Professional Documents
Culture Documents
رئيسا أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة د .عبد القادر كاس
مشرفا /مقر ار أستاذ التعليم العالي جامعة الجلفة أ.د أحمد طعيبة
مناقشا أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة د.عبد النور زوامبية
مناقشا أستاذ محاضر (أ) جامعة الجلفة د .دمحم الكر
مناقشا أستاذ محاضر (أ) جامعة األغواط د.علي بقشيش
مناقشا أستاذ محاضر (أ) جامعة المسيلة د.عبد العزيز زايدي
مقدمة:
أوال -تمهيد للموضوع:
رغم ما حملته الثورة الفرنسية سنة 9871من مبادئ وقيم لتحرير اإلنسانية من
جور وظلم الحكام ،وتسببها في سقوط العديد من األنظمة االستبدادية والقمعية ،ونجاحها
في إرساء قواعد الديمقراطية ،إال أنها لم تمنع من تفشي الفقر والبطالة واالستغالل في
أبشع صوره ،السيما مع انتشار األنظمة الليبرالية ،وقواعدها االقتصادية الصارمة
(الرأسمالية ،اقتصاد السوق ،النزعة الفردية..إلخ) ،واالتجاه الكالسيكي الداعي إلى تحديد
دور الدولة وقصره على الوظائف التقليدية لما سمي بالدولة الحارسة (األمن ،والدفاع،
والعدالة).
ومع بزوغ الثورة الصناعية في بريطانيا ومنها إلى أوربا ،وتحول مجتمعاتها من
النظام اإلقطاعي نحو النظام الصناعي ،تفككت وحدات المجتمع ،وزادت الهوة بين
األغنياء والفقراء ،وبين مالك وسائل اإلنتاج والعمال البسطاء ،ولم يكن اهتمام أرباب
العمل إال بالنتائج المادية ،ولم يعيروا أدنى اعتبار أو اهتمام للظروف النفسية واالجتماعية
أو الصحية للعمال ،ولكن ضخامة المصانع من جهة أخرى وحاجتها إلى عدد كبير من
العمال ،وهو ما لم يتأتى إبان المرحلة اإلقطاعية ،سهل للعديد من العمال االجتماع
والتالحم ورص الصفوف من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة ،وتزامن ذلك مع ميالد
الحركة االشتراكية واعتناق العديد من العمال لألفكار والرؤى الشيوعية ،وانخرطوا في
منظمات ونقابات مهنية كانت وسيلة للدفاع عن حقوقهم ،وقناة لوصول أصواتهم إلى
مراكز صناعة القرار.
لقد كان لهذه الحركات صدى كبير في أوربا مهد انطالقتها وفي العالم ككل الحقا،
فحسب العالم السياسي الدنمركي " "Kast.andersenفإن الحركات العمالية بتنظيماتها
وضخامتها وقدراتها على التعبئة ،قد أجبرت الليبراليين والرأسماليين وبعض الكنائس
والسياسيين على التراجع لصالح إعادة توزيع الثروة والموارد بين أفراد المجتمع ،ويرى
بعضهم أن الصراعات السياسية بين األحزاب هي الفيصل والحاسم في ذلك ،كونها بدأت
تقدم برامج للرعاية الصحية والمساعدة االجتماعية ،وأنظمة للمعاشات ،وغيرها من
أ
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
عناصر الضمان االجتماعي للوصول إلى دولة الرفاهية وهذا لغرض استمالة الناخبين،
1
وتكوين قاعدة شعبية".
إن الباحث والمهتم بموضوع الضمان االجتماعي يدرك أن هذا النظام لم يأتي
بمحض الصدفة ولكن جاء نتيجة تطور تاريخي بتطور المجتمع واختالف جوهري
باختالف األنظمة الحاكمة ،وصراع مذهبي وإيديولوجي بين الماركسية والرأسمالية
والليبرالية والشيوعية والعمال والنقابات من جهة ،والحكومات والمواطنين ومالك وسائل
اإلنتاج من جهة أخرى ،ومن هنا تأتي أهمية االهتمام بموضوع الضمان االجتماعي في
حقل السياسة المقارنة ،ألن دراسته تستدعي تسليط الضوء على مواضيع أهمها ( شبكات
صنع السياسة العامة ،دولة الرفاه االجتماعي ،عالقة الدولة بالديمقراطية ،اإلدارة العامة
الجديدة أو إعادة اختراع الحكومة..إلخ ).
لقد أدركت مختلف الحكومات في العالم أهمية االهتمام بموضوع الضمان
االجتماعي ،وجعلته كأولوية في برامجها ،فبدونه ال يمكن تصور نجاح أي سياسة
اجتماعية ،وتتميز هيئات ومؤسسات الضمان االجتماعي بالتسيير المشترك بين ممثلي
العمال واإلدارة ،وهذا ما يعكس فكرة ديمقراطية المشاركة ،و يسهم في خلق رضاء
العمال ،ويساعد على دعم االستقرار واللحمة بين أفراد الوطن الواحد،وإذا كانت الدول قد
اهتمت داخليا بسياسة الضمان االجتماعي ،فإن هيئات ومؤسسات المجتمع الدولي ،قد
كرسته في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر في سنة ،9197ولم تغيبه مختلف
المواثيق والمعاهدات الدولية ،بل وأنشئت منظمات متخصصة في ذلك ( مثال :منظمة
العمل الدولية ،الجمعية الدولية للضمان االجتماعي ،منظمة العمل العربية ..إلخ).
يرى المكتب الدولي للعمل أن هناك عالقة ايجابية بين الديمقراطية مع نظام الحماية
االجتماعية ،ألن الديمقراطية تضمن وصول صوت المحرومين من امتيازات الرعاية
الصحية والفقراء إلى صانع القرار ،وبالتالي أضحت النفقات والمساعدات االجتماعية رقما
صعبا في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان ،وقد احتلت فرنسا المرتبة األولى من بين
الدول األوربية ،من حيث نفقاتها في مجال الرعاية االجتماعية ،فقلد أفادت دراسة قامت
-1كنيت نيوتن ،جان فان ديث ،أسس السياسة المقارنة(،ترجمة :عبد هللا بن جمعان الغامدي ،عبد السالم بن علي
نوير) ج ،2الرياض :دار جامعة الملك سعود للنشر ،2199 ،ص.877
ب
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
على مستوى الو ازرات االجتماعية الفرنسية إلى أن الحكومة الفرنسية أنفقت 899.8مليار
يوروا سنة %79 ،2192من هذه النفقات موجهة للشيخوخة والصحة ،وتضمن إجراءات
اقتصاد السوق التي تشجع على االنفتاح واإلنتاج والعمل إلى تخفيض معدالت البطالة،
1
ما يخفف بدوره من حدة نفقات الحكومة على البطالين وطالبي المساعدات االجتماعية.
ورغم تبني نظام الضمان االجتماعي في مختلف القوانين والمحافل الدولية مطلع
القرن العشرين ،وجعله ركيزة في مختلف التشريعات االجتماعية الداخلية للدول ،إال أن
الدول العربية واألفريقية أو دول العالم الثالث عموما ،شهدت تأخ ار واضحا في مجال
الضمان االجتماعي ،لتزامن ميالده مع وقوعها تحت رحمة االستعمار،والجزائر من هاته
الدول السالفة الذكر ،حيث اعتبرت وقتها والية فرنسية وجزءا ممتدا ومكمال ألرظييها،
يخضع مواطنوها لسلطة الدولة الفرنسية وقوانينها ،مع حرمانهم من العديد من الحقوق
السياسية واالجتماعية ،ومن بينها قوانين الضمان االجتماعي التي تمنح للمعمرين
والفرنسيين خالصة دون الجزائريين،إال في بعض االستثناءات كقانون حوادث العمل سنة
9191الذي عم الجميع.
وبعد استعادة الجزائر لسيادتها ،ورثت قوانين ومنظومة الضمان االجتماعي
الفرنسية ،التي لم تتناغم مع الطابع االشتراكي للدولة الجزائري ،لتشكل الحكومة الجزائرية
الحقا لجنة إلصالح منظومة الضمان االجتماعي سنة ،9187نتج عنها أول نظام
ضمان اجتماعي جزائري سنة .9171
ثانيا -أهمية الدراسة:
إن أهم ما يميز موضوع الضمان االجتماعي ،هو تلك األهمية التي يلعبها في عدة
مجاالت وميادين .فمن الناحية السياسية يمثل فلسفة الدولة واالتجاه الذي تسلكه في
سبيل توفير الرعاية االجتماعية لمواطنيها ،وإعادة توزيع المنافع وتحقيق العدالة
االجتماعية بينهم ،وتذليل الفروقات والقضاء عن سلوكيات التهميش واإلقصاء ما يساهم
في تعزيز االستقرار واألمن المنشودين .ومن الناحية االجتماعية فهو يبرز ذلك التكافل
والتعاون بين المواطنين فيما بينهم ،واجتماعهم كلحمة واحدة لصد المخاطر المحدقة بهم
فرنس ،29فرنسا األولى أروبيا في النفقات االجتماعية بسبب الشيخوخة والصحة.92:29 ،2197/12/29،
- 1ا
تاريخ االطالع ،2191-18-98:على الساعة .92:21متاح فيwww://france24.com/ar/20180621:
ج
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
د
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
-أهمية الموضوع في وقتنا الحاضر السيما التحوالت التي تشهدها البالد ،ولعل أخرها
إعالن الحكومة نيتها في تعديل قانون التقاعد وإلغاء التقاعد النسبي.
في نفس اإلطار نشير إلى أن أسباب اختيار المقارنة بين سياسة الضمان
االجتماعي الجزائرية مع نظيرتها الفرنسية ،يعود لألسباب التالية:
-المزايا الكبيرة التي يتضمنها نظام الضمان االجتماعي في فرنسا ،مما جعله نموذجا
عالميا يعتد به.
-االتفاقيات الثنائية بين البلدين في ميدان الرعاية الصحية واالجتماعية.
-االرتباط التاريخي بين البلدين ألن الجزائر ظلت مستعمرة طيلة قرن ونصف من طرف
االستعمار الفرنسي.
-إقرار الدولة الجزائرية بمواصلة العمل بالقوانين الفرنسية ،بعد االستقالل إال بما
يتعارض مع السيادة الوطنية ومنها قوانين الضمان االجتماعي.
خامسا -إشكالية الدراسة:
لقد عمل النظام السياسي في الجزائر على إنشاء وإرساء نظام لضمان االجتماعي
يقوم على الدور المحوري للدولة من حيث اإلنفراد في صنع الق اررات والسياسات المتعلقة
بهذا النظام وتمويله.
لكن النظام السياسي في الجزائر دخل في موجة من االضطرابات و االحتجاجات
منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي ،كان سببها تردي األوضاع االقتصادية
واالجتماعية والسياسية ،نتج عنها الحقا أول دستور( دستور ) 9171يدعوا إلى االنفتاح
و التعددية في مجال األحزاب ،النقابات والجمعيات ،والسماح لرجال األعمال وأصحاب
الشركات الخاصة بالولوج في عالم االقتصاد ،ضف إلى ذلك تفاقم العجز المالي في
الجزائر ولجوئها إلى المؤسسات المالية العالمية ،مما حتم عليها قبول إصالحات في
منظومتها االقتصادية وسياستها االجتماعية ككل.
وعلى هذا األساس نطرح اإلشكالية الرئيسية التالية:
كيف تعامل النظام السياسي في الجزائر مع مؤسسات الضمان
االجتماعي في ظل التغيرات السياسة واالقتصادية التي عرفتها البالد ،مع
ه
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
نظ ار لطبيعة الموضوع فقد استخدمت عدة مناهج ،فهناك المنهج التاريخي وذلك
لدراسة التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي وتقييم مدى تطوره باإلعتماد على
المعطيات السابقة ومن ثم التنبؤ بالحلول واالقتراحات ،كما استخدمنا المنهج الوصفي
لتحليل ووصف نظام الضمان االجتماعي عن قرب بطريقة علمية أكاديمية ،مع التركيز
على التحليل السياسي للظاهرة ،والمنهج المقارن وهو أساس هذه الدراسة ،وذلك لتحديد
أوجه التشابه واالختالف ،حيث تعددت أوجه المقارنة في هذا البحث من ناحيتي
( بين الزمان(سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر قبل وبعد التعددية) ،والمكان
فرنسا والجزائر ) ،واالقتراب المؤسسي الحديث لدراسة سلوك مؤسسات الضمان
االجتماعي في البلدين ومعرفة مختلف الفواعل التي تساهم في تسيير وبناء سياسة
الضمان االجتماعي في كال من الجزائر وفرنسا ،وهذا لدراسة وفهم مخرجاتها ومن ثم
تقييم أداء كل نظام ،واقتراب الدولة بالمجتمع لقياس مدى تأثر أفراد المجتمع من
مواطنيين ومؤمنين في الجزائر وفرنسا بسياسات وبرامج الضمان االجتماعي المتبناة من
طرف الحكومة.
تاسعا -الدراسات السابقة:
رغم أهمية الضمان االجتماعي لمواطني الدولة ومكانته االقتصادية واالجتماعية
والسياسية في حياتهم ،إال أنه لم يحضا بذلك االهتمام الالزم ،وغابت زاوية التحليل
السياسي ،عن الدراسات والبحوث األكاديمية القليلة التي خصت موضوع الضمان
االجتماعي ،وأهمها:
-دراسة دكتوراه للباحثة زرارة صالحي ،حيث حملت عنوان :المخاطر المضمونة في
قانون التأمينات االجتماعية دراسة مقارنة بين القانون المصري والجزائري ،كلية
الحقوق ،جامعة منتوري قسنطينة .2118-2112 ،وطرح الباحث اإلشكالية التالية :إلى
أي مدى وفر القانون الجزائري والمصري الحماية االجتماعية لمواطنيه؟ وقد استخدم
الباحث المنهج الوصفي والمنهج المقارن ،حيث قارن بين المخاطر التي يغطيها نظام
الضمان االجتماعي الجزائري والمصري ،مع تسليط الضوء على األشخاص الذين يشملهم
تأمين النظامين ،إال أن الدراسة كانت قانونية بحتة ،وخلت من التحليل السياسي ومن
األثر االقتصادي لنظام الضمان االجتماعي المنتهج من البلدين.
ز
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
-دراسة فتاحين فتيحة «مذكرة ماجستير» ،حيث تناولت الباحثة موضوع النظام
القانوني لهيئات الضمان االجتماعي ،كلية الحقوق جامعة الجزائر.2192-2198 ،9
واستعملت المنهج التحليلي الوصفي ،مع االقتراب المؤسساتي ،حيث درست نظام الضمان
االجتماعي من جانب صناديق الضمان االجتماعي ،كما كيفت تطورات الصناديق هيكليا
وتقنيا مع المتطلبات واألوضاع المختلفة التي شهدتها الساحة الوطنية ،لكنها اقتصرت في
دراستها على بعض الصناديق دون األخرى ،ولم تقم بمسح شامل لصناديق الضمان
االجتماعي الجزائري .وخلصت إلى وجود إصالحات جذرية مست صناديق الضمان
االجتماعي وهذا لتحسين خدماتها اتجاه مؤمنيها.
-دراسة ماجستير للباحثة عكاش فضيلة تحت عنوان :تطور نظام الضمان االجتماعي
في الجزائر ،كلية العلوم السياسية ،جامعة الجزائر .2119-2111 ،ولقد قدمت الباحثة
جملة من التحاليل السياسية واالقتصادية واالجتماعية وربطها بالظاهرة المدروسة
واستخدمت المنهج الوصفي لوصف الظاهرة وتحليل مختلف القوانين ،كما استخدمت
المنهج التاريخي إلبراز التطور الذي لحق بمنظومة الضمان االجتماعي في مختلف
المراحل ،والمنهج المقارن لمقارنة كل مرحلة بأخرى ،وخلصت في األخير إلى وجود
تغيرات جذرية مست قطاع الضمان االجتماعي منذ االستقالل إلى غاية سنة ،2111
كما قيمت نطاق األشخاص والمخاطر التي يضمنها نظام الضمان االجتماعي في
الجزائر وخلصت في األخير إلى أن نظام الضمان االجتماعي في الجزائر يغطي الكثير
من المخاطر ويمتد نطاقه ليشمل أغلب أفراد المجتمع التي ال تستطيع دفع االشتراكات،
لكن بالمقابل يجب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في دعم الصناديق والحيلولة دون إفالسها،
فال يجب أن يتحمل العامل البسيط مسؤولية دعم الفئات الهشة ،لكن على الرغم من هذه
الدراسة استطاعت تقديم تحليل متكامل لظاهرة الضمان االجتماعي في الجزائر سياسيا
وقانونيا واقتصاديا واجتماعيا ،لكنها دراسة لم تشهد التحوالت األخيرة ،التي مست قطاع
الضمان االجتماعي الجزائري،واكتفت بالمقارنة التاريخية ونحن بصدد المقارنة مع نظام
ضمان اجتماعي ،له مكانته الدولية في مجال السياسة االجتماعية (نظام الضمان
االجتماعي الفرنسي).
ح
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
-مداخلة دمحم زيدان ودمحم يعقوبي ،تحت عنوان فعالية الموارد المتاحة لمؤسسات
التأمين االجتماعي الجزائري ،في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي،
وجاءت في إطار الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق
التطوير تجارب الدول" .خالل يومي 11و 19ديسمبر 2192في جامعة حسيبة بن
بوعلي بالشلف ،وكانت إشكالية :ما هي أهم الموارد التمويلية لمؤسسات التأمين
االجتماعي الجزائري ،وما هي قدرتها على تحقيق التوازن المالي لقطاع الضمان
االجتماعي في الجزائر؟ واستخدما في ذلك المنهج التحليلي الوصفي ،لتحديد المفاهيم
ومحاولة اإلحاطة بالموضوع نظريا،كما استخدم المنهج اإلحصائي حيث أعتمد الباحثان
عنه في دراستهما إلى المنافذ المالية التي حملتها مختلف أرقام نفقات وإيرادات الضمان
االجتماعي،وخلصن ا إلى وجود صعوبات مالية تحد من القدرة التمويلية لصناديق الضمان
االجتماعي ،وتوصال إلى أن قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر عرف تطورات هيكلية
ونوعية.
لكن الباحثان اقتص ار في دراستهما على الجانب االقتصادي واالجتماعي في معالجة
الموضوع.
عاش ار -تقسيم الدراسة:
لمعالجة هذا الموضوع ،وفي إطار سعينا لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة ،تم
تقسيمه إلى خمسة فصول:
الفصل األول :بعنوان التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي ،حيث تضمن أربعة
مباحث ،فتم التطرق في المبحث األول إلى مواجهة األخطار بالوسائل التقليدية ،أما في
المبحث الثاني فلقد تناولنا تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة ،وفي
المبحث الثالث تناولنا فيه تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية ،في حين
تم تخصيص المبحث الرابع لدراسة تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر.
الفصل الثاني :بعنوان ماهية سياسة الضمان االجتماعي ،والذي بدوره تم تقسيمه إلى
أربعة مباحث ،فتم التطرق في المبحث األول إلى ماهية السياسة العامة ،أما المبحث
الثاني فلقد تناولنا ماهية السياسة االجتماعية ،والمبحث الثالث إلى تحديد ماهية الضمان
ط
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
واالجتماعي ،أما المبحث الرابع فلقد تعرضنا إلى فواعل صنع سياسة الضمان
االجتماعي.
الفصل الثالث :جاء بعنوان مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق
األشخاص المستفيدين ،حيث تضمن أربعة مباحث ،عالج المبحث األول هياكل الضمان
االجتماعي في الجزائر بعد سنة ،9171مثلما عالج المبحث الثاني هياكل الضمان
االجتماعي في فرنسا ،فيما أبرز المبحث الثالث األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان
االجتماعي في الجزائر ،في حين حمل المبحث الرابع األشخاص المستفيدين من مزايا
الضمان االجتماعي في فرنسا.
الفصل الرابع :بعنوان مالية الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ،حيث تناولنا في
المبحث األول إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر ،أما المبحث الثاني
إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا ،في حين خصصنا المبحث الثالث لدراسة
تعويضات المخاطر التي يغطيها نظام الضمان االجتماعي في الجزائر ( النفقات )،مثلما
تم دراسته في المبحث الرابع ،حيث تطرقنا إلى تعويضات المخاطر التي يضمنها نظام
الضمان االجتماعي في فرنسا (النفقات).
-الفصل الخامس :تحت عنوان المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي في الجزائر
وفرنسا ،حيث تم تقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث ،حيث تناولنا في المبحث األول
محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ،أما المبحث الثاني نظام
الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان مؤشرات العدالة االجتماعية ،في حين
حمل أخر مبحث بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر.
الحادي عشر-صعوبات الدراسة:
في إطار دراستنا لموضوع الضمان االجتماعي في الجزائر جابهنا عدة صعوبات
وعراقيل ومن بينها:
-دينامكية موضوع الضمان االجتماعي مع تشابكه وتداخله في عدة قطاعات وميادين.
-قلة المراجع والمصادر التي تعني بمجال الضمان االجتماعي ،رغم أهميته.
-صعوبة الحصول على المعلومات اإلدارية بسبب العراقيل وتضارب األرقام في كثير
من األحيان ،مما يحول بيننا وبين الحقيقة.
ي
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
ك
الفصل األول :
التطور التاريخي لسياسة
الضمان االجتماعي
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
تمهيد:
تقول الحكمة القديمة من السهل أن ترعى األم عشرة أطفال ،ولكن من الصعب أن
يرعى عشرة أبناء أم واحدة ،فمع تشابك الحياة وتطورها ازدادت أواصل التباعد بين األف ارد
وتراجعت معها كل قيم الترابط والتماسك بينهم ،مما ألقى الحمل على حكومات الدول
ليتسع دورها وتتعمق مسؤولياتها ،وأصبح تواجد نظام للحماية االجتماعية من أهم
الوظائف المنوطة بها ،وضرورة حتمية ال يمكن تركها ،بل نصت أغلب دساتيرها على
وجوب ضمان حد أدنى من الرعاية االجتماعية ،السيما مع انتشار الديمقراطية النيابية
وفكرة االقتراع الحر وما صاحبها من ضغوط المواطنين على ممثليهم ونوابهم .خصوصا
مع ظهور المخاطر المحدقة باألفراد مهما كانت أعمالهم ومهما اختلفت أعمارهم وأجناسهم
ومكانتهم االجتماعية.
سنحاول في هذا الفصل معالجة التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي ،لما
لدراسة التاريخية من آثر لتعرف على أي نظام في أصوله األولى وهذا بغية متابعة
العوامل المتحكمة في نشأته ،والعوامل الموضوعية التي أدت إلى قيامه ،لذلك سنتبع
الخطة التالية:
المبحث األول :مواجهة األخطار بواسطة الوسائل التقليدية.
المبحث الثاني :تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة.
المبحث الثالث :تطور سياسة الضمان االجتماعي في الدول العربية.
المبحث الرابع :تطور سياسة الضمان االجتماعي في فرنسا والجزائر.
2
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
3
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
يقدمون واجب الطاعة اتجاه القادة والرؤساء ،ولقد وجد هذا النوع من التعاون منذ قانون
1
حمو رابي ،كما وجد عند اليونان والرومان ،ومختلف المجتمعات والحضارات القديمة.
لكن التغير الكبير الذي ط أر على المجتمع وتعدد المتطلبات وتالشي القبيلة ودورها
وازدياد حدة الفقر ،خاصة إبان مرحلة اإلقطاعية أين كان العامل تابعا لرب العمل ،أي
عبيدا قد يباع ويشترى مع األرض في كثير من األحيان ،ولم تكن القوانين تنظم عالقات
العمل ،وإنما كان شعار القوي يأكل الضعيف (نظام التبعية أو القنانة).2
ولم يكن حال األفراد والعمال مع ظهور الثورة الصناعية بأفضل من سابقه ،فقد
ازداد أعداد العاطلين وازدادت أعداد المعوزين والفقراء ،ناهيك عن انتشار األمراض
واألوبئة التي تجعل العامل يبقى مدة طويلة دون مصدر رزق ،فقد ال يجد العامل في
العديد من المرات ثمن العالج والدواء ،أو قد يفقد منصبه نهائيا في حاالت العجز أو
اإلصابات المهنية الخطيرة ،وفي حاالت أخرى يؤدي ذلك المرض الذي لحق به أو
اإلصابة الخطيرة التي تعرض لها إلى الموت ،والذي نتج على إثره عائلة مكونة من أرملة
وأيتام دون أي قوت أو مصدر رزق يواجهون به مصاعب الحياة ،ويدفعون به الحاجة
وليس للوصول إلى الحياة الكريمة.
لقد كانت أعمال البر والخير ومختلف أشكال المساعدات الطابع الوحيد والغطاء
الذي يحتمي به المحتاجين والفقراء ،وهذه المساعدات قد تكون جماعية من اختصاص
المؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية ودور األيتام ،أو فردية وفيها يساهم كال من
األغنياء واألشراف على سبيل التطوع .وقد تكون هذه المساعدات إما نقدية على شكل
نقود أو عينية على شكل ثياب ومؤن .ولم تكن هناك من قوانين ولوائح لحماية الفئات
الهشة إال ناد ار وفي بعض الدول ،كقانون الفقراء في المملكة المتحدة والذي وإن كان
يقدم يد العون للمعوزين والمحتاجين ،لكنه يخلف آثا ار سلبية أهمها:3
-1رمضان جمال كامل ،موسوعة التأمينات االجتماعية ،ط ،9القاهرة :دار األلفية لتوزيع الكتب القانونية،9111 ،
ص.9
-موسى عبود ،دروس في القانون االجتماعي ،ط ،2الرباط :المركز الثقافي العربي ،9119 ،ص .98 2
-3ساندر لسنبرغ ،الضمان االجتماعي باعتباره حقا من حقوق اإلنسان ،مؤسسة االتحاد األوربي لحقوق اإلنسان في
جنوب أفريقيا .2111 ،بحث منشور على الموقع التاليwww.1.UMN.edulhumanrtslarab/m//..pdf :
2198/18/97على الساعة .22:98
4
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-9أنه ينطوي على كل ألوان الذل والمهانة وفقدان للحقوق المدنية ،عن طريق إرغام
المحتاجين على العيش في تجمعات ومالجئ للفقراء والمساكين.
-2هذه المساعدات تقوم على توفر شرطي القدرة والرغبة ،أي تفترض وجود أشخاص أو
جمعيات يملكون القدرة (رأس المال) وتتوفر فيهم الرغبة لبذل ذلك المال ،وال يوجد أية قوة
1
إجبار تدفعهم لمساعدة المحتاجين.
-1ال يعكس تطلعات األفراد نحو العيش الكريم فهو بالكاد يبقيهم على قيد الحياة ،بل
وقيد يفتح الباب أمامهم نحو التشرد والتسول ،ويشجع على االنحراف وممارسة الرذيلة،
وإشاعة الفوضى والتوسع الطبقي بين مختلف فئات المجتمع وهو ما قد يهد كيان الدولة
وأمنها القومي ،مما أضطر مختلف الحكومات والدول إلى سن تشريعات ووضع برامج
تلبى فيها احتياجات المواطنين وتواكب التطور وتتماشى مع المنحى الذي مس مختلف
النظم االجتماعية واالقتصادية والسياسية العالمية.2
ثانيا -نظام الطوائف وصناديق االدخار:
لقد أخذ العمال وأصحاب الحرفة الواحدة ينظمون أنفسهم ،في إطار جمعيات تنشئ
لغرض المعونة بينهم ،وتمول عن طريق االشتراكات الدورية ألعضائها ،ويلتزم جميع
األعضاء المنضوين تحتها بتسديد اشتراكاتهم .وهذه الجمعيات ذات الطابع التعاوني،
تظهر أهميتها حين يتعرض أحد أعضائها للخطر كالمرض أو العجز ،وحوادث العمل
واإلصابات المهنية والشيخوخة والوفاة ،فهي وسيلة جماعية لمواجهة أي خطب أو كارثة،
وبالتالي تهون عليه المواجهة الفردية للكارثة ،وتقوم بتعويضه في
حالة الخسارة ،وتسمى بنظام الطوائف أو التبادليات أو جمعيات المعونة.3
غير أن هذه الجمعيات وعلى الرغم من الدور الكبير الذي لعبته في التخفيف من
وطأة المخاطر التي يتعرض له أعضائها ورغم الدور المادي والمعنوي الذي لعبته إال أنها
-1عدنان العابد ،يوسف إلياس ،قانون الضمان االجتماعي ،ط .2بغداد :بدون دار نشر ،9177 ،ص .91
-2صالح بن دمحم الصغير ،الضمان االجتماعي والمساعدات االجتماعية في الدول األعضاء لمجلس وزراء الشؤون
االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دراسة تحليلية مقارنة ،البحرين ،سلسلة الدراسات االجتماعية،
العدد ،21مارس ،2199ص .91
-3منظمة العمل العربية ،الضمان االجتماعي سلسلة برامج الثقافة العمالية ،بيروت:المكتبة العصرية،9189،ص
.92
5
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
لم تستطيع الصمود بسبب شح إمدادات أعضائها نظ ار لعدم إجبارية االنضمام إليها
وبالتالي قلة مداخلها أمام صعوبة تغطية جميع المخـاطر التي من الممكن أن يتعرض لها
1
العمال وأصحـاب المهن والحرف المنضويين تحتها.
ولم يواجه هذا النظام الصعوبة المالية وحسب ،بل كان أمام منزلق تنظيمي خطير،
حيث اخترقت سهام الطبقية حصنه وشتت شمله ،فعند دخول عضو جديد إلى نظام
الحرفيين ،يتلقى تكوين من طرف المعلم (السيد) الذي يعلمه الحرفة ،ويكون هو بمثابة
متعلم ،وبعد أن يتم تعليمه يرتقي إلى رتبة رفيق ،وكان الباب مفتوحا للجميع المتعلمين
للوصول إلى هذه الدرجة في بد اية األمر ،لكنها أصبحت متوارثة بين العائالت الغنية
والبرجوازية وال يمكن االرتقاء في الرتب إال لألفراد الذين ينتمون إلى العائالت السالف
ذكرها ،مما أدى إلى وجود تحالفات خفية ومعلنة بين مختلف الرتب ،وبدأ هذا النظام
2
يتالشى تدريجيا شيئا فشيئا ،وتم إلغائه في فرنسا سنة ( 9819قانون ليشاب ليه).
وأمام عدم صمود جمعيات المعونة المتبادلة ظهرت فكرة صناديق االدخار ،التي
تقوم على فتح حساب لكل عامل ،حيث يضع العامل في حسابه المبالغ الزائدة عن
حاجته أي استهالك قدر من الدخل ،ووضع الباقي في حسابه ،وهذا طوال فترة نشاطه،
والقت هذه الفكرة استحسان بعض أرباب العمل ،حيث لجأ بعضهم إلى تشجيع هذه الفكرة،
عن طريق صب مبالغ مالية في صناديق ادخار العمال. 3
"واالدخار في معناه االقتصادي العام هو التوقف عن اإلنفاق العشوائي ،وهو أمر
واجب وحتمي من أجل تحقيق التنمية .أما في معناه االقتصادي الخاص":فيعني
تأخير اإلنفاق إلى أجل معين ،شرط أن يوضع المال المؤجل إنفاقه وإلى حين أجله،
4
لدى هيئة متخصصة إدارة االدخار".
-1دمحم حسن قاسم ،قانون التأمين االجتماعي ،اإلسكندرية :الدار الجامعية الجديدة للنشر ،2111 ،ص.92
2
-موسى عبود ،المرجع السابق ،ص .91
3
-منظمة العمل العربية ،المرجع السابق ،ص . 98
-4إبراهيم عبد اللطيف العبيدي ،االدخار مشروعيته وثمراته مع نماذج اقتصادية معاصرة ،دائرة الشؤون اإلسالمية
والعمل الخيري،ط ،9حكومة دبي ،إدارة البحوث ،2199 ،ص .91
6
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
وبالتالي ففكرة االدخار تتماشى مع استغالل كل مال زائد عن الحاجة ،في الوقت
الراهن باالحتفاظ به أوال ومن ثم استثماره عن طريق مؤسسات أو منظمات متخصصة،
ومن ثم إعادة استخراجه وذلك عند التوقف عن العمل ،وعند الحاجة واالقتضاء.
وقد نشأت فكرة صناديق االدخار في بريطانيا وأقامتها في بعض مستعمراتها،
واستمرت بعض الدول في تطبيقها حتى بعد استقاللها ،إال أنه تم توجيه العديد من
االنتقادات لهذه الصناديق ،بسبب سوء التنظيم فالعامل الذي يقوم بتغير وظيفته يجد
صعوبة كبيرة في الحصول على مستحقات معاشه عند وصوله إلى السن القانونية
للتقاعد ،وقد يتسبب بطء اإلجراءات اإلدارية في وفاة العامل قبل حصوله على راتب
تقاعده ،ضف إلى ذلك تهرب أرباب العمل في أداء اشتراكاتهم وماله من أثر على
مدخرات وأصول الصناديق ،وبالتالي تكون عرضة لإلفالس السيما أمام ازدياد أعباء
1
نفقاتها وما يقابله من شح اإلرادات.
ثالثا -المسؤولية المدنية:
وهي إحدى الوسائل التي استخدمت سابقا ،وكان هدفها حماية أي شخص قد
يتعرض بفعل شخص أخر بقصد أو بغير قصد ،إلى فعل ينتج عنها إلحاق الضرر،
بالطرف األخر سوءا كان شخصا واحدا أو عدة أشخاص ،وسواء كان الشخص طبيعي أو
معنوي ،أو بسبب اإلهمال حيث يكون مسئوال أمام القانون عن عملية التعويض ،إال أنه
2
في كثير من األحيان يكون التعويض توافقيا دون اللجوء إلى المحكمة.
وألن الوقاية خي ار من العالج ،فمسؤولية صاحب العمل تبدأ من تحسين ظروف
العمل ،وبذل أقصى ما يمكن من مجهود من طرفه في سبيل الحيلولة دون وقوع أي
مكروه قد يلحق أو يمكن أن يصيب العامل ،كتوفير شروط التهوية ،ووضع األلبسة
الواقية ،وتزويد أماكن العمل بصفارات اإلنذار واألبواب الخلفية ،وتوفر عدد كاف من
-1ويليامسون جون بي ،هل تعتبر خصخصة التأمين االجتماعي عملية ذات جدوى بالنسبة للدول النامية ،المجلة
الدولية للتأمينات االجتماعية ،العدد ،91السعودية :دار المنظومة ،2111 ،ص .29
-2مختار الهانس ،إبراهيم حمودة ،مقدمة في مبادئ التأمين بين العملية والتطبيق ،االسكندرية :الدار الجامعية،
،2111ص.29
7
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
النوافذ مع احتمال الحرائق أو أي طارئ ،إضافة إلى إجراء الفحص الدوري لجميع العمال
ووضع ملصقات وإشارات تحذيرية.1
وقد صاحب ظهور الثورة الصناعية وتطور استخدام اآللة إلى زيادة المخاطر
المحدقة بالعمال ،وتعددت الحوادث التي تصيبهم والتي تكون في كثير من األحيان إما
مميتة أو قد تحدث لهم عج از دائما أو مؤقتا ،يعرضهم لفقدان مناصب عملهم ،مما
أضطر أصحاب األعمال إلى تأمين العمال الذين يعملون في منشآتهم ،بل إن المشرع في
كثي ار من األحيان ألزمهم بهذا النوع من التأمين ،ومنه ظهر التأمين ضد إصـابات العمل،
والحوادث المهنية والعجز ومخاطر النقل ،وغيرها.2
وقد أخذ المشرع الفرنسي بمبدأ المسؤولية المدنية المهنية ،بل وجعله إجباريا للعامل
ورب العمل ،وشرطا أساسيا لممارسة بعض المهن كمهنة المحاماة ،فالعامل يؤدي مهنته
بأريحية بسب شعوره بالطمأنينة الذي يوفرها له التأمين ،ورب العمل ال يتهرب من
مسؤوليته اتجاه عماله ،فشركات التأمين تقوم بتعويض العامل الذي لحق به الضرر،
مقابل أقساط االشتراكات التي يدفعها رب العمل.3
لكن إذا كانت فرنسا توجب باألخذ بمبدأ المسؤولية المهنية ،وتلزم بذلك المهنيين
وأرباب العمل كما أسلفنا سابقا ،فإنه في أغلب الدول األخرى يقع على العامل تقديم دليل
يوضح مسؤولية صاحب العمل عن الخطأ ،إضافة إلى إثبات الضرر والعالقة السببية
بينهما ،وكان من الصعوبة بمكان إثبات ذلك ،مما يعرض العامل للخطر في كثير من
األحيان ،وأمام هذه المعطيات التي تمثل في كثير من األحيان شروطا تعجزيه أصبح هذا
النوع من التأمين غير كاف لمجابهة المخاطر إن لم نقل أصبح عائقا أمام العمال
للمطالبة بحقوقهم.4
رابعا -التأمين التجاري:
-1علي أحمد شاكر وآخرون ،تأمين السؤولية المدنية،القاهرة :مطبعة مركز القاهرة للتعليم المفتوح ،بدون سنة نشر،
ص .98
-2عيسى عبده ،التأمين بين الحل والتحريم ،ط،9القاهرة :دار االعتصام ، 9182 ،ص .29
-3دمحم عبد الظاهر حسين ،التأمين اإلجباري من المسؤولية المدنية المهنية ،القاهرة :دار النهضة العربية ،9119
ص.978
-4رمضان جمال كامل ،المرجع السابق ،ص .8
8
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
لم يظهر التأمين في شكله الحالي دفعة واحدة ،ولكنه تطور عبر مراحل عديدة،
فهناك من يعتقد أنه يعود إلى العصور القديمة وبالضبط عهد الفراعنة أين جسدتها رؤية
النبي يوسف عليه السالم ،حين أمر العزيز بتخزين القمح في سنوات الرخاء واالستعداد
للسنوات العجاف ،فهو بذلك أرسى دعائم الحيطة والحذر من أجل مواجهة الصعاب في
المستقبل.1
وعند الصينيين كان يسود التضامن بين أصحاب السفن عند نقلهم لمختلف
البضائع ،فإذا غرقت أي سفينة من السفن أو فقدت أو لحقها أي ضرر بها أو ببضاعة
المحملة ،فإنهم يقومون بتوزيع المخاطر بينهم ويشتركون في تحمل الخسائر وهذا لتخفيف
وطأة وشدة الكارثة لصاحب السفينة وطاقمها.2
أما في العصور الوسطى ،فقد عرف الناس آنذاك ما يعرف بالقرض البحري مثل
الهندوس منذ أكثر من 211سنة ،حيث كان يعطى لصاحب السفينة ،قيمة مالية تعادل
قيمة سفينته وما عليها من بضائع ،فإذا غرقت السفينة ال يحق لصاحب القرض المطالبة
بماله ويأخذه صاحب السفينة ،أما إذا وصلت السفينة إلى شاطئ األمان ،فيقوم صاحب
السفينة بإرجاع رأس المال ،إضافة إلى مبلغ كبير من المال يعطيه كفائدة لصاحب رأس
المال.3
وهذا النوع من التأمين هو تأمين تبادلي تعاوني ،تتجلى فيه قيم التكافل والتضامن
والتعاون بين أفراد المجموعة الواحدة ،فهم يقومون بتجميع أقساط اشتراكاتهم وتقديمها ألي
فرد من أفراد المجموعة الذي لحق به الضرر ،وهو يختلف عن التأمين التجاري الذي
تقوم به مؤسسات مالية متخصصة وشركات هدفها تحقيق الربح ،ويقوم على إبرام عقد
بين المؤمن والشركة ،مع دفع المؤمن أقساط التأمين المحددة سلفا ،بالمقابل تقوم الشركة
بتعويض المؤمـ ـن عن الضرر الذي لحق بالشيء المؤمن (المحل) وذلك عن طريق عقد
4
بينهم.
-1معراج جديدي ،محاضرات في قانون التأمين الجزائري ،ط ،9الجزائر:ديوان المطبوعات الجامعية 2118،ص .2
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .8
-3صقر بيومي ،مقدمة في مبادئ التأمين ،القاهرة :الدار الجامعية للطباعة والنشر ،9178 ،ص .22
-4معراج جديدي ،مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ،ط ،2الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية ،2191 ،ص
1
9
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-1جميلة حميدة ،الوجيز في عقد التأمين دراسة على ضوء التشريع الجزائري الجديد للتأمينات،الجزائر :دار
الخلدونية ، 2192 ،ص .7
-2أبي الفضل هاني الحديدي المالكي اإلسكندري ،راجعه دمحم الزحيلي ،التأمين أنواعه المعاصرة وما يجوز أن يلحق
بالعقود الشرعية منها ،ط ،9دمشق :دار العظماء ،2111 ،ص .11
01
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ،كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
1
الجسد بالسهر والحمى".
وربط في آية أخرى الرزق واألمن بل وجعلهما شرطان أساسيان ومتالزمان للعيش
الهنيء ،وضمان االستقرار في المجتمع وهذا في قوله تعالى :أعوذ باهلل من الشيطان
َمَن ُه ْم ِم ْن َخ ْو ٍ
ف".2 ِ َّ ِ
الرجيم "الذي أَ ْط َع َم ُه ْم م ْن ُجوٍع َوآ َ
ورغبت السنة النبوية في مواطن عديدة إلى كفل األيتام واألرامل ورعايتهم وهذا من
منطلق حماية الضعفاء والذود عنهم ،السيما وأنهم قد يفقدون مصدر الرزق ،في قوله
صلى هللا عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة ،والساعي على األرملة
3
والمسكين ،كالمجاهد في سبيل هللا".
ولقد روي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ،أنه وجد شيخا يهوديا ضري ار
متسوال ،فقال له الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ما ألجأك إلينا ،فقال له السائل
الجزية والحاجة والسن ،فأخذه الخليفة وأعطى له من ماله الخاص ما يسد رمقه ذلك اليوم،
ثم بعث إلى خازن مال بيت المسلمين ،أن ينظر إلى هذا المسكين الضرير ،وغيره فقال
له وهللا ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ،ثم نخذله في هرمه ،فإن الصدقات للفقراء والمساكين،
سواء كانوا مسلمين أو من أهل الذمة ،الذين دخلوا في حماية المسلمين مقابل الجزية،
4
لقد سبق النظام وجعل لهم نصيب من بيت المسلمين وأسقط عنهم دفع الجزية.
اإلسالمي الغرب ومختلف الدول المتقدمة ،في إرساء قواعد الضمان االجتماعي ،وإن
عرف تحت تسميات أخرى ،كالتعاون والتكافل واإليثار ،وغيرها من الكلمات التي ترمز
إلى ضرورة وقوف اإلنسان إلى جانب أخيه ،فمهما اختلفت عقائدهم وجنسياتهم وتوجهاتهم
وأفكارهم ،فالهدف هو التضامن ووقوف الناس بجانب بعضهم ،السيما عند الحاجة أو
عند حدوث األزمة ،وهذا لبناء لحمة واحدة ،وتعزيز تماسك المجتمع الواحد مع بعضه
-1رواه أحمد ومسلم عن النعمان بن بشير ،وأورده األلباني في صحيحه ،كتاب الجامع الصغير ،رقم .8791
-2سورة قريش ،اآلية .9
-3اإلمام الحافظ المباركفوري ،تحفة األحوذي بشرح جامع الترميذي ،ج ،2دمشق :دار الفكر للطباعة والنشر
والتوزيع ،د.س.ن ،ص .92
-4علي الحوات ،الضمان االجتماعي ودوره االقتصادي واالجتماعي ،ليبيا :الدار الجماهرية للنشر والتوزيع واإلعالن،
،9111ص .11
00
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
كالبنيان المرصوص ،أو حتى تعاون المجتمعات مع بعضها ما لم تكن هناك عداوة من
هذا المجتمع ضد المسلمين.
وجاء في بعض كتاب الصلح ل“ خالد بن الوليد” رضي هللا عنه وأرضاه ألهل
الحيرة ،حول الجزية جاء فيه " ..وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل ،أو أصابته
آفة من اآلفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه ،طرحت جزيته
وعيل من بيت مال المسلمين وعياله ما أقام بدار الهجرة واإلسالم ،فإن خرجوا إلى غير
دار الهجرة ودار اإلسالم ،فليس على المسلمين النفقة على عياله".1
وأما في ما يخص رأي العلماء المسلمين المعاصرين في مسألة الضمان
االجتماعي ،فقد جاءت أراء غالبيتهم بالجواز ،وهذا ما أفتى به مجمع البحوث اإلسالمية
باألزهر في مؤتمره الثاني في ماي ،9128حيث صدر في المؤتمر على أن " ..التأمين
التي تق وم به جمعيات تعاونية يشترك فيها جميع المستأمنين لتؤدي ألعضائها ما
يحتاجون إليه من معونات وخدمات أمر مشروع وهو التعاون على البر ،ونظام المعاشات
الحكومي وما يشبهه من نظام التأمينات االجتماعية المتبع في دول أخرى ...كل هذا من
األعمال الجائزة.2"..
-1أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ،كتاب الخراج ،بيروت :دار المعرفة ،9181 ،ص .999
-2عبد الستار أبو وغدة ،عز الدين دمحم خوجة ،فتاوى التأمين ،ندوة البركة الثالثة لالقتصاد اإلسالمي ،المنعقدة في
اسطنبول بتركيا ،في 28-21سبتمبر ،9178ص 7
02
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
03
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-1دمحم وحيد عبد الباري ،إدارة الخطر والتأمين االجتماعي والتجاري ،مصر :كلية التجارة جامعة القاهرة،9118،
ص.198
-2دمحم حسين منصور ،قانون التأمين االجتماعي ،القاهرة :دار المعارف ،9112 ،ص .29
رجل دولة وسياسي بروسي شغل منصب رئيس وزراء مملكة بروسيا ،وأشرف على توحيد الواليات األلمانية ،وأصبح
04
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
واإلتحاد السوفيتي .وأمام هذا الوضع والمعطيات الجديدة تخلى بسمارك عن مبدأ الحرية
االقتصادية ،وأصبح من أشد المدافعين والداعمين لتدخل الدولة وخاصة في الشؤون
االقتصادية إلصالح الخلل ،بما يوافق ويحقق مصالح العمال والمجتمع معا ،وخصوصا
بعد األزمة االقتصادية التي ضربت أوربا وألمانيا على الخصوص ،والتي حينها لم تكن
1
قادرة على منافسة الصناعة الفرنسية واإلنجليزية.
ولعل ما ساعد Bismarckتأسيس جمعية السياسة االجتماعية سنة 9781في
ألمانيا ،والتي ضمت مجموعة من المفكرين والمعتدلين ورجال األعمال ،والعلماء وأساتذة
الجامعة ،والذين وقفوا ضد األفكار الماركسية وضد الفكر الليبرالي االقتصادي الحر،
ودعوا إلى العدالة االجتماعية بين أفراد الدولة الواحدة ،ومحاربة الفقر والحاجة ونبذ
الطبقية وقطع الطريق أمام االشتراكين ومحاولتهم الحتوى قاعدة شعبية كبيرة ،وتأثر
بسمارك كثي ار بأفكار جمعية السياسة االجتماعية ،ونتيجة لذلك سنت الحكومة األلمانية
2
عدة قوانين هي:
-قانون التأمين من المرض الذي صدر في .9771/12 /98
-قانون التأمين من حوادث العمل الذي صدر في .9779/18/12
-قانون التأمين من العجز والشيخوخة والذي صدر في .9771/12/21
ففي قانون التأمين على المرض يدفع العامل ثلثي االشتراكات ،فيما يقع عبئ الثلث
األخر على صاحب العمل ،أما اشتراكات إصابات العمل فتدفع كاملة من طرف صاحب
العمل ،أما قانون التأمين على العجز والشيخوخة ،فيغطي العامل ثلث االشتراكات الثلثين
الباقيين يقعان على عاتق الحكومة ورب العمل 3.ويمكن القول أن ألمانيا كانت لها
األسبقية في سن تشريعات الضمان االجتماعي ،كما أن السياسة كانت حاضرة بقوة في
إرساء دعائمه ،وهو مكسب انتزعه العامل األلماني بضغط على حكومته ولم تكن أبدا
منحة تتفضل بها الحكومة عليه.
-1عبد اللطيف محمود هللا محمود ،التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية ،بيروت:دار النفائس،9119 ،
ص .221
-2بيومي صقر ،المرجع السابق ،ص .229
-3المرجع اآلنف الذكر ،ص .222
05
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
ساد الطابع التشاركي في تسيير نظام الضمان االجتماعي األلماني ،وذلك بين
ثالوث الحكومة ونقابات العمال ومنظمات أرباب العمال ،فالحكومة تكون حاضرة بواسطة
هياكل إدارية وبشرية منظمة ،تقوم بتنظيم وتحصيل اشتراكات العمال وأرباب العمل
ومختلف المكلفين ،والسهر على تأدية التعويضات الموجهة للمؤمنين ،فيما يتلخص دور
ممثلي العمال ومنظمات أرباب العمل في تعديل وتوجيه هـذه السياسات ومراقبتها،
1
ومحاولة كال جهة االستئثار بمزايا ومكتسبات تخدم مصالحهم مصالح مفوضيهم.
ثانيا -ظهور الضمان االجتماعي في بريطانيا:
نشأت في بريطانيا جمعيات دينية واجتماعية تقدم معونات للمرضى والمعوزين،
تستخلص اشتراكاتها من طرف األعضاء والمتبرعين إضافة لمساعدات الدولة ،وقد بلغ
أعضاء هذه الجمعيات ،والتي تعرف غالبها تحت اسم جمعيات الصداقة سنة ،9719
إلى مليون عضو ،وقد كان عدد سكان بريطانيا حوالي 91مليون نسمة أي 91/9من
سكان بريطانيا.2
من جهة أخرى وبعد تضحيات مريرة من طرف الطبقة العاملة ،وبرغم من
ضغوطات أصحاب رأس المال استطاعت الحصول على بعض المكاسب ،حيث وبعد
أخذ ورد سن البرلمان اإلنجليزي أول قانون يحرم عمالة األطفال تحت سن التاسعة وذلك
سنة ،9791تاله قانون 9728والذي يبيح حرية تكوين نقابات كوسيلة مشروعة للمطالبة
بزيادة األجور ،وتخفيض ساعات العمل ،وتحسين ظروف العمل ،وبعده صدر قانون
9711والذي يحرم عمالة من يقل سنه تحت 97سنة وكانت بداية تطبيقه في في
3
مصانع النسيج.
وتوجت تضحيات العمال ونضالهم بصدور قانون اإلصالح البرلماني سنة ،9728
وبعده بسن ة واحدة تم عقد أول مؤتمر لنقابات العمال ،وعلى أثره أصبح بمقدورهم القيام
-1فواد وراد«،الحماية االجتماعية والتشغيل" دراسة حالة الجزائر»،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير ،جامعة أبو
بكر بلقايد تلمسان ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،2117 ،ص .91
-2عبد هللا بن مبارك آل سيف ،بحث أحكام التأمين الصحي التعاوني الفقهية ،تاريخ الزيارة.،2198-18-92:تاريخ
النشر ،2192-92-11متاح في/http://www.alukah.net/web/abdullah-ibn-ubarak/0/48482 :
-3رمزي زكي ،االقتصاد السياسي للبطالة ،الكويت :المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب،9177 ،
ص .281
06
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
باإلضرابات وعقد االجتماعات الدورية ،وتوسع نشاط هذه النقابات وزاد عددها حيث
وصلت إلى 911نقابة مطلع سنة ،9711وبلغ عدد أعضائها إلى 281ألف عضو،
" Benjamain كما بلغت ميزانيتها إلى مليون باوند إسترليني ،ولقد استطاع
" dizraeliالنجاح في االنتخابات سنة ،9789بعد أن قدم برنامجا طموحا توعد فيه
باالهتمام بالشأن االجتماعي ،وبالفعل وفي نفس السنة أصدرت حكومته قانون تطوير
سكنات العمال ،كما صدرت عدت قوانين بين عامين 9789و 9787حملت في طياتها
1
تهيئة وتحسين ظروف العاملين ،وإعطـاء مكاسب اجتماعية واقتصادية جديدة لهم.
إال أن مجلس اللوردات ،وعلى نقيض خطى سابقه وبوصفه أعلى سلطة قضائية،
فقد فصل في النزاع القائم بين العمال وأصحاب العمل لصالح هذا األخير ،حيث أصدر
ق ار ار يلزم نقابات العمال بدفع تعويضات لصالح أصحاب العمل ،جراء أي إضرابات أو
أعمال تلحق خسائر في منشأتهم ،لكن مجلس العموم وبعد إمساك األحرار مقاليد الحكومة
سارع في إلغاء هذا القانون ،وأجاز اإلضراب وجميع الطرق السلمية للمطالبة بحقوق
العمال ،وفي سنة 9112أقر البرلمان اإلنجليزي قانون تعويضات إصابات العمل لصالح
العمال إذا ما أصيبوا خالل العمل ،كما أقر سنة 9199قانون التأمين اإلجباري ضد
2
المرض ،وقانون الحد األدنى لألجور سنة . 9118
ويعتبر نظام الرعاية الصحية في بريطانيا نظاما اشتراكيا بامتياز ،فغالبية
المستشفيات هي ملك الدولة ،بل وحتى ملكية الموارد المستخدمة في إنتاج الخدمات
الصحية هي ملك الدولة ،فنظام الخدمة الصحية القومية البريطاني الصادر سنة ،9197
يقدم خدمات صحية متطورة وبتكاليف منخفضة ،والهدف منه ليس الربح ،كما هو معمول
به في األنظمة الليبرالية 3.وفي سنة 9199شكلت الحكومة البريطانية لجنة لدراسة نظام
-1طالب محيبس الوائلي ،اإلصالحات االجتماعية في بريطانيا ،مجلة كلية التربية واسط ،العدد ، 91جامعة واسط
بالعراق ،نوفمبر ،2199ص .999
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .998
-3تشارلز فيليبس ،نحو مفهوم القتصاديات الصحة والرعاية الصحية والتأمين الصحي المسار األمريكي ،ترجمة:
جالل البنا ،ط ،9القاهرة :المجلس األعلى للثقافة 2111 ،ص .827
07
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
الضمان االجتماعي برئاسة اللورد ،Beveridgeوبعد سنة خلصت هذه اللجنة إلى
إعداد تقرير تضمن مالحظات عن نظام التأمينات االجتماعية السابق ،إضافة إلى تقديم
اقتراحات وحلول ،بغية إصالح منظومة الضمان االجتماعي ،وقد بدا من هذا التقرير تأثر
إضافة إلى رغبته في تحرير
اللورد Beveridgeبأفكار الرئيس األمريكي روزفلت
اإلنسان من الحاجة ،والحاجة حسبه هي عار على المجتمع ككل وجب التخلص منها،
كما أقترح إلى جانب ذلك أن يشمل التأمين كافة أطياف المجتمع من جهة المستفيدين أو
2
من ناحية المساهمين 1.وقد كشف التقرير ما يلي:
-أن نظام الضمان االجتماعي اإلنجليزي هو نظام معقد ،نتيجة تعدد األنظمة وعدم
تناسق األجهزة القائمة على تطبيقه.
-يستبعد هذا النظام الموظفين الذين تتجاوز دخولهم 121جنيه إسترليني ،مهما كانت
أعبائهم ومصاريفهم العائلية.
-أن % 92من األسر البريطانية ال يتجاوز دخلها الحد األدنى المضمون.
-تعويضات المرض يستفيد منه المؤمن فقط دون أفراد عائلته .
-العامل المصاب ال يحصل على تعويضات إصابة العمل ،إال بعد المرور على
إجراءات قضائية معقدة ،تهدر له الوقت والمال.
3
وبناءا على هذه المعطيات تقدم تقديم مشروع جديد تمثلت حيثياته في:
وليام هنري بيفريدج بريطاني وهو خبير اقتصادي قدم تقرير يعتبر أساس منظومة الضمان االجتماعي في العالم
(.)9121-9781
هو الرئيس األمريكي الثاني والثالثين ولد سنة 9772من عائلة هولندية وفاز بأربعة انتخابات رئاسية متتالية من
9198-9111تاريخ وفاته.
-1الطيب السماتي ،اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في الجزائر ومشاكله العملية ،مداخلة مقدمة في ندوة حول
مؤسسات التأمين التكافلي والتقليدي بين األسس النظرية والتجربة الديمقراطية ،المنعقدة بكلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير في جامعة سطيف ،في 28أفريل ،2199ص .92
-2حسين عبد اللطيف حمدان ،أحكام الضمان االجتماعي ،ط ،2القاهرة :الدار الجامعية ، 9111 ،ص .29
-3المرجع األنف الذكر ،ص .28
08
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-دمج أجهزة التأمينات االجتماعية في هيئة واحدة ،تمثلت في و ازرة الضمان االجتماعي،
كما أن المؤمن يستفيد من تأمين ضد جميع المخاطر ،كذلك توسيع نطاقه إلى تعويض
عن مصروفات الجنائز ،وإعطاء منح للمرأة في حالة الزواج أو الترمل أو الوالدة.
-توسيع النظام ليشمل العاملين في القطاع الحر ،مثل التجار والحرفين والفالحين..إلخ
عوض حصره في العمل التبعي فقط.
-توفير العمل لكل قادر وراغب ،وضمان أجر كاف للعامل وأسرته.
1
-رفع قيمة التعويضات ضد كل األخطار السابقة.
إن نظام الضمان االجتماعي في بريطانيا ومن خلفها لمسات وأفكار اللورد
بفيريدج ،ساهمت في تطوير مزايا وخدمات الضمان االجتماعي في طبق وقالب جديد.
والجدول التالي يوضح مزايا النموذجين السابقين.
الجدول رقم :10المقارنة بين نموذج Bismarckونموذج Beveridge
نموذج Beveridge نموذج بسمارك عناصر المقارنة
تعويض الضائع من الدخل أو
االستجابة المجانية للمخاطر سبب الحماية
غيابه
التأمينات مزايا على الحصول شروط
االشتراكات الحاجة
االجتماعية
الثورة الصناعية مع استفحال
أزمة 9121وظهور مجتمع استهالكي
ظاهرة سبب سن قانون التأمينات االجتماعية
النزوح الريفي
االشتراكات الضرائب التمويل
النقابات العمالية الحكومة مع رقابة البرلمان التسيير
وتحسين العمال مشاكل محاربة
محاربة البطالة والحاجة الهدف
وضعيتهم
العمال عموم المواطنين الفئة المستهدفة
المصدر :من إعداد الباحث.
09
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
بقيت الواليات المتحدة األمريكية محافظة على مبدأ الحرية االقتصادية المطلقة،
ومبدأ عدم تدخل الدولة إال في الشؤون التقليدية ،ضف إلى ذلك ارتفاع دخل الفرد
األمريكي ،وبالتالي لم تكن هناك ضرورة ملحة لوجود نظام الضمان االجتماعي .وصدر
في سنة 9191أول قانون لتأمين االجتماعي حيث تمثل في تأمين حوادث العمل ،والذي
لم يشمل إال بعض الواليات ،لكن زلزال أزمة الكساد العالمي سنة 9121ونتائجها
الوخيمة على اقتصاديات الدول الصناعية خصوصا ،كان له اآلثر البارز في إعادة رسم
السياسة االقتصادية لهاته الدول وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية ،وبات تدخل
الدولة أم ار ال مفر منه ،من أجل إعادة التوازنات االقتصادية ومعالجة الخلل ،ولعل تزايد
هو ما حتم على الرئيس األمريكي" البطالة والفقر وأعداد العاطلين على العمل،
"Rooseveltوضع سياسة اقتصادية واجتماعية جديدة ،تبيح لدولة التدخل من أجل
1
الحد من األزمة ومساعدة المتضررين.
وقد حملت سنة 9118صدور أول تشريع لضمان االجتماعي في الواليات المتحدة
األمريكية ،تحت اسم "األمن االجتماعي" ،وهذا التشريع هو األول من نوعه الذي استخدم
مصطلح األمن ،وقد شمل هذا القانون ،المساعدات الغذائية ،والخدمات الصحية ،وحماية
األمومة والطفولة ،وتغطية البطالة ،والشيخوخة والتقاعد لعمال الصناعة والتجارة،
والمالحظة في هذا التشريع ورغم تأخر الواليات المتحدة األمريكية في إصدار لنظام
الضمان االجتماعي ،وعدم شمول هذا النظام لتأمين أخطار أخرى كالعجز مثال ،إال أن
نطاقه شمل أغلب أطياف المجتمع ،ولم يشمل الطبقة العاملة فقط وأراد بذلك الرئيس
األمريكي أن يقطع الفقر من جذوره قبل أن يقع ،فهو نظام وقائي كان له آثر في تطوير
أنظمة الضمان االجتماعي في الدول المتقدمة ،ولعل أبرز المتأثرين به هو اللورد
، Beveridgeالسيما أمام مساعي الرئيس األمريكي Rooseveltفي تحرير اإلنسان
2
من الحاجة.
-1الطيب سماتي،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي ،الجزائر :دار الهدى ،2199 :ص .82
-2ز اررة صالحي« ،المخاطر المضمونة في قانون التأمينات االجتماعية دراسة مقارنة بين القانون الجزائري
والمصري»( ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،)2118 ،ص .28
21
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
وفي مجال الرعاية الصحية ،تتدخل الحكومة األمريكية بشكل كبير ،في تقديم
إعانات على شكل نقدي أو عيني لصالح الفئات الهشة ومحدودي الدخل ،كالعجزة وذوي
العاهات والمعاقين ،أطفال المدارس ،قدماء المحاربين وأسرهم ،و األفراد الذين يعانون من
الفشل الكلوي..إلخ .كما تساهم الحكومة في بناء المستشفيات ودور المسنين والمعاقين،
تمويل برامج الرعاية الصحية ،إضافة إلى تشجيع البحث العلمي في ميدان الرعاية
الصحية ،وتقديم منح سخية لطلبة والباحثين المختصين في هذا المجال ،وفي كثير من
األحيان تخفض بعض األعباء الضريبية على شركات التأمين الصحي ،ومستشفيات
1
األحياء وهذا في العديد من الواليات األمريكية.
وفي سنة 9128وافق الكونغرس األمريكي على تعديل قانون الضمان االجتماعي،
وخاصة في مجال الرعاية الصحية (برنامج التأمين الصحي الشامل ،MEDICARE
وبرنامج المساعدة الصحية ) MEDIACADحيث وقع الرئيس األمريكي " Lyndon
،"johnsonعلى هذا القانون الذي يمنح امتيازات صحية واجتماعية لفائدة المعاقين
والمسنين واألشخاص الذين يعانون من فشل كلوي ،وكذالك تم بموجب هذا القانون إيجاد
عالقة تنسيقية بين الحكومة الفدرالية وحكومة الواليات ،وزاد التدخل الحكومي بشكل كبير
في مجال الضمان االجتماعي ،عوض التدخل السابق والذي يكاد يكون على استحياء.2
رابعا -ظهور الضمان االجتماعي في اإلتحاد السوفيتي:
لقد نص الدستور السوفيتي سابقا على أحقية األفراد العاملين بالحصول على مزايا
الضمان االجتماعي ،أي أن العمل شرط ضروري للحصول على اإلعانات المالية تحت
غطاء قانون الضمان االجتماعي ،ولم تفرق القوانين واللوائح الحكومية الصادرة نهاية سنة
،9197بين العمال الموظفين أو أولئك الذين يمارسون مهنة حرة أو نشاطا حرفيا ،ثم
عدل بقانون 9122أين شمل الموظفين ،وقطاعي الصناعة والتجارة ،والفالحين الذين
يعملون في المزارع العامة التي تملكها الدولة ،بل حتى الطالب المتدربين إذا سبق لهم
العمل ،لكنه لم يمتد ليشمل الفالحين الذين يمارسون نشاطا فالحيا خاصا ،أما بخصوص
20
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
اإلعانات الموجهة للمتقاعدين ،فهي تعتمد على مقاييس تختلف بحسب ظروف العمل و
1
صعوبة المناطق التي يعمل بها الموظف ،إضافة إلى سجل التوظيف.
