You are on page 1of 319

‫جـامعة زيان عاشور بالجلفة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫سياسة الضمان االجتماعي يف اجلزائر بني حتدايت حتقيق التوازن‬


‫املايل للصناديق وتكريس العدالة االجتماعية مقارنة بفرنسا‬
‫( ‪)8139-3891‬‬
‫أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه الطور الثالث ( ل‪ .‬م ‪ .‬د) في‬
‫العلوم السياسية‪ .‬تخصص‪ :‬سياسات مقارنة‬
‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعـداد الطالب‪:‬‬
‫أحمد طعيبة‬ ‫بن عزوز حاشي‬
‫أعضـاء لجنـة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة‬ ‫د‪ .‬عبد القادر كاس‬
‫مشرفا ‪ /‬مقر ار‬ ‫أستاذ التعليم العالي جامعة الجلفة‬ ‫أ‪.‬د أحمد طعيبة‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة‬ ‫د‪.‬عبد النور زوامبية‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة‬ ‫د‪ .‬دمحم الكر‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر (أ) جامعة األغواط‬ ‫د‪.‬علي بقشيش‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر (أ) جامعة المسيلة‬ ‫د‪.‬عبد العزيز زايدي‬

‫الموسم الجامعي‪9191/9102 :‬‬


‫اإلهداء‪:‬‬
‫يطيب لي أن أهدي هذا العمل المتواضع إلى والدي الكريمين آطال هللا في عمرهما‪.‬‬
‫كما أهديه إلى جميع أخوتي وأخواتي‪ ،‬دمحم األمين‪ ،‬سارة‪ ،‬أحمد‪ ،‬فائزة‪.‬‬
‫إلى زوجتي الغالية‪ ،‬وأبنائي كريم‪ ،‬وأسيل‪.‬‬
‫إلى عمي البشير‬
‫إلى المعلمين واألساتذة في كل األطوار‪.‬‬
‫إلى جميع األقارب‪.‬‬
‫إلى جميع أصدقائي دون استثناء‪.‬‬
‫إلى جميع زمالئي في الدراسة والعمل‪.‬‬
‫إلى جميع الباحثين والدارسين في مختلف مجاالت العلم‪.‬‬
‫التشكرات‪:‬‬

‫أتقدم بالشكر هلل وحده على منه وكرمه وجزيل عطائه‪.‬‬


‫ثم لألستاذ المشرف أ‪.‬د أحمد طعيبة فخر الجامعة‪ ،‬من أفنى وقته وجهده خدمة للعلم‪،‬‬
‫فلم تثنيه المصاعب والعراقيل من أجل الرقي بطلبته وأبنائه‪.‬‬
‫إلى السادة رؤساء القسم‪ ،‬د نوري نعاس و د زوامبية عبد النور اللذان سخروا للطلبة‬
‫كل اإلمكانيات والظروف من أجل النجاح‪.‬‬
‫إلى كل أساتذة العلوم السياسية‪ ،‬وأخص بالذكر( أ‪.‬د سنوسي خنيش‪ ،‬د دمحم الكر‪،‬‬
‫د عبد القادر كاس‪ ،‬د قيرع سليم‪ ،‬د خليل بن علي‪ ،‬د خليل جداوي‪ ،‬د بلعايب بلقاسم‪ ،‬د‬
‫بوهالل الطيب‪ ،‬د بن سليمان عمار)‪.‬‬
‫إلى األستاذة (د رضا الشاللي‪ ،‬د عبد المنعم بن أحمد )‪.‬‬
‫إلى كل أساتذة العلوم االقتصادية‪ ،‬وأخص بالذكر ( أ‪.‬د بولرباح العسالي‪ ،‬د بلقاسم‬
‫العسالي‪ ،‬د النوري حاشي‪ ،‬أ‪.‬د مختار حميدة‪ ،‬د مصطفى سالت‪ ،‬د براهيم محمود‪ ،‬د‬
‫طارق الهزرشي‪ ،‬د أحمد دروم )‪.‬‬
‫مقدمــة‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تمهيد للموضوع‪:‬‬
‫رغم ما حملته الثورة الفرنسية سنة ‪ 9871‬من مبادئ وقيم لتحرير اإلنسانية من‬
‫جور وظلم الحكام‪ ،‬وتسببها في سقوط العديد من األنظمة االستبدادية والقمعية‪ ،‬ونجاحها‬
‫في إرساء قواعد الديمقراطية‪ ،‬إال أنها لم تمنع من تفشي الفقر والبطالة واالستغالل في‬
‫أبشع صوره‪ ،‬السيما مع انتشار األنظمة الليبرالية‪ ،‬وقواعدها االقتصادية الصارمة‬
‫(الرأسمالية‪ ،‬اقتصاد السوق‪ ،‬النزعة الفردية‪..‬إلخ)‪ ،‬واالتجاه الكالسيكي الداعي إلى تحديد‬
‫دور الدولة وقصره على الوظائف التقليدية لما سمي بالدولة الحارسة (األمن‪ ،‬والدفاع‪،‬‬
‫والعدالة)‪.‬‬
‫ومع بزوغ الثورة الصناعية في بريطانيا ومنها إلى أوربا‪ ،‬وتحول مجتمعاتها من‬
‫النظام اإلقطاعي نحو النظام الصناعي‪ ،‬تفككت وحدات المجتمع ‪ ،‬وزادت الهوة بين‬
‫األغنياء والفقراء‪ ،‬وبين مالك وسائل اإلنتاج والعمال البسطاء‪ ،‬ولم يكن اهتمام أرباب‬
‫العمل إال بالنتائج المادية‪ ،‬ولم يعيروا أدنى اعتبار أو اهتمام للظروف النفسية واالجتماعية‬
‫أو الصحية للعمال‪ ،‬ولكن ضخامة المصانع من جهة أخرى وحاجتها إلى عدد كبير من‬
‫العمال‪ ،‬وهو ما لم يتأتى إبان المرحلة اإلقطاعية‪ ،‬سهل للعديد من العمال االجتماع‬
‫والتالحم ورص الصفوف من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة‪ ،‬وتزامن ذلك مع ميالد‬
‫الحركة االشتراكية واعتناق العديد من العمال لألفكار والرؤى الشيوعية‪ ،‬وانخرطوا في‬
‫منظمات ونقابات مهنية كانت وسيلة للدفاع عن حقوقهم‪ ،‬وقناة لوصول أصواتهم إلى‬
‫مراكز صناعة القرار‪.‬‬
‫لقد كان لهذه الحركات صدى كبير في أوربا مهد انطالقتها وفي العالم ككل الحقا‪،‬‬
‫فحسب العالم السياسي الدنمركي "‪ "Kast.andersen‬فإن الحركات العمالية بتنظيماتها‬
‫وضخامتها وقدراتها على التعبئة‪ ،‬قد أجبرت الليبراليين والرأسماليين وبعض الكنائس‬
‫والسياسيين على التراجع لصالح إعادة توزيع الثروة والموارد بين أفراد المجتمع‪ ،‬ويرى‬
‫بعضهم أن الصراعات السياسية بين األحزاب هي الفيصل والحاسم في ذلك‪ ،‬كونها بدأت‬
‫تقدم برامج للرعاية الصحية والمساعدة االجتماعية‪ ،‬وأنظمة للمعاشات‪ ،‬وغيرها من‬

‫‌أ‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫عناصر الضمان االجتماعي للوصول إلى دولة الرفاهية وهذا لغرض استمالة الناخبين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتكوين قاعدة شعبية"‪.‬‬
‫إن الباحث والمهتم بموضوع الضمان االجتماعي يدرك أن هذا النظام لم يأتي‬
‫بمحض الصدفة ولكن جاء نتيجة تطور تاريخي بتطور المجتمع واختالف جوهري‬
‫باختالف األنظمة الحاكمة‪ ،‬وصراع مذهبي وإيديولوجي بين الماركسية والرأسمالية‬
‫والليبرالية والشيوعية والعمال والنقابات من جهة‪ ،‬والحكومات والمواطنين ومالك وسائل‬
‫اإلنتاج من جهة أخرى ‪ ،‬ومن هنا تأتي أهمية االهتمام بموضوع الضمان االجتماعي في‬
‫حقل السياسة المقارنة‪ ،‬ألن دراسته تستدعي تسليط الضوء على مواضيع أهمها ( شبكات‬
‫صنع السياسة العامة‪ ،‬دولة الرفاه االجتماعي‪ ،‬عالقة الدولة بالديمقراطية‪ ،‬اإلدارة العامة‬
‫الجديدة أو إعادة اختراع الحكومة‪..‬إلخ )‪.‬‬
‫لقد أدركت مختلف الحكومات في العالم أهمية االهتمام بموضوع الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وجعلته كأولوية في برامجها ‪ ،‬فبدونه ال يمكن تصور نجاح أي سياسة‬
‫اجتماعية‪ ،‬وتتميز هيئات ومؤسسات الضمان االجتماعي بالتسيير المشترك بين ممثلي‬
‫العمال واإلدارة‪ ،‬وهذا ما يعكس فكرة ديمقراطية المشاركة ‪ ،‬و يسهم في خلق رضاء‬
‫العمال ‪ ،‬ويساعد على دعم االستقرار واللحمة بين أفراد الوطن الواحد‪،‬وإذا كانت الدول قد‬
‫اهتمت داخليا بسياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬فإن هيئات ومؤسسات المجتمع الدولي‪ ،‬قد‬
‫كرسته في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر في سنة ‪ ،9197‬ولم تغيبه مختلف‬
‫المواثيق والمعاهدات الدولية‪ ،‬بل وأنشئت منظمات متخصصة في ذلك ( مثال‪ :‬منظمة‬
‫العمل الدولية‪ ،‬الجمعية الدولية للضمان االجتماعي‪ ،‬منظمة العمل العربية ‪..‬إلخ)‪.‬‬
‫يرى المكتب الدولي للعمل أن هناك عالقة ايجابية بين الديمقراطية مع نظام الحماية‬
‫االجتماعية‪ ،‬ألن الديمقراطية تضمن وصول صوت المحرومين من امتيازات الرعاية‬
‫الصحية والفقراء إلى صانع القرار‪ ،‬وبالتالي أضحت النفقات والمساعدات االجتماعية رقما‬
‫صعبا في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وقد احتلت فرنسا المرتبة األولى من بين‬
‫الدول األوربية‪ ،‬من حيث نفقاتها في مجال الرعاية االجتماعية‪ ،‬فقلد أفادت دراسة قامت‬

‫‪ -1‬كنيت نيوتن‪ ،‬جان فان ديث‪ ،‬أسس السياسة المقارنة‪(،‬ترجمة‪ :‬عبد هللا بن جمعان الغامدي‪ ،‬عبد السالم بن علي‬
‫نوير) ج‪ ،2‬الرياض‪ :‬دار جامعة الملك سعود للنشر‪ ،2199 ،‬ص‪.877‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫على مستوى الو ازرات االجتماعية الفرنسية إلى أن الحكومة الفرنسية أنفقت ‪ 899.8‬مليار‬
‫يوروا سنة ‪ %79 ،2192‬من هذه النفقات موجهة للشيخوخة والصحة‪ ،‬وتضمن إجراءات‬
‫اقتصاد السوق التي تشجع على االنفتاح واإلنتاج والعمل إلى تخفيض معدالت البطالة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ما يخفف بدوره من حدة نفقات الحكومة على البطالين وطالبي المساعدات االجتماعية‪.‬‬
‫ورغم تبني نظام الضمان االجتماعي في مختلف القوانين والمحافل الدولية مطلع‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وجعله ركيزة في مختلف التشريعات االجتماعية الداخلية للدول‪ ،‬إال أن‬
‫الدول العربية واألفريقية أو دول العالم الثالث عموما‪ ،‬شهدت تأخ ار واضحا في مجال‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬لتزامن ميالده مع وقوعها تحت رحمة االستعمار‪،‬والجزائر من هاته‬
‫الدول السالفة الذكر‪ ،‬حيث اعتبرت وقتها والية فرنسية وجزءا ممتدا ومكمال ألرظييها‪،‬‬
‫يخضع مواطنوها لسلطة الدولة الفرنسية وقوانينها‪ ،‬مع حرمانهم من العديد من الحقوق‬
‫السياسية واالجتماعية‪ ،‬ومن بينها قوانين الضمان االجتماعي التي تمنح للمعمرين‬
‫والفرنسيين خالصة دون الجزائريين‪،‬إال في بعض االستثناءات كقانون حوادث العمل سنة‬
‫‪ 9191‬الذي عم الجميع‪.‬‬
‫وبعد استعادة الجزائر لسيادتها‪ ،‬ورثت قوانين ومنظومة الضمان االجتماعي‬
‫الفرنسية‪ ،‬التي لم تتناغم مع الطابع االشتراكي للدولة الجزائري ‪ ،‬لتشكل الحكومة الجزائرية‬
‫الحقا لجنة إلصالح منظومة الضمان االجتماعي سنة ‪ ،9187‬نتج عنها أول نظام‬
‫ضمان اجتماعي جزائري سنة ‪.9171‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫إن أهم ما يميز موضوع الضمان االجتماعي‪ ،‬هو تلك األهمية التي يلعبها في عدة‬
‫مجاالت وميادين‪ .‬فمن الناحية السياسية يمثل فلسفة الدولة واالتجاه الذي تسلكه في‬
‫سبيل توفير الرعاية االجتماعية لمواطنيها‪ ،‬وإعادة توزيع المنافع وتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية بينهم‪ ،‬وتذليل الفروقات والقضاء عن سلوكيات التهميش واإلقصاء ما يساهم‬
‫في تعزيز االستقرار واألمن المنشودين‪ .‬ومن الناحية االجتماعية فهو يبرز ذلك التكافل‬
‫والتعاون بين المواطنين فيما بينهم‪ ،‬واجتماعهم كلحمة واحدة لصد المخاطر المحدقة بهم‬

‫فرنس ‪ ،29‬فرنسا األولى أروبيا في النفقات االجتماعية بسبب الشيخوخة والصحة‪.92:29 ،2197/12/29،‬‬
‫‪ -‌ 1‬ا‬
‫تاريخ االطالع‪ ،2191-18-98:‬على الساعة ‪ .92:21‬متاح في‪www://france24.com/ar/20180621:‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫وبذويهم‪ ،‬فالفرد بطبعه ال يعيش بمعزل عن الجماعة‪ ،‬كما ال يستطيع صد المخاطر‬


‫ومجابهتها بمفرده‪ ،‬فاالجتماع من شأنه أن يهون المصاعب واألهوال‪ .‬أما في شقه‬
‫االقتصادي فالتأمين االجتماعي يضمن للفرد حصوله على منحة تقاعد وعلى مساعدات‬
‫في حاالت تعرضه للمرض والحوادث واألمراض المهنية والعجز له ولألفراد الذين هم‬
‫تحت كفالتهم‪ ،‬كما يساهم في التأمين االجتماعي في التنمية شريطة استثمار الفوائض‬
‫المالية ف ي مختلف المشاريع االقتصادية‪ ،‬أما من الناحية الثقافية فإحساس المواطن‬
‫والحكومة بحق وواجب التأمين وضرورته‪ ،‬لعوائده اإليجابية على المجتمع برمته‪ ،‬لهو‬
‫مؤشر على درجة الوعي ونوعية التقدم والحضارة التي وصلت إليه الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر وربطها بمختلف التطورات‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي عرفتها الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أهمية الضمان االجتماعي ومكانته في أجندة الحكومة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مختلف الفواعل المؤثرة في سياسية الضمان االجتماعي الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر مع نظيرتها فرنسا‪ ،‬لتقويم النقائص‬
‫المسجلة في القطاع واستخالص الحلول‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬دوافع اختيار الدراسة‪:‬‬
‫اخترنا دراسة هذا الموضوع العتبارات ذاتية وموضوعية‪ ،‬كمايلي‪:‬‬
‫‪ -9‬االعتبارات الذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬رغبتي الشخصية في تطوير وتنمية قدراتي البحثية والعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط موضوع الدراسة المتعلق بالضمان االجتماعي بوظيفتي العملية‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتبارات الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬غياب موضوع الضمان االجتماعي عن رفوف مكتبة العلوم السياسية‪ ،‬حيث غالبا ما‬
‫يتم دراسة هذا الموضوع من جوانب اقتصادية واجتماعية وقانونية‪ ،‬بعيدا عن التحليل‬
‫السياسي‪.‬‬

‫‌د‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬أهمية الموضوع في وقتنا الحاضر السيما التحوالت التي تشهدها البالد‪ ،‬ولعل أخرها‬
‫إعالن الحكومة نيتها في تعديل قانون التقاعد وإلغاء التقاعد النسبي‪.‬‬
‫في نفس اإلطار نشير إلى أن أسباب اختيار المقارنة بين سياسة الضمان‬
‫االجتماعي الجزائرية مع نظيرتها الفرنسية‪ ،‬يعود لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المزايا الكبيرة التي يتضمنها نظام الضمان االجتماعي في فرنسا‪ ،‬مما جعله نموذجا‬
‫عالميا يعتد به‪.‬‬
‫‪ -‬االتفاقيات الثنائية بين البلدين في ميدان الرعاية الصحية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬االرتباط التاريخي بين البلدين ألن الجزائر ظلت مستعمرة طيلة قرن ونصف من طرف‬
‫االستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار الدولة الجزائرية بمواصلة العمل بالقوانين الفرنسية‪ ،‬بعد االستقالل إال بما‬
‫يتعارض مع السيادة الوطنية ومنها قوانين الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫لقد عمل النظام السياسي في الجزائر على إنشاء وإرساء نظام لضمان االجتماعي‬
‫يقوم على الدور المحوري للدولة من حيث اإلنفراد في صنع الق اررات والسياسات المتعلقة‬
‫بهذا النظام وتمويله‪.‬‬
‫لكن النظام السياسي في الجزائر دخل في موجة من االضطرابات و االحتجاجات‬
‫منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬كان سببها تردي األوضاع االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ ،‬نتج عنها الحقا أول دستور( دستور‪ ) 9171‬يدعوا إلى االنفتاح‬
‫و التعددية في مجال األحزاب‪ ،‬النقابات والجمعيات‪ ،‬والسماح لرجال األعمال وأصحاب‬
‫الشركات الخاصة بالولوج في عالم االقتصاد‪ ،‬ضف إلى ذلك تفاقم العجز المالي في‬
‫الجزائر ولجوئها إلى المؤسسات المالية العالمية‪ ،‬مما حتم عليها قبول إصالحات في‬
‫منظومتها االقتصادية وسياستها االجتماعية ككل‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس نطرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫كيف تعامل النظام السياسي في الجزائر مع مؤسسات الضمان‬
‫االجتماعي في ظل التغيرات السياسة واالقتصادية التي عرفتها البالد‪ ،‬مع‬

‫‌ه‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الحفاظ على التوازنات المالية للصناديق وأهداف العدالة االجتماعية مقارنة‬


‫مع فرنسا؟‬
‫سادسا‪ -‬تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫تتفرع اإلشكالية الرئيسية إلى عدة تساؤالت فرعية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬إلى أي مدى تتشارك مختلف الفواعل الرسمية وغير الرسمية في تسيير هياكل‬
‫ومؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا؟‬
‫‪ -‬هل تغطي منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا جميع المخاطر؟ وهل‬
‫نطاقه وامتيازاته التأمينية تطال جميع المواطنين‪ ،‬بما فيهم غير المؤمنين؟‬
‫‪ -‬إلى أي حد استطاع النظام السياسي في الجزائر وفرنسا المحافظة على المكاسب‬
‫االجتماعية في ظل ضغوطات و إمالءات المؤسسات المالية الدولية؟‬
‫‪ -‬هل يتعلق تبني وإدراج سياسات وبرامج الضمان االجتماعي بنمط وشكل النظام‬
‫السياسي القائم؟‬
‫‪ -‬هل تساهم سياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬في تحقيق العدالة االجتماعية وفي تذليل‬
‫الفوارق بين المواطنين؟‬
‫سابعا‪ -‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تشارك مختلف القوى والتنظيمات النقابية والحزبية الحكومة في تسيير صناديق الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا تغطي كل المخاطر وتمتد مزاياها‬
‫لتشمل أغلب األشخاص بما فيهم غير المؤمنين‪.‬‬
‫‪ -‬تأثرت صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا كثي ار بالبرامج اإلصالحية‬
‫المفروضة على الحكومة من طرف صندوق النقد الدولي (العولمة السياسية والمالية)‪.‬‬
‫‪ -‬ترتبط عملية بناء برامج وسياسات الضمان االجتماعي‪ ،‬على نمط النظام السياسي‬
‫المتبع في الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة الضمان االجتماعي تساهم نسبيا‪ ،‬في تذليل الفوارق االجتماعية ومحاربة‬
‫الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد‪.‬‬
‫ثامنا‪ -‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫‌و‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫نظ ار لطبيعة الموضوع فقد استخدمت عدة مناهج‪ ،‬فهناك المنهج التاريخي وذلك‬
‫لدراسة التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي وتقييم مدى تطوره باإلعتماد على‬
‫المعطيات السابقة ومن ثم التنبؤ بالحلول واالقتراحات ‪ ،‬كما استخدمنا المنهج الوصفي‬
‫لتحليل ووصف نظام الضمان االجتماعي عن قرب بطريقة علمية أكاديمية‪ ،‬مع التركيز‬
‫على التحليل السياسي للظاهرة‪ ،‬والمنهج المقارن وهو أساس هذه الدراسة‪ ،‬وذلك لتحديد‬
‫أوجه التشابه واالختالف‪ ،‬حيث تعددت أوجه المقارنة في هذا البحث من ناحيتي‬
‫( بين‬ ‫الزمان(سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر قبل وبعد التعددية)‪ ،‬والمكان‬
‫فرنسا والجزائر )‪ ،‬واالقتراب المؤسسي الحديث لدراسة سلوك مؤسسات الضمان‬
‫االجتماعي في البلدين ومعرفة مختلف الفواعل التي تساهم في تسيير وبناء سياسة‬
‫الضمان االجتماعي في كال من الجزائر وفرنسا‪ ،‬وهذا لدراسة وفهم مخرجاتها ومن ثم‬
‫تقييم أداء كل نظام‪ ،‬واقتراب الدولة بالمجتمع لقياس مدى تأثر أفراد المجتمع من‬
‫مواطنيين ومؤمنين في الجزائر وفرنسا بسياسات وبرامج الضمان االجتماعي المتبناة من‬
‫طرف الحكومة‪.‬‬
‫تاسعا‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫رغم أهمية الضمان االجتماعي لمواطني الدولة ومكانته االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية في حياتهم‪ ،‬إال أنه لم يحضا بذلك االهتمام الالزم‪ ،‬وغابت زاوية التحليل‬
‫السياسي‪ ،‬عن الدراسات والبحوث األكاديمية القليلة التي خصت موضوع الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة دكتوراه للباحثة زرارة صالحي ‪ ،‬حيث حملت عنوان‪ :‬المخاطر المضمونة في‬
‫قانون التأمينات االجتماعية دراسة مقارنة بين القانون المصري والجزائري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ .2118-2112 ،‬وطرح الباحث اإلشكالية التالية‪ :‬إلى‬
‫أي مدى وفر القانون الجزائري والمصري الحماية االجتماعية لمواطنيه؟ وقد استخدم‬
‫الباحث المنهج الوصفي والمنهج المقارن‪ ،‬حيث قارن بين المخاطر التي يغطيها نظام‬
‫الضمان االجتماعي الجزائري والمصري‪ ،‬مع تسليط الضوء على األشخاص الذين يشملهم‬
‫تأمين النظامين‪ ،‬إال أن الدراسة كانت قانونية بحتة‪ ،‬وخلت من التحليل السياسي ومن‬
‫األثر االقتصادي لنظام الضمان االجتماعي المنتهج من البلدين‪.‬‬

‫‌ز‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬دراسة فتاحين فتيحة «مذكرة ماجستير»‪ ،‬حيث تناولت الباحثة موضوع النظام‬
‫القانوني لهيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزائر‪.2192-2198 ،9‬‬
‫واستعملت المنهج التحليلي الوصفي‪ ،‬مع االقتراب المؤسساتي‪ ،‬حيث درست نظام الضمان‬
‫االجتماعي من جانب صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬كما كيفت تطورات الصناديق هيكليا‬
‫وتقنيا مع المتطلبات واألوضاع المختلفة التي شهدتها الساحة الوطنية‪ ،‬لكنها اقتصرت في‬
‫دراستها على بعض الصناديق دون األخرى‪ ،‬ولم تقم بمسح شامل لصناديق الضمان‬
‫االجتماعي الجزائري‪ .‬وخلصت إلى وجود إصالحات جذرية مست صناديق الضمان‬
‫االجتماعي وهذا لتحسين خدماتها اتجاه مؤمنيها‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ماجستير للباحثة عكاش فضيلة تحت عنوان‪ :‬تطور نظام الضمان االجتماعي‬
‫في الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ .2119-2111 ،‬ولقد قدمت الباحثة‬
‫جملة من التحاليل السياسية واالقتصادية واالجتماعية وربطها بالظاهرة المدروسة‬
‫واستخدمت المنهج الوصفي لوصف الظاهرة وتحليل مختلف القوانين‪ ،‬كما استخدمت‬
‫المنهج التاريخي إلبراز التطور الذي لحق بمنظومة الضمان االجتماعي في مختلف‬
‫المراحل‪ ،‬والمنهج المقارن لمقارنة كل مرحلة بأخرى‪ ،‬وخلصت في األخير إلى وجود‬
‫تغيرات جذرية مست قطاع الضمان االجتماعي منذ االستقالل إلى غاية سنة ‪،2111‬‬
‫كما قيمت نطاق األشخاص والمخاطر التي يضمنها نظام الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر وخلصت في األخير إلى أن نظام الضمان االجتماعي في الجزائر يغطي الكثير‬
‫من المخاطر ويمتد نطاقه ليشمل أغلب أفراد المجتمع التي ال تستطيع دفع االشتراكات‪،‬‬
‫لكن بالمقابل يجب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في دعم الصناديق والحيلولة دون إفالسها‪،‬‬
‫فال يجب أن يتحمل العامل البسيط مسؤولية دعم الفئات الهشة‪ ،‬لكن على الرغم من هذه‬
‫الدراسة استطاعت تقديم تحليل متكامل لظاهرة الضمان االجتماعي في الجزائر سياسيا‬
‫وقانونيا واقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬لكنها دراسة لم تشهد التحوالت األخيرة‪ ،‬التي مست قطاع‬
‫الضمان االجتماعي الجزائري‪،‬واكتفت بالمقارنة التاريخية ونحن بصدد المقارنة مع نظام‬
‫ضمان اجتماعي‪ ،‬له مكانته الدولية في مجال السياسة االجتماعية (نظام الضمان‬
‫االجتماعي الفرنسي)‪.‬‬

‫‌ح‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬مداخلة دمحم زيدان ودمحم يعقوبي‪ ،‬تحت عنوان فعالية الموارد المتاحة لمؤسسات‬
‫التأمين االجتماعي الجزائري‪ ،‬في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وجاءت في إطار الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق‬
‫التطوير تجارب الدول"‪ .‬خالل يومي ‪ 11‬و ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2192‬في جامعة حسيبة بن‬
‫بوعلي بالشلف‪ ،‬وكانت إشكالية‪ :‬ما هي أهم الموارد التمويلية لمؤسسات التأمين‬
‫االجتماعي الجزائري‪ ،‬وما هي قدرتها على تحقيق التوازن المالي لقطاع الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر؟ واستخدما في ذلك المنهج التحليلي الوصفي‪ ،‬لتحديد المفاهيم‬
‫ومحاولة اإلحاطة بالموضوع نظريا‪،‬كما استخدم المنهج اإلحصائي حيث أعتمد الباحثان‬
‫عنه في دراستهما إلى المنافذ المالية التي حملتها مختلف أرقام نفقات وإيرادات الضمان‬
‫االجتماعي‪،‬وخلصن ا إلى وجود صعوبات مالية تحد من القدرة التمويلية لصناديق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتوصال إلى أن قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر عرف تطورات هيكلية‬
‫ونوعية‪.‬‬
‫لكن الباحثان اقتص ار في دراستهما على الجانب االقتصادي واالجتماعي في معالجة‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫عاش ار‪ -‬تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫لمعالجة هذا الموضوع‪ ،‬وفي إطار سعينا لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة‪ ،‬تم‬
‫تقسيمه إلى خمسة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬بعنوان التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث تضمن أربعة‬
‫مباحث‪ ،‬فتم التطرق في المبحث األول إلى مواجهة األخطار بالوسائل التقليدية‪ ،‬أما في‬
‫المبحث الثاني فلقد تناولنا تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة‪ ،‬وفي‬
‫المبحث الثالث تناولنا فيه تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية‪ ،‬في حين‬
‫تم تخصيص المبحث الرابع لدراسة تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬بعنوان ماهية سياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬والذي بدوره تم تقسيمه إلى‬
‫أربعة مباحث‪ ،‬فتم التطرق في المبحث األول إلى ماهية السياسة العامة‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فلقد تناولنا ماهية السياسة االجتماعية‪ ،‬والمبحث الثالث إلى تحديد ماهية الضمان‬

‫‌ط‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫واالجتماعي‪ ،‬أما المبحث الرابع فلقد تعرضنا إلى فواعل صنع سياسة الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جاء بعنوان مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق‬
‫األشخاص المستفيدين‪ ،‬حيث تضمن أربعة مباحث‪ ،‬عالج المبحث األول هياكل الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر بعد سنة ‪ ،9171‬مثلما عالج المبحث الثاني هياكل الضمان‬
‫االجتماعي في فرنسا‪ ،‬فيما أبرز المبحث الثالث األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر‪ ،‬في حين حمل المبحث الرابع األشخاص المستفيدين من مزايا‬
‫الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬بعنوان مالية الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪ ،‬حيث تناولنا في‬
‫المبحث األول إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬أما المبحث الثاني‬
‫إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا‪ ،‬في حين خصصنا المبحث الثالث لدراسة‬
‫تعويضات المخاطر التي يغطيها نظام الضمان االجتماعي في الجزائر ( النفقات )‪،‬مثلما‬
‫تم دراسته في المبحث الرابع‪ ،‬حيث تطرقنا إلى تعويضات المخاطر التي يضمنها نظام‬
‫الضمان االجتماعي في فرنسا (النفقات)‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الخامس‪ :‬تحت عنوان المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫وفرنسا‪ ،‬حيث تم تقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬حيث تناولنا في المبحث األول‬
‫محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪ ،‬أما المبحث الثاني نظام‬
‫الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان مؤشرات العدالة االجتماعية‪ ،‬في حين‬
‫حمل أخر مبحث بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫الحادي عشر‪-‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫في إطار دراستنا لموضوع الضمان االجتماعي في الجزائر جابهنا عدة صعوبات‬
‫وعراقيل ومن بينها‪:‬‬
‫‪ -‬دينامكية موضوع الضمان االجتماعي مع تشابكه وتداخله في عدة قطاعات وميادين‪.‬‬
‫‪ -‬قلة المراجع والمصادر التي تعني بمجال الضمان االجتماعي‪ ،‬رغم أهميته‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على المعلومات اإلدارية بسبب العراقيل وتضارب األرقام في كثير‬
‫من األحيان‪ ،‬مما يحول بيننا وبين الحقيقة‪.‬‬

‫‌ي‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‌ك‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫التطور التاريخي لسياسة‬
‫الضمان االجتماعي‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تقول الحكمة القديمة من السهل أن ترعى األم عشرة أطفال‪ ،‬ولكن من الصعب أن‬
‫يرعى عشرة أبناء أم واحدة‪ ،‬فمع تشابك الحياة وتطورها ازدادت أواصل التباعد بين األف ارد‬
‫وتراجعت معها كل قيم الترابط والتماسك بينهم‪ ،‬مما ألقى الحمل على حكومات الدول‬
‫ليتسع دورها وتتعمق مسؤولياتها‪ ،‬وأصبح تواجد نظام للحماية االجتماعية من أهم‬
‫الوظائف المنوطة بها‪ ،‬وضرورة حتمية ال يمكن تركها‪ ،‬بل نصت أغلب دساتيرها على‬
‫وجوب ضمان حد أدنى من الرعاية االجتماعية‪ ،‬السيما مع انتشار الديمقراطية النيابية‬
‫وفكرة االقتراع الحر وما صاحبها من ضغوط المواطنين على ممثليهم ونوابهم‪ .‬خصوصا‬
‫مع ظهور المخاطر المحدقة باألفراد مهما كانت أعمالهم ومهما اختلفت أعمارهم وأجناسهم‬
‫ومكانتهم االجتماعية‪.‬‬
‫سنحاول في هذا الفصل معالجة التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬لما‬
‫لدراسة التاريخية من آثر لتعرف على أي نظام في أصوله األولى وهذا بغية متابعة‬
‫العوامل المتحكمة في نشأته‪ ،‬والعوامل الموضوعية التي أدت إلى قيامه‪ ،‬لذلك سنتبع‬
‫الخطة التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مواجهة األخطار بواسطة الوسائل التقليدية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مواجهة األخطار بواسطة الوسائل التقليدية‪.‬‬


‫منذ أن ظهر اإلنسان‪ ،‬وهو يسعى دائما لتلبية احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس‪،‬‬
‫ويواجه من أجلها صعوبات عديدة تهدد حاضره ومستقبله وترهن حظوظه في العيش‬
‫الكريم‪ ،‬فقد يتسبب المرض وحده في غلق باب الرزق‪ ،‬فال يستطيع بسببه تأمين أبسط‬
‫متطلباته‪ ،‬فما بالك بالعجز الدائم أو المؤقت‪ ،‬وحتى إذا تخطى جميع هذه المخاطر‪ ،‬فإن‬
‫هاجس الخوف ال يكاد يفارقه وهو ينتظر مرحلة الشيخوخة والتي عندها يفقد القدرة على‬
‫العمل‪ ،‬أو قد يفارق الحياة ويترك من خلفه أوالد صغار يتهددهم الفقر والحاجة من كل‬
‫جانب‪ ،‬وأمام هذه األخطار (البطالة‪ ،‬العجز‪ ،‬المرض‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬الوفاة)‪ ،‬ابتكر اإلنسان‬
‫آليات ووسائل بدائية‪ ،‬اقتضتها ظروف المرحلة واستدعتها ضرورة المصلحة‪ ،‬وهذا‬
‫لمواجهة تلك المخاطر أو التقليل من آثارها‪.‬‬
‫لذلك سنحاول في هذا المبحث التطرق إلى هذه الوسائل قبيل ظهور نظام الضمان‬
‫االجتماعي‪،‬وقد قسمناه على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المساعدات االجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظام الطوائف وصناديق االدخار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التأمين التجاري‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التكافل في اإلسالم‪.‬‬
‫أوال‪ -‬المساعدات االجتماعية‪:‬‬
‫لقد كانت األسرة تغطي بعض أعباء أفرادها وتؤمن لهم في كثير من األحيان نفقات‬
‫الزواج والسكن والعالج‪ ،‬كما تتكافل وتتضامن مع بعضها عند الشدائد‪ ،‬وهذا بدافع رابطة‬
‫الدم والعواطف والغريزة البشرية‪ ،‬فاألب يقدم المعونة ألبنائه القاصرين‪ ،‬واألبناء يقدمونها‬
‫آلبائهم العاجزين‪ ،‬فاألسرة هي أول خلية غطت احتياجات أفرادها (التعاون العائلي)‪ ،‬ولقد‬
‫كرستها مختلف األنظمة والقوانين فيما بعد كالنفقة‪ ،‬الوصية‪ ،‬الميراث‪...‬الخ‪ .‬أما القبيلة‬
‫دور محوريا في الدفاع عنهم السيما عند أي تهديد خارجي أو أي اعتداء يطالها أو‬
‫فلها ا‬
‫يطال أحد أفرادها (الدفاع المشترك)‪ ،‬لكن إذا كانت األولى دون مقابل أو بصيغة أخرى‬
‫دافعها معنوي فإن القبيلة تمد يد العون مقابل االنتماء والوالء لها من قبل أفرادها‪ ،‬الذين‬

‫‪3‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫يقدمون واجب الطاعة اتجاه القادة والرؤساء‪ ،‬ولقد وجد هذا النوع من التعاون منذ قانون‬
‫‪1‬‬
‫حمو رابي‪ ،‬كما وجد عند اليونان والرومان‪ ،‬ومختلف المجتمعات والحضارات القديمة‪.‬‬
‫لكن التغير الكبير الذي ط أر على المجتمع وتعدد المتطلبات وتالشي القبيلة ودورها‬
‫وازدياد حدة الفقر ‪ ،‬خاصة إبان مرحلة اإلقطاعية أين كان العامل تابعا لرب العمل‪ ،‬أي‬
‫عبيدا قد يباع ويشترى مع األرض في كثير من األحيان‪ ،‬ولم تكن القوانين تنظم عالقات‬
‫العمل‪ ،‬وإنما كان شعار القوي يأكل الضعيف (نظام التبعية أو القنانة)‪.2‬‬
‫ولم يكن حال األفراد والعمال مع ظهور الثورة الصناعية بأفضل من سابقه‪ ،‬فقد‬
‫ازداد أعداد العاطلين وازدادت أعداد المعوزين والفقراء‪ ،‬ناهيك عن انتشار األمراض‬
‫واألوبئة التي تجعل العامل يبقى مدة طويلة دون مصدر رزق‪ ،‬فقد ال يجد العامل في‬
‫العديد من المرات ثمن العالج والدواء‪ ،‬أو قد يفقد منصبه نهائيا في حاالت العجز أو‬
‫اإلصابات المهنية الخطيرة‪ ،‬وفي حاالت أخرى يؤدي ذلك المرض الذي لحق به أو‬
‫اإلصابة الخطيرة التي تعرض لها إلى الموت‪ ،‬والذي نتج على إثره عائلة مكونة من أرملة‬
‫وأيتام دون أي قوت أو مصدر رزق يواجهون به مصاعب الحياة‪ ،‬ويدفعون به الحاجة‬
‫وليس للوصول إلى الحياة الكريمة‪.‬‬
‫لقد كانت أعمال البر والخير ومختلف أشكال المساعدات الطابع الوحيد والغطاء‬
‫الذي يحتمي به المحتاجين والفقراء‪ ،‬وهذه المساعدات قد تكون جماعية من اختصاص‬
‫المؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية ودور األيتام‪ ،‬أو فردية وفيها يساهم كال من‬
‫األغنياء واألشراف على سبيل التطوع‪ .‬وقد تكون هذه المساعدات إما نقدية على شكل‬
‫نقود أو عينية على شكل ثياب ومؤن‪ .‬ولم تكن هناك من قوانين ولوائح لحماية الفئات‬
‫الهشة إال ناد ار وفي بعض الدول‪ ،‬كقانون الفقراء في المملكة المتحدة والذي وإن كان‬
‫يقدم يد العون للمعوزين والمحتاجين‪ ،‬لكنه يخلف آثا ار سلبية أهمها‪:3‬‬

‫‪ -1‬رمضان جمال كامل‪ ،‬موسوعة التأمينات االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،9‬القاهرة ‪ :‬دار األلفية لتوزيع الكتب القانونية‪،9111 ،‬‬
‫ص‪.9‬‬
‫‪ -‬موسى عبود‪ ،‬دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،2‬الرباط‪ :‬المركز الثقافي العربي‪ ،9119 ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬ساندر لسنبرغ‪ ،‬الضمان االجتماعي باعتباره حقا من حقوق اإلنسان‪ ،‬مؤسسة االتحاد األوربي لحقوق اإلنسان في‬
‫جنوب أفريقيا‪ .2111 ،‬بحث منشور على الموقع التالي‪www.1.UMN.edulhumanrtslarab/m//..pdf :‬‬
‫‪ 2198/18/97‬على الساعة ‪.22:98‬‬

‫‪4‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫‪ -9‬أنه ينطوي على كل ألوان الذل والمهانة وفقدان للحقوق المدنية‪ ،‬عن طريق إرغام‬
‫المحتاجين على العيش في تجمعات ومالجئ للفقراء والمساكين‪.‬‬
‫‪ -2‬هذه المساعدات تقوم على توفر شرطي القدرة والرغبة‪ ،‬أي تفترض وجود أشخاص أو‬
‫جمعيات يملكون القدرة (رأس المال) وتتوفر فيهم الرغبة لبذل ذلك المال‪ ،‬وال يوجد أية قوة‬
‫‪1‬‬
‫إجبار تدفعهم لمساعدة المحتاجين‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يعكس تطلعات األفراد نحو العيش الكريم فهو بالكاد يبقيهم على قيد الحياة‪ ،‬بل‬
‫وقيد يفتح الباب أمامهم نحو التشرد والتسول‪ ،‬ويشجع على االنحراف وممارسة الرذيلة‪،‬‬
‫وإشاعة الفوضى والتوسع الطبقي بين مختلف فئات المجتمع وهو ما قد يهد كيان الدولة‬
‫وأمنها القومي‪ ،‬مما أضطر مختلف الحكومات والدول إلى سن تشريعات ووضع برامج‬
‫تلبى فيها احتياجات المواطنين وتواكب التطور وتتماشى مع المنحى الذي مس مختلف‬
‫النظم االجتماعية واالقتصادية والسياسية العالمية‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬نظام الطوائف وصناديق االدخار‪:‬‬
‫لقد أخذ العمال وأصحاب الحرفة الواحدة ينظمون أنفسهم‪ ،‬في إطار جمعيات تنشئ‬
‫لغرض المعونة بينهم‪ ،‬وتمول عن طريق االشتراكات الدورية ألعضائها‪ ،‬ويلتزم جميع‬
‫األعضاء المنضوين تحتها بتسديد اشتراكاتهم‪ .‬وهذه الجمعيات ذات الطابع التعاوني‪،‬‬
‫تظهر أهميتها حين يتعرض أحد أعضائها للخطر كالمرض أو العجز‪ ،‬وحوادث العمل‬
‫واإلصابات المهنية والشيخوخة والوفاة‪ ،‬فهي وسيلة جماعية لمواجهة أي خطب أو كارثة‪،‬‬
‫وبالتالي تهون عليه المواجهة الفردية للكارثة‪ ،‬وتقوم بتعويضه في‬
‫حالة الخسارة‪ ،‬وتسمى بنظام الطوائف أو التبادليات أو جمعيات المعونة‪.3‬‬
‫غير أن هذه الجمعيات وعلى الرغم من الدور الكبير الذي لعبته في التخفيف من‬
‫وطأة المخاطر التي يتعرض له أعضائها ورغم الدور المادي والمعنوي الذي لعبته إال أنها‬

‫‪ -1‬عدنان العابد‪ ،‬يوسف إلياس‪ ،‬قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬ط‪ .2‬بغداد‪ :‬بدون دار نشر‪ ،9177 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬صالح بن دمحم الصغير‪ ،‬الضمان االجتماعي والمساعدات االجتماعية في الدول األعضاء لمجلس وزراء الشؤون‬
‫االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬البحرين‪ ،‬سلسلة الدراسات االجتماعية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،21‬مارس ‪ ،2199‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -3‬منظمة العمل العربية‪ ،‬الضمان االجتماعي سلسلة برامج الثقافة العمالية‪ ،‬بيروت‪:‬المكتبة العصرية‪،9189،‬ص‬
‫‪.92‬‬

‫‪5‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫لم تستطيع الصمود بسبب شح إمدادات أعضائها نظ ار لعدم إجبارية االنضمام إليها‬
‫وبالتالي قلة مداخلها أمام صعوبة تغطية جميع المخـاطر التي من الممكن أن يتعرض لها‬
‫‪1‬‬
‫العمال وأصحـاب المهن والحرف المنضويين تحتها‪.‬‬
‫ولم يواجه هذا النظام الصعوبة المالية وحسب‪ ،‬بل كان أمام منزلق تنظيمي خطير‪،‬‬
‫حيث اخترقت سهام الطبقية حصنه وشتت شمله‪ ،‬فعند دخول عضو جديد إلى نظام‬
‫الحرفيين‪ ،‬يتلقى تكوين من طرف المعلم (السيد) الذي يعلمه الحرفة‪ ،‬ويكون هو بمثابة‬
‫متعلم‪ ،‬وبعد أن يتم تعليمه يرتقي إلى رتبة رفيق‪ ،‬وكان الباب مفتوحا للجميع المتعلمين‬
‫للوصول إلى هذه الدرجة في بد اية األمر‪ ،‬لكنها أصبحت متوارثة بين العائالت الغنية‬
‫والبرجوازية وال يمكن االرتقاء في الرتب إال لألفراد الذين ينتمون إلى العائالت السالف‬
‫ذكرها‪ ،‬مما أدى إلى وجود تحالفات خفية ومعلنة بين مختلف الرتب‪ ،‬وبدأ هذا النظام‬
‫‪2‬‬
‫يتالشى تدريجيا شيئا فشيئا‪ ،‬وتم إلغائه في فرنسا سنة ‪( 9819‬قانون ليشاب ليه)‪.‬‬
‫وأمام عدم صمود جمعيات المعونة المتبادلة ظهرت فكرة صناديق االدخار‪ ،‬التي‬
‫تقوم على فتح حساب لكل عامل‪ ،‬حيث يضع العامل في حسابه المبالغ الزائدة عن‬
‫حاجته أي استهالك قدر من الدخل‪ ،‬ووضع الباقي في حسابه‪ ،‬وهذا طوال فترة نشاطه‪،‬‬
‫والقت هذه الفكرة استحسان بعض أرباب العمل‪ ،‬حيث لجأ بعضهم إلى تشجيع هذه الفكرة‪،‬‬
‫عن طريق صب مبالغ مالية في صناديق ادخار العمال‪. 3‬‬
‫"واالدخار في معناه االقتصادي العام هو التوقف عن اإلنفاق العشوائي‪ ،‬وهو أمر‬
‫واجب وحتمي من أجل تحقيق التنمية‪ .‬أما في معناه االقتصادي الخاص‪":‬فيعني‬
‫تأخير اإلنفاق إلى أجل معين‪ ،‬شرط أن يوضع المال المؤجل إنفاقه وإلى حين أجله‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫لدى هيئة متخصصة إدارة االدخار"‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية الجديدة للنشر‪ ،2111 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬موسى عبود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬منظمة العمل العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم عبد اللطيف العبيدي‪ ،‬االدخار مشروعيته وثمراته مع نماذج اقتصادية معاصرة‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية‬
‫والعمل الخيري‪،‬ط‪ ،9‬حكومة دبي‪ ،‬إدارة البحوث‪ ،2199 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪6‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫وبالتالي ففكرة االدخار تتماشى مع استغالل كل مال زائد عن الحاجة‪ ،‬في الوقت‬
‫الراهن باالحتفاظ به أوال ومن ثم استثماره عن طريق مؤسسات أو منظمات متخصصة‪،‬‬
‫ومن ثم إعادة استخراجه وذلك عند التوقف عن العمل‪ ،‬وعند الحاجة واالقتضاء‪.‬‬
‫وقد نشأت فكرة صناديق االدخار في بريطانيا وأقامتها في بعض مستعمراتها‪،‬‬
‫واستمرت بعض الدول في تطبيقها حتى بعد استقاللها‪ ،‬إال أنه تم توجيه العديد من‬
‫االنتقادات لهذه الصناديق‪ ،‬بسبب سوء التنظيم فالعامل الذي يقوم بتغير وظيفته يجد‬
‫صعوبة كبيرة في الحصول على مستحقات معاشه عند وصوله إلى السن القانونية‬
‫للتقاعد‪ ،‬وقد يتسبب بطء اإلجراءات اإلدارية في وفاة العامل قبل حصوله على راتب‬
‫تقاعده‪ ،‬ضف إلى ذلك تهرب أرباب العمل في أداء اشتراكاتهم وماله من أثر على‬
‫مدخرات وأصول الصناديق‪ ،‬وبالتالي تكون عرضة لإلفالس السيما أمام ازدياد أعباء‬
‫‪1‬‬
‫نفقاتها وما يقابله من شح اإلرادات‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المسؤولية المدنية‪:‬‬
‫وهي إحدى الوسائل التي استخدمت سابقا‪ ،‬وكان هدفها حماية أي شخص قد‬
‫يتعرض بفعل شخص أخر بقصد أو بغير قصد‪ ،‬إلى فعل ينتج عنها إلحاق الضرر‪،‬‬
‫بالطرف األخر سوءا كان شخصا واحدا أو عدة أشخاص‪ ،‬وسواء كان الشخص طبيعي أو‬
‫معنوي‪ ،‬أو بسبب اإلهمال حيث يكون مسئوال أمام القانون عن عملية التعويض‪ ،‬إال أنه‬
‫‪2‬‬
‫في كثير من األحيان يكون التعويض توافقيا دون اللجوء إلى المحكمة‪.‬‬
‫وألن الوقاية خي ار من العالج‪ ،‬فمسؤولية صاحب العمل تبدأ من تحسين ظروف‬
‫العمل‪ ،‬وبذل أقصى ما يمكن من مجهود من طرفه في سبيل الحيلولة دون وقوع أي‬
‫مكروه قد يلحق أو يمكن أن يصيب العامل‪ ،‬كتوفير شروط التهوية‪ ،‬ووضع األلبسة‬
‫الواقية‪ ،‬وتزويد أماكن العمل بصفارات اإلنذار واألبواب الخلفية‪ ،‬وتوفر عدد كاف من‬

‫‪ -1‬ويليامسون جون بي‪ ،‬هل تعتبر خصخصة التأمين االجتماعي عملية ذات جدوى بالنسبة للدول النامية‪ ،‬المجلة‬
‫الدولية للتأمينات االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬السعودية‪ :‬دار المنظومة‪ ،2111 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -2‬مختار الهانس‪ ،‬إبراهيم حمودة‪ ،‬مقدمة في مبادئ التأمين بين العملية والتطبيق‪ ،‬االسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص‪.29‬‬

‫‪7‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫النوافذ مع احتمال الحرائق أو أي طارئ‪ ،‬إضافة إلى إجراء الفحص الدوري لجميع العمال‬
‫ووضع ملصقات وإشارات تحذيرية‪.1‬‬
‫وقد صاحب ظهور الثورة الصناعية وتطور استخدام اآللة إلى زيادة المخاطر‬
‫المحدقة بالعمال‪ ،‬وتعددت الحوادث التي تصيبهم والتي تكون في كثير من األحيان إما‬
‫مميتة أو قد تحدث لهم عج از دائما أو مؤقتا‪ ،‬يعرضهم لفقدان مناصب عملهم‪ ،‬مما‬
‫أضطر أصحاب األعمال إلى تأمين العمال الذين يعملون في منشآتهم‪ ،‬بل إن المشرع في‬
‫كثي ار من األحيان ألزمهم بهذا النوع من التأمين‪ ،‬ومنه ظهر التأمين ضد إصـابات العمل‪،‬‬
‫والحوادث المهنية والعجز ومخاطر النقل ‪،‬وغيرها‪.2‬‬
‫وقد أخذ المشرع الفرنسي بمبدأ المسؤولية المدنية المهنية‪ ،‬بل وجعله إجباريا للعامل‬
‫ورب العمل‪ ،‬وشرطا أساسيا لممارسة بعض المهن كمهنة المحاماة‪ ،‬فالعامل يؤدي مهنته‬
‫بأريحية بسب شعوره بالطمأنينة الذي يوفرها له التأمين‪ ،‬ورب العمل ال يتهرب من‬
‫مسؤوليته اتجاه عماله‪ ،‬فشركات التأمين تقوم بتعويض العامل الذي لحق به الضرر‪،‬‬
‫مقابل أقساط االشتراكات التي يدفعها رب العمل‪.3‬‬
‫لكن إذا كانت فرنسا توجب باألخذ بمبدأ المسؤولية المهنية‪ ،‬وتلزم بذلك المهنيين‬
‫وأرباب العمل كما أسلفنا سابقا‪ ،‬فإنه في أغلب الدول األخرى يقع على العامل تقديم دليل‬
‫يوضح مسؤولية صاحب العمل عن الخطأ‪ ،‬إضافة إلى إثبات الضرر والعالقة السببية‬
‫بينهما‪ ،‬وكان من الصعوبة بمكان إثبات ذلك‪ ،‬مما يعرض العامل للخطر في كثير من‬
‫األحيان‪ ،‬وأمام هذه المعطيات التي تمثل في كثير من األحيان شروطا تعجزيه أصبح هذا‬
‫النوع من التأمين غير كاف لمجابهة المخاطر إن لم نقل أصبح عائقا أمام العمال‬
‫للمطالبة بحقوقهم‪.4‬‬
‫رابعا‪ -‬التأمين التجاري‪:‬‬

‫‪ -1‬علي أحمد شاكر وآخرون‪ ،‬تأمين السؤولية المدنية‪،‬القاهرة‪ :‬مطبعة مركز القاهرة للتعليم المفتوح‪ ،‬بدون سنة نشر‪،‬‬
‫ص ‪.98‬‬
‫‪ -2‬عيسى عبده‪ ،‬التأمين بين الحل والتحريم‪ ،‬ط‪،9‬القاهرة‪ :‬دار االعتصام‪ ، 9182 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬دمحم عبد الظاهر حسين‪ ،‬التأمين اإلجباري من المسؤولية المدنية المهنية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية ‪،9119‬‬
‫ص‪.978‬‬
‫‪ -4‬رمضان جمال كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪8‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫لم يظهر التأمين في شكله الحالي دفعة واحدة‪ ،‬ولكنه تطور عبر مراحل عديدة‪،‬‬
‫فهناك من يعتقد أنه يعود إلى العصور القديمة وبالضبط عهد الفراعنة أين جسدتها رؤية‬
‫النبي يوسف عليه السالم‪ ،‬حين أمر العزيز بتخزين القمح في سنوات الرخاء واالستعداد‬
‫للسنوات العجاف‪ ،‬فهو بذلك أرسى دعائم الحيطة والحذر من أجل مواجهة الصعاب في‬
‫المستقبل‪.1‬‬
‫وعند الصينيين كان يسود التضامن بين أصحاب السفن عند نقلهم لمختلف‬
‫البضائع‪ ،‬فإذا غرقت أي سفينة من السفن أو فقدت أو لحقها أي ضرر بها أو ببضاعة‬
‫المحملة‪ ،‬فإنهم يقومون بتوزيع المخاطر بينهم ويشتركون في تحمل الخسائر وهذا لتخفيف‬
‫وطأة وشدة الكارثة لصاحب السفينة وطاقمها‪.2‬‬
‫أما في العصور الوسطى‪ ،‬فقد عرف الناس آنذاك ما يعرف بالقرض البحري مثل‬
‫الهندوس منذ أكثر من ‪ 211‬سنة‪ ،‬حيث كان يعطى لصاحب السفينة‪ ،‬قيمة مالية تعادل‬
‫قيمة سفينته وما عليها من بضائع‪ ،‬فإذا غرقت السفينة ال يحق لصاحب القرض المطالبة‬
‫بماله ويأخذه صاحب السفينة‪ ،‬أما إذا وصلت السفينة إلى شاطئ األمان‪ ،‬فيقوم صاحب‬
‫السفينة بإرجاع رأس المال‪ ،‬إضافة إلى مبلغ كبير من المال يعطيه كفائدة لصاحب رأس‬
‫المال‪.3‬‬
‫وهذا النوع من التأمين هو تأمين تبادلي تعاوني‪ ،‬تتجلى فيه قيم التكافل والتضامن‬
‫والتعاون بين أفراد المجموعة الواحدة‪ ،‬فهم يقومون بتجميع أقساط اشتراكاتهم وتقديمها ألي‬
‫فرد من أفراد المجموعة الذي لحق به الضرر‪ ،‬وهو يختلف عن التأمين التجاري الذي‬
‫تقوم به مؤسسات مالية متخصصة وشركات هدفها تحقيق الربح‪ ،‬ويقوم على إبرام عقد‬
‫بين المؤمن والشركة‪ ،‬مع دفع المؤمن أقساط التأمين المحددة سلفا‪ ،‬بالمقابل تقوم الشركة‬
‫بتعويض المؤمـ ـن عن الضرر الذي لحق بالشيء المؤمن (المحل) وذلك عن طريق عقد‬
‫‪4‬‬
‫بينهم‪.‬‬

‫‪ -1‬معراج جديدي‪ ،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ط‪ ،9‬الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ 2118،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬صقر بيومي‪ ،‬مقدمة في مبادئ التأمين‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،9178 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -4‬معراج جديدي‪ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2191 ،‬ص‬
‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫"والتأمين كفكرة هو تعاون بين مجموعة من الناس أو األفراد لدفع‬


‫أخطار تحدق بهم وهو عقد معاوضة يلتزم أحد طرفيه وهو المؤمن أن يؤدي لطرف‬
‫األخر وهو المؤمن له أو من يعينه عوضا ماليا يتفق عليه ويدفع عند تحقق وقوع‬
‫الخطر أو تحقق الخسارة المبينة في العقد‪ ،‬وهذا نظير مبلغ مالي يعرف بقسط التأمين‪،‬‬
‫بدفعه المؤمن له بالقدر واألجل والكيفية التي بنص عليها العقد المبرم بينهما"‪ .1‬وأما‬
‫عقد التأمين فيمكن تعريفه على أنه " عقد بين طرفين أحدهما يسمى المؤمن‪ ،‬والثاني‬
‫يسمى المؤمن له (المستأمن) يلتزم فيه المؤمن بأن يؤدي إلى المؤمن له مبلغا من‬
‫المال أو إيرادا مرتبا‪ ،‬أو أي عوض مالي أخر في حالة وقوع حادث أو تحقق خطر‬
‫مبين في العقد وذلك مقابل قسط أو أي دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له إلى‬
‫المؤمن‪.2‬‬
‫وعموما فهذا النوع من التأمين (الخاص) غرضه تجاري‪ ،‬تستخدمه البنوك والشركات‬
‫التأمينية لغرض جني األرباح‪ ،‬وهو في غالبه اختياري غير ملزم لألفراد‪ ،‬إال في بعض‬
‫الحاالت كتأمين السيارة مثال‪ ،‬حيث يؤدي عدم التقيد بتأمينها إلى مخالفة قانون المرور‪،‬‬
‫لكن يترك المشرع الباب واسعا أمام صاحب السيارة في اختيار الشركة التي يؤمن فيها‬
‫سيارته‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬التكافل في اإلسالم‪:‬‬
‫لقد نادت جميع األديان السماوية إلى تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬بين أفراد المجتمع‬
‫الواحد وبين جميع الدول‪ ،‬وتداعت لتحقيق المساواة والحرية لمختلف األجناس واألعراق‪،‬‬
‫والدين اإلسالمي ليس رسالة سماوية فحسب بل هو منحى شامل في حياة الناس مرتبطا‬
‫بواقعهم ومتطلباتهم ‪ ،‬فجعل جلب المصلحة ودرءا المفسدة مقصدا ثابتا وأصال شرعيا واجبا‬
‫دلت عنه آيات وأحاديث كثيرة‪ ،‬حثت على التكافل والتعاون واإلحسان إلى الغير‪ ،‬وشبهت‬
‫المسلمين والمؤمنين باللحمة والجسد الواحد في قوله صلى هللا عليه وسلم " مثل المؤمنين‬

‫‪ -1‬جميلة حميدة‪ ،‬الوجيز في عقد التأمين دراسة على ضوء التشريع الجزائري الجديد للتأمينات‪،‬الجزائر‪ :‬دار‬
‫الخلدونية‪ ، 2192 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬أبي الفضل هاني الحديدي المالكي اإلسكندري‪ ،‬راجعه دمحم الزحيلي‪ ،‬التأمين أنواعه المعاصرة وما يجوز أن يلحق‬
‫بالعقود الشرعية منها‪ ،‬ط‪ ،9‬دمشق‪ :‬دار العظماء‪ ،2111 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪01‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‪ ،‬كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر‬
‫‪1‬‬
‫الجسد بالسهر والحمى"‪.‬‬
‫وربط في آية أخرى الرزق واألمن بل وجعلهما شرطان أساسيان ومتالزمان للعيش‬
‫الهنيء‪ ،‬وضمان االستقرار في المجتمع وهذا في قوله تعالى ‪:‬أعوذ باهلل من الشيطان‬
‫َمَن ُه ْم ِم ْن َخ ْو ٍ‬
‫ف"‪.2‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الرجيم "الذي أَ ْط َع َم ُه ْم م ْن ُجوٍع َوآ َ‬
‫ورغبت السنة النبوية في مواطن عديدة إلى كفل األيتام واألرامل ورعايتهم وهذا من‬
‫منطلق حماية الضعفاء والذود عنهم‪ ،‬السيما وأنهم قد يفقدون مصدر الرزق‪ ،‬في قوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة‪ ،‬والساعي على األرملة‬
‫‪3‬‬
‫والمسكين‪ ،‬كالمجاهد في سبيل هللا"‪.‬‬
‫ولقد روي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬أنه وجد شيخا يهوديا ضري ار‬
‫متسوال‪ ،‬فقال له الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ما ألجأك إلينا‪ ،‬فقال له السائل‬
‫الجزية والحاجة والسن‪ ،‬فأخذه الخليفة وأعطى له من ماله الخاص ما يسد رمقه ذلك اليوم‪،‬‬
‫ثم بعث إلى خازن مال بيت المسلمين‪ ،‬أن ينظر إلى هذا المسكين الضرير‪ ،‬وغيره فقال‬
‫له وهللا ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته‪ ،‬ثم نخذله في هرمه‪ ،‬فإن الصدقات للفقراء والمساكين‪،‬‬
‫سواء كانوا مسلمين أو من أهل الذمة‪ ،‬الذين دخلوا في حماية المسلمين مقابل الجزية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫لقد سبق النظام‬ ‫وجعل لهم نصيب من بيت المسلمين وأسقط عنهم دفع الجزية‪.‬‬
‫اإلسالمي الغرب ومختلف الدول المتقدمة‪ ،‬في إرساء قواعد الضمان االجتماعي‪ ،‬وإن‬
‫عرف تحت تسميات أخرى‪ ،‬كالتعاون والتكافل واإليثار‪ ،‬وغيرها من الكلمات التي ترمز‬
‫إلى ضرورة وقوف اإلنسان إلى جانب أخيه‪ ،‬فمهما اختلفت عقائدهم وجنسياتهم وتوجهاتهم‬
‫وأفكارهم‪ ،‬فالهدف هو التضامن ووقوف الناس بجانب بعضهم‪ ،‬السيما عند الحاجة أو‬
‫عند حدوث األزمة‪ ،‬وهذا لبناء لحمة واحدة‪ ،‬وتعزيز تماسك المجتمع الواحد مع بعضه‬

‫‪ -1‬رواه أحمد ومسلم عن النعمان بن بشير‪ ،‬وأورده األلباني في صحيحه‪ ،‬كتاب الجامع الصغير‪ ،‬رقم ‪.8791‬‬
‫‪ -2‬سورة قريش‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬
‫‪ -3‬اإلمام الحافظ المباركفوري‪ ،‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترميذي‪ ،‬ج‪ ،2‬دمشق‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬علي الحوات‪ ،‬الضمان االجتماعي ودوره االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ليبيا‪ :‬الدار الجماهرية للنشر والتوزيع واإلعالن‪،‬‬
‫‪ ،9111‬ص ‪.11‬‬

‫‪00‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫كالبنيان المرصوص‪ ،‬أو حتى تعاون المجتمعات مع بعضها ما لم تكن هناك عداوة من‬
‫هذا المجتمع ضد المسلمين‪.‬‬
‫وجاء في بعض كتاب الصلح ل“ خالد بن الوليد” رضي هللا عنه وأرضاه ألهل‬
‫الحيرة‪ ،‬حول الجزية جاء فيه " ‪..‬وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل‪ ،‬أو أصابته‬
‫آفة من اآلفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه‪ ،‬طرحت جزيته‬
‫وعيل من بيت مال المسلمين وعياله ما أقام بدار الهجرة واإلسالم‪ ،‬فإن خرجوا إلى غير‬
‫دار الهجرة ودار اإلسالم‪ ،‬فليس على المسلمين النفقة على عياله"‪.1‬‬
‫وأما في ما يخص رأي العلماء المسلمين المعاصرين في مسألة الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬فقد جاءت أراء غالبيتهم بالجواز‪ ،‬وهذا ما أفتى به مجمع البحوث اإلسالمية‬
‫باألزهر في مؤتمره الثاني في ماي ‪ ،9128‬حيث صدر في المؤتمر على أن " ‪..‬التأمين‬
‫التي تق وم به جمعيات تعاونية يشترك فيها جميع المستأمنين لتؤدي ألعضائها ما‬
‫يحتاجون إليه من معونات وخدمات أمر مشروع وهو التعاون على البر‪ ،‬ونظام المعاشات‬
‫الحكومي وما يشبهه من نظام التأمينات االجتماعية المتبع في دول أخرى ‪...‬كل هذا من‬
‫األعمال الجائزة‪.2"..‬‬

‫‪ -1‬أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬كتاب الخراج‪ ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،9181 ،‬ص ‪.999‬‬
‫‪ -2‬عبد الستار أبو وغدة‪ ،‬عز الدين دمحم خوجة‪ ،‬فتاوى التأمين‪ ،‬ندوة البركة الثالثة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬المنعقدة في‬
‫اسطنبول بتركيا‪ ،‬في ‪ 28-21‬سبتمبر‪ ،9178‬ص ‪7‬‬

‫‪02‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة‪.‬‬


‫إن التطور التكنولوجي الهائل‪ ،‬الذي ساد معظم الدول األوربية إبان القرن العشرين‪،‬‬
‫وما أردفه من بزوغ ثورة صناعية وعلمية وتقنية‪ ،‬وتعدد الستخدام اآللة‪ ،‬وتطور لشبكات‬
‫المواصالت وميالد لمنشآت وهياكل وبنية اقتصادية‪ ،‬ورغم ما نتج عنه من آثار إيجابية‬
‫ساهمت في خدمة اإلنسانية منذ تلك الحقبة والزالت إلى يومنا هذا‪ ،‬إال أنه كرس مرة‬
‫أخرى الطبقية واالستغالل الفاحش للعامل‪ ،‬والذي أصبح ينظر إليه كسلعة رخيصة قد‬
‫ترمى عند نهاية صالحيتها‪.‬‬
‫فلفترة طويلة من الزمن ظلت األفكار الليبرالية السائدة‪ ،‬والتي كانت تغزو أوربا‬
‫تختزل دور الدولة وتحصرها في وظائف األمن والدفاع والقضاء‪ ،‬تحت مبدأ دعه يعمل‬
‫دعه يمر‪ ،1‬وبالتالي فالفقير يزداد فق ار والغني يزداد غنى‪ ،‬ما أدى إلى اتساع الهوة والفرق‬
‫بين المواطنين في الدولة الواحدة وهذا ما يهدد وحدة الدولة واستقرارها‪.‬‬
‫لقد أدى إهمال العمال وتفاقم مشاكلهم إلى ظهور حركات عمالية وتكتالت نقابية‬
‫هذه الفئة‪ ،‬ونقل انشغاالتها‬ ‫منظمة حاولت جاهدة تبني هموم ومشاكل ومعضالت‬
‫وكانت إرهاصاتها األولى في ألمانيا بزعامة كارل‬ ‫للحكومات ومراكز صنع القرار‬
‫ماركس‪ ،‬ال ذي نادي بالملكية العامة لوسائل اإلنتاج وبالحرية العمالية والنقابية‪ ،‬عن طريق‬
‫‪2‬‬
‫تبني مبادئ االشتراكية القائمة على سلبيات الليبرالية المتوحشة‪.‬‬
‫لم يكن الطريق سهال ومحفوفا بالورود لهذه الحركات والتجمعات العمالية‪ ،‬ولم تخرج‬
‫إلى النور مباشرة ولكن تطلب ميالدها وخروجها من العدم خطوات ومراحل تاريخية‪ ،‬فقبل‬
‫‪ 9781‬لم يكن هناك سوى منظمة واحدة للعمال هي جمعية إتحاد عمال الخياطين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وحزب سياسي أمريكي فتي هو الحزب الجمهوري األمريكي القومي‪.‬‬
‫وسنتناول في هذا المبحث أهم الدول السباقة في تبني تشريعات الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وذلك وفقا للعناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬كينيث نيوتن‪ ،‬جان فان ديت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 821‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم علي إبراهيم عبد ربه‪ ،‬مبادئ التأمين‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪ ،2112 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -3‬تشارلز تلي‪ ،‬الحركات االجتماعية من ‪ 0671‬إلى ‪ ،9112‬ترجمة‪ :‬ربيع وهبه‪ ،‬ط‪ ،9‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى‬
‫للثقافة‪ ،2118 ،‬ص‪.998‬‬

‫‪03‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫أوال‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في ألمانيا‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في بريطانيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫رابعا‪:‬ظهور الضمان االجتماعي في االتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الضمان االجتماعي في المواثيق والمعاهدات الدولية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في ألمانيا‪:‬‬
‫لم يعد دور الدولة مقتص ار على الوظائف التقليدية‪ ،‬من أمن ودفاع (الدولة‬
‫الحارسة)‪ ،‬بل اتسع ليشمل أنواعا للحماية االجتماعية لمواطنيها‪ ،‬واألكثر من ذلك‬
‫أصبحت دساتير معظم هذه الدول تنصص على الحق في الضمان االجتماعي‪ ،‬وحماية‬
‫مواطنيها من األخطار العاجزين على تحمل نتائجها‪ ،‬ولم تكن منحة تقدمها حكومات‬
‫الدول الغربية تمن بها على شعوبها ولكن جاء هذا نتيجة لوصول العديد من النواب‬
‫لبرلمانات الدول األوربية والتي تتميز انتخاباتها بالنزاهة والشفافية‪.1‬‬
‫إن توافر عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية‪ ،‬إضافة إلى ظهور طبقة عمالية‬
‫كبيرة وقوية لها كلمتها‪ ،‬مهدت أللمانيا كي تكون أرض خصبة لميالد أول نظام للضمان‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعي في العالم‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ 9721‬تأسست الجمعية العمومية لأللمان في الزيك كبادرة للدفاع عن‬
‫حقوق العمال وحمل انشغال تهم‪ ،‬وبعدها وفي سنة ‪ 9788‬وصل ‪ 21‬عضو من أنصار‬
‫االشتراكية إلى قبة البرلمان األلماني‪ ،‬ما جعل المستشار األلماني "‪ "Bismarck‬في‬
‫ورطة كبيرة‪ ،‬بعد أن تشكلت معارضة حقيقية قوية وأصبح حكمه مهددا‪ ،‬وبالتالي كان‬
‫واحتواء‬ ‫لزاما عليه إظهار الدولة بمظهر المتبني لقضايا وهموم العمال وانشغاالتهم‬
‫مطالبهم بل وتبنيها في كثير من األحول‪ ،‬وهذا لقطع الطريق أمام االشتراكيين‬
‫والشيوعيين‪ ،‬الذي ذاع صيتهم في أوربا الغربية بعدما كان منحص ار على أوربا الشرقية‬

‫‪ -1‬دمحم وحيد عبد الباري‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين االجتماعي والتجاري‪ ،‬مصر‪ :‬كلية التجارة جامعة القاهرة‪،9118،‬‬
‫ص‪.198‬‬
‫‪ -2‬دمحم حسين منصور‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ ،9112 ،‬ص ‪.29‬‬
‫رجل دولة وسياسي بروسي شغل منصب رئيس وزراء مملكة بروسيا‪ ،‬وأشرف على توحيد الواليات األلمانية‪ ،‬وأصبح‬ ‫‪‬‬

‫‪.9789‬‬ ‫أول مستشار لها سنة‬

‫‪04‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫واإلتحاد السوفيتي‪ .‬وأمام هذا الوضع والمعطيات الجديدة تخلى بسمارك عن مبدأ الحرية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وأصبح من أشد المدافعين والداعمين لتدخل الدولة وخاصة في الشؤون‬
‫االقتصادية إلصالح الخلل‪ ،‬بما يوافق ويحقق مصالح العمال والمجتمع معا‪ ،‬وخصوصا‬
‫بعد األزمة االقتصادية التي ضربت أوربا وألمانيا على الخصوص‪ ،‬والتي حينها لم تكن‬
‫‪1‬‬
‫قادرة على منافسة الصناعة الفرنسية واإلنجليزية‪.‬‬
‫ولعل ما ساعد ‪ Bismarck‬تأسيس جمعية السياسة االجتماعية سنة ‪ 9781‬في‬
‫ألمانيا‪ ،‬والتي ضمت مجموعة من المفكرين والمعتدلين ورجال األعمال‪ ،‬والعلماء وأساتذة‬
‫الجامعة‪ ،‬والذين وقفوا ضد األفكار الماركسية وضد الفكر الليبرالي االقتصادي الحر‪،‬‬
‫ودعوا إلى العدالة االجتماعية بين أفراد الدولة الواحدة‪ ،‬ومحاربة الفقر والحاجة ونبذ‬
‫الطبقية وقطع الطريق أمام االشتراكين ومحاولتهم الحتوى قاعدة شعبية كبيرة‪ ،‬وتأثر‬
‫بسمارك كثي ار بأفكار جمعية السياسة االجتماعية‪ ،‬ونتيجة لذلك سنت الحكومة األلمانية‬
‫‪2‬‬
‫عدة قوانين هي‪:‬‬
‫‪ -‬قانون التأمين من المرض الذي صدر في ‪.9771/12 /98‬‬
‫‪ -‬قانون التأمين من حوادث العمل الذي صدر في ‪.9779/18/12‬‬
‫‪ -‬قانون التأمين من العجز والشيخوخة والذي صدر في ‪.9771/12/21‬‬

‫ففي قانون التأمين على المرض يدفع العامل ثلثي االشتراكات‪ ،‬فيما يقع عبئ الثلث‬
‫األخر على صاحب العمل‪ ،‬أما اشتراكات إصابات العمل فتدفع كاملة من طرف صاحب‬
‫العمل‪ ،‬أما قانون التأمين على العجز والشيخوخة‪ ،‬فيغطي العامل ثلث االشتراكات الثلثين‬
‫الباقيين يقعان على عاتق الحكومة ورب العمل‪ 3.‬ويمكن القول أن ألمانيا كانت لها‬
‫األسبقية في سن تشريعات الضمان االجتماعي‪ ،‬كما أن السياسة كانت حاضرة بقوة في‬
‫إرساء دعائمه‪ ،‬وهو مكسب انتزعه العامل األلماني بضغط على حكومته ولم تكن أبدا‬
‫منحة تتفضل بها الحكومة عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف محمود هللا محمود‪ ،‬التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪:‬دار النفائس‪،9119 ،‬‬
‫ص ‪.221‬‬
‫‪ -2‬بيومي صقر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪05‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ساد الطابع التشاركي في تسيير نظام الضمان االجتماعي األلماني‪ ،‬وذلك بين‬
‫ثالوث الحكومة ونقابات العمال ومنظمات أرباب العمال‪ ،‬فالحكومة تكون حاضرة بواسطة‬
‫هياكل إدارية وبشرية منظمة‪ ،‬تقوم بتنظيم وتحصيل اشتراكات العمال وأرباب العمل‬
‫ومختلف المكلفين‪ ،‬والسهر على تأدية التعويضات الموجهة للمؤمنين‪ ،‬فيما يتلخص دور‬
‫ممثلي العمال ومنظمات أرباب العمل في تعديل وتوجيه هـذه السياسات ومراقبتها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ومحاولة كال جهة االستئثار بمزايا ومكتسبات تخدم مصالحهم مصالح مفوضيهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في بريطانيا‪:‬‬
‫نشأت في بريطانيا جمعيات دينية واجتماعية تقدم معونات للمرضى والمعوزين‪،‬‬
‫تستخلص اشتراكاتها من طرف األعضاء والمتبرعين إضافة لمساعدات الدولة‪ ،‬وقد بلغ‬
‫أعضاء هذه الجمعيات‪ ،‬والتي تعرف غالبها تحت اسم جمعيات الصداقة سنة ‪،9719‬‬
‫إلى مليون عضو‪ ،‬وقد كان عدد سكان بريطانيا حوالي ‪ 91‬مليون نسمة أي ‪ 91/9‬من‬
‫سكان بريطانيا‪.2‬‬
‫من جهة أخرى وبعد تضحيات مريرة من طرف الطبقة العاملة‪ ،‬وبرغم من‬
‫ضغوطات أصحاب رأس المال استطاعت الحصول على بعض المكاسب‪ ،‬حيث وبعد‬
‫أخذ ورد سن البرلمان اإلنجليزي أول قانون يحرم عمالة األطفال تحت سن التاسعة وذلك‬
‫سنة ‪ ،9791‬تاله قانون ‪ 9728‬والذي يبيح حرية تكوين نقابات كوسيلة مشروعة للمطالبة‬
‫بزيادة األجور‪ ،‬وتخفيض ساعات العمل‪ ،‬وتحسين ظروف العمل‪ ،‬وبعده صدر قانون‬
‫‪ 9711‬والذي يحرم عمالة من يقل سنه تحت ‪ 97‬سنة وكانت بداية تطبيقه في في‬
‫‪3‬‬
‫مصانع النسيج‪.‬‬
‫وتوجت تضحيات العمال ونضالهم بصدور قانون اإلصالح البرلماني سنة ‪،9728‬‬
‫وبعده بسن ة واحدة تم عقد أول مؤتمر لنقابات العمال‪ ،‬وعلى أثره أصبح بمقدورهم القيام‬

‫‪ -1‬فواد وراد‪«،‬الحماية االجتماعية والتشغيل" دراسة حالة الجزائر»‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،2117 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا بن مبارك آل سيف‪ ،‬بحث أحكام التأمين الصحي التعاوني الفقهية‪ ،‬تاريخ الزيارة‪.،2198-18-92:‬تاريخ‬
‫النشر ‪ ،2192-92-11‬متاح في‪/http://www.alukah.net/web/abdullah-ibn-ubarak/0/48482 :‬‬
‫‪ -3‬رمزي زكي‪ ،‬االقتصاد السياسي للبطالة‪ ،‬الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪،9177 ،‬‬
‫ص ‪.281‬‬

‫‪06‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫باإلضرابات وعقد االجتماعات الدورية‪ ،‬وتوسع نشاط هذه النقابات وزاد عددها حيث‬
‫وصلت إلى ‪ 911‬نقابة مطلع سنة ‪ ،9711‬وبلغ عدد أعضائها إلى ‪ 281‬ألف عضو‪،‬‬
‫" ‪Benjamain‬‬ ‫كما بلغت ميزانيتها إلى مليون باوند إسترليني‪ ،‬ولقد استطاع‬
‫‪ " dizraeli‬النجاح في االنتخابات سنة ‪ ،9789‬بعد أن قدم برنامجا طموحا توعد فيه‬
‫باالهتمام بالشأن االجتماعي‪ ،‬وبالفعل وفي نفس السنة أصدرت حكومته قانون تطوير‬
‫سكنات العمال‪ ،‬كما صدرت عدت قوانين بين عامين ‪ 9789‬و‪ 9787‬حملت في طياتها‬
‫‪1‬‬
‫تهيئة وتحسين ظروف العاملين‪ ،‬وإعطـاء مكاسب اجتماعية واقتصادية جديدة لهم‪.‬‬
‫إال أن مجلس اللوردات‪ ،‬وعلى نقيض خطى سابقه وبوصفه أعلى سلطة قضائية‪،‬‬
‫فقد فصل في النزاع القائم بين العمال وأصحاب العمل لصالح هذا األخير‪ ،‬حيث أصدر‬
‫ق ار ار يلزم نقابات العمال بدفع تعويضات لصالح أصحاب العمل‪ ،‬جراء أي إضرابات أو‬
‫أعمال تلحق خسائر في منشأتهم‪ ،‬لكن مجلس العموم وبعد إمساك األحرار مقاليد الحكومة‬
‫سارع في إلغاء هذا القانون‪ ،‬وأجاز اإلضراب وجميع الطرق السلمية للمطالبة بحقوق‬
‫العمال‪ ،‬وفي سنة ‪ 9112‬أقر البرلمان اإلنجليزي قانون تعويضات إصابات العمل لصالح‬
‫العمال إذا ما أصيبوا خالل العمل‪ ،‬كما أقر سنة ‪ 9199‬قانون التأمين اإلجباري ضد‬
‫‪2‬‬
‫المرض‪ ،‬وقانون الحد األدنى لألجور سنة ‪. 9118‬‬
‫ويعتبر نظام الرعاية الصحية في بريطانيا نظاما اشتراكيا بامتياز‪ ،‬فغالبية‬
‫المستشفيات هي ملك الدولة‪ ،‬بل وحتى ملكية الموارد المستخدمة في إنتاج الخدمات‬
‫الصحية هي ملك الدولة‪ ،‬فنظام الخدمة الصحية القومية البريطاني الصادر سنة ‪،9197‬‬
‫يقدم خدمات صحية متطورة وبتكاليف منخفضة‪ ،‬والهدف منه ليس الربح‪ ،‬كما هو معمول‬
‫به في األنظمة الليبرالية‪ 3.‬وفي سنة ‪ 9199‬شكلت الحكومة البريطانية لجنة لدراسة نظام‬

‫‪ -1‬طالب محيبس الوائلي‪ ،‬اإلصالحات االجتماعية في بريطانيا‪ ،‬مجلة كلية التربية واسط‪ ،‬العدد ‪ ، 91‬جامعة واسط‬
‫بالعراق‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2199‬ص ‪.999‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.998‬‬
‫‪ -3‬تشارلز فيليبس‪ ،‬نحو مفهوم القتصاديات الصحة والرعاية الصحية والتأمين الصحي المسار األمريكي‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫جالل البنا‪ ،‬ط‪ ،9‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للثقافة‪ 2111 ،‬ص ‪.827‬‬

‫‪07‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫الضمان االجتماعي برئاسة اللورد ‪ ،Beveridge‬وبعد سنة خلصت هذه اللجنة إلى‬
‫إعداد تقرير تضمن مالحظات عن نظام التأمينات االجتماعية السابق‪ ،‬إضافة إلى تقديم‬
‫اقتراحات وحلول‪ ،‬بغية إصالح منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬وقد بدا من هذا التقرير تأثر‬
‫إضافة إلى رغبته في تحرير‬ ‫‪‬‬
‫اللورد ‪ Beveridge‬بأفكار الرئيس األمريكي روزفلت‬
‫اإلنسان من الحاجة‪ ،‬والحاجة حسبه هي عار على المجتمع ككل وجب التخلص منها‪،‬‬
‫كما أقترح إلى جانب ذلك أن يشمل التأمين كافة أطياف المجتمع من جهة المستفيدين أو‬
‫‪2‬‬
‫من ناحية المساهمين‪ 1.‬وقد كشف التقرير ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن نظام الضمان االجتماعي اإلنجليزي هو نظام معقد‪ ،‬نتيجة تعدد األنظمة وعدم‬
‫تناسق األجهزة القائمة على تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -‬يستبعد هذا النظام الموظفين الذين تتجاوز دخولهم ‪ 121‬جنيه إسترليني‪ ،‬مهما كانت‬
‫أعبائهم ومصاريفهم العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن ‪ % 92‬من األسر البريطانية ال يتجاوز دخلها الحد األدنى المضمون‪.‬‬
‫‪ -‬تعويضات المرض يستفيد منه المؤمن فقط دون أفراد عائلته ‪.‬‬
‫‪ -‬العامل المصاب ال يحصل على تعويضات إصابة العمل‪ ،‬إال بعد المرور على‬
‫إجراءات قضائية معقدة‪ ،‬تهدر له الوقت والمال‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وبناءا على هذه المعطيات تقدم تقديم مشروع جديد تمثلت حيثياته في‪:‬‬

‫وليام هنري بيفريدج بريطاني وهو خبير اقتصادي قدم تقرير يعتبر أساس منظومة الضمان االجتماعي في العالم‬ ‫‪‬‬

‫(‪.)9121-9781‬‬
‫‪‬هو الرئيس األمريكي الثاني والثالثين ولد سنة ‪ 9772‬من عائلة هولندية وفاز بأربعة انتخابات رئاسية متتالية من‬ ‫‪‬‬

‫‪ 9198-9111‬تاريخ وفاته‪.‬‬

‫‪ -1‬الطيب السماتي‪ ،‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في الجزائر ومشاكله العملية‪ ،‬مداخلة مقدمة في ندوة حول‬
‫مؤسسات التأمين التكافلي والتقليدي بين األسس النظرية والتجربة الديمقراطية‪ ،‬المنعقدة بكلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير في جامعة سطيف‪ ،‬في ‪ 28‬أفريل ‪ ،2199‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬الدار الجامعية‪ ، 9111 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬المرجع األنف الذكر‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪08‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬دمج أجهزة التأمينات االجتماعية في هيئة واحدة‪ ،‬تمثلت في و ازرة الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫كما أن المؤمن يستفيد من تأمين ضد جميع المخاطر‪ ،‬كذلك توسيع نطاقه إلى تعويض‬
‫عن مصروفات الجنائز‪ ،‬وإعطاء منح للمرأة في حالة الزواج أو الترمل أو الوالدة‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع النظام ليشمل العاملين في القطاع الحر‪ ،‬مثل التجار والحرفين والفالحين‪..‬إلخ‬
‫عوض حصره في العمل التبعي فقط‪.‬‬
‫‪ -‬توفير العمل لكل قادر وراغب‪ ،‬وضمان أجر كاف للعامل وأسرته‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬رفع قيمة التعويضات ضد كل األخطار السابقة‪.‬‬
‫إن نظام الضمان االجتماعي في بريطانيا ومن خلفها لمسات وأفكار اللورد‬
‫بفيريدج‪ ،‬ساهمت في تطوير مزايا وخدمات الضمان االجتماعي في طبق وقالب جديد‪.‬‬
‫والجدول التالي يوضح مزايا النموذجين السابقين‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :10‬المقارنة بين نموذج ‪ Bismarck‬ونموذج ‪Beveridge‬‬
‫نموذج ‪Beveridge‬‬ ‫نموذج بسمارك‬ ‫عناصر المقارنة‬
‫تعويض الضائع من الدخل أو‬
‫االستجابة المجانية للمخاطر‬ ‫سبب الحماية‬
‫غيابه‬
‫التأمينات‬ ‫مزايا‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫شروط‬
‫االشتراكات‬ ‫الحاجة‬
‫االجتماعية‬
‫الثورة الصناعية مع استفحال‬
‫أزمة ‪ 9121‬وظهور مجتمع استهالكي‬
‫ظاهرة‬ ‫سبب سن قانون التأمينات االجتماعية‬
‫النزوح الريفي‬
‫االشتراكات‬ ‫الضرائب‬ ‫التمويل‬
‫النقابات العمالية‬ ‫الحكومة مع رقابة البرلمان‬ ‫التسيير‬
‫وتحسين‬ ‫العمال‬ ‫مشاكل‬ ‫محاربة‬
‫محاربة البطالة والحاجة‬ ‫الهدف‬
‫وضعيتهم‬
‫العمال‬ ‫عموم المواطنين‬ ‫الفئة المستهدفة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪09‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫بقيت الواليات المتحدة األمريكية محافظة على مبدأ الحرية االقتصادية المطلقة‪،‬‬
‫ومبدأ عدم تدخل الدولة إال في الشؤون التقليدية‪ ،‬ضف إلى ذلك ارتفاع دخل الفرد‬
‫األمريكي‪ ،‬وبالتالي لم تكن هناك ضرورة ملحة لوجود نظام الضمان االجتماعي‪ .‬وصدر‬
‫في سنة ‪ 9191‬أول قانون لتأمين االجتماعي حيث تمثل في تأمين حوادث العمل‪ ،‬والذي‬
‫لم يشمل إال بعض الواليات‪ ،‬لكن زلزال أزمة الكساد العالمي سنة ‪ 9121‬ونتائجها‬
‫الوخيمة على اقتصاديات الدول الصناعية خصوصا‪ ،‬كان له اآلثر البارز في إعادة رسم‬
‫السياسة االقتصادية لهاته الدول وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبات تدخل‬
‫الدولة أم ار ال مفر منه‪ ،‬من أجل إعادة التوازنات االقتصادية ومعالجة الخلل‪ ،‬ولعل تزايد‬
‫هو ما حتم على الرئيس األمريكي"‬ ‫البطالة والفقر وأعداد العاطلين على العمل‪،‬‬
‫‪ "Roosevelt‬وضع سياسة اقتصادية واجتماعية جديدة‪ ،‬تبيح لدولة التدخل من أجل‬
‫‪1‬‬
‫الحد من األزمة ومساعدة المتضررين‪.‬‬
‫وقد حملت سنة ‪ 9118‬صدور أول تشريع لضمان االجتماعي في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬تحت اسم "األمن االجتماعي"‪ ،‬وهذا التشريع هو األول من نوعه الذي استخدم‬
‫مصطلح األمن‪ ،‬وقد شمل هذا القانون‪ ،‬المساعدات الغذائية‪ ،‬والخدمات الصحية‪ ،‬وحماية‬
‫األمومة والطفولة‪ ،‬وتغطية البطالة‪ ،‬والشيخوخة والتقاعد لعمال الصناعة والتجارة‪،‬‬
‫والمالحظة في هذا التشريع ورغم تأخر الواليات المتحدة األمريكية في إصدار لنظام‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وعدم شمول هذا النظام لتأمين أخطار أخرى كالعجز مثال‪ ،‬إال أن‬
‫نطاقه شمل أغلب أطياف المجتمع‪ ،‬ولم يشمل الطبقة العاملة فقط وأراد بذلك الرئيس‬
‫األمريكي أن يقطع الفقر من جذوره قبل أن يقع‪ ،‬فهو نظام وقائي كان له آثر في تطوير‬
‫أنظمة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة‪ ،‬ولعل أبرز المتأثرين به هو اللورد‬
‫‪ ، Beveridge‬السيما أمام مساعي الرئيس األمريكي ‪ Roosevelt‬في تحرير اإلنسان‬
‫‪2‬‬
‫من الحاجة‪.‬‬

‫‪ -1‬الطيب سماتي‪،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار الهدى‪ ،2199 :‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬ز اررة صالحي‪« ،‬المخاطر المضمونة في قانون التأمينات االجتماعية دراسة مقارنة بين القانون الجزائري‬
‫والمصري»‪( ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،)2118 ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪21‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫وفي مجال الرعاية الصحية‪ ،‬تتدخل الحكومة األمريكية بشكل كبير‪ ،‬في تقديم‬
‫إعانات على شكل نقدي أو عيني لصالح الفئات الهشة ومحدودي الدخل‪ ،‬كالعجزة وذوي‬
‫العاهات والمعاقين‪ ،‬أطفال المدارس‪ ،‬قدماء المحاربين وأسرهم‪ ،‬و األفراد الذين يعانون من‬
‫الفشل الكلوي‪..‬إلخ‪ .‬كما تساهم الحكومة في بناء المستشفيات ودور المسنين والمعاقين‪،‬‬
‫تمويل برامج الرعاية الصحية‪ ،‬إضافة إلى تشجيع البحث العلمي في ميدان الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وتقديم منح سخية لطلبة والباحثين المختصين في هذا المجال‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األحيان تخفض بعض األعباء الضريبية على شركات التأمين الصحي‪ ،‬ومستشفيات‬
‫‪1‬‬
‫األحياء وهذا في العديد من الواليات األمريكية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 9128‬وافق الكونغرس األمريكي على تعديل قانون الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وخاصة في مجال الرعاية الصحية (برنامج التأمين الصحي الشامل ‪،MEDICARE‬‬
‫وبرنامج المساعدة الصحية ‪ ) MEDIACAD‬حيث وقع الرئيس األمريكي " ‪Lyndon‬‬
‫‪ ،"johnson‬على هذا القانون الذي يمنح امتيازات صحية واجتماعية لفائدة المعاقين‬
‫والمسنين واألشخاص الذين يعانون من فشل كلوي‪ ،‬وكذالك تم بموجب هذا القانون إيجاد‬
‫عالقة تنسيقية بين الحكومة الفدرالية وحكومة الواليات‪ ،‬وزاد التدخل الحكومي بشكل كبير‬
‫في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬عوض التدخل السابق والذي يكاد يكون على استحياء‪.2‬‬
‫رابعا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في اإلتحاد السوفيتي‪:‬‬
‫لقد نص الدستور السوفيتي سابقا على أحقية األفراد العاملين بالحصول على مزايا‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬أي أن العمل شرط ضروري للحصول على اإلعانات المالية تحت‬
‫غطاء قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬ولم تفرق القوانين واللوائح الحكومية الصادرة نهاية سنة‬
‫‪ ،9197‬بين العمال الموظفين أو أولئك الذين يمارسون مهنة حرة أو نشاطا حرفيا‪ ،‬ثم‬
‫عدل بقانون ‪ 9122‬أين شمل الموظفين‪ ،‬وقطاعي الصناعة والتجارة‪ ،‬والفالحين الذين‬
‫يعملون في المزارع العامة التي تملكها الدولة‪ ،‬بل حتى الطالب المتدربين إذا سبق لهم‬
‫العمل‪ ،‬لكنه لم يمتد ليشمل الفالحين الذين يمارسون نشاطا فالحيا خاصا‪ ،‬أما بخصوص‬

‫‪ -1‬تشارلز فيليبس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.98-92‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪20‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫اإلعانات الموجهة للمتقاعدين‪ ،‬فهي تعتمد على مقاييس تختلف بحسب ظروف العمل و‬
‫‪1‬‬
‫صعوبة المناطق التي يعمل بها الموظف‪ ،‬إضافة إلى سجل التوظيف‪.‬‬
‫كذلك يشمل نظام الضمان االجتماعي السوفيتي‪ ،‬أولئك الذين يفقدون قدرتهم على‬
‫العمل بصفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬السيما في حاالت المرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬و يمتد‬
‫نطاق هذا النظام إلى النساء في حاالت الحمل والوضع‪ ،‬إضافة إلى عالوات األطفال‬
‫للنساء العامالت والمعيالت ألسر كبيرة والالتي يعشن بمفردهن‪ .‬ولعل أهم ما يميز نظام‬
‫الضمان االجتماعي الروسي‪ ،‬أن تحصيل واقتطاع اشتراكات المؤمن تسيرها النقابات‪،‬‬
‫وتقع على عاتق مؤسسات الدولة‪ ،‬وبالتالي فال تستقطع من أجور العمال ومداخلهم سواء‬
‫كان وا من الموظفين في القطاع الحكومي‪ ،‬أو حتى أعضاء التعاونيات الزراعية والفالحية‪،‬‬
‫ويتم ذلك عن طريق تخصيص صندوق حكومي خاص لتأمين أفراد الشعب العامل في‬
‫جميع المشروعات المؤسسات‪.2‬‬
‫ويمكن حصر المزايا المتعددة لنظام الضمان االجتماعي في االتحاد السوفيتي في‬
‫‪3‬‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعويضات مالية تدفع للذين توقفوا عن العمل في حاالت هي‪ ( :‬العجز المؤقت‪،‬‬
‫المرض‪ ،‬إصابات وحوادث العمل )‪ ،‬وبالنسبة للنساء في حاالت هي‪ ( :‬الحمل والوضع‬
‫واللواتي يعولون األسر الكبيرة بصفة فردية‪ ،‬دون وجود رجل كفيل )‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بمصاريف العطل المرضية‪ ،‬ومصاريف األدوية والعالج والمستشفيات‪ ،‬إضافة‬
‫لبيوت الراحة التي تساعد على العالج‪ ،‬كالحمامات المعدنية أو التي يوصي بها األطباء‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بتنظيم مصحات ومعسكرات ومخيمات ترفيهية واستكشافية لألطفال‪.‬‬
‫‪ -‬تغطية مصاريف الجنائز ودفن الموتى‪ ،‬تخص األفراد العاملين المؤمنين أو عائالتهم‪.‬‬
‫وتمثل اإلعانات المقدمة في إطار منح العجز الدائم والشيخوخة حصة األسد من‬
‫إجمالي مصاريف الضمان االجتماعي حيث تصل إلى ‪ ،% 81‬تأتي بعدها إعانات‬

‫‪ -1‬كارسيوف دمتري‪ ،‬إتجاهات في إصالح نظام المعاشات في اإلتحاد الروسي‪ ،‬المجلة الدولية للتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،98‬السعودية‪ ،‬دار المنظومة‪ ،2112 ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا سالمة‪ ،‬الخطر والتأمين األصول العلمية والعملية‪ ،‬ط‪ ،9‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،9189 ،‬ص ‪.971‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.911‬‬

‫‪22‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫العجز المؤقت بنسبة ‪ ،% 28‬فيما ال تمثل باقي اإلعانات األخرى سوى ‪ %8‬بالنسبة‬
‫لباقي التكاليف المادية التي يكفلها نظام الضمان االجتماعي السوفيتي‪ ،‬التي يعبر عن‬
‫أسمى قيم التضامن مقارنة باألنظمة األخرى‪.‬‬
‫على الرغم من االختالف اإليديولوجي بين الدول الليبرالية الرأسمالية والشيوعية‬
‫االشتراكية ‪ ،‬والذي يظهر في عدة جوانب لها عالقة بنظام الضمان االجتماعي سواء من‬
‫ناحية التعددية النقابية وحرية االنتماء إليها‪ ،‬ومدى تغلغل رجال األعمال في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ونوعية تسيير هياكل ومنظمات الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن يبقى الطابع‬
‫االجتماعي التضامني غالبا وسائدا في كال النموذجين السالف ذكرهما‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬الضمان االجتماعي في المواثيق والمعاهدات الدولية‪ :‬لقد الحت األزمات التي‬
‫ضربت أوربا بضاللها‪ ،‬وأثبتت بما ال يدع مجاال لشك‪ ،‬بأن تدخل الدولة هو شي ضروري‬
‫وحتمي‪ ،‬من أجل تنظيم الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬السيما بعد أزمة‬
‫الكساد العالمي سنة ‪ ،9121‬وما ترتب عنه من آثار ونتائج سلبية‪ ،‬ضف إلى ذلك انتشار‬
‫المد الشيوعي االشتراكي وخصوصا بعد الثورة البلشفية سنة ‪ ،9198‬بل ووصوله إلى قبة‬
‫برلمانات العديد من دول أوربا الغربية وهو ما جعل هذه الدول تفكر في إيجاد آلية جديدة‬
‫من أجل التصدي لهذه األزمة الجديدة‪.‬‬
‫إنشاء منظمة العمل الدولية‪ :‬بدأت بوادر تشكيل كيان أو هيئة دولية‬ ‫‪-0‬‬
‫تحفظ حقوق العمال‪ ،‬منذ إصدار الفدرالية األمريكية للعمل في نوفمبر ‪ ،9199‬لوائح‬
‫تدعو مختلف نقابات وممثلي العمل في الدول إلى الدفاع عن مصالح العمال خالل‬
‫مؤتمر السلم القادم‪ ،‬بل والمساهمة في إرساء ألسس السلم الدائم‪.1‬‬

‫أنشئت منظمة العمل الدولية سنة ‪ 9191‬بمقتضى معاهدة فرساي‪ ،‬وهي جهاز‬
‫تابع لعصبة األمم‪ ،‬وأمر انضمام الدول إلى هاته المنظمة هو متاح لجميع الدول الراغبة‬
‫في االنضمام حتى وإن لم تكن عضو في عصبة األمم‪ ،‬إال أنها انفصلت عنها وكان ذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪- C. ROSSILLION : « Conventions et Recommandations Internationales du travail :‬‬
‫‪Droit social à vocation universelle « in Juris Classeur , Paris : Dalloz, 1988 , p. 4 et 5.‬‬

‫‪23‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫عامال الستمرارها بعد زوال عصبة األمم المتحدة‪ ،‬وفي سنة ‪ 9192‬أعترف بمنظمة العمل‬
‫‪1‬‬
‫الدولية كمنظمة متخصصة مستقلة ملحقة بهيئة األمم المتحدة‪.‬‬
‫وقد جاء في ديباجتها ما يلي‪ ":‬أن الدول األعضاء تعلن رغبتها‪ ،‬في أن تحقق من‬
‫ضمن أهداف عديدة‪ ،‬األهداف الخاصة بالضمان االجتماعي‪ :‬مكافحة البطالة‪ ،‬وحماية‬
‫العمال من األمراض العامة أو المهنية‪ ،‬والحوادث الناجمة عن ظروف العمل‪،‬وحماية‬
‫‪2‬‬
‫األوالد والنساء‪ ،‬تأمين معاشات حالتي الشيخوخة والعجز"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وتساهم المنظمة في‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعداد لمخطط توجيهي يساعد على تبني نظام ضمان اجتماعي‪ ،‬وهذا حسب‬
‫اإلمكانيات االقتصادية التي تتمتع بها كل دولة على حدا‪ ،‬دون إغفال الجوانب اإلدارية‬
‫واالجتماعية السائدة في تلك الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الدراسات واألبحاث المختصة في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬مع الحرص على‬
‫تأطير كوادر وخبرات فنية وتقنية هدفها تقديم النصح للدول النامية‪ ،‬وكذلك السهر على‬
‫إيجاد حلول حقيقة وفعالة من أجل مجابهة مختلف المشاكل التي تواجه هياكل وسياسات‬
‫التأمينات االجتماعية في هذه الدول‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال وتعديل وتبني قوانين جديدة وإصدار لوائح تنظيمية وتشريعات‪ ،‬بما يواكب‬
‫تحديات ومتطلبات المرحلة‪.‬‬
‫‪ -9‬ميثاق األطلنطي‪ :‬إن قيام الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وما خلفته من دمار وخسائر مادية‬
‫وبشرية‪ ،‬عجل من حكومات أوربا الغربية‪ ،‬زيادة مجوداتها وتركيز نشاطاتها نحو إصالح‬
‫السياسة االجتماعية وإعطائها األولوية وبدا ذلك جليا من خالل ميثاق األطلنطي سنة‬
‫‪ 9199‬بين الرئيس األمريكي "‪، " Roosevelt‬ورئيس الحكومة البريطانية " ‪Winston‬‬
‫‪ ،"Churchill‬والذي نص على ضرورة التعاون السيما في الشأن االقتصادي بين جميع‬

‫‪ -1‬سيد دمحم رمضان‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العمل وقانون الضمان االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2199 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -2‬رفيق سالمة‪ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬بيروت‪ :‬بدون دار نشر‪ ، 9112 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪ -3‬عامر سلمان عبد الملك‪ ،‬الضمان االجتماعي في ضوء التطبيقات الدولية والمعايير العلمية‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،9117 ،‬ص ‪. 971‬‬

‫‪24‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫الدول‪ ،‬وضمان العمل للمواطنين‪ ،‬والحق في الضمان االجتماعي وتوفيره للجميع بدون‬
‫استثناء‪ ،‬وكان ذلك واضحا من خالل البند السادس من الميثاق حيث نص على‪:‬‬
‫"إن الدول الموقعة ستعمل على تحقيق سالم يؤمن للشعوب حياتها داخل حدودها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويضمن لكل الناس في كل البالد أن يعيشوا حياتهم بمنأى عن الخوف والعوز ‪".‬‬
‫وقد حملت نفس السنة أيضا عقد مؤتمر عمل دولي في نيويورك من‬
‫‪ 9199/91/28‬إلى غاية ‪ 9199/99/18‬في نيويورك‪ ،‬من تنظيم منظمة العمل الدولية‪،‬‬
‫والذي دعا إلى ضرورة تحسين شروط وظروف العمل‪ ،‬كما أكد على ضرورة تطوير نظم‬
‫الضمان االجتماعي‪.2‬‬
‫‪ -3‬ميثاق فيالدلفيا‪ 01:‬مايو ‪:0222‬‬
‫حيث أكد هذا الميثاق على ضرورة بذل الدول وتكريس جهودها من أجل محاربة‬
‫العوز‪ ،‬وتوحيد أهدافها والتنسيق من أجل ضمان الحياة الكريمة لألفراد والمواطنين‪ ،‬مهما‬
‫كانت جنسياتهم‪ ،‬دياناتهم‪ ،‬توجهاتهم‪ ،‬عقائدهم‪ ،‬في ضل نظام يسمح بالتوسع في‬
‫السياسات االجتماعية وباألخص إستراتجية محكمة في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬ما‬
‫يخلص إلى رفع الحد األدنى لألجور‪ ،‬والوصول إلى مستوى معيشي مقبول‪ ،‬ومحاربة‬
‫جميع المخاطر االجتماعية‪ ،‬وكذالك سياسة صحية ترعى األمومة والطفولة‪ ،‬وأصحاب‬
‫االحتياجات الخاصة من معاقين وذوي العجز الدائم‪ ،‬الذين يحتاجون إلى سند ودعم من‬
‫الدولة‪ ،‬وال يستطيعون االستمرار بدونها‪.3‬‬
‫‪ -2‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫شدد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر سنة ‪ ،9197‬على ضرورة ضمان الحد‬
‫األدنى لمستوى معيشي‪ ،‬وهو ما جاء في المادتين رقم ‪ 22‬و ‪ 28‬من هذا اإلعالن‪:‬‬
‫المادة ‪ " 99‬لكل شخص باعتباره عضو في المجتمع الحق في الضمان االجتماعي‬
‫وفي أن تحقق بواسطة المجهود القومي والتعاون الدولي‪ ،‬وبما يتفق ونظم كل دولة‬

