣﺪة اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺨﺬة ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺷـﺮوط اﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻘـﺎر‬
‫اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ ﻟﺼـﺎﱀ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺴـﺘﻮﺟﺐ ﻇﻬـﻮر ﺳـﻮق ﻟﻠﻌﻘـﺎر‪ ،‬ﻳـﺪﺧﻞ ﰲ إﻃـﺎر ﳐﻄـﻂ وﻃـﲏ ﻟﻠﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴـﺔ‪ ،‬و ﻫـﺬا اﻟﺴـﻮق‬
‫اﳌﻔﺘﻮح و اﻟﻔﻌﺎل ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻀﻤﻦ ﲣﺼﻴﺺ اﻟﻘﺎﻋﺪات اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻤﺤ ــﻴﻂ اﻟﻤ ــﺎﻟﻲ )‪ : (1‬إن ﺗﻜﻴﻴ ــﻒ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﳌ ــﺎﱄ ﻣ ــﻊ اﻹﺣﺘﻴﺎﺟ ــﺎت اﻟﻨﺎﲡ ــﺔ ﻋ ــﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟ ــﺔ ﻟﱰﻗﻴ ــﺔ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪،‬‬
‫ﺗﺸــﻜﻞ ﺷــﺮﻃﺎ ﻣﻬﻤــﺎ ﻹﻧﻌــﺎش اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت و ﺗﻨﻤﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر ‪ .‬و ﻳﻜﻤــﻦ ﻫــﺬا اﻟﺘﻜﻴــﻒ ﰲ إﻋــﺎدة اﻹﻋﺘﺒــﺎر ﻟﻮﻇﻴﻔــﺔ اﻟﺒﻨــﻚ ‪،‬‬
‫ووﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﺑﻨﻜﻲ ﻣﻼﺋﻢ و ﻧﺎﺟﻊ ‪ ،‬و ﻫﺬا ﻟﻠﺘﻜﻔﻞ اﳉﻴﺪ و اﻷﻓﻀﻞ ﺑﺈﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﲤﻮﻳﻞ اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ‬
‫ﺑﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻟﻘــﺮض وﻓﻘــﺎ ﳌﻌــﺎﻳﲑ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﺒﻨﻜــﻲ ﻟﻺﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎت اﳊــﺮة‪ ،‬ذﻟــﻚ أن إدﺧــﺎل اﳌﻨﺎﻓﺴــﺔ ﰲ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﺒﻨﻜــﻲ ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬
‫اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء اﻟﺒﻨﻮك اﳋﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﺳﻴﻌﻤﻞ ﺑﺪون ﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮى اﳋﺪﻣﺎت و ﲡﻨﻴﺪ أﻓﻀﻞ ﻟﻺدﺧﺎر‪.‬‬
‫إن ﺗﺴﻬﻴﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮض و إﻋﺎدة ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻳﻔﱰض ‪:‬‬

‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻗﱰاح إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر و دﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬أﻓﺮﻳﻞ ‪ ،2001‬ص‪. 17 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ج‪ -1-‬إﻟﻐﺎء اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 323-94‬اﳌﺆرخ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ، 1994/10/17‬اﶈﺪد ﻟﻠﺤـﺪ اﻷدﱏ ﻟﻸﻣـﻮال‬
‫اﳋﺎﺻ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎرات ‪ ،‬ﻓﻔ ــﻲ ﻏﻴ ــﺎب آﻟﻴ ــﺎت اﻟﻀ ــﻤﺎن ﻓ ــﺈن اﳊ ــﺪ اﻷدﱏ اﳌﻔ ــﺮوض ﻳﺸ ــﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘ ــﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳ ــﺔ ﺗﻨﻤﻴ ــﺔ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﱵ ﺳﺎرت ﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ ‪.‬‬
‫ج‪ -2-‬إﻧﺸ ــﺎء ﻣﺆﺳﺴ ــﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺘﻤﻮﻳ ــﻞ ﻗﻄ ــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ﻓﻌﻠ ــﻰ ﻏـ ـﺮار اﻟ ــﺪول اﻟ ــﱵ وﺿ ــﻌﺖ ﺣﻴ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﶈﻔﺰة ﻟﺼﺎﱀ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( و ﺑﺼـﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣﺆﺳﺴـﺎت ﻣﺎﻟﻴـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬ﻳﻘـﱰح وﺿـﻊ ﻣﺆﺳﺴـﺔ ﻣﺎﻟﻴـﺔ‬
‫ﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ ﻗﻄ ــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و اﻟ ــﱵ ﺳ ــﻴﻜﻮن ﻫ ــﺪﻓﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴ ــﻲ ﺗﺸ ــﺠﻴﻊ ﺧﻠ ــﻖ ﻣﺆﺳﺴ ــﺎت ﺟﺪﻳ ــﺪة و ﻛ ــﺬا ﺗﻨﻤﻴ ــﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺎت‬
‫اﳌﻮﺟﻮدة‪.‬‬