كذلك يشمل نظام الضمان االجتماعي السوفيتي ،أولئك الذين يفقدون قدرتهم على
العمل بصفة دائمة أو مؤقتة ،السيما في حاالت المرض ،العجز ،الشيخوخة ،و يمتد
نطاق هذا النظام إلى النساء في حاالت الحمل والوضع ،إضافة إلى عالوات األطفال
للنساء العامالت والمعيالت ألسر كبيرة والالتي يعشن بمفردهن .ولعل أهم ما يميز نظام
الضمان االجتماعي الروسي ،أن تحصيل واقتطاع اشتراكات المؤمن تسيرها النقابات،
وتقع على عاتق مؤسسات الدولة ،وبالتالي فال تستقطع من أجور العمال ومداخلهم سواء
كان وا من الموظفين في القطاع الحكومي ،أو حتى أعضاء التعاونيات الزراعية والفالحية،
ويتم ذلك عن طريق تخصيص صندوق حكومي خاص لتأمين أفراد الشعب العامل في
جميع المشروعات المؤسسات.2
ويمكن حصر المزايا المتعددة لنظام الضمان االجتماعي في االتحاد السوفيتي في
3
النقاط التالية:
-تعويضات مالية تدفع للذين توقفوا عن العمل في حاالت هي ( :العجز المؤقت،
المرض ،إصابات وحوادث العمل ) ،وبالنسبة للنساء في حاالت هي ( :الحمل والوضع
واللواتي يعولون األسر الكبيرة بصفة فردية ،دون وجود رجل كفيل ).
-التكفل بمصاريف العطل المرضية ،ومصاريف األدوية والعالج والمستشفيات ،إضافة
لبيوت الراحة التي تساعد على العالج ،كالحمامات المعدنية أو التي يوصي بها األطباء.
-التكفل بتنظيم مصحات ومعسكرات ومخيمات ترفيهية واستكشافية لألطفال.
-تغطية مصاريف الجنائز ودفن الموتى ،تخص األفراد العاملين المؤمنين أو عائالتهم.
وتمثل اإلعانات المقدمة في إطار منح العجز الدائم والشيخوخة حصة األسد من
إجمالي مصاريف الضمان االجتماعي حيث تصل إلى ،% 81تأتي بعدها إعانات
-1كارسيوف دمتري ،إتجاهات في إصالح نظام المعاشات في اإلتحاد الروسي ،المجلة الدولية للتأمينات االجتماعية،
العدد ،98السعودية ،دار المنظومة ،2112 ،ص .911
-2عبد هللا سالمة ،الخطر والتأمين األصول العلمية والعملية ،ط ،9القاهرة :دار النهضة العربية ،9189 ،ص .971
-3المرجع اآلنف الذكر ،ص .911
22
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
العجز المؤقت بنسبة ،% 28فيما ال تمثل باقي اإلعانات األخرى سوى %8بالنسبة
لباقي التكاليف المادية التي يكفلها نظام الضمان االجتماعي السوفيتي ،التي يعبر عن
أسمى قيم التضامن مقارنة باألنظمة األخرى.
على الرغم من االختالف اإليديولوجي بين الدول الليبرالية الرأسمالية والشيوعية
االشتراكية ،والذي يظهر في عدة جوانب لها عالقة بنظام الضمان االجتماعي سواء من
ناحية التعددية النقابية وحرية االنتماء إليها ،ومدى تغلغل رجال األعمال في الحياة
االقتصادية ،ونوعية تسيير هياكل ومنظمات الضمان االجتماعي ،لكن يبقى الطابع
االجتماعي التضامني غالبا وسائدا في كال النموذجين السالف ذكرهما.
خامسا -الضمان االجتماعي في المواثيق والمعاهدات الدولية :لقد الحت األزمات التي
ضربت أوربا بضاللها ،وأثبتت بما ال يدع مجاال لشك ،بأن تدخل الدولة هو شي ضروري
وحتمي ،من أجل تنظيم الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،السيما بعد أزمة
الكساد العالمي سنة ،9121وما ترتب عنه من آثار ونتائج سلبية ،ضف إلى ذلك انتشار
المد الشيوعي االشتراكي وخصوصا بعد الثورة البلشفية سنة ،9198بل ووصوله إلى قبة
برلمانات العديد من دول أوربا الغربية وهو ما جعل هذه الدول تفكر في إيجاد آلية جديدة
من أجل التصدي لهذه األزمة الجديدة.
إنشاء منظمة العمل الدولية :بدأت بوادر تشكيل كيان أو هيئة دولية -0
تحفظ حقوق العمال ،منذ إصدار الفدرالية األمريكية للعمل في نوفمبر ،9199لوائح
تدعو مختلف نقابات وممثلي العمل في الدول إلى الدفاع عن مصالح العمال خالل
مؤتمر السلم القادم ،بل والمساهمة في إرساء ألسس السلم الدائم.1
أنشئت منظمة العمل الدولية سنة 9191بمقتضى معاهدة فرساي ،وهي جهاز
تابع لعصبة األمم ،وأمر انضمام الدول إلى هاته المنظمة هو متاح لجميع الدول الراغبة
في االنضمام حتى وإن لم تكن عضو في عصبة األمم ،إال أنها انفصلت عنها وكان ذلك
1
- C. ROSSILLION : « Conventions et Recommandations Internationales du travail :
Droit social à vocation universelle « in Juris Classeur , Paris : Dalloz, 1988 , p. 4 et 5.
23
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
عامال الستمرارها بعد زوال عصبة األمم المتحدة ،وفي سنة 9192أعترف بمنظمة العمل
1
الدولية كمنظمة متخصصة مستقلة ملحقة بهيئة األمم المتحدة.
وقد جاء في ديباجتها ما يلي ":أن الدول األعضاء تعلن رغبتها ،في أن تحقق من
ضمن أهداف عديدة ،األهداف الخاصة بالضمان االجتماعي :مكافحة البطالة ،وحماية
العمال من األمراض العامة أو المهنية ،والحوادث الناجمة عن ظروف العمل،وحماية
2
األوالد والنساء ،تأمين معاشات حالتي الشيخوخة والعجز".
3
وتساهم المنظمة في:
-اإلعداد لمخطط توجيهي يساعد على تبني نظام ضمان اجتماعي ،وهذا حسب
اإلمكانيات االقتصادية التي تتمتع بها كل دولة على حدا ،دون إغفال الجوانب اإلدارية
واالجتماعية السائدة في تلك الدولة.
-نشر الدراسات واألبحاث المختصة في مجال الضمان االجتماعي ،مع الحرص على
تأطير كوادر وخبرات فنية وتقنية هدفها تقديم النصح للدول النامية ،وكذلك السهر على
إيجاد حلول حقيقة وفعالة من أجل مجابهة مختلف المشاكل التي تواجه هياكل وسياسات
التأمينات االجتماعية في هذه الدول.
-إدخال وتعديل وتبني قوانين جديدة وإصدار لوائح تنظيمية وتشريعات ،بما يواكب
تحديات ومتطلبات المرحلة.
-9ميثاق األطلنطي :إن قيام الحرب العالمية الثانية ،وما خلفته من دمار وخسائر مادية
وبشرية ،عجل من حكومات أوربا الغربية ،زيادة مجوداتها وتركيز نشاطاتها نحو إصالح
السياسة االجتماعية وإعطائها األولوية وبدا ذلك جليا من خالل ميثاق األطلنطي سنة
9199بين الرئيس األمريكي "، " Rooseveltورئيس الحكومة البريطانية " Winston
،"Churchillوالذي نص على ضرورة التعاون السيما في الشأن االقتصادي بين جميع
-1سيد دمحم رمضان ،الوسيط في شرح قانون العمل وقانون الضمان االجتماعي ،ط ،2عمان :دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،2199 ،ص .88
-2رفيق سالمة ،شرح قانون الضمان االجتماعي ،بيروت :بدون دار نشر ، 9112 ،ص 29
-3عامر سلمان عبد الملك ،الضمان االجتماعي في ضوء التطبيقات الدولية والمعايير العلمية ،بيروت :منشورات
الحلبي الحقوقية ،9117 ،ص . 971
24
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
الدول ،وضمان العمل للمواطنين ،والحق في الضمان االجتماعي وتوفيره للجميع بدون
استثناء ،وكان ذلك واضحا من خالل البند السادس من الميثاق حيث نص على:
"إن الدول الموقعة ستعمل على تحقيق سالم يؤمن للشعوب حياتها داخل حدودها،
1
ويضمن لكل الناس في كل البالد أن يعيشوا حياتهم بمنأى عن الخوف والعوز ".
وقد حملت نفس السنة أيضا عقد مؤتمر عمل دولي في نيويورك من
9199/91/28إلى غاية 9199/99/18في نيويورك ،من تنظيم منظمة العمل الدولية،
والذي دعا إلى ضرورة تحسين شروط وظروف العمل ،كما أكد على ضرورة تطوير نظم
الضمان االجتماعي.2
-3ميثاق فيالدلفيا 01:مايو :0222
حيث أكد هذا الميثاق على ضرورة بذل الدول وتكريس جهودها من أجل محاربة
العوز ،وتوحيد أهدافها والتنسيق من أجل ضمان الحياة الكريمة لألفراد والمواطنين ،مهما
كانت جنسياتهم ،دياناتهم ،توجهاتهم ،عقائدهم ،في ضل نظام يسمح بالتوسع في
السياسات االجتماعية وباألخص إستراتجية محكمة في مجال الضمان االجتماعي ،ما
يخلص إلى رفع الحد األدنى لألجور ،والوصول إلى مستوى معيشي مقبول ،ومحاربة
جميع المخاطر االجتماعية ،وكذالك سياسة صحية ترعى األمومة والطفولة ،وأصحاب
االحتياجات الخاصة من معاقين وذوي العجز الدائم ،الذين يحتاجون إلى سند ودعم من
الدولة ،وال يستطيعون االستمرار بدونها.3
-2اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان:
شدد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر سنة ،9197على ضرورة ضمان الحد
األدنى لمستوى معيشي ،وهو ما جاء في المادتين رقم 22و 28من هذا اإلعالن:
المادة " 99لكل شخص باعتباره عضو في المجتمع الحق في الضمان االجتماعي
وفي أن تحقق بواسطة المجهود القومي والتعاون الدولي ،وبما يتفق ونظم كل دولة
25
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
ومواردها والحقوق االقتصادية واالجتماعية والتربوية التي ال غنى عنها كرامته وللنمو
الحر لشخصيته".
المادة " 92لكل فرد الحق في مستوى معيشي كاف لتأمين صحته وحاجته المادية
وحاجة أسرته ،وخاصة تلك المتعلقة بالمأكل والملبس والمسكن والخدمات الصحية
والخدمات االجتماعية الضرورية ،وله الحق في الضمان في حالة البطالة والمرض
والعجز والترمل والشيخوخة والحاالت األخرى ،التي يفقد فيها وسائل العيش ،نتيجة
لظروف خارجة عن إرادته ،ويجب أن تحضي األم والطفل بعناية خاصة في هذا
المجال".1
فيما نصت اتفاقية العمل الدولية رقم 912الصادرة عن منظمة العمل ،على ضرورة
توفير الحد األدنى من المخاطر التي وجب على كل دولة االلتزام بها وهي " :التأمين
على المرض ،التأمين على البطالة ،تأمين التقاعد (الشيخوخة) ،إصابات العمل
2
واألمراض المهنية ،تأمين األمومة والوالدة ،تأمين العجز ،الوفاة ،األعباء العائلية.
-2منظمة العمل العربية:
أنشئت المنظمة العربية للعمل سنة ،9181بعد مجهودات عربية تمثلت في قيام
العراق بدعوة وزراء العرب الجتماع في بغداد في سنة ،9128والتي قدم فيه مندوب
مصر بميثاق عمل تلتزم به الدول العربية ،حول إقامة منظمة عربية تعمل كوكالة إقليمية
متخصصة تعمل تحت نطاق جامعة الدول العربية ،تكون عضويتها لجميع الدول العربية
سواء المستقلة أو التي تقبع تحت وطأت االستعمار ،وتهدف منظمة العمل العربية إلى
تنسيق الجهود العربية في ميدان العمل ،وتوحيد تشريعاتها،إضافة إلى تعاونها مع
المنظمات الدولية واإلقليمية المتخصصة ،وعلى رأسها اإلتحاد الدولي لنقابات العمال
3
العرب ومنظمات أصحاب العمل ..إلخ.
26
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
27
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
صاحب العمل ،بل حتى وإن كان هناك تقصير من طرف العامل نفسه أدى إلى إصابته،
حيث يقدم صاحب العمل مبلغا جزافيا لتعويض العامل ،فالمسؤولية هنا قائمة بموجب
القانون ،غير أن هذا القانون لم يكن شامال لمختلف األخطار ،كخطر البطالة والشيخوخة
وتعويضات المرض للمؤمن وأفراد أسرته.1
يعتبر قانون التأمين اإلجباري من حوادث العمل رقم 72لسنة 9192كبداية
حقيقية لظهور التأمينات االجتماعية في مصر ،تلته عدة نصوص وتشريعات مثل األمر
الذي ينظم معاشات التقاعد المدنية الذي صدر في 22ديسمبر .29789والقانون
الصادر في سنة 9129رقم 88والذي يغطي التعويضات ضد خطر المرض للعاملين
بالحكومة.3
لقد حملت الثورة المصرية( 21يوليو )9182أفكار وأيديولوجية االشتراكية ،والتي
نادت بتكريس مبادئ العدالة االجتماعية ،ولقد أدى نجاح الثورة المصرية إلى ظهور عدة
مؤشرات إيجابية ،مست شتى مناحي الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية للمواطن،
من بينها محاوالت هذا النظام إصالح منظومة الضمان االجتماعي ،وتوسيع نطاقها بعد
ما كان مقتص ار على بعض الفئات دون األخرى ،كما ال يمكن إهمال الحركات العمالية
والنقابات المهنية في الضغط لصالح انتزاع مزايا تأمينية وتوسيع قاعدة المستفيدين من
برامج التأمينات االجتماعية ،حيث استفاد عمال القطاع الخاص من مزايا التأمينات
االجتماعية ،بعدما كان مقتص ار على الموظفين في القطاع العام ،وكان أول قانون صدر
في هذا المجال هو القانون رقم 991الصادر سنة 9188والخاص بإنشاء مؤسسة
التأمين واالدخار للعمال ،4ليتولى أرباب العمل مسؤولية تأمين التغطية االجتماعية تجاه
عمالهم عوض شركات التأمين الخاصة ،ولعل التطور البارز حمله دستور 9189في
( )98التي نصت بصريح العبارة على تولـي
28
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
1
-ز اررة صالحي ،المرجع السابق ،ص .18
-2دمحم البناء ،التأمين في مصر إلى أين ،القاهرة :مؤسسة الطبجي للتجارة والطباعة والنشر ،2118 ،ص .299
-3الطيب سماتي ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي ،المرجع السابق ،ص .22
-4المرجع اآلنف الذكر ،ص .28
29
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
في سنة 9172توسعت خدمات التأمين لتشمل الشيخوخة والعجز والوفـاة ،وقد
استكمل القانون مراحله الدستورية سنة 2119وأصبح يسمى بقانون الضمان االجتماعي،
ونشر في الجريدة الرسمية تحت رقم 1.9971وقد تضمن نفس القانون في مادته 91
إنشاء مؤسسة الضمان االجتماعي ،التي تم إعطاءها الصبغة االعتبارية ،مستقلة بذاتها
من الناحية المالية ،حيث يجوز لها قبول الهبات والوصايا ،كما يمنحها هذا القانون حق
التقاضي حين حدوث المنازعات.2
ثالثا -ظهور االجتماعي في لبنان:
تعتبر لبنان من أوائل الدول العربية التي راعت موضوع الضمان االجتماعي ،فقبل
صدور قانون يؤسس لنظام التأمينات االجتماعية ،سبقت ذلك عدة تشريعات وأوامر
3
حاولت تغطية بعض المخاطر واألضرار وتجلت في:
-قانون الموجبات والعقود الصادر في 9112/11/11والذي أقر بحق األجير في
الحصول على تعويضات جراء األضرار التي تلحق به ،كما ألزم رب العمل بتوفير شروط
السالمة والصحة ،في أماكن العمل ليضمن عدم تعرض العمال للخطر ،وأقر بمسؤولية
صاحب العمل عن أي ضرر يلحق بالعامل.
-قانون طوارئ العمل الصادر في 9191/18/19والذي أضاف على كاهل صاحب
العمل التأمين من األخطار التالية( :التعويضات الطبية ،العجز المؤقت والجزئي والدائم،
تعويضات الوفاة وتكاليف الجنازة).
-قانون تنظيم معدالت األجور ،وإحداث تعويضات عائلية للزوجة واألوالد ،إال أنها
تضمن تعويضات ل خمس أوالد كحد أقصى ،والذي صدر وفقا للمرسوم التشريعي رقم
21وهذا بتاريخ ،9191/18/92:ثم قانون العمل الصادر بتاريخ 9192/11/22:والذي
فرض على أصحاب العمل ضمان التعويضات التالية (:اإلجازات السنوية والمرضية،
إجازة الوالدة للمرأة العاملة ،تنظيم الصرف من الخدمة) وألزم أصحاب العمل تحديد
31
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
ساعات العمل .إال أن ضغوط الحركة النقابية وخوف الحكومة من تصاعد الحركات
االحتجاجية عليها مهد في األخير إلى إصدار قانون يؤسس لنظام ضمان اجتماعي
1
حقيقي ومتكامل ،فقد صدر المرسوم رقم 91188والذي ينص على التالي:
" إن رئيس الجمهورية وبناء على الدستور ،السيما المادة 21منه ،ونظ ار إلحالة
الحكومة على مجلس النواب مشروع القانون المتعلق بضمان االجتماعي ،وبما أنه
أنقضى 21يوما دون البت فيه وبناء على اقتراح وزير العمل ،وبعد موافقة مجلس
الوزراء المنعقدة في 0223/11/16فقد وضع هذا القانون موضع التنفيذ ،ولقد ضمن
هذا القانون التأمين على المخاطر التالية ( 2:تأمين المرض واألمومة ،التعويضات
العائلية ،تعويض نهاية الخدمة ،فرع طوارئ العمل واألمراض المهنية)".
رابعا -ظهور الضمان االجتماعي في بعض الدول الخليجية:
- 0في المملكة العربية السعودية:
لقد سببت الطفرة البترولية في المملكة العربية السعودية ،إلى ظهور مخاطر عديدة
أحاطت بعمال الصناعة البترولية ،مما مهد بإقرار أول نظام لتعويض العمال عن
اإلصابات التي تلحقهم جراء قيامهم بعملهم ،حيث صدر المرسوم الملكي رقم 99بتاريخ
9118م ،والذي كان مقتص ار على عمال المشاريع الصناعية ،إال أن ظهور نظام
لتأمينات االجتماعية ،تطلب مدة طويلة حيث صدر المرسوم الملكي رقم 22في سنة
9181م والذي نظم قانون العمل والعمال وأحدث مؤسسة قائمة على التأمينات
االجتماعية وهي مؤسسة تتمتع بالشخصية االعتبارية ،ويشغل رئيس مجلس إدارتها السيد
وزير العمل والشؤون االجتماعية ،وفي سنة 9172م وعن طريق المرسوم الملكي رقم 29
3
الذي أوجد نظام للتقاعد إال أنه أقتصر على السعوديين دون األجانب.
-1ابراهيم مشورب ،المؤسسات السياسية واالجتماعية في الدول المعاصرة ،ط .2بيروت :دار المنهل اللبناني،
،2119ص.11
-2المرجع االنف الذكر ،ص .12
-3دمحم بن أحمد بن الصالح الصالح ،التأمينات االجتماعية بين المأمول والمخاطر والتطور واآلثار« ،مؤتمر
التأمينات االجتماعية بين الواقع والمأمول» ،جامعة األزهر مركز صالح عبد هللا كامل لالقتصاد اإلسالمي بالقاهرة،
بتاريخ 98-91أكتوبر ،2112ص .99
30
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-1أبوشيحة أحمد نادر ،الجوانب اإلدارية ألنظمة الضمان االجتماعي دراسة مقارنة،المجلة العربية للتأمينات
االجتماعية،العدد ، 9المملكة العربية السعودية ،9171،ص .11
-2دمحم بن ناصر البجاد« ،الضمان االجتماعي السعودي وأثره في الوقاية من الجريمة» ( ،مذكرة لنيل شهادة
الدرسات العليا،جامعة نايف للعلوم األمنية .السعودية ،)2199 ،ص .11
الماجستير ،كلية ا
-3أبوشيحة أحمد نادر ،المرجع السابق ،ص .27
32
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
تأهيلهم الحقا لكي يكونوا فئات منتجة وعاملة قادرة على تغطية احتياجاتها لوحدها ،وقادرة
على المساهمة في االقتصاد القومي الوطني.1
خامسا -ظهور الضمان االجتماعي في بعض دول المغرب العربي:
-0في المغرب:
كانت بداية ظهور نظام الضمان االجتماعي المغربي غداة االستعمار ،حيث طبق
نظام للتقاعد االختياري والذي اقتصر على العمال الفرنسيين دون غيرهم ،ولم يتم تعميمه
إال سنة 9121م ،ويعود تاريخ حوادث الشغل إلى سنة 9128م ليتم تطويره الحقا ليشمل
األمراض المهنية ،أم ا المنح العائلية ومنح المرأة عند الوالدة فتعود إلى سنة 9192م ،وفي
سنة 9191م أنشء صندوق للتقاعد المغربي وكان هو األخر اختياريا وشمل القطاع
الخاص والعام معا ،2وبعد االستقالل وفي سنة 9181م أوكلت لصندوق الوطني للضمان
االجتماعي مهام التأمن ضد المرض ،واإلنجاب والعجز والوفاة والتقاعد والمنح العائلية،
ليضمن بذلك تأمين عدة مخاطر في صندوق واحد ،إال أنه لم يشمل جميع العمال
واقتصر على عمال الصناعة وأصحاب الحرفة والتجارة.
وفي سنة 9129طور هذا القانون ليشمل الفالحين ،وهم فئة كبيرة ال يستهان بها،
هذا إضافة لتوفيره شبكة من الرعاية الصحية تمثلت في مراكز صحية وعدة عيادات
متخصصة ،أما بخصوص حوادث الشغل واألمراض المهنية فتشرف عليها شركات
خاصة ،ولعل أهم ما يعاب على نظام الضمان االجتماعي في المغرب عدم وجود تأمين
ضد البطالة.3
ورغم وجود حزمة من القوانين والتشريعات الرامية إلى تحسين الوضعية الصحية
واالجتماعية للعمال والموظفين المغاربة ،لكن الضبابية وعدم الوضوح وغياب الشفافية
أضحى الطابع السائد الذي يتخلل عالقات العمل الفردية والجماعية ،وأوجد جوا من عدم
الثقة والخوف لدى صفوف الطبقة العمالية ،بسبب الكم الهائل من المشاكل التي يجني
-1عثمان سراج الدين فتح الرحمان ،الرعاية االجتماعية بين االتفاقيات والمواثيق الدولية والقوانين المحلية :دولة
اإلمارات العربية المتحدة نموذجا ،مجلة رؤى إستراتيجية ،عدد سبتمبر ،2191ص .22
-2هنري لوردال ،الحماية االجتماعية في بلدان جنوب المتوسط وشرقه:األوضاع الراهنة واآلفاق ،ترجمة :سامي
البغدادي ،حاتم الصالح ،مدريد :مؤسسة سالم وتضامن سيرافين اريالغا ،مارس ،2111ص .8
-3المرجع اآلنف الذكر ،ص .2
33
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
آثارها العامل المغربي البسيط (غياب التأمين الطبي ،ساعات العمل الطويلة ،عمالة
األطفال ،التميز ضد المرآة العاملة...إلخ) لذا كان البد من تشجيع الحوار االجتماعي بين
اإلدارة والشريك االجتماعي في مؤسسات والشركات الخاصة والعمومية.1
وابتداء من سنة 9112م تم التوقيع على اإلعالن المشترك ما بين الحكومة وأرباب
العمل والنقابات لتشجيع الحوار االجتماعي ،وحل المشاكل والنزاعات الجماعية التي
لطالما عكرت جو العمالة في المغرب ،وبعد مفاوضات جمع عدت أطراف هي:
(الحكومة ،الكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب ،ممثلي المركزيات النقابية الكبرى ،اإلتحاد
2
العام لعمال المغرب) وتوجت في األخير بعدت تفاهمات أهمها:
-إجبارية تأسيس تشريعات خاصة بالتأمين الصحي ونشر قوانينه في الجريدة الرسمية،
مع تبني تدابير متعلقة بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي.
-ترقية وتثمين مؤسسات الحماية االجتماعية والتعاضديات ،وذلك من خالل تسطير
برامج وخطط عمل في القطاع.
-مواصلة إصالح نظام الضمان االجتماعي وفق التفاهمات والتسويات بين مختلف
شركاء والفواعل الرسمية وغير الرسمية .
-إصالح نظام التقاعد وتأسيس لتقاعد نسبي ،يمس العاملين الذين بلغوا سن 88سنة.
-تمديد فترة لتعويض عن األمومة إلى 99أسبوع.
وفي ما يخص البرلمان المغربي الذي اعتمد قانون الشغل الجديد والذي يحمل عدة
مؤشرات إيجابية أهمها:
-تقليص ساعات العمل لفائدة العمال الذين يعملون في ظروف تتميز بالصعوبة.
-تقليص ساعات العمل للعمال الناشطين في ميدان الفالحة من 2811ساعة إلى
2912سنويا أي تخفيض أكثر من 211ساعة عمل في السنة.
-تقليص ساعات العمل للعمال الناشطين في قطاعات الصناعة والخدمات من 97
ساعة أسبوعيا إلى 99ساعة أسبوعيا ،مع الحرص على عدم تخفيض أجورهم.
-1عبد السالم أبو درار وآخرون ،تقرير حول الحكامة والتنمية التشاركية بالمغرب ،2118 ،ص . 81
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .89
34
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-الرسكلة المستمرة والتكوين المتواصل لفائدة العمال ،مع تطوير برامج محو األمية
الموجهة إليهم.
-السماح بممارسة الحق النقابي ،مع تثمين المفاوضات واالتفاقيات الجماعية التي
تعطي مكاسب للعمال السيما تقنين الطرد التعسفي الذي يطالهم بدون أية تعويضات.
-9في ليبيا:
كغيرها من الدول التي وقعت تحت طائلة االحتالل ،ورثت المملكة الليبية سابقا
قوانين وتشريعات دولة االستعمار ،ومن بينها قوانين التأمينات االجتماعية وهذا خدمة
للعمالة اإليطالية واألجنبية التي تعمل في ليبيا ،فأنشئت ثالثة فروع لمؤسسات التأمينات
1
االجتماعية وهي:
-فرع ليبيا من المؤسسة الوطنية لتأمين ضد حوادث العمل ) :( INAILتقدم
تعويضات التأمين العيني والنقدي ضد حوادث وإصابات العمل لصالح العمال األجانب
والمستوطنين والعمال الليبيين.
-فرع ليبيا من المؤسسة الوطنية للوقاية االجتماعية ) :( INPASهذا المؤسسة توفر
الخدمات التأمينية لصالح العمال األجانب ،وتستثني العمال الليبيين ،وتغطي الخدمات
التأمينية للبطالة والعجز والشيخوخة والوفاة.
-فرع ليبيا من مؤسسة المساعدة االجتماعية ألفريقيا اإليطالية ) :( ASAIوهذه
المؤسسة توجه الخدمات واالمتيازات التأمينية للمواطنين اإليطاليين وتستثني العمال
األجانب والليبيين ،وتختص بتغطية خطري المرض والوالدة وتقدم تعويضات عينية
ونقدية.
إن أهم ما يمكن قوله حول هذه المؤسسات ونظام الضمان االجتماعي المطبق في
2
ليبيا ككل هو محباته للعمال اإليطاليين واألجانب على حساب أصحاب األرض والحق.
بعد استقالل ليبيا عن االستعمار اإليطالي في 29ديسمبر 9189انتقلت سلطة
تسيير المؤسسات السالفة الذكر إلى السلطة الليبية ،وانتقلت معها التزاماتها ومدخراتها،
-1المنظمة الليبية للسياسات واالستراتيجيات ،إدارة البحوث والدراسات ،تقييم أداء وزارة الشؤون االجتماعية في ليبيا،
ديسمبر ،2192ص.1
2
-المرجع اآلنف الذكر ،ص .1
35
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
بعد تنازل إيطاليا عن مؤسسات الضمان االجتماعي إبان الفترة االستعمارية ،وهذا بموجب
اتفاقية راعتها وأصدرتها األمم المتحدة ،كما قامت منظمة العمل الدولية بإيفاد لجنة
مختصة تتكون من أربعة خبراء مهمتها وضع مشروع وطني لتأمين االجتماعي ذا صبغة
1
ليبية تمخض على أساسها عدة نقاط أهمها:
-تطوير وتدريب موظفين ليبين قادرين على إدارة وقيادة مؤسسات ومنظمات الضمان
االجتماعي في ليبيا.
-إعداد مسودة عمل تحمل مختلف الخطط واإلجراءات الواجب إتباعها خالل مرحلة بناء
نظام الضمان االجتماعي.
-وضع نظام رقابي قادر على متابعة مختلف العمليات المالية والمحاسبية.
-إعداد اللوائح التنظيمية والتنفيذية والقوانين التي تخص ميدان الضمان االجتماعي.
من جانب أخر صادقت ليبيا على مختلف المعاهدات الدولية في مجال الضمان
االجتماعي ،فصادقت على اتفاقيات العربية لتأمينات االجتماعية بواسطة قانون 28سنة
9189م ،كما صادقت على االتفاقيات التي وضعتها منظمة العمل الدولية بواسطة قانون
18سنة 9188م .وفي سنة 9171م صدر القانون رقم 91تمخضت عنه عدة أنظمة
وفروع لضمان االجتماعي وهم ( :نظام المعاش األساسي ،نظام التقاعد المدني ،نظام
التقاعد العسكري والمدني) .ولقد حاول هذا القانون الجديد أن يدخل مزايا وخصائص
جديدة في منظومة الضمان االجتماعي ،كالوحدة والشمولية لجميع المواطنين ،كما أنه
يغطي أغلب المخاطر ،ويراعي ذلك التوازن و االلتزام مابين ما يدفعه المكلف والعائد
المحتمل عليه ،وبالتالي فيمكن أن نقول أن نظام الضمان االجتماعي الليبي كغيره من
األنظمة ،هو نظام مرن وديناميكي قادر على التطور والتكيف من مرحلة إلى أخرى وهذا
2
وفق التغيرات .
-3في تونس:
36
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
37
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
38
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
-1الصادق المهدي السعيد ،التأمين االجتماعي وتطبيقاته األولى في العراق ،القاهرة :دار الفكر العربي،9188 ،
ص.98
39
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
أصحاب األعمال وتسلطهم على مرؤوسيهم .فقبل صدور قانون 11أفريل 9771والذي
أخذا بمبدأ المسؤولية الموضوعية ألصحاب األعمال نتيجة أي حادث يلحق بعمالهم ،دون
أن يلزمه بتقديم دليل يثبت فيه خطأ صاحب العمل ،فقد كان العامل ملزم بتقديم دليل
يثبت خطأ صاحب العمل ويثبت عالقة العمل ،لكي يحصل على تعويض يستغرق فيه
الوقت ويبذل فيه المال ،وفي أحسن األحوال وإذا صدر حكم المحكمة لصالحه ،قد يكون
ذلك التعويض ال يغطي تكاليف الضرر ويزداد األمر سوء إذا تسبب الضرر في فقدان
العامل لمنصبه بسبب عجز دائم أو مؤقت .وفي 9118/11/19صدر قانون يجبر
أرباب العمل على تأمين العمال ضد حوادث وإصابات العمل ،ويكون هذا بواسطة شركات
التأمين ،يحصل العامل بموجبها على حق التعويض مباشرة من طرف هاته الشركات،
والتي يدفع بموجبها أرباب العمل ،أقساط على شكل مبالغ ،تمثل اشتراكات إجبارية يساهم
رب العمل في تأمين العمال الذين يعملون لصالح المنشأة أو الشركة التي يملكها،
وبالتالي فهذا القانون يمثل مكسب جديد للعمال في سهولة الحصول على حقوقهم
التعويضية ،حيث لن يكون رب العمل خصما للعامل المصاب ،ألنه ليس هو من يدفع
مبلغ التعويض.1
وفي سنة 9197صدر القانون المتعلق باألعباء العائلية ،والتي بموجبه يحصل
العامل على تعويض نتيجة إعالته ألسرته ،لكن هذا القانون اقتصر على العمال األجراء،
دون غيرهم من التجار وأصحاب الحرف والفالحين .2وصدر بتاريخ 9127/19/18
قانون ينص على توفير الحماية دنيا للمسنين والمرضى ،إال أن المشرع حاول تدارك
النقص في هذا القانون ،حيث تم تعديله في 9111/19/11بتوسيعه ليشمل (المرض،
3
األمومة ،العجز ،الشيخوخة ،الوفاة) ،إال أنه اقتصر على العمال األجراء.
ثانيا :تطور الضمان االجتماعي في فرنسا بعد استقالل إقليم االلزاس واللورين:
-1الطيب السماتي،اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في الجزائر ومشاكله العملية،المرجع السابق ،ص .97
-2إلياس بن عبد الرحمان« ،إشكالية التقاعد في الجزائر»(،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،معهد العلوم االقتصادية،
جامعة الجزائر، )2118 ،ص .99
-3حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص 79
41
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
ظلت "االلزاس" و"اللورين" إقليم تابع للدولة األلمانية منذ سنة 9789م ،إلى غاية
استعادتها من قبل فرنسا بعد الحرب العالمية األولى ،ثم مرة أخرى بعد الحرب العالمية
الثانية ،وبما أن ألمانيا كانت سباقة إلقامة نظام ضمان اجتماعي في العالم ،أصبحت
فرنسا محرجة أمام سكان اإلقليم الذي كان يتمتع بمزايا الضمان االجتماعي األلماني ،مما
دفعها إلعادة النظر في سياستها االجتماعية ،وكللت ذلك بجملة من القوانين والتشريعات
التي أراد بها المشرع الفرنسي إقامة نظام ضمان اجتماعي حقيقي قوي ومتناسق ،وهذا
من جهة الهيكلة اإلدارية و من جهة النصوص القانونية ،وقد تأثر المشرع الفرنسي بقانون
بفيريدج ،وهذا لجملة المزايا التي يختص بها فهو نظام للقضاء على الحاجة ،وتأثره بنظام
التأمينات االجتماعية األلمانية وهذا للسبب السالف ذكره (استقالل إقليم االلزاس واللورين)،
زد على ذلك ضغوط نقابات العمال على الحكومة الفرنسية التي طالبت بتوسيع مجال
الحماية االجتماعية ،ونتيجة لكل هذه العوامل الخارجية و الداخلية ،خرج إلى النور أول
نظام للتأمينات االجتماعية في فرنسا ،كنظام شامل لكل فئات المجتمع كما أنه يغطي
أغلب األخطار ،التي تصيب األشخاص.1
تشكل مجلس وطني للمقاومة (CONSEIL NATIONAL DE LA )CNR
RESISTANCEفي 98مارس 9199حيث اقترح هذا األخير برنامج نشاط يتضمن
مخطط عمل يهدف إلى ضمان وسائل العيش لكل المواطنين ،والحيلولة دون الوقوع في
الحاجة ،أي لضمان العيش الكريم ،أما من ناحية التسيير فهو مشترك بين ممثلي العمال
والحكومة .2وفي أكتوبر 9198م صدر أول قانون يؤسس نظام التأمينات االجتماعية
الفرنسي ويرسي دعائمه ،حيث نص في مادته األولى ،على تكوين مؤسسة خاصة
بالضمان االجتماعي ،تتكلف بتأمين العمال ويمتد إلى عائالتهم التي هي تحت كفالتهم
دون أن يهمل أعباءهم العائلية وحماية األمومة .3ثم توالت القوانين والتشريعات بوتيرة
لوجود هيكل تنظيمي خاص بالضمان متسارعة ،بحيث مهد القانون اآلنف الذكر
40
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
االجتماعي وهذا ألول مرة ،وبعده بأيام قليلة وسع المشرع الفرنسي مرة أخرى من خالل
9198/91/91في مجال تغطية األخطار لتشمل هذه المرة القانون الصادر في
التأمينات المتعلقة بتغطية المرض والعجز واألمومة والشيخوخة والوفاة.1
وفي 9192/17/22طور المشرع الفرنسي من تغطية اإلعانات العائلية ،وأفردها
في تشريع خاص ،كما خص نظام التقاعد بعدة إصالحات ،حيث في نفس السنة قام
بتعميم نظام الضمان االجتماعي ليشمل جميع أفراد الشعب الفرنسي ،إال أنه خص
اإلطارات السامية لألمة بتقاعد خاص وهذا سنة 9198م.2
أما في مجال المساعدات االجتماعية ،فقد أفرد لها المشرع الفرنسي تقنين خاص
سمي بالتقنين العائلي والمساعدات االجتماعية سنة 9181م ،ويعتبر هذا القانون ركيزة
من ركائز التضامن والتكافل ،بل ويعتبر دعامة من دعائم المساواة وهو أقرب لتنافي
الفروقات بين طبقات المجتمع الفرنسي ،وكرس من خالله مبدأ العدالة االجتماعية.3
وعاد المشرع الفرنسي في سنة 9188م في إصالحاته في مجال التقاعد ،حيث
خص هذه المرة الموظفين الغير إطارات ،بإنشاء صندوق للتقاعد حمل اسم الصندوق
التقاعد التكميلي غير اإلطارات ،وعدل بعد ذلك في سنة 9188م ،وفي سنة 9172م
خفض سن التقاعد إلى 21سنة بالنسبة للرجال ،و 88سنة بالنسبة للنساء ،وهو مكسب
أخر للعمال الفرنسيين ،يضاف إلى مكاسبهم السابقة.4
ثالثا -ظهور الضمان االجتماعي في الجزائر قبل االستقالل:
يعتبر نظام الضمان االجتماعي الجزائري هو وليد الضمان االجتماعي الفرنسي ،فقد
كان الموظفين الجزائريين الذين يعملون في اإلدارة الفرنسية يستفيدون من نظام التقاعد
الفرنسي الصادر سنة 9712م ،وهو أصال وضع لصالح العمال الفرنسيين الذين يعملون
في الجزائر ،واستفادة منه العمال الجزائريين بالتبعية.
42
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
ثم صدر القانون الخاص بتقاعد عمال الصناعة والتجارة والزراعة في
،9191/12/18ونظ ار لضغوط المعمرين الذين أرغموا اإلدارة الفرنسية على التفريق في
القوانين ومنحهم مزايا خاصة ،فقد طبق التشريع الفرنسي الخاص بالضمان االجتماعي في
الجزائر بقانون ،9191/11/28ولم يدخل حيز التنفيذ إال في جانفي 9129م.1
يمكن القول أن نظام الضمان االجتماعي الفرنسي ،الذي طبق في الجزائر ،لم
يمس إال بعض العمال وكانت إصالحاته محدودة ،بل وفي فائدة المستعمر ،فقد شمل
اإلدارات الحساسة ،مثل البريد والسكك الحديدية والموانئ ،أما باقي الجزائريين فقد كانوا
يحصلون على مساعدات طبية ،فلم يشملهم أيضا نظام التأمين على المرض مثل
األوربيين ،وبالتالي فحتى تبعية الجزائر لفرنسا في تلك الحقبة ،لم تشفع لها في الحصول
على مزايا الضمان االجتماعي الفرنسي.2
بعد تبلور فكر االستقالل لدى الجزائريين ونتيجة لضغوط الطبقة العاملة ،والتي أتت
بثمارها أخي ار بعد رضوخ السلطات االستعمارية لمطالب الجزائريين ،وتجلى ذلك من خالل
إصدار المجلس الجزائري القرار 98/91في 91جوان 9191المتعلق بتنظيم هيئات
الضمان االجتماعي في الجزائر ،وكان هذا بمثابة أول ظهور لنظام الضمان االجتماعي
في الجزائر ،إال أنه سبقه األمرين 9و 91سنة ،9198والذي حدد في بادئ األمر،
األخطار المضمونة ،وكيفية التعويض ،واألشخاص الذين يشملهم التعويض ،ثم صدر
المرسوم المتعلق بتنظيم الضمان االجتماعي في الجزائر في ،9181/12/21وهذا ما
مهد إلنشاء الصندوق األساسي ،وهو صندوق التأمينات االجتماعية ،ثم الق اررين التنفيذيين
واللذان حددا هياكل صناديق الضمان االجتماعي بثالث صناديق : 3الصندوق المركزي
الجزائري للتأمينات االجتماعية ،صناديق التأمينات االجتماعية المهنية ،صناديق
التأمينات ذات الطابع الخاص ،في 9189/11/27و ،9189/18/11ويتمتع الصندوق
43
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
44
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
1
- Ipad,p 5.
-2الطيب سماتي ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد ،المرجع السابق،
ص.81
-3بوحنية قوي ،دمحم الطاهر عزيز التسيير الذاتي للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية بالجزائر"االطار التنظيمي
ومعيقاته" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد ،8جوان ،2192ص .912
45
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
تبني إصالحات جذرية وجوهرية ،قامت بها لجنة إصالح منظومة الضمان االجتماعي سنة
9188م ،تمخضت عن ميالد أول نظام لضمان االجتماعي جزائري سنـة 9171م.1
إن أهم ما يعاب على هاته الفترة ،تعدد األنظمة وكثرة اإلدارات المختصة ،وبالتالي
عدم التناسق بينها ،ضف إلى ذلك كثرة التعويضات العالقة وارتفاعها مقارنة مع مداخيل
الصناديق ،مما دفع الحكومة الجزائرية إلى محاولة معالجة هذه اإلختالالت ،وإيجاد نظام
للتأمينات االجتماعية موحد ،يشمل جميع الفئات ويغطي جل المخاطر.
من خالل المقارنة التاريخية بين نظامي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا
نقول:
قبل االستقالل كانت الجزائر امتداد لدولة فرنسا جغرافيا وسياسيا وقانونيا ،وبالتالي
فقد طبقت ن ظاما واحد في الجزائر وفرنسا وخاصة العمال الجزائريين العاملين في إدارات
حساسة مثل المناجم والبريد..إلخ إال في بعض األحيان أين كانت تميز بين المعمرين
والجزائريين ،كتعويضات المرض ،كان الجزائر يحصل على مساعدات المرض.
بعد االستقالل ونظ ار لقرب الجزائر من المعسكر الشيوعي ،واعتناقها للنهج
لالشتراكي ،فقد كان هناك اختالف جذري في طبيعة النظامين السياسيين ،إال أنه لم
يؤدي إلى اختالف في سياسة التأمينات االجتماعية المنتهجة ،كون أن السياسة
االجتماعية الفرنسية وخاصة الضمان االجتماعي ،قريبة من االشتراكية ،بل ترقى إلى
العدالة االجتماعية ،بينما الجزائر حديثة االستقالل ،وال تستطيع آنذاك خلق بيئة قانونية
في شتى القطاعات ،وحاولت إقامة أول نظام للضمان االجتماعي سنة ،9171مس
هيكل الضمان االجتماعي.
46
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
47
التطــــــــــور التـــــــــاريخي لسياســــــة الضمـــان االجتماعي الفصـــــــــــــــل األول
بميزات الضمان االجتماعي األلماني ،وتأثرها بق اررات لجنة بفريدج وما حملته من
توصيات ،كانت ركيزة أساسية من ركائز قوانين الضمان االجتماعي في العالم ككل ،بل
وتأثرت به مختلف القوانين واألعراف الدولية.
والجزائر لم تكن أوفر حضا من بقية الدول العربية ،حيث رغم أن فرنسا كانت سباقة
في التأمينات االجتماعية ،وكان نظ امها من األنظمة العالمية الرائدة في مجال التأمينات
االجتماعية ،واعتبرت الجزائر والية وامتداد ألرضها ،إال أنها ميزت في قوانين الضمان
االجتماعي بين العمال الجزائريين والمعمرين ،إال أن أفرجت عن أول نظام للضمان
االجتماعي في الجزائر سنة ،9191تلته أوامر ومراسيم تنظيمية .وبعد االستقالل ورثت
الجزائر ترسانة من القوانين الفرنسية استمر العمل بها ،إال ما تعارض مع السيادة
الوطنية ،وفي مجال التأمينات االجتماعية تعددت الهياكل والتشريعات واألطر المنظمة
لها ،مما أفرز عن تشابك القوانين واألجهزة وعدم التناسق بينها استوجب البحث عن نظام
ضمان اجتماعي كفيل بمعالجة هاته النقائص واإلختالالت.
48
الفصل الثاني :
تمهيد:
تتداخل العديد من العوامل والجهات عند محاولة صياغة سياسة ما ،ويتطلب عملية
إدراجها استمالة صانع القرار وتوجيهه نحوها ،وهذا تبعا لحجم المشكلة ووزنها في
المجتمع من جهة ،وفي عين الحكومة ومختلف الفواعل األخرى من جهة أخرى.
وتلقى السياسات االجتماعية على اختالفها اهتماما كبي ار من جميع األطراف ،وهذا
وهو ما أكسبها تلك المكانة في ألثرها المباشر على عموم المواطنين في الدولة،
أجندات الحكومات مهما اختلفت أشكالها ،وبما أن سياسة الضمان االجتماعي هي ركيزة
من ركائز السياسة االجتماعية ،لذلك سنتناول هذا المبحث وفقا للخطة التالية:
المبحث األول :ماهية السياسة العامة.
المبحث الثاني :ماهية السياسة االجتماعية.
المبحث الثالث :مفهوم سياسة الضمان االجتماعي.
المبحث الرابع :فواعل رسم سياسة الضمان االجتماعي.
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1فهمي خليفة الفهداوي ،السياسة العامة منظور كلي في البنية والتحليل ،عمان :دار المسيرة لنشر والتوزيع
والطباعة ،1002 ،ص .12
-2حسن أبشر الطيب ،الدولة المعاصرة دولة مؤسسات ،القاهرة :دار الفجر للنشر والتوزيع ،1000 ،ص .55
-3علي الدين هالل ،نيفين مسعد ،النظم السياسية العربية قضايا االستمرار والتغيير ،ط ،5بيروت :مركز دراسات
الوحدة العربية ،1022 ،ص .7-6
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1خليل حسن ،السياسة العامة في الدول النامية ،ط ،2بيروت :دار المنهل ،1007 ،ص .22
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .25
-3هدي الشايب ورضوان يحي ،مقدمة في علم السياسة والعالقات الدولية ،ط ،2ألمانيا :المركز الديمقراطي العربي
للدراسات اإلستراتجية والسياسية واالقتصادية ،1027 ،ص .20
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
أ -لغة:
السياسة "القيام على الشيء بما يصلحه" ،والسياسة فعل السائس ،يقال "هو
يسوس الدواب إذا قام عليها وروضها" "وسوس له أم ار أي روضه وذله" وفي الحديث '"
كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبياؤهم ،أي تتولى أمورهم كما يفعل األمراء والوالة
1
بالرعية" .
ب -إصطالحا:
اختلفت اآلراء حول مصطلح السياسية فهناك من يرى أن:
-السياسة " :فن أو علم الحكم"
-السياسة" :فن أو علم يعني بتوجيه السياسات الحكومية أو التأثير عليها".
-السياسات :خطة شاملة وعالية المستوى ،تعانق األهداف العامة واإلجراءات
2
المقبولة ،السيما تلك الخاصة بإحدى الهيئات الحاكمة.
لكن الدكتور حسن صعب ،له رأي مخالف في تحديد معنى السياسة ،فهو يعتبر
أن الترجمة الحقيقية من اللغة الالتينية إلى العربية لعبارة " "science politiqueهي
العلم المدني أو علم المدينة.3
ومصطلح السياسة يختلف عن علم السياسة فهذا األخير هو" :البحث عن حقيقة
الكيفية التي يمارس بها البشر السلطة ،منفصال تماما عن المحاولة الفعلية لممارسة
تلك السلطة ".4
أما في ما يخص جوهر السياسة " هي القوة وتوزيعها بين األطراف ،والسلطة
والوصول إليها واالحتفاظ بها ،والنفوذ لحماية القوة والسلطة معا".5
-1جمال الدين دمحم بن مكرم ابن منظور ،لسان العرب ،المجلد السادس ،بيروت :دار صادر ،ب.س.ن ،ص .202
-2المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية ،صياغة السياسات ،ترجمة :نور األسعد وسوزان قازان .واشنطن،1002 ،
ص.2
-3عصام سليمان ،مدخل إلى علم السياسة ،ط ،1بيروت :دار النضال للطباعة والنشر والتوزيع ،2222 ،ص .02
-4ستيفن تانسي ،نايجل جاكسون ،أساسيات علم السياسة ،ترجمة محي الدين حميدي ،ط.2دمشق :دار الفرقد
للطباعة والنشر والتوزيع ،1026 ،ص .12
-5سلطان جاسم ،قواعد في الممارسة السياسية ،ط،2المنصورة :مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع ،100 ،ص .21
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1هشام زاغو ،صنع السياسة العامة من منظور توزيع السلطة وعالقتها بالرأي العام في األنظمة المفتوحة ،مجلة
البحوث والدراسات اإلنسانية ،العدد ،1025 ،20ص .72
-2فهمي خليفة الفهداوي ،المرجع السابق،ص .33
-3المرجع اآلنف الذكر.35،
-4عبد الفتاح ياغي ،السياسة العامة النظرية والتطبيق ،ط ،2القاهرة :المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،1020 ،
ص.22
-5أحمد محروس خذير ،تحليل السياسات العامة ،ط ،2االسكندرية :دار الكاتب الجامعي ،1027 ،ص . 12
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
أ -الشمولية :فهي تختص بمشاكل واهتمامات جميع المواطنين ،دون تفرقة أو
استثناء ،لكن هذا ال يتعارض مع السياسات الموجهة أو الخاصة بفئة معينة مثل:
األرامل ،األيتام ،المعاقين..إلخ.
ب-الدينامكية واالستمرارية والواقعية :فيجب أن تكون السياسة العامة متكيفة مع
المكان والزمان السيما مع األحداث والتطورات المتسارعة ،وقادرة على فهم واستيعاب
المدخالت واالستفادة من التغذية العكسية ومتناغمة مع محيطها وبيئتها ،وهذا بغية
إحداث التعديالت المطلوبة بواقعية ،بعيدة عن الفوضى و الشعبوية أي أنها هادفة.
ج-الطابع الرسمي وقوة اإللزام :فيجب أن تكون صادرة عن السلطة المختصة ،الذي
يخولها الدستور أو القانون لصنع ورسم السياسة العامة ،ويتبعها عادة مرسوم أو قرار
لتنفيذها ،وإلزام المواطنين بالعمل وفقها.
د -التوازن بين الفئات والجماعات المصلحية :إن الطابع الرسمي لسياسة العامة ال
ينفي وجود مصالح وقوة وجهات غير رسمية كاألحزاب ومنظمات المجتمع المدني
والنقابات ،في إبداء وجهات نضر والتفاوض والضغط من اجل الظفر بمكاسب
وامتيازات لصالحهم ولصالح جماعاتهم ،فالمساومة وتوازن المصالح له دور كبير في
المساهمة صناعة السياسة العامة والمشاركة في اتخاذ القرار.
-1مستويات السياسة العامة :تتعدد مستويات السياسة العامة وسنحاول ذكر أهمها:
أ -مستويات السياسة العامة ضمن اإلطار العام :وهي كالتالي:
-السياسة العامة الكلية :وهي التي تحضا باهتمام جماهيري واسع النطاق ،كما
تستدعي تدخل سياسي علي المستوى ،وهذا الرتباطها بالمصلحة العلياء للبالد ،وقد تبدأ
الظاهرة أو المشكلة بمستوى جزئي يخص قطاع معين ،لكن نظ ار ألهميتها تتطور وتصبح
سياسة كلية ،2كإضرابات قطاع التربية في الجزائر أثار الرأي العام واألحزاب السياسية،
والو ازرة والحكومة وانتهى في األخير بتدخل رئيس الجمهورية.
00
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-السياسة العامة الجزئية :هي تلك السياسات التي تحضا باهتمام محدود على عكس
السياسة الكلية ،ألن تأثيرها ال يمتد إلى عموم المواطنين واألفراد فهي عموما ال تجلب لهم
الفائدة وال الضرر ،وإنما في العادة تخص مستثم ار أو شركة يطلب قرضا أو يسعى
إلقامة مشروع ما ،يسعى من خالله إلى استصدار رخصة أو أمر إداري أو وزاري ،فهي
ال تتطلب ضغطا وهذا لعدم توسع دائرة المصالح ،وبالتالي هذه السياسة ال تتطلب أيضا
تدخل ومشاركة عالية المستوى ،سواء من الجهات الرسمية أو غير الرسمية.1
-السياسة العامة الفرعية :وترتكز على قطاع معين بعينه ،فهي ال تثير اهتمام العامة،
وإنما تخص فئة معينة ،كإعادة تصنيف موظفي النقل أو التربية ،وتشارك في صياغتها
اللجان البرلمانية ،إضافة إلى الدائرة الو ازرية واإلدارات الوصية ،وهذا ال يمنع من مشاركة
النقابات وجماعة المصالح ونواب الشعب للحصول على التأييد.2
-المستوى العقيم لسياسة العامة :وهذا الجانب السلبي في السياسة العامة ،حيث يعكس
هيمنة الدول الليبرالية والغربية على مقومات وثروات الدول النامية والمتخلفة ،عن طريق
مؤسسات سياسية واقتصادية تحت غطاء الشرعية ،والتي تعكس أهم رهانات العولمة
ودورها في الحد من سيادة الدول وتدخلها في شؤونها الداخلية ،فهو قائم على عدم توازن
المصالح وعلى التبعية ،وهو يتنافى مع جوهر السياسة العامة القائم على جلب المصالح
وحل مشاكل المواطن واالستجابة لتطلعاته.3
ب -تصنيف السياسة العامة في ظل أفعال الحكومة ضمن المجتمع المعني واآلثار
المترتبة:
-السياسة العامة االستخراجية :وهي وظيفة النظام من خالل تعبئة الموارد المادية
والبشرية وهذا بغية استعمالها واستغاللها في متطلبات الدولة وأفرادها مثل الضرائب،
والخدمة العسكرية والخدمات المقدمة من طرف الموظفين والمسجونين ويمكن حسابها عن
-1جيمس أندرسون ،صنع السياسات العامة ،ترجمة عامر الكبيسي ،عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
،2222ص .70
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص . 71 ،72
-3بوريش رياض ،السياسة العامة العالمية ومفهوم الحكم العالمي ،مجلة الحوار المتوسطي ،العدد ،23ديسمبر
،1026ص .366
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
طريق مقاييس ومؤشرات كالحجم الكلي للموارد ومتوسط نصيب الفرد من الناتج القومي
اإلجمالي...إلخ.1
-السياسة العامة لتوزيع وإعادة التوزيع :وهي التي يترتب على الحكومة من خاللها
إلى توجيه الموارد والسلع االستهالكية والنقود إلى مواطنيها ،فتنفق على مجاالت
عديدة ،كما تدعم قطاعات معينة ،وتخص عادة السكن والتعليم والصحة والضمان
االجتماعي واألجور ....إلخ ،إال أنها تطرح في العادة أسئلة حول ماذا يوزع ومن المستفيد
وكيف يتم التوزيع.
-السياسة العامة التنظيمية :وهي سياسة الحكومة في التنظيم وضبط السلوك والسهر
على تطبيق القانون وتعزيز األمن ،ومراقبة مختلف الجماعات والتيارات وتتنوع أساليب
الحكومة من أساليب الترغيب كالتوعية والترخيص باألنشطة واإلغراءات بالمنصب
والمال ،كم قد تستعمل أساليب الترهيب كالتوقيف والسجن والغرامات المالية والقسر
القانوني.2
-السياسة العامة الرمزية :وتهدف الحكومة من خاللها ،إلى رفع الحس الوطني وتقوية
روح المواطنة لدى أفراد الدولة ،عن طريق تشيد المتاحف وتخليد الشهداء وتكريم
المجاهدين ،واإلشادة بأهم أعمالهم ومناقبهم.3
ثالثا -صنع السياسة العامة :إن عملية صنع السياسة العامة تمر عبر مراحل متعددة
ومترابطة يصعب الفصل بينها ،وذلك لتداخلها وتشابكها بسبب طبيعتها الدينامكية
المتحركة ،فتبدأ بتحديد المشكلة وتنتهي بحل المشكلة ،وسنحاول التوقف ودراسة كـل
مرحلة على حدا.
-1المرحلة األولى :تعريف المشكلة ووضعها في جدول األعمال (األجندة):
هي تلك الحالة أو الوضعية التي تخلق عدم رضاء المواطنين ،وتسبب في سخطهم،
والتي تستدعي تدخل الحكومة ،وتجلب اهتمامها وتحركها نحو إيجاد الحلول والبدائل قبل
فوات األوان ،ولكن التحدي الكبير هو كيفية استمالة واستفزاز أصحاب القرار وصناع
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
السياسية وتوجيههم نحو مشكلة دون غيرها ،وبعبارة أخرى ما هو السبيل الذي يمكن إقناع
الحكومة إلعطاء مشكلة أولوية ووضعها على جدول أعمالها وأجندتها دون غيرها من
المشاكل؟
في ذلك يرى أغلب الباحثين أن عمومية المشكلة هي التي تثير ردة فعل فعالة من
الحكومة متبنية سياسة لمعالجة المشكلة ،فطرد عامل من منصبه قد يكون ال حدثا
وبالتالي ال تعيره األوساط الحكومية أدنى اهتمام ،لكن قيام النقابات العمالية بالتصعيد
ضد اإلدارة خوفا من استفحال طرد العمال ،قد ينتج عنه تغير سياسة الحكومة في هذا
الباب ،كون هذه المشكلة أصبحت عامة وخط ار على اإلدارة ومن ثم الحكومة من ورائها.
ويختلف مدى تدخل الحكومات ومجاالتها بحسب طبيعة حكمها ودرجة الوعي الحضاري
الذي يسودها مع طبعا اإلمكانيات المتاحة لديها ،فاألنظمة الشمولية التي تعرف بتغلغلها
في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،يكون مدى تدخلها عميق وتكون مسؤوليتها
كبيرة اتجاها مواطنيها ،وهذا على نقيض األنظمة الليبرالية والرأسمالية ،فيكون تدخلها هو
االستثناء وليس األصل ،كذلك فالمشكلة وإن كانت تبدو صغيرة في البلدان النامية وال
تحرك لها ساكنا كمشكلة هجرة األدمغة مثال ،فإن الدول المتطورة تفتح أبوابا لتحقيق عن
أسبابها وتعيد تقويم سياساتها وحساباتها.1
يبقى أن نشير إلى أن لبعض الجهات غير الرسمية دو ار في إبراز المشكلة أو
صرف النضر عنها ،بالضغط على الحكومة بمختلف الوسائل لتبني تلك المشكلة
في ووضعها في أجندتها (اإلضرابات ،االحتجاجات ،تحريك الشارع....إلخ) وتتمثل
المعارضة وجماعـات الضغط والرأي العام واألح ازب السياسية والنقابات..الخ.2
ويمكن تحديد مفهوم أجندة سياسة الحكومة ،كما يرى جون كونك دون ،بأنها
""قائمة تتضمن الموضوعات والمشكالت الموجودة أمام موظفي الحكومة ،والتي يشارك
فيها الناس من خارج الحكومة للموظفين الرسمين فيها ،وفي إعطائها قد ار من العناية،
-1أحمد مصطفى الحسين ،مدخل إلى تحليل السياسات العامة ،ط ،2عمان :المركز العلمي للدراسات السياسية،
،1001ص ص .152-122
-2المرجع اآلنف ذكره ،ص.151
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
خالل أية فترة من الوقت" ،هناك أنواع عديدة لألجندة (األجندة الشاملة واألجندة
1.
المؤسسية،أجندة مرحلية ،أجندة خاصة باألزمة ،أجندة طويلة األمد)..
2
يمكن تقسيم المشاكل الموضوعة على طاولة الحكومة إلى قسمين:
أ-جدول المشاكل المستمرة:
هي مشاكل تتميز بتعقيدها وبتكرارها في جميع جداول أعمال الحكومة ،كما أن حلها
قد يستدعي فترات زمنية طويلة ،كمشكلة السكن والبطالة والتي يصعب حلها بين عشية
وضحاها ،السيما في دول العالم الثالث ،زد على ذلك تطلبها ألغلفة مالية ضخمة
يصعب على ميزانية دول غنية الوفاء بمستلزماتها.
ب -جدول المشاكل الجديدة:
تظهر للوهلة األولى على أجندة الحكومة ،وقد تستدعي تدخال عاجال مثل ظهور
وباء خطير يهدد صحة وسالمة المواطنين ،وبالتالي تقوم الحكومة ممثلة في و ازرة الصحة
بتأمين األدوية أو اللقاح المضاد كأنفلون از (الخنازير أو الطيور).
-2صياغة مقترحات السياسة العامة:
بعد النجاح في وضع المشكلة في صلب أجندة الحكومة واهتماماتها ،والتي هي
اعتراف ضمني بوجودها ،تأتي مرحلة صياغة السياسة العامة ،والتي تمثل االنتقال من
النشاط الشعبي إلى النشاط الرسمي ،وذلك بطرح البدائل وإعطاء تصورات واقتراحات
للخروج بحلول أولية ومن ثم مناقشتها ،إال أنه ينبغي أن ننوه إلى أن ليست جميع المشاكل
المدرجة في جداول أعمال الحكومة يتم التمعن والنضر فيها ،فقد تهمل ويصرف النظر
عنها ،وذلك حسب أهميتها وتناسقها مع األحداث اآلنية.3
لكن ينبغي أن نشير إال أن عدم دراية مسئولي الحكومة بمسببات المشكلة ،أو عدم
05
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
توفر كامل المعلومات وحيثيات المشكلـ ـة لديهم ،ينعكس على ق اررات مسئولي الحكومة
1
وينعكس على جودة السياسة أو البرنامج الموجه لمعالجة هاته المشكلة.
-3المرحلة الثالثة اعتماد السياسة المقترحة:
وتتمثل في اختيار البديل األمثل من بين البدائل المطروحة ،والذي يمثل محصلة
التفاهمات والتوافقات بين جميع األطراف ،وحتى يكون لهذا القرار طابع رسمي يجب
وضعه في شكل قالب قانوني ،كأن يكون خطابا للرئيس أو للملك أو لرئيس الحكومة
أوناطقا رسميا باسم الدولة ،أو أن يصدر في الجريدة الرسمية.2
-4تنفيذ السياسة العامة:
يتم في هذه المرحلة ترجمة القرار الذي صدر من السلطة الوصية إلى برامج عملية،
ويمكن وصفه بأنه مخرجا لمرحلة تشريعية ،ولو ساهمت في صنعه السلطة التنفيذية،
وتقع عملية تنفيذه على عاتق الجهاز اإلداري في الدولة ،كونها هي الجهة المخولة بذلك
تقنيا ،ولكن هذا وفقا لقدرتها المالية والمادية والبشرية التي تمتلكها.3
كما تساهم المحاكم من خالل ق ارراتها ،وجماعات المصالح من خالل تأثيرها على
اإلدارة وتوجيهها وفقا إلرادتها ،في تفسير وصناعة وتنفيذ السياسة العامة في الدولة.4
-5تقييم السياسات العامة:
تعتبر مرحلة تقييم السياسة العامة من المراحل المهمة والتي من خاللها نتمكن من
قياس مدى نجاعة تلك السياسة أو فشلها ،أي من خاللها نستطيع إن نحكم على تلك
السياسة بالنجاح أو الفشل ،ومن ثم إصالح جوانب الضعف وتثمين واالستمرار في
السياسات التي حققت هدفها أو مرادها ،فغالبا ما تكون عملية وضع وتنفيذ السياسة عملية
مرحلية ،كما أن عهدة السياسيين محدودة بزمن معين ،ولذلك كان لزاما أن نقيم
1
ونعيد النظر في البرامج والسياسات الموضوعة وفقا لمعايير معروفة ومحددة مسبقا.