‫‪ -1‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬الطيب السماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪25‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ومواردها والحقوق االقتصادية واالجتماعية والتربوية التي ال غنى عنها كرامته وللنمو‬
‫الحر لشخصيته"‪.‬‬
‫المادة ‪ " 92‬لكل فرد الحق في مستوى معيشي كاف لتأمين صحته وحاجته المادية‬
‫وحاجة أسرته‪ ،‬وخاصة تلك المتعلقة بالمأكل والملبس والمسكن والخدمات الصحية‬
‫والخدمات االجتماعية الضرورية‪ ،‬وله الحق في الضمان في حالة البطالة والمرض‬
‫والعجز والترمل والشيخوخة والحاالت األخرى‪ ،‬التي يفقد فيها وسائل العيش‪ ،‬نتيجة‬
‫لظروف خارجة عن إرادته‪ ،‬ويجب أن تحضي األم والطفل بعناية خاصة في هذا‬
‫المجال"‪.1‬‬
‫فيما نصت اتفاقية العمل الدولية رقم ‪ 912‬الصادرة عن منظمة العمل‪ ،‬على ضرورة‬
‫توفير الحد األدنى من المخاطر التي وجب على كل دولة االلتزام بها وهي ‪" :‬التأمين‬
‫على المرض‪ ،‬التأمين على البطالة‪ ،‬تأمين التقاعد (الشيخوخة)‪ ،‬إصابات العمل‬
‫‪2‬‬
‫واألمراض المهنية‪ ،‬تأمين األمومة والوالدة‪ ،‬تأمين العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬األعباء العائلية‪.‬‬
‫‪ -2‬منظمة العمل العربية‪:‬‬
‫أنشئت المنظمة العربية للعمل سنة ‪ ،9181‬بعد مجهودات عربية تمثلت في قيام‬
‫العراق بدعوة وزراء العرب الجتماع في بغداد في سنة ‪ ،9128‬والتي قدم فيه مندوب‬
‫مصر بميثاق عمل تلتزم به الدول العربية‪ ،‬حول إقامة منظمة عربية تعمل كوكالة إقليمية‬
‫متخصصة تعمل تحت نطاق جامعة الدول العربية‪ ،‬تكون عضويتها لجميع الدول العربية‬
‫سواء المستقلة أو التي تقبع تحت وطأت االستعمار‪ ،‬وتهدف منظمة العمل العربية إلى‬
‫تنسيق الجهود العربية في ميدان العمل‪ ،‬وتوحيد تشريعاتها‪،‬إضافة إلى تعاونها مع‬
‫المنظمات الدولية واإلقليمية المتخصصة‪ ،‬وعلى رأسها اإلتحاد الدولي لنقابات العمال‬
‫‪3‬‬
‫العرب ومنظمات أصحاب العمل ‪..‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬سيد دمحم رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪26‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية‪.‬‬


‫لم تكن الدول العربية في منأى عن ما يحدث من التطور الذي لحق بمختلف دول‬
‫أوربا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وإن عانت تأخ ار وتخلفا في شتى الميدان‪ ،‬ولعل السبب‬
‫األساسي في ذلك وقوع أغلب الدول العربية في يد المستعمر‪ ،‬السيما بعد سقوط الدولة‬
‫العثمانية سنة ‪ ،9129‬وتفكك العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬في وحدته وأراضيه‪ ،‬ونهب خيراته‬
‫الطبيعية‪ ،‬ضف إلى ذلك تبعيته االقتصادية والسياسية للمستعمر القديم حتى بعد‬
‫االستقالل‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع بعض الدول من خلق بعض التشريعات والقوانين في مجال‬
‫التأمينات اال جتماعية‪ ،‬فالمستعمر في كثير من األحيان يطبق على الشعوب المستعمرة‬
‫بعض قوانينه باعتبار أن هاته الدول التي بسط يده عليها هي امتداد ألراضيه وبالتالي‬
‫يطبق عليها قوانينه وأحكامه‪ ،‬وبعد استقالل الدول العربية تم التمديد بقوانين المستعمر في‬
‫أغلب الدول العربية‪ ،‬إلى غاية تبني أنظمتها قوانين جديدة تخص قطاع الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫لذلك سندرس في هذا المبحث الجانب التاريخي لظهور الضمان االجتماعي في‬
‫العديد من الدول العربية‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في مصر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في األردن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ظهور االجتماعي في لبنان‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في بعض الدول الخليجية‪.‬‬
‫خامسا‪ : :‬ظهور الضمان االجتماعي في بعض دول المغرب العربي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في مصر‪:‬‬
‫كغيرها من دول العالم الثالث ظلت مصر بعيدة عن الطفرة التكنولوجية والصناعية‪،‬‬
‫وبالتالي غابت عن مجتمعه الحاجة إلى برامج للحماية االجتماعية التي مست مختلف‬
‫الدول األوربية‪ ،‬رغم أنها عرفت نهضة صناعية إبان حكم دمحم علي و قد باشرت الحكومة‬
‫المصرية في سن بعض قوانين الضمان االجتماعي وقبيل الثورة المصرية صدر قانون‬
‫رقم ‪ 29‬في سنة ‪ ،9112‬والذي ألزم من خالله المشرع المصري‪ ،‬أصحاب األعمال‬
‫الصناعية والتجارية بتعويض المباشر للعمال‪ ،‬دون اشتراط قيام العامل بإثبات الخطأ على‬

‫‪27‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫صاحب العمل‪ ،‬بل حتى وإن كان هناك تقصير من طرف العامل نفسه أدى إلى إصابته‪،‬‬
‫حيث يقدم صاحب العمل مبلغا جزافيا لتعويض العامل‪ ،‬فالمسؤولية هنا قائمة بموجب‬
‫القانون‪ ،‬غير أن هذا القانون لم يكن شامال لمختلف األخطار‪ ،‬كخطر البطالة والشيخوخة‬
‫وتعويضات المرض للمؤمن وأفراد أسرته‪.1‬‬
‫يعتبر قانون التأمين اإلجباري من حوادث العمل رقم ‪ 72‬لسنة ‪ 9192‬كبداية‬
‫حقيقية لظهور التأمينات االجتماعية في مصر‪ ،‬تلته عدة نصوص وتشريعات مثل األمر‬
‫الذي ينظم معاشات التقاعد المدنية الذي صدر في ‪ 22‬ديسمبر ‪ .29789‬والقانون‬
‫الصادر في سنة ‪ 9129‬رقم ‪ 88‬والذي يغطي التعويضات ضد خطر المرض للعاملين‬
‫بالحكومة‪.3‬‬
‫لقد حملت الثورة المصرية(‪ 21‬يوليو ‪ )9182‬أفكار وأيديولوجية االشتراكية‪ ،‬والتي‬
‫نادت بتكريس مبادئ العدالة االجتماعية‪ ،‬ولقد أدى نجاح الثورة المصرية إلى ظهور عدة‬
‫مؤشرات إيجابية‪ ،‬مست شتى مناحي الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية للمواطن‪،‬‬
‫من بينها محاوالت هذا النظام إصالح منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬وتوسيع نطاقها بعد‬
‫ما كان مقتص ار على بعض الفئات دون األخرى‪ ،‬كما ال يمكن إهمال الحركات العمالية‬
‫والنقابات المهنية في الضغط لصالح انتزاع مزايا تأمينية وتوسيع قاعدة المستفيدين من‬
‫برامج التأمينات االجتماعية‪ ،‬حيث استفاد عمال القطاع الخاص من مزايا التأمينات‬
‫االجتماعية‪ ،‬بعدما كان مقتص ار على الموظفين في القطاع العام‪ ،‬وكان أول قانون صدر‬
‫في هذا المجال هو القانون رقم ‪ 991‬الصادر سنة ‪ 9188‬والخاص بإنشاء مؤسسة‬
‫التأمين واالدخار للعمال‪ ،4‬ليتولى أرباب العمل مسؤولية تأمين التغطية االجتماعية تجاه‬
‫عمالهم عوض شركات التأمين الخاصة‪ ،‬ولعل التطور البارز حمله دستور ‪ 9189‬في‬
‫(‪ )98‬التي نصت بصريح العبارة على تولـي‬

‫‪ -1‬ز اررة صالحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ -2‬بيومي صقر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم علي إبراهيم عبد ربه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -4‬نبيل عبد اللطيف‪ ،‬نظام التأمين االجتماعي في مصر تشريعا وتطبيقا‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الصافي للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪ ،9188‬ص ‪.92‬‬

‫‪28‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫الدولة بتقديم خدمات التأمينات االجتماعي ليشمل جميع المواطنين ضد المخاطر‬


‫‪1‬‬
‫االجتماعية فيصبح قانون ضمان اجتماعي‪.‬‬
‫ويعتبر قانون ‪ 9188 / 81‬كأول قانون في مصر‪ ،‬ينظم التغطية االجتماعية لكبار‬
‫السن وكذلك كل من يمارس عمال أو مهنة أو حرفة لدى الغير أو لصالح الحكومة‬
‫والتأمين ضد البطالة والعجز والوفاة‪ ،‬وعمل به فعليا في سبتمبر من نفس السنة‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في األردن‪:‬‬
‫لقد تأسست الدولة األردنية بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬فقد كانت تابعة للدولة‬
‫العثمانية‪ ،‬والتي كانت تطبق نظاما خاصا للتقاعد أسمته نظام تقاعد مأموري الملكية‬
‫العثمانية‪ ،‬وكان يخص شرق األردن وأستمر إلى غاية سنة ‪ ،9199‬أين صدر قانون‬
‫للتقاعد موحد شمل جميع األراضي األردنية‪ ،‬وبعده بسنة أي في سنة ‪ 9192‬تم إصدار‬
‫قانون التقاعد‪ ،‬والذي خص العسكريين دون المدنين‪ ،‬في عام ‪ 9182‬صدر قانون و ازرة‬
‫الشؤون االجتماعية والعمل رقم ‪ 99‬لسنة ‪ ،9182‬ونصت المادة الثالثة منه على غاية‬
‫و ازرة الشؤون االجتماعية والعمل‪ ،‬وهي "توفير الضمان االجتماعي الشامل‪ ،‬والكفاية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وتنسيق الخدمات االجتماعية لجميع المواطنين في جميع مراحل العمر‪ ،‬وتنظيم‬
‫استثمارهم ‪ ،‬وكانت و ازرة الشؤون االجتماعية والعمل‪ ،‬عام ‪ 9182‬تطبق قانونها من خالل‬
‫دوائرها التنظيمية التالية‪ :‬دائرة الرعاية االجتماعية‪ ،‬التي عنيت بتقديم المساعدات وتنظيم‬
‫النشاط االجتماعي األهلي ورعاية األسرة‪ ،‬دائرة اإلنشاء التعاوني‪ ،‬دائرة العمل‪ .3‬وشهدت‬
‫سنة ‪ 9181‬صدور قرار إلغاء قانون التقاعد الصادر سنة ‪ 9199‬وأصدرت مكانه قانون‬
‫التقاعد المدني‪ ،‬ثم عدل سنة ‪ 9121‬بعد نمو الحركة العمالية‪ ،‬أين تم بموجبه إعطاء‬
‫مكاسب جديدة للطبقة العاملة‪ ،‬حيث شمل تعويضات العالج وإصابات العمل‪ ،‬وصرف‬
‫‪4‬‬
‫مكافأة نهاية الخدمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ز اررة صالحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬دمحم البناء‪ ،‬التأمين في مصر إلى أين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة الطبجي للتجارة والطباعة والنشر‪ ،2118 ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -3‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪‌-‌4‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪29‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫في سنة ‪ 9172‬توسعت خدمات التأمين لتشمل الشيخوخة والعجز والوفـاة‪ ،‬وقد‬
‫استكمل القانون مراحله الدستورية سنة ‪ 2119‬وأصبح يسمى بقانون الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫ونشر في الجريدة الرسمية تحت رقم ‪ 1.9971‬وقد تضمن نفس القانون في مادته ‪91‬‬
‫إنشاء مؤسسة الضمان االجتماعي‪ ،‬التي تم إعطاءها الصبغة االعتبارية‪ ،‬مستقلة بذاتها‬
‫من الناحية المالية‪ ،‬حيث يجوز لها قبول الهبات والوصايا‪ ،‬كما يمنحها هذا القانون حق‬
‫التقاضي حين حدوث المنازعات‪.2‬‬
‫ثالثا‪ -‬ظهور االجتماعي في لبنان‪:‬‬
‫تعتبر لبنان من أوائل الدول العربية التي راعت موضوع الضمان االجتماعي‪ ،‬فقبل‬
‫صدور قانون يؤسس لنظام التأمينات االجتماعية‪ ،‬سبقت ذلك عدة تشريعات وأوامر‬
‫‪3‬‬
‫حاولت تغطية بعض المخاطر واألضرار وتجلت في‪:‬‬
‫‪ -‬قانون الموجبات والعقود الصادر في ‪ 9112/11/11‬والذي أقر بحق األجير في‬
‫الحصول على تعويضات جراء األضرار التي تلحق به‪ ،‬كما ألزم رب العمل بتوفير شروط‬
‫السالمة والصحة‪ ،‬في أماكن العمل ليضمن عدم تعرض العمال للخطر‪ ،‬وأقر بمسؤولية‬
‫صاحب العمل عن أي ضرر يلحق بالعامل‪.‬‬
‫‪ -‬قانون طوارئ العمل الصادر في ‪ 9191/18/19‬والذي أضاف على كاهل صاحب‬
‫العمل التأمين من األخطار التالية‪( :‬التعويضات الطبية‪ ،‬العجز المؤقت والجزئي والدائم‪،‬‬
‫تعويضات الوفاة وتكاليف الجنازة)‪.‬‬
‫‪ -‬قانون تنظيم معدالت األجور‪ ،‬وإحداث تعويضات عائلية للزوجة واألوالد‪ ،‬إال أنها‬
‫تضمن تعويضات ل خمس أوالد كحد أقصى‪ ،‬والذي صدر وفقا للمرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 21‬وهذا بتاريخ‪ ،9191/18/92:‬ثم قانون العمل الصادر بتاريخ‪ 9192/11/22:‬والذي‬
‫فرض على أصحاب العمل ضمان التعويضات التالية‪ (:‬اإلجازات السنوية والمرضية‪،‬‬
‫إجازة الوالدة للمرأة العاملة‪ ،‬تنظيم الصرف من الخدمة) وألزم أصحاب العمل تحديد‬

‫‪ -0‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬سيد دمحم رمضان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.821‬‬
‫‪ -3‬عياش درار‪« ،‬أثر النظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني دراسة حالة الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي لغير األجراء بومرداس»‪( ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،)2118 ،1‬‬
‫ص‪.29‬‬

‫‪31‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ساعات العمل‪ .‬إال أن ضغوط الحركة النقابية وخوف الحكومة من تصاعد الحركات‬
‫االحتجاجية عليها مهد في األخير إلى إصدار قانون يؤسس لنظام ضمان اجتماعي‬
‫‪1‬‬
‫حقيقي ومتكامل‪ ،‬فقد صدر المرسوم رقم ‪ 91188‬والذي ينص على التالي‪:‬‬

‫" إن رئيس الجمهورية وبناء على الدستور‪ ،‬السيما المادة ‪ 21‬منه‪ ،‬ونظ ار إلحالة‬
‫الحكومة على مجلس النواب مشروع القانون المتعلق بضمان االجتماعي‪ ،‬وبما أنه‬
‫أنقضى ‪ 21‬يوما دون البت فيه وبناء على اقتراح وزير العمل‪ ،‬وبعد موافقة مجلس‬
‫الوزراء المنعقدة في ‪ 0223/11/16‬فقد وضع هذا القانون موضع التنفيذ‪ ،‬ولقد ضمن‬
‫هذا القانون التأمين على المخاطر التالية‪ ( 2:‬تأمين المرض واألمومة‪ ،‬التعويضات‬
‫العائلية‪ ،‬تعويض نهاية الخدمة‪ ،‬فرع طوارئ العمل واألمراض المهنية)‪".‬‬
‫رابعا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في بعض الدول الخليجية‪:‬‬
‫‪ - 0‬في المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫لقد سببت الطفرة البترولية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬إلى ظهور مخاطر عديدة‬
‫أحاطت بعمال الصناعة البترولية‪ ،‬مما مهد بإقرار أول نظام لتعويض العمال عن‬
‫اإلصابات التي تلحقهم جراء قيامهم بعملهم‪ ،‬حيث صدر المرسوم الملكي رقم ‪ 99‬بتاريخ‬
‫‪ 9118‬م‪ ،‬والذي كان مقتص ار على عمال المشاريع الصناعية‪ ،‬إال أن ظهور نظام‬
‫لتأمينات االجتماعية‪ ،‬تطلب مدة طويلة حيث صدر المرسوم الملكي رقم ‪ 22‬في سنة‬
‫‪9181‬م والذي نظم قانون العمل والعمال وأحدث مؤسسة قائمة على التأمينات‬
‫االجتماعية وهي مؤسسة تتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،‬ويشغل رئيس مجلس إدارتها السيد‬
‫وزير العمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬وفي سنة ‪9172‬م وعن طريق المرسوم الملكي رقم ‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫الذي أوجد نظام للتقاعد إال أنه أقتصر على السعوديين دون األجانب‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراهيم مشورب‪ ،‬المؤسسات السياسية واالجتماعية في الدول المعاصرة‪ ،‬ط‪ .2‬بيروت‪ :‬دار المنهل اللبناني‪،‬‬
‫‪ ،2119‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬المرجع االنف الذكر‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬دمحم بن أحمد بن الصالح الصالح‪ ،‬التأمينات االجتماعية بين المأمول والمخاطر والتطور واآلثار‪« ،‬مؤتمر‬
‫التأمينات االجتماعية بين الواقع والمأمول»‪ ،‬جامعة األزهر مركز صالح عبد هللا كامل لالقتصاد اإلسالمي بالقاهرة‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 98-91‬أكتوبر ‪ ،2112‬ص ‪.99‬‬

‫‪30‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫كما أن أول نظام للتقاعد في المملكة‪ ،‬والذي خص الموظفين الملكيين وخفر‬


‫السواحل ورجال األمن والعسكريين‪ ،‬وهو أيضا موجه للسعوديين دون غيرهم من األجانب‪،‬‬
‫وتولته و ازرة االقتصاد والمالية سنة ‪9199‬م‪ ،‬وبالتالي يمكن اعتباره نظام تقاعد عسكري‪.1‬‬
‫أما نظام التقاعد المدني فقد صدر في سنة ‪9121‬م وشمل العمال األجانب‪ ،‬وخدم‬
‫المنازل‪ ،‬وعمال المأجورين الذين يعملون في الزراعة والرعي‪ ،‬والبحارة والصناع والحرفيين‬
‫الذين يعملون في منازلهم‪ .‬ويغطي نظام التأمينات االجتماعية في السعودية األشخاص‬
‫‪2‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المرأة التي ال عائل لها واأليتام التي تقل أعمارهم على ‪ 91‬سنة‪ ،‬إضافة إلى العاجزين‬
‫عن العمل واألطفال غير الشرعيين والمجهولين الهوية‪.‬‬
‫‪ -‬األسر المحتاجة‪ ،‬التي ال تملك أي دخل وليس لهم من يعيلهم أو من يقوم بشؤونهم‪.‬‬
‫‪ -‬كبار السن الذين ليس لهم أسر‪ ،‬أو أن أسرهم ال تستطيع ضمان الرعاية لهم‪ ،‬وتقوم‬
‫على ذلك دور متخصصة ومؤسسات إيوائية تابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -9‬في اإلمارات العربية المتحدة‪:‬‬
‫تعود جذور نظام الضمان االجتماعي في اإلمارات‪ ،‬إلى سنة ‪9189‬م بعد صدور‬
‫القانون رقم ‪ ،91‬والذي عدل الحقا ب قانون رقم ‪ 12‬سنة ‪9172‬م‪ ،‬والقانون رقم ‪19‬‬
‫سنة ‪9179‬م ‪ ،‬وتغطي قوانين الضمان االجتماعي في اإلمارات‪ ،‬موظفي الحكومات‬
‫االتحادية ومستخدميهم‪ ،‬إضافة إلى عمال الشركات والمصارف‪ ،‬ويمس أيضا معاشاتهم‬
‫ومكافآت نهاية الخدمة‪ ،‬كما يشمل فئات المستحقين وتقوم بتطبيقه إدارة معاشات ومكافآت‬
‫التقاعد‪ ،‬والتي تتبع و ازرة المالية والصناعة‪ .3‬ولقد صدر قانون للرعاية االجتماعية في‬
‫اإلمارات سنة ‪9189‬م ‪ ،‬يهتم بتوفير العيش الكريم لألسر والفئات المحرومة‪ ،‬يتمثل أوال‬
‫في رفع الحاجة والغبن عن المحتـاجين‪ ،‬ومن ثم مساعدتهم لالندماج في المجتمع‪ ،‬ليضمن‬

‫‪ -1‬أبوشيحة أحمد نادر‪ ،‬الجوانب اإلدارية ألنظمة الضمان االجتماعي دراسة مقارنة‪،‬المجلة العربية للتأمينات‬
‫االجتماعية‪،‬العدد‪ ، 9‬المملكة العربية السعودية‪ ،9171،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬دمحم بن ناصر البجاد‪« ،‬الضمان االجتماعي السعودي وأثره في الوقاية من الجريمة»‪ ( ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الدرسات العليا‪،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ .‬السعودية‪ ،)2199 ،‬ص ‪.11‬‬
‫الماجستير‪ ،‬كلية ا‬
‫‪ -3‬أبوشيحة أحمد نادر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪32‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫تأهيلهم الحقا لكي يكونوا فئات منتجة وعاملة قادرة على تغطية احتياجاتها لوحدها‪ ،‬وقادرة‬
‫على المساهمة في االقتصاد القومي الوطني‪.1‬‬
‫خامسا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في بعض دول المغرب العربي‪:‬‬
‫‪ -0‬في المغرب‪:‬‬
‫كانت بداية ظهور نظام الضمان االجتماعي المغربي غداة االستعمار‪ ،‬حيث طبق‬
‫نظام للتقاعد االختياري والذي اقتصر على العمال الفرنسيين دون غيرهم‪ ،‬ولم يتم تعميمه‬
‫إال سنة ‪9121‬م‪ ،‬ويعود تاريخ حوادث الشغل إلى سنة ‪9128‬م ليتم تطويره الحقا ليشمل‬
‫األمراض المهنية‪ ،‬أم ا المنح العائلية ومنح المرأة عند الوالدة فتعود إلى سنة ‪9192‬م‪ ،‬وفي‬
‫سنة ‪9191‬م أنشء صندوق للتقاعد المغربي وكان هو األخر اختياريا وشمل القطاع‬
‫الخاص والعام معا‪ ،2‬وبعد االستقالل وفي سنة ‪9181‬م أوكلت لصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي مهام التأمن ضد المرض‪ ،‬واإلنجاب والعجز والوفاة والتقاعد والمنح العائلية‪،‬‬
‫ليضمن بذلك تأمين عدة مخاطر في صندوق واحد‪ ،‬إال أنه لم يشمل جميع العمال‬
‫واقتصر على عمال الصناعة وأصحاب الحرفة والتجارة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 9129‬طور هذا القانون ليشمل الفالحين‪ ،‬وهم فئة كبيرة ال يستهان بها‪،‬‬
‫هذا إضافة لتوفيره شبكة من الرعاية الصحية تمثلت في مراكز صحية وعدة عيادات‬
‫متخصصة‪ ،‬أما بخصوص حوادث الشغل واألمراض المهنية فتشرف عليها شركات‬
‫خاصة‪ ،‬ولعل أهم ما يعاب على نظام الضمان االجتماعي في المغرب عدم وجود تأمين‬
‫ضد البطالة‪.3‬‬
‫ورغم وجود حزمة من القوانين والتشريعات الرامية إلى تحسين الوضعية الصحية‬
‫واالجتماعية للعمال والموظفين المغاربة‪ ،‬لكن الضبابية وعدم الوضوح وغياب الشفافية‬
‫أضحى الطابع السائد الذي يتخلل عالقات العمل الفردية والجماعية‪ ،‬وأوجد جوا من عدم‬
‫الثقة والخوف لدى صفوف الطبقة العمالية‪ ،‬بسبب الكم الهائل من المشاكل التي يجني‬

‫‪ -1‬عثمان سراج الدين فتح الرحمان‪ ،‬الرعاية االجتماعية بين االتفاقيات والمواثيق الدولية والقوانين المحلية‪ :‬دولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة نموذجا‪ ،‬مجلة رؤى إستراتيجية‪ ،‬عدد سبتمبر ‪ ،2191‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬هنري لوردال‪ ،‬الحماية االجتماعية في بلدان جنوب المتوسط وشرقه‪:‬األوضاع الراهنة واآلفاق‪ ،‬ترجمة‪ :‬سامي‬
‫البغدادي‪ ،‬حاتم الصالح‪ ،‬مدريد‪ :‬مؤسسة سالم وتضامن سيرافين اريالغا‪ ،‬مارس ‪،2111‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪33‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫آثارها العامل المغربي البسيط (غياب التأمين الطبي‪ ،‬ساعات العمل الطويلة‪ ،‬عمالة‬
‫األطفال‪ ،‬التميز ضد المرآة العاملة‪...‬إلخ) لذا كان البد من تشجيع الحوار االجتماعي بين‬
‫اإلدارة والشريك االجتماعي في مؤسسات والشركات الخاصة والعمومية‪.1‬‬
‫وابتداء من سنة ‪9112‬م تم التوقيع على اإلعالن المشترك ما بين الحكومة وأرباب‬
‫العمل والنقابات لتشجيع الحوار االجتماعي‪ ،‬وحل المشاكل والنزاعات الجماعية التي‬
‫لطالما عكرت جو العمالة في المغرب‪ ،‬وبعد مفاوضات جمع عدت أطراف هي‪:‬‬
‫(الحكومة‪ ،‬الكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب‪ ،‬ممثلي المركزيات النقابية الكبرى‪ ،‬اإلتحاد‬
‫‪2‬‬
‫العام لعمال المغرب) وتوجت في األخير بعدت تفاهمات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إجبارية تأسيس تشريعات خاصة بالتأمين الصحي ونشر قوانينه في الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫مع تبني تدابير متعلقة بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية وتثمين مؤسسات الحماية االجتماعية والتعاضديات‪ ،‬وذلك من خالل تسطير‬
‫برامج وخطط عمل في القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة إصالح نظام الضمان االجتماعي وفق التفاهمات والتسويات بين مختلف‬
‫شركاء والفواعل الرسمية وغير الرسمية ‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح نظام التقاعد وتأسيس لتقاعد نسبي‪ ،‬يمس العاملين الذين بلغوا سن ‪ 88‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد فترة لتعويض عن األمومة إلى ‪ 99‬أسبوع‪.‬‬
‫وفي ما يخص البرلمان المغربي الذي اعتمد قانون الشغل الجديد والذي يحمل عدة‬
‫مؤشرات إيجابية أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تقليص ساعات العمل لفائدة العمال الذين يعملون في ظروف تتميز بالصعوبة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص ساعات العمل للعمال الناشطين في ميدان الفالحة من ‪ 2811‬ساعة إلى‬
‫‪ 2912‬سنويا أي تخفيض أكثر من ‪ 211‬ساعة عمل في السنة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص ساعات العمل للعمال الناشطين في قطاعات الصناعة والخدمات من ‪97‬‬
‫ساعة أسبوعيا إلى ‪ 99‬ساعة أسبوعيا‪ ،‬مع الحرص على عدم تخفيض أجورهم‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد السالم أبو درار وآخرون‪ ،‬تقرير حول الحكامة والتنمية التشاركية بالمغرب‪ ،2118 ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪34‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬الرسكلة المستمرة والتكوين المتواصل لفائدة العمال‪ ،‬مع تطوير برامج محو األمية‬
‫الموجهة إليهم‪.‬‬
‫‪ -‬السماح بممارسة الحق النقابي‪ ،‬مع تثمين المفاوضات واالتفاقيات الجماعية التي‬
‫تعطي مكاسب للعمال السيما تقنين الطرد التعسفي الذي يطالهم بدون أية تعويضات‪.‬‬
‫‪ -9‬في ليبيا‪:‬‬
‫كغيرها من الدول التي وقعت تحت طائلة االحتالل‪ ،‬ورثت المملكة الليبية سابقا‬
‫قوانين وتشريعات دولة االستعمار‪ ،‬ومن بينها قوانين التأمينات االجتماعية وهذا خدمة‬
‫للعمالة اإليطالية واألجنبية التي تعمل في ليبيا‪ ،‬فأنشئت ثالثة فروع لمؤسسات التأمينات‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬فرع ليبيا من المؤسسة الوطنية لتأمين ضد حوادث العمل ) ‪ :( INAIL‬تقدم‬
‫تعويضات التأمين العيني والنقدي ضد حوادث وإصابات العمل لصالح العمال األجانب‬
‫والمستوطنين والعمال الليبيين‪.‬‬
‫‪ -‬فرع ليبيا من المؤسسة الوطنية للوقاية االجتماعية ) ‪ :( INPAS‬هذا المؤسسة توفر‬
‫الخدمات التأمينية لصالح العمال األجانب‪ ،‬وتستثني العمال الليبيين‪ ،‬وتغطي الخدمات‬
‫التأمينية للبطالة والعجز والشيخوخة والوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬فرع ليبيا من مؤسسة المساعدة االجتماعية ألفريقيا اإليطالية )‪ :( ASAI‬وهذه‬
‫المؤسسة توجه الخدمات واالمتيازات التأمينية للمواطنين اإليطاليين وتستثني العمال‬
‫األجانب والليبيين‪ ،‬وتختص بتغطية خطري المرض والوالدة وتقدم تعويضات عينية‬
‫ونقدية‪.‬‬
‫إن أهم ما يمكن قوله حول هذه المؤسسات ونظام الضمان االجتماعي المطبق في‬
‫‪2‬‬
‫ليبيا ككل هو محباته للعمال اإليطاليين واألجانب على حساب أصحاب األرض والحق‪.‬‬
‫بعد استقالل ليبيا عن االستعمار اإليطالي في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 9189‬انتقلت سلطة‬
‫تسيير المؤسسات السالفة الذكر إلى السلطة الليبية‪ ،‬وانتقلت معها التزاماتها ومدخراتها‪،‬‬

‫‪ -1‬المنظمة الليبية للسياسات واالستراتيجيات‪ ،‬إدارة البحوث والدراسات‪ ،‬تقييم أداء وزارة الشؤون االجتماعية في ليبيا‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2192‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪35‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫بعد تنازل إيطاليا عن مؤسسات الضمان االجتماعي إبان الفترة االستعمارية‪ ،‬وهذا بموجب‬
‫اتفاقية راعتها وأصدرتها األمم المتحدة‪ ،‬كما قامت منظمة العمل الدولية بإيفاد لجنة‬
‫مختصة تتكون من أربعة خبراء مهمتها وضع مشروع وطني لتأمين االجتماعي ذا صبغة‬
‫‪1‬‬
‫ليبية تمخض على أساسها عدة نقاط أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير وتدريب موظفين ليبين قادرين على إدارة وقيادة مؤسسات ومنظمات الضمان‬
‫االجتماعي في ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد مسودة عمل تحمل مختلف الخطط واإلجراءات الواجب إتباعها خالل مرحلة بناء‬
‫نظام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام رقابي قادر على متابعة مختلف العمليات المالية والمحاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد اللوائح التنظيمية والتنفيذية والقوانين التي تخص ميدان الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫من جانب أخر صادقت ليبيا على مختلف المعاهدات الدولية في مجال الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬فصادقت على اتفاقيات العربية لتأمينات االجتماعية بواسطة قانون ‪ 28‬سنة‬
‫‪9189‬م‪ ،‬كما صادقت على االتفاقيات التي وضعتها منظمة العمل الدولية بواسطة قانون‬
‫‪ 18‬سنة ‪9188‬م‪ .‬وفي سنة ‪9171‬م صدر القانون رقم ‪ 91‬تمخضت عنه عدة أنظمة‬
‫وفروع لضمان االجتماعي وهم‪ ( :‬نظام المعاش األساسي‪ ،‬نظام التقاعد المدني‪ ،‬نظام‬
‫التقاعد العسكري والمدني)‪ .‬ولقد حاول هذا القانون الجديد أن يدخل مزايا وخصائص‬
‫جديدة في منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬كالوحدة والشمولية لجميع المواطنين‪ ،‬كما أنه‬
‫يغطي أغلب المخاطر‪ ،‬ويراعي ذلك التوازن و االلتزام مابين ما يدفعه المكلف والعائد‬
‫المحتمل عليه‪ ،‬وبالتالي فيمكن أن نقول أن نظام الضمان االجتماعي الليبي كغيره من‬
‫األنظمة‪ ،‬هو نظام مرن وديناميكي قادر على التطور والتكيف من مرحلة إلى أخرى وهذا‬
‫‪2‬‬
‫وفق التغيرات ‪.‬‬

‫‪ -3‬في تونس‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪،‬ص ‪.1‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪،‬ص ‪.9‬‬

‫‪36‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ظهرت التأمينات االجتماعية في تونس سنة ‪ ،9717‬إبان الفترة االستعمارية‪ ،‬غير‬


‫أنه لم يكن مقتص ار إال على موظفي وأعوان الدولة‪ ،‬أما موظفي القطاع الخاص فقد أنشئ‬
‫لهم الصندوق القومي للضمان االجتماعي سنة ‪9121‬م‪ 1،‬وفي سنة ‪9182‬م تم توحيد‬
‫الصناديق في صندوق واحد‪ ،‬وهو الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية‪ ،‬أما‬
‫نظام التقاعد فقد عرف جملة من اإلصالحات‪ ،‬حيث صدرت عدة قوانين أهمها قانون‬
‫تقاعد أعضاء الحكومة وذلك سنة ‪9171‬م‪ ،‬وبعده بعاميين قانون تقاعد أعضاء البرلمان‪،2‬‬
‫وفي نفس السنة‪ ،‬تم تعديل نظام المعاشات في شهر مارس ‪9178‬م‪ ،‬فأضاف لهم‬
‫العاملين المؤقتين كما خفض سن التقاعد من ‪ 28‬إلى ‪ 21‬إال في حاالت خاصة حددها‬
‫القانون‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫ويضمن نظام الضمان االجتماعي التونسي تغطية المخاطر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تغطية نفقات العالج للمؤمنين وأفراد عائالتهم‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع المنح التعويضية ( منح العائلية‪ ،‬األمومة‪ ،‬المرض ‪..‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬تعويض المخاطر المحدقة بالعمال مثل (األمراض المهنية‪ ،‬حوادث العمل ‪..‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬ضخ األموال لصالح ميزانية الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية استفادة المنخرطين من قروض الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة دعم المعوزين وذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وتتشكل هياكل الضمان االجتماعي في تونس من ثالثة صناديق‪:‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي) ‪ :( CNSS‬الذي يتصرف في نظام التقاعد‬
‫ورأس مال الوفاة والعجز والمساعدات االجتماعية للقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬هنري لوردال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫‪ -2‬أبوشيحة أحمد نادر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم قويدر‪ ،‬دراسات في أنظمة الضمان االجتماعي‪ ،‬القاهرة‪ :‬إدارة الترجمة العلمية والطباعة والنشر‪،9112 ،‬‬
‫ص ‪.91‬‬
‫‪ -4‬ليلى بنزرتي مراد‪ ،‬منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬مقدمة في إطار دراسة شبكة المنظمات غير الحكومية للتنمية‬
‫حول "الحماية االجتماعية‪:‬الوجه اآلخر ألزمة الدولة"‪ ،2199 ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني لتأمين على المرض ) ‪ :( CNAM‬ويتولى تغطية مخاطر المرض‬


‫وحوادث الشغل واألمراض المهنية لمصلحة مجموعة األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية) ‪ : ( CNRPAS‬وهو خاص بأجراء‬
‫القطاع العام‪ ،‬ويختص بمنح التقاعد والعجز ورأس مال الوفاة ‪.‬‬
‫بعد نيل أغلب الدول العربية الستقاللها كرست منظومة الضمان االجتماعي في‬
‫دساتيرها‪ ،‬ولعل ماساهم في زيادة االهتمام به هو ميل أغلب الدول المستقلة ودول العالم‬
‫الثالث إلى النهج الشيوعي االشتراكي‪ ،‬إلحداث القطيعة مع سياسات المستعمر السابقة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر‪.‬‬


‫منذ أن بسطت فرنسا يدها على أرض الجزائر سنة ‪9711‬م‪ ،‬اعتبرتها امتداد‬
‫لمساحتها وطبقت قوانينها وتشريعاتها عليها‪ ،‬وإن كانت في العديد من المرات أعطت‬
‫للمعمرين امتيازات على المواطنين األصليين‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بمنح الحقوق‬
‫والمساعدات ألفراد المجتمع‪ ،‬ومن بينها قوانين الحماية والضمان االجتماعي‪ ،‬وسنحاول‬
‫في هذا المبحث تسليط الضوء على تطور قوانين الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر‪،‬‬
‫وهذا من خالل مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في فرنسا قبل استقالل إقليم االلزاس واللورين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطور الضمان االجتماعي في فرنسا بعد استقالل إقليم االلزاس واللورين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ظهور الضمان االجتماعي في الجزائر قبل االستقالل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تطور الضمان االجتماعي في الجزائر بعد االستقالل إلى غاية ‪.9171‬‬
‫أوال‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في فرنسا قبل استقالل إقليم االلزاس واللورين‪:‬‬
‫لقد اهتمت فرنسا بنظام الحماية االجتماعية منذ أكثر من ثالث قرون مضت‪ ،‬بل‬
‫وقبل ظهور الثورة الفرنسية والتي دعت إلى الديمق ارطية والحرية والمساواة والعدالة‪ ،‬حيث‬
‫أنشئت صناديق لالدخار في سنة ‪9882‬وهو نظام للحيطة‪ ،‬اقتصر بداية على عمال‬
‫البحر‪ ،‬وهذا لصعوبة المهمة التي يؤدونها وكثرة األخطار المحدقة بهم‪ ،‬وهذه الصناديق‬
‫وإن كانت تعتمد على اشتراكات العمال‪ ،‬إال أنها مدعومة بجزء كبير من الدولة‪ ،‬وبعد‬
‫احتالل الجزائر بسنة واحدة أي سنة ‪9719‬م أنشئ نظام للتقاعد العسكري وهذا موجه‬
‫لفائدة العسكريين دون المدنين‪ ،‬وفي سنة ‪9781‬م أنشئ نظام التقاعد لصالح بعض‬
‫موظفي الدولة فقط‪.1‬‬
‫وكباقي الدول األوربية‪ ،‬حملت الثورة الصناعية لفرنسا نهضة تكنولوجية واقتصادية‬
‫ضخمة‪ ،‬عكست عدة نقاط إيجابية على بنيتها التحتية‪ ،‬وعلى شبكة المواصالت والطرق‬
‫وزاد ميزانها التجاري‪ ،‬لكنها بالمقابل فتحت باب البطالة على مصرعيه أمام العمال نتيجة‬
‫االستعمال المفرط لآللة‪ ،‬وزادت معدل تعرض العامل لألخطار‪ ،‬وزادت معه هيمنت‬

‫‪ -1‬الصادق المهدي السعيد‪ ،‬التأمين االجتماعي وتطبيقاته األولى في العراق‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪،9188 ،‬‬
‫ص‪.98‬‬

‫‪39‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫أصحاب األعمال وتسلطهم على مرؤوسيهم‪ .‬فقبل صدور قانون ‪ 11‬أفريل ‪ 9771‬والذي‬
‫أخذا بمبدأ المسؤولية الموضوعية ألصحاب األعمال نتيجة أي حادث يلحق بعمالهم‪ ،‬دون‬
‫أن يلزمه بتقديم دليل يثبت فيه خطأ صاحب العمل‪ ،‬فقد كان العامل ملزم بتقديم دليل‬
‫يثبت خطأ صاحب العمل ويثبت عالقة العمل‪ ،‬لكي يحصل على تعويض يستغرق فيه‬
‫الوقت ويبذل فيه المال‪ ،‬وفي أحسن األحوال وإذا صدر حكم المحكمة لصالحه‪ ،‬قد يكون‬
‫ذلك التعويض ال يغطي تكاليف الضرر ويزداد األمر سوء إذا تسبب الضرر في فقدان‬
‫العامل لمنصبه بسبب عجز دائم أو مؤقت‪ .‬وفي ‪ 9118/11/19‬صدر قانون يجبر‬
‫أرباب العمل على تأمين العمال ضد حوادث وإصابات العمل‪ ،‬ويكون هذا بواسطة شركات‬
‫التأمين‪ ،‬يحصل العامل بموجبها على حق التعويض مباشرة من طرف هاته الشركات‪،‬‬
‫والتي يدفع بموجبها أرباب العمل‪ ،‬أقساط على شكل مبالغ‪ ،‬تمثل اشتراكات إجبارية يساهم‬
‫رب العمل في تأمين العمال الذين يعملون لصالح المنشأة أو الشركة التي يملكها‪،‬‬
‫وبالتالي فهذا القانون يمثل مكسب جديد للعمال في سهولة الحصول على حقوقهم‬
‫التعويضية‪ ،‬حيث لن يكون رب العمل خصما للعامل المصاب‪ ،‬ألنه ليس هو من يدفع‬
‫مبلغ التعويض‪.1‬‬
‫وفي سنة ‪ 9197‬صدر القانون المتعلق باألعباء العائلية‪ ،‬والتي بموجبه يحصل‬
‫العامل على تعويض نتيجة إعالته ألسرته‪ ،‬لكن هذا القانون اقتصر على العمال األجراء‪،‬‬
‫دون غيرهم من التجار وأصحاب الحرف والفالحين‪ .2‬وصدر بتاريخ ‪9127/19/18‬‬
‫قانون ينص على توفير الحماية دنيا للمسنين والمرضى‪ ،‬إال أن المشرع حاول تدارك‬
‫النقص في هذا القانون‪ ،‬حيث تم تعديله في ‪ 9111/19/11‬بتوسيعه ليشمل (المرض‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫األمومة‪ ،‬العجز‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬الوفاة)‪ ،‬إال أنه اقتصر على العمال األجراء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور الضمان االجتماعي في فرنسا بعد استقالل إقليم االلزاس واللورين‪:‬‬

‫‪ -1‬الطيب السماتي‪،‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في الجزائر ومشاكله العملية‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -2‬إلياس بن عبد الرحمان‪« ،‬إشكالية التقاعد في الجزائر»‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪، )2118 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -3‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪79‬‬

‫‪41‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ظلت "االلزاس" و"اللورين" إقليم تابع للدولة األلمانية منذ سنة ‪9789‬م‪ ،‬إلى غاية‬
‫استعادتها من قبل فرنسا بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬ثم مرة أخرى بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬وبما أن ألمانيا كانت سباقة إلقامة نظام ضمان اجتماعي في العالم‪ ،‬أصبحت‬
‫فرنسا محرجة أمام سكان اإلقليم الذي كان يتمتع بمزايا الضمان االجتماعي األلماني‪ ،‬مما‬
‫دفعها إلعادة النظر في سياستها االجتماعية‪ ،‬وكللت ذلك بجملة من القوانين والتشريعات‬
‫التي أراد بها المشرع الفرنسي إقامة نظام ضمان اجتماعي حقيقي قوي ومتناسق‪ ،‬وهذا‬
‫من جهة الهيكلة اإلدارية و من جهة النصوص القانونية‪ ،‬وقد تأثر المشرع الفرنسي بقانون‬
‫بفيريدج‪ ،‬وهذا لجملة المزايا التي يختص بها فهو نظام للقضاء على الحاجة‪ ،‬وتأثره بنظام‬
‫التأمينات االجتماعية األلمانية وهذا للسبب السالف ذكره (استقالل إقليم االلزاس واللورين)‪،‬‬
‫زد على ذلك ضغوط نقابات العمال على الحكومة الفرنسية التي طالبت بتوسيع مجال‬
‫الحماية االجتماعية‪ ،‬ونتيجة لكل هذه العوامل الخارجية و الداخلية‪ ،‬خرج إلى النور أول‬
‫نظام للتأمينات االجتماعية في فرنسا‪ ،‬كنظام شامل لكل فئات المجتمع كما أنه يغطي‬
‫أغلب األخطار‪ ،‬التي تصيب األشخاص‪.1‬‬
‫تشكل مجلس وطني للمقاومة (‪CONSEIL NATIONAL DE LA )CNR‬‬
‫‪ RESISTANCE‬في ‪ 98‬مارس ‪ 9199‬حيث اقترح هذا األخير برنامج نشاط يتضمن‬
‫مخطط عمل يهدف إلى ضمان وسائل العيش لكل المواطنين‪ ،‬والحيلولة دون الوقوع في‬
‫الحاجة‪ ،‬أي لضمان العيش الكريم‪ ،‬أما من ناحية التسيير فهو مشترك بين ممثلي العمال‬
‫والحكومة‪ .2‬وفي أكتوبر ‪9198‬م صدر أول قانون يؤسس نظام التأمينات االجتماعية‬
‫الفرنسي ويرسي دعائمه‪ ،‬حيث نص في مادته األولى‪ ،‬على تكوين مؤسسة خاصة‬
‫بالضمان االجتماعي‪ ،‬تتكلف بتأمين العمال ويمتد إلى عائالتهم التي هي تحت كفالتهم‬
‫دون أن يهمل أعباءهم العائلية وحماية األمومة‪ .3‬ثم توالت القوانين والتشريعات بوتيرة‬
‫لوجود هيكل تنظيمي خاص بالضمان‬ ‫متسارعة‪ ،‬بحيث مهد القانون اآلنف الذكر‬

‫‪ -1‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-charte du conseil national de la resistance ( extrait ), Encyclopaedia universalise,‬‬
‫‪consulte le 10 mai 2019 url: http: //junior. universalise.Fr/document/ charte- du -‬‬
‫‪conseil- national -de- la- resistance- extrait.‬‬
‫‪ -3‬حسين عبد اللطيف حمدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪40‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫االجتماعي وهذا ألول مرة‪ ،‬وبعده بأيام قليلة وسع المشرع الفرنسي مرة أخرى من خالل‬
‫‪ 9198/91/91‬في مجال تغطية األخطار لتشمل هذه المرة‬ ‫القانون الصادر في‬
‫التأمينات المتعلقة بتغطية المرض والعجز واألمومة والشيخوخة والوفاة‪.1‬‬
‫وفي ‪ 9192/17/22‬طور المشرع الفرنسي من تغطية اإلعانات العائلية‪ ،‬وأفردها‬
‫في تشريع خاص‪ ،‬كما خص نظام التقاعد بعدة إصالحات‪ ،‬حيث في نفس السنة قام‬
‫بتعميم نظام الضمان االجتماعي ليشمل جميع أفراد الشعب الفرنسي‪ ،‬إال أنه خص‬
‫اإلطارات السامية لألمة بتقاعد خاص وهذا سنة ‪9198‬م‪.2‬‬
‫أما في مجال المساعدات االجتماعية‪ ،‬فقد أفرد لها المشرع الفرنسي تقنين خاص‬
‫سمي بالتقنين العائلي والمساعدات االجتماعية سنة ‪9181‬م‪ ،‬ويعتبر هذا القانون ركيزة‬
‫من ركائز التضامن والتكافل‪ ،‬بل ويعتبر دعامة من دعائم المساواة وهو أقرب لتنافي‬
‫الفروقات بين طبقات المجتمع الفرنسي‪ ،‬وكرس من خالله مبدأ العدالة االجتماعية‪.3‬‬
‫وعاد المشرع الفرنسي في سنة ‪9188‬م في إصالحاته في مجال التقاعد‪ ،‬حيث‬
‫خص هذه المرة الموظفين الغير إطارات‪ ،‬بإنشاء صندوق للتقاعد حمل اسم الصندوق‬
‫التقاعد التكميلي غير اإلطارات‪ ،‬وعدل بعد ذلك في سنة ‪9188‬م‪ ،‬وفي سنة ‪9172‬م‬
‫خفض سن التقاعد إلى ‪ 21‬سنة بالنسبة للرجال‪ ،‬و‪ 88‬سنة بالنسبة للنساء‪ ،‬وهو مكسب‬
‫أخر للعمال الفرنسيين‪ ،‬يضاف إلى مكاسبهم السابقة‪.4‬‬
‫ثالثا‪ -‬ظهور الضمان االجتماعي في الجزائر قبل االستقالل‪:‬‬
‫يعتبر نظام الضمان االجتماعي الجزائري هو وليد الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬فقد‬
‫كان الموظفين الجزائريين الذين يعملون في اإلدارة الفرنسية يستفيدون من نظام التقاعد‬
‫الفرنسي الصادر سنة ‪9712‬م‪ ،‬وهو أصال وضع لصالح العمال الفرنسيين الذين يعملون‬
‫في الجزائر‪ ،‬واستفادة منه العمال الجزائريين بالتبعية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ -2‬حسين جعيجع عوايدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬ز اررة صالحة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -4‬حسين جعيجع عوايدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬

‫‪42‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫ثم صدر القانون الخاص بتقاعد عمال الصناعة والتجارة والزراعة في‬
‫‪ ،9191/12/18‬ونظ ار لضغوط المعمرين الذين أرغموا اإلدارة الفرنسية على التفريق في‬
‫القوانين ومنحهم مزايا خاصة‪ ،‬فقد طبق التشريع الفرنسي الخاص بالضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر بقانون ‪ ،9191/11/28‬ولم يدخل حيز التنفيذ إال في جانفي ‪9129‬م‪.1‬‬
‫يمكن القول أن نظام الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬الذي طبق في الجزائر‪ ،‬لم‬
‫يمس إال بعض العمال وكانت إصالحاته محدودة‪ ،‬بل وفي فائدة المستعمر‪ ،‬فقد شمل‬
‫اإلدارات الحساسة‪ ،‬مثل البريد والسكك الحديدية والموانئ‪ ،‬أما باقي الجزائريين فقد كانوا‬
‫يحصلون على مساعدات طبية‪ ،‬فلم يشملهم أيضا نظام التأمين على المرض مثل‬
‫األوربيين‪ ،‬وبالتالي فحتى تبعية الجزائر لفرنسا في تلك الحقبة‪ ،‬لم تشفع لها في الحصول‬
‫على مزايا الضمان االجتماعي الفرنسي‪.2‬‬
‫بعد تبلور فكر االستقالل لدى الجزائريين ونتيجة لضغوط الطبقة العاملة‪ ،‬والتي أتت‬
‫بثمارها أخي ار بعد رضوخ السلطات االستعمارية لمطالب الجزائريين‪ ،‬وتجلى ذلك من خالل‬
‫إصدار المجلس الجزائري القرار ‪ 98/91‬في ‪ 91‬جوان ‪ 9191‬المتعلق بتنظيم هيئات‬
‫الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬وكان هذا بمثابة أول ظهور لنظام الضمان االجتماعي‬
‫في الجزائر‪ ،‬إال أنه سبقه األمرين ‪ 9‬و‪ 91‬سنة ‪ ،9198‬والذي حدد في بادئ األمر‪،‬‬
‫األخطار المضمونة‪ ،‬وكيفية التعويض‪ ،‬واألشخاص الذين يشملهم التعويض‪ ،‬ثم صدر‬
‫المرسوم المتعلق بتنظيم الضمان االجتماعي في الجزائر في ‪ ،9181/12/21‬وهذا ما‬
‫مهد إلنشاء الصندوق األساسي‪ ،‬وهو صندوق التأمينات االجتماعية‪ ،‬ثم الق اررين التنفيذيين‬
‫واللذان حددا هياكل صناديق الضمان االجتماعي بثالث صناديق‪ : 3‬الصندوق المركزي‬
‫الجزائري للتأمينات االجتماعية‪ ،‬صناديق التأمينات االجتماعية المهنية‪ ،‬صناديق‬
‫التأمينات ذات الطابع الخاص‪ ،‬في ‪ 9189/11/27‬و‪ ،9189/18/11‬ويتمتع الصندوق‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.87‬‬


‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬دمحم زيدان‪ ،‬دمحم يعقوبي‪ ،‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في تحقيق‬
‫السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي الجزائري‪ ،‬ملتقى حول‪ :‬الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق‬
‫التطوير(تجارب الدول)‪ ،‬المنعقدة بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسير بجامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪19-11‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2192‬ص ‪.7‬‬

‫‪43‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫المركزي للتأمينات االجتماعية بالشخصية المعنوية‪ ،‬وباالستقالل المالي‪ ،‬ويتبع مباشرة‬


‫وصاية الحاكم العام بالجزائر‪ ،‬ويخضع في تسيره لمجلس إدارة‪ ،‬يعين رئيسها من قبل‬
‫الحاكم العام‪ ،‬وينتخب المجلس الجزائري ستة أعضاء‪ ،‬وينتخب العمال وأرباب العمل‬
‫مناصفة إثناء عشرة عضوا‪ ،‬ويخضع لصندوق المركزي صناديق جهوية تتوزع في كل من‬
‫وهران وقسنطينة‪ ،‬ويشرف على مجالسها نقابات عمالية ومنظمات ألرباب مناصفة بين‬
‫العمال الجزائريين والجالية الفرنسية‪.1‬‬
‫رابعا‪ -‬تطور الضمان االجتماعي في الجزائر بعد االستقالل إلى غاية ‪:0213‬‬
‫بعد حصول الجزائر على استقاللها‪ ،‬تم تمديد العمل بالقوانين الفرنسية في مختلف‬
‫القطاعات‪ ،‬إال ما يخالف السيادة الوطنية وهذا حسب القانون ‪ ،988/22‬ولهذا استمر‬
‫نظام الضمان االجتماعي الموروث من فرنسا‪ ،‬إال أن ذلك لم يمنع صدور بعض المراسيم‬
‫التنفيذية‪ ،‬كمرسوم ‪ 129/29‬الصادر بتاريخ ‪ 9129/92/19‬المتعلق بإنشاء الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي‪.2‬‬
‫وفي ‪ 9181/17/19‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 992/81‬والذي زاد عدد ممثلي‬
‫العمال في مجلس اإلدارة مقارنة بممثلي اإلدارة‪ ،‬وتوسيع صالحيات المدير‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المرسوم ‪ 71/81‬والذي أنشئ صندوق للتأمين على الشيخوخة لغير األجراء غير أنه‬
‫استثنى المزارعين‪ ،‬لكن المنشور الصادر في ‪ 9189/19/98‬تدارك مطالب هذه الفئة‬
‫وأعطى لهم الحق في التأمين ضد أخطار‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬األمومة و الشيخوخة‪ .‬ثم تاله‬
‫منشور ‪ 79/81‬المؤرخ في ‪ 9189/19/11‬والذي وضع بموجبه مختلف أنظمة‬
‫وصناديق الضمان االجتماعي تحت وصاية و ازرة العمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬واستثنى‬
‫من ذلك نظام الضمان االجتماعي الموجه لفئة الفالحين و الـذي‬
‫‪3‬‬
‫أتبعه لو ازرة الفالحة‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف ذكره ‪،‬ص ‪.7‬‬


‫‪ -2‬زيرمي نعيمة‪ ،‬زيان مسعود‪ ،‬الحماية االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور في الجزائر‪ ،‬ملتقى حول‬
‫الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق التطوير (تجارب الدول)‪ ،‬المنعقدة بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير بجامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 19-11‬ديسمبر ‪ ،2192‬ص ‪. 9‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Hannouz mourad,khadir mohammed,précis le sécurité sociale: à l'usage des‬‬
‫‪professions de la sante et des assures sociaux, Alger: OPU,1996.p 11.‬‬

‫‪44‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫استحدث مرسوم ‪ 298/81‬صندوق التأمين االجتماعي لغير األجراء التابعين للقطاع‬


‫غير الفالحي‪ ،‬أما األمر ‪ 78/89‬فقد وسع من مجال الضمان االجتماعي ليشمل فئة الغير‬
‫األجراء للقطاع الغير فالحي‪ ،‬وأستثنى منشور ‪ 17/89‬المؤرخ في ‪ 9189/19/11‬النظام‬
‫الزراعي ليصبح تابعا لو ازرة الفالحة عوضا عن و ازرة العمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬وأعطت‬
‫المادة ‪ 978‬من القانون األساسي للعمال رقم ‪ 92/87‬الصادرة في ‪ 9187/17/18‬الحق‬
‫في الضمان االجتماعي لجميع العمال‪.1‬‬
‫ولعل أهم ما يوضح اهتمام الحكومة الجزائرية بنظام الضمان االجتماعي آنذاك هو‬
‫تكريسها لمبدأ الحماية االجتماعية والصحة من خالل ميثاق ‪ 9182‬وكذلك دستور ‪9182‬‬
‫اللذان نصا صراحة على حق الصحة والضمان االجتماعي لجميع المواطنين‪.2‬‬
‫في جانب التسيير فقد عهدت مسؤولية التسيير اإلداري لهيئات الضمان االجتماعي‬
‫بموجب قرار الصادر في ‪ 9128/11/19‬المتضمن تعيين المجلس اإلداري للصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬والتي مزجت تشكيلته بين اإلدارة والنقابة (اإلتحاد العام للعمال‬
‫الجزائريين)‪ ،‬لكن المرسوم التنفيذي ‪ 992/81‬حمل معه منح أرباب العمل مقاعد في مجالس‬
‫إدارة صناديق الضمان االجتماعي حيث تميز تسيير نظام الضمان االجتماعي إبان تلك‬
‫الفترة التزاوج بين الفكر الليبرالي من حيث النشأة لكن تسيير هذا النظام ظل محتك ار من‬
‫طرف اإلدارة‪ ،‬وهذا النمط الغالب في سير الشركات والمؤسسات العمومية الوطنية آنداك‪،‬‬
‫وبالتالي فقد ساد خلط كبير في منظومة الضمان االجتماعي بين الخلفية والفكر االشتراكي‬
‫من حيث التسيير والفكر الليبرالي من حيث التنشئة والتشكيلة‪.3‬‬
‫كما تميزت هياكل ومؤسسات الضمان االجتماعي في هذه الفترة بعدم تجانــس‬
‫الصناديق‪ ،‬وغياب منهج واضح للتسيير‪ ،‬مع صعوبة تمثيل الشركاء االجتماعيين‪،‬‬
‫وصعوبة تحصيل االشتراكات مع تباينها بين فئات العمال والموظفين ما دفع الحكومة إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipad,p 5.‬‬
‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.81‬‬
‫‪ -3‬بوحنية قوي‪ ،‬دمحم الطاهر عزيز التسيير الذاتي للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية بالجزائر"االطار التنظيمي‬
‫ومعيقاته"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد‪ ،8‬جوان ‪ ،2192‬ص ‪.912‬‬

‫‪45‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫تبني إصالحات جذرية وجوهرية‪ ،‬قامت بها لجنة إصالح منظومة الضمان االجتماعي سنة‬
‫‪9188‬م‪ ،‬تمخضت عن ميالد أول نظام لضمان االجتماعي جزائري سنـة ‪9171‬م‪.1‬‬
‫إن أهم ما يعاب على هاته الفترة‪ ،‬تعدد األنظمة وكثرة اإلدارات المختصة‪ ،‬وبالتالي‬
‫عدم التناسق بينها‪ ،‬ضف إلى ذلك كثرة التعويضات العالقة وارتفاعها مقارنة مع مداخيل‬
‫الصناديق‪ ،‬مما دفع الحكومة الجزائرية إلى محاولة معالجة هذه اإلختالالت‪ ،‬وإيجاد نظام‬
‫للتأمينات االجتماعية موحد‪ ،‬يشمل جميع الفئات ويغطي جل المخاطر‪.‬‬
‫من خالل المقارنة التاريخية بين نظامي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‬
‫نقول‪:‬‬
‫قبل االستقالل كانت الجزائر امتداد لدولة فرنسا جغرافيا وسياسيا وقانونيا‪ ،‬وبالتالي‬
‫فقد طبقت ن ظاما واحد في الجزائر وفرنسا وخاصة العمال الجزائريين العاملين في إدارات‬
‫حساسة مثل المناجم والبريد‪..‬إلخ إال في بعض األحيان أين كانت تميز بين المعمرين‬
‫والجزائريين‪ ،‬كتعويضات المرض‪ ،‬كان الجزائر يحصل على مساعدات المرض‪.‬‬
‫بعد االستقالل ونظ ار لقرب الجزائر من المعسكر الشيوعي‪ ،‬واعتناقها للنهج‬
‫لالشتراكي‪ ،‬فقد كان هناك اختالف جذري في طبيعة النظامين السياسيين‪ ،‬إال أنه لم‬
‫يؤدي إلى اختالف في سياسة التأمينات االجتماعية المنتهجة‪ ،‬كون أن السياسة‬
‫االجتماعية الفرنسية وخاصة الضمان االجتماعي‪ ،‬قريبة من االشتراكية‪ ،‬بل ترقى إلى‬
‫العدالة االجتماعية‪ ،‬بينما الجزائر حديثة االستقالل‪ ،‬وال تستطيع آنذاك خلق بيئة قانونية‬
‫في شتى القطاعات‪ ،‬وحاولت إقامة أول نظام للضمان االجتماعي سنة ‪ ،9171‬مس‬
‫هيكل الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ص ‪.918 – 912‬‬

‫‪46‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫خالصة واستنتاجات ‪:‬‬


‫عرف اإلنسان أشكاال للحماية االجتماعية منذ القدم(المساعدات االجتماعية‪ ،‬التأمين‬
‫الخاص‪ ،‬االدخار‪ ،‬نظام الطوائف واللولبيات‪ ،‬والتكافل في اإلسالم‪..‬إلخ‪ ).‬إال أنها لم تكن‬
‫كافية لمواجهة المخاطر التي جابهته وجابهت أسرته‪ ،‬وزادت الثورة الصناعية من حدة‬
‫المخاطر التي واجهت العمال‪ ،‬نتيجة االنتشار الواسع الستخدام اآللة وخطورتها‪ ،‬إضافة‬
‫لفقدان الكثير منهم لمناصب عملهم حيث حلت اآللة مكانهم‪ ،‬وما صاحبه من التوسع في‬
‫الطبقية نتيجة اتساع الهوة مابين المالك أصحاب العمل وأرباب المؤسسات والعمال‬
‫البسطاء الذين ال يدخرون جهدا في سبيل عملهم‪ ،‬ما أدى إلى إقدام هذه الفئة المظلومة‬
‫إلى القيام بجملة من االحتجاجات واإلضرابات التي كانت تربة خصبة النتشار المد‬
‫الشيوعي وفلسفته االشتراكية‪ ،‬نتيجة اهتمامه بمشاكل العمال وهمومهم‪.‬‬
‫إن المشاكل والضغوط التي واجهت الحكومات الغربية أدى بها إلى اإلصالح في‬
‫سياساتها االجتماعية وخاصة في منظومتي الضمان االجتماعي والعمل‪ ،‬وهذا رضوخا‬
‫لضغوط العمال واتساع الحركات االجتماعية ووصول الكثير من األحزاب الشيوعية إلى‬
‫قبة البرلمان ومراكز صنع القرار في كثير من الدول الغربية‪ ،‬وفي معاقل الليبرالية ومن‬
‫بينها ألمانيا‪ ،‬وهذا ما دفع المستشار األلماني بسمارك لتقديم أول نظام للضمان‬
‫االجتماعي وكان دافعه األساسي سياسي‪ ،‬وسارت في نهجها معظم الدول األوربية‪ ،‬بل‬
‫ونصت عليها االتفاقات والقوانين الدولية‪(،‬مؤتمر فيالدلفيا‪ ،‬واألطلنطي‪ ،‬واإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومنظمة العمل الدولية)‪.‬‬
‫أما الدول العربية‪ ،‬فقد كانت بدايتها محتشمة وهذا لخضوع منطقتها لالستعمار‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك لم يمنع من وجود قوانين وأوامر حاولت من خاللها خلق نظام للتأمينات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وإن كانت عرفت صعوبات مالية واقتصادية‪ ،‬حالت دون تطور منظومة‬
‫وسياسة الضمان االجتماعي في هذه الدول‪.‬‬
‫وفي ما يخص فرنسا والجزائر‪ ،‬ففرنسا وكغيرها من الدول األوربية كانت سباقة في‬
‫إرساء قواعد الضمان االجتماعي‪ ،‬بسبب التطور التكنولوجي والصناعي وموجة‬
‫االحتجاجات العمالية‪ ،‬فميالد منظومة للضمان االجتماعي هناك جاءت بعد استقالل إقليم‬
‫األلزاس واللورين‪ ،‬حيث أحرجت الحكومة الفرنسية من سكان اإلقليم الذين كانوا ينعمون‬

‫‪47‬‬
‫التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــــل األول‬

‫بميزات الضمان االجتماعي األلماني‪ ،‬وتأثرها بق اررات لجنة بفريدج وما حملته من‬
‫توصيات‪ ،‬كانت ركيزة أساسية من ركائز قوانين الضمان االجتماعي في العالم ككل‪ ،‬بل‬
‫وتأثرت به مختلف القوانين واألعراف الدولية‪.‬‬
‫والجزائر لم تكن أوفر حضا من بقية الدول العربية‪ ،‬حيث رغم أن فرنسا كانت سباقة‬
‫في التأمينات االجتماعية‪ ،‬وكان نظ امها من األنظمة العالمية الرائدة في مجال التأمينات‬
‫االجتماعية‪ ،‬واعتبرت الجزائر والية وامتداد ألرضها‪ ،‬إال أنها ميزت في قوانين الضمان‬
‫االجتماعي بين العمال الجزائريين والمعمرين‪ ،‬إال أن أفرجت عن أول نظام للضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر سنة ‪ ،9191‬تلته أوامر ومراسيم تنظيمية‪ .‬وبعد االستقالل ورثت‬
‫الجزائر ترسانة من القوانين الفرنسية استمر العمل بها‪ ،‬إال ما تعارض مع السيادة‬
‫الوطنية‪ ،‬وفي مجال التأمينات االجتماعية تعددت الهياكل والتشريعات واألطر المنظمة‬
‫لها‪ ،‬مما أفرز عن تشابك القوانين واألجهزة وعدم التناسق بينها استوجب البحث عن نظام‬
‫ضمان اجتماعي كفيل بمعالجة هاته النقائص واإلختالالت‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫ماهيةةةةةة سياسةةةةةة ال ةةةةةةما‬


‫االجتمةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةا ي‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تتداخل العديد من العوامل والجهات عند محاولة صياغة سياسة ما‪ ،‬ويتطلب عملية‬
‫إدراجها استمالة صانع القرار وتوجيهه نحوها‪ ،‬وهذا تبعا لحجم المشكلة ووزنها في‬
‫المجتمع من جهة‪ ،‬وفي عين الحكومة ومختلف الفواعل األخرى من جهة أخرى‪.‬‬
‫وتلقى السياسات االجتماعية على اختالفها اهتماما كبي ار من جميع األطراف‪ ،‬وهذا‬
‫وهو ما أكسبها تلك المكانة في‬ ‫ألثرها المباشر على عموم المواطنين في الدولة‪،‬‬
‫أجندات الحكومات مهما اختلفت أشكالها‪ ،‬وبما أن سياسة الضمان االجتماعي هي ركيزة‬
‫من ركائز السياسة االجتماعية‪ ،‬لذلك سنتناول هذا المبحث وفقا للخطة التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية السياسة العامة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية السياسة االجتماعية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مفهوم سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬فواعل رسم سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬ماهية السياسة العامة‪.‬‬


‫لطالما شكلت الظواهر االجتماعية بشكل عام والظاهرة السياسية بشكل خاص بيئة‬
‫خصبة لقضايا اإلنسان وتطلعاته‪ ،‬فكانت رديفا لمختلف األزمات والقضايا التي واجهته‪،‬‬
‫وتطورت مع مختلف مشاكله‪ ،‬وتكيفت في كثير من األحيان مع مستجدات ومتطلبات‬
‫المرحلة‪ ،‬وأصبحت شاملة لمناحي الحياة فحتى الكوارث والفيضانات واألوبئة وقضايا‬
‫المرة والتعليم ‪...‬إلخ باتت تسيس‪ ،‬وانتقلت السياسة من سياسة ضيقة النطاق إلى‬
‫الدين و أ‬
‫السياسة في كل مكان‪.1‬‬
‫إذا كان الجهد التقليدي والفكر السابق أختزل السياسات وحصرها في إنتاج مؤسسات‬
‫الدولة (التشريعية‪ ،‬والتنفيذية‪ ،‬والقضائية) سواء من ناحية البناء أو الوظيفة‪ ،‬فإن النظرة‬
‫الحديثة سلطت الضوء أكثر وركزت على سلوكيات األفراد والمؤسسات معا‪ ،‬بل وجعلت‬
‫السلوك كوحدة تحليل‪ ،‬أو كاقتراب للوصول إلى معرفة حيثيات صناعة القرار ودوافعه‪،‬‬
‫كتوازن المصالح والمساومة والتفاوض والتسوية‪ ،‬وغيرها من مراحل وبواعث الوصول إلى‬
‫الحلول‪ ،‬أو إلى السياسات العامة المنشودة‪.2‬‬
‫ولكن ظهور المدرسة السلوكية‪ ،‬لم يمنع من تفرد الظاهرة السياسية أحيانا ومن ثم‬
‫صعوبة تحليلها‪ ،‬نتيجة التباين واالختالف الزماني والمكاني في سلوك الفرد والمجتمع‬
‫والطبقة الحاكمة‪ ،‬فالتعددية السياسية أفرزت نماذج ونتائج مختلفة تماما ففي الواليات‬
‫المتحدة وبريطانيا (حزبين)‪ ،3‬وفي إيطاليا وألمانيا وفرنسا (أحزاب عدة) وفي الدول العربية‬
‫بقيت األنظمة االستبدادية على حالها‪ .‬ومع تنامي دور المجتمع المدني ومختلف شبكات‬
‫صنع السياسة العامة غير الرسمية وظهورها كطرف وشريك هام يساهم في بلورة وخلق‬
‫السياسة وفقا ألرائه ومقترحاته‪ ،‬تطور معه مفهوم السياسة العامة واتسع نطاقها لتشمل‬

‫‪ -1‬فهمي خليفة الفهداوي‪ ،‬السياسة العامة منظور كلي في البنية والتحليل‪ ،‬عمان‪ :‬دار المسيرة لنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،1002 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬حسن أبشر الطيب‪ ،‬الدولة المعاصرة دولة مؤسسات‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،1000 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -3‬علي الدين هالل‪ ،‬نيفين مسعد‪ ،‬النظم السياسية العربية قضايا االستمرار والتغيير‪ ،‬ط‪ ،5‬بيروت‪ :‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،1022 ،‬ص ‪.7-6‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫عالقة القطاع الخاص بالحكومة والنقابات واألحزاب السياسية‪ ،‬كذلك كل األنشطة‬


‫‪1‬‬
‫المرتبطة بالحكم والنظام والتموقع في السلطة وتوزيع الثروة على أفراد المجتمع وغيرها‪.‬‬
‫وسنحاول في هذا المبحث التطرق على ماهية السياسة العامة من خالل العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السياسة العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص الساسة العامة‪ ،‬أنماطها ومستوياتها‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬صنع السياسة العامة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف السياسة العامة‪:‬‬
‫إن مفهوم السياسة العامة على الرغم من شيوع استخدامه من طرف الفقهاء‬
‫والمفكرين‪ ،‬ومراكز األبحاث والمؤسسات العالمية التي تهتم وتعنى بهذا الجانب‪ ،‬لم يلقى‬
‫اإلجماع الكامل حول ماهيته ومفهومه‪ ،‬فإذا كان البنك الدولي يضفي على المفهوم‬
‫ويربطه بالجانب االقتصادي والكفاءة اإلدارية‪ ،‬فإن االتجاه األخر ربطه بقيم الديمقراطية‬
‫والمشاركة وتداول السلطة‪ ،‬وحرية التعبير واإلعالم‪ ،‬وقبول رأي األخر وغيرها من ركائز‬
‫ودعائم الحكم الراشد التي تسوق لها أوربا ومختلف الدول الغربية‪ .2‬ولكن قبل أن نعرض‬
‫أهم مفاهيم السياسة العامة‪ ،‬يجب أن نحدد أوال مفهوم السياسة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف السياسة‪ :‬إن كلمة ‪ political‬هي صفة ل ‪ politics‬وهذا يقودنا لتعرف على‬
‫األصل الكلمة الذي وجد قديما على أنه مشتق من كلمة ‪ polis‬اإلغريقية والتي تعني‬
‫‪ city-state‬أي دولة المدينة‪ ،‬وعليه فإن مفهوم ‪ politics‬في المصطلح اإلغريقي القديم‬
‫يتحدث عن كل األشياء التي لها عالقة بشؤون الدولة وبشكل خاص الحكومة‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن أية محاولة لتعريف السياسة‪ ،‬يجب أن تشير إلى مفهوم الدولة‪ ،‬حيث أن لب الدولة‬
‫هي الحكومة‪ ،‬البد من إبراز دور صناعة القرار‪ ،‬وسريان مفعول السياسة وكذلك األمر‬
‫بالنسبة للسلطة‪.3‬‬

‫‪ -1‬خليل حسن‪ ،‬السياسة العامة في الدول النامية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬دار المنهل‪ ،1007 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -3‬هدي الشايب ورضوان يحي‪ ،‬مقدمة في علم السياسة والعالقات الدولية‪ ،‬ط‪ ،2‬ألمانيا‪ :‬المركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات اإلستراتجية والسياسية واالقتصادية‪ ،1027 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫أ‪ -‬لغة‪:‬‬
‫السياسة "القيام على الشيء بما يصلحه"‪ ،‬والسياسة فعل السائس‪ ،‬يقال "هو‬
‫يسوس الدواب إذا قام عليها وروضها" "وسوس له أم ار أي روضه وذله" وفي الحديث '"‬
‫كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبياؤهم‪ ،‬أي تتولى أمورهم كما يفعل األمراء والوالة‬
‫‪1‬‬
‫بالرعية" ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إصطالحا‪:‬‬
‫اختلفت اآلراء حول مصطلح السياسية فهناك من يرى أن‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة ‪" :‬فن أو علم الحكم"‬
‫‪ -‬السياسة‪" :‬فن أو علم يعني بتوجيه السياسات الحكومية أو التأثير عليها"‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات‪ :‬خطة شاملة وعالية المستوى‪ ،‬تعانق األهداف العامة واإلجراءات‬
‫‪2‬‬
‫المقبولة‪ ،‬السيما تلك الخاصة بإحدى الهيئات الحاكمة‪.‬‬
‫لكن الدكتور حسن صعب ‪ ،‬له رأي مخالف في تحديد معنى السياسة‪ ،‬فهو يعتبر‬
‫أن الترجمة الحقيقية من اللغة الالتينية إلى العربية لعبارة "‪ "science politique‬هي‬
‫العلم المدني أو علم المدينة‪.3‬‬
‫ومصطلح السياسة يختلف عن علم السياسة فهذا األخير هو‪" :‬البحث عن حقيقة‬
‫الكيفية التي يمارس بها البشر السلطة‪ ،‬منفصال تماما عن المحاولة الفعلية لممارسة‬
‫تلك السلطة "‪.4‬‬
‫أما في ما يخص جوهر السياسة " هي القوة وتوزيعها بين األطراف‪ ،‬والسلطة‬
‫والوصول إليها واالحتفاظ بها‪ ،‬والنفوذ لحماية القوة والسلطة معا"‪.5‬‬

‫‪ -1‬جمال الدين دمحم بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬بيروت‪ :‬دار صادر‪ ،‬ب‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ -2‬المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية‪ ،‬صياغة السياسات ‪،‬ترجمة‪ :‬نور األسعد وسوزان قازان‪ .‬واشنطن‪،1002 ،‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ -3‬عصام سليمان‪ ،‬مدخل إلى علم السياسة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار النضال للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2222 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -4‬ستيفن تانسي‪ ،‬نايجل جاكسون‪ ،‬أساسيات علم السياسة‪ ،‬ترجمة محي الدين حميدي‪ ،‬ط‪.2‬دمشق‪ :‬دار الفرقد‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،1026 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -5‬سلطان جاسم‪ ،‬قواعد في الممارسة السياسية‪ ،‬ط‪،2‬المنصورة‪ :‬مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع‪ ،100 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ – 2‬اختالف وتعدد زوايا تعريفها‪:‬‬


‫كما أوردنا سابقا‪ ،‬ال يمكن إعطاء مفهوم أو تعريف محدد وشامل للسياسة العامة‪،‬‬
‫وهذا الختالف العلماء والمختصين والزوايا التي تناولوا فيها موضوعات السياسة العامة‪،‬‬
‫وسنحاول سرد أهم تعريفاتها على سبيل الذكر ال الحصر‪:‬‬
‫أ‪ -‬السياسة العامة من منظور القوة‪ :‬عرف السويل السياسة العامة بأنها "من يحوز‬
‫على ماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ من خالل نشاطات تتعلق بتوزيع الموارد والمكاسب والقيم‬
‫والمزايا المادية والمعنوية وتقاسم الوظائف والمكانة االجتماعية بفعل ممارسة القوة أو‬
‫النفوذ‪ ،‬والتأثير بين أفراد المجتمع من قبل المستحوذين على مصادر القوة"‪.1‬‬
‫ب‪ -‬السياسة العامة من منظور مخرجات النظام السياسي كاستجابة لمدخالته‪ :‬عرفها‬
‫جابريال ألموند‪" :‬تمثل محصلة عملية منتظمة‪ ،‬من تفاعل المدخالت مع المخرجات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫لتعبير عن أداء النظام السياسي‪ ،‬من خالل الق اررات والسياسات المتخذة"‪.‬‬
‫ج‪ -‬السياسة العامة من منظور إداري وحكومي‪ :‬حيث عرفها دي كوسيوالس بأنها "‬
‫تلك الق اررات والخطط التي تضعها الهيئات الحكومية‪ ،‬من أجل معالجة القضايا العامة‬
‫‪3‬‬
‫في المجتمع "‪.‬‬
‫أما توماس داي فيعرفها السياسة العامة "هي كل ما تقرر الحكومة عمله أو عدم‬
‫عمله"‪.4‬‬
‫عرفها بربارة ميكالنان بأنها "النشاطات والتوجيهات الناجمة عن العمليات‬
‫الحكومية‪،‬استجابة للمطالب الموجهة من قبل النظام السياسي"‪.5‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص السياسة العامة ‪ ،‬أنماطها ومستوياتها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬خصائص السياسة العامة‪ :‬للسياسة العامة عدة خصائص ومميزات أهمهما‪:‬‬

‫‪ -1‬هشام زاغو‪ ،‬صنع السياسة العامة من منظور توزيع السلطة وعالقتها بالرأي العام في األنظمة المفتوحة‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث والدراسات اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،1025 ،20‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -2‬فهمي خليفة الفهداوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪.35،‬‬
‫‪-4‬عبد الفتاح ياغي‪ ،‬السياسة العامة النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،1020 ،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪ -5‬أحمد محروس خذير‪ ،‬تحليل السياسات العامة‪ ،‬ط‪ ،2‬االسكندرية‪ :‬دار الكاتب الجامعي‪ ،1027 ،‬ص ‪. 12‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشمولية‪ :‬فهي تختص بمشاكل واهتمامات جميع المواطنين‪ ،‬دون تفرقة أو‬
‫استثناء‪ ،‬لكن هذا ال يتعارض مع السياسات الموجهة أو الخاصة بفئة معينة مثل‪:‬‬
‫األرامل‪ ،‬األيتام‪ ،‬المعاقين‪..‬إلخ‪.‬‬
‫ب‪-‬الدينامكية واالستمرارية والواقعية‪ :‬فيجب أن تكون السياسة العامة متكيفة مع‬
‫المكان والزمان السيما مع األحداث والتطورات المتسارعة‪ ،‬وقادرة على فهم واستيعاب‬
‫المدخالت واالستفادة من التغذية العكسية ومتناغمة مع محيطها وبيئتها‪ ،‬وهذا بغية‬
‫إحداث التعديالت المطلوبة بواقعية‪ ،‬بعيدة عن الفوضى و الشعبوية أي أنها هادفة‪.‬‬
‫ج‪-‬الطابع الرسمي وقوة اإللزام‪ :‬فيجب أن تكون صادرة عن السلطة المختصة‪ ،‬الذي‬
‫يخولها الدستور أو القانون لصنع ورسم السياسة العامة‪ ،‬ويتبعها عادة مرسوم أو قرار‬
‫لتنفيذها‪ ،‬وإلزام المواطنين بالعمل وفقها‪.‬‬
‫د‪ -‬التوازن بين الفئات والجماعات المصلحية‪ :‬إن الطابع الرسمي لسياسة العامة ال‬
‫ينفي وجود مصالح وقوة وجهات غير رسمية كاألحزاب ومنظمات المجتمع المدني‬
‫والنقابات‪ ،‬في إبداء وجهات نضر والتفاوض والضغط من اجل الظفر بمكاسب‬
‫وامتيازات لصالحهم ولصالح جماعاتهم‪ ،‬فالمساومة وتوازن المصالح له دور كبير في‬
‫المساهمة صناعة السياسة العامة والمشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -1‬مستويات السياسة العامة‪ :‬تتعدد مستويات السياسة العامة وسنحاول ذكر أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مستويات السياسة العامة ضمن اإلطار العام ‪ :‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة العامة الكلية‪ :‬وهي التي تحضا باهتمام جماهيري واسع النطاق‪ ،‬كما‬
‫تستدعي تدخل سياسي علي المستوى‪ ،‬وهذا الرتباطها بالمصلحة العلياء للبالد‪ ،‬وقد تبدأ‬
‫الظاهرة أو المشكلة بمستوى جزئي يخص قطاع معين‪ ،‬لكن نظ ار ألهميتها تتطور وتصبح‬
‫سياسة كلية‪ ،2‬كإضرابات قطاع التربية في الجزائر أثار الرأي العام واألحزاب السياسية‪،‬‬
‫والو ازرة والحكومة وانتهى في األخير بتدخل رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -2‬خليفة الفهداوي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.60-52‬‬

‫‪00‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة العامة الجزئية‪ :‬هي تلك السياسات التي تحضا باهتمام محدود على عكس‬
‫السياسة الكلية‪ ،‬ألن تأثيرها ال يمتد إلى عموم المواطنين واألفراد فهي عموما ال تجلب لهم‬
‫الفائدة وال الضرر‪ ،‬وإنما في العادة تخص مستثم ار أو شركة يطلب قرضا أو يسعى‬
‫إلقامة مشروع ما‪ ،‬يسعى من خالله إلى استصدار رخصة أو أمر إداري أو وزاري‪ ،‬فهي‬
‫ال تتطلب ضغطا وهذا لعدم توسع دائرة المصالح‪ ،‬وبالتالي هذه السياسة ال تتطلب أيضا‬
‫تدخل ومشاركة عالية المستوى‪ ،‬سواء من الجهات الرسمية أو غير الرسمية‪.1‬‬
‫‪-‬السياسة العامة الفرعية‪ :‬وترتكز على قطاع معين بعينه‪ ،‬فهي ال تثير اهتمام العامة‪،‬‬
‫وإنما تخص فئة معينة‪ ،‬كإعادة تصنيف موظفي النقل أو التربية‪ ،‬وتشارك في صياغتها‬
‫اللجان البرلمانية‪ ،‬إضافة إلى الدائرة الو ازرية واإلدارات الوصية‪ ،‬وهذا ال يمنع من مشاركة‬
‫النقابات وجماعة المصالح ونواب الشعب للحصول على التأييد‪.2‬‬
‫‪ -‬المستوى العقيم لسياسة العامة‪ :‬وهذا الجانب السلبي في السياسة العامة‪ ،‬حيث يعكس‬
‫هيمنة الدول الليبرالية والغربية على مقومات وثروات الدول النامية والمتخلفة‪ ،‬عن طريق‬
‫مؤسسات سياسية واقتصادية تحت غطاء الشرعية‪ ،‬والتي تعكس أهم رهانات العولمة‬
‫ودورها في الحد من سيادة الدول وتدخلها في شؤونها الداخلية‪ ،‬فهو قائم على عدم توازن‬
‫المصالح وعلى التبعية‪ ،‬وهو يتنافى مع جوهر السياسة العامة القائم على جلب المصالح‬
‫وحل مشاكل المواطن واالستجابة لتطلعاته‪.3‬‬
‫ب‪ -‬تصنيف السياسة العامة في ظل أفعال الحكومة ضمن المجتمع المعني واآلثار‬
‫المترتبة‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة العامة االستخراجية‪ :‬وهي وظيفة النظام من خالل تعبئة الموارد المادية‬
‫والبشرية وهذا بغية استعمالها واستغاللها في متطلبات الدولة وأفرادها مثل الضرائب‪،‬‬
‫والخدمة العسكرية والخدمات المقدمة من طرف الموظفين والمسجونين ويمكن حسابها عن‬

‫‪ -1‬جيمس أندرسون‪ ،‬صنع السياسات العامة‪ ،‬ترجمة عامر الكبيسي‪ ،‬عمان‪ :‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫‪ ،2222‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪. 71 ،72‬‬
‫‪ -3‬بوريش رياض‪ ،‬السياسة العامة العالمية ومفهوم الحكم العالمي‪ ،‬مجلة الحوار المتوسطي‪ ،‬العدد ‪،23‬ديسمبر‬
‫‪ ،1026‬ص ‪.366‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫طريق مقاييس ومؤشرات كالحجم الكلي للموارد ومتوسط نصيب الفرد من الناتج القومي‬
‫اإلجمالي‪...‬إلخ‪.1‬‬
‫‪ -‬السياسة العامة لتوزيع وإعادة التوزيع‪ :‬وهي التي يترتب على الحكومة من خاللها‬
‫إلى توجيه الموارد والسلع االستهالكية والنقود إلى مواطنيها‪ ،‬فتنفق على مجاالت‬
‫عديدة‪ ،‬كما تدعم قطاعات معينة‪ ،‬وتخص عادة السكن والتعليم والصحة والضمان‬
‫االجتماعي واألجور ‪....‬إلخ‪ ،‬إال أنها تطرح في العادة أسئلة حول ماذا يوزع ومن المستفيد‬
‫وكيف يتم التوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة العامة التنظيمية‪ :‬وهي سياسة الحكومة في التنظيم وضبط السلوك والسهر‬
‫على تطبيق القانون وتعزيز األمن‪ ،‬ومراقبة مختلف الجماعات والتيارات وتتنوع أساليب‬
‫الحكومة من أساليب الترغيب كالتوعية والترخيص باألنشطة واإلغراءات بالمنصب‬
‫والمال‪ ،‬كم قد تستعمل أساليب الترهيب كالتوقيف والسجن والغرامات المالية والقسر‬
‫القانوني‪.2‬‬
‫‪ -‬السياسة العامة الرمزية‪ :‬وتهدف الحكومة من خاللها‪ ،‬إلى رفع الحس الوطني وتقوية‬
‫روح المواطنة لدى أفراد الدولة‪ ،‬عن طريق تشيد المتاحف وتخليد الشهداء وتكريم‬
‫المجاهدين‪ ،‬واإلشادة بأهم أعمالهم ومناقبهم‪.3‬‬
‫ثالثا‪ -‬صنع السياسة العامة‪ :‬إن عملية صنع السياسة العامة تمر عبر مراحل متعددة‬
‫ومترابطة يصعب الفصل بينها‪ ،‬وذلك لتداخلها وتشابكها بسبب طبيعتها الدينامكية‬
‫المتحركة‪ ،‬فتبدأ بتحديد المشكلة وتنتهي بحل المشكلة‪ ،‬وسنحاول التوقف ودراسة كـل‬
‫مرحلة على حدا‪.‬‬
‫‪ -1‬المرحلة األولى‪ :‬تعريف المشكلة ووضعها في جدول األعمال (األجندة)‪:‬‬

‫هي تلك الحالة أو الوضعية التي تخلق عدم رضاء المواطنين‪ ،‬وتسبب في سخطهم‪،‬‬
‫والتي تستدعي تدخل الحكومة‪ ،‬وتجلب اهتمامها وتحركها نحو إيجاد الحلول والبدائل قبل‬
‫فوات األوان‪ ،‬ولكن التحدي الكبير هو كيفية استمالة واستفزاز أصحاب القرار وصناع‬

‫‪ -1‬خليفة الفهداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ -2‬أحمد محروس خذير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -3‬حسن أبشر الطيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫السياسية وتوجيههم نحو مشكلة دون غيرها‪ ،‬وبعبارة أخرى ما هو السبيل الذي يمكن إقناع‬
‫الحكومة إلعطاء مشكلة أولوية ووضعها على جدول أعمالها وأجندتها دون غيرها من‬
‫المشاكل؟‬
‫في ذلك يرى أغلب الباحثين أن عمومية المشكلة هي التي تثير ردة فعل فعالة من‬
‫الحكومة متبنية سياسة لمعالجة المشكلة‪ ،‬فطرد عامل من منصبه قد يكون ال حدثا‬
‫وبالتالي ال تعيره األوساط الحكومية أدنى اهتمام‪ ،‬لكن قيام النقابات العمالية بالتصعيد‬
‫ضد اإلدارة خوفا من استفحال طرد العمال‪ ،‬قد ينتج عنه تغير سياسة الحكومة في هذا‬
‫الباب‪ ،‬كون هذه المشكلة أصبحت عامة وخط ار على اإلدارة ومن ثم الحكومة من ورائها‪.‬‬
‫ويختلف مدى تدخل الحكومات ومجاالتها بحسب طبيعة حكمها ودرجة الوعي الحضاري‬
‫الذي يسودها مع طبعا اإلمكانيات المتاحة لديها‪ ،‬فاألنظمة الشمولية التي تعرف بتغلغلها‬
‫في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬يكون مدى تدخلها عميق وتكون مسؤوليتها‬
‫كبيرة اتجاها مواطنيها‪ ،‬وهذا على نقيض األنظمة الليبرالية والرأسمالية‪ ،‬فيكون تدخلها هو‬
‫االستثناء وليس األصل‪ ،‬كذلك فالمشكلة وإن كانت تبدو صغيرة في البلدان النامية وال‬
‫تحرك لها ساكنا كمشكلة هجرة األدمغة مثال‪ ،‬فإن الدول المتطورة تفتح أبوابا لتحقيق عن‬
‫أسبابها وتعيد تقويم سياساتها وحساباتها‪.1‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن لبعض الجهات غير الرسمية دو ار في إبراز المشكلة أو‬
‫صرف النضر عنها‪ ،‬بالضغط على الحكومة بمختلف الوسائل لتبني تلك المشكلة‬
‫في‬ ‫ووضعها في أجندتها (اإلضرابات‪ ،‬االحتجاجات‪ ،‬تحريك الشارع‪....‬إلخ) وتتمثل‬
‫المعارضة وجماعـات الضغط والرأي العام واألح ازب السياسية والنقابات‪..‬الخ‪.2‬‬
‫ويمكن تحديد مفهوم أجندة سياسة الحكومة‪ ،‬كما يرى جون كونك دون‪ ،‬بأنها‬
‫""قائمة تتضمن الموضوعات والمشكالت الموجودة أمام موظفي الحكومة‪ ،‬والتي يشارك‬
‫فيها الناس من خارج الحكومة للموظفين الرسمين فيها‪ ،‬وفي إعطائها قد ار من العناية‪،‬‬

‫‪ -1‬أحمد مصطفى الحسين‪ ،‬مدخل إلى تحليل السياسات العامة‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ :‬المركز العلمي للدراسات السياسية‪،‬‬
‫‪ ،1001‬ص ص ‪.152-122‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف ذكره‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫خالل أية فترة من الوقت"‪ ،‬هناك أنواع عديدة لألجندة (األجندة الشاملة واألجندة‬
‫‪1.‬‬
‫المؤسسية‪،‬أجندة مرحلية‪ ،‬أجندة خاصة باألزمة‪ ،‬أجندة طويلة األمد‪)..‬‬
‫‪2‬‬
‫يمكن تقسيم المشاكل الموضوعة على طاولة الحكومة إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪-‬جدول المشاكل المستمرة‪:‬‬
‫هي مشاكل تتميز بتعقيدها وبتكرارها في جميع جداول أعمال الحكومة‪ ،‬كما أن حلها‬
‫قد يستدعي فترات زمنية طويلة‪ ،‬كمشكلة السكن والبطالة والتي يصعب حلها بين عشية‬
‫وضحاها‪ ،‬السيما في دول العالم الثالث‪ ،‬زد على ذلك تطلبها ألغلفة مالية ضخمة‬
‫يصعب على ميزانية دول غنية الوفاء بمستلزماتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬جدول المشاكل الجديدة‪:‬‬
‫تظهر للوهلة األولى على أجندة الحكومة‪ ،‬وقد تستدعي تدخال عاجال مثل ظهور‬
‫وباء خطير يهدد صحة وسالمة المواطنين‪ ،‬وبالتالي تقوم الحكومة ممثلة في و ازرة الصحة‬
‫بتأمين األدوية أو اللقاح المضاد كأنفلون از (الخنازير أو الطيور)‪.‬‬
‫‪ -2‬صياغة مقترحات السياسة العامة‪:‬‬
‫بعد النجاح في وضع المشكلة في صلب أجندة الحكومة واهتماماتها‪ ،‬والتي هي‬
‫اعتراف ضمني بوجودها‪ ،‬تأتي مرحلة صياغة السياسة العامة‪ ،‬والتي تمثل االنتقال من‬
‫النشاط الشعبي إلى النشاط الرسمي‪ ،‬وذلك بطرح البدائل وإعطاء تصورات واقتراحات‬
‫للخروج بحلول أولية ومن ثم مناقشتها‪ ،‬إال أنه ينبغي أن ننوه إلى أن ليست جميع المشاكل‬
‫المدرجة في جداول أعمال الحكومة يتم التمعن والنضر فيها‪ ،‬فقد تهمل ويصرف النظر‬
‫عنها‪ ،‬وذلك حسب أهميتها وتناسقها مع األحداث اآلنية‪.3‬‬
‫لكن ينبغي أن نشير إال أن عدم دراية مسئولي الحكومة بمسببات المشكلة‪ ،‬أو عدم‬

‫‪ -1‬خليفة فهداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ -2‬إيمان النمس‪ ،‬دور النقابات العمالية في صنع سياسات الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة مرحلة التعددية‬
‫في‬ ‫متاح‬ ‫‪.32‬‬ ‫ص‬ ‫‪،1022‬‬ ‫مارس‬ ‫اإللكتروني‪،‬‬ ‫للنشر‬ ‫ناشري‬ ‫دار‬ ‫إلكتروني‪:‬‬ ‫مرجع‬ ‫النقابية‪،‬‬
‫‪.www//:book4arab.com‬‬
‫‪ -3‬جيمس أندرسون‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫توفر كامل المعلومات وحيثيات المشكلـ ـة لديهم‪ ،‬ينعكس على ق اررات مسئولي الحكومة‬
‫‪1‬‬
‫وينعكس على جودة السياسة أو البرنامج الموجه لمعالجة هاته المشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرحلة الثالثة اعتماد السياسة المقترحة‪:‬‬
‫وتتمثل في اختيار البديل األمثل من بين البدائل المطروحة‪ ،‬والذي يمثل محصلة‬
‫التفاهمات والتوافقات بين جميع األطراف‪ ،‬وحتى يكون لهذا القرار طابع رسمي يجب‬
‫وضعه في شكل قالب قانوني‪ ،‬كأن يكون خطابا للرئيس أو للملك أو لرئيس الحكومة‬
‫أوناطقا رسميا باسم الدولة‪ ،‬أو أن يصدر في الجريدة الرسمية‪.2‬‬
‫‪ -4‬تنفيذ السياسة العامة‪:‬‬
‫يتم في هذه المرحلة ترجمة القرار الذي صدر من السلطة الوصية إلى برامج عملية‪،‬‬
‫ويمكن وصفه بأنه مخرجا لمرحلة تشريعية‪ ،‬ولو ساهمت في صنعه السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫وتقع عملية تنفيذه على عاتق الجهاز اإلداري في الدولة‪ ،‬كونها هي الجهة المخولة بذلك‬
‫تقنيا‪ ،‬ولكن هذا وفقا لقدرتها المالية والمادية والبشرية التي تمتلكها‪.3‬‬
‫كما تساهم المحاكم من خالل ق ارراتها‪ ،‬وجماعات المصالح من خالل تأثيرها على‬
‫اإلدارة وتوجيهها وفقا إلرادتها‪ ،‬في تفسير وصناعة وتنفيذ السياسة العامة في الدولة‪.4‬‬
‫‪ -5‬تقييم السياسات العامة‪:‬‬
‫تعتبر مرحلة تقييم السياسة العامة من المراحل المهمة والتي من خاللها نتمكن من‬
‫قياس مدى نجاعة تلك السياسة أو فشلها‪ ،‬أي من خاللها نستطيع إن نحكم على تلك‬
‫السياسة بالنجاح أو الفشل‪ ،‬ومن ثم إصالح جوانب الضعف وتثمين واالستمرار في‬
‫السياسات التي حققت هدفها أو مرادها‪ ،‬فغالبا ما تكون عملية وضع وتنفيذ السياسة عملية‬
‫مرحلية‪ ،‬كما أن عهدة السياسيين محدودة بزمن معين‪ ،‬ولذلك كان لزاما أن نقيم‬
‫‪1‬‬
‫ونعيد النظر في البرامج والسياسات الموضوعة وفقا لمعايير معروفة ومحددة مسبقا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح ياغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬ثامر كامل دمحم الخزرجي‪ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسات العامة دراسة معاصرة في إستراتجية إدارة السلطة‪،‬‬
‫ط‪،2‬عمان‪ :‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،1002 ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -3‬حسين أبشر الطيب‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -4‬جيمس أندرسون‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.216‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫وتختلف الدول في طريقة وضع وتنفيذ سياستها‪ ،‬وكذلك في مدى تحمل الحكومة‬
‫عبئ تبعات تلك السياسة التي أخذتها على عاتقها‪ ،‬فلقد احتكرت حكومات دول العالم‬
‫الثالث ومنها الدول العربية في سعيها نحو التنمية وتوفير العدالة االجتماعية‪ ،‬عملية رسم‬
‫وتنفيذ السياسة العامة‪ ،‬ولم تشرك البرلمان واألحزاب إال شكليا‪ ،‬لكنها لم تستطيع اإليفاء‬
‫بمنهجها وهدفها إلى أن تكون دولة راعية مستجيبة لمطالب شعوبها‪ ،‬وبالتالي فالمهتم‬
‫بموضوع تقويم السياسة العامة‪ ،‬يالحظ بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬ذلك الفارق الواضح بين‬
‫األهداف المسطرة مسبقا والنتائج المحققة على أرض الواقع‪ ،‬لذلك قد يصادف الباحث في‬
‫السياسة العامة ذلك الغموض في األهداف وتداخلها‪ ،‬ضف إلى ذلك عدم استقرار‬
‫السياسات وعدم إمكانية تعميم نتائجها‪ ،‬كما أن مستويات التحليل تختلف بين المستوى‬
‫‪2‬‬
‫الكلي والجزئي لنظام السياسي المراد تقيمه‪.‬‬

‫‪ -1‬بال حسن‪ ،‬مدخل لفهم السياسات العامة‪ ،‬مجلة القانون المغربي‪ ،‬عدد ‪ ،11‬دار السالم للطباعة والنشر‪،1022 ،‬‬
‫ص ‪.222‬‬
‫‪ -2‬سيد عبد المطلب غانم‪ ،‬ندوة تقويم السياسات العامة‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد‪،1‬‬
‫الكويت‪ ،2222،‬ص ص ‪. 306 ،305‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية السياسة االجتماعية‪.‬‬


‫مهما اختلفت أشكال وأنماط الحكومات والدول وتعددت أنظمتها السياسية في العالم‪،‬‬
‫فإنه يقع على عاتقها تحديات تحقيق الرفاهية لشعوبها وإشباع حاجيات األفراد والمواطنين‪،‬‬
‫وتحسن نوعية حياة اإلنسان‪ ،‬والوصول إلى مستويات مقبولة من الرقي واالزدهار‪ ،‬فهو‬
‫دعامة وسند أساسيا للبقاء في السلطة والتشبث بها‪.‬‬
‫وفي وقتنا الحاضر يعد إقناع وتهدئة الجبهة االجتماعية هدف المناص منه يجب‬
‫بلوغه وهو ما تسعى إليه الدول المتطورة ودول العالم الثالث معا‪ ،‬وهذا مع تراجع الشرعية‬
‫الثورية والقومية وتنامي الوعي الشعبي الذي ما انفك يضغط على حكوماته بشتى الوسائل‬
‫والطرق‪ ،‬سواء عن طريق النقابات واألح ازب أو بالتجمهر والخروج إلى الساحات‪ ،‬ما أدى‬
‫إلى سقوط أنظمة لمن يتوقع أشد المتفائلين آنذاك انهيارها بتلك السرعة‪ ،‬السيما أنها‬
‫عمرت طويال كدول الربيع العربي (النظام التونسي‪ ،‬والمصري‪ ،‬واليمني‪..‬إلخ)‪ ،‬وحتى في‬
‫أوربا أدت إجراءات التقشف بعد األزمة المالية العالمية إلى موجة غضب شعبية‪ ،‬انتهت‬
‫أغلبها إلى تغير تلك الحكومات (اليونان‪،‬إيطاليا ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫وبالتالي باتت نوعية الحياة التي تمنحها الحكومات لشعوبها‪ ،‬أو األحزاب في‬
‫برامجها االنتخابية هي المعيار الفاصل بالنسبة لألولى للبقاء واالستمرار في الحكم‪،‬‬
‫واستمالة أصوات الناخبين وحشد الداعمين بالنسبة لثانية لضمان الوصول إلى السلطة‪.‬‬
‫وسنخصص هذا المبحث للتحدث عن السياسة االجتماعية‪ ،‬انطالقا من العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم السياسة االجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مداخل واتجاهات السياسة االجتماعية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مجاالت السياسة االجتماعية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم السياسة االجتماعية‪:‬‬
‫ال يوجد تعريف شامل وموحد للسياسة االجتماعية‪ ،‬فهي تعالج توزيع المكاسب‬
‫والثروة على مواطنين وأفراد الدولة والمجتمع‪ ،‬ومحاربة البطالة الفقر والتخفيف من حدته‪،‬‬
‫واللحاق بركب التنمية لتحقيق طموحات الشعب ورضائه‪ ،‬وتكريس العدالة االجتماعية‬
‫لضمان األمن واالستقرار‪ ،‬وبالتالي ال تسعى الدولة في سنها لقوانين وبرامج السياسة‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫االجتماعية إلى تحقيق عائد اقتصادي أو ربح تجاري‪ ،‬ولكن تسعى إلى تخيف الفجوة بين‬
‫طبقات المجتمع الواحد‪ ،‬وتقوية روابط الصلة والثقة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف السياسة االجتماعية‪ :‬تعددت المفاهيم والتعاريف حول السياسة االجتماعية‬
‫بسبب اختالف المداخل الفكرية والنظرية التي خاضت موضوع السياسة االجتماعية‬
‫وسنحاول أن نبرز أهم التعاريف التي لها عالقة بهذا الموضوع‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف طلعت السروجي الذي عرفها‪" :‬بأنها مجموعة من المسارات التي تحدد‬
‫الجهود األهلية والحكومية لتحقيق األهداف اإلستراتيجية‪ ،‬ومواجهة المشكالت االجتماعية‪،‬‬
‫ومقابلة الحاجات اإلنسانية من خالل خطة عمل وبرامج ومشروعات موجهة بتشريعات و‬
‫ق اررات‪ ،‬ترتبط باإلطار االقتصادي والقيمي والسياسي في المجتمع لتحقيق العدالة من‬
‫‪1‬‬
‫الدخل والخدمات كمبادئ توجه العمل االجتماعي في المجتمع"‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف مارشال‪ " :‬السياسة االجتماعية هي السياسة الحكومية التي تتضمن‬
‫مجموعة البرامج والنظم الموجهة لتحقيق المساعدات العامة‪ ،‬والتأمينات االجتماعية‬
‫وخدمات الضمان االجتماعي والسكان"‪.‬‬
‫ج‪ -‬تعريف تتمس‪ ":‬األفعال والتشريعات التي تقوم بها الحكومة من أجل تحسين‬
‫رفاهية السكان"‪.2.‬‬
‫إن ما يمكن استخالصه من هذا التعريف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم الحكومة بإعداد برامج السياسة االجتماعية‪ ،‬وذلك بعد دراسة اإلمكانيات والموارد‬
‫المتاحة‪ ،‬ورسم خطط عمل لمواجهة المشاكل والعواقب التي تحول دون تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬السلطة التنفيذية هي المخولة بالسهر على تنفيذ برامج السياسة االجتماعية‪ ،‬وفقا لما‬
‫رسمته لها الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف الحكومة من خالل السياسة االجتماعية‪ ،‬إلى تغطية احتياجات مواطنيها اآلنية‬
‫والمستقبلية‪ ،‬وتعزيز سبل العيش الكريم‪.‬‬

‫‪ -1‬منى عطية حزام خليل‪ ،‬العولمة والسياسة االجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،1020،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬العربي مليكة‪ ،‬السياسة االجتماعية وأثرها على التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة قياسية (‪– 1991‬‬
‫‪ ،)2111‬مجلة المعيار‪ ،‬العدد ‪ ، 1026 ، 22‬ص ‪. 121‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫تعريف هيئة اإلسكوا للسياسة االجتماعية‪ :‬تعرف السياسة االجتماعية بشكل عام على‬
‫أنها "آليات وإجراءات تستخدمها الحكومات العاملة مع جهات فاعلة أخرى‪ ،‬بهدف تغيير‬
‫نتائج النشاط االقتصادي واالجتماعي والمتصلة بالتوزيع‪."1‬‬
‫وتتضمن السياسة االجتماعية داخل بلد ما تدابير تتصل بما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الثروة على أفراد المجتمع بما يساعد على التغلب على وجود طبقات بعيدة‬
‫التجانس في مجتمع واحد‪ ،‬وضمان تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد سياسة الشركات وأرباب العمل وحثهم على أخذ النتائج االجتماعية في‬
‫الحسبان‪.‬‬
‫‪ -‬النهوض بالسياسة االجتماعية وتنميتها داخل الدولة‪ ،‬للوصول إلى مصاف العالمية‬
‫(عولمة السياسات االجتماعية)‪.‬‬
‫كما تهتم السياسة االجتماعية بـ‪:3‬‬
‫‪ -‬دعم السياسة االجتماعية‪ ،‬من خالل تطوير مؤسساتها (مديريات الصحة والتعليم‬
‫والسكان والضمان االجتماعي) ومختلف هياكل الرعاية االجتماعية ومساندتها التشريعية‬
‫والقانونية والمالية‪ ،‬بما يضمن تطويرها ويكفل ديمومتها وبقائها‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة المشاكل المنبثقة عن اآلفات االجتماعية‪ ،‬من خالل محاربة البطالة والفقر‬
‫والبيوت القصديرية‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة مجتمع راقي يكفل الرفاهية والعدالة لجميع المواطنين على حد سواء‪.‬‬
‫كما تسعى السياسة االجتماعية إلى‪:4‬‬
‫‪ -‬رفع المستوى المعيشي داخل الدولة‪ ،‬الذي ينعكس على تطوير الموارد البشرية‬
‫وتكوينها‪.‬‬