‫ج‪ -3-‬وﺿﻊ ﺻﻨﺪوق ﺿﻤﺎن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬إن ﺿﺮورة دﻋﻢ إﻧﺸﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺴـﺘﻮﺟﺐ ﰲ اﻟﻈـﺮف اﳊـﺎﱄ‬
‫وﺿﻊ آﻟﻴﺎت اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزﻣـﺔ ‪ ،‬و ﺑﺼـﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺻـﻨﺪوق ﺿـﻤﺎن اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬ذﻟـﻚ أن ﻫـﺬا اﳉﻬـﺎز ﻳﺸـﻜﻞ ﺣﺠـﺮ اﻷﺳـﺎس‬
‫ﻟﻜﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ذات ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎرات ﰲ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﺸـﺮوط اﳌﻮﺿـﻮﻋﺔ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﻟﺒﻨـﻮك ﻏـﲑ ﻣﺸـﺠﻌﺔ‬
‫و ﺗﺘﺠــﺎوز ﰲ ﻏﺎﻟــﺐ اﻷﺣﻴــﺎن إﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ‪ .‬إن اﻟﻘــﺮض اﻟﺸــﻌﱯ اﻟــﻮﻃﲏ )‪ (C PA‬ﻧﻈـﺮاً ﻟﺘﺠﺮﺑﺘــﻪ ﰲ ﳎــﺎل اﻟﺘﺴــﻴﲑ و‬
‫اﻟﺘﻤﻮﻳ ــﻞ ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻣﻬﻤﺘ ــﻪ ﺳ ــﺘﻜﻮن ﺗﺴ ــﻴﲑ ﻫ ــﺬا اﻟﺼ ــﻨﺪوق ﺑﺎﻟﺘﻌ ــﺎون ﻣ ــﻊ وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( و اﻟﻮﻛﺎﻟ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ اﻹﺳ ــﺘﺜﻤﺎر‬
‫)‪.(ANDI‬‬
‫ج‪ -4-‬ﺗﻮﺳ ــﻴﻊ ﺗﻌﻴ ــﲔ ﺧﻄ ــﻮط اﻟﻘ ــﺮض اﻷﺟﻨﺒﻴ ــﺔ ‪ :‬إن ﺗﻌﻴ ــﲔ ﺧﻄ ــﻮط اﻟﻘ ــﺮض اﻷﺟﻨﺒﻴ ــﺔ اﳌﻤﻨﻮﺣ ــﺔ ﰲ إﻃ ــﺎر‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬و ﻛﺬا اﳌﺘﻌﺪدة اﻷﻃﺮاف ﻟﺪى اﻟﺒﻨﻮك و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺣﺘﻤﺎً ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺜﻤـﺮة‬
‫ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ذﻟــﻚ أن اﻟﺒﻨــﻮك اﻷﺟﻨﺒﻴــﺔ ﺗ ـﺮﻓﺾ ﺗﻌﻴــﲔ ﺧﻄــﻮط اﻟﻘــﺮض ﻟــﺪى اﻟﺒﻨــﻮك اﳋﺎﺻــﺔ ‪ ،‬إذا ﱂ ﻳــﺘﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ‬
‫ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﳍﺬا ﳚﺐ رﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﺰ ﳉﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻠﺒﻨﻮك اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -5-‬ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻗﺮار ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺮوض ‪ :‬إن ﳕﻂ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺒﻨﻜﻲ اﳊﺎﱄ و اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﲟﺮﻛﺰﻳﺔ ﻗﺮار ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺮوض‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﻌﺎﺻــﻤﺔ ‪ ،‬ﳑــﺎ ﻳــﺆﺛﺮ ﺑﺼــﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة و ﺳــﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠــﻰ إﻧﻌــﺎش اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﻟــﺬﻟﻚ ﻓــﺈن دراﺳــﺔ اﳌﻠﻔــﺎت و ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﲣﺺ ﻣﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ داﺧﻞ اﻟﻮﻃﻦ ‪ ،‬ﻓﺈ ﺎ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮات ﻛﺒﲑة ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ أﺳﺎﺳـﺎً ﺑﺒﻄـﺊ ﻣﻌﺎﳉـﺔ و‬
‫ﻧﻘﻞ اﳌﻠﻔﺎت إﱃ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ‪ ،‬و ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﱵ ﺗـﺆﺛﺮ ﺳـﻠﺒﺎ ﻋﻠـﻰ ﺗﻨﻤﻴـﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻌﻴﺪ اﶈﻠـﻲ ‪ ،‬ﳚـﺐ أن‬
‫ﺗﻜ ــﻮن ﻣ ــﺰودة ﺑﺴ ــﻠﻄﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴ ــﺔ )اﻟﻮﻛ ــﺎﻻت( ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻟﺘﻔ ــﺎدي اﻟ ــﺬﻫﺎب و اﻹﻳ ــﺎب ﻟﻄ ــﺎﻟﱯ اﻟﻘ ــﺮوض ﺑ ــﲔ اﳌﻘـ ـﺮات اﶈﻠﻴ ــﺔ‬
‫واﻟﻮﻛﺎﻻت‪.‬‬
‫ج‪ -6-‬ﻣﺮاﺟﻌــﺔ ﻧﺴــﺐ اﻟﻔﻮاﺋــﺪ اﻟﺒﻨﻜﻴــﺔ‪ ،‬ذﻟــﻚ أن اﻟﻨﺴــﺒﺔ اﳊﺎﻟﻴــﺔ ‪ %10‬ﻻزاﻟــﺖ ﺗﻌﺮﻗــﻞ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻛﻮ ــﺎ ﻻ‬
‫ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ و ﻧﺴﺐ اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﱵ إرﺗﻔﻌﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ درﺟﺘﲔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﳊﺎﻟﻴﺔ ﻛﺘﻠﻚ اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼﻩ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮاً‬
‫ﻣﻬﻤﺎ ﳋﻠﻖ ﻣﺆﺳﺴﺎت إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -7-‬إﻋﺎدة اﻹﻋﺘﺒﺎر ﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻓﻊ واﻟﻘﺮض ‪ ،‬و ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﳚﺐ ‪:‬‬
‫* ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﺑﺸﺄن اﻟﺼﻜﻮك اﻟﱵ ﱂ ﻳﺪﻓﻊ ﲦﻨﻬﺎ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻷﺟﺎل ﻟﺪﻓﻊ اﻟﺼﻜﻮك اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻨﻮك اﻷﺧﺮى ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺂﻟﻴﺎت أﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﺎﳉﺔ‪.‬‬
‫* ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ اﻷوﺗﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻟﺠﺒﺎﻳﺔ ‪ :‬إن وﺿﻊ ﺟﺒﺎﻳﺔ ﻣﺸﺠﻌﺔ ﳌﺨﺘﻠﻒ أﻧﻈﻤـﺔ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎرات )اﳋﺎﺻـﺔ ﻣﻨﻬـﺎ أو اﻟﻌﺎﻣـﺔ( ‪ ،‬ﺳـﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠـﻰ إﻋﻄـﺎء دﻓـﻊ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪ .‬ﻛﻤﺎ أن اﻹﺟﺮاءات اﳌﻘﱰﺣﺔ ﻧﻘﺪﻣﻬﺎ ﰲ اﳉﺪول اﻷﰐ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺪول )‪ :(1/4‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺠﺒﺎﻳﺔ‬
‫)ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر(‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﺎص‬ ‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫‪ -‬اﻹﻋﻔ ـ ــﺎء ﳌ ـ ــﺪة ‪ 10‬ﺳ ـ ــﻨﻮات إﺑﺘ ـ ــﺪاءاً ﻣ ـ ــﻦ ﻳ ـ ــﻮم‬ ‫‪ -‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣـﻦ ﺿـﺮﻳﺒﺔ اﻹﻧﺘﻘـﺎل ﻟﻜـﻞ اﳌﻤﺘﻠﻜـﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳـﺔ اﳉﺎرﻳـﺔ ﰲ‬
‫اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﳌﻤﺘﻠﻜـﺎت‬ ‫إﻃﺎر اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﺿـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺛﺎﺑﺘ ـ ــﺔ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل اﻟﺘﺴ ـ ــﺠﻴﻞ ﲟﻌ ـ ــﺪل ‪ %2‬ﻟﻠﻌﻘ ـ ــﻮد‬
‫‪ -‬اﻹﻋﻔــﺎء ﻣــﻦ ‪ TVA‬ﳌــﺪة ‪ 10‬ﺳــﻨﻮات ﻟﻸﻣــﻼك‬ ‫اﳌﺸﻜﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺪاﺧﻠــﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﰲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻹﳒــﺎز ﻟﻺﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬إﻣــﺎ‬ ‫‪ -‬اﻹﻋﻔﺎء ﳌﺪة ‪ 5‬ﺳﻨﻮات إﺑﺘﺪاءاً ﻣﻦ ﻳﻮم اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳـﻮﻣﺎت‬
‫اﳌﺴــﺘﻮردة ﻣﻨﻬــﺎ أو اﳌﻜﺘﺴــﺒﺔ ﰲ اﻟﺴــﻮق اﶈﻠﻴــﺔ ﻋﻨــﺪ‬ ‫اﻟﻌﻘﺎرﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﻤﺘﻠﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺪاﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻮﺟﻴ ــﻪ ﻫ ــﺬﻩ اﻷﻣ ــﻼك ﻹﳒ ــﺎز ﻋﻤﻠﻴ ــﺎت ﺧﺎﺿ ــﻌﺔ ﻟ ـ ـ‬ ‫ﰲ إﻃﺎر اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪.TVA‬‬ ‫‪ -‬اﻹﻋﻔــﺎء ﻣــﻦ ‪ TVA‬ﳌــﺪة ‪ 5‬ﺳــﻨﻮات ﻟﻸﻣــﻼك اﻟﺪاﺧﻠــﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة‬
‫ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﳒﺎز ﻟﻺﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬إﻣـﺎ اﳌﺴـﺘﻮردة ﻣﻨﻬـﺎ أو اﳌﻜﺘﺴـﺒﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺴ ـ ــﻮق اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﻣ ـ ــﻼك ﻹﳒ ـ ــﺎز ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺎت‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟـ ‪. TVA‬‬
‫‪ -‬ﺗﻄﺒﻴــﻖ ﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀــﺔ ﻣــﻦ ‪ % 5‬ﻣــﻦ ﳎــﺎل اﻟﻀ ـﺮﻳﺒﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴــﺔ‬
‫ﻟﻸﻣﻼك اﳌﺴﺘﻮردة و اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﰲ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫اﳌﺼﺪر ‪ :‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻗﱰاح إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر و دﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " ‪ ،‬أﻓﺮﻳﻞ ‪ ، 2001‬ص ‪. 21:‬‬

‫‪ -2-4-2-IV‬إﺟﺮاءات دﻋﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ‪:‬‬

