You are on page 1of 83

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر األكاديمي‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫بعنـــــــــــــــــــــــوان‪:‬‬

‫تقييم تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر‬


‫(دراسة حالة مصرف السالم‪-‬الجزائر)‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين‪:‬‬


‫‪ ‬طروبيا ندير‬ ‫‪ ‬بوعزة يحيى‬
‫‪ ‬قسماوي مبروك‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫(رئيسا)‬ ‫استاذ محاضر أ‬ ‫أ‪.‬د العش ي وليد‬

‫( مقررا ومشرفا)‬ ‫استاذ محاضر أ‬ ‫أ‪.‬د طروبيا ندير‬

‫(مناقشا )‬ ‫استاذ محاضر ب‬ ‫أ‪.‬د بن ديبة يمينة‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪ 0202‬م‪0202/‬م‬
‫اإلهــداء‬
‫أهدي هذا العمل إىل كل عائليت الكرمية‬
‫خاصة الوالدة الكرمية‬
‫إىل كل أخوتي األعزاء‬
‫إىل الزوجة وأبنائي‬
‫إىل كل األساتذة والزمالء‬
‫باخلصوص زميلي يف هذه املذكرة‬
‫و إىل االستاذ املشرف‬
‫إىل كل األصدقاء‬
‫إىل كل من قدم لي يد املساعدة ولو بكلمة طيبة‬
‫مربوك‬
‫اإلدهااء‬

‫أهدي هذا العمل إىل روح والدي رمحهما اهلل واسكنهما‬


‫فسيح جناته‬
‫إىل زوجيت وابين حممد زيد‬
‫ولكل أساتذة جامعة ادرار عامة‬
‫وأساتذة كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيريخاصة‬

‫حييى‬
‫شكر وتقاير‬
‫الحما هلل الذي بحماه تتم الصالحات والصالة والسالم‬
‫على المبعوث رحمة للعالمين محما صلى هللا عليه وسلم‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين نتقام بالشكر لكافة أساتذة‪،‬‬
‫و عمال كلية علوم االقتصااية و التجارية و علوم التسيير‬
‫كما نتقام بأسمى عبارات الشكر لـ " باحياي سالم" موظف‬
‫بمصرف السالم‬
‫فرع أارار على ما قامه لنا من مساعاات و توجيهات‬
‫كما نتقام بالشكر إلى كل من سادهم‬
‫من قريب أو بعيا في أنجاز دهاه المذكرة‬

‫و شكـــــــــــــــرا‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر والتقدير‪.‬‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬
‫‪50‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تعريف و نشأة البنوك اإلسمامية‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف البنوك اإلسمامية‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة البنوك اإلسمامية‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص وأنواع البنوك اإلسمامية‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬خصائص البنوك اإلسمامية‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع البنوك اإلسمامية‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الموارد و صيغ التمويل في البنوك اإلسمامية‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الموارد في البنوك اإلسمامية‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل في البنوك اإلسمامية‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬تقييم تجربة البنوك اإلسمامية في الجزائر‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪:‬البنوك اإلسمامية في الجزائر‬
‫‪52‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم تجربة الصيرفة اإلسمامية في الجزائر) التحديات واألفاق و الحلول(‬
‫‪13‬‬ ‫خماصة الفصل األول‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة حالة مصرف إسالمي (مصرف السالم الجزائر)‬

‫‪11‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪13‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تقديم مصرف السمام‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف مصرف السمام‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل والدراسة اإلحصائية لمصرف السمام‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الصيغ التمويلية المعتمدة في مصرف السمام‬
‫‪05‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسة اإلحصائية حول تمويل االستثمار في مصرف السمام‬
‫‪05‬‬ ‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫‪05‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة الجداول و‬
‫األشكال‬
‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪05‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )53‬تطورات الميزانية بين سنتي ‪ 2013‬و ‪.2019‬‬

‫‪01‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )55‬تطورات النتيجة الصافية بين سنتي ‪ 5531‬و ‪.5530‬‬

‫‪03‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )51‬تطور حجم الودائع المقدمة للبنك بين سنتي ‪ 5531‬و‬
‫‪.5530‬‬

‫‪00‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )53‬إجمالي التمويل المقدم من طرف بنك السمام خمال‬
‫الفترة مابين ‪ 5531‬و ‪.5530‬‬

‫‪00‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )50‬أشكال التمويل المقدمة من طرف بنك السمام لألفراد و‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪02‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )50‬صيغ التمويل المعمول بها في مصرف السمام‪-‬‬


‫الجزائري ما بين ‪ 5531‬و ‪5530‬‬
‫قائمة األشكال ‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪10‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )53‬الهيكل التنظيمي لبنك السمام‬

‫‪35‬‬ ‫الشكل رقم‪ :55‬يمثل صيغة المرابحة في مصرف السمام‬


‫‪33‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )51‬صيغة البيع بالتقسيط للسيارات‬
‫‪35‬‬ ‫الشكل رقم‪ :53‬يمثل صيغة اإلجارة في مصرف السمام‬
‫‪33‬‬ ‫الشكل رقم‪ :50‬يمثل صيغة االستصناع في مصرف السمام‬
‫‪30‬‬ ‫الشكل( ‪ )50‬يمثل صيغة السلم بمصرف السمام‬
‫‪32‬‬ ‫الشكل (‪ )50‬يمثل صيغة المشاركة لمصرف السمام‬
‫‪30‬‬ ‫الشكل (‪ )52‬يمثل صيغة المضاربة لمصرف السمام‬
‫‪03‬‬ ‫الشكل رقم (‪)50‬يمثل بيع باألجل لدى مصرف السمام‬
‫‪05‬‬ ‫الشكل (‪ )35‬تطورات الميزانية بين سنتي ‪ 5531‬و ‪5530‬‬

‫‪01‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )33‬تطورات النتيجة الصافية بين سنتي ‪ 5535‬و ‪5532‬‬

‫‪03‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )35‬حجم الودائع المقدمة للبنك مابين سنة ‪5531‬و‪5530‬‬

‫‪00‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )31‬إجمالي التمويل المقدم من طرف بنك السمام بين سنتي ‪ 5531‬و ‪5530‬‬

‫‪00‬‬ ‫الشكل (‪ )33‬أشكال التمويمات الممنوحة من طرف البنك بين سنتي ‪ 5531‬و ‪5530‬‬

‫‪00‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )30‬صيغ التمويل المعمول بها في مصرف السمام‪-‬الجزائري ما بين ‪ 5531‬و‬
‫‪5530‬‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر المصارف عصب االقتصاد ومحركها الرئيسي تهدف للمحافظة على األموال وتنميها وتسهيل‬
‫عملية تداولها والتخطيط الستثماراا وال يمكن ألي أحد إنكار األدوار االيجابية التي يلعبها النشاط المصرفي‬
‫في مختلف النشاطات المالية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وقد كانت المصارف منذ ظهوراا تسعى إلى تحقيق أاداف مشروعة إال أنها و لألسف تستخدم وسائل‬
‫متعددة تتعارض بعضها مع أحكام الشريعة اإلسمامية و أادافها ومقاصداا كالتعامل بالفائدة‪.‬‬
‫من انا أدرك العلماء والفقهاء والمفكرون في اذا العصر ضرورة التفكير بجدية لماستفادة من النشاط‬
‫المصرفي ولكن بوسائل مشروعة تتفق مع كتاب اهلل وسنة نبيه فظهرت فكرة المصارف اإلسمامية‪ ،‬وقيامها‬
‫يعتبر واجبا شرعيا باعتبار أن التنظير لها أو تأسيس تلك المصارف يقدم البديل اإلسمامي لتفادي أساليب‬
‫االستثمار التي تصاحبها معاممات ربوية تنافي الشريعة ولما كان االبتعاد عن الربا واجبا شرعيا فإن كلما ما‬
‫يتم الوصول به إلى الواجب يعتبر واجبا استنادا إلى القاعدة الشرعية القائلة أن"ما ال يتم الواجب إال به فهو‬
‫واجب‪".‬‬
‫و من أام ما يميز المصارف اإلسمامية او أنها مصارف تقوم بوظائف متعددة فهي تؤدي دور البنوك‬
‫التجارية والبنوك المتخصصة فهي ليست مقرضة وال مقترضة وال تتعامل بالفائدة أخذا أو عطاء إنما تقدم‬
‫التمويل وفقا لصيغ مشروعة تتماشى مع ما جاءت به الشريعة اإلسمامية ومقاصداا وعلى أساس المشاركة‬
‫في المخاطر و في النتائج ربحا أو خسارة‪ ،‬وكذلك تربطها بعممائها عماقة مشاركة و متاجرة وليس عماقة‬
‫دائنية ومديونية‪.‬‬
‫إن تجسد فكرة إنشاء المصارف اإلسمامية وتحولها إلى واقع ملموس يعلن من خماله بأنه قد آن األوان لبناء‬
‫اقتصاد إسمامي متكامل يتم من خماله تطبيق أحكام الشريعة اإلسمامية في اذا المجال الحيوي من مجاالت‬
‫الحياة االقتصادية أال واي الصيرفة‪.‬‬
‫‪:2‬اإلشكالية‪:‬‬
‫إن العمل المصرفي ال يمكن أن يوصف على أنه إسمامي بمجرد ظهور ذلك الوصف في تسمية المصرف‬
‫أو الشعارات التي يرفعها وأاداف أصحابه بل البد اإلفصاح قوال وااللتزام عمما و التقيد بأحكام ومقاصد‬
‫ومبادئ الشريعة اإلسمامية ولذلك وجب توفر أساسيات كفيلة لتحقيق اذا االلتزام ومن انا فإن اإلشكالية‬
‫المطروحة تصاغ في السؤال الرئيسي اآلتي‪:‬‬
‫كيف يمكن تقييم تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر؟ وما هي العراقيل التي تواجهها؟‬
‫ويندرج تحت اذا التساؤل األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪-‬ماذا نقصد بالبنوك اإلسمامية؟ وما اي أام خصائصها؟‬
‫‪-‬ما اي أاداف البنوك اإلسمامية؟ ووظائفها؟‬
‫‪ -‬ما اي الخدمات المصرفية واالجتماعية المقدمة من قبل المصرف اإلسمامي؟‬
‫‪-‬ما او واقع البنوك اإلسمامية في الجزائر؟‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫‪-‬كيف تقيم تجربة البنوك اإلسمامية؟‬


‫‪ -‬ما اي آفاق تطور دور البنوك اإلسمامية في الجزائر ؟‬
‫‪ -0‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫على ضوء ما تم طرحه من تساؤالت حول الموضوع وأمما في تحقيق أاداف البحث يمكن تحديد مجموعة‬
‫من الفرضيات التي تسعى الختباراا واي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬البنوك اإلسمامية اي بنوك تختص في تقديم الخدمات المصرفية التي ال يقوم بها أي بنك تقليدي‪.‬‬
‫‪ -‬المصرف اإلسمامي يغير المفاايم التقليدية من ربح سريع وضمان استرجاع رأس المال دون أن تلحقه‬
‫خسارة‬
‫‪ -‬العمل المصرفي اإلسمامي ال يهدف إلى تعظيم الربح فقط و إنما له بعد اجتماعي‬
‫‪ -‬تمارس البنوك اإلسمامية نشاطاتها حسب إمكانياتها وادارتها ضمن قواعد تجارية تقوم على مبدأ الربح‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تقييم تجربة البنوك اإلسمامية من خمال بعض المؤشرات وذلك باالعتماد على التقارير السنوية‬
‫واإلحصائيات‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫جاء اختيارنا لهذا الموضوع انطماقا من االعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يدخل اذا البحث ضمن تخصص الدراسة ‪ :‬بنوك‪.‬‬
‫‪ -‬تظهر أامية الموضوع في الدور الذي تلعبه البنوك الخاصة في تطوير النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات حول اذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تتجلى أامية اذا البحث نظ ار لدور الذي تلعبه البنوك اإلسمامية في العالم ككل و في الجزائر باألخص‬
‫وذلك بغرض تطوير الخدمات المصرفية وخلق جو من المنافسة‪,‬بينها وبين البنوك التقليدية إضافة إلى جملة‬
‫اإلصماحات التي شهداا القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫و كم أامية الموضوع يأتي اذا البحث لتحقيق األاداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم أداء البنوك اإلسمامية‬
‫‪ -‬التعرف على واقع البنوك اإلسمامية في الجزائر والعراقيل التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على اذا الموضوع نظ ار ألاميته من أجل تطوير القطاع المصرفي‪.‬‬
‫‪ -5‬أهداف البحث‪:‬‬
‫توعية المصارف الربوبية بأامية تبني الصيرفة اإلسمامية وضرورة المباشرة في االنفتاح لها ‪.‬‬
‫النظر إلى النظام المصرفي اإلسمامي كحقيقة متطورة البد من دراستها ‪.‬‬
‫إثراء المكتبة الجزائرية بمواضيع واقعية تختلف عن المواضيع الكماسيكية ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ -6‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫إن اختيار معالجة اذا الموضوع له مبرراته التي تحفز على اختياره دون غيره والتي نلخصها في األتي‪:‬‬
‫سبب ذاتي ‪ :‬يتمثل في الميول الشخصي لألبحاث الرامية إلى تطبيق تعاليم الدين اإلسمامي في جميع‬
‫ميادين الحياة‪.‬‬
‫سبب موضوعي ‪:‬يتمثل في اتساع نشاط المصارف اإلسمامية على مستوى العالم سواء في الدول اإلسمامية‬
‫أو غير اإلسمامية و الزيادة المستمرة في أعداداا وانتشاراا الجغرافي ‪،‬عدد المتعاملين معها حجم معامماتها‬
‫حتى أصبح من الضروري اإلشارة إلى اذه النوعية من المصارف ودوراا في العالم اإلسمامي وخارجه‪.‬‬
‫‪ -7‬منهجية البحث‪:‬‬
‫إن طبيعة البحث تستوجب علينا استخدام المنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫‪ -8‬هيكلة البحث‪:‬‬
‫لفحص الفرضيات واإلجابة على التساؤالت المطروحة أعماه ‪،‬تم تقسيم البحث إلى فصلين‪،‬حيث ينصب‬
‫الفصل األول على عرض اإلطار المفاايمي للبنوك اإلسمامية أو مااية البنوك اإلسمامية فقسمناه إلى أربعة‬
‫مباحث فتعرضنا في المبحث األول إلى تعريف و نشأة المصارف اإلسمامية أما في المبحث الثاني حاولنا أن‬
‫نبين األنواع و الخصائص التي تتميز بها المصرف اإلسمامي على غيراا من المصارف التقليدية أما في‬
‫المبحث الثالث فتطرقنا إلى مصادر الموارد المالية للبنوك اإلسمامية التي تحاول توفير الستعمالها لممارسة‬
‫نشاطها بفعالية و بأفضل الطرق اإلسمامية والصيغ التمويلية التي تستخدم من خمالها اذه الموارد وفي‬
‫المبحث الرابع حاولنا تسليط الضوء على واقع البنوك اإلسمامية في الجزائر و آفاقها و العراقيل التي تقف‬
‫حائل في أن تحتل مكانة ضمن المنظومة المصرفية‬
‫أما الفصل الثاني فهو عبارة عن دراسة ميدانية لبنك إسمامي ينشط داخل الجزائر و المتمثل في بنك السمام‬
‫الجزائر كما قسمن ا اذا الفصل لمبحثين أساسيين األول يشمل تعريف أو تقديم لبنك السمام وكذلك الهيكل‬
‫التنظيمي وكذلك ذكرنا الخدمات التي يقدمها أما في المبحث الثاني فتعرضنا للصيغ التمويلية التي يوفراا‬
‫البنك لزبائنه وكذلك إلى دراسة إحصائية حول التمويل والودائع ‪.‬‬

‫ج‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك‬
‫اإللسمامية‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن التطور السريع الذي شهدته الصيرفة اإلسمامية‪ ،‬وظهوراا كبديل للبنوك التقليدية خاصة في‬
‫البلدان اإلسمامية لم يكن وليد الصدفة‪ ،‬بل كان ضرورة لماستجابة لرغبة العمماء الذين يرفضون التعامل‬
‫بالربا‪ ،‬وكذلك نظ ار لدوراا في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اذا باإلضافة إلى أن التطورات‬
‫العالمية الراانة‪ ،‬والتي من أبرزاا األزمة المالية التي يم ار العالم بها حاليا‪ ،‬قد أدت إلى زيادة األصوات‬
‫المطالبة بتبني النظام المصرفي اإلسمامي‪ ،‬وذلك عن طريق توفير مجموعة من المتطلبات‪ ،‬تختلف باختماف‬
‫الدول وتراعي األوضاع السائدة‪ ،‬واذا ما سنحاول التطرق إليه في اذا المقال مع اإلشارة إلى حالة الجزائر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف البنوك اإلسالمية‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف البنوك اإلسالمي‪:‬‬

‫يعرف البنك اإلسمامي على أنه‪ ( :‬مؤسسة بنكية لتجميع األموال وتوظيفها في نطاق الشريعة‬
‫اإلسمامية بما يخدم بناء مجتمع بأحكام التكافل اإلسمامي‪ ،‬وتحقيق عدالة التوزيع ‪ ،‬ووضع المال في مساره‬
‫‪1‬‬
‫الصحيح لتحقيق التنمية)‪.‬‬

‫فالبنوك اإلسمامية تنطلق ابتداء من منظور مؤداه‪ :‬أن المال مال اهلل‪ ،‬وأن البشر مستخلفون في اذا‬
‫المال لتوجيهه إلى ما يرضي اهلل‪ ..‬في خدمة عباد اهلل‪ ،‬فليس الفرد ح ار حرية مطلقة يفعل في ماله ما يشاء‬
‫ألن يده عارضة‪ ،‬والملكية الحق اي هلل خالق كل شيء لذلك فالبك اإلسمامي البد أن يلتزم بمبادئ الشريعة‬
‫التي توجه المال لخدمة المجتمع أوال‪ ،‬واو بهذا االلتزام حقق دائما النجاح‪ ،‬ألن اهلل تعالى قد أكمل لنا الدين‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وأتم علينا النعمة‪ ،‬ووضع لنا من الشريعة ما تصلح به الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫اذا وقد عرف الباحثون المصرف اإلسمامي بتعارف عدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أوال‪( :‬البنك اإلسمامي او منظمة مالية ومصرفية اقتصادية واجتماعية تسعى إلى جذب الموارد من‬
‫األفراد والمؤسسات ‪ ،‬وتعمل على استخدامها االستخدام األفضل مع أداء الخدمات المصرفية المتعددة ‪،‬‬
‫وتعمل تحقيق العائد المناسب ألصحاب رأس المال ‪ ،‬كما تسهم في تحقيق التكافل االجتماعي في المجتمع‬
‫وتلتزم بمبادئ ومقتضيات الشريعة اإلسمامية وذلك بهدف تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لألفراد‬
‫‪3‬‬
‫والمؤسسات مع مراعاة ظروف المجتمع )‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وعرفه باحث آخر بقوله‪ ( :‬البنك اإلسمامي‪ :‬مؤسسة مالية مصرفية‪ ،‬لتجميع األموال وتوظيفها‬
‫في نطاق الشريعة اإلسمامية ‪ ،‬بما يخدم بناء مجتمع التكامل اإلسمامي‪ ،‬وتحقيق عدالة التوزيع‪ ،‬ووضع المال‬
‫في المسار اإلسمامي)‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫إدارة البنوك اإلسمامية د شهاب أحمد العزعزي‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫صيغة البنك اإلسمامي‪ ،‬د‪.‬عبد السميع المصري‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسمامي‪ ،‬العدد‪ ،0‬ص‪ ،30‬ربيع الثاني ‪3355‬اـ‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحميد عبدالفتاح المغربي‪ :‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسمامية ‪ ،‬البنك اإلسمامي للتنمية ‪ ،‬جدة ‪ ،‬ط‪ ،5553 ،3‬ص‪.20 :‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬المصارف اإلسمامية بين النظرية والتطبيق ط‪ ،3‬األردن دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،3002 ،‬ص‪.301‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬ويذاب باحث آخر إلى القول‪ :‬بأنه او‪ (:‬كل مؤسسة تباشر األعمال المصرفية‪ ،‬مع االلتزام بعدم‬
‫‪1‬‬
‫التعامل بالفوائد الربوية‪ ،‬أخذا واعطاء)‬