‫‪ -1‬المجلس االقتصادي واالجتماعي األمم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪ ،‬اعتماد نهج المجتمع‬
‫المحلي كأداة لصياغة السياسة االجتماعية على الصعيد المحلي‪ ،‬نيويورك‪ ،1006 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -3‬المجلس االقتصادي واالجتماعي األمم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪ ،‬السياسة االجتماعية‬
‫المتكاملة من المفهوم إلى الممارسة‪ ،‬التقرير الثاني‪ ،‬نيويورك‪ ،1002 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -4‬لؤي صافي‪ ،‬الرشد السياسي وأسسه المعيارية من الحكم الراشد إلى الحوكمة الرشيدة بحث في جدلية القيم‬
‫والمؤسسات والسياسة‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪ ،1025 ،‬ص ‪. 122‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫وتخفيف تباعد األجور من خالل تكيف نظام ضريبي تصاعدي والعمل على تقليص‬
‫فجوة الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيس العامل بأهميته ورفع قيمته المعنوية‪ ،‬بتقديم المكافأة ومختلف الحوافز التي‬
‫تدفعه لرفع اإلنتاجية وتقديم األفضل دائما‪.‬‬
‫‪ -2‬مفاهيم ذات صلة بمفهوم السياسة االجتماعية‪ :‬لفهم محتوى ومكونات السياسة‬
‫االجتماعية يجب تحديد مفاهيم تتعلق بالرعاية االجتماعية‪ ،‬العدالة االجتماعية‪ ،‬الحماية‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫أ‪ -‬العدالة االجتماعية‪ " :‬هي تلك الحالة التي ينتفي فيها الظلم واالستغالل والقهر‬
‫والحرمان من الثروة أو السلطة أو كليهما‪ ،‬والتي يغيب فيها الفقر‪ 1‬والتهميش واإلقصاء‬
‫االجتماعي وتنعدم الفروق الغير مقبولة اجتماعيا بين األفراد والجماعات واألقاليم داخل‬
‫‪2‬‬
‫الدولة‪ ،‬ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية متكافئة"‬
‫يتضح لنا أن العدالة االجتماعية تمثل القيم السامية واألخالق المثالية‪ ،‬التي يجب‬
‫أن تجمع وتعم في إدارة العالقة بين السلطة والمواطن وبين المواطنين في بعضهم‪.3‬‬
‫ب‪ -‬سياسات الرعاية االجتماعية‪" :‬هي مجموعة من الق اررات الصادرة من السلطة‬
‫المختصة في المجتمع لتحقيق أهداف اجتماعية"‪ ،‬كما يعرفها قاموس الخدمة‬
‫االجتماعية على أنها" الخطط والبرامج الحكومية في التعليم والصحة ورعاية المنحرفين‬
‫واإلصالح االجتماعي واالقتصادي والرعاية االجتماعية"‪.4‬‬
‫ج‪ -‬الدولة الراعية‪ :‬يمكن تحديد مفهوم دولة الراعية على أنها "هي التي تقوم بتمويل‬
‫برامج الحماية االجتماعية لمواطنيها‪،‬وإدارتها‪ ،‬وضمان الحد األدنى الذي يكفل رعاية‬
‫أفرادها‪ ،‬وحتى إذا عجزة صناديق الضمان االجتماعي عن سداد ما عليها اتجاه‬
‫األشخاص والمؤمنين‪ ،‬فإن الدولة تتدخل لسد العجز عن طريق الضرائب" وبالتالي تكون‬

‫‪ -1‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬العدالة االجتماعية والنماذج التنموية مع اهتمام خاص بحالة مصر وثورتها‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪:‬‬
‫المركز العربي لألبحاث والدراسات السياسية‪ ،1022 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -4‬بول سبكير‪ ،‬مبادئ الرعاية االجتماعية مقدمة للتفكير في دولة الرفاهية‪ ،‬ترجمة‪ :‬حازم مطر‪ ،‬ط‪ ،2‬برلين‪ :‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات اإلستت ارتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،1027 ،‬ص ‪22‬‬

‫‪50‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الضريبة سالبة وهي التي يعرفها فيردمان على أن الضريبة السالبة "هي ضريبة عكسية‬
‫أي عوض أن تدفع لمصلحة الضرائب فإنها تدفع منها"‪.1‬‬
‫كما تعرف الدولة الراعية على أنها " وظيفة الدولة في إعادة توزيع الدخل من‬
‫خالل الضمان االجتماعي الذي يضمن االستفادة من التعويضات عن المخاطر‬
‫المختلفة"‪.2‬‬
‫د‪ -‬دولة الرفاه االجتماعي‪ :‬يمكن اإلحاطة بمفهوم دولة الرفاهة‪ ،‬من خالل عدة أهداف‬
‫تسعى هذه الدولة إلى تقديمها لمواطنيها ولعل من أهمها‪( :‬تقليص الفجوات االجتماعية‪،‬‬
‫توفير دخل ثابت‪ ،‬توفير األمان االجتماعي‪ ،‬ضمان االحتياجات األساسية من تغذية‬
‫ورعاية صحية‪ ،‬وسكن وعمل وتعليم‪ ،‬رعاية كبار السن والبطالين والمحتاجين واألرامل‬
‫والمعاقين)‪.3‬‬
‫‪-3‬مفهوم صنع السياسة االجتماعية‪ :‬يعرفها ميشيل هيل على أنها "عملية سياسية‬
‫يشارك ويتفاعل فيها السياسيين والمهنيين وجماعات الضغط والمصالح وأعضاء المجلس‬
‫التشريعي‪ ،‬ويتم بلورة السياسة االجتماعية ثم تحقيقا ثم تحديد التأثير الفعلي لها على‬
‫تحقيق رفاهية المواطنين وتحديد جوانب القوة والضعف لالستفادة منها"‪.‬هذا التعريف يبرز‬
‫لنا دور الفواعل الرسمية وغير الرسمية في رسم وصنع السياسة االجتماعية فهي في‬
‫األول واألخير جزء من السياسة والتوجه العام للحكومة ومن ثم يحدد هدفها ونتائجها‬
‫الموجهة للمواطن‪.4‬‬
‫ثانيا‪ -‬مداخل واتجاهات السياسة االجتماعية‪:‬‬
‫تعمل مداخل واتجاهات السياسة االجتماعية على إزالة العقبات والمشاكل التي‬
‫تواجه المواطنين وكافة أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك من خالل أسس السياسة االجتماعية‪،‬‬

‫‪ -1‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫المجلد ب‪ ،‬العدد ‪ ،1002 ،30‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا مولة‪ ،‬التحكم في التبادل الحر والتنمية من الدولة الراعية إلى الدولة التنموية ‪ ،‬مجلة التواصل‪ ،‬العدد ‪12‬‬
‫‪ ،1002،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬مازن عيسى الشيخ راضي‪ ،‬ايمان عبد الكاظم جبار‪ ،‬نظام األمان االجتماعي مقاربة بين الفكر اإلسالمي‬
‫واالقتصاديات الوضعية‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،1022 ،32‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -4‬منى عطية خزام خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫كالمجهود الجماعي والذي يظهر من خالل تضافر المواطنين ومساعدة بعضهم‪ ،‬مع‬
‫الدور األساسي الذي يجب أن تلعبه الدولة‪ ،‬عن طريق تبني خطط عمل واضحة إلعادة‬
‫توزيع الدخل والوصول إلى العدالة االجتماعية‪ ،‬من خالل مواصلة تطوير القوانين‬
‫والتشريعات التي تستهدف توفير األمن االجتماعي‪ .‬هذا األخير والذي لم يتأتى دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬ولكن جاء نتيجة مراحل وحقب تاريخية طويلة‪ ،‬بدأت بمرحلة التعاون الذي كان‬
‫يميز الطابع القبلي‪ ،‬والذي كانت تحركه غرائز الوالء ورابطة الدم‪ ،‬لتأتي بعدها مرحلة‬
‫اإلحسان وبذل المال لمساعدة المحتاجين‪ ،‬مثلما أوصى به اإلسالم ومختلف الشرائع‬
‫السماوية مع قوانين العدالة واإلنسانية‪.‬‬
‫وتطور هذا المجهود الحقا ليصبح على شكل جمعيات ومنظمات تطوعية ومهنية‪،‬‬
‫كنظام الطوائف وجمعيات البر واإلحسان‪ ،‬بعدها جاءت مرحلة تحملت من خاللها الدولة‬
‫عبئ دعم مواطنيها السيما من يعانون العوز والفاقة‪ ،‬ولم يصل التطور في السياسة‬
‫االجتماعية إلى هذا الحد‪ ،‬ولكنه اليوم أضحى مسؤولية المجتمع المتحضر برمته وبجميع‬
‫شرائحه‪ ،‬أي أصبحنا في نطاق مجتمع الرعاية االجتماعية‪ .‬حيث هناك عدة مفكرين من‬
‫يرون أن مفهوم السياسة االجتماعية هو مفهوم الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ظهرت عدة اتجاهات ومداخل تنوعت فيها أساليب الرعاية االجتماعية‪،‬‬
‫واختلفت طرق تغطيتها من طرف الدول والحكومات ( السياسة االجتماعية)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬اإلتجاهات‪ :‬ولعل أهم هذه االتجاهات نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتجاه المؤسسي‪:‬‬
‫وتأخذ في هذا االتجاه الدولة على عاتقها تغطية احتياجات رعاياها‪ ،‬وعلى توفير‬
‫مختلف الخدمات‪ ،‬مع تركيزه على الفكر الشمولي في التطبيق‪،‬والمركزية في األداء وعلى‬
‫تدخل الدولة والحزب في شتى القطاعات االقتصادية والتربوية واالجتماعية‪.‬‬
‫االتجاه المحافظ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ويحد هذا االتجاه من تدخل الدولة‪ ،‬إال على استحياء السيما في مجال الرعاية‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث أن أي توسع في تغطية التكاليف االجتماعية والصحية وغيرها من‬
‫احتياجات المواطنين‪ ،‬يؤدي ال محالة إلى زيادة النفقات والضغط على ميزانية الدولة‪ ،‬مما‬

‫‪ -1‬أحمد إبراهيم حمزة‪ ،‬السياسة االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ :‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،1025 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫يسبب لجوء الدولة إلى الضرائب التي تقع على عاتق رجال األعمال والشركات‬
‫االقتصادية وصناعية‪ ،‬هذا ما يؤدي إلى إزعاجهم وإلى انخفاض اإلنتاج وإلى التقليل من‬
‫الناتج والدخل المحلي‪.‬‬

‫ج‪ -‬الطريق الثالث‪:‬‬


‫يسعى إلى دمج مختلف االتجاهات السابقة‪ ،‬بما يضمن العدالة االجتماعية‪ ،‬وتكافؤ‬
‫الفرص ومحاربة البطالة والفقر‪ ،‬مع التدخل المتوازن للحكومات بما يحقق التوازي بين‬
‫مصالح الجميع‪ ،‬دون المساس بالحرية والمبادرة واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -1‬المداخل‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدخل االستقرار االجتماعي‪:‬‬
‫تستغل السلطة السياسية هذا المدخل للحيلولة دون انتشار الفوضى وأعمال التخريب‬
‫واإلرهاب وتهديد لألماكن والمرافق العامة‪ ،‬والتي عادة ما تقوم بها الفئات المحرومة‪،‬‬
‫كالبطالين‪ ،‬والفقراء‪ ،‬أومن الذين يعانون أزمات السكن وانعدام المراكز الحضارية ومشاريع‬
‫التنمية‪ ،‬والرعاية الصحية والضمان االجتماعي ‪...‬الخ‪ ،‬فهي تقدم لهم خدمات ومساعدات‬
‫لكسبهم وضمان رضاهم‪ ،‬وللوقاية دون ضرب االستقرار وللحفاظ على أمن البالد‪.1‬‬

‫مدخل المساعدة والواجب‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫هذا المدخل يوضح اتجاه الحكومة نحو حماية الفئات محدودة الدخل التي ال‬
‫تستطيع مجابهة تقلبات مساوئ اقتصاد السوق وقسوته‪ ،‬ويحدوها في ذلك باعث تحقيق‬
‫الرفاهية والعدالة االجتماعية بين مواطنيها‪ ،‬عن طريق إعادة توزيع المكاسب والسلع‬
‫‪2‬‬
‫والخدمات بين أفراد المجتمع الواحد‪ ،‬ومن تذليل الفوارق االجتماعية بينهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬مدخل المساعدة والتدعيم‪:‬‬
‫وهنا ينظر لسياسة االجتماعية من جانب خدمتها للفروع األخرى‪ ،‬فاألنساق‬
‫االجتماعية مكملة لبعضها‪ ،‬وتداخله ومتشابكة فيما بينها‪ ،‬فتوفير الرعاية الصحية والعيش‬

‫‪ -1‬أحمد إبراهيم حمزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الكريم مثال‪ ،‬يسهم في نوعية التعليم وفي تطوير الموارد البشرية والعكس صحيح‪ ،‬كما أن‬
‫االهتمام بالتعليم وتشجيع البحث‪ ،‬له دور بارز في تطوير القطاعات األخرى‪ ،‬مثل‬
‫‪1‬‬
‫الصناعة والزراعة والصحة ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مجاالت السياسة االجتماعية‪( :‬الصحة‪ ،‬السكن‪ ،‬التعليم‪ ،‬العمل‪ ،‬الضمان‬
‫االجتماعي)‪:‬‬
‫تتعدد مجاالت السياسة االجتماعية من مجال إلى أخر إال أنها كلها تصب في‬
‫سبيل تحسين المستوى المعيشي للمواطن‪ ،‬وتحقيق الرفاهية‪ ،‬وتذليل العقبات والمعوقات‬
‫التي ترهن هذا المسعى من قبل الحكومة‪.‬‬
‫‪ -1‬السياسة العامة الصحية‪:‬‬
‫تعتبر الرعاية الصحية ركيزة من ركائز الرعاية االجتماعية‪ ،‬ولقد تطورت الرعاية‬
‫الصحية مع تطور فحوى ومجالت الرعاية االجتماعية‪ ،‬فهي لم تعد تهتم بمشكلة تدهور‬
‫صحة المريض فقط‪ ،‬بل تعدته إلى محاولة التعرف ومعالجة ظروف المريض االقتصادية‬
‫واالجتماعية والنفسية‪ ،‬وهذا لضمان العالج الفعال للفرد وأسرته‪.2‬‬
‫وتحظى الرعاية الصحية بأهمية بالغة عند وضع أي سياسة عامة من طرف‬
‫الحكومة‪ ،‬وهذا الرتباطها المباشر بحياة األفراد‪ ،‬فبدونها ال يمكن تصور تنمية بشرية أو‬
‫اقتصادية وما يتبعها من الزيادة في اإلنتاجية‪ ،‬ألن أي خلل عضوي يصيب الفرد يؤثر‬
‫مباشرة على طاقته وأدائه ومجهوده سواء كان عضليا أو فكريا‪ ،‬وهذا ما ينعكس على‬
‫تطور الدولة ونهضتها‪ ،‬فهناك دراسة أجريت في أندونسيا أثبتت بأن عالج نقص الحديد‬
‫في الدم يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمال‪.3‬‬
‫لكن يجب األخذ بعين االعتبار لدى وضع أي سياسة صحية‪ ،‬المعطيات الحقيقية‬
‫وتحديد مختلف المشاكل والعراقيل‪ ،‬هذا مع رصد المقومات المالية والبشرية لمجابهتها‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم عبد الهادي دمحم المليجي‪ ،‬الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة االجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬سلسلة‬
‫جدران المعرفة‪ ،1006 ،‬ص ص ‪.12-13‬‬
‫‪ -3‬دريسي أسماء‪ ،‬تطور اإلنفاق الصحي في الجزائر ومدى فعاليته في إطار إصالح المنظومة الصحية خالل الفترة‬
‫‪ ،2113 - 2114‬المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،1025 ، 06‬ص ‪.220‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫ويمكن تعريف السياسة الصحية على أنها" األهداف الرامية إلى تحسين الحالة‬
‫الصحية وترتيب األولويات بين هذه األهداف واالتجاهات الرئيسة لبلوغها "‪.1‬‬
‫وقد أثار موضوع الرعاية الصحية اهتمامات محللي السياسة الصحية‪ ،‬في بحثهم‬
‫عن النموذج الذي يضمن‪ ،‬التكفل بجميع شرائح المجتمع السيما المتقاعدين وذوي الدخل‬
‫المنخفض‪ ،‬وكذلك مصادر تمويل النفقات الصحية‪ ،‬والذي يقع على عاتق الحكومات‬
‫والتي عليها إيجاد الطرق والوسائل لتغطية تكاليف الرعاية الصحية سوءا من الضرائب أو‬
‫اشتراكات العمال وأرباب العمل‪ ،‬ضف إلى ذلك أمامها تحدي تبرير أي زيادة جباية أمام‬
‫الخواص ودافعي الضرائب ورافضي تدخل الحكومة في الشأن االقتصادي واالجتماعي‪.2‬‬
‫وقد خلص بعض الدارسين المختصين في حقل السياسة المقارنة‪ ،‬ومن بينهم "جون‬
‫هوبير" إلى أن عدم استقرار الحكومة السيما في األنظمة الديمقراطية التي تتسم بتعددية‬
‫وتداول السلطة‪ ،‬وبالتالي تغير الوزراء من بينها وزير الصحة‪ ،‬إلى خالصة مفادها ضعف‬
‫تحكم وزير الصحة في جهازه وفي تكاليف والنفقات الموجهة لرعاية الصحية مقارنة‬
‫بجهازه اإلداري‪ ،‬الذي يتميز بالتماسك تحت مقولة "الوزراء يذهبون والموظفون باقون"‪،‬‬
‫وبالتالي كلما طال بقاء الوزير على رأس و ازرته‪ ،‬كلما زاد تحكمه في اإلدارة وموظفيه‪،‬‬
‫وهذه ميزة تجدها عموما في غير األنظمة الديمقراطية‪.3‬‬
‫نشير إلى أن منظمة الصحة العالمية حاولت في تقاريرها‪ ،‬تقليص الفجوة بين‬
‫عملتي رسم وتنفيذ السياسة الصحية وتقليص الفجوة بين األفراد من خالل االستفادة من‬
‫تدابير العالج والعمل على ضمان التغطية الشاملة للخدمات الصحية‪ ،‬وهذا يعتمد على‬
‫تطوير الجهاز اإلداري المنوط بالرعاية الصحية‪ ،‬مع تشجيع الق اررات التشاركية القائمة‬
‫على التفاوض‪ ،‬بين مختلف الفاعلين‪ .‬و الجدول التالي يوضح إصالحات الرعاية الصحية‬
‫الالزمة لتوفير الصحة لجميع أفراد المجتمع‪:‬‬

‫‪ -1‬الفاتح عثمان دمحم مختار‪ ،‬اقتصاديات خدمات الرعاية الصحية في الدول النامية وأثرها على التنمية‪ ،‬مجلة‬
‫أماراباك‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد ‪ ،20،1023‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ -2‬تشارلز فيلبس‪ ،‬نحو مفهوم القتصاديات الصحة والرعاية الصحية والتأمين الصحي (المسار األمريكي)‪ ،‬ترجمة‬
‫جالل البناء‪ ،‬ط‪،2‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،1003 ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -3‬بوحنية قوي‪ ،‬حسيني دمحم العيد‪،‬السياسة العامة الصحية" دراسة تحليلية من منظور االقتراب المؤسسي الحديث‬
‫‪ ،"2112 – 1991‬المجلة الجزائرية للدراسات السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد‪ ،2‬جوان ‪ ،1022‬ص ‪.10‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :12‬مجاالت إصالح الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫إصالحات التغطية الشاملة من أجل تحسين‬ ‫إصالحات تقديم الخدمات من أجل جعل‬
‫المساواة في الصحة‬ ‫النظم الصحية تركز على الناس‬
‫إصالحات القيادة من أجل تعزيز التعويل على‬ ‫إصالحات السياسة العمومية من أجل‬
‫السلطات الصحية‬ ‫تعزيز وحماية صحة المجتمعات المحلية‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الرعاية الصحية األولية اآلن أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬التقرير الخاص‬
‫بالصحة في العالم ‪ ،1002‬ص ‪.2‬‬

‫‪ -2‬السياسة العامة التعليمية‪:‬‬


‫في أوائل القرن التاسع عشر هزمت جيوش بروسيا أمام نابليون بونابرت‪ ،‬فخاطب‬
‫الفيلسوف األلماني فخته أبناء وطنه معزيا إياهم وزارعا فيهم بذور الثقة في النفس‬
‫واإليمان بقدراتهم وإمكاناتهم‪ ،‬فهو يؤكد لهم بصريح العبارة أن المعركة الحقيقية ليست‬
‫معركة األرض التي خسروها أو هزيمة الجيوش التي تكبدوها‪ ،‬ولكن المعركة هي تلك‬
‫العقيدة الراسخة التي يمتلكوها من والء وحب للوطن وإخالص وتضحية‪ ،‬وغيرها من القيم‬
‫السامية التي اكتسبوها من خالل بناء الشخصية والتعليم المستمر‪ ،‬فإذا كانت السياسة هي‬
‫تدبير شؤون الدولة والرعية‪ ،‬فإن التربية والتعليم هما تدبير شخصية الفرد والمجتمع‪.1‬‬
‫ويؤكد هذا الدور التي لعبته جمعية العلماء المسلمين في الجزائر‪ ،‬ووقوفها سدا منيعا أمام‬
‫محاوالت المستعمر لطمس الشخصية العربية واإلسالمية لشعبنا العظيم‪ ،‬وذودها عن قيم‬
‫ومبادئ المواطنة‪ ،‬فكانت بحق قاعدة للثورة التحريرية المجيدة‪.‬وفي السنوات األخيرة أزداد‬
‫اهتمام صانعي السياسة التعليمية‪ ،‬بإصالح البرامج التربوية والتعليمية على مستوى الو ازرة‬
‫المعنية واإلدارات التابعة لها‪ ،‬بما يخدم التحصيل الجيد من قبل الطالب ويضمن مواكبة‬
‫التطور الحاصل الذي يشهده عالمنا اليوم‪ ،‬ولذلك حاول هؤالء األكاديميين والمسئولين في‬
‫ميدان التربية والتعليم‪ ،‬اكتشاف مواطن الضعف والخلل في المنظومة التربوية‪ ،‬ومن ثم‬
‫إعطاء وصفات العالج وفقا لإلمكانيات المتاحة‪.2‬‬

‫‪ -1‬سعيد إسماعيل على‪ ،‬التعليم والتنشئة السياسية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار عالم الكتب‪،1003 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم بن أحمد مسلم الحارثي‪ ،‬تجويد التعليم باستخدام المعايير وإدارة الجودة الشاملة‪ ،‬ط‪ ،2‬الرياض‪ :‬فهرسة‬
‫مكتبة فهد الوطنية أثناء النشر‪ 1022 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫إن التطور التكنولوجي الهائل وتسارع وتيرة التنمية‪ ،‬لم تكن لتحدث لوال االهتمام‬
‫ببرامج التربية والتعليم‪ ،‬ولعل النموذج األميركي ليس منا ببعيد فهاهي ثورة التقدم تشمل‬
‫قطاعات الطب والصناعة والطاقة الشمسية‪ ،‬واإللكترونيات‪ ،‬واستخدام الليزر والبصريات‬
‫الليفية‪ ،‬واآلليات العسكرية‪ ،‬جعل منها قوة عظماء لها موقع الزعامة والريادية في مصاف‬
‫الدول‪.1‬‬
‫ويمكن تعريف السياسة العامة التربوية على أنها "المبادئ واألهداف والمناهج أو‬
‫الطرق والوسائل التي تحددها الدولة في خطة أو برنامج وطني للمنظومة التربوية في‬
‫فترة زمنية محددة" أو هي "برنامج وطني لتنمية وإدارة العملية التعليمية وفقا لمبادئ‬
‫‪2‬‬
‫وأهداف ومناهج ووسائل محددة بصفة قانونية‪".‬‬
‫‪ -3‬السياسة العامة السكنية‪:‬‬
‫يعتبر السكن أحد الحقوق األساسية لإلنسان‪ ،‬وصلب التنمية الحضارية وجوهرها‪،‬‬
‫بل وركيزة من ركائز الحياة والتي ال يمكن تصور استمرارها بدونه‪ ،‬فهو يوفر لألفراد‬
‫الهدوء والراحة والطمأنينة والسكينة‪ ،‬والتي أشتق أصال كلمة السكينة منها‪ ،‬ولذلك نصت‬
‫القوانين والمواثيق واألعراف الدولية على ضرورة توفير الدول وضمانها السكن لمواطنيها‪،‬‬
‫وقد اعتبره المعهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية سنة ‪ 2266‬حقا‬
‫أساسيا لإلنسان‪ ،‬ومضت معظم الدول في ذلك‪ ،‬لكن الزيادة الديمغرافية وارتفاع تكاليف‬
‫البرامج السكنية وضخامتها صعبة مأمورية تسطير أي سياسة سكنية‪ ،‬السيما الدول التي‬
‫سارت وفق النهج االشتراكي‪ ،‬والتي أخذت على عاتقها توفير السكن والمزايا االجتماعية‬
‫لجميع أفرادها‪.3‬‬
‫ولقد تبنت برامج األحزاب والقوى السياسية مشاريع السكن في مختلف دول العالم‪،‬‬
‫الرتباطه مباشرة بقضايا المجتمع وهمومه‪ ،‬ولحساسياته البالغة في انشغاالت ومشاكل‬
‫المواطن‪ ،‬ما جعل هذه األحزاب تحاول كسب ود المنتخبين والمصوتين والفوز بأصواتهم‬

‫‪ -1‬شارلي دي ماكين ‪ ،‬التخطيط اإلستراتيجي في التعليم (دليل التربوين)‪ ،‬ترجمة فهد بن إبراهيم الحبيب‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الرياض‪ :‬العبيكان للنشر‪ ،1002 ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ -2‬لشهب أحمد‪ ،‬صنع السياسة التربوية في الجزائر‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،1022 ،22‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -3‬قاسمي شوقي‪ ،‬مرغاد بشير الدين‪ ،‬تطور آليات توزيع السكن في التشريع الجزائري مقاربة سوسيو قانونية‪ ،‬مجلة‬
‫المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،1027، 25‬ص ‪. 252‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫عن طريق حمالتها والتي ال تكاد تخلو من طرح األفكار والحلول في ميدان السكن‬
‫والتنمية الحضارية‪ ،‬هذا القطاع الذي يعتبر كقاعدة لمختلف القطاعات األخرى‪ ،‬فالبنية‬
‫التحتية ألي قطاع تتطلب وجود األقطاب السكنية سواء للمرافق العامة كالجامعة‬
‫والمستشفيات والمدارس ‪..‬إلخ‪ ،‬أو للموظفين واإلطارات السيما العلياء منهم فراحتهم تعني‬
‫بدرجة كبيرة اتخاذ الق اررات الصائبة والموفقة‪.1‬‬
‫ويمكن تعريف السياسة السكنية على أنها " عبارة عن مجموعة منتظمة من‬
‫المقاييس المتبناة والموضوعة من طرف الدولة والهدف الرئيسي يكمن في وضع‬
‫الوسائل وآليات التدخل في السوق السكني‪ ،‬وضمان التوازن العام بين العرض والطلب‬
‫وذلك في ظل احترام معايير السعر والكمية المحددة"‪.2‬‬
‫‪ -4‬سياسة العمل‪:‬‬
‫يعبر العمل عن تلك العالقة بين اإلنسان والطبيعة‪ ،‬فهو أداة ووسيلة لتلبية‬
‫احتياجات الفرد والجماعة‪ ،‬والمساهمة في التطور والتنمية‪ ،‬فال يمكن تصور أي حضارة‬
‫مهما بلغت من االزدهار والرقي دون جهد أو عمل‪ .‬فالطبيعة لن تخرج كنوزها وخيراتها‬
‫دون كد‪ ،‬سواء كان هذا في باطن األرض أو في أعماق البحور والمحيطات‪ .‬إال أن هناك‬
‫من المؤرخين من يرى أن اإلنسان كان للوهلة األولى يأخذ من الطبيعة الثمار والخيرات‬
‫الجاهزة‪ .‬ليتطور إلى مساهما في إنتاجها‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو عن طريق الوسائل التي‬
‫ينتجها بنفسه‪ ،‬ليستعملها في إنتاجه‪ .‬وتستند عالقات اإلنتاج في المنظومة الرأسمالية على‬
‫الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج‪ ،‬ويشتري مجهود القوى العاملة كغيرها من البضائع التي‬
‫‪3‬‬
‫يقتنيها لغرض استعمالها واستغاللها لزيادة إنتاجه‪.‬‬
‫وعلى النقيض من ذلك فالنظام االشتراكي‪ ،‬يكرس مبدأ الملكية الجماعية لوسائل‬
‫اإلنتاج ويضيق من حرية األفراد في التملك‪ ،‬لكنه يدافع عن حقوق األغلبية المغلوبة على‬
‫أمرها والمحكومة من طرف أقلية جشعة ال يهمها إال تحقيق مصالحها الضيقة‪ ،‬على‬

‫‪ -1‬زرقة دليلة‪ « ،‬سياسة السكن واإلسكان بين الخطاب والواقع دراسة ميدانية بوالية وهران»‪ ( ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬قسم‬
‫علم اإلجتماع ‪ ،‬جامعة السانية بوهران‪ ،)1026 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ .2‬مراكش‪ :‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،1002 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫حساب تعب وعناء الطبقة الكادحة‪ ،‬هذه األخيرة ساهمت في إرساء المبادئ والدعائم‬
‫األولى لقوانين العمل والشغل‪ ،‬وأخذت بها دول العالم‪ ،‬بل وأضحت تشريعات العمل إحدى‬
‫مرتكزات التي تعنى بها المواثيق الدولية وإعالنات حقوق اإلنسان‪.1‬‬
‫وتحتل السياسة التشغيلية دو ار بار از في أجندة ودواليب صناع القرار والسياسيين‪،‬‬
‫وهذا نابع من العدد الهائل الذي تحتويه الطبقة العمالية‪ ،‬وما يمكن أن تجره على السلطة‬
‫من آثار ونواتج (أصحاب السترات الصفراء في فرنسا)‪ ،‬لذلك يتعين على هاته األخيرة‬
‫تقديم التحفيزات (رفع األجور‪ ،‬تخفيض ساعات العمل‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬الحق في‬
‫ممارسة العمل النقابي‪..‬إلخ) لضمان استمالة أصواتها ودعمها في شتى االستحقاقات‪ ،‬أو‬
‫بضمان عدم إثارتها للفوضى واإلضرابات التي يمكن أن تؤدي إلى إسقاط الحكومة أو‬
‫زعزعة االستقرار واإلضرار بالنظام‪.2‬‬
‫إن هناك من يربط بين الديمقراطية‪ ،‬وبين حماية حقوق العمال‪ ،‬ويرى المدير العام‬
‫لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬أن سقوط النظام الشيوعي له األثر اإليجابي على منظمة العمل‬
‫الدولية‪ ،‬ويقول " إن اختفاء الكتلة الشيوعية‪ ،‬سيكون له أثر محمود على المنظمة‪ ،‬نظ ار‬
‫ألوجه التقارب الواضحة‪ ،‬بين المبادئ األساسية للمجتمعات الديمقراطية والقيم التي‬
‫تدافع عنها منظمة العمل الدولية"‪.3‬‬
‫وهو المنحى الذي اتخذته المحكمة الدستورية االتحادية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬حيث أقرت في قرارها الصادر عام ‪ 1002‬على أن العمل يدخل ضمن بناء‬
‫الشخصية والكرامة اإلنسانية‪ ،‬وأنه من أهم مبادئ وقيم العدالة االجتماعية‪.4‬‬
‫أما بخصوص سياسة الضمان االجتماعي والتي هي محل هذه الدراسة نوردها‬
‫بشكل مفصل في المبحث الموالي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬أحمد حسن البرعي‪ ،‬شرح قانون العمل‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الثقافة العربية‪ ،1023 ،‬ص ‪.2002‬‬
‫‪ -4‬أوتفريد هوفه‪ ،‬مواطن االقتصاد ومواطن الدولة والمواطن العالمي‪ ،‬ترجمة عبد الحميد مرزوق‪ ،‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬المركز‬
‫الثقافي األلماني‪ ،1020 ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫يعتبر التأمين أو الضمان االجتماعي‪ ،‬إحدى التدابير المهمة التي تتخذها الدولة‬
‫لصالح العمال بشكل الخاص وجميع أفرادها بشكل عام وذلك ألهميته في حياتهم‪ ،‬خاصة‬
‫عند حدوث األخطار االجتماعية‪ ،‬سواء كانت متوقعة كالشيخوخة والوفاة‪ ،‬واألمومة‪ ،‬أو‬
‫التي تط أر بصفة فجائية كاألمراض المستعصية والعجز الدائم والمؤقت والبطالة وإصابات‬
‫العمل‪....‬إلخ‪ .‬وسنحاول في هذا المبحث معالجة النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التأمين والضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المفاهيم المشابهة للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬أسباب ظهور الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫رابعا‪:‬أهداف وأهمية الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬نماذج الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أساليب تحقيق التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم التأمين والضمان االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التأمين‪.‬‬
‫أ‪ -‬لغة‪" :‬مشتق من األمن وهو الطمأنينة ضد الخوف قال تعالى هللا ' الذي أطعمهم من‬
‫جوع وأمنهم من خوف"‪.1‬‬
‫يقال‪ :‬أمن يأمن أمنا وأمانة وإمنا وأمنة‪ ،‬إذ أطمأن ولم يخف فهو آمن وأمين‪ .‬ويقال‬
‫آمن»‬ ‫أمن البلد ‪ :‬أطمأن بيه أهله فهو آمن وأمين‪ ،‬قال تعال هللا ‪ « :‬رب اجعل هذا البلد‬
‫وقال سبحانه وتعالى ‪ « :‬وهذا البلد األمين »‪.2‬‬
‫ب‪-‬اصطالحا‪ " :‬تعاون منظم تنظيما دقيقا بين عدد كبير من المعرضين لنوع من‬
‫الخطر‪ ،‬حتى إذا وقع على بعضهم كانوا جميعا متعاونين على تحمله‪ ،‬بتضحية قليلة‬
‫من كل منهم هي قسط التأمين"‪ .‬ويعرف أيضا على أنه " وسيلة اجتماعية يشترك فيها‬

‫‪ - 1‬القران الكريم‪ ،‬سورة قريش‪ ،‬ص ‪.601‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز بن علي الغامدي‪ ،‬إعادة التأمين والبديل اإلسالمي دراسة فقهية‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية‬
‫والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2222 ،22‬ص ‪.32‬‬

‫‪50‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫جمع كبير من الناس بنظام مساهمة عادل يتحقق فيه تخفيف أو إزالة أنواع من‬
‫‪1‬‬
‫المخاطر أو األضرار االقتصادية بين أفرادهم"‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام التأمين‪ " :‬نظام تعاقدي يقوم على أساس المعاوضة‪ ،‬غايته التعاون على‬
‫ترميم أضرار المخاطر الطارئة بواسطة هيئات منظمة‪ ،‬تزاول عقوده بصورة فنية قائمة‬
‫‪2‬‬
‫على أسس وقواعد إحصائية"‬
‫‪ -3‬عقد التأمين‪" :‬عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه إن يؤدي إلى المؤمن له‪ ،‬أو إلى‬
‫المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو إيرادا مرتبا‪ ،‬أو عوض مالي‬
‫أخر‪ ،‬في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين في العقد‪ ،‬وذلك في نظير قسط أو‬
‫‪3‬‬
‫أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن"‬
‫ومن هذه التعريف السابقة نستخلص أن التأمين‪ ،‬قائم على فكرة وجود خطر يحدق‬
‫بالفرد‪ ،‬يتربص به وبماله‪ ،‬تدفعه لتضحية بجزء من ماله‪ ،‬مقابل الحصول على تعويض‬
‫عند وقوع الخطر أو اإلحداث والكوارث الغير المتوقعة‪ ،‬وبمقابل الشعور بالطمأنينة وإزالة‬
‫الخوف والشك والتفكير في المستقبل‪ ،‬وبالتالي يعتبر الخطر أهم بواعث قيام التأمين‪ ،‬لذلك‬
‫سنحاول في البداية تحديد مفهوم الخطر‪.‬‬
‫‪ -4‬تعريف الخطر‪:‬‬
‫عرفه هيما رد " الخطر هو احتمال غير مالئم يولد الحاجة"‪.4‬‬
‫كما عرفه كاستانى " الخطر حادث احتمالي يصيب الشخص في ذمته المالية أو تركيبه‬
‫الفسيولوجي العضوي"‪ 5‬وبالتالي فالتأمين موجود لتقليص الخطر والتخفيف من حدته‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -5‬تعريف الضمان‪ :‬وردت عنه عدة تعاريف من أهمها‪:‬‬
‫" هو واجب رد الشيء أو بدله بالمثل أو بالقيمة"‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو المجد حرك‪ ،‬من أجل تأمين إسالمي معاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،2223 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬حسين حامد حسان‪ ،‬حكم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار االعتصام‪ ،2272 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -4‬دمحم شرعان‪ ،‬الخطر في عقد التامين‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪ ،2222 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -6‬وهبة الزحيلي‪ ،‬نظرية الضمان أو أحكام المسؤولية المدنية والجنائية في الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،1021 ،‬ص ص ‪11-12‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫" عبارة رد مثل الهالك أو قيمته "‪.‬‬


‫" عبارة عن غرامة التآلف "‪.‬‬
‫" هو إعطاء مثل الشيء إن كان من المثليات‪ ،‬وقيمته إن كان من القيمات "‪.‬‬
‫" هو االلتزام بتعويض الغير عما لحقه من تلف المال أو ضياع المنافع‪ ،‬أو عن الضرر‬
‫الجزئي او الكلي الحادث بالنفس اإلنسانية "‪.‬‬
‫‪ -5‬تعريف التأمينات االجتماعية‪:‬‬
‫يستخدم الكثير من الباحثين واألكاديميين وحتى حكومات الدول‪ ،‬مصطلحي‬
‫التأمينات االجتماعية والضمان االجتماعي للداللة على نفس المعنى‪ ،‬فيقال سياسة‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬أو سياسة الضمان االجتماعي‪ ،‬كما يقال صناديق الضمان‬
‫االجتماعي أو صناديق التأمينات االجتماعية‪ ،‬ونظام الضمان االجتماعي‪ ،‬ونظام‬
‫التأمينات االجتماعية‪.......‬الخ‪ ،‬وهناك من يفرق بينهما‪ ،‬ويعتبر أن التأمينات االجتماعية‬
‫هي إحدى وسائل الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫التأمينات االجتماعية " هو النظام الذي تفرضه الدولة على األفراد القادرين على‬
‫دفع أقساط التأمين ضد المخاطر وحاالت العوز حتى يحصلوا على اإلعانات عند‬
‫الحاجة"‪.‬‬
‫ويعرفها عادل عز الدين على أنه " كل تأمين إجباري من الدولة‪ ،‬يهدف إلى توفير‬
‫الحماية المادية للطبقات الضعيفة للمجتمع في حال تعرضهم ألخطار ليس في قدرتهم‬
‫تحملها كأخطار المرض‪ ،‬أو حوادث العمل‪ ،‬العجز أو الوفاة المبكرة‪ ،‬البطالة‪ ،‬أو وصولهم‬
‫‪1‬‬
‫إلى سن الشيخوخة"‪.‬‬
‫أما التعريف الذي يمكن أن يصلح كمقارب لسياسة التأمينات االجتماعية هو الذي‬
‫عرفته الموسوعة السياسية على أنه ‪ ":‬نظام من الضمانات االجتماعية ترعاه الحكومة‪،‬‬
‫ويرمي إلى حماية أصحاب األجور وعائالتهم من األزمات االقتصادية‪ ،‬في حاالت‬
‫المرض والبطالة والعجز والشيخوخة وغيرها‪ ،‬ويقوم على تشريعات تتبناها الدولة‪ .‬ويعتمد‬

‫‪ -1‬المجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي أسيا‪ ،‬الضمان وشبكات‬
‫االمن االجتماعي في إطار السياسات االجتماعية‪ .‬نيويورك‪ ،1003،‬ص ‪.26‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫في توفير المساعدات على صندوق يشارك في تمويله كل من الحكومة ورب العمل‬
‫والعامل بنسب متفاوتة‪.1".‬‬
‫‪ -6‬تعريف الضمان االجتماعي‪ :‬ال يمكن تقديم مفهوم دقيق وشامل لمصلح الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهذا لتشابك وتداخل موضوعه وتشعبه من الناحية السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،2‬ولقد استعمل مصطلح األمن والضمان االجتماعي سنة ‪ 2235‬من قبل‬
‫الحكومة األمريكية‪ ،‬بعد الهزة الكبيرة التي ضربت االقتصاد األمريكي ومختلف الدول‬
‫الغربية‪ ،‬والتي عرفت باسم أزمة الكساد العالمي سنة ‪ ،2212‬حيث تفشت البطالة وفقد‬
‫الكثير من العمال مناصبهم‪ ،‬وثبت ألصحاب نظرية الدولة الحارسة‪ ،‬أن تدخل الدولة أمر‬
‫ضروري لتنظيم الحياة االقتصادية والسياسية داخل المجتمع‪.‬‬
‫وقد استخدمه المفكر الفرنسي "‪ "Simon bolivar‬في أوائل القرن التاسع عشر‬
‫حين قال عبارته الشهيرة " إن أكثر نظم الحكم كماال هو الذي يتضمن أكبر قدر من‬
‫الرفاهية‪ ،‬وأكبر قدر من األمن االجتماعي‪ ،‬وأكبر قدر من األمن السياسي"‪.3‬‬
‫أما منظمة العمل الدولية‪ ،‬فقد عرفت الضمان االجتماعي على أنه "الحماية التي‬
‫يوفرها المجتمع ألفراده من خالل إجراءات مواجهة األخطار التي تؤدي إلى توقف الدخل‬
‫أو انخفاضه نتيجة المرض أو األمومة أو إصابات العمل أو البطالة أو العجز أو‬
‫‪4‬‬
‫الشيخوخة أو الوفاة‪ ،‬إضافة إلى الرعاية الطبية وتقدم اإلعانات لألسر التي لديها أطفال"‬
‫‪.‬‬
‫وعلى الرغم من استخدم كثير من المفكرين والمختصين في ميدان الضمان‬
‫االجتماعي مصطلح التأمين االجتماعي أو الضمان االجتماعي للداللة على نفس‬
‫المعنى‪ ،‬فإن الكثير منهم يرون أن األخير أوسع نطاقا‪ ،‬ألن الضمان االجتماعي هدفه‬
‫تحرير اإلنسان من الحاجة‪ ،‬وهدفه تغطية أكبر عدد من األخطار وتوسيع نطاقه ألكبر‬

‫‪-1‬عبد اللطيف محمود هللا محمود‪،‬التأمين اإلجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النفائس‪،2222 ،‬‬
‫ص‪.57‬‬
‫‪ -2‬دمحم البناء‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مصر إلى أين‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة الطبجي للتجارة والطباعة والنشر‪،1007 ،‬‬
‫ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬ممدوح حمزة أحمد‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.667‬‬
‫‪ -4‬دمحم البناء‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫عدد من األشخاص سواء أكانوا عامال يدفعون االشتراكات لصناديق الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫أم بقيت أفراد المجتمع الذين يقبعون تحت شبح البطالة‪ ،‬أو العجزة‪ ،‬المعاقبين‪..‬إلخ‪.‬‬
‫وتسعى من خالله الدولة ( الضمان االجتماعي ) إلى دعم االستقرار والتماسك االجتماعي‬
‫والتوازن بين فئات المجتمع الواحد‪ ،‬وتخفيف التفاوت بين طبقاته‪ ،‬وتحسين المستوى‬
‫المعيشي لجميع أفراده ويرى هؤالء أن الضمان االجتماعي هي أحدى وسائل الحماية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وإنها تهدف إلى تغطية أخطار محددة ومقننة مثل (العجز‪ ،‬الشيخوخة‬
‫والبطالة‪ ،‬المرض‪ ،‬إصابات العمل واألمراض المهنية‪ ،‬الوفاة)‪.1‬‬
‫وهذا ما حددته اتفاقية العمل الدولية‪ ،‬عن طريق مكتب العمل الدولي‪ ،‬الذي دعا من‬
‫خالل عقد دورته الخامس والثالثون‪ ،‬في ‪ 02‬حزيران ‪ 2251‬بجنيف‪ ،‬إلى ضرورة توفر‬
‫معايير دنيا للضمان االجتماعي للدول األعضاء وهي‪( :‬الرعاية الطبية‪ ،‬إعانات المرض‪،‬‬
‫والبطالة‪ ،‬والشيخوخة‪ ،‬إصابات العمل‪ ،‬المنح العائلية واألمومة والعجز‪ ،‬إعانة الورثة) هذا‬
‫وألزمت الدول األعضاء بمنح مزايا الضمان االجتماعي لألجانب المقيمين‪ ،‬وضرورة‬
‫المساواة بينهم وبين المواطنين األصلين‪.2‬‬
‫وجاء في تعريف الضمان االجتماعي في الموسوعة االقتصادية واالجتماعية على‬
‫أنه "وسيلة الدول الرأسمالية في إحداث نوع من التكافل االجتماعي‪ ،‬أو توفير الحد األدنى‬
‫من الحياة الكريمة لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬من الفقراء والمعاقين والمتعطلين عن العمل‬
‫والمسنون والعجزة وأسرهم‪ ،‬ويستخدم الضمان االجتماعي ألحداث التوازن االجتماعي بين‬
‫‪3‬‬
‫مختلف فئات المجتمع في أغلب المجتمعات"‪.‬‬
‫‪ -7‬تعريف الحماية االجتماعية ‪" :‬مجموعة النظم واإلجراءات التي تضعها الدولة‬
‫لحماية أفرادها من األخطار"‪ .4‬كما تعرف أيضا "هي مجموعة من اآلليات واألنشطة‬

‫‪ -1‬موسى أبو أدهم‪ ،‬حول التأمينات االجتماعية‪ ،‬سلسلة التقارير القانونية ‪ ،‬فلسطين‪ :‬الهيئة الفلسطينية المستقلة‬
‫لحقوق المواطن‪ 1002 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية رقم ‪ 201‬لمؤتمر العمل الدولي‪.‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،‬الموسوعة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مركز إسكندرية للكتاب‪،‬‬
‫‪ ،1005‬ص ‪.327‬‬
‫‪ -4‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪ ،‬مقومات الحماية االجتماعية‪،‬مؤتمر الحماية االجتماعية والتنمية‪ ،‬جامعة نايف للعلوم‬
‫األمنية‪ .‬السعودية‪ ،1022 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المترابطة الهادفة إلى تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬بتحرير اإلنسان من‬
‫ضغط الحاجة والعوز والحرمان‪ ،‬والحد من خسائره وحمايته مما يهدده من أخطار‬
‫داخلية وخارجية كاألزمات االقتصادية المالية والحروب وحالة االقتصاد والكوارث‬
‫الطبيعية كالمجاعات والفيضانات واألمراض الوبائية"‪.1‬‬
‫وتعرف أيضا " مجموعة من اآلليات والمؤسسات التي ترتكز على مبدأ التضامن‬
‫والتكافل‪ ،‬والتي تضمن لألفراد الحماية من المخاطر االجتماعية‪ ،‬المتمثلة أساسا في‬
‫األمراض والبطالة والمخاطر التي قد تنجم أثناء العمل والفقر والتكفل بالمتقاعدين وذوي‬
‫االحتياجات الخاصة"‪.2‬‬
‫الرعاية االجتماعية‪ :‬يمكن تعريفها على أنها "هي البرامج والهيئات والمؤسسات‬
‫االجتماعية ذات التنظيم الرسمي‪ ،‬والتي تعمل على إيجاد أو تنمية وتطوير الظروف‬
‫االقتصادية والصحية والكفاءات الخاصة‪ ،‬لكل السكان أو جزء منهم"‪.3‬‬
‫‪ -8‬خصائص الضمان والتأمين االجتماعي‪ :‬من خالل مفهومي الضمان والتأمين‬
‫االجتماعي يمكننا استخالص خصائصهما‪:‬‬
‫‪ -‬يبين سلطة الدولة واستعمالها وسائل اإلكراه‪ ،‬حيث أنه نظام إجباري‪ ،‬تفرضه الدولة‬
‫وتنظمه وتسيره عن طريق صناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬يكرس سلطة الدولة في إعادة توزيع الدخل والمنافع والموارد بين أفراد المجتمع‪ ،‬لتكريس‬
‫العدالة المنشودة بين مواطنيها‪.‬‬
‫‪ -‬يدعم الوظيفة األمنية للدولة‪ ،‬ألن إشباع حاجات الفقراء والمحتاجين واأليتام من شأنه‬
‫القضاء على السرقة والجريمة وأفأت االنحراف‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬هو أحد ركائز السياسة االجتماعية‪ ،‬التي تسعى به السلطة للوصول إلى الرضاء‬
‫العام‪ ،‬و تلميع صورتها داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دهمة هوارية‪« ،‬الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان االجتماعي دراسة حالة‬
‫صندوق الضمان االجتماعي تلمسان»‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسير‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد تلمسان‪ ،)1025 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -3‬علي احمد وادي‪ ،‬المساعدات والرعاية االجتماعية للفئات المستهدفة بين الواقع والطموح‪ ،‬اليمن (الحديدة)‪:‬‬
‫جامعة الحديدة‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ -‬هو أحد صور الديمقراطية التشاركية‪ ،‬ألن صناديق الضمان االجتماعي تديرها النقابات‬
‫ومنظمات أرباب العمل واإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬إن التعاون والتكافل االجتماعي‪ ،‬من شأنه أن يقوي روابط التماسك والتواصل بين‬
‫جميع فئات وشرائح المواطنين‪ ،‬الذي يدعم تماسك المجتمع واستق ارره‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المفاهيم المشابهة للضمان االجتماعي‪ :‬هناك بعض المفاهيم التي لها عالقة‬
‫بالضمان االجتماعي لذا وجب تبيان الفرق بينها وبين الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬الضمان االجتماعي والمساعدات االجتماعية‪:‬‬
‫يشتركان في أن كالهما يهدفان إلى تحقيق األمن االجتماعي‪ ،‬وتكريس العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬والوصول إلى دولة الرفاه ويختلفان في نقاط عديدة أهماها‪:‬‬
‫الضمان االجتماعي يطال كل فئات المجتمع‪ ،‬وتشترك في دفع أقساط التأمين‪،‬‬
‫الدولة ورب العمل والعامل ويبقى مستمرا‪ ،‬أما المساعدات االجتماعية فهي توجه للمعوزين‬
‫والمحتاجين تتحمل أعبائها الدولة‪ ،‬وهي في غالبها غير مستمرة تتوقف إما بتحسن الحالة‬
‫االجتماعية للمستفيد‪ ،‬أو بعجز الدولة عن تقديم يد العون‪ ،‬أو قد يكون موسميا وفي فترات‬
‫متقطعة مثل قفة رمضان‪.‬‬
‫‪ -2‬الضمان االجتماعي والتأمين‪:‬‬
‫الضمان االجتماعي هدفه التكافل وإعادة توزيع الدخل‪ ،‬وهوال يهدف إلى تحقيق‬
‫الربح‪ ،‬وتقوم به الدولة عن طريق مؤسسات الضمان االجتماعي وهو إجباري‪ ،‬أما التأمين‬
‫فيهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬وهو في غالبه اختياري إال في بعض الحاالت مثل‪ ،‬إجبارية‬
‫تأمين السيارات‪ ،‬قد تقوم به الدولة أو إحدى شركات التأمين الخاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب ظهور الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -1‬األسباب السياسية‪ :‬كان لنجاح الثورة الفرنسية األثر الكبير‪ ،‬لميالد السياسة الحديثة‪،‬‬
‫السياسة التي تخضع فيها الحكومات للقانون وتخضع أيضا للمحاسبة‪ ،‬أي تخضع إلرادة‬
‫الشعب واحتياجاته‪ ،1‬كما تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة للمجتمع بدال من المصلحة‬
‫الضيقة للحكام‪ ،‬وهذا ما دعاه أرسطو بالخير العام‪ ،‬حيث تتنوع فيه ألوان المشهد‬

‫‪ -1‬فرانسيس فوكوياما ‪ ،‬أصول النظام السياسي من عصور ما قبل اإلنسان إلى الثورة الفرنسية‪ ،‬ترجمة‪ :‬مجاب‬
‫الإليمان ‪ ،‬معين اإلمام‪ ،‬ط‪.2‬الدوحة‪ :‬منتدى العالقات العربية والدولية‪ ،1026 ،‬ص ‪.573‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫السياسي‪ ،‬ويضمن في محيطه التداول الحقيقي للسلطة بين األحزاب ومختلف الفواعل‬
‫والتركيبات السياسية‪ .1‬وحتى في الدول التي عرفت النظام الملكي‪ ،‬فقد أضح نظامها‬
‫مقيدا (الملكية المقيدة) على غرار إنكلت ار حيث الملك فيها هو حاكم شرفي‪ ،‬وال يملك من‬
‫السلطة سواء البروتوكول‪ ،2‬والمواطن له دور كبير في اختيار ممثليه ونوابه في البرلمان‬
‫عن طريق االقتراع الحر‪ ،‬وفي عزلهم أو عدم التصويت لهم مرة أخرى إذا لم ينزلوا عند‬
‫رغباته‪ ،‬بل ويتعدى األمر إلى تغير الحكومة‪ ،‬هذه األخيرة لم يعد دورها يقتصر على‬
‫توفير األمن والسهر على تطبيق العدالة‪ ،‬مثلما نادى به أنصار الدولة الحارسة‪ ،‬حيث‬
‫نصت دساتيرها و قوانينها على توفير الحماية والرعاية والضمان االجتماعي لشعوبها‪.3‬‬
‫وقد ساهمت الثورة الصناعية في تجمع عدد هائل من العمال‪ ،‬عوض النظام‬
‫اإلقطاعي آنذاك والتي كانت أعداد الفالحين والمزارعين قليلة‪ ،‬وبالتالي لم يكونوا يشكلون‬
‫تجمعات وفرق‪ ،‬كما حال عمال الشركات والمصانع‪ ،‬الذين كان لهم السبق في إنشاء‬
‫‪4‬‬
‫النقابات‪.‬‬
‫وحملت سنة ‪ 2710‬بروز أول نقابة وهي جمعية الخياطين في بريطانيا حيث رفعت‬
‫مطالبها إلى البرلمان‪ ،5‬لكن البرلمان في بريطانيا كان محتك ار من قبل الطبقة‬
‫األرستقراطية‪ ،‬حيث منع صدور أي قانون ينصف الطبقة العاملة‪ ،‬بل حتى وإذا صدر‬
‫قانون لفائدة الطبقة العاملة هناك غياب كلي آللية التنفيذ‪ ،‬إلى غاية صدور قانون لتفتيش‬
‫المصانع سنة ‪ ،2233‬وهذا لإلطالع على ظروف أماكن العمل ووضعية العمال (عدد‬
‫ساعات العمل‪ ،‬الظروف الصحية‪ ،‬عمالة األطفال‪ ،‬األجور‪..‬إلخ)‪.6‬‬

‫‪ -1‬فرانسيس فوكوياما‪ ،‬النظام السياسي واالنحطاط السياسي من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫مجاب الإليمان ‪ ،‬معين اإلمام ‪ ،‬ط‪ ،‬الدوحة‪ :‬منتدى العالقات العربية والدولية‪ ،1026 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬عويغوري كالرك‪ ،‬االقتصاد العالمي نشأته وتطوره ومستقبله‪ ،‬ترجمة أمين األيوبي‪ ،‬ط‪،2‬بيروت‪ :‬الدار العربية‬
‫للعلوم الناشرون‪ ،1002 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬دمحم وحيد عبد الباري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -4‬محيبس الوائلي‪ ،‬االصالحات االجتماعية في بريطانيا ‪ ،2226-2201‬مجلة واسط‪ ،‬المجلد‪ ،2‬العدد ‪،1022 ،20‬‬
‫ص ‪.220‬‬
‫‪ -5‬إدريس بولكعيبات‪ ،‬الحركة النقابية الجزائرية بين عصريين إشكالية العجز المزمن عن فك االرتباط بالمشروع‬
‫السياسي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 1007 ،21‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -6‬طالب محيبس الوائلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫إال أن الش اررة الحقيقة كانت في ألمانيا‪ ،‬حيث استطاع االشتراكيون حصد ‪ 10‬مقعدا‬
‫في االنتخابات البرلمانية األلمانية سنة ‪ ،2277‬وأصبح الحزب االشتراكي األلماني‬
‫المعارض يشكل خط ار حقيقيا (رغم أنه حديث النشأة وتأسس سنة ‪2275‬م)‪ ،‬على الحزب‬
‫الحاكم بقيادة المستشار األلماني "‪ ،"Bismarck‬الذي حاول أن يظهر بمظهر الحامل‬
‫لهموم العمال والمهتم بمشاكلهم فأصدر سلسلة من القوانين تخص الضمان االجتماعي‬
‫بداية من سنة ‪2223‬م‪ ،‬ولم يكن هذا سواء تنازل منه لتهدئة الجموع الغاضبة من العمال‬
‫والنقابات‪ ،‬ولقطع الطريق أمام األحزاب االشتراكية والشيوعية‪ ،‬والحيلولة دون كسبهم المزيد‬
‫من األصوات وبالتالي توسع قاعدتهم االنتخابية‪ ،‬مما يؤدي ال محالة إلى تغلغلهم في‬
‫دواليب الحكم أو مشاركتهم في السلطة‪.1‬‬
‫‪ -2‬األسباب اإليديولوجية واالقتصادية واالجتماعية‪:‬‬
‫شهدت مرحلة الثورة الصناعية جشع أصحاب المصانع والشركات ومالك وسائل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬في سعيهم نحو تعظيم األرباح وتخفيض تكاليف اإلنتاج إلى االستغالل الفاضح‬
‫لطبقة العاملة‪ ،‬عن طريق زيادات في ساعات العمل‪ ،‬وتخفيض األجور‪ ،‬حيث غابت‬
‫معناها القيم اإلنسانية‪ ،‬وأصبح ينظر للعامل كمجرد آلة تنتهي صالحيتها‪ ،‬إذا تعطلت أو‬
‫أصبحت غير قادرة على مواصلة العطاء‪ ،‬بل وتشبهيه بالحيوان وهو ما يراه "فوكوياما" في‬
‫كتابه "نهاية التاريخ" حيث يقول " إذا كان اإلنسان باألساس حيوانا اقتصاديا محكوما‬
‫برغبته وعقله‪ ،‬فإن الصيرورة الجدلية للتطور التاريخي يجب أن تكون في المتوسط‬
‫متماثلة بالنسبة لمختلف المجتمعات والثقافات" فقد ذاع في هاده الفترة الفكر الرأسمالي‬
‫الليبرالي الميكيافلي تحت شعار "دعه يعمل اتركه يمر"‪.2‬‬
‫إن هذا الشعار الذي رفعه أدم سميث لم يكن موجها لطبقة العاملة فحسب‪ ،‬حيث‬
‫دعاء في كتابه ثروة األمم سنة ‪ 2776‬إلى تخفيض عدد الجيش والقوات المسلحة فقط‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ -2‬الطيب بوعزة‪ ،‬نقد الليبرالية‪ ،‬ط‪ ،2‬الرياض‪ :‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،1002 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫بالعدد الذي يسمح بالحماية القومية للوطن حيث حسب رأيه هي قوة غير منتجة وال‬
‫تضيف القيمة مضافة‪.1‬‬
‫لقد كان دافع اإلنتاج والربح هي اللغة الطاغية في خطابات الرأسمالية‪ ،‬ولعل توفر‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫رأس المال لدى المدخرين هو ما ضاعف إنتاجية العمال أكثر من توفر اليد العاملة‬
‫ل قد سبب اتساع استخدام اآللة حلولها محل اإلنسان‪ ،‬ما دفع لطبقة العاملة‬
‫بالرضوخ شروط أصحاب العمل مصانع والشركات‪ ،‬حيث لم تظهر أي قوانين أو‬
‫تشريعات تحمي الطبقة العاملة من جملت المخاطر الذين يتعرضون لها‪ ،‬كحوادث العمل‬
‫أو األمراض المهنية أو العجز‪،‬أو الوفاة‪..‬إلخ‪ .‬وإن هذه العوامل السالف ذكرها تسببت في‬
‫الفقد العديد من العمال لمناصبهم‪ ،‬نتج عنه الحقا ظهور البطالة والفقر والتفكك األسري‬
‫ومختلف اآلفات االجتماعية‪ ،‬وتحول النظام السياسي في أوربا من نفوذ اإلقطاعيين إلى‬
‫نفوذ أرباب العمل‪ .‬ولقد استفحلت الطبقية في أوربا أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬وأصبحت‬
‫الفروق شاسعة‪ ،‬حيث هناك فئة قليلة تستأثر بالثروة والمكاسب أما العمال البسطاء ال‬
‫يجنون من المحصول سوء الفتات‪.3‬‬
‫وألن الضغط يولد االنفجار واالستبداد يولد الثورة‪ ،‬فقد أحست القوة العاملة في أوربا‬
‫بثقلها وإمكانياتها في فرض نمط مجتمعي جديد‪ ،‬يلغي احتكار الملكية الخاصة ويلغي‬
‫فلسفة ونهج أصحاب النضرة الليبرالية‪ ،‬ويضع مكانها نمطا شيوعيا اشتراكيا ن (األفكار‬
‫الماركسية)‪ .4‬إن هذا المشروع الجديد ليس نسج الخيال‪ ،‬بل حقيقة تجسدت على أرض‬
‫الواقع‪ ،5‬وحراكا اجتماعيا اجتاح أوربا هدفه محاربة الملكية الخاصة وإحالل محلها الملكية‬

‫‪ -1‬بول كيندي‪ ، ،‬القوى العظمى التغيرات االقتصادية والصراع العسكري‪ ،‬من ‪ 1511‬إلى ‪ ،2111‬ترجمة عبد‬
‫الوهاب علوب ‪ ،‬ط‪ ،2‬الكويت‪ :‬دار سعاد الصباح مركز أبن خلدون للدراسات اإلنمائية‪ ،2223 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -2‬ديفيد بوز‪ ،‬مفاهيم الليبرتارية وروادها‪ ،‬ترجمة صالح عبد الحق‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬رياض الريس للكتب والنشر‪،‬‬
‫‪ 1002‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬باسكال بروكنر‪،‬عبد هللا السيد ولد أباه‪ ،‬بؤس الرفاهية‪ ،‬ط‪، 2‬الرياض‪ :‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،1006 ،‬ص‬
‫‪.132‬‬
‫‪ -4‬فريديرك إنجلز‪ ،‬فارس غصوب‪ ،‬اإلشتراكية الطوباوية والعلم‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬دار الفارابي‪ ،1023 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫العامة لوسائل اإلنتاج والقضاء على الهوة والفوارق المجتمعية والدفاع عن حقوق العمال‬
‫‪1‬‬
‫واإلصالح البرلماني والتحرر الكثولوكي‪.‬‬
‫هذا النظام يقوم على أنقاض الرأسمالية وعلى إخفاقاتها مثلما بشر به " ‪Joseph‬‬
‫‪ "shumpeter‬قائال " الرأسمالية تعني منظومة من القيم‪ ،‬وموقفا من الحياة وحضارة‪،‬‬
‫حضارة الالمساواة ونصيب األسرة من المصير‪ ،‬وإن األداء الفعلي والمأمول من النظام‬
‫الرأسمالي هو نقض فكرة انهياره بضغط من اإلخفاق االقتصادي‪ ،‬لكن نجاحه ذاته يدمر‬
‫المؤسسات االجتماعية التي تحميه‪ ،‬ويخلق بصورة ال مهرب منها حاالت ال يستطيع‬
‫‪2‬‬
‫فيها أن يحيا‪ ،‬والتي تشير وبقوة إلى االشتراكية‪ ،‬كوريث واضح"‪.‬‬
‫إن نظرة االشتراكيين والماركسيين هي نضرة واضحة‪ ،‬قائمة على وجود ظلم لحق‬
‫بطبقة العمال‪ ،‬وبالتالي ينتج خلل وعدم اتزان في النسيج االجتماعي‪ ،‬تلجئ هذه األخيرة‬
‫إلى االحتجاج أو إلى العنف‪ ،‬لتعبير عن تذمرها وسخطها على الوضع القائم‪ ،‬تدفع الحقا‬
‫الحكومة إلى تبني إصالحات وبرامج وتشريعات تحمي الطبقة العاملة‪ ،‬تكون كاستجابة أو‬
‫‪3‬‬
‫كرد فعل أو كسياسة لحل المشكلة المطروحة (سياسة الضمان االجتماعي)‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬أهداف وأهمية الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1‬األهداف‪:‬‬
‫‪ -‬حماية العامل من جميع المخاطر المحدقة به‪ ،‬وتعويضه عند حدوث أي مكروه‪ ،‬مما‬
‫يزيل عنه الخوف واالرتباك ويدفعه ويحفزه لبذل المزيد من الجهد والوالء واإلخالص عند‬
‫قيامه بمهامه وبالتالي إعطاء نتائج جيدة أو مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مرتب كاف يساعد العامل على الوفاء بجميع متطلباته واحتياجاته‪ ،‬السيما بعد‬
‫االنتهاء من خدمته‪ ،‬مع مرعاه التناسق بين المعاشات السابقة والجديدة‪.‬‬

‫‪ -1‬تشارلز تلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬جوزيف شومبيتر ‪ ،‬الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية‪ ،‬ترجمة حيدر حاج اسماعيل‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬مركز ا‬
‫درسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،1002 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ -3‬أحمد بعلبكي‪ ،‬تحوالت االخالق والسياسة في أنظمة الحماية االجتماعية ومنهجياتها‪ ،‬مجلة اضافات‪ ،‬العددان‬
‫‪ 32‬و‪،32‬ربيع وصيف ‪ ،1027‬ص ‪.276‬‬
‫‪ -4‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬نظرية التأمين والضمان االجتماعي بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعة الجديدة‪ ،1027 ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪50‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ -‬ال تستهدف خدمات وامتيازات الضمان االجتماعي فئة العمال وأسرهم فقط‪ ،‬بل تسعى‬
‫احتياجات الفئة أو الحلقة األضعف في المجتمع كالعجزة واألرامل واأليتام‬ ‫لتغطية‬
‫وعديمي الدخل وذوي االحتياجات الخاصة‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬رفع المستوى الصحي‪ ،‬وتغطية أكبر قدر ممكن من مصاريف العالج للمؤمنين‬
‫وذويهم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان األمن واالستقرار المنشودين‪ ،‬حيث يغرس نظام التكافل أو التعاون االجتماعي‬
‫حب الوطن في نفوس الطبقات المحرومة‪ ،‬بتقديم الدولة لهم المساعدات ويد العون‪ ،‬ويد أر‬
‫عنها أي احتجاجات أو أعمال عنف أو شغب كما يقوي وحدة المجتمع وترابطه وتماسكه‬
‫وتكاتف أبنائه بزوال الفوارق بينهم خلق الثروة وتسريع وتيرة النمو‪ ،‬بضخ أموال الضمان‬
‫االجتماعي في استثمارات ومشاريع من شأنها إن تطور االقتصاد الوطني‪ ،‬وتضمن‬
‫مناصب شغل للعاطلين والبطالين‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم اإلداري والتنسيق في أخذ االشتراكات وتقديم التعويضات‪ ،‬بين العامل ورب‬
‫العمل والدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬األهمية‪ :‬تبرز من خالل جملة من الجوانب هي‪:‬‬


‫أ‪ -‬األهمية السياسية واألمنية‪:1‬‬
‫للضمان االجتماعي وظيفة سياسية بالغة األهمية‪ ،‬بداية من فرض الدولة سيادتها‬
‫وسلطتها في فرض الضرائب‪ ،‬حيث إن جزء كبي ار منها يقتطع لصالح صناديق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهذا ما يحدث في الغالب تذمر واستياء أرباب العمل والخواص وأصحاب‬
‫األموال‪ ،‬لكن بالمقابل يحقق الرضاء واالرتياح لدى فئات البسطاء ومحدودي الدخل عن‬
‫طريق إعادة توزيع الثروة بين فئات المجتمع الواحد‪.‬‬
‫كما تكمن وظيفته في أن االهتمام به من شأنه أن يدعم األمن واالستقرار ويقوي‬
‫دعائم الحكم الراشد‪ ،‬والعكس من ذالك فان التخلف والفقر والجهل ينمي الجريمة واإلرهاب‬
‫ويصعد من أعمال العنف بل وقد يؤدي إلى االنفالت األمني ويمهد للثورات‪ ،‬ويفتح‬

‫‪ -1‬أحمد حجاز‪ ،‬صندوق الضمان االجتماعي وفكرة التكافل االجتماعي‪ ،‬مجلة دار المنظومة‪ ،‬مجلد ‪ ،16‬عدد ‪،01‬‬
‫األردن‪ ،2225 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المجال أمام التدخل األجنبي الواسع‪ .‬ويوضح نظام الضمان االجتماعي مذهب الحكومات‬
‫واتجاهها‪ ،‬حيث يغلب على الدول االشتراكية الشيوعية الطابع االجتماعي‪ ،‬وملكيتها‬
‫لوسائل اإلنتاج وتدخلها لصالح العمال‪ ،‬فهي أنظمة شمولية عادة يدخل فيها الحزب في‬
‫حياة المواطن السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أما الدول الليبرالية الرأسمالية فهي دائما‬
‫تدعو إلى عدم تدخل الدولة إال في نطاق ضيق ولول أزمة الكساد العالمي سنة ‪2212‬‬
‫وأفكار "‪ "John maynard Keynes‬لكان دور الدولة يختزل في األمن والدفاع‬
‫والعدالة‪ ،‬كما نادى به أصحاب النظرية الكالسيكية سابقا‪.‬‬
‫ب‪ -‬األهمية االقتصادية‪:‬‬
‫للعامل دور ا قتصادي مهم في عمليات التأمينات االجتماعية‪ ،‬حيث يمكن تجميع‬
‫رؤوس األموال وفوائض صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬وإعادة استثمارها في شتى‬
‫المشاريع التجارية والخدمية والصناعية‪ ،‬مما يجعل صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬في‬
‫أريحية مالية‪ ،‬بعيدة عن أي خطر أو عجز ممكن أن يلحق بميزانياتها‪ ،‬بل ويتعدى ذلك‬
‫إلى فتح مجال التنمية المحلية والتي كان لغياب السيولة األثر البالغ والباعث األساسي‬
‫في فقدانها‪. 1‬‬
‫وبالتالي إعطاء دفعة أخرى لدوران للعجلة االقتصادية‪ ،‬وفتح مناصب العمل‬
‫ومكافحة البطالة‪ ،‬ورفع اإلنتاجية الوطنية‪ ،‬برفع إنتاجية العامل‪ ،‬الذي لم يعد خطر العجز‬
‫وإصابات العمل والشيخوخة واإلمراض المهنية تربكه‪ ،‬ألن إعانات والتعويضات التي‬
‫يوفرها له نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬تدفعه نحو بذل أقصى جهد ممكن‪ ،‬وهذا يسهم أيضا‬
‫في مكافحة التضخم‪ ،‬وتحقيق الرفاهية االقتصادية‪.2‬‬
‫ج‪ -‬األهمية االجتماعية‪ :‬تتجلى األهمية االجتماعية للتأمين من خالل التضامن والتكافل‬
‫بين وحدات وأفراد المجتمع بصورة غير مباشرة‪ ،‬حيث إن الضرر الذي قد يصيب‬
‫شخصا معينا مهما كان نوعه (األمراض‪ ،‬إصابات العمل‪ ،‬العجز‪ ،‬البطالة‪..‬إلخ) يخف‬
‫عبئ تحمله‪ ،‬بسبب التعويض الذي يحصل عليه من طرف صناديق الضمان االجتماعي‬

‫‪ -1‬الطيب السماتي‪ ،‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري ومشاكله العملية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ -2‬دمحم زيدان‪ ،‬دمحم يعقوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫وهذا بمقابل دفعه لألقساط أو االشتراكات‪ ،‬وهذا خالفا لشخص الغير مؤمن‪ ،‬أو الذي ال‬
‫يتمتع بخدمات التأمين‪ ،‬فإن نتائج تعرضه للخطر تكون في غالبها وخيمة وال يستطيع‬
‫تحملها بمفرده ما يفتح باب الفقر والعوز والحاجة على مصرعيه‪ ،‬وحتى إن حصل على‬
‫مساعدات اجتماعية فإن غالبها يكون غير كافي كما أنها تكتسي طابع الذل والهوان‪.1‬‬
‫خامسا‪-‬نماذج الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫النموذج التعويضي‪ :‬هذا النموذج مستوحي من النموذج البسماركي الذي‬ ‫‪-1‬‬
‫يربط الضمان االجتماعي بالعمل‪ ،‬وبالتالي حق الضمان يستند على دفع االشتراكات من‬
‫قبل العامل للحصول على خدمات الضمان االجتماعي‪ 2‬وتمويل هذا النظام يرتبط‬
‫باشتراكات العاملين‪ ،‬والتي بموجبها أيضا تتحدد قيمة التعويضات والتقاعد وغيرها من‬
‫المزايا والحقوق المترتبة على االنخراط في الضمان االجتماعي‪.3‬‬

‫تأخذ فرنسا وألمانيا بهذا النموذج‪ ،‬لكن الدولة تعطي الحرية أكثر للنقابات والشريك‬
‫االجتماعي ومالك وسائل اإلنتاج في المشاركة في اتخاذ القرار وتحديد االشتراكات‬
‫وصنع سياسة الضمان االجتماعي ككل‪ ،‬عن طريق التفاوض والمساومة‪ ،‬ولكنها تتدخل‬
‫لحماية الفئات الغير قادرة على العمل واالشتراك‪ ،‬كإعانات الفقراء واألسر المعيلة ومنح‬
‫األيتام والمعاقين ‪..‬إلخ‪.4‬‬
‫بالنسبة لفرنسا يالحظ حضور الحكومة وتدخلها أكثر من ألمانيا وهذا ألسباب‬
‫منها‪:5‬‬

‫‪ -1‬قرومي حميد‪ ،‬ضحاك نجية‪ ،‬الضمان االجتماعي في الجزائر" دراسة حالة البويرة"‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬
‫والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،1025 ،23‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪،‬‬
‫المجلد ب‪ ،‬العدد ‪ ،1002 ، 30‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬فضيلة عكاش‪« ،‬تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر»‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،)1002 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -4‬فؤاد نهرا‪ ،‬النموذج التعاوني دراسة مقارنة النموذج الدولوي الفرنسي والنموذج التعاوني األلماني‪ ،‬ندوة دولة‬
‫الرفاهية االجتماعية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬المعهد السويدي باإلسكندرية‪ ،1005 ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ -‬قوانين العمل والضمان االجتماعي في فرنسا لم تنصص على ضرورة تواجد النقابة‬
‫وهذا ما نعزوه إلى سببين وهما تأخر التجربة الفرنسية في منظومة الضمان االجتماعي‬
‫مقارنة بألمانيا‪ ،‬أما السبب الثاني فهو امتالك رب العمل صالحيات واسعة وبالتالي غياب‬
‫وضعف النقابة وهذا إلى غاية ‪ 2221‬مع تشكيل أول حكومة يسار‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على البرنامج اليساري الذي يرسم تدخل الدولة‪ ،‬بل وتمسك من خالله مقاليد‬
‫اإلصالحات االقتصادية واالجتماعية ومن بينها التدخل لصالح حماية العمال‪.‬‬
‫تغليب سياسة ومحور الصراع والمواجهة على المشاركة والتوازن بين مصالح أرباب العمل‬
‫والنقابات حيث احتدما النزاع بعد حضور الحزب الشيوعي الفرنسي وارتباطه باالتحاد‬
‫العمالي العام أكثر نقابات فرنسة تمثيال للعمال وبين أرباب العمل الذين حاولوا جاهد شق‬
‫صفوف النقابات وبالتالي هضم حقوق العمال‪.‬‬
‫‪ -2‬النموذج التوزيعي‪:‬هذا النموذج قائم على أفكار وإصالحات" ‪ ،"Beveridge‬وهو‬
‫يستهدف عموم المواطنين دون استثناء‪،‬أي يمتاز بالشمولية سواء ممن يدفعون االشتراكات‬
‫أو بقية أفراد المجتمع (عامل أو بطال)‪ ،‬حيث هذا النظام قائم على القضاء على الحاجة‬
‫ككل‪ ،1‬ويقول بفر يدج في تقريره‪ ،‬إذا لم تعط للشعب إصالحات اجتماعية يعطيك الثورة‪،‬‬
‫كما يمتاز هذا النموذج بالديمومة حيث يوفر الحماية ألفراده من المهد إلى اللحد‪ ،‬ويمتاز‬
‫‪2‬‬
‫أيضا بالوحدة والتمركز‪ ،‬حيث هناك اشتراك واحد يغطي جميع المخاطر بدون استثناء‬
‫إال أنه يقتصر على تأمين الحد األدنى من المخاطر‪ ،‬وفي الضرورة فقطا‪ ،‬تاركا مسؤولية‬
‫تامين وتعويض المخاطر األخرى على عاتق الشركات ومختلف القطاعات والمؤسسات‬
‫اإلنتاجية والخدمية‪.3‬‬
‫كما يدعو هذا النموذج إلى تشابه وتماثل التعويضات والمنح المقدمـ ـ ـة لألفراد سواء‬
‫من فئة البطالين أو العمال‪ ،‬وهذه خاصية أخرى ينفرد بها النظام البفريدجي (التشابه)‬
‫إضافة إلى خاصيتي (الوحدة والشمول)‪ ،‬ويوجب هذا النموذج الدولة التدخل لمعالجة‬
‫إختالالت وعجز ميزانية الصناديق ويحملها المسؤولية‪ ،‬فعدم كفاية االشتراكات ليس مبر ار‬

‫‪ -1‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬فؤاد نهرا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫لتملصها فالضرائب والخزينة كفيلة بسد ذلك العجز‪ ،1‬وهو ما حمله كتابه "‪full‬‬
‫سنة ‪ 2222‬والذي حثها على البحث عن‬ ‫‪"employment in free society‬‬
‫التشغيل الكامل وضمان مجانية العالج وتأمين منح التقاعد وهذا للوصول إلى دولة‬
‫الرفاهية الحقيقية‪ ،‬الرفاهية التي يعيش في كنفها الفرد أو المواطن وال يرتابه أي شك أو‬
‫خوف من الحاضر أو المستقبل‪ ،‬وبالتالي فالضمان االجتماعي يساوي حياة أمنة ومطمئنة‬
‫للفرد وللعائلة ومن ثم عموم المجتمع‪ ،‬يساوي أيضا استقرار الدولة وديمومة النظام‬
‫‪2‬‬
‫السياسي‪.‬‬
‫"‬ ‫يبدو جليا تأثر "‪ "Beveridge‬بنظريات وأطروحات المفكر االقتصادي الكبير‬
‫‪( "Keynes‬التشغيل الكامل واليد الخفية)‪ ،‬وبأفكار الرئيس األميركي" ‪ "Roosevelt‬في‬
‫دفاعه وحثه على أن يشمل نظام الضمان االجتماعي عموم المواطنين وبدون استثناء وأن‬
‫يكون صمام أمان حقيقي للقضاء على الحاجة‪.3‬‬
‫‪ -3‬النموذج االشتراكي الشيوعي‪ :‬يرى النموذج الشيوعي ومن خلفه النظرية الماركسية‬
‫إن نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬جاء لتغطية عيوب الليبرالية ولتمرير توجهاتها‪ ،‬وهذا من‬
‫خالل سعيها الستغالل الطبقة العاملة وسرقة جهدها‪ ،‬فمن الجانب السياسي هي لمواصلة‬
‫اإلمساك بزمام الحكم وتربعها على العرش في هاته الدول تحت شعار دولة الرفاهية‬
‫وبالتالي البحث عن الشرعية ودعم والء المواطنين للحكومة‪ ،‬أما من الجانب االقتصادي‬
‫فهي تراكم جديد لألموال واألرباح الطائلة التي يجري وراءها كبار التجار وأرباب العمل‬
‫ومالك المصانع ووسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫ويسعى النموذج االشتراكي إلى تحقيق العدالة وتنافي الطبقيـ ـ ـة والزياـدة في المنح‬
‫والمساعدات االجتماعية‪ ،‬إال انه صعب المنال ويقتضي توفر مداخيل ضخمة للدولة‬
‫لضمان صرف المنح والمساعدات‪ ،‬وهذا الستحالة استفاء صناديق الضمان االجتماعي‬
‫بكل هذه النفقات‪ ،‬كما يعاب عليه في انه يقضي بصفة غير مباشرة على روح المبادرة‬

‫‪ -1‬فواد وراد‪« ،‬الحماية االجتماعية والتشغيل" دراسة حالة الجزائر»‪( ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪،‬جامعة تلمسان‪ ، )1002 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬وراد فؤاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الفردية واالبتكار وتحسين نوعية العمل واإلنتاج‪ ،‬وفشله الذريع في الدول التي طبقت هذا‬
‫النظام‪ ،‬ومن أمثلتها اإلتحاد السوفيتي سابقا‪.1‬‬
‫‪ -4‬النموذج المختلط (التركيبي أو التوفيقي)‪:‬‬
‫بدأت معظم الدول في البحث عن نموذج وسطي‪ ،‬يحوي جميع شرائح المجتمع‬
‫ويغطي اغلب األخطار‪ ،‬فيستند من جهة على اشتراكات العمال ومن جهة أخرى على‬
‫دعم الدولة عن طريق الزيادة في النفقات االجتماعية‪ ،‬مثل‪ :‬فرنسا وألمانيا والنمسا‪..‬الخ‪.2‬‬
‫هذا النموذج ال يسعى إلى القضاء على الطبقية وعدم المساواة مثل النموذج‬
‫الشيوعي االشتراكي‪ ،‬إال انه يحاول الحد من آثارها السيما على الفئات الهشة ومحدودي‬
‫الدخل‪ ،‬كما أن له نزعة أخالقية اتجاه المرأة الماكثة في البيت واألطفال والحضانة‪..‬الخ‪،‬‬
‫حيث يضمن إعطاءها منحة لها وألوالدها‪ ،‬مثل األجر الوحيد ومنحة األطفال في نظام‬
‫الضمان االجتماعي الجزائري‪ ،‬كما أن فرنسا وإن كان نظامها يستند كثي ار للنموذج‬
‫البسماركي إال انه يمكن اعتباره اشتراكيا رفقة بعض الدول االسكندينافية‪ ،‬ألنها وإن كانت‬
‫أنظمة ليبرالية رأسمالية‪ ،‬فتبقى متأثرة بمسوقات الثورة الفرنسية‪" ،‬حرية‪ ،‬مساواة‪ ،‬إخاء"‪،‬‬
‫وتحاول جاهدا وقاية وتأمين حدودها أمام االشتراكية ومن خلفها الشيوعية والضغوطات‬
‫الماركسية والنقابية‪.3‬‬
‫هذا النموذج هو قريب أيضا من النمط االجتماعي الديمقراطي‪ ،‬حيث يقتضي وجود‬
‫سياسة ضريبية فعالة‪ ،‬من أجل تأمين جل المخاطر وتغطية مصاريف التأمين‪ ،‬وهذا‬
‫لضمان إعادة توزيع الدخل والثروة‪ ،‬وعلى العموم فالدول األسكدنافية المشار إليها سابقا‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وعلى رأسها السويد تطبق هذا النموذج بحذافيره‬
‫نبقى أن نشير إال إن نظام الضمان االجتماعي في الجزائر يميل إلى النظام‬
‫المختلط‪ ،‬فيأخذ من النموذج التعويضي قيامه على دفع إشتركات العاملين وأرباب العمل‬
‫من أجل تغطية مصاريف صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬ومن النموذج ألتوزيعي في‬

‫‪ -1‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬فضيلة عكاش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -4‬فؤاد نهرا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 03‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫محاولته توسعه ليشمل ويغطي فئات أخرى من غير العاملين (الطلبة‪ ،‬المجاهدين‬
‫‪،‬المعاقين والنساء الماكثات في البيت‪...‬إلخ)‪.1‬‬
‫أما من النموذج الشيوعي اال شتراكي‪ ،‬فيأخذ ميزة محاولته معالجة التفاوت الطبقي‪،‬‬
‫ومواصلة دعم الدولة للجبهة االجتماعية‪ ،‬لكن يبقى العائق المالي وعجز ميزانية‬
‫الصناديق وميزانية الدولة‪ ،‬حجرة عثرة أمام طموحات الدولة الجزائرية‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬أساليب تحقيق التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين أسلوبين متبعان لتحقيق التوازن بين االشتراكات والنفقات وهما‪:‬‬
‫أسلوب التراكم وأسلوب التوزيع‪.‬‬
‫‪ -1‬أسلوب التراكم‪ :‬وينقسم بدوره إلى نوعين‪ :‬التراكم الفردي والتراكم الجماعي‪.‬‬
‫أ‪ -‬أسلوب التراكم الفردي‪ :‬وهو شبيه باالدخار الذي يتم تجميعه لغرض استثماره‪ ،‬وفي‬
‫هذا األسلوب يتم فتح حساب لكل مؤمن على حدا‪ ،‬مهما كان نشاطه وصفته سواء كان‬
‫عامال أوب عمل ‪ ..‬إلخ‪ ،‬ويتم فيه جمع اشتراكاته مع مساهمة الدولة‪ ،‬وعوائد استثمار ذلك‬
‫المبلغ المجمع‪ ،‬فإذا حدث أي خطر أو طارئ يستوجب تغطيته كان مبلغ تعويضه على‬
‫أساس حسابه الخاص الذي تم تجميع مدخراته فيه‪ ،‬أي أن قيمة التعويض تكون حسب‬
‫المقدرة المالية لحسابه‪.2‬‬
‫ب‪-‬أسلوب التراكم الجماعي‪ :‬ويكون باستخدام حساب جماعي لمجموعة المشتركين‪ ،‬وهذا‬
‫باعتماد قوانين االحتمال‪ ،‬لتحديد نسبة احتمال الخطر‪ ،‬ومعدالت سعر الفائدة‪ ،‬لكي‬
‫يتحقق التوازن بين ما تم تجميعه من احتياطي مع ما يتم إعطائه للمشترك‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫كل ما زاد احتياطي أموال الضمان االجتماعي‪ ،‬كلما زادت نسبة الوفاء بالتزامات صناديق‬
‫الضمان االجتماعي نحو المشتركين‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع من وجود أخطار كتدني قيمة‬
‫‪3‬‬
‫العملة‪ ،‬وانخفاض القدرة الشرائية‪ ،‬كذلك عند حدوث خسائر استثمارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب التوزيع‪:‬‬

‫‪ -1‬عكاش فضيلة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫‪ -2‬حسين حمدان‪ ،‬التوازن المالي لنظم الضمان االجتماعي‪ ،‬دراسة مقدمة إلى مؤتمر الجديد في مجال التأمين‬
‫(الضمان) في لبنان والعالم العربي‪ ،‬المنعقدة ببيروت في ‪ 16-12‬نيسان ‪ ، 1006‬ج‪ ،1‬ط‪.2‬بيروت‪:‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،1007 ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ص ‪.200-322‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫ويعتمد أسلوب التوزيع على إيجاد التوازن خالل فترة زمنية محددة مابين نفقات‬
‫وإيرادات صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬فيما يحول فائض إذا وجد إلى التأمين االحتياطي‬
‫الضروري‪ ،‬أما نسبة االشتراك فتتماشى وفقا للحالة المالية لصناديق خالل كل سنة‪ ،‬فتزيد‬
‫بانخفاض االحتياطي الضروري‪ ،‬وتنخفض بارتفاعه وذلك للمحافظة على الوضعية المالية‬
‫لصناديق‪ ،‬ويرتكز هذا النظام على فكرة التكافل بين األجيال المتعاقبة‪ ،‬فاشتراكات العمال‬
‫توجه نسبة كبيرة منها لصالح المتقاعدين‪ ،‬أما تقاعدهم فيغطى باشتراكات األجيال‬
‫القادمة‪ ،‬إضافة الستفادتي الجميع ( عمال ومتقاعدين ) من تغطية المرض والعجز‬
‫‪1‬‬
‫وإصابات العمل‪ ،‬وغيرها من مزايا وخدمات التأمينات االجتماعية‪....‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬ص ص ‪.201-202‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬فواعل صنع سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫إن سياسة الضمان االجتماعي كغيرها من السياسات العامة‪ ،‬هي نتاج تفاعل جهات‬
‫رسمية وغير رسمية تشترك في إجراءات إدراجها‪ ،‬قد ينتج عنه في البداية مزيج من‬
‫المصالح المتباينة‪ ،‬ما قد يعسر من والدتها وخلقها ويصعب كذلك من تحديد الجهة التي‬
‫وضعتها‪ .‬السيما مع تزايد دور المنظمات الدولية تقدم تقارير وتوصيات للحكومات‬
‫الوطنية من أجل المساهمة في تحسين برامج الضمان االجتماعي فيها‪ ،‬لذلك سنتطرق في‬
‫هذا المبحث إلى العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الفواعل الرسمية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفواعل غير الرسمية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الهيئات االستشارية والدولية التي تساهم في صنع سياسة الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الفواعل الرسمية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫تتمثل الجهات الرسمية التي تتدخل في رسم سياسة الضمان االجتماعي في مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤسسة التشريعية‪.‬‬
‫تعتبر المؤسسة التشريعية حجر أساس النظام السياسي وشريانه‪ ،‬وغطاء لشرعيته‬
‫وصمام أمانه‪ ،‬فهي مقياس الديمقراطية والحكم الراشد‪ ،‬وهي حبل االتصال بين الحاكم‬
‫والمحكوم‪ ،‬وتستمد هذه المؤسسة مكانتها من والوظائف والمهام المسندة إليها‪ ،‬فهي‬
‫السلطة التي تنوب عن الشعب الذي اختارها لكي تحمل انشغاالته ومتطلباته لصانع‬
‫القرار‪ ،‬كما ترسم معالم السياسة العامة عن طريق سن القوانين والتشريعات في شتى‬
‫‪1‬‬
‫المجالت‪ ،‬وتراقب عمل السلطة التنفيذية‪..‬إلخ‪.‬‬
‫يلعب البرلمان دو ار كبي ار في سن مختلف القوانين والمراسيم‪ ،‬المتعلقة بالتأمين‬
‫والضمان االجتماعي‪ ،‬كما يقدم نوابه مساءالت عدة ألعضاء الحكومة حول برامج‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬ففي األردن أنهال نواب المعارضة باألسئلة على رئاسة الوزراء فيما‬
‫يخض أموال واستثمارات صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬وأبدى رئيس الوزراء الدكتور‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح ياغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫"هاني الملقي" استغرابه من تشكيك النواب في الحكومة‪ ،‬وأضاف أن الحكومة تسعى إلى‬
‫‪1‬‬
‫حفظ أموال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤسسة التنفيذية‪:‬‬
‫إن ما يمكن مالحظته في كثير من الدول‪ ،‬وأهمها دول العالم الثالث هو استئثار‬
‫المؤسسة التنفيذية وعلو كعبها على المؤسسات األخرى (مرحلة الهيمنة التنفيذية) وحتى‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية هناك صالحيات واسعة لرئيس الجمهورية (النظام الرئاسي)‬
‫بمقارنة بنظرائه في دول أخرى‪ ،2‬ويمكن أن نميز بين دورين أساسين تلعبهما المؤسسة‬
‫التنفيذية في الدولة‪ ،‬فأحدهما سياسي يتمثل في عالقات هذه المؤسسة مع مختلف‬
‫المؤسسات الدستورية والسلطات األخرى‪ ،‬وأيضا العالقات الدبلوماسية الخارجية‪ ،‬واألخر‬
‫تنظيمي صرف يخص إدارة المرافق العامة‪ ،‬وتسير المؤسسات والهياكل اإلدارية‪ ،‬والسهر‬
‫‪3‬‬
‫على تقديم الخدمات النوعية للمواطن‪ ،‬وكل ما يخص الجانب اإلداري في الدولة‪.‬‬
‫ويمكن أن نشير إلى ذلك الصراع والخلط الذي قد يحدث بين وظيفة السياسي‬
‫واإلداري فاألول عادة ما يقدم سياسات وبرامج تنعش الجانب االجتماعي ويدفع بالرفاهية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهذا لدعم مركزه وتقوية نفوذه بين أنصاره أو منتخبيه‪..‬إلخ‪ ،‬أما الثاني‬
‫فتحكمه ضوابط اإلمكانيات المتوفرة لديه‪ ،‬والتي غالبا ما تكون محدودة فال يستطيع أن‬
‫‪4‬‬
‫يقفز عنها‪.‬‬
‫وأما الحكومة‪":‬هي مجموعة من اآلليات والمؤسسات الرسمية‪ ،‬تقوم بممارسة‬
‫السيطرة على اآلخرين وتوجيههم‪ ،‬وفقا لق اررات تتخذها وتسهر على تنفيذها"‪ .5‬وفي‬
‫تعريف آخر " الحكومة تمثل التنظيم السياسي للدولة‪ ،‬واألداة التي تمارس من خاللها‬

‫‪ -1‬دمحم قواص‪ ،‬األردن‪..‬كثرة في المسؤولين وشح في سياسات االصالح‪ ،‬مجلة العرب‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد‪،22022‬‬
‫‪ ،1022/06/05‬ص‪.2‬‬
‫‪ -2‬جيمس أندرسون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬دمحم رضا جنيح‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬تونس‪ :‬مركز النشر الجامعي‪ ،1002 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -4‬مدقن قدور‪« ،‬دور المنظمات الدولية في عملية رسم السياسات االجتماعية بالدول المغاربية" دراسة قطاع الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر نموذجا»‪ ( ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،3‬‬
‫‪ ،)1023‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -5‬أندرو هيوود‪ ،‬النظرية السياسية مقدمة (ترجمة‪ :‬لبنى الريدى)‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬المركز القومي للترجمة‪ ،1023 ،‬ص‬
‫ص ‪.212-210‬‬

‫‪50‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الدولة سيادتها على الشعب وعلى إقليم معين أي أن الدولة هي صاحبة السلطة‬
‫‪1‬‬
‫ومالكتها‪ ،‬والحكومة هي التي تمارس السلطة نيابة عن الدولة"‬
‫إن هذا المفهوم الواسع للحكومة الذي يشمل جميع السلطات في الدولة (التشريعية و‬
‫التنفيذية‪ ،‬القضائية)‪ ،‬لكن ما نريد توضيحه هو الحكومة بمقصودها الضيق أي المؤسسة‬
‫التنفيذية‪ .‬وبالتالي فالحكومة بمعناها الضيق ( المؤسسة التنفيذية ) هي " للداللة على‬
‫المؤسسة التنفيذية ممثلة في رئيس الدولة والوزراء ومساعديهم‪ ،‬فتقوم بتنفيذ القوانين وإدارة‬
‫‪2‬‬
‫المرافق العامة‪.‬‬
‫الجهاز اإلداري العام‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وهي المرافق والمؤسسات العمومية واألجهزة البيروقراطية في الدولة‪ ،‬التي يضطلع‬


‫دورها بتقديم خدمات للمواطنين‪ ،‬عن طريق موظفين وإداريين ومستخدمين‪ ،‬يمثلون الجانب‬
‫البشري الذي عادة ما يمتلك الخبرة والمهارة في تأدية مهامه‪ ،‬وإذا كانت النظرة التقليدية‬
‫ترى بأن الجهاز اإلداري يسهر فقط على تطبيق وتنفيذ األوامر الصادرة من السلطة‬
‫العليا‪ ،‬إال أنه ثبت بما ال يدع مجال لشك بأن اإلدارة بما تمتلكه من يد بشرية مؤهلة‪،‬‬
‫قادرة على المشاركة في صنع السياسة العامة عن طريق االقتراح على صانع القرار‬
‫سياسات معينة‪ ،‬كونها الالعب الحاضر في الميدان الذي يمتلك المعلومات واآلليات‬
‫والفنيات الالزمة‪ ،‬بل وتفسر السياسات والتشريعات الصادرة عن السلطات المختصة‬
‫بواسطة ق اررات ولوائح تنظيمية‪ 3.‬وتقوم هيئة بالضمان االجتماعي بقديم االقتراحات‬
‫والتعديالت الالزمة عند وجود أي مشكلة تستدعي تدخل جهازه اإلداري‪ ،‬وتكون بواسطة‬
‫عدة آليات‪ ،‬كتقديم االقتراحات إما بمطالبة الجهات الوصية بتشريع قوانين جديدة أو‬
‫‪4‬‬
‫تعديالت وإصالح سياسات سابقة‪.‬‬
‫المؤسسة القضائية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -1‬دمحم مصطفوي‪ ،‬نظريات الحكم والدولة دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الدستوري الوضعي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ :‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي‪ ،1001 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬أحمد مصطفى الحسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬فهمي خليفة فهداوي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫‪ -4‬إيمان النمس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المؤسسات والهياكل القضائية والقانونية (محاكم‪ ،‬مجالس قضائية ‪...‬إلخ) وتشارك‬


‫في صنع وتنفيذ السياسة العامة‪ ،‬كما لهو دور هام في الفصل في دستورية القوانين‬
‫وتقويمها‪ ،1‬وال يختلف اثنان في أن المهمة األساسية للمحاكم هي الفصل في المنازعات‬
‫المعروضة والسهر على تنفيذ القانون وتطبيقه‪.2‬‬
‫وتختلف مهام ودرجة استقاللية القضاء والقضاة في الدول الليبرالية والديمقراطية‬
‫فيمكن التميز بين صالحيات ومهام القضاة‪ .‬ففي الواليات المتحدة األمريكية للقاضي‬
‫سلطات كبيرة‪ ،‬ال يملكه غيره في دول أخرى‪ ،‬فهاهو الكونغرس األمريكي يحسب ألف‬
‫حساب ألي معارضة يمكن أن تصدر من المحاكم‪ ،‬حين تعرض عليه مختلف المواقف‬
‫والقضايا بحجة عدم دستوريتها‪ ،‬كما أن القضاء األمريكي ساهم بشكل مباشر في سن‬
‫سياسات وقوانين لتنظيم العالقة بين العمال وأرباب العمل لضمان المساواة وتحقيق‬
‫العدالة‪ .3‬وفي هذا الجزائر نجد الحكم الصادر عن المحكمة العليا التي فصلت في قضية‬
‫" حادث عمل عجز كلي ومنحة عجز" بتاريخ ‪ 02‬فيفري ‪ 1020‬في الطعن بالنقض‬
‫المقدم من طرف صندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء ممثال في شخص‬
‫المدير العام‪ ،‬في القرار الصادر عن مجلس قضاء العاصمة بتاريخ ‪1007/07/02‬‬
‫المؤيد للحكم المستأنف الصادر بتاريخ ‪ 1006/01/32‬عن محكمة سيدي أدمحم القاضي‬
‫بإلزام المدعي عليه (الطاعن الحالي) بتسديد ريع للمدعي في حدود ‪ %51‬عن العجز‬
‫الجزئي الدائم‪ .‬وبعد االطالع على حيثيات القرار والقضية أيدت المحكمة العليا قرار كل‬
‫من مجلس قضاء الجزائر ومحكمة سيدي أدمحم‪ .4‬إعماال بمبدأ يستفيد العامل غير األجير‬
‫من منحة العجز‪،‬في حالة العجز الكلي والنهائي وفي حالة حادث العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الفواعل غير الرسمية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫تتمثل في المؤسسات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬فهمي خليفة فهداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ -2‬دمحم رضا جنيح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -3‬جيمس أندرسون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المحكمة العليا‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،1020 ،02‬ص ص ‪.333-332‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪-1‬النقابات العمالية‪ :‬ال تزال العالقة بين السياسي والنقابي تفتح شهية النقاد بين‬
‫موافق لتغلغل أعضاء النقابات في المشهد السياسي‪ ،‬والمشاركة في صنع الق اررات‬
‫السياسية‪ ،‬وبين المتحفظ الذي يدعو إلى تحيد العمل النقابي‪ ،‬نحو االهتمام بشؤون‬
‫العمال وال غير ذلك‪،‬ولذلك ضلت العالقة بين السياسة والنقابة تثير الجدل واالستفهام في‬
‫كثي ار من األحيان‪ ،‬مع تميزها بالدينامكية والتغير وعدم الوضع في أحيان أخرى‪.1‬‬
‫وتعتبر النقابات من أهم الركائز التي تتبنى مطالب العمال وتؤطرها‪ ،‬فهي السالح‬
‫الفعال الذي يدافع عنهم وهي الطرف المعول عليه لتحقيق مكابسهم وإسماع صوتهم أمام‬
‫المؤسسة أو اإلدارة أو الو ازرة والحكومة‪ ،‬فال يمكن تصور قناة اتصال بين العمال واإلدارة‬
‫إال بوجود نقابة قادرة على حمل هموم منتسبيها ومشاغلهم‪ ،‬ومن ثم إسماع صوتهم‬
‫وضمان وصوله إلى الفاعلين الرسمين والتأثير على ق ارراتهم لصالح الطبقة العاملة‬
‫ولصالح تطوير قوانين الحماية االجتماعية‪.‬‬
‫وألجل ذلك قد تمارس وسائل عدة تتطور حسب الموقف وتختلف حسب الوضع أو‬
‫المشكلة المراد معالجتها‪ ،‬فهناك مواقف تحل بالمفاوضات والتفاهمات بين اإلدارة والنقابة‬
‫عادة ما تقدم فيها تنازالت بين طرفي المفاوضات‪ ،‬وهناك مواقف تطغى فيها المساومات‬
‫والتوازنات للوصول إلى الحل النهائي‪ ،‬لكن في كثير من األحيان ال تحل المشاكل العالقة‬
‫إال بتنظيم إضرابات عمالية تقتضي التوقف عن العمل‪ ،‬أو بالخروج إلى الشارع والتجمهر‬
‫أمام مقرات الو ازرات والمرافق واإلدارات العامة‪ ،‬وهذا لضغط على النظام لتغير مواقفه‬
‫لصالح العمال من بين البدائل المطروحة‪ ،2‬وللديمقراطيات الحديثة تطور التنظيمات‬
‫العمالية‪ ،‬فلقد نصت قوانينها ودساتيرها على ضمان الحق النقابي واستقالليته وإن كانت‬
‫في بداية ظهورها اتسمت بالمحدودية جراء الضغوط الممارسة عليها‪ ،‬ثم ما لبثت أن‬
‫أصبحت مكونا أساسيا عند صنع أي سياسة تخص الجانب االجتماعي‪ .‬ففي الجزائر‬
‫يمكن اعتبار التحول السياسي الذي عرفه النظام الجزائري من نظام الحزب الواحد إلى‬
‫المسار ألتعددي و التفتح أكثر نحو العمل النقابي لم يكلل بالنجاح‪ ،‬وهذا لمواكبته مع‬

‫‪ -1‬أحمد دمحم مصطفى‪ ،‬حياة اليعقوبي‪ ،‬الدور السياسي للنقابات العمالية العربية في ظل ثورات الربيع العربي‪،‬ألمانيا‪،‬‬
‫بون‪ :‬منظمة فريدريش إيبرت‪ ،1025 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -2‬إيمان النمس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫وضع أمني واقتصادي مزري‪ ،‬كحل للشركات وتراجع الدولة عن المعونات االجتماعية‬
‫وازدياد أعداد البطالين‪ ،‬ما أثر كثي ار على وضعية العمال ووصل األمر إلى التضييق على‬
‫‪1‬‬
‫العمل النقابي‪.‬‬
‫أما في فرنسا فقد تشكل ما يعرف ب إتحاد نقابات "متضامنون"‪ ،‬وهو اتحاد نقابات‬
‫فرنسية‪ ،‬أو إتحاد عمالي يجمع كافة المهن سواء الحرة والعمال التابعيين للقطاع العام أو‬
‫الخاص‪ ،‬ورغم أنها تجمع بين شرائح عمال ونقابات تختلف توجهاتها وانتماءاتها‬
‫‪2‬‬
‫وتطلعاتها‪ ،‬لكن تشترك كلها في الدفاع عن مصالح العمال المنخرطين تحت لوائها‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1022‬بلغ عدد النقابات المنضوي تحتها ‪ 57‬نقابة‪ .‬وال شك أن‬
‫الرأسمالية القائمة في فرنسا ودفاعها المستميت عن أرباب العمل ومصالحهم سواء عن‬
‫طريق الحكومة أو مختلف الفواعل الرسمية‪ ،‬يستدعي قيام نقابات قوية وصلبة تكون على‬
‫قدر من الدراية والحنكة لدفاع عن مصالح العمال ومجابهة نظام اقتصاد السوق‬
‫والرأسمالية الهاضمة لحقوق ومكتسبات العمال‪ .‬وقد أولى بيان المؤتمر الخامس إلتحاد‬
‫نقابات متضامنون‪ ،‬أهمية بالغة لنهوض بوسائل الحماية والضمان االجتماعي من خالل‬
‫تحسين المستوى المعيشي ألفراد المجتمع‪ ،‬ومحاربة البطالة وفصل العمال وفقدهم‬
‫لمناصبهم‪ ،‬والزيادة في األجور ورفع الحد األدنى لألجر القاعدي ‪ ،‬كما نوه برعاية خاصة‬
‫للمعاقين والمسننين‪ ،‬ورفع معاشات التقاعد مع إجبار الشركات على دفع االشتراكات‬
‫لصناديق التأمينات االجتماعية والوقوف ضد إعفائها‪ ،‬النقابات بضرورة الوحدة والعمل‬
‫معا من أجل الوقوف كحجرة عثرة أمام أطماع وأنانية مالك وسائل اإلنتاج وإجبار‬
‫الحكومة على االنصياع وااللتفات لمطالبهم‪.3‬‬
‫‪-2‬األحزاب السياسية‪ :‬تعتبر األحزاب السياسية حلقة وصل وقناة اتصال بين المواطن‬
‫والحكومة‪ ،‬فهي تبلور انشغاالت الناس واحتياجاتهم‪ ،‬وتترجمها إلى مطالب وتضعها أمام‬
‫الحكومة مهما اختلف دور األحزاب وموقعه سوءا كان في السلطة أو في البرلمان أو في‬