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
وتختلف الدول في طريقة وضع وتنفيذ سياستها ،وكذلك في مدى تحمل الحكومة
عبئ تبعات تلك السياسة التي أخذتها على عاتقها ،فلقد احتكرت حكومات دول العالم
الثالث ومنها الدول العربية في سعيها نحو التنمية وتوفير العدالة االجتماعية ،عملية رسم
وتنفيذ السياسة العامة ،ولم تشرك البرلمان واألحزاب إال شكليا ،لكنها لم تستطيع اإليفاء
بمنهجها وهدفها إلى أن تكون دولة راعية مستجيبة لمطالب شعوبها ،وبالتالي فالمهتم
بموضوع تقويم السياسة العامة ،يالحظ بما ال يدع مجاال للشك ،ذلك الفارق الواضح بين
األهداف المسطرة مسبقا والنتائج المحققة على أرض الواقع ،لذلك قد يصادف الباحث في
السياسة العامة ذلك الغموض في األهداف وتداخلها ،ضف إلى ذلك عدم استقرار
السياسات وعدم إمكانية تعميم نتائجها ،كما أن مستويات التحليل تختلف بين المستوى
2
الكلي والجزئي لنظام السياسي المراد تقيمه.
-1بال حسن ،مدخل لفهم السياسات العامة ،مجلة القانون المغربي ،عدد ،11دار السالم للطباعة والنشر،1022 ،
ص .222
-2سيد عبد المطلب غانم ،ندوة تقويم السياسات العامة ،مجلة العلوم االجتماعية ،المجلد ،27العدد،1
الكويت ،2222،ص ص . 306 ،305
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
االجتماعية إلى تحقيق عائد اقتصادي أو ربح تجاري ،ولكن تسعى إلى تخيف الفجوة بين
طبقات المجتمع الواحد ،وتقوية روابط الصلة والثقة بين الحاكم والمحكوم.
-1تعريف السياسة االجتماعية :تعددت المفاهيم والتعاريف حول السياسة االجتماعية
بسبب اختالف المداخل الفكرية والنظرية التي خاضت موضوع السياسة االجتماعية
وسنحاول أن نبرز أهم التعاريف التي لها عالقة بهذا الموضوع.
أ-تعريف طلعت السروجي الذي عرفها" :بأنها مجموعة من المسارات التي تحدد
الجهود األهلية والحكومية لتحقيق األهداف اإلستراتيجية ،ومواجهة المشكالت االجتماعية،
ومقابلة الحاجات اإلنسانية من خالل خطة عمل وبرامج ومشروعات موجهة بتشريعات و
ق اررات ،ترتبط باإلطار االقتصادي والقيمي والسياسي في المجتمع لتحقيق العدالة من
1
الدخل والخدمات كمبادئ توجه العمل االجتماعي في المجتمع".
ب -تعريف مارشال " :السياسة االجتماعية هي السياسة الحكومية التي تتضمن
مجموعة البرامج والنظم الموجهة لتحقيق المساعدات العامة ،والتأمينات االجتماعية
وخدمات الضمان االجتماعي والسكان".
ج -تعريف تتمس ":األفعال والتشريعات التي تقوم بها الحكومة من أجل تحسين
رفاهية السكان".2.
إن ما يمكن استخالصه من هذا التعريف العناصر التالية:
-تقوم الحكومة بإعداد برامج السياسة االجتماعية ،وذلك بعد دراسة اإلمكانيات والموارد
المتاحة ،ورسم خطط عمل لمواجهة المشاكل والعواقب التي تحول دون تحقيقها.
-السلطة التنفيذية هي المخولة بالسهر على تنفيذ برامج السياسة االجتماعية ،وفقا لما
رسمته لها الحكومة.
-تهدف الحكومة من خالل السياسة االجتماعية ،إلى تغطية احتياجات مواطنيها اآلنية
والمستقبلية ،وتعزيز سبل العيش الكريم.
-1منى عطية حزام خليل ،العولمة والسياسة االجتماعية ،اإلسكندرية :المكتب الجامعي الحديث ،1020،ص .13
-2العربي مليكة ،السياسة االجتماعية وأثرها على التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة قياسية (– 1991
،)2111مجلة المعيار ،العدد ، 1026 ، 22ص . 121
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
تعريف هيئة اإلسكوا للسياسة االجتماعية :تعرف السياسة االجتماعية بشكل عام على
أنها "آليات وإجراءات تستخدمها الحكومات العاملة مع جهات فاعلة أخرى ،بهدف تغيير
نتائج النشاط االقتصادي واالجتماعي والمتصلة بالتوزيع."1
وتتضمن السياسة االجتماعية داخل بلد ما تدابير تتصل بما يلي:2
-إعادة توزيع الثروة على أفراد المجتمع بما يساعد على التغلب على وجود طبقات بعيدة
التجانس في مجتمع واحد ،وضمان تكافؤ الفرص.
-ترشيد سياسة الشركات وأرباب العمل وحثهم على أخذ النتائج االجتماعية في
الحسبان.
-النهوض بالسياسة االجتماعية وتنميتها داخل الدولة ،للوصول إلى مصاف العالمية
(عولمة السياسات االجتماعية).
كما تهتم السياسة االجتماعية بـ:3
-دعم السياسة االجتماعية ،من خالل تطوير مؤسساتها (مديريات الصحة والتعليم
والسكان والضمان االجتماعي) ومختلف هياكل الرعاية االجتماعية ومساندتها التشريعية
والقانونية والمالية ،بما يضمن تطويرها ويكفل ديمومتها وبقائها.
-مكافحة المشاكل المنبثقة عن اآلفات االجتماعية ،من خالل محاربة البطالة والفقر
والبيوت القصديرية..إلخ.
-إقامة مجتمع راقي يكفل الرفاهية والعدالة لجميع المواطنين على حد سواء.
كما تسعى السياسة االجتماعية إلى:4
-رفع المستوى المعيشي داخل الدولة ،الذي ينعكس على تطوير الموارد البشرية
وتكوينها.
-1المجلس االقتصادي واالجتماعي األمم المتحدة ،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ،اعتماد نهج المجتمع
المحلي كأداة لصياغة السياسة االجتماعية على الصعيد المحلي ،نيويورك ،1006 ،ص .5
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .5
-3المجلس االقتصادي واالجتماعي األمم المتحدة ،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ،السياسة االجتماعية
المتكاملة من المفهوم إلى الممارسة ،التقرير الثاني ،نيويورك ،1002 ،ص .01
-4لؤي صافي ،الرشد السياسي وأسسه المعيارية من الحكم الراشد إلى الحوكمة الرشيدة بحث في جدلية القيم
والمؤسسات والسياسة ،ط ،2بيروت :الشبكة العربية لألبحاث والنشر ،1025 ،ص . 122
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
وتخفيف تباعد األجور من خالل تكيف نظام ضريبي تصاعدي والعمل على تقليص
فجوة الدخول.
-تحسيس العامل بأهميته ورفع قيمته المعنوية ،بتقديم المكافأة ومختلف الحوافز التي
تدفعه لرفع اإلنتاجية وتقديم األفضل دائما.
-2مفاهيم ذات صلة بمفهوم السياسة االجتماعية :لفهم محتوى ومكونات السياسة
االجتماعية يجب تحديد مفاهيم تتعلق بالرعاية االجتماعية ،العدالة االجتماعية ،الحماية
االجتماعية:
أ -العدالة االجتماعية " :هي تلك الحالة التي ينتفي فيها الظلم واالستغالل والقهر
والحرمان من الثروة أو السلطة أو كليهما ،والتي يغيب فيها الفقر 1والتهميش واإلقصاء
االجتماعي وتنعدم الفروق الغير مقبولة اجتماعيا بين األفراد والجماعات واألقاليم داخل
2
الدولة ،ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية متكافئة"
يتضح لنا أن العدالة االجتماعية تمثل القيم السامية واألخالق المثالية ،التي يجب
أن تجمع وتعم في إدارة العالقة بين السلطة والمواطن وبين المواطنين في بعضهم.3
ب -سياسات الرعاية االجتماعية" :هي مجموعة من الق اررات الصادرة من السلطة
المختصة في المجتمع لتحقيق أهداف اجتماعية" ،كما يعرفها قاموس الخدمة
االجتماعية على أنها" الخطط والبرامج الحكومية في التعليم والصحة ورعاية المنحرفين
واإلصالح االجتماعي واالقتصادي والرعاية االجتماعية".4
ج -الدولة الراعية :يمكن تحديد مفهوم دولة الراعية على أنها "هي التي تقوم بتمويل
برامج الحماية االجتماعية لمواطنيها،وإدارتها ،وضمان الحد األدنى الذي يكفل رعاية
أفرادها ،وحتى إذا عجزة صناديق الضمان االجتماعي عن سداد ما عليها اتجاه
األشخاص والمؤمنين ،فإن الدولة تتدخل لسد العجز عن طريق الضرائب" وبالتالي تكون
-1إبراهيم العيسوي ،العدالة االجتماعية والنماذج التنموية مع اهتمام خاص بحالة مصر وثورتها ،ط ،2بيروت:
المركز العربي لألبحاث والدراسات السياسية ،1022 ،ص .25
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .26
-3المرجع اآلنف الذكر ،نفس الصفحة.
-4بول سبكير ،مبادئ الرعاية االجتماعية مقدمة للتفكير في دولة الرفاهية ،ترجمة :حازم مطر ،ط ،2برلين :المركز
الديمقراطي العربي للدراسات اإلستت ارتيجية والسياسية واالقتصادية ،1027 ،ص 22
50
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الضريبة سالبة وهي التي يعرفها فيردمان على أن الضريبة السالبة "هي ضريبة عكسية
أي عوض أن تدفع لمصلحة الضرائب فإنها تدفع منها".1
كما تعرف الدولة الراعية على أنها " وظيفة الدولة في إعادة توزيع الدخل من
خالل الضمان االجتماعي الذي يضمن االستفادة من التعويضات عن المخاطر
المختلفة".2
د -دولة الرفاه االجتماعي :يمكن اإلحاطة بمفهوم دولة الرفاهة ،من خالل عدة أهداف
تسعى هذه الدولة إلى تقديمها لمواطنيها ولعل من أهمها( :تقليص الفجوات االجتماعية،
توفير دخل ثابت ،توفير األمان االجتماعي ،ضمان االحتياجات األساسية من تغذية
ورعاية صحية ،وسكن وعمل وتعليم ،رعاية كبار السن والبطالين والمحتاجين واألرامل
والمعاقين).3
-3مفهوم صنع السياسة االجتماعية :يعرفها ميشيل هيل على أنها "عملية سياسية
يشارك ويتفاعل فيها السياسيين والمهنيين وجماعات الضغط والمصالح وأعضاء المجلس
التشريعي ،ويتم بلورة السياسة االجتماعية ثم تحقيقا ثم تحديد التأثير الفعلي لها على
تحقيق رفاهية المواطنين وتحديد جوانب القوة والضعف لالستفادة منها".هذا التعريف يبرز
لنا دور الفواعل الرسمية وغير الرسمية في رسم وصنع السياسة االجتماعية فهي في
األول واألخير جزء من السياسة والتوجه العام للحكومة ومن ثم يحدد هدفها ونتائجها
الموجهة للمواطن.4
ثانيا -مداخل واتجاهات السياسة االجتماعية:
تعمل مداخل واتجاهات السياسة االجتماعية على إزالة العقبات والمشاكل التي
تواجه المواطنين وكافة أفراد المجتمع ،وذلك من خالل أسس السياسة االجتماعية،
-1صرارمة عبد الوحيد ،دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر ،مجلة العلوم اإلنسانية،
المجلد ب ،العدد ،1002 ،30ص .221
-2عبد هللا مولة ،التحكم في التبادل الحر والتنمية من الدولة الراعية إلى الدولة التنموية ،مجلة التواصل ،العدد 12
،1002،ص .26
-3مازن عيسى الشيخ راضي ،ايمان عبد الكاظم جبار ،نظام األمان االجتماعي مقاربة بين الفكر اإلسالمي
واالقتصاديات الوضعية ،مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية ،المجلد ،2العدد ،1022 ،32ص .03
-4منى عطية خزام خليل ،المرجع السابق ،ص .127
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
كالمجهود الجماعي والذي يظهر من خالل تضافر المواطنين ومساعدة بعضهم ،مع
الدور األساسي الذي يجب أن تلعبه الدولة ،عن طريق تبني خطط عمل واضحة إلعادة
توزيع الدخل والوصول إلى العدالة االجتماعية ،من خالل مواصلة تطوير القوانين
والتشريعات التي تستهدف توفير األمن االجتماعي .هذا األخير والذي لم يتأتى دفعة
واحدة ،ولكن جاء نتيجة مراحل وحقب تاريخية طويلة ،بدأت بمرحلة التعاون الذي كان
يميز الطابع القبلي ،والذي كانت تحركه غرائز الوالء ورابطة الدم ،لتأتي بعدها مرحلة
اإلحسان وبذل المال لمساعدة المحتاجين ،مثلما أوصى به اإلسالم ومختلف الشرائع
السماوية مع قوانين العدالة واإلنسانية.
وتطور هذا المجهود الحقا ليصبح على شكل جمعيات ومنظمات تطوعية ومهنية،
كنظام الطوائف وجمعيات البر واإلحسان ،بعدها جاءت مرحلة تحملت من خاللها الدولة
عبئ دعم مواطنيها السيما من يعانون العوز والفاقة ،ولم يصل التطور في السياسة
االجتماعية إلى هذا الحد ،ولكنه اليوم أضحى مسؤولية المجتمع المتحضر برمته وبجميع
شرائحه ،أي أصبحنا في نطاق مجتمع الرعاية االجتماعية .حيث هناك عدة مفكرين من
يرون أن مفهوم السياسة االجتماعية هو مفهوم الرعاية االجتماعية.
وعليه ،ظهرت عدة اتجاهات ومداخل تنوعت فيها أساليب الرعاية االجتماعية،
واختلفت طرق تغطيتها من طرف الدول والحكومات ( السياسة االجتماعية).
1
-2اإلتجاهات :ولعل أهم هذه االتجاهات نذكر:
أ -االتجاه المؤسسي:
وتأخذ في هذا االتجاه الدولة على عاتقها تغطية احتياجات رعاياها ،وعلى توفير
مختلف الخدمات ،مع تركيزه على الفكر الشمولي في التطبيق،والمركزية في األداء وعلى
تدخل الدولة والحزب في شتى القطاعات االقتصادية والتربوية واالجتماعية.
االتجاه المحافظ: ب-
ويحد هذا االتجاه من تدخل الدولة ،إال على استحياء السيما في مجال الرعاية
االجتماعية ،حيث أن أي توسع في تغطية التكاليف االجتماعية والصحية وغيرها من
احتياجات المواطنين ،يؤدي ال محالة إلى زيادة النفقات والضغط على ميزانية الدولة ،مما
-1أحمد إبراهيم حمزة ،السياسة االجتماعية ،ط ،2عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع ،1025 ،ص .20
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
يسبب لجوء الدولة إلى الضرائب التي تقع على عاتق رجال األعمال والشركات
االقتصادية وصناعية ،هذا ما يؤدي إلى إزعاجهم وإلى انخفاض اإلنتاج وإلى التقليل من
الناتج والدخل المحلي.
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الكريم مثال ،يسهم في نوعية التعليم وفي تطوير الموارد البشرية والعكس صحيح ،كما أن
االهتمام بالتعليم وتشجيع البحث ،له دور بارز في تطوير القطاعات األخرى ،مثل
1
الصناعة والزراعة والصحة ...إلخ.
ثالثا -مجاالت السياسة االجتماعية( :الصحة ،السكن ،التعليم ،العمل ،الضمان
االجتماعي):
تتعدد مجاالت السياسة االجتماعية من مجال إلى أخر إال أنها كلها تصب في
سبيل تحسين المستوى المعيشي للمواطن ،وتحقيق الرفاهية ،وتذليل العقبات والمعوقات
التي ترهن هذا المسعى من قبل الحكومة.
-1السياسة العامة الصحية:
تعتبر الرعاية الصحية ركيزة من ركائز الرعاية االجتماعية ،ولقد تطورت الرعاية
الصحية مع تطور فحوى ومجالت الرعاية االجتماعية ،فهي لم تعد تهتم بمشكلة تدهور
صحة المريض فقط ،بل تعدته إلى محاولة التعرف ومعالجة ظروف المريض االقتصادية
واالجتماعية والنفسية ،وهذا لضمان العالج الفعال للفرد وأسرته.2
وتحظى الرعاية الصحية بأهمية بالغة عند وضع أي سياسة عامة من طرف
الحكومة ،وهذا الرتباطها المباشر بحياة األفراد ،فبدونها ال يمكن تصور تنمية بشرية أو
اقتصادية وما يتبعها من الزيادة في اإلنتاجية ،ألن أي خلل عضوي يصيب الفرد يؤثر
مباشرة على طاقته وأدائه ومجهوده سواء كان عضليا أو فكريا ،وهذا ما ينعكس على
تطور الدولة ونهضتها ،فهناك دراسة أجريت في أندونسيا أثبتت بأن عالج نقص الحديد
في الدم يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمال.3
لكن يجب األخذ بعين االعتبار لدى وضع أي سياسة صحية ،المعطيات الحقيقية
وتحديد مختلف المشاكل والعراقيل ،هذا مع رصد المقومات المالية والبشرية لمجابهتها.
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
ويمكن تعريف السياسة الصحية على أنها" األهداف الرامية إلى تحسين الحالة
الصحية وترتيب األولويات بين هذه األهداف واالتجاهات الرئيسة لبلوغها ".1
وقد أثار موضوع الرعاية الصحية اهتمامات محللي السياسة الصحية ،في بحثهم
عن النموذج الذي يضمن ،التكفل بجميع شرائح المجتمع السيما المتقاعدين وذوي الدخل
المنخفض ،وكذلك مصادر تمويل النفقات الصحية ،والذي يقع على عاتق الحكومات
والتي عليها إيجاد الطرق والوسائل لتغطية تكاليف الرعاية الصحية سوءا من الضرائب أو
اشتراكات العمال وأرباب العمل ،ضف إلى ذلك أمامها تحدي تبرير أي زيادة جباية أمام
الخواص ودافعي الضرائب ورافضي تدخل الحكومة في الشأن االقتصادي واالجتماعي.2
وقد خلص بعض الدارسين المختصين في حقل السياسة المقارنة ،ومن بينهم "جون
هوبير" إلى أن عدم استقرار الحكومة السيما في األنظمة الديمقراطية التي تتسم بتعددية
وتداول السلطة ،وبالتالي تغير الوزراء من بينها وزير الصحة ،إلى خالصة مفادها ضعف
تحكم وزير الصحة في جهازه وفي تكاليف والنفقات الموجهة لرعاية الصحية مقارنة
بجهازه اإلداري ،الذي يتميز بالتماسك تحت مقولة "الوزراء يذهبون والموظفون باقون"،
وبالتالي كلما طال بقاء الوزير على رأس و ازرته ،كلما زاد تحكمه في اإلدارة وموظفيه،
وهذه ميزة تجدها عموما في غير األنظمة الديمقراطية.3
نشير إلى أن منظمة الصحة العالمية حاولت في تقاريرها ،تقليص الفجوة بين
عملتي رسم وتنفيذ السياسة الصحية وتقليص الفجوة بين األفراد من خالل االستفادة من
تدابير العالج والعمل على ضمان التغطية الشاملة للخدمات الصحية ،وهذا يعتمد على
تطوير الجهاز اإلداري المنوط بالرعاية الصحية ،مع تشجيع الق اررات التشاركية القائمة
على التفاوض ،بين مختلف الفاعلين .و الجدول التالي يوضح إصالحات الرعاية الصحية
الالزمة لتوفير الصحة لجميع أفراد المجتمع:
-1الفاتح عثمان دمحم مختار ،اقتصاديات خدمات الرعاية الصحية في الدول النامية وأثرها على التنمية ،مجلة
أماراباك ،المجلد الرابع ،العدد ،20،1023ص . 211
-2تشارلز فيلبس ،نحو مفهوم القتصاديات الصحة والرعاية الصحية والتأمين الصحي (المسار األمريكي) ،ترجمة
جالل البناء ،ط،2القاهرة :المجلس األعلى للثقافة ،1003 ،ص .256
-3بوحنية قوي ،حسيني دمحم العيد،السياسة العامة الصحية" دراسة تحليلية من منظور االقتراب المؤسسي الحديث
،"2112 – 1991المجلة الجزائرية للدراسات السياسية ،المجلد ،2العدد ،2جوان ،1022ص .10
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الجدول رقم :12مجاالت إصالح الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية.
إصالحات التغطية الشاملة من أجل تحسين إصالحات تقديم الخدمات من أجل جعل
المساواة في الصحة النظم الصحية تركز على الناس
إصالحات القيادة من أجل تعزيز التعويل على إصالحات السياسة العمومية من أجل
السلطات الصحية تعزيز وحماية صحة المجتمعات المحلية
المصدر :منظمة الصحة العالمية ،الرعاية الصحية األولية اآلن أكثر من أي وقت مضى ،التقرير الخاص
بالصحة في العالم ،1002ص .2
-1سعيد إسماعيل على ،التعليم والتنشئة السياسية .القاهرة :دار عالم الكتب،1003 ،ص .72
-2إبراهيم بن أحمد مسلم الحارثي ،تجويد التعليم باستخدام المعايير وإدارة الجودة الشاملة ،ط ،2الرياض :فهرسة
مكتبة فهد الوطنية أثناء النشر 1022 ،ص .12
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
إن التطور التكنولوجي الهائل وتسارع وتيرة التنمية ،لم تكن لتحدث لوال االهتمام
ببرامج التربية والتعليم ،ولعل النموذج األميركي ليس منا ببعيد فهاهي ثورة التقدم تشمل
قطاعات الطب والصناعة والطاقة الشمسية ،واإللكترونيات ،واستخدام الليزر والبصريات
الليفية ،واآلليات العسكرية ،جعل منها قوة عظماء لها موقع الزعامة والريادية في مصاف
الدول.1
ويمكن تعريف السياسة العامة التربوية على أنها "المبادئ واألهداف والمناهج أو
الطرق والوسائل التي تحددها الدولة في خطة أو برنامج وطني للمنظومة التربوية في
فترة زمنية محددة" أو هي "برنامج وطني لتنمية وإدارة العملية التعليمية وفقا لمبادئ
2
وأهداف ومناهج ووسائل محددة بصفة قانونية".
-3السياسة العامة السكنية:
يعتبر السكن أحد الحقوق األساسية لإلنسان ،وصلب التنمية الحضارية وجوهرها،
بل وركيزة من ركائز الحياة والتي ال يمكن تصور استمرارها بدونه ،فهو يوفر لألفراد
الهدوء والراحة والطمأنينة والسكينة ،والتي أشتق أصال كلمة السكينة منها ،ولذلك نصت
القوانين والمواثيق واألعراف الدولية على ضرورة توفير الدول وضمانها السكن لمواطنيها،
وقد اعتبره المعهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية سنة 2266حقا
أساسيا لإلنسان ،ومضت معظم الدول في ذلك ،لكن الزيادة الديمغرافية وارتفاع تكاليف
البرامج السكنية وضخامتها صعبة مأمورية تسطير أي سياسة سكنية ،السيما الدول التي
سارت وفق النهج االشتراكي ،والتي أخذت على عاتقها توفير السكن والمزايا االجتماعية
لجميع أفرادها.3
ولقد تبنت برامج األحزاب والقوى السياسية مشاريع السكن في مختلف دول العالم،
الرتباطه مباشرة بقضايا المجتمع وهمومه ،ولحساسياته البالغة في انشغاالت ومشاكل
المواطن ،ما جعل هذه األحزاب تحاول كسب ود المنتخبين والمصوتين والفوز بأصواتهم
-1شارلي دي ماكين ،التخطيط اإلستراتيجي في التعليم (دليل التربوين) ،ترجمة فهد بن إبراهيم الحبيب ،ط،2
الرياض :العبيكان للنشر ،1002 ،ص . 26
-2لشهب أحمد ،صنع السياسة التربوية في الجزائر ،مجلة المفكر ،العدد ،1022 ،22ص .157
-3قاسمي شوقي ،مرغاد بشير الدين ،تطور آليات توزيع السكن في التشريع الجزائري مقاربة سوسيو قانونية ،مجلة
المفكر ،العدد ،1027، 25ص . 252
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
عن طريق حمالتها والتي ال تكاد تخلو من طرح األفكار والحلول في ميدان السكن
والتنمية الحضارية ،هذا القطاع الذي يعتبر كقاعدة لمختلف القطاعات األخرى ،فالبنية
التحتية ألي قطاع تتطلب وجود األقطاب السكنية سواء للمرافق العامة كالجامعة
والمستشفيات والمدارس ..إلخ ،أو للموظفين واإلطارات السيما العلياء منهم فراحتهم تعني
بدرجة كبيرة اتخاذ الق اررات الصائبة والموفقة.1
ويمكن تعريف السياسة السكنية على أنها " عبارة عن مجموعة منتظمة من
المقاييس المتبناة والموضوعة من طرف الدولة والهدف الرئيسي يكمن في وضع
الوسائل وآليات التدخل في السوق السكني ،وضمان التوازن العام بين العرض والطلب
وذلك في ظل احترام معايير السعر والكمية المحددة".2
-4سياسة العمل:
يعبر العمل عن تلك العالقة بين اإلنسان والطبيعة ،فهو أداة ووسيلة لتلبية
احتياجات الفرد والجماعة ،والمساهمة في التطور والتنمية ،فال يمكن تصور أي حضارة
مهما بلغت من االزدهار والرقي دون جهد أو عمل .فالطبيعة لن تخرج كنوزها وخيراتها
دون كد ،سواء كان هذا في باطن األرض أو في أعماق البحور والمحيطات .إال أن هناك
من المؤرخين من يرى أن اإلنسان كان للوهلة األولى يأخذ من الطبيعة الثمار والخيرات
الجاهزة .ليتطور إلى مساهما في إنتاجها ،سواء بشكل مباشر أو عن طريق الوسائل التي
ينتجها بنفسه ،ليستعملها في إنتاجه .وتستند عالقات اإلنتاج في المنظومة الرأسمالية على
الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج ،ويشتري مجهود القوى العاملة كغيرها من البضائع التي
3
يقتنيها لغرض استعمالها واستغاللها لزيادة إنتاجه.
وعلى النقيض من ذلك فالنظام االشتراكي ،يكرس مبدأ الملكية الجماعية لوسائل
اإلنتاج ويضيق من حرية األفراد في التملك ،لكنه يدافع عن حقوق األغلبية المغلوبة على
أمرها والمحكومة من طرف أقلية جشعة ال يهمها إال تحقيق مصالحها الضيقة ،على
-1زرقة دليلة « ،سياسة السكن واإلسكان بين الخطاب والواقع دراسة ميدانية بوالية وهران» ( ،أطروحة الدكتوراه ،قسم
علم اإلجتماع ،جامعة السانية بوهران ،)1026 ،ص .62
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .61
-3عبد اللطيف خالفي ،الوسيط في مدونة الشغل ،ج ،2ط .2مراكش :المطبعة والوراقة الوطنية ،1002 ،ص .22
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
حساب تعب وعناء الطبقة الكادحة ،هذه األخيرة ساهمت في إرساء المبادئ والدعائم
األولى لقوانين العمل والشغل ،وأخذت بها دول العالم ،بل وأضحت تشريعات العمل إحدى
مرتكزات التي تعنى بها المواثيق الدولية وإعالنات حقوق اإلنسان.1
وتحتل السياسة التشغيلية دو ار بار از في أجندة ودواليب صناع القرار والسياسيين،
وهذا نابع من العدد الهائل الذي تحتويه الطبقة العمالية ،وما يمكن أن تجره على السلطة
من آثار ونواتج (أصحاب السترات الصفراء في فرنسا) ،لذلك يتعين على هاته األخيرة
تقديم التحفيزات (رفع األجور ،تخفيض ساعات العمل ،الرعاية الصحية ،الحق في
ممارسة العمل النقابي..إلخ) لضمان استمالة أصواتها ودعمها في شتى االستحقاقات ،أو
بضمان عدم إثارتها للفوضى واإلضرابات التي يمكن أن تؤدي إلى إسقاط الحكومة أو
زعزعة االستقرار واإلضرار بالنظام.2
إن هناك من يربط بين الديمقراطية ،وبين حماية حقوق العمال ،ويرى المدير العام
لمنظمة العمل الدولية ،أن سقوط النظام الشيوعي له األثر اإليجابي على منظمة العمل
الدولية ،ويقول " إن اختفاء الكتلة الشيوعية ،سيكون له أثر محمود على المنظمة ،نظ ار
ألوجه التقارب الواضحة ،بين المبادئ األساسية للمجتمعات الديمقراطية والقيم التي
تدافع عنها منظمة العمل الدولية".3
وهو المنحى الذي اتخذته المحكمة الدستورية االتحادية في الواليات المتحدة
األمريكية ،حيث أقرت في قرارها الصادر عام 1002على أن العمل يدخل ضمن بناء
الشخصية والكرامة اإلنسانية ،وأنه من أهم مبادئ وقيم العدالة االجتماعية.4
أما بخصوص سياسة الضمان االجتماعي والتي هي محل هذه الدراسة نوردها
بشكل مفصل في المبحث الموالي.
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
50
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
جمع كبير من الناس بنظام مساهمة عادل يتحقق فيه تخفيف أو إزالة أنواع من
1
المخاطر أو األضرار االقتصادية بين أفرادهم".
-2نظام التأمين " :نظام تعاقدي يقوم على أساس المعاوضة ،غايته التعاون على
ترميم أضرار المخاطر الطارئة بواسطة هيئات منظمة ،تزاول عقوده بصورة فنية قائمة
2
على أسس وقواعد إحصائية"
-3عقد التأمين" :عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه إن يؤدي إلى المؤمن له ،أو إلى
المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو إيرادا مرتبا ،أو عوض مالي
أخر ،في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين في العقد ،وذلك في نظير قسط أو
3
أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن"
ومن هذه التعريف السابقة نستخلص أن التأمين ،قائم على فكرة وجود خطر يحدق
بالفرد ،يتربص به وبماله ،تدفعه لتضحية بجزء من ماله ،مقابل الحصول على تعويض
عند وقوع الخطر أو اإلحداث والكوارث الغير المتوقعة ،وبمقابل الشعور بالطمأنينة وإزالة
الخوف والشك والتفكير في المستقبل ،وبالتالي يعتبر الخطر أهم بواعث قيام التأمين ،لذلك
سنحاول في البداية تحديد مفهوم الخطر.
-4تعريف الخطر:
عرفه هيما رد " الخطر هو احتمال غير مالئم يولد الحاجة".4
كما عرفه كاستانى " الخطر حادث احتمالي يصيب الشخص في ذمته المالية أو تركيبه
الفسيولوجي العضوي" 5وبالتالي فالتأمين موجود لتقليص الخطر والتخفيف من حدته.
6
-5تعريف الضمان :وردت عنه عدة تعاريف من أهمها:
" هو واجب رد الشيء أو بدله بالمثل أو بالقيمة".
-1أبو المجد حرك ،من أجل تأمين إسالمي معاصر ،ط ،2القاهرة :دار الهدى للنشر والتوزيع ،2223 ،ص .27
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .22
-3حسين حامد حسان ،حكم الشريعة اإلسالمية ،القاهرة :دار االعتصام ،2272 ،ص .22
-4دمحم شرعان ،الخطر في عقد التامين ،اإلسكندرية :منشأة المعارف ،2222 ،ص .26
-5المرجع اآلنف الذكر ،ص .27
-6وهبة الزحيلي ،نظرية الضمان أو أحكام المسؤولية المدنية والجنائية في الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ،ط، 2
دمشق :دار الفكر ،1021 ،ص ص 11-12
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1المجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة ،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي أسيا ،الضمان وشبكات
االمن االجتماعي في إطار السياسات االجتماعية .نيويورك ،1003،ص .26
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
في توفير المساعدات على صندوق يشارك في تمويله كل من الحكومة ورب العمل
والعامل بنسب متفاوتة.1".
-6تعريف الضمان االجتماعي :ال يمكن تقديم مفهوم دقيق وشامل لمصلح الضمان
االجتماعي ،وهذا لتشابك وتداخل موضوعه وتشعبه من الناحية السياسية واالقتصادية
واالجتماعية ،2ولقد استعمل مصطلح األمن والضمان االجتماعي سنة 2235من قبل
الحكومة األمريكية ،بعد الهزة الكبيرة التي ضربت االقتصاد األمريكي ومختلف الدول
الغربية ،والتي عرفت باسم أزمة الكساد العالمي سنة ،2212حيث تفشت البطالة وفقد
الكثير من العمال مناصبهم ،وثبت ألصحاب نظرية الدولة الحارسة ،أن تدخل الدولة أمر
ضروري لتنظيم الحياة االقتصادية والسياسية داخل المجتمع.
وقد استخدمه المفكر الفرنسي " "Simon bolivarفي أوائل القرن التاسع عشر
حين قال عبارته الشهيرة " إن أكثر نظم الحكم كماال هو الذي يتضمن أكبر قدر من
الرفاهية ،وأكبر قدر من األمن االجتماعي ،وأكبر قدر من األمن السياسي".3
أما منظمة العمل الدولية ،فقد عرفت الضمان االجتماعي على أنه "الحماية التي
يوفرها المجتمع ألفراده من خالل إجراءات مواجهة األخطار التي تؤدي إلى توقف الدخل
أو انخفاضه نتيجة المرض أو األمومة أو إصابات العمل أو البطالة أو العجز أو
4
الشيخوخة أو الوفاة ،إضافة إلى الرعاية الطبية وتقدم اإلعانات لألسر التي لديها أطفال"
.
وعلى الرغم من استخدم كثير من المفكرين والمختصين في ميدان الضمان
االجتماعي مصطلح التأمين االجتماعي أو الضمان االجتماعي للداللة على نفس
المعنى ،فإن الكثير منهم يرون أن األخير أوسع نطاقا ،ألن الضمان االجتماعي هدفه
تحرير اإلنسان من الحاجة ،وهدفه تغطية أكبر عدد من األخطار وتوسيع نطاقه ألكبر
-1عبد اللطيف محمود هللا محمود،التأمين اإلجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية ،بيروت :دار النفائس،2222 ،
ص.57
-2دمحم البناء ،التأمينات االجتماعية في مصر إلى أين ،القاهرة :مؤسسة الطبجي للتجارة والطباعة والنشر،1007 ،
ص .16
-3ممدوح حمزة أحمد ،إدارة الخطر والتأمين ،المرجع السابق ،ص .667
-4دمحم البناء ،المرجع السابق ،ص .16
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
عدد من األشخاص سواء أكانوا عامال يدفعون االشتراكات لصناديق الضمان االجتماعي،
أم بقيت أفراد المجتمع الذين يقبعون تحت شبح البطالة ،أو العجزة ،المعاقبين..إلخ.
وتسعى من خالله الدولة ( الضمان االجتماعي ) إلى دعم االستقرار والتماسك االجتماعي
والتوازن بين فئات المجتمع الواحد ،وتخفيف التفاوت بين طبقاته ،وتحسين المستوى
المعيشي لجميع أفراده ويرى هؤالء أن الضمان االجتماعي هي أحدى وسائل الحماية
االجتماعية ،وإنها تهدف إلى تغطية أخطار محددة ومقننة مثل (العجز ،الشيخوخة
والبطالة ،المرض ،إصابات العمل واألمراض المهنية ،الوفاة).1
وهذا ما حددته اتفاقية العمل الدولية ،عن طريق مكتب العمل الدولي ،الذي دعا من
خالل عقد دورته الخامس والثالثون ،في 02حزيران 2251بجنيف ،إلى ضرورة توفر
معايير دنيا للضمان االجتماعي للدول األعضاء وهي( :الرعاية الطبية ،إعانات المرض،
والبطالة ،والشيخوخة ،إصابات العمل ،المنح العائلية واألمومة والعجز ،إعانة الورثة) هذا
وألزمت الدول األعضاء بمنح مزايا الضمان االجتماعي لألجانب المقيمين ،وضرورة
المساواة بينهم وبين المواطنين األصلين.2
وجاء في تعريف الضمان االجتماعي في الموسوعة االقتصادية واالجتماعية على
أنه "وسيلة الدول الرأسمالية في إحداث نوع من التكافل االجتماعي ،أو توفير الحد األدنى
من الحياة الكريمة لذوي االحتياجات الخاصة ،من الفقراء والمعاقين والمتعطلين عن العمل
والمسنون والعجزة وأسرهم ،ويستخدم الضمان االجتماعي ألحداث التوازن االجتماعي بين
3
مختلف فئات المجتمع في أغلب المجتمعات".
-7تعريف الحماية االجتماعية " :مجموعة النظم واإلجراءات التي تضعها الدولة
لحماية أفرادها من األخطار" .4كما تعرف أيضا "هي مجموعة من اآلليات واألنشطة
-1موسى أبو أدهم ،حول التأمينات االجتماعية ،سلسلة التقارير القانونية ،فلسطين :الهيئة الفلسطينية المستقلة
لحقوق المواطن 1002 ،ص .20
-2االتفاقية رقم 201لمؤتمر العمل الدولي.
-3إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،الموسوعة االقتصادية واالجتماعية ،اإلسكندرية :مركز إسكندرية للكتاب،
،1005ص .327
-4رشاد أحمد عبد اللطيف ،مقومات الحماية االجتماعية،مؤتمر الحماية االجتماعية والتنمية ،جامعة نايف للعلوم
األمنية .السعودية ،1022 ،ص .5
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
المترابطة الهادفة إلى تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي ،بتحرير اإلنسان من
ضغط الحاجة والعوز والحرمان ،والحد من خسائره وحمايته مما يهدده من أخطار
داخلية وخارجية كاألزمات االقتصادية المالية والحروب وحالة االقتصاد والكوارث
الطبيعية كالمجاعات والفيضانات واألمراض الوبائية".1
وتعرف أيضا " مجموعة من اآلليات والمؤسسات التي ترتكز على مبدأ التضامن
والتكافل ،والتي تضمن لألفراد الحماية من المخاطر االجتماعية ،المتمثلة أساسا في
األمراض والبطالة والمخاطر التي قد تنجم أثناء العمل والفقر والتكفل بالمتقاعدين وذوي
االحتياجات الخاصة".2
الرعاية االجتماعية :يمكن تعريفها على أنها "هي البرامج والهيئات والمؤسسات
االجتماعية ذات التنظيم الرسمي ،والتي تعمل على إيجاد أو تنمية وتطوير الظروف
االقتصادية والصحية والكفاءات الخاصة ،لكل السكان أو جزء منهم".3
-8خصائص الضمان والتأمين االجتماعي :من خالل مفهومي الضمان والتأمين
االجتماعي يمكننا استخالص خصائصهما:
-يبين سلطة الدولة واستعمالها وسائل اإلكراه ،حيث أنه نظام إجباري ،تفرضه الدولة
وتنظمه وتسيره عن طريق صناديق الضمان االجتماعي.
-يكرس سلطة الدولة في إعادة توزيع الدخل والمنافع والموارد بين أفراد المجتمع ،لتكريس
العدالة المنشودة بين مواطنيها.
-يدعم الوظيفة األمنية للدولة ،ألن إشباع حاجات الفقراء والمحتاجين واأليتام من شأنه
القضاء على السرقة والجريمة وأفأت االنحراف..إلخ.
-هو أحد ركائز السياسة االجتماعية ،التي تسعى به السلطة للوصول إلى الرضاء
العام ،و تلميع صورتها داخليا وخارجيا.
-1بن دهمة هوارية« ،الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان االجتماعي دراسة حالة
صندوق الضمان االجتماعي تلمسان»( ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسير ،جامعة أبوبكر بلقايد تلمسان ،)1025 ،ص .6
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .7
-3علي احمد وادي ،المساعدات والرعاية االجتماعية للفئات المستهدفة بين الواقع والطموح ،اليمن (الحديدة):
جامعة الحديدة ،بدون سنة نشر ،ص .270
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-هو أحد صور الديمقراطية التشاركية ،ألن صناديق الضمان االجتماعي تديرها النقابات
ومنظمات أرباب العمل واإلدارة.
-إن التعاون والتكافل االجتماعي ،من شأنه أن يقوي روابط التماسك والتواصل بين
جميع فئات وشرائح المواطنين ،الذي يدعم تماسك المجتمع واستق ارره.
ثانيا -المفاهيم المشابهة للضمان االجتماعي :هناك بعض المفاهيم التي لها عالقة
بالضمان االجتماعي لذا وجب تبيان الفرق بينها وبين الضمان االجتماعي.
-2الضمان االجتماعي والمساعدات االجتماعية:
يشتركان في أن كالهما يهدفان إلى تحقيق األمن االجتماعي ،وتكريس العدالة
االجتماعية ،والوصول إلى دولة الرفاه ويختلفان في نقاط عديدة أهماها:
الضمان االجتماعي يطال كل فئات المجتمع ،وتشترك في دفع أقساط التأمين،
الدولة ورب العمل والعامل ويبقى مستمرا ،أما المساعدات االجتماعية فهي توجه للمعوزين
والمحتاجين تتحمل أعبائها الدولة ،وهي في غالبها غير مستمرة تتوقف إما بتحسن الحالة
االجتماعية للمستفيد ،أو بعجز الدولة عن تقديم يد العون ،أو قد يكون موسميا وفي فترات
متقطعة مثل قفة رمضان.
-2الضمان االجتماعي والتأمين:
الضمان االجتماعي هدفه التكافل وإعادة توزيع الدخل ،وهوال يهدف إلى تحقيق
الربح ،وتقوم به الدولة عن طريق مؤسسات الضمان االجتماعي وهو إجباري ،أما التأمين
فيهدف إلى تحقيق الربح ،وهو في غالبه اختياري إال في بعض الحاالت مثل ،إجبارية
تأمين السيارات ،قد تقوم به الدولة أو إحدى شركات التأمين الخاصة.
ثالثا :أسباب ظهور الضمان االجتماعي:
-1األسباب السياسية :كان لنجاح الثورة الفرنسية األثر الكبير ،لميالد السياسة الحديثة،
السياسة التي تخضع فيها الحكومات للقانون وتخضع أيضا للمحاسبة ،أي تخضع إلرادة
الشعب واحتياجاته ،1كما تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة للمجتمع بدال من المصلحة
الضيقة للحكام ،وهذا ما دعاه أرسطو بالخير العام ،حيث تتنوع فيه ألوان المشهد
-1فرانسيس فوكوياما ،أصول النظام السياسي من عصور ما قبل اإلنسان إلى الثورة الفرنسية ،ترجمة :مجاب
الإليمان ،معين اإلمام ،ط.2الدوحة :منتدى العالقات العربية والدولية ،1026 ،ص .573
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
السياسي ،ويضمن في محيطه التداول الحقيقي للسلطة بين األحزاب ومختلف الفواعل
والتركيبات السياسية .1وحتى في الدول التي عرفت النظام الملكي ،فقد أضح نظامها
مقيدا (الملكية المقيدة) على غرار إنكلت ار حيث الملك فيها هو حاكم شرفي ،وال يملك من
السلطة سواء البروتوكول ،2والمواطن له دور كبير في اختيار ممثليه ونوابه في البرلمان
عن طريق االقتراع الحر ،وفي عزلهم أو عدم التصويت لهم مرة أخرى إذا لم ينزلوا عند
رغباته ،بل ويتعدى األمر إلى تغير الحكومة ،هذه األخيرة لم يعد دورها يقتصر على
توفير األمن والسهر على تطبيق العدالة ،مثلما نادى به أنصار الدولة الحارسة ،حيث
نصت دساتيرها و قوانينها على توفير الحماية والرعاية والضمان االجتماعي لشعوبها.3
وقد ساهمت الثورة الصناعية في تجمع عدد هائل من العمال ،عوض النظام
اإلقطاعي آنذاك والتي كانت أعداد الفالحين والمزارعين قليلة ،وبالتالي لم يكونوا يشكلون
تجمعات وفرق ،كما حال عمال الشركات والمصانع ،الذين كان لهم السبق في إنشاء
4
النقابات.
وحملت سنة 2710بروز أول نقابة وهي جمعية الخياطين في بريطانيا حيث رفعت
مطالبها إلى البرلمان ،5لكن البرلمان في بريطانيا كان محتك ار من قبل الطبقة
األرستقراطية ،حيث منع صدور أي قانون ينصف الطبقة العاملة ،بل حتى وإذا صدر
قانون لفائدة الطبقة العاملة هناك غياب كلي آللية التنفيذ ،إلى غاية صدور قانون لتفتيش
المصانع سنة ،2233وهذا لإلطالع على ظروف أماكن العمل ووضعية العمال (عدد
ساعات العمل ،الظروف الصحية ،عمالة األطفال ،األجور..إلخ).6
-1فرانسيس فوكوياما ،النظام السياسي واالنحطاط السياسي من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية ،ترجمة:
مجاب الإليمان ،معين اإلمام ،ط ،الدوحة :منتدى العالقات العربية والدولية ،1026 ،ص .32
-2عويغوري كالرك ،االقتصاد العالمي نشأته وتطوره ومستقبله ،ترجمة أمين األيوبي ،ط،2بيروت :الدار العربية
للعلوم الناشرون ،1002 ،ص .121
-3دمحم وحيد عبد الباري ،المرجع السابق ،ص .25
-4محيبس الوائلي ،االصالحات االجتماعية في بريطانيا ،2226-2201مجلة واسط ،المجلد ،2العدد ،1022 ،20
ص .220
-5إدريس بولكعيبات ،الحركة النقابية الجزائرية بين عصريين إشكالية العجز المزمن عن فك االرتباط بالمشروع
السياسي ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ، 1007 ،21ص .250
-6طالب محيبس الوائلي ،المرجع السابق ،ص .221
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
إال أن الش اررة الحقيقة كانت في ألمانيا ،حيث استطاع االشتراكيون حصد 10مقعدا
في االنتخابات البرلمانية األلمانية سنة ،2277وأصبح الحزب االشتراكي األلماني
المعارض يشكل خط ار حقيقيا (رغم أنه حديث النشأة وتأسس سنة 2275م) ،على الحزب
الحاكم بقيادة المستشار األلماني " ،"Bismarckالذي حاول أن يظهر بمظهر الحامل
لهموم العمال والمهتم بمشاكلهم فأصدر سلسلة من القوانين تخص الضمان االجتماعي
بداية من سنة 2223م ،ولم يكن هذا سواء تنازل منه لتهدئة الجموع الغاضبة من العمال
والنقابات ،ولقطع الطريق أمام األحزاب االشتراكية والشيوعية ،والحيلولة دون كسبهم المزيد
من األصوات وبالتالي توسع قاعدتهم االنتخابية ،مما يؤدي ال محالة إلى تغلغلهم في
دواليب الحكم أو مشاركتهم في السلطة.1
-2األسباب اإليديولوجية واالقتصادية واالجتماعية:
شهدت مرحلة الثورة الصناعية جشع أصحاب المصانع والشركات ومالك وسائل
اإلنتاج ،في سعيهم نحو تعظيم األرباح وتخفيض تكاليف اإلنتاج إلى االستغالل الفاضح
لطبقة العاملة ،عن طريق زيادات في ساعات العمل ،وتخفيض األجور ،حيث غابت
معناها القيم اإلنسانية ،وأصبح ينظر للعامل كمجرد آلة تنتهي صالحيتها ،إذا تعطلت أو
أصبحت غير قادرة على مواصلة العطاء ،بل وتشبهيه بالحيوان وهو ما يراه "فوكوياما" في
كتابه "نهاية التاريخ" حيث يقول " إذا كان اإلنسان باألساس حيوانا اقتصاديا محكوما
برغبته وعقله ،فإن الصيرورة الجدلية للتطور التاريخي يجب أن تكون في المتوسط
متماثلة بالنسبة لمختلف المجتمعات والثقافات" فقد ذاع في هاده الفترة الفكر الرأسمالي
الليبرالي الميكيافلي تحت شعار "دعه يعمل اتركه يمر".2
إن هذا الشعار الذي رفعه أدم سميث لم يكن موجها لطبقة العاملة فحسب ،حيث
دعاء في كتابه ثروة األمم سنة 2776إلى تخفيض عدد الجيش والقوات المسلحة فقط
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
بالعدد الذي يسمح بالحماية القومية للوطن حيث حسب رأيه هي قوة غير منتجة وال
تضيف القيمة مضافة.1
لقد كان دافع اإلنتاج والربح هي اللغة الطاغية في خطابات الرأسمالية ،ولعل توفر
2
. رأس المال لدى المدخرين هو ما ضاعف إنتاجية العمال أكثر من توفر اليد العاملة
ل قد سبب اتساع استخدام اآللة حلولها محل اإلنسان ،ما دفع لطبقة العاملة
بالرضوخ شروط أصحاب العمل مصانع والشركات ،حيث لم تظهر أي قوانين أو
تشريعات تحمي الطبقة العاملة من جملت المخاطر الذين يتعرضون لها ،كحوادث العمل
أو األمراض المهنية أو العجز،أو الوفاة..إلخ .وإن هذه العوامل السالف ذكرها تسببت في
الفقد العديد من العمال لمناصبهم ،نتج عنه الحقا ظهور البطالة والفقر والتفكك األسري
ومختلف اآلفات االجتماعية ،وتحول النظام السياسي في أوربا من نفوذ اإلقطاعيين إلى
نفوذ أرباب العمل .ولقد استفحلت الطبقية في أوربا أكثر من أي وقت مضى ،وأصبحت
الفروق شاسعة ،حيث هناك فئة قليلة تستأثر بالثروة والمكاسب أما العمال البسطاء ال
يجنون من المحصول سوء الفتات.3
وألن الضغط يولد االنفجار واالستبداد يولد الثورة ،فقد أحست القوة العاملة في أوربا
بثقلها وإمكانياتها في فرض نمط مجتمعي جديد ،يلغي احتكار الملكية الخاصة ويلغي
فلسفة ونهج أصحاب النضرة الليبرالية ،ويضع مكانها نمطا شيوعيا اشتراكيا ن (األفكار
الماركسية) .4إن هذا المشروع الجديد ليس نسج الخيال ،بل حقيقة تجسدت على أرض
الواقع ،5وحراكا اجتماعيا اجتاح أوربا هدفه محاربة الملكية الخاصة وإحالل محلها الملكية
-1بول كيندي ، ،القوى العظمى التغيرات االقتصادية والصراع العسكري ،من 1511إلى ،2111ترجمة عبد
الوهاب علوب ،ط ،2الكويت :دار سعاد الصباح مركز أبن خلدون للدراسات اإلنمائية ،2223 ،ص .112
-2ديفيد بوز ،مفاهيم الليبرتارية وروادها ،ترجمة صالح عبد الحق ،ط ،2بيروت :رياض الريس للكتب والنشر،
1002ص .222
-3باسكال بروكنر،عبد هللا السيد ولد أباه ،بؤس الرفاهية ،ط، 2الرياض :مكتبة الملك فهد الوطنية ،1006 ،ص
.132
-4فريديرك إنجلز ،فارس غصوب ،اإلشتراكية الطوباوية والعلم ،ط ،2بيروت :دار الفارابي ،1023 ،ص.22
-5المرجع اآلنف الذكر ،ص .21
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
العامة لوسائل اإلنتاج والقضاء على الهوة والفوارق المجتمعية والدفاع عن حقوق العمال
1
واإلصالح البرلماني والتحرر الكثولوكي.
هذا النظام يقوم على أنقاض الرأسمالية وعلى إخفاقاتها مثلما بشر به " Joseph
"shumpeterقائال " الرأسمالية تعني منظومة من القيم ،وموقفا من الحياة وحضارة،
حضارة الالمساواة ونصيب األسرة من المصير ،وإن األداء الفعلي والمأمول من النظام
الرأسمالي هو نقض فكرة انهياره بضغط من اإلخفاق االقتصادي ،لكن نجاحه ذاته يدمر
المؤسسات االجتماعية التي تحميه ،ويخلق بصورة ال مهرب منها حاالت ال يستطيع
2
فيها أن يحيا ،والتي تشير وبقوة إلى االشتراكية ،كوريث واضح".
إن نظرة االشتراكيين والماركسيين هي نضرة واضحة ،قائمة على وجود ظلم لحق
بطبقة العمال ،وبالتالي ينتج خلل وعدم اتزان في النسيج االجتماعي ،تلجئ هذه األخيرة
إلى االحتجاج أو إلى العنف ،لتعبير عن تذمرها وسخطها على الوضع القائم ،تدفع الحقا
الحكومة إلى تبني إصالحات وبرامج وتشريعات تحمي الطبقة العاملة ،تكون كاستجابة أو
3
كرد فعل أو كسياسة لحل المشكلة المطروحة (سياسة الضمان االجتماعي).
رابعا -أهداف وأهمية الضمان االجتماعي:
4
-1األهداف:
-حماية العامل من جميع المخاطر المحدقة به ،وتعويضه عند حدوث أي مكروه ،مما
يزيل عنه الخوف واالرتباك ويدفعه ويحفزه لبذل المزيد من الجهد والوالء واإلخالص عند
قيامه بمهامه وبالتالي إعطاء نتائج جيدة أو مقبولة.
-ضمان مرتب كاف يساعد العامل على الوفاء بجميع متطلباته واحتياجاته ،السيما بعد
االنتهاء من خدمته ،مع مرعاه التناسق بين المعاشات السابقة والجديدة.
50
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-ال تستهدف خدمات وامتيازات الضمان االجتماعي فئة العمال وأسرهم فقط ،بل تسعى
احتياجات الفئة أو الحلقة األضعف في المجتمع كالعجزة واألرامل واأليتام لتغطية
وعديمي الدخل وذوي االحتياجات الخاصة..الخ.
-رفع المستوى الصحي ،وتغطية أكبر قدر ممكن من مصاريف العالج للمؤمنين
وذويهم.
-ضمان األمن واالستقرار المنشودين ،حيث يغرس نظام التكافل أو التعاون االجتماعي
حب الوطن في نفوس الطبقات المحرومة ،بتقديم الدولة لهم المساعدات ويد العون ،ويد أر
عنها أي احتجاجات أو أعمال عنف أو شغب كما يقوي وحدة المجتمع وترابطه وتماسكه
وتكاتف أبنائه بزوال الفوارق بينهم خلق الثروة وتسريع وتيرة النمو ،بضخ أموال الضمان
االجتماعي في استثمارات ومشاريع من شأنها إن تطور االقتصاد الوطني ،وتضمن
مناصب شغل للعاطلين والبطالين.
-التنظيم اإلداري والتنسيق في أخذ االشتراكات وتقديم التعويضات ،بين العامل ورب
العمل والدولة.
-1أحمد حجاز ،صندوق الضمان االجتماعي وفكرة التكافل االجتماعي ،مجلة دار المنظومة ،مجلد ،16عدد ،01
األردن ،2225 ،ص .22
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
المجال أمام التدخل األجنبي الواسع .ويوضح نظام الضمان االجتماعي مذهب الحكومات
واتجاهها ،حيث يغلب على الدول االشتراكية الشيوعية الطابع االجتماعي ،وملكيتها
لوسائل اإلنتاج وتدخلها لصالح العمال ،فهي أنظمة شمولية عادة يدخل فيها الحزب في
حياة المواطن السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،أما الدول الليبرالية الرأسمالية فهي دائما
تدعو إلى عدم تدخل الدولة إال في نطاق ضيق ولول أزمة الكساد العالمي سنة 2212
وأفكار " "John maynard Keynesلكان دور الدولة يختزل في األمن والدفاع
والعدالة ،كما نادى به أصحاب النظرية الكالسيكية سابقا.
ب -األهمية االقتصادية:
للعامل دور ا قتصادي مهم في عمليات التأمينات االجتماعية ،حيث يمكن تجميع
رؤوس األموال وفوائض صناديق الضمان االجتماعي ،وإعادة استثمارها في شتى
المشاريع التجارية والخدمية والصناعية ،مما يجعل صناديق الضمان االجتماعي ،في
أريحية مالية ،بعيدة عن أي خطر أو عجز ممكن أن يلحق بميزانياتها ،بل ويتعدى ذلك
إلى فتح مجال التنمية المحلية والتي كان لغياب السيولة األثر البالغ والباعث األساسي
في فقدانها. 1
وبالتالي إعطاء دفعة أخرى لدوران للعجلة االقتصادية ،وفتح مناصب العمل
ومكافحة البطالة ،ورفع اإلنتاجية الوطنية ،برفع إنتاجية العامل ،الذي لم يعد خطر العجز
وإصابات العمل والشيخوخة واإلمراض المهنية تربكه ،ألن إعانات والتعويضات التي
يوفرها له نظام الضمان االجتماعي ،تدفعه نحو بذل أقصى جهد ممكن ،وهذا يسهم أيضا
في مكافحة التضخم ،وتحقيق الرفاهية االقتصادية.2
ج -األهمية االجتماعية :تتجلى األهمية االجتماعية للتأمين من خالل التضامن والتكافل
بين وحدات وأفراد المجتمع بصورة غير مباشرة ،حيث إن الضرر الذي قد يصيب
شخصا معينا مهما كان نوعه (األمراض ،إصابات العمل ،العجز ،البطالة..إلخ) يخف
عبئ تحمله ،بسبب التعويض الذي يحصل عليه من طرف صناديق الضمان االجتماعي
-1الطيب السماتي ،اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري ومشاكله العملية ،المرجع السابق،
ص.2
-2دمحم زيدان ،دمحم يعقوبي ،المرجع السابق ،ص .5
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
وهذا بمقابل دفعه لألقساط أو االشتراكات ،وهذا خالفا لشخص الغير مؤمن ،أو الذي ال
يتمتع بخدمات التأمين ،فإن نتائج تعرضه للخطر تكون في غالبها وخيمة وال يستطيع
تحملها بمفرده ما يفتح باب الفقر والعوز والحاجة على مصرعيه ،وحتى إن حصل على
مساعدات اجتماعية فإن غالبها يكون غير كافي كما أنها تكتسي طابع الذل والهوان.1
خامسا-نماذج الضمان االجتماعي:
النموذج التعويضي :هذا النموذج مستوحي من النموذج البسماركي الذي -1
يربط الضمان االجتماعي بالعمل ،وبالتالي حق الضمان يستند على دفع االشتراكات من
قبل العامل للحصول على خدمات الضمان االجتماعي 2وتمويل هذا النظام يرتبط
باشتراكات العاملين ،والتي بموجبها أيضا تتحدد قيمة التعويضات والتقاعد وغيرها من
المزايا والحقوق المترتبة على االنخراط في الضمان االجتماعي.3
تأخذ فرنسا وألمانيا بهذا النموذج ،لكن الدولة تعطي الحرية أكثر للنقابات والشريك
االجتماعي ومالك وسائل اإلنتاج في المشاركة في اتخاذ القرار وتحديد االشتراكات
وصنع سياسة الضمان االجتماعي ككل ،عن طريق التفاوض والمساومة ،ولكنها تتدخل
لحماية الفئات الغير قادرة على العمل واالشتراك ،كإعانات الفقراء واألسر المعيلة ومنح
األيتام والمعاقين ..إلخ.4
بالنسبة لفرنسا يالحظ حضور الحكومة وتدخلها أكثر من ألمانيا وهذا ألسباب
منها:5
-1قرومي حميد ،ضحاك نجية ،الضمان االجتماعي في الجزائر" دراسة حالة البويرة" ،مجلة العلوم االقتصادية
والتسيير والعلوم التجارية ،العدد ،1025 ،23ص .21
-2صرارمة عبد الوحيد ،دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر ،مجلة العلوم االنسانية،
المجلد ب ،العدد ،1002 ، 30ص.222
-3فضيلة عكاش« ،تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر»( ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية العلوم
السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،)1002 ،ص .05
-4فؤاد نهرا ،النموذج التعاوني دراسة مقارنة النموذج الدولوي الفرنسي والنموذج التعاوني األلماني ،ندوة دولة
الرفاهية االجتماعية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،المعهد السويدي باإلسكندرية ،1005 ،ص . 02
-5المرجع اآلنف الذكر ،ص .2
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-قوانين العمل والضمان االجتماعي في فرنسا لم تنصص على ضرورة تواجد النقابة
وهذا ما نعزوه إلى سببين وهما تأخر التجربة الفرنسية في منظومة الضمان االجتماعي
مقارنة بألمانيا ،أما السبب الثاني فهو امتالك رب العمل صالحيات واسعة وبالتالي غياب
وضعف النقابة وهذا إلى غاية 2221مع تشكيل أول حكومة يسار.
-االعتماد على البرنامج اليساري الذي يرسم تدخل الدولة ،بل وتمسك من خالله مقاليد
اإلصالحات االقتصادية واالجتماعية ومن بينها التدخل لصالح حماية العمال.
تغليب سياسة ومحور الصراع والمواجهة على المشاركة والتوازن بين مصالح أرباب العمل
والنقابات حيث احتدما النزاع بعد حضور الحزب الشيوعي الفرنسي وارتباطه باالتحاد
العمالي العام أكثر نقابات فرنسة تمثيال للعمال وبين أرباب العمل الذين حاولوا جاهد شق
صفوف النقابات وبالتالي هضم حقوق العمال.
-2النموذج التوزيعي:هذا النموذج قائم على أفكار وإصالحات" ،"Beveridgeوهو
يستهدف عموم المواطنين دون استثناء،أي يمتاز بالشمولية سواء ممن يدفعون االشتراكات
أو بقية أفراد المجتمع (عامل أو بطال) ،حيث هذا النظام قائم على القضاء على الحاجة
ككل ،1ويقول بفر يدج في تقريره ،إذا لم تعط للشعب إصالحات اجتماعية يعطيك الثورة،
كما يمتاز هذا النموذج بالديمومة حيث يوفر الحماية ألفراده من المهد إلى اللحد ،ويمتاز
2
أيضا بالوحدة والتمركز ،حيث هناك اشتراك واحد يغطي جميع المخاطر بدون استثناء
إال أنه يقتصر على تأمين الحد األدنى من المخاطر ،وفي الضرورة فقطا ،تاركا مسؤولية
تامين وتعويض المخاطر األخرى على عاتق الشركات ومختلف القطاعات والمؤسسات
اإلنتاجية والخدمية.3
كما يدعو هذا النموذج إلى تشابه وتماثل التعويضات والمنح المقدمـ ـ ـة لألفراد سواء
من فئة البطالين أو العمال ،وهذه خاصية أخرى ينفرد بها النظام البفريدجي (التشابه)
إضافة إلى خاصيتي (الوحدة والشمول) ،ويوجب هذا النموذج الدولة التدخل لمعالجة
إختالالت وعجز ميزانية الصناديق ويحملها المسؤولية ،فعدم كفاية االشتراكات ليس مبر ار
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
لتملصها فالضرائب والخزينة كفيلة بسد ذلك العجز ،1وهو ما حمله كتابه "full
سنة 2222والذي حثها على البحث عن "employment in free society
التشغيل الكامل وضمان مجانية العالج وتأمين منح التقاعد وهذا للوصول إلى دولة
الرفاهية الحقيقية ،الرفاهية التي يعيش في كنفها الفرد أو المواطن وال يرتابه أي شك أو
خوف من الحاضر أو المستقبل ،وبالتالي فالضمان االجتماعي يساوي حياة أمنة ومطمئنة
للفرد وللعائلة ومن ثم عموم المجتمع ،يساوي أيضا استقرار الدولة وديمومة النظام
2
السياسي.