‫إن أﻏﻠﺒﻴ ــﺔ اﻟﺒﻠ ــﺪان ﺳ ـﻮاء ﻛﺎﻧ ــﺖ ﻣﺘﻘﺪﻣ ــﺔ أو ﰲ ﻃﺮﻳ ــﻖ اﻟﻨﻤ ــﻮ‪ ،‬ﺑﻌ ــﺪ وﻋﻴﻬ ــﺎ ﺑﺄﳘﻴ ــﺔ اﳌﻜﺎﻧ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﲢﺘﻠﻬ ــﺎ )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ إﻧﺸﺎء ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺈﻋﺪاد إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻣﻼﺋﻤﺔ و ﺑﺮاﻣﺞ ﺪف إﱃ‬
‫ﺗﺸﺠﻴﻊ ﳕﻮﻫﺎ )‪. (1‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﻮﺳــﻴﻊ ﻣﺠــﺎل ﻧﺸــﺎط ﻗﻄــﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺼــﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳــﻄﺔ )‪: (1‬إن ﺗﻮﺳــﻴﻊ ﳎــﺎل اﻟﺘــﺪﺧﻞ ﰲ ﻗﻄــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‬
‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﳛﺪث ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﺎوﻟﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺪ ﳎﺎﳍﺎ اﳌﻔﻀﻞ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ﻗﺪرات )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻘـﺪم ﻗﺎﻋـﺪة ﻏﻨﻴـﺔ ﺟـﺪاً‬
‫)‪ -(1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن ﲤﻬﻴﺪي ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﺣﻮل ﺗﺮﻗﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ،2001‬ص‪. 2 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﻟﻠﺸــﺮوع ﰲ ﺗﻜﻴﻴــﻒ اﳍﻴﻜﻠــﺔ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ واﳋﺪﻣﺎﺗﻴــﺔ ‪ ،‬و ذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ إﻧﺸــﺎء و ﺗﻄــﻮﻳﺮ ﻧﺴــﻴﺞ )م‪.‬ص‪.‬م( ﺧﺎﺻــﺔ ﰲ ﳎــﺎل‬
‫اﳌﻨﺎوﻟﺔ‪ ،‬و ﻳﺸﻜﻞ إﲤﺎم إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ أﻣـﺮ ﺿـﺮوري ﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ وﺳـﺎﺋﻞ اﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ‪ ،‬اﻟـﱵ ﻛﺎﻧـﺖ ﳊـﺪ اﻷن ﻣﻮﺟﻬـﺔ ﻟﺘﻄﻬـﲑ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫إن ﲢﺴ ــﲔ اﻟﻨﺠﺎﻋ ــﺔ وﲣﻔ ــﻴﺾ اﻟﺘﻜ ــﺎﻟﻴﻒ و اﻟ ــﺬي ﻳﻌﺘـ ـﱪان ﻋﻨﺼـ ـﺮﻳﻦ أﺳﺎﺳ ــﻴﲔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻹﻧﻌ ــﺎش اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ‪ ،‬و‬
‫ﳛﺼــﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ دﻋــﻢ و ﺗﺸــﺠﻴﻊ ﻋــﺪد ﻣﻌ ـﲔ ﻣــﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت‪ ،‬و اﻟــﱵ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ﻗﻄــﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﻔﻀــﻞ ﻃﺎﺑﻌﻬــﺎ‬
‫اﻷﻓﻘﻲ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﺴـﻤﺢ ﳍـﺎ ﻣـﻦ أن ﺗﻜـﻮن ﻣﻮﺟـﻮدة ﰲ ﻛـﻞ ﻣﻴـﺎدﻳﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‪،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﺗﻠـﻚ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﻟﻘـﺎدرة ﻋﻠـﻰ إﻧﻌـﺎش‬
‫اﻹﻧﺘ ـ ــﺎج اﶈﻠ ـ ــﻲ و ﰲ ﺧﻠ ـ ــﻖ ﻣﻨﺎﺻ ـ ــﺐ ﺷ ـ ــﻐﻞ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة ) اﻟﺒﻨ ـ ــﺎء‪ ،‬اﻷﺷ ـ ــﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻼﺣ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺴ ـ ــﻴﺎﺣﺔ و اﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ…( ‪ ،‬وﻣــﻦ أﺟــﻞ ﻫــﺬا ﻓــﺈن إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﺻــﻼح اﻹﻗﺘﺼــﺎد ﻗــﺪ أﺳﺴــﺖ ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﻄــﻮﻳﺮ أﻧﺸــﻄﺔ‬
‫اﳌﻨﺎوﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ )‪: (2‬‬
‫* ﺗﻔﺮﻳﻊ وﺣﺪات و أﻧﺸﻄﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻗﺼﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫* ﺑــﺮوز )م‪.‬ص‪.‬م( ﺟﺪﻳــﺪة ﻟﺘﻜﺜﻴــﻒ اﻟﻨﺴــﻴﺞ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻣﺸــﻜﻠﺔ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤــﺎل اﳌﺴــﺮﺣﲔ إﺛــﺮ ﺗﻄﻬــﲑ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫* اﻟﺘﺨﻠــﻲ ﻋــﻦ أﻧﺸــﻄﺔ اﻟــﺪﻋﻢ و ﲡﻤﻴﻌﻬــﺎ ﺣــﻮل اﳌﻬــﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﳓــﻮ ﻳﺴــﻤﺢ ﺑــﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺘﻜــﺎﻟﻴﻒ‬
‫ﲢﻜﻤﺎ أﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
‫و ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ وزارة )م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﻌﺪة أﻋﻤـﺎل ﺗﺮﻣـﻲ إﱃ ﺗﺸـﺠﻴﻊ ﺗﻨﻤﻴـﺔ اﳌﻨﺎوﻟـﺔ ﰲ ﻧﺸـﺎط )م‪.‬ص‪.‬م( ‪،‬‬
‫و ﳝﻜﻦ ذﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫* ﺗﻨﻈــﻴﻢ أﻳــﺎم ﺗﻘﻨﻴــﺔ ﻟﺘﻌﻤــﻴﻢ ﻣﻔــﺎﻫﻴﻢ اﳌﻨﺎوﻟــﺔ واﳉﻮاﻧــﺐ اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄــﺔ ــﺎ‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻘﻴــﻴﻢ ﺣﺎﻟــﺔ ﺣــﻮل اﻟﺼــﻌﻮﺑﺎت اﻟــﱵ‬
‫ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ‪.‬‬
‫* ﺗﻨﻈــﻴﻢ ﺻــﺎﻟﻮﻧﺎت وﻣﻌــﺎرض ﺣــﻮل اﳌﻨﺎوﻟــﺔ و اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻗﺼــﺪ ﺗﻘﺮﻳــﺐ ﻣﺘﺨــﺬي و ﻣﺘﻠﻘــﻲ اﻷواﻣــﺮ‪ ،‬ﲟﺨﺘﻠــﻒ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت‬
‫اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪﻋﻢ ‪ :‬إن ﻛﺎﻓﺔ اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻗﺪ واﺟﻬـﺖ ﻣﻨﺎﻓﺴـﺔ ﺷـﺪﻳﺪة ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﳌﻨﺘﻮﺟـﺎت اﳌﺴـﺘﻮردة ‪ ،‬إن‬
‫ﻫــﺬا اﳋﻄــﺮ اﻟــﺬي ﳝــﺲ ﺟﻬــﺎز اﻹﻧﺘــﺎج اﻟــﻮﻃﲏ ‪ ،‬ﳛﺜﻨــﺎ إﱃ ﺗﻄــﻮﻳﺮ أﻋﻤــﺎل ــﺪف إﱃ ﲢﺴــﲔ ﺟــﻮدة ﻣﺆﺳﺴــﺎﺗﻨﺎ ﺑﺼــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ‬
‫و)م‪.‬ص‪.‬م( ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫و ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻗﺎم رؤﺳﺎء اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻮﺟﻮدة ﲟﺠﻬـﻮدات أﻛـﱪ و ﻫـﺬا ﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻣﻜـﺎﻧﺘﻬﻢ اﳌﻼﺋﻤـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴـﺔ‬
‫اﻟﻜﺒــﲑة اﻟﻨﺎﲡــﺔ ﻋــﻦ ﲢﺮﻳــﺮ اﻟﺘﺠــﺎرة و ﻋﻮﳌــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎد‪ ،‬ﻟــﺬا ﻓﻤــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ إﻻ أن ﺗﺴــﺎﻳﺮ ﻫــﺬا اﺠﻤﻟﻬــﻮد ‪ ،‬وذﻟــﻚ‬
‫ﺑﻮﺿﻊ ﺷﺮوط ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﻼل ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﺴﺎر اﻹﻧﺘـﺎج‪ .‬إن اﳌﺼـﺎﱀ‬
‫اﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫)‪( 1‬‬
‫‪- Ministère de la PME/PMI «Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI »,juillet 2000,p21 .‬‬
‫)‪ -(2‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ و دورﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي "‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،1998‬ص‪.10 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫* اﻟﺪﻋﻢ ﲞﻠﻖ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬

‫* اﻟﺪﻋﻢ ﻟﺘﺤﺴﲔ اﻹﻃﺎرات اﳌﺴﲑة ﻟﻘﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬
‫* اﻟﺪﻋﻢ ﻟﺘﺤﺴﲔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ و اﳉﻮدة ‪.‬‬
‫* اﻟﺪﻋﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﲡــﺪر اﻹﺷــﺎرة إﱃ أن ﻣﺼــﺎﱀ اﻟــﺪﻋﻢ اﻟــﱵ ﺳــﻴﺘﻢ وﺿــﻌﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎر )‪، (ANDI‬‬
‫ﺳﻴﺘﻢ اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺒﺪأ اﳌﻮﺟﻪ ﻟﺪﻋﻢ ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﺗﻨﺼﻴﺐ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت و ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼـﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳـﻄﺔ ‪ :‬إن ﺗﻨﺼـﻴﺐ ﻣﺮﻛـﺰاً ﻟﺪراﺳـﺔ وﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻗﻄـﺎع‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬واﻟ ــﱵ ﺳ ــﺘﻜﻤﻦ ﻣﻬﻤﺘ ــﻪ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌ ــﺔ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻘﻄ ــﺎع وﻛ ــﺬا ﺗﺮﻗﻴﺘ ــﻪ وﺗﻨﻤﻴﺘ ــﻪ‪ ،‬ﺳﻴﺸ ــﻜﻞ دﻓﻌ ــﺎ ﻣﻬﻤ ــﺎ ﳉﻌ ــﻞ ﻣﺆﺳﺴ ــﺎﺗﻨﺎ‬
‫ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﳌﺘﻄﻮر‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺰ ﺳـﻴﻤﻠﻚ ﺑﻨـﻚ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴـﺎت ﰲ ﲨﻴـﻊ اﳉﻮاﻧـﺐ اﳌﻬﻤـﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺔ ‪ ،‬وﺳـﺘﻜﻮن‬
‫ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻣﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫* ﺗﻮﻓﲑ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ إﻗﺘﺼﺎدي أو ﺗﻘﲏ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‪.‬‬
‫* ﺿﻤﺎن ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺪﳝﻮﻏﺮاﰲ ﻟﻘﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﰲ ﳎﺎل اﳋﻠﻖ واﻟﺘﻨﺎزل وﺗﻐﻴﲑ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت‪.‬‬
‫* اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪراﺳﺎت إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺮوع ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة وﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ‪.‬‬
‫* إﻗﱰاح اﻷﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﳚﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺎ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ‪.‬‬
‫ﳚﺪر اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬أن ﲤﻮﻳﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺪ ﰎ اﻹﻋﻼن ﻋﻨﻪ ﰲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺒﺪأ اﳌﻮﺟـﻪ ﻟـﺪﻋﻢ ﻗﻄـﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬وﺳـﻴﻤﺜﻞ‬
‫ﻫ ــﺬا اﳌﺮﻛ ــﺰ ﰲ ﺷ ــﻜﻞ ﻫﻴﺌ ــﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﺘﻮى اﳉﻬ ــﻮي ‪ ،‬و ﺳ ــﻴﺘﻢ إدارﺗ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ ﳎﻠ ــﺲ ﻳﻀ ــﻢ ﳑﺜﻠ ــﲔ و إدارﻳ ــﲔ ﻋ ــﻦ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ ‪ ،‬و ﻛﺬا ﳑﺜﻠﲔ ﻋﻦ ﲨﻌﻴﺎت أرﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ و اﳉﻤﻌﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻌﻠـﻦ ﻋﻨﻬـﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬و اﻟـﱵ ـﺪف أﺳﺎﺳـﺎً إﱃ ﺗﻌﺰﻳـﺰ ﻇﻬـﻮر ﳏـﻴﻂ ﻣﻼﺋـﻢ ﻟ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫ﻣﻼﺋﻢ ﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ‪ ،‬ﳚﺐ أن ﺗﻜﺮس ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻣﻼﺋﻢ اﻟﺬي ﺳﻴﺸﻜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ -3-4-2-IV‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻹﻧﺸﺎء وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ )‪: (1‬‬

‫إن ﺧﺮاﻓــﺔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻜﺒــﲑة ﺑــﺪأت ﺑﺎﻟﺘﻔﺘــﺖ‪ ،‬وﺑــﺪأﻧﺎ ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ ﻧﻔﻬــﻢ أن ﻫــﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴــﺎت ﺗﻌﺘﻤــﺪ ﻋﻠــﻰ ﺧــﺪﻣﺎت‬
‫اﻟ ــﺪﻋﻢ اﻟ ــﱵ ﺗﻘ ــﺪﻣﻬﺎ ﳍ ــﺎ )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫ ــﺬا ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﺧ ــﺪﻣﺎت ﻧﻮﻋﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أن اﻟ ــﺪور اﻟﺒ ــﺎرز اﻟ ــﺬي أﺻ ــﺒﺤﺖ ﺗﻠﻌﺒ ــﻪ‬
‫)م‪.‬ص‪.‬م( ﻛﺘﺸ ــﻜﻴﻠﺔ إﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﰲ أﻏﻠ ــﺐ اﻟﺒﻠ ــﺪان اﳌﺘﻄ ــﻮرة‪ ،‬ﺣ ــﺚ اﻟﺴ ــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ وﺟ ــﺪت ﻧﻔﺴ ــﻬﺎ أﻣ ــﺎم ﻓﺸ ــﻞ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﳌﱰﻛــﺰة ﻋﻠــﻰ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻜــﱪى إﱃ أن ﺗﻌﻴــﺪ اﻟﻨﻈــﺮ و ــﺘﻢ ﺛﺎﻧﻴــﺔ ــﺬا اﻟﻘﻄــﺎع ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﲟﻨﺤــﻪ اﳌﻜﺎﻧــﺔ‬
‫اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺜﻤﺮ و ﺟﺎﻟﺒﺎ ﻟﻠﺜﺮوات و ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬
‫)‪ - (1‬وزارة اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ " إﻧﺸﺎء و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ "‪ ،‬أوت ‪ ،1997‬ص‪. 01 :‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫أ‪ -‬إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺻـﺮاﻣﺔ ‪ :‬إن إﻧﺸـﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( دﻟﻴـﻞ ﺗﻔـﺎؤل وﻓﻌﺎﻟﻴـﺔ إﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻌـﺪد‬
‫اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﳌﻨﺸــﺄة ﻟﻜــﻞ ‪ 1000‬ﺳــﺎﻛﻦ ﻫــﻮ اﳌﺆﺷــﺮ أﻛﺜــﺮ دﻗــﺔ ﻟﻨﺠــﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻻ ﳚــﺐ أن ﻻ ﻧﺘﺨــﻮف‬
‫ﻣﻦ إﻓﻼس ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪ ،‬ﺑﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ أن ﻧﻌﺮف أن ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﱵ ﺳﻴﺘﻢ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﻴﺒﻘﻰ‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﲡﺮﺑـﺔ إﻧﺸـﺎء اﳌﺆﺳﺴـﺎت‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أن ﻋـﺪد ﻣﻨﺎﺻـﺐ اﻟﺸـﻐﻞ اﶈﺪﺛـﺔ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﳌﺆﺳﺴـﺎت اﳉﺪﻳـﺪة ﻫـﻮ‬
‫دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﳊﻴﻮﻳﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻘﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑـ ‪:‬‬
‫‪) -‬م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﻮﺟﻮدة )اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ(‪.‬‬
‫‪) -‬م‪.‬ص‪.‬م( اﻟﱵ ﺗﻨﺸﺄﻫﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﺨﻠﻲ‪.‬‬
‫إن إﻧﺸــﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺒــﺪأ ﺑــﺪاﻓﻊ ﺑﺴــﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﳚــﺐ ﺧﻠﻘــﻪ‪ ،‬وﻫﻨــﺎك ﻗــﻮل ﻣــﺄﺛﻮر ﻣﻔــﺎدﻩ " ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ أﻛﺜــﺮ ﳐــﺎﻃﺮة ﻣــﻦ‬
‫ﻋﺪم اﳌﺨﺎﻃﺮة " ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻐﺮس ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺗﻜﺎل ﻋﻠـﻰ اﻟـﻨﻔﺲ وﻋﻘﻠﻴـﺔ اﳌﻘﺎوﻟـﺔ ﻟـﺪى اﻟﻨـﺎس و ﻟـﺪى اﻟﺸـﺒﺎب ﺧﺎﺻـﺔ‪،‬‬
‫وﰲ اﳌﻘﺎﺑ ــﻞ اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ اﳉﺪﻳ ــﺪة ﳍ ــﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺔ اﻟﻨﺠ ــﺎح أﻛﺜ ــﺮ إذا ﺗ ــﻮﻓﺮت ﻋﻨ ــﺪ إﻧﺸ ــﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ ‪ :‬اﳌﻌ ــﺎرف اﳌﻨﺎﺳ ــﺒﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ــﺪرات‬
‫اﻟﺒﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻹﺳﺘﻐﻼﳍﺎ إﳚﺎﺑﺎ و أﺧﲑاً ﻣﻴﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎط‪.‬‬
‫إن اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﺿﺮوري وﻟﻜﻨﻪ ﻏـﲑ ﻛـﺎﰲ‪ ،‬ﻓ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﻣﺜﻠﻬـﺎ ﻣﺜـﻞ اﻟﺼـﻨﺎﻋﺔ ﲢﺘـﺎج إﱃ ﺧـﺪﻣﺎت اﻟـﺪﻋﻢ‬
‫)اﻟﺒﻨــﻮك‪ ،‬اﳌﺸــﺎﺗﻞ…إﱁ( ﻷﺟــﻞ ﻣﺴــﺎﻋﺪ ﺎ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺘﺎﺑﻌــﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت ﻣﻨــﺬ ﻧﺸــﺄ ﺎ ﺳﺘﺴــﻤﺢ ﺑﺘﺨﻔــﻴﺾ ﻧﺴــﺒﺔ وﻓﻴــﺎت‬
‫اﳌﺆﺳﺴــﺎت ‪ ،‬وﰲ اﳌﻘﺎﺑــﻞ ﻓــﺈن ﲡﺮﺑــﺔ اﳌﺸــﺎﺗﻞ ﻗــﺪ ﲰﺤــﺖ ﺑﺘﺤﻘﻴــﻖ اﻟﻨﺴــﺒﺔ اﻷﻗــﻞ إﳔﻔﺎﺿـﺎً‪ ،‬وﳝﻜــﻦ ﺗﻌﺮﻳــﻒ اﳌﺸــﺎﺗﻞ ﻋﻠــﻰ أ ــﺎ‬
‫ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﺗﻘﻨﻴـ ـ ــﺎت ﻟﺘﻨﻈ ـ ــﻴﻢ ودﻋ ـ ــﻢ وإﻧﺸ ـ ــﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻫ ـ ــﺬا ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ ﻋﻘﻠﻨ ـ ــﻪ اﳌ ـ ـ ـﻮارد وﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ أﺷ ـ ــﻜﺎل اﻟـ ـ ــﺪﻋﻢ )‬
‫إﺳﺘﺸــﺎرة…‪.‬إﱁ( ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺗﻮﺟــﺪ ﻋــﺪة أﺷــﻜﺎل ﻟﺘﻨﻈــﻴﻢ ﻫــﺬﻩ اﳌﺸــﺎﺗﻞ وﻫــﻲ ‪ :‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ‬
‫إدارﻳــﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ ﺻــﻨﺎﻋﻴﺔ و ﲡﺎرﻳــﺔ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﳌﺴــﺎﳘﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺴــﺎﻋﺪات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ )اﻟﺮﺳــﻮم‪ ،‬اﻟﻘــﺮوض‪،‬‬
‫اﻹﺟـﺮاءات اﻹدارﻳــﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ…إﱁ( ‪ ،‬ﻓﻬــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ ﺗﺴــﻤﺢ ﲟﺴــﺎﻋﺪة اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻨﺎﺷــﺌﺔ ﰲ اﻟﻔــﱰة اﻟــﱵ ﲢﺘــﺎج إﻟﻴﻬــﺎ ‪ ،‬أي‬
‫ﰲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷوﱃ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ‪ :‬إن )م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﻨﻤﻮ ﰲ ﳏﻴﻂ ﻣﻌـﲔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻄـﻮر ﰲ‬
‫اﻟﻮﺿ ــﻊ اﳊ ــﺎﱄ‪ ،‬إذ ﻻ ﳝﻜﻨﻨ ــﺎ أن ﻧﻄ ــﻮر ﺳﻴﺎﺳ ــﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑ ـ ـ)م‪.‬ص‪.‬م( ﺑ ــﺪون إﻋ ــﺎدة ﻫﻴﻜﻠ ــﺔ ﻋﻤﻴﻘ ــﺔ ﳌﺨﺘﻠ ــﻒ اﻟﻌﻨﺎﺻ ــﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟ ــﺔ‬
‫اﻷﺧ ــﺮى )اﻟﺒﻨــﻮك‪ ،‬اﻹدارة‪ ،‬ﻧﻈ ــﺎم اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ ‪ ،‬و ﻏﲑﻫ ــﺎ(‪ ،‬ﻓ ــﺪور اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﻳﺘﻤﺤ ــﻮر ﺣــﻮل ﳏ ــﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻜﻠــﻲ‬
‫ﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲣﻔﻴﺾ اﻟﺘﻀﺨﻢ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﰒ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر وﺗـﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻـﺐ اﻟﺸـﻐﻞ و ﲢﺴـﲔ اﻟﻄﻠـﺐ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻔﺎؤل و ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﻘﻠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻔ ــﻲ ﳏ ــﻴﻂ إﻗﺘﺼ ــﺎدي ﻛﻠ ــﻲ ﻣﺴ ــﺘﻘﺮ ﺗﺘﻄ ــﻮر)م‪.‬ص‪.‬م( ‪ ،‬و ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى ﻓ ــﺈن إﺳ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴ ــﺔ وﻃﻨﻴ ــﺔ ﲢ ــﺪد‬
‫اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت اﻟــﱵ ﻟــﺪﻳﻨﺎ ﻓﻴﻬــﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت ﻣﻨﺎﻓﺴــﺔ دوﻟﻴــﺔ أﻛﺜــﺮ ﺳــﺘﻨﻘﺺ ﺑﺸــﻜﻞ ﳏﺴــﻮس ﺷــﻜﻮك ﻣﺴــﲑي )م‪.‬ص‪.‬م(‪ ،‬و ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫ﻓﺴﻴﺎﺳــﺔ ﺗﻄــﻮﻳﺮ)م‪.‬ص‪.‬م( ﺗﺴــﻤﺢ ﺑــﺈﺣﱰاف ﻓــﺮوع اﻟﻨﺸــﺎط ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن اﻹﻣﺘﻴــﺎز ﰲ اﻟﺼــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ أو اﻟﻘــﺮوض ﺑﻨﺴــﺐ‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺤﺪدات و آﻓﺎق ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﺗﻔﻀــﻴﻠﻴﺔ ﻳــﺆدي ﺣﺘﻤـﺎً إﱃ ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﳌﺴــﺘﻮى )اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ و إﺣـﱰام اﳌﻘــﺎﻳﻴﺲ(‪ .‬إن ﺳﻴﺎﺳــﺔ ﺗﻄــﻮﻳﺮ )م‪.‬ص‪.‬م( ﻫــﻲ ﺳﻴﺎﺳــﺔ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳـﺔ‬
‫ﲢﺘﺎج إﱃ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﺪة ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﺎﻋﻠﺔ ‪ ،‬و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﳍﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن أوﻟﻮﻳﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫إن إﻧﺸـ ـ ـ ـ ــﺎء )م‪.‬ص‪.‬م( ﻳﺘﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ إرادة ﺳﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﲤـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻛـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻴـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﻦ اﻟﻨﺸـ ـ ـ ـ ــﺎط )اﳌﻨﺎﻓﺴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻨﻜﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻌﺎﻟﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳﺔ و اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺎﱀ اﻟﺪﻋﻢ ‪،‬اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ( ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﻤﻞ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ ‪:‬‬
‫* اﻹﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟﺐ إﲣﺎذﻫﺎ‪.‬‬
‫* اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ )اﻟﻮﻃﻨﻴﲔ واﶈﻠﻴﲔ(‪.‬‬
‫* ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫وﻧﻔﻬــﻢ أن ﻟﻜــﻞ واﺣــﺪ ﻣــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻــﺮ ﳛﺘــﺎج إﱃ ﺑــﺬل ﳎﻬــﻮدات أﻛــﱪ‪ ،‬وﰲ ﻫــﺬا اﻟﺼــﺪد ﳚــﺐ أن ﻳﻮﺿــﻊ ﺗﻨﻈــﻴﻢ‬
‫ﻣﺪﻋﻢ ﲜﻬﺎز ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻷﺟﻞ إﺟـﺮاء اﻟﺘﻌـﺪﻳﻼت أو اﻹﺿـﺎﻓﺎت اﻟﻼزﻣـﺔ ﻛﻠﻤـﺎ اﻗﺘﻀـﻰ اﻷﻣـﺮ ذﻟـﻚ‪ .‬ﻛـﺬﻟﻚ إﻧﺸـﺎء وﺗﻨﻮﻳـﻊ ﻗﺎﻋـﺪة‬
‫اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﱵ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺎﻷﳘﻴﺔ اﻷﻛﻴﺪة ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪة ﻟﻠﺴﻮق‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ دﻋﻢ اﳉﻤﻌﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ﳑﺎ ﺳﻴﻌﻮد ﺑﺎﻹﳚﺎب ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﻄﺎع )م‪.‬ص‪.‬م(‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ‪:‬‬