‫‪ -1‬الطاهر بلعيور‪ ،‬اإلضرابات العمالية في الجزائر‪ ،‬رؤية سوسيولوجية‪ ،‬مجلة الواحات‪ ،‬العدد ‪ ،1021 ،26‬ص ص‬
‫‪.220-272‬‬
‫‪ -2‬سولي دير‪ ،‬فكر نقابي جديد (ترجمة‪ :‬هاني حنا)‪ .‬باريس‪،2102 ،union syndicale solidaires :‬‬
‫ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ص ‪.21 – 22‬‬

‫‪55‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫المعارضة‪ ،‬هذا إضافة إلى دورها في صنع القادة وتعبئة الجماهير وإحداث التنشئة‬
‫السياسية‪.1‬‬
‫ففي فرنسا دعاء حزب اإلتحاد من أجل حركة شعبية في فرنسا‪ ،‬وهو بزعامة الرئيس‬
‫السابق" ‪ "Nicolas sarkozy‬قبل وصوله إلى قصر اإلليزيه‪ ،‬حيث جاء في عرضه‬
‫لبرنامجه االنتخابي عدة نقاط تخص مجال العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬فتوعد بخلق‬
‫مناصب عمل جديدة‪ ،‬وتعزيز حرية النقابات والجمعيات العمالية في غضون خمس‬
‫سنوات أي خالل عهدته المحتملة في حال فوزه بالرئاسة وهذا سواء في القطاع العام أو‬
‫الخاص‪ ،‬أين دعا الشركات إلى ضرورة فتح باب التوظيف‪ ،‬كما دعا الطلبة إلى التوجه‬
‫إلى الوظائف المعفية من الضرائب‪ ،‬أما المتقاعدين وفئة المسننين فتعهد من خالل‬
‫برنامجه أيضا إلى فتح سوق العمل أمامهم‪ ،‬حيث بإمكانهم الظفر بمنصب عمل إضافة‬
‫‪2‬‬
‫إلى ضمان بقاء راتبهم ومعاشهم‪.‬‬
‫كما توعد بعصرنة خدمات الرعاية الصحية وتطويرها‪ ،‬أما في مجال السياسة‬
‫الضريبية فهي األخرى لن تكون عائقا أمام الفالحين والحرفين وأصحاب المهن الحرة‬
‫لتفجير طاقاتهم والزيادة في إنتاجيتهم وتحسينها‪ ،‬فطمأن هؤالء بضرائب معقولة‪ ،‬هذه‬
‫اإلجراءات كلها من شانها أن تحد من البطالة‪ ،‬وتوفر لخزينة الدولة موارد مالية معتبرة‬
‫كانت سابقا توجه إلى برامج المساعدات االجتماعية‪ ،‬حيث تتراجع مطالب الفئات الهشة‬
‫أمام فتح سوق العمل للجميع‪ .‬وبالتالي يقضي هذا البرنامج وبطريقة غير مباشرة على‬
‫الطبقية التفاوتات االجتماعية‪.3‬‬
‫‪ -3‬المجتمع المدني‪ :‬اختلف الفالسفة والمفكرون في إعطاء مفهوم دقيق وشامل للمجتمع‬
‫المدني‪ ،‬لكن تحديد مفهومه ارتبط بشكل كبير بالتطور التاريخي الذي عرفته الدولة‬
‫والمجتمع وأنظمة الحكم‪ ،‬فهاهو "‪" Mrcus cicero‬يبحث في كتابه الجمهورية في شكل‬
‫الحياة في المجتمع المنظم‪،‬حيث عرف الجمهورية إلى أنها خير المجتمع أما الشعب فهو‬

‫‪ -1‬هشام محمود أألقداحي‪ ،‬اللوبي وجماعات الضغط السياسي‪ -‬صراع المصالح والنفوذ والمال‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،1021 ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪ -2‬المعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.61 – 60‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف ذكره‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪555‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫حسب رأيه جماعة من الناس يقرون مجموعة من الحقوق لحماية مجموعة من المصالح‪.‬‬
‫ولقد عرف المجتمع المدني في عهد ‪ Mrcus cicero‬على " هؤالء الذين كانوا يعيشون‬
‫في مجتمع سياسي والذين أدوا أدوارهم العامة واالجتماعية لخدمة مصالح المجتمع‬
‫‪1‬‬
‫السياسي"‪.‬‬
‫هذا المفهوم يوضح مدى االرتباط بين دور الدولة ودور المجتمع المدني‪ ،‬وهذا ال‬
‫يمكن إسقاطه في عصر الملكية المطلقة وغيها من الحكومات الدكتاتورية واالستبدادية‪،‬‬
‫أين ميزه غياب الحوار وحرية التعبير‪ ،‬أما في الفكر المعاصر فقد خرجت للوجود أفكار‬
‫"‪ "Gramsci‬والذي يرى أن المجتمع المدني ما هو إال أداة تستخدمها السلطة الحاكمة‬
‫لصالحها وهو ما أطلق عليه التوافق التلقائي‪ 2.‬وبشكل عام فإن مفهوم المجتمع المدني‬
‫‪3‬‬
‫يمكن استنتاجه من خالف أهدافه ومبادئه والتي أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على ضمان تكافؤ الفرص بين المواطنين ومحاربة الفرو قات والطبقية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان التعليم والصحة والعمل والضمان االجتماعي وجميع متطلبات العيش الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم آليات الحوار عبر إصالح قنوات االتصال الفعال بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬
‫‪ -‬المباشرة في خطط التنمية في شتى الميادين وإشراك مختلف األفراد والجماعات في‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حرية التعبير والشفافية والنقد بما يرسخ ويثبت دعائم الديمقراطية والحكم الراشد‪.‬‬
‫وفي دول الربيع العربي واخص بذكر ليبيا فقد لعب المجتمع المدني دو ار هاما في‬
‫توفير الحاجات األساسية والرعاية الصحية‪ ،‬أمام عجز الحكومات المؤقتة واالنتقالية من‬
‫تحسين المستوى المعيشي للمواطنين‪ ،4‬كما كان له دور في دول أخرى في الوقوف ضد‬
‫النظام والسلطة مع تفاقم مشاكل البطالة وغياب الخدمات وانتشار الطبقية‪ ،‬وتفشي الفساد‬

‫‪ -1‬روبرت حسن‪ ،‬اإلعالم والسياسة ومجتمع الشبكات( ترجمة‪ :‬بسمة ياسين)‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية‪،‬‬
‫‪ ،1020‬ص ص ‪.272-262‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف ذكره‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫‪ -3‬منظمة هاريكار غير الحكومية‪ ،‬دور منظمة المجتمع المدني في التنمية االجتماعية‪ ،‬دهوك‪ :‬مطبعة زانا‪،‬‬
‫‪ ،1007‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -4‬حسين سالم مرجين‪ ،‬آفاق سيوسولوجية على متن مؤسسات المجتمع المدني في الحراك المجتمعي العربي "دراسة‬
‫الحالة الليبية‪ ،‬المجلة االردنية‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،1026 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪555‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫وغياب حرية التغبير وتداول السلطة‪ ،‬وغيرها من المشاكل السياسية واالجتماعية‬


‫‪1‬‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -4‬القطاع الخاص‪ :‬للدولة مهام وأدوار عديدة في المجتمع اتجاه أفرادها ومواطنيها مهما‬
‫اختلفت أنظمتها وأشكال حكوماتها‪ ،‬يدفعها بذلك واجبها األخالقي والقانوني والسياسي‬
‫واالجتماعي واالقتصادي‪ ..‬إلخ‪ ،‬ولكن ال يمكنها بأية حال تغطية جميع المتطلبات‪ ،‬مما‬
‫يستدعي تدخل كيانات وأفراد لها القدرة على الحلول مكانها في كثير من الحاالت ومن‬
‫بينها القطاع الخاص‪ .2‬والقطاع الخاص يمكن أن يلعب دو ار هاما من خالل فلسفته‬
‫القائمة على تعظيم األرباح وتخفيض التكاليف (ترشيد السياسة االقتصادية) وبالتالي‬
‫المساهمة الفعالة في دورة اإلنتاج‪ ،‬وفي المساهمة في تنمية االقتصاد الوطني وتطويره‪،‬‬
‫والمساهمة في خفض أعداد البطالة‪.3‬‬
‫وقامت" ‪ "Margaret thatcher‬رئيسة الوزراء البريطانية سابقا بإصالحات‬
‫عميقة مست الديمقراطية االجتماعية التي كانت بنية في بريطانيا وفقا لرؤية كينز‬
‫وإصالحات بفيريدج‪ ،‬شجعت من خاللها القطاع الخاص وخفضت الضرائب وخلقت مناخ‬
‫استثماري‪ ،‬وأعلنت في تصريحها الشهير بأنه " ال يوجد شيء اسمه مجتمع‪ ،‬بل أفراد من‬
‫الرجال والنساء فقط" لتستدرك ال حقا وتقول وعائالتهم‪ ،‬لقد قضت رئيسة الوزراء على‬
‫أشكال الضمان والتضامن االجتماعي‪ ،‬وعن دولة الرفاه التي طالما تغنى بها المجتمع‬
‫البريطاني‪ ،‬مما خلق لها مواجهات مع العمال ونقاباتهم‪.4‬‬
‫وترعى الدول األوربية والواليات المتحدة األمريكية القطاع الخاص بشكل‬
‫الفت‪ ،‬وتستخدمه كورقة لضغط على الدول النامية‪ ،‬وتهدف من خالله إلى إضعاف تلك‬

‫‪ -1‬عبد الواحد اوامن‪ ،‬تاريخ الحركات االحتجاجية بين المفهوم والنظريات" الحركات االحتجاجية في الوطن العربي‬
‫دراسة في متغيرات االستقرار واالستقرار االنظمة السياسية"‪ ،‬ط‪ ،2‬برلين‪ :‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات‬
‫االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،1022 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -2‬حازم البيالوي‪ ،‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬د ار الشروق‪ ،2262 ،‬ص‪200.‬‬
‫‪-3‬علي خليفة الكواري‪ ،‬دور المشروعات العامة في التنمية االقتصادية‪ ،‬الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واألداب‪ ، 2222 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬ديفيد هارفي ‪ ،‬الوجيز في تاريخ النيوليبرالية (ترجمة‪ :‬وليد شحادة)‪ ،‬دمشق‪ :‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،1023 ،‬ص‬
‫ص ‪.36-35‬‬

‫‪555‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫الدول‪ ،‬ويرى الكثير من المتتبعين والخبراء أن إعطاء الدور األساسي للقطاع الخاص في‬
‫قيادة االقتصاد‪ ،‬يضعف من دور الدولة االجتماعي واالقتصادي‪ .‬ويربط جيمس بيكر‬
‫وزير الخارجية األمريكية السابق بين األهداف السياسية واالقتصادية‪ ،‬حينما طلبت و ازرته‬
‫من الكونغرس غالف مالي لدعم السياسة الخارجية األمريكية (‪ 10.2‬مليار دوالر) من‬
‫خالل أهداف أهمها (دفع عملية السالم السيما في الشرق األوسط‪ ،‬نشر مبادئ وقيم‬
‫الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق المبني على القطاع الخاص‪ ،‬التحالف ضد األخطار‬
‫التي تهدد الحدود الدولية)‪.1‬‬
‫ثالثا‪ -‬الهيئات االستشارية والدولية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫يمكن لإلدارة االستعانة بتوجيهات وتوصيات الهيئات االستشارية‪ ،‬وهذا باالستفادة‬
‫من آراء المختصين وتجاربهم‪ .‬وكأمثلة على هذه الهيئات نجد مثال‪:‬‬
‫‪ -1‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ :‬يعتبر المجلس االقتصادي واالجتماعي من بين‬
‫الهيئات االستشارية الموضوعة تحت تصرف الحكومة‪ ،‬بل أحد أهم ميزات العمل اإلداري‬
‫وهو نوع من أنواع ممارسة الديمقراطية‪ ،‬حيث تقوم الحكومة بطلب رأيه في المسائل ذات‬
‫البعد االقتصادي واالجتماعي اللذان يعتبران من أهم العوامل المحركة للدولة‪ ،‬وتعني‬
‫بمجاالت حساسة‪ ،‬كما تحمل تقاريره مؤشرات هامة مثل ( معدالت البطالة‪ ،‬التنمية‬
‫البشرية‪ ،‬التضخم‪ ،‬األسعار‪ ،‬األجور‪ ،‬الميزان التجاري‪..‬إلخ) و يمكنه المبادرة من تلقائي‬
‫نفسه وتقديم النصائح واإلرشادات لتوجيه السياسة العامة‪ 2.‬ولقد تم إنشاؤه في الجزائر‬
‫بموجب المادتين ‪ 62‬و ‪ 70‬من دستور ‪ 2263‬ليتم حله الحقا بموجب المرسوم ‪121/76‬‬
‫‪ ، 2223‬بموجب المرسوم‬ ‫سنة‬ ‫المؤرخ في ديسمبر ‪ .32276‬ليعاد له االعتبار‬

‫‪ -1‬منير الحمش‪ ،‬القطاع العام واقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية السورية‪ ،‬محاضرة مقدمة في‬
‫ندوة حول اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬المنعقدة بالمركز الثقافي العربي في المزة بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ ،1006‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬سامية العايب‪ ،‬النظام القانوني للمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي في الجزائر‪ ،‬مجلة حوليات جامعة قالمة‬
‫للعلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬مارس ‪ ،1026‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 212-76‬الذي يتضمن حل المجلس الوطني االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2276‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪،2‬المؤرخة في ‪ 21‬يناير ‪ ،2277‬ص ‪.27‬‬

‫‪555‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ 115/23‬المؤرخ في ‪05‬أكتوبر ‪ ،1 2223‬نتيجة المستجدات السياسة واالقتصادي‬


‫واالجتماعية‪ ،‬وعرفته المادة الثانية من هذا المرسوم بأنه " جهاز استشاري للحوار‬
‫والتشاور في الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية" وقد خلص في تقريره لسنة ‪1002‬‬
‫في محور الحماية االجتماعية‪ ،‬إلى أن إلغاء الحكومة لبعض المعونات في جانب‬
‫األدوية‪ ،‬وتحميل المرضى االشتراك في تسديد ثمن الفحوصات في المستشفيات العامة‪،‬‬
‫وتراجع مؤسسات الضمان االجتماعي في تعويض بعض األدوية‪ ،‬يؤدي إلى آثار سلبية‬
‫‪2‬‬
‫تلحق بمتوسطي ومحدودي الدخل‪.‬‬
‫أما في فرنسا فقد خلص تقريره ( المجلس االقتصادي واالجتماعي ) في دورته‬
‫الثانية واألربعون سنة ‪ 1022‬حول قياس األداء االقتصادي والتقدم االجتماعي في فرنسا‪،‬‬
‫حيث تم التنويه لعدة نقاط أهمها‪:3‬‬
‫‪ -‬أن ‪ %15‬من المواطنين الفرنسيين من أصحاب الدخل المتدني‪ ،‬يعانون من ضعف في‬
‫التغطية الصحية‪ ،‬وظروف عملهم أكثر صعوبة‪،‬‬
‫‪ -‬قوانين الرعاية االجتماعية هي موجهة لفائدة الشباب أكثر من المسنين والكبار‪.‬‬
‫‪ -‬أثنى التقرير على تدني الفوارق والطبقية بين عموم المواطنين ( أصحاب الدخل‬
‫المرتفع وأصحاب الدخل المنخفض ) وهذا بين سنوات ‪ 2226‬إلى ‪ ،1007‬مع سرعة‬
‫تطور المستوى المعيشي‪ ،‬لكن حدة تلك التسارع انخفض بعد سنة ‪.1007‬‬
‫‪ -‬التفكير في تنمية مستدامة حقيقية تضمن نقل الرفاه االجتماعي‪ ،‬إلى األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 225-93‬الذي يتضمن إنشاء المجلس الوطني‬
‫االقتصادي االجتماعي المؤرخ في ‪ 5‬اكتوبر ‪ ،2223‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪،62‬المؤرخة في ‪ 20‬اكتوبر ‪،2223‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬بقادة زينب حميدة‪« ،‬المشكالت المطروحة في واقع األسرة الجزائرية وانعكاساتها على جنوح األبناء»‪ ،‬مداخلة‬
‫مقدمة في إطار الملتقى الوطني الثاني حول االتصال وجودة الحياة في القرار ‪،‬يومي ‪ 2‬و ‪ 20‬افريل‪ .‬الجزائر‪،‬‬
‫‪،1023‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬األمم المتحدة المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير فرنسا بشأن قياس األداء االقتصادي والتقدم االجتماعي‪،‬‬
‫اللجنة اإلحصائية‪ ،‬الدورة الثانية واألربعون‪ ،1022 ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪555‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫‪ -2‬مجلس المحاسبة‪ :‬وهي مؤسسة عريقة أنشئ في فرنسا ألول مرة سنة ‪ ،2207‬ساير‬
‫مختلف التطورات السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي عرفها المجتمع الفرنسي‪ ،‬وهو‬
‫أيضا ركيزة من ركائز الديمقراطية‪.‬‬
‫ويمكن تعريفه على انه هيئة استشارية موضوعة تحت تصرف الدولة حيث تقوم‬
‫بتقييم ومراقبة مختلف البرامج والنشاطات التي تتخذها السلطات العمومية‪ ،‬لتحقيق أهداف‬
‫‪1‬‬
‫ذات منفعة عمومية‪.‬‬
‫وبموجب المواد من ‪ 07‬إلى ‪ 20‬من األمر ‪ 10-25‬تخضع لرقابة وتقييم المجلس‬
‫المصالح التالية‪ :‬المصالح اإلدارية المركزية‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬المؤسسات والمرافق‬
‫والهيئات العمومية‪ ،‬المرافق العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية‪ ،‬مصالح التأمينات‬
‫‪2‬‬
‫والحماية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬المنظمات العالمية‪ :‬تلعب دو ار ثانويا في صناعة وتوجيه سياسات الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬عن طريق تقارير وإحصائيات تقدمها لدول األعضاء لغرض تقويم‬
‫برامجها وسياساتها المنتهجة في مجال العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬ومن أمثلتها(‬
‫مكتب العمل الدولي‪ ،‬مكتب العمل العربي‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي في‬
‫األمم المتحدة ‪..‬إلخ)‪ ،‬وقدتم التطرق إليها بصفة مفصلة في المبحث الثالث من‬
‫الفصل األول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫امجوج نوار‪« ،‬مجلس المحاسبة‪:‬نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات االدارية»‪( ،‬مذكرة ماجستير في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،)1007-1006 ،‬ص‪.1‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ 21-95‬المتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 27‬يوليو‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2225‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬المؤرخة في ‪ 13‬يوليو ‪ ،2225‬ص ‪.3‬‬

‫‪550‬‬
‫ماهية سياسة الضمان االجتماعي‬ ‫الفصـــــــــــــل الثــاني ‪:‬‬

‫خالصة واستنتاجات‪:‬‬
‫إن سياسة الضمان االجتماعي هي من أهم المحاور التي تستدعي اهتمام الحكومات‬
‫لما لها من ثقل وأهمية بالغة تنعكس على حياة األفراد والمواطنين داخل الدول شأنها شأن‬
‫جميع مجاالت السياسة االجتماعية‪ ،‬كما تستمد مكانتها من خالل إرساء دعائم االستقرار‬
‫واألمن في الوطن الواحد‪ ،‬فتحقيق الرفاهية وسبل العيش الكريم يؤدي إلى زرع الثقة بين‬
‫الحاكم والمحكوم وترسيخ قيم المواطنة والحكم الراشد‪.‬‬
‫إن سياسة الضمان االجتماعي هي معيار حقيقي للعمل الحكومي عند تقييم أدائه‪،‬‬
‫لذلك تبحث الحكومة من خالل تقديم برامج الضمان االجتماعي إلى كسب رضاء‬
‫المواطنين وضمان تأيدهم‪ ،‬لكن سياسة الضمان االجتماعي هي سياسة عامة تتداخل في‬
‫عملية صنعها مجموعة من الفواعل والشبكات الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬والهيئات‬
‫االستشارية والمنظمات العالمية المختصة في هذا المجال‪ ،‬أي أن خلق وتبني أي من‬
‫البرامج أو السياسات التي تعنى بالتأمين والضمان االجتماعي تساهم فيها عدة جهات‪،‬‬
‫يسعى كل منها إلى أن يكون له دور محوري في بنائها وتطويرها‪.‬‬
‫الدور األساسي في تكريسها يرجع إلى الحكومة كونها جهة االختصاص‬ ‫لكن‬
‫وركيزة العمل اإلداري‪ ،‬كما أن النقابات المهنية وغيرها من الحركات االجتماعية خلقت‬
‫ألجل الدفاع عن مصالح العمال ومشاكلهم‪ .‬لذلك غالبا ما يحدث هناك صراع أو مساومة‬
‫بين هذين الطرفين عند محاولة إدراج برامج أو سن قوانين وتشريعات خاصة بالضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫إال أن ذلك التشابك والتنافس في وضع هذه السياسة أو تلك ( سياسة الضمان‬
‫االجتماعي) قد يساعدنا في فهم النظام السياسي وتحديد طبيعته‪ ،‬ففي األنظمة الديمقراطية‬
‫عادة ما تكون أصوات المعارضة والنقابات العمالية واألحزاب السياسية لها وقعها الخاص‬
‫عند وضع السياسة‪ ،‬في حين أن الدول األحادية والشمولية واألنظمة المستبدة الحكومة‬
‫وحدها من تتحمل صنع السياسة دون مشاركة أي فصيل أخر‪ ،‬والنقابة الواحدة والحزب‬
‫الواحد ما هما إال امتداد ألرائها وتنفيذ لرغبتها‪ ،‬وإن وجدت التعددية فتبقى حبر على ورق‪،‬‬
‫أي أن الفواعل األخرى بالضعف أمامها ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مؤسسات‬
‫الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر وفرنسا ونطاق‬
‫األشخاص المستفيدين‪.‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ال يمكن تصور تبني نظام لضمان االجتماعي فعال وناجح‪ ،‬إال بوجود هياكل إدارية‬
‫متميزة ومختصة تسهر على تقديم خدمات ذات جودة ونوعية‪ ،‬وتختلف الدول في طريقة‬
‫تسيرها لصناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن منظمة العمل الدولية أوصت باستقالل‬
‫الهيئات المخولة والمسئولة عن نظام التأمينات االجتماعية‪ ،‬وإعطاء دور لنقابات المهنية‬
‫والمشتركين وأرباب العمل في التسيير‪.‬‬
‫لقد أخذت معظم الدول بتلك التوصيات‪ ،‬فطريقة تسير الصناديق تعكس فكرية‬
‫الديمقراطية االجتماعية التشاركيه‪ ،‬حيث تتعدد أقطاب صناعة القرار فيها‪ ،‬بين مجالس‬
‫اإلدارة والنقابات وأرباب العمل والحكومة‪ ،‬وذلك بسبب تشابك المصالح بين هاته‬
‫األطراف‪ ،‬واتساع مجال مزايا الضمان االجتماعي والذي عادة ما يشمل ويمس حياة اغلب‬
‫المواطنين‪ .1‬وألن اإلنسان هو ثروة األمم وازدهارها‪ ،‬بل هو الميزة التنافسية والقيمة‬
‫الموجبة لبزوغ الحضارة ورقيها‪ ،‬لذلك كانت العناية بصحته وحياته واالهتمام بسالمته‬
‫ووقايته من المخاطر المحدقة به مطلب أساسي وهدف جوهري تسعى إليها مختلف‬
‫الدول‪.2‬‬
‫من أجل ذلك كانت والزلت مختلف تشريعات وقوانين الضمان االجتماعي كصمام‬
‫أمان يبعث الطمأنينة والراحة في نفسية العمال والموظفين‪ ،‬فيحس الفرد بأهميته ويضطلع‬
‫مؤسسته‪ ،‬أي يرفع بصورة غير مباشرة من‬
‫ّ‬ ‫أكثر بمسؤوليته ودوره من أجل بذل المزيد في‬
‫أدائه‪ ،‬كما أن لتعويضات جانب اجتماعي هام‪ ،‬نابع من التكافل بين الفرد والمنظمة حين‬
‫إصابة العامل بأي مكروه (مرض‪ ،‬إصابة عمل‪ ،‬أمراض مهنية‪ ،‬وغيرها)‪.‬‬
‫ولذلك فإن الحكم على أداء أي منظومة لضمان االجتماعي‪ ،‬ال يتوقف فقط على‬
‫نوعية تسيير المنشأة وطابعه‪ ،‬وعالقة التيارات واالتجاهات الفعالة في توجيهه‪ ،‬بل يتعداه‬
‫إلى االستفسار عن مدى ونطاق فئة األفراد التي يمسها نظام الضمان االجتماعي‬
‫لذلك سنتناول في هذا الفصل المباحث التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬بوحنية قوي‪ ،‬دمحم الطاهر عزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.531‬‬


‫‪ -2‬أريك أكهولم‪ ،‬الصحة للجميع اإلنسان وأمراض البيئة (ترجمة‪ :‬محمود عبد اللطيف ابراهيم)‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة غريب‪،‬‬
‫‪ ،5791‬ص ‪.33‬‬

‫‪901‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي في الجزائر بعد سنة ‪.3891‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬

‫‪990‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي في الجزائر بعد سنة ‪3891‬‬


‫ورثت الجزائر منظومة الضمان االجتماعي من الدولة الفرنسية‪ ،‬وسعت منذ نيل‬
‫استقاللها إلى تبني المنهج االشتراكي في التسيير‪ ،‬كغيرها من الدول الحديثة االستقالل‬
‫التي عانت من قمع وظلم االستعمار‪ ،‬حيث أبدت الحكومة الجزائرية رغبة في بعث‬
‫شخصيتها الجديدة وبسط سيادتها من خالل فرض سياساتها وقوانينها في شتى المجاالت‪.‬‬
‫إال أن احتالل مكانة االحتالل بين ليلة وضحاها أمر بعيد المنال‪ ،‬ما حتم عليها‬
‫االستمرار بالعمل بأغلب القوانين الفرنسية‪ ،‬إال ما يتنافى مع السيادة الوطنية إلى غاية‬
‫إشعار الحق‪ ،‬وهو ما كرسه قانون رقم ‪ 519/16‬المؤرخ في ‪.5716/56/35‬‬
‫وبعدها عهدت الحكومة الجزائرية لتكوين لجنة إلصالح منظومة الضمان االجتماعي‬
‫سنة ‪ ،5791‬تمخضت أعمال هذه اللجنة وتوصياتها في األخير عن ميالد أول نظام‬
‫لضمان االجتماعي جزائري سنة ‪5713‬م‪.1‬‬
‫لقد صدرت في ‪ 36‬جويلية ‪ ،5713‬خمسة قوانين وسبعة عشر مرسوما دفعة‬
‫متتالية‪ ،‬رسمت بموجبها معالم أول نظام الضمان االجتماعي في الجزائر وهي‪:‬‬
‫‪ 55-13‬قانون التأمينات االجتماعية‪ 56-13،‬قانون التقاعد‪ 53-13،‬قانون حوادث‬
‫العمل واألمراض المهنية‪ 51-13،‬قانون التزامات المكلفين في مجال الضمان‬
‫االجتماعي‪ 51-13،‬قانون المنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫أما صناديق الضمان االجتماعي فللوهلة األولى تتلخص في صندوقين وقد حددهما‬
‫مرسوم ‪ 663 – 11‬وهما‪:2‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية ‪،CNASAT‬‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد ‪ .CNR‬ثم الصندوق الوطني للعمال الغير األجراء‬
‫‪ 3:CASNOS‬تم إنشائه بمقتضى المرسوم التنفيذي ‪ 39 / 76‬المؤرخ في ‪ 31‬جانفي‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ص ‪.539 – 531‬‬


‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 221-98‬الذي يتضمن التنظيم اإلداري للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1‬ذو الحجة ‪ 5131‬الموافق ‪ 63‬أوت ‪ ،5711‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪،31‬المؤرخة في ‪ 1‬ذو‬
‫الحجة ‪ 5131‬الموافق ‪ 65‬غشت ‪ ،5711‬ص ‪5617‬‬
‫‪ -3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 07-82‬الذي يتضمن الوضع القانوني لصناديق‬
‫الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي لضمان االجتماعي المؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام ‪ 5156‬الموافق‬
‫‪ 31‬جانفي ‪ ،5776‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد ‪،6‬المؤرخة في ‪ 33‬رجب عام ‪ 5156‬الموافق ‪ 31‬جانفي ‪،5776‬ص ‪.11‬‬

‫‪999‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ 5776‬المتضمن الطبيعة القانونية للصندوق الوطني والتنظيم اإلداري‪ ،‬والصندوق‬


‫الوطني للتأمين على البطالة ‪ :CNAC‬والذي تم إنشائه بمقتضى المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 511/71‬المؤرخ في‪،15771/39/31‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة‬
‫الناجمة عن سوء األحوال الجوية لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري‬
‫‪ :CACOBATH‬والذي أنشئ بمرسوم ‪ 11/79‬بتاريخ‪.5779/36 /31 2‬‬
‫لقد بينت قوانين ‪ 5713‬والمراسيم واألوامر الالحقة لها‪ ،‬رغبت الحكومة الجزائرية‬
‫في معالجة فوضى و إختالالت نظام الضمان االجتماعي السابق‪ ،‬الذي تميز بكثرة‬
‫الهياكل وفوضى التسيير‪ ،‬ضف إلى ذلك عدم تكيفها مع النظام السياسي واالقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬كون هذا النظام لم يكن سوى امتدادا لنظام الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬والذي‬
‫ال يتماشى مع شخصية الدولة الجزائرية وخيارها االشتراكي‪ ،‬ولذلك جاءت هذه‬
‫‪3‬‬
‫اإلصالحات كمحاولة لـ‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم مزايا الضمان االجتماعي ومنافعه ليشمل جميع المؤمنين‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد نظام الضمان االجتماعي عوض تعدد الصناديق وعدم تناسقها مع تقنين تحديد‬
‫مهامها وتنظيمها‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع مشاركة العمال وأرباب العمل والنقابات المهنية في تسير صناديق الضمان‬
‫االجتماعي عبر مجالس اإلدارة‪.‬‬
‫لذلك سنتحدث في هذا المبحث عن صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر قبل‬
‫وبعد التعددية السياسية‪ ،‬وذلك من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪:‬الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية ( ‪.)CNASAT‬‬

‫يتضمن القانون األساسي يتضمن القانون‬ ‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم التنفيذي ‪399-89‬‬
‫األساسي للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة المؤرخ في ‪ 61‬محرم عام ‪5151‬الموافق ‪ 1‬يوليو سنة ‪ ،5771‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المؤرخة في ‪ 69‬محرم عام ‪5151‬الموافق يوليو سنة ‪،5771‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة الحماية االجتماعية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-87‬المتضمن‬
‫إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء و‬
‫األشغال العمومية والري المؤرخ في ‪ 61‬رمضان عام ‪ 5159‬الموافق ‪ 1‬فيفري‪ ،،5779‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد‬
‫‪،1‬المؤرخة في ‪ 69‬رمضان عام ‪ 5159‬الموافق ‪ 1‬فيفري‪ ،5779‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫ثانيا‪:‬الصندوق الوطني لتقاعد ( ‪.)CNR‬‬


‫ثالثا‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء )‪.(CNAS‬‬
‫رابعا‪:‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء)‪.(CASNOS‬‬
‫خامسا‪ :‬الصندوق الوطني للتامين على البطالة )‪.(CNAC‬‬
‫سادسا‪ :‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء‬
‫األحوال الجوية في قطاعات البناء‪ ،‬األشغال العمومية والري )‪.( CACOPATH‬‬
‫أوال‪ -‬الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعي (‪:)C.N.A.S.A.T‬‬
‫يعتبر ركيزة الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬ويسمى بالصندوق األم وهو أقدم‬
‫صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬إذ أنشئ منذ سنة ‪ 5719‬أي منذ وجود نظام الضمان‬
‫االجتماعي في الجزائر‪ .‬وقد عرفته المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 35 / 11‬المؤرخ في ‪ 56‬يناير‬
‫"مؤسسة‬ ‫بأنه‬ ‫‪ 5711‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫عمومية ذات تسير خاص"‪.‬‬
‫‪ -3‬تسيير الصندوق‪ :2‬يقوم بتسيير صندوق الوطني للتأمينات االجتماعية وحوادث‬
‫العمل واألمراض المهنية‪ ،‬مدير عام له سلطة اإلشراف اإلداري‪ ،‬يتم اقتراحه من طرف‬
‫الوزير كما يقترح إنهاء مهامه‪ ،‬يمارس سلطة اإلشراف اإلداري سواء بتعيين الموظفين أو‬
‫إنهاء مهامهم (المسئول األول عن الصندوق)‪ ،‬كما يعد مشروع الميزانية ويرسلها إلى‬
‫الو ازرة‪ ،‬ويقع على عاتقه تمثيل الصندوق أما جهاز القضاء وعند حدوث أي نزاع‪ .‬ويمكن‬
‫له تفويض إمضائه تحت مسؤوليته إلى أعوانه (أعوان تابعيين لصندوق)‪ .‬ويساعده في‬
‫إدارة الصندوق مجلس إدارة يتكون من‪ 3:‬ممثل الوزير (الو ازرة الوصية) رئيسا للمجلس‪،‬‬
‫ممثل عن كل و ازرة من الو ازرات التالية‪ :‬المالية‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬التخطيط‪ ،‬الصحة‪،‬‬

‫‪ -1‬الموقع االلكتروني الرسمي لصندوق الوطني للعمال األجراء( ‪ ، ) www.cnas.dz‬تاريخ اإلطالع ‪ 33‬جوان‬
‫‪.6351‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 221-98‬يتضمن التنظيم اإلداري للضمان االجتماعي‬
‫المؤرخ في ‪ 1‬ذي الحجة عام ‪ 5131‬الموافق ‪ 63‬أوت سنة ‪( 5711‬المواد من ‪ 55‬الى ‪، )51‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 1‬ذي الحجة عام ‪ 5131‬الموافق ‪ 65‬أوت سنة ‪ ،5711‬ص ص ‪.5615-5613‬‬
‫‪ -3‬المرسوم رقم ‪ ( 221-98‬المواد‪ :‬من ‪ 59‬إلى ‪،)61‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.5616-5615‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫العمل‪ ،‬ممثل عن اإلتحاد العام للعمال الجزائريين (النقابة الوحيدة آنذاك)‪ ،‬ممثل عن حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني (الحزب الواحد)‪ ،‬ممثل عن اإلتحاد الوطني للفالحين‬
‫الجزائريين‪،‬ممثلين عن القطاعات التالية‪ :‬الوظيف العمومي‪ ،‬البناء‪ ،‬الصناعات الخفيفة‪،‬‬
‫الفالحة‪،‬ممثل عن الهيئات المشغلة في القطاع الخاص‪ ،‬ممثل عن غير األجراء‪ ،‬ممثل‬
‫من موظفي الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬يتم اقتراح أعضاء المجلس‪ ،‬من طرف الهيئات التابعيين لها‪ ،‬كل حسب هيئته‪ ،‬في‬
‫حين أن تعينهم يتم عن طريق الوزير الوصي‪.‬‬
‫‪ -2‬صالحيات المجلس‪:‬‬
‫‪ -‬تداول مشروع ميزانية الصندوق‪ ،‬والنشاط السنوي للصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬استحداث الفروع ملحقة للصندوق أو إغالقها وكل ما يتعلق بالهياكل والتنظيمات‬
‫الداخلية للصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة على مشاريع شراء أبنية وعمارات أو بيعها أو استعمالها أو استغاللها‬
‫(كرائها)‪.‬‬
‫‪ -‬قبول مختلف الهبات والوصايا العينية والنقدية‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح على الو ازرة الوصية‪ ،‬مختلف التدابير التي تهدف إلى تحسين عمل الصندوق‬
‫وتطويره وضمان سيره الحسن‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة التصويت في المجلس‪ ،‬تكون باألغلبية البسيطة وفي حالة تساوي األصوات‬
‫يكون صوت رئيس المجلس مرجح‪.‬‬
‫‪ -‬مهام الصندوق‪:1‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات والسهر على مراقبتها من طرف مختلف المنخرطين‪.‬‬
‫‪ -‬تسير الخدمات العينية والنقدية‪.‬‬
‫‪ -‬تسير المنح العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬تعويض المؤمنين من مختلف المخاطر‪ ،‬ال سيما األمراض المهنية وحوادث العمل‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم في تطوير الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ ،221-98‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.5613-5617‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬يمارس الرقابة الطبية على المستفيدين‪ ،‬كما يتولى المساعدة واإلسعاف‪.‬‬


‫‪ -‬يتولى ترقيم المؤمنين‪ ،‬وإعالم المستفيدين وتوجيههم ونصحهم‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم االتفاقيات الثنائية الدولية الخاصة بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫إن أهم ما يمكن استخالصه هو‪:‬‬
‫‪-‬التحكم الواضح في عضوية المجلس بالنسبة لممثلي الحكومة‪ ،‬سواء من ناحية العدد (‪1‬‬
‫أعضاء ممثلي الو ازرات و‪ 1‬أعضاء ممثلي اإلدارات) أو من ناحية التموقع فرئيس المجلس‬
‫يمثل الوزير الوصي‪.‬‬
‫‪ -‬وجود ممثل لحزب جبهة التحرير الوطني الحزب الوحيد آنذاك‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى ق اررات المجلس استشارية كاالقتراح أو تقديم مالحظات‪ ،‬أو القيام بالمداوالت‪،‬‬
‫وبالتالي ق ارراته غير ملزمة وال ترقى إلى التقرير‪.‬‬
‫إن التنظيم الهيكلي لصندوقي التأمينات االجتماعية وحوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية ‪ ،CNASAT‬ما هو إال نموذج أو صورة واقعية لنمط التسيير االشتراكي التي كان‬
‫ميزة وسيمة النظام السياسي في الجزائر‪ ،‬الذي تميز باألحادية الحزبية المتمثلة في حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني‪ ،‬ومركزية التسيير في اتخاذ القرار والذي كان طابع اإلدارة الجزائرية‬
‫في شتى القطاعات‪ ،‬مع التدخل المفرط لدولة في الميدان االقتصادي واإلداري‪ ،‬وحتى في‬
‫الجهاز النقابي الوحيد‪ ،‬والذي لم يكن في حقيقة األمر متنفس ومدافع عن العمال وهو‬
‫الدور الذي أنشى من أجله أو هو المهمة األساسية‪ ،‬بقدر ما هو ذراع أخر للحكومة‬
‫والحزب يأتمر بأمرهم ويقع تحت سلطتهم ونفوذ‬
‫ثانيا‪ -‬الصندوق الوطني للتقاعد ( ‪:)C.N.R‬‬
‫قبل نظام الضمان االجتماعي سنة ‪ ،5713‬غلب عن تسير صناديق التقاعد التعدد‬
‫والتعقد وعدم التنسيق وغياب العدالة في منح التقاعد‪ ،‬فإلى غاية هذا التاريخ‪ ،‬كانت‬
‫خدمات التقاعد تقع على عاتق ‪ 31‬صناديق‪ ،‬أدى إدماجها سنة ‪ 5713‬عن طريق‬
‫القانون المؤرخ في ‪ 36‬جويلية ‪ 5713‬المتعلق بالتقاعد إلى وجود الصندوق الوطني‬
‫لتقاعد لجميع العمال‪.‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫وفي سنة ‪ 5711‬وبموجب المرسوم ‪ ،663-11‬الذي نص على وجود نظام موحد‬


‫يمنح نفس المزايا للعمال على اختالف نشاطاتهم وقطاعاتهم‪ ،‬والصناديق السابقة هي‪:1‬‬
‫‪ CAAV-‬الصندوق الوطني للتأمين على الشيخوخة نظام عام ( يتكفل بتسيير المتقاعدين‬
‫التابعيين في نظام التقاعد العام)‪.‬‬
‫‪CGR -‬الصندوق العام للتقاعد للموظفين الجزائريين ( يتكفل بتسيير التقاعد الخاص‬
‫بالموظفين)‪.‬‬
‫‪ CNMA-‬الصندوق الوطني للتعاون الفالحي ( يتكفل بمنح متقاعدي النظام الفالحي)‪.‬‬
‫‪ CSSM-‬صندوق الضمان االجتماعي الخاص بعمال المناجم (يتكفل بتسيير منح‬
‫متقاعدي قطاع المناجم)‪.‬‬
‫‪ CAVNOS-‬صندوق التأمين على الشيخوخة لغير األجراء (يتكفل بتسيير منح التقاعد‬
‫لغير األجراء)‪.‬‬
‫‪ LEPSGM -‬مؤسسة التغطية االجتماعية لعمال البحر ( يتكفل بمنح التقاعد لعمال‬
‫البحر)‪.‬‬
‫‪ CAPAS-‬مؤسسة التأمين االجتماعي لعمال الكهرباء والغاز ( يتكفل بمنح التقاعد‬
‫لعمال الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز)‪.‬‬
‫‪ SNTF-‬المؤسسة الوطنية لعمال السكك الحديدية ( يتكفل بمنح التقاعد لعمال الشركة‬
‫الوطنية لسكة الحديدية‪.‬‬
‫‪ -3‬تسيره‪ 2:‬بالنسبة لتسير صندوق الوطني لتقاعد‪ ،‬يسير بنفس طريقة الصندوق‬
‫الوطني للتأمينات االجتماعية واألمراض المهنية وحوادث العمل‪ ،‬حيث يسيره مدير عام له‬
‫نفس الصالحيات المدير لعام لصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية وحوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية‪ ،‬ومجلس له أيضا نفس الصالحية والتشكيلة‪.‬‬
‫‪ -6‬مهامه‪:3‬‬
‫‪ -‬تسير معاشات منح التقاعد‪.‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لصندوق التقاعد( ‪ ، ) WWW.CNR.DZ.COM‬تاريخ االطالع يوم ‪.6351/31/63‬‬


‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ ( 221-98‬المواد‪ ،)61-55:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.5616-5613‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ، 53‬ص ‪.5613‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬تسير معاشات منح ذوي الحقوق‪.‬‬


‫‪ -‬يسير أيضا المعاشات والمخصصات المدفوعة بمقتضى التشريع الذي يسبق سنة‬
‫‪.5711‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات والقيام بعملية المراقبة لتمويل التقاعد‬
‫‪ -‬تسير صندوق المساعدة واإلغاثة وهذا طبقا للمادة ‪ 16‬من القانون ‪.56-13‬‬
‫‪ -‬إعالم المستفيدين وتوجيههم‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لعمليتي االنتساب والتحصيل‪ ،‬تقع على عاتق مصالح صندوق التأمينات‬
‫االجتماعية واألمراض المهنية وحوادث العمل‪ ،‬بالتنسيق مع مصالح الصندوق الوطني‬
‫لتقاعد‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء )‪:(C.N.A.S‬‬
‫هذا الصندوق خرج عن الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‬
‫وحوادث العمل واألمراض المهنية )‪ ،(CNASAT‬وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ 39-76‬لتصبح‬
‫تسميته الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية )‪.(CNAS‬وقد تغيرت أيضا اختصاصاته‬
‫ومهامه وتشكيلة مجلسه وهذا تكيفا مع الظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي‬
‫‪1‬‬
‫مرت بها البالد آنذاك‪.‬‬
‫‪ -3‬التسير‪:‬يتم تسيير الصندوق من قبل المدير العام ومجلس إدارة‪.‬‬
‫ا‪-‬المدير العام‪ 2:‬يعين المدير العام بمرسوم رئاسي باقتراح من الوزير المكلف بالضمان‬
‫االجتماعي بعد استشارة المجلس في ذلك‪ .‬وتنهى مهامه بنفس الشكل‪.‬‬
‫مهام المدير العام‪ :‬يقوم بالمهام التالية‪:3‬‬
‫‪ -‬يضمن سير الصندوق وهذا تحت رقابة مجلس اإلدارة (حسب نص المادة ‪ 16‬من‬
‫المرسوم ‪ 39-76‬يقوم بإعالم المجلس بشؤون الصندوق‪ ،‬ويقدم تقارير النشاط السنوي‬
‫عند كل دورة)‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ( 07-82‬المادة ‪ ،)35‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ،31‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المواد من ‪ 13‬إلى ‪ ،11‬ص ‪.93‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬يقوم بتعيين وإنهاء مهام الموظفين‪ ،‬ويستثنى من ذلك بعض الموظفين الذين يعينهم‬
‫الوزير المكلف بالضمان االجتماعي‪ ،‬وطبعا هو من يملك حق عزلهم‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على تطبيق النظام داخل الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل الصندوق أمام العدالة ومختلف الجهات القضائية عن حدوث النزعات‪.‬‬
‫‪ -‬يقرر ميزانية الصندوق من نفقات وإيرادات‪.‬‬
‫‪ -‬يخضع المدير العام لسلطة الوزير المكلف بالضمان االجتماعي‪ ،‬وكذلك يخضع‬
‫مختلف كبار مسئولي الصندوق لسلطة الوزير‪.‬‬
‫‪ -‬يعوض غياب المدير العام‪ ،‬المدير العام المساعد أو في حالة شغور المنصب‪ ،‬وفي‬
‫حالة غيابهم معا وتعذر مباشرة مهامهم يعوضهم عون مديرية الصندوق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫يتكون مجلس إدارة الصندوق الوطني لتقاعد من ‪ 67‬عضو تم تقسيمهم كما يلي‪:‬‬
‫‪ 51 -‬عضوا من ممثلي العمال‪ ،‬للنقابات العمالية األكثر تمثيلهم حق تعينهم‪.‬‬
‫‪ 37 -‬أعضاء يمثلون المستخدمين أي أرباب العمل ‪ 39‬أعضاء يمثلون أرباب العمل من‬
‫القطاع الخاص وعضويين من الوظيف العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬عضويين هم ممثلين عن عمال الصندوق‪.‬‬
‫‪ -1‬صالحيات المجلس‪:2‬‬
‫‪ -‬يدلي برأيه في ما يخص اقتراح المدير العام من طرف الوزير وكذلك تعينه‪ ،‬ويبدي رأيه‬
‫كذلك في مشاريع النصوص التشريعية‪ ،‬ويمكنه تقديم االقتراحات والوصايا حوله‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح التنظيم الداخلي لصندوق وإعداده‪.‬‬
‫‪ -‬المداولة حول الجداول التقديرية الخاصة باإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬الموافقة على الحصيلة والتقرير السنوي‪ ،‬و ميزانية التسيير والتجهيز‪ ،‬وعلى توظيف‬
‫األموال والعمليات العقارية‪ ،‬وكراء ونقل المباني ذو االستعمال اإلداري‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة‪ ،53 ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ،63‬ص ص ‪.11-19‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬اتخاذ كل اإلجراءات الكفيلة بضمان التزامات الصندوق‪ ،‬كما يقر قبول الهبات‬
‫والوصايا الممنوحة لصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬يحقق في مشاريع الصفقات التي يعدها المدير العام‪ ،‬كما يمكن له استدعاء محاسبي‬
‫الصندوق ومأموري الحسابات‪.‬‬
‫‪ -‬مهامه‪:‬‬
‫‪ -‬أبقى المشرع تقريبا على‪ :‬نفس مهام الصندوق بالشكل السالف )‪ ،(CNASAT‬إال أنه‬
‫أضاف بعض الصالحيات‪ ،‬وبالتالي تكون صالحيات الصندوق كالتالي‪:1‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات من المشتركين‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة والمنازعات لضمان تحصيل االشتراكات‪.‬‬
‫‪ -‬تسير أداءات التأمينات االجتماعية من مرض وعجز وأمومة وعجز ووفاه وهذا بالنسبة‬
‫للعمال األجراء‪ ،‬وكذلك بالنسبة لألشخاص المستفيدين من االتفاقيات الثنائية للضمان‬
‫االجتماعي‪ .‬وذوي الحقوق‪.‬‬
‫‪ -‬ترقيم المؤمنين‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير وترقية السياسة الرامية لتحسين خدمة الصندوق للوقاية والحد من حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقيات مع مقدمي العالج‪ ،‬مثل مراكز تصفية الدم والحمامات المعدنية‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم المستفيدين وأصحاب العمل بحقوقهم‪ ،.‬وكذلك التزاماتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسير صندوق المساعدة واإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بنفقات تسير اللجان (لجان الطعن) والجهات القضائية التي تبث في نزاعات‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫من خالل المقارنة على المستوى المؤسسي يمكن استنباط عدة نقاط أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ازدياد أعضاء المجلس من ‪51‬عضو إلى ‪ 67‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان حزب جبهة التحرير الوطني عضويته بسبب التخلي عن نظام الحزب الواحد‪،‬‬
‫وتعدد األحزاب الناشطة في الوطن‪ .‬واستحالة تمثيل جميع األحزاب في تشكيلة المجلس‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ، 31‬ص ‪.11‬‬

‫‪991‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬هيمنة النقابة على عدد المقاعد (‪ 51‬عضو) على ممثلي المستخدمين رغم أن هذا‬
‫األخير هو من يدفع أغلب اشتراكات الضمان االجتماعي ويغطون تمويله‪.‬‬
‫‪ -‬التحفيظ من هيمنة اإلدارة على عضوية المجلس كما في السابق‪.‬‬
‫‪ -‬إقصاء جميع النقابات المستقلة‪ ،‬وتفرد اإلتحاد العام للعمال الجزائريين بعضوية‬
‫المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬لقد تطورت صالحيات مجلس اإلدارة مقارنة بالمرحلة السابقة‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة اإلدارية‪ :‬وهذا من خالل‪ ،‬إبداء رأيه في اقتراح وتعيين المدير العام‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة المالية الجديدة التي أقرت لصالحه‪ ،‬عوض االكتفاء بحضور المداوالت‪.‬‬
‫كالموافقة على الميزانية وعلى كراء العقارات والمباني‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة التشريعية من خالل الحق في تعديل مشاريع القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة الرقابية التي أضحت له من خالل ممارسة الرقابة على المدير العام وعلى‬
‫محاسبي الصندوق‪.‬‬
‫لكن رغم نص المادة ‪ 13‬من المرسوم ‪ 39-76‬الصريح بالتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقاللية المالية والتسيير الخاص‪ ،‬فقد بقيا الصندوق تابعا للو ازرة الوصية‪ ،‬ويرضخ‬
‫إلرادتها وسلطتها المفرطة‪ ،‬رغم تطوره مع هذه المرحلة‪ ،‬لكن هناك فرق بين النصوص‬
‫النظرية والممارسة الفعلية على أرض الميدان‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء )‪.(C.A.S.N.O.S‬‬
‫تأسس الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء وفقا للمرسوم التنفيذي‬
‫‪ ،39-76‬ويهدف إلى تغطية احتياجات الخواص الذي يمارسون نشاطا مهنيا أو حرفيا أو‬
‫فالحيا لحسابهم الخاص‪ ،‬وهذا تماشيا مع السياسة والنهج الجديد‪ ،‬التي سلكته الدولة‬
‫الجزائرية (االنفتاح االقتصادي )‪.‬‬
‫لكن وجود نظام لتقاعد لهذه الفئة كان منذ تاريخ ‪ ،5711/35/35‬عن طريق‬
‫المرسوم ‪ 631-11‬المتعلق بإنشاء نظام خاص بالشيخوخة لفائدة األشخاص غير‬
‫األجراء‪ ،‬ووفقا لذلك تم إنشاء ثالث صناديق هي )‪ (CAVICA‬الجزائر‪(CAVICO) ،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬ليتم دمجهم في صندوق واحد )‪ (CAVICA‬صندوق‬ ‫وهران‪(CAVIC) ،‬‬

‫‪910‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫التأمين على الشيخوخة للتجار والصناعيين في الجزائر ومقره العاصمة‪ ،‬ليعاد تسميته‬
‫بموجب المرسوم ‪ 551-93‬المتضمن التنظيم اإلداري ألجهزة الضمان االجتماعي‪ ،‬ب‬
‫)‪ ،(CAVNOS‬صندوق التأمين على الشيخوخة للعمال غير األجراء‪ ،‬ومن خالل صدور‬
‫المرسوم ‪ 663-11‬ادمج )‪ (CAVNOS‬في النظام العام للضمان االجتماعي‪ ،‬وأصبحت‬
‫‪1‬‬
‫نشاطاته مندمجة في صندوقي )‪ (CNASAT‬و)‪.(CNR‬‬
‫‪ -3‬تسييره‪ :‬يقوم التسيير على أساس وجود مدير عام ومجلس إدارة‬

‫أ‪ -‬المدير العام‪ :‬يقترح من طرف الوزير ويعين عن طريق مرسوم رئاسي‪ ،‬وله‬
‫نفس صالحيات كل من المدير العام لصندوق التقاعد والمدير العام لصندوق التأمينات‬
‫االجتماعية للعمال األجراء‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجلس‪ :‬له أيضا نفس صالحيات صندوق التقاعد‪ ،‬وصندوق التأمينات‬
‫االجتماعية للعمال األجراء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تشكيلة مجلس اإلدارة‪ :‬يتشكل من ‪ 65‬عضوا مقسمين إلى‪:‬‬
‫‪ 1 -‬ممثلين من المهن التجارية‪ ،‬يتم تعينهم من قبل المنظمات المهنية األكثر تمثيال‪.‬‬
‫‪ 1 -‬ممثلين من المهن الزراعية‪.‬‬
‫‪ 1 -‬ممثلين من المهن الحرة (واحد ممثل من مهنة الصحة وممثل عن مهنة العدالة‪،‬‬
‫وعضوان يمثالن مكاتب الدراسات التقنية والمهنية)‬
‫‪ 1 -‬ممثلين عن الحرفيين‪.‬‬
‫‪ -‬ممثلين عن المهن الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل من الصندوق‪.‬‬
‫‪ -1‬صالحيات المجلس‪:3‬‬
‫‪ -‬توسيع مجال تغطية المؤمنين‪ ،‬وهذا لتحسين الخدمة ولضمان تغطية مالية‪.‬‬

‫الموقع الرسمي لصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء(‪ ،)www.casnos.dz‬تاريخ االطالع‪ :‬يوم‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 51‬جويلية ‪ 6351‬على الساعة ‪.53:33‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر ‪،‬المادة ‪ ،1‬ص ص ‪.31-39‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر ‪،‬المادة ‪ ،1‬ص ‪.31‬‬

‫‪919‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬ضمان تحقيق التوازن المالي‪ ،‬حيث يجب أال يلحق بالصندوق أي عجز مالي‪ ،‬لذلك‬
‫وجب أن تغطي اشتراكات العمال غير األجراء الخدمات التي يقدمها الصندوق للمؤمنين‬
‫وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مهامه‪ :‬حددت المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي ‪ 557-73‬ب‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة المنافع العينية والنقدية‪ ،‬الخاصة بالعمال الغير األجراء وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسير معاشات المتقاعدين لغير األجراء‪ ،‬وكذلك منحهم هم وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتنسيق الرقابة الطبية ويمارسها‪ ،‬كما يمكن له إبرام اتفاقيات مع صناديق‬
‫الضمان االجتماعي لنفس الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬يسير صندوق المساعدة واإلسعاف‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد في أعمال اإلعالم والتوجيه لمستفيديه‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بترقيم المؤمنين‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بتحصيل االشتراكات المدفوعة له من قبل المنتسبين‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن استخالص عدة نقاط أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬مراعاة تشكيلة مجلس إدارة الصندوق العدالة في توزيع العضوية التوازن بين مختلف‬
‫المهن‪ ،‬فالتجار هم أكبر شريحة منخرطة في الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬لقد أخذت تشكيلة الصندوق بعين االعتبار إعطاء عضوية المجلس لصالح ممثلي‬
‫العمال غير األجراء على اختالفهم‪ ،‬وهذا كونهم هم المخولين لدفع االشتراكات لصندوق‪،‬‬
‫وبالتالي كان لهم حق تسير مجلسه‪.‬‬
‫‪ -‬أقصت تشكيلة المجلس ممثلي نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬بخالف مجلسي‬
‫الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪ ،‬والصندوق الوطني لتقاعد‪ ،‬وهذا‬
‫لطبيعة عمل الصندوق وارتباطه بنقابات ومنظمات المهن الحرة والتجارية والصناعية على‬
‫أساس أن بقائه يعتمد على وفاء هؤالء الشركاء بالتزاماته المالية اتجاه الصندوق‪ ،‬وأي‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 338-81‬يحدد اختصاصات الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي لغير األجراء وتنظيمه وسيره المالي المؤرخ في ‪ 63‬ذي القعدة عام ‪ 5153‬الموافق لـ ‪51‬ماي سنة‬
‫‪( 5773‬المادة‪ ،)3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،33‬المؤرخة في ‪ 69‬ذي القعدة عام ‪ 5153‬الموافق لـ ‪ 57‬ماي سنة‬
‫‪ ،5773‬ص ‪.39‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫تأخير يكلفه العجز واالنهيار‪ .‬وال يستطيع تغطية واجباته اتجاه المؤمنين من منح التقاعد‬
‫والعجز وتعويضات المرض والعالج ‪..‬إلخ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة )‪:(CNAC‬‬
‫يعتبر إنشاء هذا الصندوق إحدى آثار لجوء الجزائر إلى صندوق النقد الدولي‪ ،‬والذي‬
‫فرض عليها إجراءات قاسية كالتخلي عند دعم السلع األساسية‪ ،‬وغلق الشركات المفلسة‬
‫والتسريح الجبري للعمال‪ ،‬مما جعل نسب البطالة ترتفع من سنة إلى أخرى حيث بلغت‬
‫سنة ‪ 5773‬معدالت قياسة وصلت إلى ‪.1 %63.6‬‬
‫لقد أجبرت شروط صندوق النقد الدولي الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ ق اررات وتدابير‬
‫من أجل التكفل بالعمال المسرحين‪ ،‬من بينها إنشاء الصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫البطالة‪ ،‬والجدول التالي يوضح تطور نسب البطالة في الجزائر‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :01‬تطور أرقام ونسب البطالة في الجزائر للفترة ‪.2037-3891‬‬
‫‪2037‬‬ ‫‪2038‬‬ ‫‪2030‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪3889 3882 3891‬‬ ‫السنة‬
‫‪55.9‬‬ ‫‪55.6‬‬ ‫‪53.3‬‬ ‫‪69.33‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪51‬‬ ‫معدل البطالة‬
‫المصدر‪ -:‬بوزاز صفية‪ ،‬فعالية وانعكاسات سياسات التشغيل على البطالة والفقر في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ ،2039-3880‬مداخلة مقدمة في الملتقى الدولي حول تقييم سياسات اإلقالل من الفقر في‬
‫الدول العربية في ظل العولمة‪ ،‬المنعقدة في الجزائر ‪ 37-31‬ديسمبر ‪ ،6351‬ص ‪".119‬‬
‫الديوان الوطني لإلحصائيات بالجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل استقراء أرقام هذا الجدول‪ ،‬تبين لنا ازدياد نسب البطالة في الجزائر من‬
‫سنة إلى أخرى بشكل سريع‪ ،‬وهذا كما سبق نتيجة تردي الوضع االقتصادي والسياسي‬
‫واألمني‪ ،‬وشروط الصندوق النقد الدولي ( العولمة االقتصادية ) وأهمها تسريح العمال‪،‬‬
‫وهذا عمال بالمرسوم التشريعي ‪ 37-71‬المؤرخ في ‪ 5771/31/61‬والذي نص "على‬
‫إمكانية تقليص عدد العمال كإجراء نهائي‪ ،‬بعد اتخاذ إجراءات تعديل متنوعة في المؤسسة‬

‫‪ -1‬مدني بن شهرة‪ ،‬سياسة التعديل الهيكلي في الجزائر برنامج وآثار‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪،51‬فيفري ‪،6331‬‬
‫ص ‪.31‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫بمجرد اإلعالن عن مصاعب اقتصادية ومالية"‪.1‬‬


‫استحدث الجزائر الصندوق الوطني للتأمين على البطالة سنة ‪ 5771‬كمؤسسة‬
‫عمومية للضمان االجتماعي‪ ،‬تحت وصاية و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وقد تم تنظيمه وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ 511- 71‬الصادر في ‪ 5771/39/31‬وهذا‬
‫استجابة للمتغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي سبق وان أوردناها‪ ،‬وهدفه‬
‫األساسي هو تخفيف اآلثار االجتماعية المتعاقبة الناجمة عن تسريح العمال األجراء في‬
‫القطاع االقتصادي والذين فقدوا مناصب عملهم بصورة إلرادية‪.2‬‬
‫‪ -3‬تسييره ‪ :‬وفقا للمرسوم التنفيذي ‪ 511-71‬الصادر في ‪ ،5771/39/31‬يسير من‬
‫طرف مدير عام ومجلس إدارة‪.‬‬
‫أ‪ -‬المدير العام‪ :‬له نفس صالحيات المدراء العاميين في الصناديق األخرى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس اإلدارة‪ :3‬وفقا لنفس المرسوم تتماثل صالحيات مجلس اإلدارة مع مجالس‬
‫إدارة صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن طبعا تختلف تشكيلة مجلسه‪ ،‬حيث يتكون مجلس‬
‫إدارة الصندوق من ‪ 57‬عضو مقسمين كالتالي‪:‬‬
‫‪ 8‬أعضاء ممثلين عن العمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 8‬ممثلين عن المستخدمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2‬ممثلين عن السلطة المكلفة بالوظيف العمومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ممثل عن عمال الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن اإلدارة المركزية لتشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن عمال الصندوق‬
‫‪ -‬ممثل عن اإلدارة المركزية للميزانية‪.‬‬
‫لقد راعت تشكيلة الصندوق‪ ،‬طبيعة عمل الصندوق‪ ،‬والذي هدفه األساسي مساعدة‬
‫العمال في إعادة إدماجهم وبالتالي كان نصف أعضاء المجلس من ممثلي العمال‪ ،‬بينما‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬لجنة عالقات العمل‪ ،‬تقرير‬
‫حول عالقات العمل في سياق التعديل الهيكلي‪ ،‬الدورة العاشرة‪ ،‬أفريل ‪ ،5771‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬زيومي نعيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ (399-89‬المادة‪ ،)39‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫توزعت عضوية النصف األخر على اإلدارات التي لها عالقة مباشرة بعالم الشغل‪ ،‬كما‬
‫راعت تشكيلة الصندوق استقالليته نوعا ما عن اإلدارة المركزية‪ ،‬وهذا رغبة الحكومة ولو‬
‫بحذر في الولوج إلى تشجيع القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -6‬صالحيات المجلس‪ :‬له نفس صالحيات الصندوق الوطني لضمان االجتماعي‬
‫للعمال األجراء‪ ،‬والصندوق الوطني لتقاعد‪.‬‬
‫‪-‬إن تعيين أعضاء المجلس تكون من طرف الوزير المكلف بالضمان االجتماعي‪ ،‬باقتراح‬
‫من التنظيمات النقابية التي تمثل المستخدمين واألجراء‪ ،‬أما ممثلي اإلدارات المركزية‪،‬‬
‫فيقترحهم الوزراء كل على حسب قطاعه‪.‬‬
‫‪ -1‬مهامه‪ :‬يسهر على مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬دفع تعويضات لفائدة هؤالء العمال الذين فقدوا مناصب عملهم بصورة قهرية‪ ،‬وقد‬
‫استفاد لغاية ‪ 6331‬أكثر من ‪ 517.133‬عامل مسرح من أصل ‪ 635.131‬أي بنسبة‬
‫‪ ،% 71‬وإعادة إدماجهم العمال في عالم الشغل عن طريق المساعدة البحث عن مناصب‬
‫العمل‪ ،‬وقد تم تسجيل ‪ 1.691‬مستفيد تم إعادة إدماجهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل منحهم القروض للبطالين مع تشجيع العمل الحر للشباب‪ ،‬وفي هذا اإلطار تم‬
‫مرافقة ‪ 6.355‬بطاال في إنشاء مؤسسات مصغرة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تكوين وتدريب العمال الذين فقدوا مناصبهم‪ ،‬وقد تم تكوين ‪ 55.113‬بطاال‬
‫مابين سنوات ‪ 5771‬إلى غاية ‪... 6331‬إلخ‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء‪ ،‬األشغال العمومية والري )‪:( CACOPATH‬‬
‫أنشئ هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم ‪ 11-79‬المؤرخ في ‪5779/36/31‬‬
‫وهذا استكماال لمسيرة الحكومة في تشجيعها للقطاع الخاص واألعمال الحرة‪ ،‬وهو كغيره‬
‫من صناديق الضمان االجتماعي" هيئة عمومية ذات تسيير خاص‪ ،‬يتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي"وخص عمال البناء واألشغال العمومية أكثر من القطاعات‬
‫األخرى بسبب األخطار المحدقة بهاته الفئة‪ ،‬كالزالزل والفيضانات واألعاصير وغيرها من‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫الكوارث التي تلحق باألفراد أو ممتلكاتهم‪.1‬‬


‫‪-3‬التسيير‪ :‬يتولى تسير الصندوق مدير عام ومجلس إدارة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المدير العام‪ :‬يعين المدير العام ويقترح بنفس طريقة بالنسبة لصناديق االخرى‪ ،‬كما له‬
‫نفس الصالحيات‪.‬‬
‫مجلس اإلدارة‪ :‬هي نفس صالحيات مجالس إدارة الصناديق‪.‬‬
‫تشكيلة مجلس اإلدارة‪ :‬حددت المادة ‪ 31‬من المرسوم‬ ‫ب‪ -‬تشكيلة مجلس اإلدارة‪:2‬‬
‫التنفيذي ‪ ،11-79‬عضوية مجلس اإلدارة ب ‪ 65‬عضو موزعين كاألتي‪:‬‬
‫‪ 9 -‬أعضاء يمثلون العمال‪ ،‬تعينهم المنظمات النقابية األكثر تمثيال‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون القطاع الخاص تعينهم منظمات العمل بحسب نسب تمثيلها‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان يمثالن مستخدمي قطاع العام‪ ،‬الذين يمارسون النشاطات المرتبطة بالبناء‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يمثل مستخدمي القطاع العام‪ ،‬الذي يمارس النشاطات المرتبطة باألشغال‬
‫العمومية والري‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون الو ازرات التالية‪ :‬ممثل وزير (السكن‪ ،‬التجهيز‪ ،‬العمل‪ ،‬الصناعة‪،‬‬
‫المالية)‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان يمثالن الصندوق‪.‬‬
‫‪ -6‬صالحيات المجلس‪ :‬له نفس صالحيات مجالس الصناديق األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬مهام الصندوق‪:‬حددت المادة ‪ 1‬من المرسوم ‪ 11-79‬مهام الصندوق ب‪:‬‬


‫‪ -‬يتولى تسيير العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية التي‬
‫يتمتع بها العمال المنتمون إلى قطاعات (الري‪ ،‬البناء‪ ،‬األشغال العمومية)‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بتسجيل المستفيدين ومستخدميهم باالتصال مع الهيئات المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى إعالم المستفيدين ومستخدميهم‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى تحصيل االشتراكات المقررة في التشريع والتنظيم المعمول به‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪( 98-87‬المادة ‪ ،)35‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ،31‬ص ‪.1‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬يشكل احتياطيا ماليا قصد ضمان دفع هذه التعويضات في كل الظروف‪.‬‬


‫‪ -‬يساهم في إنشاء الخدمات االجتماعية لصالح العمال وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫يمكن تقويم صالحيات الجهات الفاعلة في تسيير هياكل الضمان االجتماعي مما‬
‫سبق في‪:‬‬
‫‪ -5‬قبل التعددية السياسية‪:‬‬
‫‪ -‬مكانة الوزير المكلف بالقطاع ( وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي حاليا )‬
‫حيث أن الق اررات التي تتخذها مختلف الجهات المسيرة لصندوق ال تكون فاعلة إال‬
‫بموافقته‪ ،‬كما يمكن أن يلغي أي قرار يتخذه مجلس اإلدارة‪ ،‬وله سلطة تعيين المدراء‬
‫العاميين وله نصيب في تعيين بعض األعضاء في مجالس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬استئثار المدير العام بصالحيات تسيير الصناديق ( سلطة التعيين‪ ،‬إنهاء المهام‪،‬‬
‫الترقية‪ ،‬تمثيل اإلدارة أمام الجهات القضائية‪ ،‬قبول الهبات‪..‬إلخ )‪.‬‬
‫‪ -‬إن البناء الهيكلي والتقني والتنظيم اإلداري لصناديق‪ ،‬مستقى من مختلف النصوص‬
‫والقوانين والتشريعات الصادرة والمقترحة من الجهاز التنفيذي وفي بعض األحيان من‬
‫البرلمان‪ ،‬وال يمكن إلدارة الصناديق أو للمجالس اإلدارية االجتهاد أو البت فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إن العقلية االشتراكية ومركزية اتخاذ القرار كما أوردناه سابقا‪ ،‬هو الطابع المميز لتسيير‬
‫منظومة الضمان االجتماعي الجزائري كباقي القطاعات األخرى‪ ،‬مما يضعف الديمقراطية‬
‫التشاركية التي تميز منظومة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫(‬ ‫‪-‬إن فكرة الديمقراطية التشاركية تتأسس وتبنى بوجود قوى اجتماعية حقيقية‬
‫الحكومة‪ ،‬أرباب العمل‪ ،‬النقابات المهنية ) تتحد معالمها ويتجلى دورها من خالل‬
‫المساهمة في صنع القرارت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬لكن النظام الحاكم في‬
‫الجزائر آنذاك‪ ،‬كان الالعب األساسي بل الوحيد وهذا لتبعية الفواعل األخرى ( النقابة‬
‫والحزب )‪ ،‬ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف هامش الحريات الممنوحة لمختلف القوى والتيارات السياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬امتالك النظام الحاكم لجميع ألموال الريوع وتوزيعها على الفئات التي تخدم مصالحه‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬استئثار النظام السياسي بتعين قيادات االتحاد العام للعمال الجزائريين في مراكز‬
‫المسؤولية‪،‬مع إعداد كوادره وتجنيدها واحتوائها داخل الحزب‪.‬‬
‫‪ -‬ارتقاء العديد من النقابيين إلى مراكز المسؤولية ومواقع قيادية في الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب أي حوار اجتماعي حقيقي وهذا لتبعية جميع أطرافه‪.‬‬
‫‪ -‬توجه النظام السياسي آنذاك‪ ،‬إلى قمع أي مجهود لتكوين قوة اجتماعية وسياسية‬
‫واقتصادية‪ ،‬تحمل أفكار ورؤى مخالفة لفلسفته وإستراتجيته في التسيير‪.‬‬
‫‪-‬وصاية حزب جبهة التحرير الوطني على المركزية النقابية‪ ،‬حيث قام بتسييس أعضائه‬
‫وباتت النقابة كوسيط ينقل ويشرح خطاب السلطة‪.‬‬
‫‪ -2‬بعد التعددية السياسية‪ :‬ألقت التعددية السياسية بضاللها على فواعل صنع سياسة‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث تنازلت الحكومة الجزائرية على جزء من صالحيتها وسلطتها‪،‬‬
‫وأصبح تحمل المسؤولية لوحدها مغرما أكثر منه مغنما‪ ،‬وهذا نتيجة لألوضاع السياسة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية واألمنية المزرية في تلك الفترة‪ ،‬ويمكن اإلشارة كذلك إلى فقدان‬
‫حزب جبهة التحرير ا لوطني مكانته ومقعده داخل مجلس اإلدارة إذ لم يعد الحزب الوحيد‪،‬‬
‫حيث كان يمارس السياسة األبوية على المركزية النقابية‪ ،‬هذه األخيرة نالت نصيبا من‬
‫التذمر العمالي بسبب ضعف المستوى المعيشي وانخفاض القدرة الشرائية‪.‬‬
‫أيضا سمح قانون العمل الجيد ‪ 55/73‬بحرية إنشاء نقابات مهنية وحرفية مستقلة‪،‬‬
‫أعطى لها المشرع الحق في التواجد في مجالس إدارة الصناديق‪ ،‬لكن هذه األخيرة اتسمت‬
‫بالضعف أمام ممثلي اإلدارة‪ ،‬وحتى ممثلي نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين لم يكونوا‬
‫سوى امتداد لحزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬بالرغم من أن المشرع الج ازئري منع التنظيمات‬
‫النقابية من كل نشاط سياسي وميز بين التنظيم النقابي والحزب السياسي‪ ،‬وذلك في المادة‬
‫‪ 6‬من قانون ‪ 33/75‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪ ،‬إال أنه ترك الحرية‬
‫لألعضاء في االنتماء إلى األحزاب والجمعيات السياسة‪.‬‬
‫كما كان للعولمة ( إمالءات صندوق النقد الدولي ) الدور البارز في إعادة تنظيم‬
‫صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬حيث بموجب الضغوط الممارسة والمفروضة‬
‫على الحكومة الجزائرية في تلك الفترة من طرف صندوق النقد الدولي‪ ،‬لجأت هذه األخيرة‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫إلى إحداث جملة من اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬كإغالق الشركات المفلسة وتسريح‬


‫العمال‪ ،‬وإعطاء الحرية لرجال األعمال وأرباب العمل بفتح الشركات التجارية واإلنتاجية‪،‬‬
‫وتخفيض اإلنفاق على الخدمات الصحية وتحويالت األجور‪ ،‬ما دفع بالحكومة إلى تبني‬
‫هيكلة جديدة لصناديق الضمان االجتماعي لتواكب التطورات الجديدة‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬


‫يمتاز التنظيم اإلداري لصناديق الضمان االجتماعي الفرنسية بالتخصص والتعقد‬
‫وبكثرة األنظمة‪ ،‬وبكثرة الصناديق والوكاالت التي تدير جهاز الضمان االجتماعي‬
‫(محلية‪ ،‬أقليمية‪ ،) ..،‬كما أن هذا النظام يمتاز بالدينامكية والمرونة وسرعة التغير‬
‫ومواكبة مختلف األحداث والتطورات‪ ،‬ولعل أهم أنظمة الضمان االجتماعي في فرنسا هي‬
‫أربعة أنظمة‪ ( :‬النظام العام أو الشامل‪ ،‬النظام الفالحي‪ ،‬األنظمة الخاصة‪ ،‬األنظمة‬
‫المستقلة للعمال الغير أجراء وغير الفالحين)‪.‬‬
‫حيث يشمل النظام العام أكبر فئة من المؤمنين ما يقارب ‪ %15‬من أفراد المجتمع‬
‫الفرنسي ( موظفي الحكومة‪ ،‬الطلبة‪ ،‬عمال الفنادق والمقاهي والمطاعم ‪..‬إلخ )‪ ،‬كما‬
‫يغطي أغلب المخاطر مثل ( المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬األمراض‬
‫المهنية وحوادث العمل‪ ،‬األعباء العائلية‪..‬إلخ )‪ ،‬في حين أن األنظمة الخاصة تشمل‬
‫(عمال المناجم والبحارة ورجال الدين‪ ،‬عمال البنوك ‪..‬إلخ) وتغطي نسبة ‪ %03‬من أفراد‬
‫المجتمع‪ .‬ويغطي النظام الفالحي ‪ ،%37‬ويضم المستثمرين الفالحين ‪ ،‬أما نظام العمال‬
‫غير األجراء وغير الفالحين فيظم ( أصحاب المهن الحرة كاألطباء والمهندسين‪ ،‬والحرفين‬
‫‪1‬‬
‫والتجار ) ويغطي نسبة ‪ % 31‬من أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وسنتناول في هذا المبحث دراسة مختلف صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا مع‬
‫تحديد مهامهما والفواعل التي تشارك في تسييرها‪ ،‬وذلك وفق الخطة التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي(‪.)A.C.O.S.S‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوكالة الجهوية لهيئات الضمان االجتماعي )‪.(U.R.S.S.A.F‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصندوق الوطني للمنح العائلية (‪.)C.N.A.F‬‬
‫رابعا‪ :‬صندوق المنح العائلية( ‪.) C.A.F‬‬
‫خامسا‪ :‬الصندوق الوطني للتأمين على المرض (‪.)C.A.N.M‬‬
‫سادسا‪ :‬الصندوق الجهوي للتأمين على األمراض( ‪.)C.P.A.M‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- A. Grand, A. Thomas, M-I. Navez, ORGANISATION GENERALE DE LA‬‬
‫‪PROTECTION SOCIALE‬‬ ‫‪EN‬‬ ‫‪France,‬‬ ‫‪consulte le 20-07-2019,12 :25.‬‬
‫‪http://www.medecine.upstlse.fr/DCEM2/module1/sous_module4/011_org_gene_de_la_pro‬‬
‫‪tection_sociale_france.pdf‬‬
‫‪910‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫سابعا‪ :‬صندوق حوادث العمل واألمراض المهنية( ‪.)C.A.R.S.A.T‬‬


‫ثامنا‪ :‬الصندوق الوطني للتأمين على الشيخوخة (‪.)C.N.A.V‬‬
‫أوال‪-‬الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي(‪:)A.C.O.S.S‬‬
‫هي هيئة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي‪،‬‬
‫تخضع لرقابة السلطات المؤهلة في الدولة‪ .1‬وهي عبارة عن إتحاد مختلف الصناديق‬
‫المحلية لتحصيل االشتراكات الضمان االجتماعي ‪ ،URSSAF‬تسهر على السير الحسن‬
‫وضمان تسير الموارد المالية لفروع الضمان االجتماعي (المرض التأمين العائلي‪،‬‬
‫الشيخوخة‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬األمراض المهنية) من أجل سير األداءات اليومية للضمان‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬التسيير‪:‬‬
‫يسيرها مدير عام ومجلس إدارة‪.‬‬
‫أ‪ -‬المدير العام‪ :‬يعين من طرف وزير القطاع و يتم اقترحه من طرف مجلس اإلدارة‪،‬‬
‫وتتمثل صالحياته في‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ توجيهات وق اررات مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو مسئول عن تنفيذ سياسة المخاطر‬
‫االجتماعية والمالية‪ ،‬المتعلقة بتحقيق أهداف المسطرة في اتفاقية األهداف والتسيير‬
‫‪.(COG) Convention d’Objectifs et de Gestion‬‬
‫يسهر على تنسيق وتجانس تسيير المخاطر في اإلقليم‪ ،‬له سلطة على المستخدمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يحدد تنظيم العمل في المصالح ويضمن االنضباط العام‪ ،‬في حدود ما يسمح به‬
‫التشريع والتنظيم‪.‬‬
‫يفوض السلطة ويأخذ جميع التدابير الفردية المتعلقة بتسيير المستخدمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يسير الميزانية ويسطر الوضعية التقديرية (التخطيط والتبوء)‪ ،‬ويعتبر األمر بالصرف‬
‫ويضبط الحسابات السنوية وحسابات التنسيق التي يعدها العون المحاسبي‪ ،‬ويمكن له أن‬

‫‪1‬‬
‫‪- Code de la sécurité sociale, institut français d’information juridique, droit.org,‬‬
‫‪édition 21/04/2018, p 278.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- WWW.SECURITE SOCIALE.FR‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Code de la sécurité sociale, opcit, p 278‬‬

‫‪919‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫يعين أمرين بالصرف ثانويين‪ ،‬ويمكن أن يفوض إمضائه لمساعدين الذين يشغلون‬
‫وظائف اإلدارة في مختلف الهيئات‪ ،‬وهذا من أجل إجراء بعض األعمال اإلدارية باسمه‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل الصندوق أمام الجهات القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬يمضي عقود واالتفاقيات والصفقات باسم الهيئة‪.‬‬
‫‪ -‬يتخذ ق اررات االقتناء والتنازل عن األمالك المنقولة والعقارية‪ ،‬كما يقبل الهبات‬
‫والوصاية‪.‬‬

‫هذي الصالحيات ( صالحيات المدير العام ) هي نفسها في مختلف الصناديق‬


‫( على المستوى الوطني )‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس اإلدارة ‪ :‬يتكون من ثالثون عضوا مقسمين كالتالي‪:1‬‬
‫‪ 53-‬عضوا يمثلون المؤمنين لهم اجتماعين‪ ،‬معينين من طرف المنظمات النقابية لعمال‬
‫المهنيين األكثر تمثيال على مستوى الوطن‪.‬‬
‫‪ 53 -‬عضوا يمثلون أرباب العمل والعمال المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص‬
‫بمعدل‪ 53 :‬أعضاء يمثلون أرباب العمل تعينهم منظمات المهنية الوطنية األكثر تمثيال‬
‫ألرباب العمل‪ ،‬و‪ 3‬أعضاء يمثلون العمال المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص‪،‬‬
‫تعينهم الهيئات أو المنظمات المهنية الممثلة لهاته الفئة‪ ،‬األكثر تمثيال على مستوى‬
‫الوطن‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أشخاص مؤهلة في ميادين نشاط اتحادات التحصيل معينة من طرف السلطة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة لصالحيات مجالس اإلدارة في صناديق الضمان االجتماعي الفرنسي‪:‬‬
‫تشترك مجالس إدارة صناديق الضمان االجتماعي الفرنسي في الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد القانون األساسي والتنظيم الداخلي للصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬انتخاب على ميزانية التسيير اإلداري وميزانية النشاط الصحي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 279‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ipid, p 626‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬مراقبة تطبيق عمل المدير العام والمحاسب العام ‪ ،‬ومدى مطابقتها للقوانين والمعايير‬
‫المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح المدير العام والمحاسب ونواب المدير العام لصناديق‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة على حسابات الصندوق‪.‬‬
‫‪ -6‬المهام‪ :‬تتمثل مهام الصندوق في مايلي ‪:1‬‬
‫‪ -‬ممارسة سلطة المديرية والمراقبة على مستوى وحدات التحصيل فيما يخص تسيير‬
‫الخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف العمال األجراء وغير األجراء وتوجيهيهم في كل ما يخص مراقبة وتحصيل‬
‫االشتراكات ومساهمات الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذلك التنسيق ومراجعة العمليات على‬
‫المستوى الفروع المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬في الحاالت التي ينص عليها القانون‪ ،‬التحصيل المباشر لالشتراكات والمساهمات يتم‬
‫تنفيذ هذا التحصيل بموجب الضمانات والعقوبات المطبقة على االشتراكات الخاصة‬
‫بالمخطط العام‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير المعامالت العقارية لوحدات التحصيل وتسيير أصولها العقارية‪.‬‬
‫ثانيا – الوكالة الجهوية لهيئات الضمان االجتماعي )‪: (U.R.S.S.A.F‬‬
‫هي مجموع صناديق محلية يبلغ عددها ‪ 531‬صندوق‪ ،‬تابعة للوكالة المركزية‬
‫(‪ ،)A.C.O.S.S‬حيث يفوض المدير العام مدير محلي ينوبه في التسيير‪ ،‬ويساعده‬
‫مجلس إدارة‪.2‬‬
‫‪ -5‬المجلس‪ :‬كل اتحاد لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي والمنح العائلية‬
‫يسير من قبل مجلس إدارة يتكون من ‪ 31‬أعضاء‪:3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 278.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪- Patrick Morvan, droit de la protection sociale, LexisNexis, Paris, 5 édition, 2011,‬‬
‫‪p23.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Code de la sécurité sociale, opcit, p 257.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون المؤمنين االجتماعين معينون من طرف النقابات الوطنية للعمال‬


‫المهنيين األكثر تمثيال على المستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون أرباب العمل والعمال المستقلون بمعدل‪ 1 ( :‬أعضاء يمثلون أرباب‬
‫العمل معنيون من طرف المنظمات الوطنية المهنية ألرباب العمل األكثر تمثيال‪3 ،‬‬
‫أعضاء يمثلون العمال المستقلون يعنون من طرف الهيئات أو المنظمات المهنية‬
‫للعمال المستقلون األكثر تمثيال في الوطن )‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء أشخاص مؤهلين في مجاالت نشاط اتحادات التحصيل معينون من طرف‬
‫السلطة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -6‬المهام‪ :‬تضمن اتحادات تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي والمنح العائلية المهام‬
‫‪1‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات ومساهمات الضمان االجتماعي التي تأتى من األجراء‬
‫والمساهمين في النظام العام وحتى المستخدمين‪ ،‬تحصيل االشتراكات من العمال‬
‫الذين يعملون في مجال الصيد البحري واألرياف‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل اشتراكات المنح العائلية عن عمال القطاع الريفي والصيد البحري‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل اشتراكات المرض‪ ،‬األمومة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الصندوق الوطني للمنح العائلية (‪:)C.N.A.F‬‬


‫هي هيئة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي‪،‬‬
‫تخضع لرقابة السلطات المؤهلة في الدولة‪.‬‬
‫التسيير‪ :‬يسير هذا الصندوق من طرف مدير عام لع نفس صالحيات المدراء‬ ‫‪-5‬‬
‫‪2‬‬
‫العامين في الصناديق‪ ،‬ومجلس إدارة مكون من ‪ 31‬عضو مقسمين كالتالي‪:‬‬
‫‪ 53 -‬عضوا يمثلون المؤمنين لهم اجتماعيا معينون من طرف المنظمات النقابية‬
‫لعمال المهنيين األكثر تمثيال على مستوى الوطن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 258.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p 272.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ 53 -‬عضوا يمثلون أرباب العمل يعنيهم من طرف المنظمات الوطنية المهنية ألرباب‬
‫العمل‪ ،‬بمعدل‪ 53 :‬أعضاء يمثلون أرباب العمل معنيون من طرف المنظمات الوطنية‬
‫المهنية ألرباب العمل األكثر تمثيال‪ ،‬و‪ 3‬أعضاء يمثلون العمال المستقلون يعنون من‬
‫طرف الهيئات والمنظمات المهنية للعمال المستقلون األكثر تمثيال على مستوى الوطن‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون الجمعيات العائلية يعنون من طرف اإلتحاد الوطني للجمعيات‬
‫العائلية‬
‫‪ 1 -‬أعضاء مؤهلة في ميادين نشاط صناديق المنح العائلية معينون من طرف السلطة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫هناك أشخاص لهم صفة استشارية‪ ،‬من بينهم ‪ 3‬أشخاص يمثلون المستخدمين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ينتخبون بشروط يحددها مرسوم‪.‬‬
‫‪ -2‬مهامه‪ :‬تتمثل مهام هذا الصندوق في‪:2‬‬
‫تحقيق التوازن المالي‪ ،‬حيث يحدد الحسابات المتعلقة بالتأمينات مع الوكالة‬ ‫‪-5‬‬
‫المركزية لهياكل الضمان االجتماعي ومالية الهياكل المحلية‪.‬‬
‫يسير صندوق النشاط الصحي واالجتماعي في إطار البرنامج المحدد عن طريق‬ ‫‪-6‬‬
‫أمر وزراي مؤشر عليه من قبل مجلس إدارته‪.‬‬
‫يقوم بمراقبة العمليات العقارية لصناديق المنح العائلية و يؤكد على تسيير أصولها‬ ‫‪-3‬‬
‫العقارية‪.‬‬
‫اربعا‪ -‬صندوق المنح العائلية ‪: C.A.F‬‬
‫يعتبر امتداد محلي للصندوق الوطني للمنح العائلية‪ ،‬ويبلغ عددها ‪ 563‬صندوق‬
‫محلي‪.‬‬
‫‪ -3‬التسير‪ :‬يسيره مدير محلي مفوض من طرف المدير العام‪ ،‬ومجلس إدارة على‬
‫مستوى كل صندوق محلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 271‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p 271‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬تشكيلة مجلس اإلدارة‪ :‬كل صندوق من صناديق المنح العائلية المحلية‪ ،‬يسير من‬
‫طرف مجلس إدارة مكون من ‪ 61‬عضو‪ ،‬مقسمة كالتالي‪:1‬‬

‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون المؤمنون لهم اجتماعيا‪ ،‬المعينون من طرف المنظمات النقابية‬


‫المهنية الممثلة وطنيا‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون أرباب العمل والعمال المستقلون بمعدل‪ 1 :‬أعضاء أرباب العمل‬
‫معينة من طرف المنظمات الوطنية المهنية‪ 3 ،‬يمثلون العمال المستقلون‪ ،‬يعنهم الهيئات‬
‫أو المنظمات للعمال المستقلون األكثر تمثيال على مستوى الوطن‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء للجمعيات العائلية معينة من طرف إتحاد اإلداري للجمعيات العائلية‪،‬فيما‬
‫يخص الصناديق الجهوية عند عدم وجود إتحاد إداري في مقاطعاتهم أو عند عدم اتفاق‬
‫هذه الصناديق الجهوية على اختيار ممثليهم‪ ،‬يكون التعين من طرف اإلتحاد الوطني‬
‫للجمعيات العائلية‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أشخاص مؤهلة يمثلون الموظفين‪ ،‬في ميادين نشاط صناديق المنح العائلية‪،‬‬
‫ويعينون من طرف السلطة المختصة (من بينهم ثالث أعضاء منتخبين بشروط تحدد‬
‫بمرسوم)‪.‬‬
‫اشتركات العمال‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪-2‬مهامه‪ :2‬يسهر على تقديم المنح العائلية للمؤمنين‪ ،‬كما يقوم بجمع‬
‫ماعدا العمال الذين ينشطون في قطاع األرياف والصيد البحري‪ ،‬كما يقدم تعويضات‬
‫المنح العائلية‪.‬‬

‫خامسا ‪-‬الصندوق الوطني للتأمين على المرض ‪:C.N.A.M‬‬


‫هي مؤسسة عمومية وطنية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقاللية‬
‫المالية وتخضع لمراقبة الهيئات المؤهلة لدولة‪.‬‬
‫‪-3‬التسيير‪ :‬يتم تسيير الصندوق من طرف مدير عام‪ ،‬ومجلس إدارة يساعده في التسيير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid p 256.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid p 257‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫أ‪ -‬المدير العام‪ :1‬يعين المدير العام عن طريق مرسوم لمدة خمس سنوات ويمكن إنهاء‬
‫مهامه قبل انتهاء هاته المدة‪ ،‬وذلك بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬ويمتع‬
‫المدير العام لصندوق الوطني لتأمين على المرض بصالحيات عديدة أهمها‪:‬‬
‫تنفيذ توجيهات مجلس اإلدارة وإعالمه دوريا باإلجراءات المتخذة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحضر ويعد ميزانية الصندوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يسير المدير العام المؤسسة وله سلطة على جميع الصناديق المحلية وهو مسئول‬ ‫‪-‬‬
‫عن السير الحسن للصناديق المحلية‪.‬‬
‫يتخذ جميع الق اررات الالزمة لممارسة جميع المهام التي لم تعطى لسلطة أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يناقش ويوقع اتفاقيات األهداف والتسيير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يكلف ويعين مدراء الصناديق المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتخذ جميع الق اررات لكل العمليات المتعلقة بالتنظيم والتسيير اإلداري والمالي‬ ‫‪-‬‬
‫والعقاري وبهذا يعد الميزانية وينفذها‪.‬‬
‫يتكفل هذا الصندوق بالمخاطر التالية (المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬حوادث‬ ‫‪-‬‬
‫العمل واألمراض المهنية)‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مجلس إدارة‪ :‬يتكون من‪:2‬‬


‫‪ -‬لجنة متساوية األعضاء ممثلي العمال وممثلي المستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬ممثلي الفدرالية الوطنية والتعاونيات الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل الهيئة المكلفة من طرف الدول في مجال التامين عن المرض‪.‬‬
‫‪ -‬أشخاص مؤهلين في مجال النشاط هيئات التامين على المرض معينين من قبل‬
‫السلطة المؤهلة للدولة‪.‬‬

‫يجتمع المجلس بطلب من أغلبية أعضائه يتخب رئيسه في إطار الشروط المحددة‬
‫في مرسوم مجلس الدولة وفي حالة وفاة احد األعضاء يتم تعويضه بعضو احتياطـي‪،‬‬
‫ويحضر المدير العام إلى جلسات مجلس اإلدارة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 254.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p 254.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫بناءا على المادة ‪ L221-1‬من قانون الضمان االجتماعي يضطلع مجلس اإلدارة‬
‫بالمهام التالية‪:1‬‬
‫تقديم التوجيهات الخاصة بالمساهمة للتأمين على المرض بوضع سياسة صحية‬ ‫‪-‬‬
‫وتنظيم نظام العالج بما في ذلك المؤسسات الصحية واالستعمال العقالني الوقائي‬
‫والعالجي‪.‬‬
‫تقديم توجيهات بخصوص سياسة تسيير المخاطر واألهداف المرجوة من تطبيقها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السهر على تطبيق المبادئ التي تحكم نشاط المراقبة والوقاية ومكافحة الغش‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان تحقيق األهداف المسطرة من أجل تحسين الخدمة الموجهة للمؤمنين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2‬مهام الصندوق ‪ :‬وتتمثل مهامه في ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬المحافظة على التوازنات المالية التي يضمن بموجبها تأمين المخاطر السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع سياسة للوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن المداخيل الالزمة لإلبقاء على التوازنات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية النشاط الوقائي من خالل نشر الدراسات والمعلومات من أجل تحسين الحالة‬
‫الصحية للمواطنين عن طرق التنسيق مع صناديق التقاعد وطب العمل والصناديق األولية‬
‫للتأمين على المرض في برامج الصحة العمومية المنصوص عليها في المادة ‪.5-5153‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتوجيه الرقابة الطبية‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬الصندوق الجهوي للتأمين على األمراض (‪:)C.P.A.M‬‬
‫هو امتداد محلي للصندوق الوطني لتأمين على المرض‪ ،‬حيث يتكفل بالمصاريف‬
‫‪2‬‬
‫الصحية‪ ،‬ألخطار المرض واألمومة والعجز والوفاة‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -5‬التسير‪ :‬كل صندوق لتأمين على األمراض‪ ،‬يدار من طرف مدير عام ومجلس إدارة‪.‬‬

‫حيث يفوض المدير العام مدير محلي على رأس كل صندوق‪.‬‬


‫مجلس اإلدارة‪ :‬يتكون من ‪ 65‬عضو‪ ،‬مقسمين كالتالي‪:3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Franck Petit, droit de la protection social, gualion lextenso éditins, France, 2e‬‬
‫‪édition, 2014, p 118.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Code de la sécurité sociale, opcit, p 255‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Ipid, p 249.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ 1 -‬أعضاء يمثلون المؤمنون لهم اجتماعيا‪ ،‬المعينون من طرف المنظمات النقابية‬


‫المهنية الممثلة وطنيا‪.‬‬
‫‪ 1 -‬يمثلون أرباب العمل يعينون من طرف المنظمات الوطنية المهنية ألرباب العمل‬
‫األكثر تمثيال‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل واحد يعين من طرف الفدرالية لتعاون الفرنسي‪.‬‬
‫‪ 1 -‬أشخاص مؤهلة في ميادين نشاط الصناديق الجهوية لتأمين على األمراض‪ ،‬يعينون‬
‫من طرف السلطة المختصة‪:‬‬
‫ضمان التكفل التام بالمصاريف‬ ‫‪ -2‬المهام‪ :1‬أما المهام التي يتوالها تتمثل في ‪:‬‬
‫الصحية‪ ،‬واشتراك نفقات الموجهة لتغطية المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬األبوة‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬صندوق حوادث العمل واألمراض المهنية ‪:C.A.R.S.A.T‬‬
‫هي مؤسسة عمومية وطنية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقاللية‬
‫المالية وتخضع لمراقبة الهيئات المؤهلة لدولة‪.‬‬
‫‪ -5‬التسيير‪ :‬يسير هذا الصندوق مدير عام له نفس صالحيات المدراء العامين‬
‫للصناديق السابقة ذكرها‪ ،‬وهذا بناء على المادة ‪ L215-2‬من القانون رقم‬
‫‪ .197-6337‬ومجلس إدارة يساعد المدير العام في التسير‪.‬‬

‫مجلس إدارة الصندوق‪ :‬يتضمن لجنة حوادث الشغل والعمل واألمراض المهنية والتي‬
‫تتكون من‪:2‬‬
‫‪ 1 -‬أعضاء يختارهم ممثلي المؤمنين لهم اجتماعيا لدى مجلس اإلدارة‪ ،‬بعنوان كل‬
‫تنظيم نقابي للعمال المهنيين‪ ،‬من بينهم أعضاء دائمون أو احتياطيين لمجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬واللجان التقنية المكلفة بالمساعدة في تسير أخطار حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 250.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p 258.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ 1 -‬أعضاء يختارهم ممثلي أرباب العمل في مجلس اإلدارة‪ ،‬بعنوان كل تنظيم نقابي‬
‫للعمال المهنيين‪ ،‬من بينهم أعضاء دائمون أو إحتياطيون لمجلس اإلدارة واللجان التقنية‬
‫المكلفة بالمساعدة في تسير أخطار حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لرئيس مجلس اإلدارة ينتخب من طرف أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للجنة حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬يجوز لمجلس اإلدارة تفويض هاته‬
‫األخيرة بعض صالحياته في ما يخص قضايا التقاعد وحوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية‪.‬‬

‫‪ -2‬مهام الصندوق‪ :‬بناء على المادة ‪ 561‬من قانون رقم ‪ 197-6337‬المؤرخ في ‪65‬‬
‫جويلية ‪ 6337‬الذي ينظم هذا الصندوق‪ ،‬يعنى هذا الصندوق بالمهام التالية‪:1‬‬
‫تسجيل ومراقبة المعلومات الضرورية بناءا على قانون التقاعد الخاص بالمؤمنين‬ ‫‪-5‬‬
‫في النظام العام‪ ،‬من أجل صرف ومراجعة المنح الناتجة عن هذه الحقوق‪ ،‬كما يعلم‬
‫ويوجه المؤمنين وعماله بناء على تنظيمات وتشريعات التأمين على الشيخوخة‪.‬‬
‫التدخل في ميدان الخطر المهني من أجل تنمية وربط أخطار حوادث العمل‬ ‫‪-6‬‬
‫واألمراض المهنية‪ ،‬ومعالجتها عن طريق تطبيق قواعد تثمين حوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية المعمول بها وأخي ار ضبط األسعار‪.‬‬
‫التأمين في مجال الخدمة االجتماعية‪ ،‬وتوجيه المؤمنين االجتماعيين بحسب‬ ‫‪-3‬‬
‫دوائر االختصاص‪.‬‬
‫ثامنا‪ -‬الصندوق الوطني للتأمين على الشيخوخة )‪:(C.N.A.V‬‬
‫هي مؤسسة عمومية وطنية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقاللية‬
‫المالية وتخضع لمراقبة الهيئات المؤهلة لدولة‪.‬‬
‫‪-3‬التسيير‪ :‬يسير هذا الصندوق مدير عام له نفس صالحيات المدراء العامين‬
‫للصناديق السابقة ذكرها‪ ،‬ومجلس لإلدارة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p 259.‬‬

‫‪910‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المجلس‪ :‬يسير هذا الصندوق من طرف مجلس إدارة مكون من ‪ 33‬عضو مقسمين‬
‫كالتالي‪:1‬‬
‫‪ 53 -‬عضو يمثلون المؤمنين لهم اجتماعيا معينون من طرف المنظمات النقابية لعمال‬
‫المهنيين األكثر تمثيال على مستوى الوطن‪.‬‬
‫‪ 53‬عضو يمثلون أرباب العمل يعنيهم من طرف المنظمات الوطنية المهنية‬ ‫‪-‬‬
‫ألرباب العمل األكثر تمثيال‪.‬‬
‫‪ 1‬أعضاء أشخاص مؤهلين في مجاالت نشاط صناديق التأمين على الشيخوخة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫معينون من طرف السلطة اإلدارية‪ ،‬يكون من بينهم على األقل عضو يمثل المتقاعدين‪.‬‬
‫هناك أشخاص لهم صفة استشارية‪ ،‬من بينهم ممثل يعين من طرف اإلتحاد الوطني‬
‫للجمعيات العائلي ّة‪ ،‬و‪ 3‬أشخاص يمثلون المستخدمين‪ ،‬ينتخبون في ظروف يحددها‬
‫مرسوم‪ .‬بالنسبة لصالحيات المجلس هي نفس صالحيات مجالس اإلدارة لصناديق على‬
‫المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪-2‬المهام‪ :2‬يقوم هذا الصندوق بمهمتان أساسيتان هما‪:‬‬
‫‪ -‬تسوية ملفات العمال األجراء وغير األجراء المحالين على التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير معاشات منح التقاعد‪.‬‬

‫كما نشير في األخير إلى أن هناك مستويان إلدارة صناديق الضمان االجتماعي في‬
‫فرنسا‪ ،‬والجدول الموالي يوضح توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية والمخاطر التي‬
‫يضمنها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p270.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Ipid, p271‬‬

‫‪919‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫الجدول رقم ‪ : 09‬يوضح توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية وبحسب التغطيات التي يكفلها‪.‬‬

‫الصناديق الوطنية‬ ‫الهيئة الوصية‬


‫على المستوى الوطني‪ :‬وزارة‬
‫‪CNAF‬‬ ‫‪CNAV‬‬ ‫‪CNAM‬‬ ‫‪CRASAT‬‬ ‫‪ACOSS‬‬ ‫العمل والشؤون االجتماعية‬
‫ووزارة االقتصاد‬
‫على المستوى المحلي‬
‫‪CAF‬‬ ‫والجهوي‪ :‬الهيئة الوطنية‬
‫)‪CPAM (128‬‬ ‫)‪URSSAF (103‬‬
‫)‪(123‬‬ ‫للمحاسبة ومراقبة تنظيمات‬
‫الضمان االجتماعي )‪(MNC‬‬
‫المصدر‪Patrick Morvan, droit de la protection sociale, LexisNexis, Paris,5e édition, :‬‬
‫‪2011, p 23.‬‬