‫رابعا‪ :‬ويقول باحث آخر‪ ( :‬يقصد بالمصارف‪ ،‬أو بيوت التمويل اإلسمامية‪ ،‬تلك المؤسسات التي تباشر‬
‫األعمال المصرفية‪ ،‬مع التزامها باجتناب التعامل بالفوائد الربوية‪ ،‬أخذا أو إعطاء ‪ -‬بوصفه تعامما محرما‬
‫‪2‬‬
‫شرعا‪ -‬وباجتناب أي عمل مخالف ألحكام الشريعة اإلسمامية)‪.‬‬

‫ومن الواضح ‪ :‬أن بعض اذه التعاريف‪ ،‬قد ضمت بيان المااية‪ ،‬وكذلك ذكر بعض األاداف‪ ،‬على االمتناع‬
‫عن التعامل بالربا‪ ،‬ليكون المصرف إسماميا‪.‬‬

‫ومن المماحظ أن المصرف اإلسمامي ال يقتصر عملية اإليداع في المصرف‪ ،‬أو االستقراض منه فقط‪ ،‬ولكنا‬
‫نعلم جيدا بأن المصارف تزاول أعماال أخرى كثيرة غير ذلك ‪.‬‬

‫وعليه‪ :‬فإن المصرف ال يكون إسماميا إال إذا كانت أعماله كلها ملتزمة بأحكام الشرع‪ ،‬ولذلك فإن أحسن اذه‬
‫التعاريف‪ -‬كما يبدو لي‪ -‬او التعريف الرابع‪ ،‬إال أن فيه إطالة واضحة لذلك فإنني أختار التعريف اآلتي‪،‬‬
‫ونقول‪ ( :‬المصرف اإلسمامي او‪ :‬مؤسسة مالية مصرفية‪ ،‬تزاول أعمالها وفق أحكام الشريعة اإلسمامية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة البنوك اإلسالمية‬

‫عندما كانت الدولة اإلسمامية فتية وقوية بفضل تمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها صلى اهلل عليه وسلم‬
‫كانت اناك مؤسسات مالية‪ ،‬تتولى رعاية شؤون المسلمين‪ ،‬وتعنى باحتياجاتهم‪ -‬أفرادا كانوا أم جماعات‪-‬‬
‫ويأتي بيت المال في مقدمة تلك المؤسسات‪.‬‬

‫وقد ورد في كتب التاريخ ما يفيد أن بيت مال المسلمين‪ ،‬كان يقوم بمتطلبات التمويل المازم للمجتمع‬
‫مستنيرين في ذلك بما ورد في اذا الشأن في كتاب اهلل تعالى‪ ،‬وسنة نبيه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫جاء في تاريخ الطبري‪ ( :‬أن اند بنت عتبة‪ ،‬قامت إلى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنها‪-‬‬
‫فاستقرضته من بيت مال المسلمين أربعة آالف درام‪ ،‬تتجر فيها‪ ،‬وتضمنها فأقرضها‪ ،‬فخرجت إلى بماد كلب‬

‫‪ 1‬مريم سعد رستم ‪ ،‬تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسمامية‪ ،‬نموذج مقترح للتطبيق على المصارف السورية‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم المالية و اإلسمامية جامعة حلب سوريا‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪2‬المصارف اإلسمامية بين النظرية والتطبيق عبد الرزاق رحيم الهتي ص ‪.301‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،‬فاشترت‪ ،‬وباعت‪ ،‬فلما أتت إلى المدينة‪ ،‬شكت الوضيعة ( أي الخسارة) فقال لها عمر‪( :‬لو كان مالي‬
‫لتركته‪ ،‬ولكنه مال المسلمين)‪.‬‬

‫وفي العصر الحديث‪ ،‬وبعد أن تغيرت ظروف الحياة في شتى المجاالت‪ :‬االجتماعية واالقتصادية‬
‫والثقافية‪ ،‬وبعد أن ظهرت النقود الورقية‪ ،‬وبرز دوراا في حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى وجود‬
‫مؤسسات مالية تلبي متطلبات المجتمع في ناحيتي التمويل واإلنتاج‪ ،‬وقد شجعها على ذلك ارتفاع أسعار‬
‫الفائدة وزيادة الطلب على األموال المازمة للتطور الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫وفي بداية األمر انفرد اليهود بهذه المؤسسات‪ ،‬ثم انضم إليهم في ذلك المسيحيون في أوروبا بصفة‬
‫خاصة‪ .‬وأخي ار تابعهم على ذلك بعض المسلمين‪ ،‬وذلك إبان التكالب االستعماري على األمة اإلسمامية‪،‬‬
‫فأدخلوا المؤسسات الربوية إلى المجتمعات اإلسمامية‪.‬‬

‫وعندما أدرك الغيورون من أبناء اذه األمة‪ ،‬خطورة المؤسسات الربوية‪ ،‬بذلوا جهودام من أجل الكشف‬
‫عن سلبيات تلك المؤسسات وما تشكله من خطورة على اقتصاد األمة عن طريق المؤلفات‪ ،‬والمقاالت في‬
‫الصحف اإلسمامية‪ ،‬والخطب والمحاضرات والبحوث‪.‬‬

‫فبدأت أصوات كثيرة تنادي إلى تحويل المؤسسات االقتصادية الربوية إلى مؤسسات إسمامية في‬
‫الشكل والمضمون ‪ ،‬وتدعو إلى رفض الواقع المنقول من الغرب في عهد التبعية والضعف وايجاد البدائل‬
‫اإلسمامية‪.‬‬

‫واكذا تبلورت فكرة إنشاء المصارف اإلسمامية‪ ،‬وظهرت للوجود فكانت أول محاولة التجربة الرائدة التي‬
‫قامت في إحدى المناطق الريفية في باكستان حيث تأسست في نهاية الخمسينات مؤسسة تستقبل ودائع من‬
‫مالكي األراضي لتقدمها بدوراا للفقراء من المزارعين للنهوض بمستوااا المعيشي دون تقاضي أصحاب‬
‫الودائع أي عائد وال يتحمل المزارعين أي عائد وأغلقت اذه المؤسسة أبوابها في بداية الستينات بسبب عدم‬
‫وجود كادر مؤال من العاملين‪.‬وبعداا كانت تجربة أخرى في الريف المصري حيث تأسست عام ‪3001‬‬
‫بنوك ادخار محلية تعمل وفق أسس الشريعة اإلسمامية حيث بلغ عدد المودعين فيها حوالي ‪ 00‬ألف مودع‬
‫خمال ثماث سنوات من عملها‪ .‬لكن اذه التجربة لم تستمر أيضا حيث انه تم إيقاف العمل بها سنة ‪3000‬‬
‫وبعد ااتين التجربتين شهدت السبعينات انطماقة جديدة لفكرة إنشاء المصارف اإلسمامية ففي عام ‪3003‬‬
‫أسس في مصر ( بنك ناصر االجتماعي) ثم أعقب ذلك إقامة مصرفين إسماميين معا عام ‪ 3000‬اما بنك‬
‫دبي اإلسمامي في دولة اإلمارات العربية المتحدة والبنك اإلسمامي للتنمية في جدة ‪ ،‬وكذلك في عام ‪3000‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫تم تأسيس ثماث مصارف إسمامية اي كما من‪ :‬بنك فيصل اإلسمامي المصري‪ ،‬وبنك فيصل اإلسمامي‬
‫السوداني وبنك التمويل الكويتي‪ ،‬أعقبها بعد ذلك‪ ،‬البنك اإلسمامي األردني للتمويل واالستثمار (‪3002‬م)‪.‬‬

‫بعد ذلك أخذت المصارف والمؤسسات المالية اإلسمامية تتزايد بشكل واضح‪ ،‬عاما بعد عام حتى‬
‫أصبح اناك ما يزيد على تسعين مصرفا ومؤسسة مالية إسمامية في نهاية عام ‪3005‬م‪ ،‬تعمل جميعها وفق‬
‫األسس والمبادئ اإلسمامية‪ ،‬منها خمسة وخمسون مصرفا‪ ،‬وأربع وثماثون شركة إسمامية لماستثمار‪ ،‬وثماث‬
‫شركات مالية إسمامية قابضة‪ ،‬إضافة إلى العديد من المصارف والمؤسسات المالية اإلسمامية في كل من‬
‫إيران وباكستان‪ ،‬والتي لم أدخلها ضمن اإلحصائية أعماه‪ ،‬ألن كلتا الدولتين قد أعلنتا تحويل نظامهما‬
‫المصرفي بأكمله إلى النظام اإلسمامي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص وأنواع البنوك اإلسالمية‬


‫المطلب األول‪ :‬خصائص البنوك اإلسالمية‬
‫من المعلوم أن للمصارف اإلسمامية خصائص ومميزات تتميز بها عن المصارف األخرى ألنها تختلف عن‬
‫تلك المصارف من حيث المبدأ والمحتوى والمضمون وعلى اذا األساس فإنه البد من أن تكون لهذه‬
‫المصارف خصائص تميزاا عن غيراا وفيما يأتي نعرض أام تلك الخصائص ‪:‬‬
‫الخاصية األولى‪:‬استبعاد التعامل بالفائدة‪:‬‬
‫إن أول ما يمتاز به المصرف اإلسمامي عن المصارف األخرى او إسقاط الفائدة الربوية من كل عملياته‬
‫أخذا و إعطاء‪ ،‬وتعد اذه الخاصية المعلم الرئيس واألول للمصرف اإلسمامي وبدونها يصبح اذا المصرف‬
‫كأي مصرف ربوي آخر‪ ،‬ذلك ألن اإلسمام قد حرم الربا بكل أشكاله وشدد العقوبة عليه بل أن اهلل سبحانه‬
‫وتعالى لم يعلن الحرب على أحد في القرءان الكريم إال على كل الربا حيث قال"يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل‬
‫وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اهلل ورسوله ون تبتم فلكم رؤوس‬
‫أموالكم ال تظلمون وال تظلمون" (سورة البقرة‪)502 -500:‬‬
‫ومساوئ الربا ومضاره معروفة لدى الجميع بل إنه يكاد يكون اناك شبه إجماع عل أن الربا يمثل قمة الظلم‬
‫و االستغمال بما يتيحه ألحد األطراف(المقرض) ن استرداد رأس مال زائد الفائدة الربوية بغض النظر عل‬
‫الحالة التي يكون عليها المدين من خسارة أو مرض أو أزمة مالية يعاني منها ‪ ،‬فكلما كثرت األزمات وعم‬
‫الضيق زاد التعامل بالربا ووجد المرابون الفرصة الستغمال المحتاجين و إرااقهم بالقروض الربوية الفاحشة‬
‫مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع إلى طبقتين القوية منها والضعيفة مما يفتح باب الصراع الطبقي على‬
‫مصراعيه‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫و اإلسمام في جواره يعني بحماية الفرد كما يعنى بحماية المجتمع ويحرص على الوحدة و التآخي بين أفراد‬
‫المجتمع فهو يقيم تشريعه الشامل االجتماعي واالقتصادي بطريقة تقتلع األسباب التي تؤدي إلى خلق طبقة‬
‫استغمالية ظالمة على حساب طبقة أخرى‬
‫يقول أحد الباحثين ‪":‬تشكل خاصية استبعاد الفوائد من معاممات المصارف اإلسمامية المعلم الرئيسي لها‬
‫وتجعل وجوداا متسقا مع البنية السليمة للمجتمع اإلسمامي وتصبغ أنشطتها بروح راسية ودوافع عقائدية‬
‫تجعل القائمين عليها يستشعرون دائما أن العمل الذي يمارسونه ليس مجرد عمل تجاري يهدف إلى تحقيق‬
‫الربح فحسب‪ ،‬بل او إضافة إلى ذلك أسلوب من أساليب الجهاد في حمل عبء الرسالة واإلعداد الستنقاذ‬
‫األمة من مباشرة أعمال مجافية لألصول الشرعية وفوق كل ذلك وقبله يستشعر اؤالء العاملون أن العمل‬
‫‪1‬‬
‫عبادة وتقوى مثاب عليها من اهلل سبحانه وتعالى إضافة إلى الجزاء المادي الدنيوي"‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬توجيه كل جهده نحو االستثمار الحالل‬
‫من المعلوم أن المصارف اإلسمامية مصارف تنموية بالدرجة األولى‪ ،‬ولما كانت اذه المصارف تقوم على‬
‫إتباع منهج اهلل المتمثل بأحكام الشريعة الغراء‪ ،‬لذا فإنها وفي جميع أعمالها تكون محكومة بما أحله اهلل‪ ،‬واذا‬
‫ما يدفع ها على استثمار وتمويل المشاريع التي تحقق الخير للبماد والعباد‪ ،‬والتقيد في ذلك بقاعدة الحمال‬
‫والحرام التي يحدداا اإلسمام ما يترتب عليهما يأتي‪:‬‬
‫توجيه االستثمار وتركيزه في دائرة إنتاج السلع والخدمات التي تشبع الحاجات السوية لإلنسان‬ ‫‪-3‬‬
‫المسلم‪.‬‬
‫تحري أن يقع المنتج سلعة كان أم خدمة في دائرة الحمال‬ ‫‪-5‬‬
‫تحري أن تكون كل مراحل العملية اإلنتاجية (تمويل‪ ،‬تصنيع‪ ،‬بيع‪،‬شراء) ضمن دائرة الحمال‬ ‫‪-1‬‬
‫تحكيم مبدأ احتياجات المجتمع ومصلحة الجماعة قبل النظر إلى العائد الذي يعود على الفرد‬ ‫‪-3‬‬

‫الخاصية الثالثة‪ :‬ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية‬


‫اذا يأتي من ناحية المصارف اإلسمامية بطبيعتها اإلسمامية تزاوج بين جانبي اإلنسان المادي والروحي وال‬
‫تنفصل في المجتمع اإلسمامي الناحية االجتماعية عن الناحية االقتصادية فإلسمام وحدة متكاملة ال تنفصل‬
‫فيه جوانب الحياة المختلفة والمصرف اإلسمامي يعد التنمية االجتماعية أساسا ال تؤتي التنمية االقتصادية‬
‫ثماراا إال بمراعاته فهو يجمع الزكاة ويتولى مهمة توزيعها وايصالها إل مستحقيها من األصناف الثمانية‬
‫التي حدداا القرءان الكريم كما أنه يحاول رفع المستوى المعيشي للمجتمع من خمال سياسته االستثمارية‬
‫ويفتح أبواب الرزق أمام الجميع وذلك من خمال المشاريع والمؤسسات االقتصادية التابعة له‪.‬‬

‫‪1‬المصارف وبيوت التمويل اإلسمامية ص ‪30‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫الخاصية الرابعة‪ :‬تجميع األموال المعطلة ودفعها إلى مجال االستثمار‬


‫من المسلم به أن الكثير من أموال المسلمين في العالم اإلسمامي تعد أمواال معطلة والسبب يعود أن الكثير‬
‫من أبناء األمة اإلسمامية وبفضل اهلل يتحرج من استثمار أمواله وتنميتها في المصارف الربويىة القائمة‬
‫لمنافاتها لمبادئ وتعاليم اإلسمام‬
‫إال أن قيام المصارف اإلسمامية وتمكنها من إثبات جدارتها ونجاحها في استثمار األموال المودعة وتنميتها‬
‫قد دفع الكثير من أصحاب رؤوس األموال إلى استثمار أموالهم من خمال المشاريع التنموية التي تقوم بها‬
‫ااته المصارف‬
‫واي بذلك قد حققت نجاحا في تحريك تلك األموال وجعلها أداة فعالة في خدمة اقتصاد الوطني والمشاريع‬
‫التنموية التي تقدم الخدمة ألبناء المجتمع‬
‫الخاصية الخامسة‪ :‬تيسير وتنشيط حركة التبادل التجاري بين الدول اإلسالمية‬
‫وذلك من خمال تعاون اذه المصارف وتبادل الخبرات فيما بينها وتقديم كل منها ما يستطيع تقديمه لآلخر‬
‫شأنها في ذلك شأن المصارف الربوية التي تسود العالم اليوم واي بذلك تجعل الحركة التجارية بين الشعوب‬
‫اإلسمامية تسير نحو التقدم بل تؤدي إلى االستغناء عن النظام المصرفي القائم وعدم الركون إليه‪.‬‬
‫الخاصية السادسة‪ :‬إحياء نظام الزكاة‬
‫حيث تقوم اذه المصارف و انطماقا من رسالتها السامية في التوفيق بين الجانبين الروحي و المادي لذلك‬
‫أقامت اذه المصارف صندوقا للزكاة تتولى اي إدارته كما أخذت على عاتقها إيصال اذه األموال إلى‬
‫مصارفها المحددة شرعا واو بذلك يؤدي واجبا إلهيا فرضه اهلل على اذه األمة إضافة إلى الجانب‬
‫االقتصادي الذي تؤديه أموال اذه الفريضة إذا قام المصرف باستثمار الفائض من تلك األموال وتنميتها‪.‬‬
‫الخاصية السابعة‪ :‬القضاء على االحتكار الذي تفرضه بعض شركات االستثمار‬
‫تقوم المصارف بالقضاء على االحتكار الذي تفضه بعض الشركات المساامة على أسهمها وتقوم اذه‬
‫الشركات و بهدف احتكار أسهمها وعدم السماح لمساامين جدد باالشتراك في رأسمالها فإنها تلجأ إلى إصدار‬
‫سندات تمكنها من الحصول على رأس مال جديد وبقاء أسهم الشركة محصورة في يد المساامين فقط أما‬
‫المصارف اإلسمامية فإنها ال تصدر السندات ألن فقهاء الشريعة قالوا بحرمتها‪ ،‬بل أنها وبهدف زيادة رأس‬
‫مالها والتوسع في أعمالها تفتح باب االكتتاب على أسهمها أمام جميع الراغبين في ذلك‪.‬‬
‫الخاصية الثامنة‪:‬عدم إسهام هذه المصارف وتأثرها المباشر فيما يط أر على النقد من تضخم‬
‫فالمصرف الماربوي حتى في اقتصاد غير إسمامي يقع خارج إطار آلية عمليات السوق المفتوحة التي تجري‬
‫عادة بين المصارف المركزية والتجارية ‪ ،‬فمخططي السياسة النقدية في حالة عملهم على زيادة السيولة‬
‫النقدية يلجؤون عادة إلى خفض سعر فائدة إعادة الخصم وبذلك يدفعون المصارف التجارية إلى زيادة عرض‬
‫النقد في السوق وتغطية طلبات االستثمار والعكس إذا كان ادفهم تقليل حجم السيولة النقدية في السوق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ولما كان المصرف اإلسمامي باألصل بعيد على العمليات الربوية في عماقاته مع المصارف األخرى بما فيها‬
‫ّ‬
‫المصرف المركزي ولكنه مع ذلك فإنه قد يتأثر وبصورة غير مباشرة بجوانب منها السيما ما يخص العماقات‬
‫القيمية للوحدة النقدية وقوتها الشرائية في االقتصاد المعني‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع البنوك اإلسالمية‬