‫ﻛﻢ ﻫﻲ ﻛﺜﲑة اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ و اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ‪ ،‬وﻛـﻢ ﻫـﻲ ﻛﺜـﲑة اﳊﻠـﻮل و اﻟﻘـﻮاﻧﲔ اﳌﺴـﺎﻋﺪة ﻋﻠـﻰ ﺣـﻞ ﲨﻴـﻊ اﳌﺸـﺎﻛﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺑﻘﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻟﺪارس ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳋﻮﺻﺼﺔ ‪ ،‬اﻟﻨﻈﻢ اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ و ﻗﻮاﻧﲔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﳚﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ اﻟﻔﻮاﺋـﺪ اﻟـﱵ ﳝﻜـﻦ‬
‫أن ﳚﻨﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮط أن ﺗﻌﺮف ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻧﲔ و اﻹﺟﺮاءات و ﺣﱴ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻟﺨـﺎﺗﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﻟﻘــﺪ أﺑــﺪت اﳉﺰاﺋــﺮ إﻫﺘﻤﺎﻣ ـﺎً ﺑﺎﻟﻐ ـﺎً‪ ،‬ﺑﺈﺳــﺘﻘﻄﺎب اﻹﺳــﺘﺜﻤﺎرات و ﲢﺴــﲔ اﳌﺮدودﻳــﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﺣــﱴ‬
‫ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣـﻦ ﺗﻐﻴـﲑ اﶈـﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي و اﻟﱰﺗﻴﺒـﺎت اﻹدارﻳـﺔ‪ ،‬ﻣـﻊ ﲢﺪﻳـﺪ إﻃـﺎر وﻫﻴﺌـﺔ إدارﻳـﺔ ﳊـﻞ ﻣﺸـﺎﻛﻞ اﻹﺳـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و ﲢﺪﻳـﺪ‬
‫دﻗﻴــﻖ و ﺷــﻔﺎف ﻟﻸﻃــﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ واﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﻣــﻊ إرﺳــﺎء ﻋﻼﻗــﺎت ﺑــﲔ اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ واﻟﺪوﻟــﺔ ‪ .‬وﻫــﺬﻩ اﻟﻔﻜــﺮة ﻣﺎزاﻟــﺖ راﺳــﺨﺔ إﱃ‬
‫ﻳﻮﻣﻨــﺎ ﻫــﺬا‪ ،‬ﻟﻘــﺪ ﲡﻠــﻰ إﻫﺘﻤــﺎم اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴــﺔ ﰲ اﻟﻮﻗــﺖ اﳊــﺎﱄ‪ ،‬ﻣــﻦ ﺧــﻼل إراد ــﺎ اﻟﻘﻮﻳــﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ وﺗﻄــﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‬
‫اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات‪ ،‬أﳘﻬﺎ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ و اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻋﺮف ﺻـﺪور اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﻘـﻮاﻧﲔ و‬
‫اﳌﺮاﺳﻴﻢ أﳘﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻟﺴﻨﺔ ‪.1993‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2001‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﱰﻗﻴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎرات‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ إﻧﺸﺎء ﻋﺪة ﻫﻴﺌﺎت ووزارات ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﲑ اﳊﺴﻦ ﳍﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬أﳘﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻮزارة اﳌﻨﺘﺪﺑﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﱰﻗﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر )‪.(ANDI‬‬