‫من خالل عرض بنية وتشكيلة مختلف األعضاء والفواعل التي تسيير صناديق‬
‫الضمان االجتماعي الفرنسي يتضح لنا التالي‪:‬‬
‫أن البنية الوظيفية للصناديق تتكون من فاعلين أساسين وهما المدير العام ومجلس‬ ‫‪‬‬
‫اإلدراة‪.‬‬
‫يتم تعين المدير العام من قبل وزير القطاع وله صالحيات واسعة‪ ،‬لكن هذا بعد‬ ‫‪‬‬
‫موافقة ثلثي أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫صالحيات المدير العام ( التحكم في التسيير اإلداري‪ ،‬إعداد الميزانية العامة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تمثيل اإلدارة أمام الجهات القضائية‪ ،‬قبول الهبات )‪.‬‬
‫الحضور الواسع‪ ،‬لنقابات المهنية والمستقلة‪ ،‬ومنظمات أرباب العمل‪ ،‬واحتالل‬ ‫‪‬‬
‫مكان أوسع بالمقارنة مع األعضاء الذين يمثلون الجهاز اإلداري‪ ،‬كما لهم صالحيات‬
‫واسعة‪.‬‬
‫الطابع المركزي والالمركزي في اتخاذ القرار بين الصناديق على المستوى الوطني‬ ‫‪‬‬
‫والمحلي واإلقليمي‪.‬‬
‫لقد أدى تشكيل أول حكومة يسار سنة ‪ ،5716‬إلى وجود مشاركة حقيقية بين الفواعل‬
‫األربعة األساسية التي تسير منظومة الضمان االجتماعي الفرنسية ( حكومة‪ ،‬نقابة‪،‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫أرباب عمل‪ ،‬ممثلي المؤمنين ) عوض النموذج السابق الذي كان لمنظمة أرباب العمل‬
‫الهيمنة الواضحة والوجود القوي فيه ( قبل سنة ‪ .)5713‬واعتمد برنامج الحزب اليساري‬
‫سنة ‪ 5713‬على برنامج واضح المعالم‪ ،‬يعتمد على الدولة كمفتاح اإلصالح االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وكحامي الفئات الضعيفة والهشة ومحدودي الدخل‪ ،‬وهذا ما فتح مواجهة‬
‫شرسة من قبل منظمات أرباب العمل‪ ،‬حيث غلبت ثقافة المواجهة على ثقافة الحوار في‬
‫كثير من األحيان‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫ال شك أن أهم باعث يسعى نظام الضمان االجتماعي تحقيقه‪ ،‬هو توسيع نطاق‬
‫تغطيته ليشمل أكبر فئة ممكنة من المستفيدين‪ ،‬دون أن يهمل سعيه لتذليل الفوارق بين‬
‫مختلف الفئات‪ ،‬سواء أكانوا عماال ينتمون إلى مختلف المؤسسات واإلدارات‪ ،‬أو متقاعدين‬
‫وبطاليين‪ ،‬أومن ذوي االحتياجات الخاصة ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وشهد نظام الضمان االجتماعي الجديد في الجزائر منذ (‪ )5713‬توسيعا كبي ار‬
‫لقاعدة المستفيدين‪ ،‬حيث نص المشرع الجزائري على أحقية العامل في االستفادة من مزايا‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬مهما كان القطاع أو النشاط الذي ينتمي إليه‪ ،‬سواء كانوا عمال‬
‫أجراء أو غير أجراء‪ ،‬بل تعداه إلى فئات ال تقوم بدفع االشتراكات‪.‬‬
‫وهذا ما سنحاول توضيحه من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العمال األجراء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العمال غير األجراء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األشخاص المشبهون باألجراء‪.‬‬
‫أوال‪ -‬العمال األجراء‪:‬‬
‫يعتبر عامال أجي ار كل شخص يؤدي عمال يدويا أو وظيفة فكرية بمقابل مرتب وفق‬
‫التنظيم المعمول به‪ ،‬ولحساب شخص آخر طبيعي أو معنوي يدعى المستخدم‪ ،‬وله حقوق‬
‫وواجبات أهمها الرعاية الصحية والحق في الضمان االجتماعي(التقاعد‪ ،‬الرعاية الصحية‪،‬‬
‫الراحة) والمشاركة في التنظيمات النقابية‪ ،‬وما يترتب عليها كالحق في اإلضراب‬
‫‪1‬‬
‫واالحتجاج والتفاوض ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫على أن قانون العمل الجزائري استثنى فئات لها خصوصيتها وهذا وفقا لطبيعة‬
‫المهام ولظروف العمل الذي تمارسه وهم العسكريون والقضاة وموظفو البلديات واألعوان‬
‫‪2‬‬
‫المتعاقدون في المؤسسات العمومية اإلدارية‪ ،‬الذين يخضعون لقوانين وتنظيمات خاصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬العمال غير األجراء‪:‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ 33-80‬المؤرخ في ‪ 65‬افريل سنة ‪( 5773‬المواد‪ :‬من ‪5‬‬
‫الى ‪ ،)1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،59‬المؤرخة في ‪ 61‬افريل سنة ‪ ،5773‬ص ص ‪.113-116‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪ ،3‬ص ‪.116‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫وهم العمال الذين يمارسون نشاطا مهنيا لحسابهم الخاص‪ ،‬وهم الحرفيون‬
‫والفالحون والتجار‪ ،‬وأصحاب المهن الحرة كالمحامين واألطباء والمهندسين والصيادلة‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى رجال األعمال وأصحاب الشركات ‪..‬إلخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬األشخاص المشبهون باألجراء‪:‬‬
‫ويقصد بهم األشخاص الذين يستخدمهم الخواص لحسابهم الخاص‪ ،‬على أنه هناك‬
‫اختالف في درجة االستفادة من خدمات الضمان االجتماعي‪ ،‬فهناك الكثير منهم ال‬
‫‪2‬‬
‫يستفيدون سوى من جزء من المزايا والخدمات‪.‬‬
‫وهذا ما سنبينه في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -3‬في باب جميع خدمات الضمان االجتماعي‪(:‬خدام المنازل‪ ،‬سوءا باستخدام تجهيزاتهم‬
‫أو بتجهيزات األخريين‪ ،‬مثل السائقين والبوابون والغاسلون‪ ،‬الممرضون والقائمون على‬
‫‪3‬‬
‫تربية األوالد في بيتهم أو في بيوت مستخدميهم)‪.‬‬
‫أ‪ -‬األشخاص الذين يستخدمهم الخواص‪ :‬الفنانون والممثلون الذين يشاركون في التمثيل‪،‬‬
‫والمسرحيون الناطقون وغير الناطقون‪ ،‬وكالء الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬شريطة‬
‫‪4‬‬
‫أال يكونوا شركاء مساهمين فيها‪ ،‬إضافة إلى الصيادون وأصحاب العمل‪.‬‬

‫ب‪-‬األجانب‪ :‬وهم األشخاص الذين يعملون داخل التراب الوطني‪ ،‬مهما كانت جنسياتهم‬
‫ونوعية عملهم‪ ،‬والجهة التي يعملون لحسابها سواء أفراد أو جماعات أو أرباب عمل‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ومهما كانت نوعية عقد عملهم واألجرة التي يتقاضونها‪.‬‬

‫‪ 1‬الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي(‪ .)www.mtess.gov.dz‬تاريخ االطالع‪ :‬يوم‬
‫‪51‬جويلية ‪ 6351‬على الساعة ‪.66.51‬‬
‫‪ - 2‬القانون ‪ ، 99-11‬المرجع السابق‪ ،‬المادة ‪ ،01‬ص ‪. 9111‬‬
‫‪ - 3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 11 -98‬المتعلق بالعمال المشبهين باألجراء في الضمان‬
‫االجتماعي المؤرخ في‪ 57:‬جمادي األول ‪ 5131‬الموافق ل ‪7‬فبراير سنة ‪ ،5711‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،37‬‬
‫المؤرخة في ‪ 31‬جمادي الثاني سنة ‪ 5131‬الموافق ل ‪ 61‬فبراير سنة ‪ ،5711‬ص ‪.653‬‬

‫‪ - 4‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪655‬‬


‫‪ - 5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ص ‪656-655‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪-2‬في باب الخدمات العينية عن التأمينات على المرض واألمومة وخدمات حوادث‬
‫‪1‬‬
‫العمل واألمراض المهنية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحمالون‪ :‬وهم الحمالون الذين يشغلون في محطات السكك الحديدية‪ ،‬شريطة‬
‫حصولهم على ترخيص من طرف المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪-‬حراس مواقف السيارات غير المدفوعة األجر‪ ،‬متى رخصت لهم المصالح المختصة‬
‫بذلك‪.‬‬
‫ج‪-‬الطلبة والعمال الذين يتابعون تكوينا في الخارج‪ :‬يستفيد الطلبة والعمال المقبولين‬
‫لمزاولة تكوينا في الخارج‪ ،‬من تعويضات المرض واألمومة وحوادث العمل (األداءات‬
‫العينية)‪ .‬ويقر المشرع الجزائري بذلك ويضع على عاتق هيئات الضمان االجتماعي‬
‫مسؤولية تأمين الطلبة المتربصين بالخارج‪ ،‬واألعوان العاملين في البعثات الدبلوماسية‪،‬‬
‫والعاملون في الخارج باسم التعاون‪ ،‬واألعوان الذين يمثلون الجزائر في مختلف الدول‪،‬‬
‫وموظفو التعليم في الخارج ويتولى الملحق القنصلي عمليات دفع األداءات واالشتراكات‬
‫‪2‬‬
‫والتعويضات ومختلف العمليات المالية المتعلقة بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬في باب الخدمات العينية عن تأمين المرض وخدمات تامين الوفاة‪ :‬وهم كاألتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ذوي حقوق المحبوسين الذين يقومون بعمل شاق‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضحايا أكتوبر ‪( 3899‬قامت الدولة بتحميل صندوق الضمان االجتماعي‬
‫بتعويض ضحايا المأساة الوطنية واألحداث الدامية في تلك الفترة)‪.‬‬
‫إن تعويض ضحايا اإلرهاب والمأساة الوطنية‪ ،‬هو عبئ تضعه الدولة وتحمله‬
‫لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬لغرض شراء السلم االجتماعي‪ ،‬وهو يتعارض مع‬
‫االستقاللية المالية لصناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬وقد طالب الصندوق رسميا باسترداد‬
‫هذه األموال‪.‬‬

‫‪ -9‬في باب الخدمات العينية من تأمينات المرض واألمومة‪ 3:‬وهم كالتالي‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.656‬‬


‫‪ - 2‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬ص ص ‪.191 -191‬‬
‫‪- 3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.653‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫أ‪ -‬المجاهدون ومعطوبي حرب التحرير الوطنية‪ :‬عندما ال يمارسون أي نشاط مهني‪،‬‬
‫ووفق القانون الجزائري يعد مجاهدا كل شخص شارك في ثورة التحرير الوطنية‪ ،‬بصفة‬
‫مستمرة وبدون انقطاع‪ ،‬وتحت لواء جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المعاقين‪ :‬وتستفيد هذه الفئة من أداءات عينية مهما كان نوع إعاقتهم سواء أكانت‬
‫حركية أم عقلية‪ ،‬لكن يتعين على المعاق أو وصيه إثبات إعاقة المهني بشهادة طبية‪.‬‬
‫أصحاب المعاشات وريوع الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -8‬في باب خدمات حوادث العمل واألمراض المهنية‪:1‬‬
‫أ‪ -‬الممتهنون‪ :‬الذين يزاولون تمهينا في مراكز التكوين المهني‬
‫ب‪ -‬التالميذ‪ :‬ويقصد به تالميذ مؤسسات التعليم التقني ومؤسسات التكوين المهني‪.‬‬
‫ج‪ -‬يتامى رعاية الشباب الذين يقومون بعمل مأمور به‪.‬‬
‫د‪ -‬الرياضيون المشاركون في جمعيات رياضية‪ ،‬لكن ليسوا من رياضي النخبة‪.‬‬
‫ه‪ -‬األشخاص ضحايا حوادث يتعرضون لها خالل ينظمها حزب جبهة التحرير‬
‫الوطني ومنظماته الجماهيرية‪.‬‬
‫و‪ -‬األشخاص الذين يقضون فترات تدريب على إعادة التربية الوظيفية أو التكيف‬
‫المهني‪.‬‬
‫ز‪ -‬كل شخص يشارك تطوعا في سير هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫هذا إضافة لكل شخص يتعرض إلى حادث جراء قيامه بعمل لصالح المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬أو لصالح أي فرد متعرض للخطر‪.‬‬
‫في ظل األحادية الحزبية تمتع أعضاء ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬برعاية‬
‫وخدمات خاصة‪ ،‬ألن النظام الجزائري في تلك المرحلة‪،‬وهو كغيره من األنظمة الشمولية‬
‫التي تقدم امتيازات جمة لصالح حزب الدولة (الحزب الواحد )‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫رابعا‪ :‬حقوق ذوي الحقوق في األداءات العينية‪ :‬ويقصد بهم‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرجع اآلنف الذكر ‪،‬ص ‪.191‬‬


‫‪ - 2‬القانون ‪ ، 99-11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9111‬‬
‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -‬زوج المؤمن له إذا كان ال يمارس نشاطا مهنيا مأجورا‪ ،‬أو إذا كان ال يستفيد من‬
‫تحويل الحقوق بحكم نشاطه‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد المكفولين تحت ‪ 51‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد المكفولين الذين يقل عمرهم عن ‪ 65‬سنة‪ ،‬مع شرط إمضائهم عقد تهمين يكون‬
‫أجره أقل من نصف األجر األدنى المضمون‪ ،‬أو مازالوا يواصلون دراستهم‪.‬‬

‫ال يحدد شرط السن بالنسبة للبنات المكفولين الذين هم دون دخل‪ ،‬كذلك يسقط شرط‬
‫السن بالنسبة لألوالد الذين يعانون من عاهات أو إعاقة تمنعهم من ممارسة نشاط مأجور‬
‫أصول المؤمن أو أصول زوجه‪ ،‬الذين ال تتجاوز مواردهم الشخصية المبلغ األدنى لمعاش‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫لكن األمر ‪ 59-71‬إضافة فئات أخرى اقتضتها ضرورة المرحلة وهم‪:‬‬
‫‪ -‬المعوزون والمحرومون الذين يستفيدون من دعم الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬البطالون الذين فقدوا مناصب عملهم بصفة ال إرادية‪.‬‬
‫‪ -‬المستفيدون من أجهزة اإلدماج االجتماعي والمهني‪.‬‬
‫على الرغم من الجانب االجتماعي لهذا القانون‪ ،‬لكن المنظومة االقتصادية ككل في‬
‫الجزائر قائمة على مورد واحد وهو الريوع وعلى مبدأ واحد وهو ما يصطلح على تسميته‬
‫"تعميق تبعية المجتمع نحو السلطة "‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫المبحث الرابع‪ :‬األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي في فرنسا‬


‫رغم تعدد أنظمة الضمان االجتماعي في فرنسا وتشابكها‪ ،‬إال أنها تسعى لتوفير‬
‫الحماية والرعاية االجتماعية لعموم مواطنين الدولة وحتى األجانب‪ ،‬مهما كانت وضعيتهم‬
‫االجتماعية ومستوى دخولهم‪ .‬وسنحاول في هذا المبحث اإلحاطة باألشخاص المستفيدين‬
‫من مزايا أنظمة الضمان االجتماعي في فرنسا من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بحسب طبيعة النشاط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بحسب طبيعة النظام‪.‬‬
‫أوال‪ -‬بحسب طبيعة النشاط‪:‬‬
‫‪ -3‬العمال األجراء‪:‬‬
‫بناء على المادة ‪ 6-355‬من قانون الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬يتم انتساب العامل‬‫ً‬
‫األجير لمنظومة الضمان االجتماعي إجباريا في النظام العام مهما يكن سنه أو راتبه أو‬
‫جنسيته أو جنسه‪ .‬وطبيعة وظيفته وطبيعة عقده‪ .‬وهو ما أكدت عليه محكمة النقض‬
‫الفرنسية على طبيعة العامل األجير المنتسب لدى الضمان االجتماعي تحتم وجود رابط‬
‫قانوني بين المستخدم والعامل‪.‬‬
‫إن العامل األجير هو العامل الذي يخضع أثناء عمله لسلطة رب العمل القادر على‬
‫‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إسداء أوامر وتوجيهات ينجر عن مخالفتها عقوبات‬
‫‪ -2‬العمال غير األجراء‪:‬‬
‫وتضم فئة التجار والحرفيين وأصحاب المهن الحرة ومدراء الشركات المعنوي‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ - 1‬العمال المشبهين باألجراء‪:‬‬
‫بناء على المادة ‪ 3-355‬من قانون الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬يشبه باألجراء‬
‫ً‬
‫فئة كبيرة من العمال األحرار‪(:‬عمال المنازل‪ ،‬السماسرة‪ ،‬موظفي الفنادق والمقاهي‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض الفرنسية بتاريخ‪.5771 /55/ 53 :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫والمطاعم‪ ،‬األشخاص الذين يقومون بعناية األطفال في منازلهم‪ ،‬مسيرو الشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة‪ ،‬فنانو العروض‪ ،‬وعارضي األزياء‪ ،‬الصحفيين المحترفين‪،‬‬
‫المحاميين‪ ،‬مسيرو بعض النقابات الخاصة‪ ،‬موظفون بعقود مرهونة بإنجاز المشاريع‪،‬‬
‫الحكام الرياضيين التابعين للفيدرالية‪).‬‬
‫‪ -9‬ذوي الحقوق‪:‬‬
‫وهم األفراد المنتفعين بخدمات ومزايا الضمان االجتماعي‪ ،‬بسبب صلتهم بالمؤمن له‬
‫اجتماعيا‪ ،‬ونظام الضمان االجتماعي الفرنسي حدد ذوي الحقوق باألشخاص التالي‬
‫‪1‬‬
‫ذكرهم‪:‬‬
‫‪ -‬زوج المؤمن له أو الشريك بعقد التضامن المدني‪ ،‬أو الشخص الذي يعيش معه كزوج‬
‫بدون عقد زواج‪ ،‬كما تبقى حقوق المرأة المطلقة سارية المفعول بعد سنة من تاريخ‬
‫الطالق‪ ،‬أو مدى الحياة إن كانت هاته المطلقة تعول ثالث أوالد على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬األوالد األقل من ‪ 51‬سنة إال إذا كان متمدرسا أو معاقا أو يعاني من عاهة ومرض‬
‫مزمن يمنعه عن العمل‪.‬‬
‫‪ -‬األسالف ( األبويين ) واألحفاد حتى الدرجة الثالثة‪ ،‬بشرط أن يكونوا يعيشون مع‬
‫المؤمن له تحت سقف واحد‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬بحسب طبيعة النظام‪:‬‬
‫كما أوردنا سابقا هناك تعدد ألنظمة الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬وسنتناول‬
‫األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي وفق كل نظام‪.‬‬
‫‪ -1‬األشخاص المؤمنين في ظل النظام العام‪ :‬يعتبر النظام العام كأول نظام قانوني‬
‫يغطي فئة كبيرة من األشخاص‪ ،‬كان هدفه األول تعويض عمال قطاع التجارة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Franck Petit, Opcit, p 183.‬‬

‫‪910‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫والصناعة والخدمات باإلضافة إلى الطلبة وذوي حقوق األجراء‪ .1‬تتمثل في ‪ 31‬فئة‬
‫نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪:2‬‬
‫‪ -‬العمال في منازلهم وفقا لقانون العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الممثلين التجاريين الخاضعين لقانون العمل‪.‬‬
‫‪ -‬عمال الفنادق والمقاهي والمطاعم‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالء الفرعين للتأمين‪.‬‬
‫‪ -‬المسيرون الغير أجراء للتعاونيات ومسيرو المؤسسات ذات الفروع والوحدات المتعددة‪،‬‬
‫والمؤسسات التجارية والصناعية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬حاملي األمتعة في المحطات إذا كانت لديهم عقود العمل‪.‬‬
‫‪ -‬فاتحات المسارح والسينما ومؤسسات العروض‪ ،‬أيضا الموظفون العاملون في نفس‬
‫المكان والقائمون على اللباس والذين يبيعون للمتفرجين أشياء متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يعملون في منازلهم على حضانة األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬مدراء الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المؤسسات واألعمال الحرة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة ‪ ،‬على أال يكون مالك ألكثر من نصف رأس مال االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء مجالس اإلدارة والمدراء العامين ومندوبي الشركات المحدودة‪ ،‬والمؤسسات‬
‫ذات األعمال الحرة‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء المؤسسات التعاونية لإلنتاج والمدراء العامين‪.‬‬
‫‪ -‬مسيرو مجمعات التعاضديات الذين يتلقون منحة الوظيفة والذين ال ينتسبون إجباريا‬
‫لنظام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬المستخدمون الذين يعملون لصالح المقاولين‪ ،‬والبحارة األجراء حسب قانون البحرية‪.‬‬
‫والبحارة األجراء الذين يعملون على متن السفن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Patrick Morvan, opcit, p 715.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- code de la sécurité social, L311 opcit .p272‬‬
‫‪919‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -2‬األشخاص المؤمنين في ظل النظام الفالحي‪:‬‬


‫يتشكل من مجموعة من صناديق التعاون الفالحي ويختلف عن النظام العام في‬
‫طريقة التحصيل مع النظام العام‪ ،‬إذ يغطي النظام العام خط ار أو أخطار خاصة‪ ،‬على‬
‫خالف النظام الفالحي الذي يعتمد على طريقة الشباك الوحيد في تغطية أداءات تأمين‬
‫المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬العجز‪ ،‬حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬التقاعد‪ ،‬المنح العائلية‪.‬‬
‫ويغطي الفئات التالية‪ :‬أجراء القطاع الفالحي‪ ،‬ومستخدمي القطاع الفالحي‪.1‬‬
‫‪ -1‬األشخاص المؤمنين في ظل نظام العمال غير األجراء وغير الفالحين (نظام‬
‫المستقلين)‪:‬‬
‫يغطي المهن المستقلة‪ ،‬يعني بالحرفين‪ ،‬التجار‪ ،‬الصناعيين والمهن الحرة‪ .‬تم تنظيمه‬
‫بعد سنة ‪ ،5711‬بهامش النظام العام للضمان االجتماعي على قاعدة مهنية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما في سنة ‪ 5711‬أنشأت له ثالث أنظمة تقاعدية خاصة ‪:‬‬
‫‪ -‬المنظمة الوطنية المستقلة للصناعة والتاجرة‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق المستقل الوطني للتأمين على التقاعد الحرفي‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق المستقل الوطني للتأمين على المهن الحرة‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 5711‬أنشأ الصندوق الوطني للمحاميين الفرنسيين ليستقل عن صندوق‬


‫المهن الحرة‪.‬‬
‫وفي ديسمبر ‪ ،6331‬وفي إطار تحسين نوعية الخدمة المقدمة وتبسيط إجراءات تم‬
‫دمج أنظمة التقاعد الثالثة السابقة في تنظيم واحد‪ ،‬وهو " النظام االجتماعي للمستقلين"‬
‫لتسهيل عملية تحصيل االشتراكات واإلسهام فيها‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Gilles Nezosi , La protection social, direction de l’information légale et‬‬
‫‪administration, Paris , 2016 p 34.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p 36.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipid, p36.‬‬
‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫‪ -9‬األشخاص المؤمنين في ظل النظام الخاص‪:‬‬


‫يوجد ما يسمى باألنظمة الخاصة والتي تتعلق بعدة فئات من العمال تجمعهم خاصية‬
‫االنتماء المهني مثال (عمال البحر‪ ،‬الرهبان) ويتميز بخاصية التضامن المحصور لتغطية‬
‫األخطار‪ ،‬ويعمل على مستويين حيث‪:1‬‬
‫تعمل هذه األنظمة على تغطية نفس األخطار التي يؤمنها النظام العام ومثال‬ ‫‪-5‬‬
‫ذلك‪ ( SNCF,RATP ،‬شركات النقل البري في فرنسا ) ‪.‬‬
‫أو يعمـ ـ ــل علـ ـ ــى تـ ـ ــأمين جـ ـ ــزء مـ ـ ــن هاتـ ـ ــه األخطـ ـ ــار‪ ،‬فـ ـ ــي هاتـ ـ ــه الحالـ ـ ــة ينـ ـ ــوب‬ ‫‪-6‬‬
‫النظـ ــام العـ ــام مكانـ ــه‪ ،‬مـ ــن حيـ ــث تـ ــأمين األخطـ ــار غيـ ــر المؤمنـ ــة ومثـ ــال ذلـ ــك‪ :‬موظفـ ــو و‬
‫عمال ‪ (EFD GDF‬شركات الكهرباء والغاز )باإلضافة إلى عمال األساطير‪.‬‬
‫علىىىىى الىىىىرغم مىىىىن تعىىىىدد وتعقىىىىد منظومىىىىة الضىىىىمان االجتمىىىىاعي الفرنسىىىىية‪ ،‬إال أن‬
‫مزاياهىىىا عمىىىت جميىىىىع أشىىىخاص وفئىىىات المجتمىىىىع الفرنسىىىي بىىىل تعىىىىدت إلىىىى األجانىىىىب‬
‫والمقيمىىىىىىين‪ ،‬وهنىىىىىىا نلمىىىىىىس الروبىىىىىىة الجىىىىىىادة مىىىىىىن الحكومىىىىىىة الفرنسىىىىىىية فىىىىىىي تقليىىىىىىل‬
‫التفاوتات بين األفراد‪ ،‬وتكريس مبادئ العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Franck Petit, Opcit, p 132.‬‬
‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫خالصة واستنتاجات‪:‬‬
‫لقد حاولت الحكومة الجزائرية من خالل نظام الضمان االجتماعي لسنة ‪،5713‬‬
‫توحيد األنظمة وتعميم مزايا االنتفاع بخدمات الضمان االجتماعي‪ ،‬وتبسيط الهياكل‬
‫اإلدارية وهذا بما يتماشى ويتكيف مع توجهات النظام السياسي الجزائري إبان تلك‬
‫المرحلة‪ ،‬وذلك عوض النظام الموروث من الدولة الفرنسية والذي ال يتوافق مع أيدلوجيته‬
‫االشتراكية‪.‬‬
‫لقد طغت سمات النموذج االشتراكي على نمط تسيير منظومة الضمان االجتماعي‬
‫في الجزائر‪ ،‬حيث كانت بارزة وأكثر حضو ار من ناحية التمركز الشديد في صنع القرار‪،‬‬
‫أو من ناحية التموقع في هرم السلطة اإلدارية ومراكز القيادة بالنسبة إلطارات حزب جبهة‬
‫التحرير الوطني واإلتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬ويمكن رؤية ذلك في صالحيات‬
‫وتشكيلة مجالس اإلدارة‪ ،‬حيث كانت صالحياته محدودة أمام صالحية المدير العام وهو‬
‫ممثل الحكومة‪ ،‬أو من حيث عدد األعضاء الذين يمثلون الفواعل المختلفة‪ ،‬حيث غلب‬
‫عليها تواجد ممثلي اإلدارة عن ممثلي النقابة والحزب‪ ،‬رغم أن هذان األخيران ما هما إال‬
‫امتداد لنظام السياسي الحاكم في الجزائر‪ ،‬بل وهما أهم أذرعه التي يمارس بها نفوذه‪.‬‬
‫لكن بالرغم من التحول الذي ط أر على النظام السياسي في الجزائر بعد التعددية‬
‫السياسية ‪ ،‬إال أن سلوكيات النظام السياسي بقيت على حالها‪ ،‬وهذا التغير الذي مس‬
‫نمطها السياسي لم يكن سوى واجهة أمامية يخفي في طياته كل أشكال وأنواع التعسف في‬
‫السلطة واإلنفراد بها‪ ،‬وهذا ما انعكس على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‪،‬‬
‫حيث بالرغم من االعتراف بالنقابات المستقلة في الجزائر‪ ،‬لكن ممارسات اإلدارة تعطي‬
‫دائما االمتياز لصالح نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬كما أنه بالرغم من عضوية‬
‫مجالس اإلدارة أقفلت في وجه حزب جبهة التحرير الوطني بعد التعددية السياسية‪ ،‬لكن‬
‫أعضاء الحزب وإطاراته منحت لهم مراكز القيادة والسلطة في مختلف اإلدارات ومنها‬
‫هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين‬ ‫الفصـل الثالث‬

‫لكن هذا ال ينفي من إرادة الحكومة الجزائرية في توسيع مزايا وخدمات الضمان‬
‫االجتماعي ليشمل الفئات الهشة ومحدودي الدخل‪ ،‬وهو ما يتالءم مع طابع الدولة‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫أما فرنسا فكما أسلفنا ذكره فإن نمط نظامها التعددي‪ ،‬يضمن لمختلف األطياف‬
‫القررات الخاصة‬
‫النقابية وممثلي أرباب العمال بالتواجد والمشاركة مع اإلدارة في صنع ا‬
‫بالضمان االجتماعي‪ ،‬في حين أن تعدد الصناديق وكثرتها على المستوى الوطني‬
‫والمحلي‪ ،‬يتالءم مع اقتصادها الحر الذي يستدعي وجود التنوع في الخدمات والتغطية‪،‬‬
‫ولقد استطاعت الحكومة الفرنسية من تعميم مزايا الضمان االجتماعي ليشمل المواطنين‬
‫واألجانب‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تبحث مؤسسات الضمان االجتماعي على منافذ للتمويل‪ ،‬وهذا لمجابهة مختلف‬
‫المصاريف التي تسعى إلى تغطيتها‪ ،‬السيما مع تعدد المخاطر المحدقة باألفراد وتزايدها‪،‬‬
‫مما يسبب ضغطا على ميزانية صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬وتتعدد منابع التمويل من‬
‫دولة إلى أخرى وهذا حسب منهج وإيديولوجية الدولة‪ ،‬ومدى تغلغلها في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ومدى استقاللية الصناديق في حد ذاتها‪.‬‬
‫قد يصاحب سخاء الدولة في ضخ أموال لصالح الصناديق وبالتالي التوسيع في‬
‫تأمين المخاطر‪ ،‬عج از في الخزينة أو زيادة الضرائب وأقساط االشتراك وهذا ما قد يسبب‬
‫انزعاجا ل دى أرباب العمل‪ ،‬ومالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬والعكس فالتقشف في دعم الصناديق‬
‫قد يصاحبه صدى سلبي على نوعية الخدمات المقدمة لصالح المؤمنين والمشتركين‪.‬‬
‫وبالتالي يقع على عاتق منظومة الضمان االجتماعي في الدولة‪ ،‬إيجاد تلك التوليفة أو‬
‫المعادلة التي تضمن تغطية المخاطر وتحسين الخدمات المقدمة للمؤمنين وعموم‬
‫المواطنين‪ ،‬دون أن ينتج عنه عج از أو ضرار ماليا يحد من قدرات الصناديق المالية‬
‫ويرهن التزاماتها‪.‬‬
‫على أساس ما سبق ذكره‪ ،‬سنعالج أفكار هذا الفصل من خالل المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬

‫‪751‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المبحث األول‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫تشكل اإليرادات العصب والمتنفس الحقيقي لصناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬فال‬
‫يمكن إلدارة الصناديق الوفاء بالتزاماتها لصالح المؤمنين‪ ،‬دون وجود سيولة مالية كافية‪.‬‬
‫ويقع عبئ تمويل برامج الضمان االجتماعي بين ثالث أطراف " الدولة‪ ،‬العامل‪ ،‬رب‬
‫العمل "أما طريقة التمويل فتكون عن طريق الضرائب واالشتراكات‪ ،‬وقد تناولت الدورة‬
‫العربية السابعة للتأمينات المنعقدة في تونس موضوع تمويل أنظمة الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وأكدت في هذا السياق ضرورة أن تأخذ الدول المشاركة أسلوب التمويل الكامل‪ ،‬أي عن‬
‫طريق الضرائب واالشتراكات معا‪ ،‬فاعتماد أي دولة على الضرائب لوحدها هو مغامرة لها‬
‫عواقب وخيمة على الخزينة العمومية‪ .1‬ويمكن تحديد أصناف إيرادات منظومة الضمان‬
‫االجتماعي الجزائري إلى ثالث أصناف سنوضحها من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫(االشتراكات‪ ،‬تمويل الدولة‪ ،‬مصادر تمويل أخرى )‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االشتراكات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمويل الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مصادر تمويل أخرى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االشتراكات‬
‫تعد االشتراكات المصدر األساسي لتمويل نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬وهي األكثر‬
‫انتشا ار في العالم (النموذج التعويضي)‪ ،‬ويتحمل عبئها العامل ورب العمل‪ ،‬ولهذه الطريقة‬
‫عدة مزايا‪ ،‬فالمكلف يدفع مبلغ االشتراك وهو يشعر ويعي فائدتها أو العائد من ورائها‪،‬‬
‫ومن الناحية األخالقية تعكس تلك اللحمة في أوساط الطبقة العاملة‪ ،‬في سبيل تذليل‬
‫عقبات المخاطر التي تواجههم على حد السوء‪ ،‬وتنمي روح المسؤولية لديهم‪ ،‬كما تقي‬
‫اشتراكات العمال حاجة الصناديق إلى دعم الدولة ومالها من تداعيات وانعكاسات على‬
‫استقاللية هاته المؤسسات‪ ،‬ووصاية الدولة عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬الدسوقي السيد إبراهيم‪ ،‬اشتراكات نظام التأمينات االجتماعية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬مجلة جامعة الملك‬
‫سعود (العلوم اإلدارية)‪ ،‬مجلد‪ ،2‬العدد‪ ، 0991 ،2‬ص ص ‪.099-091‬‬

‫‪751‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -0‬االشتراكات بالنسبة للعمـــــال األجراء‪ :‬نظم قانون ‪ 01/18‬من الضمان االجتماعي‬


‫الجزائري التزامات المكلفين‪ ،‬حيث أن قسط االشتراك هو إجباري ويتحمله كل من‬
‫المستخدم واألجير‪ ،1‬في حين أعفى القانون فئات المجاهدين‪ ،‬المعوقين‪ ،‬والطلبة‪ ،‬من دفع‬
‫االشتراكات على الرغم من حصولهم على امتيازات الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن معدل قسط‬
‫االشتراك لم يحدد في القانون السابق إلى غاية صدور مرسوم يوضح نسب االشتراك‬
‫بين العامل واألجير‪ ،‬وبالفعل فقد حدد المرسوم ‪ 11-18‬توزيع نسب االشتراك على النحو‬
‫التالي‪:2‬‬
‫الجدول رقم ‪:50‬معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان‬
‫االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر قبل سنة ‪.4991‬‬
‫المجموع‬ ‫رب العمل‬ ‫العامل‬
‫‪01‬‬ ‫‪02.8‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫التأمينات االجتماعية‬
‫‪7‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫التقاعد‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ـــ‬ ‫حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ـــ‬ ‫المنح العائلية‬
‫‪29‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المجموع‬
‫المرسوم رقم ‪.05-50‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫من خالل الجدول يتضح لنا أن رب العمل يتحمل العبئ األكبر (مؤسسات الدولة‬
‫آنذاك ) في دفعه ألقساط الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث يسدد ما يقارب ‪ 8‬أضعاف ما يسدده‬
‫العامل‪ ،‬ألن الحكومة غلبت العامل السياسي على العامل االقتصادي‪ ،‬وأرادت كسب فئة‬
‫العمال لمكانتها وثقلها‪ ،‬فأرادت شراء السلم االجتماعي‪ ،‬على حساب القرار االقتصادي‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ 41-50‬يتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان‬
‫االجتماعي المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 2‬جويلية ‪ (0918‬المواد‪ ،)78-78-72‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،21‬المؤرخة في ‪ 21‬رمضان عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 8‬جويلية ‪ ،0918‬ص ص ‪.0181-0129‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 05-50‬يحدد توزيع نسب اشتراك الضمان االجتماعي‬
‫المؤرخ في ‪ 09‬جمادى األولى عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 9‬فيفري سنة ‪ ( 0918‬المواد ‪ ، ) 8-2-0‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،19‬المؤرخة في ‪ 1‬جمادى الثانية عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 21‬فيفري سنة ‪ ،0918‬ص ‪.218‬‬

‫‪751‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الرشيد وساعدتها في ذلك األريحية المالية التي عاشتها الصناديق في تلك المرحلة مع‬
‫امتالكها للمصدر األساسي للثروة (عائدات النفط)‪ ،‬حيث استخدمته دائما لتكفل بالمطالب‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫لكن سرعان ما اتجهت الحكومة نحو رفع القسط الذي يساهم فيه العامل بالنسبة‬
‫الشتركاته اتجاه مؤسسات الضمان االجتماعي سنة ‪ 0991‬وهذا وفقا للمرسوم التشريعي‬
‫ا‬
‫رقم ‪ 02-91‬المؤرخ في ‪ 26‬ماي سنة ‪.10991‬‬
‫الجدول رقم ‪ :50‬معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان‬
‫االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر بعد سنة ‪.4991‬‬
‫صندوق الخدمات‬
‫المجموع‬ ‫العامل‬ ‫رب العمل‬ ‫الفروع‬
‫االجتماعية‬
‫‪%01‬‬ ‫ـــ‬ ‫‪%0.8‬‬ ‫‪%02.8‬‬ ‫التأمينات االجتماعية‬
‫‪%0‬‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫‪%0‬‬ ‫حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫‪%00‬‬ ‫ـــ‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪%7.8‬‬ ‫التقاعد‬
‫‪%1‬‬ ‫ـــ‬ ‫‪%0.8‬‬ ‫‪%2.8‬‬ ‫التأمين على البطالة‬
‫‪%0.8‬‬ ‫‪%1.8‬‬ ‫‪%1.8‬‬ ‫‪%1.8‬‬ ‫التقاعد المسبق‬
‫‪%80.8‬‬ ‫‪%1.8‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫المجموع‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ، 451-91‬ص ‪. 6‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫أبقى المشرع على نفس الحصة التي يدفعها رب العمل‪ ،‬في حين أضاف عبئا أخر‬
‫يتحمله العامل‪ ،‬وهذا بموجب استفادة العمال من القانون التقاعد المسبق‪ ،‬زد على ذلك‬
‫تقليص عدد العمال كما أشرنا إليه مسبقا‪ ،‬مع تراجع أسعار البترول في نهاية الثمانينات‪،‬‬
‫فلم يكن للحكومة من خيار سواء إضافة عبئ إضافي وهو منطقي وهذا لتخفيف كاهل‬
‫صندوق التقاعد‪ ،‬جراء األزمة المالية الحادة التي عرفتها الجزائر إبان هذه الفترة‪ .‬ويجري‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم التنفيذي ‪ 451-91‬يحدد توزيع نسبة االشتراك في الضمان‬
‫االجتماعي المؤرخ في ‪ 26‬محرم عام ‪0108‬الموافق ‪ 6‬يوليو سنة ‪( 0991‬المادة ‪ ،)2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،11‬‬
‫المؤرخة في ‪ 27‬محرم عام ‪0108‬الموافق يوليو سنة ‪ ،0991‬ص ص ‪. 6-8‬‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫احتساب قسط اإلشراك من عناصر الدخل‪ ،‬وأستثنى المشرع الجزائري منحا وتعويضات‬
‫ومكافآت والتي تطرح من الدخل قبل احتساب قسط االشتراك‪ ،‬وهي تعويض األجر الوحيد‬
‫وعالوات الوالدة والزواج‪ ،‬ومصاريف النقل واللباس والمهمة‪ ،‬ومكافآت الذهاب إلى التقاعد‬
‫وتعويضات التسريح‪ ،‬وهذه كلها ال تدخل في حساب الدخل الخاضع القتطاعات الضمان‬
‫مرعاة لطابعها االجتماعي الخاص‪ ،‬التي تسعى الحكومة الجزائرية من خالله‬
‫االجتماعي‪ ،‬ا‬
‫إلى تعزيز سياستها االجتماعية‪.1‬‬
‫وتماشيا مع نهج الحكومة الجزائرية في سد حاجة الصناديق من الجانب المالي‬
‫وتدعيم سيولتها‪ ،‬وفي إطار فتح منافذ مالية جديدة‪ ،‬قامت الحكومة بتعديل قسط اشتراك‬
‫الذي يتحمله العامل ورب العمل مرة أخرى‪ ،‬لتكون حصص أقساط االشتراك على النحو‬
‫التالي‪:2‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم ‪ 855-90‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة األولي من األمر‬
‫‪ 10-98‬الذي يحدد أساس اشتراكات وأداءات الضمان االجتماعي المؤرخ في ‪ 01‬محرم عام ‪0107‬الموافق لـ ‪ 8‬يونيو‬
‫سنة ‪ ( 0996‬المادة ‪ ،) 2‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد ‪ ،88‬المؤرخة في ‪ 22‬محرم عام ‪0107‬الموافق لـ ‪ 9‬يونيو سنة‬
‫‪ ،0996‬ص‪.1‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم ‪ 05-8555‬مؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ 2111‬يعدل المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 017-91‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي القعدة عام‪ 0121‬الموافق لـ ‪ 1‬مارس سنة ‪ ( 2111‬المادة ‪ ،) 2‬الجريدة الرسمية‬
‫‪،‬العدد ‪ ،01‬المؤرخة في ‪ 29‬ذي القعدة عام‪ 0121‬الموافق لـ ‪ 8‬مارس سنة ‪ ،2111‬ص ص ‪.08-01‬‬

‫‪767‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الجدول رقم ‪ :51‬تطور معدالت اشتراك العامل ورب العمل بعد سنة ‪8555‬‬
‫حصة صندوق‬ ‫الحصة التي‬ ‫الحصة التي يتكفل‬
‫المجموع‬ ‫الفروع‬
‫الخدمات االجتماعية‬ ‫يتكفل بها األجير‬ ‫بها المستخدم‬
‫‪%01‬‬ ‫ـــ‬ ‫‪%0.81‬‬ ‫‪%02.81‬‬ ‫التأمينات االجتماعية‬
‫حوادث العمل‬
‫‪%0.28‬‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫‪%0.28‬‬
‫واألمراض المهنية‬
‫‪%07.28‬‬ ‫‪%1.81‬‬ ‫‪%6.78‬‬ ‫‪%01‬‬ ‫التقاعد‬
‫‪%1.81‬‬ ‫‪%1.28‬‬ ‫‪%1.28‬‬ ‫التقاعد المسبق‬
‫‪%0.81‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫التأمين على البطالة‬
‫‪%81.8‬‬ ‫‪%1.81‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫المجموع‬
‫المرسوم ‪ ،81-2111‬ص ‪.01‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫من خالل استقراء نتائج الجداول الثالث يتضح لنا جليا التالي‪:‬‬
‫‪ -‬االستمرار في رفع حصص االشتراك للعامل ورب العمل في كل مرة‪ ،‬وهذا لتغطية‬
‫احتياجات الصناديق المالية‪ ،‬وتشجيع مساهمة العمال وأرباب العمل في تمويل قطاع‬
‫الضمان االجتماعي (التوجه التدريجي نحو الرأسمالية)‪.‬‬
‫‪ -‬ولوج القطاع الخاص عالم االقتصاد‪ ،‬وانسحاب الحكومة تدريجيا من تحمل الق اررات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة الملحة لصندوق التقاعد لدعم المالي‪ ،‬نتيجة سياسة تسريح العمال من قبل‬
‫الحكومة (االتفاقيات مع صندوق النقد الدولي) ولجوئها لسند قانون التقاعد المسبق‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة استحداث صندوق البطالة بعد موجة تسريح العمال األنف ذكرها‪ ،‬والذي تطلب‬
‫هو األخر الرفع من حصص االشتراك للعامل ورب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة الحكومة الجزائرية في سياستها الرامية لمواصلة الدعم االجتماعي‪ ،‬وذلك‬
‫بإعفاء عناصر الدخل التي تتعلق بالتعويضات والعالوات ذات الطابع العائلي ومصاريف‬
‫النقل واإلقامة ومكافئة نهاية الخدمة والتقاعد من أي اقتطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تدخل الحكومة في السيرورة المالية لصناديق إما بدعمها‪ ،‬أو بتحميلها تكاليف ال تدخل‬
‫في اختصاصاتها‪ ،‬كتعويض ضحايا اإلرهاب والتي كان على الحكومة إما إدراجها في‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫تعويض المسؤولية المدنية‪ ،‬أو تخصيص صندوق خاص يعنى بصالحيات التكفل‬
‫وت عويض ضحايا اإلرهاب‪ ،‬ألن األضرار الناجمة عن الجريمة لها طبيعتها المميزة التي‬
‫تختلف عن طبيعة األخطار التي تضمنها قوانين التأمينات االجتماعية‪ ،‬وهذا رغم أن‬
‫المشرع الجزائري أوصى صراحة باالستقاللية المالية لصناديق الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫وبالتالي يظهر جليا طغيان القرار االرتجالي السياسي والقرار األمني‪ ،‬مرة أخرى على‬
‫القرار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للعمال غير األجراء‪ 1:‬يقع تسديد قسط اإلشراك الموجه لصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي للعمال الغير أجراء على األفراد الذين يمارسون نشاطا غير مأجور‬
‫ولحسابهم الخاص مثل‪ :‬الحرفيين والتجار‪ ،‬وأصحاب المهن الحرة والفالحين‪ .‬إلخ‪.‬‬
‫وحددت نسبة االشتراك ب ‪ % 02‬تحسب كما يلي‪:‬‬
‫‪ % 6‬من االشتراكات بعنوان التقاعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 6‬من االشتراكات بعنوان التأمينات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حيث تكون نسبة االقتطاع كما يلي‪:‬‬


‫‪% 08‬على رقم األعمال بالنسبة لتجار الذين يقومون ببيع البضائع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 81‬على رقم األعمال بالنسبة للذين يقومون بخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتكون األساس السنوي الذي يعتمد في حساب االشتراكات من الدخل السنوي‬
‫الخاضع للضريبة‪ ،‬على أال يتجاوز الحد األقصى الذي قدره ‪ 011111‬دج‪.‬‬
‫وفي حالة عدم تحديد الدخل الخاضع لضريبة وال رقم األعمال اإلجمالي‪ ،‬بإمكان‬
‫العامل غير األجير التصريح بدخله السنوي أو رقم أعماله‪ ،‬أو قد يحدد بصفة موقنة‬
‫بالمبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون مضروبا في ‪ 011‬مرة‪ ،‬على أن تقدم‬
‫إدارة الضرائب سنويا وفي أجل أقصاه ‪ 80‬ديسمبر من كل سنة‪ ،‬أسماء العمال الغير‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 00-50‬المتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير‬
‫األجراء الذين يمارسون عمال مهنيا المؤرخ في ‪ 09‬جمادى األولى عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 9‬فيفري سنة ‪0918‬‬
‫(المواد‪ ، )01-08‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬المؤرخة في ‪ 1‬جمادى الثانية عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 21‬فيفري سنة‬
‫‪ ،0918‬ص ‪.206‬‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫أجراء الخاضعين للضريبة‪ ،‬وعناوينهم وألقابهم ومهنهم ودخلهم‪ .‬لتشهد سنة ‪ 0996‬ارتفاع‬
‫نسبة اإلشراك ‪ %08‬من الدخل السنوي الخاضع لضريبة‪ ،‬والذي حدد سقفه السنوي في‬
‫حدود ‪ 11‬مرات من المبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون‪ ،‬حتى وفي حالة‬
‫ممارسة أنشطة غير مأجورة متعددة‪ ،‬وتوزع حصصها كالتالي‪:‬‬
‫‪ % 7.8 -‬خاصة بالتأمينات االجتماعية‬
‫‪ % 7.8 -‬خاصة بالتقاعد‪.‬‬
‫أما في حالة عدم تحديد المبلغ الخاضع لضريبة‪ ،‬فإن تقديره بالنسبة لضمان‬
‫االجتماعي يكون كالتالي‪:‬‬
‫‪% 08 -‬على رقم األعمال بالنسبة لتجار الذين يقومون ببيع البضائع‪.‬‬
‫‪ % 81 -‬على رقم األعمال بالنسبة للذين يقومون بخدمات‪.‬‬
‫وفي حالة عدم تحديد الدخل الخاضع لضريبة وال رقم األعمال اإلجمالي‪ ،‬بإمكان‬
‫العامل غير األجير التصريح بدخله السنوي أو رقم أعماله‪ ،‬أو قد يحدد بصفة‬
‫مؤقتة بالمبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون‪.1‬‬
‫في حين تتم حساب نسب اشتراكات الواجبة الدفع للتعويض عن العطل المدفوعة‬
‫األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال‬
‫العمومية والري بعنوان العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء‬
‫األحوال الجوية كالتالي‪:2‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-90‬المؤرخ في ‪ 09‬رجب ‪ 0107‬الموافق‬
‫لـ ‪ 81‬نوفمبر سنة ‪ 0996‬يعدل ويتمم المرسوم رقم ‪ 88- 18‬المتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير األجراء‬
‫الذين يمارسون عمال مهنيا المؤرخ في ‪ 9‬فيفري سنة ‪ ( 0918‬المادة ‪ ، ) 7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،71‬المؤرخة في‬
‫‪ 21‬رجب ‪ 0107‬الموافق لـ ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،0996‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة الحماية االجتماعية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10 -91‬يحدد نسب‬
‫االشتراكات الواجبة الدفع إلى الصندوق الوطني لتعويض العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري بعنوان العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية المؤرخ في ‪ 26‬رمضان عام ‪ 0107‬الموافق ‪ 1‬فيفري‪ (0997‬المواد ‪ ، )8-2‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد ‪،1‬المؤرخة‬
‫في ‪ 27‬رمضان عام ‪ 0107‬الموافق ‪ 8‬فيفري‪ ،0997‬ص ‪.00‬‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫نسبة‪ ،% 02.20‬ويتحملها صاحب العمل‪ ،‬بعنوان التأمين على العطل المدفوعة‬ ‫‪-‬‬
‫األجر‪.‬‬
‫نسبة ‪ ،%1.78‬بعنوان التأمين على البطالة الناتجة عن سوء األحوال الجوية‬ ‫‪-‬‬
‫وتوزع كالتالي‪ %1.87 ( :‬يتحملها صاحب العمل‪ %1.878 .‬من حصة العمال)‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة ‪ % 1.08‬بعنوان الوقاية من المخاطر المهنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمويل الدولة‪:‬‬
‫تتدخل الحكومة بهدف تغطية تكاليف األخطار االجتماعية‪ ،‬ولمساعدة الفئات‬
‫الهشة التي ال تستطيع دفع أقساط الضمان االجتماعي‪ ،‬كاألطفال والبطالين‬
‫والمعاقين‪..‬إلخ‪ ،‬وتمول ميزانية الدولة ما يلي‪( :1‬المنح العائلية‪ ،‬نفقات التضامن الوطني‬
‫وهذا من خالل منح فارق تكميلي للمتقاعدين الذين يقل مبلغ معاشهم عن الحد األدنى من‬
‫األجر الوطني المضمون بنسبة ‪ ،%78‬و‪ 2.8‬مرة من األجر األدنى المضمون بالنسبة‬
‫للمجاهدين والتعويضات التكميلية لفائدة منح العجز والتثمين االستثنائي‪ ،‬كما تتدخل الدولة‬
‫للحيلولة دون إفالس الصناديق‪ ،‬وتستخدم عادة الضرائب والتي يقع عبئ تمويلها على‬
‫عموم أفراد المجتمع )‪.‬‬
‫تعتبر الضريبة أهم مصدر لتمويل الخزينة العمومية‪ ،‬وهي الممول الرئيسي لإلنفاق‬
‫العام‪ ،‬وتساهم بشكل هام في تحقيق العدالة االجتماعية بواسطة تخفيض فجوة الدخول‬
‫(الضرائب التصاعدية) ‪.2‬‬
‫والضرائب هي‪ ":‬فريضة مالية يدفعها الفرد جب ار إلى الدولة‪ ،‬أو إحدى هيئاتها العامة‬
‫والمحلية بصورة نهائية‪ ،‬مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة‪ ،‬دون أن يعود‬
‫عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة"‪.3‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي(‪ .)www.mtess.gov.dz‬تاريخ االطالع‪ :‬يوم ‪20‬‬
‫جويلية ‪ 2101‬على الساعة ‪08:11‬‬
‫‪ -2‬هيفاء غدير غدير‪ ،‬السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد السوري‪ ،‬دمشق‪ :‬الهيئة العامة السورية‬
‫للكتاب‪ ،2101 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -3‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬المالية العامة اإليرادات العامة‪ ،‬ط‪،0‬القاهرة‪ :‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪،2108‬ص‪99‬‬

‫‪765‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫إن التمويل بواسطة الضرائب‪ ،‬هو نوع من اإلنفاق االجتماعي الذي تتحمله الدولة‪ ،‬على‬
‫اعتبار دورها المنوط بمساعدة الفقراء ومعدومي الدخل‪ ،‬وتكتفي الدول االسكندينافية‬
‫بالضرائب كمصدر وحيد لتمويل منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬وإن اختلفت أنواعها‬
‫الضرائب التي تعتمدها في تمويل الضمان االجتماعي‪ ،‬فاليونان تمول ميزانية الضمان‬
‫االجتماعي عن طريق ضريبة االستهالك أو المبيعات‪ ،‬أما في الدنمارك فتمول ميزانية‬
‫الضمان االجتماعي عن طريق فريضة خاصة تفرضها على مواطنيها‪.1‬‬
‫لكن الدول الليبرالية تسعى جاهدة إلى تحييد دور الدولة وإبعادها قدر الممكن عن أي‬
‫دور اجتماعي إال بحذر‪ ،‬ألن ذلك يرفع من معدل الضرائب التي تثقل ظهر الشركات‬
‫التجارية ومختلف المؤسسات المنتجة ورجال األعمال‪ ،‬والتي لها آثار سلبية على عجلة‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫والجدول التالي يوضح مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات الفئات الخاصة‪،‬‬
‫الذين تم إعفائهم من دفع االشتراكات‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد جمال الدين موسى‪ ،‬آفاق التأمين الخاص واالجتماعي في دول العالم الثالث رؤية اقتصادية‪ ،‬مؤتمر الجديد‬
‫في مجال التامين والضمان في لبنان والعالم العربي‪ ،‬ط‪ ،0‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،2117 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪766‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الجدول رقم ‪ :55‬مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات بعض الفئات االجتماعية الخاصة‪.‬‬
‫الجهة التي تتحمل تسديد االشتراك‬ ‫النسبة واألساس‬ ‫األشخاص‬
‫المؤسسة التي يدرس فيها الطالب‬ ‫‪ %2.8‬من األجر الوطني األدنى‬
‫الطلبة‬
‫مبلغ اشتراك الطالب وصاحب العمل‬ ‫المضمون‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %7‬من األجر الوطني األدنى‬ ‫ذوي حقوق المحبوس الذي‬
‫العمل على و ازرة العدل‬ ‫المضمون‬ ‫يؤدي عمل شاق‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %7‬من األجر الوطني األدنى‬
‫المجاهدون‬
‫العمل على و ازرة المجاهدين‬ ‫المضمون‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %8‬من األجر الوطني األدنى‬
‫المعاقين‬
‫العمل على و ازرة الحماية االجتماعية‬ ‫المضمون‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %2‬من األجر الوطني األدنى‬
‫الممتهنون‬
‫العمل على مؤسسات التكوين المهني والعمل‬ ‫المضمون‬
‫تالميذ مؤسسات التعليم‬
‫تتحمل مؤسسات التربية والتعليم والتكوين المهني‬ ‫‪ %0‬من األجر الوطني األدنى‬
‫التقني ومؤسسات التكوين‬
‫والعمل مبلغ االشتراك والتزام صاحب العمل‬ ‫المضمون‬
‫المهني‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %2‬من األجر الوطني األدنى‬ ‫المحبوسون الذين يقومون‬
‫العمل على و ازرة العدل‬ ‫المضمون‬ ‫بعمل شاق‬
‫تتحمل الدولة مبلغ االشتراك‪ ،‬ويقع التزام صاحب‬ ‫‪ %0‬من األجر الوطني األدنى‬ ‫أيتام رعاية الشباب الذين‬
‫العمل على و ازرة الحماية االجتماعية‬ ‫المضمون‬ ‫يقومون بعمل مأمور به‬
‫الرياضيون المنخرطون في‬
‫تتحمل الجمعية الرياضية وحدها االشتراكات‬ ‫‪ %1.8‬تتحمل الجمعية الرياضية‬
‫جمعيات رياضية والذين‬
‫والتزامات صاحب العمل‬ ‫وحدها االشتراكات‬
‫ليسوا من النخبة‬
‫المصدر‪ :‬المرسوم رقم ‪.81-18‬‬

‫يعفى كذلك أصحاب المعاشات الذين يقل مرتبهم عم األجر الوطني األدنى‬
‫المضمون أو يساويه‪ ،‬ويعفى أيضا أصحاب المعاشات الذين يفوق مرتبهم األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون والذي يترتب عليه انخفاض عن األجر األدنى المضم ـون حين يطبق‬
‫عليهم نسبة ‪.%2‬‬
‫يوضح هذا الجدول األشخاص الذين تتحمل عنهم الدولة بواسطة الضرائب‬
‫ومؤسساتها‪ ،‬تكاليف التأمين أو االشتراكات‪ ،‬وهذا لخصوصية هذه الفئات‪ ،‬ألنها ال تملك‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫دخال يقتطع على أساسه اشتراكات تؤدى إلى مصالح الضمان االجتماعي‪ ،‬أو أن دخلها‬
‫محدود مثل أصحاب المعاشات الذين يتقاضون دخال ضعيفا يساوي أو يقل عن األجر‬
‫األدنى المضمون‪ ،‬لكن هؤالء الفئات بالمقابل يحتاجون إلى خدمات ومزايا الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهذا يدخل في باب التكافل والعدالة االجتماعية التي يجب أن تمارسها الدولة‬
‫على رعياها‪ ،‬وهو لتذليل الفوارق المادية بينهم‪ ،‬كما تتحمل الدولة دفع اشتراكات الضمان‬
‫االجتماعي لصالح فئة المجاهدين وهذا لمكانة هذه الفئة تاريخيا ودورها في الكفاح ضد‬
‫المستعمر سابقا‪ ،‬ولتمركزها الدائم في هرم السلطة‪.‬‬
‫أما الفئات الذين شبههم المشرع الجزائري باألجراء‪ ،‬فقد أعفتهم الحكومة الجزائرية‬
‫بجزء من قسط االشتراك والجدول التالي يبين نسب التي تدفعها هاته الفئة الخاصة ‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :59‬معدالت اشتراكات بعض الفئات الشبيهة باألجراء‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫األساس‬ ‫العمال‬
‫‪ %02‬يتحملها المستفيد‬
‫على المكافأة المدفوعة في حدود‬ ‫الفنانون والممثلون المشاركون‬
‫التزامات صاحب العمل تفرض على الهيئة التي‬
‫مبلغ ‪ 011111‬د‪.‬ج في السنة‬ ‫في التمثيل‬
‫دفعت المكافأة‬
‫‪ %6‬موزعة كالتالي‬ ‫األشخاص الذين يستخدمهم‬
‫األجر الوطني األدنى المضمون‬
‫‪ %1‬صاحب العمل‪ % 2 ،‬يتحملها العامل‬ ‫الخواص‬
‫‪ %02‬موزعة كالتالي‬
‫األجر الوطني األدنى‬ ‫البحارة والصيادون الذين يبحرون‬
‫‪ %7‬يتحملها صاحب العمل الصياد‬
‫‪.‬المضمون‬ ‫مع صاحب العمل‬
‫‪ %5‬يتحملها الصياد‬
‫‪ %02‬يتحملها صاحب العمل وحده‬ ‫ثالثة أضعاف األجر الوطني‬ ‫أصحاب العمل‪ ،‬الصيادون‪-‬‬
‫األدنى المضمون‬ ‫المحاصون‪-‬المبحرون‬
‫‪ % 8‬يتحملها المستفيد‬ ‫األجر الوطني األدنى المضمون‬ ‫حمالو األمتعة في المحطات‬
‫حراس مواقف السيارات المرخص‬
‫‪ % 8‬يتحملها المستفيد‬ ‫األجر الوطني األدنى المضمون‬
‫لهم‬
‫المصدر‪ :‬المرسوم رقم ‪،81-18‬‬

‫يوضح هذا الجدول فئات أخرى خاصة‪ ،‬قامت الحكومة بإعفائهم بجزء من‬
‫االشتراكات وهذا لطبيعة عملهم‪ ،‬حيث أن أغلبهم يعملون لصالح الخواص وبالتالي قد‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫يتقاضون أجو ار زهيدة‪ ،‬مما يحتم على الدولة تدعيمهم عن طريق تخفيض مبلغ االشتراك‬
‫الواجب دفعه لمصالح الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫فيما يوضح الجدول الموالي نسب المؤمنين وذوي حقوقهم‪ ،‬وبقية الفئات التي تم‬
‫إعفائهما من دفع االشتراكات في نظام الضمان االجتماعي الجزائري‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :45‬نسب وأعداد المؤمنين وذوي حقوقهم‪ ،‬في نظام الضمان االجتماعي الجزائري‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫الفئات‬
‫‪%88.60‬‬ ‫‪1671161‬‬ ‫‪116211‬‬ ‫‪8127711‬‬ ‫األجراء‬
‫‪%08.97‬‬ ‫‪0892811‬‬ ‫‪801727‬‬ ‫‪178688‬‬ ‫المتقاعدين‬
‫‪% 3.39‬‬ ‫‪298879‬‬ ‫‪008866‬‬ ‫‪011108‬‬ ‫منح العجز والريع‬
‫‪% 0.61‬‬ ‫‪81868‬‬ ‫‪2118‬‬ ‫‪80611‬‬ ‫منح البطالة‬
‫‪% 14.21‬‬ ‫‪0281667‬‬ ‫‪811699‬‬ ‫‪619961‬‬ ‫الطلبة‬
‫‪% 1.28‬‬ ‫‪000612‬‬ ‫‪12679‬‬ ‫‪29118‬‬ ‫المجاهدين‬
‫‪% 7.10‬‬ ‫‪601108‬‬ ‫‪829089‬‬ ‫‪219676‬‬ ‫فئات خاصة‬
‫‪% 3.82‬‬ ‫‪882662‬‬ ‫‪16681‬‬ ‫‪216111‬‬ ‫مؤمنين اجتماعيين أخرين‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪1701206‬‬ ‫‪2871189 6017777‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬صرارمة عبد الوحيد‪ ،‬دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ب‪ ،‬العدد ‪ ،2111 ،81‬ص‪.098‬‬

‫يبين لنا الجدول أهمية الضمان االجتماعي ومكانته في دواليب الحكومة‬


‫الجزائرية‪ ،‬من خالل بذل أموال معتبرة في سبيل تغطية التكاليف االجتماعية وتحمل عبئ‬
‫الفئات الهشة والمتقاعدين والمجاهدين وغيرهم من الذين ال يساهمون في دفع االشتراكات‬
‫لصالح صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث أن نصف المؤمنين فقط هم من يقوموا‬
‫بتسديد اشتراكات الضمان االجتماعي‪،‬وهذا يدل على الطابع االجتماعي للدولة الجزائرية‪.1‬‬

‫‪ -1‬دمحم زيدان‪ ،‬دمحم يعقوبي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪761‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫ثالثا‪ :‬مصادر تمويل أخرى‬


‫باإلضافة إلى المصدريين األساسيين لتمويل نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فهناك مصادر تمويل ثانوية تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مداخيل االستثمارات (جراء استثمار أموال الصناديق)‪.‬‬
‫‪ -‬الهبات والوصايا التي تمنح لصناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادات عقوبات التأخير‪ ،‬جراء مخالفة مواعيد تسديد أقساط االشتراك التي تقع على‬
‫عاتق أرباب العمل‪ ،‬أو على عاتق الذين يمارسون نشاطا لحسابهم الخاص‪.‬‬
‫ونظ ار لتطور حجم المستفيدين السيما األشخاص الذين ال يساهمون بدفع بأقساط‬
‫االشتراك‪ ،‬ووجود فئات يتقاضون منح تقاعد منخفضة‪ ،‬واضطالعا بدور الحكومة‬
‫الجزائرية ومسؤوليتها في تحقيق التوازن المالي لقطاع الضمان االجتماعي‪ ،‬وحماية الفئات‬
‫الضعيفة في المجتمع‪ ،‬جرى تدعيم صندوق الضمان االجتماعي عن طريق رسوم على‬
‫التبغ‪ ،‬والسفن والبواخر الموجهة لسياحة‪ ،‬وهذا في سنة ‪ ،2101‬مع اقتطاع ‪ %8‬من‬
‫الفوائد الصافية لمستوردي األدوية‪.‬‬
‫‪ %2 -‬من الجباية البترولية لصالح صندوق التقاعد سنة ‪.2116‬‬
‫كما جرى تدعيم صناديق الضمان االجتماعي بتحويالت اجتماعية‪ ،‬لضمان عدم‬
‫إفالسها فإذا كانت مصارف الضمان االجتماعي قد بلغت ‪ 016‬مليار دينار خالل سنة‬
‫‪ ،2111‬فإن تحويالت الطابع االجتماعي لدولة بلغت ‪ 220.6‬مليار دينار‪ ،‬أي أنها فاقت‬
‫‪2‬‬
‫نفقات الصناديق وهو ما يهدد االستقاللية المالية لها ويجعلها رهينة القرار الحكومي‪.‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي(‪ .)www.mtess.gov.dz‬تاريخ االطالع‪ :‬يوم ‪21‬‬
‫جويلية على الساعة ‪.21:11‬‬
‫‪ -2‬دمحم زيدان‪ ،‬دمحم يعقوبي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي الفرنسي‪.‬‬


‫إن تمويل منظومة الضمان االجتماعي في فرنسا تشكل تحديا حقيقيا لحكومتها‪،‬‬
‫فإذا كانت االشتراكات المقتطعة من أجور العمال هي المصدر األساسي للتمويل (النظام‬
‫البسماركي القائم على االشتراكات)‪ ،‬فإن هذا المورد أصبح غير كاف الشباع منافذ‬
‫التمويل التي زادت بشكل كبير وخصوصا مع إصالحات حكومة روكار التي ألزمت‬
‫بموجبها صناديق الضمان االجتماعي على تقديم منافع ومزايا جديدة لصالح المؤمنين‬
‫والفئات الهشة وحتى األجانب‪ .‬ويمكن تحديد ثالث أصناف رئيسية تساهم في تمويل‬
‫منظومة الضمان االجتماعي في فرنسا‪ ،‬حيث سنتناولها في هذا المبحث كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االشتراكات االجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضرائب والمساهمة االجتماعية المعممة ‪.CSG‬‬
‫ثالثا‪:‬دعم الدولة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االشتراكات االجتماعية‪.‬‬
‫تشكل االشتراكات االجتماعية نسبه هامة تقدر ب ‪ %62.0‬من موارد الضمان‬
‫االجتماعي الفرنسي أي المورد األساسي‪ ،‬ويقع عاتق توزيع االشتراك على األطراف‬
‫التالية‪ 68 ( :‬بالنسبة للمستخدمين‪ 29 ،‬بالنسبة للعمال األجراء‪ 7 ،‬بالنسبة‬
‫للعمال غير األجراء )‪.‬‬
‫وهو ما يقارب النموذج البسماركي الذي يعتمد أساسا على اشتراكات العمال في تمويل‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫لكن الحكومة الفرنسية عمدت على عكس ذلك من خالل تخفيض اشتراكات العمال‬
‫حيث كانت في سنة ‪ 0910‬تمثل نسبة ‪ 71‬ووصلت سنة ‪ 2108‬إلى ‪ .62‬أي‬
‫‪ 111‬مليار أوروا من المبلغ اإلجمالي المكرس لصالح ميزانية الضمان االجتماعي المقدر‬
‫ب ‪ 711‬مليون أوروا لنفس السنة وهي في تزايد مستمر‪ .‬وبالتالي تهدف من خالله‬
‫الحكومة الفرنسية إلى التخفيف من ثقل األعباء التي يتحملها العمال‪ ،‬ومكافحة التهرب‬
‫من دفع االشتراكات وذلك من أجل تقليص الفجوة بين الطبقات االجتماعية في فرنسا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gilles Nezosi , opcit, p 42.‬‬
‫‪717‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫لقد سارت الحكومة في نهج تخفيض معدل االشتراكات من سنة إلى سنة أخرى‬
‫حيث وصلت سنة ‪ 2106‬نسبة االشتراكات ‪ %88.7‬من الموارد‪.‬‬
‫تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي للنظام العام واألنظمة الخاصة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تعتبر الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي (‪ )A.C.O.S.S‬هي المكلفة‬
‫بخزانة النظام العام واألنظمة الخاصة بالنسبة لتمويل نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬وتشرف‬
‫على االتحادات الجهوية لتحصيل الضمان االجتماعي التي تجمع االشتراكات‬
‫والمساهمات االجتماعية‪ ،‬وهذا من أجل تسيير فعال وديناميكي لمختلف الموارد‪ ،‬حيث‬
‫تتكفل الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي (‪ )A.C.O.S.S‬بتسيير مشترك‬
‫ومركزي للخزينة بالنسبة للفروع األربعة للضمان االجتماعي (المرض‪ ،‬حوادث العمل‪،‬‬
‫المنح العائلية‪ ،‬التقاعد) من خالل ضمان متابعة فردية لتقديرات الموارد والنفقات‪،‬‬
‫واألرصدة واإلنجازات المحاسبية‪ ،‬ولديها حساب فردي وحيد للمتاحات الجارية مفتوح‬
‫بحساب صندوق اإليداع ‪ .‬هدا الحساب يسجل موارد كل مداخيل التحصيل ونفقات مبلغ‬
‫األداءات‪ ،‬التي التزمت بها الصناديق لمستحقيها‪ .1‬وتقود شبكة من االتحادات الجهوية‬
‫للضمان االجتماعي ( ‪ ) U.R.S.S.A.F‬وتهدف إلى جمع االشتراكات والمساهمات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬حيث حصلت ما يقارب ‪ 187‬مليار يورو كموارد سنة ‪ .22102‬يتم‬
‫تحصيل االشتراكات من أرباب العمل واألجراء‪ ،‬فحصة اشتراكات األجير يقتطعها رب‬
‫العمل من المنبع أي من األجر‪ ،‬ويقوم بصبها في وكاالت تحصيل اشتراكات الضمان‬
‫االجتماعي التابعة لالتحادات الجهوية‪.3)URSSAF( .‬‬
‫تسير هده الهيئات ما يقارب ‪ 9.8‬مليون حساب مشترك منها‪:4‬‬
‫‪ 2.2 -‬مليون حسابات مؤسسات وإدارات وجماعات محلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Agence pour le Développement et la Coordination des Relation Internationales,‬‬
‫‪La protection Social En France, Paris, France, 2014C. ROSSILLION: «Conventions et‬‬
‫‪Recommandations Internationales du travail : Droit social à vocation universelle in Juris‬‬
‫‪Classeur» , Paris : Dalloz, 198., p112.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p106.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipid, p109.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ipid, p112.‬‬
‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ 8.0 -‬مليون حسابات عمال مستقلين بما فيهم المقاولين الذاتيين‪.‬‬


‫‪ 8.7 -‬مليون حسابات أفراد مستخدمين‪.‬‬
‫‪ 1.8 -‬مليون حسابات أخرى منها ممارسين طبيين ملحقين‪.‬‬
‫في ‪ 0996‬أقر تعديل دستوري للبرلمان بتحديد كل سنة بقانون تمويل للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬هذا القانون يحدد توجيهات سياسة الصحة والضمان االجتماعي‪ ،‬ويحدد‬
‫أيضا أهداف التوازن المالي للضمان االجتماعي ويقدم مختلف الميزانيات الضرورية‬
‫لتمويل األنظمة القاعدية اإلجبارية للضمان االجتماعي‪.1‬‬
‫‪ -8‬تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي للعمال المستقلين (‪:)RSI‬‬
‫إن عدد المشتركين بالنسبة لنظام الضمان االجتماعي للمستقلين في تزايد مستمر‬
‫مند ‪ ،2119‬خصوصا بعد ظهور نص أساسي للمقاول الذاتي‪ ،‬ويستفيد عالوة على‬
‫االشتراكات الناجمة عن مدا خيل المستقلين من مدا خيل المساهمة االجتماعية لتضامن‬
‫الشركات (‪ )La contribution sociale de solidarité des sociétés‬التي تنسق‬
‫مع عدد هائل من الشركات‪.2‬‬
‫يعتبر النظام االجتماعي للمستقلين (‪ )R.S.I‬المتعامل الوحيد للعمال المستقلين‪،‬‬
‫فهو من يقوم بانتسابهم وترقيمهم‪ ،‬حيث ينسق مع االتحادات الجهوية للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،)U.R.S.S.A.F ( ،‬التي تتدخل كوكيل عن النظام االجتماعي للمستقلين‬
‫(‪ ،)R.S.I‬حيث تقوم بحساب االشتراكات الواقعة على األشخاص‪ ،‬كما تقوم بالتحصيل‬
‫الكلي أو الجزئي الشتراكات الضمان االجتماعي والمساهمات االجتماعية‪ ،‬وتشرف على‬
‫‪3‬‬
‫مراقبته‪.‬‬
‫‪ -0‬تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي بالنسبة للنظام الفالحي‪ :‬تلعب التعاضدية‬
‫االجتماعية الفالحية (‪ )M.S.A‬نفس أدوار االتحادات الجهوية للضمان االجتماعي‬
‫(‪ ).R.S.S.A.F‬و الوكالة المركزية (‪ )A.C.O.S.S‬فيما يتعلق بمهنيي قطاع الفالحة‪،‬‬
‫فهي تتكفل بتجميع االشتراكات والمساهمات االجتماعية التي تسمح بتمويل مختلف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p111.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipid, p110.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipid, p113.‬‬
‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫األداءات التي توجه لتغطية مختلف األخطار االجتماعية لصالح مؤمنيها‪ ،‬ومصاريف‬
‫‪1‬‬
‫التسيير بالنسبة للتعاضديات الفالحية (‪.) M.S.A‬‬
‫ثانيا‪-‬الضرائب والمساهمة االجتماعية المعممة ‪:CSG‬‬
‫تسهر الدولة على تمويل منظومة الضمان االجتماعي بتخصيص إيرادات ضريبية‬
‫لصالحها وتكون كالتالي‪:‬‬
‫‪ -4‬الضرائب والرسوم الموجهة‪ : ITAF‬هي عبارة عن اقتطاعات إجبارية موجهة‬
‫لتمويل برامج الضمان االجتماعي تشكل المورد الثاني بعد االشتراكات االجتماعية بنسبة‬
‫‪ ،28‬حيث بلغت سنة ‪ 2108‬مبلغ ‪ 071‬مليار أوروا‪.‬‬
‫تفرض هذه الضرائب أساسا على ثالث أصناف (الضريبة على األجور‪ ،‬رسوم‬
‫االستهالك على التبغ‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة على التبغ والكحول والمستحضرات‬
‫الصيدالنية)‪ ،‬وتوجه لدعم أرباب العمل على األجور المنخفضة والعمل اإلضافي‪ .‬كما‬
‫‪2‬‬
‫تهدف إلى دعم تدابير الصحة العامة منذ سنة ‪. 4950‬‬
‫‪ -8‬المساهمة االجتماعية المعممة ‪ :CSG‬تم إنشاؤها بناء على قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،0990‬وهي عبارة عن ضرائب موجهة لدعم ميزانية الضمان االجتماعي‪ .‬تفرض على‬
‫األشخاص المقيمين في فرنسا من األجراء وغير األجراء‪ .‬وتوجه لتغطية معاشات التقاعد‬
‫واستحقاقات البطالة‪ ،‬وهي ضريبة تقتطع من دخول العمال (األجراء وغير األجراء) على‬
‫أن تعفى المنح االجتماعية والعائلية من هذه الضريبة‪ .‬ويتم استردادها من قبل صندوق‬
‫(‪ ،)U.R.S.S.A.F‬ومعدل اقتطاع هذه الضريبة في ارتفاع من سنة إلى أخرى‪.3‬‬
‫ورغم العائدات المالية الهائلة التي تدرها على قطاع الضمان االجتماعي حيث‬
‫الضرائب والرسوم الموجهة‬ ‫بلغت سنة ‪ 2108‬مبلغ ‪ 90.8‬مليار أوروا أي فاقت‬
‫)‪ ،(ITAF‬لكنها شكلت عبئا إضافيا على أرباب العمل‪ ،‬بسبب زيادة تكلفة اليد العاملة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipid, p171.‬‬
‫‪‬‬
‫‪- ITAF : Impôts et Taxes affectés.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Gilles Nezosi, opcit, p 48.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipid, p 49.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ipid, p 51.‬‬
‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -0‬المساهمة في تخفيض الدين االجتماعي ‪ :CRDS‬وهي ضريبة تم إنشاؤها في عام‬


‫‪ 0996‬لتقليل مديونية الضمان االجتماعي‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق هدف القضاء على جميع‬
‫ديون مؤسسات الضمان االجتماعي مع بلوغ سنة ‪ .2128‬حيث تم تحديدها بنسبة‬
‫‪ 1.8‬من إجمالي الدخل‪ ،‬على أن تعفى منه المنح االجتماعية والعائلية‪ ،‬وهي موجهة‬
‫إلى إعانات البطالة والتقاعد ومساعدات السكن‪ ،‬ولم يتم تعديل نسبتها‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬دعم الدولة‪:‬‬
‫هي مساهمات الدولة والجماعات المحلية حيث تضخ المساعدات لصالح مؤسسات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وتهدف الحكومة من خالل هذا اإلجراء إلى تحسين ميزانية صناديق‬
‫الضمان االجتماعي وللحيلولة دون عجزها‪ ،‬وهذا لعدم كفاية المصدريين األساسيين‬
‫(االشتراكات والضرائب )‪ ،‬السيما مع تعمد الحكومة إلى تخفيض معدالت االشتراكات من‬
‫سنة إلى أخرى‪ ،‬ومخلفه من ارتفاع مديونية منظومة الضمان االجتماعي ككل‪ .‬و لقد‬
‫شكلت هذه المساهمات نسبة ‪ 9.7‬سنة ‪ 2108‬بما يقدر ‪ 61.9‬مليار أوروا‪ .‬وتم‬
‫تخصيص ‪ 71‬منها لتغطية البرامج التضامن وأصحاب الدخل الضعيف وإعانات‬
‫السكن‪.2‬‬
‫والجدول التالي يوضح لنا مصادر تمويل منظومة الضمان االجتماعي في فرنسا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gilles Nezosi , opcit, p 52.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Gilles Nezosi , opcit, p 51.‬‬
‫‪715‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫جدول رقم‪ :44‬يوضح نسب تمويل الضمان االجتماعي في فرنسا من سنة ‪ 4954‬إلى غاية‬
‫‪.8558‬‬
‫‪8558‬‬ ‫‪4999‬‬ ‫‪4990‬‬ ‫‪4994‬‬ ‫‪4959‬‬ ‫‪4950‬‬ ‫‪4954‬‬ ‫اإليرادات الصافية‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪16.1‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫‪82.1‬‬ ‫‪82.1‬‬ ‫‪88.2‬‬ ‫اشتراكات صاحب العمل‬
‫‪87.1‬‬ ‫‪87.8‬‬ ‫‪81.2‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الفعلية‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الوهمية‬
‫‪07.1‬‬ ‫‪06.7‬‬ ‫‪22.6‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪09.1‬‬ ‫‪01.1‬‬ ‫اشتراكات األجراء‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫اشتراكات غير األجراء‬
‫‪00.9‬‬ ‫‪00.1‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪15.5‬‬ ‫‪55.0‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫مجموع االشتراكات ‪4‬‬
‫‪09.1‬‬ ‫‪06.6‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫ضرائب ورسوم خاصة‪8‬‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪10.0‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مج ‪8+4‬‬
‫‪00.1‬‬ ‫‪08.1‬‬ ‫‪01.8‬‬ ‫‪08.7‬‬ ‫‪01.2‬‬ ‫‪06.1‬‬ ‫‪08.7‬‬ ‫مساهمات الميزانية‬
‫‪81.1‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪07.6‬‬ ‫‪07.8‬‬ ‫‪09.6‬‬ ‫‪01.1‬‬ ‫مج الضرائب والرسوم‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫إيرادات أخرى‬
‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪REES, les comptes de la protection social, 1990-2001, Documentation Française, :‬‬
‫‪et SESI, les comptes de la protection social de 1959-1985, documentation statistique, no‬‬
‫‪29, ministère social et de la solidarité nationale.‬‬

‫من خالل معطيات الجدول يتضح لنا تعمد الحكومة الفرنسية إلى تخفيض معدالت‬
‫االشتراكات من سنة إلى أخرى‪ ،‬حيث انخفضت من ‪ 71‬سنة ‪ 0910‬إلى ‪ 66.9‬‬
‫سنة ‪ .2112‬أين قامت بتغطيتها عن طريق زيادة معدالت الضرائب المخصصة لتمويل‬
‫منظومة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫والرسم البياني التالي يفسر لنا أشكال تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي الفرنسي‪:‬‬

‫‪716‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الشكل رقم ‪ : 54‬يوضح لنا تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬

‫تمويل هيكل خزائن النظام العام‬


‫االشتراكات‬

‫تمويل الدولة‬

‫‪CSG‬‬

‫مساهمات أخرى للضمان االجتماعي‪،‬‬


‫)‪( hors csg‬ضرائب ورسوم‬
‫تحوالت‬

‫مواد أخرى‬

‫المصدر ‪direction de la sécurité social, les chiffres clés de la sécurité sociale 2016, édition :‬‬
‫‪2017, France, p07.‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي بالجزائر‬


‫تقوم صناديق الضمان االجتماعي بتغطية األخطار التي تواجه األف ارد سواء كانوا‬
‫منتسبين أو ذوي حقوقهم‪ ،‬وتكون هذه النفقات على شكل أداءات عينية أو نقدية‪،‬‬
‫وسنحاول في هذا المبحث دراسة أهم المخاطر التي يضمنها نظام الضمان االجتماعي‬
‫الجزائري من خالل مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التأمين على المرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التأمين على األمومة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التأمين على العجز‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التأمين على الوفاة‪.‬‬
‫خامسا‪:‬التأمين ضد األمراض المهنية وحوادث العمل‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التأمين على التقاعد‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬التأمين على البطالة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المنح العائلية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التأمين على المرض‪:‬‬

‫تحمل األمراض آثا ار خطيرة على الفرد والمجتمع ككل‪ ،‬فتوقف األفراد عن أداء‬
‫مهامهم وأعمالهم يؤثر على مردودية القوة العاملة وعلى اإلنتاج والرفاهية داخل المجتمع‪،‬‬
‫ويهدد مركز الدولة ومكانتها بين األمم‪ ،‬ويعكس تصديها لألمراض قوة برامج برامج‬
‫السياسات الصحية لديها‪ .1‬وهذا مع مراعاة سلوكيات الناس وفهمهم في اختيارهم ألساليب‬
‫العالج والوقاية المتاحة أو عدم االكتراث (نظام التغذية‪ ،‬الطب التقليدي‪ ،‬المعتقدات‬
‫القديمة‪...‬إلخ) ‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الناصر علي بن علي الفكي‪ ،‬الثقافة المجتمعية ومعدالت اإلصابة باألمراض في إفريقيا (االيبوال‪ :‬ليبريا‪-‬‬
‫اإليدز‪ :‬أثيوبيا‪ -‬السحائي بوركينافاسو) ‪،‬جامعة أفريقيا العالميةـ‪ ،‬مركز البحوث و الدراسات اإلفريقية‪ ،‬ديسمبر ‪،2106‬‬
‫ص ‪.221‬‬
‫‪ -2‬سليمان بومدين‪ ،‬التصورات االجتماعية للصحة والمرض في الجزائر"حالة مدينة بسكرة ‪ ،‬مجلة شؤون اجتماعية‪،‬‬
‫الشارقة ‪،‬العدد ‪ ،2118 ،011‬ص ‪.288‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫يمكن تحديد مفهوم المرض على أنه " حالة من التغير في الوظيفة أو الشكل لعضو‬
‫ما‪ ،‬ينتج عنه عدم قدرة الفرد على القيام بأعماله اليومية االعتيادية‪ ،‬ويكون الشفاء‬
‫‪1‬‬
‫منه صعبا بدون تلقي العالج المناسب"‪.‬‬
‫كما يمكن تعريفه على انه " اضطراب وظيفي‪ ،‬يحدث تطو ار غير طبيعي في جسم‬
‫اإلنسان‪ ،‬ينتهي إما بالشفاء أو الوفاة‪ ،‬أو يتناغم الجسم مع فترة مرحلية للوصول إلى‬
‫‪2‬‬
‫ظرف أفضل"‪.‬‬
‫وأيا كان نوع المرض ومسبباته‪ ،‬فإنه يقع على عاتق صناديق الضمان‬
‫االجتماعي تحديات مالية تكفل بها المريض أثناء فترة نقاهته وعالجه‪ ،‬وفق شروط‬
‫وقوانين تنظيمية وتقنية تميزها‪ ،‬وهذا من دافع الدور األخالقي والقانوني المنوط بالحكومة‬
‫القيام به من جانب رعاية وحماية ومواطنيها‪ ،‬ومن باب آخر السهر على استمرار إنتاجية‬
‫ومؤسساتها وخدمات إداراتها‪ ،‬بضمان حماية موردها البشري‪.‬‬
‫وفي الجزائر تتحمل مؤسسات الضمان االجتماعي جزء من المصاريف الطبية‬
‫والعطل المرضية‪ ،‬وتتوزع تعويضات تكاليف المرض إلى تعويضات عينية ونقدية‪ ،‬ويخول‬
‫قانون الضمان االجتماعي الحق في االستفادة من التعويض وبنسب متفاوتة من ‪%81‬‬
‫إلى ‪ %11‬بل وتصل حتى ‪ ،%011‬في حالة توقف العامل عن عمله ابتداء من األسبوع‬
‫الثالث إلى مدة أقصاها ثالث سنوات‪.3‬‬
‫وتشمل األداءات العينية للتأمين على المرض تغطية المصاريف التالية‪:4‬‬
‫("العالج‪ ،‬الجراحة‪ ،‬األدوية‪ ،‬اإلقامة بالمستشفى‪ ،‬الفحوص البيولوجية والكهروديوغرافية‪،‬‬

‫‪ -1‬عمر أكريم عبد النبي‪ ،‬البيئة االجتماعية والنفسية واالقتصادية وعالقتها باألمراض وتوطنها في المناطق الريفية‪،‬‬
‫مجلة جامعة بنغازي العلمية‪ ،‬العدد ‪ 8‬و‪ ،2100 ،1‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -2‬مختار رحاب‪ ،‬الصحة والمرض وعالقتها بالنسق الثقافي للمجتمع مقاربة بين منظور االنثروبولوجيا الطبية‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،08‬جوان ‪ ،2101‬ص ‪.078‬‬
‫‪ -3‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية والجماعية‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ :‬جسور للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2118 ،‬ص ‪.019‬‬
‫‪ -4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رئاسي‪ ،‬القانون رقم ‪ 44-50‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‬
‫المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ( 0918‬المادة ‪ ،)21‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫المؤرخة في ‪ 21‬رمضان عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 8‬يوليو سنة ‪ ،0918‬ص‪.0796‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫والمجوافية والنظيرية‪ ،‬عالج األسنان واستخالفها االصطناعي‪ ،‬النظارات الطبية‪ ،‬العالج‬


‫بالمياه المعدنية والمتخصصة المرتبطة باألعراض واألمراض التي يصاب بها المريض‪،‬‬
‫األجهزة واألعضاء االصطناعية‪ ،‬الجبارة الفكية والوجيهة‪ ،‬إعادة التدريب الوظيفي‬
‫لألعضاء‪ ،‬إعادة التأهيل المهني‪ ،‬النقل بسيارة اإلسعاف أو غيرها من وسائل النقل عن‬
‫استلزام حالة المريض ذلك")‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وفي هذا السياق يمكن إبداء المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ال يستوجب تعويض مصاريف المرض‪ ،‬إال بوصفة طبية من طرف الطبيب‪ ،‬أو‬
‫الشخص المؤهل بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف التنقل تكون مضمونة‪ ،‬إذا استدعي المريض (المؤمن أو ذوي حقوقه) من‬
‫طرف هيئات الضمان االجتماعي(أو لجنة العجز أو المراقبة الطبية)‪.‬‬
‫‪ -‬طلب التعويض (وصفة العالج مرفقة مع فاتورة العالج واألدوية) تقدم إلى مصالح‬
‫الضمان االجتماعي في حدود ثالثة أشهر من تاريخ العالج‪ ،‬إال في حالة الظروف‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬في ما يخص حقوق العمال الغير األجراء في تعويض األداءات العينية‪ ،‬تكون بعد ‪08‬‬
‫يوم على األقل من االنتساب‪.2‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لتعويضات النقدية‪ ،‬فتكون بسبب توقف العامل وتعذره عن أداء وظيفته‬
‫بصفة موقتة‪ ،‬فتقوم مؤسسة الضمان االجتماعي بدفع تعويضات مرتبه‪ ،‬مع توقف الهيئة‬
‫أو اإلدارة على إعطائه أجرته‪ ،‬ويكون تعويض األجرة في حدود ‪ ،%81‬إذا كانت مدة‬
‫العطلة المرضية في حدود ‪ 08‬يوم‪ ،‬أما إذا كانت مدة االنقطاع إبتداءا من ‪ 06‬يوم فما‬
‫فوق أو تطلب مرضه القعود في المستشفى‪ ،‬فتكون قيمة التعويض ‪ %011‬بعد اقتطاع‬
‫اشتراك الضمان االجتماعي والضريبة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المواد‪ ،08-01-19 :‬ص ‪.0791‬‬


‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ ، 00-50‬المادة ‪،12‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ ، 44-50‬المادة ‪ ، 01‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0791‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫لكن المشرع وضع شروط تنظيمية وإدارية يلتزم بها المريض المؤمن حتى يتسنى‬
‫له الحصول على التعويض وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬التوقف عن ممارسة أي نشاط مهني سواء كان مأجور أو غير مأجور إال بإذن من‬
‫هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الخضوع لجميع مراحل العالج التي يقرها الطبيب (الفحوص‪ ،‬األشعة‪ ،‬والكشوف‬
‫الطبية‪....‬إلخ)‬
‫‪ -‬يجب على المريض عدم مغادرة منزله أو التنقل‪ ،‬إال بأمر من الطبيب وبإشعار مسبق‬
‫من قبل هيئة الضمان االجتماعي تسمح له بذلك‪ ،‬وكذلك وجب إشعار هذه األخيرة عند‬
‫مرضه في منطقة خارج المجال اإلقليمي لهيئة الضمان االجتماعي المنسب لديها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المريض إشعار الطبيب بفترة تمديد العطلة المرضية‪ ،‬وإبالغ هيئة الضمان‬
‫االجتماعي بقرار التمديد الذي يحرره الطبيب في الشهادة الطبية‪ ،‬وتقوم هيئات الضمان‬
‫االجتماعية بإجراء المراقبة الطبيبة عن طريق الطبيب المستشار‪ ،‬والمراقبة اإلدارية عن‬
‫طريق أعوان صندوق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬إن مخالفة هذه اإلجراءات‪ ،‬يعطي الحق لمصلحة الضمان االجتماعي‪ ،‬رفض‬
‫التعويض للمؤمن‪.‬‬
‫لقد تراجعت الحكومة بشكل كبير في دعمها لنفقات العالج و التغطية الصحية‪ ،‬فلقد‬
‫ألغت سنة ‪ 0991‬تعويضات بعض األدوية ( قائمة ب ‪ 019‬دواء ) عن طريق قرار‬
‫وزاري مشترك‪ ،‬محاولة بذلك تخفيف األعباء المالية على صندوقي الضمان االجتماعي‬
‫للعمال األجراء وغير األجراء‪ ،‬ما أنعكس سلبا على شريحة كبيرة من المواطنين‪ ،‬خاصة‬
‫أصحاب الدخول الضعيفة والمتوسطة‪ ،‬كما آثار حفيظة النقابة الوطنية للصناعة‬
‫الصيدالنية التي لم تخفي استنكارها من هذا اإلجراء الذي سيؤثر حسبها على اإلنتاج‬
‫الصيدالني في الجزائر‪ ،‬وسيدفع بالمصانع الصيدالنية بالتوقف وتسريح عمالها‪ ،‬كما أن‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة الحماية االجتماعية‪ ،‬المرسوم رقم ‪ 81-51‬يحدد كيفيات تطبيق‬
‫العنوان الثاني من القانون ‪ 00-18‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ 0918‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في ‪ 19‬جمادى‬
‫األول عام ‪ 0111‬الموافق لـ ‪ 00‬فيفري سنة ‪( 0911‬المادة ‪ ،) 26‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬المؤرخة في‪02‬‬
‫جمادى األول عام ‪ 0111‬الموافق لـ ‪ 01‬فيفري سنة ‪ ، 0911‬ص ص ‪.207-206‬‬

‫‪717‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫قيمة تعويض الفحص عند العيادات الخاصة‪ ،‬أسالت الحبر وطرحت أكثر من تساؤل‬
‫حول قيمة التعويض‪ ،‬فإذا كان الفحص الطبي عند طبيب عام هو ‪ 81‬دج فيعوض‬
‫المريض ب ‪ % 11‬أي ب ‪ 11‬د ج‪ ،‬لكن الغريب أن رغم ارتفاع الفحص الطبي ب‬
‫عشرات المرات فإن ‪ 11‬د ج ضلت أساسا لتعويض بعد ‪ 01‬سنة وفي يومنا هذا فإن‬
‫تعويض الفحص الطبي عند الطبيب الخاص ال يتعدى ‪ 011‬دج وهو منافي للمادة ‪89‬‬
‫‪1‬‬
‫من القانون ‪ ،00-18‬والتي تنص صراحة على أن تعويض يجب أن يكون ‪.% 11‬‬
‫ثانيا‪ -‬التأمين على األمومة‪:‬‬
‫يخص إجراء تأمين األمومة المرأة العاملة‪ ،‬والتي تسبب حالة الحمل والوضع في‬
‫انقطاعها عن ممارسة عملها‪ ،‬وهو شبيه بتأمين المرض كونه يتطلب نفقات العالج‬
‫والدواء وعطلة النقاهة‪ ،‬وتطول مدة انقطاع المرأة عن العمل وهذا لحماية ورعاية األم‬
‫والطفل وضمانا لسالمتهما معا ولقضاء عطلة مريحة‪ ،‬وتستفيد في هذه الحالة المرأة‬
‫العاملة (األم) من أداءات عينية ونقدية‪ .‬ففي جانب التعويضات النقدية تستفيد من عطلة‬
‫قدرها ‪ 01‬أسبوع ولها الخيار في أن تبدأ عطلتها ‪ 6‬أسابيع قبل التاريخ المحتمل للوضع‪،‬‬
‫ويجب أن تنقطع عن العمل أسبوعا على األقل قبل الوضع‪ ،‬ويثبت ذلك بواسطة شهادة‬
‫طبية مؤشرة من طرف الطبيب المعالج‪ ،‬ويصرف لها خالل هذه المدة أجرها كامال‬
‫‪( %011‬بعد اقتطاع اشتراك الضمان االجتماعي والضرائب)‪.2‬‬
‫كذلك يجب أن تكون المرأة العاملة قد عملت على األقل ‪ 08‬يوما أو ‪011‬‬
‫ساعة أثناء ‪ 8‬أشهر التي تسبق تاريخ أول معاينة للحمل‪ ،‬وإما ‪ 61‬يوما أو ‪ 111‬ساعة‬
‫على األقل أثناء ‪ 02‬شهر التي تسبق المعاينة األولى للحمل‪.‬‬

‫‪ -‬نجوة الحدي‪ «،‬سياسة األدوية في الجزائر»‪(،‬أطروحة دكتوراه‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪، )1111‬ص‪.761‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رئاسي‪ ،‬األمر رقم ‪ 41-90‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو ‪ 0996‬يعدل‬
‫ويتتمم القانون رقم ‪ 00-18‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 0118‬الموافق لـ ‪ 2‬يوليو سنة ‪ 0918‬والمتعلق بالتأمينات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬المؤرخة في ‪ 20‬صفر عام‪ 0107‬الموافق لـ‪ 7‬يوليو سنة ‪ ،0996‬المواد‬
‫‪ ،22 ،20 ،21 ،09‬ص‪.1‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫أما التعويضات العينية فتسعى إلى ضمان ظروف حسنة لألم وطفلها‪ ،‬وتهدف إلى‬
‫تغطية المصاريف الطبية‪ ،‬واإلقامة بالمستشفى ونفقـات األدوية الموصوفة من طرف‬
‫الطبيب لألم وطفلها وللحصول عليها يجب توفر الشروط التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬أن تكون مدة عملها ‪ 08‬يوم أو ‪ 011‬ساعة على األقل أثناء الثالثة أشهر األولى التي‬
‫سبقت تاريخ المعاينة األولى للحمل وإما ‪ 61‬يوما أو ‪ 111‬ساعة على األقل أثناء ‪02‬‬
‫شهر التي سبقت المعاينة الطبية األولى للحمل‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء فحوصات طبية وتكون‪ ،‬بعد ثمانية أسابيع من الحمل وقبل نهاية الشهر الثالث‬
‫من الحمل‪ ،‬وخالل الشهر السادس من الحمل‪ ،‬وفحص طبي يشرف عليه طبيب مختص‬
‫في أمراض والنساء والتوليد‪ ،‬ويكون قبل أربعة أسابيع من تاريخ المحتمل للوضع‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المرأة العاملة المستفيدة من إجراءات تأمين األمومة‪ ،‬تقديم شهادة طبية إلى‬
‫هيئة الضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا قبل ستة أشهر من تاريخ الوضع المحتمل (إعالم مصالح‬
‫الضمان االجتماعي بحملها)‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى نفس الحقوق العينية والنقدية سارية المفعول في حالة فقد المرأة العاملة جنينها‪،‬‬
‫وذلك شريطة أن ينقطع حملها بعد الشهر السادس‪.‬‬
‫‪ -‬التعويضات العينية تكون بنسبة ‪ %011‬سواء للمرأة العاملة أو المرأة الماكثة في البيت‬
‫المؤمن زوجها‪.‬‬
‫‪ -‬ال تستفيد المرأة العاملة الحامل من تعويضات الضمان االجتماعي‪ ،‬إذا ثبت أنها قد‬
‫انقطعت عن عملها لسبب أخر غير سبب حملها كالعطلة المرضية‪ ،‬توضح معاينة الحمل‬
‫والتاريخ المحتمل للوضع‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمرأة الغير عاملة تستفيد من التعويضات العينية دون النقدية‪ ،‬إذا كان زوجها‬
‫مؤمنا وحتى إذا توفي زوجها أو طلقها‪ ،‬شريطة أن يكون زوجها عامال عند تاريخ الوفاة‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن عدة جمعيات ونقابات وطنية دعت إلى إعادة النظر في‬
‫عطلة األمومة وخصوصا نقابات التربية‪ ،‬حيث طالبت اللجنة الوطنية للمربية والمرأة‬
‫العاملة في قطاع التربية‪ ،‬المنضوية تحت لواء االتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى‬

‫‪ - 1‬المرجع اآلنف الذكر‪ .‬ص ‪.19‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫تمديد عطلة األمومة وزيادة في عدد ساعات الرضاعة الممنوحة إلى المرأة العامل‪ ،‬كما‬
‫أن المستخلفين يرفضون التعاقد لمدة ثالثة األشهر‪ ،‬ما آثر سلبيا على التحصيل الدراسي‬
‫لتالميذ‪ .‬لكن المديرية العامة للضمان االجتماعي للعمال األجراء رفضت جملة وتفصيال‬
‫جميع اقتراحات تمديد عطلة األمومة‪ .1‬حيث حسب جغري عبد الحفيظ‬
‫( مدير األداءات بالصندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء ) فإن تعويضات األمومة‬
‫في الجزائر تطبق وفق معايير دولية‪ ،‬وهو معمول به في نظامي الضمان االجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫بألمانيا وفرنسا‪.‬‬
‫كما حذرت نقابات عمالية من أن إقدام الموظفات المشاركة في إضرابات التعليم قد‬
‫يحرمن من حقهن في عطلة وتعويض األمومة‪ ،‬في إشارة إلى الموظفات المنضوية تحت‬
‫‪3‬‬
‫نقابة الكنابست‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬التأمين على العجز‪:‬‬


‫قد يصيب العامل بمرض أو حادث أو مكروه يلحق أض ار ار جسيمة في بدنه أو‬
‫عقله‪ ،‬يمنعه من مباشرة عمله األصلي لمدة طويلة أو لمدى الحياة‪ ،‬يؤدي إلى فقدان‬
‫العامل مصدر رزقه الذي يكسب منه أجره أو دخله من عمله األصلي‪ ،‬حتى ولو كان له‬
‫دخل ثانوي من مصدر أخر‪ ،‬وتقدر نسبة العجز من طرف طبيب مختص أو لجنة‬
‫خاصة‪ ،‬لمعاينة العامل وضمان استفادته من تدابير الضمان االجتماعي في هذا‬
‫الجانب‪ .4‬ولقد صنف المشرع الجزائري حاالت العجز إلى ثالث أصناف‪:5‬‬
‫‪ .0‬العجز الذي بإمكان المؤمن من خالله ممارسة نشاطه (عمله)‪.‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لجريدة الشروق‪ ،‬تمديد عطلة األمومة لتعويض المنتصب الشاغرة‪،‬تاريخ النشر‪،2101-02-18‬‬
‫تاريخ االطالع ‪ 2109-18-11‬على الساعة ‪.06:01‬‬
‫‪ -2‬الموقع الرسمي لجريدة الخبر‪ ،‬عطلة األمومة لن تتجاوز ‪ 95‬يوما‪ ،‬تاريخ النشر‪ ،2108-00-00‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 2109-11-10‬على الساعة ‪.08:11‬‬
‫‪ -3‬الموقع الرسمي لجريدة الرائد ‪،‬المشاركة في إضراب كنابسات يحرم المقبالت على عطلة األمومة من‬
‫التعويضات‪،‬تاريخ النشر‪ ،2101-02-18‬تاريخ االطالع ‪ 2109-18-18‬على الساعة ‪.07:11‬‬
‫‪-4‬‬
‫الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.060-061‬‬
‫‪ -5‬المرسوم الرئاسي رقم ‪،44-50‬المادة‪ ،86‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0796‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ .2‬العجز الذي يتعذر على العامل ممارسة نشاطه بصفة نهائية‪.‬‬


‫‪ .8‬العجز الذي يتعذر على العامل ممارسة نشاطه بصفة نهائية‪ ،‬ويحتاج إلى مساعدة‬
‫غيره‪.‬‬
‫بالنسبة للحالة األولى يستفيد العامل من معاش يقدر ب ‪ % 61‬من األجر السنوي‬
‫المتوسط‪ ،‬ويتم إعطاءه المعاش األفضل إما بالمتوسط الحسابي ألجر السنة األخيرة أو‬
‫المتوسط الحسابي لثالث سنوات األخيرة‪ ،‬وإذا كان العامل لم يستوفي شرط ثالث سنوات‬
‫فيحتسب معاشه من المتوسط الحسابي للمدة التي قضاءها في عمله‪.1‬‬
‫أما بالنسبة للحالة الثانية يستفيد العامل من معاش قدره ‪ % 11‬من أجره السنوي‪،‬‬
‫ويحسب أيضا إما بمتوسط الحسابي لثالث سنوات األخيرة‪ ،‬أو بمتوسط الحسابي ألخر‬
‫سنة أو بالمتوسط الحسابي للمدة التي قضاها إذا كانت أقل من ثالث سنوات‪.2‬‬
‫بالنسبة للحالة الثالثة يستفيد من خاللها العامل من معاش قدره ‪ %11‬ويضاعف‬
‫بنسبة ‪ %11‬وال تقل الزيادة عن قدر أدنى يحدد عن طريق التنظيم‪.3‬‬
‫وتنقل مزايا معاش العجز إلى زوج المؤمن في حال الوفاة‪ ،‬مع أوالده وأصوله أي ان‬
‫مزايا معاش العجز منقولة‪ .4‬وعند بلوغ العامل الذي صنف عاج از سن التقاعد‪ ،‬مع شرط‬
‫توفر السنوات التي تؤهله لالستفادة من تدابير التقاعد‪ ،‬فإن تقديم طلبه للعجز يعتبر‬
‫مرفوضا‪ ،‬كما يتوقف معاشه إذا ثبت أن قدرته على العمل تزيد عن ‪ ،%81‬وتؤهله‬
‫لمباشرة وظيفته‪ ،‬كما يجب أال يقل معاش التقاعد عن معاش عجزه‪.5‬‬
‫بالنسبة للقيمة الدنيا للعجز والتي كانت بموجب القانون‪ ،‬ال تقل عن ‪ 2811‬معدل‬
‫المساهمات لألجر الوطني األدنى المضمون‪ ،‬وكذلك ارتباطها بالنقطة االستداللية‪ ،6‬فإنها‬
‫فإنها عدلت الحقا ليكون الحد األدنى للمبلغ السنوي لمعاش العجز هو ‪ % 78‬من األجر‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،87‬ص ‪.0796‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،81‬ص ‪.0796‬‬
‫‪ -3‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ، 89‬ص ‪.0796‬‬
‫‪ -4‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،11‬ص ‪.0797‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المواد‪:‬من ‪ ،16-11‬ص ‪.0797‬‬
‫‪ -6‬المرجع اآلنف الذكر ‪،‬المواد‪ ،12-10 :‬ص ‪.0797‬‬

‫‪715‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الوطني األدنى المضمون‪ ،1‬ويرتبط قيمة أجور العجز بزيادات المطبقة على معاشات‬
‫التقاعد‪ ،‬وبالتالي فك ارتباطها بالنقطة االستداللية‪ 2.‬في حين تلغى معاش العجز وجوبا‪،‬‬
‫عند ثبوت ممارسة المستفيد عمال مأجو ار‪.3‬‬
‫رابعا‪ -:‬التأمين على الوفاة‪:‬‬
‫إن الموت هو النهاية الحتمية لكل حي‪ ،‬وهي سنة من سنن الكون‪ ،‬ورغم أنها حادث‬
‫طبيعي ال يستثني أحد‪ ،‬إال إن اإلنسان يحاول الهروب منها ويستعمل لذلك كل الوسائل‬
‫المتاحة من وقاية وعالج وتجنب المخاطر إال أن ذلك ال يمنع من حدوثها‪. 4‬‬
‫وفي عالقة الوفاة بالتأمين أو بالضمان االجتماعي‪ ،‬فإن مزايا هي األخيرة تستهدف‬
‫ذوي حقوق المتوفى (األصول‪ ،‬الزوج‪ ،‬األبناء) وذلك إلعالتهم ولحمايتهم من الفاقة‬
‫والحاجة في قادم األيام‪ ،‬ولمساعدتهم على مصاريف تشجيع الجنازة ومراسيم الدفن‬
‫والعزاء‪..‬إلخ‪.‬‬
‫و‬ ‫لقد نصت أغلب التشريعات بذلك وهذا خدمة لألمن االجتماعي المنشود‪.5‬‬
‫و تضمنت قوانين الضمان االجتماعي الجزائري على حق ذوي حقوق المؤمن في منحة‬
‫الوفاة‪ ،‬وفي منح التقاعد المنقول‪.‬‬
‫وقدر المشرع الجزائري مبلغ رأسمال الوفاة ب ‪ 02‬مرة من مبلغه الشهري الذي كان‬
‫يتقاضاه العامل قبل وفاته‪ ،‬على أن ال تكون هذه المنحة أقل من األجر السنوي األدنى‬
‫المضمون‪ ،‬مع التخليص الفوري ودفعة واحدة لمنحة الوفاة لذوي حقوق المتوفى حال‬
‫اكتمال الشروط القانونية بذلك‪ ،‬وفي حالة تعدد ذوي حقوق المتوفى‪ ،‬يوزع بينهم رأسمال‬
‫الوفاة بنسب متساوية‪ .‬كما يستفيد ذوي حقوق أصحاب معاش التقاعد أو العجز أو‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 51-91‬يعدل القانون ‪ 44-50‬المتعلق‬
‫بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ( 0918‬المادة ‪ ،)10‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخة في ‪12‬‬
‫ذي القعدة عام ‪ 0101‬الموافق لـ ‪ 08‬أبريل سنة ‪ ،0991‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -2‬األمر الرئاسي ‪( 07-96‬المادة ‪ ،)01‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪-3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -4‬دوغالس ديقيس‪ ،‬الوجيز في تاريخ الموت‪( ،‬ترجمة‪ :‬محمود منقذ الهاشمي)‪ .‬دمشق‪ :‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪،‬‬
‫‪ ،2101‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -5‬صالحي ز اررة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.880‬‬