‫نظر المتداد نشاط البنوك اإلسمامية وازدياد حجم معامماتها أدى إلى ضرورة تخصصها في أنشطة اقتصادية‬
‫ا‬
‫معينة‪ ،‬والى إنشاء بنوك إسمامية متخصصة تقوم بتقديم خدمات معينة للعمماء والبنوك اإلسمامية األخرى‪،‬‬
‫حيث يمكن تقسيم البنوك اإلسمامية إلى عدة أنواع وذلك وفقا لعدة أسس على النحو التالي‪:‬‬
‫الجغرفي للنشاط‪:‬‬
‫ا‬ ‫أ ‪.‬وفقا للنطاق‬
‫وعلى اذا األساس يمكن تقسيمها إلى بنوك محلية النشاط وبنوك دولية النشاط وسوف نوضح كل‬
‫منهما على حدا فيما يلي‪: 1‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية محلية النشاط ‪ :‬واي ذلك النوع من البنوك اإلسمامية التي يقتصر نشاطها على‬
‫الدولة التي تحمل جنسيتها وتمارس نشاطها‪ ،‬وال يمتد عملها إلى خارج النطاق الجغ ارفي‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية دولية النشاط ‪ :‬اي ذلك النوع من البنوك التي تتسع دائرة نشاطها‪ ،‬وتمتد إلى خارج‬
‫النطاق المحلي‪.‬‬
‫ب ‪.‬وفقا للمجال التوظيفي‪:‬‬
‫وفقا لهذا األساس يمكن التفرقة بين عدة أنواع من البنوك اإلسمامية ومن بينها ‪:‬بنوك إسمامية‬
‫صناعية‪ ،‬بنوك إسمامية ز ارعية‪ ،‬بنوك االستثمار اإلسمامي‪ ،‬بنوك التجارة الخارجية اإلسمامية وبنوك إسمامية‬
‫تجارية‪ ،‬وسوف نقوم بتعريف كل واحد على حدا فيما يلي‪: 2‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية صناعية‪ :‬واي تلك البنوك التي تتخصص في تقديم التمويل للمشروعات الصناعية‬
‫وخاصة عندما يمتلك البنك مجموعة من الخي ارت البشرية في مجال إعداد دارسات الجدوى‪ ،‬وتقييم فرص‬
‫االستثمار في اذا المجال المهم‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية ز ارعية ‪:‬واي تلك البنوك التي يغلب على توظيفاتها اتجااها للنشاط الز ارعي‪،‬‬
‫باعتبار أن لديه المعرفة والد ارية لهذا النوع من النشاط الحيوي الهام‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك االدخار واالستثمار اإلسالمي ‪:‬تعمل اذه البنوك على نطاقين‪ ،‬نطاق بنوك االدخار وصناديق‬
‫االدخار وتكون مهمة اذه الصناديق عندما تجمع المدخ ارت من المدخرين بهدف تعبئة الفائض‬
‫النقدي الموجود لدى األف ارد‪ ،‬والنطاق اآلخر او نطاق البنوك االستثمارية بحيث يقوم اذا النطاق‬
‫على إنشاء البنوك االستثمارية يقوم بعملية توظيف األموال التي سبق الحصول عليها‪ ،‬وتوجيهها إلى‬
‫م اركز النشاط االستثماري والتي من خمالها يتم استغمال الطاقات اإلنتاجية المتوافرة‪ ،‬ومن ثم إنعاش‬
‫االقتصاد اإلسمامي‪.‬‬

‫‪. -1‬محسن أحمد الخضري‪ ،‬البنوك اإلسمامية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ا‬


‫ايترك للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 3222 ،‬ص‪32‬‬
‫‪. -2‬محسن أحمد الخضري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬بنوك التجارة الخارجية اإلسالمية ‪ :‬تعمل اذه البنوك على تعظيم وزيادة التبادل التجاري بين الدول‬
‫كما تعمل على معالجة اإلختماالت الهيكلية التي تعاني منها المقاطعات اإلنتاجية في الدولة‬
‫اإلسمامية من خمال توسيع نطاق السوق ورفع قدرتها على استقمال الطاقات العاطلة وتحسين الجودة‬
‫لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية تجارية ‪ :‬تتخصص اذه البنوك في تقديم التمويل للنشاط التجاري وبصفة خاصة‬
‫تمويل أرس المال العامل للتجارة وفقا لألسس واألساليب اإلسمامية‪ ،‬أي وفقا للمتاج ارت أو الماربحات‬
‫أو المشاركات أو المضاربات اإلسمامية‪.‬‬
‫ج ‪.‬وفقا لحجم النشاط‪:‬‬
‫تقسم وفقا لهذا المعيار إلى ثماثة أنواع اي‪ :‬بنوك إسمامية صغيرة الحجم‪ ،‬بنوك إسمامية متوسطة‬
‫الحجم‪ ،‬وبنوك إسمامية كبيرة الحجم‪ ،‬وستتطرق لكل نوع على حدا فيما يلي‪: 1‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية صغيرة الحجم ‪:‬اي بنوك محدودة النشاط‪ ،‬يقتصر نشاطها على الجانب المحلي‪،‬‬
‫المدخرت وتقديم التمويل‬
‫ا‬ ‫والمعاممات البنكية التي يحتاجها السوق المحلي فقط وتعمل على جمع‬
‫جرت‪ ،‬كما تنقل اذه البنوك‬
‫مربحات ومتا ا‬
‫القصير األجل لبعض المشروعات و األف ارد في شكل ا‬
‫فائض موارداا إلى البنوك اإلسمامية الكبيرة التي تتولى استثماره وتوظيفه في المشروعات الضخمة‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية متوسطة الحجم ‪:‬اي بنوك ذات طابع قومي وتكون أكبر حجما في النشاط وأكبر من‬
‫حيث الزبائن وأكثر اتساعا من المجال الجغارفي وأكثر خدمات من حيث التنوع‪ ،‬إال أنها تظل‬
‫محدودة النشاط بالنسبة للمعاممات الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية كبيرة الحجم ‪:‬يطلق عليها البعض اسم " بنوك الدرجة األولى " واي بنوك من الحجم‬
‫الذي يمكنها التأثير على السوق النقدي والبنكي سواء المحلي أو الدولي‪ ،‬ولديها من اإلمكانيات التي‬
‫تؤالها لتوجيه اذا السوق؛ كما تمتلك اذه البنوك فروعا لها في أسواق المال وأسواق النقد الدولية‪.‬‬
‫د ‪.‬وفقا لإلستارتيجية المستخدمة‪:‬‬
‫يمكن التمييز حسب المعيار بين ثماث أنواع من البنوك اإلسمامية اي ‪ :‬بنوك إسمامية قائدة و ارئدة‪،‬‬
‫وبنوك إسمامية مقلدة وتابعة‪ ،‬وبنوك إسمامية حذرة أو محدودة النشاط‪ ،‬ويمكن شرح كل منها على النحو‬
‫التالي‪: 1‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية قائدة و ارئدة ‪:‬اي تلك البنوك التي تعتمد على إست ارتيجية التوسع والتطوير المصرفية‬
‫والتحديد وتطبيق أحداث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعاممات البنكية خاصة تلك التي لم تطبقها‬
‫البنوك األخرى ولديها القدرة على الدخول في مجاالت النشاط األكثر خط ار بالتالي األعلى ربحية‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية مقلدة وتابعة ‪ :‬تقوم اذه البنوك على إست ارتيجية التقليد لما ثبت نجاحه لدى البنوك‬
‫اإلسمامية القائدة و الارئدة‪ ،‬ومن ثم فإن اذه البنوك تنتظر جهود البنوك األخرى في مجال تطبيق‬

‫‪ -1‬أحمد سليمان خصاونة‪ ،‬المصارف اإلسمامية‪ ،‬دار اليازوري النشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 8000 ،‬ص‪20‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫النظم البنكية المتقدمة التي توصلت إليها‪ ،‬فإذا أثبتت ربحيتها وكفاءتها سارعت اذه البنوك إلى‬
‫تقليداا وتقديم خدمات بنكية مشابهة لها‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية حذرة أو محدودة النشاط ‪:‬يقوم اذا النوع من البنوك على إستارتيجية التكميش أو ما‬
‫يطلق عليه البعض" إست ارتيجية الرشادة البنكية" ‪ ،‬والتي تقوم على تقديم الخدمات البنكية التي ثبت‬
‫ربحيتها فعما‪ ،‬وتتسم اذه البنوك بالحذر الشديد على عدم استخدامه في تمويل أي نشاط يحتمل مخاطرة‬
‫مرتفعة مهما كانت ربحيتها‪.‬‬
‫ه ‪.‬وفقا للعمالء المتعاملين مع البنك‪:‬‬
‫يتم تقسيم البنوك وفق لهذا األساس إلى نوعين اما ‪ :‬بنوك إسمامية عادية تتعامل مع األفارد‪ ،‬وبنوك‬
‫‪1‬‬
‫إسمامية غير عادية تقدم خدماتها للدول والبنوك اإلسمامية العادية‪ ،‬وسنوضحها فيما يلي‪:‬‬
‫األفرد ‪:‬اي بنوك تنشأ خصيصا من أجل تقديم خدماتها إلى األفراد‬
‫ا‬ ‫‪ ‬بنوك إسالمية عادية تتعامل مع‬
‫سواء كانوا طبيعيين أو معنويين وسواء على مستوى العمليات البنكية الكبرى أو العمليات البنكية‬
‫العادية والمحددة؛‬
‫‪ ‬بنوك إسالمية غير عادية تقدم خدماتها للدول والبنوك اإلسالمية العادية ‪:‬اذا النوع من البنوك ال‬
‫يتعامل مع األف ارد بل يقدم خدماته إلى الدول اإلسمامية من أجل تمويل مشاريع التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية فيها‪ ،‬كما يقدم دعمه وخدماته إلى البنوك اإلسمامية العادية لمساعدتها على مواجهة‬
‫األزمات التي قد تواجهها أثناء ممارسة أعمالها‪.‬‬

‫‪ -1‬محسن أحمد الخضري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر األموال وصيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‬

‫المطلب األول‪ :‬مصادر األموال في البنوك اإلسالمية‬

‫تسعى البنوك اإلسمامي ة لممارسة نشاطها بفعالية كاملة ولذلك فهي تحاول توفير كم من الموارد المالية‬
‫و النقدية واستعمالها بأفضل الطرق ويمكن تقسيم مصادر األموال في البنوك إلى مصادر داخلية وخارجية‬
‫وسنوضح كل منهما فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر الداخلية ‪:‬‬

‫تتمثل المصادر الداخلية الخاصة في رأس المال واالحتياطات واألرباح غير الموزعة‪ ،‬حيث أنها‬
‫تعتبر مصد ار ااما من مصادر األموال بالنسبة للبنوك اإلسمامية واو مصدر مستقل ال يخضع لخاصية عدم‬
‫التأكد لمخاطرة السحب الفجائي و لذا فإن استخدامات اذا المصدر تتسم بتوجيهها لماستثمارات طويلة‬
‫األجل‪ ،‬كما يمثل اذا المصدر أحد الركائز األساسية التي يواجه بها البنك اإلسمامي المخاطر التي قد تحدث‬
‫نتيجة لمباشرته النشاط البنكي‪ ،‬فضما عن إمكانية استخدامها لموازنة العائد المنخفض الذي تحقق في بعض‬
‫سنوات النشاط التي كانت فيها بعض الخسائر الكبيرة و التي لم تغطيها أرباح األنشطة األخرى‪.‬‬

‫وتتمثل المصادر الداخلية في‪:‬‬


‫‪ -2‬أرس المال‪:‬‬
‫يشكل أرس المال المدفوع موردا أساسيا من جملة موارد البنك الذاتية‪ ،‬حيث أن البنك اإلسمامي ال يمكنه‬
‫االعتماد على الودائع الجارية التي تستند إلى األسلوب الربوي في الحصول على الجانب األكبر من‬
‫موارده‪.‬‬
‫ويعتبر أرس المال لدى البنك اإلسمامي مصد ار داخليا ثابتا لألموال يستخدم في مختلف أوجه النشاط‪،‬‬
‫واو عبارة عن مساحات المؤسسين أو األسهم العادية التي يبدأ بها نشاطها‪ ،‬وقد يكون المساامون أشخاصا‬
‫أو ايئات كالو ازرات أو مؤسسات أخرى‪ ،‬والدولة نفسها‪ ،‬أو اؤالء جميع‪.‬‬
‫وقد عرف أحد الباحثين أرس المال بأنه " مجموع أنصبة الشركاء المقدمة عند بداية المشروع أو‬
‫الشركة سواء في شكل نقود وعروض فنية أو معنوية‪ ،‬والبد ان تكون اذه العروض مقدرة بمبالغ نقدية حالية‬
‫عند الشركة‪.‬‬
‫‪ -5‬االحتياطات‪:‬‬
‫اناك عدة أنواع من االحتياطات في البنوك اإلسمامية تتمثل في االحتياطي القانوني‪ ،‬االحتياطي‬
‫العام‪ ،‬واحتياطيات أخرى‪ ،‬وسنوضح فيما يلي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬االحتياطي القانوني ‪ :‬واو عبارة عن نسبة معينة من األرباح يفرضها القانون لتبقى داخل البنك‪،‬‬
‫وطبقا لقانون الدولة التي يوجد بها البنك اإلسمامي فإن جزء معين من األرباح السنوية سيحول إلى‬
‫حساب االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬االحتياطي العام ‪ :‬واو عبارة عن حساب ال يفرضه القانون ولكن يضعه المؤسسون قصد تعزيز‬
‫أرس مال البنك‪ ،‬حيث يحدد النظام األساسي النسبة الواجب اقتطاعها من صافي األرباح السنوية‬
‫لترحل لماحتياطي العام‪ ،‬وكذا عماقة االحتياطي العام بال أرس المال االسمي للبنك‪.‬‬
‫‪ ‬االحتياطات األخرى ‪ :‬واو حساب يخصص لمواجهة الخسائر التي قد تلحق بالبنك‪ ،‬وبذلك لن يعرف‬
‫أصحاب الودائع أو البنك الخسائر إال في الحالة التي يكون فيها اذه األخيرة أكبر من مقدار االحتياطي‬
‫الموجود اذا نادر ما يحدث في ظروف اقتصادية عادية‪ ،‬والمماحظ أن بعض البنوك بدأت تستعمل اذا‬
‫الحساب لمواجهة المستقبل المجهول كبنك فيصل اإلسمامي المصري الذي ظهر بميازنيته وألول مرة سنة‬
‫‪ 3025‬حساب احتياطي أخطار االستثمار المشاركة‪.‬‬

‫‪ -3‬األربا غير الموزعة‪:‬‬


‫اي األرباح الممولة لألعوام المتتالية‪ ،‬يحدد مقداراا النظام األساسي للبنك اإلسمامي وفق اقت ارح‬
‫مجلس إدارته في نهاية السنة المالية بعد مصادقة جمعيته العمومية بالموافقة‪ ،‬وتستعمل اذه األرباح عادة في‬
‫استثمارت جديدة مما يعطي للبنك قوة منافسة للبنوك والمؤسسات‬
‫ا‬ ‫التوسيع في نشاط المؤسسة وتمويل‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬المصادر الخارجية‪:‬‬
‫تعتبر المصادر الخارجية غير ذاتية يستخدمها البنك اإلسمامي في حالة عدم تغطية موارده الذاتية‬
‫الحتياجاته‪ ،‬وتتمثل اذه الموارد في الحسابات الجارية‪ ،‬الودائع االستثمارية والودائع االدخارية‪ ،‬صكوك‬
‫التمويل اإلسمامي‪ ،‬وأموال الزكاة والصدقات والهبات والدعم والمنح وسنوضح كل اذه المصادر فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الحسابات الخارجية) ودائع تحت الطلب( ‪ :‬وتعتبر) عقد قرض ( وان عوائد اذا الحساب تضاف‬
‫إلى عوائد المساامين وليس للمودعين حصة فيها حيث أن البنك) ضامن ( لهذه األموال وتقع‬
‫الخرج بضمان(‪ ،‬وأن اذا‬
‫مخاطر استثمار اذه األموال على البنك وليس على المودع طبق لقاعدة) ا‬
‫الحساب ال يستحق أي نصيب في مجال االستثمار‪ ،‬وتتكون من األموال التي يتعهد بها األف ارد أو‬
‫الهيئات إلى البنك على أن يقوم برداا أو برد مبلغ مساو لها عند طلب المودع‪ ،‬كما تنتقل ملكيتها‬
‫من شخص آلخر عن طريق السحب عليه باستعمال الشيكات وال تستلم اذه الحسابات أية عوائد كما‬
‫تستخدم من قبل الزبون كوسيلة للمعاملة والمدفوعات والسيولة‪.‬‬
‫‪ ‬ودائع التوفير) الودائع الخارجية(‪ :‬تعتبر اذه الودائع مصدر من مصادر التمويل الخارجي للبنك‬
‫تلتقي مع الوديعة الجارية بإمكان السحب منها متى ما شاء المودع وتلتقي مع الوديعة االستثمارية‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫)الثابتة ( في إمكان أن تدخل في مجال المضاربة واناك آليات متعددة يمكن أن يتفاوض البنك مع‬
‫الزبائن لماستخدام اذه الودائع‪ ،‬أما عن طريق حساب ادخار مع التعويض باالستثمار حيث يستحق‬
‫المودع نصيبا من الربح ويحسب العائد من الربح أو الخسارة على أقل رصيد شهري‪ ،‬كما يحق‬
‫لصاحب الوديعة اإليداع والسحب متى شاء‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع االستثمارية ‪ :‬واي األموال التي تودع بدون تحديد مدة معينة‪ ،‬ويفوض أصحابها البنك في‬
‫استثماراا وتدخل مع أرس المال المخصص لماستثمار في المشروعات التي يقوم بها البنك سواء‬
‫بطريقة مباشرة أو عن طريق تمويل مشروعات الغير‪ ،‬ويمثل اذا النشاط السند األساسي لعمليات‬
‫البنك اإلسمامي‪ ،‬كما أنه يمثل في نفس الوقت نقطة التمييز الواضحة بينه وبين غيره من البنوك‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أموال الزكاة والصدقات والهبات والدعم والمنح ‪ :‬يعتبر اذا المصدر من المصادر الهامة للبنك‪،‬‬
‫خاصة أموال الزكاة التي يكاد ينفرد بها البنك اإلسمامي عن سائر البنوك األخرى والتي يقوم‬
‫بتحصيلها من المبيع من ناتج نشاطه‪ ،‬من ناتج نشاط زبائنه‪ ،‬أو من خمال تقدم األفارد للبنك بها‪،‬‬
‫وعلى اذا فإن اناك مصادر متعددة للزكاة ومن أامها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الزكاة الواجبة على أموال البنك‬
‫‪ -‬الزكاة الواجبة على ناتج نشاط البنك‬
‫‪ -‬الزكاة المحصلة من الزبائن سواء أموالهم المحتفظ بها لدى البنك بعد موافقتهم أو على ناتج‬
‫ارت األموال لدى البنك‬
‫استثم ا‬
‫‪ -‬الزكاة المجمعة من المساامين باعتبارام أفراد مسؤولين عن أموالهم غير المحتفظ بها لدى البنك‬
‫‪ -‬الزكاة المحصلة من األفراد غير المتعاملين مع البنك ومن المؤسسات والهيئات األخرى‪.‬‬
‫ويضاف إلى الزكاة أيضا الدعم والهبات والمنح والصدقات التي يقدمها األفراد والهيئات والحكومات والدولة‬
‫إلى البنك اإلسمامي سواء لدعم مركزه أو لتمكينه للقيام برسالته االجتماعية التي يقدم من خمالها البنك أمواال‬
‫في المجاالت االجتماعية المختلفة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬زكاة األفراد‬
‫‪ -‬زكاة طالبي العلم‬
‫‪ -‬زكاة المساجد األالية‬
‫‪ -‬زكاة الجمعيات االجتماعية‬
‫‪ -‬زكاة األنشطة اإلسمامية مثل ‪:‬تحفيظ القرآن والهدية والفقه اإلسمامي وغيراا من خمال ما سبق‬
‫نستنتج أن للبنك اإلسمامي مصادر تمويل متنوعة ومختلفة تتيح له فرصة الحصول على األموال من‬
‫أجل الوصول إلى األاداف التي يسعى إلى تحقيقها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫إن صيغ التمويل في البنوك اإلسمامية متنوعة ومتعددة ‪ ،‬نحاول إبراز أامها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ المضاربة (المقارضة)‪:‬‬