‫إﺧﺘﺒﺎر اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ‪:‬‬

‫إن ﻓﺮﺿــﻴﺎت اﻟﺪراﺳــﺔ اﻟــﱵ إﺻــﻄﻠﺤﺖ ﻋﻠــﻰ ﺻــﺤﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳــﺔ ﻛﻠﻬــﺎ ﻣﺆﻛــﺪة أو ﻣﺜﺒﺘــﺔ ‪ ،‬و ﺗﺄﻛﻴــﺪ ﻫﺎﺗــﻪ اﻟﻔﺮﺿــﻴﺎت‬
‫ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺮﺿﻴﺔ اﻷوﱃ ﻓﺈن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻘﻰ رﻏﻢ إ ﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺷـﱰاﻛﻲ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي‬
‫ﻳﻌﺘﱪ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ أﻳﺪي اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻃﺒﻌﺎً ﺑﺈﺧﺘﻼف ﻃﺒﻴﻌﺔ و ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ‪،‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰي ) اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺷﱰاﻛﻲ ( إﱃ ﺗﺄﺷﲑي ) ﻧﻈﺎم ﻟﱪاﱄ ( ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ اﻟﻔﺮﺿ ــﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻓﺘﺜﺒﻴﺘﻬ ــﺎ ﻳﻨﻄﻠ ــﻖ ﻣ ــﻦ أﺛ ــﺎر اﻹﺻ ــﻼﺣﺎت اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ إﻧﻄﻼﻗ ـ ـﺎً ﻣ ــﻦ ﺎﻳ ــﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨ ــﺎت ‪ ،‬ﻓﻜ ــﻞ‬
‫اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳــﺔ ﺗﻐــﲑت وﻓــﻖ ﺣﺘﻤﻴــﺔ أﻣﻠﺘﻬــﺎ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﳌﺮﺣﻠــﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﻐــﲑت ﻟﺘﻮاﻛــﺐ اﻟﺘﻄــﻮر اﳊﺎﺻــﻞ ﰲ اﳌﻴــﺪان‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ اﻟﻔﺮﺿ ــﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ــﺔ ﻓﻨﺠ ــﺪ أن ﺑﻌ ــﺾ )م‪.‬ص‪.‬م( اﳌﺘﻮاﺟ ــﺪة ﻋ ــﱪ اﻟﻌ ــﺎﱂ ‪ ،‬ﻗ ــﺪ ﺗﻄ ــﻮرت و ﳕ ــﺖ ﺑﻔﻀ ــﻞ‬
‫إﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ،‬و ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ واﻗﻊ ﻫﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت و ﻣﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫أﻣﺎ آﺧﺮ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻓـﺈن اﻟﻮاﻗـﻊ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي و اﳌـﺎﱄ ﻳﻔـﺮض ﺻـﺤﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻷن ﻻ ﺗﻄـﻮر ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺎت اﻟﺼـﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳـﻄﺔ‬
‫ﺑﺪون وﺟﻮد ﳏﻴﻂ إﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺴﺘﻘﺮ ‪.‬‬

‫ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن ﳒﺎح ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ اﳌﺆﺳﺴـﺎت اﻟﺼـﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳـﻄﺔ ﻳﺘﻄﻠـﺐ ﲢﺪﻳـﺪ اﻷﻫـﺪاف واﻟـﱪاﻣﺞ ﺑﺪﻗـﺔ‪ ،‬وﻛـﺬﻟﻚ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳋﻄﺔ اﳌﻨﺘﻬﺠﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻵن و ﰲ ﻇﻞ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﳊـﺮ ﱂ ﺗﻌـﺪ ﻫﻨـﺎك ﻣﻜﺎﻧـﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄـﻴﻂ اﳌﺮﻛـﺰي ‪ ،‬ﳑـﺎ ﻳﺘﻄﻠـﺐ اﻹﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﺄﺷﲑي‪ ،‬و ﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ رؤوس اﻷﻣﻮال ﳓﻮ اﻟﻘﻄﺎﻋـﺎت اﻹﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ اﳌـﺮاد‬
‫ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﱵ ﺑﺎﺷﺮت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻨـﺬ ‪ ،1988‬ﻣـﻦ أﺟـﻞ إﻧﻔﺘـﺎح أوﺳـﻊ ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬
‫ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت و ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻠﻴﱪاﱄ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻄﻮرﻫﺎ ﳏﺪود ﺟﺪا‪.‬‬

‫‪ -3‬إن اﻹﻃــﺎر اﳌﺆﺳﺴــﺎﰐ و اﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻲ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤــﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ ﻟــﻴﺲ ﻣﻬﻴــﺄ ﻛﻠﻴــﺎ‪ ،‬و ﻫــﺬا راﺟــﻊ ﻟﺼــﻌﻮﺑﺔ ﻫــﺬا اﻟــﺪور‬
‫اﳉﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬و ﻟﺒﻌﺪﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﺒﻌـﺪ ﻋـﻦ اﳌﺒـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟﺴـﻮق‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻳﻌﺘـﱪ ﻣﺸـﺎرﻛﺔ اﻟﻘﻄـﺎع اﳋـﺎص ﺟﺰﺋﻴـﺔ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ أم ﻛﻠﻴﺔ ﰲ رؤوس أﻣﻮال اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺟﺪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻟﻮﺿــﻌﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺼــﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ﻻزاﻟــﺖ ردﻳﺌــﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮ ــﺎ ﺿــﻌﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺘﻄــﻮر ﰲ‬
‫ﳏــﻴﻂ ﻣﻠــﻲء ﺑﺎﻟﻀــﻐﻮﻃﺎت واﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ اﻹدارﻳــﺔ‪ ،‬وﻛــﺬﻟﻚ ﻧﻈــﺎم ﻣــﺎﱄ ﻣﺼــﺮﰲ ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺷــﻰ و ﺣﺎﺟﻴﺎ ــﺎ‪ ،‬زد ﻋﻠــﻰ ذﻟــﻚ ﺻــﻌﻮﺑﺔ‬
‫اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر‪.‬‬

‫‪ -5‬إن ﻋﺐء اﳉﺒﺎﻳﺔ اﻟﺜﻘﻴﻞ و اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴـﺔ و اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‪ ،‬ﻗـﺪ ﺳـﺎﻫﻢ ﰲ دﻓـﻊ ﻋـﺪد ﻫﺎﺋـﻞ ﻣـﻦ اﳌﺆﺳﺴـﺎت إﱃ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع ﻏﲑ ﻣﻨﻈﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻣﻨﻊ أﻳﻀﺎ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -6‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ وﺟﻮد إﻃﺎر إداري و ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣـﺮن ﻏـﲑ ﻣﻘﻴـﺪ‪ ،‬ﻓﻬـﺬا ﻳﺴـﻤﺢ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺘﺤﺴﲔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺸﻂ ﰲ إﻃﺎر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺮﲰﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺴﻤﺢ أﻳﻀـﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ‬
‫اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ﻏﲑ رﲰﻴﺔ اﻹﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
 ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﻗﻄﺎع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫اﻹﻗﺘﺮاﺣﺎت و اﻟﺤﻠﻮل ‪:‬‬