‫‪716‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫حوادث العمل من رأسمال الوفاة‪ ،‬على أال تقل على قيمة الدنيا المنصوص عليها في‬
‫القانون‪.1‬‬
‫خامسا‪ -‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية‪:‬‬
‫يشهد العالم اليوم نهضة تكنولوجية عمالقة‪ ،‬في مجاالت الصناعة واإلدارة كان‬
‫لتطور اآللة وتكثيف استخدامها الدور األبرز لها‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع من تعدد المخاطر‬
‫المحدقة بالعمال والموظفين والمستخدمين‪ ،2‬الذين كانوا في العديد من المرات ضحية‬
‫لحوادث اآلالت كالسقوط من أعالها‪ ،‬أو الصواعق الكهربائية أو الغازات السامة المنبعثة‬
‫منها والتي تسبب أمراض مستعصية في كثير من الحاالت‪ ،‬أو حتى الضغوط والصدمات‬
‫النفسية التي تعترض الموظف في كثير من األحيان (الصراع التنظيمي‪ ،‬المعاملة السيئة‬
‫من المسئول‪ ،‬سوء تقييم األداء ‪....‬إلخ)‪.‬‬
‫ويمكن تحديد مفهوم المرض المهني بأنه " المرض الذي يصاب به العامل بسبب‬
‫العمل أو أثناء تأدية العمل‪ ،‬فالمرض المهني ينشأ من الظروف التي يوضع فيها العامل‬
‫أثناء العمل‪ "3‬أما إصابة العمل فيقصد بها " ذلك الحدث الذي يقع بدون سابق معرفة أو‬
‫توقع‪ ،‬وقد ينتج عنه أضرار تصيب الشخص أو األخريين أو الممتلكات أو المعدات أو‬
‫كل ذلك معا أو بعضه‪ ،‬أي أنه حادث مشئوم غير متوقع"‪.4‬‬
‫وتكتسي حماية الفرد العامل أهمية بالغة في المؤسسة وفي حسابات المسئولين‪ ،‬وهذا‬
‫لتكاليفها الباهظة التي تجنيها جراء أي إصابة أو حادث‪ ،‬من وقت مهدور سواء في‬
‫إجراءات التحقيق أو التنقيب والبحث عن يد عاملة جديدة ال تمتلك خبرة‪ ،‬زد على ذلك‬
‫مصاريف التدريب والتكوين التي أنفقتها‪ ،5‬وتتعدى أثارها إلى العاملين وأسرهم التي هي‬
‫تحت كفالتهم‪ ،‬فبحسب منظمة العمل الدولية فقد حوالي مليوني شخص فقدوا حياتهم‬

‫‪-1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-50‬المواد‪:‬من ‪ 11‬الى ‪ ،80‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0797‬‬


‫‪ -2‬شذان علي محسن ‪« ،‬أحكام التعويض عن إصابات العمل دراسة مقارنة»‪ (،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2106 ) ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان العيسوي‪ ،‬سيكولوجية العمل والعمال‪ .‬بيروت‪ :‬دار راتب الجامعية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -4‬طه فرج عبد القادر‪ ،‬سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل (دراسة نظرية وميدانية)‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫‪ ،0979‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -5‬المرجع اآلنف الذكر ‪،‬ص ‪.09‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫بسبب حوادث وإصابات العمل‪ ،‬وهو راجع إلى عدم الحرص على تطبيق برامج السالمة‬
‫والصحة المهنية وعدم االكتراث من طرف األفراد العاملين ومسئوليهم‪.‬‬
‫لذلك يقع على الدولة عن طريق مؤسسات التأمين االجتماعي‪ ،‬ضمان تأمين خطر‬
‫إصابات العمال وحوادث العمل‪ ،‬حماية للعامل وأسرته والمجتمع ككل‪ ،1‬والمشرع الجزائري‬
‫وعلى غرار أغلب قوانين التأمينات االجتماعية في العالم‪ ،‬فقد نصت قوانينه على ضرورة‬
‫تغطية خطر حوادث وإصابات العمل‪ ،‬حيث أعتبره كل حادث انجرت عنه إصابة بدنية‬
‫ناتجة عن سبب مفاجئ وخارجي وط أر في إطار عالقة العمل‪ ،‬حيث توسع المشرع في‬
‫‪2‬‬
‫نطاق وأماكن اإلصابة وأسبابها لتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بمهمة عمل خارج المؤسسة طبقا ألوامر المستخدم وتعليماته‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة عهدة انتخابية‪ ،‬أو بمناسبة ممارستها‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال والنشاطات الذي ينظمها الحزب (حزب جبهة التحرير الوطني) أو المنظمات‬
‫الجماهرية أو االتحادات المهنية‪.‬‬
‫كما تشمل تغطية مخاطر اإلصابة كذلك األشخاص غير المؤمنين بسبب حوادث‬
‫تتعلق بـ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلصابة أثناء ممارسة نشاطات رياضية تنظمها الهيئة المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلصابة بسبب القيام بعمل يهدف إلنقاذ شخص في خطر يؤدي إلى الهالك‪ ،‬أو‬
‫عمل متقن لصالح العام‪.‬‬
‫‪ -‬اإلصابة الناتجة عن الذهاب إلى العمل أو العودة منه‪ ،‬أي اإلصابة بين اإلقامة‬
‫ومكان العمل‪ ،‬مهما كانت وسيلة النقل‪ ،‬شريطة عدم االنحراف عن ذلك المسار المعتاد‪،‬‬

‫‪ -1‬رمضان عمومن‪ ،‬حمزة معمري‪ ،‬حوادث العمل أسبابها وأساليب خفضها‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد‪ ، 8‬جانفي ‪ ،2101‬ص ‪.888‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة الحماية االجتماعية‪ ،‬األمر رقم ‪ 49-90‬المؤرخ في ‪ 0‬يوليو‬
‫‪ ،4990‬يعدل ويتمم القانون ‪ 00-18‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ 0918‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية (المادة‬
‫‪ 16‬و‪ ،)17‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬المؤرخة في ‪ 17‬يوليو ‪ ،0996‬ص ‪.07‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫إال إذا كـانت بسبـب ظـروف قـاهـرة أو بسبب العجلـة للوصـول إلى مكـان العمل لضـرورة‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد من مزايا تعويض األمراض المهنية وإصابات العمل العمال المؤمنين مهما كان‬
‫قطاع نشاطهم وتطال أيضا أحكام هذا القانون األشخاص التالية (التالميذ الذين يزاولون‬
‫تعليما تقنيا‪ ،‬الطلبة‪ ،‬األشخاص الذين يقومون بأعمال لفائدة هيئات الضمان االجتماعي‬
‫بدون مقابل‪ ،‬المسجونون الذين يؤدون عمال أثناء قضائهم وقت تنفيذ عقوبتهم‪ ،‬العمال‬
‫بسبب قيامهم بدورات التدريب لصالح عملهم )‪.‬‬
‫ال تتحمل تبعات مرض سابق للحادث إال إذا ثبت تفاقم هذا المرض بسبب‬ ‫‪-‬‬
‫الحادث‪ ،‬ويسقط حقوق ذوي حقوق المؤمن في التعويض إذا لم يثبتوا العالقة السببية بين‬
‫الحادث والوفاة لهيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬وقاموا باالعتراض على تشريح الجثة لتمكن‬
‫من إثبات سبب الوفاة‪.‬‬
‫قبل التعددية الحزبية والعتبارات تاريخية كانت هناك عناية خاصة بمناضلي حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني ( االستئثار بالمنافع لحزب السلطة )‪ ،‬بحيث خصهم المشرع‬
‫الجزائري بالتعويضات عن إصابات العمل لتختفي هذه المزايا الخاصة بأعضاء الحزب‬
‫الواحد بعد مرحلة التعددية‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬التأمين على التقاعد‪:‬‬
‫يقال‪ ":‬فالن أحيل على التقاعد‪ ،‬أي أخرج من منصبه وعين له مبلغ من المال‬
‫شهري يكفيه لمعاشه‪ ".‬ويقال‪ " :‬إحالة الموظف إلى المعاش أي إخراجه من وظيفته‬
‫وإعطاؤه شهريا مبلغا معينا من المال يكفيه لمعاشه‪ ،‬ونقول معاش التقاعد وأحيل إلى‬
‫التقاعد‪.1".‬‬
‫يعتبر التقاعد من أهم الميزات التي يحملها نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬ويحدد نظام‬
‫الضمان االجتماعي في الجزائر شرطين هما السن ومدة الخدمة (عدد سنوات العمل)‪ ،‬وال‬
‫يمكن إحالة العامل إلى التقاعد حتى وإن توفرت فيه الشروط األنفة الذكر قبل إشعار‬
‫الصندوق الوطني لتقاعد وتبليغ العامل المعني بقرار إحالته على التقاعد‪ ،‬رغم انه إجراء‬

‫‪ -1‬المنجد األبجدي‪ ،‬ط ‪.8‬بيروت‪ :‬دار المشرق‪ ،0967 ،‬ص ‪.271‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫إلزامي‪ ،‬كما على صندوق التقاعد مباشرة اإلجراءات وتبليغ العامل إما بالقبول أو الرفض‬
‫في أجل قصير لتجنيب بقاء العامل دون مصدر رزق‪ ،‬ويتعين كذلك على إدارة الصندوق‬
‫في حالة رفضها لملف العامل توضيح أسباب الرفض وتوضيح طرق الطعن‪.‬‬
‫و لإلشارة يهدف قانون التقاعد سنة ‪ 0918‬إلى توحيد المنافع واالمتيازات‪ ،‬كذلك‬
‫إلى توحيد مصادر التمويل وتأسيس نظام تقاعد وحيد‪ ،‬عوض األنظمة السابقة والتي‬
‫تميزت بالتعدد‪ ،‬ويستفيد من قانون التقاعد العامل المؤمن من تقاعد مباشر‪ ،‬كما يستفيد‬
‫ذوي حقوقه بعد وفاته‪ ،‬من تقاعد منقول (األصول‪ ،‬اليتامى‪ ،‬الزوج الباقي على قيد‬
‫الحياة)‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط الحصول على التقاعد‪:‬‬
‫أ‪ -‬شرط السن‪ :‬يستوجب قانون التقاعد المباشر في الجزائر بلوغ العامل ‪ 61‬سنة‬
‫بالنسبة للرجال و‪ 88‬سنة بالنسبة للنساء‪ ،‬ويمكن تقليص شرط السن بالنسبة‬
‫للنساء إلى سنة عن كل طفل على أال تتجاوز المدة تسع سنوات وفي حدود ‪8‬‬
‫سنوات إذا قامت بوضع ثالثة أطفال أي سن ‪ 82‬سنة‪ ،‬مع شرط قضاء ‪ 08‬سنة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعمال الغير األجراء فيجب بلوغ ‪ 68‬سنة بالنسبة لرجال و‪ 61‬سنة‬
‫بالنسبة للنساء‪ ،‬ويتقاضى العامل الذي يتوفر فيه الشرطين السالف ذكرهم في‬
‫الحالة العامة ‪ %11‬من أجره المتوسط‪ ،‬على أال يقل على ‪ %78‬من األجر‬
‫‪1‬‬
‫األدنى القاعدي المضمون‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حدد المشرع الجزائري مدة ال تقل عن ‪ 08‬سنة في العمل‬ ‫ب‪ -‬شرط مدة العمل‪:‬‬
‫للحصول على التقاعد المباشر‪ ،‬وأوجب على رب العمل على عدم إجبار العامل على‬
‫التقاعد إذا كان قد أدى مدة عمل تقل عن ‪ 08‬سنة وهذا في حدود ‪ 8‬سنوات‪.‬‬

‫‪ - - 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ 48-50‬المؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 0918‬يتعلق بالتقاعد‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ‪21 :‬رمضان ‪ 0118‬الموافق ل ‪ 8‬جويلية ‪ ، 0918‬المواد ‪،16‬‬
‫‪ ،17،11،19‬ص ‪.0111-0118‬‬
‫‪ - 2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.0118‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫ولقد سمى المشرع بعض الفترات التي ينقطع فيها العامل عن العمل بأنها تدخل‬
‫في حكم فترات العمل وهي‪( :‬العطل المرضية‪ ،‬وإصابات العجز وحوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية‪ ،‬العطل المدفوعة األجر‪ ،‬وهذا شريطة أن تكون مؤمنة ومعترف بها‬
‫لدى هيئة الضمان االجتماعي‪ ،‬المدة التي قضى خاللها العامل التزاماته اتجاه الخدمة‬
‫الوطنية‪ ،‬المدة التي أديت خالل التعبئة العامة)‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمجاهدين تحسب سنوات المشاركة الفعلية في حرب التحرير الوطنية‬
‫بضعف مدتها‪.‬‬
‫‪ -‬يخفض السن ومدة العمل المطلوبة بسنة عن كل قسط ‪ % 01‬وخالل ستة األشهر‬
‫األولى ب ‪ %8‬عن كل قسط‪.‬‬
‫‪ -‬تقع على ع اتق الدولة ومؤسساتها والجماعات المحلية النفقات الناتجة من‬
‫التخفيضات التي تمس المجاهدين الذين شاركوا في الحرب التحريرية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وهناك استثناءات حملها قانون ‪ 0918‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬يعفي قانون التقاعد العامل المصاب بالعجز التام والنهائي من شرط السن‪ ،‬على أن‬
‫يكون قد أدى مدة عمل ال تقل عن ‪ 21‬سنة خاضعة الشتراكات الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد عمال المناجم وأفراد األمن الوطني بتخفيض ‪ 8‬سنوات عن سن التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد العامل الذي يمارس عمله في ظروف بالغة الضرر من تخفيض في سن‬
‫التقاعد‪ ،‬شريطة أن يدفع عنه المستخدم اشتراكات إضافية تحدد وفق التنظيم‪.‬‬

‫لقد منح هذا القانون فئة المجاهدين امتيازات خاصة‪ ،‬حيث يستفيد المجاهدون من‬
‫تخفيض ‪ 8‬سنوات للحصول على التقاعد‪ ،‬وبدون شرط سن إذا كان عدد أقساطهم‬
‫‪2‬‬
‫السنوية تؤهلهم للحصول على معاش تقاعد يساوي ‪ % 011‬من أجهرهم الشهري‪.‬‬
‫كما يسقط شرط السن بالنسبة لإلطارات السامية في الدولة والحزب‪ ،‬إذا قضوا مدة‬
‫‪1‬‬
‫عمل تقدر ب ‪ 01‬سنوات كاملة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المواد‪.00،01،19 ،‬ص ‪.0111‬‬
‫‪ - 2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المواد‪.28،21 ،‬ص ‪.0118‬‬

‫‪717‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪-8‬حساب معاش التقاعد‪ :2‬يكون حساب معاش التقاعد عموما على أساس نسبة ‪% 2.8‬‬
‫عن كل سنـة عمل‪ ،‬وهــذا للحصول على نسبة معاش التقاعد‪ ،‬أما مبلغ معاش التقاعد‬
‫التقاعد في األجر المتوسط‪ ،‬هذا األخير هو المتوسط‬ ‫فيكون بحاصل ضرب نسبـة‬
‫الحسابي لألجر الشهري لثالث السنوات األخير أو المتوسط الحسابي ألشهر السنة‬
‫األخيرة‪ ،‬على أن يختار األفضل بينهما‪ ،‬ويجب أال يقل في جميع الحاالت عن ‪% 78‬‬
‫من األجر القاعدي األدنى المضمون‪ ،‬كما ال يفوق ‪ % 11‬من أجرة العامل التي كان‬
‫يتقاضها في منصبه‪.3‬‬
‫يستفيد المتقاعد من زيادة في معاشه تقدر ب ‪ 611‬مرة قيمة معدل األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون‪ ،‬وهذا للمتقاعد الذي يكفل زوجا أو أكثر‪ ،‬على أن تكون الزيادة مرة‬
‫واحدة وليس عن كل زوج في حالة تعدد الزوجات‪.4‬‬
‫‪ -0‬امتيازات فئات خاصة‪ :‬هناك فئات خاصة أعطى لها القانون الجزائري امتيازات عند‬
‫حساب معاش التقاعد وهم كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لفئة المجاهدين والتي تكون نسبة معاش التقاعد ‪ 3.5%‬عن كل سنة‬
‫قضاءها العامل‪ ،‬مع إمكانية بلوغ العامل نسبة ‪ %011‬كمعاش التقاعد‪ ،‬أي يكون معاش‬
‫تقاعده مساويا لراتبه السابق إبان فترة عمله‪ ،‬أما عن المبلغ األدنى لمعاشه فيجب أن‬
‫‪5‬‬
‫يفوق األجر الوطني األدنى المضمون ب ‪ 0.8‬مرة أي مرة ونصف‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمعاش تقاعد اإلطارات السامية في الدولة والحزب هو مبلغ ‪ % 455‬من‬
‫الراتب الشهري األفضل الذي تقضاه خالل مساره المهني‪ ،‬مضافة إليه جميع المنح‬
‫والعالوات‪ .‬وهذه مزية أخرى تبين توجه الدولة نحو دعم أذرع السلطة‪ ،‬واختزال منافع‬
‫الضمان االجتماعي في يد األقلية الساحقة التي تتحكم في زمام األمور‪ .‬إذ كيف يعقل أن‬

‫‪ - 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 040-50‬المؤرخ في ‪ 28‬محرم ‪ 0111‬الموافق ل ‪80‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0918‬يتعلق بمعاشات تقاعد أعضاء القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،16‬الصادرة بتاريخ‪ 18 :‬صفر ‪ ، 0111‬المواد‪ ،18،12،‬ص ‪.2181‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 48-50‬يتعلق بالتقاعد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬المادة ‪ ،71‬ص ‪.7161‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،71‬ص ‪.7165‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،75‬ص ‪.7165‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،11‬ص ‪.7166‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫العامل البسيط يجب أن يقدم مدة عمل تفوق أحيانا ‪ 82‬سنة مقابل راتب تقاعدي ال‬
‫يتجاوز ‪ %11‬من راتبه السابق‪ ،‬بينما إطار سامي في الدولة أو الحزب تكفيه ‪ 01‬سنوات‬
‫مدة عمل للحصول على راتب ‪ %011‬من أفضل أجر تقضاه خالل مساره المهني‪ .‬وإذا‬
‫كانت التعددية السياسية قد أقصت إطارات الحزب من هذه االمتيازات (الذين لم يستفيدوا‬
‫سابق) فإنه يعتبر إقصاء شكلي‪ ،‬ألن أغلب إطارات الدولة من صنع حزب جبهة التحرير‬
‫‪1‬‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪-1‬معاشات ذوي الحقوق‪ :2‬ينتقل معاش المتقاعد الهالك إلى ذوي حقوقه وهم كما‬
‫يحددهم قانون التقاعد الجزائري ( زوج المؤمن المتوفى الشرعي‪ ،‬األوالد المكفولين والذين‬
‫ولدوا قبل وفاة المؤمن أو بعد ‪ 818‬يوم من وفاته كأقصى تقدير‪ ،‬أصول المتوفى )‪،‬‬
‫وتكون االستفادة من معاش التقاعد المنقول مباشرة ابتداء من اليوم األول من الشهر الذي‬
‫يلي تاريخ الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬تكون نسبة معاش التقاعد المنقول من ‪ % 78‬إلى ‪ % 91‬كحد أقصى من المعاش‬
‫المباشر للهالك‪.‬‬
‫‪ -‬تكون نسبة التقاعد المنقول ‪ %78‬ويتحصل عليها الزوج الباقي على قيد الحياة إذا‬
‫كان وحده‪.‬‬

‫‪ -‬تكون نسبة التقاعد المنقول ‪ %78‬في حالة عدم وجود زوج على قيد الحياة‪ ،‬ووجود‬
‫األبناء واألصول‪ ،‬حيث يأخذ األبناء نسبة ‪ % 18‬أما األصول فيأخذوا نسبة ‪.%81‬‬
‫‪3‬‬
‫كما تكون نسبة التقاعد المنقول ‪ % 11‬في الحالة التالية‪:‬‬
‫إذا كان مع الزوج الباقي على قيد الحياة ولد أو أصل واحد‪ ،‬حيث يتحصل الزوج‬
‫على ‪ % 81‬أما الولد أو األصل فيتحصل على نسبة ‪.%81‬‬
‫‪4‬‬
‫كما أن هناك حاالت أخرى كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ ،11‬ص ‪.7166‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المواد ‪ ..11-17‬ص ‪.7161‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ .11‬ص ‪.7161‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -4‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ .11‬ص ‪.7161‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -‬تكون نسبة التقاعد المنقول ‪ % 91‬في حالة وجود أكثر من اثنان من ذوي الحقوق مع‬
‫الزوجة سواء كانوا من األوالد أو من األصول أو معا‪ ،‬حيث يتحصل الزوج على‬
‫‪ % 81‬في حين يتقاسم األصول واألوالد ‪ % 11‬بالتساوي مع بعضهم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الهالك غير مستفيد من معاش التقاعد‪ ،‬يستفيد ذوي الحقوق من منحة‬
‫المعاش‪ ،‬ويتم معالجة وتصفية معاشه كما لو كان قد أحيل إلى التقاعد‪ ،‬دون شرط‬
‫سن أو مدة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان للهالك أكثر من زوج يتم قسمة مبلغ المعاش بينهم بالتساوي‪ ،‬وكذلك األصول‬
‫واألوالد الذين يقعون تحت كفالته‪ ،‬سواء من الزوج الذي كان تحت كفالته أو من‬
‫زوجات آخرين‪ ،‬كأوالد الزوج المطلق أو الزوج الهالك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أما في حالة تزوجت األرملة من جديد من زوج أخر‪ ،‬فيترتب عليها التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تتوقف استفادتها من معاش التقاعد‪ ،‬ويستفيد األوالد من معاش التقاعد‪ ،‬ويتم حساب‬
‫معاش التقاعد من جديد‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد الزوج الباقي على قيد الحياة من معاش تقاعد منقول‪ ،‬بالرغم من انه قد يكون‬
‫مستفيد من معاش تقاعد مباشر‪.‬‬

‫‪-0‬تعديالت التأمين على التقاعد‪ :‬تم تعديل قانون التقاعد بالنسبة لشرطي السن ومدة‬
‫العمل كالتالي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أ‪ -‬تعديالت شرط السن‪:‬‬
‫‪ -‬دون أي شرط سن إذا كان العامل قد أتم مدة عمل فعلية دفع اشتراكات ‪ 82‬سنة‬
‫فعلية‪ ،‬بما في ذلك األيام التي تقاضى فيها العامل تعويضات عن المرض واألمومة‬
‫وحوادث العمل والبطالة‪ ،‬كذلك فترات العطل المدفوعة األجر أو تعويضات العطل‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ .11‬ص ‪.7161‬‬


‫‪ -‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ 50-99‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ،0999‬يعدل ويتمم القانون‬ ‫‪2‬‬

‫رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 0918‬يتعلق بالتقاعد‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ‪ 17 :‬ذو الحجة‬
‫‪ ، 0109‬المادة ‪ .16‬ص ‪.8‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المأجورة وفترات االستفادة من معاش التقاعد المسبق وفترات المساهمة الفعلية في الثورة‬
‫‪.‬‬
‫التحريرية‬
‫‪ -‬بلوغ العامل ‪ 81‬سنة مع توفر شرط ممارسته لعمل أدى خالله اشتراكات ‪ 21‬سنة على‬
‫األقل (التقاعد النسبي) أما بالنسبة لنساء العامالت ‪ 08‬سنة‪ .‬وهذا بطلب من العامل‬
‫األجير أي له حرية االختيار دون أي ضغط‪ ،‬ويعتبر في حكم الباطل أي قرار أحادي‬
‫الجانب من طرف المستخدم بإحالة العامل إلى التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن إعادة تصفية المعاش حتى ولو عاد العامل المستفيد من المعاش إلى ممارسة‬
‫نشاط مأجور‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للعامل الذي أصيب بعجز تام ونهائي‪ ،‬يمكنه االستفادة من معاش التقاعد دون‬
‫شرط سن‪ ،‬وبتخفيض مدة العمل من ‪ 21‬سنة إلى ‪ 08‬سنة خاضعة الشتراكات الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعديالت مدة الخدمة‪ :‬للعامل الذي بلغ سن ‪ 61‬سنة وال تتوفر فيه شرط مدة العمل‬
‫واالشتراكات المطلوبة من طلب اعتماد سنوات إضافية يتشارك في دفع اشتراكاتها مع‬
‫المستخدم‪ ،‬كما يجب أن يرد اسم العامل المستفيد من هذا اإلجراء‪ ،‬مسجال في قائمة‬
‫العمال في فترة أقلها سنتين‪ ،‬ويدخل هذا الشرط في فترة انتقالية إلى غاية ‪ 6‬أشهر من‬
‫تاريخ صدور هذا األمر وتكون االستفادة من هذا القانون كالتالي‪:1‬‬
‫‪ -‬في حدود ‪ 8‬سنوات على األكثر إذا كان العامل قد بلغ ‪ 61‬سنة ‪.‬‬
‫‪ -‬في حدود ‪ 1‬سنوات إذا كان العامل قد بلغ ‪ 60‬سنة ‪.‬‬
‫‪ -‬في حدود ‪ 8‬سنوات إذا كان العامل قد بلغ ‪ 62‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬في حدود سنتان إذا كان العامل قد بلغ ‪ 68‬سنة‪.‬‬
‫في حدود سنة واحدة إذا كان العامل قد بلغ ‪ 61‬سنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تضاف لفترات التي ينقطع عليها العامل عن العمل وتدخل في حكم فترات العمل‬
‫(فترات االستفادة من التأمين على البطالة‪ ،‬فترات االستفادة من معاش التقاعد المسبق)‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪ .71‬ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪715‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫ج ‪-‬تعديالت على مبلغ المعاش‪ :‬يحسب مبلغ معاش التقاعد على أساس المتوسط‬
‫الحسابي ل ‪ 8‬سنوات األخيرة‪ ،‬أو أفضل ‪ 8‬سنوات تقاضى فيها العامل أكبر أجرة خالل‬
‫مساره المهني‪ .‬كما يمكن أن يتعدى مبلغ المعاش ‪ 08‬مرة قيمة األجر األدنى المضمون‪.‬‬
‫وتؤسس نفقات لتضامن تقع على عاتق الدولة‪ ،‬تكون هي الفارق التكميلي بين األقساط‬
‫المدفوعة من طرف العامل خالل فترة عمله‪ ،‬ومعاش التقاعد الذي يتقاضاه بموجب معاش‬
‫‪1‬‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫لقد تم تعديل قانون التقاعد‪ ،‬أين أصبح شرط السن أساسيا وذلك بصفة تدريجية بعد‬
‫إق ارره من رئيس الجمهورية‪ ،‬حيث يجب أن يكون سن العامل األجير ‪ 81‬سنة في سنة‬
‫‪ 2107‬و‪ 89‬سنة في سنة ‪ 2101‬ثم ‪ 61‬سنة كاملة في سنة ‪ ،2109‬واستثناء من هذا‬
‫اإلجراء أصحاب المهن الشاقة والتي تعهدت الو ازرة الوصية (وزراه العمل والتشغيل‬
‫والضمان االجتماعي) بتشكيل لجنة مشتركة مع و ازرة الصحة لتحديد المهن الشاقة‪ ،‬و‬
‫يذكر أن نقابات عمالية عديدة طالبت بإدراج وظائف منتسبيها ضمن األعمال الشاقة‪،‬‬
‫ومن أهم هذه النقابات (نقابات التربية والتعليم) لكن وإلى حد الساعة لم تشكل هذه اللجنة‪،‬‬
‫ليثير هذا القانون احتجاجات المعارضة داخل البرلمان‪ ،‬حيث أصبح الشغل الشاغل لطبقة‬
‫السياسية من مواالة ومعارضة‪ .‬وسنتطرق إلى شرح هذا التعديل في المبحث األول من‬
‫الفصل الخامس في هاته الدراسة‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬التأمين على البطالة‪:‬‬
‫تعتبر البطالة إحدى أهم المظاهر السلبية التي تهدد المجتمعات قديما وحديثا‪ ،‬فهي‬
‫تطرق باب الدول وتعبر حدودهم‪ ،‬وتلحق بهم المشاكل واآلفات ولها تأثير وتناسب طردي‬
‫مع االستقرار السياسي واالقتصادي في البالد‪ ،‬فزيادة البطالة يرفع من سلم الفقر والهجرة‬
‫الغير شرعية واالنفالت األمني وحاالت التذمر في صفوف الشباب والعاطلين عن العمل‪،‬‬
‫وكله ينتج لنا حالة ألالستقرار الذي يهدد هدوء البالد ويقوض سكينتها‪ ،‬وبدوره فإن عدم‬
‫االستقرار السياسي واالقتصادي يؤثران على مناخ االستثمار والتجارة واألعمال ما يسهم‬
‫بشكل مباشر في تقليص مناصب العمل‪ ،‬أو تسريح العمال‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬المادة ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪716‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫البطالة‪ ":‬لفظ يشمل كل العاطلين عن العمل رغم استعدادهم له وقيامهم بالبحث عنه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫سواء بأجر أو لحسابهم الخاص‪ ،‬وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم للكسب واإلنتاج"‪.‬‬
‫كما عرفتها منظمة العمل الدولية " كل إنسان قادر على العمل وراغب فيه ويبحث‬
‫‪2‬‬
‫عنه ويقبله عند األجر السائد ولكن دون جدوى"‪.‬‬
‫وكانت الجزائر قد شهدت أزمة حادة أدخلت البالد في مستنقع مظلم تسبب في فقد‬
‫العديد من العمال مناصبهم‪ ،‬كما تقلصت مناصب الشغل في شتى القطاعات بسبب غلق‬
‫الشركات االقتصادية‪ ،‬وبسبب شروط المنظمات المالية العملية التي أجبرها على اتخاذ‬
‫إجراءات سريعة‪ ،‬وإيجاد آليات للتحكم في الوضعية الجديدة من منطلق مسؤوليتها‬
‫االجتماعية واألخالقية اتجاها عمالها ومواطنيها‪ .‬وترجمت ذلك باستحداث نظام التأمين‬
‫على البطالة لفائدة األشخاص الذين فقدوا مناصب عملهم بصفة إلرادية وبالتالي فقد‬
‫خصتهم الحكومة الجزائرية من االستفادة من منحة البطالة‪ ،‬دون غيرهم من الذين هم‬
‫بطالون أصال‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط الحصول على امتيازات التامين على البطالة‪:3‬‬
‫‪ -‬أن يكون مثبتا لدى الهيئة المستخدمة قبل التسريح‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون رفض العمل في أي هيئة أخرى حول إليها‪ ،‬كما أن المعني ال يمارس‬
‫نشاطا أخر مأجور أو غير مأجور وال يتقاضى أي دخل أو راتب أخر‪ ،‬مع عدم‬
‫رفضه لتكوين لصالح العمل‪ ،‬كما ال يرفض عمل لصالح العام شريطة أن يتوافق مع‬
‫مؤهالته ولياقته‪.‬‬

‫‪ -1‬سامر مظهر قنطجي‪ ،‬مشكلة البطالة وعالجها في اإلسالم‪،‬ط‪ ،0‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،2118 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬سليم مجلخ‪ ،‬محددات البطالة في الجزائر دراسة تطبيقية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،2106 ،12‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية العشبية‪ ،‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11-49‬المؤرخ في ‪ 16‬ماي ‪ 7111‬يحدث‬ ‫‪3‬‬

‫التأمين عن البطالة لفائدة األجراء الذين قد فقدوا عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية‪ ،‬الجريدة الرمسية العدد ‪،‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،‬المادة ‪.16‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -‬أن يكون منخرطا في صندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬على األقل ‪ 8‬سنوات التي سبقت‬
‫التسريح‪ ،‬وسدد اشتراكاته اتجاه صندوق البطالة ‪ 6‬أشهر على األقل قبل التسريح‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مقيما بالجزائر ومسجال في مكتب التشغيل للباحثين عن منصب عمل‬
‫المختص إقليميا منذ ‪ 8‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون مسجال في قائمة العمال الذين سرحوا بسبب األزمة االقتصادية‪،‬‬
‫وتكون هذه القائمة ممضية ومؤشرة من قبل مفتش العمل المختص إقليميا‪ .‬كما يجب‬
‫على الهيئة أو اإلدارة التي بها أكثر من تسعة عمال أجراء إعادة ضبط وتنظيم‬
‫مستويات العمل وأجور الموظفين بها وفقا لترتيبات الحماية الذي ينص عليها القانون‪.‬‬
‫‪-8‬التغطية التي يضمنها نظام التأمين على البطالة‪:1‬‬
‫‪ -‬التعويض الشهري عن البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬أداءات عينية لتعويض عن المرض واألمومة والمنح العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد ذوي حقوق المؤمن من رأسمال الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسب فترة االستفادة من منحة البطالة في سنوات التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن بأي حال من األحوال أن تجمع للعامل األجير المستفيد من منحة‬
‫البطالة‪ ،‬مع معاشات العجز والتقاعد والتقاعد المسبق‪ ،‬وتعويضات العطل‬
‫المدفوعة األجر أداءات المرض والتأمين على األمومة المدفوعة نقدا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إن هذا المرسوم يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على الشغل‪ ،‬وهو يخص العمال الذين يفقدون مناصب عملهم بصفة ال‬
‫إرادية أي بأسباب اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة دارسة مرتبات العمال ونظامهم التعويضي‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء التدريجي للجوء إلى ساعات العمل اإلضافية مع عدم تجديد عقود العمل‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪.77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬المادة ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -‬إحالة الذين بلغوا سن التقاعد العادي أو المسبق على التقاعد‪ .‬وتعرض اإلجراءات‬
‫والتدابير المتخذة من طرف المستخدم أو الهيئة على النقابات العمالية‪ ،‬ويقوم الطرفان‬
‫بالتفاوض حول النقاط المتخذة‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نقابة في القطاع‪ ،‬يقوم العمال‬
‫بانتخاب ممثليهم‪ ،‬لتفاوض مع اإلدارة‪ ،‬ويقومان في األخير بإمضاء محضر‬
‫االجتماع‪ .‬كما استثنت إجراءات الحكومة األشخاص التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬األحرار الذين يعملون بنظام عقد العمل المحدد المدة‪.‬‬
‫‪ -‬األجراء هم في انقطاع مؤقت أو دائم عن العمل بسبب العجز (يستنفدون من منحة‬
‫العجز)‪.‬‬
‫‪ -‬األجراء الذين بلغو سن التقاعد العادي‪ ،‬أو التقاعد المسبق (يستفيدون من منح‬
‫التقاعد)‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد من أحكام هذا الق ـانون العاملون لحسابهم الخاص (العمال غير األجراء)‪،‬‬
‫أوالعمال األجراء الذين فقدوا مناصبهم بسبب إجراءات تأديبية أو المستقيلين‪.‬‬
‫والجدول الموالي يوضح أعداد المسرحين في مختلف القطاعات االقتصادية في الجزائر‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :48‬جدول يقيم مرسوم الحفاظ عن الشغل‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫التقاعد المسبق‬ ‫تأمين على البطالة‬ ‫عدد المؤسسات‬


‫‪8186‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪8191‬‬ ‫‪66‬‬ ‫قطاع الزراعـة‬
‫‪062601‬‬ ‫‪07171‬‬ ‫‪011786‬‬ ‫‪617‬‬ ‫البناء واألشغال العمومية‬
‫‪88829‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪17116‬‬ ‫‪188‬‬ ‫قطاع الخدمات‬
‫‪81876‬‬ ‫‪01981‬‬ ‫‪09681‬‬ ‫‪292‬‬ ‫قطاع الصناعة‬
‫‪286888‬‬ ‫‪10118‬‬ ‫‪201881‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫المجموع‬
‫فضيلة عكاش‪ ،‬تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2110 ،‬ص‪.99‬‬

‫وفقا للجدول يعتبر قطاع البناء واألشغال العمومية أكثر المتضررين‪ ،‬لكثرة عدد‬
‫العمال المسرحين‪ ،‬يليه قطاعي الخدمات والصناعة‪ ،‬أما قطاع الفالحة فهو أقل‬
‫المؤسسات مستهم عملية الغلق‪ ،‬لكن تجدر اإلشارة إلى قلة المؤسسات الزراعية أصال‪،‬‬
‫أما إذا تمت المقارنة وفقا لعدد العمال المستفيدين من إجراءات وتدابير البطالة والتقاعد‬

‫‪711‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المسبق‪ ،‬فالعكس صحيح فالعمال الذين كانوا يشغلون في قطاع البناء واألشغال العمومية‬
‫هم أكبر المستفيدين يليهم قطاعي الخدمات والصناعة‪ ،‬أما عمال قطاع الزراعة فقد كان‬
‫عدد العمال المستفيدين من تدابير ومزايا قوانين البطالة والتقاعد المسبق أقل بكثير وهذا‬
‫لقلة عمال القطاع والمؤسسات التي أغلقت‪.‬إن زيادة أعداد البطالين يؤدي إلى انخفاض‬
‫موارد صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬ألن االشتراكات تقتطع من أجور الموظفين‪ ،‬فعوض‬
‫أن تستفيد موارد الصندوق من اقتطاع اشتراكات العامل‪ ،‬تصبح هي من تغطي تكاليف‬
‫خطر البطالة‪ ،‬مما يحد من قدراتها المالية‪.‬‬
‫ثامنا‪ -‬المنح العائلية‪ :‬هي مبلغ مالي يدفع للعامل األجير جراء كفالته وإعالته للزوجة‬
‫واألبناء‪ ،‬فهي عبارة عن تقديمات ومنح أكثر من كونها تغطية للخطر‪ ،‬وهو حق خاص‬
‫تكرسه أنظمة الضمان االجتماعي لصالح العامل األجير وتلزم صاحب العمل بدفعه‪،‬‬
‫ليتحول تسيره سنة ‪ 0991‬من الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال األجراء إلى‬
‫الدولة‪ ،‬ويصبح تمويله على عاتق الخزينة العمومية‪ ،‬لكن الحكومة الجزائرية تراجعت بعد‬
‫سنة ‪ 0999‬عن تغطية مصاريف المنح العائلية تدريجيا من سنة إلى أخرى لتحمله في‬
‫‪1‬‬
‫األخير لصاحب العمل وفق التالي‪:‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪% 28( 0999‬على عاتق رب العمل و‪ %78‬على عاتق الخزينة العمومية)‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ %81( 2111‬على عاتق رب العمل و‪ %81‬على عاتق الخزينة العمومية)‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ %78( 2110‬على عاتق رب العمل و‪ %28‬على عاتق الخزينة العمومية)‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2112‬أصبح رب العمل يتحمل عبئ المنح العائلية لوحده‪.‬‬
‫ويضم نظام تعويض المنح العائلية في الجزائر نوعين من المستحقات‪( :‬منحة‬
‫عائلية وهي منحة شهرية‪ ،‬ومنحة التمدرس وهي منحة سنوية) وتكون كالتالي‪:‬‬
‫بالنسبة للمنحة العائلية ‪:‬‬

‫‪ -‬و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬السياسة الوطنية للضمان االجتماعي‪ ،‬تاريخ وساعة االطالع‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫في‪/ https://www.mtess.gov.dz/ar:‬‬ ‫‪ ،1171/15/11‬الساعة ‪ .71:51‬متاح‬

‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫‪ -‬إذا كان راتب العامل األجير ال يتعدى ‪ 08111.11‬د‪.‬ج للشهر ( األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون ) يستفيد من مبلغ ‪ 611‬د‪.‬ج شهريا عن كل طفل أقل من ‪ 01‬سنة‪،‬‬
‫إلى غاية الطفل السادس‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان راتب العامل يتجاوز ‪ 08111.11‬د‪.‬ج للشهر‪ ،‬فإنه يستفيد عن كل طفل أقل‬
‫من ‪ 01‬سنة من مبلغ ‪ 811‬د‪.‬ج شهريا‪.‬‬
‫بالنسبة لمنحة التمدرس تكون كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان راتب العامل األجير ال يتعدى ‪ 08111.11‬د‪.‬ج للشهر (األجر الوطني األدنى‬
‫ابتداء من‬ ‫المضمون) يستفيد من مبلغ ‪ 111‬دج لألطفال الخمسـة األوائل و‪ 111‬دج‬
‫الطفل السادس‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان راتب العامل يتجاوز ‪ 08111.11‬د‪.‬ج للشهر‪ ،‬فإنه يستفيد عن كل طفل مبلغ‬
‫‪ 111‬د‪.‬ج ‪.‬‬

‫في األخير يجب التنويه على أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬تقوم‬
‫بتمويل جزء من نفقات القطاع الصحي (الحزمة االستشفائية) سواء في ميزانيات‬
‫المستشفيات‪ ،‬أو في تعويضات الطب المجاني‪ ،‬وخصوصا بعد االنسحاب التدريجي لدولة‬
‫من تمويل القطاع الصحي‪ ،‬وبالتالي باتت صناديق الضمان االجتماعي تتحمل عبئا أخر‬
‫على عاتقها‪ ،‬والشكل التالي يوضح أشكال تمويل القطاع الصحي في الجزائر‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الشكل رقم ‪ :58‬تمويل القطاع الصحي في الجزائر‬

‫تمويل القطاع الصحي في الجزائر‬

‫الدولة‬
‫الضمان االجتماعي‬ ‫‪%42‬‬
‫‪%33‬‬

‫األسر‬
‫‪%25‬‬

‫المصدر ‪ :‬عياشي نورالدين‪ ،‬تطور المنظومة الصحية الجزائرية ‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬العدد ‪ ، 31‬المجلد ب‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫‪.303‬‬
‫‪1‬‬
‫وتساهم صناديق الضمان االجتماعي لصالح المنظومة الصحية في‪:‬‬
‫‪ -‬تمويل الهياكل الثقيلة ( مؤسسات استشفائية‪ ،‬مراكز صحية ‪.)..‬‬
‫‪ -‬تمويل المخطط العائلي‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف التغطية الصحية للمرضى في الذين يعالجون في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬بعض المستثمرات المنجزة في الخارج‪.‬‬

‫لكن قانون المالية لسنة ‪ 0992‬نظم مساهمة مؤسسات الضمان االجتماعي لصالح‬
‫ميزانية المؤسسات العمومية للصحة‪ ،‬وجعلها على شكل نظام تعاقدي‪ ،‬وحمل ميزانية‬
‫الدولة تمويل العائالت المعوزة‪ .‬ويرجع ذلك إلى الضائقة المالية التي بدأت تشتد على‬
‫صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬بفعل تنامي أزمة البطالة‪.2‬‬

‫‪ 1‬خروبي بزارة عمر‪« ،‬إصالح المنظومة الصحية في الجزائر ‪( ،»9004-1444‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،)1177-1171 ،1‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬


‫يعتبر نظام الضمان االجتماعي الفرنسي‪ ،‬من اعرق أنظمة الضمان العالمية وأشدها‬
‫سخاء‪ ،‬لكن فرنسا عرفت أزمة بطالة في ثمانينيات القرن الماضي حدت من قدرة‬
‫الصناديق في الوفاء بالتزامات تعويض األخطار أرهقت قدرتها المالية‪ ،‬واتسعت الهوة بين‬
‫العمال والبطالين‪ ،‬وانتشرت ظاهرة الفقر والتهميش بسبب استقرار أزمة البطالة لمدة‬
‫طويلة‪ ،‬ويمكن معالجة أفكار هذا المبحث من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التأمين على المرض‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التأمين على األمومة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التأمين على العجز‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التأمين على الشيخوخة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التعويضات والمنح العائلية‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬التأمين على الوفاة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التأمين على المرض‪:‬‬
‫أفاد تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة ‪ ،2111‬من أن فرنسا تمتلك أفضل نظام‬
‫لرعاية الصحية لما يوفره من خدمات صحية راقية موجهة للمقيمين بفرنسا مواطنين‬
‫وأجانب وهو نظام مركزي مشترك‪ ،‬حيث أن تسييره اإلداري هو من اختصاص و ازرة‬
‫الصحة‪ ،‬بينما تتحمل هيئات ومؤسسات الضمان االجتماعي عبئ تسييره‪ .‬حيث يتيح‬
‫للمرضى حرية اختيار الطبيب المعالج ونوع العالج‪ ،‬وتتكفل هيئات الضمان االجتماعي‬
‫بمصارف العالج وقيمة األدوية‪ ،‬من خالل مساهمات المستخدم وأرباب العمل‬
‫والمساهمات االجتماعية العامة‪.1‬‬
‫بغض النظر عن عمر والحالة الصحية لكل شخص مؤمن‪ ،‬فإن له الحق في‬
‫بل حتى اختيار الطبيب‬ ‫االستفادة من الحماية ضد خطر المرض ونتائج المرض‪،‬‬

‫‪ -‬فواز صالح‪ ،‬تأثير التقدم العلمي في مجال الطب الحيوي على حقوق المرضى دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة دمشق للعوم االقتصادية والقانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد‪ ،1111 ،1‬ص ‪.111‬‬

‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المعالج‪ .‬وهذه اإلجراءات تضمن االستفادة الفعلية للمؤمنين لهم من العالج في كافة تراب‬
‫‪1‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫وقد نص قانون ‪ 21‬جويلية ‪ 0999‬على ضمان تغطية صحية شاملة لجميع ألفراد‬
‫المجتمع الفرنسي‪ ،‬وهو موجه بالخصوص للفئات األشد فق ار رغم ديون صناديق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬ورغم ضغوط االتحاد األوربي التي وجهت اللوم للحكومة الفرنسية واتهمتها‬
‫بعرقلة اقتصاد السوق‪ ،‬ما دفع بالعديد من المسئولين في فرنسا بالعمل ضد قيم الجمهورية‬
‫لصالح تقوية الوحدة األوربية‪ ،‬مما خلق الجدل واسعا في نظرية سيادة األمة‪ .‬إن‬
‫الضغوطات الداخلية والخارجية لم تثني من عزيمة الدولة الفرنسية‪ ،‬من مواصلتها في‬
‫تغطية الجبهة االجتماعية حيث توليها الحكومة الفرنسية أهمية بالغة‪ ،‬ففي األول من‬
‫جانفي سنة ‪ 2111‬أصبح هذا قانون (التأمين على المرض) يشمل جميع القاطنين في‬
‫‪2‬‬
‫التراب الفرنسي‪ ،‬بشرط عدم استفادتهم من أي نظام تعويض صحي‪.‬‬
‫ويستفيد من تعويضات المرض كال من المؤمن و ذوي حقوقه (الزوجة الماكثة في‬
‫البيت‪ ،‬األصول والفروع‪ ،‬الحواشي‪ ،‬األجانب الذين يكونون في وضعية قانونية‪ ،‬الذين هم‬
‫في وضعية عمل أو زيارة لفرنسا)‪ ،‬حيث حدد قانون الضمان االجتماعي الفرنسي‬
‫اإلجراءات المتخذة بخصوصهم‪ .3‬ويستفيد المريض المؤمن من أداءات عينية وأخرى‬
‫نقدية‪.‬‬
‫حيث تشمل األداءات العينية تعويضات تتعلق ب ( المصاريف الطبية والجراحية‬
‫وطب األسنان واإلجهاض والصيدالنية‪ ،‬والتحاليل الطبية‪ ،‬االستشفاء‪ ،‬إعادة التأهيل‪،‬‬
‫األعضاء االصطناعية‪ ،‬الحمامات المعدنية‪ ،‬مصارف النقل)‪ ،‬وهذا ما أقره المشرع‬
‫الفرنسي بحسب المادة ‪ L321-1‬من قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا بالنسبة للعمال‬
‫االجراء وغير األجراء‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Institut français d’information juridique. code de la sécurité sociale. Droit.org.‬‬
‫‪France. 2018/ article n’ L.111-2-1. P 14.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Agence pour le Développement et la Coordination des Relation Internationales, Opcit,‬‬
‫‪p30.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, p 229.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ipib, p 227.‬‬
‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫في حين أن األداءات النقدية تقتصر على المؤمن له اجتماعيا فقط‪ ،‬والتي تأخذ‬
‫شكل تعويضات يومية‪ ،‬الغرض منها تعويض الدخل المفقود بسبب عجزه الجسدي عن‬
‫العمل‪ ،‬وعن ممارسة أي نشاط مهني خالل فترة مرضه‪ ،‬بشرط أال تكون األمراض‬
‫فعند انتهاء مدة‬ ‫والجروح ناتجة عن خطأ المؤمن له اجتماعيا أو نتيجة إهماله المتعمد‪،‬‬
‫ثالث أيام أي من اليوم الرابع حتى ‪6‬أشهر كحد أقصى‪ ،‬يتلقى األجير تعويض يومي‬
‫بنسبة ‪ %81‬من أجره الخام اليومي‪ ،‬وبعد اليوم الواحد والثالثون يستفيد المؤمن له من‬
‫تعويض يومي يقدر بثلثي ‪ 8/2‬من أجره اليومي إذا كان يكفل ثالث أوالد‪ ،‬وبحسب‬
‫االتفاقية الوطنية فإن جميع األدوية تمنح مجانا أي عن طريق نظام الدفع من الغير‬
‫للمؤمن له اجتماعيا وذوي حقوقه‪ ،‬في جميع األنظمة‪.1‬‬
‫يذكر أن قانون التأمين عن المرض الصادر في ‪28‬ديسمبر ‪ 2111‬والذي دخل‬
‫حيز التنفيذ سنة ‪ ، 2110‬أصبح بموجبه جميع عمال نظام المستقلين يستفيدون من نفس‬
‫‪2‬‬
‫مزايا التأمين عن المرض مثل المؤمنين التابعين لنظام العام‪.‬‬
‫في حين يستفيد الموظفون التابعون لألنظمة الخاصة من أداءات عينية مثل النظام العام‪،‬‬
‫وهذا عن طريق تسبيقات مالية يدفعها هذا األخير إلى الصناديق المحلية‪.3‬‬
‫أما التعويضات النقدية تدفع عن طريق اإلدارات والمؤسسات التي ينتمي إليها هؤالء‬
‫العمال‪ ،‬كما يهدف هذا النظام إلى تغطية األجراء الذين هم خارج النظام العام‬
‫(الموظفين‪ ،‬أعوان األمن لشركة …‪.4)SNCF,d’EDF,GDF‬‬
‫أما النظام الفالحي فيقدم أداءات للعمال الفالحين وذوي حقوقهم‪ ،‬في حالة‬
‫المرض واألمومة والعجز والشيخوخة والترمل والوفاة‪ ،‬كما أن للمؤمنين حرية اختيار الهيئة‬
‫المؤمنة‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Franck Petit, Opcit. p-p 172-173.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Patrick Morvan, Opcit , p 183.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, p 184.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى هيئات منتدبة مثل التعاضديات يثقل كاهل الصناديق من حيث التدخل والمراقبة والتسيير العقالني‪ ،‬الذي‬
‫يجب التخلي عنه ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Gilles Nezosi , opcit , p 29.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Patrick Morvan, Opcit, p 184.‬‬
‫‪115‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫إن قانون تمويل الضمان االجتماعي‪ ،‬يحدد في كل سنة الحالية السنة الموالية‪ ،‬الهدف‬
‫الوطني لمصاريف التأمين على المرض‪ ،‬والذي يطبق إجباريا على جميع األنظمة‪.1‬‬
‫ول يس للمؤمن له اجتماعيا الحق في األداءات إال إذا أثبت اشتراكاته للحد األدنى لألجر‬
‫الوطني المضمون‪ ،‬إضافة إلى حد أدنى للساعات العمل الذي يمارسه‪ .‬فبالنسبة لألداءات‬
‫العينية‪ ،‬يجب أن يثبت يوم العالج أنه دفع اشتراكات الشهر كامل أو أشتغل ‪ 61‬ساعة‬
‫خالل الشهر أو ‪ 021‬ساعة خالل ثالثة أشهر‪ ،‬بالنسبة لألداءات النقدية يجب على‬
‫المؤمن اجتماعيا أن يثبت يوم التوقف على العمل أنه منخرط ومسجل ‪ 01‬أشهر على‬
‫‪2‬‬
‫األقل واالشتراكات التي تم دفعها خالل ‪ 6‬أشهر األخيرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التأمين على األمومة‪:‬‬
‫يضمن التأمين على األمومة التكفل بالحمل والوالدة وكذلك التبني‪ ،‬ويعطي الحق في‬
‫أداءات عينية ونقدية‪.3‬‬
‫حيث تستفيد المرأة العاملة فقط من أداءات عينية ونقدية ألنها تعوضها عن فقد‬
‫الدخل المهني‪ ،‬كما تستفيد الزوجة والبنت الماكثة في البيت والتي هي تحت كفالة الزوج‬
‫العامل من تعويضات عينية فقط‪ ،‬وفي جميع الحاالت يتعين على المستفيد إعالم‬
‫الصناديق (‪ )C.P.A.M‬أو (‪ )C.A.F‬خالل األربعة عشر األسبوع األولى من الحمل‪،‬‬
‫والخضوع إلى سبعة فحوصات قبلية من الشهر الثالث إلى الشهر التاسع‪ ،‬وفحص بعد‬
‫الوضع خالل الثمانية أسابيع التي تلي الوالدة إجباريا‪.4‬‬
‫كما يجب توفر نفس الشروط التأمين على المرض‪ ،‬لالستفادة من التأمين على‬
‫األمومة‪ .‬وتشمل تعويضات األمومة ( المصارف الطبية والجراحية والصيدالنية‪ ،‬والتحاليل‬
‫الطبية‪ ،‬االستشفاء‪ ،‬األعضاء االصطناعية)‪.5‬‬
‫كما تستفيد المرأة العاملة من أداءات نقدية بنسبة ‪ %011‬من تعويضها الذي يساوي‬
‫دخلها اليومي الخام خالل مدة ‪ 06‬أسبوع‪ ،‬منها ستة أسابيع على األقل قبل تاريخ الوضع‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipib, p 185.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipib, p 215.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, p 247.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ipib, p 248.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ipib, p 248.‬‬
‫‪116‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المحتمل‪ .1‬و‪ 26‬أسبوع في حالة والدة التوأم‪ ،‬و‪ 16‬أسبوع عن ثالث أطفال توأم فما‬
‫فوق‪.2‬‬
‫واستحدث قانون الضمان االجتماعي لسنة ‪2112‬م عطلة األبوة‪ ،‬عن طريق إنشاء‬
‫عطلة أبوة لصالح العمال لجميع األنظمة باستثناء العمال التابعين لنظام الفالحي‪ ،‬بعد‬
‫والدة الطفل من عطلة أبوة مدتها ‪ 00‬يوم متتالية‪ ،‬بشرط أن يقوم بإعالم مستخدمه شهر‬
‫قبل الوالدة خالل هاته العطلة تعلق عالقة العمل‪ .‬ويستفيد األب من تعويض يومي عن‬
‫التأمين على األمومة شريطة أن يستوفي شروط فتح الحق‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التأمين على العجز‪:‬‬
‫طبقا لنص المادة ‪ L341-1‬من قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬فإن للمؤمن له الحق‬
‫في منحة عجز إذا كان عاج از عن ممارسة أي نشاط مهني مهما كان‪ ،‬تتمثل المنحة في‬
‫نسبة من األجر يفوق األجر القاعدي الممنوح في نفس المنطقة ونفس الرتبة في المهنة‬
‫التي كان يشغلها قبل تاريخ التوقف عن العمل‪ ،‬بسبب العجز أو قبل تاريخ التشخيص‬
‫الطبي للعجز‪ ،‬حسب الناص المادة المذكورة أعاله‪ ،‬يجب أن يتسبب العجز في تقليص‬
‫القدرة على العمل بنسبة تقدر ب ‪ ،8/2‬وبهذا يتقاضى المؤمن منحة ال تفوق ‪ 8/0‬من‬
‫أجره العادي‪ ،‬وخالفا لذلك يجب أن ال يكون سبب العجز راجع إلى حادث عمل أو مرض‬
‫مهني‪ ،‬كما يجب أال يكون العجز أصلي منذ الوالدة‪ ،‬في هاته الحالة تكون المنحة من‬
‫اختصاص المساعدة االجتماعية (منح المعاقين)‪.3‬‬
‫في حين أن الشروط هي نفس شروط التأمين على المرض‪ ،‬ماعدا التاريخ‬
‫المرجعي يحسب من أول يوم توقف فيه عن العمل أو يوم التشخيص الطبي للعجز‪.‬‬

‫‪ -1‬سماتي الطيب‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.711‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Patrick Morvan,Opcit, p 249.‬‬
‫‪ - ‬هي عبارة عن شروط وضعها المشرع يتم من خاللها اكتساب حق التعويض عن منحة األمومة‪ ،‬أنظر ‪Gilles‬‬
‫‪Nezosi , La protection social, direction de l’information légale et administration, Paris ,‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Patrick Morvan,Opcit, p 251.‬‬
‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫وهناك بعض الشروط الخاصة التي يجب أن تتوفر في العامل للحصول على‬
‫‪1‬‬
‫منحة العجز وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون مسجل في الضمان االجتماعي منذ ‪ 02‬شهر‪ ،‬كما يجب أال يفوق سنه‬
‫السن القانوني للحصول على التقاعد‪ ،‬وحين بولوغه سن التقاعد تحول منحة العجز إلى‬
‫منحة تقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬األداءات العينية الممنوحة من طرف صندوق التأمين على المرض )‪)C.R.A.M‬‬
‫تستبدل بمنحة عجز والتي تمثل دخل تعويضي وليس مبلغ تعويض الضرر‪.‬‬
‫في حين أن المادة ‪ 1-810‬من قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬تصنف ثالث فئات من‬
‫العجز‪:2‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ :‬عاجز ويستطيع ممارسة نشاط مأجور‪ ،‬يتحصل على منحة تقدر ب‬
‫‪ %81‬من دخله السنوي المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية ‪ :‬عاجز ال يستطيع ممارسة أي نشاط مهني أي كان‪ ،‬يتحصل على‬
‫منحة تقدر ب ‪ %81‬من دخله السنوي المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثالثة‪ :‬يتحصل على نسبة ‪ % 81‬إضافة إلى نسبة ‪ % 11‬إذا كان بحاجة‬
‫إلى شخص أخر ليساعده على القيام بأعمال العادية في حياته‪.‬‬
‫إن منحة العجز قابلة لتحين كل مرة‪ ،‬بسبب أي تغيير قد يط أر على حالة العاجز‬
‫سلبا أو إيجابا‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية‪:‬‬
‫إن خطر حوادث العمل واألمراض المهنية يتم التكفل بها من طرف صناديق‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬ويتحمل المستخدم االشتراك المتعلق به فقط‪ ،‬وهذا عكس مبدأ تقاسم‬
‫االشتراكات بين العامل والمستخدم‪ ،‬هذا التمويل األحادي يبرر بنظرية خطر المؤسسة‪،‬‬
‫حيث إن العامل مرؤوس وينفذ في تعليماتي رئيسه‪ ،‬وبالتالي يتم التكفل بهذا الخطر من‬
‫طرف المستخدم‪ ،‬شركات التأمين‪ ،‬أو صندوق الضمان االجتماعي‪ .‬شريطة أن يكون هذا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipib, p 251.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipib, p 252.‬‬
‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫الحدث بسبب أو أثناء العمل‪ ،‬نفس الشيء بالنسبة للمرض المهني الذي يجب أن يكون‬
‫بسبب العمل‪..1‬‬
‫لقد عرفت المادة ‪ L411-01‬من قانون الضمان االجتماعي حادث العمل على أنه‬
‫"الحادث الذي يقع بسبب أو بمناسبة العمل"‪ ،‬على حسب هذا التعريف نستنتج خاصيتين‬
‫من أجل تحديد حادث العمل‪:‬‬
‫‪ -‬وقوع الحادث‪ :‬في السابق اشترط القانون وقوع حادث فجائي مثل سقوط اصطدام أو‬
‫انفجار وركز على فجائية الحادث أين ال يمكن تفاديه‪ ،‬ليتم التخلي عن شرط الفجائية‬
‫وتستبدل بتاريخ مثبت ‪ ،‬بحيث يمكن تحديد وقت الحادث تحديدا دقيقا يسمح بالتأكد من‬
‫أن الحادث وقع بمناسبة أو بسبب العمل‪ ،‬على أال يكون الضرر ناتج عن تطور لضرر‬
‫سابق‪ ،‬مثال ذلك التسمم طويل المدة‪ ،‬وااللتهابات الميكروبية‪ ،‬التي تتطور بعد مدة زمنية‬
‫‪2‬‬
‫كما تم توسيع نطاق حادث عمل إلى العنف ضد العامل خارج محيط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬أصل الحادث‪ :‬الحادث الذي يقع في مكان العمل وفي أوقات العمل‪ ،‬يفترض أنه‬
‫‪3‬‬
‫حادث عمل‪.‬‬
‫نجد قانون مالية الضمان االجتماعي لسنة ‪ 0997‬أنشأ منح سنوية خاصة‬
‫بحوادث العمل واألمراض المهنية وأدرجها في قطاع األمراض‪ ،‬من أجل التغطية المالية‬
‫لحساب المنح‪.4‬‬
‫لقد أخذت الحكومة الفرنسية على عاتقها منذ سنة ‪ ،2111‬اإلشراف على المخاطر‬
‫الصحية (المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬حوادث العمل واألمراض المهنية) واتخاذ الق ار ارت المصيرية‬
‫بنفسها‪ ،‬وهذا بالتنسيق واالتفاق مع كل من المهنيين الصحيين‪ ،‬الشركاء االجتماعيين‪،‬‬
‫ومجالس إدارة صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث تتحدد بموجبها أسعار ورسوم األطباء‬
‫والمستشفيات الخاصة‪ ،‬كما وضعت مؤسسات تشرف على رقابة الهيئات الصحية‬
‫مثل‪ (:‬السلطة العلياء للصحة‪ ،‬الوكالة الوطنية لالعتماد والتقييم في الصحة‪ ،‬معهد‬

‫‪1‬‬
‫‪- Franck Petit, Opcit, p 212.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipib, p 212.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, pp 214-216.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marie-Odile Safon, la prise en charge des accidents du travail et l’organisation de‬‬
‫‪médecine du travail en France, synthèse documentaire, juillet 2017, p10.‬‬
‫‪111‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫المعطيات الصحية ومجلس االستشفاء‪..‬إلخ)‪ .‬لقد أدى سخاء منظومة الضمان االجتماعي‬
‫في فرنسا إلى حدوث عج از وصل إلى ‪ 08.2‬مليار أوروا‪ ،‬وفق تقرير مجلس الشيوخ‬
‫الفرنسي سنة ‪ 2111‬الموجه إلصالح ميزانية الضمان االجتماعي والذي حذر من خالله‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة في التوسع في مجال التغطية االجتماعية والصحية‪،‬‬
‫كما شمل قانون المالية للضمان االجتماعي لسنة ‪ ،2108‬تحسين خدمات التكفل‬
‫بحوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬وأكد على التحويالت المالية المتعلقة بها‪.2‬‬
‫خامسا‪ -‬التأمين على الشيخوخة‪:‬‬
‫يمكن أن نصف نظام التقاعد في فرنسا بأنه عقد بين األجيال (التضامن بين‬
‫األجيال)‪ ،‬حيث يستفيد المتقاعدون من اشتراكات العمال الحالين‪ ،‬ويمكن أن يصنف بأنه‬
‫آلية لتضامن من نفس الجيل في حالة التوقف عن العمل بسبب (البطالة‪ ،‬األمومة‪،‬‬
‫المرض‪ ،‬العجز)‪ .‬وفي سنة ‪ 2111‬بلغ عدد المتقاعدين ‪ 08.2‬مليون‪ ،‬في حين كان عدد‬
‫المشتركين ‪ 07.1‬مليون مايعادل ‪ 0.88‬مشترك لكل واحد متقاعد‪ ،‬ومع نهاية سنة‬
‫‪ 2111‬بلغ عدد المستفيدين من منحة التقاعد في جميع أنظمة الضمان االجتماعي‬
‫الفرنسي ‪ 08‬مليون شخص‪ ،‬وفي المقابل ‪ 8.1‬مليون يستفيدون منحة األيلولة (التقاعد‬
‫المنقول)‪ ،‬وبلغ مبلغ منح التقاعد ‪ 280‬مليار أوروا في نفس السنة أي ‪ % 02.9‬من‬
‫الناتج المحلي الخام‪.3‬‬
‫فعلى الرغم من أن مالية الضمان االجتماعي الفرنسي مبنية أساسا على اشتراكات‬
‫العمال والمستخدمين وأرباب العمل وعلى الدعم الحكومي‪ ،‬لكنه كان في كل مرة يزيد من‬
‫كاهل الحكومة في تغطية الفارق الذي يزداد من سنة إلى أخرى‪ ،‬وأمام ضغط األحزاب‬
‫الليبرالية واليمينية بالخصوص اضطرت الحكومة الحقا إلى تقديم إصالحات على منظومة‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫اتجهت إصالحات قانون التقاعد في فرنسا (إصالحات ‪ 20‬أوت ‪" )2118‬قانون‬
‫الزيادة في سنوات الخدمة"‪ ،‬دون المساس بإمكانية اإلحالة على التقاعد على ‪ 61‬سنة‪،‬‬

‫‪ -1‬فؤاد نهرا‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Patrick Morvan,Opcit, p 14.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, p 255‬‬
‫‪171‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫وعلى ‪ 68‬سنة بطلب من المستخدم‪ .‬بعد إصالحات ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2101‬تم تحديد السن‬
‫القانونية لإلحالة على التقاعد ب ‪ 62‬سنة‪ ،‬التي يمكن أن تصل إلى ‪ 67‬سنة بطلب من‬
‫المستخدم‪ ،‬حاليا اإلحالة على التقاعد تخضع إلى إجراءات خاصة‪ ،‬حيث تسمح بإحالة‬
‫العامل على التقاعد بين سن ‪ 67‬إلى ‪ 71‬سنة‪ ،‬حيث يقوم المستخدم بإعالم العامل ثالثة‬
‫أشهر قبل بلوغه سن ‪ 67‬سنة بنيته في إحالته على التقاعد‪ ،‬المادة ‪ ، 1237-5‬تعطى‬
‫للعامل مدة شهر لإلجابة‪ .‬كما يعتبر سكوت العامل قبول ضمني باإلجراء المتخذ في‬
‫حالة عدم احترام هذا اإلجراء من طرف المستخدم أو رفض العامل اإلحالة على التقاعد‪،‬‬
‫حيث ال يستطيع المستخدم إحالته على التقاعد‪ ،‬وفي هاته الحالة يقوم المستخدم بالقيام‬
‫بنفس اإلجراءات كل سنة إلى غاية بلوغ العامل سن ‪ 71‬سنة‪ .‬في هاته الحالة يستطيع‬
‫‪1‬‬
‫إجباره على إحالته على التقاعد‪.‬‬
‫كما يحق للعامل (قانون ‪ 21‬جوان ‪ )2101‬اختيار بالرفع التدرجي لمدة التأمين‬
‫المطلوبة للحصول على التقاعد‪ ،‬حيث ستبلغ في سنة ‪ 10.78 ،2121‬سنة بالنسبة لجيل‬
‫‪ 0981‬و‪ 18‬سنة بالنسبة لجيل ‪ ،0978‬هذا اإلجراء يسمح برفع الغبن عن العمال الذين‬
‫‪2‬‬
‫التحقوا بالعمل في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ -0‬حساب معاش التقاعد‪ 3 :‬عند حساب معاش التقاعد يجب األخذ بعين االعتبار ثالثة‬
‫عناصر أساسية وهي‪ ( :‬معدل األجر السنوي‪ ،‬النسبة‪ ،‬مدة الضمان )‪.‬‬
‫أ‪ -‬معدل األجر السنوي‪ :‬ويمثل معدل األجر السنوي‪ ،‬األجر الخاضع لالشتراكات التي‬
‫دفعت في السنة األخيرة‪ ،‬بينما تمثل النسبة ‪ %81‬من معدل األجر السنوي‪ ،‬أما مدة‬
‫الضمان فيعبر عنها بالثالثيات‪ ،‬وهي على األكثر تشكل أربع ثالثيات في السنة‬
‫الميالدية‪ ،‬ويضمن قانون التقاعد في فرنسا حساب الثالثيات خالل مدة (مرض المؤمن‪،‬‬
‫العجز‪ ،‬األمومة‪ ،‬الخدمة الوطنية‪ ،‬حوادث العمل)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipib, p 258‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipib, pp 258-259.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib. P 294.‬‬

‫‪177‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫يجب أن يكون السن ‪ 62‬سنة ويمكن اإلحالة على التقاعد المسبق حين بلوغ سن‬
‫‪ 61‬سنة و‪ 81‬سنة‪ ،‬كما يسمح هذا اإلجراء لألشخاص الذين لهم مدة اشتراكات تفوق‬
‫المدة القانونية ب ثمان ثالثيات (األشخاص الذين التحقوا بالعمل في سن مبكرة)‪.‬‬
‫‪ 8-0‬األجر المرجعي‪ :‬يتمثل األجر المرجعي في األجر السنوي المتوسط‪ ،‬المتحصل‬
‫عليه خالل ‪ 28‬سنة األفضل (ابتداء من ‪ 10‬جانفي ‪)2111‬‬
‫‪ 1-0‬مدة االشتراكات ‪ :‬منذ ‪ 10‬جانفي ‪ 2118‬أصبحت مدة االشتراك تقدر ب متوسط‬
‫العمر المتوقع‪ ،‬وتحدد هذه المدة في كل سنة عن طريق مرسوم بعد استشارة مجلس توجيه‬
‫المعاشات ‪ .‬مثال‪ :‬في سنة ‪ 2100‬قدرت مدة االشتراكات ب ‪ 066‬ثالثي‪.‬‬
‫وتحسب على أنها مدة اشتراكات الفترات التالية‪ :‬البطالة‪ ،‬المرض‪ ،‬الخدمة‬
‫الوطنية‪ ،‬األمومة‪ ،‬العجز‪ ،‬حادث العمل واألمراض المهنية‪ .‬كما يمكن ابتداء من صدور‬
‫قانون ‪ 20‬أوت ‪ 2118‬شراء سنوات االشتراك بشروط‪،ARTCLE L 351-14-1( .‬‬
‫وكذلك سنوات الدراسة‪.‬‬
‫بالنسبة لمحاربي شمال إفريقيا تم إنشاء نظام خاص حيث يستفيدون من تخفيض‬
‫في عدد الثالثيات إذا قاموا بخدمة على األقل ‪ 01‬شهر في صفوف الجيش إجباريا أو‬
‫االحتياطيين إذا تم استدعائهم‪.‬‬
‫نسبة المنحة‪ :‬تقدر ب ‪ ،% 81‬ولحساب نسبة المنحة نقوم بتقسيم عدد الثالثيات‬
‫المؤمنة‪ ،‬على عدد الثالثيات المطلوبة للحصول على التقاعد‪ ،‬وتضرب النتيجة في األجر‬
‫المتوسط السنوي‪.‬‬
‫‪ -8‬منحة األيلولة أو التقاعد المنقول‪ :1‬في حالة وفاة المؤمن فإن الزوج المتبقي على‬
‫قيد الحياة يمكنه االستفادة من معاش منقول‪ ،‬وهذا مهما كانت مدة زواجه بالمؤمن‬
‫المتوفي‪.‬‬
‫إن فكرة منحة األيلولة‪ ،‬نتجت على أن غالبا ما تكون المرأة ماكثة في البيت‪ ،‬وذلك‬
‫لتربية أوالدها وبما إن نسبة متوسط العمر المتوقع مرتفعة لدى النساء‪ ،‬تم منحهم الحق‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ipib, p 259.‬‬
‫‪171‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫في االستفادة من جزء من منحة الزوج المتوفى كحق مشتق‪ ،‬حاليا الحق مفتوح بالنسبة‬
‫للنساء والرجال ‪.‬‬
‫قانون ‪ 20‬أوت ‪ 2118‬عدل في هذا النظام خصوصا فيما يتعلق بشروط فتح الحق‬
‫وطرق منحه وحسابه‪ ،‬لكن نسبته بقيت كما هي ‪ %81‬من المنحة األصلية‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬التعويضات والمنح العائلية‪:‬‬
‫يقدم نظام التأمين االجتماعي الفرنسي تسبيقات على شكل منح عائلية (التقديمات‬
‫العائلية)‪ ،‬وتقدم هذه المنح لجميع العائالت التي تكفل طفال أو أكثر‪ ،‬وهو لجميع األفراد‬
‫الساكنين في فرنسا سواء أكانوا فرنسيين أو أجانب‪ ،‬شريطة أن يكونوا مقيمين على‬
‫األراضي الفرنسية بصفة نظامية (يمتلكون بطاقة إقامة في فرنسا)‪ ،‬كما ال يشترط في‬
‫العائلة المستفيدة من هاته المنح أن تكون لها أي نشاط مهني‪ ،‬فهاته المزية تدفع للعامل‬
‫والبطال على حد السواء‪ ،‬ولقد استفادت في سنة ‪ 0918‬حوالي‪ 8.7‬مليون أسرة تعول‬
‫‪ 02.8‬مليون طفل‪ ،‬وتدفع هذه المنح منذ والدة الطفل إلى بلوغه سن ‪ 06‬عشر‪ ،‬ويمكن‬
‫أن تمتد إلى سن ‪ 07‬إذا كان هذا الطفل ال يمارس أي نشاط مهني‪ ،‬وسن ‪ 21‬إذا كان‬
‫يتمرن في نشاط مهني وكذلك بالنسبة للمعاقين والطالب‪ .‬وتوسعت الحكومة الفرنسية في‬
‫مجال تغطية األعباء العائلية من خالل قانون ‪ 29‬ديسمبر ‪ 0916‬الذي يتعلق بإعانة‬
‫رعاية الطفل في المنزل‪ ،‬حيث تقدم بموجب هذا القانون إعانة مالية للعائلة التي توظف‬
‫شخصا لرعاية أطفالها تحت سن الثالثة‪ ،‬وهذا شريطة أن يكون الوالدان عامالن‪ ،‬و في‬
‫حد أقصى قوامه ‪ 2111‬فرنك في الشهر‪ .‬كما يمتد نظام التعويضات العائلية ليشمل‬
‫المنح الخاصة باإلعانة المدرسية‪ ،‬وهذا لمساعدة األسر على التكفل بجزء من مصاريف‬
‫المدرسة‪ ،‬ويشترط في أن يكون سن الطفل من ‪ 6‬سنوات إلى ‪ 06‬سنة‪.1‬‬
‫كما أن هناك منح خاصة ترتبط بظروف قاسية مثل إعانة الوالدين لغرض التعليم‪،‬‬
‫وهاته موجهة للوالدين الذين ليس لديهم نشاط مهني‪ ،‬وبالتالي تعتبر كضمان لمساعدتهم‬
‫من أجل تدريس أبنائهم‪ ،‬وتستفيد العائلة التي تقوم على رعاية طفل معوق أو أكثر على‬

‫‪ -1‬األمم المتحدة‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬التقارير األولية المقدمة من الدول األطراف في العهد بشأن الحقوق التي تشملها المواد ‪ 71‬الى ‪ ،76‬وفقا‬
‫لتقراير المجلس حول فرنسا ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،7116‬ص‪.11‬‬

‫‪171‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫اال يقل عمر االبن المعوق ‪ 21‬سنة‪ ،‬وهي منحة تم إنشاؤها سنة ‪ 0970‬منحة القصر‬
‫المعاقين‪ ،‬وتكون نسبة إعاقته أو عجزه تساوي أو تفوق ‪ .%81‬وتم تعديلها في ‪ 10‬جانفي‬
‫‪ 2116‬بالتعاون مع لجنة الحقوق المستقلة لألشخاص المعاقين )‪ ،(CDAOH‬حيث‬
‫اشترطت أن تكون نسبة اإلعاقة ما بين ‪ %05‬و‪ %11‬تحددها المؤسسات الخاصة‪،‬‬
‫بخالف ذلك يقدم الطعن في حالة عدم االستفادة الطعن لمؤسسة التربية الخاصة أو‬
‫مؤسسة العالج بالمنزل للفصل في ذلك‪.1‬‬
‫إن إجراءات الحكومة السابق ذكرها تحت قيادة الرئيس فرانسوا ميتران‪ ،‬تؤكد تبنيها‬
‫للقيم االشتراكية بما ال يدع مجال للشك وهذا بالرغم من معارضة كبيرة من األحزاب‬
‫اليمينية في فرنسا والتي أبدت انزعاجها وامتعاضها من هذه التدابير‪ ،‬كونها بحسبهم تحمل‬
‫أصحاب الشركات ورجال األعمال ضرائب جديدة‪.‬‬
‫وفي نفس السياق تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي سنة ‪ 2116‬تعديال حكوميا لمشروع‬
‫موازنة الضمان االجتماعي يخفض قيمة التعويضات العائلية المدفوعة فقط لألسر‬
‫األجانب التي دخل أوالدها إلى فرنسا على أساس لم شمل العائلة‪ ،‬حيث تستفيد هذه‬
‫العائلة من التقديمات العائلية إضافة إلى أهل أوالد من أجانب الجئين أو يحملون بطاقة‬
‫إقامة‪.2‬‬
‫سابعا‪ -‬التأمين على الوفاة‪:‬‬
‫يضمن نظام الضمان االجتماعي في فرنسا تقديم منحة الوفاة للشخص المؤمن له‪،‬‬
‫وهذا مهما كان سبب الوفاة (حادث عمل‪ ،‬وفاة طبيعية‪..،‬إلخ)‪ .‬ويقدم الصندوق األولي‬
‫لتأمين على المرض (‪ )C.P.A.M‬تعويض الوفاة لذوي حقوق العامل المتوفى األجير‬
‫وغير األجير‪ ،‬كما يقدم صندوق الشيخوخة تعويض الوفاة لذوي حقوق المتوفى المتقاعد‬
‫(‪ ،)C.N.A.V‬واألشخاص الذين يستفيدون بحسب قانون الضمان االجتماعي هم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Franck‬‬‫‪Petit, Opcit, p 239.‬‬
‫‪ -2‬لإلطالع أكثر أنظر الموقع اإللكتروني ‪ ،http://www.alwasatnews.com/news/503954.html :‬تاريخ‬
‫الزيارة ‪ 1171/77/71 :‬على الساعة ‪.11:15‬‬

‫‪171‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫(الزوج الباقي على قيد الحياة غير المطلق‪،‬أصول المتوفى‪ ،‬األوالد‪ ،‬األشخاص‬
‫‪1‬‬
‫الواقعين تحت كفالة المؤمن )‪.‬‬
‫يشترط قانون الضمان االجتماعي في فرنسا‪ ،‬تقرب المستفيدين من الصندوق األولي‬
‫للتأمين عن المرض في مدة أقصاها عامين‪ ،‬حيث يسقط حقهم بالتقادم المسقط إذا جاوزوا‬
‫هذه المدة‪ .‬ويستثنى من إسقاط حق التعويض فاقدي األهلية العقلية والقانونية‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫يضمن لهم القانون االستفادة من حق تعويض منحة الوفاة حتى بعد هذه المدة‪.‬‬
‫يستفيد ذوي حقوق المؤمن له األجير أو المتقاعد من منحة تقدر بمعدل مرتب ثالثة‬
‫أشهر األخيرة‪ ،‬في حين يستفيد ذوي حقوق المؤمن له غير األجير من منحة تحسب على‬
‫‪3‬‬
‫أساس معدل أجر ‪ 91‬يوم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Patrick‬‬
‫‪Morvan,Opcit. P 232.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ipib, p 233.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ipib, p 233.‬‬
‫‪175‬‬
‫ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصــــل الرابــــــــع‬

‫خالصة واستنتاجات‪:‬‬
‫لقد شكل تمويل هياكل وصناديق الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا تحديا‬
‫حقيقيا لحكومتيهما‪ ،‬ففي حين كان فرنسا في كل مرة تقدم على تخفيض نسبة اشتراك‬
‫العمال والمؤمنين رغم مديونية الصناديق وارتفاع عجزها من سنة إلى أخرى‪ ،‬لكنها‬
‫استطاعت أن في األخير أن تتحكم في حجم ديون الصناديق وتحسن مركزها المالي‪،‬‬
‫وهذا رغم توسعها في تغطية المخاطر‪.‬‬
‫لكن المفارقة في أن الحكومة الجزائرية تقوم في كل مرة بإلقاء عبئ التمويل على‬
‫المؤمن أو العامل من خالل زيادة نسبة االشتراك وهذا لدعم مالية الصناديق‪ ،‬ولعل أزمة‬
‫التسريح الجماعي وارت فاع نفقات الدولة الموجهة لبطالين والمتقاعدين في سنوات‬
‫التسعينات أثرت بشكل مباشر على المركز المالي لصناديق‪ ،‬كما أن إقدام على حل‬
‫جهاز الحرس البلدي وتحميل الصندوق الوطني لتقاعد نفقات أخرى زاد من متاعب‬
‫الصندوق‪ ،‬وعلى اثر ذلك قررت الحكومة من تعديل قانون التقاعد‪ ،‬ما تسبب في انزعاج‬
‫العمال والنقابات المستقلة في ضل صمت مطبق من نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين‬
‫التي ما هي في الواقع إال امتداد أخر للنظام السياسي الحاكم‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان‬
‫االجتماعي الجزائر و فرنسا‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد حاولنا من خالل دراستنا في الفصول السابقة‪ ،‬تحديد معالم ومميزات نظام‬
‫الضمان االجتماعي في كل من الجزائر وفرنسا‪ ،‬بالتعريج على التطور التاريخي وأسباب‬
‫ظهور الضمان االجتماعي في البلدين‪ ،‬ثم تطرقنا إلى الهيكلة اإلدارية والمؤسساتية التي‬
‫تعنى بمهام التسيير‪ ،‬دون إغفال الفواعل المتحكمة في توجيه هذه المنظومة‪ ،‬واألفراد‬
‫واألشخاص المستفيدين‪ ،‬ومصادر ومنافذ التمويل واألخطار المغطاة‪..‬إلخ‪.‬‬
‫لكن المقارنة الحقيقية والبناءة تقتضي دراسة أوجه التشابه واالختالف‪ ،‬وهذا‬
‫إلد ارك شرعية هذا االختالف إن وجد وفهم أسبابه وبواعثه‪ ،‬ومن ثم الخروج بنتائج‬
‫واضحة وذات مصداقية‪ ،‬لذلك يجب عند محاولة المقارنة بين نظاميين مراعاة تلك الفوارق‬
‫والمعايير التي تتحكم في بناء السياسات‪ ،‬وأخذها بعين االعتبار لكي نخرج في األخير‬
‫بتقويم صحيح‪.‬‬
‫لذلك سنعالج في هذا الفصل ثالث مباحث كما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظام الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان‬
‫مؤشرات العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬

‫‪812‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫المبحث األول‪ :‬محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪:‬‬


‫تتشابك وتتداخل العديد من المحددات في بلورة سياسات الضمان االجتماعي‬
‫عموما‪ ،‬كما قد تختلف في صداها وفي قوة الوقع الذي تتركه‪ ،‬وإذا كانت سياسة الضمان‬
‫االجتماعي من حيث نشأتها ال تختلف كثي ار عن نظريات العقد االجتماعي‪ ،‬فكليهما‬
‫ينطلقان من نقطة بداية مشتركة مفادها عدم وجود نظام‪ ،‬وحاجة المجتمع إلى هذا النظام‪،‬‬
‫( نظام للضمان االجتماعي بالنسبة لألولى‪ ،‬ونظام سياسي بالنسبة للثانية) لكن نظريات‬
‫العقد االجتماعي على اختالفها ظهرت لتفسر العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أما سياسات‬
‫الضمان االجتماعي فما هي إال نتاج عن مخرجات النظام السياسي كغيرها من السياسات‬
‫والبرامج األخرى‪ .‬حيث تتحكم فيها عوامل ومحددات تؤثر على عملية صنعها‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنحاول أن نعرفه في معالجة هذا المبحث من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬انعكاس نمط النظام السياسي على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫وفرنسا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثر الضغوط الخارجية على منظومتي الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫وفرنسا (السيادة)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جدلية صنع سياسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬انعكاس التوازنات المالية للضمان االجتماعي على ق اررات النظام السياسي‬
‫في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫أوال‪ -‬انعكاس نمط النظام السياسي على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫وفرنسا‪:‬‬
‫تختلف األنظمة السياسية في العالم في صنعها للسياسة العامة من نظام إلى آخر‪،‬‬
‫فاألنظمة التعددية تسعى إلى تجسيد الديمقراطية من خالل توسيع هامش الحريات‪،‬‬
‫وضمان مشاركة المواطنين في اختيار ممثليهم‪ ،‬ومن ثم إسهام الجميع في صنع الق اررات‪،‬‬

‫‪812‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫في حين أن األنظمة االشتراكية تعتمد على منطق التخطيط الشامل للسياسة العامة‬
‫كمنهج وسبيل في تنفيذ سياساتها المبنية على مبدأ اإليديولوجية القائمة على سيطرة‬
‫الحزب الواحد والنقابة الوحيدة في المشهد السياسي داخل الدولة‪ ،‬وهو النهج الذي اعتمده‬
‫النظام الجزائري غداة االستقالل‪ ،‬حيث نص دستور ‪ 01‬سبتمبر ‪ 0691‬في مادتيه ‪31‬‬
‫و‪ 32‬على أن حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب الطليعة الوحيد في الجزائر‪ ،‬وهو من‬
‫يحدد سياسات اآلمة ويوجه عمل الدولة ويراقب عمل المجلس الوطني للحكومة‪ ،‬ففي‬
‫بداية األمر كانت الحكومة الجزائرية مضطرة لمواصلة العمل بالقوانين والتشريعات‬
‫‪1‬‬
‫الفرنسية في كثير من المجاالت‪ ،‬السيما في قطاع الحماية والضمان االجتماعي‪.‬‬
‫لكن رغبة الحكومة وعزيمتها كانت واضحة وبادية في رسم معالم نظام ضمان اجتماعي‬
‫يتوافق مع نهجها وسيرها االشتراكي آنذاك‪ ،‬والذي تبناه برنامج طرابلس ومما جاء فيه "‬
‫إن بناء الثورة الديمقراطية الشعبية يجب أن يقام في نطاق المبادئ االشتراكية وجعل‬
‫‪2‬‬
‫وسائل اإلنتاج األساسية ملكا لشعب "‪.‬‬
‫كما أكد ميثاق ‪ 0699‬على عدة مبادئ تصب وفق االختيار االشتراكي لتنمية‪ ،‬والتي‬
‫ربط النظام السياسي الجزائري جميع الق اررات االقتصادية بالجانب االجتماعي مثل (ألوية‬
‫توفير الدولة لسكن و العمل لمواطنيها ومحاربة البطالة‪ ،‬التخطيط الشامل لتنمية‪ ،‬محاولة‬
‫‪3‬‬
‫تلبية الحاجات األساسية للجماهير‪ ،‬التضييق على القطاع الخاص‪..‬إلخ )‪.‬‬
‫هذا على عكس النموذج الفرنسي الذي يقوم على التعددية الحزبية والنقابية‪ ،‬ومبدأ‬
‫الديمقراطية التشاركية‪ .‬الذي كرسته الثورة الفرنسية سنة ‪ .0976‬حيث نص الدستور‬
‫الفرنسي للجمهورية الخامسة‪ ،‬على أن األحزاب والتجمعات السياسية تتشكل وتمارس‬
‫نشاطها بحرية‪ ،‬وعلى ضمان حرية القطاع الخاص الذي هو النواة األساسية‬
‫‪4‬‬
‫لالقتصاد‪.‬‬

‫‪ - 1‬بشير هدفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ 2‬فظيلة عكاش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 3‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 4‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬مالمح النظام السياسي المقترح على ضوء المبادئ الدستورية العامة دراسة تحليلية للواقع الدستوري‬
‫مقارنة مع الدساتير المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ :‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،8214 ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪882‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪ -1‬سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر إبان مرحلة األحادية مقارنة بفرنسا‪:‬‬


‫تتباين طبيعة التسيير في منظومة الضمان االجتماعي في كال البلدين‪ ،‬بسبب‬
‫طبيعة النظام السياسي السائد كما أسلفنا سابقا‪ .‬وتتشارك مختلف الفواعل في عملية رسم‬
‫وصنع سياسة الضمان االجتماعي كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -/‬المدير العام‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث جهة التعين‪ :‬في الجزائر يقترح المدير العام من طرف الوزير المكلف‬
‫بالضمان االجتماعي‪ ،‬على أن يتم تعينه بمرسوم‪ ،‬وبعد استشارة أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬غير أنه في فرنسا يتم اقتراح المدير من طرف مجلس اإلدارة‪ ،‬ويعين من‬
‫طرف الوزير‪ .‬ومنه نالحظ أنه يغلب على المنظومة الجزائرية الطابع البيروقراطي‬
‫طبقا للمقاربة التسييرية في المنظومة‪ ،‬على عكس المنظومة الفرنسية التي يغلب عليها‬
‫الطابع الديمقراطي وفقا للمقاربة التشاركية‪.‬‬
‫‪ -‬من ناحية الصالحيات‪ :‬تختلف أيضا الصالحيات الممنوحة في كال البلدين بالنسبة‬
‫للمدير العام في (فرنسا والجزائر) مثل (سلطة اإلشراف اإلداري‪ ،‬األمر بالصرف‪،‬‬
‫وتفويض السلطة) حيث تم منح سلطات أوسع للمدير العام الجزائري مثل إعداد‬
‫الميزانية‪ ،‬عوض تسيير الميزانية في فرنسا‪ ،‬كما أن المدير العام في فرنسا ملتزم بتنفيذ‬
‫ق ار ارت المجلس‪ ،‬وليس استشارته فقط كما هو معمول به في الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ -/‬مجلس اإلدارة‪ :‬من حيث التشكيلة‪ :‬بالنسبة للجزائر فيتضح لنا بما ال يدع مجاال‬
‫للشك سيطرة ممثلي السلطة التنفيذية على عضوية المجلس‪ ،‬فمن مجموع ‪ 09‬عضو‬
‫هناك ‪ 01‬أعضاء يمثلون هذه األخيرة (‪ 9‬أعضاء يمثلون الو ازرات‪ ،‬و‪ 2‬أعضاء يمثلون‬
‫الهيئات اإلدارية التابعة للقطاع العام)‪ ،‬على حساب الشركاء االجتماعين‪ ،‬مع تواجد نقابة‬
‫وحيدة ( اإلتحاد العام للعمال الجزائريين) وغياب أي نقابة مستقلة‪ ،‬ضف إلى ذلك حضور‬

‫‪881‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الحزب ( الحزب الوحيد آنذاك ) بممثل‪ ،‬وهي سمة األنظمة الشمولية التي تتصل مهام‬
‫الحزب وتتناسق مع الوظيفة اإلدارية‪.‬‬
‫أما في ما يخص عضوية مجلس اإلدارة في فرنسا‪ ،‬فهناك تنوع في تشكيلة أعضاء‬
‫المجالس من صندوق إلى أخر‪ ،‬وعموما فمجالس اإلدارة لصناديق الضمان االجتماعي‬
‫الفرنسي‪ ،‬تتحكم في عضويته ممثلين عن (المؤمنين لهم اجتماعيا‪ ،‬التنظيمات النقابية‪،‬‬
‫أرباب العمل‪ ،‬اإلدارة) مع غياب كلي لممثلي الو ازرة واألحزاب‪ ،‬سواء من و ازرة الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬أو الو ازرات األخرى‪ ،‬أو أي حزب سياسي وهذا ما يتماشى مع النمط‬
‫الديمقراطي التعددي‪.‬‬
‫‪ -‬من ناحية الصالحيات‪ :‬تقتصر صالحيات مجلس اإلدارة في النظام الجزائري على‬
‫وظيفتي التداول و االقتراح‪ ،‬دون أي سلطات تقريرية هامة‪ ،‬حيث تم منحها للمدير‬
‫العام‪.‬‬
‫أما بالنسبة لفرنسا فلقد أعطى المشرع الفرنسي صالحيات أوسع لمجلس اإلدارة‪ ،‬فهو‬
‫الذي يعد النظام الداخلي لصندوق‪ ،‬يقترح ويراقب عمل المدير‪ ،‬يعد ويصادق على‬
‫الميزانية‪.‬‬
‫من ناحية اتخاذ القرار‪ :‬يتسم التسيير بالمركزية من حيث اتخاذ القرار‪ ،‬جميع‬ ‫‪-‬‬
‫الق اررات تتخذ في المديرية العامة في الجزائر العاصمة‪ ،‬وهو ما يتماشى مع نهج الدولة‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي إبان تلك المرحلة (التخطيط المركزي الموجه)‪ .‬أما في‬
‫فرنسا فالنموذج المتبع في التسيير هو نموذج هجين يجمع بين المركزية والالمركزية‪،‬‬
‫فتظهر األولي في صالحيات المدير العام‪ ،‬وفي سلطة اإلدارة المركزية‪ ،‬ويتضح نمط‬
‫الالمركزية من خالل الصالحيات الممنوحة لصناديق األقاليم‪ ،‬واستقالليتها في اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫إن ما يمكن قوله من خال ل ما سبق أن النمط المتبع في النظام الجزائري هو نمط‬
‫هرمي سلطوي‪ ،‬يعتمد على المقاربة التسييرية‪ ،‬في حين أن النمط المتبع في فرنسا هو‬
‫نمط ديمقراطي يعتمد على المقاربة التشاركية بين مختلف الفواعـل (حكومة‪ ،‬عمال‪،‬‬
‫مؤمنين‪ ،‬أرباب العمل)‪.‬‬
‫‪ -2‬رهانات االنفتاح والتعددية وأثرها على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫مقارنة بفرنسا‪ :‬بعد تفكك المعسكر الشيوعي سنة ‪ 0676‬وتبنيه لسياسات إصالحية‬
‫شاملة وهو ما يعرف بالشفافية وإعادة الهيكلة‪ ،‬وتنظيم العالقة من جديد بين الشرق‬

‫والغرب‪ ،‬وبالتالي إعادة توزيع المراكز وموازين القوى في العالم‪.1‬‬

‫حيث يسود االعتقاد عند الكثير من المحللين السياسيين واالقتصاديين أن االنفتاح‬


‫االقتصادي شرط مهم وأساسي لقيام الديمقراطية‪ ،‬فال يمكن تصور وجود قيود اقتصادية‬
‫مع تعددية سياسية وهذا ما يراه عالم االقتصاد ميلتون فريدمان عندما حث المجلس‬
‫العسكري في الشيلي والذي أطاح بالحكم الديمقراطي هناك‪ ،‬حيث نوها في محاضرته على‬
‫تنافي وجود أسواق حرة ومفتوحة ووجود دولة الرفاهية والرعاية الصحية مع حكومة‬
‫ديكتاتورية‪ ،‬لكن يرى البعض األخر أن الديمقراطية في بحثها على تكريس العدالة بين‬
‫أفراد المجتمع‪ ،‬وحثها الدؤوب على المساواة تقضي على روح المبادرة واالدخار واالستثمار‬
‫وبالتالي تتصادم مع الحرية والمبادرة الفردية‪ .‬مع تهديدها لمصالح أرباب العمل عن‬
‫طرق النقابات ومختلف الجمعيات الفاعلة في ميادين الشغل‪.2‬‬
‫إال أن السائد والمعروف هو ذلك التالزم الشديد بين الليبرالية والحرية والديمقراطية‪،‬‬
‫فالليبرالية يكتمل معناها ويتناغم مفهومها مع احترام الخصوصية والفردية دون أي مانع أو‬

‫‪ -1‬بيتر بيتهارت وآخرون‪ ،‬تجارب عملية التحول التشيكية‪:‬األيام األولى‪ ،‬مقدمة في كتاب "عملية التحول‪ :‬التجربة‬
‫التشيكية"‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ -2‬روبرت رايش ‪ ،‬الرأسمالية الطاغية‪ :‬التحوالت في قطاع األعمال والديمقراطية والحياة اليومية ( ترجمة عال أحمد‬
‫إصالح)‪ ،‬ط‪ ،0‬القاهرة‪ :‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‪ ،3100 ،‬ص ص ‪.6-9‬‬

‫‪882‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫قيد يعتريها‪ ،‬وهذه هي الحرية بعين ذاتها‪ ،‬والحرية عند الفالسفة اليونانيين أيام المدينة‬
‫الفاضلة هي المشاركة في اتخاذ الق اررات السياسية‪ ،‬أو أن يتخلى عنها وينوب عنه‬
‫ممثليه‪ ،‬وهذا عند أصحاب النظرة الحديثة‪ ،‬وبالتالي فقديما أو في الوقت الحاضر‪ ،‬فالحرية‬
‫والديمقراطية والليبرالية‪ ،‬لهما وجه واحد‪.1‬‬
‫أما في الجزائر صدر أول دستور يدعو إلى التعددية السياسية واالنفتاح االقتصادي‬
‫سنة ‪ ،0676‬حيث نص في مادته ‪ 21‬على حق إنشاء جمعيات ذات طابع سياسي‪،‬‬
‫كانت قد سبقته موجة من االحتجاجات الشعبية (أحداث أكتوبر سنة ‪ )0677‬وانخفاض‬
‫أسعار البترول بداية من سنة ‪ ،0679‬وفي حقيقة األمر دعوات التغير وإن لم تخرج إلى‬
‫العلن بهذا الحجم‪ ،‬لكنها جاءت كنتيجة تراكمات ما بعد االستقالل وحصيلة فشل ذريع في‬
‫مختلف القطاعات والميادين‪ ،‬جاءت بعضها من داخل الحزب العتيد نفسه (جبهة التحرير‬
‫الوطني) ودخلت بعدها البالد في انزالق أمني وسياسي خطير‪.2‬‬
‫حيث كانت الشعبوية والفوضى وسوء التسيير والمركزية واالرتجالية في إصدار‬
‫الق اررات‪ ،‬أهم ميزة توصف بها اإلدارة الجزائرية خالل مرحلة الثمانينيات‪ ،‬وأهم ميزة رافقت‬
‫تسير المؤسسات والشركات الجزائرية سواء أكانت في قطاع الخدمات‪ ،‬أو في القطاع‬
‫الصناعي أو التجاري على حد السواء‪ ،‬ناهيك عن انتشار المحسوبية وتغيب الكفاءات‬
‫واإلطارات التي لها وزنها في ميزان رأس المال البشري والفكري‪ ،‬وما زاد الطين بله هو‬
‫انخفاض أسعار البترول بأكثر من ‪( %21‬المصدر األساسي إن لم نقل الوحيد للدولة‬
‫الجزائرية) ومن بعده أزمة الحراك الجماهيري والسياسي‪.‬‬
‫لقد تأثرت مؤسسات الضمان االجتماعي بالتغيرات التي طرأت على النظام السياسي‬
‫في تلك الفترة‪ ،‬وظهرت تجلياتها في نمط تشكيل مجالس اإلدارة وصالحياتها‪ ،‬حيث بات‬

‫‪ -1‬حازم الببالوي‪ ،‬عن الديمقراطية اليبرالية قضايا ومشاكل‪ ،‬ط‪،0‬بيروت‪ :‬دار الشروق‪ ، 0661 ،‬ص ص ‪.00-01‬‬
‫‪ -2‬باقي نصر الدين‪ ،‬التعديالت الدستورية كأداة لإلصالح السياسي في الجزائر ‪ ،2111 – 1991‬المجلة الجزائرية‬
‫للحقوق والعلوم السياسية في الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ، 3109 ،10‬ص ‪.076‬‬

‫‪885‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫نظام الضمان االجتماعي الجزائري أقرب إلى النمط التشاركي‪ ،‬وذلك مرده لتغير طبيعة‬
‫النظام السياسي الجزائري‪ ،‬كما ال يمكن إهمال المعطيات االقتصادية واالجتماعية الداخلية‬
‫التي سادت الجزائر في تلك الحقبة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس اإلدارة‪ :‬من حيث التشكيل تم‪:‬‬
‫‪ -‬ازدياد أعضاء المجلس اإلدارة مثال على ذلك تم زيادة عدد أعضاء مجلس إدارة‬
‫الصندوق الوطني للتأمين االجتماعي من ‪ 09‬عضو الى ‪ 36‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان حزب جبهة التحرير الوطني عضويته بسبب التخلي عن نظام الحزب الواحد‪،‬‬
‫وتعدد األحزاب الناشطة في الوطن‪ .‬واستحالة تمثيل جميع األحزاب في تشكيلة المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬حافظت نقابة االتحاد العام للعمال الجزائريين على مكانتها بل وحتى ازداد دورها‬
‫خاصة في صندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء والصندوق الوطني‬
‫للتقاعد حيث ازداد عدد المقاعد (‪ 07‬عضو) مقارنة بممثلي المستخدمين رغم أن هذا‬
‫األخير هو من يدفع أغلب اشتراكات الضمان االجتماعي ويغطون تمويله‪ .‬لكن حظيت‬
‫النقابات المستقلة بتمثيل نسبي على مستوى الصناديق األخرى (الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي والعمال غير األجراء‪ ،‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر‬
‫والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء‪ ،‬األشغال العمومية والري ‪،‬‬
‫والصندوق الوطني للتأمين على البطالة)‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص هيمنة اإلدارة على عضوية المجلس كما في السابق‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث صالحيات المجلس‪ :‬فللقد تطورت صالحيات مجلس اإلدارة مقارنة بالمرحلة‬
‫قبل السابقة من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة اإلدارية‪ :‬وهذا من خالل‪ ،‬إبداء رأيه في اقتراح وتعيين المدير العام‪.‬‬
‫السلطة المالية الجديدة التي أقرت لصالحه‪ ،‬عوض االكتفاء بحضور المداوالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كالموافقة على الميزانية وعلى كراء العقارات والمباني‬
‫‪ -‬السلطة التشريعية من خالل الحق في تعديل مشاريع القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة الرقابية التي أضحت له من خالل ممارسة الرقابة على المدير العام وعلى‬
‫محاسبي الصندوق‪.‬‬

‫‪884‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫ثانيا‪ -‬آثر الضغوط الخارجية على منظومتي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‬
‫(السيادة)‪:‬‬
‫رغم اختالف المفكرين وتعدد آرائهم في مفهوم السيادة إال إنه يمكن تعريفها على‬
‫أنها " توفر القدرة الكافية للدولة من أجل إصدار الق اررات وضمان تنفيذها داخليا ومن‬
‫خالل االحتكار الشرعي ألدوات القمع واالستقالل عن كل سلطة خارجية‪ ،‬وبالتالي رفض‬
‫الخضوع والخنوع واالمتثال للق ار ارت والتوجيهات الخارجية مهما كان مصدرها ( منظمات‬
‫‪1‬‬
‫وعلى اثري بروز الواليات المتحدة األمريكية كقوة‬ ‫أو شركات ومؤسسات ودول)"‪.‬‬
‫عالمية ( القطبية األحادية ) لم يعد لها أي حاجز أو مانع من تزعم المشهد السياسي‬
‫والعسكري في العالم‪ ،‬وباتت اقتراحاتها وتوصياتها تحت مضلة اإلصالح والديمقراطية‬
‫وحماية األقلية‪ ،‬غطاء لبسط سيطرتها وممارسة نفوذها على مختلف الدول‪ ،‬السيما تلك‬
‫الدول التي تعرف بالنامية أو حديثة االستقالل‪ ،‬والتي كانت تميل إلى المعسكر الشرقي‬
‫الذي كان دعمها ودعم مختلف الحركات التحريرية التي عانت أوطانها من ظلم الدول‬
‫الليبرالية‪.2‬‬
‫تردي الوضع‬ ‫لعل ما ساعد الواليات المتحدة األمريكية في سعيها ذلك هو‬
‫االجتماعي واالقتصادي في تلك الدول‪ ،‬وما خلفه من سخط شعبي وتراجع لشرعية‬
‫ومشروعية حكامها (الشرعية الثورية)‪ ،‬وكرست في سبيل ذلك المؤسسات والمنظمات‬
‫المالية العالمية والدولية‪ ،‬والتي ما هي في حقيقة األمر إال أداة في سبيل تحقيق مصالحها‬
‫مع مختلف شركائها من دول أوربية وغربية حليفة وصديقة (مثل‪ :‬صندوق النقد الدولي‪،‬‬
‫المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬هيئة األمم المتحدة‪ ،‬مجلس األمن الدولي ‪....‬إلخ)‪ ،‬ما حتم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فائز دمحم موسى بوجواري‪ ،‬السيادة في الفكر السياسي واألنظمة السياسية دراسة تحليلية‪ ،‬مجلة كلية اآلداب جامعة آبها‪ ،‬ا العدد ‪، 48‬‬
‫‪ ،8212‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -2‬رياض صوما‪ ،‬فرص التغيير بعد فشل الليبرالية المتطرفة وسقوط األحادية القطبية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الفرابي‪ ،8222 ،‬ص‬
‫‪.182-181‬‬
‫‪885‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫على معظم هاته الدول إلى تبني اإلصالح ولو شكليا‪ ،‬نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية‬
‫‪1‬‬
‫السالفة الذكر‪.‬‬
‫ويقول توم فيردمان األمريكي " نحن أمام معارك سياسية وحضارية فضيعة‪،‬‬
‫العولمة هي األمركة والواليات المتحدة قوة مجنونة‪ ،‬نحن قوة ثورية خطيرة‪ ،‬أولئك الذين‬
‫يخشوننا على حق‪ ،‬إن الصندوق النقد الدولي قطة أليفة بالمقارنة مع العولمة‪ ،‬في‬
‫الماضي كان الكبير يأكل الصغير‪ ،‬أما اآلن فالسريع يأكل البطيء" أما الرئيس األمريكي‬
‫جورج بوش فيرى من خالل تصريحاته في أعقاب االنتصار في حرب الخليج الثانية " أن‬
‫القرن القادم سيشهد انتشار القيم األمريكية‪ ،‬وأنماط العيش والسلوك األمريكي‪.2‬‬
‫الجزائر كغيرها من الدول النامية‪ ،‬لم يكن الوضع االقتصادي واالجتماعي حينها‬
‫أحسن حاال فقد تفاقمت أزمت المديونية‪ ،‬وحتى لجوء الدولة إلى المنظمات المالية‬
‫العالمية‪ ،‬كصندوق النقد الدولي ‪ FMI‬حتمى عليها قبول شروطه وتكيف منظومتها‬
‫االقتصادية وفقا لهاته الشروط‪ ،‬التي أقل ما يقال عنها أنها قاسية‪ ،‬تمثلت في تغيرات‬
‫جذرية وجوهرية أساسها االقتصادي هو تحرير االقتصاد الوطني وفتح الباب أمام القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬أما جوهرها السياسي فهو القبول بالتعددية السياسية وتشجيع الديمقراطية‪،3‬‬
‫فحتمت على الحكومة آنذاك إجراء تعدي الت وتصحيحات في هياكلها االقتصادية‪ ،‬ورفع‬
‫الدعم عن أسعار السلع‪ ،‬وغلق الشركات والمؤسسات المفلسة‪ ،‬وبالتالي فقد العديد من‬
‫العمال مناصبهم وزادت معه حدة البطالة والفقر‪ ،‬وارتفعت أسعار السلع األساسية وارتفعت‬
‫معها تكاليف المعيشة‪.4‬‬