‫ـ تعريفه ‪:‬‬

‫أ ـ لغة ‪ :‬المضاربة واي الضرب‪ ،‬والسعي في األرض‪ ،‬تقول‪ :‬قارضه قرضا دفع إليه ماال ليتجر فيه‪ ،‬ويكون‬
‫‪1‬‬
‫الربح بينهما على ما شرطا‪ ،‬والوضيعة على المال‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب ـ اصطالحا ‪" :‬إجارة على تجر في مال بجزء من ربحه"‪.‬‬

‫ويمكن تعريفها أيضا بأن المضاربة مشتقة من الضرب بمعنى السفر‪ ،‬ألنت االتجار يستلزم السفر عادة‪،‬‬
‫تسمى قراضا أو مقارضة مشتقة من القرض واو القطع ألن المالك قطع قطعة من ماله‪ ،‬واي عقد على‬
‫االشتراك في الربح الناتج من مال يكون من طرف ‪ ،‬وسعي وعمل من طرف آخر‪ ،‬والطرف األول او‬
‫صاحب المال و الثاني او المضارب أو العامل وقد يتعدد صاحب العمل كما قد يتعدد العمل على المال‪.‬‬

‫وصفة المضارب عند الفقهاء‪ :‬أن يعطي الرجل الرجل المال على أن يتّجر به على جزء معلوم يأخذه العامل‬
‫‪3‬‬
‫من ربح المال‪ ،‬أي جزء كان ما يتفقان عليه ثلثا أو ربعا أو نصفا‪.‬‬

‫وتكون على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫ـ الصورة األولى ‪ :‬قيام البنك اإلسمامي بتمويل مشروع ما وقيام طرف آخر بالعمل في اذا المشروع ‪.‬‬

‫ـ الصورة الثانية ‪ :‬أن يكون التمويل من طرف والعمل من قبل البنك اإلسمامي ‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ الشركة ‪:‬‬

‫ـ تعريفها ‪:‬‬

‫أ ـ لغة ‪ :‬الشرَكة ‪ :‬اي أن يكون الشيء بين اثنين‪ ،‬ال ينفرد به أحداما‪ ،‬تقول ‪ :‬اشترك األمر ‪ :‬اختلط‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫يتميز‪.‬‬
‫والتبس‪ ،‬وسميت الشركة بذلك‪ ،‬ألن مال الشريكين يختلط‪ ،‬و يلتبس ببعضه‪ ،‬فما ّ‬

‫‪ 1‬ابن فارس ‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬قرض"‪ ،05/0 ،‬والفيروزأبادي‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬مادة ‪" :‬قرض"‪ ،135/5 ،‬والرازي‪ :‬مختار‬
‫الصحاح‪ ،‬مادة‪" :‬قرض"‪.015 ،‬‬
‫‪2‬الكاندالوي ‪ :‬أقرب المسالك‪.500/1 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫المصارف اإلسمامية بين الواقع والمأمول د قادري محمد الطاار ص ‪.30‬‬
‫‪4‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬شرك"‪ ،500/1 ،‬والمعجم الوسيط‪ ،‬مادة ‪" :‬شرك"‪.325/3 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫ب ـ اصطالحا ‪" :‬إذن في التصرف لهما مع أنفسهما"‪.‬‬

‫ويعرف أحد الباحثين المشاركة بأنها ‪ :‬ما وقع فيه االشتراك بمقتضى عقد بين اثنين أو أكثر على القيام بعمل‬
‫أو نشاط استثماري وفق مقاصد الشرع اإلسمامي‪ ،‬يشتركان فيه بأموالهما و أعمالهما أو جااهما‪ ،‬أو بالمال‬
‫من أحد الطرفين والعمل من الطرف اآلخر‪ ،‬وما ربحاه أو حصماه من الثمر والزرع فبينهما على ما شرطاه‬
‫‪2‬‬
‫وما غرماه فبحسب رأس المال إن كان من الجانبين أو بالمال من جانب والعمل من اآلخر‪.‬‬

‫ـ كيفية توظيفه في البنوك اإلسالمية ‪:‬‬

‫وتكون إما عن طريق المشاركة في تمويل الصفقة الواحدة أو المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك‪ ،‬أو عن‬
‫‪3‬‬
‫طريق التمويل بالمشاركة المستمرة في رأس المال الثابت ورأس المال المتداول‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ السلم ‪:‬‬

‫ـ تعريفه ‪:‬‬

‫السلم بالتحريك ‪ :‬السلف يقال أسلم‪ ،‬وسلم إذا أسلف‪ ،‬واو أن تعطي ذابا وفضة في سلعة معلومة‪،‬‬
‫أ ـ لغة ‪ّ :‬‬
‫إلى أمد معلوم‪ ،‬فكأنك قد أسلمت الثمن إلى صاحب السلعة‪ ،‬وسلمته إليه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وأسلم الرجل في الطعام‪ ،‬أي أسلف فيه ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ب ـ اصطالحا ‪ :‬ـ "بيع شيء موصوف في الذمة بغير جنسه مؤجما‪.‬‬

‫وفي الشرع أن يسلم عوضا حاض ار في عوض موصوف في الذمة إلى أجل‪ ،‬ومعنى ذلك أنه يبيع آجل‬
‫بعاجل فاآلجل او السلعة المباعة التي يتعهد البائع بتسليمها بعد أجل محدد والعاجل او الثمن الذي يدفعه‬
‫‪6‬‬
‫المشتري كامما بمجلس العقد‪.‬‬

‫ـ كيفية توظيفه في البنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫يعد السلم في عصرنا الحاضر أداة تمويل ذات كفاءة عالية في االقتصاد اإلسمامي وفي نشاطات المصارف‬
‫اإلسمامية‪ ،‬من حيث مرونتها واستجابتها لحاجات التمويل المختلفة‪ ،‬سواء أكان تمويما قصير األجل‪ ،‬أم‬

‫‪ 1‬خليل ‪ :‬مختصر خليل‪.535 ،‬‬


‫‪ 2‬المصارف اإلسمامية بين الواقع والمأمول د قادري محمد الطاار ص ‪.10‬‬
‫‪ 3‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪. 523، 502 ، 500‬‬
‫السلم"‪ ،350/3 ،‬ومختار الصحاح مادة ‪" :‬سلم"‪ ،133 ،‬والمصباح‬‫‪ 4‬لسان اللسان‪ ،‬مادة ‪" :‬سلم"‪ ،030/3 ،‬والقاموس المحيط‪ ،‬مادة ‪ّ " :‬‬
‫المنير‪ ،‬مادة‪" ،‬سلم"‪ ،120 ،‬ومعجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬سلـم"‪ ،05/1 ،‬والمعجم الوسيط مادة ‪" :‬سلم"‪.330/3 ،‬‬
‫‪5‬الكشناوي‪ :‬أسهل المدارك‪.133/5 ،‬‬
‫‪ 6‬المصارف اإلسمامية بين الواقع والمأمول د قادري محمد الطاار ص ‪.30‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫متوسطة‪ ،‬أم طويلة‪ ،‬واستجابتها لحاجات شرائح مختلفة ومتعددة من العمماء‪ ،‬سواء أكانوا من المنتجين‬
‫الزراعيين‪ ،‬أم الصناعيين‪ ،‬أم المقاولين‪ ،‬أم من التجار‪ ،‬واستجابتها لتمويل نفقات التشغيل وغيراا‪.‬‬

‫ويكون توظيف عقد السلم في البنوك اإلسمامية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ـ الصورة األولى ‪ :‬قيام البنك اإلسمامي بدفع الثمن للمتعامل عاجما ‪ ،‬واستمام السلعة آجما بموعد معين ‪،‬‬
‫ومتفق عليه‪ ،‬واو الشكل الذي يتم مع التجار والمزارعين والصناعيين والمقاولين وغيرام ممن يمارس أنشطة‬
‫اقتصادية‪.‬‬

‫ـ الصورة الثانية ‪ :‬قيام البنك اإلسمامي ببيع السلعة التي تم االتفاق على بيعها بصيغة بيع السلم إلى طرف‬
‫ثالث وبصيغة بيع السلم كذلك‪ ،‬فيحصل البنك اإلسمامي على ربح نتيجة عمليتي الشراء والبيع معا‪.‬‬

‫ـ الصورة الثالثة ‪ :‬قيام البنك اإلسمامي ببيع السلم بالتقسيط ‪ ،‬بأن يسلم المسلم فيه على أقساط أو دفعات‬
‫‪1‬‬
‫ورأس المال أيضا على أقساط ودفعات ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ المرابحة ‪:‬‬

‫ـ تعريفها ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أ ـ لغة ‪ :‬أرَب َحه على سلعته أعطاه ربحا ‪ ,‬وباع الشيء مرابحة ‪.‬‬

‫ففي اذا البيع يجني البائع نماء وزيادة لماله ‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫ب ـ اصطالحا‪ :‬البيع برأس المال وربح معلوم‪.‬‬

‫والمرابحة اي أن يعرف صاحب السلعة المشتري بكم اشترااا‪ ،‬ويأخذ منها ربحا إما في الجملة مثل أن يقول‬
‫اشتريتها بعشر وتربحني دينار أو غير ذلك وبعبارة أخرى بيع السلعة بالثمن الذي اشترااا به وزيادة ربح‬
‫معلوم بين البائع و المشتري‪.‬‬

‫وتكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ـ الصورة األولى ‪ :‬اتفاق البنك اإلسمامي مع متعامل يرغب في شراء سلعة أو عقار يملكه البنك ‪ ،‬مع‬
‫االتفاق على مقدار الربح الذي يضاف إلى ثمن شراء البنك ‪ ،‬أو الكلفة التي تحمها مقابل السلعة أو العقار‪.‬‬

‫‪ 1‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪ 132‬ـ ‪. 130‬‬


‫‪ - 2‬الرازي ‪ :‬مختار الصحاح ‪. 555‬‬
‫‪ - 3‬ابن قدامة ‪ :‬المغني ‪.310/3‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ـ الصورة الثانية ‪ :‬طلب المتعامل من البنك شراء سلعة معينة يحدد أوصافها وثمنها الذي يدفعه إلى البنك‬
‫مضيفا إليه ربحا معينا مقابل قيام البنك بشراء السلعة وبيعها له ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ المزارعة ‪:‬‬

‫ـ تعريفها ‪:‬‬

‫أ ـ لغة ‪ :‬الزرع واحد الزروع‪ ،‬واو طرح البذر‪ ،‬كما يطلق على اإلنبات والنماء‪ ،‬تقول زرعه اهلل ‪ :‬أي أنبته‬
‫وأنماه‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون‪ ‬الواقعة‪ .00:‬والمزارعة مأخوذة من الزرع‪ ،‬واي‬
‫المعاملة على األرض ببعض ما ينبت ويخرج منها‪.1‬‬

‫ب ـ اصطالحا ‪ :‬وردت عدة تعاريف للمزارعة نحاول إيراداا على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ "الشرَكةُ في الزرع"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ "الشركة في الحرث"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ويلتقي اذان التعريفان في النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫المسماة وارد على العمل‪.‬‬


‫ّ‬ ‫أن المزارعة عقد من العقود‬
‫أـ ّ‬

‫أن اذا العقد أشبه شيء بعقود الشركات‪.‬‬


‫بـ ّ‬

‫ج ـ ّأنه يستهدف التنمية واالنتفاع عن طريق االستنبات‪.‬‬

‫النماء فيه قسمة يتفق عليها بين مالك األرض والعامل فيها‪.‬‬
‫أن ّ‬‫دـ ّ‬

‫وتكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ـ الصورة األولى‪ :‬يوفر البنك اإلسمامي التمويل ( اآلالت ‪ ،‬البذور‪ ،‬األسمدة‪ ،‬المبيدات) واألرض ويقوم‬
‫المزارع بالعمل‪ ،‬واذه الصورة تأخذ شكما من أشكال المضاربة‪.‬‬

‫ـ الصورة الثانية‪ :‬يوفر البنك اإلسمامي التمويل و المزارع األرض والعمل‪ ،‬مع حصول كل منهما على نسبة‬
‫متفق عليها مسبقا‪.‬‬

‫‪ 1‬مختار الصحاح‪ ،‬مادة ‪" :‬زرع"‪ ،505 ،‬ومعجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬زرع"‪ ،03-05/1 ،‬والقاموس المحيط‪ ،‬مادة‪" :‬زرع"‪ 11/1 ،‬ـ ‪،13‬‬
‫والمصباح المنير‪ ،‬مادة ‪" :‬زرع"‪ ،131 ،‬والمعجم الوسيط‪ ،‬مادة‪" :‬زرع"‪.105/3 ،‬‬
‫‪ 2‬ابن جزيء‪ :‬القوانين الفقهية‪ ،503 ،‬والصاوي‪ :‬بلغة السالك‪.302/5 ،‬‬
‫‪ 3‬الرصاع‪ :‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،031/5 ،‬والحطاب‪ :‬موااب الجليل‪.300/0 ،‬‬
‫‪ 4‬محمد فوزي فيض اهلل ‪ :‬الفقه اإلسمامي‪.353 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫رض والمزارع العمل‪ ،‬مع‬


‫وصاحب األَرض األ َ‬
‫ـ الصورة الثالثة‪ :‬تعدد أطراف المزارعة بأن يوفر البنك التمويل َ‬
‫‪1‬‬
‫حصول كل منهم على نسبة متفق عليها مسبقا‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ المساقاة‪:‬‬

‫ـ تعريفها ‪:‬‬

‫أ ـ لغة ‪ :‬السقي ‪ :‬الحظ من الشرب‪ ،‬والساقية اي القناة الصغيرة‪ ،‬التي تسقى بواسطة األرض‪ ،‬تقول ‪ :‬سقى‬
‫ألن صاحب األشجار يستعمل رجما في‬ ‫وسميت المساقاة بذلك‪ّ ،‬‬
‫يسقي سقيا‪ ،‬أي ‪ :‬أشرب الشيء الماء‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫نخيل‪ ،‬أو كروم‪ ،‬ليقوم بسقيها‪ ،‬واصماحها على أن يكون له سهم معلوم مما تغلّه‪.‬‬
‫ب ـ اصطالحا ‪ :‬وردت عدة تعريفات للمساقاة في كتب المالكية منها ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 3‬ـ عقد على خدمة الشجر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يدفع الرجل الشجرة لمن يخدمها وتكون غلتها بينهما‪.‬‬
‫ويمكن القول عن المساقاة العقد الذي يقوم على أساس المشاركة حيث يقوم أساسا بذل الجهد من العمل في‬
‫رعاية األشجار المثمرة وتعهداا بالسقي والرعاية على أساس أو يوزع الناتج من الثمار بينهما بنسبة معينة‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫ـ كيفية توظيفها في البنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫وتكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ـ الصورة األولى ‪ :‬تكون األرض واألشجار من قبل البنك اإلسمامي والمستلزمات والعمل من الطرف اآلخر‪.‬‬

‫ـ الصورة الثانية ‪ :‬تكون واألرض واألشجار والعمل من طرف ‪ ،‬والمستلزمات من طرف البنك اإلسمامي ‪.‬‬

‫ـ الصورة الثالثة ‪ :‬تكون األرض واألشجار والمستلزمات من طرف والعمل من الطرف اآلخر‪.‬‬

‫ـ الصورة الرابعة‪ :‬تكون المستلزمات من البنك اإلسمامي الذي يمول توفيراا واألرض واألشجار من طرف‬
‫آخر ‪ ،‬والعمل من طرف ثالث ‪.‬‬

‫‪ 1‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪ 102‬ـ ‪. 100‬‬


‫‪ 2‬القاموس المحيط‪ ،‬مادة ‪" :‬سقاه"‪ ،131/3 ،‬ومعجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬سقى"‪ ،23/1 ،‬ومختار الصحاح‪ ،‬مادة ‪" :‬سقي"‪،150 ،‬‬
‫والمصباح المنير‪ ،‬مادة ‪" :‬سقى"‪ ،123‬ولسان العرب‪ ،‬مادة ‪" :‬سقي"‪.052/3 ،‬‬
‫‪ 3‬الدردير‪ :‬الشرح الكبير ـ بحاشية الدسوقي‪.010/1 ،‬‬
‫‪ 4‬ابن جزيء‪ :‬القوانين الفقهية‪.500 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫ـ الصورة الخامسة ‪ :‬تكون المساقاة باالشتراك في األرض واألشجار والمستلزمات والعمل‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ االستصناع‪:‬‬

‫ـتعريفه ‪ :‬االستصناع عقد ورد على العمل والعين في الذمة‪.‬‬

‫شروطه‪ :‬يشترط في عقد االستصناع ما يلي ‪:‬‬

‫ـبيان جنس المستصنع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة‪.‬‬

‫يحدد فيه األجل‪.‬‬


‫ـأن ّ‬

‫محددة‪.‬‬
‫ـيجوز في عقد االستصناع تأجيل الثمن كله‪ ,‬أو تقسيطه إلى أقساط معلومة اآلجال ّ‬

‫ـيجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائيا بمقتضى ما اتّفق عليه العاقدان ما لم تكن اناك ظروف‬
‫‪2‬‬
‫قاارة‬

‫ويكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ـالصورة األولى ‪ :‬طلب البنك اإلسمامي من صانع إقامة مشروع معين كعمارة مع تمويله وفق مواصفات‬
‫يضعها البنك‪ ،‬ثم عند تسلمها يبيعها أو يؤجراا إجارة تنتهي بالتمليك‪ ،‬ويحصل على ربح منها‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬يكون االستصناع مموال من قبل البنك اإلسمامي وتقوم به مصانع تعود ملكيتها للبنك أو‬
‫‪3‬‬
‫لشركات تابعة له ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ اإلجارة ‪:‬‬

‫ـ تعريفها ‪:‬‬

‫أ ـ لغة ‪ :‬اإلجارة مأخوذة من األجر‪ ،‬واو الجزاء‪ ،‬والثواب على العمل‪ ،‬والجمع أجور‪ ،‬تقول‪ :‬أجره وآجره اهلل‬
‫‪4‬‬
‫أجرا‪ ،‬أي أثابه‪ ،‬كما تطلق اإلجارة على الكراء‪ ،‬تقول ‪ :‬آجره الدار‪ ،‬أكرااا ّإياه‪.‬‬