‫إن اﻹﻧﺘﻘــﺎل إﱃ إﻗﺘﺼــﺎد اﻟﺴــﻮق ﻣﺴــﺎر ﻃﻮﻳــﻞ‪ ،‬ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﺗﻈــﺎﻓﺮ اﳉﻬــﻮد وﺗــﺪﺧﻞ ﻛــﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋــﺎت‪ ،‬وﻫــﺬا ﻣــﺎ دﻓــﻊ إﱃ‬
‫إﻋــﺎدة اﻟﺘﻔﻜــﲑ ﰲ إﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟﺴﻴﺎﺳــﺎت اﻟﻘﻄﺎﻋﻴــﺔ ‪ ،‬إﻋــﺎدة ﺗﻨﻈــﻴﻢ اﻟﺪوﻟــﺔ وﻛــﺬﻟﻚ دور ﻛــﻞ ﻫﻴﺌــﺔ ﻣــﻊ‬
‫ﻛﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﳌﺮاﻗﺒﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﱪﻧﺎﻣﺞ زﻣﲏ ﻣﺮن‪.‬‬
‫إن ﻫﺬﻩ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧﺸﺎء ﺑﻨﻮك و ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ ﳐﺘﺼﺔ ﰲ إﻧﺸﺎء ودﻋﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﳌﻮﺟﻮدة‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻤﻴﻖ إﻋﺎدة اﳍﻴﻜﻠﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬و إﺧﺮاج ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺪﻋﻢ )اﻟﺘﺨﻠﻲ‪ ،‬اﳌﻨﺎوﻟﺔ‪...‬إﱁ(‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﺸﺎء ﺷﺒﻜﺔ ﳍﻴﺌﺎت اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ و اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﳐﺘﺼﺔ ﰲ دﻋﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﺗﺴﻴﲑ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺدارة وﻫﻴﺎﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﺴــﲔ اﻟﺼــﻮرة اﻟﺪﻋﺎﺋﻴــﺔ ﻟﺼــﻐﺎر اﳌﻘــﺎوﻟﲔ‪ ،‬وﻣــﻦ أﺟــﻞ ﻫــﺬا ﳚــﺐ أن ﻳﻜــﻮن ﻟــﺪﻳﻨﺎ ﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻺﺗﺼــﺎﻻت ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ‬
‫ﲢﺴﻴﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﱄ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺿــﻊ ﻋﻮاﻣــﻞ ﲢﻔﻴﺰﻳــﺔ ‪ ،‬و ﻫــﺬا ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﳎﺎ ــﺔ ذﻟــﻚ اﶈــﻴﻂ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴــﻲ اﻟــﱵ ﺗﺘﻌﺎﻣــﻞ ﻓﻴــﻪ اﳌﺆﺳﺴــﺎت‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜــﻞ ﻫــﺬﻩ‬
‫اﻟﻌﻮاﻣــﻞ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳــﺔ ﻏــﲑ إﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﰲ ﺗﺒﺴــﻴﻂ اﻹﺟ ـﺮاءات اﻹدارﻳــﺔ‪ ،‬ﻣﺮوﻧــﺔ اﻟﺒﻨــﻮك واﳉﻤــﺎرك‪ ،‬و ﻛــﺬﻟﻚ ﻣﺼــﺎﱀ دﻋــﻢ‬
‫ﻧﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺪر ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﺸﺎء ﻣﺮﺻﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬و اﻟـﺬي ﳚـﺐ أن ﻳﺘﻤﺘـﻊ ﺑﺴـﻠﻄﺔ اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﻧـﺰع اﻟﻌﺮاﻗﻴـﻞ اﳌﺮﺗﺒﻄـﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻻﺑﺪ أن إن ﺗﺘﻄـﻮر اﻹﺻـﻼﺣﺎت اﳍﻴﻜﻠﻴـﺔ ﳓـﻮ ﻧﻈـﺎم ﻻ ﻣﺮﻛـﺰي ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﺴـﻴﲑ‪ ،‬ﻓﻤـﻦ اﻟﻀـﺮوري وﺿـﻊ ﺷـﺒﻜﺔ ﺑﻨﻜﻴـﺔ‬
‫ﻻﻣﺮﻛﺰﻳــﺔ ﳐﺘﺼــﺔ ﰲ ﻣﻴــﺪان ﻧﺸــﺎﻃﺎت اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟﺼــﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ﻟﱰﻗﻴﺘﻬــﺎ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﳚــﺐ أن ﺗﺘﻜــﻮن ﻫــﺬﻩ اﻟﺸــﺒﻜﺔ ﰲ‬
‫ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻮك ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﳍﺬا ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳋﻮﺻﺼﺔ ﳚﺐ أن ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮك واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫اﳌﻮﺟﻮدة‪.‬‬

‫آﻓﺎق اﻟﺒﺤﺚ ‪:‬‬

‫ﲟــﺎ أن ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺔ ﻻ ﳝﻜــﻦ أن ﺗﻠّـﻢ ﺑﻜــﻞ زواﻳــﺎ اﳌﻮﺿــﻮع اﳌﺘﺸــﺎﺑﻜﺔ و اﻟﻮاﺳــﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ إﺧﱰﻧــﺎ ﺑﻌــﺾ اﻹﺷــﻜﺎﻟﻴﺎت‪ ،‬و‬
‫ﺣﺎوﻟﻨ ــﺎ اﻹﺟﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﲟ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻣﺘ ــﻮﻓﺮ ﻣ ــﻦ ﻣﻌﻄﻴ ــﺎت‪ ،‬ﺗ ــﺎرﻛﲔ آﻓ ــﺎق اﻟﺒﺤ ــﺚ ﻣﻔﺘﻮﺣ ــﺔ ﻟﺒﺤ ــﻮث أﺧ ــﺮى ﰲ اﳌﺴ ــﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻛ ــﺪور‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳉﻬﻮﻳﺔ و ﻛﺬﻟﻚ أﳘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻧﺴﺐ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ …إﱁ‪.‬‬
‫و ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ و اﻟﺴﺪاد ‪ ،‬و اﷲ اﳌﺴﺘﻌﺎن‪.‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -I‬اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اﻟﻛﺗب‬

‫‪ -1‬أوﻛﻳﻝ م ﺳﻌﻳد و ﻋﻼوى ﻟﻌﻼوى وآﺧرون ‪ :‬إﺳﺗﻘﻼﻟﻳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺳﻳﻳر و إﺗﺧﺎذ‬
‫اﻟﻘ اررات ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧظور اﻟﻧظﺎﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺑﻛري ﻛﺎﻣﻝ ‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪ ،‬ﺑﻳروت‪. 1988 ،‬‬
‫‪ -3‬ﺑﻬﻠوﻝ ﻣﺣﻣد ﺣﺳن‪ :‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ٕواﺷﻛﺎﻟﻳﺔ اﻟﺗوازن اﻟﺟﻬوي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.1990 ،‬‬
‫‪ -4‬ﺑﻬﻠوﻝ ﻣﺣﻣد ﺣﺳن‪ :‬اﻟﺟزاﺋر ﺑﻳن اﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ و اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ دﺣﻠب‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -5‬ﺑوﻣﺑﺎك م ﻛﻠﻳﻔورد ‪ :‬أﺳس إدارة اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ اﻟﺻﻐﻳرة‪ ،‬ﺗﺣرﻳر و ﺗدﻗﻳق راﺋد اﻟﺳﻣرة ‪ ،‬ﻣرﻛز اﻟﻛﺗب‬
‫اﻷردﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪1989. ،‬‬
‫‪ -6‬ﺗوﻓﻳق إﺳﻣﺎﻋﻳﻝ ‪ :‬أﺳس اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ﺗﻘﻳﻳم اﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ‪ ،‬اﻟدراﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫اﻹﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻹﻧﻣﺎء اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﻳروت ‪. 1981 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺟﻣﺎﻝ ﻣﺣﻣد ﺑرﻋﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺧطﻳط ﻟﻠﺗدرﻳب ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺣدﻳﺛﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪1968. ،‬‬
‫‪ -8‬زﻏدود ﻋﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﺷﺗراﻛﻳﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﻧﺷر و‬
‫اﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 1987 ،‬‬
‫‪ -9‬ﺻﺧري ﻋﻣر ‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ‪ ،‬دﻳوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪. 1991‬‬
‫‪ -10‬ﺻﺧري ﻋﻣر ‪ :‬إﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪ ،‬دﻳوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪1993. ،‬‬
‫‪ -11‬ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﻣﺣﻣد ﻋﺟﻣﻳﺔ ‪ ،‬ﺗﺎدرس ﻓرﻳﺻﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﻘﺎد ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ و اﻟﺗﺧطﻳط‪،‬‬
‫دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ‪ ،‬ﺑﻳروت ‪1983. ،‬‬
‫‪ -12‬ﻋﺑد اﷲ ﺟﺎﺳم ﻋﻘﻳﻝ‪ :‬اﻟﺗـﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار ﻣﺟدﻻوي ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‬
‫‪1999. ،‬‬
‫‪ -13‬ﻋﺑود ﺻﻣواﻝ ‪ :‬إﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬دﻳوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 1982 ،‬‬
 ‫‪ -14‬ﻋدون دادي ﻧﺎﺻري ‪ :‬ﺗﻘﻧﻳﺎت ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺳﻳﻳر‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷوﻝ ‪ ،‬دار اﻟﺑﺣث ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪1990. ،‬‬
‫‪ -15‬ﻋرﻳﻘﺎت ﻣﺣﻣد ﺣرﺑﻲ ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ و اﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬دار اﻟﻛرﻣﻝ ‪ ،‬دار زﻫران ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‬
‫‪. 1997 ،‬‬
‫‪ -16‬اﻟﻌﻘﺎد ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ و اﻟﺗﺧطﻳط ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ‪،‬‬
‫ﺑﻳروت ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ -17‬ﻏﻧﻳم ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ‪ :‬اﻟﺗﺧطﻳط أﺳس و ﻣﺑﺎدئ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻠﻘﺎء اﻟﺗطﺑﻳﻘﻳﺔ ‪ ،‬دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر و‬
‫اﻟﺗوزﻳﻊ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ -18‬ﻟطﻔﻲ ﻋﻠﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻧظرﻳﺔ و ﺗطﺑﻳﻘﻳﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪ ،‬ﺑﻳروت ‪.1988 ،‬‬
‫‪ -19‬ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ‪ :‬ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ) ﻗواﻧﻳن اﻹﺻﻼﺣﺎت ( ‪ ،‬اﻟدﻳوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 1979 ،‬‬
‫‪ -20‬ﻣﺣﻣد ﻳوﻧس ﻣﺣﻣود ‪ ،‬ﻣﺑﺎرك ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻧﻌﻳم ‪ :‬ﻓﻲ إﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ واﻟﺗﺧطﻳط ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﻳروت ‪.1985 ،‬‬
‫‪ -21‬ﻣﺣﻲ اﻟدﻳن ﻋﻣرو ‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ واﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﻳروت‪،‬‬
‫‪.1972‬‬
‫‪ -22‬ﻧﺻر زﻛرﻳﺎ ‪ :‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1959 ،‬‬