‫‪ - 1‬المرجع اآلنف الذكر ‪ ،‬ص ‪.184‬‬


‫‪ -2‬مصطفى العبدهللا الكفري‪ ،‬عولمة االقتصاد واالقتصادات العربية‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪،03‬‬
‫‪ ،3101‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -3‬مدني بن شهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق الفارس‪ ،‬الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي‪،‬ط‪0‬ن‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،3110 ،‬‬
‫ص ‪.01‬‬

‫‪885‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫لقد ازدادت معدالت التضخم‪ ،‬وتضاعفت األزمة بعد عدم مقدرة الحكومة على دفع‬
‫أجور العمال والموظفين‪ ،‬وأجبرت من جديد على تخفيض قيمة العملة‪ ،‬وإعادة جدولة‬
‫ديونها بعد االتفاق من جديد مع صندوق النقد الدولي (اتفاقية ستاندباي) التي بلغت أكثر‬
‫من ‪ 39‬مليار دوالر‪ ،‬وخدمة الديون التي تآكلت بسببها معظم المداخيل الربيعية‪ ،‬ووفق‬
‫هذه التغيرات والضغوط الداخلية والخارجية‪ ،‬كان لزاما على الجزائر تغير سياستها النقدية‬
‫‪1‬‬
‫والمالية واالجتماعية‪.‬‬
‫إن من بين أهم السياسات التي حاولت الحكومة الجزائرية إصالحها‪ ،‬هي تحديث‬
‫منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬لتواكب وتتماشى مع هذا الواقع الجديد‪ ،‬فإذا كانت المادة‬
‫‪ 26‬من القانون ‪ 10-77‬عرفت الصناديق بأنها " هيئات عمومية ذات تسير خاص" فلقد‬
‫أضافت المادة ‪ 13‬من المرسوم ‪ 19-63‬بأنها " هيئات عمومية ذات تسير خاص‪ ،‬تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية " وهذا ضمن مخطط الحكومة لتخلي عن النهج‬
‫االشتراكي‪ ،‬وفتح الباب أمام النظام الرأسمالي‪ ،‬فتحول بموجبه الصندوق األم‬
‫)‪ (CNASAT‬الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية واألمراض المهنية وحوادث العمل‪،‬‬
‫إلى صندوق التأمينات االجتماعية للعمال األجراء )‪ ،(CNAS‬وخرج إلى الوجود‬
‫الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال الغير أجراء (‪ )CASNOS‬وهذا مرعاه لثقل‬
‫وفق النهج الجديد وحاجته الملحة لوجود صندوق يغطي احتياجاته‬ ‫القطاع الخاص‬
‫التأمينية‪ ،‬وتعدل بموجبه عمل وتشكيلة كل من مجلس اإلدارة لصناديق‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 0662‬أستحدث صندوق جديد لصالح العمال الذي فقدوا مناصب‬
‫عملهم بسبب الظروف القاهرة السابق ذكرها‪ ،‬وقد تم تنظيمه وفق المرسوم التنفيذي ‪-62‬‬
‫‪ 077‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ 0662‬وهو الصندوق الوطني لتأمين على البطالة‬
‫)‪ ،(CNAC‬وفي سنة ‪ 0669‬واستكماال لمسار الخوصصة ومراعاة للمعطيات الصعبة تم‬

‫‪ -1‬العياشي عنصر‪ ،‬سوسيولوجيا األزمة الراهنة في الجزائر" األزمة الجزائرية الخلفيات السياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية" ‪ ،‬ط‪ ،0‬بيروت‪ :‬مركز درسات الوحدة العربية‪ ،0669 ،‬ص ‪.339‬‬

‫‪882‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة النجمة عن سوء األحوال الجوية‬
‫في قطاعات البناء‪ ،‬واألشغال العمومية والري )‪ ،(CACOBATH‬والذي أنشئ بمقتضى‬
‫المرسوم ‪ 24-69‬المؤرخ في ‪ 0669/13/12‬وهذا استجابة أيضا لحاجة القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫في حين أن الحكومة الفرنسية ورغم تحذيرات اإلتحاد األوربي من مغبة التفريط في‬
‫دعم جبهة الضمان االجتماعي‪ ،‬بزيادة النفقات المخصصة لصناديق الضمان االجتماعي‬
‫(الحزمات االشتراكية‪ ،‬تقديمات المنح العائلية‪..‬الخ)‪ ،‬لكنها ضلت تدعم صناديق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهنا تبرز قوة الدولة في مجابهة الضغوط الخارجية‪.‬‬
‫كما تعارضت ق اررات الحكومة الفرنسية مع أفكار اإلصالح الليبرالي أو بما يطلق‬
‫عليها لبرلة أنظمة الحماية االجتماعية التي تهدف إلى خصخصة منظومة الحماية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهي عبارة عن أنظمة مكملة لمنظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث يمكن‬
‫للفرد طلب تغطية وتأمين أكثر للمخاطر مقابل الزيادة في دفع مستحقات واشتراكاته اتجاه‬
‫إدارة التأمين‪ ،‬وبالتالي يتراجع دور الدولة ومسؤوليتها في تغطية العديد من المخاطر مثلما‬
‫حدث في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث تراجعت الحكومة سنة ‪ 0662‬عن دعم الفقراء‬
‫والبطالين‪ ،‬وهذا بحجة أن التوسع في مساعدة البطالين دفع العديد من العمال إلى ترك‬
‫وظائفهم والتهرب من المسؤولية‪ .1‬وإذا كان الجمهوريون في الواليات المتحدة األمريكية هم‬
‫من تبنوا فكرة التراجع عن دعم الفئات الهشة‪ ،‬فإن الحزب الديمقراطي واصل نفس النهج‬
‫حيث أصدرت حكومة الرئيس الديمقراطي بن كلينتون سنة ‪ 0669‬قانون إصالح الرعاية‬
‫والتي تراجعت الحكومة بموجبها عن دعم األسر الفقيرة واألسر التي تعيل األطفال‪ ،‬وبذلك‬
‫تقلص مستوى الدعم لهاته األسر من ‪ 00‬مليون شخص سنة ‪ 0662‬إلى ‪ 2.4‬شخص‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪.3119‬‬

‫‪ -1‬أحمد بلعلبكي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.073‬‬


‫‪ 2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.281‬‬

‫‪882‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫لم يخفي اإلتحاد األوربي من انزعاجه نتيجة تزايد التغطية االجتماعية في فرنسا‪،‬‬
‫والذي أعتبرها ال تخدم القيم الليبرالية‪ ،‬كما أنها تعطل عجلة التنمية نتيجة لتوسع في‬
‫فرض الضرائب على المؤسسات والشركات ورجال األعمال لتغطية التكاليف االجتماعية‬
‫الباهظة‪ ،‬وارتفع نسبة الشيخوخة ومعها رواتب وأجور المتقاعدين مقارنة بالعمال‬
‫‪1‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫إن التوجه السياسي واالقتصادي الجديد قوض من سلطة الدولة القومية‪ ،‬وانعكست‬
‫توصياته على مؤسساتها وعلى مواطنيها وحتى على برامجها المحلية‪ ،‬هذا وإن االستجابة‬
‫للضغوط الخارجية في حد ذاتها تتفاوت من دولة إلى أخرى ويعود ذلك إلى شرعية‬
‫األنظمة في حد ذاتها ومشروعيتها ونوع النظام فيها ‪ ،‬فاألنظمة المستبدة تستمد في‬
‫الغالب شرعيتها من خلفيات تاريخية وثورية وتمتاز بضعف عالقتها مع مجتمعها الداخلي‬
‫الناقم عليها‪ ،‬الذي هو أصال يشكل تربة خصبة للتغيير‪ ،‬وبالتالي فاستقرارها ظاهري‬
‫لحظي يمكن أن يسقط في وقت الحق مثل ثورات الربيع العربي‪.‬‬
‫لهذا تسعى هذه الدول جاهدة إلى توطيد عالقتها وربطها بالدول الخارجية (اإلستقواء‬
‫بالخارج) من أجل البقاء أطول مدة في السلطة‪ ،‬وتبدي بذلك استعدادا كامال لقبول‬
‫اإلمالءات والشروط المفروضة عليها كدعامة أساسية لبقائها ‪ ،‬كما تقدم من أجل ذلك‬
‫تنازالت شتى‪ ،‬وهذا على النقيض من الدول الديمقراطية حيث أن عصب استقرارها‬
‫السياسي وسند بقائها‪ ،‬ال يتأتى وال يتاح إال باالستماع إلى أصوات المواطنين واالهتمام‬
‫بحل مشاكلهم وانشغاالتهم فتضمن بذلك والئهم وتأييدهم‪ ،‬وتتوحد أهداف القاعدة والقمة‬
‫بعيدا عن المصالح الضيقة والشخصية‪ ،‬لتشكل الحقا حصنا منيعا أمام أي تدخل أجنبي‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬جدلية صنع سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪:‬‬
‫سنحاول هنا تقيم ومقارنة كال النظامين (الجزائري والفرنسي) من حيث تأثير‬
‫الفواعل الرسمية وغير الرسمية في نسج وبناء مختلف البرامج والسياسات في مجال‬

‫‪ -1‬كاثرين شكدام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪822‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الضمان االجتماعي‪ .‬ولقد ركزت الدراسة على موضوع التقاعد لعدة اعتبارات وجوانب‬
‫كما أن له حساسية‬ ‫حيث أنه أساس التعويض في منظومة الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫اجتماعية وسياسية واقتصادية‪ ،‬فاألحزاب والنقابات والحكومة ال تتحرك وال تدق ناقوس‬
‫الخطر‪ ،‬بسبب تعويض األدوية أو تعويضات الخاصة باألمومة‪..‬إلخ‪ ،‬أو بمعنى أخر‬
‫تكون ردة فعلها أقل‪ ،‬إذا قارنها بأي تعديل قد يط أر على قوانين التقاعد‪.‬‬
‫‪ -1‬تعديل قانون التقاعد في الجزائر ( إلغاء التقاعد النسبي )‪:‬‬
‫ألهب اقتراح الحكومة مشروع تعديل قانون التقاعد الساحة السياسة في الجزائر‬
‫على اختالف أطيافها (نقابات‪ ،‬أحزاب سياسية‪ ،‬الرأي العام‪..‬إلخ)‪ ،‬وشهد هذا القانون‬
‫مشاد ات كبيرة في البرلمان وخاصة من طرف نواب المعارضة‪ ،‬وقد أشاد النائب إبراهيم‬
‫بولقان في إجراء الحكومة في إلغاء التقاعد النسبي‪ ،‬لما له من أضرار حسبه على‬
‫االقتصاد وعلى المؤسسات الوطنية التي تشهد نزيفا حادا من العمال‪ ،‬وأستعمل عبارة‬
‫هروبهم‪ ،‬كما دافع عن خيار الحكومة من جهة حفاظها على توازن الصندوق الوطني‬
‫لتقاعد‪ ،‬ألن التقاعد النسبي يحد من القدرات المالية لصندوق التقاعد‪ ،‬فعشرة سنوات من‬
‫‪ 41‬سنة إلى ‪ 91‬سنة عوض أن يسدد العامل فيها اشتراكاته اتجاه صندوق التقاعد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فبالعكس يصبح يتقاضى راتبه من هذا الصندوق‪.‬‬
‫وساند هذا الرأي النائب سليمان سعداوي الذي كان عضوا في لجنة الميزانية‪،‬‬
‫وتسأل هذا النائب عن البديل أو المخرج من هذه المعضلة‪ ،‬ألن االستمرار في هذا‬
‫القانون من شأنه أن يؤثر سلبا على بقاء الموارد البشرية المؤهلة ذات الخبرة من إطارات‬
‫وكفاءات يصعب تعويضها‪ ،‬كما يستنزف مالية صندوق التقاعد‪.2‬‬

‫‪ - 1‬الجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬مناقشة مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون ‪ 03-71‬المؤرخ‬
‫في ‪ 3‬جويلية ‪ 0671‬والمتعلق بالتقاعد المعدل والمتمم‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم األحد ‪ 39‬نوفمبر ‪ ،3109‬الدورة‬
‫البرلمانية العادية ‪ ،3109-3109‬ص‪.2‬‬
‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪821‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫فيما أبد النائب عبد الكريم منصوري استغرابه من قرار الحكومة في تصنيف‬
‫بعض الوظائف واألعمال بالشاقة‪ ،‬ألن ذلك من شأنه أن يفتح باب التأويالت وعدم‬
‫العدالة بين العمال‪ ،‬وأضاف أن األصل في دراسة هذا الموضوع يعود إلى الثالثية‪ ،‬كما‬
‫شدد على ضرورة عدم تسييس هذا الموضوع‪.1‬‬
‫أما نواب حزب العمال كان لهم رأيا مغاي ار فقد دافعو بشراسة على خيار التقاعد‬
‫النسبي‪ ،‬وفي تدخل النائب رشيد خان عن حزب العمال‪ ،‬أبدا هذا النائب تأسفه كون أن‬
‫الحكومة تسرق من العمال أهم مكتسباتهم‪ ،‬وبالنسبة لحجة الحكومة في إفالس صندوق‬
‫التقاعد‪ ،‬فتستطيع هذه األخيرة سد هذا المنفذ المالي بواسطة استرجاع الضرائب غير‬
‫المحصلة‪ ،‬وفرض الضريبة على الثروة‪ ،‬أما النائب سعيد جنداوي فقد اتهم الحكومة‬
‫صراحة بتغيب الحوار وتهميش النقابات‪ ،‬كما أن ق ارراتها ارتجالية فاجأت الطبقة التشغيلية‬
‫التي تعاني من انعدام الحوافز‪ ،‬ما دفعها إلى الهروب من المؤسسات واإلدارات دفعة‬
‫واحدة‪ .2‬وهو ماسانده النائب رحيمة بن بسه والتي قالت صراحة "عيب على الحكومة أن‬
‫تحتقر عقول وذكاء العمال وحنكة النقابات" واتهمت الحكومة باتخاذ القرار مسبقا وبأنها‬
‫حكومة دكتاتورية وأن البرلمان بات بال روح وال معنى‪ ،‬وهذا ردا على مسئولي الدولة‬
‫‪3‬‬
‫الذين صرحوا بأن قانون التقاعد ال رجعة فيه‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعديل قانون التقاعد في فرنسا‪ :‬سبقت الحكومة الفرنسية نظيرتها الجزائرية في‬
‫إحداث تعديالت في قانون التقاعد وجاءت كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬رفع سن التقاعد من ‪ 91‬إلى ‪ 93‬سنة تدريجيا إلى غاية ‪.3107‬‬
‫‪ -‬رفع سن التقاعد من ‪ 94‬إلى ‪ 99‬سنة بالنسبة لألشخاص الذين لم يؤدون مدة عمل‬
‫تؤهلهم للحصول على تقاعد كامل‪.‬‬

‫المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪3‬‬
‫المرجع اآلنف الذكر ص‪.3‬‬

‫‪828‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪ -‬زيادة مدة العمل بسنة واحدة حيث ستصبح مطلع سنة ‪ 20.4 3131‬عاما عوض‬
‫‪21.4‬‬
‫‪ -‬زيادة االقتطاعات الموجهة لتقاعد على أجور ومرتبات الموظفين في القطاع العام‬
‫لترتفع من ‪ % 9.74‬إلى ‪ % 01.44‬سنة ‪.3131‬‬

‫ولقد وافق البرلمان الفرنسي في أكتوبر ‪ 3101‬على هاته اإلصالحات بغالبية‬


‫‪ 199‬صوت مقابل ‪ 311‬صوت منهيا بذلك الجدل الذي آثاره هذا القانون‪ ،‬لكن لن يتم‬
‫إقرار القانون إال في منتصف نوفمبر المقبل ( سنة ‪ ) 3101‬بعد النظر في الطعون‬
‫‪1‬‬
‫المقدمة للمجلس الدستوري الفرنسي من قبل الحزب االشتراكي المعارض‪.‬‬
‫وتعتبر فرنسا من الدول السباقة التي انتهجت فكرة الحوار الثالثي مابين الحكومة‬
‫‪2‬‬
‫والنقابة وأرباب العمل رغم كم االحتجاجات الذي يعكر ساحات برج إيفل في كل مرة‪.‬‬
‫لطالما كانت قوانين العمل والضمان االجتماعي في فرنسا تخلق جدال واسعا بين‬
‫"‬ ‫مختلف أطياف ومكونات المجتمع الفرنسي برمته فقبيل وصول الرئيس الفرنسي‬
‫‪ ،"Emmanuel macron‬آثار إصالح قانون العمل الفرنسي (قانون "الخمري" نسبة‬
‫لوزيرة العمل الفرنسية) جدال حادا بين مختلف الفواعل السياسية والنقابية‪ ،‬حيث قررت‬
‫الحكومة تمرير هذا القانون دون الرجوع إلى البرلمان (الجمعية الفرنسية ومجلس الشيوخ)‬
‫وهذا باالعتماد على نص المادة ‪ 1-26‬من الدستور والتي تتيح لهذه األخيرة إقرار مشروع‬
‫‪3‬‬
‫اإلصالح‪ ،‬دون طلب التصويت عليه في البرلمان في غياب األغلبية‪.‬‬

‫‪ www.bbc.com -1‬تاريخ االطالع‪ 03 :‬ماي ‪ 3106‬على الساعة ‪.31.11‬‬


‫‪ -2‬كاثرين شكدام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ www.bbc.com - 3‬تاريخ االطالع‪ 03 :‬ماي ‪ 3106‬على الساعة ‪.30.11‬‬

‫‪822‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫ويرى المتتبعون لشأن الفرنسي أن هذا القانون سيكون تأثيره سلبيا على الحزب‬
‫الحاكم‪ ،‬قبيل االنتخابات الرئاسية الفرنسية‪ ،‬واستطاع المعارضون لهذا القرار (اليسار‬
‫والنقابات) جمع أكثر من مليون توقيع‪ ،‬وينص هذا القانون على نقطتين أساسيتين وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬إمكانية تسريح العامل دون اخذ رأيه ودون مع عدم منحه تعويضات الخبرة‬
‫والتسريح " و الطرد التعسفي " وهذا في حاالت األزمة االقتصادية وتراجع‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫إمكانية زيادات ساعات العمل في المؤسسات والشركات الصغيرة بدون مقابل‪ ،‬مع‬ ‫‪-‬‬
‫غياب التحديد الفعلي لساعات وأوقات العمل فيها‪.‬‬

‫كما أن قوانين التقاعد يمكن أن تكون كورقة لتهدئة غضب الشارع‪ ،‬حيث حاول‬
‫الرئيس الفرنسي إيمانوال ماكرون تقديم بعض اإلعفاءات الضريبية على أجور‬
‫المتقاعدين‪ ،‬مع رفع األجر األدنى المضمون وهذا ألصحاب "السترات الصفراء"‪ ،‬حيث‬
‫يرتدي سائقي سيارات األجراء والحافالت سترات صفراء يفرضها القانون الفرنسي‪ ،‬ويفرض‬
‫كذلك غرامة ‪ 341‬دوالر على عدم ارتدائها‪ ،‬لكنها سرعان ما تحولت كشبح يؤرق كاهل‬
‫الحكومة الفرنسية‪ ،‬فبعد إقرار زيادات البنزين نتيجة ارتفاع أسعار البترول وزيادة الضرائب‬
‫على الكربون والد يزيل للحيلولة دون انبعاث الغازات والتلوث الجوي‪ ،‬لكن اقتناء سيارات‬
‫أقل انبعاثا للغازات الضارة ال يتاح للفئات محدودة ومتوسط الدخل‪ ،‬ما أجج نار الحراك‬
‫الشعبي وأصبح يوم السبت يوما أسودا على ماكرون وحكومته‪ ،‬من قبل أعداد هائلة من‬
‫المحتجين والذي ال يعرف لهم انتماء سياسي أو نقابي معين‪ ،‬ليتسع نطاق طلباتهم لتشمل‬
‫المساواة في توزيع الثروة وإصالح قوانين العمل والضمان االجتماعي وكل ما يخض‬
‫‪2‬‬
‫الوضع االجتماعي (السياسة االجتماعية)‪.‬‬
‫لقد حاول الرئيس الفرنسي "‪ "Emmanuel macron‬في خطاب بث على‬
‫التلفزيون الرسمي الفرنسي في ‪ 01‬ديسمبر ‪ 3107‬تهدئة غضب الشارع الفرنسي‪،‬‬

‫‪ www.Arabic.euronews.com. -1‬تاريخ االطالع‪ 09 :‬ماي ‪ 3106‬على الساعة ‪.09.11‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ https://www.france24.com -‬تاريخ االطالع‪ 34 :‬ماي ‪ 3106‬على الساعة ‪.06.11‬‬

‫‪825‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫باإلعالن عن حزمة من اإلجراءات‪ ،‬تدخل كلها في منحى السياسة االجتماعية وفي‬


‫تحسين القدرة الشرائية وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬رفع األجر الوطني األدنى المضمون ب ‪ 011‬أوروا مطلع سنة ‪( 3106‬مع إعفائها‬
‫من اقتطاعات الضرائب والضمان االجتماعي‬
‫‪ -‬التخفيض من الرسوم المرتفعة على رواتب المتقاعدين‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الضريبة لفائدة العمال الذين يمارسون ساعات عمل إضافية بعد العمل‬
‫(اإلعفاء يخص إلغاء الضريبة عن الساعات اإلضافية وليس على كل المرتب)‪.‬‬

‫لقد وحدت إصالحات " ‪ " Emmanuel macron‬في مجال السياسة‬


‫االجتماعية‪ ،‬المعارضة السياسة في فرنسا‪ ،‬والتي قابلتها بنوع من االستغراب والسخرية‪،‬‬
‫فها هو زعيم اليسار المتطرف ‪ ،‬يرى أن حفنة النقود التي وعد الرئيس بتقديمها لن تهدئ‬
‫من روع االحتجاجات ومن غضب الشارع متوعد إياه بسبت أسود أخر وبحشود عظمى‪،‬‬
‫كما أعلن نوابه عن نيتهم في إطالق مبادرة لحجب الثقة عن الحكومة‪.‬‬
‫"‬ ‫أما زعيمة اليمين المتطرف ومنافسته السابقة في االنتخابات الرئاسية الفرنسية‬
‫‪ ،" Marine lepen‬فشبهت الخطوات التي اتخذها ماكرون بالتراجع الذين يعين صاحبه‬
‫على القفز بشكل أفضل‪ ،‬أما رئيس الكتلة البرلمانية لحزبها فقد صرح أن الحكومة وضعت‬
‫في موقف محرج‪ ،‬يمتاز بالسبق عن كل الحكومات األنفة‪ ،‬وهو يقصد بذلك الكم الهائل‬
‫من التساؤالت التي تهاطلت عليها من قبل مختلف التشكيالت السياسية والنقابية‬
‫والشعبية‪.2‬‬
‫وفي الشأن النقابيّ أوضحت الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) أن ماكرون "ال‬
‫يفهم شيئا من الغضب الذي يتم التعبير عنه " وهذا في إشارة إلى مدى ابتعاد إجراءاته‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 34 :‬ماي ‪ 3106‬على الساعة ‪.31.24‬‬
‫‪ https://www.france24.com -2‬تاريخ االطالع ‪ 3106/19/09 :‬على الساعة ‪.01.11‬‬

‫‪824‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫عن مطالب المحتجين‪ ،‬أما الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل (سي أف دي تي)‬
‫وهي نقابة توصف باالعتدال فأعتذر "‪ "Laurent binet‬عن اإلدالء بأي تصريح‬
‫‪1‬‬
‫مرجعـ ـا ذلك إلى دراسة عرض الرئيس‪.‬‬
‫يذكر أن هذه التدابير المتخذة من قبل الرئيس الفرنسي ثمانية عشر مليار يورو وهذا‬
‫ما عبرت عنه الحكومة الفرنسية وفقا لناطق الرسمي باسمها ‪ ،‬كما لم يخفي رئيس‬
‫الجمعية الفرنسية من العجز سيتخطى حاجز ‪ %1‬ولكن للوهلة األولى وبشكل مؤقت‪،‬‬
‫بعدها ستستعيد الميزانية عافيتها‪ ،‬وهذه الرسالة قد تكون موجهة للخارج أكثر من أي جهة‬
‫أخرى وهذا إلقناع الشركاء األوربيين والتي جاءت ردود فعلهم حذرة‪ ،‬حيث أعلنت بروكسل‬
‫أنها سترى كيف ستتأثر ميزانية فرنسا بعد إجراءات ماكرون‪ ،‬وهو االتجاه الذي يراه‬
‫"‪ "Faldabes feksis‬الذي يشغل منصب المفوض األوربي لالستقرار المالي والخدمات‬
‫المالية حين صرح لوسائل اإلعالم الفرنسية أنه ال يمكن الحكم على إصالحات ماكرون‬
‫‪2‬‬
‫قبل ترجمتها على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ -1‬بقية المخاطر األخرى‪ :‬ألزمت الحكومة الجزائرية صناديق الضمان االجتماعي‬
‫بتعويضات خارج اختصاصه‪ ،‬حيث كان له بعد سياسي ولم يراعى أي اعتبار للجانب‬
‫المالي ‪ ،‬كتعويض ضحايا أكتوبر ‪( 0677‬قامت الدولة الجزائرية بتحميل صندوق‬
‫الضمان االجتماعي بتعويض ضحايا المأساة الوطنية واألحداث الدامية في تلك الفترة)‪.‬‬
‫بعيدة عن قوانين المسؤولية المدنية‪ .‬حيث كبدت صندوق الضمان االجتماعي مبالغ‬
‫ضخمة فاقت ‪ 76.494.102‬دينار جزائري‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 3106/19/09 :‬على الساعة ‪.01.11‬‬


‫‪ -2‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 3106/19/09 :‬على الساعة ‪.01.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عكاش فضيلة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.039‬‬

‫‪825‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫أما في فرنسا فقد تم إنشاء صندوق للضمان خاص بضحايا اإلرهاب في ‪16‬‬
‫سبتمبر ‪ ،0679‬تابع لو ازرتي العدل والمالية وذلك بعد صراع بين قطبي البرلمان في‬
‫فرنسا (الجمعية الوطنية‪ ،‬مجلس الشيوخ)‪.1‬‬
‫على الرغم من توسع الحكومة الجزائرية في مجال التغطية الصحية وتعويضات‬
‫األدوية‪ ،‬لكن هناك بعض التدابير واإلجراءات التي كان لها أثر سلبي حيث أن إلغاء‬
‫تعويض بعض األدوية سنة ‪ 0667‬وذلك بقرار وزاري مشترك‪ ،‬خلف استياء كبير من‬
‫طرف جمعيات المرضى واألطباء‪ .‬حيث عبرت النقابة الوطنية للصناعة الصيدالنية عن‬
‫استنكارها لهذا اإلجراء‪ ،‬الذي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على الصناعة الصيدالنية‪،‬‬
‫وفقدان العديد من العمال لمناصب عملهم‪ ،‬كما أن تحويل دفع بعض اإلعانات العائلية‬
‫التي كانت تمول من طرف الدولة‪ ،‬وجعلها على عاتق المؤسسات الوطنية وأرباب العمل‬
‫(المستخدم) سنة ‪ ،0662‬أثقل كاهل المؤسسات المفلسة والشركات الخاصة‪ ،‬وحملها على‬
‫توظيف في كثير من األحيان عماال عزابا‪ ،‬على حساب العامل الذي يعول أسرة‪ ،‬لكن‬
‫الحكومة الجزائرية تداركت األمر واضطرت إلى إلغاء هذا القانون سنة ‪ .23111‬أما‬
‫فرنسا فكما رأينا سابقا فقد توسعت الحكومة في تقديم المنح العائلية( تسبيقات عائلية )‪،‬‬
‫وخصوصا للعائالت الفقيرة والتي تعيل عددا أكبر من األطفال‪ ،‬بل ذهبت إلى توظيف‬
‫أفراد يقومون على رعاية األطفال وكبار السن‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬انعكاس التوازنات المالية للضمان االجتماعي على قرارات النظام السياسي في‬
‫الجزائر وفرنسا‪:‬‬
‫تشكل التوازنات المالية لمنظومة الضمان االجتماعي تحديا كبي ار تسعى كل دولة‬
‫من خالل تدابير وسياسات نتهجها‪ ،‬إلى معالجة أي اختالالت أو أي نزيف مالي قد‬
‫يؤدي إلى عجز ميزانية صناديق الضمان االجتماعي بما يضمن ديمومتها واستمرارها‪،‬‬

‫‪ - 1‬موسى ديش ‪ «،‬النظام القانوني لتعويض ضحايا الجرائم اإلرهابية دراسة مقارنة»‪( ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،)3109 ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ -‬عكاش فضيلة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.013‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪825‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫وذلك بمحاولة زيادة اإليرادات على حساب النفقات مع ضمان تقديم خدمات سامية لعموم‬
‫المنتفعين‪ ،‬ولقد عمدت الحكومة الجزائرية إلى تحسين الوضعية المالية لصناديق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬عن طريق تطوير آليات وأدوات تحصيل االشتراكات‪ ،‬مع ترشيد نفقات‬
‫كنفقات المخصصة لألدوية مثال‪ ،‬كما ألغت التقاعد‬ ‫الموجهة لألخطار االجتماعية‬
‫النسبي والمطلق‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع من الزيادة في عجز صناديق الضمان االجتماعي في‬
‫اآلونة األخيرة‪.‬‬
‫على خالف اإلجراءات والخطط التي اتبعتها الحكومة الجزائرية‪ ،‬فلقد توسعت‬
‫الحكومة الفرنسية في تغطية المخاطر االجتماعية‪ ،‬مثل توظيف مساعدين اجتماعيين‬
‫يقومون على إعانة كبار السن والسهر على راحتهم‪ ،‬أو تقديم دعم لألسر التي بها أزواج‬
‫موظفين داخل القطاع العام أو الخاص ‪ ،‬لتشجيعهم على توظيف أعوان يقومون على‬
‫رعاية األطفال داخل المنازل‪ ،‬وتطوير منظومتها الصحية مع التوسع في نطاق األشخاص‬
‫المستفيدين من خدمات منظومة الضمان االجتماعي ليشمل األجانب والبطالين‪ ،‬وحاولت‬
‫من سنة إلى أخرى الزيادة من منافذ تمويل صناديق الضمان االجتماعي وفك الضغط‬
‫المالي عنها‪ ،‬عن طريق تبني إجراءات مالية جديدة مثل سن ضرائب جديدة (الضرائب‬
‫والرسوم الموجهة‪ ،‬والمساهمة االجتماعية المعممة)‪.‬‬
‫وسنحاول تفصيل الحالة المالية لمنظومتي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‬
‫عن الطريق الجدولين التاليين‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :11‬يبين الحالة المالية لصناديق الضمان االجتماعي من سنة ‪- 2111‬‬
‫‪( 2111‬الوحدة مليون د ج)‬

‫‪822‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬
‫‪2119‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬
‫‪211221‬‬ ‫‪211221‬‬ ‫‪111911‬‬ ‫‪112229‬‬ ‫‪119111‬‬ ‫‪111122‬‬ ‫‪112111‬‬ ‫‪112111‬‬ ‫‪22112‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪121112‬‬ ‫‪191121‬‬ ‫‪111222‬‬ ‫‪111222‬‬ ‫‪129111‬‬ ‫‪122129‬‬ ‫‪111211‬‬ ‫‪92119‬‬ ‫‪21112‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوضإ‬

‫‪21111+‬‬ ‫‪22191+‬‬ ‫‪9122+‬‬ ‫‪1211+‬‬ ‫‪9992+‬‬ ‫‪2222+‬‬ ‫‪2911+‬‬ ‫‪1122+‬‬ ‫‪1219+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪111221‬‬ ‫‪222211‬‬ ‫‪222911‬‬ ‫‪212121‬‬ ‫‪191111‬‬ ‫‪121211‬‬ ‫‪122111‬‬ ‫‪121111 112121‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪292121‬‬ ‫‪212211‬‬ ‫‪221121‬‬ ‫‪212211‬‬ ‫‪121911‬‬ ‫‪112111‬‬ ‫‪122221‬‬ ‫‪121111 121921‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوت‬

‫‪12211+‬‬ ‫‪1121+‬‬ ‫‪-2211‬‬ ‫‪2121-‬‬ ‫‪1121+‬‬ ‫‪11111+‬‬ ‫‪1211+‬‬ ‫‪1111-‬‬ ‫‪1221+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪19192‬‬ ‫‪11121‬‬ ‫‪12222‬‬ ‫‪11112‬‬ ‫‪11222‬‬ ‫‪11192‬‬ ‫‪9221‬‬ ‫‪11121‬‬ ‫‪9112‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪11119‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪12122‬‬ ‫‪11291‬‬ ‫‪12991‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪9212‬‬ ‫‪2219‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوضإغأ‬

‫‪1121+‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪-221‬‬ ‫‪1211-‬‬ ‫‪2212-‬‬ ‫‪1112-‬‬ ‫‪111-‬‬ ‫‪121+‬‬ ‫‪221+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪11121‬‬ ‫‪21112‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11229‬‬ ‫‪12211‬‬ ‫‪12221‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11211‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪2111‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫‪1121‬‬ ‫‪1112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2221‬‬ ‫‪2221‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوتب‬

‫‪1121+‬‬ ‫‪11211+‬‬ ‫‪+12111‬‬ ‫‪11229+‬‬ ‫‪12112+‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111+‬‬ ‫‪+11221‬‬ ‫‪1122+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪11211‬‬ ‫‪11121‬‬ ‫‪11129‬‬ ‫‪2921‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪111122‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2121‬‬ ‫‪2121‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪11119‬‬ ‫‪11229‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪1112‬‬ ‫‪2122‬‬ ‫‪122129‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪1219‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوعبر‬

‫‪1292+‬‬ ‫‪2112+‬‬ ‫‪2292+‬‬ ‫‪1911+‬‬ ‫‪1112+‬‬ ‫‪2222+‬‬ ‫‪211+‬‬ ‫‪1212+‬‬ ‫‪221+‬‬ ‫الفرق‬
‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬
‫‪292121‬‬ ‫‪222112‬‬ ‫‪212922‬‬ ‫‪229121‬‬ ‫‪229221‬‬ ‫‪211222‬‬ ‫‪112112 291212‬‬ ‫اإليرادات‬
‫صوضإ‬
‫‪212221‬‬ ‫‪211221‬‬ ‫‪192192‬‬ ‫‪112111‬‬ ‫‪122221‬‬ ‫‪221121‬‬ ‫‪221111 219122‬‬ ‫النفقات‬

‫‪822‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪21111+‬‬ ‫‪21212+‬‬ ‫‪19229+‬‬ ‫‪22191+‬‬ ‫‪111111+ 191212+‬‬ ‫‪111211+ 21191+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪129122‬‬ ‫‪192219‬‬ ‫‪112222‬‬ ‫‪111119‬‬ ‫‪299299‬‬ ‫‪121111‬‬ ‫‪222111 111211‬‬ ‫اإليرادات‬


‫صوت‬
‫‪1112121‬‬ ‫‪1112112‬‬ ‫‪911121‬‬ ‫‪192212‬‬ ‫‪122111‬‬ ‫‪212221‬‬ ‫‪211111 121111‬‬ ‫النفقات‬

‫‪219121-‬‬ ‫‪111212-‬‬ ‫‪211121-‬‬ ‫‪121911-‬‬ ‫‪22112- 111221+‬‬ ‫‪19112+ 11212+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪11292‬‬ ‫‪11121‬‬ ‫‪21119‬‬ ‫‪12111‬‬ ‫‪12222‬‬ ‫‪11129‬‬ ‫‪22292‬‬ ‫‪21112‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪29111‬‬ ‫‪22129‬‬ ‫‪21221‬‬ ‫‪11211‬‬ ‫‪11219‬‬ ‫‪21119‬‬ ‫‪21112‬‬ ‫‪21211‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوضإغأ‬

‫‪12222+‬‬ ‫‪21211+‬‬ ‫‪2221+‬‬ ‫‪1111+‬‬ ‫‪2111+‬‬ ‫‪2111+‬‬ ‫‪211+‬‬ ‫‪1212+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪29111‬‬ ‫‪22111‬‬ ‫‪121222‬‬ ‫‪21111‬‬ ‫‪22121‬‬ ‫‪21211‬‬ ‫‪12122‬‬ ‫‪12212‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪29221‬‬ ‫‪12929‬‬ ‫‪111221‬‬ ‫‪22222‬‬ ‫‪21229‬‬ ‫‪12219‬‬ ‫‪11122‬‬ ‫‪2122‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوتب‬

‫‪11212-‬‬ ‫‪21111+‬‬ ‫‪22992+‬‬ ‫‪12212+‬‬ ‫‪11112+‬‬ ‫‪2112+‬‬ ‫‪1121+ 11111+‬‬ ‫الفرق‬

‫‪11191‬‬ ‫‪12221‬‬ ‫‪29222‬‬ ‫‪21211‬‬ ‫‪22212‬‬ ‫‪22112‬‬ ‫‪22192‬‬ ‫‪19129‬‬ ‫اإليرادات‬

‫‪22112‬‬ ‫‪22911‬‬ ‫‪21212‬‬ ‫‪21191‬‬ ‫‪21222‬‬ ‫‪21111‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪12912‬‬ ‫النفقات‬ ‫صوعبر‬

‫‪1222+‬‬ ‫‪1119+‬‬ ‫‪1121+‬‬ ‫‪2211+‬‬ ‫‪1221+‬‬ ‫‪1221+‬‬ ‫‪1119+‬‬ ‫‪1112+‬‬ ‫الفرق‬


‫ص‪.‬و‪.‬ع‪.‬ب‪.‬ر الصندوق الوطني‬
‫للعطل المدفوعة األجر والبطالة‬ ‫ص‪.‬و‪.‬ض‪.‬إ‪.‬غ‪.‬أ ( الصندوق‬ ‫ص‪.‬و‪.‬ض‪.‬إ ( الصندوق الوطني‬
‫الناجمة عن سوء األحوال الجوية‬ ‫الوطني‬ ‫ق‬ ‫الصندو‬ ‫ب‬ ‫‪.‬‬‫ت‬ ‫‪.‬‬‫و‬ ‫‪.‬‬‫ص‬ ‫الوطني‬ ‫ق‬‫الصندو‬ ‫(‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬‫‪.‬‬ ‫ص‬
‫الوطني للضمان االجتماعي‬ ‫لضمان االجتماعية للعمال األجراء‬
‫واألشغال‬ ‫البناء‬ ‫لقطاعات‬ ‫للتأمين عن البطالة‬ ‫لتقاعد )‬
‫العمومية والري‬ ‫للعمال غير األجراء‬ ‫)‬

‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصاء بالجزائر‪.‬‬


‫‪822‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫عرفت صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر أريحية مالية وساعدها على ذلك‬
‫طبيعة النظام الريعي المتبع‪ ،‬حيث شهدت هاته الفترة زيادة كبيرة في مداخيل الدولة جراء‬
‫ارتفاع أسعار البترول مما انعكس على طبيعة النفقات االجتماعية والتمويالت المالية‬
‫المقدمة لصناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث يستفيد صندوق التقاعد من ‪% 1‬من الجباية‬
‫البترولية‪ ،‬في استثناء الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال غير األجراء‪ ،‬والذي‬
‫عرف صعوبات خالل سنوات ‪ ، 3119-3119-3114‬لكن سرعان ما استعاد عافيته‬
‫وتوازنه في السنوات الالحقة‪.‬‬
‫ويرجع ذلك إلى أن هذا الصندوق حديث النشأة حيث جاء كنتيجة لالنفتاح‬
‫االقتصادي‪ ،‬كما يلقى دائما صعوبات جمة في تحصيل اشتراكاته بسبب تهرب المؤمنين‬
‫من دفعها‪ ،‬ضف إلى ذلك تفشي ظاهرة االقتصاد الموازي حيث أن الكثير من العمال‬
‫غير األجراء ال يقومون باالنتساب وتسجل أنفسهم لدى مصالح الصندوق‪.‬‬
‫لكن قرار رئيس الجمهورية القاضي بحل جهاز الحرس البلدي سنة ‪ ،2112‬الذي‬
‫أصبح حسبه يهدد أمن البالد‪ ،‬وهذا في إشارة إلى قيام أعوان الحرس البلدي بتنظيم‬
‫احتجاجات ومسيرات طالبوا فيها السلطة باالستجابة لمطالبهم‪ ،‬ويبلغ عدد أعوان جهاز‬
‫الحرس البلدي ‪ 61‬ألف‪ ،‬حيث أحيل ‪ 22149‬عون إلى التقاعد‪ ،‬وهذا ما آثر سلبا على‬
‫صندوق التقاعد‪ ،‬زد على ذلك انتشار خبر نية الحكومة على إلغاء التقاعد المسبق دفع‬
‫بالكثير من العمال إلى وضع ملفات التقاعد على مستوى وكاالت صناديق التقاعد‬
‫الوالئية‪.‬‬
‫لقد مثل قرار الحكومة تحميل الصندوق الوطني لتقاعد أعباء تخليص أعوان‬
‫الحرس البلدي‪ ،‬حلقة جديدة من مسلسل الق ار ارت الغير عقالنية التي ليس لها أي أساس‬
‫اقتصادي‪ ،‬وإنما يعود إلى إرادة النظام السياسي في طي ملف الحرس البلدي‪ ،‬الذي‬
‫ارتبط وجوده بحساسية الملف األمني‪.‬‬
‫في حين يقوم التوازن المالي في صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا على‬
‫تغطية الفارق الحاصل بين اإليرادات والنفقات عن طريق خطة طويلة تقوم على التنبؤ‪،‬‬
‫وهذا لمعالجة اختالالت الميزانية و الجدول الموالي يوضح التوازن المالي لصناديق‬
‫الضمان االجتماعي في فرنسا ‪:‬‬
‫‪851‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الجدول رقم ‪ :21‬التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي في فرنسا للفترة ‪-2991‬‬
‫‪ (1122‬الوحدة ‪:‬مليار أوروا)‬
‫‪2119‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫السنوات‬
‫‪239.1‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪276.1‬‬ ‫‪299.2‬‬ ‫‪220.6‬‬ ‫‪233.7‬‬ ‫‪193.4‬‬ ‫‪370.9‬‬ ‫النفقات‬
‫‪214.9‬‬ ‫‪212.3‬‬ ‫‪270.3‬‬ ‫‪299.9‬‬ ‫‪241.6‬‬ ‫‪211.9‬‬ ‫‪149.1‬‬ ‫‪379.1‬‬ ‫االيرادات‬
‫‪30.9-‬‬ ‫‪6.9-‬‬ ‫‪9.7-‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪01.7‬‬ ‫‪9.4-‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫الفرق‬
‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫السنوات‬
‫‪277.9‬‬ ‫‪299.4‬‬ ‫‪294.0‬‬ ‫‪260.2‬‬ ‫‪299.9‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪227.4‬‬ ‫‪211.6‬‬ ‫النفقات‬
‫‪271.9‬‬ ‫‪291.4‬‬ ‫‪292.6‬‬ ‫‪293.7‬‬ ‫‪249.9‬‬ ‫‪220.6‬‬ ‫‪239.9‬‬ ‫‪217.0‬‬ ‫االيرادات‬
‫‪2.7-‬‬ ‫‪9.1-‬‬ ‫‪01.3-‬‬ ‫‪07.4-‬‬ ‫‪31-‬‬ ‫‪31.0-‬‬ ‫‪31.7-‬‬ ‫‪34.9-‬‬ ‫الفرق‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪RÉPUBLIQUE‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪LOI DE FINANCEMENT DE LA SECURITE SOCIALE 2019 en chiffres ,p3.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪irection de la recherche des études de l’évaluation et des‬‬
‫‪statistiques DREES , DOCUMENT DE TRAVAIL, n° 70 – octobre 2004,p21.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Patrick Morvan, Droit de La Protection Social,5 Édition, Paris : Lexis Nexis ,2011,p7‬‬

‫تحمل أرقام الجدول معطيات التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي لفرنسا‪،‬‬
‫والتي عرفت صعوبات مالية ابتداء من سنة ‪ ،3111‬وهذا ال يرجع إلى قلة موارد‬
‫الصناديق بقدر ما يرجع إلى توسع الحكومة في تغطية المخاطر‪ ،‬وهذا من خالل تبني‬
‫بعض التدابير التي ترجمة على شكل قوانين كقانون ‪ 37‬جويلية ‪ 0666‬الذي التزمت‬
‫بموجبه الحكومة على ضمان التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع‪ ،‬ولقد حذر‬
‫مجلس الشيوخ الحكومة كما تناولناه سابقا من المبالغة في التغطية االجتماعية والصحية‪.‬‬
‫ولكن يمكن أن نسجل ذلك التحسن المستمر من فترة زمنية إلى أخرى‪ ،‬بعد اقرار الحكومة‬
‫ضريبة مخصصة للمساهمة في تخفيض الدين االجتماعي ‪ CRDS ,‬ابتداء من سنة‬
‫‪ 1225‬وهي موجهة لتقليل مديونية الضمان االجتماعي‪ ،‬والقضاء على كل المديونية‬
‫مطلع ‪ 8284‬حيث تم تحيدي نسبة ‪ %2.4‬في كل سنة‪.‬‬
‫تشكل الجبهة االجتماعية محو ار أساسيا في بناء ق اررات النظام السياسي في فرنسا‪،‬‬
‫وهذا برغم من الصعوبات المالية التي تعرفها منظومة الضمان االجتماعي وبالرغم من‬
‫تحذيرات مجلس الشيوخ في فرنسا من مغبة اإلفراط في النفقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪858‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظام الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان مؤشرات العدالة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ع رف موضوع العدالة االجتماعية اهتماما عالميا كبيرا‪ ،‬ويستند أساسا على قياس‬
‫نجاعة أي نظام في إزالة الفوارق االجتماعية والطبقية بين مواطنيه‪ ،‬وهذا دعما لالستقرار‬
‫وضمانا لخلق اللحمة بين أفراد الشعب الواحد‪ ،‬وال شك أن الجزائر من الدول القليلة التي‬
‫ضمنت لمواطنيه ا مجانية الصحة والتعليم‪ ،‬وهذا مباشرة بعد نيل استقاللها‪ ،‬وكرست كال‬
‫من حق العمل والسكن في الدستور‪ ،‬محاولة بذلك تذليل الفوارق االجتماعية وتحقيق‬
‫االنسجام التام بين األفراد‪ ،‬وإذا كانت هذا الهدف يسموا ويعلو بها في مصاف الدول‬
‫االجتماعية‪ ،‬إال إن اقتصادها الريعي حشر التنمية والتطور وربطه بأسعار البترول‪.‬‬
‫أما فرنسا فرغم سيرها في المنهج الليبرالي وتحذيرات اإلتحاد األوربي‪ ،‬فإنها قدمت‬
‫نموذجا اجتماعيا يعتد به‪ ،‬السيما في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬فحاولت أن تعم بمزاياه‬
‫ليس فقط مواطنيها بل جميع سكانها أصليين أو أجانب‪ ،‬وفي الحقيقة إن مطلب تحقيق‬
‫العدالة االجتماعية يتطلب خلق ثروة وليس االكتفاء بمصدر واحد‪ ،‬فليس هناك أي حماية‬
‫اجتماعية دون تنمية اقتصادية‪ ،‬فال يمكن أن يتحقق الضمان االجتماعي على حساب‬
‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫كما ال يمكن أن يكون هناك ضمان اجتماعي لدولة تعتمد على الريع وهي حتى ال‬
‫تستطيع تحديد سعره‪ ،‬وإنما يخضع لق اررات دول أخرى‪.‬‬
‫إنه ليس هناك إجماع على مؤشرات العدالة االجتماعية‪ ،‬لكن يمكن تحديد أهمها والتي‬
‫تتماشى مع موضوع الضمان االجتماعي وهي (العدالة التشاركية‪ ،‬العدالة التوزيعية‪،‬‬
‫العدالة االقتصادية) كما أن مواضيعها تعني معدالت البطالة‪ ،‬واألجور‪ ،‬ورعاية المسنين‬
‫والمعاقين‪ ،‬والفوارق االجتماعية‪..‬إلخ‪ .‬والجدول الموالي يوضح لنا أهم مؤشرات العدالة‬
‫االجتماعية‬

‫‪852‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الجدول رقم ‪ :12‬مؤشرات العدالة االجتماعية‬


‫العدالة بين األجيال‬ ‫الصحة‬ ‫التماسك‬ ‫اإلدماج في سوق‬ ‫الحصول على‬ ‫مكافحة الفقر‬
‫االجتماعي وعدم‬ ‫العمل‬ ‫التعليم‬
‫التميز‬
‫‪ -‬السياسات العائلية‬ ‫‪-‬السياسات‬ ‫‪-‬سياسات‬ ‫‪ -‬معدل العمالة‪.‬‬ ‫‪-‬سياسات التعليم‪.‬‬ ‫‪-‬معدل الفقر‬
‫‪-‬سياسات المعاشات‬ ‫الصحية‪.‬‬ ‫اإلدماج‬ ‫‪ -‬العمالة بين كبار‬ ‫‪ -‬أداء الطالب‪.‬‬ ‫الفقر بين‬
‫التقاعدية‪.‬‬ ‫‪ -‬وفيات الرضع‪.‬‬ ‫االجتماعي‬ ‫السن‪.‬‬ ‫‪ -‬التعليم ما قبل‬ ‫األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات البيئية‪.‬‬ ‫‪ -‬متوسط العمر‪.‬‬ ‫‪-‬معامل جيني‬ ‫‪-‬معدال ت العمالة‬ ‫األساسي‪.‬‬ ‫‪ -‬الفقر بين كبار‬
‫‪ -‬انبعاثات ثاني‬ ‫‪ -‬الحالة الصحية‬ ‫‪-‬سياسات عدم‬ ‫حسب النوع االجتماعي‬ ‫السن‪.‬‬
‫أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫بالنسبة لمعدالت‬ ‫التميز‬ ‫‪-‬معدل البطالة‬
‫‪ -‬البحث والتطوير‬ ‫الدخل‪.‬‬ ‫‪-‬التباين في‬ ‫‪-‬البطالة طويلة األمد‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى الدين‬ ‫مستويات الدخل‬ ‫‪-‬بطالة الشباب‪.‬‬
‫القومي‪.‬‬ ‫بين النساء‬ ‫‪-‬معدل البطالة بين‬
‫والرجال‪.‬‬ ‫ذوي المهارات القليلة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬األمم المتحدة‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي اللجنة االقتصادية لغربي آسيا (األسكوا)‪ ،‬ورقة عمل "‬
‫العدالة االجتماعية في السياسات العامة لدول العريبة‪ .‬ص ‪.33‬‬

‫وسنحاول في دراستنا هاته االقتصار على مؤشرات العدالة االجتماعية التي لها‬
‫عالقة بالضمان االجتماعي‪ ،‬مع مقارنة الجزائر وفرنسا بالعديد من دول العالم ‪ ،‬لذلك‬
‫سنتناول العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مؤشرات العدالة االجتماعية في مجال السياسة الصحية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص الرفاه االجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مؤشرات العدالة االجتماعية في مجال السياسة الصحية‪:‬‬
‫تشكل مؤشرات السياسة الصحية سندا حقيقيا لتقييم منظمومة الضمان االجتماعي‬
‫في الدول‪ ،‬فال يمكن فصل الرعاية الصحية عن مدى مقدرة هياكل ومؤسسات الضمان‬
‫االجتماعي في تغطية التكاليف مثل (األمومة‪ ،‬المرض‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬األمراض‬
‫المهنية‪..‬إلخ )‬

‫‪855‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫لقد احتل موضوع الصحة مكانة هامة في األجندة الدولية‪ ،‬ولذلك عرف في األونة‬
‫األخيرة اهتماما منقطع النضير‪ ،‬ألن تمتع اإلنسان بالصحة هو هدف أساسي لتنمية‬
‫البشرية‪ ،‬والجدول الموالي يوضح بعض المؤشرات الصحية على المستوى العالمي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬مقارنة بعض البلدان من حيث المؤشرات الصحية‬

‫عدد األطباء لكل‬ ‫نسبة وفيات األمهات لكل‬ ‫نسبة الوالدات بإشراف عاملين‬
‫‪ 11111‬ساكن‬ ‫‪ 111‬ألف مولود حي‬ ‫متخصصين مهرة (النسبة المئوية)‬
‫‪2111 - 2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111-2112‬‬ ‫الفترة الزمانية‬
‫‪03.0‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪69.9‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪69.2‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪20.6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪67.9‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪60.4‬‬ ‫مصر‬
‫‪21.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪66.0‬‬ ‫النرويج‬
‫‪06.3‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪66.0‬‬ ‫عمان‬
‫‪34.9‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪66.0‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على تقارير التنمية البشرية ( ‪ ) 8212 ،8225‬الصادرة عن البرنامج اإلنمائي‬
‫لألمم المتحدة‬

‫تحمل أرقام الجدول بعض النسب المئوية التي يمكن أن تشكل دالالت لتحديد مكانة‬
‫الرعاية الصحية في أجندة كل دولة على حدا‪ ،‬فنسب الوالدة في الجزائر بإشراف عاملين‬
‫متخصصين والتي يتضح لنا من خاللها للوهلة األولى على أن جهاز الصحة يقدم‬
‫خدمات مهنية وإسعافات راقية لألمهات في مرحلتي الحمل والوضع وبنسبة‬
‫‪(%69.9‬معدل سنوات من ‪ 3103‬إلى ‪ ،)3109‬لكن عند مقارنتها بفرنسا ‪ %69.2‬ثم‬
‫النرويج‪ ،‬عمان والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بنسبة ‪ %66.0‬في نفس الفترة يجعلنا نغير‬
‫الحكم‪ ،‬حيث أن الخدمات المقدمة للنساء المقبالت على الوضع هي متوسطة بل وحتى‬
‫ضعيفة عند رؤية أعداد األمهات الذين يموتون عند وضع أطفالهم‪ ،‬حيث تموت ‪ 021‬من‬
‫‪ 011111‬مولود حي (معدل سنوات من ‪ 3111‬إلى ‪ ،)3104‬وهو رقم مرتفع حتى‬

‫‪854‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫بالمقارنة مع دولة افريقية عربية مثل مصر التي تعاني الفقر‪ ،‬حيث استطاعت أن تحسن‬
‫من وضعية النساء الحوامل في نفس الفترة‪ ،‬وكارثية إذا ما قرنت بالنرويج ‪ 4‬نساء و‬
‫فرنسا ‪ 7‬نساء وألمانيا ‪ 9‬نساء لكل ‪ 011111‬مولود حي‪.‬‬
‫كما تعبر أرقام الجدول على قلة أعداد األطباء في الجزائر‪ ،‬حيث أن معدل التغطية‬
‫‪ 03‬طبيب لكل ‪ 01111‬ساكن يشكل ضعفا كبي ار بالنسبة لفرنسا وألمانيا ( ‪13‬و‪23‬‬
‫طبيب لكل ‪ 01111‬ساكن على التوالي )‪ ،‬وبعيدة كل البعد إذا ما قرنت بالنرويج ‪،‬‬
‫والنصف العدد إذا ما قرنت بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبالتالي تعرف الجزائر عج از‬
‫حقيقيا في مجال التغطية الطبية البشرية‪.‬‬
‫وعموما فالحكومة الجزائرية حاولت دعم القطاع الصحي بشتى اإلمكانيات‪ ،‬لكن رغم‬
‫كل ما تبذله الحكومة الجزائرية يعد غير كاف‪ ،‬وهذا بسبب الفساد اإلداري والمالي الذي‬
‫طالما كان عائقا وحجرة عثرة أمام كل ما أنفقته الحكومة في سبيل تطوير القطاع وتغطية‬
‫أعبائه‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص الرفاه االجتماعي‪:‬‬
‫تسعى مختلف األنظمة إلى تحقيق الرفاه االجتماعي في مجتمعاتها‪ ،‬عن طريق‬
‫توفير خدمات اجتماعية تشمل جوانب متعددة‪ ،‬لتحسين الحياة العامة لألفراد عن طريق‬
‫سن برامج وسياسات تخدم هذا الهدف‪ ،‬ويختلف الشعور بالرضاء العام من دولة إلى‬
‫أخرى والجدول التالي يوضح نسب ومؤشرات لها عالقة بالرضاء العام‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬الشعور بالرفاه لدى بعض الشعوب للفترة ‪ ( 3109-3103‬دراسة‬
‫مقارنة بين الجزائر وبعض الدول)‪.‬‬
‫الواليات المتحدة‬
‫النرويج‬ ‫عمان‬ ‫مصر‬ ‫ألمانيا‬ ‫فرنسا‬ ‫الجزائر‬ ‫المؤشرات‬
‫األمريكية‬
‫نوعية الرعاية الصحية(بالنسبة المئوية‬
‫‪99‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪17‬‬
‫للمجيبين بالرضا)‬
‫مستوى المعيشة (بالنسبة المئوية‬
‫‪72‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪99‬‬
‫للمجيبين بالرضا)‬

‫‪855‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الشعور باألمان بالنسبة لإلناث(بالنسبة‬


‫‪91‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪26‬‬
‫المئوية للمجيبين بنعم)‬
‫الرضا العام بالحياة( ‪ 1‬األقل رضا‪-‬‬
‫‪9.1‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪9,0‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪4.3‬‬
‫‪11‬األكثر رضا)‬
‫الثقة في حكومة البلد(بالنسبة المئوية‬
‫‪16‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪41‬‬
‫للمجيبين بنعم)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على تقارير التنمية البشرية ( ‪ ) 8212‬الصادرة عن البرنامج اإلنمائي لألمم‬
‫المتحدة ‪.‬‬
‫يصعب قياس شعور الرفاه عند األفراد‪ ،‬لكنه يرتبط بمحددات ومؤثرات يمكن لنا من‬
‫خالل تقييم مدى رضا األفراد وسعادتهم‪ ،‬ويحاول دائما علماء النفس واالجتماع على أن‬
‫تكون عينة مجتمع الدراسة تشمل كل مكونات المجتمع‪ ،‬وهذه بعض المؤشرات التي‬
‫يمكن أن تساعدنا على قياس مستوى الرفاه عند األفراد في مختلف دول العالم (نوعية‬
‫الرعاية الصحية‪ ،‬مستوى المعيشة‪ ،‬الشعور باألمان‪ ،‬الرضا العام بالحياة‪ ،‬الثقة في‬
‫الحكومة)‪ ،‬حيث توضح لنا نتائج الجدول أن ‪ %17‬من الجزائريين من هم راضون على‬
‫أداء القطاع الصحي‪ ،‬وهذا ألن قطاع الصحة مريض في الجزائر باعتراف حتى من‬
‫مسؤولي القطاع‪ ،‬كما تظهر أرقام الجدول على تطور المنظومة الصحية في مختلف‬
‫الدول الغربية‪ ،‬ففي فرنسا والواليات المتحدة األمريكية ( ‪ %99‬أكثر من ثالث أرباع‬
‫السكان راضون عن السياسات الصحية للحكومة ) وكالعادة تتسيد الدول األسكدنافية في‬
‫سياسات الرعاية الصحية بنسبة ‪ %77‬أي أن جل السكان هم راضون على أداء‬
‫في المستوى‬ ‫الحكومة‪ ،‬كما تتذيل الجزائر ومصر ترتيب دول الجدول المختارة‬
‫المعيشي ‪ %99‬و‪ %93‬على التوالي للمجيبين بنعم‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ضعف الدخل‬
‫الفردي وارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬وهو دائما أقل من الدول الغربية واالسكندينافية‪ ،‬التي‬
‫تعرف مستويات عالية من الدخول ( الدنمارك‪ ،‬النرويج‪ ،‬السويد‪..‬إلخ )‬
‫في حين يعتبر مؤشر الرضا عن الحياة من أهم مؤشرات الرفاه االجتماعي حيث‬
‫يمكن أن يشكل خالصة وعصارة موضوع الرفاه االجتماعي‪ ،‬مع أنه قد ال يعبر حقيقة‬
‫عن مستوى الرفاه االجتماعي‪ ،‬وهذا الرتباطه بمحددات نفسية تختلف باختالف قناعات‬
‫األفراد‪ ،‬كما أنه يرتبط أكثر بمستوى معيشة السكان لذلك عادة ما تكون نسبهما متقاربتان‪،‬‬

‫‪855‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫وتوضح أرقام الجدول أن نصف الجزائريين راضون عن حياتهم‪ ،‬وثلثي األفراد راضون‬
‫عن الحياة في فرنسا‪ ،‬بينما تتصدر النرويج الدول بثالث أرباع سكانها راضون عن‬
‫حياتهم‪ ،‬ولكن المفارقة العجيبة تعود الرتفاع معدالت الثقة في حكومات مصر والجزائر‬
‫‪ %93‬مقارنة بدول غربية كالواليات المتحدة األمريكية وفرنسا‪ ،‬ب ‪ %19‬وهذا ما يمكن‬
‫أنرجعه إلى خوف المواطنين من اإلدالء بآرائهم وتصريحاتهم حول سياسات الحكومة‪ ،‬أو‬
‫إلى هامش الحرية الممنوح لتلك الدول إذا ما قرنت بمستوى الديمقراطية في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية وفرنسا مثال‪.‬‬
‫أما في ما يخص حقوق المرأة فلقد خطت الدول الغربية خطوات عمالقة نحو تكريس‬
‫وترسيم حقوق المرأة‪ ،‬كما خلقت عدة قوانين تساهم في تحقيق المساواة بينها وبين الرجل‪،‬‬
‫أما دول العالم الثالث وعلى رأسها الدول العربية‪ ،‬فلقد عرفت تأخ ار في هذا الجانب نظ ار‬
‫لوجود موانع ومعوقات تحد من حرية المرأة كاألعراف و التقاليد و الدين‪ ،‬لكنها حاولت‬
‫تبني بعض اإلصالحات في هذا الجانب‪ ،‬وإن لم ترقى إلى مستوى تطلعات النساء هناك‬
‫( مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة والسماح لها بإدالء صوتها في االنتخابات البلدية في‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬وضمان مشاركتها السياسية في الجزائر) ويعتمد في قياس هذا‬
‫المؤشر عدة معايير مثل ( التحصيل العلمي للمرأة‪ ،‬مستويات الدخول‪ ،‬عمالة النساء‪،‬‬
‫المشاركة في الحياة السياسية‪..‬إلخ ) حيث أن نصف النساء أبدو عدم شعورهن باألمان‬
‫في الجزائر ‪ ،%26‬مع تسجيل ارتفاع طفيف في مصر‪ ،‬وهذا لتماثل المعطيات البيئية‬
‫والثقافية في البلدين‪ ،‬في حين أن الدول الغربية جاءت نسبها بين ‪% 91‬و ‪ %91‬في كل‬
‫من فرنسا وألمانيا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقاربت نسبة ‪ %61‬في النرويج‪.‬‬
‫في حين يوضح الجدول الموالي ترتيب الدول من حيث التزامها بمعاجلة التفاوت‬
‫بين األفراد أو االلتزام بانعدام المساواة‪:‬‬

‫‪852‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الجدول رقم ‪ :12‬مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة لعام ‪ - 2112‬ترتيب الدول‬
‫مرتبة مؤشر التزام بالحد من انعدام المساواة على‪:‬‬
‫حقوق العمل والحد‬ ‫السياسة الضريبية‬ ‫المرتبة اإلنفاق على الصحة والتعليم‬ ‫الدولة‬
‫األدنى من األجور‬ ‫التصاعدية‬ ‫والحماية االجتماعية‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الدنمارك‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪09‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪31‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫اليابان‬
‫‪41‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪21‬‬ ‫تونس‬
‫‪79‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪71‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪001‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪032‬‬ ‫‪012‬‬ ‫مصر‬
‫المصدر‪:‬المنظمة الدولية لتمويل التنمية وأكسفام‪ ،‬مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة ‪ ،2112‬أكتوبر ‪،3107‬‬
‫ص‪31‬‬

‫من خالل نتائج الجدول يتضح لنا أن الدنمرك تحتل ريادة الدول في االلتزام بالحد‬
‫من المساواة أو بتكريس العدالة االجتماعية وتخفيض التفاوت بين المواطنين‪ ،‬وإتاحة لهم‬
‫الحصول على نفس الفرص والخيارات‪ ،‬ألنها أدركت أن والالمساواة يمكن أن تغذي‬
‫التطرف وتشجع من ارتكاب الجرائم وتساهم في تفكك النسيج االجتماعي واألسري‬
‫وتقويض أسس التنمية كما هو طابع الدول االسكندينافية والدول الغربية األوربية‪ ،‬ففرنسا‬
‫تحتل هي األخرى المركز الثامن وهي رائدة في مجال العدالة االجتماعية‪ ،‬أما عربيا‬
‫فتونس تحتل ريادة الدول العربية وهذا بعد سقوط نظام بن علي‪ ،‬أما الجزائر فتتوسط‬
‫الدول العربية وهذا يمكن أن نعزوه لسلوكيات وممارسات المسؤولين مثل تفشي المحاباة‬
‫والمحسوبية وغياب الرقابة والشفافية واستشراء الفساد‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد‪:‬‬
‫تعتمد فكرة العدالة االجتماعية باألساس على تكافؤ الفرص بين األشخاص كما‬
‫تحث على التكافل في ما بينهم من أجل تخفيف حدة التفاوت‪ ،‬لذلك ارتبطت دائما‬

‫‪852‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫بمواضيع العمل الضمان االجتماعي‪ ،‬والجدول التالي يوضح بعض النسب الخاصة‬
‫بمعدالت العمل والبطالة واألشخاص المستفيدين من منح التقاعد‪.‬‬
‫الجدول رقم‪ :29‬بعض مؤشرات العمل والبطالة والتقاعد (دراسة مقارنة بين الجزائر وبعض الدول)‬
‫المسنون الحاصلون على‬
‫نسبة االعالة لكل ‪ 111‬ألف من‬ ‫القوى‬ ‫معدل بطالة الشباب (بالنسبة‬
‫معاشات التقاعد (النسبة‬
‫السكان(الفئة العمرية‪ 12-12‬سنة)‬ ‫العاملة‬ ‫المئوية للفئة العمرية ‪-12‬‬
‫المئوية من إجمالي السكان‬
‫سنة ‪2111‬‬ ‫الماهرة‬ ‫‪ 22‬سنة)‬
‫في السن القانونية للتقاعد)‬
‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬
‫‪2112 2112‬‬ ‫السنوات‬ ‫األطفال األقل من ‪ 12‬سنة‬ ‫‪2112 2112‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬
‫‪33.2‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪24.2‬‬ ‫‪46.3‬‬ ‫‪30.3‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪31.7‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪36.0‬‬ ‫‪73.9‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪7.0‬‬ ‫ألمانيا‬ ‫‪31.1‬‬ ‫‪79.4‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪32.7‬‬ ‫مصر‬ ‫‪42.4‬‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪39.9‬‬ ‫‪32.7‬‬ ‫مصر‬
‫‪7.9‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪39.3‬‬ ‫‪73.2‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫النرويج‬
‫‪-‬‬ ‫عمان‬ ‫‪37.7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عمان‬
‫الواليات‬ ‫الواليات‬
‫‪09.3‬‬ ‫المتحدة‬ ‫‪37.7‬‬ ‫‪69.1‬‬ ‫‪09.4‬‬ ‫‪09.3‬‬ ‫المتحدة‬
‫األمريكية‬ ‫األمريكية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على تقارير التنمية البشرية الصادرة عن البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة‬
‫من خالل استقرائنا لمعطيات الجدول يتبين لنا ارتفاع معدالت البطالة في الجزائر‬
‫مصر ‪ ،‬حيث بلغ معدل البطالة في الجزائر من ‪ 3117‬إلى ‪ 3109‬حوالي ‪ ،%33‬وهذا‬
‫يمكن إرجاعه إلى عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬والتي من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬البيروقراطية اإلدارية التي تتسبب في عزوف رجال األعمال عن االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تدخل الدولة في سوق العمل مثل‪( :‬ضمان األجر القاعدي األدنى‪ ،‬زيادة‬
‫الضرائب‪..،‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار األوضاع األمنية والسياسية والرؤية االقتصادية الواضحة المعالم في‬
‫أغلب الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب اإلرادة السياسية الحقيقية لحل مشكلة البطالة‪.‬‬

‫‪842‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪ -‬الزيادة الديمغرافية الهائلة وتزايد أعداد الشباب في دول العالم الثالث على العموم‬
‫والدول العربية خاصة‪ ،‬يتسبب في نمو قوة العمل سنويا‪.‬‬

‫تتميز الدول العربية واإلفريقية ودول عالم الثالث بأنها مجتمعات فتية‪ ،‬تتوفر على‬
‫طاقة شبابية هامة ‪،‬ونسبة األعمار في ميزان الضمان االجتماعي تشكل عامال مهما‪،‬‬
‫فزيادة الشباب العامل تشكل موردا هاما لمالية الضمان االجتماعي فهو يمثل اشتراك‪ ،‬أما‬
‫زيادة أعداد الشيخوخة فيمثل تكلفة على عاتق مؤسسات الضمان االجتماعي ( نفقا‬
‫التقاعد والعجز واألمراض ‪..‬إلخ )‪ ،‬لكن مشكل البطالة في هاته الدول قوض من القدرات‬
‫المالية لميزانيات الضمان االجتماعي‪ ،‬في حين أن الدول الغربية على الرغم من ارتفاع‬
‫مستوى العمر تحتل الريادة في مجال الضمان االجتماعي‪ .‬و تدل أرقام الجدول على‬
‫ضعف القدرات المهنية لدى الموظفين والعمال في الجزائر ومصر (‪ %46.3‬و‪)%47.0‬‬
‫وهذا بسبب (إهمال المورد البشري‪ ،‬عدم االستثمار في تطوير ورسكلة وتكوين العاملين‪،‬‬
‫تهميش الكفاءة الموجود أصال‪ ،‬هجرة األدمغة)‪ ،‬في حين أن الدول المتطورة تعطي أهمية‬
‫بالغة من خالل صرف أموال ضخمة على برامج التعليم والبحث العلمي ومراكز التكوين‪،‬‬
‫بل وتمنح امتيازات وتحفيزات للعمالة المؤهلة القادمة من الخارج‪ ،‬وهذا ما يفسر النسب‬
‫العالية للعمالة المؤهلة في تلك الدول(فرنسا ‪،%73.2‬ألمانيا ‪ ،%79.4‬النرويج ‪،%73.9‬‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ‪)%69.1‬‬
‫أما في جانب العناية بالمسنين واالهتمام بهم‪ ،‬فلقد وصلت الدول المتطورة إلى تقديم‬
‫خدمات راقية ال تتوقف فقط على منحهم رواتب وأجور عالية‪ ،‬ولكن ذهبت إلى أبعد من‬
‫ذلك‪ ،‬حيث أصبحت توظف أشخاصا يقومون على خدمتهم ورعايتهم من أجل ضمان‬
‫راحتهم والسهر على صحتهم‪ ،‬لذلك نجد نسب الحصول على معاشات التقاعد بالنسبة‬
‫للفئة التي وصلت إلى سن التقاعد هي ‪ ،%011‬في الكثير من الدول المتطورة‪ ،‬لكن هذا‬
‫ال يمنع من وجود مشكل التفكك األسري في الدول المتطورة‪ ،‬وضعف اهتمام األبناء‬
‫بآبائهم‪ ،‬وهذا ما خلف حيرة ودهشت علماء االجتماع‪.‬‬

‫‪841‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫أما النسب المنخفضة في الدول العربية على العموم‪ ،‬فيمكن إرجاعها إلى عدة عوامل‬
‫من بينها‪ ( :‬عدم اشتراك المسنين في هيئات الضمان االجتماعي في السابق‪ ،‬ضعف‬
‫القدرات التمويلية لصناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬ضعف برامج التضامن ‪..‬إلخ ) لذلك فإن‬
‫نسبة المسنين الحاصلين على معاشات التقاعد في الجزائر هي ‪ ، %91.9‬وهي ضعيفة‬
‫إذا ما قورنت بالدول المتطورة‪.‬‬

‫‪848‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫اتخذت الحكومة الجزائرية عدت إجراءات وتدابير في مجال الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫تهدف من خاللها إلى معالجة مشاكل المواطنين و التكفل األحسن بانشغاالتهم وتقريب‬
‫اإلدارة إليهم‪ ،‬وذلك من خالل تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتعميم استخدام اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وتكوين اليد العاملة المؤهلة‪ ،‬واالستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في هذا‬
‫القطاع‪ .‬لذلك سندرس في هذا المبحث العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تطوير الموارد البشرية ( إنشاء المدرسة العليا لضمان االجتماعي)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االتفاقيات الدولية بين الجزائر وفرنسا في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تطوير الموارد البشرية (إنشاء المدرسة العليا لضمان االجتماعي)‬
‫راهنت الحكومة الجزائرية على تطوير موردها البشري (رأس المال الفكري)‪ ،‬فهو‬
‫السبيل األساسي للعبور بالقطاع إلى ركب الدول الرائدة في هذا المجال‪ ،‬لذلك قامت‬
‫الحكومة بافتتاح المدرسة العليا للضمان االجتماعي‪ ،‬تحت وصاية وزير العمل والتشغيل‬
‫والضمان االجتماعي‪ ،‬والوصاية المزدوجة في الجانب البيداغوجي مع و ازرة التعليم العالي‬
‫والبحث العالمي‪ ،‬ويكون مقرها في الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المدرسة العليا لضمان االجتماعي "مؤسسة عمومية ذات طابع علمي‬
‫وثقافي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي"‪.1‬‬
‫وهذا المفهوم السابق عمومي ينطبق على جميع المدارس التي تختص بالجانب‬
‫المهني والعملي والعلمي في الكثير من القطاعات‪ ،‬التي يعطي القانون لو ازرة التعليم‬
‫العالي رفقة الو ازرة الوصية عمليات تتعلق التنظيم والتسيير البيداغوجي واإلداري‪ .‬مثل‬
‫المدرسة (العلياء للقضاء‪ ،‬المدرسة العلياء للتجارة‪ ،‬المعهد الوطني للعمل‪....‬إلخ‪.).‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 211-12‬الصادر في ‪ 36‬ديسمبر ‪.3114‬‬

‫‪842‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫وبالتالي فالمدرسة العلياء لضمان االجتماعي تختص بالتكوين األكاديمي في مجال‬


‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وهي نتاج شراكة بين الدولة الجزائرية ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬وهو‬
‫موجه لفائدة الموارد البشرية لدول اإلتحاد المغرب العربي والدول اإلفريقية الفرانكفونية‬
‫الناطقة باللغة الفرنسية وتفتح أبواب التسجيل فيها مرة في كل سنة بالنسبة لطلبة الجدد أو‬
‫عمال القطاع‪ ،‬الحاصلين على شهادات ليسانس في عديد من التخصصات اإلدارية بعد‬
‫اجتياز اختبار على أساس الشهادة واالختبار الشفهي‪ ،‬حيث تضمن للطلبة تكوينا‬
‫مختصا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬مهام المدرسة العلياء لضمان االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -‬التدريب المتواصل وإعادة الرسكلة الفعالة للعاملين في القطاع لتطوير قدراتهم ورفع‬
‫كفاءاتهم‪ ،‬للوصول إلى جودة األداء‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين الطلبة وترقية معارفهم باستعمال مناهج البحث العلمي‪ .‬والسهر على نشر‬
‫أبحاثهم ومؤلفاتهم التي تخص ميدان التأمين والضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم الملتقيات والتظاهرات العلمية والثقافية والفكرية التي تساهم في التعريف بأهمية‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬النشر الدوري للمؤلفات والدوريات ذات الطابع العلمي واألكاديمي المنجزة في المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون اإلقليمي والدولي واالستفادة من الخبرات الدولية المتبادلة في هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪ -1‬التنظيم الهيكلي واإلداري للمدرسة‪ :‬يشرف على إدارة المدرسة مدير حيث يتم تعنيه‬
‫بموجب مرسوم يقترحه وزيـر العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬يكون من بين‬
‫األساتذة المنتمين إلى رتبة أستاذ‪ ،‬أو من بين األساتذة المحاضرين‪ ،‬كما يتولى الوزير‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم رقم ‪ 122-12‬المؤرخ في ‪ 0‬افريل سنة ‪( 3103‬المواد من‪-0‬‬
‫‪ ،)7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 2‬افريل سنة ‪ ،3103‬ص ص ‪.01-03‬‬

‫‪845‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫تعين طاقم يساعد المدير (أمين عام‪ ،‬ثالث مدراء مساعدين‪ ،‬ومدير المكتبة) وهذا باقتراح‬
‫مدير المدرسة‪ ،‬ويساعده في وظيفة التسيير مجلس إدارة يتكون من‪:‬‬
‫( مثل وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي رئيسا لمجلس إدارة المدرسة‪ ،‬مدير‬
‫المدرسة يتولى أمانة المجلس‪ ،‬ممثل وزير الدفاع الوطني‪ ،‬ممثل وزير التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬ممثل وزير الصحة‪ ،‬المدير العام لصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫المدير العام لصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء‪ ،‬المدير العام‬
‫لصندوق الوطني لتقاعد‪ ،‬المدير العام لصندوق الوطني لتأمين عن البطالة‪ ،‬المدير العام‬
‫‪1‬‬
‫للصندوق الوطني لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي )‪.‬‬
‫إن إنشاء هذه المدرسة يعكس رغبة الحكومة الجزائرية في تطوير منظومة الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬عن طريق تكوين المورد البشري وهو مكسب أخر بتعزز به قطاع الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬ولقد فتحت هذه المدرسة أبوابها سنة ‪ ،3102‬حيث تضمن تكوينا أكاديميا‬
‫يدوم سنتين‪ ،‬حيث تخرجت أول دفعة سنة ‪.3109‬‬
‫ثانيا‪ -‬تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬نظام البطاقة اإللكترونية " بطاقة الشفاء "‬
‫لقد حاولت الحكومة الجزائرية جاهدت االستفادة من التقنيات المتاحة في مجال‬
‫نظم وتقنيات المعلومات‪ ،‬والذي يشكل معيا ار حقيقيا لقياس مدى تقدم الدول وتحضرها‪،‬‬
‫حيث أن اإلدارة إلكترونية أو ما يسمى بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬تمثل وسيلة جديدة وأسلوب‬
‫يضمن الوصول إلى السرعة والشفافية ومن ثم رضاء المواطن‪ ،‬على أداء الجهاز‬
‫‪2‬‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وبطاقة الشفاء هي أيضا من المشروعات الطموحة التي راهنت عليها الحكومة‬
‫الجزائرية ومن خلفها الو ازرة الوصية (و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي)‪ ،‬إذ‬
‫تعتبر الحكومة السباقة فيها من بين الدول العربية واإلفريقية‪ ،‬ويهدف مشروع بطاقة‬

‫‪ - 1‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ - 2‬نوال عجالي‪ ،‬واقع نظام الضمان االجتماعي في الجزائر مع وقفة على استخدام بطاقة الشفاء‪ ،‬مجلة دراسات في التجارة واالقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،8212 ،28‬ص ‪.151‬‬

‫‪844‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫الشفاء إلى استعمال التكنولوجيا الحديثة لتحسين نوعية الخدمات المقدمة في جانب‬
‫األداءات‪ ،‬وأيضا إلى تسهيل حصول المؤمنين وذوي حقوقهم (األبناء والزوج واألب‬
‫واألم‪...‬إلخ) الذين هم تحت كفالتهم‪ ،‬على العالج والدواء آنيا دون انتظار التعويض‬
‫(مخالصة األدوية) الذي قد يتطلب وقتا كما في التعويضات السابقة (الطريقة التقليدية)‪،‬‬
‫وخصوصا األشخاص المصابين باألمراض المزمنة‪.‬‬
‫وقد أبرز األمين العام للنقابة الوطنية للوكالة الصيدالنية السيد مسعود بلعميري‪،‬‬
‫على أهمية بطاقة الشفاء ودورها في تسهيل عمليات اقتناء الدواء بالنسبة للمرضى‬
‫والمؤمنيين‪ ،‬كما نوها إلى أنها تمثل تحدي جديد بالنسبة للصيادلة‪ ،‬وجب من خالله‬
‫توسيع شبكة الوكاالت الصيدالنية بما يتماشى مع هذا التطور‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم نظام بطاقة الشفاء‪:‬‬
‫تعريفها‪" :‬هو نظام عصري يرتكز على آليات تقنية تستعمل فيها تقنيات حديثة‪،‬‬
‫وتحتوي على شريحة إلكترونية‪ ،‬دونت فيها كل المعلومات التي تسمح بالتعويض على‬
‫المؤمنين وذوي حقوقهم‪ ،‬كما تحتوي على المعلومات التي تسمح لهم بالحصول على‬
‫‪1‬‬
‫حقهم في تعويضات الضمان االجتماعي"‪.‬‬
‫‪-2‬الخصائص التقنية لبطاقة الشفاء‪ :2‬تحمل البطاقة اإللكترونية معلومات صاحبها‬
‫( االسم‪ ،‬اللقب‪ ،‬الصورة‪ ،‬رقم التسجيل‪ ،‬الرقم التسلسلي‪ ،‬تاريخ الميالد‪ ،‬إضافة إلى حرف‬
‫من األحرف الالتينية ‪ ،A.I.F‬الذي يشر إلى طابع البطاقة‪ ،‬فردية خاصة بالمؤمن‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن تكون عائلية أي المؤمن وذوي حقوقه)‬

‫‪ - 1‬كريمة بن سعدة‪ ،‬واقع الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،3104 ،12‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 2‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.349‬‬

‫‪845‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫يمكن أن تسلم للمؤمن أكثر من بطاقة واحدة‪ ،‬وهذا في حالة إصابة أحد األفراد أو‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر بمرض مزمن مصنف لدى هيئة الضمان االجتماعي المنتسب إليها‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫يفوق عدد ذوي الحقوق عن ستة أفراد‪.‬‬
‫تسلم بطاقة الشفاء من هيئة الضمان االجتماعي التي ينتمي إليها المؤمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكون صالحية استخدام البطاقة محدود‪ ،‬ويتم تحين البطاقة شريطة تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫المستفيدين تبريرات لذلك‪.‬‬
‫لقد عرف استعمال بطاقة الشفاء في بادئي األمر صعوبات جمة‪ ،‬كما إن توسيع‬
‫كانه‪ ،‬كما أن حصول المؤمن أو ذوي حقوقه لبطاقة‬
‫نطاق استخدامها ظل طويل يراوح م ّ‬
‫الشفاء قد يتطلب مدة طويلة (تاريخ وضع الملف وتسليم البطاقة) وما زاد من تأزم الوضع‬
‫هو انتشار ظاهرة الغش من طرف العديد من الصيادلة‪ .‬لكن هذه العراقيل ال ينقص من‬
‫عزم الدولة من تطوير القطاع وتعميم استخدام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬التي تسهل العديد من‬
‫العمليات والتطبيقات وتختصر الوقت والمجهود‪.‬‬
‫‪ -1‬أهمية نظام بطاقة الشفاء‪ :‬لنظام بطاقة الشفاء أثار إيجابية وأهمية بالغة سواء على‬
‫اإلدارة أو المواطن ومختلف شركاء وأعوان الضمان االجتماعي ومن بينها‪:1‬‬
‫‪ -‬عصرنة جهاز الضمان االجتماعي وربطه مع مختلف المستجدات والتطورات الدولية‬
‫الراهنة‪.‬‬
‫‪ -‬خلق قاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لهيئة الضمان االجتماعي‪ ،‬تتوفر على جميع‬
‫المعلومات الضرورية مع إمكانية تسهيل تحديثها من حين إلى حين‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير قنوات التواصل بين المؤمن واإلدارة‪ ،‬والتكفل األمثل بانشغاالتهم ومشاكلهم‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬وإلغاء جميع القيود والعراقيل‬
‫‪ -‬البيروقراطية‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ ،‬ص ‪.845‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪845‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪ -‬ضمان السرعة والدقة والشفافية في معالجة ملفات المؤمنين وذوي حقوقهم‪.‬‬


‫‪ -‬تقريب اإلدارة من المواطن وتحسين العالقات بين مقدمي الخدمات الصحية (الخدمات‬
‫األطباء‪ ،‬الصيادلة‪ ،‬مؤسسات الضمان االجتماعي)‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في التسيير‪ ،‬مع مكافحة كل أشكال الغش مع ترشيد النفقات‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬االتفاقيات الدولية بين الجزائر وفرنسا في مجال الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫في إطار سعي الحكومة الجزائرية لالستفادة من الخبرات األجنبية‪ ،‬صادق الطرفان‬
‫الجزائري والفرنسي على بروتوكول يتعلق بعالج المرضى الجزائريين في فرنسا‪ ،‬وترجع‬
‫هذه االتفاقية منذ الفاتح أكتوبر ‪ ،0671‬غير أن توقيعها كان في ‪ 01‬أبريل ‪،3119‬‬
‫‪1‬‬
‫وكان محور هذه االتفاقية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬يستفيد األشخاص سواء كانوا مؤمنين وذوي حقوقهم أو معوزين في الجزائر من العالج‬
‫في فرنسا بالنسبة للعالجات التي ال يمكن تقديمها في الجزائر‪ ،‬كما يمكن استفادة‬
‫أطراف أخرى بصفة استثنائية شريطة أن يكون هناك اتفاق مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية التعاون بين البلدين في ما يخص نقل التكنولوجيا وتطوير المؤسسات االستشفائية‬
‫بين البلدين‪.‬‬
‫‪ -‬تشمل هذه االتفاقية األشخاص المقيمين في اإلقليم الجزائري أو الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد هؤالء األشخاص من األداءات العينية لتأمين على المرض واألمومة وحوادث‬
‫العمل واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 221-12‬المؤرخ في ‪ 16‬ربيع األول عام ‪0221‬‬
‫الموافق لـ ‪ 09‬نوفمبر سنة ‪( 3107‬المواد‪ :‬من ‪ 0‬الى ‪ ،) 7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬المؤرخة في ‪ 31‬ربيع األول‬
‫عام ‪ 0221‬الموافق لـ ‪ 37‬نوفمبر سنة ‪ ،3107‬ص ص ‪.9-2‬‬

‫‪842‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫‪ -‬يجب أن يتحصل المؤمنين على شهادة في العالج من طرف المؤسسة المنتسب إليها‪،‬‬
‫أما األشخاص المعوزين فيمكن تحصلهم على شهادة الحق من طرف المؤسسة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫ترسل المؤسسة الفرنسية التي يعالج فيها األفراد أو األشخاص المقبلين على العالج‪،‬‬
‫فاتورة بها مدة العالج المتوقعة وطبيعة هذا العالج‪ ،‬والمبلغ الجزافي المتوقع (حساب تكلفة‬
‫العالج من إقامة وأدوية وثمن الكشف الطبي ‪...‬إلخ) وهذا بموجب المعاملة التي توافق‬
‫تشريع الضمان االجتماعي الفرنسي‪.1‬‬
‫‪ -‬عند اقتضاء أي تعديل تتطلبه الحالة الصحية للمريض‪ ،‬يجب إخطار المؤسسة‬
‫الجزائرية التي بواسطتها استفاد المريض من تكاليف العالج قبل انقضاء مدة العالج‬
‫األولى‪ ،‬من قبل مؤسسة االستقبال الفرنسية مرفقة بتقرير طبي‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة قبول أو عدم الرد من طرف مؤسسة االنتساب أو المؤسسة التي تتحمل‬
‫تكاليف العالج الجزائرية‪ ،‬في أجل أربعة أيام من استقبال الطلب‪ ،‬يعتبر ذلك قبوال لطلب‬
‫ضمنيا‪ ،‬مثله مثل قبول الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للحاالت المستعجلة التي ال يمكن تأجيلها‪ ،‬فيجب على المؤسسة المستقبلة‬
‫الفرنسية مواصلة العالج‪ ،‬دون انتظار رد المؤسسة الجزائرية‪ ،‬على أن تقدم الحقا تقري ار‬
‫طبيا مفصال يوضح قرار مواصلة العالج‪ ،‬ويمكن للمؤسسة الجزائرية المختصة الطعن في‬
‫ألجراء الخبرة‬ ‫قرار المؤسسة الفرنسية مواصلة العالج لدى هيئة االتصال الفرنسية‬
‫الطبية‪ ،‬وتكون نتائجها ملزمة لطرفي النزاع‪.‬‬
‫لقد حاولت الجزائر االستفادة من التجربة الفرنسية في مجال الصحة والحماية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهذا لمكانة فرنسا العالمية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع اآلنف الذكر‪ .‬ص ‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪842‬‬
‫المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا)‬ ‫الفصـــل الخــــامس‬

‫خالصة واستنتاجات‬
‫من خالل دراستنا وتقيمنا لمختلف البرامج التي تبنتها حكومتي فرنسا والجزائر في‬
‫مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬اتضح جليا ذلك التمايز والتباين في مراحل إعداد وتنفيذ‬
‫سياسات الضمان االجتماعي‪ ،‬ويرجع هذا باألساس إلى عدة عوامل ومحددات تتعلق‬
‫أساسا بنمط النظام‪ ،‬سلوك القيادة داخل النظام‪ ،‬قوة المعارضة وإمكانياتها ‪ ،‬إرادة الدولة‬
‫في معالجة التفاوتات وحل المشاكل‪ ،‬مستوى الضغوط الداخلية والخارجية الممارسة على‬
‫الدولة‪..‬إلخ‪.‬‬
‫ولقد استطاعت فرنسا فرض و مأسسة أنظمة للضمان االجتماعي كفيلة بتغطية‬
‫ومجابهة المخاطر المتربصة بالمواطنين والمقيمين على أراضيها‪ ،‬كما أنها دعمت مبادئ‬
‫العدالة االجتماعية واستطاعت إرساء معالم المساواة‪ ،‬فإن الفضل في ذلك يرجع إلى‬
‫انفتاح النظام السياسي على المعارضة وعلى مختلف األطياف والفرقاء للمشاركة في‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬وهذا ما وفر حماية ووقاية لنظام من أي تدخل أجنبي‪.‬‬
‫في حين أن الجزائر سعت دائما إلى تطوير برامج الضمان االجتماعي وجندت في‬
‫سبيل ذلك وسائل مالية وبشرية‪ ،‬وحاولت أن تربطه بمختلف التطورات التكنولوجية ليكون‬
‫أكثر استجابة وفعالية في توفير الحماية والرعاية االجتماعية لمواطنيها‪ ،‬لكن هذه الجهود‬
‫اصطدمت بممارسات شعبوية انفرادية غابت معها النضرة اإلستشرافية في بناء الق اررات‬
‫الرشيدة‪.‬‬

‫‪852‬‬
‫خاتمــة‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد تناولنا في هذه الدراسة سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪ ،‬ولقد‬
‫استهلينا هذا الموضوع بدراسة الجانب النظري وهذا للتعرف على أهم المراحل التاريخية‬
‫التي سبقت تأسيس نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬ومن ثم تحديد ( األسباب والمفاهيم‪،‬‬
‫وتطوراته في مختلف دول العالم )‪ ،‬ولقد توصلنا إلى أن اإلنسان في بداية األمر أعد‬
‫وسائل تقليدية لمجابهة المخاطر المحدقة به‪ ،‬كان للمجتمعات البدائية السبق في ابتداعها‬
‫(األسرة‪ ،‬القبيلة‪ ،‬نظام الطوائف‪..‬إلخ)‪ .‬ولقد أرتبط ظهور سياسة الضمان االجتماعي‬
‫بميالد الثورة الصناعية وانتقال المجتمعات األوربية من عهد اإلقطاع إلى عصر اآللة‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬أين زادت المخاطر التي تهدد العمال من جراء استخدام اآللة بل وفقد العديد‬
‫منهم مناصبهم‪ ،‬وبالتالي زادت معها حدة الفقر‪ ،‬وهذا ما دفعهم (العمال) إلى تنظيم‬
‫أنفسهم على شكل تكتالت وجمعيات نقابية للدفاع عن مصالحهم‪ ،‬حيث ساهمت هذه‬
‫التشكيالت في تعبئة وتجنيد العمال‪ ،‬ومن ثم حمل مطالبهم إلى حكومات الدول الغربية‪،‬‬
‫السيما مع ظهور المد الشيوعي ووصوله إلى قبة البرلمان في العديد من الدول األوربية‪،‬‬
‫مما جعلها تعيد حساباتها ( الحكومات األوربية ) في مجال السياسة االجتماعية ككل‬
‫وسياسة الضمان االجتماعي على الخصوص‪.‬‬
‫ولقد تبنت حكومات الدول األوربية سياسات الرعاية والضمان االجتماعي وأدرجتها‬
‫في قوانينها‪ ،‬ومن الدول األوربية انتشرت سياسة الضمان االجتماعي لتعم كل دول العالم‪،‬‬
‫وفي هذه المرحلة كانت الجزائر وعلى غرار الدول العربية واألفريقية مستعمرة ‪ ،‬فكانت‬
‫قوانين الدولة الفرنسية تطبق في األراضي الجزائرية التي اعتبرتها جزءا منها ‪ ،‬لكنها كانت‬
‫تميز بين المعمرين والجزائريين في منحهم المزايا التأمينية‪.‬‬
‫وغداة االستقالل اضطرت الحكومة الجزائرية لالستمرار بالعمل بالقوانين الفرنسية في‬
‫شتى المجاالت‪ ،‬لكن منظومة الضمان االجتماعي الموروثة من فرنسا لم تكن لتواكب‬
‫اإليديولوجية االشتراكية التي انتهجتها الجزائر‪ ،‬وهذا ما دفعها بالعمل على تحديث‬
‫منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث عهدت بذلك إلى لجنة إصالح شكلتها سنة ‪،0694‬‬
‫والتي تمخض عنها ميالد أول نظام ضمان اجتماعي جزائري سنة ‪ ،0671‬وهذا في إطار‬
‫مؤسسات وهياكل (صناديق الضمان االجتماعي)‪ ،‬تسير من قبل ممثلين عن الحكومة‬
‫‪858‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫والجهاز اإلداري وممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني والنقابة الوحيدة عن العمال‬
‫(اإلتحاد العام للعمال الجزائريين)‪.‬‬
‫وبإسقاطنا للجانب النظري على منظومة الضمان االجتماعي الجزائري‪ ،‬الحظنا‬
‫بشكل واضح تسلط النظام السياسي وفرض وصايته على التسيير اإلداري لصناديق‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا من خالل أذرعه (الحكومة‪ ،‬ممثلي األجهزة اإلدارية‪ ،‬حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني)‪ ،‬بل حتى نقابة اإلتحاد للعمال الجزائريين فهي لم تكن في حقيقة‬
‫األمر إال امتداد إلرادة النظام السياسي الحاكم‪ ،‬ويعود ذلك باألساس إلى نمط النظام‬
‫الشمولي الذي يضيق من هامش الحريات فال يسمح بوجود أي تنظيم مستقل في الساحة‪،‬‬
‫فهو من يتحكم في االقتصاد الوطني وهو من يسير اإليرادات النفطية لوحده في ظل‬
‫غياب قطاع خاص قوي‪ ،‬وهو طابع الدولة الجزائرية في تلك المرحلة والتي كرسته‬
‫النصوص القانونية المؤسسة لها ( ميثاق طرابلس‪ ،‬دستور ‪..،0691‬إلخ )‪.‬‬
‫في حين أن صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا تتشارك مختلف التنظيمات‬
‫النقابية وممثلين عن أرباب العمل والمجتمع المدني مع ممثلي اإلدارة في تسيير الصناديق‬
‫وصياغة السياسات والبدائل‪ ،‬ويعود ذلك باألساس إلى نمط الدولة التعددي الذي وسع من‬
‫هامش الحريات ‪ ،‬كما يمكن أن ننسبه إلى قوة القطاع الخاص الذي يقوي من نفوذ رجال‬
‫األعمال والتنظيمات النقابية ويقلص دور الحكومة في التدخل‪ .‬ومن هذه النتيجة يمكن‬
‫لنا أن ننفي الفرضية األولى التي تشير إلى أن تسيير صناديق الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر تتشارك فيه جميع الفواعل والقوى الرسمية وغير الرسمية‪.‬‬
‫رغم صدور دستور ‪ 0676‬الذي نص صراحة على ضمان التعددية في مجال‬
‫األحزاب والجمعيات وأفضى إلى وجود نقابات مهنية وحرفية مستقلة‪ ،‬ورغم إقصاء حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني بموجب هذا الدستور من تشكيلة المجالس وتوسيع صالحيات‬
‫أعضاء مجالس الضمان االجتماعي‪ ،‬لكن الممارسات على أرض الواقع بقيت بعيدة‪ ،‬أين‬
‫واصلت الحكومة بسط نفوذها على صنع سياسات الضمان االجتماعي‪ ، ،‬فهي ما تزال‬
‫تسير على نهج شمولي تحت قالب تتعدي‪ .‬ويمكن مالحظة ذلك من خالل انفرادية النظام‬
‫( تحميل صناديق‬ ‫السياسي في كل مرة باتخاذ ق اررات الضمان االجتماعي‪ ،‬مثل‬
‫الضمان االجتماعي تعويض ضحايا اإلرهاب‪ ،‬عواقب حل جهاز الحرس البلدي على‬
‫‪852‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫صندوق التقاعد الوطني‪ ،‬إلغاء التقاعد النسبي بقرار من رئيس الجمهورية تحت مصادقة‬
‫برلمان تابع ‪..‬إلخ ) وبالتالي يمكنا لنا أنقبل بصحة الفرضية الثانية نسبيا‪ ،‬حيث صحيح‬
‫أن رسم سياسات الضمان االجتماعي يتعلق بشكل النظام السياسي ‪ ،‬لكن ذلك يتوقف‬
‫أيضا على ممارسات وسلوكيات القادة على أرض الواقع‪.‬‬
‫لقد الحت في تسعينات القرن الماضي أزمة مالية حادة في الجزائر بسبب انخفاض‬
‫أسعار النفط‪ ،‬حيث لجأت الحكومة إلى صندوق النقد الدولي من أجل االستدانة ‪ ،‬ما‬
‫جعله يفرض عليها شروطا قاسية وهذا من أجل تصحيح اإلختالالت االقتصادية‪ ،‬كغلق‬
‫الشركات المفلسة وتشجيع االنفتاح أمام القطاع الخاص‪ ،‬وعمال بتوصياته أقدمت الحكومة‬
‫على تسريح أعداد هائلة من العمال‪ ،‬فالجزائر لم تكن بموقف قوة لترفض إمالءات‬
‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬ومن جهتها تأثرت منظومة الضمان االجتماعي كثي ار بهذا القرار‪،‬‬
‫حيث شهدت تغي ار كبي ار في هياكلها فأدرجت الحكومة الصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫البطالة‪ ،‬وهذا بغرض حماية العمال من شبح البطالة كما لجأت الحكومة إلى سن قانون‬
‫تقاعد المسبق لتكفل بالعمال الذين أحيلوا على التقاعد بدون شرط السن جراء األزمة‪ ،‬كما‬
‫خلقت صندوقين جديدين وهما‪ :‬صندوق الضمان االجتماعي للعمال غير األجراء‪،‬‬
‫والصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر‪ ،...‬وهذا تماشيا مع متطلبات ومعطيات‬
‫االنفتاح االقتصادي الجديد‪.‬‬
‫في حين أن فرنسا من جهتا رفضت جملة وتفصيال توجيهات وق اررات اإلتحاد‬
‫األوربي الذي حذر الحكومة الفرنسية من مغبة التوسع في سياسة الحماية االجتماعية‪،‬‬
‫وهنا يبين لنا قوة الدولة في فرض سيادتها‪ ،‬ومنه يتضح لنا صحة الفرضية الثالثة بتأثير‬
‫المؤسسات المالية على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬رغم محاولة الحكومة‬
‫الجزائرية المحافظة على المكتسبات االجتماعية‪.‬‬
‫ورغم ما مرت به منظومة الضمان االجتماعي من تزايد نفقاتها وضعف مركزها‬
‫المالي جراء اإلف ارزات السلبية السابقة‪ ،‬إال أن هذا ال يتنافى مع الجانب اإليجابي للضمان‬
‫االجتماعي الجزائري من حيث امتداد مزاياه ليشمل بعض الفئات التي ال تقوم بدفع‬
‫االشتراكات مثل الطلبة والمعاقين ‪..‬إلخ‪ ،‬كما يستفيد محدودي الدخل الذين يعانون من‬
‫وزراتي التضامن‬
‫أمراض مزمنة من مجانية الدواء‪ ،‬حيث عادة ما يقع حمل تغطيتهم بين ا‬
‫‪855‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫الوطني وو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬وهو ما كان أساس بناء منظومة‬
‫الضمان االجتماعي الجزائري سنة ‪( 0671‬تعميم المزايا‪ ،‬توحيد األنظمة‪ ،‬الشمولية لجميع‬
‫األشخاص)‬
‫ومن هذا يتضح لنا صحة الفرضية الرابعة بأن منظومة الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر تغطي أغلب المخاطر كما تشمل جل األشخاص‪ ،‬لكن هناك تفاوت من ناحية‬
‫درجة االمتيازات الممنوحة لألشخاص فاإلطارات السامية في الدولة تستفيد من تقاعد‬
‫كامل وبسبنة ‪ %011‬مقابل خدمة فعلية تقدر ‪ 01‬سنوات في المنصب‪ .‬في حين يلزم‬
‫قانون التقاعد بقية العمال والموظفين بإثبات مدة عمل تقدر بـ‪ 13‬سنة لالستفادة من نسبة‬
‫تقاعد تقدر ب ـ‪ .%71 :‬وهذا ما يعاب على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر ويهدد‬
‫مركزها في سلم العدالة االجتماعية ( المركز ‪ 71‬في سلم العدالة االجتماعية لسنة ‪3109‬‬
‫)‪ ،‬في حين أن فرنسا احتلت المركز الثامن في سنة ‪ 3109‬في سلم العدالة االجتماعية‪،‬‬
‫وبذلك نثبت صحة الفرضية الخامسة التي تقر بأن سياسة الضمان االجتماعي تساهم‬
‫نسبيا في تذليل الفوارق االجتماعية‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح لنا أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر تأثرت بشكل كبير‬
‫بالتعددية السياسية وباالنفتاح االقتصادي المنتهج‪ ،‬مع محاولتها دائما المحافظة على‬
‫التوازنات المالية لصناديق الضمان االجتماعي في ظل تزايد النفقات وفي ظل سعيها‬
‫الدؤوب لتكريس ركائز ومبادئ العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫التوصيات و االقتراحات‪:‬‬
‫على الرغم من الجهود المبذولة من طرف الحكومة الجزائرية في سبيل النهوض‬
‫بالسياسة الوطنية لضمان االجتماعي‪ ،‬لكنها واجهة صعوبات وعراقيل سبق لنا ذكرها‪،‬‬
‫وسنحاول إعطاء عدة حلول على شكل توصيات واقتراحات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع زيادة عدد المشتركين دون اللجؤ إلى رفع نسبة االشتراك لكي ال ينعكس سلبا‬
‫على التهرب من دفع االشتراكات‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد سن التقاعد‪ ،‬وهذا لتحسين المنافذ المالية لصناديق الضمان االجتماعي وتخفيض‬
‫تكاليفه‪.‬‬