‫‪ 1‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪ 103‬ـ ‪. 105‬‬


‫قرار مجمع الفقه اإلسمامي رقم ‪ 0/1/00‬المنعقد في دورة مؤتمره السابع بجدة قي المملكة العربية السعودية من‪ 0‬إلى ‪ 35‬ذي القعدة‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 3335‬ه الموافق لـ ‪ 33-0‬مايو ‪ 3005‬م‪ .‬مجلة مجمع الفقه اإلسمامي‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬ج ‪.002-000/5‬‬
‫‪ 3‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪ 351‬ـ ‪. 353‬‬
‫‪ 4‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة ‪" :‬أجر"‪ ،01-05/3 ،‬ومختار الصحاح‪ ،‬مادة ‪" :‬أجر" ‪ ،0‬واللسان‪ ،‬مـادة‪" ،‬أجـر"‪ ،30/3 ،‬والمعجم الوسيط‪،‬‬
‫مادة "أجر" ‪.0-0/3‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫ب ـ اصطالحا ‪:‬ـ تمليك منفعة معلومة زمنا معلوما بعوض معلوم‪.‬‬

‫وتكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الصورة األولى‪ :‬تأجير البنك اإلسمامي لآلالت والمعدات والمكنات للصناعيين وآالت البناء والحفر‬
‫للمقاولين ‪ ،‬والحافمات والسيارات للناقلين وغيراا ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬تأجير األشخاص والهيئات للبنك اإلسمامي في حفظ األوراق المالية واألشياء‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الثمينة وتحصيل الشيكات وغيراا مقابل أجر يأخذه البنك نظير الخدمات التي يؤديها للمتعاملين‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬تقييم المصارف اإلسالمية في الجزائر‬

‫المطلب األول‪ :‬المصارف اإلسالمية في الجزائر‬

‫ورثت الجزائر عند استقمالها نظاما مصرفيا لكنه بقي تابعا في مضمونه للنظام الفرنسي القائم على‬
‫أساس االقتصاد الحر ‪ ،‬فقامت الجزائر بجملة من المحاوالت للتخلص تدريجيا من النظام المصرفي الموروث‬
‫الذي لم يكن يتماشى والتوجه االقتصادي الجديد للجزائر المستقلة‪ ،‬حيث شهد النظام المصرفي تغيرات‬
‫وتطورات اامة‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من اإلصماحات‬

‫اإلصال المالي والمصرفي لسنة‪ 1971‬والذي حمل رؤية جديدة من خمالها تم إسناد مهمة تسيير ومراقبة‬
‫العمليات المالية للمؤسسات العامة للبنوك‪ ،‬وفرض مراقبة صارمة على التدفقات النقدية‬

‫اإلصال النقدي لسنة‪1986‬‬

‫شهدت سنوات السبعينات تناقضات على مستوى التمويل‪ ،‬إذ تزايد دور الخزينة سواء من ناحية التمويل‪ ،‬كأداة‬
‫لضبط االقتصاد فأول اإلجراءات التي قامت بها الحكومة الجزائرية ضمن سلسلة اإلجراءات التي كانت‬
‫تهدف إلى التحول بالنظام االقتصادي مبادئه ومؤسساته نحو اقتصاد يقوم على أسس وقواعد السوق‪ ،‬او‬
‫إصداراا ‪ 12 ،‬قانون بنكي جديد والخاص بقانون رقم ‪ 35-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬المتعلق بنظام‬
‫البنوك والقروض جاء اذا اإلصماح ليعيد االعتبار للمؤسسة البنكية ‪.‬‬

‫اإلصال النقدي لسنة ‪2888‬‬

‫قامت الجزائر بتعديمات في قانون‪ 06 /22‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬والخاص بإصماح الجهاز‬


‫المصرفي ومن انا يمكن القول بأن استقمالية البنوك بصفتها مؤسسات اقتصادية عمومية قد تمت فعما سنة‬
‫‪ ،1988‬واذا طبقا للقوانين التي تمت المصادقة عليها في اذه السنة‪.‬‬

‫‪ 1‬الحطاب‪ :‬موااب الجليل‪.120/0 ،‬‬


‫‪ 2‬فليح حسن خلف ‪ :‬البنوك اإلسمامية ‪ 120‬ـ ‪. 122‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫و بالرغم من كل الجهود المبذولة إلصماح و إنعاش النظام المصرفي الجزائري لم تنعكس إيجابا على‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬مما جعل السلطات تعزز أكثر فكرة إصماح الجهاز المصرفي في التسعينات وذلك من‬
‫خمال قانون النقد والقرض المؤرخ في ‪ 33‬أفريل ‪3005‬‬

‫و كان لصدور قانون النقد والقرض األثر البالغ على تحرير القطاع المصرفي تبعا لمنطقة السوق‬

‫وذلك لتجسيد حرية المنافسة في النشاط المصرفي‪ ،‬كما أنه وألول مرة سمح للبنوك األجنبية بإنشاء بنوك‬
‫خاصة والقيام بأعمال لها في الجزائر في إطار فتح االقتصاد الوطني على االستثمار األجنبي ومن انا كان‬
‫ظهور البنوك اإلسمامية في الجزائر‪.‬‬

‫وبعد مرور أشهر على قانون النقد والقرض تم إنشاء‬

‫بنك البركة الجزائري والذي يعتبر او أول مصرف إسمامي في الجزائر برأس مال مختلط (عام و خاص)‪ ,‬تم‬
‫إنشائه في ‪ 55‬ماي ‪ 3003‬برأس مال ‪ 055.555.555‬دج‪ ,‬و بدأ بمزاولة نشاطاته بصفة فعلية خمال‬
‫شهر سبتمبر‪ 3003‬أما في ما يخص المساامين‪ ,‬فهما بنك الفماحة و التنمية الريفية (الجزائر) و مجموعة‬
‫البركة المصرفية (البحرين)‪.‬في إطار قانون رقم ‪ 33-51‬المؤرخ في ‪ 50‬سبتمبر ‪ ,5551‬فللبنك الحق في‬
‫مزاولة جميع العمليات البنكية من تمويمات و استثمارات‪ ،‬و ذلك موافقة مع مبادئ أحكام الشريعة اإلسمامية‪.‬‬

‫ومن أھم المراحل التي مر بها بنك البركة الجزائري‪:‬‬

‫‪1991‬تأسيس بنك البركة الجزائري‪..‬‬

‫‪ : 2006‬زيادة رأسمال البنك إلى ‪ 5،0‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ : 2009‬زيادة ثانية لرأسمال البنك إلى ‪ 35‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ : 2012‬تفعيل أول منظومة بنكية شاملة و مركزية متطابقة لمبادئ الشريعة اإلسمامية‬

‫‪ : 2016‬الريادة في مجال التمويل االستهماكي على مستوى القطر الجزائري‬

‫‪ : 2017‬زيادة ثالثة لرأسمال البنك إلى ‪ 30‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ : 2018‬أحسن مصرف إسمامي في الجزائر للسنة السادسة على التوالي ‪ (Global Finance) ,‬تصنيف‬
‫مجلة‬

‫مصرف السالم الجزائر ‪ :‬وبعد سنوات من تأسيس بنك البركة الجزائر تم إنشاء بنك آخر واو مصرف السمام‬

‫بنك شمولي يعمل وطبقا للقوانين الجزائرية‪ ،‬ووفقا ألحكام الشريعة اإلسمامية في كافة تعامماته‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫الجزئر في سبتمبر ‪ ، 5552‬ليبدأ مزاولة‬


‫ا‬ ‫كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬تم اعتماد المصرف من قبل بنك‬
‫نشاطه مستهدفا تقديم خدمات مصرفية مبتكرة‪ ،‬برأس مال قدره ‪ 5.0‬مليار دينار ج ازئري‪ ،‬يعتبر ثاني بنك‬
‫الجزئرية وقد بدأ مصرف السمام الجزائر مزاولة نشاطه مستهدفا تقديم‬
‫ا‬ ‫إسمامي ينشط في السوق المصرفية‬
‫خدمات مبتكرة تاريخ ‪ 55‬أكتوبر‪ ، 5552‬ويضم اليوم ‪ 32‬فرعا موزعة عبر واليات مختلفة من الوطن‪.‬‬

‫مصرف السمام الجزائر يعمل وفق إستراتيجية واضحة تتماشى ومتطلبات التنمية االقتصادية في جميع‬
‫المرافق الحيوية بالجزائر‪ ،‬من خمال تقديم خدمات مصرفية عصرية تنبع من المبادئ والقيم األصيلة الارسخة‬
‫لدى الشعب الجازئري بغيت تلبية حاجيات السوق‪ ،‬والمتعاملين‪ ،‬والمستثمرين‪ ،‬وتضبط معامماته ايئة شرعية‬
‫تتكون من كبار العلماء في الشريعة واالقتصاد‪.‬‬

‫اعتماد ارفع معايير الجودة في األداء لمواجهة التحديات المستقبلية في األسواق المحلية واإلقليمية والعالمية‪،‬‬
‫مع التركيز على تحقيق أعلى نسب من العائدات للعمماء والمساامين على السواء‬

‫في مارس‪ ،5555‬رخص البنك المركزي الجزائري‪ ،‬بقيام البنوك العاملة في السوق المحلية‪ ،‬بالتسويق لثمانية‬
‫منتجات مصرفية إسمامية جديدة‪ ،‬باعتباراا إحدى أدوات مواجهة تداعيات الصدمة النفطية النظام وذلك عن‬
‫طريق أنظمة البنك المركزي لعام ‪ 5555‬خاصة النظام رقم‪. 02 -5555‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪1441‬‬
‫الموافق ‪ 15‬مارس ‪ 2020 -‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسمامية وقواعد ممارستها من‬
‫طرف البنوك والمؤسسات المالية ويتعلق األمر بتسويق ثمان منتجات مصرفية إسمامية اي‪ :‬المرابحة‪،‬‬
‫والمضاربة‪ ،‬والمشاركة‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬والسلم‪ ،‬و االستصناع‪ ،‬وحسابات الودائع‪ ،‬وودائع االستثمار‪،‬وتهدف صيغ‬
‫التمويل اإلسمامية إلى المساامة في تعبئة االدخار وخصوصا ضخ النقد المتداول خارج البنوك (السوق‬
‫الموازية) ليصبح داخل السوق الرسمية‪.‬‬

‫وفي يوم الثماثاء ‪ 53‬أوت ‪ 5555‬أعطى الوزير األول عبد العزيز جراد إشارة انطماق الخدمات المالية‬
‫اإلسمامية في البنوك العمومية وذلك خمال إشرافه أشرفه رفقة وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان على إطماق‬
‫نظام تسويق منتجات الصيرفة اإلسمامية على مستوى وكالة ديدوش مراد التابعة للبنك الوطني الجزائري‬
‫وبالتالي كانت اذه عبارة عن انطماق الخدمات المصرفية اإلسمامية في البنوك التقليدية العمومية على‬
‫اإلسمامية‪1.‬‬ ‫مستوى شبابيك أو فروع أو ما يسمى بنوافذ الصيرفة‬

‫‪ 1‬النوافذ اإلسمامية اي عبارة عن دائرة أو قسم أو حتى شركة تمويل منفصلة أنشأتها مؤسسة مالية تقليدية تقدم منتجات وخدمات‬
‫إسمامية للعمماء الذين يفضلون التمويل اإلسمامي على التمويل التقليدي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم تجربة الجزائر في الصيرفة اإلسالمية) التحديات واألفاق و الحلول(‬

‫‪ -1‬التحديات‪:‬‬
‫رغم اإلقبال على المنتجات المصرفية اإلسمامية‪ ،‬إال أن البنوك التي تقدم تلك العروض تواجه الكثير من‬
‫التحديات التي تحول دون انتشار وممارسة المؤسسات المالية اإلسمامية لنشاطها‪ ،‬ولع ّل من أبرزاا محدودية‬
‫للجزئر‪ ،‬إلى جانب افتقاراا إلى نظام‬
‫ا‬ ‫السوق من حيث عدداا وحجمها وانتشاراا في المناطق الداخلية‬
‫مؤالة للعمل في اذه المؤسسات‪.‬‬
‫تشريعي وتنظيمي ومؤسسات وبنية تحتية مساندة وموارد بشرية ّ‬
‫خاص بالبنوك التي تتعامل بأحكام الشريعة‬
‫ّ‬ ‫الجزئر من غياب تقنين‬
‫ا‬ ‫كما تعاني المصارف اإلسمامية في‬
‫اإلسمامية‪ ،‬فبالرغم من ظهور أول بنك إسمامي منذ ‪ 3005‬إال أن المماحظ او عدم وجود وعاء قانوني‬
‫على مستوى البنك المركزي والذي يؤطّره ويحميه من مجموعة المخاطر المصرفية الممكن حدوثها في السوق‬
‫النقدية الوطنية إال في ‪ 5555‬بعد صدور النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪ 55‬رجب عام ‪ 3333‬الموافق‬
‫‪ 30‬مارس سنة ‪ 5555‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسمامية وقواعد ممارستها من طرف‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫البنوك اإلسمامية تعاني صعوبة الحصول على السيولة التي تحتاج إليها في نشاطها انطماقا من أن األحكام‬
‫المتبناة من طرفها‪ ،‬والتي تتعامل بأحكام الشريعة اإلسمامية ال تجيز لها اللّجوء إلى سوق النقد لتغطية‬
‫ّ‬
‫متطلّباتها عن طريق التعاقد التي تتعامل على أساسها اذه البنوك مع المؤسسات المالية الكماسيكية‪ ،‬والتي‬
‫تتعامل بطريقة الفوائد الربوية‪.‬‬
‫المؤالين لتسيير‬
‫ّ‬ ‫ولعل أام إشكالية تواجهه البنوك‪ ،‬اي النقص الكبير في المصرفيين والتنفيذيين‬
‫اإلطارت والمصرفيين‬
‫ا‬ ‫نشاط المصرفية اإلسمامية‪ ،‬حيث تعاني بعض المؤسسات البنكية من نقص في‬
‫المختصين في تنفيذ األدوات المطابقة لمبادئ اإلسمام في تمويل االقتصاد والعقّار‪ ،‬وكذلك ِقصر عمر‬
‫ّ‬
‫الصناعة المصرفية اإلسمامية باإلضافة إلى ندرة واضحة في خريجي الجامعات والمدارس المتخصصة في‬
‫الصيرفة اإلسمامية‪ ،‬علما بأن اناك حاجة إلى البحوث المتعلقة ببعض جزئيات صناعة المصرفية‬
‫اإلسمامية‪ ،‬كما أن اناك حاجة ماسة إلى تأسيس بنوك إسمامية قوية‪ ،‬تتبع معايير األداء الصحيحة‪ ،‬وكذلك‬
‫الخبرت والتعاون بين البنوك اإلسمامية‪ ،‬نقص في الجودة والكفاءة في المنتجات اإلسمامية‬
‫ا‬ ‫الحاجة إلى تبادل‬
‫بشكل عام‪ ،‬كما أن اناك تحديات أخرى تتمثل في كيفية بيع الفرص االستثمارية في مشاركة المخاطر‪،‬‬
‫متغيرت العصر‬
‫ا‬ ‫وتخفيض تكاليف الحصول على معلومات وعموالت الوساطة والسمسرة‪ ،‬مع ضرورة مواكبة‬
‫وكذلك مما تعاني منه الصيرفة اإلسمامية اي الذانيات الخاصة بأصحاب القرار والذين كان توجههم‬
‫للصيرفة اإلسمامي ة ليس عن قناعة وعرض وطلب أو مدى نجاعتها ولكن كان السبب الرئيس او استقطاب‬
‫األموال خارج الدائرة االقتصادية إذا كانت اذه نظرة أصحاب القرار في الدولة فكيف سنقنع الزبون ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬اآلفــــــــاق‪:‬‬

‫إن التطور واالنتشار اللذان شهدتهما الصيرفة اإلسمامية يؤكدان أن مستقبلها واعد‪ ،‬حيث يماحظ أن‬
‫اناك ااتماما عالميا بهذه الصناعة الوليدة‪. ،‬كما و أكد خب ارء االقتصاد اإلسمامي أن الجهاز المصرفي‬
‫الج ازئري قابل الستيعاب المعاممات المصرفية اإلسمامية من الناحية النظرية‪ ،‬فالقانون المصرفي الجازئري‬
‫يعتبر بحق قانونا متفتحا على الصيغ المصرفية اإلسمامية من مشاركة وماربحة‪ ،‬باإلضافة إلى اإلمكانية‬
‫لممارسة عقود اإلجارة واالقتناء أو اإليجار المنتهى بالتمليك‪ ،‬ولعل اذا االنفتاح تنامي مع إحساس السلطات‬
‫النقدية والمالية بجدوى تشجيع النشاط المصرفي اإلسمامي في الج ازئر‪ ،‬والتفكير جديا في أسلمة بعض جوانبه‬
‫وفق خطة طويلة المدى‪ ،‬وتأايل العناصر الشابة والمشبعة بالروح واإليمان بالعمل المصرفي اإلسمامي‬
‫إزلتها واي‬
‫والتحصيل العلمي الصحيح‪ ،‬مع األخذ في االعتبار التحديات و العوائق‪ ،‬ومن ثم األخذ بأسباب ا‬
‫أاداف ممكنة التجسيد من الناحية العملية‪.‬‬
‫لذلك بات من الضروري إيجاد حلول فعلية للصعوبات التي تواجهها اذه البنوك في نشاطها‪ ،‬فهناك‬
‫خاصة إذا ما‬
‫ّ‬ ‫فرصة متاحة للج ا زئر في أن تصبح نموذجا ممي از في الصيرفة اإلسمامية محلّيا و إقليميا‪،‬‬
‫أام مصادر تعبئة الموارد المالية‪ ،‬ومن ثَّم تمويل‬‫استغلّت الطاقة االستيعابية للسوق النقدية الواعدة كأحد ّ‬
‫احتياجاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬حلول ومقترحات لتطوير وتفعيل الصيرفة اإلسالمية بالجزائر‪.‬‬

‫من أجل تفعيل مكانة الصيرفة اإلسمامية في االقتصاد الج ازئري نقترح مجموعة من الحلول واي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب إعادة النظر في المنظومة القانونية خاصة القانون الذي ينظم العماقة بين البنك اإلسمامي‬
‫وبنك الجزائر لكي يحافظ على خصوصية البنوك اإلسمامية ومنحها مجال تعامل خاص بما يجعلها تحافظ‪‬‬
‫على قواعد الشريعة اإلسمامية التي تحكمها وبالتالي قيام الصيرفة اإلسمامية بشروطها الكاملة‪.‬‬
‫‪‬عدم التضييق على النشاط المصرفي اإلسمامي في الج ازئر بحيث يسمح للبنوك بشكل عام بما في‬
‫ذلك البنوك اإلسمامية باستخدام أدوات تسويقية للترويج لمنتجاتها وبحرية كاملة‪ ،‬وترك المواطن يختار ما‬
‫يشاء من منتجات بكل حرية‪.‬‬
‫‪‬فتح بنوك إسمامية و أيضا نوافذ إسمامية في كل المصارف التجارية‪.‬‬
‫‪‬اعتماد الصكوك اإلسمامية كمنتجات رسمية في بمادنا‪.‬‬
‫الري العام في‬
‫‪ ‬قيام و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف والمجلس اإلسمامي األعلى بواجبهما في تنوير أ‬
‫قيمة المعاممات المصرفية اإلسمامية‪ ،‬وكيفيات التعامل مع مؤسسات التمويل اإلسمامية‪ ،‬و إمكانيات إنشائها‬
‫بعيدا عن سلطة الدولة وتدخلها‪.‬‬
‫‪ ‬االاتمام بالمورد البشري المتخصص في الصيرفة اإلسمامية والتأمين التكافلي من خمال التكوين‬
‫المتخصص داخل وخارج الجامعة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تسهيل اعتماد بنوك إسمامية جديدة في الج ازئر على أساس ش اركة بين الخواص واألجانب وبين‬
‫الدولة واألجانب‪ ،‬وفك الحصار على ملفات البنوك اإلسمامية التي طلبت االعتماد منذ سنوات دون رد من‬
‫بنك الج ازئر‪.‬‬
‫‪‬إطماق التأمين التكافلي ألنه شرط أساسي لنجاح الصيرفة اإلسمامية بمعنى الكلمة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الوعي داخل المجتمع في كل الوسائل اإلعمامية المتاحة من أجل االستثمار في البنوك‬
‫اإلسمامية وكذلك تعبئة الموارد لما لها من عائد على المجتمع ككل‪.‬‬
‫الجزئر‪.‬‬
‫‪‬تسريع إجارءات اعتماد فروع جديدة للبنوك اإلسمامية في ا‬
‫‪ ‬اعتماد نصوص قانونية جديدة ومرنة تدخل رسميا البنوك اإلسمامية بصفتها جزءا ال يتج أز من‬
‫جهازنا المصرفي واعطائها الحماية القانونية المازمة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للبنوك اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫خاتمة الفصل ‪:‬‬