" يبدو جليا تأثر " "Beveridgeبنظريات وأطروحات المفكر االقتصادي الكبير
( "Keynesالتشغيل الكامل واليد الخفية) ،وبأفكار الرئيس األميركي" "Rooseveltفي
دفاعه وحثه على أن يشمل نظام الضمان االجتماعي عموم المواطنين وبدون استثناء وأن
يكون صمام أمان حقيقي للقضاء على الحاجة.3
-3النموذج االشتراكي الشيوعي :يرى النموذج الشيوعي ومن خلفه النظرية الماركسية
إن نظام الضمان االجتماعي ،جاء لتغطية عيوب الليبرالية ولتمرير توجهاتها ،وهذا من
خالل سعيها الستغالل الطبقة العاملة وسرقة جهدها ،فمن الجانب السياسي هي لمواصلة
اإلمساك بزمام الحكم وتربعها على العرش في هاته الدول تحت شعار دولة الرفاهية
وبالتالي البحث عن الشرعية ودعم والء المواطنين للحكومة ،أما من الجانب االقتصادي
فهي تراكم جديد لألموال واألرباح الطائلة التي يجري وراءها كبار التجار وأرباب العمل
ومالك المصانع ووسائل اإلنتاج.
ويسعى النموذج االشتراكي إلى تحقيق العدالة وتنافي الطبقيـ ـ ـة والزياـدة في المنح
والمساعدات االجتماعية ،إال انه صعب المنال ويقتضي توفر مداخيل ضخمة للدولة
لضمان صرف المنح والمساعدات ،وهذا الستحالة استفاء صناديق الضمان االجتماعي
بكل هذه النفقات ،كما يعاب عليه في انه يقضي بصفة غير مباشرة على روح المبادرة
-1فواد وراد« ،الحماية االجتماعية والتشغيل" دراسة حالة الجزائر»( ،مذكرة ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير،جامعة تلمسان ، )1002 ،ص.22
-2صرارمة عبد الوحيد ،المرجع السابق ،ص .222
-3وراد فؤاد ،المرجع السابق ،ص .23
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الفردية واالبتكار وتحسين نوعية العمل واإلنتاج ،وفشله الذريع في الدول التي طبقت هذا
النظام ،ومن أمثلتها اإلتحاد السوفيتي سابقا.1
-4النموذج المختلط (التركيبي أو التوفيقي):
بدأت معظم الدول في البحث عن نموذج وسطي ،يحوي جميع شرائح المجتمع
ويغطي اغلب األخطار ،فيستند من جهة على اشتراكات العمال ومن جهة أخرى على
دعم الدولة عن طريق الزيادة في النفقات االجتماعية ،مثل :فرنسا وألمانيا والنمسا..الخ.2
هذا النموذج ال يسعى إلى القضاء على الطبقية وعدم المساواة مثل النموذج
الشيوعي االشتراكي ،إال انه يحاول الحد من آثارها السيما على الفئات الهشة ومحدودي
الدخل ،كما أن له نزعة أخالقية اتجاه المرأة الماكثة في البيت واألطفال والحضانة..الخ،
حيث يضمن إعطاءها منحة لها وألوالدها ،مثل األجر الوحيد ومنحة األطفال في نظام
الضمان االجتماعي الجزائري ،كما أن فرنسا وإن كان نظامها يستند كثي ار للنموذج
البسماركي إال انه يمكن اعتباره اشتراكيا رفقة بعض الدول االسكندينافية ،ألنها وإن كانت
أنظمة ليبرالية رأسمالية ،فتبقى متأثرة بمسوقات الثورة الفرنسية" ،حرية ،مساواة ،إخاء"،
وتحاول جاهدا وقاية وتأمين حدودها أمام االشتراكية ومن خلفها الشيوعية والضغوطات
الماركسية والنقابية.3
هذا النموذج هو قريب أيضا من النمط االجتماعي الديمقراطي ،حيث يقتضي وجود
سياسة ضريبية فعالة ،من أجل تأمين جل المخاطر وتغطية مصاريف التأمين ،وهذا
لضمان إعادة توزيع الدخل والثروة ،وعلى العموم فالدول األسكدنافية المشار إليها سابقا
4
. وعلى رأسها السويد تطبق هذا النموذج بحذافيره
نبقى أن نشير إال إن نظام الضمان االجتماعي في الجزائر يميل إلى النظام
المختلط ،فيأخذ من النموذج التعويضي قيامه على دفع إشتركات العاملين وأرباب العمل
من أجل تغطية مصاريف صناديق الضمان االجتماعي ،ومن النموذج ألتوزيعي في
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
محاولته توسعه ليشمل ويغطي فئات أخرى من غير العاملين (الطلبة ،المجاهدين
،المعاقين والنساء الماكثات في البيت...إلخ).1
أما من النموذج الشيوعي اال شتراكي ،فيأخذ ميزة محاولته معالجة التفاوت الطبقي،
ومواصلة دعم الدولة للجبهة االجتماعية ،لكن يبقى العائق المالي وعجز ميزانية
الصناديق وميزانية الدولة ،حجرة عثرة أمام طموحات الدولة الجزائرية.
سادسا -أساليب تحقيق التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي:
يمكن التمييز بين أسلوبين متبعان لتحقيق التوازن بين االشتراكات والنفقات وهما:
أسلوب التراكم وأسلوب التوزيع.
-1أسلوب التراكم :وينقسم بدوره إلى نوعين :التراكم الفردي والتراكم الجماعي.
أ -أسلوب التراكم الفردي :وهو شبيه باالدخار الذي يتم تجميعه لغرض استثماره ،وفي
هذا األسلوب يتم فتح حساب لكل مؤمن على حدا ،مهما كان نشاطه وصفته سواء كان
عامال أوب عمل ..إلخ ،ويتم فيه جمع اشتراكاته مع مساهمة الدولة ،وعوائد استثمار ذلك
المبلغ المجمع ،فإذا حدث أي خطر أو طارئ يستوجب تغطيته كان مبلغ تعويضه على
أساس حسابه الخاص الذي تم تجميع مدخراته فيه ،أي أن قيمة التعويض تكون حسب
المقدرة المالية لحسابه.2
ب-أسلوب التراكم الجماعي :ويكون باستخدام حساب جماعي لمجموعة المشتركين ،وهذا
باعتماد قوانين االحتمال ،لتحديد نسبة احتمال الخطر ،ومعدالت سعر الفائدة ،لكي
يتحقق التوازن بين ما تم تجميعه من احتياطي مع ما يتم إعطائه للمشترك ،وبالتالي فإن
كل ما زاد احتياطي أموال الضمان االجتماعي ،كلما زادت نسبة الوفاء بالتزامات صناديق
الضمان االجتماعي نحو المشتركين ،لكن ذلك ال يمنع من وجود أخطار كتدني قيمة
3
العملة ،وانخفاض القدرة الشرائية ،كذلك عند حدوث خسائر استثمارية.
-2أسلوب التوزيع:
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
ويعتمد أسلوب التوزيع على إيجاد التوازن خالل فترة زمنية محددة مابين نفقات
وإيرادات صناديق الضمان االجتماعي ،فيما يحول فائض إذا وجد إلى التأمين االحتياطي
الضروري ،أما نسبة االشتراك فتتماشى وفقا للحالة المالية لصناديق خالل كل سنة ،فتزيد
بانخفاض االحتياطي الضروري ،وتنخفض بارتفاعه وذلك للمحافظة على الوضعية المالية
لصناديق ،ويرتكز هذا النظام على فكرة التكافل بين األجيال المتعاقبة ،فاشتراكات العمال
توجه نسبة كبيرة منها لصالح المتقاعدين ،أما تقاعدهم فيغطى باشتراكات األجيال
القادمة ،إضافة الستفادتي الجميع ( عمال ومتقاعدين ) من تغطية المرض والعجز
1
وإصابات العمل ،وغيرها من مزايا وخدمات التأمينات االجتماعية....إلخ.
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
"هاني الملقي" استغرابه من تشكيك النواب في الحكومة ،وأضاف أن الحكومة تسعى إلى
1
حفظ أموال الضمان االجتماعي.
-2المؤسسة التنفيذية:
إن ما يمكن مالحظته في كثير من الدول ،وأهمها دول العالم الثالث هو استئثار
المؤسسة التنفيذية وعلو كعبها على المؤسسات األخرى (مرحلة الهيمنة التنفيذية) وحتى
في الواليات المتحدة األمريكية هناك صالحيات واسعة لرئيس الجمهورية (النظام الرئاسي)
بمقارنة بنظرائه في دول أخرى ،2ويمكن أن نميز بين دورين أساسين تلعبهما المؤسسة
التنفيذية في الدولة ،فأحدهما سياسي يتمثل في عالقات هذه المؤسسة مع مختلف
المؤسسات الدستورية والسلطات األخرى ،وأيضا العالقات الدبلوماسية الخارجية ،واألخر
تنظيمي صرف يخص إدارة المرافق العامة ،وتسير المؤسسات والهياكل اإلدارية ،والسهر
3
على تقديم الخدمات النوعية للمواطن ،وكل ما يخص الجانب اإلداري في الدولة.
ويمكن أن نشير إلى ذلك الصراع والخلط الذي قد يحدث بين وظيفة السياسي
واإلداري فاألول عادة ما يقدم سياسات وبرامج تنعش الجانب االجتماعي ويدفع بالرفاهية
االجتماعية ،وهذا لدعم مركزه وتقوية نفوذه بين أنصاره أو منتخبيه..إلخ ،أما الثاني
فتحكمه ضوابط اإلمكانيات المتوفرة لديه ،والتي غالبا ما تكون محدودة فال يستطيع أن
4
يقفز عنها.
وأما الحكومة":هي مجموعة من اآلليات والمؤسسات الرسمية ،تقوم بممارسة
السيطرة على اآلخرين وتوجيههم ،وفقا لق اررات تتخذها وتسهر على تنفيذها" .5وفي
تعريف آخر " الحكومة تمثل التنظيم السياسي للدولة ،واألداة التي تمارس من خاللها
-1دمحم قواص ،األردن..كثرة في المسؤولين وشح في سياسات االصالح ،مجلة العرب ،السنة ،22العدد،22022
،1022/06/05ص.2
-2جيمس أندرسون ،المرجع السابق ،ص .52
-3دمحم رضا جنيح ،القانون اإلداري ،ط ،1تونس :مركز النشر الجامعي ،1002 ،ص .5
-4مدقن قدور« ،دور المنظمات الدولية في عملية رسم السياسات االجتماعية بالدول المغاربية" دراسة قطاع الضمان
االجتماعي في الجزائر نموذجا» ( ،مذكرة الماجستير ،كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،3
،)1023ص .22
-5أندرو هيوود ،النظرية السياسية مقدمة (ترجمة :لبنى الريدى) ،ط ،2القاهرة :المركز القومي للترجمة ،1023 ،ص
ص .212-210
50
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الدولة سيادتها على الشعب وعلى إقليم معين أي أن الدولة هي صاحبة السلطة
1
ومالكتها ،والحكومة هي التي تمارس السلطة نيابة عن الدولة"
إن هذا المفهوم الواسع للحكومة الذي يشمل جميع السلطات في الدولة (التشريعية و
التنفيذية ،القضائية) ،لكن ما نريد توضيحه هو الحكومة بمقصودها الضيق أي المؤسسة
التنفيذية .وبالتالي فالحكومة بمعناها الضيق ( المؤسسة التنفيذية ) هي " للداللة على
المؤسسة التنفيذية ممثلة في رئيس الدولة والوزراء ومساعديهم ،فتقوم بتنفيذ القوانين وإدارة
2
المرافق العامة.
الجهاز اإلداري العام: -2
-1دمحم مصطفوي ،نظريات الحكم والدولة دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الدستوري الوضعي ،ط،1
بيروت :مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي ،1001 ،ص .11
-أحمد مصطفى الحسين ،المرجع السابق ،ص .23
2
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1النقابات العمالية :ال تزال العالقة بين السياسي والنقابي تفتح شهية النقاد بين
موافق لتغلغل أعضاء النقابات في المشهد السياسي ،والمشاركة في صنع الق اررات
السياسية ،وبين المتحفظ الذي يدعو إلى تحيد العمل النقابي ،نحو االهتمام بشؤون
العمال وال غير ذلك،ولذلك ضلت العالقة بين السياسة والنقابة تثير الجدل واالستفهام في
كثي ار من األحيان ،مع تميزها بالدينامكية والتغير وعدم الوضع في أحيان أخرى.1
وتعتبر النقابات من أهم الركائز التي تتبنى مطالب العمال وتؤطرها ،فهي السالح
الفعال الذي يدافع عنهم وهي الطرف المعول عليه لتحقيق مكابسهم وإسماع صوتهم أمام
المؤسسة أو اإلدارة أو الو ازرة والحكومة ،فال يمكن تصور قناة اتصال بين العمال واإلدارة
إال بوجود نقابة قادرة على حمل هموم منتسبيها ومشاغلهم ،ومن ثم إسماع صوتهم
وضمان وصوله إلى الفاعلين الرسمين والتأثير على ق ارراتهم لصالح الطبقة العاملة
ولصالح تطوير قوانين الحماية االجتماعية.
وألجل ذلك قد تمارس وسائل عدة تتطور حسب الموقف وتختلف حسب الوضع أو
المشكلة المراد معالجتها ،فهناك مواقف تحل بالمفاوضات والتفاهمات بين اإلدارة والنقابة
عادة ما تقدم فيها تنازالت بين طرفي المفاوضات ،وهناك مواقف تطغى فيها المساومات
والتوازنات للوصول إلى الحل النهائي ،لكن في كثير من األحيان ال تحل المشاكل العالقة
إال بتنظيم إضرابات عمالية تقتضي التوقف عن العمل ،أو بالخروج إلى الشارع والتجمهر
أمام مقرات الو ازرات والمرافق واإلدارات العامة ،وهذا لضغط على النظام لتغير مواقفه
لصالح العمال من بين البدائل المطروحة ،2وللديمقراطيات الحديثة تطور التنظيمات
العمالية ،فلقد نصت قوانينها ودساتيرها على ضمان الحق النقابي واستقالليته وإن كانت
في بداية ظهورها اتسمت بالمحدودية جراء الضغوط الممارسة عليها ،ثم ما لبثت أن
أصبحت مكونا أساسيا عند صنع أي سياسة تخص الجانب االجتماعي .ففي الجزائر
يمكن اعتبار التحول السياسي الذي عرفه النظام الجزائري من نظام الحزب الواحد إلى
المسار ألتعددي و التفتح أكثر نحو العمل النقابي لم يكلل بالنجاح ،وهذا لمواكبته مع
-1أحمد دمحم مصطفى ،حياة اليعقوبي ،الدور السياسي للنقابات العمالية العربية في ظل ثورات الربيع العربي،ألمانيا،
بون :منظمة فريدريش إيبرت ،1025 ،ص.05
-2إيمان النمس ،المرجع السابق ،ص 22
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
وضع أمني واقتصادي مزري ،كحل للشركات وتراجع الدولة عن المعونات االجتماعية
وازدياد أعداد البطالين ،ما أثر كثي ار على وضعية العمال ووصل األمر إلى التضييق على
1
العمل النقابي.
أما في فرنسا فقد تشكل ما يعرف ب إتحاد نقابات "متضامنون" ،وهو اتحاد نقابات
فرنسية ،أو إتحاد عمالي يجمع كافة المهن سواء الحرة والعمال التابعيين للقطاع العام أو
الخاص ،ورغم أنها تجمع بين شرائح عمال ونقابات تختلف توجهاتها وانتماءاتها
2
وتطلعاتها ،لكن تشترك كلها في الدفاع عن مصالح العمال المنخرطين تحت لوائها.
وفي سنة 1022بلغ عدد النقابات المنضوي تحتها 57نقابة .وال شك أن
الرأسمالية القائمة في فرنسا ودفاعها المستميت عن أرباب العمل ومصالحهم سواء عن
طريق الحكومة أو مختلف الفواعل الرسمية ،يستدعي قيام نقابات قوية وصلبة تكون على
قدر من الدراية والحنكة لدفاع عن مصالح العمال ومجابهة نظام اقتصاد السوق
والرأسمالية الهاضمة لحقوق ومكتسبات العمال .وقد أولى بيان المؤتمر الخامس إلتحاد
نقابات متضامنون ،أهمية بالغة لنهوض بوسائل الحماية والضمان االجتماعي من خالل
تحسين المستوى المعيشي ألفراد المجتمع ،ومحاربة البطالة وفصل العمال وفقدهم
لمناصبهم ،والزيادة في األجور ورفع الحد األدنى لألجر القاعدي ،كما نوه برعاية خاصة
للمعاقين والمسننين ،ورفع معاشات التقاعد مع إجبار الشركات على دفع االشتراكات
لصناديق التأمينات االجتماعية والوقوف ضد إعفائها ،النقابات بضرورة الوحدة والعمل
معا من أجل الوقوف كحجرة عثرة أمام أطماع وأنانية مالك وسائل اإلنتاج وإجبار
الحكومة على االنصياع وااللتفات لمطالبهم.3
-2األحزاب السياسية :تعتبر األحزاب السياسية حلقة وصل وقناة اتصال بين المواطن
والحكومة ،فهي تبلور انشغاالت الناس واحتياجاتهم ،وتترجمها إلى مطالب وتضعها أمام
الحكومة مهما اختلف دور األحزاب وموقعه سوءا كان في السلطة أو في البرلمان أو في
-1الطاهر بلعيور ،اإلضرابات العمالية في الجزائر ،رؤية سوسيولوجية ،مجلة الواحات ،العدد ،1021 ،26ص ص
.220-272
-2سولي دير ،فكر نقابي جديد (ترجمة :هاني حنا) .باريس،2102 ،union syndicale solidaires :
ص .02
-3المرجع اآلنف الذكر ،ص ص .21 – 22
55
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
المعارضة ،هذا إضافة إلى دورها في صنع القادة وتعبئة الجماهير وإحداث التنشئة
السياسية.1
ففي فرنسا دعاء حزب اإلتحاد من أجل حركة شعبية في فرنسا ،وهو بزعامة الرئيس
السابق" "Nicolas sarkozyقبل وصوله إلى قصر اإلليزيه ،حيث جاء في عرضه
لبرنامجه االنتخابي عدة نقاط تخص مجال العمل والضمان االجتماعي ،فتوعد بخلق
مناصب عمل جديدة ،وتعزيز حرية النقابات والجمعيات العمالية في غضون خمس
سنوات أي خالل عهدته المحتملة في حال فوزه بالرئاسة وهذا سواء في القطاع العام أو
الخاص ،أين دعا الشركات إلى ضرورة فتح باب التوظيف ،كما دعا الطلبة إلى التوجه
إلى الوظائف المعفية من الضرائب ،أما المتقاعدين وفئة المسننين فتعهد من خالل
برنامجه أيضا إلى فتح سوق العمل أمامهم ،حيث بإمكانهم الظفر بمنصب عمل إضافة
2
إلى ضمان بقاء راتبهم ومعاشهم.
كما توعد بعصرنة خدمات الرعاية الصحية وتطويرها ،أما في مجال السياسة
الضريبية فهي األخرى لن تكون عائقا أمام الفالحين والحرفين وأصحاب المهن الحرة
لتفجير طاقاتهم والزيادة في إنتاجيتهم وتحسينها ،فطمأن هؤالء بضرائب معقولة ،هذه
اإلجراءات كلها من شانها أن تحد من البطالة ،وتوفر لخزينة الدولة موارد مالية معتبرة
كانت سابقا توجه إلى برامج المساعدات االجتماعية ،حيث تتراجع مطالب الفئات الهشة
أمام فتح سوق العمل للجميع .وبالتالي يقضي هذا البرنامج وبطريقة غير مباشرة على
الطبقية التفاوتات االجتماعية.3
-3المجتمع المدني :اختلف الفالسفة والمفكرون في إعطاء مفهوم دقيق وشامل للمجتمع
المدني ،لكن تحديد مفهومه ارتبط بشكل كبير بالتطور التاريخي الذي عرفته الدولة
والمجتمع وأنظمة الحكم ،فهاهو "" Mrcus ciceroيبحث في كتابه الجمهورية في شكل
الحياة في المجتمع المنظم،حيث عرف الجمهورية إلى أنها خير المجتمع أما الشعب فهو
-1هشام محمود أألقداحي ،اللوبي وجماعات الضغط السياسي -صراع المصالح والنفوذ والمال ،اإلسكندرية :مؤسسة
شباب الجامعة ،1021 ،ص .325
-2المعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية ،المرجع السابق ،ص ص .61 – 60
-3المرجع اآلنف ذكره ،ص .61
555
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
حسب رأيه جماعة من الناس يقرون مجموعة من الحقوق لحماية مجموعة من المصالح.
ولقد عرف المجتمع المدني في عهد Mrcus ciceroعلى " هؤالء الذين كانوا يعيشون
في مجتمع سياسي والذين أدوا أدوارهم العامة واالجتماعية لخدمة مصالح المجتمع
1
السياسي".
هذا المفهوم يوضح مدى االرتباط بين دور الدولة ودور المجتمع المدني ،وهذا ال
يمكن إسقاطه في عصر الملكية المطلقة وغيها من الحكومات الدكتاتورية واالستبدادية،
أين ميزه غياب الحوار وحرية التعبير ،أما في الفكر المعاصر فقد خرجت للوجود أفكار
" "Gramsciوالذي يرى أن المجتمع المدني ما هو إال أداة تستخدمها السلطة الحاكمة
لصالحها وهو ما أطلق عليه التوافق التلقائي 2.وبشكل عام فإن مفهوم المجتمع المدني
3
يمكن استنتاجه من خالف أهدافه ومبادئه والتي أهمها:
-العمل على ضمان تكافؤ الفرص بين المواطنين ومحاربة الفرو قات والطبقية.
-ضمان التعليم والصحة والعمل والضمان االجتماعي وجميع متطلبات العيش الكريم.
-تدعيم آليات الحوار عبر إصالح قنوات االتصال الفعال بين الحاكم والمحكوم.
-المباشرة في خطط التنمية في شتى الميادين وإشراك مختلف األفراد والجماعات في
تحقيقها.
-ضمان حرية التعبير والشفافية والنقد بما يرسخ ويثبت دعائم الديمقراطية والحكم الراشد.
وفي دول الربيع العربي واخص بذكر ليبيا فقد لعب المجتمع المدني دو ار هاما في
توفير الحاجات األساسية والرعاية الصحية ،أمام عجز الحكومات المؤقتة واالنتقالية من
تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ،4كما كان له دور في دول أخرى في الوقوف ضد
النظام والسلطة مع تفاقم مشاكل البطالة وغياب الخدمات وانتشار الطبقية ،وتفشي الفساد
-1روبرت حسن ،اإلعالم والسياسة ومجتمع الشبكات( ترجمة :بسمة ياسين) ،ط ،2القاهرة :مجموعة النيل العربية،
،1020ص ص .272-262
-2المرجع اآلنف ذكره ،ص.272
-3منظمة هاريكار غير الحكومية ،دور منظمة المجتمع المدني في التنمية االجتماعية ،دهوك :مطبعة زانا،
،1007ص .10
-4حسين سالم مرجين ،آفاق سيوسولوجية على متن مؤسسات المجتمع المدني في الحراك المجتمعي العربي "دراسة
الحالة الليبية ،المجلة االردنية ،المجلد التاسع ،العدد الثاني ،1026 ،ص .2
555
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1عبد الواحد اوامن ،تاريخ الحركات االحتجاجية بين المفهوم والنظريات" الحركات االحتجاجية في الوطن العربي
دراسة في متغيرات االستقرار واالستقرار االنظمة السياسية" ،ط ،2برلين :المركز الديمقراطي العربي للدراسات
االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،1022 ،ص .30
-2حازم البيالوي ،دور الدولة في االقتصاد ،ط ،2القاهرة :د ار الشروق ،2262 ،ص200.
-3علي خليفة الكواري ،دور المشروعات العامة في التنمية االقتصادية ،الكويت :المجلس الوطني للثقافة والفنون
واألداب ، 2222 ،ص .21
-4ديفيد هارفي ،الوجيز في تاريخ النيوليبرالية (ترجمة :وليد شحادة) ،دمشق :الهيئة العامة للكتاب ،1023 ،ص
ص .36-35
555
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
الدول ،ويرى الكثير من المتتبعين والخبراء أن إعطاء الدور األساسي للقطاع الخاص في
قيادة االقتصاد ،يضعف من دور الدولة االجتماعي واالقتصادي .ويربط جيمس بيكر
وزير الخارجية األمريكية السابق بين األهداف السياسية واالقتصادية ،حينما طلبت و ازرته
من الكونغرس غالف مالي لدعم السياسة الخارجية األمريكية ( 10.2مليار دوالر) من
خالل أهداف أهمها (دفع عملية السالم السيما في الشرق األوسط ،نشر مبادئ وقيم
الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق المبني على القطاع الخاص ،التحالف ضد األخطار
التي تهدد الحدود الدولية).1
ثالثا -الهيئات االستشارية والدولية التي تساهم في صنع سياسة الضمان االجتماعي:
يمكن لإلدارة االستعانة بتوجيهات وتوصيات الهيئات االستشارية ،وهذا باالستفادة
من آراء المختصين وتجاربهم .وكأمثلة على هذه الهيئات نجد مثال:
-1المجلس االقتصادي واالجتماعي :يعتبر المجلس االقتصادي واالجتماعي من بين
الهيئات االستشارية الموضوعة تحت تصرف الحكومة ،بل أحد أهم ميزات العمل اإلداري
وهو نوع من أنواع ممارسة الديمقراطية ،حيث تقوم الحكومة بطلب رأيه في المسائل ذات
البعد االقتصادي واالجتماعي اللذان يعتبران من أهم العوامل المحركة للدولة ،وتعني
بمجاالت حساسة ،كما تحمل تقاريره مؤشرات هامة مثل ( معدالت البطالة ،التنمية
البشرية ،التضخم ،األسعار ،األجور ،الميزان التجاري..إلخ) و يمكنه المبادرة من تلقائي
نفسه وتقديم النصائح واإلرشادات لتوجيه السياسة العامة 2.ولقد تم إنشاؤه في الجزائر
بموجب المادتين 62و 70من دستور 2263ليتم حله الحقا بموجب المرسوم 121/76
، 2223بموجب المرسوم سنة المؤرخ في ديسمبر .32276ليعاد له االعتبار
-1منير الحمش ،القطاع العام واقتصاد السوق االجتماعي ،جمعية العلوم االقتصادية السورية ،محاضرة مقدمة في
ندوة حول اقتصاد السوق االجتماعي ،المنعقدة بالمركز الثقافي العربي في المزة بتاريخ 12جانفي ،1006ص.22
-2سامية العايب ،النظام القانوني للمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي في الجزائر ،مجلة حوليات جامعة قالمة
للعلوم االجتماعية واالنسانية ،العدد ،22مارس ،1026ص .222
-3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 212-76الذي يتضمن حل المجلس الوطني االقتصادي
واالجتماعي ،المؤرخ في 30ديسمبر ،2276الجريدة الرسمية ،العدد ،2المؤرخة في 21يناير ،2277ص .27
555
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم الرئاسي رقم 225-93الذي يتضمن إنشاء المجلس الوطني
االقتصادي االجتماعي المؤرخ في 5اكتوبر ،2223الجريدة الرسمية ،العدد ،62المؤرخة في 20اكتوبر ،2223
ص .22
-2بقادة زينب حميدة« ،المشكالت المطروحة في واقع األسرة الجزائرية وانعكاساتها على جنوح األبناء» ،مداخلة
مقدمة في إطار الملتقى الوطني الثاني حول االتصال وجودة الحياة في القرار ،يومي 2و 20افريل .الجزائر،
،1023ص.21
-3األمم المتحدة المجلس االقتصادي واالجتماعي ،تقرير فرنسا بشأن قياس األداء االقتصادي والتقدم االجتماعي،
اللجنة اإلحصائية ،الدورة الثانية واألربعون ،1022 ،ص .6
555
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
-2مجلس المحاسبة :وهي مؤسسة عريقة أنشئ في فرنسا ألول مرة سنة ،2207ساير
مختلف التطورات السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي عرفها المجتمع الفرنسي ،وهو
أيضا ركيزة من ركائز الديمقراطية.
ويمكن تعريفه على انه هيئة استشارية موضوعة تحت تصرف الدولة حيث تقوم
بتقييم ومراقبة مختلف البرامج والنشاطات التي تتخذها السلطات العمومية ،لتحقيق أهداف
1
ذات منفعة عمومية.
وبموجب المواد من 07إلى 20من األمر 10-25تخضع لرقابة وتقييم المجلس
المصالح التالية :المصالح اإلدارية المركزية ،الجماعات المحلية ،المؤسسات والمرافق
والهيئات العمومية ،المرافق العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية ،مصالح التأمينات
2
والحماية االجتماعية.
-2المنظمات العالمية :تلعب دو ار ثانويا في صناعة وتوجيه سياسات الضمان
االجتماعي ،عن طريق تقارير وإحصائيات تقدمها لدول األعضاء لغرض تقويم
برامجها وسياساتها المنتهجة في مجال العمل والضمان االجتماعي ،ومن أمثلتها(
مكتب العمل الدولي ،مكتب العمل العربي ،المجلس االقتصادي واالجتماعي في
األمم المتحدة ..إلخ) ،وقدتم التطرق إليها بصفة مفصلة في المبحث الثالث من
الفصل األول.
1
امجوج نوار« ،مجلس المحاسبة:نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات االدارية»( ،مذكرة ماجستير في القانون
العام ،جامعة قسنطينة ،)1007-1006 ،ص.1
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،األمر رقم 21-95المتعلق بمجلس المحاسبة ،المؤرخ في 27يوليو 2
550
ماهية سياسة الضمان االجتماعي الفصـــــــــــــل الثــاني :
خالصة واستنتاجات:
إن سياسة الضمان االجتماعي هي من أهم المحاور التي تستدعي اهتمام الحكومات
لما لها من ثقل وأهمية بالغة تنعكس على حياة األفراد والمواطنين داخل الدول شأنها شأن
جميع مجاالت السياسة االجتماعية ،كما تستمد مكانتها من خالل إرساء دعائم االستقرار
واألمن في الوطن الواحد ،فتحقيق الرفاهية وسبل العيش الكريم يؤدي إلى زرع الثقة بين
الحاكم والمحكوم وترسيخ قيم المواطنة والحكم الراشد.
إن سياسة الضمان االجتماعي هي معيار حقيقي للعمل الحكومي عند تقييم أدائه،
لذلك تبحث الحكومة من خالل تقديم برامج الضمان االجتماعي إلى كسب رضاء
المواطنين وضمان تأيدهم ،لكن سياسة الضمان االجتماعي هي سياسة عامة تتداخل في
عملية صنعها مجموعة من الفواعل والشبكات الرسمية وغير الرسمية ،والهيئات
االستشارية والمنظمات العالمية المختصة في هذا المجال ،أي أن خلق وتبني أي من
البرامج أو السياسات التي تعنى بالتأمين والضمان االجتماعي تساهم فيها عدة جهات،
يسعى كل منها إلى أن يكون له دور محوري في بنائها وتطويرها.
الدور األساسي في تكريسها يرجع إلى الحكومة كونها جهة االختصاص لكن
وركيزة العمل اإلداري ،كما أن النقابات المهنية وغيرها من الحركات االجتماعية خلقت
ألجل الدفاع عن مصالح العمال ومشاكلهم .لذلك غالبا ما يحدث هناك صراع أو مساومة
بين هذين الطرفين عند محاولة إدراج برامج أو سن قوانين وتشريعات خاصة بالضمان
االجتماعي.
إال أن ذلك التشابك والتنافس في وضع هذه السياسة أو تلك ( سياسة الضمان
االجتماعي) قد يساعدنا في فهم النظام السياسي وتحديد طبيعته ،ففي األنظمة الديمقراطية
عادة ما تكون أصوات المعارضة والنقابات العمالية واألحزاب السياسية لها وقعها الخاص
عند وضع السياسة ،في حين أن الدول األحادية والشمولية واألنظمة المستبدة الحكومة
وحدها من تتحمل صنع السياسة دون مشاركة أي فصيل أخر ،والنقابة الواحدة والحزب
الواحد ما هما إال امتداد ألرائها وتنفيذ لرغبتها ،وإن وجدت التعددية فتبقى حبر على ورق،
أي أن الفواعل األخرى بالضعف أمامها .
555
الفصل الثالث :مؤسسات
الضمان االجتماعي في
الجزائر وفرنسا ونطاق
األشخاص المستفيدين.
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
تمهيد:
ال يمكن تصور تبني نظام لضمان االجتماعي فعال وناجح ،إال بوجود هياكل إدارية
متميزة ومختصة تسهر على تقديم خدمات ذات جودة ونوعية ،وتختلف الدول في طريقة
تسيرها لصناديق الضمان االجتماعي ،لكن منظمة العمل الدولية أوصت باستقالل
الهيئات المخولة والمسئولة عن نظام التأمينات االجتماعية ،وإعطاء دور لنقابات المهنية
والمشتركين وأرباب العمل في التسيير.
لقد أخذت معظم الدول بتلك التوصيات ،فطريقة تسير الصناديق تعكس فكرية
الديمقراطية االجتماعية التشاركيه ،حيث تتعدد أقطاب صناعة القرار فيها ،بين مجالس
اإلدارة والنقابات وأرباب العمل والحكومة ،وذلك بسبب تشابك المصالح بين هاته
األطراف ،واتساع مجال مزايا الضمان االجتماعي والذي عادة ما يشمل ويمس حياة اغلب
المواطنين .1وألن اإلنسان هو ثروة األمم وازدهارها ،بل هو الميزة التنافسية والقيمة
الموجبة لبزوغ الحضارة ورقيها ،لذلك كانت العناية بصحته وحياته واالهتمام بسالمته
ووقايته من المخاطر المحدقة به مطلب أساسي وهدف جوهري تسعى إليها مختلف
الدول.2
من أجل ذلك كانت والزلت مختلف تشريعات وقوانين الضمان االجتماعي كصمام
أمان يبعث الطمأنينة والراحة في نفسية العمال والموظفين ،فيحس الفرد بأهميته ويضطلع
مؤسسته ،أي يرفع بصورة غير مباشرة من
ّ أكثر بمسؤوليته ودوره من أجل بذل المزيد في
أدائه ،كما أن لتعويضات جانب اجتماعي هام ،نابع من التكافل بين الفرد والمنظمة حين
إصابة العامل بأي مكروه (مرض ،إصابة عمل ،أمراض مهنية ،وغيرها).
ولذلك فإن الحكم على أداء أي منظومة لضمان االجتماعي ،ال يتوقف فقط على
نوعية تسيير المنشأة وطابعه ،وعالقة التيارات واالتجاهات الفعالة في توجيهه ،بل يتعداه
إلى االستفسار عن مدى ونطاق فئة األفراد التي يمسها نظام الضمان االجتماعي
لذلك سنتناول في هذا الفصل المباحث التالية:
901
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
990
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
999
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
يتضمن القانون األساسي يتضمن القانون -1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم التنفيذي 399-89
األساسي للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة المؤرخ في 61محرم عام 5151الموافق 1يوليو سنة ،5771الجريدة
الرسمية ،العدد ،11المؤرخة في 69محرم عام 5151الموافق يوليو سنة ،5771ص . 1
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة الحماية االجتماعية ،المرسوم التنفيذي رقم 98-87المتضمن
إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء و
األشغال العمومية والري المؤرخ في 61رمضان عام 5159الموافق 1فيفري ،،5779الجريدة الرسمية،العدد
،1المؤرخة في 69رمضان عام 5159الموافق 1فيفري ،5779ص .31
-3الطيب سماتي ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي ،المرجع السابق ،ص .95
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-1الموقع االلكتروني الرسمي لصندوق الوطني للعمال األجراء( ، ) www.cnas.dzتاريخ اإلطالع 33جوان
.6351
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 221-98يتضمن التنظيم اإلداري للضمان االجتماعي
المؤرخ في 1ذي الحجة عام 5131الموافق 63أوت سنة ( 5711المواد من 55الى ، )51الجريدة الرسمية،
العدد ،31المؤرخة في 1ذي الحجة عام 5131الموافق 65أوت سنة ،5711ص ص .5615-5613
-3المرسوم رقم ( 221-98المواد :من 59إلى ،)61المرجع السابق ،ص ص .5616-5615
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
العمل ،ممثل عن اإلتحاد العام للعمال الجزائريين (النقابة الوحيدة آنذاك) ،ممثل عن حزب
جبهة التحرير الوطني (الحزب الواحد) ،ممثل عن اإلتحاد الوطني للفالحين
الجزائريين،ممثلين عن القطاعات التالية :الوظيف العمومي ،البناء ،الصناعات الخفيفة،
الفالحة،ممثل عن الهيئات المشغلة في القطاع الخاص ،ممثل عن غير األجراء ،ممثل
من موظفي الصندوق.
-يتم اقتراح أعضاء المجلس ،من طرف الهيئات التابعيين لها ،كل حسب هيئته ،في
حين أن تعينهم يتم عن طريق الوزير الوصي.
-2صالحيات المجلس:
-تداول مشروع ميزانية الصندوق ،والنشاط السنوي للصندوق.
-استحداث الفروع ملحقة للصندوق أو إغالقها وكل ما يتعلق بالهياكل والتنظيمات
الداخلية للصندوق.
-المصادقة على مشاريع شراء أبنية وعمارات أو بيعها أو استعمالها أو استغاللها
(كرائها).
-قبول مختلف الهبات والوصايا العينية والنقدية.
-يقترح على الو ازرة الوصية ،مختلف التدابير التي تهدف إلى تحسين عمل الصندوق
وتطويره وضمان سيره الحسن.
-طريقة التصويت في المجلس ،تكون باألغلبية البسيطة وفي حالة تساوي األصوات
يكون صوت رئيس المجلس مرجح.
-مهام الصندوق:1
-تحصيل االشتراكات والسهر على مراقبتها من طرف مختلف المنخرطين.
-تسير الخدمات العينية والنقدية.
-تسير المنح العائلية.
-تعويض المؤمنين من مختلف المخاطر ،ال سيما األمراض المهنية وحوادث العمل.
-يساهم في تطوير الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية.
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-يقوم بتعيين وإنهاء مهام الموظفين ،ويستثنى من ذلك بعض الموظفين الذين يعينهم
الوزير المكلف بالضمان االجتماعي ،وطبعا هو من يملك حق عزلهم.
-يسهر على تطبيق النظام داخل الصندوق.
-يمثل الصندوق أمام العدالة ومختلف الجهات القضائية عن حدوث النزعات.
-يقرر ميزانية الصندوق من نفقات وإيرادات.
-يخضع المدير العام لسلطة الوزير المكلف بالضمان االجتماعي ،وكذلك يخضع
مختلف كبار مسئولي الصندوق لسلطة الوزير.
-يعوض غياب المدير العام ،المدير العام المساعد أو في حالة شغور المنصب ،وفي
حالة غيابهم معا وتعذر مباشرة مهامهم يعوضهم عون مديرية الصندوق.
1
ب -مجلس اإلدارة:
يتكون مجلس إدارة الصندوق الوطني لتقاعد من 67عضو تم تقسيمهم كما يلي:
51 -عضوا من ممثلي العمال ،للنقابات العمالية األكثر تمثيلهم حق تعينهم.
37 -أعضاء يمثلون المستخدمين أي أرباب العمل 39أعضاء يمثلون أرباب العمل من
القطاع الخاص وعضويين من الوظيف العمومي.
-عضويين هم ممثلين عن عمال الصندوق.
-1صالحيات المجلس:2
-يدلي برأيه في ما يخص اقتراح المدير العام من طرف الوزير وكذلك تعينه ،ويبدي رأيه
كذلك في مشاريع النصوص التشريعية ،ويمكنه تقديم االقتراحات والوصايا حوله.
-اقتراح التنظيم الداخلي لصندوق وإعداده.
-المداولة حول الجداول التقديرية الخاصة باإليرادات والنفقات.
-مراقبة تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية.
-الموافقة على الحصيلة والتقرير السنوي ،و ميزانية التسيير والتجهيز ،وعلى توظيف
األموال والعمليات العقارية ،وكراء ونقل المباني ذو االستعمال اإلداري.
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-اتخاذ كل اإلجراءات الكفيلة بضمان التزامات الصندوق ،كما يقر قبول الهبات
والوصايا الممنوحة لصندوق.
-يحقق في مشاريع الصفقات التي يعدها المدير العام ،كما يمكن له استدعاء محاسبي
الصندوق ومأموري الحسابات.
-مهامه:
-أبقى المشرع تقريبا على :نفس مهام الصندوق بالشكل السالف ) ،(CNASATإال أنه
أضاف بعض الصالحيات ،وبالتالي تكون صالحيات الصندوق كالتالي:1
-تحصيل االشتراكات من المشتركين.
-الرقابة والمنازعات لضمان تحصيل االشتراكات.
-تسير أداءات التأمينات االجتماعية من مرض وعجز وأمومة وعجز ووفاه وهذا بالنسبة
للعمال األجراء ،وكذلك بالنسبة لألشخاص المستفيدين من االتفاقيات الثنائية للضمان
االجتماعي .وذوي الحقوق.
-ترقيم المؤمنين.
-تطوير وترقية السياسة الرامية لتحسين خدمة الصندوق للوقاية والحد من حوادث العمل
واألمراض المهنية.
-إبرام اتفاقيات مع مقدمي العالج ،مثل مراكز تصفية الدم والحمامات المعدنية.
-إعالم المستفيدين وأصحاب العمل بحقوقهم ،.وكذلك التزاماتهم.
-تسير صندوق المساعدة واإلغاثة.
-التكفل بنفقات تسير اللجان (لجان الطعن) والجهات القضائية التي تبث في نزاعات
الضمان االجتماعي.
من خالل المقارنة على المستوى المؤسسي يمكن استنباط عدة نقاط أهمها:
-ازدياد أعضاء المجلس من 51عضو إلى 67عضو.
-فقدان حزب جبهة التحرير الوطني عضويته بسبب التخلي عن نظام الحزب الواحد،
وتعدد األحزاب الناشطة في الوطن .واستحالة تمثيل جميع األحزاب في تشكيلة المجلس.
991
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-هيمنة النقابة على عدد المقاعد ( 51عضو) على ممثلي المستخدمين رغم أن هذا
األخير هو من يدفع أغلب اشتراكات الضمان االجتماعي ويغطون تمويله.
-التحفيظ من هيمنة اإلدارة على عضوية المجلس كما في السابق.
-إقصاء جميع النقابات المستقلة ،وتفرد اإلتحاد العام للعمال الجزائريين بعضوية
المجلس.
-لقد تطورت صالحيات مجلس اإلدارة مقارنة بالمرحلة السابقة ،مثل :
-السلطة اإلدارية :وهذا من خالل ،إبداء رأيه في اقتراح وتعيين المدير العام.
-السلطة المالية الجديدة التي أقرت لصالحه ،عوض االكتفاء بحضور المداوالت.
كالموافقة على الميزانية وعلى كراء العقارات والمباني.
-السلطة التشريعية من خالل الحق في تعديل مشاريع القوانين.
-السلطة الرقابية التي أضحت له من خالل ممارسة الرقابة على المدير العام وعلى
محاسبي الصندوق.
لكن رغم نص المادة 13من المرسوم 39-76الصريح بالتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقاللية المالية والتسيير الخاص ،فقد بقيا الصندوق تابعا للو ازرة الوصية ،ويرضخ
إلرادتها وسلطتها المفرطة ،رغم تطوره مع هذه المرحلة ،لكن هناك فرق بين النصوص
النظرية والممارسة الفعلية على أرض الميدان.
رابعا :الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء ).(C.A.S.N.O.S
تأسس الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء وفقا للمرسوم التنفيذي
،39-76ويهدف إلى تغطية احتياجات الخواص الذي يمارسون نشاطا مهنيا أو حرفيا أو
فالحيا لحسابهم الخاص ،وهذا تماشيا مع السياسة والنهج الجديد ،التي سلكته الدولة
الجزائرية (االنفتاح االقتصادي ).
لكن وجود نظام لتقاعد لهذه الفئة كان منذ تاريخ ،5711/35/35عن طريق
المرسوم 631-11المتعلق بإنشاء نظام خاص بالشيخوخة لفائدة األشخاص غير
األجراء ،ووفقا لذلك تم إنشاء ثالث صناديق هي ) (CAVICAالجزائر(CAVICO) ،
قسنطينة ،ليتم دمجهم في صندوق واحد ) (CAVICAصندوق وهران(CAVIC) ،
910
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
التأمين على الشيخوخة للتجار والصناعيين في الجزائر ومقره العاصمة ،ليعاد تسميته
بموجب المرسوم 551-93المتضمن التنظيم اإلداري ألجهزة الضمان االجتماعي ،ب
) ،(CAVNOSصندوق التأمين على الشيخوخة للعمال غير األجراء ،ومن خالل صدور
المرسوم 663-11ادمج ) (CAVNOSفي النظام العام للضمان االجتماعي ،وأصبحت
1
نشاطاته مندمجة في صندوقي ) (CNASATو).(CNR
-3تسييره :يقوم التسيير على أساس وجود مدير عام ومجلس إدارة
أ -المدير العام :يقترح من طرف الوزير ويعين عن طريق مرسوم رئاسي ،وله
نفس صالحيات كل من المدير العام لصندوق التقاعد والمدير العام لصندوق التأمينات
االجتماعية للعمال األجراء.
ب -المجلس :له أيضا نفس صالحيات صندوق التقاعد ،وصندوق التأمينات
االجتماعية للعمال األجراء.
2
تشكيلة مجلس اإلدارة :يتشكل من 65عضوا مقسمين إلى:
1 -ممثلين من المهن التجارية ،يتم تعينهم من قبل المنظمات المهنية األكثر تمثيال.
1 -ممثلين من المهن الزراعية.
1 -ممثلين من المهن الحرة (واحد ممثل من مهنة الصحة وممثل عن مهنة العدالة،
وعضوان يمثالن مكاتب الدراسات التقنية والمهنية)
1 -ممثلين عن الحرفيين.
-ممثلين عن المهن الصناعية.
-ممثل من الصندوق.
-1صالحيات المجلس:3
-توسيع مجال تغطية المؤمنين ،وهذا لتحسين الخدمة ولضمان تغطية مالية.
الموقع الرسمي لصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء( ،)www.casnos.dzتاريخ االطالع :يوم -1
51جويلية 6351على الساعة .53:33
-2المرجع اآلنف الذكر ،المادة ،1ص ص .31-39
-3المرجع اآلنف الذكر ،المادة ،1ص .31
919
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-ضمان تحقيق التوازن المالي ،حيث يجب أال يلحق بالصندوق أي عجز مالي ،لذلك
وجب أن تغطي اشتراكات العمال غير األجراء الخدمات التي يقدمها الصندوق للمؤمنين
وذوي حقوقهم.
1
-مهامه :حددت المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي 557-73ب:
-إدارة المنافع العينية والنقدية ،الخاصة بالعمال الغير األجراء وذوي حقوقهم.
-تسير معاشات المتقاعدين لغير األجراء ،وكذلك منحهم هم وذوي حقوقهم.
-تنظيم وتنسيق الرقابة الطبية ويمارسها ،كما يمكن له إبرام اتفاقيات مع صناديق
الضمان االجتماعي لنفس الغرض.
-يسير صندوق المساعدة واإلسعاف.
-يساعد في أعمال اإلعالم والتوجيه لمستفيديه.
-يقوم بترقيم المؤمنين.
-يقوم بتحصيل االشتراكات المدفوعة له من قبل المنتسبين.
من خالل ما سبق يمكن استخالص عدة نقاط أهمها:
-مراعاة تشكيلة مجلس إدارة الصندوق العدالة في توزيع العضوية التوازن بين مختلف
المهن ،فالتجار هم أكبر شريحة منخرطة في الصندوق.
-لقد أخذت تشكيلة الصندوق بعين االعتبار إعطاء عضوية المجلس لصالح ممثلي
العمال غير األجراء على اختالفهم ،وهذا كونهم هم المخولين لدفع االشتراكات لصندوق،
وبالتالي كان لهم حق تسير مجلسه.
-أقصت تشكيلة المجلس ممثلي نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين ،بخالف مجلسي
الصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ،والصندوق الوطني لتقاعد ،وهذا
لطبيعة عمل الصندوق وارتباطه بنقابات ومنظمات المهن الحرة والتجارية والصناعية على
أساس أن بقائه يعتمد على وفاء هؤالء الشركاء بالتزاماته المالية اتجاه الصندوق ،وأي
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم التنفيذي رقم 338-81يحدد اختصاصات الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي لغير األجراء وتنظيمه وسيره المالي المؤرخ في 63ذي القعدة عام 5153الموافق لـ 51ماي سنة
( 5773المادة ،)3الجريدة الرسمية ،العدد ،33المؤرخة في 69ذي القعدة عام 5153الموافق لـ 57ماي سنة
،5773ص .39
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
تأخير يكلفه العجز واالنهيار .وال يستطيع تغطية واجباته اتجاه المؤمنين من منح التقاعد
والعجز وتعويضات المرض والعالج ..إلخ.
خامسا :الصندوق الوطني للتأمين على البطالة ):(CNAC
يعتبر إنشاء هذا الصندوق إحدى آثار لجوء الجزائر إلى صندوق النقد الدولي ،والذي
فرض عليها إجراءات قاسية كالتخلي عند دعم السلع األساسية ،وغلق الشركات المفلسة
والتسريح الجبري للعمال ،مما جعل نسب البطالة ترتفع من سنة إلى أخرى حيث بلغت
سنة 5773معدالت قياسة وصلت إلى .1 %63.6
لقد أجبرت شروط صندوق النقد الدولي الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ ق اررات وتدابير
من أجل التكفل بالعمال المسرحين ،من بينها إنشاء الصندوق الوطني للتأمين عن
البطالة ،والجدول التالي يوضح تطور نسب البطالة في الجزائر:
الجدول رقم :01تطور أرقام ونسب البطالة في الجزائر للفترة .2037-3891
2037 2038 2030 2003 3889 3882 3891 السنة
55.9 55.6 53.3 69.33 61.1 63 51 معدل البطالة
المصدر -:بوزاز صفية ،فعالية وانعكاسات سياسات التشغيل على البطالة والفقر في الجزائر خالل
الفترة ،2039-3880مداخلة مقدمة في الملتقى الدولي حول تقييم سياسات اإلقالل من الفقر في
الدول العربية في ظل العولمة ،المنعقدة في الجزائر 37-31ديسمبر ،6351ص ".119
الديوان الوطني لإلحصائيات بالجزائر. -
من خالل استقراء أرقام هذا الجدول ،تبين لنا ازدياد نسب البطالة في الجزائر من
سنة إلى أخرى بشكل سريع ،وهذا كما سبق نتيجة تردي الوضع االقتصادي والسياسي
واألمني ،وشروط الصندوق النقد الدولي ( العولمة االقتصادية ) وأهمها تسريح العمال،
وهذا عمال بالمرسوم التشريعي 37-71المؤرخ في 5771/31/61والذي نص "على
إمكانية تقليص عدد العمال كإجراء نهائي ،بعد اتخاذ إجراءات تعديل متنوعة في المؤسسة
-1مدني بن شهرة ،سياسة التعديل الهيكلي في الجزائر برنامج وآثار،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،51فيفري ،6331
ص .31
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ،لجنة عالقات العمل ،تقرير
حول عالقات العمل في سياق التعديل الهيكلي ،الدورة العاشرة ،أفريل ،5771ص .65
-2زيومي نعيمة ،المرجع السابق ،ص .53
-3المرسوم التنفيذي رقم (399-89المادة ،)39المرجع السابق ،ص.39
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
توزعت عضوية النصف األخر على اإلدارات التي لها عالقة مباشرة بعالم الشغل ،كما
راعت تشكيلة الصندوق استقالليته نوعا ما عن اإلدارة المركزية ،وهذا رغبة الحكومة ولو
بحذر في الولوج إلى تشجيع القطاع الخاص.
-6صالحيات المجلس :له نفس صالحيات الصندوق الوطني لضمان االجتماعي
للعمال األجراء ،والصندوق الوطني لتقاعد.
-إن تعيين أعضاء المجلس تكون من طرف الوزير المكلف بالضمان االجتماعي ،باقتراح
من التنظيمات النقابية التي تمثل المستخدمين واألجراء ،أما ممثلي اإلدارات المركزية،
فيقترحهم الوزراء كل على حسب قطاعه.
-1مهامه :يسهر على مايلي:
-دفع تعويضات لفائدة هؤالء العمال الذين فقدوا مناصب عملهم بصورة قهرية ،وقد
استفاد لغاية 6331أكثر من 517.133عامل مسرح من أصل 635.131أي بنسبة
،% 71وإعادة إدماجهم العمال في عالم الشغل عن طريق المساعدة البحث عن مناصب
العمل ،وقد تم تسجيل 1.691مستفيد تم إعادة إدماجهم.
-تسهيل منحهم القروض للبطالين مع تشجيع العمل الحر للشباب ،وفي هذا اإلطار تم
مرافقة 6.355بطاال في إنشاء مؤسسات مصغرة.
-إعادة تكوين وتدريب العمال الذين فقدوا مناصبهم ،وقد تم تكوين 55.113بطاال
مابين سنوات 5771إلى غاية ... 6331إلخ.
سادسا -الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال
الجوية في قطاعات البناء ،األشغال العمومية والري ):( CACOPATH
أنشئ هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم 11-79المؤرخ في 5779/36/31
وهذا استكماال لمسيرة الحكومة في تشجيعها للقطاع الخاص واألعمال الحرة ،وهو كغيره
من صناديق الضمان االجتماعي" هيئة عمومية ذات تسيير خاص ،يتمتع بالشخصية
المعنوية واالستقالل المالي"وخص عمال البناء واألشغال العمومية أكثر من القطاعات
األخرى بسبب األخطار المحدقة بهاته الفئة ،كالزالزل والفيضانات واألعاصير وغيرها من
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-استئثار النظام السياسي بتعين قيادات االتحاد العام للعمال الجزائريين في مراكز
المسؤولية،مع إعداد كوادره وتجنيدها واحتوائها داخل الحزب.
-ارتقاء العديد من النقابيين إلى مراكز المسؤولية ومواقع قيادية في الدولة.
-غياب أي حوار اجتماعي حقيقي وهذا لتبعية جميع أطرافه.
-توجه النظام السياسي آنذاك ،إلى قمع أي مجهود لتكوين قوة اجتماعية وسياسية
واقتصادية ،تحمل أفكار ورؤى مخالفة لفلسفته وإستراتجيته في التسيير.
-وصاية حزب جبهة التحرير الوطني على المركزية النقابية ،حيث قام بتسييس أعضائه
وباتت النقابة كوسيط ينقل ويشرح خطاب السلطة.
-2بعد التعددية السياسية :ألقت التعددية السياسية بضاللها على فواعل صنع سياسة
الضمان االجتماعي ،حيث تنازلت الحكومة الجزائرية على جزء من صالحيتها وسلطتها،
وأصبح تحمل المسؤولية لوحدها مغرما أكثر منه مغنما ،وهذا نتيجة لألوضاع السياسة
واالقتصادية واالجتماعية واألمنية المزرية في تلك الفترة ،ويمكن اإلشارة كذلك إلى فقدان
حزب جبهة التحرير ا لوطني مكانته ومقعده داخل مجلس اإلدارة إذ لم يعد الحزب الوحيد،
حيث كان يمارس السياسة األبوية على المركزية النقابية ،هذه األخيرة نالت نصيبا من
التذمر العمالي بسبب ضعف المستوى المعيشي وانخفاض القدرة الشرائية.
أيضا سمح قانون العمل الجيد 55/73بحرية إنشاء نقابات مهنية وحرفية مستقلة،
أعطى لها المشرع الحق في التواجد في مجالس إدارة الصناديق ،لكن هذه األخيرة اتسمت
بالضعف أمام ممثلي اإلدارة ،وحتى ممثلي نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين لم يكونوا
سوى امتداد لحزب جبهة التحرير الوطني ،بالرغم من أن المشرع الج ازئري منع التنظيمات
النقابية من كل نشاط سياسي وميز بين التنظيم النقابي والحزب السياسي ،وذلك في المادة
6من قانون 33/75المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي ،إال أنه ترك الحرية
لألعضاء في االنتماء إلى األحزاب والجمعيات السياسة.
كما كان للعولمة ( إمالءات صندوق النقد الدولي ) الدور البارز في إعادة تنظيم
صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر ،حيث بموجب الضغوط الممارسة والمفروضة
على الحكومة الجزائرية في تلك الفترة من طرف صندوق النقد الدولي ،لجأت هذه األخيرة
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1
- A. Grand, A. Thomas, M-I. Navez, ORGANISATION GENERALE DE LA
PROTECTION SOCIALE EN France, consulte le 20-07-2019,12 :25.
http://www.medecine.upstlse.fr/DCEM2/module1/sous_module4/011_org_gene_de_la_pro
tection_sociale_france.pdf
910
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1
- Code de la sécurité sociale, institut français d’information juridique, droit.org,
édition 21/04/2018, p 278.
2
- WWW.SECURITE SOCIALE.FR
3
- Code de la sécurité sociale, opcit, p 278
919
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
يعين أمرين بالصرف ثانويين ،ويمكن أن يفوض إمضائه لمساعدين الذين يشغلون
وظائف اإلدارة في مختلف الهيئات ،وهذا من أجل إجراء بعض األعمال اإلدارية باسمه.
-يمثل الصندوق أمام الجهات القضائية.
-يمضي عقود واالتفاقيات والصفقات باسم الهيئة.
-يتخذ ق اررات االقتناء والتنازل عن األمالك المنقولة والعقارية ،كما يقبل الهبات
والوصاية.
1
- Ipid, p 279
2
Ipid, p 626
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-مراقبة تطبيق عمل المدير العام والمحاسب العام ،ومدى مطابقتها للقوانين والمعايير
المعمول بها.
-اقتراح المدير العام والمحاسب ونواب المدير العام لصناديق.
-المصادقة على حسابات الصندوق.
-6المهام :تتمثل مهام الصندوق في مايلي :1
-ممارسة سلطة المديرية والمراقبة على مستوى وحدات التحصيل فيما يخص تسيير
الخزينة.
-تعريف العمال األجراء وغير األجراء وتوجيهيهم في كل ما يخص مراقبة وتحصيل
االشتراكات ومساهمات الضمان االجتماعي ،وكذلك التنسيق ومراجعة العمليات على
المستوى الفروع المحلية.
-في الحاالت التي ينص عليها القانون ،التحصيل المباشر لالشتراكات والمساهمات يتم
تنفيذ هذا التحصيل بموجب الضمانات والعقوبات المطبقة على االشتراكات الخاصة
بالمخطط العام.
-تسيير المعامالت العقارية لوحدات التحصيل وتسيير أصولها العقارية.
ثانيا – الوكالة الجهوية لهيئات الضمان االجتماعي ): (U.R.S.S.A.F
هي مجموع صناديق محلية يبلغ عددها 531صندوق ،تابعة للوكالة المركزية
( ،)A.C.O.S.Sحيث يفوض المدير العام مدير محلي ينوبه في التسيير ،ويساعده
مجلس إدارة.2
-5المجلس :كل اتحاد لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي والمنح العائلية
يسير من قبل مجلس إدارة يتكون من 31أعضاء:3
1
- Ipid, p 278.
2 e
- Patrick Morvan, droit de la protection sociale, LexisNexis, Paris, 5 édition, 2011,
p23.
3
- Code de la sécurité sociale, opcit, p 257.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1 -أعضاء يمثلون أرباب العمل والعمال المستقلون بمعدل 1 ( :أعضاء يمثلون أرباب
العمل معنيون من طرف المنظمات الوطنية المهنية ألرباب العمل األكثر تمثيال3 ،
أعضاء يمثلون العمال المستقلون يعنون من طرف الهيئات أو المنظمات المهنية
للعمال المستقلون األكثر تمثيال في الوطن ).
1 -أعضاء أشخاص مؤهلين في مجاالت نشاط اتحادات التحصيل معينون من طرف
السلطة اإلدارية.
-6المهام :تضمن اتحادات تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي والمنح العائلية المهام
1
التالية:
-تحصيل االشتراكات ومساهمات الضمان االجتماعي التي تأتى من األجراء
والمساهمين في النظام العام وحتى المستخدمين ،تحصيل االشتراكات من العمال
الذين يعملون في مجال الصيد البحري واألرياف.
-تحصيل اشتراكات المنح العائلية عن عمال القطاع الريفي والصيد البحري.
-تحصيل اشتراكات المرض ،األمومة.
1
- Ipid, p 258.
2
- Ipid, p 272.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
53 -عضوا يمثلون أرباب العمل يعنيهم من طرف المنظمات الوطنية المهنية ألرباب
العمل ،بمعدل 53 :أعضاء يمثلون أرباب العمل معنيون من طرف المنظمات الوطنية
المهنية ألرباب العمل األكثر تمثيال ،و 3أعضاء يمثلون العمال المستقلون يعنون من
طرف الهيئات والمنظمات المهنية للعمال المستقلون األكثر تمثيال على مستوى الوطن.
1 -أعضاء يمثلون الجمعيات العائلية يعنون من طرف اإلتحاد الوطني للجمعيات
العائلية
1 -أعضاء مؤهلة في ميادين نشاط صناديق المنح العائلية معينون من طرف السلطة
اإلدارية.
هناك أشخاص لهم صفة استشارية ،من بينهم 3أشخاص يمثلون المستخدمين،
1
ينتخبون بشروط يحددها مرسوم.
-2مهامه :تتمثل مهام هذا الصندوق في:2
تحقيق التوازن المالي ،حيث يحدد الحسابات المتعلقة بالتأمينات مع الوكالة -5
المركزية لهياكل الضمان االجتماعي ومالية الهياكل المحلية.
يسير صندوق النشاط الصحي واالجتماعي في إطار البرنامج المحدد عن طريق -6
أمر وزراي مؤشر عليه من قبل مجلس إدارته.
يقوم بمراقبة العمليات العقارية لصناديق المنح العائلية و يؤكد على تسيير أصولها -3
العقارية.
اربعا -صندوق المنح العائلية : C.A.F
يعتبر امتداد محلي للصندوق الوطني للمنح العائلية ،ويبلغ عددها 563صندوق
محلي.
-3التسير :يسيره مدير محلي مفوض من طرف المدير العام ،ومجلس إدارة على
مستوى كل صندوق محلي.
1
- Ipid, p 271
2
- Ipid, p 271
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-تشكيلة مجلس اإلدارة :كل صندوق من صناديق المنح العائلية المحلية ،يسير من
طرف مجلس إدارة مكون من 61عضو ،مقسمة كالتالي:1
1
- Ipid p 256.
2
- Ipid p 257
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
أ -المدير العام :1يعين المدير العام عن طريق مرسوم لمدة خمس سنوات ويمكن إنهاء
مهامه قبل انتهاء هاته المدة ،وذلك بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس اإلدارة ،ويمتع
المدير العام لصندوق الوطني لتأمين على المرض بصالحيات عديدة أهمها:
تنفيذ توجيهات مجلس اإلدارة وإعالمه دوريا باإلجراءات المتخذة. -
يحضر ويعد ميزانية الصندوق. -
يسير المدير العام المؤسسة وله سلطة على جميع الصناديق المحلية وهو مسئول -
عن السير الحسن للصناديق المحلية.
يتخذ جميع الق اررات الالزمة لممارسة جميع المهام التي لم تعطى لسلطة أخرى. -
يناقش ويوقع اتفاقيات األهداف والتسيير. -
يكلف ويعين مدراء الصناديق المحلية. -
يتخذ جميع الق اررات لكل العمليات المتعلقة بالتنظيم والتسيير اإلداري والمالي -
والعقاري وبهذا يعد الميزانية وينفذها.
يتكفل هذا الصندوق بالمخاطر التالية (المرض ،األمومة ،العجز ،الوفاة ،حوادث -
العمل واألمراض المهنية).