‫‪854‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬إلغاء امتيازات اإلطارات السامية في الحصول على التقاعد‪ ،‬لما له من أثر سلبي على‬
‫مالية الصندوق الوطني لتقاعد‪ ،‬كما أنه يقوض أواصل العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تكريس الحوكمة المالية ( المسألة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬الرقابة‪..،‬إلخ ) لضمان ترشيد أموال‬
‫وأصول هيئات ومؤسسات الضمان االجتماعي‪ ،‬خاصة أموال الضمان االجتماعي التي‬
‫توجه لقطاع الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬التح قيق في العطل المرضية الممنوحة للعمال‪ ،‬مع وضع آليات أكثر لمراقبة مصداقية‬
‫استخدام البطاقة اإللكترونية ( بطاقة الشفاء )‪ ،‬وهذا لمنع استنزاف أموال صناديق‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في قائمة األدوية القابلة لتعويض‪ ،‬وإعادة تقويم تغطية نفقات الفحص الطبي‪،‬‬
‫ألن ثمن التعويض ال يتماشى مع األسعار الجديدة عند الطبيب الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على الدراسات االستشرافية بشكل مستمر‪ ،‬قبل إجراء أي تعديالت تشريعية‬
‫وقانونية‪ ،‬أو عند خلق أي سياسات أو عند تسطير برامج جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة االقتصاد الموازي‪ ،‬والتهرب من التأمين الفردي أو الجماعي‪ ،‬من قبل التجار و‬
‫أرباب العمال‪ ،‬لما له من آثار سلبية على مالية الصناديق‪ ،‬وعلى العامل الذي قد يتعرض‬
‫لخطر أو طارئ مفاجئ‪ ،‬ال يستطيع مجابهته‪.‬‬
‫‪ -‬فتح منافذ مالية جديدة لدعم الصناديق‪ ،‬عن طريق استثمار أموال الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫و زيادة الضرائب الموجهة لفائدة قطاع الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة تكوين ورسكلة عمال وموظفي قطاع الضمان االجتماعي‪ ،‬أو األشخاص‬
‫المرشحين للعمل في الصناديق‪ ،‬عن طريق تنظيم دورات تدريبية وندوات وطنية‪،‬‬
‫إلطالعهم على كل التعديالت القانونية والتقنية الجديدة‪ ،‬بما يضمن الحصول على يد‬
‫عاملة مؤهلة‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة عصرنة إدارة الضمان االجتماعي وربطها بمختلف التطورات الدولية‪ ،‬مع‬
‫تبسيط اإلج ارء ات اإلدارية‪ ،‬وتقريب اإلدارة من المواطن وتكيفها مع متطلباته‪ ،‬ونزع كل‬
‫العراقيل والحواجز التي من شأنها أن تسبب في تهربه‪.‬‬

‫‪855‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬تنظيم حمالت تحسيسية وإعالمية لتوعية المواطنين بأهمية الضمان االجتماعي‪ ،‬ودوره‬
‫في حمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها هم وأفراد أسرهم‪ ،‬أو من يقعون تحت‬
‫كفالتهم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد النقابات المهنية المستقلة‪ ،‬وإعطائها مكانة في صناعة ق اررات وسياسات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وفي مجالس إدارة الصناديق‪.‬‬

‫‪855‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪:‬الكتب‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬القرآن‌الكريم‪،‬سورة‌قريش‪.‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم حمزة أحمد ‌‪‌ ،‬السياسة االجتماعية‪‌ ،‬ط‪‌ .1‬عمان‪‌ :‬دار ‌المسيرة ‌للنشر‌‬
‫والتوزيع‪.2112،‬‬
‫‪ .3‬أبشر الطيب حسن‌‪‌،‬الدولة المعاصرة دولة مؤسسات‪‌ .‬القاهرة‪‌ :‬دار‌الفجر‌للنشر‌‬
‫والتوزيع‪‌.2111‌،‬‬
‫‪ .4‬ابن منظور جمال ‌الدين ‌دمحم ‌بن ‌مكرم‪،‬لسان العرب‪‌ ،‬المجلد ‌السادس‪‌ .‬بيروت‪:‬دار‌‬
‫صادر‪،‬بدون‌سنة‌نشر‪‌.‬‬
‫‪ .2‬اسماعيل الحديثي خليل ‌‪‌ ،‬الوسيط في التنظيم الدولي‪‌ .‬بغداد‪‌ :‬بدون ‌دار ‌نشر‪‌،‬‬
‫‪‌.1991‬‬
‫‪ .6‬إسماعيل على سعيد ‌‪‌ ،‬التعليم والتنشئة السياسية‪‌ .‬القاهرة‪‌ :‬دار ‌عالم ‌الكتب‪‌،‬‬
‫‪‌.2113‬‬
‫‪ .7‬أكهولم أريك ‌‪‌ ،‬الصحة للجميع اإلنسان وأمراض البيئة‪‌ (‌ ،‬ترجمة‪‌ :‬محمود ‌عبد‌‬
‫اللطيف‌ابراهيم)‪‌.‬القاهرة‪‌:‬مكتبة‌غريب‪‌.1976‌،‬‬
‫‪ .8‬ألموند جابرييل ‌‪‌ ،‬السياسات المقارنة في وقتنا الحاضر نظرة عالمية‪(‌ ،‬ترجمة‌‬
‫‪:‬هشام‌عبد‌هللا)‌‪،‬ط‪‌،1‬عمان‪‌:‬الدار‌األهلية‌للنشر‌والتوزيع‪‌.‌1998‌،‬‬
‫‪ .9‬ألية ‌مريس ‌‪‌ ،‬العولمة تدمير العمالة والنمو والتجربة خير دليل‪(‌ ،‬ترجمة‪‌ :‬أميرة‌‬
‫جمعة)‪،‬ط‪.1‬القاهرة‪:‬دون‌دار‌نشر‪‌.2112‌،‬‬
‫إنجلز‌فريديرك‌‪‌،‬اإلشتراكية الطوباوية والعلم‪(،‬ترجمة‪‌:‬فارس‌غضوب)‪،‬ط‪‌.1‬‬ ‫‪.11‬‬
‫بيروت‪‌:‬دار‌الفارابي‪‌.2113‌،‬‬

‫‪962‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫أندرسون جيمس‌‪‌،‬صنع السياسات العامة‌‪(‌،‬ترجمة‌عامر‌الكبيسي)‪‌.‬عمان‪‌:‬‬ ‫‪.11‬‬


‫دار‌المسيرة‌للنشر‌والتوزيع‌والطباعة‪‌.1998‌،‬‬
‫أوامن عبد ‌الواحد ‌‪‌ ،‬تاريخ الحركات االحتجاجية بين المفهوم والنظريات"‬ ‫‪.12‬‬
‫الحركات االحتجاجية في الوطن العربي دراسة في متغيرات االستقرار واالستقرار‬
‫االنظمة السياسية" ‌‪‌،‬ط‪.1‬برلين‪‌:‬المركز‌الديمقراطي‌العربي‌للدراسات‌االستراتيجية‌‬
‫والسياسية‌واالقتصادية‪‌.2119‌،‬‬
‫بادي برتاند‌‪‌،‬هيرمتغي‌‪‌،‬السياسة المقارنة‪(‌،‬ترجمة‪‌:‬عز‌الدين‌الخطابي)‪‌،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫ط‪.1‬بيروت‪‌:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‪‌.‌2113‌،‬‬
‫الببالوي حازم‌‪‌،‬عن الديمقراطية اليبرالية قضايا ومشاكل‪‌،‬ط‪.1‬بيروت‪‌:‬دار‌‬ ‫‪.14‬‬
‫الشروق‪‌.‌1993‌،‬‬
‫بروكنر‌باسكال‪،‬السيد ولد أباه عبد‌هللا‌‪‌،‬بؤس الرفاهية‪‌،‬ط‪.‌1‬الرياض‪‌:‬مكتبة‌‬ ‫‪.12‬‬
‫الملك‌فهد‌الوطنية‪‌.2116‌،‬‬
‫البناء ‌دمحم ‌‪‌ ،‬التأمين في مصر إلى أين‪‌ .‬القاهرة‪‌ :‬مؤسسة ‌الطبجي ‌للتجارة‌‬ ‫‪.16‬‬
‫والطباعة‌والنشر‪‌.2117‌،‬‬
‫بنزرتي ‌مراد ‌ليلى ‌‪‌ ،‬منظومة الحماية االجتماعية‪‌ ،‬في ‌كتاب"دراسة ‌شبكة‌‬ ‫‪.17‬‬
‫المنظمات ‌غير ‌الحكومية ‌للتنمية ‌حول ‌"الحماية ‌االجتماعية‪:‬الوجه ‌اآلخر ‌ألزمة‌‬
‫الدولة"‌‪،‬بدون‌دار‌نشر‪‌.2114‌،‬‬
‫بوزديفيد ‌‪‌ ،‬مفاهيم الليبرتارية وروادها‪(‌ ،‬ترجمة‪‌ :‬صالح ‌عبد ‌الحق)‪‌،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫ط‪.1‬بيروت‪‌:‬رياض‌الريس‌للكتب‌والنشر‪‌.2118‌،‬‬
‫بوعزة الطيب ‌‪‌ ،‬نقد الليبرالية‪‌ ،‬ط‪‌ .1‬الرياض‪‌ :‬مكتبة ‌الملك ‌فهد ‌الوطنية‪‌،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪‌.2119‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫بيتهارت‌بيتر وآخرون‪،‬تجارب عملية التحول التشيكية‪:‬األيام األولى‪،‬في‌كتاب‌‬ ‫‪.21‬‬


‫"عملية‌التحول‪‌:‬التجربة‌التشيكية"‪،‬بدون‌دار‌نشر‪‌،‬بدون‌سنة‌نشر‪‌.‬‬
‫البيالوي حازم‌‪‌،‬دور الدولة في االقتصاد‪‌،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬درا‌الشروق‪‌.1968‌،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫بيومي صقر ‌‪،‬مقدمة في مبادىء التأمين‪،‬القاهرة‪:‬الدار ‌الجامعية ‌للطباعة‌‬ ‫‪.22‬‬
‫والنشر‪‌.1982‌،‬‬
‫تانسي ستيفن ‌‪‌ ،‬جاكسون‌ ‌نايجل‪‌ ،‬أساسيات علم السياسة‪(،‬ترجمة‪‌ :‬محي‌‬ ‫‪.23‬‬
‫الدين‌حميدي)‪‌،‬ط‪‌.1‬دمشق‪‌:‬دار‌الفرقد‌للطباعة‌والنشر‌والتوزيع‪،‬بدون سنة نشر‪‌.‬‬
‫تلي تشارلز‌‪‌،‬الحركات االجتماعية من ‪ 8671‬إلى ‪(‌،4002‬ترجمة‪‌ :‬ربيع‌‬ ‫‪.24‬‬
‫وهبة)‪‌،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬المجلس‌األعلى‌للثقافة‪‌.2112‌،‬‬
‫جاسم سلطان‌‪‌،‬قواعد في الممارسة السياسية‪‌،‬ط‪.1‬المنصورة‪‌ :‬مؤسسة‌أم‌‬ ‫‪.22‬‬
‫القرى‌للترجمة‌والتوزيع‪‌.2118‌،‬‬
‫جديدي ‌معراج‌‪‌،‬محاضرات في قانون التأمين الجزائري‪،‬ط‪‌.1‬الجزائر‪:‬ديوان‌‬ ‫‪.26‬‬
‫المطبوعات‌الجامعية‪‌.‌2117،‬‬
‫( ــ‪ ‌ ،‬ـ ـ)‪‌ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري‪‌ ،‬ط‪.6‬الجزائر‪‌ :‬ديوان‌‬ ‫‪.27‬‬
‫المطبوعات‌الجامعية‪‌.2111‌،‬‬
‫جمال الدينموسى أحمد‌‪ ،‬آفاق التأمين الخاص واالجتماعي في دول العالم‬ ‫‪.28‬‬
‫الثالث رؤية اقتصادية ‪ -‬مؤتمر الجديد في مجال التامين والضمان في لبنان‬
‫والعالم العربي‪‌،-‬ط‪‌.1‬بيروت‪‌:‬منشورات‌الحلبي‌الحقوقية‪‌‌.2117،‬‬
‫جمال كامل رمضان ‌‪‌ ،‬موسوعة التأمينات االجتماعية‪،‬ط‪‌ .1‬القاهرة ‌‪:‬دار‌‬ ‫‪.29‬‬
‫األلفية‌لتوزيع‌الكتب‌القانونية‪‌.1999،‬‬
‫جيدنز‌أنتوني‪‌،‬الطريق الثالث تجديد الديمقراطية االجتماعية‪‌(،‬ترجمة‪‌:‬أحمد‌‬ ‫‪.31‬‬
‫زايد‌دمحم‌محي‌الدين)‪‌.‬القاهرة‪‌:‬الهيئة‌المصرية‌العامة‌للكتاب‪‌.2111،‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫حامد حسان حسين ‌‪‌ ،‬حكم الشريعة اإلسالمية‪.‬القاهرة‪‌ :‬دار ‌اإلعتصام‪‌،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪‌.1979‬‬
‫حرك أبو‌المجد‌‪‌،‬من أجل تأمين إسالمي معاصر‪‌،‬ط‪‌.‌1‬القاهرة‪‌:‬دار‌الهدى‌‬ ‫‪.32‬‬
‫للنشر‌والتوزيع‪‌.1993‌،‬‬
‫حسن خليل ‌‪‌ ،‬السياسة العامة في الدول النامية‪،‬ط‪.1‬بيروت‪:‬دار‌‬ ‫‪.33‬‬
‫المنهل‪‌.2117،‬‬
‫حسن روبرت ‌‪‌ ،‬اإلعالم والسياسة ومجتمع الشبكات‪‌ ( ،‬ترجمة‪‌ :‬بسمة‌‬ ‫‪.34‬‬
‫ياسين)‪‌،‬ط‪‌.1‬القاهرة‪‌:‬مجموعة‌النيل‌العربية‪‌.2111‌،‬‬
‫حسن ‌قاسم ‌دمحم ‌‪‌ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪.‬اإلسكندرية‪:‬الدار ‌الجامعية‌‬ ‫‪.32‬‬
‫الجديدة‌للنشر‪‌.2113،‬‬
‫حسين عبد اللطيف حمدان‪،‬أحكام الضمان االجتماعي‪،‬ط‪.2‬القاهرة‪‌ :‬الدار‌‬ ‫‪.36‬‬
‫الجامعية‪‌.‬‬
‫االجتماعي‪‌ .‬القاهرة‪‌ :‬دار‌‬ ‫التأمين‬ ‫حسين ‌منصور ‌دمحم ‌‪‌ ،‬قانون‬ ‫‪.37‬‬
‫المعارف‪‌.1996،‬‬
‫حميدة جميلة‌‪‌،‬الوجيز في عقد التأمين دراسة على ضوء التشريع الجزائري‬ ‫‪.38‬‬
‫الجديد للتأمينات‪.‬الجزائر‪‌:‬دار‌الخلدونية‪‌.2112‌،‬‬
‫الحوات‌علي‌‪،‬الضمان االجتماعي ودوره االقتصادي واالجتماعي‪.‬ليبيا‪‌:‬الدار‌‬ ‫‪.39‬‬
‫الجماهرية‌للنشر‌والتوزيع‌واإلعالن‪‌‌.1991،‬‬
‫خالفي عبد‌اللطيف‌‪‌،‬الوسيط في مدونة الشغل‪‌،‬ج‪،1‬ط‪‌.1‬مراكش‪‌:‬المطبعة‌‬ ‫‪.41‬‬
‫والوراقة‌الوطنية‪‌.2114،‬‬
‫خليفة ‌الفهداوي ‌فهمي ‌‪‌ ،‬السياسة العامة منظور كلي في البنية والتحليل‪‌.‬‬ ‫‪.41‬‬
‫عمان‪‌:‬دار‌المسيرة‌لنشر‌والتوزيع‌والطباعة‪‌.2111‌،‬‬

‫‪979‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫خليفة الكواري علي ‌‪‌ ،‬دور المشروعات العامة في التنمية االقتصادية‪‌،‬‬ ‫‪.42‬‬
‫الكويت‪‌:‬المجلس‌الوطني‌للثقافة‌والفنون‌واألداب‪‌.‌1981‌،‬‬
‫دال روبرت‪،‬التحليل السياسيالحديث (ترجمة‪:‬عالءأبوزيد)ط‪.2‬القاهرة‪:‬مركز‌‬ ‫‪.43‬‬
‫األهرام‌لدراسة‌والنشر‪‌.8991 ،‬‬
‫ديماكين شارلي ‌‪‌ ،‬التخطيط اإلستراتيجي في التعليم (دليل التربوين) ‌‪‌،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫(ترجمة‪‌:‬فهد‌بن‌إبراهيم‌الحبيب)‪‌،‬ط‪‌.1‬الرياض‪‌:‬العبيكان‌للنشر‪‌.2118‌،‬‬
‫دير سولي ‌‪‌ ،‬فكر نقابي جديد‪(،‬ترجمة‪‌ :‬هاني ‌حنا)‪.‬باريس‪union ‌ :‬‬ ‫‪.42‬‬
‫‪،syndicale solidaires‬بدون‌سنة‌نشر‪‌.‬‬
‫ديقيس دوغالس‌‪‌،‬الوجيز في تاريخ الموت‪(‌،‬ترجمة‪‌:‬محمود‌منقذ‌الهاشمي)‪‌.‬‬ ‫‪.46‬‬
‫دمشق‪‌:‬الهيئة‌العامة‌السورية‌للكتاب‪‌.2114‌،‬‬
‫ديوي ‌جون‪‌ ،‬الفردية قديما وحديثا‪‌ (،‬ترجمة‪‌ :‬وليد ‌شحادة)‪،‬ط‪.1‬دمشق‪‌ :‬دار‌‬ ‫‪.47‬‬
‫الفرقد‌للنشر‌والتوزيع‪‌.2114‌،‬‬
‫رائش روبرت ‌‪‌ ،‬الرأسمالية الطاغية‪ :‬التحوالت في قطاع األعمال‬ ‫‪.48‬‬
‫والديمقراطية والحياة اليومية‪‌ (،‬ترجمة‪‌ :‬عال ‌أحمد ‌إصالح)‪‌ ،‬ط‪‌ .1‬القاهرة‪‌:‬‬
‫الدراالدولية‌لالستثمارات‌الثقافية‪‌.2111‌،‬‬
‫رضا ‌جنيح ‌دمحم ‌‪‌ ،‬القانون اإلداري‪‌ ،‬ط‪‌ .2‬تونس‪‌ :‬مركز ‌النشر ‌الجامعي‪‌،‬‬ ‫‪.49‬‬
‫‪‌.‌2118‬‬
‫زايد ‌الطيب ‌مولود ‌‪‌ ،‬علم اإلجتماع السياسي‪،‬ط‪.1‬ليبيا‪:‬جامعة ‌السابع ‌من‌‬ ‫‪.21‬‬
‫أبريل‪‌.2117‌،‬‬
‫الزحيلي‌وهبة‌‪‌،‬نظرية الضمان أو أحكام المسؤولية المدنية والجنائية في‬ ‫‪.21‬‬
‫الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪‌،‬ط‪‌.‌9‬دمشق‪‌:‬دار‌الفكر‪.2112‌،‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫زكي رمزي ‌‪‌ ،‬االقتصاد السياسي للبطالة‪.‬الكويت‪:‬المجلس ‌الوطني ‌للثقافة‌‬ ‫‪.22‬‬


‫والفنون‌واآلداب‪‌.1988،‬‬
‫سبكيربول‌‪‌،‬مبادىء الرعاية االجتماعية مقدمة للتفكير في دولة الرفاهية‪‌،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫(ترجمة‪‌ :‬حازم ‌مطر)‪‌ ،‬ط‪‌ ،1‬برلين‪‌ :‬المركز ‌الديمقراطي ‌العربي ‌للدراسات‌‬
‫اإلستتراتيجية‌والسياسية‌واالقتصادية‪‌‌‌.2117‌،‬‬
‫ستيوارت ميل جون ‌‪،‬الحكومات البرلمانية‪(‌ ،‬ترجمة‪‌ :‬إميل ‌الغوري‌)‪‌ ،‬ط‪‌.1‬‬ ‫‪.24‬‬
‫بيروت‪‌:‬المركز‌العربي‌لألبحاث‌والدراسات‌السياسية‪‌.2117‌،‬‬
‫سالمة رفيق ‌‪‌ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪‌ .‬لبنان‪:‬بدون دار‬ ‫‪.22‬‬
‫نشر‪‌.1996،‬‬
‫سالمة عبد‌هللا‌‪‌،‬الخطر والتأمين األصول العلمية والعملية‪،‬ط‪.4‬القاهرة‪:‬دار‌‬ ‫‪.26‬‬
‫النهضة‌العربية‪‌.1974،‬‬
‫سلمان عبدالملك عامر ‌‪،‬الضمان االجتماعي في ضوء التطبيقات الدولية‬ ‫‪.27‬‬
‫والمعايير العلمية‪‌،‬لبنان‪‌:‬منشورات‌الحلبي‌الحقوقية‪‌‌.1998‌،‬‬
‫سليمان عصام‌‪‌،‬مدخل إلى علم السياسة‪‌،‬ط‪.2‬بيروت‪:‬دار‌النضال‌للطباعة‌‬ ‫‪.28‬‬
‫والنشر‌والتوزيع‪‌.1989‌،‬‬
‫الضمان‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫االجتماعية‬ ‫‌‪،‬التأمينات‬ ‫الطيب‬ ‫سماتي‬ ‫‪.29‬‬
‫االجتماعي‪.‬الجزائر‪:‬دار‌الهدى‪‌.2114:‬‬
‫السيد عبد السميع أسامة‌‪‌،‬نظرية التأمين والضمان االجتماعي بين الشريعة‬ ‫‪.61‬‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‪‌.‬اإلسكندرية‪‌:‬الدار‌الجامعة‌الجديدة‪‌.2117‌،‬‬
‫شاكر علي ‌أحمد ‌وآخرون‪‌ ،‬تأمين السؤولية المدنية‪.‬القاهرة‪:‬مطبعة ‌مركز‌‬ ‫‪.61‬‬
‫القاهرة‌للتعليم‌المفتوح‪،‬بدون‌سنة‌نشر‪‌.‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫الشايب ‌هدي ‌‪‌ ،‬يحي ‌رضوان ‌‪‌ ،‬مقدمة في علم السياسة والعالقات‬ ‫‪.62‬‬
‫الدولية‪،‬ط‪.1‬ألمانيا‪‌ :‬المركز ‌الديمقراطي ‌العربي ‌للدراسات ‌اإلستراتجية ‌والسياسية‌‬
‫واالقتصادية‪‌.2117‌،‬‬
‫شرعان‌دمحم‌‪‌،‬الخطر في عقد التأمين‪‌.‬اإلسكندرية‪‌:‬منشأة‌المعارف‪‌.1984‌،‬‬ ‫‪.63‬‬
‫شومبيتر جوزيف‌‪‌،‬الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية‪(‌،‬ترجمة‪‌:‬حيدر‌حاج‌‬ ‫‪.64‬‬
‫إسماعيل)‪‌،‬ط‪.1‬بيروت‪‌:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‪‌.2111‌،‬‬
‫صافي ‌لؤي ‌‪‌ ،‬الرشد السياسي وأسسه المعيارية من الحكم الراشد إلى‬ ‫‪.62‬‬
‫الحوكمة الرشيدة بحث في جدلية القيم والمؤسسات والسياسة‪،‬ط‪.1‬بيروت‪‌:‬الشبكة‌‬
‫العربية‌لألبحاث‌والنشر‪‌.2112‌،‬‬
‫العابد عدنان‌‪‌،‬إلياسيوسف‌‪‌،‬قانون الضمان االجتماعي‪‌،‬ط‪.2‬بغداد‪‌‌:‬بدون‌‬ ‫‪.66‬‬
‫دار‌نشر‪‌.1988،‬‬
‫عبدالسالم جعفر‌‪‌،‬المنظمات الدولية دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة‬ ‫‪.67‬‬
‫لتنظيم الدولي ولألمم المتحدة والوكاالت المتخصصة والمنظمات اإلقليمية‪‌،‬ط‪‌.6‬‬
‫القاهرة‪‌:‬دار‌النهضة‌العربية‪،‬بدون سنة نشر‪‌.‬‬
‫عبد ‌الظاهر ‌حسين ‌دمحم ‌‪‌ ،‬التأمين اإلجباري من المسؤولية المدنية‬ ‫‪.68‬‬
‫المهنية‪.‬القاهرة‪:‬دار‌النهضة‌العربية‌‪‌.1994‬‬
‫االقتصادية‬ ‫‌الموسوعة‬ ‫‌‪،‬‬ ‫إسماعيل‬ ‫عبدالكافي‬ ‫عبدالفتاح‬ ‫‪.69‬‬
‫واالجتماعية‪.‬االسكندرية‪‌:‬مركز‌اسكندرية‌للكتاب‪‌.2112،‬‬
‫عبداللطيف العبيدي إبراهيم‌‪‌،‬اإلدخار مشروعيته وثمراته مع نماذج اقتصادية‬ ‫‪.71‬‬
‫معاصرة‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪،‬ط‪‌،1‬دبي‪‌:‬إدارة‌البحوث‪‌.2111،‬‬
‫عبدالهاديم حمدالمليجي إبراهيم‌‪‌،‬الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة‬ ‫‪.71‬‬
‫االجتماعية‪‌.‬اإلسكندرية‪‌:‬سلسلة‌جدران‌المعرفة‪‌.2116‌،‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫عبده ‌عيسى ‌‪‌ ،‬التأمين بين الحل والتحريم‪‌ ،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌ :‬دار ‌االعتصام‪‌،‬‬ ‫‪.72‬‬
‫‪‌.1976‬‬
‫عطية‌حزام‌خليل‌منى‌‪‌،‬العولمة والسياسة االجتماعية‪‌.‬اإلسكندرية‪‌:‬المكتب‌‬ ‫‪.73‬‬
‫الجامعي‌الحديث‪‌.2111،‬‬
‫التأمين‪.‬اإلسكندرية‪:‬الدار‌‬ ‫إبراهيم ‌‪‌ ،‬مبادئ‬ ‫عليإ براهيم عبد ربه‬ ‫‪.74‬‬
‫الجامعية‪‌.2116،‬‬
‫علي‌دمحم‌دمحم‌الصالبي‪‌،‬البرلمان في الدول الحديثة المسلمة‪‌.‬بيروت‪‌:‬دار‌‬ ‫‪.72‬‬
‫المعرفة‪‌،‬بدون‌سنة‌النشر‪‌.‬‬
‫عنصر‌العياشي‌‪‌،‬سوسيولوجيا األزمة الراهنة في الجزائر" األزمة الجزائرية‬ ‫‪.76‬‬
‫الخلفيات السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية" ‌‪‌ ،‬ط‪.1‬بيروت‪‌ :‬مركز‌‬
‫درسات‌الوحدة‌العربية‪‌.1996‌،‬‬
‫العيسوي إبراهيم‌‪‌،‬العدالة االجتماعية والنماذج التنموية مع اهتمام خاص‬ ‫‪.77‬‬
‫بحالة مصر وثورتها‪‌ ،‬ط‪.1‬بيروت‪‌ :‬المركز ‌العربي ‌لألبحاث ‌والدراسات ‌السياسية‪‌،‬‬
‫‪‌.2114‬‬
‫العيسوي عبد ‌الرحمان ‌‪‌ ،‬سيكولوجية العمل والعمال‪‌ .‬بيروت‪‌ :‬دار ‌راتب‌‬ ‫‪.78‬‬
‫الجامعية‪‌،‬بدون‌سنة‌نشر‪‌‌.‬‬
‫غدير‌غدير‌هيفاء‌‪‌،‬السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد‬ ‫‪.79‬‬
‫السوري‪‌.‬دمشق‪‌:‬الهيئة‌العامة‌السورية‌للكتاب‪‌.2111‌،‬‬
‫الفارس عبد‌الرزاق‌‪‌،‬الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي‪،‬ط‪‌.1‬بيروت‪‌:‬‬ ‫‪.81‬‬
‫مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‪.2111‌،‬‬
‫فرج عبدالقادر طه ‌‪‌ ،‬سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل (دراسة نظرية‬ ‫‪.81‬‬
‫وميدانية)‪‌.‬القاهرة‪‌:‬مكتبة‌الخانجي‪‌.1979‌،‬‬

‫‪976‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫فوكوياما‌فرانسيس‌‪‌،‬أصول النظام السياسي من عصور ما قبل اإلنسان إلى‬ ‫‪.82‬‬


‫الثورة الفرنسية‪(‌ ،‬ترجمة‪‌ :‬مجاب ‌الإليمان ‌‪‌ ،‬معين ‌اإلمام)‪‌ ،‬ط‪.1‬الدوحة‪‌ :‬منتدى‌‬
‫العالقات‌العربية‌والدولية‪‌.2116‌،‬‬
‫فوكوياما ‌فرانسيس ‌‪‌ ،‬النظام السياسي واالنحطاط السياسي من الثورة‬ ‫‪.83‬‬
‫الصناعية إلى عولمة الديمقراطية‪(‌ ،‌،‬ترجمة‪‌:‬مجاب‌الإليمان ‌‪‌،‬معين‌اإلمام) ‌‪‌،‬‬
‫ط‪‌.1‬الدوحة‪‌:‬منتدى‌العالقات‌العربية‌والدولية‪‌.2116‌،‬‬
‫فيلبس تشارلز‌‪‌،‬نحو مفهوم القتصاديات الصحة والرعاية الصحية والتأمين‬ ‫‪.84‬‬
‫الصحي (المسار األمريكي)‪(‌،‬ترجمة‪‌ :‬جالل‌البناء)‪‌،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬المجلس‌األعلى‌‬
‫للثقافة‪‌.2113‌،‬‬
‫قويدر ابراهيم‌‪‌،‬دراسات في انظمة الضمان االجتماعي‪‌.‬القاهرة‪:‬إدارة‌الترجمة‌‬ ‫‪.82‬‬
‫العلمية‌والطباعة‌والنشر‪‌.1992‌،‬‬
‫كامل دمحما لخزرجي ثامر ‌‪‌ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسات العامة‬ ‫‪.86‬‬
‫دراسة معاصرة في استراتجية إدارة السلطة‪‌ ،‬ط‪.1‬عمان‪‌ :‬دار ‌مجدالوي ‌للنشر‌‬
‫والتوزيع‪‌.2114‌،‬‬
‫كيندي بول ‌‪‌ ،‬القوى العظمى التغيرات االقتصادية والصراع العسكري من‬ ‫‪.87‬‬
‫‪ 8000‬إلى ‪(‌ ،4000‬ترجمة‪‌ :‬عبد ‌الوهاب ‌علوب) ‌‪‌ ،‬ط‪‌ .1‬الكويت‪‌ :‬دار ‌سعاد‌‬
‫الصباح‌مركز‌أبن‌خلدون‌للدراسات‌اإلنمائية‪‌.1993‌،‬‬
‫المتوسط‬ ‫جنوب‬ ‫بلدان‬ ‫في‬ ‫االجتماعية‬ ‫لوردال ‌هنري ‌‪،‬الحماية‬ ‫‪.88‬‬
‫‌البغدادي‪،‬حاتم‌‬ ‫واآلفاق‪(،‬ترجمة‪:‬سامي‬ ‫الراهنة‬ ‫وشرقه‪:‬األوضاع‬
‫الصالح)‪.‬مدريد‪:‬مؤسسة‌سالم‌وتضامن‌سيرافين‌اريالغا‪،‬مارس‌‪‌.2113‬‬
‫ليبهارت آرنت‌‪‌،‬الديمقراطية التوافقية في مجتمع متعدد‪‌ (‌،‬ترجمة‪‌:‬حسني‌‬ ‫‪.89‬‬
‫زينة)‌‪‌،‬ط‪‌.1‬بغداد‪‌:‬الفرات‌للنشر‌والتوزيع‪‌.2116‌،‬‬

‫‪977‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫محروس خذير أحمد‌‪‌،‬تحليل السياسات العامة‪‌،‬ط‪.1‬االسكندرية‪‌:‬دار‌الكاتب‌‬ ‫‪.91‬‬


‫الجامعي‪‌.‌2117‌،‬‬
‫دمحم رمضان سيد ‌‪‌ ،‬الوسيط في شرح قانون العمل وقانون الضمان‬ ‫‪.91‬‬
‫االجتماعي‪،‬ط‪.2‬عمان‪:‬دار‌الثقافة‌للنشر‌والتوزيع‪‌.2114،‬‬
‫دمحمم صطفى أحمد ‌‪‌ ،‬اليعقوبي حياة ‌‪‌ ،‬الدور السياسي للنقابات العمالية‬ ‫‪.92‬‬
‫العربية في ظل ثورات الربيع العربي‪‌.‬بون‌‪‌:‬منظمة‌فريدريش‌إيبرت‪‌.2112‌،‬‬
‫محمود ‌أألقداحي ‌هشام ‌‪‌ ،‬اللوبي وجماعات الضغط السياسي‪ -‬صراع‬ ‫‪.93‬‬
‫المصالح والنفوذ والمال‪‌.‬اإلسكندرية‪‌:‬مؤسسة‌شباب‌الجامعة‪‌.2112‌،‬‬
‫محمود هللا محمود عبد ‌اللطيف ‌‪،‬التأمين اإلجتماعي في ضوء الشريعة‬ ‫‪.94‬‬
‫اإلسالمية‪،‬بيروت‪:‬دار‌النفائس‪‌.1994،‬‬
‫محمود عمارة رانيا‌‪‌،‬المالية العامة واإليرادات العامة‪‌ ،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬مركز‌‬ ‫‪.92‬‬
‫الدراسات‌العربية‌للنشر‌والتوزيع‪‌.2112‌،‬‬
‫مسلم الحارثي إبراهيم ‌بن ‌أحمد ‌‪‌ ،‬تجويد التعليم باستخدام المعايير وإدارة‬ ‫‪.96‬‬
‫الجودة الشاملة‪‌،‬ط‪‌.1‬الرياض‪‌:‬فهرسة‌مكتبة‌فهد‌الوطنية‌أثناء‌النشر‪‌.‌2114‌،‬‬
‫الدول‬ ‫في‬ ‫واالجتماعية‬ ‫السياسية‬ ‫ابراهيم ‌‪،‬المؤسسات‬ ‫مشورب‬ ‫‪.97‬‬
‫المعاصرة‪،‬ط‪.2‬بيروت‪:‬دار‌المنهل‌اللبناني‪‌.2114،‬‬
‫مصطفوي‌دمحم‌‪‌،‬نظريات الحكم والدولة دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي‬ ‫‪.98‬‬
‫والقانون الدستوري الوضعي‪‌،‬ط‪‌.2‬بيروت‪‌:‬مركز‌الحضارة‌لتنمية‌الفكر‌اإلسالمي‪‌،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫مصطفى الحسين أحمد ‌‪‌ ،‬مدخل إلى تحليل السياسات العامة‪‌ ،‬ط‪‌.1‬‬ ‫‪.99‬‬
‫عمان‪:‬المركز‌العلمي‌للدراسات‌السياسية‪‌.2112‌،‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫مظهر قنطجي سامر‌‪‌،‬مشكلة البطالة وعالجها في اإلسالم‪،‬ط‪‌.1‬بيروت‪‌:‬‬ ‫‪.111‬‬


‫مؤسسة‌الرسالة‪‌.2112،‬‬
‫مفتاح غمق ضو ‌‪‌ ،‬السلطة التشريعية في نظام الحكم اإلسالمي والنظم‬ ‫‪.111‬‬
‫المعاصرة الوضعية دراسة مقارنة‪‌.‬مالطا‪‌:‬منشورات‌‪‌.2112‌،ELGA‬‬
‫المنجد‌األبجدي‪‌،‬ط‌‪.2‬بيروت‪‌:‬دار‌المشرق‪‌.1967‌،‬‬ ‫‪.112‬‬
‫منظمة‌العمل‌العربية‪‌،‬الضمان االجتماعي سلسلة برامج الثقافة العمالية‪‌،‬‬ ‫‪.113‬‬
‫بيروت‪:‬المكتبة‌العصرية‪‌.1974،‬‬
‫منظمة ‌هاريكار ‌غير ‌الحكومية‪‌ ،‬دور منظمة المجتمع المدني في التنمية‬ ‫‪.114‬‬
‫االجتماعية‪‌.‬دهوك‪‌:‬مطبعة‌زانا‪‌.2117‌،‬‬
‫المهدي السعيد الصادق ‌‪،‬التأمين االجتماعي وتطبيقاته األولى في‬ ‫‪.112‬‬
‫العراق‪.‬القاهرة‪:‬دار‌الفكر‌العربي‪‌.1927،‬‬
‫موسى‌عبود‪‌،‬دروس في القانون االجتماعي‪‌،‬ط‪‌.2‬الرباط‪‌:‬المركز‌الثقافي‌‬ ‫‪.116‬‬
‫العربي‪‌.1994‌،‬‬
‫مينارد كينز جون ‌‪‌،‬النظرية العامة للشغل والفائدة والنقود‪(‌،‬ترجمة‪‌:‬إلهام‌‬ ‫‪.117‬‬
‫عيداروس)‪‌،‬ط‪‌.1‬القاهرة‪‌:‬دار‌العين‌لنشر‪‌.2111‌،‬‬
‫نبيل ‌عبد ‌اللطيف‪‌ ،‬نظام التأمين االجتماعي في مصر تشريعا‬ ‫‪.118‬‬
‫وتطبيقا‪.‬القاهرة‪:‬دار‌الصافي‌للطباعة‌والنشر‪.1977،‬‬
‫نصر‌دمحم‌عارف‪‌،‬إبستومولوجيا السياسة المقارنة النموذج المعرفي النظرية‬ ‫‪.119‬‬
‫المنهج‪‌،‬ط‪‌،1‬بيروت‌‪‌:‬المؤسسة‌الجامعية‌للدراسات‌والنشر‌والتوزيع‪‌.2112‌،‬‬
‫نيوتن‌كينيث‌‪‌،‬فان‌ديت‌جان‌‪،‬أسس السياسة المقارنة‪(،‬ترجمة‪‌:‬عبد‌هللا‌بن‌‬ ‫‪.111‬‬
‫جمعان ‌الغامدي ‌‪،‬عبد ‌السالم ‌بن ‌علي ‌نوير)‪‌ ،‬ج‪.2‬الرياض‪‌ ‌ :‬دار ‌جامعة ‌الملك‌‬
‫سعود‌للنشر‪‌‌.2114‌،‬‬

‫‪972‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫هارفي ديفيد‌‪‌،‬الوجيز في تاريخ النيوليبرالية‪(‌،‬ترجمة‪‌:‬وليد‌شحادة)‪‌.‬دمشق‪‌:‬‬ ‫‪.111‬‬


‫الهيئة‌العامة‌للكتاب‪‌.2113‌،‬‬
‫الهانس ‌مختار ‌‪‌ ،‬حمودة ‌إبراهيم ‌‪،‬مقدمة في مبادىء التأمين بين العملية‬ ‫‪.112‬‬
‫والتطبيق‪.‬االسكندرية‪‌:‬الدار‌الجامعية‪‌‌‌.2111‌،‬‬
‫هاني الحديدي المالكي اإلسكندري أبي‌الفضل‪ ،‬التأمين أنواعه المعاصرة وما‬ ‫‪.113‬‬
‫يجوز أن يلحق بالعقود الشرعية منها‪‌،‬ط‪‌.1‬دمشق‪‌:‬دار‌العظماء‪‌.2119‌،‬‬
‫هدفي بشير ‌‪‌ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية‬ ‫‪.114‬‬
‫والجماعية‪‌،‬ط‪.2‬الجزائر‪‌:‬جسور‌للنشر‌والتوزيع‪‌.2113‌،‬‬
‫هالل علي‌الدين‌‪‌،‬مسعد نيفين‌‪‌،‬النظم السياسية العربية قضايا االستمرار‬ ‫‪.112‬‬
‫والتغيير‪،‬ط‪.2‬بيروت‪:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‪‌.2114،‬‬
‫هوفه أوتفريد‌‪‌،‬مواطن االقتصاد و مواطن الدولة و المواطن العالمي‪(‌،‬ترجمة‌‬ ‫‪.116‬‬
‫عبد‌الحميد‌مرزوق‌)‪‌،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬المركز‌الثقافي‌األلماني‪‌.‌2111‌،‬‬
‫هيوود أندرو ‌‪‌ ،‬النظرية السياسية مقدمة‪( ،‬ترجمة‪‌ :‬لبنى ‌الريدى)‪‌ ،‬ط‪‌.1‬‬ ‫‪.117‬‬
‫القاهرة‪‌:‬المركز‌القومي‌للترجمة‪‌.2113‌،‬‬
‫وادي علي‌احمد‌‪‌،‬المساعدات والرعاية االجتماعية للفئات المستهدفة بين‬ ‫‪.118‬‬
‫الواقع والطموح‪‌.‬اليمن‌‪،‬الحديدة‪‌:‬جامعة‌الحديدة‪،‬بدون‌سنة‌نشر‪‌.‬‬
‫وحيد‌عبد‌الباري‌دمحم‌‪‌،‬إدارة الخطر والتأمين االجتماعي والتجاري‪.‬القاهرة‪:‬كلية‌‬ ‫‪.119‬‬
‫التجارة‌بجامعة‌القاهرة‪‌.1997،‬‬
‫ياغي عبد‌الفتاح‌‪‌،‬السياسة العامة النظرية والتطبيق‪،‬ط‪.1‬القاهرة‪‌:‬المنظمة‌‬ ‫‪.121‬‬
‫العربية‌للتنمية‌االدارية‪‌.‌2111‌،‬‬
‫يعقوب بنا براهيم ابي‌يوسف‌‪‌،‬كتاب الخراج‪‌.‬بيروت‪‌:‬دار‌المعرفة‪‌.1979‌،‬‬ ‫‪.121‬‬
‫باللغة األجنبية‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫‌‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

1. Aballea Pierre, marie Etienne, L’évaluation de l’état


d’invalidité en France, réaffirmer les concepts,
homogénéiser les paratiques et refondre le pilotage du
risque , rapport Tome 1, inspection générale des affaires social
, mai 2012.
2. Agence pour le Développement et la Coordination des Relation
Internationales,La protection Social En France, Paris, 2014.
3. code de la sécurité social, L311.
4. Confédération Générale Du Travail FORCE OUVRIERE,
Securite Sociale Revendication Force Ouvriere Pour Refonder
La Securite Sociale Sur Ses Valeurs, secteur protection sociale,
Paris.
5. institut français d’information juridique ,Code de la sécurité
sociale, édition 21/04/2018.
6. institut français d’information juridique. code de la sécurité
sociale. Droit.org. France. 2018/ article n’ L.111-2-1.
7. Morvan Patrick, droit de la protection sociale, 5em édition,
Paris, LexisNexis, 2011.
8. mourad Hannouz , mohammed khadir, précis le sécurité
sociale,o.p.u :édit 1996,n 11,Algérie:2015.
9. Nezosi Gilles, La protection social, direction de
l’information légale et administration, Paris , 2016.

922
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪10.‬‬ ‫‪Odile Safon Marie, la prise en charge des accidents du‬‬


‫‪travail et l’organisation de médecine du travail en France,‬‬
‫‪synthèse documentaire, juillet 2017.‬‬
‫‪11.‬‬ ‫‪Ordonnance N 45 -2250 Signee Par Jules Jeanneney,‬‬
‫‪Ministre D Etat.‬‬
‫‪12.‬‬ ‫‪Petit Franck, droit de la protection social, 2e édition,‬‬
‫‪France, gualion lextenso éditins, 2014.‬‬
‫‪13.‬‬ ‫‪Rossillion :‬‬ ‫‪Conventions‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪Recommandations‬‬
‫‪Internationales du travail ,Droit social à vocation universelle‬‬
‫‪in Juris Classeur , Paris : Dalloz, 1988.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الدوريات‪:‬‬
‫‪ .1‬أبوشيحة‌أحمد‌نادر‪‌"‌،‬الجوانب‌اإلدارية‌ألنظمة‌الضمان‌االجتماعي‌دراسة‌مقارنة"‌‬
‫‪،‬المجلة العربية للتأمينات االجتماعية‪،‬العدد‌‪‌‌.1989،‌1‬‬
‫‪ .2‬أكريم‌عبد‌النبي‌عمر‌‪"‌،‬البيئة‌االجتماعية‌والنفسية‌واالقتصادية‌وعالقتها‌باألمراض‌‬
‫وتوطنها‌في‌المناطق‌الريفية‪"،‬مجلة جامعة بنغازي العلمية‪‌،‬العدد‌‪‌3‬و‪.2111‌،4‬‬
‫‪ .3‬باقي‌نصر‌الدين‪‌"،‬التعديالت‌الدستورية‌كأداة‌لإلصالح‌السياسي‌في‌الجزائر‌‪‌1996‬‬
‫– ‌‪‌ ،"2116‬المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية في الجزائر‪‌ ،‬العدد ‌‪‌،11‬‬
‫‪‌.‌2116‬‬
‫‪ .4‬بعلبكي أحمد ‌‪‌ ،‬تحوالت ‌االخالق ‌والسياسة ‌في ‌أنظمة ‌الحماية ‌االجتماعية‌‬
‫ومنهجياتها‪،‬مجلة اضافات‪‌،‬العددان‌‪‌38‬و‪‌.2117‌،39‬‬

‫‪929‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪ .2‬بال‌حسن‪"‌،‬مدخل‌لفهم‌السياسات‌العامة"‪‌،‬مجلة القانون المغربي‪‌،‬عدد‌‪‌،22‬دون‌‬


‫سنة‌نشر‪‌.‬‬
‫‪ .6‬بلعيور ‌الطاهر ‌‪"‌ ،‬اإلضرابات ‌العمالية ‌في ‌الجزائر‪‌ :‬رؤية ‌سوسيولوجية"‪‌ ،‬مجلة‬
‫الواحات‪‌،‬العدد‌‪‌.2112‌،16‬‬
‫‪ .7‬بن ‌شهرة ‌مدني ‌‪"‌ ،‬سياسة ‌التعديل ‌الهيكلي ‌في ‌الجزائر ‌برنامج ‌وآثار"‪،‬مجلة العلوم‬
‫االنسانية‪،‬العدد‌‪،18‬فيفري‌‪‌.2112‬‬
‫‪ .8‬بن ‌علي ‌الغامدي ‌عبد ‌العزيز ‌‪"‌ ،‬إعادة ‌التأمين ‌والبديل ‌اإلسالمي ‌دراسة ‌فقهية"‪‌،‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪‌‌،‬المجلد‌‪‌،22‬العدد‌‪‌.44‬‬
‫‪ .9‬بن ‌دمحم ‌الصغير ‌صالح ‌‪"‌ ،‬الضمان ‌االجتماعي ‌والمساعدات ‌االجتماعية ‌في ‌الدول‌‬
‫األعضاء ‌لمجلس ‌وزراء ‌الشؤون ‌االجتماعية ‌بدول ‌مجلس ‌التعاون ‌لدول ‌الخليج‌‬
‫العربية ‌دراسة ‌تحليلية ‌مقارنة"‪،‬البحرين‪‌ ،‬سلسلة الدراسات االجتماعية‪‌ ،‬العدد ‌‪‌،61‬‬
‫مارس‌‪.2111‬‬
‫بوحنية ‌قوي‪"‌ ،‬التسيير ‌الذاتي ‌ ‌للصندوق ‌الوطني ‌للتأمينات ‌االجتماعية‌‬ ‫‪.11‬‬
‫بالجزائر"االطار‌التنظيمي‌ومعيقاته"‪‌،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪‌،‬العدد‪،7‬جوان‌‬
‫‌‬
‫‪‌.2112‬‬
‫بوحنية‌قوي‪‌،‬حسيني‌دمحم‌العيد‪‌"،‬السياسة‌العامة‌الصحية"‌دراسة‌تحليلية‌من‌‬ ‫‪.11‬‬
‫منظور‌اإلقتراب‌المؤسسي‌الحديث‌‪‌،"2112‌ –‌ 1991‬المجلة الجزائرية للدراسات‬
‫السياسية‪،‬المجلد‌‪،1‬العدد‪،1‬جوان‌‪‌.2114‬‬
‫بوريش‌رياض‪"‌،‬السياسة‌العامة‌العالمية‌ومفهوم‌الحكم‌العالمي"‪‌،‬مجلة الحوار‬ ‫‪.12‬‬
‫المتوسطي‪‌،‬العدد‌‪،13‬ديسمبر‌‪‌.2116‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫بولكعيبات‌إدريس‌‪‌"‌،‬الحركة‌النقابية‌الجزائرية‌بين‌عصريين‌إشكالية‌العجز‌‬ ‫‪.13‬‬
‫المزمن ‌عن ‌فك ‌االرتباط ‌بالمشروع ‌السياسي"‪‌ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪‌ ،‬العدد ‌‪‌،12‬‬
‫‪‌.‌2117‬‬
‫بومدين ‌سليمان ‌‪"‌ ،‬التصورات ‌االجتماعية ‌للصحة ‌والمرض ‌في ‌الجزائر"حالة‌‬ ‫‪.14‬‬
‫مدينة‌بسكرة‌"‪‌،‬مجلة شؤون اجتماعية‪،‬العدد‌‪‌.2112‌،188‬‬
‫جون ‌بي‌ويليامسون ‌‪"‌ ،‬هل‌تعتبر‌خصخصة‌التأمين‌االجتماعي‌عملية‌ذات‌‬ ‫‪.12‬‬
‫االجتماعية‪‌،‬‬ ‫للتأمينات‬ ‫الدولية‬ ‫جدوى ‌بالنسبة ‌للدول ‌النامية"‪‌ ،‬المجلة‬
‫العدد‪،13‬سنة‪.2111‬‬
‫حجاز أحمد‌‪"‌،‬صندوق‌الضمان‌االجتماعي‌وفكرة‌التكافل‌االجتماعي"‪‌،‬مجلة‬ ‫‪.16‬‬
‫دار المنظومة‪‌،‬مجلد‌‪‌،26‬عدد‌‪‌،12‬األردن‪‌.1982‌،‬‬
‫دريسي ‌أسماء‪"‌ ،‬تطور ‌اإلنفاق ‌الصحي ‌في ‌الجزائر ‌ومدى ‌فعاليته ‌في ‌إطار‌‬ ‫‪.17‬‬
‫إصالح‌المنظومة‌الصحية‌خالل‌الفترة‌‪‌،2113"–‌ 2114‬المجلة الجزائرية للعولمة‬
‫والسياسات االقتصادية‪‌،‬العدد‪‌.2112‌،‌16‬‬
‫دمتري ‌كارسيوف ‌‪"‌ ،‬إتجاهات ‌في ‌إصالح ‌نظام ‌المعاشات ‌في ‌اإلتحاد‌‬ ‫‪.18‬‬
‫الروسي"‪‌،‬المجلة الدولية للتأمينات االجتماعية‪،‬العدد‌‪‌.2112‌،12‬‬
‫رحاب ‌مختار ‌‪"‌ ،‬الصحة ‌والمرض ‌وعالقتها ‌بالنسق ‌الثقافي ‌للمجتمع ‌مقاربة‌‬ ‫‪.19‬‬
‫بين ‌منظور ‌االنثروبولوجيا ‌الطبية"‪‌ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪‌ ،‬العدد ‌‪‌ ،12‬جوان‌‬
‫‪‌.2114‬‬
‫زاغو‌هشام‌‪"‌،‬صنع‌السياسة‌العامة‌من‌منظور‌توزيع‌السلطة‌وعالقتها‌بالرأي‌‬ ‫‪.21‬‬
‫العام‌في‌األنظمة‌المفتوحة"‪‌،‬مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية‪‌،‬العدد‪‌.2112‌،11‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫سالم‌مرجين‌حسين‌‪"‌،‬آفاق‌سيوسولوجية‌على‌متن‌مؤسسات‌المجتمع ‌المدني‌‬ ‫‪.21‬‬


‫في ‌الحراك ‌المجتمعي ‌العربي ‌" ‌دراسة ‌الحالة ‌الليبية" ‌‪،‬المجلة االردنية‪،‬المجلد‌‬
‫التاسع‪،‬العدد‌الثاني‪‌.‌2116،‬‬
‫سراج‌الدين‌فتح‌الرحمان‌عثمان‌‪"،‬الرعاية‌االجتماعية‌بين‌االتفاقيات‌والمواثيق‌‬ ‫‪.22‬‬
‫الدولية ‌والقوانين ‌المحلية‪:‬دولة ‌االمارات ‌العربية ‌المتحدة ‌نموذجا"‪‌ ،‬مجلة رؤى‬

‫استراتيجية‪‌،‬عدد‌سبتمبر‌‪‌.2113‬‬
‫السيد ‌إبراهيم ‌الدسوقي ‌‪ "‌ ،‬اشتراكات ‌نظام ‌التامينات ‌االجتماعية ‌في ‌المملكة‌‬ ‫‪.23‬‬
‫العربية ‌السعودية"‪‌ ،‬مجلة جامعة الملك سعود (العلوم اإلدراية)‪‌ ،‬مجلد‪‌ ،2‬العدد‪‌،2‬‬
‫‪‌.1991‬‬
‫سيد‌عبد‌المطلب‌غانم‪"‌،‬ندوة‌تقويم‌السياسات‌العامة" ‌‪‌،‬مجلة العلوم االجتماعية‪‌،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المجلد‌‪،17‬العدد‪‌،2‬الكويت‪‌.1989،‬‬
‫صرارمة ‌عبد ‌الوحيد‪‌ "،‬دولة ‌الرعاية ‌االجتماعية ‌والتحول ‌إلى ‌اقتصاد ‌السوق‌‬ ‫‪.24‬‬
‫في‌الجزائر"‪‌،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪‌‌،‬المجلد‌ب‪‌،‬العدد‌‪‌.2118‌،31‬‬
‫العايب‌سامية‌‪"‌،‬النظام‌القانوني‌للمجلس‌الوطني‌االقتصادي‌واالجتماعي‌في‌‬ ‫‪.22‬‬
‫الجزائر"‪‌ ،‬مجلة حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية واالنسانية‪،‬العدد ‌‪‌،14‬‬
‫مارس‌‪.2116‬‬
‫العبدهللا ‌الكفري‌ ‌مصطفى ‌‪‌ "،‬عولمة ‌االقتصاد ‌واالقتصادات ‌العربية"‪‌ ،‬مجلة‬ ‫‪.26‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‪‌،‬العدد‌‪‌.‌2113‌،12‬‬
‫عثمان ‌دمحم ‌مختار ‌الفاتح ‌‪‌ "،‬اقتصاديات ‌خدمات ‌الرعاية ‌الصحية ‌في ‌الدول‌‬ ‫‪.27‬‬
‫النامية‌وأثرها‌على‌التنمية"‪‌،‬مجلة أماراباك‪‌،‬المجلد‌الرابع‪‌،‬العدد‌‪‌.11،2113‬‬
‫العربي‌مليكة‪‌"،‬السياسة‌االجتماعية‌وأثرها‌على‌التنمية‌االقتصادية‌في‌الجزائر‌‬ ‫‪.28‬‬
‫دراسة‌قياسية‌(‪‌،")2111‌–‌1991‬مجلة المعيار‪‌،‬العدد‌‪‌.‌2116‌،‌14‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫علي ‌بن ‌علي ‌الفكي ‌عبد ‌الناصر ‌‪"‌ ،‬الثقافة ‌المجتمعية ‌ومعدالت ‌اإلصابة‌‬ ‫‪.29‬‬
‫باألمراض ‌في ‌إفريقيا ‌(االيبوال‪‌ :‬ليبريا‪‌ -‬اإليدز‪‌ :‬أثيوبيا‪‌ -‬السحائي ‌بوركينافاسو)"‌‬
‫‪،‬جامعة‌أفريقيا‌العالميةـ‪‌،‬مركز البحوث و الدراسات اإلفريقية‪‌،‬ديسمبر‌‪‌.2116‬‬
‫عمومن‌رمضان‌‪‌،‬معمري‌حمزة‌‪‌ "،‬حوادث‌العمل‌أسبابها‌وأساليب‌خفضها"‪‌،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬المجلد‌‪‌،2‬العدد‪‌،‌3‬جانفي‌‪‌‌.2111‬‬
‫عيسى ‌الشيخ ‌راضي ‌مازن ‌‪‌ ،‬ايمان ‌عبد ‌الكاظم ‌جبار‪"‌ ،‬نظام ‌األمان‌‬ ‫‪.31‬‬
‫االجتماعي‌مقاربة‌بين‌الفكر‌اإلسالمي‌واالقتصاديات‌الوضعية"‪‌،‬مجلة الغري للعلوم‬
‫االقتصادية واإلدارية‪‌،‬المجلد‌‪‌،8‬العدد‌‪‌.2114‌،31‬‬
‫قاسمي ‌شوقي‪‌ ،‬مرغاد ‌بشير ‌الدين‪"‌ ،‬تطور ‌آليات ‌توزيع ‌السكن ‌في ‌التشريع‌‬ ‫‪.32‬‬
‫الجزائري‌مقاربة‌سوسيو‌قانونية"‪‌،‬مجلة المفكر‪‌،‬العدد‌‪‌.2117،‌12‬‬
‫قرومي ‌حميد‪‌ ،‬ضحاك ‌نجية‪"‌ ،‬الضمان ‌االجتماعي ‌في ‌الجزائر" ‌دراسة ‌حالة‌‬ ‫‪.33‬‬
‫البويرة"‪‌،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪‌،‬العدد‌‪‌.2112‌،13‬‬
‫كامل ‌السيد ‌مصطفى ‌‪‌ "،‬دراسة ‌السياسة ‌المقارنة ‌في ‌الجامعات ‌المصرية"‪‌،‬‬ ‫‪.34‬‬
‫مجلة العلوم االجتماعية‪‌،‬مجلد‌‪‌،22‬عدد‌‪‌.1997‌،11‬‬
‫لشهب‌أحمد‪"‌،‬صنع‌السياسة‌التربوية‌في‌الجزائر"‪‌،‬مجلة المفكر‪‌،‬العدد‌‪‌،11‬‬ ‫‪.32‬‬
‫‪‌.2114‬‬
‫مجلخ ‌سليم ‌‪"‌ ،‬محددات ‌البطالة ‌في ‌الجزائر ‌دراسة ‌تطبيقية"‪‌ ،‬مجلة جامعة‬ ‫‪.36‬‬
‫الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪‌،‬المجلد‌‪‌،13‬العدد‌‪‌.2116‌،12‬‬
‫محيبس ‌الوائلي ‌طالب ‌‪"،‬اإلصالحات ‌اإلجتماعية ‌في ‌بريطانيا"‪،‬مجلة كلية‬ ‫‪.37‬‬
‫التربية واسط‪،‬العدد‌‪‌،‌‌11‬نوفمبر‌‪‌.2111‬‬
‫مولة‌عبد‌هللا‌‪"‌،‬التحكم‌في‌التبادل‌الحر‌والتنمية‌من‌الدولة‌الراعية‌إلى‌الدولة‌‬ ‫‪.38‬‬
‫التنموية‌"‪‌،‬مجلة التواصل‪‌،‬العدد‌‪‌.2119،‌24‬‬

‫‪926‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫ثالثا‪ -‬الدراسات غير المنشورة‪:‬‬

‫الحدي ‌نجوة‪«‌ ،‬سياسة ‌األدوية ‌في ‌الجزائر»‪(‌ ،‬أطروحة ‌دكتوراه‪‌ ،‬كلية ‌العلوم‌‬ ‫‪.8‬‬
‫االقتصادية‌وعلوم‌التسيير‌‪‌،‬الجزائر‪.)2117‌،‬‬
‫امجوج‌نوار‪«‌،‬مجلس‌المحاسبة‪:‬نظامه‌ودوره‌في‌الرقابة‌على‌المؤسسات‌اإلدارية»‪‌،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫(رسالة‌ماجستير‌في‌القانون‌العام‪‌،‬كلية‌الحقوق‪‌،‬جامعة‌قسنطينة‪‌.)2117،‬‬
‫بن‌دهمة‌هوارية‪«‌،‬الحماية‌االجتماعية‌في‌الجزائر‌دراسة‌تحليلية‌لصندوق ‌الضمان‌‬ ‫‪.3‬‬
‫االجتماعي ‌دراسة ‌حالة ‌صندوق ‌الضمان ‌االجتماعي ‌تلمسان»‪(‌ ،‬رسالة ‌ماجستير‪‌،‬‬
‫كلية‌العلوم‌االقتصادية‌والتجارية‌وعلوم‌التسير‪‌،‬جامعة‌تلمسان‪‌.)2112‌،‬‬
‫بن ‌عبد ‌الرحمان ‌إلياس ‌‪‌ «،‬إشكالية ‌التقاعد ‌في ‌الجزائر»‪(،‬رسالة ‌ماجستير‪‌ ،‬معهد‌‬ ‫‪.4‬‬
‫العلوم‌االقتصادية‪‌،‬جامعة‌الجزائر‪‌.‌)2112‌،‬‬
‫بن ‌ناصر ‌البجاد ‌دمحم ‌‪‌ «،‬الضمان ‌االجتماعي ‌السعودي ‌وأثره ‌في ‌الوقاية ‌من‌‬ ‫‪.2‬‬
‫الجريمة»‪(‌ ،‬رسالة ‌ماجستير‪،‬كلية ‌الدرسات ‌العليا‪،‬جامعة ‌نايف ‌للعلوم‌‬
‫األمنية‪.‬السعودية‪‌.)2114‌،‬‬
‫ديش ‌موسى‪‌ «،‬النظام ‌القانوني ‌لتعويض ‌ضحايا ‌الجرائم ‌اإلرهابية ‌دراسة‌‬ ‫‪.6‬‬
‫ق‪‌،‬جامعة‌تلمسان‪‌.)2116‌،‬‬
‫مقارنة»‪(،‬أطروحة‌دكت‌و‌اره‌في‌القانون‌العام‪‌،‬كلية‌الحقو ‌‬
‫ز اررة‌صالحي‌‪«،‬المخاطر‌المضمونة‌في‌قانون ‌التأمينات‌االجتماعية‌دراسة‌مقارنة‌‬ ‫‪.7‬‬
‫بين ‌القانون ‌الجزائري ‌والمصري‌»‪(،‬أطروحة ‌دكت‌و‌اره ‌‪‌ ،‬كلية ‌الحقوق‪‌ ،‬جامعة‌‬
‫قسنطينة‪‌.)2117،‬‬
‫زرقة ‌دليلة ‌‪ ‌ «،‬سياسة ‌السكن ‌واإلسكان ‌بين ‌الخطاب ‌والواقع ‌دراسة ‌ميدانية ‌بوالية‌‬ ‫‪.8‬‬
‫وهران»‪‌(،‬أطروحة‌الدكتو ار‌ه‪‌،‬قسم‌علم‌اإلجتماع‌‪‌،‬جامعة‌السانية‌بوهران‪‌.)2116‌،‬‬
‫شذان ‌علي ‌محسن ‌‪«‌ ،‬أحكام ‌التعويض ‌عن ‌إصابات ‌العمل ‌دراسة ‌مقارنة»‪‌(،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أطروحة‌دكتوراه‪‌،‬كلية‌الحقوق‪‌،‬جامعة‌الجزائر‪‌.2116)‌،‬‬
‫‪927‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫عكاش‌فضيلة‌‪«‌،‬تطور‌نظام‌الضمان‌االجتماعي‌في‌الجزائر»‪(‌،‬رسالة‌ماجستير‪‌،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫كلية‌العلوم‌السياسية‌والعالقات‌الدولية‪‌،‬جامعة‌الجزائر‪‌.)2111‌،‬‬
‫عياش‌درار‌‪«،‬أثر‌النظام‌الضمان‌االجتماعي‌على‌حركية‌االقتصاد‌الوطني‌دراسة‌‬ ‫‪.11‬‬
‫حالة ‌الصندوق ‌الوطني ‌للضمان ‌االجتماعي ‌لغير ‌األجراء ‌بومرداس»‪(،‬رسالة‌‬
‫ماجستير‪،‬كلية‌العلوم‌االقتصادية‌والتسير‪،‬جامعة‌الجزائر‪‌.)2112‌،3‬‬
‫مدقن‌قدور‌‪«‌،‬د‌ور‌المنظمات‌الدولية‌في‌عملية‌رسم‌السياسات‌االجتماعية‌بالدول‌‬ ‫‪.12‬‬
‫المغاربية" ‌دراسة ‌قطاع ‌الضمان ‌االجتماعي ‌في ‌الجزائر ‌نموذجا»‪‌ (،‬رسالة‌‬
‫الماجستير‪‌،‬كلية‌العلوم‌السياسية‌والعالقات‌الدولية‪‌،‬جامعة‌الجزائر‌‪‌‌‌‌.)2113‌،3‬‬
‫وراد ‌فواد ‌‪«،‬الحماية ‌االجتماعية ‌والتشغيل" ‌دراسة ‌حالة ‌الجزائر»‪(،‬رسالة ‌ماجستير‪‌،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫كلية‌العلوم‌االقتصادية‌والتجارية‌وعلوم‌التسيير‪،‬جامعة‌تلمسان‪‌.)2118‌،‬‬
‫رابعا‪ -‬الملتقيات والندوات والمؤتمرات المتخصصة‪:‬‬
‫أحمد عبد اللطيف رشاد ‌‪،‬مداخلة ‌بعنوان"مقومات ‌الحماية ‌االجتماعية" ‌‪،‬مقدمة ‌في‌‬ ‫‪.1‬‬
‫مؤتمر الحماية االجتماعية والتنمية‪‌ ،‬جامعة ‌نايف ‌للعلوم ‌األمنية‪‌ .‬السعودية‪‌،‬‬
‫‪‌.2114‬‬
‫بقادة ‌زينب ‌حميدة‪‌ ،‬مداخلة ‌بعنوان" ‌المشكالت ‌المطروحة ‌في ‌واقع ‌األسرة ‌الجزائرية‌‬ ‫‪.2‬‬
‫وانعكاساتها‌على‌جنوح‌األبناء"‪،‬مقدمة‌في‌إطار‌الملتقى‌الوطني‌الثاني‌حول‌االتصال‬
‫وجودة الحياة في القرار‌‪‌،‬المنعقدة‌يومي‌‪‌9‬و‌‪‌11‬افريل‌‪.2113‬‬
‫بوزاز ‌صفية‪"‌ ،‬فعالية ‌وانعكاسات ‌سياسات ‌التشغيل ‌على ‌البطالة ‌والفقر ‌في ‌الجزائر‌‬ ‫‪.3‬‬
‫خالل ‌الفترة ‌‪‌ ‌ ،‌ "2114-1991‬مداخلة ‌مقدمة ‌في ‌الملتقى ‌الدولي ‌حول" ‌تقييم‬
‫سياسات اإلقالل من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة‪‌،‬المنعقدة‌في‌الجزائر‌‬
‫‪‌19-18‬ديسمبر‌‪‌.2114‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫جمال‌منصر‪‌ "‌،‬مداخلة‌بعنوان‌"التحوالت‌السياسية‌وانعكاساتها‌على‌دور‌الدولة‌في‌‬ ‫‪.4‬‬


‫التنمية ‌االقتصادية ‌واالجتماعية ‌في ‌عصر ‌العولمة" ‌‪‌ ،‬مقدمة ‌في ‌اطار ‌الملتقى‌‬
‫الوطني‌بعنوان‌"التحوالت السياسية و إشكالية التنمية في الجزائر واقع وتحديات"‪‌،‬‬
‫جامعة‌الشلف‪‌،‬المنقدة‌بتاريخ‌‪‌17-16‬ديسمبر‌‪‌‌.2118‬‬
‫حسين‌حمدان‪‌،‬مداخلة‌بعنوان‌"التوازن ‌المالي‌لنظم‌الضمان‌االجتماعي"‪،‬مقدمة‌إلى‌‬ ‫‪.2‬‬
‫مؤتمر ‌الجديد في مجال التأمين (الضمان) في لبنان والعالم العربي‪‌ ‌ ،‬المنعقدة‌‬
‫ببيروت‌‌في‌‪‌ 26-24‬نيسان‌‪‌،‌ 2116‬ج‪‌،2‬ط‪.1‬بيروت‪:‬منشورات‌الحلبي‌الحقوقية‪‌،‬‬
‫‪‌.2117‬‬
‫رشاد ‌أحمد ‌عبد ‌اللطيف‪‌ ،‬مداخلة ‌بعنوان ‌"مقومات ‌الحماية ‌االجتماعية" ‌‪،‬مقدمة ‌في‌‬ ‫‪.6‬‬
‫مؤتمر ‌الحماية االجتماعية والتنمية‪‌ ،‬جامعة ‌نايف ‌للعلوم ‌األمنية‪‌ .‬السعودية‪‌،‬‬
‫‪‌.2114‬‬
‫زيرمي ‌نعيمة‪،‬زيان ‌مسعود‪‌ ،‬مداخلة ‌بعنوان ‌"الحماية ‌االجتماعية ‌بين ‌المفهوم‌‬ ‫‪.7‬‬
‫الصناعة‬ ‫والمخاطر ‌والتطور ‌في ‌الجزائر"‪‌ ،‬مقدمة ‌إلى ‌الملتقى ‌الوطني ‌حول‬
‫التأمينية الواقع العلمي وأفاق التطوير (تجارب الدول)‪‌ ،‬المنعقدة ‌بكلية ‌العلوم‌‬
‫االقتصادية‌والتجارية‌وعلوم‌التسير‌بجامعة‌الشلف‪‌،‬بتاريخ‌‪‌14-13‬ديسمبر‌‪‌.2112‬‬
‫الطيب ‌السماتي‪"،‬اإلطار ‌القانوني ‌للتأمينات ‌االجتماعية ‌في ‌الجزائر ‌ومشاكله‌‬ ‫‪.8‬‬
‫العملية"‪،‬مداخلة ‌مقدمة ‌في ‌ندوة حول مؤسسات التأمين التكافلي والتقليدي بين‬
‫األسس النظرية والتجربة الديمقراطية‪‌ ،‬المنعقدة ‌بكلية ‌العلوم ‌االقتصادية ‌والتجارية‌‬
‫وعلوم‌التسيير‌في‌جامعة‌سطيف‌‪،‬بتاريخ‌‪/22/22‬أفريل‌‪‌.2111‬‬
‫عبد‌الستار‌أبو‌وغدة‪‌،‬عز‌الدين‌دمحم‌خوجة‪‌،‬مداخلة‌حول‌"فتاوى‌التأمين"‌‪،‬مقدمة‌في‌‬ ‫‪.9‬‬
‫ندوة البركة الثالثة لالقتصاد اإلسالمي‪‌،‬المنعقدة‌في‌اسطنبول‌بتركيا‪‌ ،‬بتاريخ ‌‪-23‬‬
‫‪‌22‬سبتمبر‪‌.1982‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫عماري‌عمار‪‌،‬بوسعدة‌سعيدة‪‌‌،‬مداخلة‌‌بعنوان‌"إشكالية‌الدولة‌واالقتصاديات‌النامية‌‬ ‫‪.11‬‬
‫في ‌ضل ‌عولمة ‌االقتصاد"‪‌ ،‬مقدمة ‌في ‌إطار ‌الملتقى ‌الدولي ‌حول اقتصاديات‬
‫الخوصصة والدور الجديد لدولة‪‌ ،‬كلية ‌العلوم ‌االقتصادية ‌وعلوم ‌التسير‪،‬جامعة‌‬
‫سطيف‌‪،‬بتاريخ‌‪‌14-13‬اكتوبر‪‌.2114‬‬
‫دمحم‌بن‌أحمد‌بن‌الصالح‌الصالح‪‌،‬مداخلة‌بعنوان‌"التأمينات‌االجتماعية‌بين‌المأمول‌‬ ‫‪.11‬‬
‫والمخاطر ‌والتطور ‌واألثار" ‌‪،‬مقدمة ‌في ‌مؤتمر ‌التأمينات االجتماعية بين الواقع‬
‫والمأمول‪‌،‬المنعقدة‌بجامعة‌األزهر‌بالقاهرة‌‪،‬بتاريخ‌‪‌‌12-13‬أكتوبر‌‪‌.2112‬‬
‫دمحم ‌زيدان‪‌ ،‬دمحم ‌يعقوبي‪،‬مداخلة ‌بعنوان" ‌فعالية ‌الموارد ‌التمويلية ‌المتاحة ‌لمؤسسات‌‬ ‫‪.12‬‬
‫التأمين ‌االجتماعي ‌الجزائري ‌في ‌تحقيق ‌السالمة ‌المالية ‌لنظام ‌الضمان ‌االجتماعي‌‬
‫الجزائري‌"‪‌،‬مقدمة‌في‌الملتقى‌ال ‌وطني‌حول‌‪:‬الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق‬
‫التطوير (تجارب الدول)‪،‬المنعقدة ‌بكلية ‌العلوم ‌االقتصادية ‌والتجارية ‌وعلوم ‌التسيير‌‬
‫بجامعة‌الشلف‪‌،‬بتاريخ‌‪‌14-13‬ديسمبر‌‪‌.2112‬‬
‫منير ‌الحمش‪‌ ،‬مداخلة ‌بعنوان ‌" ‌القطاع ‌العام ‌واقتصاد ‌السوق ‌االجتماعي‪‌ ،‬جمعية‌‬ ‫‪.13‬‬
‫السوق‬ ‫اقتصاد‬ ‫حول‬ ‫العلوم ‌االقتصادية ‌السورية" ‌‪‌ ،‬مقدمة ‌في ‌ندوة‬
‫االجتماعي‪،‬المنعقدة‌بالمركز‌الثقافي‌العربي‌في‌المزة‪‌،‬بتاريخ‌‪‌24‬جانفي‌‪‌.2116‬‬
‫نه ار ‌فؤاد‌‪‌ ،‬مداخلة‌بعنوان"النموذج‌التعاوني‌دراسة‌مقارنة‌النموذج‌الدولوي‌الفرنسي‌‬ ‫‪.14‬‬
‫والنموذج ‌التعاوني ‌األلماني"‪‌ ،‬مقدمة ‌في ‌ندوة دولة الرفاهية االجتماعية‪‌ ،‬مركز‌‬
‫دراسات‌الوحدة‌العربية‪‌،‬المنعقدةبالمعهد‌السويدي‌باإلسكندرية‪‌.2112‌،‬‬
‫خامسا‪:‬الوثائق والنصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ .1‬الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‌‪‌،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪‌ 212-97‬المؤرخ‌في‌‬
‫‪‌ 19‬رجب ‌‪‌ 1417‬الموافق ‌لـ ‌‪‌ 31‬نوفمبر ‌سنة ‌‪‌ 1996‬يعدل ‌ويتمم ‌المرسوم ‌رقم ‌‪‌32-‌ 82‬‬
‫المتعلق‌بالضمان‌االجتماعي‌لألشخاص‌غير‌األجراء‌الذين‌يمارسون‌عمال‌مهنيا‌المؤرخ‌في‌‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪‌9‬فيفري‌سنة‌‪(‌،‌1982‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،74‬المؤرخة‌في‌‪‌21‬رجب‌‪‌1417‬الموافق‌‬
‫لـ‌‪‌11‬ديسمبر‌سنة‌‪‌.)1996‬‬
‫الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية ‌‪‌،‬مرسوم رقم ‪‌ 10-10‬يحدد‌توزيع‌نسب‌‬ ‫‪.2‬‬
‫إشتراك‌الضمان‌االجتماعي‌المؤرخ‌في‌‪‌ 19‬جمادى‌األولى‌عام‌‪‌ 1412‬الموافق‌لـ‌‪‌ 9‬فيفري‌‬
‫سنة ‌‪(‌ ،‌ 1982‬الجريدة ‌الرسمية‪‌ ،‬العدد ‌‪‌ ،19‬المؤرخة ‌في ‌‪‌ 4‬جمادى ‌الثانية ‌عام ‌‪‌1412‬‬
‫الموافق‌لـ‌‪‌24‬فيفري‌سنة‌‪‌.)1982‬‬
‫الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‌‪‌،‬مرسوم رقم ‪‌ 12-10‬المتعلق‌باشتراكات‌‬ ‫‪.3‬‬
‫الضمان ‌االجتماعي ‌ألصناف ‌خاصة ‌من ‌المؤمن ‌لهم ‌اجتماعيا ‌المؤرخ ‌في ‌‪‌ 19‬جمادى‌‬
‫األولى‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌لـ‌‪‌9‬فيفري‌سنة‌‪(‌،‌1982‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،19‬المؤرخة‌‬
‫في‌‪‌4‬جمادى‌الثانية‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌لـ‌‪‌24‬فيفري‌سنة‌‪‌.)1982‬‬
‫الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية ‌‪‌ ،‬مرسوم رقم ‪‌ 10-10‬المتعلق ‌بالضمان‌‬ ‫‪.4‬‬
‫االجتماعي ‌لألشخاص ‌غير ‌األجراء ‌الذين ‌يمارسون ‌عمال ‌مهنيا ‌المؤرخ ‌في ‌‪‌ 19‬جمادى‌‬
‫األولى‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌لـ‌‪‌9‬فيفري‌سنة‌‪‌(،‌1982‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،19‬المؤرخة‌‬
‫في‌‪‌4‬جمادى‌الثانية‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌لـ‌‪‌24‬فيفري‌سنة‌‪‌.)1982‬‬
‫الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬القانون رقم ‪‌ 82-11‬يتعلق ‌بالتزامات‌‬ ‫‪.2‬‬
‫المكلفين‌في‌مجال‌الضمان‌االجتماعي‌المؤرخ‌في‌‪‌ 21‬رمضان‌عام‌‪‌ 1413‬الموافق‌لـ‌‪‌2‬‬
‫جويلية‌‪(‌،1983‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،28‬المؤرخة‌في‌‪‌24‬رمضان‌عام‌‪‌1413‬الموافق‌‬
‫لـ‌‪‌2‬جويلية‌‪‌.)1983‬‬
‫الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬القانون رقم ‪‌ 88-90‬المؤرخ ‌في ‌‪‌26‬‬ ‫‪.6‬‬
‫رمضان ‌عام‪‌ ‌ 1411‬الموافق ‌ل‪‌ 21‬افريل ‌سنة ‌‪‌ (،‌ 1991‬الجريدة ‌الرسمية‪‌ ،‬العدد ‌‪‌،17‬‬
‫المؤرخة‌في‌‌‪‌11‬شوال‌عام‌‪‌1411‬الموافق‌لـ‌‪‌22‬افريل‌سنة‌‪‌.)1991‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬المرسوم التشريعي رقم ‪‌ 02-92‬يعدل‌‬ ‫‪.7‬‬


‫القانون‌‪‌11-83‬المتعلق‌بالتأمينات‌االجتماعية‌المؤرخ‌في‌‌‪‌2‬يوليو‌سنة‌‪‌(،‌1983‬الجريدة‌‬
‫الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،21‬المؤرخة‌في‌‌‪‌ 12‬ذي‌القعدة‌‌عام‌‪‌ 1414‬الموافق‌لـ‌‪‌ 13‬أبريل‌سنة‌‬
‫‪‌.)1994‬‬
‫الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬المرسوم التنفيذي ‪‌ ‌ ‌ 811-92‬يتضمن‌‬ ‫‪.8‬‬
‫القانون‌األساسي‌يتضمن‌القانون‌األساسي‌للصندوق‌الوطني‌للتأمين‌عن‌البطالة‌المؤرخ‌في‌‬
‫‪‌26‬محرم‌عام‌‪1412‬الموافق‌‪‌6‬يوليو‌سنة‌‪‌(،1994‬الجريدة‌الرسمية‌‪‌،‬العدد‌‪‌،44‬المؤرخة‌‬
‫في‌‪‌27‬محرم‌عام‌‪1412‬الموافق‌يوليو‌سنة‌‪‌.)1994‬‬
‫الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‪‌،‬المرسوم التنفيذي ‪‌‌816-92‬يحدد‌توزيع‌‬ ‫‪.9‬‬
‫نسبة‌االشتراك‌في‌الضمان‌االجتماعي‌المؤرخ ‌في‌‪‌ 26‬محرم‌عام‌‪1412‬الموافق‌‪‌ 6‬يوليو‌‬
‫سنة ‌‪(‌ ،‌ 1994‬الجريدة ‌الرسمية ‌‪‌ ،‬العدد ‌‪‌ ،44‬المؤرخة ‌في ‌‪‌ 27‬محرم ‌عام ‌‪1412‬الموافق‌‬
‫يوليو‌سنة‌‪‌.)1994‬‬
‫‪ .11‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪‌ 889-91‬يحدد‌‬
‫اختصاصات ‌الصندوق ‌الوطني ‌للضمان ‌االجتماعي ‌لغير ‌األجراء ‌وتنظيمه ‌وسيره ‌المالي‌‬
‫المؤرخ‌في‌‪‌ 23‬ذي‌القعدة‌عام‌‪‌ 1413‬الموافق‌لـ‌‪12‬ماي‌سنة‌‪(،‌ 1993‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬‬
‫العدد‌‪‌،33‬المؤرخة‌في‌‪‌27‬ذي‌القعدة‌عام‌‪‌1413‬الموافق‌لـ‌‪‌19‬ماي‌سنة‌‪‌.)1993‬‬
‫‪ .11‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬مرسوم ‪‌ 00-4000‬مؤرخ ‌في ‌‪‌ 4‬مارس‌‬
‫‪‌2111‬يعدل‌المرسوم‌التنفيذي‌رقم‌‪‌187-94‬المؤرخ‌في‌‪‌28‬ذي‌القعدة‌عام‪‌1421‬الموافق‌‬
‫لـ ‌‪‌ 4‬مارس ‌سنة ‌‪‌ (،‌ 2111‬الجريدة ‌الرسمية ‌‪،‬العدد ‌‪‌ ،11‬المؤرخة ‌في ‌‪‌ 29‬ذي ‌القعدة‌‬
‫عام‪‌1421‬الموافق‌لـ‌‪‌2‬مارس‌سنة‌‪‌.)2111‬‬
‫‪ .12‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬مرسوم ‪‌ 401-97‬يحدد ‌كيفيات ‌تطبيق‌‬
‫أحكام ‌المادة ‌األولي ‌من ‌األمر ‌‪‌ 11-92‬الذي ‌يحدد ‌أساس ‌اشتراكات ‌و ‌أداءات ‌الضمان‌‬

‫‪929‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫االجتماعي ‌المؤرخ ‌في ‌‪‌ 18‬محرم ‌عام ‌‪1417‬الموافق ‌لـ ‌‪‌ 2‬يونيو ‌سنة ‌‪‌ (،‌ 1996‬الجريدة‌‬
‫الرسمية‌‪،‬العدد‌‪‌،32‬المؤرخة‌في‌‪‌22‬محرم‌عام‌‪1417‬الموافق‌لـ‌‪‌9‬يونيو‌سنة‌‪‌.)1996‬‬
‫‪ .13‬الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‪‌،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 06-94‬الذي‌يتضمن‌‬
‫الوضع‌القانوني‌لصناديق‌الضمان‌االجتماعي‌والتنظيم‌اإلداري‌والمالي‌لضمان‌االجتماعي‌‬
‫الم‌ؤرخ ‌في ‌‪‌ 22‬جمادى ‌الثانية ‌عام ‌‪‌ 1412‬الموافق ‌‪‌ 14‬جانفي ‌‪(‌ ،1992‬الجريدة‌‬
‫الرسمية‪،‬العدد‌‪،2‬المؤرخة‌في‌‪‌13‬رجب‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌‪‌18‬جانفي‌‪‌.)1992‬‬
‫‪ .14‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬مرسوم رقم ‪‌ 441-10‬الذي ‌يتضمن‌‬
‫التنظيم ‌اإلداري ‌للضمان ‌االجتماعي‪‌ ،‬المؤرخ ‌في ‌‪‌ 4‬ذو ‌الحجة ‌‪‌ 1412‬الموافق ‌‪‌ 21‬أوت‌‬
‫‪‌(،1982‬الجريدة‌الرسمية‌‪‌،‬العدد‌‪،32‬المؤرخة‌في‌‪‌2‬ذو‌الحجة‌‪‌ 1412‬الموافق‌‪‌21‬غشت‌‬
‫‪‌.)1982‬‬
‫‪ .12‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬مرسوم رقم ‪‌ 441-10‬يتضمن ‌التنظيم‌‬
‫اإلدراي‌للضمان‌االجتماعي‌المؤرخ‌في‌‌‪‌4‬ذي‌الحجة‌عام‌‪‌1412‬الموافق‌‌‪‌21‬أوت‌‌سنة‌‬
‫‪(،‌ 1982‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،32‬المؤرخة‌في‌‪‌ 2‬ذي‌الحجة‌عام‌‪‌ 1412‬الموافق‌‌‪‌21‬‬
‫أوت‌‌سنة‌‪‌.)1982‬‬
‫‪ .16‬الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‪‌،‬مرسوم‌رئاسي‪‌،‬األمر رقم ‪‌86-97‬المؤرخ‌‬
‫في‌‪‌6‬يوليو‌‪‌1996‬يعدل‌ويتتمم‌القانون‌رقم‌‪‌11-83‬المؤرخ‌في‌‌‪‌21‬رمضان‌عام‌‪‌1413‬‬
‫الموافق‌لـ‌‪‌ 2‬يوليو‌سنة‌‪‌ 1983‬والمتعلق‌بالتأمينات‌االجتماعية‌‪‌ (،‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‬
‫‪‌،42‬المؤرخة‌في‌‌‪‌21‬صفر‌عام‪‌1417‬الموافق‌لـ‪‌7‬يوليو‌سنة‌‪‌‌.)1996‬‬
‫‪ .17‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬مرسوم ‌رئاسي‪‌ ،‬القانون رقم ‪‌88-11‬‬
‫المتعلق‌بالتأمينات‌االجتماعية‌المؤرخ‌في‌‌‪‌21‬رمضان‌عام‌‪‌1413‬الموافق‌لـ‌‪‌2‬يوليو‌سنة‌‬
‫‪‌(،‌ 1983‬الجريدة‌الرسمية‪‌،‬العدد‌‪‌،28‬المؤرخة‌في‌‌‪‌24‬رمضان‌عام‌‪‌1413‬الموافق‌لـ‌‪‌2‬‬
‫يوليو‌سنة‌‪‌.)1983‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪ .18‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬و ازرة ‌الحماية ‌االجتماعية‪ ،‬المرسوم‬


‫التنفيذي رقم ‪‌ 20-96‬المتضمن‌إنشاء‌الصندوق ‌الوطني ‌للعطل‌المدفوعة‌األجر‌والبطالة‌‬
‫الناجمة‌عن‌سوء‌األحوال‌الجوية‌في‌قطاعات‌البناء‌و‌األشغال‌العمومية‌والري‌المؤرخ‌في‌‬
‫‪‌ 26‬رمضان ‌عام ‌‪‌ 1417‬الموافق ‌‪‌ 4‬فيفري‌‪‌ (،1997‬الجريدة ‌الرسمية‪،‬العدد ‌‪،8‬المؤرخة ‌في‌‬
‫‪‌27‬رمضان‌عام‌‪‌1417‬الموافق‌‪‌2‬فيفري‌‪‌.)1997‬‬
‫‪ .19‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمق ارطية ‌الشعبية‪‌ ،‬و ازرة ‌الحماية ‌االجتماعية‪‌ ،‬المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪‌ 27 -96‬يحدد ‌نسب ‌االشتراكات ‌الواجبة ‌الدفع ‌إلى ‌الصندوق ‌الوطني‌‬
‫لتعويض ‌العطل ‌المدفوعة ‌االجر ‌والبطالة ‌الناجمة ‌عن ‌سوء ‌االحوال ‌الجوية ‌في ‌قطاعات‌‬
‫البناء ‌واألشغال ‌العمومية ‌والري ‌بعنوان ‌العطل ‌المدفوعة ‌األجر ‌والبطالة ‌الناجمة ‌عن ‌سوء‌‬
‫األحوال ‌الجوية ‌المؤرخ ‌في ‌‪‌ 26‬رمضان ‌عام ‌‪‌ 1417‬الموافق ‌‪‌ 4‬فيفري‌‪(‌ ،1997‬الجريدة‌‬
‫الرسمية‪،‬العدد‌‪،8‬المؤرخة‌في‌‪‌27‬رمضان‌عام‌‪‌1417‬الموافق‌‪‌2‬فيفري‌‪‌.)1997‬‬
‫‪ .21‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬و ازرة ‌الحماية ‌االجتماعية‪‌ ،‬المرسوم رقم‬
‫‪ 46-12‬يحدد‌كيفيات‌تطبيق‌‌العنوان‌الثاني‌من‌القانون ‌‪‌ 11-83‬المؤرخ‌في‌‌‪‌ 2‬يوليو‌‬
‫‪‌‌ 1983‬المتعلق‌بالتأمينات‌االجتماعية‌المؤرخ‌في‌‌‪‌ 19‬جمادى‌األول‌عام‌‪‌ 1414‬الموافق‌‬
‫لـ‌‪‌ 11‬فيفري‌سنة‌‪‌ (،‌ 1984‬الجريدة‌الرسمية‪‌ ،‬العدد‌‪‌‌،17‬المؤرخة‌في‪‌ 12‬جمادى‌األول‌‬
‫عام‌‪‌1414‬الموافق‌لـ‌‪‌14‬فيفري‌سنة‌‪‌.)1984‬‬
‫‪ .21‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬األمر رقم ‪‌ 40-90‬المتعلق ‌بمجلس‌‬
‫المحاسبة‪‌ ،‬المؤرخ ‌في ‌‪‌ 17‬يوليو ‌‪(‌ ،1992‬الجريدة ‌الرسمية ‌‪‌ ،‬العدد ‌‪،39‬المؤرخة ‌في ‌‪‌23‬‬
‫يوليو‌‪.)1992‬‬
‫‪ .22‬الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‪‌،‬مرسوم رقم ‪‌ 484-67‬الذي‌يتضمن‌حل‌‬
‫المجلس‌الوطني‌االقتصادي‌واالجتماعي‪‌،‬المؤرخ‌في‌‪‌31‬ديسمبر‌‪‌(،1976‬الجريدة‌الرسمية‌‬
‫‪‌،‬العدد‌‪،4‬المؤرخة‌في‌‪‌12‬يناير‌‪‌.)1977‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪ .23‬الجمهورية ‌الجزائرية ‌الديمقراطية ‌الشعبية‪‌ ،‬المرسوم الرئاسي رقم ‪‌ 440-91‬الذي‌‬


‫يتضمن ‌انشاء ‌المجلس ‌الوطني ‌االقتصادي ‌االجتماعي ‌المؤرخ ‌في ‌‪‌ 2‬اكتوبر ‌‪‌،1993‬‬
‫(الجريدة‌الرسمية‌‪‌،‬العدد‌‪،64‬المؤرخة‌في‌‪‌11‬اكتوبر‌‪‌.)1993‬‬
‫الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‪‌،‬المجلس‌الوطني‌االقتصادي‌واالجتماعي‪‌،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫لجنة‌عالقات‌العمل‪‌،‬تقرير‌حول‌عالقات العمل في سياق التعديل الهيكلي‪‌،‬الدورة‌‬
‫العاشرة‪‌،‬أفريل‌‪‌.1998‬‬
‫الجريدة ‌الرسمية ‌لمناقشات ‌المجلس ‌الشعبي ‌الوطني‪‌ ،‬مناقشة مشروع القانون‬ ‫‪.22‬‬
‫المعدل والمتمم للقانون ‪ 84-11‬المؤرخ في ‪ 4‬جويلية ‪ 8911‬والمتعلق بالتقاعد‬
‫المعدل والمتمم‪‌ ،‬الجلسة ‌العلنية ‌المنعقدة ‌يوم ‌األحد ‌‪‌ 27‬نوفمبر ‌‪‌ ،2116‬الدورة‌‬
‫البرلمانية‌العادية‌‪‌.2117-2116‬‬
‫سادسا‪:‬التقارير‪:‬‬
‫‪ .1‬االتفاقية‌رقم‌‪‌112‬لمؤتمر‌العمل‌الدولي‪‌.‬‬
‫‪ .2‬عبد ‌السالم ‌ابو ‌درار ‌وآخرون‪‌ ،‬تقرير ‌حول ‌الحكامة ‌والتنمية ‌التشاركية‌‬
‫بالمغرب‪.2112،‬‬
‫‪ .3‬ليلى ‌بنزرتي ‌مراد‪‌ ،‬منظومة الحماية االجتماعية‪‌ ،‬مقدمة ‌في ‌إطار ‌دراسة ‌شبكة‌‬
‫المنظمات ‌غير ‌الحكومية ‌للتنمية ‌حول ‌"الحماية ‌االجتماعية‪:‬الوجه ‌اآلخر ‌ألزمة‌‬
‫الدولة"‌‪‌.2114‌،‬‬
‫‪ .4‬المجلس ‌االقتصادي ‌واالجتماعي ‌األمم ‌المتحدة ‌‪‌ ،‬اللجنة ‌االقتصادية ‌واالجتماعية‌‬
‫لغربي‌آسيا‪‌،‬السياسة االجتماعية المتكاملة من المفهوم إلى الممارسة‪‌،‬التقرير‌‬
‫الثاني‪،‬نيويورك‪‌.2118‌،‬‬

‫‪922‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

‫‪ .2‬المجلس ‌االقتصادي ‌واالجتماعي ‌األمم ‌المتحدة‪‌ ،‬اللجنة ‌االقتصادية ‌واالجتماعية‌‬


‫لغربي ‌آسيا‪‌ ،‬إعتماد نهج المجتمع المحلي كأداة لصياغة السياسة االجتماعية‬
‫على الصعيد المحلي‪‌،‬نيويورك‪‌.2116‌،‬‬
‫‪ .6‬المجلس ‌االقتصادي ‌واالجتماعي ‌لألمم ‌المتحدة‪‌ ،‬اللجنة ‌االقتصادية ‌واالجتماعية‌‬
‫لغربي‌أسيا‪‌،‬الضمان وشبكات االمن االجتماعي في إطار السياسات االجتماعية‪‌.‬‬
‫نيويورك‪‌.2113،‬‬
‫‪ .7‬المعهد ‌الديمقراطي ‌للشؤون ‌الدولية ‌‪ ،‬صياغة السياسات‪(،‌ .‬ترجمة‪‌ :‬نور ‌األسعد‌‬
‫وسوزان‌قازان)‪‌.‬واشنطن‌‪‌.2119‌،‬‬
‫‪ .8‬منظمة‌الصحة‌العالمية‪‌،‬الرعاية الصحية األولية اآلن أكثر من أي وقت مضى‪‌،‬‬
‫التقرير‌الخاص‌بالصحة‌في‌العالم‌‪‌.2118‬‬
‫‪ .9‬المنظمة‌الليبية‌للسياسات‌واالستراتيجيات‪‌،‬إدارة‌البحوث‌والدراسات‪ ،‬تقييم أداء وزارة‬
‫الشؤون االجتماعية في ليبيا‪‌،‬ديسمبر‌‪‌.2116‬‬
‫منظمة ‌هاريكار ‌غير ‌الحكومية‪‌ ،‬دور منظمة المجتمع المدني في التنمية‬ ‫‪.11‬‬
‫االجتماعية‪‌.‬دهوك‪‌:‬مطبعة‌زانا‪.2117‌،‬‬
‫موسى‌أبو‌أدهم‪‌،‬التأمينات االجتماعية‪‌،‬سلسلة‌التقارير‌القانونية‌‪‌.‬فلسطين‪‌:‬‬ ‫‪.11‬‬
‫الهيئة‌الفلسطينية‌المستقلة‌لحقوق‌المواطن‪‌2111‌،‬‬
‫سابعا‪ :‬مواقع على الشبكة العالمية للمعلومات (االنترنت)‪:‬‬

‫‪1- www:// casnos.dz‬‬


‫‪2- www:// cnas.dz‬‬
‫‪3- www:// CNR.DZ.COM‬‬
‫‪4- www.mtess.gov.dz‬‬
‫‪5- www:// mtess.gov.dz‬‬
‫‪6- www://book4arab.com‬‬
‫‪7- http://www.alukah.net/web/abdullah-ibn-mubarak/0/48482/‬‬
‫‪926‬‬
‫قائمــــة المراجـــع‬

8- http//idbocs.iadb.org/wsdocs/getdocument.aspx
9- www. Arabic.euronews.com
10- www.bbc.com
11- www.france24.com
12- WWW.SECURITE SOCIALE.FR

927
‫الملخـــــــــــــــص‬
‫الملخص‪:‬‬

‫تهدف هاته الدراسة إلى تسليط الضوء على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫وفرنسا‪ ،‬وذلك عن طريق تحديد العوامل والمحددات التي تتحكم في خلق وتبني سياسات وبرامج‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬والتي تختلف باختالف نمط النظام السياسي الذي تنتهجه كل دولة‪ ،‬وكذلك‬
‫عالقة النظام السياسي في حد ذاته ببيئته الداخلية والخارجية‪ ،‬حيث سار النظام السياسي في‬
‫فرنسا على عكس مشيئة االتحاد األوربي الذي حذره م ار ار من التمادي في تقديم المنح‬
‫والمساعدات لألفراد التي تتعارض مع قيمه الليبرالية‪ ،‬في حين بدا النظام السياسي في الجزائر‬
‫عاج از أمام شروط صندوق النقد الدولي‪ ،‬الذي رسم له خارطة طريق تناقض أيدلوجيته‬
‫االشتراكية‪ .‬كما ينعكس أيضا نمط النظام عند تقييم مشاركة الفواعل الرسمية وغير الرسمية التي‬
‫تسير وتدير هياكل ومؤسسات الضمان االجتماعي‪ ،‬حيث تمتاز األنظمة الديمقراطية والتعددية‬
‫بوجود نظام سياسي يكون قاد ار على احتواء واستيعاب المعارضة‪ ،‬كما يضمن وجود أنسجة‬
‫اجتماعية متمايزة‪ ،‬تتحمل عنه جزء من المسؤولية وتساهم في خلق بدائل وق اررات من شأنها‬
‫المساهمة في تطوير اإلدارة‪ ،‬وهو سمة من سمات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا‪ ،‬أين‬
‫تتقاسم التنظيمات والتيارات النقابية وممثلي أرباب العمل والحكومة شؤون تسيير هياكل الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫أما األنظمة األحادية والشمولية فهامش الحرية فيها ضعيف‪ ،‬وق ارراتها مركزية وال وجود‬
‫لحركات اجتماعية حقيقية قادرة على المعارضة‪ ،‬وبالتالي فالنظام السياسي هو وحده من يتحمل‬
‫مسؤولية إدارة وصنع برامج الضمان االجتماعي‪ ،‬وغالبا ما يستغل أموال الريوع في إسكات‬
‫المعارضين في ظل غياب قطاع خاص قوي قادر على المناورة وهذا ما حدث في الجزائر‪.‬‬
‫فحتى بعد دخولها آفاق التعددية السياسية فلقد تغيرت ممارسات النظام ولكن نسبيا‪ ،‬فتغير نمط‬
‫النظام ال يعني تغير سياساته‪ ،‬ما دامت سلوكيات القادة على حالها أين يكون التغير شكليا أكثر‬
‫منه واقعيا‪ .‬ولقد أثبتت التجارب والمعطيات السابقة‪ ،‬أن األنظمة الديمقراطية نجحت بشكل كبير‬
‫في تكريس مسعى العدالة االجتماعية وتخفيف الالمساواة بين مواطنيها‪ ،‬وهذا إيمانا منها أن‬
‫تحقيق العدالة االجتماعية هو ضمانة حقيقة لبناء اللحمة واالستقرار ومكافحة أشكال العنف‬
‫والتطرف‪ .‬حيث استطاع ت الدولة الفرنسية أن تنتزع المركز الثامن في سلم العدالة االجتماعية‪،‬‬
‫في حين أن الجزائر وعلى غرار دول العالم الثالث احتلت مراكز متأخرة ويرجع ذلك إلى الفساد‬
‫المالي واإلداري المستشري في اإلدارة الجزائرية‪.‬‬
‫‪033‬‬
Abstract :

The aim of the study is to highlight the social security system in Algeria and
France by identifying the factors and determinants that control the creation and
adoption of social security policies and programs, which vary according to the type of
political system adopted by each country, as well as the relationship of the political
system itself to its internal and external environment. The political system in France,
unlike the EU's will, which has repeatedly warned it against further granting grants
and assistance to individuals that contravene with its liberal values, meanwhile
Algeria’s political system has seemed incapable of meeting the IMF’s conditions,
which set out a road map that contradicts its socialist ideology.

The pattern of the system is also reflected in the evaluation of the participation
of official and unofficial actors that run and manage social security structures and
institutions, where democratic and pluralistic systems have the advantage of a
political system capable of containing and absorbing opposition. It also ensures that
there are distinct trade-union and social tissues, which bear part of the responsibility
and contribute to the creation of alternatives and decisions that will contribute to the
development of the administration, and this is a feature of France’s social-security
funds, where organizations, trade unions, employers' representatives and the
Government share the management of the social security structures.

As for the unilateral and totalitarian regimes, there is a thin margin of freedom,
their decisions are centralized and there are no real social movements capable of
opposing them; consequently, only the political system is responsible for managing
and making social security programs. The money of the rents is often used to silence
the opposition in the absence of a strong, maneuverable private sector, and this is
what happened in Algeria. Even after entering the perspectives of political
pluralism, the regime’s practices have changed, but relatively; because changing the
system’s pattern does not mean changing its policies, as long as leaders’ behaviors
remain the same where change is more formal than real. Past experience and facts
have shown that democracies have largely succeeded in its quest to enshrine social
justice and redress inequality among their citizens, because they believe that social
justice is a true guarantee for building cohesion, stability and combating forms of
violence and extremism; since the French state managed to take the eighth place in
the social justice scale, whereas Algeria, like the third world countries, occupied late
positions because of the financial and administrative corruption that gangrenes the
Algerian administration.

103
‫الفهرس‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪01‬‬ ‫المقارنة بين نموذج بسمارك ونموذج بفيريدج‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪10‬‬ ‫مجاالت إصالح الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪000‬‬ ‫تطور أرقام ونسب البطالة في الجزائر للفترة ‪.0101-0116‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪040‬‬ ‫توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية ‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪001‬‬ ‫معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان‬ ‫‪10‬‬
‫االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر قبل سنة ‪.0114‬‬
‫‪061‬‬ ‫معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان‬ ‫‪16‬‬
‫االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر بعد سنة ‪.0114‬‬
‫‪060‬‬ ‫تطور معدالت اشتراك العامل ورب العمل بعد سنة ‪0111‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪061‬‬ ‫مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات بعض الفئات‬ ‫‪11‬‬
‫االجتماعية الخاصة‪.‬‬
‫‪061‬‬ ‫معدالت اشتراكات بعض الفئات الشبيهة باألجراء‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪061‬‬ ‫نسب المؤمنين وذوي حقوقهم في نظام الضمان االجتماعي‬ ‫‪04‬‬
‫الجزائري‬
‫نسب تمويل الضمان االجتماعي في فرنسا من سنة ‪016 -0110‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪0110‬‬
‫‪011‬‬ ‫جدول يقيم مرسوم الحفاظ عن الشغل‪.‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪001‬‬ ‫الحالة المالية لصناديق الضمان االجتماعي ‪0101- 0110‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪040‬‬ ‫التوزان المالي لمنظومة الضمان االجتماعي في فرنسا للفترة‬ ‫‪04‬‬
‫‪.0101-0111‬‬
‫‪044‬‬ ‫مؤشرات العدالة االجتماعية‬ ‫‪00‬‬
‫‪040‬‬ ‫مقارنة بعض الدول من حيث الخدمات الصحية‪.‬‬ ‫‪06‬‬

‫‪303‬‬
‫‪041‬‬ ‫الشعور بالرفاه لدى بعض الشعوب للفترة ‪0101-0100‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪041‬‬ ‫مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة لعام ‪ - 0101‬ترتيب‬ ‫‪01‬‬
‫الدول‪.‬‬
‫‪001‬‬ ‫مؤشر العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس األشكال‬ ‫الرقم‬
‫‪011‬‬ ‫تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي في فرنسا‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪010‬‬ ‫تمويل القطاع الصحي في الجزائر‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪303‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‪-‬ي‬ ‫مقدمة‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫الفصل األول التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مواجهة األخطار بواسطة الوسائل التقليدية‪.‬‬

‫‪00‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫خالصة واستنتاجات ‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية سياسة الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫‪00‬‬ ‫المبحث األول‪:‬ماهية السياسة العامة‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية السياسة االجتماعية ‪,‬‬

‫‪16‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية الضمان االجتماعي ‪,‬‬

‫‪10‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬فواعل صنع سياسة الضمان االجتماعي ‪,‬‬

‫‪011‬‬ ‫خالصة واستنتاجات‪.‬‬


‫‪011‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق‬
‫األشخاص المستفيدين‪.‬‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي في الجزائر بعد سنة ‪.0110‬‬

‫‪001‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬هياكل الضمان االجتماعي الفرنسية‪.‬‬

‫‪044‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬األشخاص الذين يشملهم نظام الضمان االجتماعي الجزائري‪.‬‬

‫‪041‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬األشخاص المستفيدين من تغطية الضمان االجتماعي في‬


‫فرنسا‪.‬‬
‫‪004‬‬ ‫خالصة واستنتاجات‪.‬‬
‫‪001‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مالية الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫‪001‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬

‫‪010‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إيرادات صناديق الضمان االجتماعي الفرنسي‪.‬‬


‫‪303‬‬
‫‪011‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬

‫‪010‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬األخطار المغطاة من قبل نظام الضمان االجتماعي الفرنسي‪.‬‬

‫‪006‬‬ ‫خالصة واستنتاجات‪.‬‬


‫‪001‬‬ ‫الفصل الخامس المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي الجزائر وفرنسا‬
‫‪001‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا‬

‫‪040‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬نظام الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان مؤشرات‬


‫العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬

‫‪061‬‬ ‫خالصة واستنتاجات‪.‬‬

‫‪060‬‬ ‫خاتمة ‪.‬‬


‫‪061‬‬ ‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪011‬‬ ‫الملخص‬
‫‪010‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪303‬‬

You might also like