‫إن المتابعين للشأن االقتصادي والمالي الحظوا أن للمصارف اإلسمامية دو ار مهما في رفع الكثير‬
‫من الحرج الذي كان يواجه المسلمين في الدول اإلسمامية وغير اإلسمامية عند تعاملهم مع البنوك التقليدية‪،‬‬
‫وذلك ألنها تعتمد في نشاطاتها المصرفية على المشاركة في الربح و الخسارة وتجنب المعاممات الربوية‬
‫باعتباراا محرمة في اإلسمام‪.‬‬
‫إن اذه الميزة التي تختصها البنوك اإلسمامية دون غيراا من البنوك الربوية ساعدت كثي ار على‬
‫انتشاراا عبر أنحاء العالم‪ ،‬إما بفتح مصارف تعمل بالكامل وفق األطر واألنظمة اإلسمامية أو االكتفاء بفتح‬
‫فروع أو نوافذ إسمامية فقط من قبل المصارف التقليدية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من النجاح الذي حققته اذه المصارف فإن حجمها يبقى محدودا وخبرتها بالمعاممات‬
‫المصرفية التي باتت تتغير باستمرار وبسرعة فائقة‪ ،‬تبقى قليلة جدا بالمقارنة مع البنوك التقليدية من حيث‬
‫العدد و خاصة وأنها تمارس عملها في بيئات معظمها تقوم على التعامل وفق النمط المصرفي التقليدي‪.‬‬
‫و بالنظر إلى تجربة العمل المصرفي اإلسمامي في الجزائر بحكم حداثته وصغر حجمه من خمال الخدمات‬
‫التي تقدمها ودوراا في تحقيق التنمية القتصادية واالجتماعية المستدامة‪.‬‬
‫اناك معوقات تقف أمام انتشار وممارسة المؤسسات المالية اإلسمامية لنشاطها في الجزائر‪,‬منها‬
‫محدودية السوق من حيث حجمها وعدداا وانتشاراا في المناطق الداخلية للجزائر‪ ،‬وافتقاراا لمؤسسات بنية‬
‫تحتية مساندة وموارد بشرية مؤالة للعمل في اذه المؤسسات وكذلك عدم وجود رغبة حقيقة للتوجه إلى‬
‫اقتصاد إسمامي حقيقي وخاصة بعد فتح فروع إسمامية تابعة للبنوك التقليدية مما يجعلها منافسة للمصارف‬
‫اإلسمامية وكذلك الرغبة الحقيقية للمسؤولين اي امتصاص السيولة الموجودة خارج الدائرة المالية الستثماراا‪.‬‬
‫تبقى السوق النقدية والمالية واإلسمامية في الجزائر لها مستقبل واعد‪ ،‬واو ما يعطي دافع من أجل توسيعها‬
‫وتبنيها آلليات السياسة النقدية اإلسمامية في تنظيم وتسيير اذه السوق‪ ،‬فهناك فرصة متاحة للجزائر في ان‬
‫تصبح نموذجا ممي از في الصيرفة اإلسمامية محليا واقليميا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اراسة حالة مصرف السالم‬
‫الجزائر‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫من أجل تسليط الضوء على واقع البنوك اإلسمامية ال يكفي التعرض الجانب النظري لإلحاطة‬
‫بالموضوع بل يجب دعم الجانب النظري بدراسة ميدانية للحصول على نتائج أكثر دقة لما لها من صلة‬
‫بالواقع فقد تعرضنا في بداية اذه الد ارسة إلى البنوك اإلسمامية وما يتعلق بها من تعاريف ونشأة وخصائص‬
‫وغيراا كالموارد والتمويل ‪.‬‬

‫في اذا الفصل سوف نرى ما او متعلق بالبنوك اإلسمامية في الجزائر من خمال دراسة حالة مصرف‬
‫السمام‪-‬الجزائر كدراسة تطبيقية ‪ ،‬نتطرق أوال فيها إلى التعريف بالمصرف ومعرفة القيم التي يقوم عليها‬
‫والرؤيا وكذا استعراض الهيكل التنظيمي و تحليل مكوناته من مجلس إدارة ومجلس تنفيذي وكذلك ايئة‬
‫الفتوى والرقابة الشرعية التابعة له‪ ،‬وكذلك الخدمات المقدمة من طرفه وكذلك الصيغ التمويلة التي يتعامل‬
‫بها وبعد ذلك نلقي الضوء على بعض إحصائيات التمويل التي يمنحها المصرف لعممائه و النتائج المحصل‬
‫عليها من خمال التقارير المالية السنوية مابين سنة ‪ 5531‬و سنة ‪ 5530‬لنناقش بعض النتائج المحصل‬
‫عليها ولمعالجة اذا الموضوع قمنا بتقسيم اذا الفصل لمبحثين‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تقديم لمصرف السمام الجزائر‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل ودراسة إحصائية لمصرف السمام الجزائر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم مصرف السالم‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف مصرف المصرف ‪:‬‬
‫مصرف السمام‪-‬الجزائر‪ ،‬بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية‪ ،‬و وفقا ألحكام الشريعة اإلسمامية في‬
‫كافة تعامماته‬
‫كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬تم اعتماد المصرف من قبل بنك الجزائر في سبتمبر ‪ ،5552‬ليبدأ مزاولة‬
‫نشاطه مستهدفا تقديم خدمات مصرفية مبتكرة‪ .‬برأس مال يقدر بـ ‪ 0.5‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ويعتبر ثاني بنك‬
‫إسمامي يبدأ نشاطه في وسط السوق المصرفية الجزائرية بعد بنك البركة الجزائري الذي مارس نشاطه بعد‬
‫أشهر من إصدار قانون النقد والقرض عام ‪ 3005‬و كانت بداية نشاط مصرف السمام الجزائر بتاريخ ‪55‬‬
‫أكتوبر ‪ 5552‬م ازوال نشاطه مستهدفا تقديم خدمات مبتكرة ويضم اليوم ‪ 30‬فرعا موزعة عبر واليات مختلفة‬
‫من الوطن‪.‬‬
‫إن مصرف السمام الجزائر يعمل وفق إستراتيجية واضحة تتماشى و متطلبات التنمية االقتصادية في جميع‬
‫المرافق الحيوية بالجزائر‪ ،‬من خمال تقديم خدمات مصرفية عصرية تنبع من المبادئ و القيم األصيلة‬
‫الراسخة لدى الشعب الجزائري‪ ،‬بغية تلبية حاجيات السوق‪ ،‬و المتعاملين‪ ،‬و المستثمرين‪ ،‬و تضبط معامماته‬
‫ايئة شرعية تتكون من كبار العلماء في الشريعة و االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ 0.2‬مهمة المصرف ‪:‬‬
‫ا عتماد أرفع معايير الجودة في األداء‪ ،‬لمواجهة التحديات المستقبلية في األسواق المحلية و اإلقليمية‪ ،‬و‬
‫العالمية‪ ،‬مع التركيز على تحقيق أعلى نسبة من العائدات للعمماء و المساامين على السواء‪.‬‬
‫‪ 3.2‬رؤية المصرف ‪:‬‬
‫الريادة في مجال الصيرفة الشاملة‪ ،‬بمطابقة مفاايم الشريعة اإلسمامية‪ ،‬و بتقديم خدمات و منتجات مبتكرة‪،‬‬
‫معتمدة من قبل الهيئة الشرعية للمصرف ‪.‬‬
‫‪ 4.2‬قيم المصرف ‪:‬‬
‫التميــز‪ :‬إن في مصرف السمام‪-‬الجزائر يتبنى التميز كثقافة جماعية‪ ،‬و فردية‪ ،‬يسعى لتحقيقها بأعلى‬
‫المعايير‪ ،‬في كل ما نقوم به من أعمال‪ ،‬فذلك يعد دافعا لتحقيق األاداف المسطرة‪.‬‬
‫االلتزام ‪ :‬او الشعور بالمسؤولية‪ ،‬و العمل على االستجابة لكافة الحاجيات المطلوبة‪ ،‬و المنتظرة من قبل‬
‫المتعاملين و الزمماء‪.‬‬
‫التواصــل ‪ :‬لقد جعلنا من التواصل الداخلي و الخارجي ‪ ،‬أام أولوياتنا‪ ،‬إلدراكنا أنه الوسيلة المثلى لتقديم‬
‫أفضل خدمة للعمماء‪.‬‬
‫‪ .0‬منتجات المصرف ‪ :‬يقترح مصرف السمام‪-‬الجزائر مجموعة منتجات و خدمات مبتكرة مما صاغته‬
‫الصيرفة المعاصرة و يحرص على حسن تقديمها للزبائن‪.‬‬
‫‪ 2.0‬عمليات التمويل ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصرف السمام‪-‬الجزائر يمول المشاريع االستثمارية‪ ،‬و كافة االحتياجات في مجال االستغمال‪ ،‬و االستهماك‬
‫عن طريق عدة صيغ تمويلية منها‪:‬‬
‫المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬المرابحة‪ ،‬االستصناع‪ ،‬السلم‪ ،‬البيع بالتقسيط ‪ ،‬البيع اآلجل ؛ الخ‪...‬‬
‫‪ 0.0‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫مصرف السمام‪-‬الجزائر‪ ،‬يضمن لزبائنه تنفـيذ تـعامماتهم التجارية الدولية دون تأخير‪ ،‬حيث يقترح عليهم‬
‫فعالة من‪:‬‬
‫خدمات سريعة و ّ‬
‫المستندية ‪ ،‬التعهدات و خطابات الضمان البنكية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وسائل الدفع على المستوى الدولي ‪ :‬العمليات‬
‫‪ 3.0‬االستثمار و االدخار ‪:‬‬
‫لكل من يرغب في تنمية أمواله واالستثمار واالستفادة من أفضل الشروط الموجودة في السوق مصرف السمام‬
‫يقترح عليه‬
‫‪ ‬اكتتاب سندات االستثمار‬
‫‪ ‬فتح دفتر التوفير (أمنيتي)‬
‫‪ ‬بطاقة التوفير (أمنيتي)؛‬
‫‪ ‬حسابات االستثمار ‪... ،‬الخ‬

‫‪ 4.0‬الخدمات ‪:‬‬

‫‪ ‬خدمة تحويل األموال عن طريق أدوات الدفع اآللي‬


‫‪ ‬الخدمات المصرفية عن بعد " السمام مباشر "‬
‫‪ ‬خدمة "موبايل بنكنغ" ؛‬
‫‪ ‬خدمة مايل سويفت " سويفتي "‬
‫‪ ‬بطاقة الدفع اإللكترونية " آمنة "‬
‫‪ ‬بطاقات السمام في از الدولية‬
‫‪ ‬خدمة الدفع عبر االنترنت "‪"E-Amina‬‬
‫‪ ‬خزانات األمانات " أمان "‬
‫‪ ‬ماكينات الدفع اآللي‬
‫‪ ‬ماكينات الصراف اآللي ‪... ،‬الخ‬

‫‪35‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي ‪:‬‬

‫‪ -‬الشكل رقم‪ :22‬الهيكل التنظيمي للمصرف‬

‫مجلس اإلاارة‬

‫اإلاارة التنفيذية‬

‫دهيئة الفتوى‬ ‫الخامات عبر‬ ‫بطاقات‬ ‫خامات‬ ‫خامات‬


‫االنترنت‬ ‫المصرف‬ ‫الشركات‬ ‫األفراا‬
‫والرقابة الشرعية‬

‫من إعداد الطلبة اعتمادا على موقع المصرف على االنترنت‬

‫‪36‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬مجلس اإلدارة‪ :‬يتكون مجلس اإلدارة من خمسة أعضاء و ام رئيس و أربعة أعضاء على النحو التالي‪:‬‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫محمد عمير يوسف أحمد المهيري‬


‫عضو مجلس اإلدارة‬ ‫محمد علي خميس محمد الحوسني‬
‫عضو مجلس اإلدارة‬ ‫إيهاب عبد اللطيف عثمان أحمد‬
‫عضو مجلس اإلدارة‬ ‫عبد الرحمان أحمد عبداهلل سنان‬
‫عضو مجلس اإلدارة‬ ‫النور عجبنا عز العرب‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على موقع المصرف على االنترنت‬

‫‪ ‬اإلدارة التنفيذية‪:‬‬
‫اإلدارة العامة‬ ‫المدير العام‬ ‫ناصر حيدر‬
‫إدارة العمليات التجارية‬ ‫رئيس قطاع النشاط التجاري‬ ‫سفيان جبايلي‬
‫فرع باب الزوار‬ ‫مدير فرع باب الزوار‬ ‫إبراايم بن عزي‬
‫فرع القبة‬ ‫مدير فرع القبة بالنيابة‬ ‫طارق لزعر‬
‫فرع سطيف‬ ‫مدير فرع سطيف‬ ‫خالد بونازو‬
‫فرع البليدة‬ ‫مدير فرع البليدة‬ ‫كريم درويش‬
‫فرع واران‬ ‫مدير فرع واران‬ ‫فريد بوجابي‬
‫فرع قسنطينة‬ ‫مديرة فرع قسنطينة‬ ‫إيناس ميلي‬
‫فرع ورقلة‬ ‫مدير فرع ورقلة‬ ‫محي الدين بن امال‬
‫فرع حسيبة‬ ‫مدير فرع حسيبة‬ ‫أحمد آيت يونس‬
‫فرع دالي ابراايم‬ ‫مدير فرع دالي إبراايم‬ ‫يانيس أمين حمودي‬
‫فرع سيدي يحيى‬ ‫مدير فرع سيدي يحيى‬ ‫يوسف عثماني‬
‫فرع أدرار‬ ‫مدير فرع أدرار‬ ‫عبد الرحيم رضا‬
‫فرع بسكرة‬ ‫مدير فرع بسكرة‬ ‫الباح العيد‬
‫فرع باتنة‬ ‫مدير فرع باتنة‬ ‫ابراايم اوراغ‬
‫فرع عنابة‬ ‫مدير فرع عنابة‬ ‫فاروق باباس‬
‫فرع اسطاوالي‬ ‫مدير فرع اسطاوالي‬ ‫مالك شريط‬
‫فرع عين وسارة‬ ‫مدير فرع عين وسارة‬ ‫خير الدين شبة‬
‫فرع مسيلة‬ ‫مدير فرع مسيلة‬ ‫ابراايم بن صديق‬
‫من إعداد الطلبة اعتمادا على موقع المصرف االنترنات‬

‫‪37‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪:‬‬


‫تتشكل الهيئة الشرعية لمصرف السمام‪-‬الجزائر من كبار علماء الشريعة اإلسمامية و االقتصاد ممن لهم‬
‫إلمام بالعلوم الدينية‪ ،‬النظم االقتصادية‪ ،‬القانونية‪ ،‬المصرفية و المعاممات اإلسمامية ‪،‬يتم تعيينهم باقتراح من‬
‫مجلس اإلدارة و بموافقة الجمعية العامة العادية للمصرف‪.‬‬
‫إن الهيئة الشرعية لمصرف السمام‪-‬الجزائر مستقلة عن اإلدارة العامة للمصرف كونها تقوم بمراقبة مدى‬
‫شرعية المعاممات التي يقوم بها المصرف‪ ،‬و اي المسؤولة الوحيدة عن إصدار األحكام الشرعية لكل ما يتم‬
‫رفعه إليها من قضايا و مواضيع متعلقة بالعقود التي يبرمها المصرف مع متعامليه‪ ،‬و القيام بالرقابة على‬
‫كافة أعمال اإلدارة و الفروع للتأكد من موافقتها ألحكام الشريعة اإلسمامية مع إمكانية تجنيب األرباح‬
‫للمصرف‪.‬‬
‫و يساعداا في ذلك المدقق الشرعي للمصرف السيد «علي محمد بورويبة» الذي يقوم برفع تقارير دورية‬
‫للهيئة عن نشاط المصرف‪.‬‬
‫أعضاء هيئة الفتوى والرقابة‪:‬‬
‫رئيس ايئة الفتوى‬ ‫الدكتور حسين حامد حسان‬
‫نائب رئيس ايئة الفتوى‬ ‫الدكتور "عز الدين بن زغيبة"‬
‫عضو و أمين سر ايئة الفتوى‬ ‫الدكتور "محمد عبد الحكيم محمد زعير"‬
‫عضو ايئة الفتوى‬ ‫الدكتور “العياشي الصادق فداد”‬
‫عضو ايئة الفتوى‬ ‫الدكتور "أبو بكر لخضر لشهب"‬
‫من إعداد الطلبة اعتمادا على موقع المصرف على االنترنت‬

‫‪38‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صيغ التمويل والدراسة اإلحصائية لمصرف السالم‬

‫المطلب األول ‪ :‬الصيغ التمويلية المعتمدة في مصرف السالم ‪-‬الجزائر ‪:‬‬

‫تنقسم صيغ التمويل في مصرف السمام إلى‪:1‬‬

‫‪ -2‬المرابحــــــــــــــة‪:‬‬

‫اي عملية شراء المصرف لسلعة منقولة أو ثابتة بمواصفات محددة بناء على طلب و وعد المتعامل بشرائها‬
‫ثم إعادة بيعها مرابحة بعد تملكها و ق بضها بثمن يتضمن التكلفة مضافا إليها اامش ربح موعود به من‬
‫المتعامل‪.‬‬
‫أما بنك الجزائر في المادة الخامسة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على أن‬
‫المرابحة اي عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع لزبون سلعة معلومة‪ ،‬سواء كانت منقولة أو‬
‫غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بتكلفة اقتنائها مع إضافة اامش ربح متفق عليه مسبقا ووفقا‬
‫لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬
‫فالعملية مكونة من وعد بالشراء ثم شراء البضاعة ثم بيعها مرابحة ‪ ،‬ومن ثم فهي ليست من قبيل بيع‬
‫اإلنسان ما ليس عنده‪ ،‬ألن المصرف ال يعرض أن يبيع شيئا‪ ،‬ولكنه يتلقى أم ار بالشراء‪ ،‬واو ال يبيع حتى‬
‫يملك ما او مطلوب ويعرضه على المشتري اآلمر ليرى إذا كان مطابقا لما وصف أم ال‪ ،‬كما أن اذه‬
‫العملية ال تنطوي على ربح ما لم يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض البضاعة التي اشترااا فانتقل إليه الضمان‪.‬‬

‫‪ https://www.alsalamalgeria.com/‬شوھد بتاريخ ‪ 0702-70-70‬على الساعة ‪22.07‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم‪ :20‬يمثل صيغة المرابحة في مصرف السالم‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:90‬‬