‫ب‪ -‬ﻣﺟﻼت و ﺟراﺋد رﺳﻣﻳﺔ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ دورﻳﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن ‪ ،‬و ازرة اﻹﻋﻼم ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 161‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪1986‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺛورة و اﻟﻌﻣﻝ ‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﺗطﺑﻳق اﻹﺷﺗراﻛﻲ ‪ ،‬اﻹﺗﺣﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻣﺎﻝ اﻟﺟزاﺋرﻳﻳن ‪ ،‬رﻗم‬
‫‪ ، 420‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪. 1981‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ و ٍ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ و اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﻗم ‪ 1‬ﻣﺎرس ‪. 1987‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺟرﻳدة اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﺟزاﺋرﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 13 ، 101‬دﻳﺳﻣﺑر ‪. 1971‬‬

‫ج‪ -‬اﻟدورﻳﺎت و اﻟوﺛﺎﺋق ‪:‬‬

‫‪ -1‬و ازرة اﻟﺗﺧطﻳط و اﻟﺗﻬﻳﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﻳﺔ ‪ :‬اﻟﺗﻘرﻳر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺧطط اﻟﺧﻣﺎﺳﻲ اﻷوﻝ ) ‪. ( 1984-1980‬‬
‫‪ -2‬ﺣزب ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﻳر اﻟوطﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺳﻳﻳر اﻹﺷﺗراﻛﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪. 1975‬‬
 ‫‪ -3‬اﻟدﻳوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎء ) ‪: (O.N.S‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌطﻳﺎت إﺣﺻﺎﺋﻳﺎت رﻗم ‪ ، 293‬دﻳﺳﻣﺑر ‪.1999‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻣن ‪ 1994‬إﻟﻰ ‪ ، 1998‬دﻳﺳﻣﺑر ‪. 1999‬‬
‫‪ -‬إﺣﺻﺎﺋﻳﺎت اﻟدﻳوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﻳﺎت ‪. 1999‬‬
‫‪ -4‬إﺣﺻﺎﺋﻳﺎت اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ )‪. 1999 (C.N.A.S‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳﺔ و ﺑﺣوث اﻟﻌﻣﻝ ‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﻳط اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ‬
‫اﻹﺗﺣﺎد اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﺣدﻳد و اﻟﺻﻠب ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣﺎرس ‪. 1983‬‬
‫‪ -6‬ﻣﻧدوﺑﻳﺔ اﻟﺗﺧطﻳط " ﻟوﺣﺔ ﻗﻳﺎدة اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬أﻫم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟراﺑﻊ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1999‬ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻐﻠق " ‪،‬‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪. 2000‬‬
‫‪ -7‬و ازرة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟظروف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻔز ﺧﻠق اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪. 1995‬‬
‫‪ -‬إﻧﺷﺎء و ﺗطوﻳر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬أوت ‪. 1997‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣﺎي ‪. 1998‬‬
‫‪ -‬وﺿﻌﻳﺔ وآﻓﺎق ﻗطﺎع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬ﺟوﻳﻠﻳﺔ ‪.1998‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﺗﻣﻬﻳدي ﺗوﺟﻳﻬﻲ ﺣوﻝ ﺗرﻗﻳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬ﻓﻳﻔري‪.2001‬‬
‫‪ -‬إﻗﺗراح إﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ﺟدﻳدة ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر و دﻋم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪،‬‬
‫أﻓرﻳﻝ ‪. 2001‬‬
‫‪ -8‬إﺣﺻﺎﺋﻳﺎت اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟدﻋم و ﺗﺷﻐﻳﻝ اﻟﺷﺑﺎب )‪ ، ( A.N.S.E.J‬ﺟوان ‪. 2000‬‬

‫د‪ -‬أطروﺣﺎت و رﺳﺎﺋﻝ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺑوﺷﻧﺎﻓﺔ أﺣﻣد ‪ :‬ﺗﺧطﻳط اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳر ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 1992 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺑوﻛﺑوس ﺳﻌدون ‪ :‬اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ‪،‬ﻣﺣﺎوﻟﺗﻳن ﻣن أﺟﻝ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ) ‪2005-1990 ، 1989-1262‬‬
‫دﻛﺗور دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﻳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﻳﻳر ‪،‬‬
‫ا‬ ‫رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة‬ ‫(‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪. 1999‬‬
‫‪ -3‬ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ راﺑﺢ ‪ :‬اﻟﺗﺧطﻳط و ﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ اﻟﺟدﻳدة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‪ ،‬ﻣﻌﻬد‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 1992 ،‬‬
‫‪ -4‬ﻗطﺎف ﻟﻳﻠﻰ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺗطور اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر ‪،1998‬‬
‫ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟ ازﺋر ‪. 1997 ،‬‬
‫ ﻛﻠﻳﺔ‬، ‫ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‬،‫ ﺗطور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬: ‫ﻛﺳرى ﻣﺳﻌود‬-5
. 1999 ، ‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬، ‫اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﻳﻳر‬
،‫ دور و ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﻳرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ –ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر‬: ‫ ﻟﺧﻠف ﻋﺛﻣﺎن‬-6
. 1995 ، ‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬، ‫ ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬، ‫رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‬
‫ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ ﻧﻘدﻳﺔ‬، ‫ إﺻﻼح اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﻳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﺑﻳن اﻟﻧظرﻳﺔ و اﻟﺗطﺑﻳق‬: ‫ ﻟﻔﻛﻳر ﻣﺧﺗﺎر‬-7
. 1993 ، ‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬، ‫ ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬، ‫ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳر‬،

: ‫ اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‬-II

A- Ouvrages :
1- Bettleeheim.S: Some Basic Planning Problems, Asia publishing house, Bombay, 1961.
2- Bouyacoub. A : La gestion de l’entreprise industrielle publique en Algérie, 2 Tomes,
O.P.U, Alger, 1987.
3- HAFSI. T : Entreprise publique et politique Industrielle, Mc. Graw. Hill, Paris, 1984.
4- Roger-maechart. J : Réussir nos PME, Dunod, Paris, 1991.
5- Sellami. A : La petite et moyenne Industrie et développement économique, ENAL, Alger,
1985.
6- Temmar. H : Stratégie de développement indépendant «le cas de L’Algérie », le bilan,
O.P.U, Alger, 1983.

B-Revues et Périodiques :
1- Commission internationale d’histoire, petite entreprise et croissance industrielle dans
le
monde aux XiXé et XXèè siècles, Tome 1, Ed. CNRS,1981.
2 - Revue Tiers-monde, le programme d’industrie locale en Algérie, Oct-Dèc,
N°80,1979.

C- Publication ministérielle :
1- Ministère de l’industrie et de l’énergie, plan de développement de la PME/PMI, 1974-
1977,197.
2- Ministère de l’industrie et des mines, Rapport final «Etude sur les PME dans l'industrie
en Algérie », Août, 1993.
3- Ministère de l’intérieure et des collectivités locales, Séminaire sur les PME en Algérie,
Avril 1983.
4- Ministère de la PME/PMI, Rapport sur l’état des lieux du secteur de la PME/PMI
»,juillet 2000.
5- Ministère de plan et de l’aménagement de territoire (M.P.A.T) :
- les comptes économiques 1967-1978, 1980.
- les comptes économiques 1979-1982, 1982.
- Rapport sur l’exécution du plan quinquennal (1980-1984), juillet 1985.
6- Ministère de la restriction et de la participation, Redressement de l’économie nationale
et politique de restriction industrielle, cadres et principes généraux, synthèses de document,
Décembre 1994.

D- Publication internationale :
1- O.C.D.E, L’innovation dans les PME, Paris, 1982.
2- O.N.U.D.I, Le rôle des PMI dans les états membre de l’organisation de la conférence
islamique (O.C.I), Turquie, 1984.

E- Dessertes de doctorat :
1- Boukhari. A.L : le développement économique décentralisé, Etude, Bilan et réflexion
sur le cas algérien, thèse d’état, I.S.E, Alger, juin 1989.