يجتمع المجلس بطلب من أغلبية أعضائه يتخب رئيسه في إطار الشروط المحددة
في مرسوم مجلس الدولة وفي حالة وفاة احد األعضاء يتم تعويضه بعضو احتياطـي،
ويحضر المدير العام إلى جلسات مجلس اإلدارة .
1
- Ipid, p 254.
2
- Ipid, p 254.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
بناءا على المادة L221-1من قانون الضمان االجتماعي يضطلع مجلس اإلدارة
بالمهام التالية:1
تقديم التوجيهات الخاصة بالمساهمة للتأمين على المرض بوضع سياسة صحية -
وتنظيم نظام العالج بما في ذلك المؤسسات الصحية واالستعمال العقالني الوقائي
والعالجي.
تقديم توجيهات بخصوص سياسة تسيير المخاطر واألهداف المرجوة من تطبيقها. -
السهر على تطبيق المبادئ التي تحكم نشاط المراقبة والوقاية ومكافحة الغش. -
ضمان تحقيق األهداف المسطرة من أجل تحسين الخدمة الموجهة للمؤمنين. -
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
مجلس إدارة الصندوق :يتضمن لجنة حوادث الشغل والعمل واألمراض المهنية والتي
تتكون من:2
1 -أعضاء يختارهم ممثلي المؤمنين لهم اجتماعيا لدى مجلس اإلدارة ،بعنوان كل
تنظيم نقابي للعمال المهنيين ،من بينهم أعضاء دائمون أو احتياطيين لمجلس
اإلدارة ،واللجان التقنية المكلفة بالمساعدة في تسير أخطار حوادث العمل
واألمراض المهنية.
1
- Ipid, p 250.
2
- Ipid, p 258.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1 -أعضاء يختارهم ممثلي أرباب العمل في مجلس اإلدارة ،بعنوان كل تنظيم نقابي
للعمال المهنيين ،من بينهم أعضاء دائمون أو إحتياطيون لمجلس اإلدارة واللجان التقنية
المكلفة بالمساعدة في تسير أخطار حوادث العمل واألمراض المهنية.
-بالنسبة لرئيس مجلس اإلدارة ينتخب من طرف أعضاء مجلس اإلدارة.
-بالنسبة للجنة حوادث العمل واألمراض المهنية ،يجوز لمجلس اإلدارة تفويض هاته
األخيرة بعض صالحياته في ما يخص قضايا التقاعد وحوادث العمل واألمراض
المهنية.
-2مهام الصندوق :بناء على المادة 561من قانون رقم 197-6337المؤرخ في 65
جويلية 6337الذي ينظم هذا الصندوق ،يعنى هذا الصندوق بالمهام التالية:1
تسجيل ومراقبة المعلومات الضرورية بناءا على قانون التقاعد الخاص بالمؤمنين -5
في النظام العام ،من أجل صرف ومراجعة المنح الناتجة عن هذه الحقوق ،كما يعلم
ويوجه المؤمنين وعماله بناء على تنظيمات وتشريعات التأمين على الشيخوخة.
التدخل في ميدان الخطر المهني من أجل تنمية وربط أخطار حوادث العمل -6
واألمراض المهنية ،ومعالجتها عن طريق تطبيق قواعد تثمين حوادث العمل واألمراض
المهنية المعمول بها وأخي ار ضبط األسعار.
التأمين في مجال الخدمة االجتماعية ،وتوجيه المؤمنين االجتماعيين بحسب -3
دوائر االختصاص.
ثامنا -الصندوق الوطني للتأمين على الشيخوخة ):(C.N.A.V
هي مؤسسة عمومية وطنية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية القانونية واالستقاللية
المالية وتخضع لمراقبة الهيئات المؤهلة لدولة.
-3التسيير :يسير هذا الصندوق مدير عام له نفس صالحيات المدراء العامين
للصناديق السابقة ذكرها ،ومجلس لإلدارة
1
- Ipid, p 259.
910
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
المجلس :يسير هذا الصندوق من طرف مجلس إدارة مكون من 33عضو مقسمين
كالتالي:1
53 -عضو يمثلون المؤمنين لهم اجتماعيا معينون من طرف المنظمات النقابية لعمال
المهنيين األكثر تمثيال على مستوى الوطن.
53عضو يمثلون أرباب العمل يعنيهم من طرف المنظمات الوطنية المهنية -
ألرباب العمل األكثر تمثيال.
1أعضاء أشخاص مؤهلين في مجاالت نشاط صناديق التأمين على الشيخوخة، -
معينون من طرف السلطة اإلدارية ،يكون من بينهم على األقل عضو يمثل المتقاعدين.
هناك أشخاص لهم صفة استشارية ،من بينهم ممثل يعين من طرف اإلتحاد الوطني
للجمعيات العائلي ّة ،و 3أشخاص يمثلون المستخدمين ،ينتخبون في ظروف يحددها
مرسوم .بالنسبة لصالحيات المجلس هي نفس صالحيات مجالس اإلدارة لصناديق على
المستوى الوطني.
-2المهام :2يقوم هذا الصندوق بمهمتان أساسيتان هما:
-تسوية ملفات العمال األجراء وغير األجراء المحالين على التقاعد.
-تسيير معاشات منح التقاعد.
كما نشير في األخير إلى أن هناك مستويان إلدارة صناديق الضمان االجتماعي في
فرنسا ،والجدول الموالي يوضح توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية والمخاطر التي
يضمنها:
1
- Ipid, p270.
2
- Ipid, p271
919
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
الجدول رقم : 09يوضح توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية وبحسب التغطيات التي يكفلها.
من خالل عرض بنية وتشكيلة مختلف األعضاء والفواعل التي تسيير صناديق
الضمان االجتماعي الفرنسي يتضح لنا التالي:
أن البنية الوظيفية للصناديق تتكون من فاعلين أساسين وهما المدير العام ومجلس
اإلدراة.
يتم تعين المدير العام من قبل وزير القطاع وله صالحيات واسعة ،لكن هذا بعد
موافقة ثلثي أعضاء مجلس اإلدارة.
صالحيات المدير العام ( التحكم في التسيير اإلداري ،إعداد الميزانية العامة،
تمثيل اإلدارة أمام الجهات القضائية ،قبول الهبات ).
الحضور الواسع ،لنقابات المهنية والمستقلة ،ومنظمات أرباب العمل ،واحتالل
مكان أوسع بالمقارنة مع األعضاء الذين يمثلون الجهاز اإلداري ،كما لهم صالحيات
واسعة.
الطابع المركزي والالمركزي في اتخاذ القرار بين الصناديق على المستوى الوطني
والمحلي واإلقليمي.
لقد أدى تشكيل أول حكومة يسار سنة ،5716إلى وجود مشاركة حقيقية بين الفواعل
األربعة األساسية التي تسير منظومة الضمان االجتماعي الفرنسية ( حكومة ،نقابة،
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
أرباب عمل ،ممثلي المؤمنين ) عوض النموذج السابق الذي كان لمنظمة أرباب العمل
الهيمنة الواضحة والوجود القوي فيه ( قبل سنة .)5713واعتمد برنامج الحزب اليساري
سنة 5713على برنامج واضح المعالم ،يعتمد على الدولة كمفتاح اإلصالح االقتصادي
واالجتماعي ،وكحامي الفئات الضعيفة والهشة ومحدودي الدخل ،وهذا ما فتح مواجهة
شرسة من قبل منظمات أرباب العمل ،حيث غلبت ثقافة المواجهة على ثقافة الحوار في
كثير من األحيان.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،القانون رقم 33-80المؤرخ في 65افريل سنة ( 5773المواد :من 5
الى ،)1الجريدة الرسمية ،العدد ،59المؤرخة في 61افريل سنة ،5773ص ص .113-116
-2المرجع اآلنف الذكر ،المادة ،3ص .116
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
وهم العمال الذين يمارسون نشاطا مهنيا لحسابهم الخاص ،وهم الحرفيون
والفالحون والتجار ،وأصحاب المهن الحرة كالمحامين واألطباء والمهندسين والصيادلة
1
باإلضافة إلى رجال األعمال وأصحاب الشركات ..إلخ.
ثالثا -األشخاص المشبهون باألجراء:
ويقصد بهم األشخاص الذين يستخدمهم الخواص لحسابهم الخاص ،على أنه هناك
اختالف في درجة االستفادة من خدمات الضمان االجتماعي ،فهناك الكثير منهم ال
2
يستفيدون سوى من جزء من المزايا والخدمات.
وهذا ما سنبينه في العناصر التالية:
-3في باب جميع خدمات الضمان االجتماعي(:خدام المنازل ،سوءا باستخدام تجهيزاتهم
أو بتجهيزات األخريين ،مثل السائقين والبوابون والغاسلون ،الممرضون والقائمون على
3
تربية األوالد في بيتهم أو في بيوت مستخدميهم).
أ -األشخاص الذين يستخدمهم الخواص :الفنانون والممثلون الذين يشاركون في التمثيل،
والمسرحيون الناطقون وغير الناطقون ،وكالء الشركات ذات المسؤولية المحدودة ،شريطة
4
أال يكونوا شركاء مساهمين فيها ،إضافة إلى الصيادون وأصحاب العمل.
ب-األجانب :وهم األشخاص الذين يعملون داخل التراب الوطني ،مهما كانت جنسياتهم
ونوعية عملهم ،والجهة التي يعملون لحسابها سواء أفراد أو جماعات أو أرباب عمل،
5
ومهما كانت نوعية عقد عملهم واألجرة التي يتقاضونها.
1الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي( .)www.mtess.gov.dzتاريخ االطالع :يوم
51جويلية 6351على الساعة .66.51
- 2القانون ، 99-11المرجع السابق ،المادة ،01ص . 9111
- 3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 11 -98المتعلق بالعمال المشبهين باألجراء في الضمان
االجتماعي المؤرخ في 57:جمادي األول 5131الموافق ل 7فبراير سنة ،5711الجريدة الرسمية ،العدد ،37
المؤرخة في 31جمادي الثاني سنة 5131الموافق ل 61فبراير سنة ،5711ص .653
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
-2في باب الخدمات العينية عن التأمينات على المرض واألمومة وخدمات حوادث
1
العمل واألمراض المهنية:
أ -الحمالون :وهم الحمالون الذين يشغلون في محطات السكك الحديدية ،شريطة
حصولهم على ترخيص من طرف المؤسسة.
ب-حراس مواقف السيارات غير المدفوعة األجر ،متى رخصت لهم المصالح المختصة
بذلك.
ج-الطلبة والعمال الذين يتابعون تكوينا في الخارج :يستفيد الطلبة والعمال المقبولين
لمزاولة تكوينا في الخارج ،من تعويضات المرض واألمومة وحوادث العمل (األداءات
العينية) .ويقر المشرع الجزائري بذلك ويضع على عاتق هيئات الضمان االجتماعي
مسؤولية تأمين الطلبة المتربصين بالخارج ،واألعوان العاملين في البعثات الدبلوماسية،
والعاملون في الخارج باسم التعاون ،واألعوان الذين يمثلون الجزائر في مختلف الدول،
وموظفو التعليم في الخارج ويتولى الملحق القنصلي عمليات دفع األداءات واالشتراكات
2
والتعويضات ومختلف العمليات المالية المتعلقة بالضمان االجتماعي.
-1في باب الخدمات العينية عن تأمين المرض وخدمات تامين الوفاة :وهم كاألتي:
أ -ذوي حقوق المحبوسين الذين يقومون بعمل شاق.
ب -ضحايا أكتوبر ( 3899قامت الدولة بتحميل صندوق الضمان االجتماعي
بتعويض ضحايا المأساة الوطنية واألحداث الدامية في تلك الفترة).
إن تعويض ضحايا اإلرهاب والمأساة الوطنية ،هو عبئ تضعه الدولة وتحمله
لصندوق الضمان االجتماعي ،لغرض شراء السلم االجتماعي ،وهو يتعارض مع
االستقاللية المالية لصناديق الضمان االجتماعي ،وقد طالب الصندوق رسميا باسترداد
هذه األموال.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
أ -المجاهدون ومعطوبي حرب التحرير الوطنية :عندما ال يمارسون أي نشاط مهني،
ووفق القانون الجزائري يعد مجاهدا كل شخص شارك في ثورة التحرير الوطنية ،بصفة
مستمرة وبدون انقطاع ،وتحت لواء جبهة التحرير الوطني.
ب -المعاقين :وتستفيد هذه الفئة من أداءات عينية مهما كان نوع إعاقتهم سواء أكانت
حركية أم عقلية ،لكن يتعين على المعاق أو وصيه إثبات إعاقة المهني بشهادة طبية.
أصحاب المعاشات وريوع الضمان االجتماعي.
-8في باب خدمات حوادث العمل واألمراض المهنية:1
أ -الممتهنون :الذين يزاولون تمهينا في مراكز التكوين المهني
ب -التالميذ :ويقصد به تالميذ مؤسسات التعليم التقني ومؤسسات التكوين المهني.
ج -يتامى رعاية الشباب الذين يقومون بعمل مأمور به.
د -الرياضيون المشاركون في جمعيات رياضية ،لكن ليسوا من رياضي النخبة.
ه -األشخاص ضحايا حوادث يتعرضون لها خالل ينظمها حزب جبهة التحرير
الوطني ومنظماته الجماهيرية.
و -األشخاص الذين يقضون فترات تدريب على إعادة التربية الوظيفية أو التكيف
المهني.
ز -كل شخص يشارك تطوعا في سير هيئات الضمان االجتماعي.
هذا إضافة لكل شخص يتعرض إلى حادث جراء قيامه بعمل لصالح المصلحة
العامة ،أو لصالح أي فرد متعرض للخطر.
في ظل األحادية الحزبية تمتع أعضاء ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني ،برعاية
وخدمات خاصة ،ألن النظام الجزائري في تلك المرحلة،وهو كغيره من األنظمة الشمولية
التي تقدم امتيازات جمة لصالح حزب الدولة (الحزب الواحد ).
2
رابعا :حقوق ذوي الحقوق في األداءات العينية :ويقصد بهم:
-زوج المؤمن له إذا كان ال يمارس نشاطا مهنيا مأجورا ،أو إذا كان ال يستفيد من
تحويل الحقوق بحكم نشاطه.
-األوالد المكفولين تحت 51سنة.
-األوالد المكفولين الذين يقل عمرهم عن 65سنة ،مع شرط إمضائهم عقد تهمين يكون
أجره أقل من نصف األجر األدنى المضمون ،أو مازالوا يواصلون دراستهم.
ال يحدد شرط السن بالنسبة للبنات المكفولين الذين هم دون دخل ،كذلك يسقط شرط
السن بالنسبة لألوالد الذين يعانون من عاهات أو إعاقة تمنعهم من ممارسة نشاط مأجور
أصول المؤمن أو أصول زوجه ،الذين ال تتجاوز مواردهم الشخصية المبلغ األدنى لمعاش
التقاعد.
لكن األمر 59-71إضافة فئات أخرى اقتضتها ضرورة المرحلة وهم:
-المعوزون والمحرومون الذين يستفيدون من دعم الدولة.
-البطالون الذين فقدوا مناصب عملهم بصفة ال إرادية.
-المستفيدون من أجهزة اإلدماج االجتماعي والمهني.
على الرغم من الجانب االجتماعي لهذا القانون ،لكن المنظومة االقتصادية ككل في
الجزائر قائمة على مورد واحد وهو الريوع وعلى مبدأ واحد وهو ما يصطلح على تسميته
"تعميق تبعية المجتمع نحو السلطة ".
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
والمطاعم ،األشخاص الذين يقومون بعناية األطفال في منازلهم ،مسيرو الشركات ذات
المسؤولية المحدودة ،فنانو العروض ،وعارضي األزياء ،الصحفيين المحترفين،
المحاميين ،مسيرو بعض النقابات الخاصة ،موظفون بعقود مرهونة بإنجاز المشاريع،
الحكام الرياضيين التابعين للفيدرالية).
-9ذوي الحقوق:
وهم األفراد المنتفعين بخدمات ومزايا الضمان االجتماعي ،بسبب صلتهم بالمؤمن له
اجتماعيا ،ونظام الضمان االجتماعي الفرنسي حدد ذوي الحقوق باألشخاص التالي
1
ذكرهم:
-زوج المؤمن له أو الشريك بعقد التضامن المدني ،أو الشخص الذي يعيش معه كزوج
بدون عقد زواج ،كما تبقى حقوق المرأة المطلقة سارية المفعول بعد سنة من تاريخ
الطالق ،أو مدى الحياة إن كانت هاته المطلقة تعول ثالث أوالد على األقل.
-األوالد األقل من 51سنة إال إذا كان متمدرسا أو معاقا أو يعاني من عاهة ومرض
مزمن يمنعه عن العمل.
-األسالف ( األبويين ) واألحفاد حتى الدرجة الثالثة ،بشرط أن يكونوا يعيشون مع
المؤمن له تحت سقف واحد.
ثانيا -بحسب طبيعة النظام:
كما أوردنا سابقا هناك تعدد ألنظمة الضمان االجتماعي الفرنسي ،وسنتناول
األشخاص المستفيدين من مزايا الضمان االجتماعي وفق كل نظام.
-1األشخاص المؤمنين في ظل النظام العام :يعتبر النظام العام كأول نظام قانوني
يغطي فئة كبيرة من األشخاص ،كان هدفه األول تعويض عمال قطاع التجارة
1
- Franck Petit, Opcit, p 183.
910
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
والصناعة والخدمات باإلضافة إلى الطلبة وذوي حقوق األجراء .1تتمثل في 31فئة
نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر:2
-العمال في منازلهم وفقا لقانون العمل.
-الممثلين التجاريين الخاضعين لقانون العمل.
-عمال الفنادق والمقاهي والمطاعم.
-الوكالء الفرعين للتأمين.
-المسيرون الغير أجراء للتعاونيات ومسيرو المؤسسات ذات الفروع والوحدات المتعددة،
والمؤسسات التجارية والصناعية األخرى.
-حاملي األمتعة في المحطات إذا كانت لديهم عقود العمل.
-فاتحات المسارح والسينما ومؤسسات العروض ،أيضا الموظفون العاملون في نفس
المكان والقائمون على اللباس والذين يبيعون للمتفرجين أشياء متنوعة.
-األشخاص الذين يعملون في منازلهم على حضانة األطفال.
-مدراء الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المؤسسات واألعمال الحرة ذات المسؤولية
المحدودة ،على أال يكون مالك ألكثر من نصف رأس مال االجتماعي.
-رؤساء مجالس اإلدارة والمدراء العامين ومندوبي الشركات المحدودة ،والمؤسسات
ذات األعمال الحرة.
-أعضاء المؤسسات التعاونية لإلنتاج والمدراء العامين.
-مسيرو مجمعات التعاضديات الذين يتلقون منحة الوظيفة والذين ال ينتسبون إجباريا
لنظام الضمان االجتماعي.
-المستخدمون الذين يعملون لصالح المقاولين ،والبحارة األجراء حسب قانون البحرية.
والبحارة األجراء الذين يعملون على متن السفن.
1
- Patrick Morvan, opcit, p 715.
2
- code de la sécurité social, L311 opcit .p272
919
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1
-Gilles Nezosi , La protection social, direction de l’information légale et
administration, Paris , 2016 p 34.
2
- Ipid, p 36.
3
- Ipid, p36.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
1
- Franck Petit, Opcit, p 132.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
خالصة واستنتاجات:
لقد حاولت الحكومة الجزائرية من خالل نظام الضمان االجتماعي لسنة ،5713
توحيد األنظمة وتعميم مزايا االنتفاع بخدمات الضمان االجتماعي ،وتبسيط الهياكل
اإلدارية وهذا بما يتماشى ويتكيف مع توجهات النظام السياسي الجزائري إبان تلك
المرحلة ،وذلك عوض النظام الموروث من الدولة الفرنسية والذي ال يتوافق مع أيدلوجيته
االشتراكية.
لقد طغت سمات النموذج االشتراكي على نمط تسيير منظومة الضمان االجتماعي
في الجزائر ،حيث كانت بارزة وأكثر حضو ار من ناحية التمركز الشديد في صنع القرار،
أو من ناحية التموقع في هرم السلطة اإلدارية ومراكز القيادة بالنسبة إلطارات حزب جبهة
التحرير الوطني واإلتحاد العام للعمال الجزائريين ،ويمكن رؤية ذلك في صالحيات
وتشكيلة مجالس اإلدارة ،حيث كانت صالحياته محدودة أمام صالحية المدير العام وهو
ممثل الحكومة ،أو من حيث عدد األعضاء الذين يمثلون الفواعل المختلفة ،حيث غلب
عليها تواجد ممثلي اإلدارة عن ممثلي النقابة والحزب ،رغم أن هذان األخيران ما هما إال
امتداد لنظام السياسي الحاكم في الجزائر ،بل وهما أهم أذرعه التي يمارس بها نفوذه.
لكن بالرغم من التحول الذي ط أر على النظام السياسي في الجزائر بعد التعددية
السياسية ،إال أن سلوكيات النظام السياسي بقيت على حالها ،وهذا التغير الذي مس
نمطها السياسي لم يكن سوى واجهة أمامية يخفي في طياته كل أشكال وأنواع التعسف في
السلطة واإلنفراد بها ،وهذا ما انعكس على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر،
حيث بالرغم من االعتراف بالنقابات المستقلة في الجزائر ،لكن ممارسات اإلدارة تعطي
دائما االمتياز لصالح نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين ،كما أنه بالرغم من عضوية
مجالس اإلدارة أقفلت في وجه حزب جبهة التحرير الوطني بعد التعددية السياسية ،لكن
أعضاء الحزب وإطاراته منحت لهم مراكز القيادة والسلطة في مختلف اإلدارات ومنها
هيئات الضمان االجتماعي.
911
مؤسسات الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ونطاق األشخاص المستفيدين الفصـل الثالث
لكن هذا ال ينفي من إرادة الحكومة الجزائرية في توسيع مزايا وخدمات الضمان
االجتماعي ليشمل الفئات الهشة ومحدودي الدخل ،وهو ما يتالءم مع طابع الدولة
االجتماعي.
أما فرنسا فكما أسلفنا ذكره فإن نمط نظامها التعددي ،يضمن لمختلف األطياف
القررات الخاصة
النقابية وممثلي أرباب العمال بالتواجد والمشاركة مع اإلدارة في صنع ا
بالضمان االجتماعي ،في حين أن تعدد الصناديق وكثرتها على المستوى الوطني
والمحلي ،يتالءم مع اقتصادها الحر الذي يستدعي وجود التنوع في الخدمات والتغطية،
ولقد استطاعت الحكومة الفرنسية من تعميم مزايا الضمان االجتماعي ليشمل المواطنين
واألجانب.
911
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
تمهيد:
تبحث مؤسسات الضمان االجتماعي على منافذ للتمويل ،وهذا لمجابهة مختلف
المصاريف التي تسعى إلى تغطيتها ،السيما مع تعدد المخاطر المحدقة باألفراد وتزايدها،
مما يسبب ضغطا على ميزانية صناديق الضمان االجتماعي ،وتتعدد منابع التمويل من
دولة إلى أخرى وهذا حسب منهج وإيديولوجية الدولة ،ومدى تغلغلها في الحياة
االقتصادية ،ومدى استقاللية الصناديق في حد ذاتها.
قد يصاحب سخاء الدولة في ضخ أموال لصالح الصناديق وبالتالي التوسيع في
تأمين المخاطر ،عج از في الخزينة أو زيادة الضرائب وأقساط االشتراك وهذا ما قد يسبب
انزعاجا ل دى أرباب العمل ،ومالك وسائل اإلنتاج ،والعكس فالتقشف في دعم الصناديق
قد يصاحبه صدى سلبي على نوعية الخدمات المقدمة لصالح المؤمنين والمشتركين.
وبالتالي يقع على عاتق منظومة الضمان االجتماعي في الدولة ،إيجاد تلك التوليفة أو
المعادلة التي تضمن تغطية المخاطر وتحسين الخدمات المقدمة للمؤمنين وعموم
المواطنين ،دون أن ينتج عنه عج از أو ضرار ماليا يحد من قدرات الصناديق المالية
ويرهن التزاماتها.
على أساس ما سبق ذكره ،سنعالج أفكار هذا الفصل من خالل المباحث التالية:
المبحث األول :إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر.
المبحث الثاني :إيرادات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا.
المبحث الثالث :تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في الجزائر.
المبحث الرابع :تعويضات المخاطر في نظام الضمان االجتماعي في فرنسا.
751
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-1الدسوقي السيد إبراهيم ،اشتراكات نظام التأمينات االجتماعية في المملكة العربية السعودية ،مجلة جامعة الملك
سعود (العلوم اإلدارية) ،مجلد ،2العدد ، 0991 ،2ص ص .099-091
751
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،القانون رقم 41-50يتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان
االجتماعي المؤرخ في 20رمضان عام 0118الموافق لـ 2جويلية (0918المواد ،)78-78-72الجريدة الرسمية،
العدد ،21المؤرخة في 21رمضان عام 0118الموافق لـ 8جويلية ،0918ص ص .0181-0129
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 05-50يحدد توزيع نسب اشتراك الضمان االجتماعي
المؤرخ في 09جمادى األولى عام 0118الموافق لـ 9فيفري سنة ( 0918المواد ، ) 8-2-0الجريدة الرسمية،
العدد ،19المؤرخة في 1جمادى الثانية عام 0118الموافق لـ 21فيفري سنة ،0918ص .218
751
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الرشيد وساعدتها في ذلك األريحية المالية التي عاشتها الصناديق في تلك المرحلة مع
امتالكها للمصدر األساسي للثروة (عائدات النفط) ،حيث استخدمته دائما لتكفل بالمطالب
االجتماعية.
لكن سرعان ما اتجهت الحكومة نحو رفع القسط الذي يساهم فيه العامل بالنسبة
الشتركاته اتجاه مؤسسات الضمان االجتماعي سنة 0991وهذا وفقا للمرسوم التشريعي
ا
رقم 02-91المؤرخ في 26ماي سنة .10991
الجدول رقم :50معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان
االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر بعد سنة .4991
صندوق الخدمات
المجموع العامل رب العمل الفروع
االجتماعية
%01 ـــ %0.8 %02.8 التأمينات االجتماعية
%0 ـــ ـــ %0 حوادث العمل واألمراض المهنية
%00 ـــ %8.8 %7.8 التقاعد
%1 ـــ %0.8 %2.8 التأمين على البطالة
%0.8 %1.8 %1.8 %1.8 التقاعد المسبق
%80.8 %1.8 %7 %21 المجموع
المرسوم التنفيذي ، 451-91ص . 6 المصدر:
أبقى المشرع على نفس الحصة التي يدفعها رب العمل ،في حين أضاف عبئا أخر
يتحمله العامل ،وهذا بموجب استفادة العمال من القانون التقاعد المسبق ،زد على ذلك
تقليص عدد العمال كما أشرنا إليه مسبقا ،مع تراجع أسعار البترول في نهاية الثمانينات،
فلم يكن للحكومة من خيار سواء إضافة عبئ إضافي وهو منطقي وهذا لتخفيف كاهل
صندوق التقاعد ،جراء األزمة المالية الحادة التي عرفتها الجزائر إبان هذه الفترة .ويجري
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم التنفيذي 451-91يحدد توزيع نسبة االشتراك في الضمان
االجتماعي المؤرخ في 26محرم عام 0108الموافق 6يوليو سنة ( 0991المادة ،)2الجريدة الرسمية ،العدد ،11
المؤرخة في 27محرم عام 0108الموافق يوليو سنة ،0991ص ص . 6-8
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
احتساب قسط اإلشراك من عناصر الدخل ،وأستثنى المشرع الجزائري منحا وتعويضات
ومكافآت والتي تطرح من الدخل قبل احتساب قسط االشتراك ،وهي تعويض األجر الوحيد
وعالوات الوالدة والزواج ،ومصاريف النقل واللباس والمهمة ،ومكافآت الذهاب إلى التقاعد
وتعويضات التسريح ،وهذه كلها ال تدخل في حساب الدخل الخاضع القتطاعات الضمان
مرعاة لطابعها االجتماعي الخاص ،التي تسعى الحكومة الجزائرية من خالله
االجتماعي ،ا
إلى تعزيز سياستها االجتماعية.1
وتماشيا مع نهج الحكومة الجزائرية في سد حاجة الصناديق من الجانب المالي
وتدعيم سيولتها ،وفي إطار فتح منافذ مالية جديدة ،قامت الحكومة بتعديل قسط اشتراك
الذي يتحمله العامل ورب العمل مرة أخرى ،لتكون حصص أقساط االشتراك على النحو
التالي:2
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم 855-90يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة األولي من األمر
10-98الذي يحدد أساس اشتراكات وأداءات الضمان االجتماعي المؤرخ في 01محرم عام 0107الموافق لـ 8يونيو
سنة ( 0996المادة ،) 2الجريدة الرسمية ،العدد ،88المؤرخة في 22محرم عام 0107الموافق لـ 9يونيو سنة
،0996ص.1
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم 05-8555مؤرخ في 1مارس 2111يعدل المرسوم التنفيذي
رقم 017-91المؤرخ في 21ذي القعدة عام 0121الموافق لـ 1مارس سنة ( 2111المادة ،) 2الجريدة الرسمية
،العدد ،01المؤرخة في 29ذي القعدة عام 0121الموافق لـ 8مارس سنة ،2111ص ص .08-01
767
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الجدول رقم :51تطور معدالت اشتراك العامل ورب العمل بعد سنة 8555
حصة صندوق الحصة التي الحصة التي يتكفل
المجموع الفروع
الخدمات االجتماعية يتكفل بها األجير بها المستخدم
%01 ـــ %0.81 %02.81 التأمينات االجتماعية
حوادث العمل
%0.28 ـــ ـــ %0.28
واألمراض المهنية
%07.28 %1.81 %6.78 %01 التقاعد
%1.81 %1.28 %1.28 التقاعد المسبق
%0.81 1.81 %0 التأمين على البطالة
%81.8 %1.81 %9 %28 المجموع
المرسوم ،81-2111ص .01 المصدر:
من خالل استقراء نتائج الجداول الثالث يتضح لنا جليا التالي:
-االستمرار في رفع حصص االشتراك للعامل ورب العمل في كل مرة ،وهذا لتغطية
احتياجات الصناديق المالية ،وتشجيع مساهمة العمال وأرباب العمل في تمويل قطاع
الضمان االجتماعي (التوجه التدريجي نحو الرأسمالية).
-ولوج القطاع الخاص عالم االقتصاد ،وانسحاب الحكومة تدريجيا من تحمل الق اررات
االقتصادية.
-الحاجة الملحة لصندوق التقاعد لدعم المالي ،نتيجة سياسة تسريح العمال من قبل
الحكومة (االتفاقيات مع صندوق النقد الدولي) ولجوئها لسند قانون التقاعد المسبق.
-تكلفة استحداث صندوق البطالة بعد موجة تسريح العمال األنف ذكرها ،والذي تطلب
هو األخر الرفع من حصص االشتراك للعامل ورب العمل.
-مواصلة الحكومة الجزائرية في سياستها الرامية لمواصلة الدعم االجتماعي ،وذلك
بإعفاء عناصر الدخل التي تتعلق بالتعويضات والعالوات ذات الطابع العائلي ومصاريف
النقل واإلقامة ومكافئة نهاية الخدمة والتقاعد من أي اقتطاع.
-تدخل الحكومة في السيرورة المالية لصناديق إما بدعمها ،أو بتحميلها تكاليف ال تدخل
في اختصاصاتها ،كتعويض ضحايا اإلرهاب والتي كان على الحكومة إما إدراجها في
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
تعويض المسؤولية المدنية ،أو تخصيص صندوق خاص يعنى بصالحيات التكفل
وت عويض ضحايا اإلرهاب ،ألن األضرار الناجمة عن الجريمة لها طبيعتها المميزة التي
تختلف عن طبيعة األخطار التي تضمنها قوانين التأمينات االجتماعية ،وهذا رغم أن
المشرع الجزائري أوصى صراحة باالستقاللية المالية لصناديق الضمان االجتماعي،
وبالتالي يظهر جليا طغيان القرار االرتجالي السياسي والقرار األمني ،مرة أخرى على
القرار االقتصادي.
-2بالنسبة للعمال غير األجراء 1:يقع تسديد قسط اإلشراك الموجه لصندوق الوطني
للضمان االجتماعي للعمال الغير أجراء على األفراد الذين يمارسون نشاطا غير مأجور
ولحسابهم الخاص مثل :الحرفيين والتجار ،وأصحاب المهن الحرة والفالحين .إلخ.
وحددت نسبة االشتراك ب % 02تحسب كما يلي:
% 6من االشتراكات بعنوان التقاعد. -
% 6من االشتراكات بعنوان التأمينات االجتماعية. -
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 00-50المتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير
األجراء الذين يمارسون عمال مهنيا المؤرخ في 09جمادى األولى عام 0118الموافق لـ 9فيفري سنة 0918
(المواد ، )01-08الجريدة الرسمية ،العدد ،19المؤرخة في 1جمادى الثانية عام 0118الموافق لـ 21فيفري سنة
،0918ص .206
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
أجراء الخاضعين للضريبة ،وعناوينهم وألقابهم ومهنهم ودخلهم .لتشهد سنة 0996ارتفاع
نسبة اإلشراك %08من الدخل السنوي الخاضع لضريبة ،والذي حدد سقفه السنوي في
حدود 11مرات من المبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون ،حتى وفي حالة
ممارسة أنشطة غير مأجورة متعددة ،وتوزع حصصها كالتالي:
% 7.8 -خاصة بالتأمينات االجتماعية
% 7.8 -خاصة بالتقاعد.
أما في حالة عدم تحديد المبلغ الخاضع لضريبة ،فإن تقديره بالنسبة لضمان
االجتماعي يكون كالتالي:
% 08 -على رقم األعمال بالنسبة لتجار الذين يقومون ببيع البضائع.
% 81 -على رقم األعمال بالنسبة للذين يقومون بخدمات.
وفي حالة عدم تحديد الدخل الخاضع لضريبة وال رقم األعمال اإلجمالي ،بإمكان
العامل غير األجير التصريح بدخله السنوي أو رقم أعماله ،أو قد يحدد بصفة
مؤقتة بالمبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون.1
في حين تتم حساب نسب اشتراكات الواجبة الدفع للتعويض عن العطل المدفوعة
األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال
العمومية والري بعنوان العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء
األحوال الجوية كالتالي:2
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم التنفيذي رقم 101-90المؤرخ في 09رجب 0107الموافق
لـ 81نوفمبر سنة 0996يعدل ويتمم المرسوم رقم 88- 18المتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير األجراء
الذين يمارسون عمال مهنيا المؤرخ في 9فيفري سنة ( 0918المادة ، ) 7الجريدة الرسمية ،العدد ،71المؤرخة في
21رجب 0107الموافق لـ 10ديسمبر سنة ،0996ص .206
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة الحماية االجتماعية ،المرسوم التنفيذي رقم 10 -91يحدد نسب
االشتراكات الواجبة الدفع إلى الصندوق الوطني لتعويض العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال
الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري بعنوان العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال
الجوية المؤرخ في 26رمضان عام 0107الموافق 1فيفري (0997المواد ، )8-2الجريدة الرسمية،العدد ،1المؤرخة
في 27رمضان عام 0107الموافق 8فيفري ،0997ص .00
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
نسبة ،% 02.20ويتحملها صاحب العمل ،بعنوان التأمين على العطل المدفوعة -
األجر.
نسبة ،%1.78بعنوان التأمين على البطالة الناتجة عن سوء األحوال الجوية -
وتوزع كالتالي %1.87 ( :يتحملها صاحب العمل %1.878 .من حصة العمال).
-نسبة % 1.08بعنوان الوقاية من المخاطر المهنية.
ثانيا :تمويل الدولة:
تتدخل الحكومة بهدف تغطية تكاليف األخطار االجتماعية ،ولمساعدة الفئات
الهشة التي ال تستطيع دفع أقساط الضمان االجتماعي ،كاألطفال والبطالين
والمعاقين..إلخ ،وتمول ميزانية الدولة ما يلي( :1المنح العائلية ،نفقات التضامن الوطني
وهذا من خالل منح فارق تكميلي للمتقاعدين الذين يقل مبلغ معاشهم عن الحد األدنى من
األجر الوطني المضمون بنسبة ،%78و 2.8مرة من األجر األدنى المضمون بالنسبة
للمجاهدين والتعويضات التكميلية لفائدة منح العجز والتثمين االستثنائي ،كما تتدخل الدولة
للحيلولة دون إفالس الصناديق ،وتستخدم عادة الضرائب والتي يقع عبئ تمويلها على
عموم أفراد المجتمع ).
تعتبر الضريبة أهم مصدر لتمويل الخزينة العمومية ،وهي الممول الرئيسي لإلنفاق
العام ،وتساهم بشكل هام في تحقيق العدالة االجتماعية بواسطة تخفيض فجوة الدخول
(الضرائب التصاعدية) .2
والضرائب هي ":فريضة مالية يدفعها الفرد جب ار إلى الدولة ،أو إحدى هيئاتها العامة
والمحلية بصورة نهائية ،مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة ،دون أن يعود
عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة".3
-1الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي( .)www.mtess.gov.dzتاريخ االطالع :يوم 20
جويلية 2101على الساعة 08:11
-2هيفاء غدير غدير ،السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد السوري ،دمشق :الهيئة العامة السورية
للكتاب ،2101 ،ص .01
-3رانيا محمود عمارة ،المالية العامة اإليرادات العامة ،ط،0القاهرة :مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع،
،2108ص99
765
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
إن التمويل بواسطة الضرائب ،هو نوع من اإلنفاق االجتماعي الذي تتحمله الدولة ،على
اعتبار دورها المنوط بمساعدة الفقراء ومعدومي الدخل ،وتكتفي الدول االسكندينافية
بالضرائب كمصدر وحيد لتمويل منظومة الضمان االجتماعي ،وإن اختلفت أنواعها
الضرائب التي تعتمدها في تمويل الضمان االجتماعي ،فاليونان تمول ميزانية الضمان
االجتماعي عن طريق ضريبة االستهالك أو المبيعات ،أما في الدنمارك فتمول ميزانية
الضمان االجتماعي عن طريق فريضة خاصة تفرضها على مواطنيها.1
لكن الدول الليبرالية تسعى جاهدة إلى تحييد دور الدولة وإبعادها قدر الممكن عن أي
دور اجتماعي إال بحذر ،ألن ذلك يرفع من معدل الضرائب التي تثقل ظهر الشركات
التجارية ومختلف المؤسسات المنتجة ورجال األعمال ،والتي لها آثار سلبية على عجلة
التنمية االقتصادية.
والجدول التالي يوضح مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات الفئات الخاصة،
الذين تم إعفائهم من دفع االشتراكات:
-1أحمد جمال الدين موسى ،آفاق التأمين الخاص واالجتماعي في دول العالم الثالث رؤية اقتصادية ،مؤتمر الجديد
في مجال التامين والضمان في لبنان والعالم العربي ،ط ،0بيروت :منشورات الحلبي الحقوقية ،2117 ،ص .222
766
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الجدول رقم :55مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات بعض الفئات االجتماعية الخاصة.
الجهة التي تتحمل تسديد االشتراك النسبة واألساس األشخاص
المؤسسة التي يدرس فيها الطالب %2.8من األجر الوطني األدنى
الطلبة
مبلغ اشتراك الطالب وصاحب العمل المضمون
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %7من األجر الوطني األدنى ذوي حقوق المحبوس الذي
العمل على و ازرة العدل المضمون يؤدي عمل شاق
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %7من األجر الوطني األدنى
المجاهدون
العمل على و ازرة المجاهدين المضمون
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %8من األجر الوطني األدنى
المعاقين
العمل على و ازرة الحماية االجتماعية المضمون
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %2من األجر الوطني األدنى
الممتهنون
العمل على مؤسسات التكوين المهني والعمل المضمون
تالميذ مؤسسات التعليم
تتحمل مؤسسات التربية والتعليم والتكوين المهني %0من األجر الوطني األدنى
التقني ومؤسسات التكوين
والعمل مبلغ االشتراك والتزام صاحب العمل المضمون
المهني
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %2من األجر الوطني األدنى المحبوسون الذين يقومون
العمل على و ازرة العدل المضمون بعمل شاق
تتحمل الدولة مبلغ االشتراك ،ويقع التزام صاحب %0من األجر الوطني األدنى أيتام رعاية الشباب الذين
العمل على و ازرة الحماية االجتماعية المضمون يقومون بعمل مأمور به
الرياضيون المنخرطون في
تتحمل الجمعية الرياضية وحدها االشتراكات %1.8تتحمل الجمعية الرياضية
جمعيات رياضية والذين
والتزامات صاحب العمل وحدها االشتراكات
ليسوا من النخبة
المصدر :المرسوم رقم .81-18
يعفى كذلك أصحاب المعاشات الذين يقل مرتبهم عم األجر الوطني األدنى
المضمون أو يساويه ،ويعفى أيضا أصحاب المعاشات الذين يفوق مرتبهم األجر الوطني
األدنى المضمون والذي يترتب عليه انخفاض عن األجر األدنى المضم ـون حين يطبق
عليهم نسبة .%2
يوضح هذا الجدول األشخاص الذين تتحمل عنهم الدولة بواسطة الضرائب
ومؤسساتها ،تكاليف التأمين أو االشتراكات ،وهذا لخصوصية هذه الفئات ،ألنها ال تملك
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
دخال يقتطع على أساسه اشتراكات تؤدى إلى مصالح الضمان االجتماعي ،أو أن دخلها
محدود مثل أصحاب المعاشات الذين يتقاضون دخال ضعيفا يساوي أو يقل عن األجر
األدنى المضمون ،لكن هؤالء الفئات بالمقابل يحتاجون إلى خدمات ومزايا الضمان
االجتماعي ،وهذا يدخل في باب التكافل والعدالة االجتماعية التي يجب أن تمارسها الدولة
على رعياها ،وهو لتذليل الفوارق المادية بينهم ،كما تتحمل الدولة دفع اشتراكات الضمان
االجتماعي لصالح فئة المجاهدين وهذا لمكانة هذه الفئة تاريخيا ودورها في الكفاح ضد
المستعمر سابقا ،ولتمركزها الدائم في هرم السلطة.
أما الفئات الذين شبههم المشرع الجزائري باألجراء ،فقد أعفتهم الحكومة الجزائرية
بجزء من قسط االشتراك والجدول التالي يبين نسب التي تدفعها هاته الفئة الخاصة :
الجدول رقم :59معدالت اشتراكات بعض الفئات الشبيهة باألجراء.
النسبة األساس العمال
%02يتحملها المستفيد
على المكافأة المدفوعة في حدود الفنانون والممثلون المشاركون
التزامات صاحب العمل تفرض على الهيئة التي
مبلغ 011111د.ج في السنة في التمثيل
دفعت المكافأة
%6موزعة كالتالي األشخاص الذين يستخدمهم
األجر الوطني األدنى المضمون
%1صاحب العمل % 2 ،يتحملها العامل الخواص
%02موزعة كالتالي
األجر الوطني األدنى البحارة والصيادون الذين يبحرون
%7يتحملها صاحب العمل الصياد
.المضمون مع صاحب العمل
%5يتحملها الصياد
%02يتحملها صاحب العمل وحده ثالثة أضعاف األجر الوطني أصحاب العمل ،الصيادون-
األدنى المضمون المحاصون-المبحرون
% 8يتحملها المستفيد األجر الوطني األدنى المضمون حمالو األمتعة في المحطات
حراس مواقف السيارات المرخص
% 8يتحملها المستفيد األجر الوطني األدنى المضمون
لهم
المصدر :المرسوم رقم ،81-18
يوضح هذا الجدول فئات أخرى خاصة ،قامت الحكومة بإعفائهم بجزء من
االشتراكات وهذا لطبيعة عملهم ،حيث أن أغلبهم يعملون لصالح الخواص وبالتالي قد
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
يتقاضون أجو ار زهيدة ،مما يحتم على الدولة تدعيمهم عن طريق تخفيض مبلغ االشتراك
الواجب دفعه لمصالح الضمان االجتماعي.
فيما يوضح الجدول الموالي نسب المؤمنين وذوي حقوقهم ،وبقية الفئات التي تم
إعفائهما من دفع االشتراكات في نظام الضمان االجتماعي الجزائري:
الجدول رقم :45نسب وأعداد المؤمنين وذوي حقوقهم ،في نظام الضمان االجتماعي الجزائري.
النسبة المجموع اإلناث الذكور الفئات
%88.60 1671161 116211 8127711 األجراء
%08.97 0892811 801727 178688 المتقاعدين
% 3.39 298879 008866 011108 منح العجز والريع
% 0.61 81868 2118 80611 منح البطالة
% 14.21 0281667 811699 619961 الطلبة
% 1.28 000612 12679 29118 المجاهدين
% 7.10 601108 829089 219676 فئات خاصة
% 3.82 882662 16681 216111 مؤمنين اجتماعيين أخرين
% 100 1701206 2871189 6017777 المجموع
المصدر :صرارمة عبد الوحيد ،دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق في الجزائر ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،المجلد ب ،العدد ،2111 ،81ص.098
761
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-1الموقع الرسمي لو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي( .)www.mtess.gov.dzتاريخ االطالع :يوم 21
جويلية على الساعة .21:11
-2دمحم زيدان ،دمحم يعقوبي ،المرجع السابق ،ص .08
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
1
- Gilles Nezosi , opcit, p 42.
717
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
لقد سارت الحكومة في نهج تخفيض معدل االشتراكات من سنة إلى سنة أخرى
حيث وصلت سنة 2106نسبة االشتراكات %88.7من الموارد.
تحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي للنظام العام واألنظمة الخاصة: -4
تعتبر الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي ( )A.C.O.S.Sهي المكلفة
بخزانة النظام العام واألنظمة الخاصة بالنسبة لتمويل نظام الضمان االجتماعي ،وتشرف
على االتحادات الجهوية لتحصيل الضمان االجتماعي التي تجمع االشتراكات
والمساهمات االجتماعية ،وهذا من أجل تسيير فعال وديناميكي لمختلف الموارد ،حيث
تتكفل الوكالة المركزية لهيئات الضمان االجتماعي ( )A.C.O.S.Sبتسيير مشترك
ومركزي للخزينة بالنسبة للفروع األربعة للضمان االجتماعي (المرض ،حوادث العمل،
المنح العائلية ،التقاعد) من خالل ضمان متابعة فردية لتقديرات الموارد والنفقات،
واألرصدة واإلنجازات المحاسبية ،ولديها حساب فردي وحيد للمتاحات الجارية مفتوح
بحساب صندوق اإليداع .هدا الحساب يسجل موارد كل مداخيل التحصيل ونفقات مبلغ
األداءات ،التي التزمت بها الصناديق لمستحقيها .1وتقود شبكة من االتحادات الجهوية
للضمان االجتماعي ( ) U.R.S.S.A.Fوتهدف إلى جمع االشتراكات والمساهمات
االجتماعية ،حيث حصلت ما يقارب 187مليار يورو كموارد سنة .22102يتم
تحصيل االشتراكات من أرباب العمل واألجراء ،فحصة اشتراكات األجير يقتطعها رب
العمل من المنبع أي من األجر ،ويقوم بصبها في وكاالت تحصيل اشتراكات الضمان
االجتماعي التابعة لالتحادات الجهوية.3)URSSAF( .
تسير هده الهيئات ما يقارب 9.8مليون حساب مشترك منها:4
2.2 -مليون حسابات مؤسسات وإدارات وجماعات محلية.
1
- Agence pour le Développement et la Coordination des Relation Internationales,
La protection Social En France, Paris, France, 2014C. ROSSILLION: «Conventions et
Recommandations Internationales du travail : Droit social à vocation universelle in Juris
Classeur» , Paris : Dalloz, 198., p112.
2
- Ipid, p106.
3
- Ipid, p109.
4
- Ipid, p112.
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
1
- Ipid, p111.
2
- Ipid, p110.
3
- Ipid, p113.
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
األداءات التي توجه لتغطية مختلف األخطار االجتماعية لصالح مؤمنيها ،ومصاريف
1
التسيير بالنسبة للتعاضديات الفالحية (.) M.S.A
ثانيا-الضرائب والمساهمة االجتماعية المعممة :CSG
تسهر الدولة على تمويل منظومة الضمان االجتماعي بتخصيص إيرادات ضريبية
لصالحها وتكون كالتالي:
-4الضرائب والرسوم الموجهة : ITAFهي عبارة عن اقتطاعات إجبارية موجهة
لتمويل برامج الضمان االجتماعي تشكل المورد الثاني بعد االشتراكات االجتماعية بنسبة
،28حيث بلغت سنة 2108مبلغ 071مليار أوروا.
تفرض هذه الضرائب أساسا على ثالث أصناف (الضريبة على األجور ،رسوم
االستهالك على التبغ ،ضريبة القيمة المضافة على التبغ والكحول والمستحضرات
الصيدالنية) ،وتوجه لدعم أرباب العمل على األجور المنخفضة والعمل اإلضافي .كما
2
تهدف إلى دعم تدابير الصحة العامة منذ سنة . 4950
-8المساهمة االجتماعية المعممة :CSGتم إنشاؤها بناء على قانون المالية لسنة
،0990وهي عبارة عن ضرائب موجهة لدعم ميزانية الضمان االجتماعي .تفرض على
األشخاص المقيمين في فرنسا من األجراء وغير األجراء .وتوجه لتغطية معاشات التقاعد
واستحقاقات البطالة ،وهي ضريبة تقتطع من دخول العمال (األجراء وغير األجراء) على
أن تعفى المنح االجتماعية والعائلية من هذه الضريبة .ويتم استردادها من قبل صندوق
( ،)U.R.S.S.A.Fومعدل اقتطاع هذه الضريبة في ارتفاع من سنة إلى أخرى.3
ورغم العائدات المالية الهائلة التي تدرها على قطاع الضمان االجتماعي حيث
الضرائب والرسوم الموجهة بلغت سنة 2108مبلغ 90.8مليار أوروا أي فاقت
) ،(ITAFلكنها شكلت عبئا إضافيا على أرباب العمل ،بسبب زيادة تكلفة اليد العاملة.4
1
- Ipid, p171.
- ITAF : Impôts et Taxes affectés.
2
- Gilles Nezosi, opcit, p 48.
3
- Ipid, p 49.
4
- Ipid, p 51.
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
1
- Gilles Nezosi , opcit, p 52.
2
- Gilles Nezosi , opcit, p 51.
715
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
جدول رقم :44يوضح نسب تمويل الضمان االجتماعي في فرنسا من سنة 4954إلى غاية
.8558
8558 4999 4990 4994 4959 4950 4954 اإليرادات الصافية
18.9 16.1 17.1 81.1 82.1 82.1 88.2 اشتراكات صاحب العمل
87.1 87.8 81.2 10.8 - - - الفعلية
1.9 1.9 9.2 9.0 - - - الوهمية
07.1 06.7 22.6 22.1 22.1 09.1 01.1 اشتراكات األجراء
1.1 8.7 1.9 8.6 8.2 1.1 8.0 اشتراكات غير األجراء
00.9 00.1 11.9 15.5 55.0 11.0 15.1 مجموع االشتراكات 4
09.1 06.6 7.2 8.9 8.0 8.2 2.8 ضرائب ورسوم خاصة8
18.9 18.8 10.0 12.7 18.1 11.8 10 مج 8+4
00.1 08.1 01.8 08.7 01.2 06.1 08.7 مساهمات الميزانية
81.1 81.1 20.8 07.6 07.8 09.6 01.1 مج الضرائب والرسوم
2.7 2.1 8.8 8.6 2.1 8.0 8.2 إيرادات أخرى
011 011 011 011 011 011 011 المجموع
المصدرREES, les comptes de la protection social, 1990-2001, Documentation Française, :
et SESI, les comptes de la protection social de 1959-1985, documentation statistique, no
29, ministère social et de la solidarité nationale.
من خالل معطيات الجدول يتضح لنا تعمد الحكومة الفرنسية إلى تخفيض معدالت
االشتراكات من سنة إلى أخرى ،حيث انخفضت من 71سنة 0910إلى 66.9
سنة .2112أين قامت بتغطيتها عن طريق زيادة معدالت الضرائب المخصصة لتمويل
منظومة الضمان االجتماعي.
والرسم البياني التالي يفسر لنا أشكال تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي الفرنسي:
716
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الشكل رقم : 54يوضح لنا تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي في فرنسا.
تمويل الدولة
CSG
مواد أخرى
المصدر direction de la sécurité social, les chiffres clés de la sécurité sociale 2016, édition :
2017, France, p07.
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
تحمل األمراض آثا ار خطيرة على الفرد والمجتمع ككل ،فتوقف األفراد عن أداء
مهامهم وأعمالهم يؤثر على مردودية القوة العاملة وعلى اإلنتاج والرفاهية داخل المجتمع،
ويهدد مركز الدولة ومكانتها بين األمم ،ويعكس تصديها لألمراض قوة برامج برامج
السياسات الصحية لديها .1وهذا مع مراعاة سلوكيات الناس وفهمهم في اختيارهم ألساليب
العالج والوقاية المتاحة أو عدم االكتراث (نظام التغذية ،الطب التقليدي ،المعتقدات
القديمة...إلخ) .2
-1عبد الناصر علي بن علي الفكي ،الثقافة المجتمعية ومعدالت اإلصابة باألمراض في إفريقيا (االيبوال :ليبريا-
اإليدز :أثيوبيا -السحائي بوركينافاسو) ،جامعة أفريقيا العالميةـ ،مركز البحوث و الدراسات اإلفريقية ،ديسمبر ،2106
ص .221
-2سليمان بومدين ،التصورات االجتماعية للصحة والمرض في الجزائر"حالة مدينة بسكرة ،مجلة شؤون اجتماعية،
الشارقة ،العدد ،2118 ،011ص .288
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
يمكن تحديد مفهوم المرض على أنه " حالة من التغير في الوظيفة أو الشكل لعضو
ما ،ينتج عنه عدم قدرة الفرد على القيام بأعماله اليومية االعتيادية ،ويكون الشفاء
1
منه صعبا بدون تلقي العالج المناسب".
كما يمكن تعريفه على انه " اضطراب وظيفي ،يحدث تطو ار غير طبيعي في جسم
اإلنسان ،ينتهي إما بالشفاء أو الوفاة ،أو يتناغم الجسم مع فترة مرحلية للوصول إلى
2
ظرف أفضل".
وأيا كان نوع المرض ومسبباته ،فإنه يقع على عاتق صناديق الضمان
االجتماعي تحديات مالية تكفل بها المريض أثناء فترة نقاهته وعالجه ،وفق شروط
وقوانين تنظيمية وتقنية تميزها ،وهذا من دافع الدور األخالقي والقانوني المنوط بالحكومة
القيام به من جانب رعاية وحماية ومواطنيها ،ومن باب آخر السهر على استمرار إنتاجية
ومؤسساتها وخدمات إداراتها ،بضمان حماية موردها البشري.
وفي الجزائر تتحمل مؤسسات الضمان االجتماعي جزء من المصاريف الطبية
والعطل المرضية ،وتتوزع تعويضات تكاليف المرض إلى تعويضات عينية ونقدية ،ويخول
قانون الضمان االجتماعي الحق في االستفادة من التعويض وبنسب متفاوتة من %81
إلى %11بل وتصل حتى ،%011في حالة توقف العامل عن عمله ابتداء من األسبوع
الثالث إلى مدة أقصاها ثالث سنوات.3
وتشمل األداءات العينية للتأمين على المرض تغطية المصاريف التالية:4
("العالج ،الجراحة ،األدوية ،اإلقامة بالمستشفى ،الفحوص البيولوجية والكهروديوغرافية،
-1عمر أكريم عبد النبي ،البيئة االجتماعية والنفسية واالقتصادية وعالقتها باألمراض وتوطنها في المناطق الريفية،
مجلة جامعة بنغازي العلمية ،العدد 8و ،2100 ،1ص .09
-2مختار رحاب ،الصحة والمرض وعالقتها بالنسق الثقافي للمجتمع مقاربة بين منظور االنثروبولوجيا الطبية،
مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،08جوان ،2101ص .078
-3بشير هدفي ،الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية والجماعية ،ط ،2الجزائر :جسور للنشر
والتوزيع ،2118 ،ص .019
-4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رئاسي ،القانون رقم 44-50المتعلق بالتأمينات االجتماعية
المؤرخ في 20رمضان عام 0118الموافق لـ 2يوليو سنة ( 0918المادة ،)21الجريدة الرسمية ،العدد ،21
المؤرخة في 21رمضان عام 0118الموافق لـ 8يوليو سنة ،0918ص.0796
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
لكن المشرع وضع شروط تنظيمية وإدارية يلتزم بها المريض المؤمن حتى يتسنى
له الحصول على التعويض وهي:1
-التوقف عن ممارسة أي نشاط مهني سواء كان مأجور أو غير مأجور إال بإذن من
هيئات الضمان االجتماعي.
-الخضوع لجميع مراحل العالج التي يقرها الطبيب (الفحوص ،األشعة ،والكشوف
الطبية....إلخ)
-يجب على المريض عدم مغادرة منزله أو التنقل ،إال بأمر من الطبيب وبإشعار مسبق
من قبل هيئة الضمان االجتماعي تسمح له بذلك ،وكذلك وجب إشعار هذه األخيرة عند
مرضه في منطقة خارج المجال اإلقليمي لهيئة الضمان االجتماعي المنسب لديها.
-يجب على المريض إشعار الطبيب بفترة تمديد العطلة المرضية ،وإبالغ هيئة الضمان
االجتماعي بقرار التمديد الذي يحرره الطبيب في الشهادة الطبية ،وتقوم هيئات الضمان
االجتماعية بإجراء المراقبة الطبيبة عن طريق الطبيب المستشار ،والمراقبة اإلدارية عن
طريق أعوان صندوق الضمان االجتماعي.
-إن مخالفة هذه اإلجراءات ،يعطي الحق لمصلحة الضمان االجتماعي ،رفض
التعويض للمؤمن.
لقد تراجعت الحكومة بشكل كبير في دعمها لنفقات العالج و التغطية الصحية ،فلقد
ألغت سنة 0991تعويضات بعض األدوية ( قائمة ب 019دواء ) عن طريق قرار
وزاري مشترك ،محاولة بذلك تخفيف األعباء المالية على صندوقي الضمان االجتماعي
للعمال األجراء وغير األجراء ،ما أنعكس سلبا على شريحة كبيرة من المواطنين ،خاصة
أصحاب الدخول الضعيفة والمتوسطة ،كما آثار حفيظة النقابة الوطنية للصناعة
الصيدالنية التي لم تخفي استنكارها من هذا اإلجراء الذي سيؤثر حسبها على اإلنتاج
الصيدالني في الجزائر ،وسيدفع بالمصانع الصيدالنية بالتوقف وتسريح عمالها ،كما أن
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة الحماية االجتماعية ،المرسوم رقم 81-51يحدد كيفيات تطبيق
العنوان الثاني من القانون 00-18المؤرخ في 2يوليو 0918المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في 19جمادى
األول عام 0111الموافق لـ 00فيفري سنة ( 0911المادة ،) 26الجريدة الرسمية ،العدد ،17المؤرخة في02
جمادى األول عام 0111الموافق لـ 01فيفري سنة ، 0911ص ص .207-206
717
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
قيمة تعويض الفحص عند العيادات الخاصة ،أسالت الحبر وطرحت أكثر من تساؤل
حول قيمة التعويض ،فإذا كان الفحص الطبي عند طبيب عام هو 81دج فيعوض
المريض ب % 11أي ب 11د ج ،لكن الغريب أن رغم ارتفاع الفحص الطبي ب
عشرات المرات فإن 11د ج ضلت أساسا لتعويض بعد 01سنة وفي يومنا هذا فإن
تعويض الفحص الطبي عند الطبيب الخاص ال يتعدى 011دج وهو منافي للمادة 89
1
من القانون ،00-18والتي تنص صراحة على أن تعويض يجب أن يكون .% 11
ثانيا -التأمين على األمومة:
يخص إجراء تأمين األمومة المرأة العاملة ،والتي تسبب حالة الحمل والوضع في
انقطاعها عن ممارسة عملها ،وهو شبيه بتأمين المرض كونه يتطلب نفقات العالج
والدواء وعطلة النقاهة ،وتطول مدة انقطاع المرأة عن العمل وهذا لحماية ورعاية األم
والطفل وضمانا لسالمتهما معا ولقضاء عطلة مريحة ،وتستفيد في هذه الحالة المرأة
العاملة (األم) من أداءات عينية ونقدية .ففي جانب التعويضات النقدية تستفيد من عطلة
قدرها 01أسبوع ولها الخيار في أن تبدأ عطلتها 6أسابيع قبل التاريخ المحتمل للوضع،
ويجب أن تنقطع عن العمل أسبوعا على األقل قبل الوضع ،ويثبت ذلك بواسطة شهادة
طبية مؤشرة من طرف الطبيب المعالج ،ويصرف لها خالل هذه المدة أجرها كامال
( %011بعد اقتطاع اشتراك الضمان االجتماعي والضرائب).2
كذلك يجب أن تكون المرأة العاملة قد عملت على األقل 08يوما أو 011
ساعة أثناء 8أشهر التي تسبق تاريخ أول معاينة للحمل ،وإما 61يوما أو 111ساعة
على األقل أثناء 02شهر التي تسبق المعاينة األولى للحمل.
-نجوة الحدي «،سياسة األدوية في الجزائر»(،أطروحة دكتوراه،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،الجزائر، 1
، )1111ص.761
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رئاسي ،األمر رقم 41-90المؤرخ في 6يوليو 0996يعدل
ويتتمم القانون رقم 00-18المؤرخ في 20رمضان عام 0118الموافق لـ 2يوليو سنة 0918والمتعلق بالتأمينات
االجتماعية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،12المؤرخة في 20صفر عام 0107الموافق لـ 7يوليو سنة ،0996المواد
،22 ،20 ،21 ،09ص.1
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
أما التعويضات العينية فتسعى إلى ضمان ظروف حسنة لألم وطفلها ،وتهدف إلى
تغطية المصاريف الطبية ،واإلقامة بالمستشفى ونفقـات األدوية الموصوفة من طرف
الطبيب لألم وطفلها وللحصول عليها يجب توفر الشروط التالية:1
-أن تكون مدة عملها 08يوم أو 011ساعة على األقل أثناء الثالثة أشهر األولى التي
سبقت تاريخ المعاينة األولى للحمل وإما 61يوما أو 111ساعة على األقل أثناء 02
شهر التي سبقت المعاينة الطبية األولى للحمل.
-إجراء فحوصات طبية وتكون ،بعد ثمانية أسابيع من الحمل وقبل نهاية الشهر الثالث
من الحمل ،وخالل الشهر السادس من الحمل ،وفحص طبي يشرف عليه طبيب مختص
في أمراض والنساء والتوليد ،ويكون قبل أربعة أسابيع من تاريخ المحتمل للوضع.
-يجب على المرأة العاملة المستفيدة من إجراءات تأمين األمومة ،تقديم شهادة طبية إلى
هيئة الضمان االجتماعي ،وهذا قبل ستة أشهر من تاريخ الوضع المحتمل (إعالم مصالح
الضمان االجتماعي بحملها).
-تبقى نفس الحقوق العينية والنقدية سارية المفعول في حالة فقد المرأة العاملة جنينها،
وذلك شريطة أن ينقطع حملها بعد الشهر السادس.
-التعويضات العينية تكون بنسبة %011سواء للمرأة العاملة أو المرأة الماكثة في البيت
المؤمن زوجها.
-ال تستفيد المرأة العاملة الحامل من تعويضات الضمان االجتماعي ،إذا ثبت أنها قد
انقطعت عن عملها لسبب أخر غير سبب حملها كالعطلة المرضية ،توضح معاينة الحمل
والتاريخ المحتمل للوضع.