‫‪ -0‬البيع بالتقسيط للسيـــــــارات ‪:‬‬

‫اي صيغة يقوم من خمالها المصرف ببيع سيارات متوافرة لديه مملوكة له ومقبوضة من قبله بالتقسيط‬
‫للمتعاملين‪ ،‬حيث يعرض على المتعاملين شراء السيارات المتوافرة ضمن مخزون السيارات التي اشترااا مسبقا‬
‫وقبضها القبض الناقل للضمان‪.‬‬

‫إذا كانت السيارة المرغوب شراؤاا من قبل المتعامل غير متوافرة ضمن مخزون المصرف‪ ،‬فإن المصرف يقوم‬
‫باقتنائها وتملكها وعقب قبضها القبض الناقل للضمان ما يعرض على المتعامل شراءاا‪.‬‬

‫ومن ثم ليس في العملية بيع لما ال يملكه المصرف‪ ،‬ألن المصرف ال يبيع حتى يملك ما او مطلوب من‬
‫المتعامل ويعرضه عليه ليرى إذا كان مطابقا لما وصف‪ ،‬كما أن اذه العملية ال تنطوي على ربح ما لم‬
‫يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض ما اشتراه فأصبح قابضا وضامنا يتحمل تبعة الهماك‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ )23‬صيغة البيع بالتقسيط‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:97‬‬

‫‪41‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬اإلجـارة‪:‬‬

‫او عقد بين المصرف و المتعامل يؤجر المصرف بمقتضاه عينا موجودة في ملك المصرف عند التعاقد أو‬
‫موصوفة في ذمة المؤجر تسلم في تاريخ محدد و اي نوعان‪:‬‬

‫مدة‬
‫‪ .3‬إجارة منتهية بالتمليك‪ :‬و اي التي تنتقل فيها ملكية العين المؤجرة إلى المستأجر في نهاية ّ‬
‫اإلجارة ( قد تكون العين المؤجرة مشتراة من المتعامل نفسه أو من طرف ثالث)‪.‬‬
‫مدة اإلجارة‪.‬‬
‫‪ .5‬إجارة تشغيلية‪ :‬و اي التي تعود فيها العين المستأجرة إلى المؤجر في نهاية ّ‬

‫أما بنك الجزائر في المادة الثامنة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على أن اإلجارة‬
‫المسمى‬
‫تصرف الزبون ُ‬ ‫المؤجر‪ ،‬تحت ّ‬ ‫المسمى ُ‬‫اي عقد إيجار يضع من خماله البنك أو المؤسسة المالية‪ُ ،‬‬
‫الم ِ‬
‫ستأجر‪ ،‬وعلى أساس اإليجار‪ ،‬سلعة منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬لفترة محددة‬ ‫ُ‬
‫مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد‪.‬‬
‫الشكل رقم‪ :24‬يمثل صيغة اإلجارة في مصرف السالم‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:97‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬اإلستصنــــــــــــاع‪:‬‬

‫يعتمد المصرف في إطار التمويل عن طريق االستصناع على صيغتين اثنتين بحسب موضوع التمويل‪:‬‬

‫صيغة االستصناع و االستصناع الموازي‪:‬‬

‫ونميز بين تطبيقين لهذه الصيغة بحسب موضوع االستصناع‪:‬‬

‫‪ ‬صيغة االستصناع و االستصناع الموازي في المباني‪:‬‬

‫واي صيغة يقوم من خمالها المصرف بناء على طلب المتعامل ببناء أو تهيئة عقار حسب المواصفات‬
‫المحددة ضمن الطلب والمخططات المرفقة به‪ ،‬إذ يعتمد المصرف في تنفيذ اذه العملية على عقدي‬
‫استصناع منفصلين يكون في أحداما صانعا وفي الثاني مستصنعا‪ ،‬حيث ينعقد االستصناع األول بينه وبين‬
‫المتعامل المستصنع فيكون صانعا‪ ،‬بالنسبة إليه ثم يعقد المصرف استصناعا موازيا مع مقاول من أجل إنجاز‬
‫المشروع‪ ،‬فيكون مستصنعا في اذا العقد‪ ،‬على أن يكون كل من العقدين مستقما عن اآلخر‪.‬‬

‫‪ ‬صيغة االستصناع و االستصناع الموازي في غير المباني‪:‬‬

‫واي صيغة يقوم من خمالها المصرف بناء على طلب المتعامل بتصنيع سلع أو تجهيزات‪ ،‬طبقا للمواصفات‬
‫المحددة ضمن طلبه‪ ،‬عن طريق عقد استصناع مواز لماستصناع األول مع صانع يستصنع من خماله‬
‫المصنوعات المطلوبة‪.‬‬

‫صيغة االستصناع مع التوكيل بالبيع‪:‬‬

‫واي صيغة يقوم المصرف من خمالها بشراء سلع أو تجهيزات مصنعة من قبل المتعامل ثم يوكله في بيعها‬
‫بعد تسليمها‪ ،‬وعليه فإن اذه الصيغة تعتمد على عقدين‪ :‬عقد استصناع يكون المصرف فيه مستصنعا‬
‫والمتعامل صانعا‪ ،‬وعقد توكيل بالبيع يوكل من خماله المصرف المتعامل في بيع المصنوعات‪.‬‬

‫تعريف عقد االستصناع‪:‬‬

‫او عقد على بيع عين موصوفة في الذمة مطلوب صنعها‪.‬‬

‫ال يسبق البيع للمتعامل توقيع وعد بالشراء من قبله‪ ،‬حيث ال يوقع المتعامل في الحالتين عند تقدمه بطلبه‬
‫وعدا بالشراء‪ ،‬ومن ثم ليس على المتعامل أي التزام قبل توقيعه عقد البيع بالتقسيط‪.‬‬

‫وكذلك عرفه بنك الجزائر في المادة العاشرة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على أن‬
‫االستصناع او عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم سلعة إلى زبونه صاحب األمر‪ ،‬أو‬
‫بشراء لدى ُمصنع سلعة‬

‫‪43‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صنع وفقا لخصائص محددة ومتّفق عليها بين األطراف‪ ،‬بسعر ثابت ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها‬
‫ستُ ّ‬
‫مسبقا بين الطرفين‪.‬‬
‫الشكل رقم‪ :25‬يمثل صيغة االستصناع في مصرف السالم‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:97‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5‬السلم‪:‬‬

‫اي صيغة تمويل تتم على مرحلتين وتعتمد على عقدين منفصلين عقد بيع السلم وعقد التوكيل بالبيع حيث‬
‫يقوم المصرف بشراء سلع أو بضائع من المتعامل سلما ثم يوكله في بيعها بعد تسليمها‪.‬‬

‫تعريف السلم‪:‬‬

‫عقد بيع بين المتعامل (المسلم إليه) واو البائع‪ ،‬والمصرف (المسلم) واو المشتري بمقتضاه يلتزم المشتري‬
‫بدفع الثمن معجما مقابل استمام المبيع مؤجما على أن يكون المسلم فيه‪ -‬المبيع ‪ -‬مضبوطا بصفات محددة‬
‫ويسلم في أجل معلوم‪.‬‬

‫السلَم‬
‫عرفه بنك الجزائر في المادة التاسعة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على أن َّ‬
‫او عقد يقوم من خماله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم بدور المشتري بشراء سلعة‪ ،‬التي تُسلم له آجما‬
‫من طرف زبونه‪ ،‬مقابل‬

‫الدفع الفوري والنقدي‪.‬‬

‫تعريف السلم الموازي‪:‬‬

‫يتمثل السلم الموازي في دخول المصرف في عقد سلم مستقل ثان مع طرف آخر على سلعة مواصفاتها‬
‫مطابقة للسلعة المتعاقد عليها في السلم األول وذلك بهدف بيع السلعة المشتراة ضمن عقد السلم األول دون‬
‫أن يعلق العقد الثاني على نفاذ العقد األول‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل( ‪ )26‬يمثل صيغة السلم بمصرف السالم‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪27:77‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -6‬المشاركـــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫عرفها بنك الجزائر في المادة السادسة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على‬
‫أن المشاركة اي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف‪ ،‬بهدف المشاركة في رأس مال‬
‫مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح‪.‬‬

‫تنفذ صيغ المشاركة لدى المصرف من خمال شركة العقد وشركة الملك وتكون الشركة فيهما شركة دائمة أو‬
‫متناقصة‪.‬‬

‫شركة العقد‪:‬‬

‫اتفاق اثنين أو أكثر على خلط ماليهما أو عمليهما أو التزاميهما في الذمة‪ ،‬بقصد االسترباح‪.‬‬

‫شركة الملك‪:‬‬

‫تملك اثنين فأكثر عينا أو دينا عن طريق اإلرث أو الشراء أو الهبة أو الوصية أو نحو ذلك من‬
‫أسباب التملك‪ ،‬ويكون كل منهما أجنبيا في نصيب صاحبه ممنوعا من التصرف فيه إال بإذنه‪.‬‬

‫صيغة المشاركة لدى المصرف على أساس شركة العقد‪:‬‬

‫اي شركة يعقداا المصرف مع المتعامل حيث يسهم كل منهما في رأس مال صفقة أو مشروع على‬
‫أن يقتسما الربح المحقق بناء على النسب المتفق عليها ضمن العقد‪ ،‬وتظل الشركة قائمة إلى انقضاء مدتها‬
‫أو موضوعها‪.‬‬

‫صيغة المشاركة لدى المصرف على أساس شركة الملك‪:‬‬

‫اي صيغة يقوم من خمالها المصرف بناء على طلب المتعامل بمشاركته في شراء أو تملك عقار‬
‫فيكون لكل منهما حصة شائعة في ملكيته وعلى أساسه ما يقوم المصرف بإيجار اذه الحصة إلى المتعامل‬
‫إجارة منتهية بالتمليك‪.‬‬

‫المشاركة المتناقصة‪:‬‬

‫اي صيغة يقوم من خمالها المصرف بمشاركة المتعامل في مشروع قائم أو بصدد اإلنجاز على أن‬
‫يقتسما األرباح المحققة وفق النسب المتفق عليها‪ ،‬ويعد المصرف في إطاراا المتعامل من خمال وعد منفصل‬
‫أن يبيعه حصصه تدريجيا أو دفعة واحدة حيث يتنازل عنها بناء على طلب المتعامل بعقود بيع مستقلة‬
‫ومتعاقبة بالثمن المتفق عليه عند البيع‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فالمشاركة المتناقصة عبارة عن شركة يتعهد فيها أحد الشركاء بشراء حصة اآلخر تدريجيا إلى أن يتملك‬
‫المشتري المشروع بكامله‪ .‬وتتكون اذه العملية من الشركة في أول األمر‪ ،‬ثم البيع والشراء بين الشريكين على‬
‫أن ال يكون البيع والشراء مشترطا في اذه الشركة‪ ،‬وانما يتعهد الشريك بذلك بوعد منفصل عن الشركة‪،‬‬
‫وكذلك يقع البيع والشراء بعقد منفصل عن الشركة‪ ،‬وال يجوز أن يشترط أحد العقدين في اآلخر‪.‬‬

‫الشكل (‪ )27‬يمثل صيغة المشاركة لمصرف السالم‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:97‬‬

‫‪ -7‬المضاربة‪:‬‬

‫المضاربة عقد شركة في الربح بمال من أحد الطرفين وعمل من اآلخر واي عقد مشروع ينظم التعاون‬
‫االستثماري بين رأس المال من جهة والعمل من جهة أخرى‪ ،‬بحيث يكون الربح الناتج عنها مشتركا‪ ،‬ومشاعا‬
‫بين طرفيها وفق ما يتفقان عليه‪ .‬ويسمى الطرف الذي يدفع رأس المال (رب المال)‪ ،‬ويسمى الطرف الذي‬
‫عليه العمل (المضارب) أو (العامل) أو (المقارض)‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و عرفها بنك الجزائر في المادة السابعة من النظام رقم ‪ 55-5555‬المؤرخ في ‪30‬مارس ‪ 5555‬على‬
‫قدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬المسمى مقرض لألموال‪ ،‬رأس المال المازم‬
‫أن المضاربة اي عقد ُي ّ‬
‫للمقاول‪ ،‬الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح‪.‬‬
‫المضاربة المطلقة‪ :‬اي التي يفوض فيها رب المال المضارب في أن يدير عمليات المضاربة دون أن‬ ‫‪‬‬

‫يقيده بقيود‪ ،‬حيث يعمل فيها بسلطات تقديرية واسعة‪.‬‬


‫المضاربة المقيدة‪ :‬اي التي يقيد فيها رب المال المضارب بالمكان أو المجال الذي يعمل فيه وبكل ما‬ ‫‪‬‬

‫يراه مناسبا بما ال يمنع المضارب عن العمل‪.‬‬


‫عقد المضاربة لدى المصرف‪:‬عقد مشاركة بين المصرف والمتعامل في صفقة أو مشروع يسهم ‪/‬يقوم‬ ‫‪‬‬

‫المصرف بتمويله ويتكفل المتعامل بإدارته وتنفيذه على أن يوزع الربح بينهما بحسب النسب المتفق عليها‪.‬‬
‫الشكل (‪ )28‬يمثل صيغة المضاربة لمصرف السالم‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:90‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -8‬البيع اآلجل‪:‬‬

‫او البيع الذي يتفق فيه العاقدان على تأجيل دفع الثمن إلى موعد محدد في المستقبل وقد يكون الدفع جملة‬
‫واحدة أو على أقساط‪.‬‬

‫صيغة بيع األجل لدى المصرف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اي صيغة يقوم من خمالها المصرف بشراء سلع أو بضائع أو آالت أو معدات بناء على طلب‬
‫المتعامل‪ ،‬ويقوم بعد تملكه لها وقبضها القبض الناقل للضمان ببيعها للمتعامل باألجل‪.‬‬

‫ومن ثم ليس في العملية بيع لما ال يملكه المصرف‪ ،‬ألن المصرف ال يبيع حتى يملك ما او مطلوب‬
‫من المتعامل ويعرضه عليه ليرى إذا كان مطابقا لما وصف‪ ،‬كما أن اذه العملية ال تنطوي على ربح ما لم‬
‫يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض ما اشتراه فأصبح قابضا وضامنا يتحمل تبعة الهماك‪.‬‬

‫تتوزع صيغ بيع األجل لدى المصرف بين صيغ بيع األجل للمؤسسات وصيغ بيع األجل لألفراد‪.‬‬

‫تتم صيغ بيع األجل للمؤسسات من خمال تأجيل دفع الثمن إلى أجل محدد دفعة واحدة أو على أقساط‪.‬‬

‫تتم صيغة بيع األجل لألفراد من خمال تقسيط دفع الثمن ألجل محدد وفق صيغة البيع بالتقسيط"‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪)28‬يمثل بيع باالجل لدى مصرف السالم‬

‫المصدر‪ /https://www.alsalamalgeria.com :‬شوھد بتاريخ ‪ 0702/70/72‬على الساعة ‪73:27‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسة اإلحصائية حول تمويل االستثمار في مصرف السالم‪-‬الجزائر‬

‫سنحاول في اذا المطلب توضيح الحسابات والنتائج باالستناد على التقارير السنوية للفترة الممتدة بين سنتي‬
‫‪ 2019-2013‬و التي لها آثار على العمليات االستثمارية و التمويلية ‪.‬‬

‫تطور المؤشرات المالية الرئيسية لمصرف السالم الجزائري بين ‪ 2013‬و ‪:2019‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الجدول رقم (‪ )01‬يوضح تطورات الميزانية بين سنتي ‪ 2013‬و ‪( : 2019‬الوحدة ‪ :‬آالف دج)‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫مجموع‬
‫‪39,550,749 36,309,089 40,575,207 53,103,919 85,775,329 110,109,059 131,018,967‬‬
‫الميزانية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير بنك السمام لسنوات الدراسة‪.‬‬

‫و بناءا على اإلحصائيات المقيدة في الجدول أعماه يمكن أن نترجمها في الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫الشكل (‪ : )22‬يوضح تطورات الميزانية بين سنتي ‪ 5531‬و ‪5530‬‬


‫‪140000000‬‬

‫‪120000000‬‬

‫‪100000000‬‬

‫‪80000000‬‬
‫السنوات‬
‫‪60000000‬‬
‫مجموع الميزانية‬
‫‪40000000‬‬

‫‪20000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013 2014‬‬
‫‪2015 2016‬‬
‫‪2017 2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪)01‬‬

‫نماحظ من خمال الشكل أعماه أن مجموع الميزانية كان في تطور مستمر من سنة إلى أخرى ما عدا‬
‫سنة ‪ 5533‬حيث انخفض مجموع الميزانية إال أنه عاد لمارتفاع في السنة التي تليها ‪ 5530‬ليستمر في‬
‫االرتفاع إلى غاية آخر سنة للدراسة ‪ 5539‬وما نستنتجه من اذا أن المصرف بعد ‪ 5533‬و جد الطريق‬
‫الصحيح أو غير في اإلستراتيجية المنتهجة‪ ،‬اناك من يرجع األسباب إلى السياسة التي انتهجتها الدولة من‬

‫‪52‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تركيب السيارات وكذلك بعض الصناعات الكهرومنزلية و التي كان المصرف قد عقد اتفاقيات مع اذه‬
‫المصانع التصنيعية والتركيبية من أجل اقتناء السيارات ودراجات وغيراا من المنتوجات الكهرومنزلية التي‬
‫حملت المصرف تقديم مبالغ مالية كبيرة لهذه المنشآت على أن تكون له األولية في اقتناء أكبر نسبة من‬
‫المنتجات ليتم تسويقها في إطار صيغة المرابحة التي تم على إثراا تسجيل إيرادات متزايدة على مستوى‬
‫المصرف خمال السنوات الموالية‬

‫الجدول رقم (‪ )20‬تطورات النتيجة الصافية بين سنتي ‪ 2013‬و ‪( :2019‬الوحدة ‪ :‬آالف دج)‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫النتيجة‬
‫‪1,266,660 1,383,314 301,357 1,080,086 1,181,246 2,418,015 4,007,410‬‬
‫الصافية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير مصرف السمام لسنوات الدراسة‬

‫و بناءا على اإلحصائيات نحصل على الشكل التالي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )22‬يوضح تطورات النتيجة الصافية بين سنتي ‪ 0223‬و ‪:0228‬‬

‫النتيجة الصافية‬
‫‪4 500 000‬‬

‫‪4 000 000‬‬

‫‪3 500 000‬‬

‫‪3 000 000‬‬

‫‪2 500 000‬‬


‫النتيجة الصافية‬
‫‪2 000 000‬‬

‫‪1 500 000‬‬

‫‪1 000 000‬‬

‫‪500 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪)55‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من المماحظ من الشكل البياني أن النتائج التي حققها البنك في السنتين األولى والثانية محل الدراسة‬
‫عرفتا ثباتا نسبيا لتعرف انخفاض كبي ار في سنة ‪ 5530‬لتعود لمارتفاع بشكل تدريجي في سنة ‪ 5530‬وحتى‬
‫سنة ‪ 5530‬اذا إن دل على شيء فإن يدل على التغير في استراتجيات البنك المتبعة‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )23‬يمثل تطور حجم الودائع لمصرف السالم مابين ‪ 2013‬و ‪( :2019‬الوحدة آالف دج)‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬


‫حجم‬
‫‪19,084,716 15,409,819‬‬ ‫الودائع ‪19,407,756 29,084,236 53,717,182 70,615,294 84,671,904‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير مصرف السمام لسنوات الدراسة‪.‬‬

‫و بناءا على اإلحصائيات المقيدة في الجدول أعماه يمكن أن نترجمها في الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )20‬يوضح حجم الودائع المقدمة للمصرف مابين سنة ‪ 2013‬و ‪:2019‬‬