-بالنسبة للمرأة الغير عاملة تستفيد من التعويضات العينية دون النقدية ،إذا كان زوجها
مؤمنا وحتى إذا توفي زوجها أو طلقها ،شريطة أن يكون زوجها عامال عند تاريخ الوفاة.
تجدر اإلشارة إلى أن عدة جمعيات ونقابات وطنية دعت إلى إعادة النظر في
عطلة األمومة وخصوصا نقابات التربية ،حيث طالبت اللجنة الوطنية للمربية والمرأة
العاملة في قطاع التربية ،المنضوية تحت لواء االتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
تمديد عطلة األمومة وزيادة في عدد ساعات الرضاعة الممنوحة إلى المرأة العامل ،كما
أن المستخلفين يرفضون التعاقد لمدة ثالثة األشهر ،ما آثر سلبيا على التحصيل الدراسي
لتالميذ .لكن المديرية العامة للضمان االجتماعي للعمال األجراء رفضت جملة وتفصيال
جميع اقتراحات تمديد عطلة األمومة .1حيث حسب جغري عبد الحفيظ
( مدير األداءات بالصندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء ) فإن تعويضات األمومة
في الجزائر تطبق وفق معايير دولية ،وهو معمول به في نظامي الضمان االجتماعي
2
بألمانيا وفرنسا.
كما حذرت نقابات عمالية من أن إقدام الموظفات المشاركة في إضرابات التعليم قد
يحرمن من حقهن في عطلة وتعويض األمومة ،في إشارة إلى الموظفات المنضوية تحت
3
نقابة الكنابست.
-1الموقع الرسمي لجريدة الشروق ،تمديد عطلة األمومة لتعويض المنتصب الشاغرة،تاريخ النشر،2101-02-18
تاريخ االطالع 2109-18-11على الساعة .06:01
-2الموقع الرسمي لجريدة الخبر ،عطلة األمومة لن تتجاوز 95يوما ،تاريخ النشر ،2108-00-00تاريخ االطالع
2109-11-10على الساعة .08:11
-3الموقع الرسمي لجريدة الرائد ،المشاركة في إضراب كنابسات يحرم المقبالت على عطلة األمومة من
التعويضات،تاريخ النشر ،2101-02-18تاريخ االطالع 2109-18-18على الساعة .07:11
-4
الطيب سماتي ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي ،المرجع السابق ،ص ص .060-061
-5المرسوم الرئاسي رقم ،44-50المادة ،86المرجع السابق ،ص .0796
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
715
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الوطني األدنى المضمون ،1ويرتبط قيمة أجور العجز بزيادات المطبقة على معاشات
التقاعد ،وبالتالي فك ارتباطها بالنقطة االستداللية 2.في حين تلغى معاش العجز وجوبا،
عند ثبوت ممارسة المستفيد عمال مأجو ار.3
رابعا -:التأمين على الوفاة:
إن الموت هو النهاية الحتمية لكل حي ،وهي سنة من سنن الكون ،ورغم أنها حادث
طبيعي ال يستثني أحد ،إال إن اإلنسان يحاول الهروب منها ويستعمل لذلك كل الوسائل
المتاحة من وقاية وعالج وتجنب المخاطر إال أن ذلك ال يمنع من حدوثها. 4
وفي عالقة الوفاة بالتأمين أو بالضمان االجتماعي ،فإن مزايا هي األخيرة تستهدف
ذوي حقوق المتوفى (األصول ،الزوج ،األبناء) وذلك إلعالتهم ولحمايتهم من الفاقة
والحاجة في قادم األيام ،ولمساعدتهم على مصاريف تشجيع الجنازة ومراسيم الدفن
والعزاء..إلخ.
و لقد نصت أغلب التشريعات بذلك وهذا خدمة لألمن االجتماعي المنشود.5
و تضمنت قوانين الضمان االجتماعي الجزائري على حق ذوي حقوق المؤمن في منحة
الوفاة ،وفي منح التقاعد المنقول.
وقدر المشرع الجزائري مبلغ رأسمال الوفاة ب 02مرة من مبلغه الشهري الذي كان
يتقاضاه العامل قبل وفاته ،على أن ال تكون هذه المنحة أقل من األجر السنوي األدنى
المضمون ،مع التخليص الفوري ودفعة واحدة لمنحة الوفاة لذوي حقوق المتوفى حال
اكتمال الشروط القانونية بذلك ،وفي حالة تعدد ذوي حقوق المتوفى ،يوزع بينهم رأسمال
الوفاة بنسب متساوية .كما يستفيد ذوي حقوق أصحاب معاش التقاعد أو العجز أو
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم التشريعي رقم 51-91يعدل القانون 44-50المتعلق
بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في 2يوليو سنة ( 0918المادة ،)10الجريدة الرسمية ،العدد ،21المؤرخة في 12
ذي القعدة عام 0101الموافق لـ 08أبريل سنة ،0991ص .6
-2األمر الرئاسي ( 07-96المادة ،)01المرجع السابق ،ص .7
-3المرجع اآلنف الذكر ،ص .7
-4دوغالس ديقيس ،الوجيز في تاريخ الموت( ،ترجمة :محمود منقذ الهاشمي) .دمشق :الهيئة العامة السورية للكتاب،
،2101ص .17
-5صالحي ز اررة ،المرجع السابق ،ص .880
716
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
حوادث العمل من رأسمال الوفاة ،على أال تقل على قيمة الدنيا المنصوص عليها في
القانون.1
خامسا -التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية:
يشهد العالم اليوم نهضة تكنولوجية عمالقة ،في مجاالت الصناعة واإلدارة كان
لتطور اآللة وتكثيف استخدامها الدور األبرز لها ،لكن ذلك لم يمنع من تعدد المخاطر
المحدقة بالعمال والموظفين والمستخدمين ،2الذين كانوا في العديد من المرات ضحية
لحوادث اآلالت كالسقوط من أعالها ،أو الصواعق الكهربائية أو الغازات السامة المنبعثة
منها والتي تسبب أمراض مستعصية في كثير من الحاالت ،أو حتى الضغوط والصدمات
النفسية التي تعترض الموظف في كثير من األحيان (الصراع التنظيمي ،المعاملة السيئة
من المسئول ،سوء تقييم األداء ....إلخ).
ويمكن تحديد مفهوم المرض المهني بأنه " المرض الذي يصاب به العامل بسبب
العمل أو أثناء تأدية العمل ،فالمرض المهني ينشأ من الظروف التي يوضع فيها العامل
أثناء العمل "3أما إصابة العمل فيقصد بها " ذلك الحدث الذي يقع بدون سابق معرفة أو
توقع ،وقد ينتج عنه أضرار تصيب الشخص أو األخريين أو الممتلكات أو المعدات أو
كل ذلك معا أو بعضه ،أي أنه حادث مشئوم غير متوقع".4
وتكتسي حماية الفرد العامل أهمية بالغة في المؤسسة وفي حسابات المسئولين ،وهذا
لتكاليفها الباهظة التي تجنيها جراء أي إصابة أو حادث ،من وقت مهدور سواء في
إجراءات التحقيق أو التنقيب والبحث عن يد عاملة جديدة ال تمتلك خبرة ،زد على ذلك
مصاريف التدريب والتكوين التي أنفقتها ،5وتتعدى أثارها إلى العاملين وأسرهم التي هي
تحت كفالتهم ،فبحسب منظمة العمل الدولية فقد حوالي مليوني شخص فقدوا حياتهم
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
بسبب حوادث وإصابات العمل ،وهو راجع إلى عدم الحرص على تطبيق برامج السالمة
والصحة المهنية وعدم االكتراث من طرف األفراد العاملين ومسئوليهم.
لذلك يقع على الدولة عن طريق مؤسسات التأمين االجتماعي ،ضمان تأمين خطر
إصابات العمال وحوادث العمل ،حماية للعامل وأسرته والمجتمع ككل ،1والمشرع الجزائري
وعلى غرار أغلب قوانين التأمينات االجتماعية في العالم ،فقد نصت قوانينه على ضرورة
تغطية خطر حوادث وإصابات العمل ،حيث أعتبره كل حادث انجرت عنه إصابة بدنية
ناتجة عن سبب مفاجئ وخارجي وط أر في إطار عالقة العمل ،حيث توسع المشرع في
2
نطاق وأماكن اإلصابة وأسبابها لتشمل:
-مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل.
-القيام بمهمة عمل خارج المؤسسة طبقا ألوامر المستخدم وتعليماته.
-ممارسة عهدة انتخابية ،أو بمناسبة ممارستها.
-األعمال والنشاطات الذي ينظمها الحزب (حزب جبهة التحرير الوطني) أو المنظمات
الجماهرية أو االتحادات المهنية.
كما تشمل تغطية مخاطر اإلصابة كذلك األشخاص غير المؤمنين بسبب حوادث
تتعلق بـ:
-اإلصابة أثناء ممارسة نشاطات رياضية تنظمها الهيئة المستخدمة.
-اإلصابة بسبب القيام بعمل يهدف إلنقاذ شخص في خطر يؤدي إلى الهالك ،أو
عمل متقن لصالح العام.
-اإلصابة الناتجة عن الذهاب إلى العمل أو العودة منه ،أي اإلصابة بين اإلقامة
ومكان العمل ،مهما كانت وسيلة النقل ،شريطة عدم االنحراف عن ذلك المسار المعتاد،
-1رمضان عمومن ،حمزة معمري ،حوادث العمل أسبابها وأساليب خفضها ،مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،المجلد ،8العدد ، 8جانفي ،2101ص .888
-2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة الحماية االجتماعية ،األمر رقم 49-90المؤرخ في 0يوليو
،4990يعدل ويتمم القانون 00-18المؤرخ في 2يوليو 0918المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية (المادة
16و ،)17الجريدة الرسمية ،العدد ،12المؤرخة في 17يوليو ،0996ص .07
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
إال إذا كـانت بسبـب ظـروف قـاهـرة أو بسبب العجلـة للوصـول إلى مكـان العمل لضـرورة
المصلحة.
-يستفيد من مزايا تعويض األمراض المهنية وإصابات العمل العمال المؤمنين مهما كان
قطاع نشاطهم وتطال أيضا أحكام هذا القانون األشخاص التالية (التالميذ الذين يزاولون
تعليما تقنيا ،الطلبة ،األشخاص الذين يقومون بأعمال لفائدة هيئات الضمان االجتماعي
بدون مقابل ،المسجونون الذين يؤدون عمال أثناء قضائهم وقت تنفيذ عقوبتهم ،العمال
بسبب قيامهم بدورات التدريب لصالح عملهم ).
ال تتحمل تبعات مرض سابق للحادث إال إذا ثبت تفاقم هذا المرض بسبب -
الحادث ،ويسقط حقوق ذوي حقوق المؤمن في التعويض إذا لم يثبتوا العالقة السببية بين
الحادث والوفاة لهيئات الضمان االجتماعي ،وقاموا باالعتراض على تشريح الجثة لتمكن
من إثبات سبب الوفاة.
قبل التعددية الحزبية والعتبارات تاريخية كانت هناك عناية خاصة بمناضلي حزب
جبهة التحرير الوطني ( االستئثار بالمنافع لحزب السلطة ) ،بحيث خصهم المشرع
الجزائري بالتعويضات عن إصابات العمل لتختفي هذه المزايا الخاصة بأعضاء الحزب
الواحد بعد مرحلة التعددية.
سادسا -التأمين على التقاعد:
يقال ":فالن أحيل على التقاعد ،أي أخرج من منصبه وعين له مبلغ من المال
شهري يكفيه لمعاشه ".ويقال " :إحالة الموظف إلى المعاش أي إخراجه من وظيفته
وإعطاؤه شهريا مبلغا معينا من المال يكفيه لمعاشه ،ونقول معاش التقاعد وأحيل إلى
التقاعد.1".
يعتبر التقاعد من أهم الميزات التي يحملها نظام الضمان االجتماعي ،ويحدد نظام
الضمان االجتماعي في الجزائر شرطين هما السن ومدة الخدمة (عدد سنوات العمل) ،وال
يمكن إحالة العامل إلى التقاعد حتى وإن توفرت فيه الشروط األنفة الذكر قبل إشعار
الصندوق الوطني لتقاعد وتبليغ العامل المعني بقرار إحالته على التقاعد ،رغم انه إجراء
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
إلزامي ،كما على صندوق التقاعد مباشرة اإلجراءات وتبليغ العامل إما بالقبول أو الرفض
في أجل قصير لتجنيب بقاء العامل دون مصدر رزق ،ويتعين كذلك على إدارة الصندوق
في حالة رفضها لملف العامل توضيح أسباب الرفض وتوضيح طرق الطعن.
و لإلشارة يهدف قانون التقاعد سنة 0918إلى توحيد المنافع واالمتيازات ،كذلك
إلى توحيد مصادر التمويل وتأسيس نظام تقاعد وحيد ،عوض األنظمة السابقة والتي
تميزت بالتعدد ،ويستفيد من قانون التقاعد العامل المؤمن من تقاعد مباشر ،كما يستفيد
ذوي حقوقه بعد وفاته ،من تقاعد منقول (األصول ،اليتامى ،الزوج الباقي على قيد
الحياة).
-4شروط الحصول على التقاعد:
أ -شرط السن :يستوجب قانون التقاعد المباشر في الجزائر بلوغ العامل 61سنة
بالنسبة للرجال و 88سنة بالنسبة للنساء ،ويمكن تقليص شرط السن بالنسبة
للنساء إلى سنة عن كل طفل على أال تتجاوز المدة تسع سنوات وفي حدود 8
سنوات إذا قامت بوضع ثالثة أطفال أي سن 82سنة ،مع شرط قضاء 08سنة.
أما بالنسبة للعمال الغير األجراء فيجب بلوغ 68سنة بالنسبة لرجال و 61سنة
بالنسبة للنساء ،ويتقاضى العامل الذي يتوفر فيه الشرطين السالف ذكرهم في
الحالة العامة %11من أجره المتوسط ،على أال يقل على %78من األجر
1
األدنى القاعدي المضمون.
2
حدد المشرع الجزائري مدة ال تقل عن 08سنة في العمل ب -شرط مدة العمل:
للحصول على التقاعد المباشر ،وأوجب على رب العمل على عدم إجبار العامل على
التقاعد إذا كان قد أدى مدة عمل تقل عن 08سنة وهذا في حدود 8سنوات.
- - 1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،القانون رقم 48-50المؤرخ في 12جويلية 0918يتعلق بالتقاعد،
الجريدة الرسمية ،العدد ،21الصادرة بتاريخ21 :رمضان 0118الموافق ل 8جويلية ، 0918المواد ،16
،17،11،19ص .0111-0118
- 2المرجع اآلنف الذكر ،ص .0118
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
ولقد سمى المشرع بعض الفترات التي ينقطع فيها العامل عن العمل بأنها تدخل
في حكم فترات العمل وهي( :العطل المرضية ،وإصابات العجز وحوادث العمل
واألمراض المهنية ،العطل المدفوعة األجر ،وهذا شريطة أن تكون مؤمنة ومعترف بها
لدى هيئة الضمان االجتماعي ،المدة التي قضى خاللها العامل التزاماته اتجاه الخدمة
الوطنية ،المدة التي أديت خالل التعبئة العامة).
-بالنسبة للمجاهدين تحسب سنوات المشاركة الفعلية في حرب التحرير الوطنية
بضعف مدتها.
-يخفض السن ومدة العمل المطلوبة بسنة عن كل قسط % 01وخالل ستة األشهر
األولى ب %8عن كل قسط.
-تقع على ع اتق الدولة ومؤسساتها والجماعات المحلية النفقات الناتجة من
التخفيضات التي تمس المجاهدين الذين شاركوا في الحرب التحريرية.
1
وهناك استثناءات حملها قانون 0918من أهمها:
-يعفي قانون التقاعد العامل المصاب بالعجز التام والنهائي من شرط السن ،على أن
يكون قد أدى مدة عمل ال تقل عن 21سنة خاضعة الشتراكات الضمان
االجتماعي.
-يستفيد عمال المناجم وأفراد األمن الوطني بتخفيض 8سنوات عن سن التقاعد.
-يستفيد العامل الذي يمارس عمله في ظروف بالغة الضرر من تخفيض في سن
التقاعد ،شريطة أن يدفع عنه المستخدم اشتراكات إضافية تحدد وفق التنظيم.
لقد منح هذا القانون فئة المجاهدين امتيازات خاصة ،حيث يستفيد المجاهدون من
تخفيض 8سنوات للحصول على التقاعد ،وبدون شرط سن إذا كان عدد أقساطهم
2
السنوية تؤهلهم للحصول على معاش تقاعد يساوي % 011من أجهرهم الشهري.
كما يسقط شرط السن بالنسبة لإلطارات السامية في الدولة والحزب ،إذا قضوا مدة
1
عمل تقدر ب 01سنوات كاملة.
1
-المرجع اآلنف الذكر ،المواد.00،01،19 ،ص .0111
- 2المرجع اآلنف الذكر ،المواد.28،21 ،ص .0118
717
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-8حساب معاش التقاعد :2يكون حساب معاش التقاعد عموما على أساس نسبة % 2.8
عن كل سنـة عمل ،وهــذا للحصول على نسبة معاش التقاعد ،أما مبلغ معاش التقاعد
التقاعد في األجر المتوسط ،هذا األخير هو المتوسط فيكون بحاصل ضرب نسبـة
الحسابي لألجر الشهري لثالث السنوات األخير أو المتوسط الحسابي ألشهر السنة
األخيرة ،على أن يختار األفضل بينهما ،ويجب أال يقل في جميع الحاالت عن % 78
من األجر القاعدي األدنى المضمون ،كما ال يفوق % 11من أجرة العامل التي كان
يتقاضها في منصبه.3
يستفيد المتقاعد من زيادة في معاشه تقدر ب 611مرة قيمة معدل األجر الوطني
األدنى المضمون ،وهذا للمتقاعد الذي يكفل زوجا أو أكثر ،على أن تكون الزيادة مرة
واحدة وليس عن كل زوج في حالة تعدد الزوجات.4
-0امتيازات فئات خاصة :هناك فئات خاصة أعطى لها القانون الجزائري امتيازات عند
حساب معاش التقاعد وهم كالتالي:
-بالنسبة لفئة المجاهدين والتي تكون نسبة معاش التقاعد 3.5%عن كل سنة
قضاءها العامل ،مع إمكانية بلوغ العامل نسبة %011كمعاش التقاعد ،أي يكون معاش
تقاعده مساويا لراتبه السابق إبان فترة عمله ،أما عن المبلغ األدنى لمعاشه فيجب أن
5
يفوق األجر الوطني األدنى المضمون ب 0.8مرة أي مرة ونصف.
-بالنسبة لمعاش تقاعد اإلطارات السامية في الدولة والحزب هو مبلغ % 455من
الراتب الشهري األفضل الذي تقضاه خالل مساره المهني ،مضافة إليه جميع المنح
والعالوات .وهذه مزية أخرى تبين توجه الدولة نحو دعم أذرع السلطة ،واختزال منافع
الضمان االجتماعي في يد األقلية الساحقة التي تتحكم في زمام األمور .إذ كيف يعقل أن
- 1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 040-50المؤرخ في 28محرم 0111الموافق ل 80
أكتوبر ،0918يتعلق بمعاشات تقاعد أعضاء القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة ،الجريدة الرسمية العدد
،16الصادرة بتاريخ 18 :صفر ، 0111المواد ،18،12،ص .2181
-القانون رقم 48-50يتعلق بالتقاعد ،المرجع السابق ،المادة ،71ص .7161 2
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
العامل البسيط يجب أن يقدم مدة عمل تفوق أحيانا 82سنة مقابل راتب تقاعدي ال
يتجاوز %11من راتبه السابق ،بينما إطار سامي في الدولة أو الحزب تكفيه 01سنوات
مدة عمل للحصول على راتب %011من أفضل أجر تقضاه خالل مساره المهني .وإذا
كانت التعددية السياسية قد أقصت إطارات الحزب من هذه االمتيازات (الذين لم يستفيدوا
سابق) فإنه يعتبر إقصاء شكلي ،ألن أغلب إطارات الدولة من صنع حزب جبهة التحرير
1
الوطني.
-1معاشات ذوي الحقوق :2ينتقل معاش المتقاعد الهالك إلى ذوي حقوقه وهم كما
يحددهم قانون التقاعد الجزائري ( زوج المؤمن المتوفى الشرعي ،األوالد المكفولين والذين
ولدوا قبل وفاة المؤمن أو بعد 818يوم من وفاته كأقصى تقدير ،أصول المتوفى )،
وتكون االستفادة من معاش التقاعد المنقول مباشرة ابتداء من اليوم األول من الشهر الذي
يلي تاريخ الوفاة.
-تكون نسبة معاش التقاعد المنقول من % 78إلى % 91كحد أقصى من المعاش
المباشر للهالك.
-تكون نسبة التقاعد المنقول %78ويتحصل عليها الزوج الباقي على قيد الحياة إذا
كان وحده.
-تكون نسبة التقاعد المنقول %78في حالة عدم وجود زوج على قيد الحياة ،ووجود
األبناء واألصول ،حيث يأخذ األبناء نسبة % 18أما األصول فيأخذوا نسبة .%81
3
كما تكون نسبة التقاعد المنقول % 11في الحالة التالية:
إذا كان مع الزوج الباقي على قيد الحياة ولد أو أصل واحد ،حيث يتحصل الزوج
على % 81أما الولد أو األصل فيتحصل على نسبة .%81
4
كما أن هناك حاالت أخرى كالتالي:
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-تكون نسبة التقاعد المنقول % 91في حالة وجود أكثر من اثنان من ذوي الحقوق مع
الزوجة سواء كانوا من األوالد أو من األصول أو معا ،حيث يتحصل الزوج على
% 81في حين يتقاسم األصول واألوالد % 11بالتساوي مع بعضهم.
-إذا كان الهالك غير مستفيد من معاش التقاعد ،يستفيد ذوي الحقوق من منحة
المعاش ،ويتم معالجة وتصفية معاشه كما لو كان قد أحيل إلى التقاعد ،دون شرط
سن أو مدة العمل.
-إذا كان للهالك أكثر من زوج يتم قسمة مبلغ المعاش بينهم بالتساوي ،وكذلك األصول
واألوالد الذين يقعون تحت كفالته ،سواء من الزوج الذي كان تحت كفالته أو من
زوجات آخرين ،كأوالد الزوج المطلق أو الزوج الهالك.
1
-أما في حالة تزوجت األرملة من جديد من زوج أخر ،فيترتب عليها التالي:
-تتوقف استفادتها من معاش التقاعد ،ويستفيد األوالد من معاش التقاعد ،ويتم حساب
معاش التقاعد من جديد.
-يستفيد الزوج الباقي على قيد الحياة من معاش تقاعد منقول ،بالرغم من انه قد يكون
مستفيد من معاش تقاعد مباشر.
-0تعديالت التأمين على التقاعد :تم تعديل قانون التقاعد بالنسبة لشرطي السن ومدة
العمل كالتالي:
2
أ -تعديالت شرط السن:
-دون أي شرط سن إذا كان العامل قد أتم مدة عمل فعلية دفع اشتراكات 82سنة
فعلية ،بما في ذلك األيام التي تقاضى فيها العامل تعويضات عن المرض واألمومة
وحوادث العمل والبطالة ،كذلك فترات العطل المدفوعة األجر أو تعويضات العطل
رقم 02-18المؤرخ في 12جويلية 0918يتعلق بالتقاعد ،الجريدة الرسمية العدد ،21الصادرة بتاريخ 17 :ذو الحجة
، 0109المادة .16ص .8
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
المأجورة وفترات االستفادة من معاش التقاعد المسبق وفترات المساهمة الفعلية في الثورة
.
التحريرية
-بلوغ العامل 81سنة مع توفر شرط ممارسته لعمل أدى خالله اشتراكات 21سنة على
األقل (التقاعد النسبي) أما بالنسبة لنساء العامالت 08سنة .وهذا بطلب من العامل
األجير أي له حرية االختيار دون أي ضغط ،ويعتبر في حكم الباطل أي قرار أحادي
الجانب من طرف المستخدم بإحالة العامل إلى التقاعد.
-ال يمكن إعادة تصفية المعاش حتى ولو عاد العامل المستفيد من المعاش إلى ممارسة
نشاط مأجور.
-بالنسبة للعامل الذي أصيب بعجز تام ونهائي ،يمكنه االستفادة من معاش التقاعد دون
شرط سن ،وبتخفيض مدة العمل من 21سنة إلى 08سنة خاضعة الشتراكات الضمان
االجتماعي.
ب -تعديالت مدة الخدمة :للعامل الذي بلغ سن 61سنة وال تتوفر فيه شرط مدة العمل
واالشتراكات المطلوبة من طلب اعتماد سنوات إضافية يتشارك في دفع اشتراكاتها مع
المستخدم ،كما يجب أن يرد اسم العامل المستفيد من هذا اإلجراء ،مسجال في قائمة
العمال في فترة أقلها سنتين ،ويدخل هذا الشرط في فترة انتقالية إلى غاية 6أشهر من
تاريخ صدور هذا األمر وتكون االستفادة من هذا القانون كالتالي:1
-في حدود 8سنوات على األكثر إذا كان العامل قد بلغ 61سنة .
-في حدود 1سنوات إذا كان العامل قد بلغ 60سنة .
-في حدود 8سنوات إذا كان العامل قد بلغ 62سنة.
-في حدود سنتان إذا كان العامل قد بلغ 68سنة.
في حدود سنة واحدة إذا كان العامل قد بلغ 61سنة. -
تضاف لفترات التي ينقطع عليها العامل عن العمل وتدخل في حكم فترات العمل
(فترات االستفادة من التأمين على البطالة ،فترات االستفادة من معاش التقاعد المسبق).
715
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
ج -تعديالت على مبلغ المعاش :يحسب مبلغ معاش التقاعد على أساس المتوسط
الحسابي ل 8سنوات األخيرة ،أو أفضل 8سنوات تقاضى فيها العامل أكبر أجرة خالل
مساره المهني .كما يمكن أن يتعدى مبلغ المعاش 08مرة قيمة األجر األدنى المضمون.
وتؤسس نفقات لتضامن تقع على عاتق الدولة ،تكون هي الفارق التكميلي بين األقساط
المدفوعة من طرف العامل خالل فترة عمله ،ومعاش التقاعد الذي يتقاضاه بموجب معاش
1
التقاعد.
لقد تم تعديل قانون التقاعد ،أين أصبح شرط السن أساسيا وذلك بصفة تدريجية بعد
إق ارره من رئيس الجمهورية ،حيث يجب أن يكون سن العامل األجير 81سنة في سنة
2107و 89سنة في سنة 2101ثم 61سنة كاملة في سنة ،2109واستثناء من هذا
اإلجراء أصحاب المهن الشاقة والتي تعهدت الو ازرة الوصية (وزراه العمل والتشغيل
والضمان االجتماعي) بتشكيل لجنة مشتركة مع و ازرة الصحة لتحديد المهن الشاقة ،و
يذكر أن نقابات عمالية عديدة طالبت بإدراج وظائف منتسبيها ضمن األعمال الشاقة،
ومن أهم هذه النقابات (نقابات التربية والتعليم) لكن وإلى حد الساعة لم تشكل هذه اللجنة،
ليثير هذا القانون احتجاجات المعارضة داخل البرلمان ،حيث أصبح الشغل الشاغل لطبقة
السياسية من مواالة ومعارضة .وسنتطرق إلى شرح هذا التعديل في المبحث األول من
الفصل الخامس في هاته الدراسة.
سابعا -التأمين على البطالة:
تعتبر البطالة إحدى أهم المظاهر السلبية التي تهدد المجتمعات قديما وحديثا ،فهي
تطرق باب الدول وتعبر حدودهم ،وتلحق بهم المشاكل واآلفات ولها تأثير وتناسب طردي
مع االستقرار السياسي واالقتصادي في البالد ،فزيادة البطالة يرفع من سلم الفقر والهجرة
الغير شرعية واالنفالت األمني وحاالت التذمر في صفوف الشباب والعاطلين عن العمل،
وكله ينتج لنا حالة ألالستقرار الذي يهدد هدوء البالد ويقوض سكينتها ،وبدوره فإن عدم
االستقرار السياسي واالقتصادي يؤثران على مناخ االستثمار والتجارة واألعمال ما يسهم
بشكل مباشر في تقليص مناصب العمل ،أو تسريح العمال.
716
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
البطالة ":لفظ يشمل كل العاطلين عن العمل رغم استعدادهم له وقيامهم بالبحث عنه،
1
سواء بأجر أو لحسابهم الخاص ،وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم للكسب واإلنتاج".
كما عرفتها منظمة العمل الدولية " كل إنسان قادر على العمل وراغب فيه ويبحث
2
عنه ويقبله عند األجر السائد ولكن دون جدوى".
وكانت الجزائر قد شهدت أزمة حادة أدخلت البالد في مستنقع مظلم تسبب في فقد
العديد من العمال مناصبهم ،كما تقلصت مناصب الشغل في شتى القطاعات بسبب غلق
الشركات االقتصادية ،وبسبب شروط المنظمات المالية العملية التي أجبرها على اتخاذ
إجراءات سريعة ،وإيجاد آليات للتحكم في الوضعية الجديدة من منطلق مسؤوليتها
االجتماعية واألخالقية اتجاها عمالها ومواطنيها .وترجمت ذلك باستحداث نظام التأمين
على البطالة لفائدة األشخاص الذين فقدوا مناصب عملهم بصفة إلرادية وبالتالي فقد
خصتهم الحكومة الجزائرية من االستفادة من منحة البطالة ،دون غيرهم من الذين هم
بطالون أصال.
-4شروط الحصول على امتيازات التامين على البطالة:3
-أن يكون مثبتا لدى الهيئة المستخدمة قبل التسريح.
-أال يكون رفض العمل في أي هيئة أخرى حول إليها ،كما أن المعني ال يمارس
نشاطا أخر مأجور أو غير مأجور وال يتقاضى أي دخل أو راتب أخر ،مع عدم
رفضه لتكوين لصالح العمل ،كما ال يرفض عمل لصالح العام شريطة أن يتوافق مع
مؤهالته ولياقته.
-1سامر مظهر قنطجي ،مشكلة البطالة وعالجها في اإلسالم،ط ،0بيروت :مؤسسة الرسالة ،2118 ،ص .19
-2سليم مجلخ ،محددات البطالة في الجزائر دراسة تطبيقية ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية،
المجلد ،08العدد ،2106 ،12ص .68
-الجمهورية الجزائرية الديمقراطية العشبية ،المرسوم التشريعي رقم 11-49المؤرخ في 16ماي 7111يحدث 3
التأمين عن البطالة لفائدة األجراء الذين قد فقدوا عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية ،الجريدة الرمسية العدد ،
الصادرة بتاريخ ،المادة .16
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-أن يكون منخرطا في صندوق الضمان االجتماعي ،على األقل 8سنوات التي سبقت
التسريح ،وسدد اشتراكاته اتجاه صندوق البطالة 6أشهر على األقل قبل التسريح.
-أن يكون مقيما بالجزائر ومسجال في مكتب التشغيل للباحثين عن منصب عمل
المختص إقليميا منذ 8سنوات.
-يجب أن يكون مسجال في قائمة العمال الذين سرحوا بسبب األزمة االقتصادية،
وتكون هذه القائمة ممضية ومؤشرة من قبل مفتش العمل المختص إقليميا .كما يجب
على الهيئة أو اإلدارة التي بها أكثر من تسعة عمال أجراء إعادة ضبط وتنظيم
مستويات العمل وأجور الموظفين بها وفقا لترتيبات الحماية الذي ينص عليها القانون.
-8التغطية التي يضمنها نظام التأمين على البطالة:1
-التعويض الشهري عن البطالة.
-أداءات عينية لتعويض عن المرض واألمومة والمنح العائلية.
-يستفيد ذوي حقوق المؤمن من رأسمال الوفاة.
-تحسب فترة االستفادة من منحة البطالة في سنوات التقاعد.
-ال يمكن بأي حال من األحوال أن تجمع للعامل األجير المستفيد من منحة
البطالة ،مع معاشات العجز والتقاعد والتقاعد المسبق ،وتعويضات العطل
المدفوعة األجر أداءات المرض والتأمين على األمومة المدفوعة نقدا.
2
إن هذا المرسوم يهدف إلى:
-المحافظة على الشغل ،وهو يخص العمال الذين يفقدون مناصب عملهم بصفة ال
إرادية أي بأسباب اقتصادية.
-إعادة دارسة مرتبات العمال ونظامهم التعويضي.
-إلغاء التدريجي للجوء إلى ساعات العمل اإلضافية مع عدم تجديد عقود العمل.
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-إحالة الذين بلغوا سن التقاعد العادي أو المسبق على التقاعد .وتعرض اإلجراءات
والتدابير المتخذة من طرف المستخدم أو الهيئة على النقابات العمالية ،ويقوم الطرفان
بالتفاوض حول النقاط المتخذة ،وفي حالة عدم وجود نقابة في القطاع ،يقوم العمال
بانتخاب ممثليهم ،لتفاوض مع اإلدارة ،ويقومان في األخير بإمضاء محضر
االجتماع .كما استثنت إجراءات الحكومة األشخاص التاليين:
-األحرار الذين يعملون بنظام عقد العمل المحدد المدة.
-األجراء هم في انقطاع مؤقت أو دائم عن العمل بسبب العجز (يستنفدون من منحة
العجز).
-األجراء الذين بلغو سن التقاعد العادي ،أو التقاعد المسبق (يستفيدون من منح
التقاعد).
-يستفيد من أحكام هذا الق ـانون العاملون لحسابهم الخاص (العمال غير األجراء)،
أوالعمال األجراء الذين فقدوا مناصبهم بسبب إجراءات تأديبية أو المستقيلين.
والجدول الموالي يوضح أعداد المسرحين في مختلف القطاعات االقتصادية في الجزائر:
الجدول رقم :48جدول يقيم مرسوم الحفاظ عن الشغل.
وفقا للجدول يعتبر قطاع البناء واألشغال العمومية أكثر المتضررين ،لكثرة عدد
العمال المسرحين ،يليه قطاعي الخدمات والصناعة ،أما قطاع الفالحة فهو أقل
المؤسسات مستهم عملية الغلق ،لكن تجدر اإلشارة إلى قلة المؤسسات الزراعية أصال،
أما إذا تمت المقارنة وفقا لعدد العمال المستفيدين من إجراءات وتدابير البطالة والتقاعد
711
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
المسبق ،فالعكس صحيح فالعمال الذين كانوا يشغلون في قطاع البناء واألشغال العمومية
هم أكبر المستفيدين يليهم قطاعي الخدمات والصناعة ،أما عمال قطاع الزراعة فقد كان
عدد العمال المستفيدين من تدابير ومزايا قوانين البطالة والتقاعد المسبق أقل بكثير وهذا
لقلة عمال القطاع والمؤسسات التي أغلقت.إن زيادة أعداد البطالين يؤدي إلى انخفاض
موارد صناديق الضمان االجتماعي ،ألن االشتراكات تقتطع من أجور الموظفين ،فعوض
أن تستفيد موارد الصندوق من اقتطاع اشتراكات العامل ،تصبح هي من تغطي تكاليف
خطر البطالة ،مما يحد من قدراتها المالية.
ثامنا -المنح العائلية :هي مبلغ مالي يدفع للعامل األجير جراء كفالته وإعالته للزوجة
واألبناء ،فهي عبارة عن تقديمات ومنح أكثر من كونها تغطية للخطر ،وهو حق خاص
تكرسه أنظمة الضمان االجتماعي لصالح العامل األجير وتلزم صاحب العمل بدفعه،
ليتحول تسيره سنة 0991من الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال األجراء إلى
الدولة ،ويصبح تمويله على عاتق الخزينة العمومية ،لكن الحكومة الجزائرية تراجعت بعد
سنة 0999عن تغطية مصاريف المنح العائلية تدريجيا من سنة إلى أخرى لتحمله في
1
األخير لصاحب العمل وفق التالي:
-في سنة % 28( 0999على عاتق رب العمل و %78على عاتق الخزينة العمومية).
-في سنة %81( 2111على عاتق رب العمل و %81على عاتق الخزينة العمومية).
-في سنة %78( 2110على عاتق رب العمل و %28على عاتق الخزينة العمومية).
-في سنة 2112أصبح رب العمل يتحمل عبئ المنح العائلية لوحده.
ويضم نظام تعويض المنح العائلية في الجزائر نوعين من المستحقات( :منحة
عائلية وهي منحة شهرية ،ومنحة التمدرس وهي منحة سنوية) وتكون كالتالي:
بالنسبة للمنحة العائلية :
-و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،السياسة الوطنية للضمان االجتماعي ،تاريخ وساعة االطالع: 1
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-إذا كان راتب العامل األجير ال يتعدى 08111.11د.ج للشهر ( األجر الوطني
األدنى المضمون ) يستفيد من مبلغ 611د.ج شهريا عن كل طفل أقل من 01سنة،
إلى غاية الطفل السادس.
-إذا كان راتب العامل يتجاوز 08111.11د.ج للشهر ،فإنه يستفيد عن كل طفل أقل
من 01سنة من مبلغ 811د.ج شهريا.
بالنسبة لمنحة التمدرس تكون كالتالي:
-إذا كان راتب العامل األجير ال يتعدى 08111.11د.ج للشهر (األجر الوطني األدنى
ابتداء من المضمون) يستفيد من مبلغ 111دج لألطفال الخمسـة األوائل و 111دج
الطفل السادس.
-إذا كان راتب العامل يتجاوز 08111.11د.ج للشهر ،فإنه يستفيد عن كل طفل مبلغ
111د.ج .
في األخير يجب التنويه على أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر ،تقوم
بتمويل جزء من نفقات القطاع الصحي (الحزمة االستشفائية) سواء في ميزانيات
المستشفيات ،أو في تعويضات الطب المجاني ،وخصوصا بعد االنسحاب التدريجي لدولة
من تمويل القطاع الصحي ،وبالتالي باتت صناديق الضمان االجتماعي تتحمل عبئا أخر
على عاتقها ،والشكل التالي يوضح أشكال تمويل القطاع الصحي في الجزائر:
117
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الدولة
الضمان االجتماعي %42
%33
األسر
%25
المصدر :عياشي نورالدين ،تطور المنظومة الصحية الجزائرية ،مجلة العلوم اإلنسانية،العدد ، 31المجلد ب ،ص .
.303
1
وتساهم صناديق الضمان االجتماعي لصالح المنظومة الصحية في:
-تمويل الهياكل الثقيلة ( مؤسسات استشفائية ،مراكز صحية .)..
-تمويل المخطط العائلي.
-تكاليف التغطية الصحية للمرضى في الذين يعالجون في الخارج.
-بعض المستثمرات المنجزة في الخارج.
لكن قانون المالية لسنة 0992نظم مساهمة مؤسسات الضمان االجتماعي لصالح
ميزانية المؤسسات العمومية للصحة ،وجعلها على شكل نظام تعاقدي ،وحمل ميزانية
الدولة تمويل العائالت المعوزة .ويرجع ذلك إلى الضائقة المالية التي بدأت تشتد على
صناديق الضمان االجتماعي ،بفعل تنامي أزمة البطالة.2
1خروبي بزارة عمر« ،إصالح المنظومة الصحية في الجزائر ( ،»9004-1444رسالة ماجستير ،قسم العلوم
السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،)1177-1171 ،1ص.11
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص .16
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
-فواز صالح ،تأثير التقدم العلمي في مجال الطب الحيوي على حقوق المرضى دراسة قانونية مقارنة ،مجلة 1
جامعة دمشق للعوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ،15العدد ،1111 ،1ص .111
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
المعالج .وهذه اإلجراءات تضمن االستفادة الفعلية للمؤمنين لهم من العالج في كافة تراب
1
الدولة.
وقد نص قانون 21جويلية 0999على ضمان تغطية صحية شاملة لجميع ألفراد
المجتمع الفرنسي ،وهو موجه بالخصوص للفئات األشد فق ار رغم ديون صناديق الضمان
االجتماعي ،ورغم ضغوط االتحاد األوربي التي وجهت اللوم للحكومة الفرنسية واتهمتها
بعرقلة اقتصاد السوق ،ما دفع بالعديد من المسئولين في فرنسا بالعمل ضد قيم الجمهورية
لصالح تقوية الوحدة األوربية ،مما خلق الجدل واسعا في نظرية سيادة األمة .إن
الضغوطات الداخلية والخارجية لم تثني من عزيمة الدولة الفرنسية ،من مواصلتها في
تغطية الجبهة االجتماعية حيث توليها الحكومة الفرنسية أهمية بالغة ،ففي األول من
جانفي سنة 2111أصبح هذا قانون (التأمين على المرض) يشمل جميع القاطنين في
2
التراب الفرنسي ،بشرط عدم استفادتهم من أي نظام تعويض صحي.
ويستفيد من تعويضات المرض كال من المؤمن و ذوي حقوقه (الزوجة الماكثة في
البيت ،األصول والفروع ،الحواشي ،األجانب الذين يكونون في وضعية قانونية ،الذين هم
في وضعية عمل أو زيارة لفرنسا) ،حيث حدد قانون الضمان االجتماعي الفرنسي
اإلجراءات المتخذة بخصوصهم .3ويستفيد المريض المؤمن من أداءات عينية وأخرى
نقدية.
حيث تشمل األداءات العينية تعويضات تتعلق ب ( المصاريف الطبية والجراحية
وطب األسنان واإلجهاض والصيدالنية ،والتحاليل الطبية ،االستشفاء ،إعادة التأهيل،
األعضاء االصطناعية ،الحمامات المعدنية ،مصارف النقل) ،وهذا ما أقره المشرع
الفرنسي بحسب المادة L321-1من قانون الضمان االجتماعي ،وهذا بالنسبة للعمال
االجراء وغير األجراء.4
1
- Institut français d’information juridique. code de la sécurité sociale. Droit.org.
France. 2018/ article n’ L.111-2-1. P 14.
2
-Agence pour le Développement et la Coordination des Relation Internationales, Opcit,
p30.
3
- Ipib, p 229.
4
- Ipib, p 227.
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
في حين أن األداءات النقدية تقتصر على المؤمن له اجتماعيا فقط ،والتي تأخذ
شكل تعويضات يومية ،الغرض منها تعويض الدخل المفقود بسبب عجزه الجسدي عن
العمل ،وعن ممارسة أي نشاط مهني خالل فترة مرضه ،بشرط أال تكون األمراض
فعند انتهاء مدة والجروح ناتجة عن خطأ المؤمن له اجتماعيا أو نتيجة إهماله المتعمد،
ثالث أيام أي من اليوم الرابع حتى 6أشهر كحد أقصى ،يتلقى األجير تعويض يومي
بنسبة %81من أجره الخام اليومي ،وبعد اليوم الواحد والثالثون يستفيد المؤمن له من
تعويض يومي يقدر بثلثي 8/2من أجره اليومي إذا كان يكفل ثالث أوالد ،وبحسب
االتفاقية الوطنية فإن جميع األدوية تمنح مجانا أي عن طريق نظام الدفع من الغير
للمؤمن له اجتماعيا وذوي حقوقه ،في جميع األنظمة.1
يذكر أن قانون التأمين عن المرض الصادر في 28ديسمبر 2111والذي دخل
حيز التنفيذ سنة ، 2110أصبح بموجبه جميع عمال نظام المستقلين يستفيدون من نفس
2
مزايا التأمين عن المرض مثل المؤمنين التابعين لنظام العام.
في حين يستفيد الموظفون التابعون لألنظمة الخاصة من أداءات عينية مثل النظام العام،
وهذا عن طريق تسبيقات مالية يدفعها هذا األخير إلى الصناديق المحلية.3
أما التعويضات النقدية تدفع عن طريق اإلدارات والمؤسسات التي ينتمي إليها هؤالء
العمال ،كما يهدف هذا النظام إلى تغطية األجراء الذين هم خارج النظام العام
(الموظفين ،أعوان األمن لشركة ….4)SNCF,d’EDF,GDF
أما النظام الفالحي فيقدم أداءات للعمال الفالحين وذوي حقوقهم ،في حالة
المرض واألمومة والعجز والشيخوخة والترمل والوفاة ،كما أن للمؤمنين حرية اختيار الهيئة
المؤمنة.5
1
- Franck Petit, Opcit. p-p 172-173.
2
- Patrick Morvan, Opcit , p 183.
3
- Ipib, p 184.
-اللجوء إلى هيئات منتدبة مثل التعاضديات يثقل كاهل الصناديق من حيث التدخل والمراقبة والتسيير العقالني ،الذي
يجب التخلي عنه .
4
- Gilles Nezosi , opcit , p 29.
5
- Patrick Morvan, Opcit, p 184.
115
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
إن قانون تمويل الضمان االجتماعي ،يحدد في كل سنة الحالية السنة الموالية ،الهدف
الوطني لمصاريف التأمين على المرض ،والذي يطبق إجباريا على جميع األنظمة.1
ول يس للمؤمن له اجتماعيا الحق في األداءات إال إذا أثبت اشتراكاته للحد األدنى لألجر
الوطني المضمون ،إضافة إلى حد أدنى للساعات العمل الذي يمارسه .فبالنسبة لألداءات
العينية ،يجب أن يثبت يوم العالج أنه دفع اشتراكات الشهر كامل أو أشتغل 61ساعة
خالل الشهر أو 021ساعة خالل ثالثة أشهر ،بالنسبة لألداءات النقدية يجب على
المؤمن اجتماعيا أن يثبت يوم التوقف على العمل أنه منخرط ومسجل 01أشهر على
2
األقل واالشتراكات التي تم دفعها خالل 6أشهر األخيرة.
ثانيا -التأمين على األمومة:
يضمن التأمين على األمومة التكفل بالحمل والوالدة وكذلك التبني ،ويعطي الحق في
أداءات عينية ونقدية.3
حيث تستفيد المرأة العاملة فقط من أداءات عينية ونقدية ألنها تعوضها عن فقد
الدخل المهني ،كما تستفيد الزوجة والبنت الماكثة في البيت والتي هي تحت كفالة الزوج
العامل من تعويضات عينية فقط ،وفي جميع الحاالت يتعين على المستفيد إعالم
الصناديق ( )C.P.A.Mأو ( )C.A.Fخالل األربعة عشر األسبوع األولى من الحمل،
والخضوع إلى سبعة فحوصات قبلية من الشهر الثالث إلى الشهر التاسع ،وفحص بعد
الوضع خالل الثمانية أسابيع التي تلي الوالدة إجباريا.4
كما يجب توفر نفس الشروط التأمين على المرض ،لالستفادة من التأمين على
األمومة .وتشمل تعويضات األمومة ( المصارف الطبية والجراحية والصيدالنية ،والتحاليل
الطبية ،االستشفاء ،األعضاء االصطناعية).5
كما تستفيد المرأة العاملة من أداءات نقدية بنسبة %011من تعويضها الذي يساوي
دخلها اليومي الخام خالل مدة 06أسبوع ،منها ستة أسابيع على األقل قبل تاريخ الوضع
1
- Ipib, p 185.
2
- Ipib, p 215.
3
- Ipib, p 247.
4
- Ipib, p 248.
5
- Ipib, p 248.
116
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
المحتمل .1و 26أسبوع في حالة والدة التوأم ،و 16أسبوع عن ثالث أطفال توأم فما
فوق.2
واستحدث قانون الضمان االجتماعي لسنة 2112م عطلة األبوة ،عن طريق إنشاء
عطلة أبوة لصالح العمال لجميع األنظمة باستثناء العمال التابعين لنظام الفالحي ،بعد
والدة الطفل من عطلة أبوة مدتها 00يوم متتالية ،بشرط أن يقوم بإعالم مستخدمه شهر
قبل الوالدة خالل هاته العطلة تعلق عالقة العمل .ويستفيد األب من تعويض يومي عن
التأمين على األمومة شريطة أن يستوفي شروط فتح الحق.
ثالثا -التأمين على العجز:
طبقا لنص المادة L341-1من قانون الضمان االجتماعي ،فإن للمؤمن له الحق
في منحة عجز إذا كان عاج از عن ممارسة أي نشاط مهني مهما كان ،تتمثل المنحة في
نسبة من األجر يفوق األجر القاعدي الممنوح في نفس المنطقة ونفس الرتبة في المهنة
التي كان يشغلها قبل تاريخ التوقف عن العمل ،بسبب العجز أو قبل تاريخ التشخيص
الطبي للعجز ،حسب الناص المادة المذكورة أعاله ،يجب أن يتسبب العجز في تقليص
القدرة على العمل بنسبة تقدر ب ،8/2وبهذا يتقاضى المؤمن منحة ال تفوق 8/0من
أجره العادي ،وخالفا لذلك يجب أن ال يكون سبب العجز راجع إلى حادث عمل أو مرض
مهني ،كما يجب أال يكون العجز أصلي منذ الوالدة ،في هاته الحالة تكون المنحة من
اختصاص المساعدة االجتماعية (منح المعاقين).3
في حين أن الشروط هي نفس شروط التأمين على المرض ،ماعدا التاريخ
المرجعي يحسب من أول يوم توقف فيه عن العمل أو يوم التشخيص الطبي للعجز.
-1سماتي الطيب ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد ،مرجع سابق ،ص
.711
2
- Patrick Morvan,Opcit, p 249.
- هي عبارة عن شروط وضعها المشرع يتم من خاللها اكتساب حق التعويض عن منحة األمومة ،أنظر Gilles
Nezosi , La protection social, direction de l’information légale et administration, Paris ,
2016
3
- Patrick Morvan,Opcit, p 251.
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
وهناك بعض الشروط الخاصة التي يجب أن تتوفر في العامل للحصول على
1
منحة العجز وهي كالتالي:
-يجب أن يكون مسجل في الضمان االجتماعي منذ 02شهر ،كما يجب أال يفوق سنه
السن القانوني للحصول على التقاعد ،وحين بولوغه سن التقاعد تحول منحة العجز إلى
منحة تقاعد.
-األداءات العينية الممنوحة من طرف صندوق التأمين على المرض ))C.R.A.M
تستبدل بمنحة عجز والتي تمثل دخل تعويضي وليس مبلغ تعويض الضرر.
في حين أن المادة 1-810من قانون الضمان االجتماعي ،تصنف ثالث فئات من
العجز:2
-الفئة األولى :عاجز ويستطيع ممارسة نشاط مأجور ،يتحصل على منحة تقدر ب
%81من دخله السنوي المتوسط.
-الفئة الثانية :عاجز ال يستطيع ممارسة أي نشاط مهني أي كان ،يتحصل على
منحة تقدر ب %81من دخله السنوي المتوسط.
-الفئة الثالثة :يتحصل على نسبة % 81إضافة إلى نسبة % 11إذا كان بحاجة
إلى شخص أخر ليساعده على القيام بأعمال العادية في حياته.
إن منحة العجز قابلة لتحين كل مرة ،بسبب أي تغيير قد يط أر على حالة العاجز
سلبا أو إيجابا.
رابعا -التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية:
إن خطر حوادث العمل واألمراض المهنية يتم التكفل بها من طرف صناديق
الضمان االجتماعي ،ويتحمل المستخدم االشتراك المتعلق به فقط ،وهذا عكس مبدأ تقاسم
االشتراكات بين العامل والمستخدم ،هذا التمويل األحادي يبرر بنظرية خطر المؤسسة،
حيث إن العامل مرؤوس وينفذ في تعليماتي رئيسه ،وبالتالي يتم التكفل بهذا الخطر من
طرف المستخدم ،شركات التأمين ،أو صندوق الضمان االجتماعي .شريطة أن يكون هذا
1
- Ipib, p 251.
2
- Ipib, p 252.
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
الحدث بسبب أو أثناء العمل ،نفس الشيء بالنسبة للمرض المهني الذي يجب أن يكون
بسبب العمل..1
لقد عرفت المادة L411-01من قانون الضمان االجتماعي حادث العمل على أنه
"الحادث الذي يقع بسبب أو بمناسبة العمل" ،على حسب هذا التعريف نستنتج خاصيتين
من أجل تحديد حادث العمل:
-وقوع الحادث :في السابق اشترط القانون وقوع حادث فجائي مثل سقوط اصطدام أو
انفجار وركز على فجائية الحادث أين ال يمكن تفاديه ،ليتم التخلي عن شرط الفجائية
وتستبدل بتاريخ مثبت ،بحيث يمكن تحديد وقت الحادث تحديدا دقيقا يسمح بالتأكد من
أن الحادث وقع بمناسبة أو بسبب العمل ،على أال يكون الضرر ناتج عن تطور لضرر
سابق ،مثال ذلك التسمم طويل المدة ،وااللتهابات الميكروبية ،التي تتطور بعد مدة زمنية
2
كما تم توسيع نطاق حادث عمل إلى العنف ضد العامل خارج محيط المؤسسة.
-أصل الحادث :الحادث الذي يقع في مكان العمل وفي أوقات العمل ،يفترض أنه
3
حادث عمل.
نجد قانون مالية الضمان االجتماعي لسنة 0997أنشأ منح سنوية خاصة
بحوادث العمل واألمراض المهنية وأدرجها في قطاع األمراض ،من أجل التغطية المالية
لحساب المنح.4
لقد أخذت الحكومة الفرنسية على عاتقها منذ سنة ،2111اإلشراف على المخاطر
الصحية (المرض ،األمومة ،حوادث العمل واألمراض المهنية) واتخاذ الق ار ارت المصيرية
بنفسها ،وهذا بالتنسيق واالتفاق مع كل من المهنيين الصحيين ،الشركاء االجتماعيين،
ومجالس إدارة صناديق الضمان االجتماعي ،حيث تتحدد بموجبها أسعار ورسوم األطباء
والمستشفيات الخاصة ،كما وضعت مؤسسات تشرف على رقابة الهيئات الصحية
مثل (:السلطة العلياء للصحة ،الوكالة الوطنية لالعتماد والتقييم في الصحة ،معهد
1
- Franck Petit, Opcit, p 212.
2
- Ipib, p 212.
3
- Ipib, pp 214-216.
4
- Marie-Odile Safon, la prise en charge des accidents du travail et l’organisation de
médecine du travail en France, synthèse documentaire, juillet 2017, p10.
111
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
المعطيات الصحية ومجلس االستشفاء..إلخ) .لقد أدى سخاء منظومة الضمان االجتماعي
في فرنسا إلى حدوث عج از وصل إلى 08.2مليار أوروا ،وفق تقرير مجلس الشيوخ
الفرنسي سنة 2111الموجه إلصالح ميزانية الضمان االجتماعي والذي حذر من خالله
1
الحكومة في التوسع في مجال التغطية االجتماعية والصحية،
كما شمل قانون المالية للضمان االجتماعي لسنة ،2108تحسين خدمات التكفل
بحوادث العمل واألمراض المهنية ،وأكد على التحويالت المالية المتعلقة بها.2
خامسا -التأمين على الشيخوخة:
يمكن أن نصف نظام التقاعد في فرنسا بأنه عقد بين األجيال (التضامن بين
األجيال) ،حيث يستفيد المتقاعدون من اشتراكات العمال الحالين ،ويمكن أن يصنف بأنه
آلية لتضامن من نفس الجيل في حالة التوقف عن العمل بسبب (البطالة ،األمومة،
المرض ،العجز) .وفي سنة 2111بلغ عدد المتقاعدين 08.2مليون ،في حين كان عدد
المشتركين 07.1مليون مايعادل 0.88مشترك لكل واحد متقاعد ،ومع نهاية سنة
2111بلغ عدد المستفيدين من منحة التقاعد في جميع أنظمة الضمان االجتماعي
الفرنسي 08مليون شخص ،وفي المقابل 8.1مليون يستفيدون منحة األيلولة (التقاعد
المنقول) ،وبلغ مبلغ منح التقاعد 280مليار أوروا في نفس السنة أي % 02.9من
الناتج المحلي الخام.3
فعلى الرغم من أن مالية الضمان االجتماعي الفرنسي مبنية أساسا على اشتراكات
العمال والمستخدمين وأرباب العمل وعلى الدعم الحكومي ،لكنه كان في كل مرة يزيد من
كاهل الحكومة في تغطية الفارق الذي يزداد من سنة إلى أخرى ،وأمام ضغط األحزاب
الليبرالية واليمينية بالخصوص اضطرت الحكومة الحقا إلى تقديم إصالحات على منظومة
التقاعد.
اتجهت إصالحات قانون التقاعد في فرنسا (إصالحات 20أوت " )2118قانون
الزيادة في سنوات الخدمة" ،دون المساس بإمكانية اإلحالة على التقاعد على 61سنة،
وعلى 68سنة بطلب من المستخدم .بعد إصالحات 9نوفمبر ،2101تم تحديد السن
القانونية لإلحالة على التقاعد ب 62سنة ،التي يمكن أن تصل إلى 67سنة بطلب من
المستخدم ،حاليا اإلحالة على التقاعد تخضع إلى إجراءات خاصة ،حيث تسمح بإحالة
العامل على التقاعد بين سن 67إلى 71سنة ،حيث يقوم المستخدم بإعالم العامل ثالثة
أشهر قبل بلوغه سن 67سنة بنيته في إحالته على التقاعد ،المادة ، 1237-5تعطى
للعامل مدة شهر لإلجابة .كما يعتبر سكوت العامل قبول ضمني باإلجراء المتخذ في
حالة عدم احترام هذا اإلجراء من طرف المستخدم أو رفض العامل اإلحالة على التقاعد،
حيث ال يستطيع المستخدم إحالته على التقاعد ،وفي هاته الحالة يقوم المستخدم بالقيام
بنفس اإلجراءات كل سنة إلى غاية بلوغ العامل سن 71سنة .في هاته الحالة يستطيع
1
إجباره على إحالته على التقاعد.
كما يحق للعامل (قانون 21جوان )2101اختيار بالرفع التدرجي لمدة التأمين
المطلوبة للحصول على التقاعد ،حيث ستبلغ في سنة 10.78 ،2121سنة بالنسبة لجيل
0981و 18سنة بالنسبة لجيل ،0978هذا اإلجراء يسمح برفع الغبن عن العمال الذين
2
التحقوا بالعمل في سن مبكرة.
-0حساب معاش التقاعد 3 :عند حساب معاش التقاعد يجب األخذ بعين االعتبار ثالثة
عناصر أساسية وهي ( :معدل األجر السنوي ،النسبة ،مدة الضمان ).
أ -معدل األجر السنوي :ويمثل معدل األجر السنوي ،األجر الخاضع لالشتراكات التي
دفعت في السنة األخيرة ،بينما تمثل النسبة %81من معدل األجر السنوي ،أما مدة
الضمان فيعبر عنها بالثالثيات ،وهي على األكثر تشكل أربع ثالثيات في السنة
الميالدية ،ويضمن قانون التقاعد في فرنسا حساب الثالثيات خالل مدة (مرض المؤمن،
العجز ،األمومة ،الخدمة الوطنية ،حوادث العمل).
1
- Ipib, p 258
2
- Ipib, pp 258-259.
3
- Ipib. P 294.
177
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
يجب أن يكون السن 62سنة ويمكن اإلحالة على التقاعد المسبق حين بلوغ سن
61سنة و 81سنة ،كما يسمح هذا اإلجراء لألشخاص الذين لهم مدة اشتراكات تفوق
المدة القانونية ب ثمان ثالثيات (األشخاص الذين التحقوا بالعمل في سن مبكرة).
8-0األجر المرجعي :يتمثل األجر المرجعي في األجر السنوي المتوسط ،المتحصل
عليه خالل 28سنة األفضل (ابتداء من 10جانفي )2111
1-0مدة االشتراكات :منذ 10جانفي 2118أصبحت مدة االشتراك تقدر ب متوسط
العمر المتوقع ،وتحدد هذه المدة في كل سنة عن طريق مرسوم بعد استشارة مجلس توجيه
المعاشات .مثال :في سنة 2100قدرت مدة االشتراكات ب 066ثالثي.
وتحسب على أنها مدة اشتراكات الفترات التالية :البطالة ،المرض ،الخدمة
الوطنية ،األمومة ،العجز ،حادث العمل واألمراض المهنية .كما يمكن ابتداء من صدور
قانون 20أوت 2118شراء سنوات االشتراك بشروط،ARTCLE L 351-14-1( .
وكذلك سنوات الدراسة.
بالنسبة لمحاربي شمال إفريقيا تم إنشاء نظام خاص حيث يستفيدون من تخفيض
في عدد الثالثيات إذا قاموا بخدمة على األقل 01شهر في صفوف الجيش إجباريا أو
االحتياطيين إذا تم استدعائهم.
نسبة المنحة :تقدر ب ،% 81ولحساب نسبة المنحة نقوم بتقسيم عدد الثالثيات
المؤمنة ،على عدد الثالثيات المطلوبة للحصول على التقاعد ،وتضرب النتيجة في األجر
المتوسط السنوي.
-8منحة األيلولة أو التقاعد المنقول :1في حالة وفاة المؤمن فإن الزوج المتبقي على
قيد الحياة يمكنه االستفادة من معاش منقول ،وهذا مهما كانت مدة زواجه بالمؤمن
المتوفي.
إن فكرة منحة األيلولة ،نتجت على أن غالبا ما تكون المرأة ماكثة في البيت ،وذلك
لتربية أوالدها وبما إن نسبة متوسط العمر المتوقع مرتفعة لدى النساء ،تم منحهم الحق
1
- Ipib, p 259.
171
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
في االستفادة من جزء من منحة الزوج المتوفى كحق مشتق ،حاليا الحق مفتوح بالنسبة
للنساء والرجال .
قانون 20أوت 2118عدل في هذا النظام خصوصا فيما يتعلق بشروط فتح الحق
وطرق منحه وحسابه ،لكن نسبته بقيت كما هي %81من المنحة األصلية.
سادسا -التعويضات والمنح العائلية:
يقدم نظام التأمين االجتماعي الفرنسي تسبيقات على شكل منح عائلية (التقديمات
العائلية) ،وتقدم هذه المنح لجميع العائالت التي تكفل طفال أو أكثر ،وهو لجميع األفراد
الساكنين في فرنسا سواء أكانوا فرنسيين أو أجانب ،شريطة أن يكونوا مقيمين على
األراضي الفرنسية بصفة نظامية (يمتلكون بطاقة إقامة في فرنسا) ،كما ال يشترط في
العائلة المستفيدة من هاته المنح أن تكون لها أي نشاط مهني ،فهاته المزية تدفع للعامل
والبطال على حد السواء ،ولقد استفادت في سنة 0918حوالي 8.7مليون أسرة تعول
02.8مليون طفل ،وتدفع هذه المنح منذ والدة الطفل إلى بلوغه سن 06عشر ،ويمكن
أن تمتد إلى سن 07إذا كان هذا الطفل ال يمارس أي نشاط مهني ،وسن 21إذا كان
يتمرن في نشاط مهني وكذلك بالنسبة للمعاقين والطالب .وتوسعت الحكومة الفرنسية في
مجال تغطية األعباء العائلية من خالل قانون 29ديسمبر 0916الذي يتعلق بإعانة
رعاية الطفل في المنزل ،حيث تقدم بموجب هذا القانون إعانة مالية للعائلة التي توظف
شخصا لرعاية أطفالها تحت سن الثالثة ،وهذا شريطة أن يكون الوالدان عامالن ،و في
حد أقصى قوامه 2111فرنك في الشهر .كما يمتد نظام التعويضات العائلية ليشمل
المنح الخاصة باإلعانة المدرسية ،وهذا لمساعدة األسر على التكفل بجزء من مصاريف
المدرسة ،ويشترط في أن يكون سن الطفل من 6سنوات إلى 06سنة.1
كما أن هناك منح خاصة ترتبط بظروف قاسية مثل إعانة الوالدين لغرض التعليم،
وهاته موجهة للوالدين الذين ليس لديهم نشاط مهني ،وبالتالي تعتبر كضمان لمساعدتهم
من أجل تدريس أبنائهم ،وتستفيد العائلة التي تقوم على رعاية طفل معوق أو أكثر على
-1األمم المتحدة ،المجلس االقتصادي واالجتماعي ،تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية ،التقارير األولية المقدمة من الدول األطراف في العهد بشأن الحقوق التي تشملها المواد 71الى ،76وفقا
لتقراير المجلس حول فرنسا ،أكتوبر ،7116ص.11
171
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
اال يقل عمر االبن المعوق 21سنة ،وهي منحة تم إنشاؤها سنة 0970منحة القصر
المعاقين ،وتكون نسبة إعاقته أو عجزه تساوي أو تفوق .%81وتم تعديلها في 10جانفي
2116بالتعاون مع لجنة الحقوق المستقلة لألشخاص المعاقين ) ،(CDAOHحيث
اشترطت أن تكون نسبة اإلعاقة ما بين %05و %11تحددها المؤسسات الخاصة،
بخالف ذلك يقدم الطعن في حالة عدم االستفادة الطعن لمؤسسة التربية الخاصة أو
مؤسسة العالج بالمنزل للفصل في ذلك.1
إن إجراءات الحكومة السابق ذكرها تحت قيادة الرئيس فرانسوا ميتران ،تؤكد تبنيها
للقيم االشتراكية بما ال يدع مجال للشك وهذا بالرغم من معارضة كبيرة من األحزاب
اليمينية في فرنسا والتي أبدت انزعاجها وامتعاضها من هذه التدابير ،كونها بحسبهم تحمل
أصحاب الشركات ورجال األعمال ضرائب جديدة.
وفي نفس السياق تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي سنة 2116تعديال حكوميا لمشروع
موازنة الضمان االجتماعي يخفض قيمة التعويضات العائلية المدفوعة فقط لألسر
األجانب التي دخل أوالدها إلى فرنسا على أساس لم شمل العائلة ،حيث تستفيد هذه
العائلة من التقديمات العائلية إضافة إلى أهل أوالد من أجانب الجئين أو يحملون بطاقة
إقامة.2
سابعا -التأمين على الوفاة:
يضمن نظام الضمان االجتماعي في فرنسا تقديم منحة الوفاة للشخص المؤمن له،
وهذا مهما كان سبب الوفاة (حادث عمل ،وفاة طبيعية..،إلخ) .ويقدم الصندوق األولي
لتأمين على المرض ( )C.P.A.Mتعويض الوفاة لذوي حقوق العامل المتوفى األجير
وغير األجير ،كما يقدم صندوق الشيخوخة تعويض الوفاة لذوي حقوق المتوفى المتقاعد
( ،)C.N.A.Vواألشخاص الذين يستفيدون بحسب قانون الضمان االجتماعي هم:
1
- FranckPetit, Opcit, p 239.
-2لإلطالع أكثر أنظر الموقع اإللكتروني ،http://www.alwasatnews.com/news/503954.html :تاريخ
الزيارة 1171/77/71 :على الساعة .11:15
171
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
(الزوج الباقي على قيد الحياة غير المطلق،أصول المتوفى ،األوالد ،األشخاص
1
الواقعين تحت كفالة المؤمن ).
يشترط قانون الضمان االجتماعي في فرنسا ،تقرب المستفيدين من الصندوق األولي
للتأمين عن المرض في مدة أقصاها عامين ،حيث يسقط حقهم بالتقادم المسقط إذا جاوزوا
هذه المدة .ويستثنى من إسقاط حق التعويض فاقدي األهلية العقلية والقانونية ،حيث
2
يضمن لهم القانون االستفادة من حق تعويض منحة الوفاة حتى بعد هذه المدة.
يستفيد ذوي حقوق المؤمن له األجير أو المتقاعد من منحة تقدر بمعدل مرتب ثالثة
أشهر األخيرة ،في حين يستفيد ذوي حقوق المؤمن له غير األجير من منحة تحسب على
3
أساس معدل أجر 91يوم.
1
- Patrick
Morvan,Opcit. P 232.
2
- Ipib, p 233.
3
- Ipib, p 233.
175
ماليـــة الضمان االجتماعي في (الجزائر وفرنسا) الفصــــل الرابــــــــع
خالصة واستنتاجات:
لقد شكل تمويل هياكل وصناديق الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا تحديا
حقيقيا لحكومتيهما ،ففي حين كان فرنسا في كل مرة تقدم على تخفيض نسبة اشتراك
العمال والمؤمنين رغم مديونية الصناديق وارتفاع عجزها من سنة إلى أخرى ،لكنها
استطاعت أن في األخير أن تتحكم في حجم ديون الصناديق وتحسن مركزها المالي،
وهذا رغم توسعها في تغطية المخاطر.
لكن المفارقة في أن الحكومة الجزائرية تقوم في كل مرة بإلقاء عبئ التمويل على
المؤمن أو العامل من خالل زيادة نسبة االشتراك وهذا لدعم مالية الصناديق ،ولعل أزمة
التسريح الجماعي وارت فاع نفقات الدولة الموجهة لبطالين والمتقاعدين في سنوات
التسعينات أثرت بشكل مباشر على المركز المالي لصناديق ،كما أن إقدام على حل
جهاز الحرس البلدي وتحميل الصندوق الوطني لتقاعد نفقات أخرى زاد من متاعب
الصندوق ،وعلى اثر ذلك قررت الحكومة من تعديل قانون التقاعد ،ما تسبب في انزعاج
العمال والنقابات المستقلة في ضل صمت مطبق من نقابة اإلتحاد العام للعمال الجزائريين
التي ما هي في الواقع إال امتداد أخر للنظام السياسي الحاكم.
176
الفصل الخامس:
المقارنة بين نظامي الضمان
االجتماعي الجزائر و فرنسا
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
تمهيد:
لقد حاولنا من خالل دراستنا في الفصول السابقة ،تحديد معالم ومميزات نظام
الضمان االجتماعي في كل من الجزائر وفرنسا ،بالتعريج على التطور التاريخي وأسباب
ظهور الضمان االجتماعي في البلدين ،ثم تطرقنا إلى الهيكلة اإلدارية والمؤسساتية التي
تعنى بمهام التسيير ،دون إغفال الفواعل المتحكمة في توجيه هذه المنظومة ،واألفراد
واألشخاص المستفيدين ،ومصادر ومنافذ التمويل واألخطار المغطاة..إلخ.
لكن المقارنة الحقيقية والبناءة تقتضي دراسة أوجه التشابه واالختالف ،وهذا
إلد ارك شرعية هذا االختالف إن وجد وفهم أسبابه وبواعثه ،ومن ثم الخروج بنتائج
واضحة وذات مصداقية ،لذلك يجب عند محاولة المقارنة بين نظاميين مراعاة تلك الفوارق
والمعايير التي تتحكم في بناء السياسات ،وأخذها بعين االعتبار لكي نخرج في األخير
بتقويم صحيح.
لذلك سنعالج في هذا الفصل ثالث مباحث كما يلي:
المبحث األول :محددات سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا.
المبحث الثاني :نظام الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان
مؤشرات العدالة االجتماعية.
المبحث الثالث :بوادر عصرنة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر.
812
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
812
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
في حين أن األنظمة االشتراكية تعتمد على منطق التخطيط الشامل للسياسة العامة
كمنهج وسبيل في تنفيذ سياساتها المبنية على مبدأ اإليديولوجية القائمة على سيطرة
الحزب الواحد والنقابة الوحيدة في المشهد السياسي داخل الدولة ،وهو النهج الذي اعتمده
النظام الجزائري غداة االستقالل ،حيث نص دستور 01سبتمبر 0691في مادتيه 31
و 32على أن حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب الطليعة الوحيد في الجزائر ،وهو من
يحدد سياسات اآلمة ويوجه عمل الدولة ويراقب عمل المجلس الوطني للحكومة ،ففي
بداية األمر كانت الحكومة الجزائرية مضطرة لمواصلة العمل بالقوانين والتشريعات
1
الفرنسية في كثير من المجاالت ،السيما في قطاع الحماية والضمان االجتماعي.
لكن رغبة الحكومة وعزيمتها كانت واضحة وبادية في رسم معالم نظام ضمان اجتماعي
يتوافق مع نهجها وسيرها االشتراكي آنذاك ،والذي تبناه برنامج طرابلس ومما جاء فيه "
إن بناء الثورة الديمقراطية الشعبية يجب أن يقام في نطاق المبادئ االشتراكية وجعل
2
وسائل اإلنتاج األساسية ملكا لشعب ".
كما أكد ميثاق 0699على عدة مبادئ تصب وفق االختيار االشتراكي لتنمية ،والتي
ربط النظام السياسي الجزائري جميع الق اررات االقتصادية بالجانب االجتماعي مثل (ألوية
توفير الدولة لسكن و العمل لمواطنيها ومحاربة البطالة ،التخطيط الشامل لتنمية ،محاولة
3
تلبية الحاجات األساسية للجماهير ،التضييق على القطاع الخاص..إلخ ).
هذا على عكس النموذج الفرنسي الذي يقوم على التعددية الحزبية والنقابية ،ومبدأ
الديمقراطية التشاركية .الذي كرسته الثورة الفرنسية سنة .0976حيث نص الدستور
الفرنسي للجمهورية الخامسة ،على أن األحزاب والتجمعات السياسية تتشكل وتمارس
نشاطها بحرية ،وعلى ضمان حرية القطاع الخاص الذي هو النواة األساسية
4
لالقتصاد.
882
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
881
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
الحزب ( الحزب الوحيد آنذاك ) بممثل ،وهي سمة األنظمة الشمولية التي تتصل مهام
الحزب وتتناسق مع الوظيفة اإلدارية.
أما في ما يخص عضوية مجلس اإلدارة في فرنسا ،فهناك تنوع في تشكيلة أعضاء
المجالس من صندوق إلى أخر ،وعموما فمجالس اإلدارة لصناديق الضمان االجتماعي
الفرنسي ،تتحكم في عضويته ممثلين عن (المؤمنين لهم اجتماعيا ،التنظيمات النقابية،
أرباب العمل ،اإلدارة) مع غياب كلي لممثلي الو ازرة واألحزاب ،سواء من و ازرة الضمان
االجتماعي ،أو الو ازرات األخرى ،أو أي حزب سياسي وهذا ما يتماشى مع النمط
الديمقراطي التعددي.
-من ناحية الصالحيات :تقتصر صالحيات مجلس اإلدارة في النظام الجزائري على
وظيفتي التداول و االقتراح ،دون أي سلطات تقريرية هامة ،حيث تم منحها للمدير
العام.
أما بالنسبة لفرنسا فلقد أعطى المشرع الفرنسي صالحيات أوسع لمجلس اإلدارة ،فهو
الذي يعد النظام الداخلي لصندوق ،يقترح ويراقب عمل المدير ،يعد ويصادق على
الميزانية.
من ناحية اتخاذ القرار :يتسم التسيير بالمركزية من حيث اتخاذ القرار ،جميع -
الق اررات تتخذ في المديرية العامة في الجزائر العاصمة ،وهو ما يتماشى مع نهج الدولة
السياسي واالقتصادي واالجتماعي إبان تلك المرحلة (التخطيط المركزي الموجه) .أما في
فرنسا فالنموذج المتبع في التسيير هو نموذج هجين يجمع بين المركزية والالمركزية،
فتظهر األولي في صالحيات المدير العام ،وفي سلطة اإلدارة المركزية ،ويتضح نمط
الالمركزية من خالل الصالحيات الممنوحة لصناديق األقاليم ،واستقالليتها في اتخاذ
القرار.
888
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
إن ما يمكن قوله من خال ل ما سبق أن النمط المتبع في النظام الجزائري هو نمط
هرمي سلطوي ،يعتمد على المقاربة التسييرية ،في حين أن النمط المتبع في فرنسا هو
نمط ديمقراطي يعتمد على المقاربة التشاركية بين مختلف الفواعـل (حكومة ،عمال،
مؤمنين ،أرباب العمل).
-2رهانات االنفتاح والتعددية وأثرها على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر
مقارنة بفرنسا :بعد تفكك المعسكر الشيوعي سنة 0676وتبنيه لسياسات إصالحية
شاملة وهو ما يعرف بالشفافية وإعادة الهيكلة ،وتنظيم العالقة من جديد بين الشرق
-1بيتر بيتهارت وآخرون ،تجارب عملية التحول التشيكية:األيام األولى ،مقدمة في كتاب "عملية التحول :التجربة
التشيكية" ،بدون دار نشر ،بدون سنة نشر ،ص . 16
-2روبرت رايش ،الرأسمالية الطاغية :التحوالت في قطاع األعمال والديمقراطية والحياة اليومية ( ترجمة عال أحمد
إصالح) ،ط ،0القاهرة :الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،3100 ،ص ص .6-9
882
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
قيد يعتريها ،وهذه هي الحرية بعين ذاتها ،والحرية عند الفالسفة اليونانيين أيام المدينة
الفاضلة هي المشاركة في اتخاذ الق اررات السياسية ،أو أن يتخلى عنها وينوب عنه
ممثليه ،وهذا عند أصحاب النظرة الحديثة ،وبالتالي فقديما أو في الوقت الحاضر ،فالحرية
والديمقراطية والليبرالية ،لهما وجه واحد.1
أما في الجزائر صدر أول دستور يدعو إلى التعددية السياسية واالنفتاح االقتصادي
سنة ،0676حيث نص في مادته 21على حق إنشاء جمعيات ذات طابع سياسي،
كانت قد سبقته موجة من االحتجاجات الشعبية (أحداث أكتوبر سنة )0677وانخفاض
أسعار البترول بداية من سنة ،0679وفي حقيقة األمر دعوات التغير وإن لم تخرج إلى
العلن بهذا الحجم ،لكنها جاءت كنتيجة تراكمات ما بعد االستقالل وحصيلة فشل ذريع في
مختلف القطاعات والميادين ،جاءت بعضها من داخل الحزب العتيد نفسه (جبهة التحرير
الوطني) ودخلت بعدها البالد في انزالق أمني وسياسي خطير.2
حيث كانت الشعبوية والفوضى وسوء التسيير والمركزية واالرتجالية في إصدار
الق اررات ،أهم ميزة توصف بها اإلدارة الجزائرية خالل مرحلة الثمانينيات ،وأهم ميزة رافقت
تسير المؤسسات والشركات الجزائرية سواء أكانت في قطاع الخدمات ،أو في القطاع
الصناعي أو التجاري على حد السواء ،ناهيك عن انتشار المحسوبية وتغيب الكفاءات
واإلطارات التي لها وزنها في ميزان رأس المال البشري والفكري ،وما زاد الطين بله هو
انخفاض أسعار البترول بأكثر من ( %21المصدر األساسي إن لم نقل الوحيد للدولة
الجزائرية) ومن بعده أزمة الحراك الجماهيري والسياسي.
لقد تأثرت مؤسسات الضمان االجتماعي بالتغيرات التي طرأت على النظام السياسي
في تلك الفترة ،وظهرت تجلياتها في نمط تشكيل مجالس اإلدارة وصالحياتها ،حيث بات
-1حازم الببالوي ،عن الديمقراطية اليبرالية قضايا ومشاكل ،ط،0بيروت :دار الشروق ، 0661 ،ص ص .00-01
-2باقي نصر الدين ،التعديالت الدستورية كأداة لإلصالح السياسي في الجزائر ،2111 – 1991المجلة الجزائرية
للحقوق والعلوم السياسية في الجزائر ،العدد ، 3109 ،10ص .076
885
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
نظام الضمان االجتماعي الجزائري أقرب إلى النمط التشاركي ،وذلك مرده لتغير طبيعة
النظام السياسي الجزائري ،كما ال يمكن إهمال المعطيات االقتصادية واالجتماعية الداخلية
التي سادت الجزائر في تلك الحقبة.
-مجلس اإلدارة :من حيث التشكيل تم:
-ازدياد أعضاء المجلس اإلدارة مثال على ذلك تم زيادة عدد أعضاء مجلس إدارة
الصندوق الوطني للتأمين االجتماعي من 09عضو الى 36عضو.
-فقدان حزب جبهة التحرير الوطني عضويته بسبب التخلي عن نظام الحزب الواحد،
وتعدد األحزاب الناشطة في الوطن .واستحالة تمثيل جميع األحزاب في تشكيلة المجلس.
-حافظت نقابة االتحاد العام للعمال الجزائريين على مكانتها بل وحتى ازداد دورها
خاصة في صندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء والصندوق الوطني
للتقاعد حيث ازداد عدد المقاعد ( 07عضو) مقارنة بممثلي المستخدمين رغم أن هذا
األخير هو من يدفع أغلب اشتراكات الضمان االجتماعي ويغطون تمويله .لكن حظيت
النقابات المستقلة بتمثيل نسبي على مستوى الصناديق األخرى (الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي والعمال غير األجراء ،الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر
والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء ،األشغال العمومية والري ،
والصندوق الوطني للتأمين على البطالة).
-تقليص هيمنة اإلدارة على عضوية المجلس كما في السابق.
-من حيث صالحيات المجلس :فللقد تطورت صالحيات مجلس اإلدارة مقارنة بالمرحلة
قبل السابقة من حيث:
-السلطة اإلدارية :وهذا من خالل ،إبداء رأيه في اقتراح وتعيين المدير العام.
السلطة المالية الجديدة التي أقرت لصالحه ،عوض االكتفاء بحضور المداوالت. -
كالموافقة على الميزانية وعلى كراء العقارات والمباني
-السلطة التشريعية من خالل الحق في تعديل مشاريع القوانين.
-السلطة الرقابية التي أضحت له من خالل ممارسة الرقابة على المدير العام وعلى
محاسبي الصندوق.
884
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
ثانيا -آثر الضغوط الخارجية على منظومتي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا
(السيادة):
رغم اختالف المفكرين وتعدد آرائهم في مفهوم السيادة إال إنه يمكن تعريفها على
أنها " توفر القدرة الكافية للدولة من أجل إصدار الق اررات وضمان تنفيذها داخليا ومن
خالل االحتكار الشرعي ألدوات القمع واالستقالل عن كل سلطة خارجية ،وبالتالي رفض
الخضوع والخنوع واالمتثال للق ار ارت والتوجيهات الخارجية مهما كان مصدرها ( منظمات
1
وعلى اثري بروز الواليات المتحدة األمريكية كقوة أو شركات ومؤسسات ودول)".
عالمية ( القطبية األحادية ) لم يعد لها أي حاجز أو مانع من تزعم المشهد السياسي
والعسكري في العالم ،وباتت اقتراحاتها وتوصياتها تحت مضلة اإلصالح والديمقراطية
وحماية األقلية ،غطاء لبسط سيطرتها وممارسة نفوذها على مختلف الدول ،السيما تلك
الدول التي تعرف بالنامية أو حديثة االستقالل ،والتي كانت تميل إلى المعسكر الشرقي
الذي كان دعمها ودعم مختلف الحركات التحريرية التي عانت أوطانها من ظلم الدول
الليبرالية.2
تردي الوضع لعل ما ساعد الواليات المتحدة األمريكية في سعيها ذلك هو
االجتماعي واالقتصادي في تلك الدول ،وما خلفه من سخط شعبي وتراجع لشرعية
ومشروعية حكامها (الشرعية الثورية) ،وكرست في سبيل ذلك المؤسسات والمنظمات
المالية العالمية والدولية ،والتي ما هي في حقيقة األمر إال أداة في سبيل تحقيق مصالحها
مع مختلف شركائها من دول أوربية وغربية حليفة وصديقة (مثل :صندوق النقد الدولي،
المنظمة العالمية للتجارة ،هيئة األمم المتحدة ،مجلس األمن الدولي ....إلخ) ،ما حتم
1
-فائز دمحم موسى بوجواري ،السيادة في الفكر السياسي واألنظمة السياسية دراسة تحليلية ،مجلة كلية اآلداب جامعة آبها ،ا العدد ، 48
،8212ص .25
-2رياض صوما ،فرص التغيير بعد فشل الليبرالية المتطرفة وسقوط األحادية القطبية ،ط ،1بيروت :دار الفرابي ،8222 ،ص
.182-181
885
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
على معظم هاته الدول إلى تبني اإلصالح ولو شكليا ،نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية
1
السالفة الذكر.
ويقول توم فيردمان األمريكي " نحن أمام معارك سياسية وحضارية فضيعة،
العولمة هي األمركة والواليات المتحدة قوة مجنونة ،نحن قوة ثورية خطيرة ،أولئك الذين
يخشوننا على حق ،إن الصندوق النقد الدولي قطة أليفة بالمقارنة مع العولمة ،في
الماضي كان الكبير يأكل الصغير ،أما اآلن فالسريع يأكل البطيء" أما الرئيس األمريكي
جورج بوش فيرى من خالل تصريحاته في أعقاب االنتصار في حرب الخليج الثانية " أن
القرن القادم سيشهد انتشار القيم األمريكية ،وأنماط العيش والسلوك األمريكي.2
الجزائر كغيرها من الدول النامية ،لم يكن الوضع االقتصادي واالجتماعي حينها
أحسن حاال فقد تفاقمت أزمت المديونية ،وحتى لجوء الدولة إلى المنظمات المالية
العالمية ،كصندوق النقد الدولي FMIحتمى عليها قبول شروطه وتكيف منظومتها
االقتصادية وفقا لهاته الشروط ،التي أقل ما يقال عنها أنها قاسية ،تمثلت في تغيرات
جذرية وجوهرية أساسها االقتصادي هو تحرير االقتصاد الوطني وفتح الباب أمام القطاع
الخاص ،أما جوهرها السياسي فهو القبول بالتعددية السياسية وتشجيع الديمقراطية،3
فحتمت على الحكومة آنذاك إجراء تعدي الت وتصحيحات في هياكلها االقتصادية ،ورفع
الدعم عن أسعار السلع ،وغلق الشركات والمؤسسات المفلسة ،وبالتالي فقد العديد من
العمال مناصبهم وزادت معه حدة البطالة والفقر ،وارتفعت أسعار السلع األساسية وارتفعت
معها تكاليف المعيشة.4
885
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
لقد ازدادت معدالت التضخم ،وتضاعفت األزمة بعد عدم مقدرة الحكومة على دفع
أجور العمال والموظفين ،وأجبرت من جديد على تخفيض قيمة العملة ،وإعادة جدولة
ديونها بعد االتفاق من جديد مع صندوق النقد الدولي (اتفاقية ستاندباي) التي بلغت أكثر
من 39مليار دوالر ،وخدمة الديون التي تآكلت بسببها معظم المداخيل الربيعية ،ووفق
هذه التغيرات والضغوط الداخلية والخارجية ،كان لزاما على الجزائر تغير سياستها النقدية
1
والمالية واالجتماعية.
إن من بين أهم السياسات التي حاولت الحكومة الجزائرية إصالحها ،هي تحديث
منظومة الضمان االجتماعي ،لتواكب وتتماشى مع هذا الواقع الجديد ،فإذا كانت المادة
26من القانون 10-77عرفت الصناديق بأنها " هيئات عمومية ذات تسير خاص" فلقد
أضافت المادة 13من المرسوم 19-63بأنها " هيئات عمومية ذات تسير خاص ،تتمتع
بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية " وهذا ضمن مخطط الحكومة لتخلي عن النهج
االشتراكي ،وفتح الباب أمام النظام الرأسمالي ،فتحول بموجبه الصندوق األم
) (CNASATالصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية واألمراض المهنية وحوادث العمل،
إلى صندوق التأمينات االجتماعية للعمال األجراء ) ،(CNASوخرج إلى الوجود
الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال الغير أجراء ( )CASNOSوهذا مرعاه لثقل
وفق النهج الجديد وحاجته الملحة لوجود صندوق يغطي احتياجاته القطاع الخاص
التأمينية ،وتعدل بموجبه عمل وتشكيلة كل من مجلس اإلدارة لصناديق.
وفي سنة 0662أستحدث صندوق جديد لصالح العمال الذي فقدوا مناصب
عملهم بسبب الظروف القاهرة السابق ذكرها ،وقد تم تنظيمه وفق المرسوم التنفيذي -62
077الصادر في 19جويلية 0662وهو الصندوق الوطني لتأمين على البطالة
) ،(CNACوفي سنة 0669واستكماال لمسار الخوصصة ومراعاة للمعطيات الصعبة تم
-1العياشي عنصر ،سوسيولوجيا األزمة الراهنة في الجزائر" األزمة الجزائرية الخلفيات السياسية واالجتماعية
واالقتصادية والثقافية" ،ط ،0بيروت :مركز درسات الوحدة العربية ،0669 ،ص .339
882
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة النجمة عن سوء األحوال الجوية
في قطاعات البناء ،واألشغال العمومية والري ) ،(CACOBATHوالذي أنشئ بمقتضى
المرسوم 24-69المؤرخ في 0669/13/12وهذا استجابة أيضا لحاجة القطاع
الخاص.
في حين أن الحكومة الفرنسية ورغم تحذيرات اإلتحاد األوربي من مغبة التفريط في
دعم جبهة الضمان االجتماعي ،بزيادة النفقات المخصصة لصناديق الضمان االجتماعي
(الحزمات االشتراكية ،تقديمات المنح العائلية..الخ) ،لكنها ضلت تدعم صناديق الضمان
االجتماعي ،وهنا تبرز قوة الدولة في مجابهة الضغوط الخارجية.
كما تعارضت ق اررات الحكومة الفرنسية مع أفكار اإلصالح الليبرالي أو بما يطلق
عليها لبرلة أنظمة الحماية االجتماعية التي تهدف إلى خصخصة منظومة الحماية
االجتماعية ،وهي عبارة عن أنظمة مكملة لمنظومة الضمان االجتماعي ،حيث يمكن
للفرد طلب تغطية وتأمين أكثر للمخاطر مقابل الزيادة في دفع مستحقات واشتراكاته اتجاه
إدارة التأمين ،وبالتالي يتراجع دور الدولة ومسؤوليتها في تغطية العديد من المخاطر مثلما
حدث في الواليات المتحدة األمريكية ،حيث تراجعت الحكومة سنة 0662عن دعم الفقراء
والبطالين ،وهذا بحجة أن التوسع في مساعدة البطالين دفع العديد من العمال إلى ترك
وظائفهم والتهرب من المسؤولية .1وإذا كان الجمهوريون في الواليات المتحدة األمريكية هم
من تبنوا فكرة التراجع عن دعم الفئات الهشة ،فإن الحزب الديمقراطي واصل نفس النهج
حيث أصدرت حكومة الرئيس الديمقراطي بن كلينتون سنة 0669قانون إصالح الرعاية
والتي تراجعت الحكومة بموجبها عن دعم األسر الفقيرة واألسر التي تعيل األطفال ،وبذلك
تقلص مستوى الدعم لهاته األسر من 00مليون شخص سنة 0662إلى 2.4شخص
2
سنة .3119
882
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
لم يخفي اإلتحاد األوربي من انزعاجه نتيجة تزايد التغطية االجتماعية في فرنسا،
والذي أعتبرها ال تخدم القيم الليبرالية ،كما أنها تعطل عجلة التنمية نتيجة لتوسع في
فرض الضرائب على المؤسسات والشركات ورجال األعمال لتغطية التكاليف االجتماعية
الباهظة ،وارتفع نسبة الشيخوخة ومعها رواتب وأجور المتقاعدين مقارنة بالعمال
1
وغيرهم.
إن التوجه السياسي واالقتصادي الجديد قوض من سلطة الدولة القومية ،وانعكست
توصياته على مؤسساتها وعلى مواطنيها وحتى على برامجها المحلية ،هذا وإن االستجابة
للضغوط الخارجية في حد ذاتها تتفاوت من دولة إلى أخرى ويعود ذلك إلى شرعية
األنظمة في حد ذاتها ومشروعيتها ونوع النظام فيها ،فاألنظمة المستبدة تستمد في
الغالب شرعيتها من خلفيات تاريخية وثورية وتمتاز بضعف عالقتها مع مجتمعها الداخلي
الناقم عليها ،الذي هو أصال يشكل تربة خصبة للتغيير ،وبالتالي فاستقرارها ظاهري
لحظي يمكن أن يسقط في وقت الحق مثل ثورات الربيع العربي.
لهذا تسعى هذه الدول جاهدة إلى توطيد عالقتها وربطها بالدول الخارجية (اإلستقواء
بالخارج) من أجل البقاء أطول مدة في السلطة ،وتبدي بذلك استعدادا كامال لقبول
اإلمالءات والشروط المفروضة عليها كدعامة أساسية لبقائها ،كما تقدم من أجل ذلك
تنازالت شتى ،وهذا على النقيض من الدول الديمقراطية حيث أن عصب استقرارها
السياسي وسند بقائها ،ال يتأتى وال يتاح إال باالستماع إلى أصوات المواطنين واالهتمام
بحل مشاكلهم وانشغاالتهم فتضمن بذلك والئهم وتأييدهم ،وتتوحد أهداف القاعدة والقمة
بعيدا عن المصالح الضيقة والشخصية ،لتشكل الحقا حصنا منيعا أمام أي تدخل أجنبي.
ثالثا -جدلية صنع سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا:
سنحاول هنا تقيم ومقارنة كال النظامين (الجزائري والفرنسي) من حيث تأثير
الفواعل الرسمية وغير الرسمية في نسج وبناء مختلف البرامج والسياسات في مجال
822
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
الضمان االجتماعي .ولقد ركزت الدراسة على موضوع التقاعد لعدة اعتبارات وجوانب
كما أن له حساسية حيث أنه أساس التعويض في منظومة الضمان االجتماعي،
اجتماعية وسياسية واقتصادية ،فاألحزاب والنقابات والحكومة ال تتحرك وال تدق ناقوس
الخطر ،بسبب تعويض األدوية أو تعويضات الخاصة باألمومة..إلخ ،أو بمعنى أخر
تكون ردة فعلها أقل ،إذا قارنها بأي تعديل قد يط أر على قوانين التقاعد.
-1تعديل قانون التقاعد في الجزائر ( إلغاء التقاعد النسبي ):
ألهب اقتراح الحكومة مشروع تعديل قانون التقاعد الساحة السياسة في الجزائر
على اختالف أطيافها (نقابات ،أحزاب سياسية ،الرأي العام..إلخ) ،وشهد هذا القانون
مشاد ات كبيرة في البرلمان وخاصة من طرف نواب المعارضة ،وقد أشاد النائب إبراهيم
بولقان في إجراء الحكومة في إلغاء التقاعد النسبي ،لما له من أضرار حسبه على
االقتصاد وعلى المؤسسات الوطنية التي تشهد نزيفا حادا من العمال ،وأستعمل عبارة
هروبهم ،كما دافع عن خيار الحكومة من جهة حفاظها على توازن الصندوق الوطني
لتقاعد ،ألن التقاعد النسبي يحد من القدرات المالية لصندوق التقاعد ،فعشرة سنوات من
41سنة إلى 91سنة عوض أن يسدد العامل فيها اشتراكاته اتجاه صندوق التقاعد،
1
فبالعكس يصبح يتقاضى راتبه من هذا الصندوق.
وساند هذا الرأي النائب سليمان سعداوي الذي كان عضوا في لجنة الميزانية،
وتسأل هذا النائب عن البديل أو المخرج من هذه المعضلة ،ألن االستمرار في هذا
القانون من شأنه أن يؤثر سلبا على بقاء الموارد البشرية المؤهلة ذات الخبرة من إطارات
وكفاءات يصعب تعويضها ،كما يستنزف مالية صندوق التقاعد.2
- 1الجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني ،مناقشة مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون 03-71المؤرخ
في 3جويلية 0671والمتعلق بالتقاعد المعدل والمتمم ،الجلسة العلنية المنعقدة يوم األحد 39نوفمبر ،3109الدورة
البرلمانية العادية ،3109-3109ص.2
-2المرجع اآلنف الذكر ،ص.2
821
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
فيما أبد النائب عبد الكريم منصوري استغرابه من قرار الحكومة في تصنيف
بعض الوظائف واألعمال بالشاقة ،ألن ذلك من شأنه أن يفتح باب التأويالت وعدم
العدالة بين العمال ،وأضاف أن األصل في دراسة هذا الموضوع يعود إلى الثالثية ،كما
شدد على ضرورة عدم تسييس هذا الموضوع.1
أما نواب حزب العمال كان لهم رأيا مغاي ار فقد دافعو بشراسة على خيار التقاعد
النسبي ،وفي تدخل النائب رشيد خان عن حزب العمال ،أبدا هذا النائب تأسفه كون أن
الحكومة تسرق من العمال أهم مكتسباتهم ،وبالنسبة لحجة الحكومة في إفالس صندوق
التقاعد ،فتستطيع هذه األخيرة سد هذا المنفذ المالي بواسطة استرجاع الضرائب غير
المحصلة ،وفرض الضريبة على الثروة ،أما النائب سعيد جنداوي فقد اتهم الحكومة
صراحة بتغيب الحوار وتهميش النقابات ،كما أن ق ارراتها ارتجالية فاجأت الطبقة التشغيلية
التي تعاني من انعدام الحوافز ،ما دفعها إلى الهروب من المؤسسات واإلدارات دفعة
واحدة .2وهو ماسانده النائب رحيمة بن بسه والتي قالت صراحة "عيب على الحكومة أن
تحتقر عقول وذكاء العمال وحنكة النقابات" واتهمت الحكومة باتخاذ القرار مسبقا وبأنها
حكومة دكتاتورية وأن البرلمان بات بال روح وال معنى ،وهذا ردا على مسئولي الدولة
3
الذين صرحوا بأن قانون التقاعد ال رجعة فيه.
- 2تعديل قانون التقاعد في فرنسا :سبقت الحكومة الفرنسية نظيرتها الجزائرية في
إحداث تعديالت في قانون التقاعد وجاءت كالتالي:
-رفع سن التقاعد من 91إلى 93سنة تدريجيا إلى غاية .3107
-رفع سن التقاعد من 94إلى 99سنة بالنسبة لألشخاص الذين لم يؤدون مدة عمل
تؤهلهم للحصول على تقاعد كامل.
828
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
-زيادة مدة العمل بسنة واحدة حيث ستصبح مطلع سنة 20.4 3131عاما عوض
21.4
-زيادة االقتطاعات الموجهة لتقاعد على أجور ومرتبات الموظفين في القطاع العام
لترتفع من % 9.74إلى % 01.44سنة .3131
822
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
ويرى المتتبعون لشأن الفرنسي أن هذا القانون سيكون تأثيره سلبيا على الحزب
الحاكم ،قبيل االنتخابات الرئاسية الفرنسية ،واستطاع المعارضون لهذا القرار (اليسار
والنقابات) جمع أكثر من مليون توقيع ،وينص هذا القانون على نقطتين أساسيتين وهي:1
-إمكانية تسريح العامل دون اخذ رأيه ودون مع عدم منحه تعويضات الخبرة
والتسريح " و الطرد التعسفي " وهذا في حاالت األزمة االقتصادية وتراجع
االستثمارات.
إمكانية زيادات ساعات العمل في المؤسسات والشركات الصغيرة بدون مقابل ،مع -
غياب التحديد الفعلي لساعات وأوقات العمل فيها.
كما أن قوانين التقاعد يمكن أن تكون كورقة لتهدئة غضب الشارع ،حيث حاول
الرئيس الفرنسي إيمانوال ماكرون تقديم بعض اإلعفاءات الضريبية على أجور
المتقاعدين ،مع رفع األجر األدنى المضمون وهذا ألصحاب "السترات الصفراء" ،حيث
يرتدي سائقي سيارات األجراء والحافالت سترات صفراء يفرضها القانون الفرنسي ،ويفرض
كذلك غرامة 341دوالر على عدم ارتدائها ،لكنها سرعان ما تحولت كشبح يؤرق كاهل
الحكومة الفرنسية ،فبعد إقرار زيادات البنزين نتيجة ارتفاع أسعار البترول وزيادة الضرائب
على الكربون والد يزيل للحيلولة دون انبعاث الغازات والتلوث الجوي ،لكن اقتناء سيارات
أقل انبعاثا للغازات الضارة ال يتاح للفئات محدودة ومتوسط الدخل ،ما أجج نار الحراك
الشعبي وأصبح يوم السبت يوما أسودا على ماكرون وحكومته ،من قبل أعداد هائلة من
المحتجين والذي ال يعرف لهم انتماء سياسي أو نقابي معين ،ليتسع نطاق طلباتهم لتشمل
المساواة في توزيع الثروة وإصالح قوانين العمل والضمان االجتماعي وكل ما يخض
2
الوضع االجتماعي (السياسة االجتماعية).
لقد حاول الرئيس الفرنسي " "Emmanuel macronفي خطاب بث على
التلفزيون الرسمي الفرنسي في 01ديسمبر 3107تهدئة غضب الشارع الفرنسي،
825
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
1
-المرجع اآلنف الذكر ،تاريخ االطالع 34 :ماي 3106على الساعة .31.24
https://www.france24.com -2تاريخ االطالع 3106/19/09 :على الساعة .01.11
824
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
عن مطالب المحتجين ،أما الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل (سي أف دي تي)
وهي نقابة توصف باالعتدال فأعتذر " "Laurent binetعن اإلدالء بأي تصريح
1
مرجعـ ـا ذلك إلى دراسة عرض الرئيس.
يذكر أن هذه التدابير المتخذة من قبل الرئيس الفرنسي ثمانية عشر مليار يورو وهذا
ما عبرت عنه الحكومة الفرنسية وفقا لناطق الرسمي باسمها ،كما لم يخفي رئيس
الجمعية الفرنسية من العجز سيتخطى حاجز %1ولكن للوهلة األولى وبشكل مؤقت،
بعدها ستستعيد الميزانية عافيتها ،وهذه الرسالة قد تكون موجهة للخارج أكثر من أي جهة
أخرى وهذا إلقناع الشركاء األوربيين والتي جاءت ردود فعلهم حذرة ،حيث أعلنت بروكسل
أنها سترى كيف ستتأثر ميزانية فرنسا بعد إجراءات ماكرون ،وهو االتجاه الذي يراه
" "Faldabes feksisالذي يشغل منصب المفوض األوربي لالستقرار المالي والخدمات
المالية حين صرح لوسائل اإلعالم الفرنسية أنه ال يمكن الحكم على إصالحات ماكرون
2
قبل ترجمتها على أرض الواقع.
-1بقية المخاطر األخرى :ألزمت الحكومة الجزائرية صناديق الضمان االجتماعي
بتعويضات خارج اختصاصه ،حيث كان له بعد سياسي ولم يراعى أي اعتبار للجانب
المالي ،كتعويض ضحايا أكتوبر ( 0677قامت الدولة الجزائرية بتحميل صندوق
الضمان االجتماعي بتعويض ضحايا المأساة الوطنية واألحداث الدامية في تلك الفترة).
بعيدة عن قوانين المسؤولية المدنية .حيث كبدت صندوق الضمان االجتماعي مبالغ
ضخمة فاقت 76.494.102دينار جزائري.3
825
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
أما في فرنسا فقد تم إنشاء صندوق للضمان خاص بضحايا اإلرهاب في 16
سبتمبر ،0679تابع لو ازرتي العدل والمالية وذلك بعد صراع بين قطبي البرلمان في
فرنسا (الجمعية الوطنية ،مجلس الشيوخ).1
على الرغم من توسع الحكومة الجزائرية في مجال التغطية الصحية وتعويضات
األدوية ،لكن هناك بعض التدابير واإلجراءات التي كان لها أثر سلبي حيث أن إلغاء
تعويض بعض األدوية سنة 0667وذلك بقرار وزاري مشترك ،خلف استياء كبير من
طرف جمعيات المرضى واألطباء .حيث عبرت النقابة الوطنية للصناعة الصيدالنية عن
استنكارها لهذا اإلجراء ،الذي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على الصناعة الصيدالنية،
وفقدان العديد من العمال لمناصب عملهم ،كما أن تحويل دفع بعض اإلعانات العائلية
التي كانت تمول من طرف الدولة ،وجعلها على عاتق المؤسسات الوطنية وأرباب العمل
(المستخدم) سنة ،0662أثقل كاهل المؤسسات المفلسة والشركات الخاصة ،وحملها على
توظيف في كثير من األحيان عماال عزابا ،على حساب العامل الذي يعول أسرة ،لكن
الحكومة الجزائرية تداركت األمر واضطرت إلى إلغاء هذا القانون سنة .23111أما
فرنسا فكما رأينا سابقا فقد توسعت الحكومة في تقديم المنح العائلية( تسبيقات عائلية )،
وخصوصا للعائالت الفقيرة والتي تعيل عددا أكبر من األطفال ،بل ذهبت إلى توظيف
أفراد يقومون على رعاية األطفال وكبار السن.
رابعا -انعكاس التوازنات المالية للضمان االجتماعي على قرارات النظام السياسي في
الجزائر وفرنسا:
تشكل التوازنات المالية لمنظومة الضمان االجتماعي تحديا كبي ار تسعى كل دولة
من خالل تدابير وسياسات نتهجها ،إلى معالجة أي اختالالت أو أي نزيف مالي قد
يؤدي إلى عجز ميزانية صناديق الضمان االجتماعي بما يضمن ديمومتها واستمرارها،
- 1موسى ديش «،النظام القانوني لتعويض ضحايا الجرائم اإلرهابية دراسة مقارنة»( ،أطروحة دكتوراه في القانون
العام ،كلية الحقوق ،جامعة تلمسان ،)3109 ،ص .291
-عكاش فضيلة ،المرجع السابق ،ص .013 2
825
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
وذلك بمحاولة زيادة اإليرادات على حساب النفقات مع ضمان تقديم خدمات سامية لعموم
المنتفعين ،ولقد عمدت الحكومة الجزائرية إلى تحسين الوضعية المالية لصناديق الضمان
االجتماعي ،عن طريق تطوير آليات وأدوات تحصيل االشتراكات ،مع ترشيد نفقات
كنفقات المخصصة لألدوية مثال ،كما ألغت التقاعد الموجهة لألخطار االجتماعية
النسبي والمطلق ،لكن ذلك لم يمنع من الزيادة في عجز صناديق الضمان االجتماعي في
اآلونة األخيرة.
على خالف اإلجراءات والخطط التي اتبعتها الحكومة الجزائرية ،فلقد توسعت
الحكومة الفرنسية في تغطية المخاطر االجتماعية ،مثل توظيف مساعدين اجتماعيين
يقومون على إعانة كبار السن والسهر على راحتهم ،أو تقديم دعم لألسر التي بها أزواج
موظفين داخل القطاع العام أو الخاص ،لتشجيعهم على توظيف أعوان يقومون على
رعاية األطفال داخل المنازل ،وتطوير منظومتها الصحية مع التوسع في نطاق األشخاص
المستفيدين من خدمات منظومة الضمان االجتماعي ليشمل األجانب والبطالين ،وحاولت
من سنة إلى أخرى الزيادة من منافذ تمويل صناديق الضمان االجتماعي وفك الضغط
المالي عنها ،عن طريق تبني إجراءات مالية جديدة مثل سن ضرائب جديدة (الضرائب
والرسوم الموجهة ،والمساهمة االجتماعية المعممة).
وسنحاول تفصيل الحالة المالية لمنظومتي الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا
عن الطريق الجدولين التاليين:
جدول رقم :11يبين الحالة المالية لصناديق الضمان االجتماعي من سنة - 2111
( 2111الوحدة مليون د ج)
822
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
2119 2112 2111 2111 2112 2112 2111 2112 2111
211221 211221 111911 112229 119111 111122 112111 112111 22112 اإليرادات
121112 191121 111222 111222 129111 122129 111211 92119 21112 النفقات صوضإ
21111+ 22191+ 9122+ 1211+ 9992+ 2222+ 2911+ 1122+ 1219+ الفرق
111221 222211 222911 212121 191111 121211 122111 121111 112121 اإليرادات
292121 212211 221121 212211 121911 112111 122221 121111 121921 النفقات صوت
12211+ 1121+ -2211 2121- 1121+ 11111+ 1211+ 1111- 1221+ الفرق
19192 11121 12222 11112 11222 11192 9221 11121 9112 اإليرادات
11119 11111 12122 11291 12991 11111 11111 9212 2219 النفقات صوضإغأ
1121+ 12- -221 1211- 2212- 1112- 111- 121+ 221+ الفرق
11121 21112 11111 11229 12211 12221 11911 11111 11211 اإليرادات
2111 1222 1221 1121 1112 2111 2221 2221 1111 النفقات صوتب
1121+ 11211+ +12111 11229+ 12112+ 11111 11111+ +11221 1122+ الفرق
11211 11121 11129 2921 1111 111122 2212 2121 2121 اإليرادات
11119 11229 2222 1112 2122 122129 2222 1219 1111 النفقات صوعبر
1292+ 2112+ 2292+ 1911+ 1112+ 2222+ 211+ 1212+ 221+ الفرق
2111 2111 2112 2112 2111 2112 2111 2111
292121 222112 212922 229121 229221 211222 112112 291212 اإليرادات
صوضإ
212221 211221 192192 112111 122221 221121 221111 219122 النفقات
822
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
29111 22129 21221 11211 11219 21119 21112 21211 النفقات صوضإغأ
29221 12929 111221 22222 21229 12219 11122 2122 النفقات صوتب
22112 22911 21212 21191 21222 21111 19111 12912 النفقات صوعبر
عرفت صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر أريحية مالية وساعدها على ذلك
طبيعة النظام الريعي المتبع ،حيث شهدت هاته الفترة زيادة كبيرة في مداخيل الدولة جراء
ارتفاع أسعار البترول مما انعكس على طبيعة النفقات االجتماعية والتمويالت المالية
المقدمة لصناديق الضمان االجتماعي ،حيث يستفيد صندوق التقاعد من % 1من الجباية
البترولية ،في استثناء الصندوق الوطني لضمان االجتماعي للعمال غير األجراء ،والذي
عرف صعوبات خالل سنوات ، 3119-3119-3114لكن سرعان ما استعاد عافيته
وتوازنه في السنوات الالحقة.
ويرجع ذلك إلى أن هذا الصندوق حديث النشأة حيث جاء كنتيجة لالنفتاح
االقتصادي ،كما يلقى دائما صعوبات جمة في تحصيل اشتراكاته بسبب تهرب المؤمنين
من دفعها ،ضف إلى ذلك تفشي ظاهرة االقتصاد الموازي حيث أن الكثير من العمال
غير األجراء ال يقومون باالنتساب وتسجل أنفسهم لدى مصالح الصندوق.
لكن قرار رئيس الجمهورية القاضي بحل جهاز الحرس البلدي سنة ،2112الذي
أصبح حسبه يهدد أمن البالد ،وهذا في إشارة إلى قيام أعوان الحرس البلدي بتنظيم
احتجاجات ومسيرات طالبوا فيها السلطة باالستجابة لمطالبهم ،ويبلغ عدد أعوان جهاز
الحرس البلدي 61ألف ،حيث أحيل 22149عون إلى التقاعد ،وهذا ما آثر سلبا على
صندوق التقاعد ،زد على ذلك انتشار خبر نية الحكومة على إلغاء التقاعد المسبق دفع
بالكثير من العمال إلى وضع ملفات التقاعد على مستوى وكاالت صناديق التقاعد
الوالئية.
لقد مثل قرار الحكومة تحميل الصندوق الوطني لتقاعد أعباء تخليص أعوان
الحرس البلدي ،حلقة جديدة من مسلسل الق ار ارت الغير عقالنية التي ليس لها أي أساس
اقتصادي ،وإنما يعود إلى إرادة النظام السياسي في طي ملف الحرس البلدي ،الذي
ارتبط وجوده بحساسية الملف األمني.
في حين يقوم التوازن المالي في صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا على
تغطية الفارق الحاصل بين اإليرادات والنفقات عن طريق خطة طويلة تقوم على التنبؤ،
وهذا لمعالجة اختالالت الميزانية و الجدول الموالي يوضح التوازن المالي لصناديق
الضمان االجتماعي في فرنسا :
851
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
الجدول رقم :21التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي في فرنسا للفترة -2991
(1122الوحدة :مليار أوروا)
2119 2112 2111 2112 2111 2111 1992 1991 السنوات
239.1 202 276.1 299.2 220.6 233.7 193.4 370.9 النفقات
214.9 212.3 270.3 299.9 241.6 211.9 149.1 379.1 االيرادات
30.9- 6.9- 9.7- 1.3 6.1 01.7 9.4- 2.1 الفرق
2111 2111 2112 2112 2111 2112 2111 2111 السنوات
277.9 299.4 294.0 260.2 299.9 293 227.4 211.6 النفقات
271.9 291.4 292.6 293.7 249.9 220.6 239.9 217.0 االيرادات
2.7- 9.1- 01.3- 07.4- 31- 31.0- 31.7- 34.9- الفرق
المصدر :من إعداد الطالب باالعتماد على:
- RÉPUBLIQUE ,
LOI DE FINANCEMENT DE LA SECURITE SOCIALE 2019 en chiffres ,p3.
- Q irection de la recherche des études de l’évaluation et des
statistiques DREES , DOCUMENT DE TRAVAIL, n° 70 – octobre 2004,p21.
- Patrick Morvan, Droit de La Protection Social,5 Édition, Paris : Lexis Nexis ,2011,p7
تحمل أرقام الجدول معطيات التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي لفرنسا،
والتي عرفت صعوبات مالية ابتداء من سنة ،3111وهذا ال يرجع إلى قلة موارد
الصناديق بقدر ما يرجع إلى توسع الحكومة في تغطية المخاطر ،وهذا من خالل تبني
بعض التدابير التي ترجمة على شكل قوانين كقانون 37جويلية 0666الذي التزمت
بموجبه الحكومة على ضمان التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع ،ولقد حذر
مجلس الشيوخ الحكومة كما تناولناه سابقا من المبالغة في التغطية االجتماعية والصحية.
ولكن يمكن أن نسجل ذلك التحسن المستمر من فترة زمنية إلى أخرى ،بعد اقرار الحكومة
ضريبة مخصصة للمساهمة في تخفيض الدين االجتماعي CRDS ,ابتداء من سنة
1225وهي موجهة لتقليل مديونية الضمان االجتماعي ،والقضاء على كل المديونية
مطلع 8284حيث تم تحيدي نسبة %2.4في كل سنة.
تشكل الجبهة االجتماعية محو ار أساسيا في بناء ق اررات النظام السياسي في فرنسا،
وهذا برغم من الصعوبات المالية التي تعرفها منظومة الضمان االجتماعي وبالرغم من
تحذيرات مجلس الشيوخ في فرنسا من مغبة اإلفراط في النفقات االجتماعية.
858
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
المبحث الثاني :نظام الضمان االجتماعي الجزائري والفرنسي في ميزان مؤشرات العدالة
االجتماعية.
ع رف موضوع العدالة االجتماعية اهتماما عالميا كبيرا ،ويستند أساسا على قياس
نجاعة أي نظام في إزالة الفوارق االجتماعية والطبقية بين مواطنيه ،وهذا دعما لالستقرار
وضمانا لخلق اللحمة بين أفراد الشعب الواحد ،وال شك أن الجزائر من الدول القليلة التي
ضمنت لمواطنيه ا مجانية الصحة والتعليم ،وهذا مباشرة بعد نيل استقاللها ،وكرست كال
من حق العمل والسكن في الدستور ،محاولة بذلك تذليل الفوارق االجتماعية وتحقيق
االنسجام التام بين األفراد ،وإذا كانت هذا الهدف يسموا ويعلو بها في مصاف الدول
االجتماعية ،إال إن اقتصادها الريعي حشر التنمية والتطور وربطه بأسعار البترول.
أما فرنسا فرغم سيرها في المنهج الليبرالي وتحذيرات اإلتحاد األوربي ،فإنها قدمت
نموذجا اجتماعيا يعتد به ،السيما في مجال الضمان االجتماعي ،فحاولت أن تعم بمزاياه
ليس فقط مواطنيها بل جميع سكانها أصليين أو أجانب ،وفي الحقيقة إن مطلب تحقيق
العدالة االجتماعية يتطلب خلق ثروة وليس االكتفاء بمصدر واحد ،فليس هناك أي حماية
اجتماعية دون تنمية اقتصادية ،فال يمكن أن يتحقق الضمان االجتماعي على حساب
النمو االقتصادي.
كما ال يمكن أن يكون هناك ضمان اجتماعي لدولة تعتمد على الريع وهي حتى ال
تستطيع تحديد سعره ،وإنما يخضع لق اررات دول أخرى.
إنه ليس هناك إجماع على مؤشرات العدالة االجتماعية ،لكن يمكن تحديد أهمها والتي
تتماشى مع موضوع الضمان االجتماعي وهي (العدالة التشاركية ،العدالة التوزيعية،
العدالة االقتصادية) كما أن مواضيعها تعني معدالت البطالة ،واألجور ،ورعاية المسنين
والمعاقين ،والفوارق االجتماعية..إلخ .والجدول الموالي يوضح لنا أهم مؤشرات العدالة
االجتماعية
852
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
المصدر :األمم المتحدة ،المجلس االقتصادي واالجتماعي اللجنة االقتصادية لغربي آسيا (األسكوا) ،ورقة عمل "
العدالة االجتماعية في السياسات العامة لدول العريبة .ص .33
وسنحاول في دراستنا هاته االقتصار على مؤشرات العدالة االجتماعية التي لها
عالقة بالضمان االجتماعي ،مع مقارنة الجزائر وفرنسا بالعديد من دول العالم ،لذلك
سنتناول العناصر التالية:
أوال :مؤشرات العدالة االجتماعية في مجال السياسة الصحية.
ثانيا :مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص الرفاه االجتماعي.
ثالثا :مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد.
أوال -مؤشرات العدالة االجتماعية في مجال السياسة الصحية:
تشكل مؤشرات السياسة الصحية سندا حقيقيا لتقييم منظمومة الضمان االجتماعي
في الدول ،فال يمكن فصل الرعاية الصحية عن مدى مقدرة هياكل ومؤسسات الضمان
االجتماعي في تغطية التكاليف مثل (األمومة ،المرض ،حوادث العمل ،األمراض
المهنية..إلخ )
855
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
لقد احتل موضوع الصحة مكانة هامة في األجندة الدولية ،ولذلك عرف في األونة
األخيرة اهتماما منقطع النضير ،ألن تمتع اإلنسان بالصحة هو هدف أساسي لتنمية
البشرية ،والجدول الموالي يوضح بعض المؤشرات الصحية على المستوى العالمي:
الجدول رقم :11مقارنة بعض البلدان من حيث المؤشرات الصحية
عدد األطباء لكل نسبة وفيات األمهات لكل نسبة الوالدات بإشراف عاملين
11111ساكن 111ألف مولود حي متخصصين مهرة (النسبة المئوية)
2111 - 2111 2112 2111 2111-2112 الفترة الزمانية
03.0 021 021 69.9 الجزائر
13.2 7 09 69.2 فرنسا
20.6 9 7 67.9 ألمانيا
7.0 11 72 60.4 مصر
21.6 4 09 66.0 النرويج
06.3 09 79 66.0 عمان
34.9 02 09 66.0 الواليات المتحدة األمريكية
المصدر :من إعداد الطالب باالعتماد على تقارير التنمية البشرية ( ) 8212 ،8225الصادرة عن البرنامج اإلنمائي
لألمم المتحدة
تحمل أرقام الجدول بعض النسب المئوية التي يمكن أن تشكل دالالت لتحديد مكانة
الرعاية الصحية في أجندة كل دولة على حدا ،فنسب الوالدة في الجزائر بإشراف عاملين
متخصصين والتي يتضح لنا من خاللها للوهلة األولى على أن جهاز الصحة يقدم
خدمات مهنية وإسعافات راقية لألمهات في مرحلتي الحمل والوضع وبنسبة
(%69.9معدل سنوات من 3103إلى ،)3109لكن عند مقارنتها بفرنسا %69.2ثم
النرويج ،عمان والواليات المتحدة األمريكية ،بنسبة %66.0في نفس الفترة يجعلنا نغير
الحكم ،حيث أن الخدمات المقدمة للنساء المقبالت على الوضع هي متوسطة بل وحتى
ضعيفة عند رؤية أعداد األمهات الذين يموتون عند وضع أطفالهم ،حيث تموت 021من
011111مولود حي (معدل سنوات من 3111إلى ،)3104وهو رقم مرتفع حتى
854
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
بالمقارنة مع دولة افريقية عربية مثل مصر التي تعاني الفقر ،حيث استطاعت أن تحسن
من وضعية النساء الحوامل في نفس الفترة ،وكارثية إذا ما قرنت بالنرويج 4نساء و
فرنسا 7نساء وألمانيا 9نساء لكل 011111مولود حي.
كما تعبر أرقام الجدول على قلة أعداد األطباء في الجزائر ،حيث أن معدل التغطية
03طبيب لكل 01111ساكن يشكل ضعفا كبي ار بالنسبة لفرنسا وألمانيا ( 13و23
طبيب لكل 01111ساكن على التوالي ) ،وبعيدة كل البعد إذا ما قرنت بالنرويج ،
والنصف العدد إذا ما قرنت بالواليات المتحدة األمريكية ،وبالتالي تعرف الجزائر عج از
حقيقيا في مجال التغطية الطبية البشرية.
وعموما فالحكومة الجزائرية حاولت دعم القطاع الصحي بشتى اإلمكانيات ،لكن رغم
كل ما تبذله الحكومة الجزائرية يعد غير كاف ،وهذا بسبب الفساد اإلداري والمالي الذي
طالما كان عائقا وحجرة عثرة أمام كل ما أنفقته الحكومة في سبيل تطوير القطاع وتغطية
أعبائه.
ثانيا -مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص الرفاه االجتماعي:
تسعى مختلف األنظمة إلى تحقيق الرفاه االجتماعي في مجتمعاتها ،عن طريق
توفير خدمات اجتماعية تشمل جوانب متعددة ،لتحسين الحياة العامة لألفراد عن طريق
سن برامج وسياسات تخدم هذا الهدف ،ويختلف الشعور بالرضاء العام من دولة إلى
أخرى والجدول التالي يوضح نسب ومؤشرات لها عالقة بالرضاء العام:
الجدول رقم :11الشعور بالرفاه لدى بعض الشعوب للفترة ( 3109-3103دراسة
مقارنة بين الجزائر وبعض الدول).
الواليات المتحدة
النرويج عمان مصر ألمانيا فرنسا الجزائر المؤشرات
األمريكية
نوعية الرعاية الصحية(بالنسبة المئوية
99 77 - 19 74 99 17
للمجيبين بالرضا)
مستوى المعيشة (بالنسبة المئوية
72 64 - 93 71 97 99
للمجيبين بالرضا)
855
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
855
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
وتوضح أرقام الجدول أن نصف الجزائريين راضون عن حياتهم ،وثلثي األفراد راضون
عن الحياة في فرنسا ،بينما تتصدر النرويج الدول بثالث أرباع سكانها راضون عن
حياتهم ،ولكن المفارقة العجيبة تعود الرتفاع معدالت الثقة في حكومات مصر والجزائر
%93مقارنة بدول غربية كالواليات المتحدة األمريكية وفرنسا ،ب %19وهذا ما يمكن
أنرجعه إلى خوف المواطنين من اإلدالء بآرائهم وتصريحاتهم حول سياسات الحكومة ،أو
إلى هامش الحرية الممنوح لتلك الدول إذا ما قرنت بمستوى الديمقراطية في الواليات
المتحدة األمريكية وفرنسا مثال.
أما في ما يخص حقوق المرأة فلقد خطت الدول الغربية خطوات عمالقة نحو تكريس
وترسيم حقوق المرأة ،كما خلقت عدة قوانين تساهم في تحقيق المساواة بينها وبين الرجل،
أما دول العالم الثالث وعلى رأسها الدول العربية ،فلقد عرفت تأخ ار في هذا الجانب نظ ار
لوجود موانع ومعوقات تحد من حرية المرأة كاألعراف و التقاليد و الدين ،لكنها حاولت
تبني بعض اإلصالحات في هذا الجانب ،وإن لم ترقى إلى مستوى تطلعات النساء هناك
( مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة والسماح لها بإدالء صوتها في االنتخابات البلدية في
المملكة العربية السعودية ،وضمان مشاركتها السياسية في الجزائر) ويعتمد في قياس هذا
المؤشر عدة معايير مثل ( التحصيل العلمي للمرأة ،مستويات الدخول ،عمالة النساء،
المشاركة في الحياة السياسية..إلخ ) حيث أن نصف النساء أبدو عدم شعورهن باألمان
في الجزائر ،%26مع تسجيل ارتفاع طفيف في مصر ،وهذا لتماثل المعطيات البيئية
والثقافية في البلدين ،في حين أن الدول الغربية جاءت نسبها بين % 91و %91في كل
من فرنسا وألمانيا والواليات المتحدة األمريكية ،وقاربت نسبة %61في النرويج.
في حين يوضح الجدول الموالي ترتيب الدول من حيث التزامها بمعاجلة التفاوت
بين األفراد أو االلتزام بانعدام المساواة:
852
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
الجدول رقم :12مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة لعام - 2112ترتيب الدول
مرتبة مؤشر التزام بالحد من انعدام المساواة على:
حقوق العمل والحد السياسة الضريبية المرتبة اإلنفاق على الصحة والتعليم الدولة
األدنى من األجور التصاعدية والحماية االجتماعية
3 3 4 0 الدنمارك
2 9 7 3 ألمانيا
09 33 1 7 فرنسا
31 11 01 00 اليابان
41 09 46 21 تونس
79 96 62 71 الجزائر
001 21 032 012 مصر
المصدر:المنظمة الدولية لتمويل التنمية وأكسفام ،مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة ،2112أكتوبر ،3107
ص31
من خالل نتائج الجدول يتضح لنا أن الدنمرك تحتل ريادة الدول في االلتزام بالحد
من المساواة أو بتكريس العدالة االجتماعية وتخفيض التفاوت بين المواطنين ،وإتاحة لهم
الحصول على نفس الفرص والخيارات ،ألنها أدركت أن والالمساواة يمكن أن تغذي
التطرف وتشجع من ارتكاب الجرائم وتساهم في تفكك النسيج االجتماعي واألسري
وتقويض أسس التنمية كما هو طابع الدول االسكندينافية والدول الغربية األوربية ،ففرنسا
تحتل هي األخرى المركز الثامن وهي رائدة في مجال العدالة االجتماعية ،أما عربيا
فتونس تحتل ريادة الدول العربية وهذا بعد سقوط نظام بن علي ،أما الجزائر فتتوسط
الدول العربية وهذا يمكن أن نعزوه لسلوكيات وممارسات المسؤولين مثل تفشي المحاباة
والمحسوبية وغياب الرقابة والشفافية واستشراء الفساد.
ثالثا -مؤشرات العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد:
تعتمد فكرة العدالة االجتماعية باألساس على تكافؤ الفرص بين األشخاص كما
تحث على التكافل في ما بينهم من أجل تخفيف حدة التفاوت ،لذلك ارتبطت دائما
852
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
بمواضيع العمل الضمان االجتماعي ،والجدول التالي يوضح بعض النسب الخاصة
بمعدالت العمل والبطالة واألشخاص المستفيدين من منح التقاعد.
الجدول رقم :29بعض مؤشرات العمل والبطالة والتقاعد (دراسة مقارنة بين الجزائر وبعض الدول)
المسنون الحاصلون على
نسبة االعالة لكل 111ألف من القوى معدل بطالة الشباب (بالنسبة
معاشات التقاعد (النسبة
السكان(الفئة العمرية 12-12سنة) العاملة المئوية للفئة العمرية -12
المئوية من إجمالي السكان
سنة 2111 الماهرة 22سنة)
في السن القانونية للتقاعد)
2111 2112
2112 2112 السنوات األطفال األقل من 12سنة 2112 2112 السنوات
2111 2111
33.2 الجزائر 24.2 46.3 30.3 33.2 الجزائر
31.7 فرنسا 36.0 73.9 00.7 31.7 فرنسا
7.0 ألمانيا 31.1 79.4 9.9 7.0 ألمانيا
32.7 مصر 42.4 47.0 39.9 32.7 مصر
7.9 النرويج 39.3 73.2 4.2 7.9 النرويج
- عمان 37.7 - - - عمان
الواليات الواليات
09.3 المتحدة 37.7 69.1 09.4 09.3 المتحدة
األمريكية األمريكية
المصدر :من إعداد الطالب باالعتماد على تقارير التنمية البشرية الصادرة عن البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة
من خالل استقرائنا لمعطيات الجدول يتبين لنا ارتفاع معدالت البطالة في الجزائر
مصر ،حيث بلغ معدل البطالة في الجزائر من 3117إلى 3109حوالي ،%33وهذا
يمكن إرجاعه إلى عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية ،والتي من أهمها:
-البيروقراطية اإلدارية التي تتسبب في عزوف رجال األعمال عن االستثمار.
-تدخل الدولة في سوق العمل مثل( :ضمان األجر القاعدي األدنى ،زيادة
الضرائب..،إلخ).
-عدم استقرار األوضاع األمنية والسياسية والرؤية االقتصادية الواضحة المعالم في
أغلب الدول العربية.
-غياب اإلرادة السياسية الحقيقية لحل مشكلة البطالة.
842
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
-الزيادة الديمغرافية الهائلة وتزايد أعداد الشباب في دول العالم الثالث على العموم
والدول العربية خاصة ،يتسبب في نمو قوة العمل سنويا.
تتميز الدول العربية واإلفريقية ودول عالم الثالث بأنها مجتمعات فتية ،تتوفر على
طاقة شبابية هامة ،ونسبة األعمار في ميزان الضمان االجتماعي تشكل عامال مهما،
فزيادة الشباب العامل تشكل موردا هاما لمالية الضمان االجتماعي فهو يمثل اشتراك ،أما
زيادة أعداد الشيخوخة فيمثل تكلفة على عاتق مؤسسات الضمان االجتماعي ( نفقا
التقاعد والعجز واألمراض ..إلخ ) ،لكن مشكل البطالة في هاته الدول قوض من القدرات
المالية لميزانيات الضمان االجتماعي ،في حين أن الدول الغربية على الرغم من ارتفاع
مستوى العمر تحتل الريادة في مجال الضمان االجتماعي .و تدل أرقام الجدول على
ضعف القدرات المهنية لدى الموظفين والعمال في الجزائر ومصر ( %46.3و)%47.0
وهذا بسبب (إهمال المورد البشري ،عدم االستثمار في تطوير ورسكلة وتكوين العاملين،
تهميش الكفاءة الموجود أصال ،هجرة األدمغة) ،في حين أن الدول المتطورة تعطي أهمية
بالغة من خالل صرف أموال ضخمة على برامج التعليم والبحث العلمي ومراكز التكوين،
بل وتمنح امتيازات وتحفيزات للعمالة المؤهلة القادمة من الخارج ،وهذا ما يفسر النسب
العالية للعمالة المؤهلة في تلك الدول(فرنسا ،%73.2ألمانيا ،%79.4النرويج ،%73.9
الواليات المتحدة األمريكية )%69.1
أما في جانب العناية بالمسنين واالهتمام بهم ،فلقد وصلت الدول المتطورة إلى تقديم
خدمات راقية ال تتوقف فقط على منحهم رواتب وأجور عالية ،ولكن ذهبت إلى أبعد من
ذلك ،حيث أصبحت توظف أشخاصا يقومون على خدمتهم ورعايتهم من أجل ضمان
راحتهم والسهر على صحتهم ،لذلك نجد نسب الحصول على معاشات التقاعد بالنسبة
للفئة التي وصلت إلى سن التقاعد هي ،%011في الكثير من الدول المتطورة ،لكن هذا
ال يمنع من وجود مشكل التفكك األسري في الدول المتطورة ،وضعف اهتمام األبناء
بآبائهم ،وهذا ما خلف حيرة ودهشت علماء االجتماع.
841
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
أما النسب المنخفضة في الدول العربية على العموم ،فيمكن إرجاعها إلى عدة عوامل
من بينها ( :عدم اشتراك المسنين في هيئات الضمان االجتماعي في السابق ،ضعف
القدرات التمويلية لصناديق الضمان االجتماعي ،ضعف برامج التضامن ..إلخ ) لذلك فإن
نسبة المسنين الحاصلين على معاشات التقاعد في الجزائر هي ، %91.9وهي ضعيفة
إذا ما قورنت بالدول المتطورة.
848
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
842
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
-1التنظيم الهيكلي واإلداري للمدرسة :يشرف على إدارة المدرسة مدير حيث يتم تعنيه
بموجب مرسوم يقترحه وزيـر العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،يكون من بين
األساتذة المنتمين إلى رتبة أستاذ ،أو من بين األساتذة المحاضرين ،كما يتولى الوزير
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المرسوم رقم 122-12المؤرخ في 0افريل سنة ( 3103المواد من-0
،)7الجريدة الرسمية ،العدد ،31المؤرخة في 2افريل سنة ،3103ص ص .01-03
845
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
تعين طاقم يساعد المدير (أمين عام ،ثالث مدراء مساعدين ،ومدير المكتبة) وهذا باقتراح
مدير المدرسة ،ويساعده في وظيفة التسيير مجلس إدارة يتكون من:
( مثل وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي رئيسا لمجلس إدارة المدرسة ،مدير
المدرسة يتولى أمانة المجلس ،ممثل وزير الدفاع الوطني ،ممثل وزير التعليم العالي
والبحث العلمي ،ممثل وزير الصحة ،المدير العام لصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية،
المدير العام لصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء ،المدير العام
لصندوق الوطني لتقاعد ،المدير العام لصندوق الوطني لتأمين عن البطالة ،المدير العام
1
للصندوق الوطني لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي ).
إن إنشاء هذه المدرسة يعكس رغبة الحكومة الجزائرية في تطوير منظومة الضمان
االجتماعي ،عن طريق تكوين المورد البشري وهو مكسب أخر بتعزز به قطاع الضمان
االجتماعي ،ولقد فتحت هذه المدرسة أبوابها سنة ،3102حيث تضمن تكوينا أكاديميا
يدوم سنتين ،حيث تخرجت أول دفعة سنة .3109
ثانيا -تطبيق اإلدارة اإللكترونية :نظام البطاقة اإللكترونية " بطاقة الشفاء "
لقد حاولت الحكومة الجزائرية جاهدت االستفادة من التقنيات المتاحة في مجال
نظم وتقنيات المعلومات ،والذي يشكل معيا ار حقيقيا لقياس مدى تقدم الدول وتحضرها،
حيث أن اإلدارة إلكترونية أو ما يسمى بالحكومة اإللكترونية ،تمثل وسيلة جديدة وأسلوب
يضمن الوصول إلى السرعة والشفافية ومن ثم رضاء المواطن ،على أداء الجهاز
2
اإلداري.
وبطاقة الشفاء هي أيضا من المشروعات الطموحة التي راهنت عليها الحكومة
الجزائرية ومن خلفها الو ازرة الوصية (و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي) ،إذ
تعتبر الحكومة السباقة فيها من بين الدول العربية واإلفريقية ،ويهدف مشروع بطاقة
844
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
الشفاء إلى استعمال التكنولوجيا الحديثة لتحسين نوعية الخدمات المقدمة في جانب
األداءات ،وأيضا إلى تسهيل حصول المؤمنين وذوي حقوقهم (األبناء والزوج واألب
واألم...إلخ) الذين هم تحت كفالتهم ،على العالج والدواء آنيا دون انتظار التعويض
(مخالصة األدوية) الذي قد يتطلب وقتا كما في التعويضات السابقة (الطريقة التقليدية)،
وخصوصا األشخاص المصابين باألمراض المزمنة.
وقد أبرز األمين العام للنقابة الوطنية للوكالة الصيدالنية السيد مسعود بلعميري،
على أهمية بطاقة الشفاء ودورها في تسهيل عمليات اقتناء الدواء بالنسبة للمرضى
والمؤمنيين ،كما نوها إلى أنها تمثل تحدي جديد بالنسبة للصيادلة ،وجب من خالله
توسيع شبكة الوكاالت الصيدالنية بما يتماشى مع هذا التطور.
-1مفهوم نظام بطاقة الشفاء:
تعريفها" :هو نظام عصري يرتكز على آليات تقنية تستعمل فيها تقنيات حديثة،
وتحتوي على شريحة إلكترونية ،دونت فيها كل المعلومات التي تسمح بالتعويض على
المؤمنين وذوي حقوقهم ،كما تحتوي على المعلومات التي تسمح لهم بالحصول على
1
حقهم في تعويضات الضمان االجتماعي".
-2الخصائص التقنية لبطاقة الشفاء :2تحمل البطاقة اإللكترونية معلومات صاحبها
( االسم ،اللقب ،الصورة ،رقم التسجيل ،الرقم التسلسلي ،تاريخ الميالد ،إضافة إلى حرف
من األحرف الالتينية ،A.I.Fالذي يشر إلى طابع البطاقة ،فردية خاصة بالمؤمن ،كما
يمكن أن تكون عائلية أي المؤمن وذوي حقوقه)
- 1كريمة بن سعدة ،واقع الضمان االجتماعي في الجزائر ،مجلة االقتصاد والتنمية ،العدد ،3104 ،12ص .32
- 2الطيب سماتي ،التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي وفق القانون الجديد ،المرجع السابق ،ص
.349
845
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
يمكن أن تسلم للمؤمن أكثر من بطاقة واحدة ،وهذا في حالة إصابة أحد األفراد أو -
أكثر بمرض مزمن مصنف لدى هيئة الضمان االجتماعي المنتسب إليها ،كما يمكن أن
يفوق عدد ذوي الحقوق عن ستة أفراد.
تسلم بطاقة الشفاء من هيئة الضمان االجتماعي التي ينتمي إليها المؤمن. -
تكون صالحية استخدام البطاقة محدود ،ويتم تحين البطاقة شريطة تقديم -
المستفيدين تبريرات لذلك.
لقد عرف استعمال بطاقة الشفاء في بادئي األمر صعوبات جمة ،كما إن توسيع
كانه ،كما أن حصول المؤمن أو ذوي حقوقه لبطاقة
نطاق استخدامها ظل طويل يراوح م ّ
الشفاء قد يتطلب مدة طويلة (تاريخ وضع الملف وتسليم البطاقة) وما زاد من تأزم الوضع
هو انتشار ظاهرة الغش من طرف العديد من الصيادلة .لكن هذه العراقيل ال ينقص من
عزم الدولة من تطوير القطاع وتعميم استخدام اإلدارة اإللكترونية ،التي تسهل العديد من
العمليات والتطبيقات وتختصر الوقت والمجهود.
-1أهمية نظام بطاقة الشفاء :لنظام بطاقة الشفاء أثار إيجابية وأهمية بالغة سواء على
اإلدارة أو المواطن ومختلف شركاء وأعوان الضمان االجتماعي ومن بينها:1
-عصرنة جهاز الضمان االجتماعي وربطه مع مختلف المستجدات والتطورات الدولية
الراهنة.
-خلق قاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لهيئة الضمان االجتماعي ،تتوفر على جميع
المعلومات الضرورية مع إمكانية تسهيل تحديثها من حين إلى حين.
-تطوير قنوات التواصل بين المؤمن واإلدارة ،والتكفل األمثل بانشغاالتهم ومشاكلهم.
-تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتحسين الخدمة العمومية ،وإلغاء جميع القيود والعراقيل
-البيروقراطية.
845
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
في إطار سعي الحكومة الجزائرية لالستفادة من الخبرات األجنبية ،صادق الطرفان
الجزائري والفرنسي على بروتوكول يتعلق بعالج المرضى الجزائريين في فرنسا ،وترجع
هذه االتفاقية منذ الفاتح أكتوبر ،0671غير أن توقيعها كان في 01أبريل ،3119
1
وكان محور هذه االتفاقية كالتالي:
-يستفيد األشخاص سواء كانوا مؤمنين وذوي حقوقهم أو معوزين في الجزائر من العالج
في فرنسا بالنسبة للعالجات التي ال يمكن تقديمها في الجزائر ،كما يمكن استفادة
أطراف أخرى بصفة استثنائية شريطة أن يكون هناك اتفاق مشترك.
-ترقية التعاون بين البلدين في ما يخص نقل التكنولوجيا وتطوير المؤسسات االستشفائية
بين البلدين.
-تشمل هذه االتفاقية األشخاص المقيمين في اإلقليم الجزائري أو الفرنسي.
-يستفيد هؤالء األشخاص من األداءات العينية لتأمين على المرض واألمومة وحوادث
العمل واألمراض المهنية.
-1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رئاسي رقم 221-12المؤرخ في 16ربيع األول عام 0221
الموافق لـ 09نوفمبر سنة ( 3107المواد :من 0الى ،) 7الجريدة الرسمية ،العدد ،91المؤرخة في 31ربيع األول
عام 0221الموافق لـ 37نوفمبر سنة ،3107ص ص .9-2
842
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
-يجب أن يتحصل المؤمنين على شهادة في العالج من طرف المؤسسة المنتسب إليها،
أما األشخاص المعوزين فيمكن تحصلهم على شهادة الحق من طرف المؤسسة
المختصة.
ترسل المؤسسة الفرنسية التي يعالج فيها األفراد أو األشخاص المقبلين على العالج،
فاتورة بها مدة العالج المتوقعة وطبيعة هذا العالج ،والمبلغ الجزافي المتوقع (حساب تكلفة
العالج من إقامة وأدوية وثمن الكشف الطبي ...إلخ) وهذا بموجب المعاملة التي توافق
تشريع الضمان االجتماعي الفرنسي.1
-عند اقتضاء أي تعديل تتطلبه الحالة الصحية للمريض ،يجب إخطار المؤسسة
الجزائرية التي بواسطتها استفاد المريض من تكاليف العالج قبل انقضاء مدة العالج
األولى ،من قبل مؤسسة االستقبال الفرنسية مرفقة بتقرير طبي.
-في حالة قبول أو عدم الرد من طرف مؤسسة االنتساب أو المؤسسة التي تتحمل
تكاليف العالج الجزائرية ،في أجل أربعة أيام من استقبال الطلب ،يعتبر ذلك قبوال لطلب
ضمنيا ،مثله مثل قبول الطلب.
-بالنسبة للحاالت المستعجلة التي ال يمكن تأجيلها ،فيجب على المؤسسة المستقبلة
الفرنسية مواصلة العالج ،دون انتظار رد المؤسسة الجزائرية ،على أن تقدم الحقا تقري ار
طبيا مفصال يوضح قرار مواصلة العالج ،ويمكن للمؤسسة الجزائرية المختصة الطعن في
ألجراء الخبرة قرار المؤسسة الفرنسية مواصلة العالج لدى هيئة االتصال الفرنسية
الطبية ،وتكون نتائجها ملزمة لطرفي النزاع.
لقد حاولت الجزائر االستفادة من التجربة الفرنسية في مجال الصحة والحماية
االجتماعية ،وهذا لمكانة فرنسا العالمية في هذا المجال.
842
المقارنة بين نظامي الضمان االجتماعي (الجزائر وفرنسا) الفصـــل الخــــامس
خالصة واستنتاجات
من خالل دراستنا وتقيمنا لمختلف البرامج التي تبنتها حكومتي فرنسا والجزائر في
مجال الضمان االجتماعي ،اتضح جليا ذلك التمايز والتباين في مراحل إعداد وتنفيذ
سياسات الضمان االجتماعي ،ويرجع هذا باألساس إلى عدة عوامل ومحددات تتعلق
أساسا بنمط النظام ،سلوك القيادة داخل النظام ،قوة المعارضة وإمكانياتها ،إرادة الدولة
في معالجة التفاوتات وحل المشاكل ،مستوى الضغوط الداخلية والخارجية الممارسة على
الدولة..إلخ.
ولقد استطاعت فرنسا فرض و مأسسة أنظمة للضمان االجتماعي كفيلة بتغطية
ومجابهة المخاطر المتربصة بالمواطنين والمقيمين على أراضيها ،كما أنها دعمت مبادئ
العدالة االجتماعية واستطاعت إرساء معالم المساواة ،فإن الفضل في ذلك يرجع إلى
انفتاح النظام السياسي على المعارضة وعلى مختلف األطياف والفرقاء للمشاركة في
اتخاذ القرار ،وهذا ما وفر حماية ووقاية لنظام من أي تدخل أجنبي.
في حين أن الجزائر سعت دائما إلى تطوير برامج الضمان االجتماعي وجندت في
سبيل ذلك وسائل مالية وبشرية ،وحاولت أن تربطه بمختلف التطورات التكنولوجية ليكون
أكثر استجابة وفعالية في توفير الحماية والرعاية االجتماعية لمواطنيها ،لكن هذه الجهود
اصطدمت بممارسات شعبوية انفرادية غابت معها النضرة اإلستشرافية في بناء الق اررات
الرشيدة.
852
خاتمــة
خاتمـــــــــــــة
الخاتمة:
لقد تناولنا في هذه الدراسة سياسة الضمان االجتماعي في الجزائر وفرنسا ،ولقد
استهلينا هذا الموضوع بدراسة الجانب النظري وهذا للتعرف على أهم المراحل التاريخية
التي سبقت تأسيس نظام الضمان االجتماعي ،ومن ثم تحديد ( األسباب والمفاهيم،
وتطوراته في مختلف دول العالم ) ،ولقد توصلنا إلى أن اإلنسان في بداية األمر أعد
وسائل تقليدية لمجابهة المخاطر المحدقة به ،كان للمجتمعات البدائية السبق في ابتداعها
(األسرة ،القبيلة ،نظام الطوائف..إلخ) .ولقد أرتبط ظهور سياسة الضمان االجتماعي
بميالد الثورة الصناعية وانتقال المجتمعات األوربية من عهد اإلقطاع إلى عصر اآللة
والتكنولوجيا ،أين زادت المخاطر التي تهدد العمال من جراء استخدام اآللة بل وفقد العديد
منهم مناصبهم ،وبالتالي زادت معها حدة الفقر ،وهذا ما دفعهم (العمال) إلى تنظيم
أنفسهم على شكل تكتالت وجمعيات نقابية للدفاع عن مصالحهم ،حيث ساهمت هذه
التشكيالت في تعبئة وتجنيد العمال ،ومن ثم حمل مطالبهم إلى حكومات الدول الغربية،
السيما مع ظهور المد الشيوعي ووصوله إلى قبة البرلمان في العديد من الدول األوربية،
مما جعلها تعيد حساباتها ( الحكومات األوربية ) في مجال السياسة االجتماعية ككل
وسياسة الضمان االجتماعي على الخصوص.
ولقد تبنت حكومات الدول األوربية سياسات الرعاية والضمان االجتماعي وأدرجتها
في قوانينها ،ومن الدول األوربية انتشرت سياسة الضمان االجتماعي لتعم كل دول العالم،
وفي هذه المرحلة كانت الجزائر وعلى غرار الدول العربية واألفريقية مستعمرة ،فكانت
قوانين الدولة الفرنسية تطبق في األراضي الجزائرية التي اعتبرتها جزءا منها ،لكنها كانت
تميز بين المعمرين والجزائريين في منحهم المزايا التأمينية.
وغداة االستقالل اضطرت الحكومة الجزائرية لالستمرار بالعمل بالقوانين الفرنسية في
شتى المجاالت ،لكن منظومة الضمان االجتماعي الموروثة من فرنسا لم تكن لتواكب
اإليديولوجية االشتراكية التي انتهجتها الجزائر ،وهذا ما دفعها بالعمل على تحديث
منظومة الضمان االجتماعي ،حيث عهدت بذلك إلى لجنة إصالح شكلتها سنة ،0694
والتي تمخض عنها ميالد أول نظام ضمان اجتماعي جزائري سنة ،0671وهذا في إطار
مؤسسات وهياكل (صناديق الضمان االجتماعي) ،تسير من قبل ممثلين عن الحكومة
858
خاتمـــــــــــــة
والجهاز اإلداري وممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني والنقابة الوحيدة عن العمال
(اإلتحاد العام للعمال الجزائريين).
وبإسقاطنا للجانب النظري على منظومة الضمان االجتماعي الجزائري ،الحظنا
بشكل واضح تسلط النظام السياسي وفرض وصايته على التسيير اإلداري لصناديق
الضمان االجتماعي ،وهذا من خالل أذرعه (الحكومة ،ممثلي األجهزة اإلدارية ،حزب
جبهة التحرير الوطني) ،بل حتى نقابة اإلتحاد للعمال الجزائريين فهي لم تكن في حقيقة
األمر إال امتداد إلرادة النظام السياسي الحاكم ،ويعود ذلك باألساس إلى نمط النظام
الشمولي الذي يضيق من هامش الحريات فال يسمح بوجود أي تنظيم مستقل في الساحة،
فهو من يتحكم في االقتصاد الوطني وهو من يسير اإليرادات النفطية لوحده في ظل
غياب قطاع خاص قوي ،وهو طابع الدولة الجزائرية في تلك المرحلة والتي كرسته
النصوص القانونية المؤسسة لها ( ميثاق طرابلس ،دستور ..،0691إلخ ).
في حين أن صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا تتشارك مختلف التنظيمات
النقابية وممثلين عن أرباب العمل والمجتمع المدني مع ممثلي اإلدارة في تسيير الصناديق
وصياغة السياسات والبدائل ،ويعود ذلك باألساس إلى نمط الدولة التعددي الذي وسع من
هامش الحريات ،كما يمكن أن ننسبه إلى قوة القطاع الخاص الذي يقوي من نفوذ رجال
األعمال والتنظيمات النقابية ويقلص دور الحكومة في التدخل .ومن هذه النتيجة يمكن
لنا أن ننفي الفرضية األولى التي تشير إلى أن تسيير صناديق الضمان االجتماعي في
الجزائر تتشارك فيه جميع الفواعل والقوى الرسمية وغير الرسمية.
رغم صدور دستور 0676الذي نص صراحة على ضمان التعددية في مجال
األحزاب والجمعيات وأفضى إلى وجود نقابات مهنية وحرفية مستقلة ،ورغم إقصاء حزب
جبهة التحرير الوطني بموجب هذا الدستور من تشكيلة المجالس وتوسيع صالحيات
أعضاء مجالس الضمان االجتماعي ،لكن الممارسات على أرض الواقع بقيت بعيدة ،أين
واصلت الحكومة بسط نفوذها على صنع سياسات الضمان االجتماعي ، ،فهي ما تزال
تسير على نهج شمولي تحت قالب تتعدي .ويمكن مالحظة ذلك من خالل انفرادية النظام
( تحميل صناديق السياسي في كل مرة باتخاذ ق اررات الضمان االجتماعي ،مثل
الضمان االجتماعي تعويض ضحايا اإلرهاب ،عواقب حل جهاز الحرس البلدي على
852
خاتمـــــــــــــة
صندوق التقاعد الوطني ،إلغاء التقاعد النسبي بقرار من رئيس الجمهورية تحت مصادقة
برلمان تابع ..إلخ ) وبالتالي يمكنا لنا أنقبل بصحة الفرضية الثانية نسبيا ،حيث صحيح
أن رسم سياسات الضمان االجتماعي يتعلق بشكل النظام السياسي ،لكن ذلك يتوقف
أيضا على ممارسات وسلوكيات القادة على أرض الواقع.
لقد الحت في تسعينات القرن الماضي أزمة مالية حادة في الجزائر بسبب انخفاض
أسعار النفط ،حيث لجأت الحكومة إلى صندوق النقد الدولي من أجل االستدانة ،ما
جعله يفرض عليها شروطا قاسية وهذا من أجل تصحيح اإلختالالت االقتصادية ،كغلق
الشركات المفلسة وتشجيع االنفتاح أمام القطاع الخاص ،وعمال بتوصياته أقدمت الحكومة
على تسريح أعداد هائلة من العمال ،فالجزائر لم تكن بموقف قوة لترفض إمالءات
صندوق النقد الدولي ،ومن جهتها تأثرت منظومة الضمان االجتماعي كثي ار بهذا القرار،
حيث شهدت تغي ار كبي ار في هياكلها فأدرجت الحكومة الصندوق الوطني للتأمين عن
البطالة ،وهذا بغرض حماية العمال من شبح البطالة كما لجأت الحكومة إلى سن قانون
تقاعد المسبق لتكفل بالعمال الذين أحيلوا على التقاعد بدون شرط السن جراء األزمة ،كما
خلقت صندوقين جديدين وهما :صندوق الضمان االجتماعي للعمال غير األجراء،
والصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر ،...وهذا تماشيا مع متطلبات ومعطيات
االنفتاح االقتصادي الجديد.
في حين أن فرنسا من جهتا رفضت جملة وتفصيال توجيهات وق اررات اإلتحاد
األوربي الذي حذر الحكومة الفرنسية من مغبة التوسع في سياسة الحماية االجتماعية،
وهنا يبين لنا قوة الدولة في فرض سيادتها ،ومنه يتضح لنا صحة الفرضية الثالثة بتأثير
المؤسسات المالية على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر ،رغم محاولة الحكومة
الجزائرية المحافظة على المكتسبات االجتماعية.
ورغم ما مرت به منظومة الضمان االجتماعي من تزايد نفقاتها وضعف مركزها
المالي جراء اإلف ارزات السلبية السابقة ،إال أن هذا ال يتنافى مع الجانب اإليجابي للضمان
االجتماعي الجزائري من حيث امتداد مزاياه ليشمل بعض الفئات التي ال تقوم بدفع
االشتراكات مثل الطلبة والمعاقين ..إلخ ،كما يستفيد محدودي الدخل الذين يعانون من
وزراتي التضامن
أمراض مزمنة من مجانية الدواء ،حيث عادة ما يقع حمل تغطيتهم بين ا
855
خاتمـــــــــــــة
الوطني وو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،وهو ما كان أساس بناء منظومة
الضمان االجتماعي الجزائري سنة ( 0671تعميم المزايا ،توحيد األنظمة ،الشمولية لجميع
األشخاص)
ومن هذا يتضح لنا صحة الفرضية الرابعة بأن منظومة الضمان االجتماعي في
الجزائر تغطي أغلب المخاطر كما تشمل جل األشخاص ،لكن هناك تفاوت من ناحية
درجة االمتيازات الممنوحة لألشخاص فاإلطارات السامية في الدولة تستفيد من تقاعد
كامل وبسبنة %011مقابل خدمة فعلية تقدر 01سنوات في المنصب .في حين يلزم
قانون التقاعد بقية العمال والموظفين بإثبات مدة عمل تقدر بـ 13سنة لالستفادة من نسبة
تقاعد تقدر ب ـ .%71 :وهذا ما يعاب على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر ويهدد
مركزها في سلم العدالة االجتماعية ( المركز 71في سلم العدالة االجتماعية لسنة 3109
) ،في حين أن فرنسا احتلت المركز الثامن في سنة 3109في سلم العدالة االجتماعية،
وبذلك نثبت صحة الفرضية الخامسة التي تقر بأن سياسة الضمان االجتماعي تساهم
نسبيا في تذليل الفوارق االجتماعية.
ومما سبق يتضح لنا أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر تأثرت بشكل كبير
بالتعددية السياسية وباالنفتاح االقتصادي المنتهج ،مع محاولتها دائما المحافظة على
التوازنات المالية لصناديق الضمان االجتماعي في ظل تزايد النفقات وفي ظل سعيها
الدؤوب لتكريس ركائز ومبادئ العدالة االجتماعية.
التوصيات و االقتراحات:
على الرغم من الجهود المبذولة من طرف الحكومة الجزائرية في سبيل النهوض
بالسياسة الوطنية لضمان االجتماعي ،لكنها واجهة صعوبات وعراقيل سبق لنا ذكرها،
وسنحاول إعطاء عدة حلول على شكل توصيات واقتراحات أهمها:
-تشجيع زيادة عدد المشتركين دون اللجؤ إلى رفع نسبة االشتراك لكي ال ينعكس سلبا
على التهرب من دفع االشتراكات.
-تمديد سن التقاعد ،وهذا لتحسين المنافذ المالية لصناديق الضمان االجتماعي وتخفيض
تكاليفه.
854
خاتمـــــــــــــة
-إلغاء امتيازات اإلطارات السامية في الحصول على التقاعد ،لما له من أثر سلبي على
مالية الصندوق الوطني لتقاعد ،كما أنه يقوض أواصل العدالة االجتماعية.
-تكريس الحوكمة المالية ( المسألة ،الشفافية ،الرقابة..،إلخ ) لضمان ترشيد أموال
وأصول هيئات ومؤسسات الضمان االجتماعي ،خاصة أموال الضمان االجتماعي التي
توجه لقطاع الصحة.
-التح قيق في العطل المرضية الممنوحة للعمال ،مع وضع آليات أكثر لمراقبة مصداقية
استخدام البطاقة اإللكترونية ( بطاقة الشفاء ) ،وهذا لمنع استنزاف أموال صناديق
الضمان االجتماعي.
-الزيادة في قائمة األدوية القابلة لتعويض ،وإعادة تقويم تغطية نفقات الفحص الطبي،
ألن ثمن التعويض ال يتماشى مع األسعار الجديدة عند الطبيب الخاص.
-التركيز على الدراسات االستشرافية بشكل مستمر ،قبل إجراء أي تعديالت تشريعية
وقانونية ،أو عند خلق أي سياسات أو عند تسطير برامج جديدة.
-مكافحة االقتصاد الموازي ،والتهرب من التأمين الفردي أو الجماعي ،من قبل التجار و
أرباب العمال ،لما له من آثار سلبية على مالية الصناديق ،وعلى العامل الذي قد يتعرض
لخطر أو طارئ مفاجئ ،ال يستطيع مجابهته.
-فتح منافذ مالية جديدة لدعم الصناديق ،عن طريق استثمار أموال الضمان االجتماعي،
و زيادة الضرائب الموجهة لفائدة قطاع الضمان االجتماعي.
-مواصلة تكوين ورسكلة عمال وموظفي قطاع الضمان االجتماعي ،أو األشخاص
المرشحين للعمل في الصناديق ،عن طريق تنظيم دورات تدريبية وندوات وطنية،
إلطالعهم على كل التعديالت القانونية والتقنية الجديدة ،بما يضمن الحصول على يد
عاملة مؤهلة.
-مواصلة عصرنة إدارة الضمان االجتماعي وربطها بمختلف التطورات الدولية ،مع
تبسيط اإلج ارء ات اإلدارية ،وتقريب اإلدارة من المواطن وتكيفها مع متطلباته ،ونزع كل
العراقيل والحواجز التي من شأنها أن تسبب في تهربه.
855
خاتمـــــــــــــة
-تنظيم حمالت تحسيسية وإعالمية لتوعية المواطنين بأهمية الضمان االجتماعي ،ودوره
في حمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها هم وأفراد أسرهم ،أو من يقعون تحت
كفالتهم.
-اعتماد النقابات المهنية المستقلة ،وإعطائها مكانة في صناعة ق اررات وسياسات
الضمان االجتماعي ،وفي مجالس إدارة الصناديق.
855
قائمة المراجع
قائمــــة المراجـــع
قائمة المراجع:
أوال:الكتب:
أ .باللغة العربية:
.1القرآنالكريم،سورةقريش.
.2إبراهيم حمزة أحمد ،السياسة االجتماعية ،ط .1عمان :دار المسيرة للنشر
والتوزيع.2112،
.3أبشر الطيب حسن،الدولة المعاصرة دولة مؤسسات .القاهرة :دارالفجرللنشر
والتوزيع.2111،
.4ابن منظور جمال الدين دمحم بن مكرم،لسان العرب ،المجلد السادس .بيروت:دار
صادر،بدونسنةنشر.
.2اسماعيل الحديثي خليل ،الوسيط في التنظيم الدولي .بغداد :بدون دار نشر،
.1991
.6إسماعيل على سعيد ،التعليم والتنشئة السياسية .القاهرة :دار عالم الكتب،
.2113
.7أكهولم أريك ،الصحة للجميع اإلنسان وأمراض البيئة ( ،ترجمة :محمود عبد
اللطيفابراهيم).القاهرة:مكتبةغريب.1976،
.8ألموند جابرييل ،السياسات المقارنة في وقتنا الحاضر نظرة عالمية( ،ترجمة
:هشامعبدهللا)،ط،1عمان:الداراألهليةللنشروالتوزيع.1998،
.9ألية مريس ،العولمة تدمير العمالة والنمو والتجربة خير دليل( ،ترجمة :أميرة
جمعة)،ط.1القاهرة:دوندارنشر.2112،
إنجلزفريديرك،اإلشتراكية الطوباوية والعلم(،ترجمة:فارسغضوب)،ط.1 .11
بيروت:دارالفارابي.2113،
962
قائمــــة المراجـــع
972
قائمــــة المراجـــع
972
قائمــــة المراجـــع
حامد حسان حسين ،حكم الشريعة اإلسالمية.القاهرة :دار اإلعتصام، .31
.1979
حرك أبوالمجد،من أجل تأمين إسالمي معاصر،ط.1القاهرة:دارالهدى .32
للنشروالتوزيع.1993،
حسن خليل ،السياسة العامة في الدول النامية،ط.1بيروت:دار .33
المنهل.2117،
حسن روبرت ،اإلعالم والسياسة ومجتمع الشبكات ( ،ترجمة :بسمة .34
ياسين)،ط.1القاهرة:مجموعةالنيلالعربية.2111،
حسن قاسم دمحم ،قانون التأمين االجتماعي.اإلسكندرية:الدار الجامعية .32
الجديدةللنشر.2113،
حسين عبد اللطيف حمدان،أحكام الضمان االجتماعي،ط.2القاهرة :الدار .36
الجامعية.
االجتماعي .القاهرة :دار التأمين حسين منصور دمحم ،قانون .37
المعارف.1996،
حميدة جميلة،الوجيز في عقد التأمين دراسة على ضوء التشريع الجزائري .38
الجديد للتأمينات.الجزائر:دارالخلدونية.2112،
الحواتعلي،الضمان االجتماعي ودوره االقتصادي واالجتماعي.ليبيا:الدار .39
الجماهريةللنشروالتوزيعواإلعالن.1991،
خالفي عبداللطيف،الوسيط في مدونة الشغل،ج،1ط.1مراكش:المطبعة .41
والوراقةالوطنية.2114،
خليفة الفهداوي فهمي ،السياسة العامة منظور كلي في البنية والتحليل. .41
عمان:دارالمسيرةلنشروالتوزيعوالطباعة.2111،
979
قائمــــة المراجـــع
خليفة الكواري علي ،دور المشروعات العامة في التنمية االقتصادية، .42
الكويت:المجلسالوطنيللثقافةوالفنونواألداب.1981،
دال روبرت،التحليل السياسيالحديث (ترجمة:عالءأبوزيد)ط.2القاهرة:مركز .43
األهراملدراسةوالنشر.8991 ،
ديماكين شارلي ،التخطيط اإلستراتيجي في التعليم (دليل التربوين) ، .44
(ترجمة:فهدبنإبراهيمالحبيب)،ط.1الرياض:العبيكانللنشر.2118،
دير سولي ،فكر نقابي جديد(،ترجمة :هاني حنا).باريسunion : .42
،syndicale solidairesبدونسنةنشر.
ديقيس دوغالس،الوجيز في تاريخ الموت(،ترجمة:محمودمنقذالهاشمي). .46
دمشق:الهيئةالعامةالسوريةللكتاب.2114،
ديوي جون ،الفردية قديما وحديثا (،ترجمة :وليد شحادة)،ط.1دمشق :دار .47
الفرقدللنشروالتوزيع.2114،
رائش روبرت ،الرأسمالية الطاغية :التحوالت في قطاع األعمال .48
والديمقراطية والحياة اليومية (،ترجمة :عال أحمد إصالح) ،ط .1القاهرة:
الدراالدوليةلالستثماراتالثقافية.2111،
رضا جنيح دمحم ،القانون اإلداري ،ط .2تونس :مركز النشر الجامعي، .49
.2118
زايد الطيب مولود ،علم اإلجتماع السياسي،ط.1ليبيا:جامعة السابع من .21
أبريل.2117،
الزحيليوهبة،نظرية الضمان أو أحكام المسؤولية المدنية والجنائية في .21
الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة،ط.9دمشق:دارالفكر.2112،
972
قائمــــة المراجـــع
972
قائمــــة المراجـــع
الشايب هدي ،يحي رضوان ،مقدمة في علم السياسة والعالقات .62
الدولية،ط.1ألمانيا :المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتجية والسياسية
واالقتصادية.2117،
شرعاندمحم،الخطر في عقد التأمين.اإلسكندرية:منشأةالمعارف.1984، .63
شومبيتر جوزيف،الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية(،ترجمة:حيدرحاج .64
إسماعيل)،ط.1بيروت:مركزدراساتالوحدةالعربية.2111،
صافي لؤي ،الرشد السياسي وأسسه المعيارية من الحكم الراشد إلى .62
الحوكمة الرشيدة بحث في جدلية القيم والمؤسسات والسياسة،ط.1بيروت:الشبكة
العربيةلألبحاثوالنشر.2112،
العابد عدنان،إلياسيوسف،قانون الضمان االجتماعي،ط.2بغداد:بدون .66
دارنشر.1988،
عبدالسالم جعفر،المنظمات الدولية دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة .67
لتنظيم الدولي ولألمم المتحدة والوكاالت المتخصصة والمنظمات اإلقليمية،ط.6
القاهرة:دارالنهضةالعربية،بدون سنة نشر.
عبد الظاهر حسين دمحم ،التأمين اإلجباري من المسؤولية المدنية .68
المهنية.القاهرة:دارالنهضةالعربية.1994
االقتصادية الموسوعة ، إسماعيل عبدالكافي عبدالفتاح .69
واالجتماعية.االسكندرية:مركزاسكندريةللكتاب.2112،
عبداللطيف العبيدي إبراهيم،اإلدخار مشروعيته وثمراته مع نماذج اقتصادية .71
معاصرة ،دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري،ط،1دبي:إدارةالبحوث.2111،
عبدالهاديم حمدالمليجي إبراهيم،الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة .71
االجتماعية.اإلسكندرية:سلسلةجدرانالمعرفة.2116،
972
قائمــــة المراجـــع
عبده عيسى ،التأمين بين الحل والتحريم ،ط.1القاهرة :دار االعتصام، .72
.1976
عطيةحزامخليلمنى،العولمة والسياسة االجتماعية.اإلسكندرية:المكتب .73
الجامعيالحديث.2111،
التأمين.اإلسكندرية:الدار إبراهيم ،مبادئ عليإ براهيم عبد ربه .74
الجامعية.2116،
عليدمحمدمحمالصالبي،البرلمان في الدول الحديثة المسلمة.بيروت:دار .72
المعرفة،بدونسنةالنشر.
عنصرالعياشي،سوسيولوجيا األزمة الراهنة في الجزائر" األزمة الجزائرية .76
الخلفيات السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية" ،ط.1بيروت :مركز
درساتالوحدةالعربية.1996،
العيسوي إبراهيم،العدالة االجتماعية والنماذج التنموية مع اهتمام خاص .77
بحالة مصر وثورتها ،ط.1بيروت :المركز العربي لألبحاث والدراسات السياسية،
.2114
العيسوي عبد الرحمان ،سيكولوجية العمل والعمال .بيروت :دار راتب .78
الجامعية،بدونسنةنشر.
غديرغديرهيفاء،السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد .79
السوري.دمشق:الهيئةالعامةالسوريةللكتاب.2111،
الفارس عبدالرزاق،الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي،ط.1بيروت: .81
مركزدراساتالوحدةالعربية.2111،
فرج عبدالقادر طه ،سيكولوجية الحوادث وإصابات العمل (دراسة نظرية .81
وميدانية).القاهرة:مكتبةالخانجي.1979،
976
قائمــــة المراجـــع
977
قائمــــة المراجـــع
972
قائمــــة المراجـــع
972
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
ثانيا -الدوريات:
.1أبوشيحةأحمدنادر"،الجوانباإلداريةألنظمةالضماناالجتماعيدراسةمقارنة"
،المجلة العربية للتأمينات االجتماعية،العدد.1989،1
.2أكريمعبدالنبيعمر"،البيئةاالجتماعيةوالنفسيةواالقتصاديةوعالقتهاباألمراض
وتوطنهافيالمناطقالريفية"،مجلة جامعة بنغازي العلمية،العدد3و.2111،4
.3باقينصرالدين"،التعديالتالدستوريةكأداةلإلصالحالسياسيفيالجزائر1996
– ،"2116المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية في الجزائر ،العدد ،11
.2116
.4بعلبكي أحمد ،تحوالت االخالق والسياسة في أنظمة الحماية االجتماعية
ومنهجياتها،مجلة اضافات،العددان38و.2117،39
929
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
بولكعيباتإدريس"،الحركةالنقابيةالجزائريةبينعصريينإشكاليةالعجز .13
المزمن عن فك االرتباط بالمشروع السياسي" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،12
.2117
بومدين سليمان " ،التصورات االجتماعية للصحة والمرض في الجزائر"حالة .14
مدينةبسكرة"،مجلة شؤون اجتماعية،العدد.2112،188
جون بيويليامسون " ،هلتعتبرخصخصةالتأميناالجتماعيعمليةذات .12
االجتماعية، للتأمينات الدولية جدوى بالنسبة للدول النامية" ،المجلة
العدد،13سنة.2111
حجاز أحمد"،صندوقالضماناالجتماعيوفكرةالتكافلاالجتماعي"،مجلة .16
دار المنظومة،مجلد،26عدد،12األردن.1982،
دريسي أسماء" ،تطور اإلنفاق الصحي في الجزائر ومدى فعاليته في إطار .17
إصالحالمنظومةالصحيةخاللالفترة،2113"– 2114المجلة الجزائرية للعولمة
والسياسات االقتصادية،العدد.2112،16
دمتري كارسيوف " ،إتجاهات في إصالح نظام المعاشات في اإلتحاد .18
الروسي"،المجلة الدولية للتأمينات االجتماعية،العدد.2112،12
رحاب مختار " ،الصحة والمرض وعالقتها بالنسق الثقافي للمجتمع مقاربة .19
بين منظور االنثروبولوجيا الطبية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،12جوان
.2114
زاغوهشام"،صنعالسياسةالعامةمنمنظورتوزيعالسلطةوعالقتهابالرأي .21
العامفياألنظمةالمفتوحة"،مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية،العدد.2112،11
922
قائمــــة المراجـــع
استراتيجية،عددسبتمبر.2113
السيد إبراهيم الدسوقي " ،اشتراكات نظام التامينات االجتماعية في المملكة .23
العربية السعودية" ،مجلة جامعة الملك سعود (العلوم اإلدراية) ،مجلد ،2العدد،2
.1991
سيدعبدالمطلبغانم"،ندوةتقويمالسياساتالعامة" ،مجلة العلوم االجتماعية، .1
المجلد،17العدد،2الكويت.1989،
صرارمة عبد الوحيد "،دولة الرعاية االجتماعية والتحول إلى اقتصاد السوق .24
فيالجزائر"،مجلة العلوم اإلنسانية،المجلدب،العدد.2118،31
العايبسامية"،النظامالقانونيللمجلسالوطنياالقتصاديواالجتماعيفي .22
الجزائر" ،مجلة حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية واالنسانية،العدد ،14
مارس.2116
العبدهللا الكفري مصطفى "،عولمة االقتصاد واالقتصادات العربية" ،مجلة .26
رماح للبحوث والدراسات،العدد.2113،12
عثمان دمحم مختار الفاتح "،اقتصاديات خدمات الرعاية الصحية في الدول .27
الناميةوأثرهاعلىالتنمية"،مجلة أماراباك،المجلدالرابع،العدد.11،2113
العربيمليكة"،السياسةاالجتماعيةوأثرهاعلىالتنميةاالقتصاديةفيالجزائر .28
دراسةقياسية(،")2111–1991مجلة المعيار،العدد.2116،14
922
قائمــــة المراجـــع
علي بن علي الفكي عبد الناصر " ،الثقافة المجتمعية ومعدالت اإلصابة .29
باألمراض في إفريقيا (االيبوال :ليبريا -اإليدز :أثيوبيا -السحائي بوركينافاسو)"
،جامعةأفريقياالعالميةـ،مركز البحوث و الدراسات اإلفريقية،ديسمبر.2116
عمومنرمضان،معمريحمزة "،حوادثالعملأسبابهاوأساليبخفضها"، .31
مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية،المجلد،2العدد،3جانفي.2111
عيسى الشيخ راضي مازن ،ايمان عبد الكاظم جبار" ،نظام األمان .31
االجتماعيمقاربةبينالفكراإلسالميواالقتصادياتالوضعية"،مجلة الغري للعلوم
االقتصادية واإلدارية،المجلد،8العدد.2114،31
قاسمي شوقي ،مرغاد بشير الدين" ،تطور آليات توزيع السكن في التشريع .32
الجزائريمقاربةسوسيوقانونية"،مجلة المفكر،العدد.2117،12
قرومي حميد ،ضحاك نجية" ،الضمان االجتماعي في الجزائر" دراسة حالة .33
البويرة"،مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية،العدد.2112،13
كامل السيد مصطفى "،دراسة السياسة المقارنة في الجامعات المصرية"، .34
مجلة العلوم االجتماعية،مجلد،22عدد.1997،11
لشهبأحمد"،صنعالسياسةالتربويةفيالجزائر"،مجلة المفكر،العدد،11 .32
.2114
مجلخ سليم " ،محددات البطالة في الجزائر دراسة تطبيقية" ،مجلة جامعة .36
الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية،المجلد،13العدد.2116،12
محيبس الوائلي طالب "،اإلصالحات اإلجتماعية في بريطانيا"،مجلة كلية .37
التربية واسط،العدد،11نوفمبر.2111
مولةعبدهللا"،التحكمفيالتبادلالحروالتنميةمنالدولةالراعيةإلىالدولة .38
التنموية"،مجلة التواصل،العدد.2119،24
926
قائمــــة المراجـــع
الحدي نجوة« ،سياسة األدوية في الجزائر»( ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم .8
االقتصاديةوعلومالتسيير،الجزائر.)2117،
امجوجنوار«،مجلسالمحاسبة:نظامهودورهفيالرقابةعلىالمؤسساتاإلدارية»، .2
(رسالةماجستيرفيالقانونالعام،كليةالحقوق،جامعةقسنطينة.)2117،
بندهمةهوارية«،الحمايةاالجتماعيةفيالجزائردراسةتحليليةلصندوق الضمان .3
االجتماعي دراسة حالة صندوق الضمان االجتماعي تلمسان»( ،رسالة ماجستير،
كليةالعلوماالقتصاديةوالتجاريةوعلومالتسير،جامعةتلمسان.)2112،
بن عبد الرحمان إلياس «،إشكالية التقاعد في الجزائر»(،رسالة ماجستير ،معهد .4
العلوماالقتصادية،جامعةالجزائر.)2112،
بن ناصر البجاد دمحم «،الضمان االجتماعي السعودي وأثره في الوقاية من .2
الجريمة»( ،رسالة ماجستير،كلية الدرسات العليا،جامعة نايف للعلوم
األمنية.السعودية.)2114،
ديش موسى «،النظام القانوني لتعويض ضحايا الجرائم اإلرهابية دراسة .6
ق،جامعةتلمسان.)2116،
مقارنة»(،أطروحةدكتوارهفيالقانونالعام،كليةالحقو
ز اررةصالحي«،المخاطرالمضمونةفيقانون التأميناتاالجتماعيةدراسةمقارنة .7
بين القانون الجزائري والمصري»(،أطروحة دكتواره ،كلية الحقوق ،جامعة
قسنطينة.)2117،
زرقة دليلة «،سياسة السكن واإلسكان بين الخطاب والواقع دراسة ميدانية بوالية .8
وهران»(،أطروحةالدكتو اره،قسمعلماإلجتماع،جامعةالسانيةبوهران.)2116،
شذان علي محسن « ،أحكام التعويض عن إصابات العمل دراسة مقارنة»(، .9
أطروحةدكتوراه،كليةالحقوق،جامعةالجزائر.2116)،
927
قائمــــة المراجـــع
عكاشفضيلة«،تطورنظامالضماناالجتماعيفيالجزائر»(،رسالةماجستير، .11
كليةالعلومالسياسيةوالعالقاتالدولية،جامعةالجزائر.)2111،
عياشدرار«،أثرالنظامالضماناالجتماعيعلىحركيةاالقتصادالوطنيدراسة .11
حالة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء بومرداس»(،رسالة
ماجستير،كليةالعلوماالقتصاديةوالتسير،جامعةالجزائر.)2112،3
مدقنقدور«،دورالمنظماتالدوليةفيعمليةرسمالسياساتاالجتماعيةبالدول .12
المغاربية" دراسة قطاع الضمان االجتماعي في الجزائر نموذجا» (،رسالة
الماجستير،كليةالعلومالسياسيةوالعالقاتالدولية،جامعةالجزائر.)2113،3
وراد فواد «،الحماية االجتماعية والتشغيل" دراسة حالة الجزائر»(،رسالة ماجستير، .13
كليةالعلوماالقتصاديةوالتجاريةوعلومالتسيير،جامعةتلمسان.)2118،
رابعا -الملتقيات والندوات والمؤتمرات المتخصصة:
أحمد عبد اللطيف رشاد ،مداخلة بعنوان"مقومات الحماية االجتماعية" ،مقدمة في .1
مؤتمر الحماية االجتماعية والتنمية ،جامعة نايف للعلوم األمنية .السعودية،
.2114
بقادة زينب حميدة ،مداخلة بعنوان" المشكالت المطروحة في واقع األسرة الجزائرية .2
وانعكاساتهاعلىجنوحاألبناء"،مقدمةفيإطارالملتقىالوطنيالثانيحولاالتصال
وجودة الحياة في القرار،المنعقدةيومي9و11افريل.2113
بوزاز صفية" ،فعالية وانعكاسات سياسات التشغيل على البطالة والفقر في الجزائر .3
خالل الفترة ، "2114-1991مداخلة مقدمة في الملتقى الدولي حول" تقييم
سياسات اإلقالل من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة،المنعقدةفيالجزائر
19-18ديسمبر.2114
922
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
عماريعمار،بوسعدةسعيدة،مداخلةبعنوان"إشكاليةالدولةواالقتصادياتالنامية .11
في ضل عولمة االقتصاد" ،مقدمة في إطار الملتقى الدولي حول اقتصاديات
الخوصصة والدور الجديد لدولة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسير،جامعة
سطيف،بتاريخ14-13اكتوبر.2114
دمحمبنأحمدبنالصالحالصالح،مداخلةبعنوان"التأميناتاالجتماعيةبينالمأمول .11
والمخاطر والتطور واألثار" ،مقدمة في مؤتمر التأمينات االجتماعية بين الواقع
والمأمول،المنعقدةبجامعةاألزهربالقاهرة،بتاريخ12-13أكتوبر.2112
دمحم زيدان ،دمحم يعقوبي،مداخلة بعنوان" فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات .12
التأمين االجتماعي الجزائري في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي
الجزائري"،مقدمةفيالملتقىال وطنيحول:الصناعة التأمينية الواقع العلمي وأفاق
التطوير (تجارب الدول)،المنعقدة بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
بجامعةالشلف،بتاريخ14-13ديسمبر.2112
منير الحمش ،مداخلة بعنوان " القطاع العام واقتصاد السوق االجتماعي ،جمعية .13
السوق اقتصاد حول العلوم االقتصادية السورية" ،مقدمة في ندوة
االجتماعي،المنعقدةبالمركزالثقافيالعربيفيالمزة،بتاريخ24جانفي.2116
نه ار فؤاد ،مداخلةبعنوان"النموذجالتعاونيدراسةمقارنةالنموذجالدولويالفرنسي .14
والنموذج التعاوني األلماني" ،مقدمة في ندوة دولة الرفاهية االجتماعية ،مركز
دراساتالوحدةالعربية،المنعقدةبالمعهدالسويديباإلسكندرية.2112،
خامسا:الوثائق والنصوص القانونية:
.1الجمهوريةالجزائريةالديمقراطيةالشعبية،المرسوم التنفيذي رقم 212-97المؤرخفي
19رجب 1417الموافق لـ 31نوفمبر سنة 1996يعدل ويتمم المرسوم رقم 32- 82
المتعلقبالضماناالجتماعيلألشخاصغيراألجراءالذينيمارسونعمالمهنياالمؤرخفي
922
قائمــــة المراجـــع
9فيفريسنة(،1982الجريدةالرسمية،العدد،74المؤرخةفي21رجب1417الموافق
لـ11ديسمبرسنة.)1996
الجمهوريةالجزائريةالديمقراطيةالشعبية ،مرسوم رقم 10-10يحددتوزيعنسب .2
إشتراكالضماناالجتماعيالمؤرخفي 19جمادىاألولىعام 1412الموافقلـ 9فيفري
سنة ( ، 1982الجريدة الرسمية ،العدد ،19المؤرخة في 4جمادى الثانية عام 1412
الموافقلـ24فيفريسنة.)1982
الجمهوريةالجزائريةالديمقراطيةالشعبية،مرسوم رقم 12-10المتعلقباشتراكات .3
الضمان االجتماعي ألصناف خاصة من المؤمن لهم اجتماعيا المؤرخ في 19جمادى
األولىعام1412الموافقلـ9فيفريسنة(،1982الجريدةالرسمية،العدد،19المؤرخة
في4جمادىالثانيةعام1412الموافقلـ24فيفريسنة.)1982
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 10-10المتعلق بالضمان .4
االجتماعي لألشخاص غير األجراء الذين يمارسون عمال مهنيا المؤرخ في 19جمادى
األولىعام1412الموافقلـ9فيفريسنة(،1982الجريدةالرسمية،العدد،19المؤرخة
في4جمادىالثانيةعام1412الموافقلـ24فيفريسنة.)1982
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،القانون رقم 82-11يتعلق بالتزامات .2
المكلفينفيمجالالضماناالجتماعيالمؤرخفي 21رمضانعام 1413الموافقلـ2
جويلية(،1983الجريدةالرسمية،العدد،28المؤرخةفي24رمضانعام1413الموافق
لـ2جويلية.)1983
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،القانون رقم 88-90المؤرخ في 26 .6
رمضان عام 1411الموافق ل 21افريل سنة (، 1991الجريدة الرسمية ،العدد ،17
المؤرخةفي11شوالعام1411الموافقلـ22افريلسنة.)1991
922
قائمــــة المراجـــع
929
قائمــــة المراجـــع
االجتماعي المؤرخ في 18محرم عام 1417الموافق لـ 2يونيو سنة (، 1996الجريدة
الرسمية،العدد،32المؤرخةفي22محرمعام1417الموافقلـ9يونيوسنة.)1996
.13الجمهوريةالجزائريةالديمقراطيةالشعبية،مرسوم تنفيذي رقم 06-94الذييتضمن
الوضعالقانونيلصناديقالضماناالجتماعيوالتنظيماإلداريوالماليلضماناالجتماعي
المؤرخ في 22جمادى الثانية عام 1412الموافق 14جانفي ( ،1992الجريدة
الرسمية،العدد،2المؤرخةفي13رجبعام1412الموافق18جانفي.)1992
.14الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 441-10الذي يتضمن
التنظيم اإلداري للضمان االجتماعي ،المؤرخ في 4ذو الحجة 1412الموافق 21أوت
(،1982الجريدةالرسمية،العدد،32المؤرخةفي2ذوالحجة 1412الموافق21غشت
.)1982
.12الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رقم 441-10يتضمن التنظيم
اإلدرايللضماناالجتماعيالمؤرخفي4ذيالحجةعام1412الموافق21أوتسنة
(، 1982الجريدةالرسمية،العدد،32المؤرخةفي 2ذيالحجةعام 1412الموافق21
أوتسنة.)1982
.16الجمهوريةالجزائريةالديمقراطيةالشعبية،مرسومرئاسي،األمر رقم 86-97المؤرخ
في6يوليو1996يعدلويتتممالقانونرقم11-83المؤرخفي21رمضانعام1413
الموافقلـ 2يوليوسنة 1983والمتعلقبالتأميناتاالجتماعية (،الجريدةالرسمية،العدد
،42المؤرخةفي21صفرعام1417الموافقلـ7يوليوسنة.)1996
.17الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مرسوم رئاسي ،القانون رقم 88-11
المتعلقبالتأميناتاالجتماعيةالمؤرخفي21رمضانعام1413الموافقلـ2يوليوسنة
(، 1983الجريدةالرسمية،العدد،28المؤرخةفي24رمضانعام1413الموافقلـ2
يوليوسنة.)1983
922
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
922
قائمــــة المراجـــع
8- http//idbocs.iadb.org/wsdocs/getdocument.aspx
9- www. Arabic.euronews.com
10- www.bbc.com
11- www.france24.com
12- WWW.SECURITE SOCIALE.FR
927
الملخـــــــــــــــص
الملخص:
تهدف هاته الدراسة إلى تسليط الضوء على منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر
وفرنسا ،وذلك عن طريق تحديد العوامل والمحددات التي تتحكم في خلق وتبني سياسات وبرامج
الضمان االجتماعي ،والتي تختلف باختالف نمط النظام السياسي الذي تنتهجه كل دولة ،وكذلك
عالقة النظام السياسي في حد ذاته ببيئته الداخلية والخارجية ،حيث سار النظام السياسي في
فرنسا على عكس مشيئة االتحاد األوربي الذي حذره م ار ار من التمادي في تقديم المنح
والمساعدات لألفراد التي تتعارض مع قيمه الليبرالية ،في حين بدا النظام السياسي في الجزائر
عاج از أمام شروط صندوق النقد الدولي ،الذي رسم له خارطة طريق تناقض أيدلوجيته
االشتراكية .كما ينعكس أيضا نمط النظام عند تقييم مشاركة الفواعل الرسمية وغير الرسمية التي
تسير وتدير هياكل ومؤسسات الضمان االجتماعي ،حيث تمتاز األنظمة الديمقراطية والتعددية
بوجود نظام سياسي يكون قاد ار على احتواء واستيعاب المعارضة ،كما يضمن وجود أنسجة
اجتماعية متمايزة ،تتحمل عنه جزء من المسؤولية وتساهم في خلق بدائل وق اررات من شأنها
المساهمة في تطوير اإلدارة ،وهو سمة من سمات صناديق الضمان االجتماعي في فرنسا ،أين
تتقاسم التنظيمات والتيارات النقابية وممثلي أرباب العمل والحكومة شؤون تسيير هياكل الضمان
االجتماعي.
أما األنظمة األحادية والشمولية فهامش الحرية فيها ضعيف ،وق ارراتها مركزية وال وجود
لحركات اجتماعية حقيقية قادرة على المعارضة ،وبالتالي فالنظام السياسي هو وحده من يتحمل
مسؤولية إدارة وصنع برامج الضمان االجتماعي ،وغالبا ما يستغل أموال الريوع في إسكات
المعارضين في ظل غياب قطاع خاص قوي قادر على المناورة وهذا ما حدث في الجزائر.
فحتى بعد دخولها آفاق التعددية السياسية فلقد تغيرت ممارسات النظام ولكن نسبيا ،فتغير نمط
النظام ال يعني تغير سياساته ،ما دامت سلوكيات القادة على حالها أين يكون التغير شكليا أكثر
منه واقعيا .ولقد أثبتت التجارب والمعطيات السابقة ،أن األنظمة الديمقراطية نجحت بشكل كبير
في تكريس مسعى العدالة االجتماعية وتخفيف الالمساواة بين مواطنيها ،وهذا إيمانا منها أن
تحقيق العدالة االجتماعية هو ضمانة حقيقة لبناء اللحمة واالستقرار ومكافحة أشكال العنف
والتطرف .حيث استطاع ت الدولة الفرنسية أن تنتزع المركز الثامن في سلم العدالة االجتماعية،
في حين أن الجزائر وعلى غرار دول العالم الثالث احتلت مراكز متأخرة ويرجع ذلك إلى الفساد
المالي واإلداري المستشري في اإلدارة الجزائرية.
033
Abstract :
The aim of the study is to highlight the social security system in Algeria and
France by identifying the factors and determinants that control the creation and
adoption of social security policies and programs, which vary according to the type of
political system adopted by each country, as well as the relationship of the political
system itself to its internal and external environment. The political system in France,
unlike the EU's will, which has repeatedly warned it against further granting grants
and assistance to individuals that contravene with its liberal values, meanwhile
Algeria’s political system has seemed incapable of meeting the IMF’s conditions,
which set out a road map that contradicts its socialist ideology.
The pattern of the system is also reflected in the evaluation of the participation
of official and unofficial actors that run and manage social security structures and
institutions, where democratic and pluralistic systems have the advantage of a
political system capable of containing and absorbing opposition. It also ensures that
there are distinct trade-union and social tissues, which bear part of the responsibility
and contribute to the creation of alternatives and decisions that will contribute to the
development of the administration, and this is a feature of France’s social-security
funds, where organizations, trade unions, employers' representatives and the
Government share the management of the social security structures.
As for the unilateral and totalitarian regimes, there is a thin margin of freedom,
their decisions are centralized and there are no real social movements capable of
opposing them; consequently, only the political system is responsible for managing
and making social security programs. The money of the rents is often used to silence
the opposition in the absence of a strong, maneuverable private sector, and this is
what happened in Algeria. Even after entering the perspectives of political
pluralism, the regime’s practices have changed, but relatively; because changing the
system’s pattern does not mean changing its policies, as long as leaders’ behaviors
remain the same where change is more formal than real. Past experience and facts
have shown that democracies have largely succeeded in its quest to enshrine social
justice and redress inequality among their citizens, because they believe that social
justice is a true guarantee for building cohesion, stability and combating forms of
violence and extremism; since the French state managed to take the eighth place in
the social justice scale, whereas Algeria, like the third world countries, occupied late
positions because of the financial and administrative corruption that gangrenes the
Algerian administration.
103
الفهرس
فهرس الجداول واألشكال
الصفحة فهرس الجداول
01 المقارنة بين نموذج بسمارك ونموذج بفيريدج. 10
10 مجاالت إصالح الرعاية الصحية حسب منظمة الصحة العالمية. 10
000 تطور أرقام ونسب البطالة في الجزائر للفترة .0101-0116 10
040 توزيع الصناديق بحسب الهيئات الوصية . 40
001 معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان 10
االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر قبل سنة .0114
061 معدالت اشتراكات كل من العامل ورب العمل في نظام الضمان 16
االجتماعي للعمال األجراء بالجزائر بعد سنة .0114
060 تطور معدالت اشتراك العامل ورب العمل بعد سنة 0111 11
061 مساهمة الدولة الجزائرية في تمويل اشتراكات بعض الفئات 11
االجتماعية الخاصة.
061 معدالت اشتراكات بعض الفئات الشبيهة باألجراء. 11
061 نسب المؤمنين وذوي حقوقهم في نظام الضمان االجتماعي 04
الجزائري
نسب تمويل الضمان االجتماعي في فرنسا من سنة 016 -0110 00
0110
011 جدول يقيم مرسوم الحفاظ عن الشغل. 00
001 الحالة المالية لصناديق الضمان االجتماعي 0101- 0110 00
040 التوزان المالي لمنظومة الضمان االجتماعي في فرنسا للفترة 04
.0101-0111
044 مؤشرات العدالة االجتماعية 00
040 مقارنة بعض الدول من حيث الخدمات الصحية. 06
303
041 الشعور بالرفاه لدى بعض الشعوب للفترة 0101-0100 01
041 مؤشر االلتزام بالحد من انعدام المساواة لعام - 0101ترتيب 01
الدول.
001 مؤشر العدالة االجتماعية فيما يخص العمل والبطالة والتقاعد. 01
الصفحة فهرس األشكال الرقم
011 تمويل هيكل خزائن الضمان االجتماعي في فرنسا. 10
010 تمويل القطاع الصحي في الجزائر. 10
303
فهرس المحتويات
الصفحة العنوان
أ-ي مقدمة.
0 الفصل األول التطور التاريخي لسياسة الضمان االجتماعي.
0 المبحث األول :مواجهة األخطار بواسطة الوسائل التقليدية.
044 المبحث الثالث :األشخاص الذين يشملهم نظام الضمان االجتماعي الجزائري.
010 المبحث الرابع :األخطار المغطاة من قبل نظام الضمان االجتماعي الفرنسي.
303