‫حجم الودائع‬
‫‪90 000 000‬‬

‫‪80 000 000‬‬

‫‪70 000 000‬‬

‫‪60 000 000‬‬

‫‪50 000 000‬‬


‫حجم الواائع‬
‫‪40 000 000‬‬

‫‪30 000 000‬‬

‫‪20 000 000‬‬

‫‪10 000 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪)51‬‬

‫نماحظ من خمال المنحنى البياني أن حجم الودائع شهد عدم ال استقرار خاصة بين ‪ 5531‬و ‪5533‬‬
‫حيث شهد تذبذبا في حجم الودائع وبعد سنة ‪ 5530‬بدأ يعرف حجم الودائع زيادة خاصة في السنوات األخيرة‬

‫‪54‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 5530‬و ‪ 5530‬و ‪ 5530‬اذا إن دل على شيء فإنما على النهج الجيد الذي يتخذه البنك من أجل‬
‫استقطاب الودائع وكذلك نوعية أو جودة االمتيازات المقدمة للزبائن أو المودعين‪.‬‬

‫‪ -5‬مساهمة مصرف السالم في تمويل االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )24‬يمثل إجمالي التمويل المقدم من طرف مصرف السالم خالل الفترة مابين ‪ 2013‬و‬
‫( الوحدة‪ :‬آالف دج )‬ ‫‪2019‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫المؤسسات‬
‫‪28,352,633 23,796,127 23,038,246‬‬ ‫‪30,304,461 42,408,890 63,983,779 78,798,958‬‬
‫الخاصة‬

‫المؤسسات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9,368‬‬ ‫‪14,352‬‬
‫العمومية‬

‫‪421,613‬‬ ‫‪143,348‬‬ ‫‪92,031‬‬ ‫‪541,526‬‬ ‫‪5,030,143‬‬ ‫األفراد ‪13,834,845 19,772,448‬‬

‫إجمالي‬
‫‪28,774,246 23,939,475 23,130,277‬‬ ‫‪30,845,987 47,439,033 77,818,624 98,585,758‬‬
‫التمويل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير مصرف السمام لسنوات الدراسة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ )23‬يوضح إجمالي التمويل المقدم من طرف مصرف السالم بين سنتي ‪ 0223‬و ‪0228‬‬

‫‪120 000 000‬‬

‫‪100 000 000‬‬

‫‪80 000 000‬‬

‫المؤسسات الخاصة‬

‫‪60 000 000‬‬ ‫المؤسسات العمومية‬


‫األفراا‬
‫إجمالي التمويل‬

‫‪40 000 000‬‬

‫‪20 000 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪)53‬‬

‫من المماحظ أن تمويل المصرف لألفراد يعتبر أقل ن تمويل المؤسسات الخاصة رغم الزيادة المستمرة‬
‫في كل سنة أما في سنتي ‪ 5532‬و ‪ 5530‬نماحظ أن البنك مول المؤسسات العمومية والسبب األساسي‬
‫او أزمة تراجع أسعار البترول في السوق العالمية مما أدى إلى التأثير على الخزينة وكذلك ااتمام الدولة‬
‫بالمصارف اإلسمامية في ااته الفترة األخيرة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ )25‬يوضح أشكال التمويل المقدمة من طرف بنك السالم لألفراد و الزبائن‪(:‬الوحدة آالف‬
‫دج)‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫تمويالت‬
‫‪19,696,910 15,066,234 16,567,805 20,169,054 27,143,656 42,244,302 53,168,392‬‬
‫االستغالل‬

‫تمويالت‬
‫‪7,104,262‬‬ ‫‪8,649,378‬‬ ‫‪6,430,485‬‬ ‫‪7,866,447‬‬ ‫‪8,171,368‬‬ ‫‪10,487,621 11,333,094‬‬
‫االستثمار‬

‫اإلجارة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2,205,167‬‬ ‫‪7,066,721‬‬ ‫‪11,204,087 14,088,326‬‬ ‫أصول‬
‫منقولة‪+‬عقارية‬

‫تمويالت‬
‫‪412,613‬‬ ‫‪143,348‬‬ ‫‪92,031‬‬ ‫‪494,700‬‬ ‫‪1,376,376‬‬ ‫‪2,246,893‬‬ ‫‪3,029,808‬‬
‫عقارية‬

‫تمويالت‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪46,826‬‬ ‫‪3,653,767‬‬ ‫‪11,587,952 16,742,640‬‬
‫استهالكية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير مصرف السمام لسنوات الدراسة‪.‬‬
‫الشكل (‪ )24‬يوضح أشكال التمويالت الممنوحة من طرف البنك بين سنتي ‪ 0223‬و ‪:0228‬‬

‫‪60000000‬‬

‫‪50000000‬‬

‫‪40000000‬‬ ‫تمويالت االستغالل‬


‫تمويالت االستثمار‬
‫‪30000000‬‬
‫اإلجارة ( أصول منقولة‪+‬عقارية)‬
‫تمويالت عقارية‬
‫‪20000000‬‬
‫تمويالت استهالكية‬

‫‪10000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على معطيات الجدول رقم (‪)50‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمكننا القول من خما ل ما نماحظه من الجدول والشكل أعماه أن خمال السنوات محل الدراسة أن أام‬
‫التمويمات لدى المصرف اي التمويمات الموجهة لماستغمال والتي عرفت انخفاض في سنة ‪ 5533‬لتعرف‬
‫بعداا ارتفاع مستمر إلى غاية ‪ 5530‬أما بالنسبة لتمويمات االستثمار فإنها كانت أصغر من تمويمات‬
‫االستغمال و ذلك بسبب سياسة المصرف و الصيغ التمويلية المنتهجة في البنك ‪ ،‬أما اإلجارة و التمويمات‬
‫االستهماكية فلم يكن لهما وجود إال بعد ‪ 5530‬واذا كان راجع إلى فسح المجال أمام القروض والتمويمات‬
‫االستهماكية والتي كانت الدولة قد ألغتها لكن بعد زيادة الطلب عليها من سنة إلى أخرى كان ال بد من‬
‫إدراجها ‪ ،‬أما اإلجارة فشأنها شأن التمويمات االستهماكية شهدت تزايد من سنة إلى أخرى بعد دخولها في‬
‫إستراتيجية البنك منذ ‪ 5530‬إلى غاية سنة ‪. 5530‬‬

‫التمويمات العقارية تبدو ضعيفة أو ال تكاد تذكر لكن اذا ال ينفي الزيادة المستمرة إلى غاية سنة ‪. 5530‬‬

‫الصيغ المعمول بها في مصرف السالم لتمويل االستثمار في الجزائر ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الجدول رقم (‪ )26‬يوضح صيغ التمويل المعمول بها في مصرف السالم‪-‬الجزائري ما بين ‪ 0223‬و‬
‫‪( : 0228‬الوحدة أالف دج)‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنوات‬

‫‪19,696,910‬‬ ‫‪15,066,234‬‬ ‫‪16,567,805‬‬ ‫‪20,169,054‬‬ ‫‪27,143,656 42,244,302 53,168,392‬‬ ‫المرابحة‬

‫‪7,104,262‬‬ ‫‪8,649,378‬‬ ‫‪6,403,485‬‬ ‫‪7,866,447‬‬ ‫‪8,171,368 10,487,621 11,333,094‬‬ ‫المضاربة‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,383,005‬‬ ‫‪3,154,795‬‬ ‫‪4,030,784‬‬ ‫‪5,081,941‬‬ ‫اإلجارة‬

‫‪1,551,461‬‬ ‫‪80,515‬‬ ‫‪39,956‬‬ ‫‪63,793‬‬ ‫‪27,145‬‬ ‫‪47,769‬‬ ‫‪209,146‬‬ ‫السلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪822,162‬‬ ‫‪3,911,926‬‬ ‫‪7,173,303‬‬ ‫‪9,006,385‬‬ ‫االستصناع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على تقارير مصرف السمام لسنوات الدراسة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بناءا على اإلحصائيات المقيدة في الجدول أعماه يمكن أن نترجمها في الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )25‬يوضح صيغ التمويل المعتمدة من طرف مصرف السالم‬

‫‪60 000 000‬‬

‫‪50 000 000‬‬

‫‪40 000 000‬‬


‫المرابحة‬
‫المضاربة‬
‫‪30 000 000‬‬ ‫اإلجارة‬
‫السلم‬
‫االستصناع‬
‫‪20 000 000‬‬

‫‪10 000 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على معطيات الجدول رقم (‪)50‬‬

‫من المماحظ من خمال الشكل أن التمويل بالمرابحة كان يعرف استق ار ار تقريبا في السنوات األولى ثم‬
‫بعد سنة ‪ 5530‬صار يعرف زيادة مستمرة والسبب األول او الزيادة في الطلب على القروض االستهماكية‬
‫أما االستصناع واإلجارة لم يعتمداما المصرف إال في سنة ‪ 5530‬غير أنهما عرفا ارتفاع مستمر خاصة مع‬
‫حداثة اعتماداما أما بالنسبة للمضاربة فمنذ السنوات األولى تعرف استقرار إال في سنة ‪ 5530‬حيث عرفت‬
‫انخفاض نسبي‪.‬‬
‫أما التمويل بالسلم تقريبا ضعيف جدا منذ ‪ 5531‬إال سنة ‪ 5530‬فتعتبر زيادة معبرة بالمقارنة بسنة ‪.5532‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة حالة مصرف السالم الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خمال ما تعرضنا إليه في اذا الفصل من خمال معرفة مصرف السمام من حيث التعريف والنشأة و‬
‫الرؤيا والقيم التي يقوم عليها والخدمات التي يقدما وأنواع التمويمات و أعضاء اإلدارة و ايئة الفتوى و‬
‫الرقابة الشرعية ‪ ،‬توصلنا إلى أن مصرف السمام الجزائر يعتبر ثاني بنك يدخل السوق الجزائرية يتعامل‬
‫بالمعاممات اإلسمامي ة بعد بنك البركة ويعتبر حديث النشأة إال بدأ يثبت مكانته على الساحة التمويلية فقد‬
‫أصبحت له مكانة تنافسية في اذا المجال‪ ،‬وخاصة من خمال ما يقدمه من خدمات مستحدثة إلى جانب‬
‫التمويمات االستثمارية ‪:‬‬

‫‪ ‬الزيادة المستمرة في تمويل المشاريع االستثمارية خاصة للمؤسسات الخاصة واألفراد‬


‫‪ ‬تمويل المؤسسات العمومية في السنوات األخيرة‬
‫‪ ‬محاولة استقطاب عدد أكبر من المودعين من خمال فتح فروع جديدة‬
‫‪ ‬استقطاب عدد من المودعين و التوسع في فتح الفروع ‪.‬‬
‫‪ ‬من أام الصيغ التمويلية التي يركز عليها المصرف اي صيغ المرابحة‬

‫‪60‬‬
24
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫كان لظهور المصارف اإلسمامية دو ار مهما في رفع الكثير من الحرج الذي كان يواجه المسلمين عند تعاملهم‬
‫مع البنوك التقليدية‪،‬وذلك ألنها تعتمد في ممارسة أنشطتها المصرفية على المشاركة في الربح و الخسارة‬
‫وتجنب العمل بالفائدة باعتباراا ال تجوز في اإلسمام‬
‫‪.‬إن عدم التعامل بالربا والمشاركة في الربح والخسارة ساعد كثي ار على انتشاراا عبر أنحاء العالم‪،‬وخاصة في‬
‫الدول اإلسمامية إما بفتح مصارف تعمل بالكامل وفق األطر واألنظمة اإلسمامية أو االكتفاء بفتح فروع فقط‬
‫من قبل المصارف التقليدية‪.‬‬
‫وبالرغم من النجاح الذي تحققها اذه المصارف على مستوى العالم ككل فإن حجمها يبقى محدودا وخبرتها‬
‫بالمعاممات المصرفية التي باتت تتغير وتتطور بشكل مستمر‪ ،‬تبقى قليلة جدا خاصة تمارس‬
‫وأنها عملها في بيئات تقوم على التعامل وفق النمط المصرفي التقليدي‪.‬‬
‫واذا نظرنا إلى تجربة العمل المصرفي اإلسمامي في الجزائر بحكم حداثته إذا ما قورن مع بديات ظهور‬
‫المصارف اإلسمامية في العالم وصغر حجمه من و الذي ال يزال محدودا والمتمثل في بنكين فقط وبعض‬
‫الفروع إذا ما نظرنا إلى السوق الطموحة الواعدة لهذه الخدمات ودوراا في تحقيق التنمية‬
‫القتصادية واالجتماعية المستدامة‪.‬‬
‫فهناك العديد من المعوقات التي تقف أمام انتشار وممارسة المؤسسات المالية اإلسمامية لنشاطها في‬
‫الجزائر‪,‬منها محدودية السوق من حيث حجمها وعدداا وانتشاراا في المناطق الداخلية للجزائر‪ ،‬وافتقاراا‬
‫لنظام تشريعي وتنظيمي وخاصة مع البنك المركزي وكذلك االفتقار إلى مؤسسات بنية تحتية مساندة وموارد‬
‫بشرية مؤالة للعمل في اذه المؤسسات‪.‬‬
‫تبقى السوق النقدية والمالية واإلسمامية في الجزائر واعدة‪ ،‬واو ما يحفز على توسيعها وتبنيها آلليات السياسة‬
‫النقدية اإلسمامية في تنظيم وتسيير اذه السوق‪ ،‬أي أن الفرصة ال تزال متاحة لتصبح الجزائر نموذجا ممي از‬
‫في الصيرفة اإلسمامية‬
‫اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫من خمال ما قدمنا في البحث استطعنا اختبار صحة فرضيات البحث ويتضح ذلك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫المصارف اإلسمامية اي مؤسسة مصرفية تلتزم معامماتها ونشاطها وجميع أعمالها مبنية وفقا للشريعة‬
‫اإلسمامية‪.‬‬
‫المصارف اإلسمامية تعتمد مبدأ المشاركة في الربح والخسارة على عكس البنوك التقليدية التي ادفها تحصيل‬
‫الفوائد بعيدا عن الخسارة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الخاتمة‬

‫تختلف صيغ التمويل في البنوك اإلسمامية عن البنوك التقليدية اختمافا كليا ‪ ،‬وذلك نظ ار لماختماف في‬
‫طبيعة اذا التمويل وكذا اختماف المبادئ واألسس التي تحكمه واو ما يتطلب عماقة خاصة ومتميزة بين‬
‫البنوك اإلسمامية والبنوك المركزية‪.‬‬
‫إن تجربة البنوك اإلسمامية في الجزائر تواجه عدة تحديات ‪،‬والتي تعرقل نشاطها حيث يعمل بنك البركة‬
‫الجزائري وبنك السمام في ظل رقابة بنك مركزي تقليدي‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫من خمال اذه الدراسة توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تتميز المصارف اإلسمامية باالبتعاد عن الفوائد الربوية واألرباح الثابتة القيمة اعتماداا مبدأ المشاركة في‬
‫األرباح والخسائر ألنه ينطلق من عقيدة إسمامية متينة وروحانية ربانية أساسها قوله تعالى واحل اهلل البيع‬
‫وحرم الربا‬

‫‪ -‬أن المصرف اإلسمامي او مؤسسة تجارية تتعامل باألعمال المصرفية المختلفة‪،‬ضمن أحكام ونطاق‬
‫الشريعة اإلسمامية‪.‬‬
‫‪-‬عدم كفاية التنظيم القانوني لهذه المؤسسات والمصارف اإلسمامية في دول العالم عموما والجزائر‬
‫خصوصا‪ ،‬على الرغم من وجود التنظيمات القانونية لعدة دول تهتم باألمور المصرفية و المؤسسات المالية‬
‫اإلسمامية‪ ،‬إال أنها ال تزال قاصرة على إيجاد الحلول‪ ،‬لمعظم المشكمات الحديثة التي تواجه المصارف‬
‫اإلسمامية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الدعم الحكومي للمصارف اإلسمامية وقلة االعتماد عليها في االستثمارات والتمويل مما قد يؤدي‬
‫إلعاقة تقدمها‪.‬‬
‫‪ -‬التهاون في مجال الرقابة الشرعية على المعاممات المصرفية وعدم توحيد الفتاوى الشرعية أو تسببيها‬
‫بشكل سليم ليضمن السند الشرعي والقانوني الخاص بها‪.‬‬
‫تعمل المصارف اإلسمامية في بيئة ال تراعى فيها خصوصيتها ‪,‬إذ يعامل بنك الجزائر كافة البنوك بنفس‬
‫المعاملة‪ ،‬واذا من شأنه ان يشكل عائقا وتحديا لهذا البنك من الناحية الشرعية‪,‬ويظهر ذلك من خمال‪:‬‬
‫‪ -1‬منح بنك الجزائر فائدة على االحتياطات اإلجبارية الموجودة لديه‪.‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ العقوبات المحددة وفق قاعدة ربوية وذلك في حالة مخالفة التعليمات والقوانين‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يستطيع البنك االستفادة من القروض التي يمنحها بنك الجزائر للبنوك في حالة نقص السيولة‬
‫لديها‪,‬وان اضطر لذلك فهو سيكون مجب ار على دفع الفوائد عن تلك القروض ‪,‬وعليه فإن البيئة تضع على‬
‫المصرف أمام حتمية الوقوع في التعامل بالفائدة ‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من أن السوق الجزائرية غير مشبعة كليا كما او الحال في الدول األوروبية ‪,‬والذي‬
‫من شأنه ان يشكل إغراء بالنسبة للكثير من المصارف اإلسمامية‪ ،‬لفتح فروع لها في اذا السوق‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫الخاتمة‬

‫ألن عدداا في الجزائر منذ ‪ 1991‬إلى يومنا اذا بقي مقتصر على بنكين وبعض الفروع‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬التوصيات‬
‫‪ -8‬نوصي المشرع الجزائري بضرورة االلتفات لهذا الكيان الخاص و المتميز من المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية ‪ ،‬أال واي المصارف اإلسمامية‪ ،‬ووضع سياسة قانونية اقتصادية خاصة لها و خاصة العماقة مع‬
‫البنك المركزي‬
‫‪ -‬محاولة االتفاق بين الدول اإلسمامية ومن خمال المؤتمرات الدولية التي تخص العمل المصرفي اإلسمامي‬
‫إليجاد آلية محددة لفتح سوق مالي إسمامي يقوم على أسس الشريعة اإلسمامية‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة بنك الجزائر إليجاد آلية رقابة تتناسب مع بيئة العمل المصرفي اإلسمامي وضرورة مراعاة سماتها‬
‫وطبيعتها المختلفة عن المصارف الربوية‪ ،‬كذلك ندعوه إلصدار تعليمات تنظم تشكيل ايئات الرقابة الشرعية‬
‫داخل المصارف اإلسمامية‪ ،‬واعتماد ايئة عليا مستقلة للرقابة الشرعية‪ ،‬تتولى عملية الرقابة و اإلشراف على‬
‫باقي الهيئات في المصارف اإلسمامية‪.‬‬
‫‪ -‬ندعو كل من له عماقة بالعمل المصرفي اإلسمامي دوال وحكومات مؤسسات مالية ومصرفية ورجال‬
‫األعمال إلى محاولة نشر العمل المصرفي اإلسمامي واطماع المجتمع على مضامين اذا العمل وتطوره وكل‬
‫ذلك من خمال إنشاء المؤسسات التعليمية والتدريبية وتدريس مواد لها عماقة بالعمل المصرفي اإلسمامي و‬
‫القيام بالدورات الخاصة لتطوير القدرات اإلدارية والمهنية للعاملين في اذه المصارف لها فرصة أخرى‬
‫مستقبما‪.‬‬
‫آفاق الدراسة‪:‬‬
‫إن موضوع دراستنا سيفتح آفاقا لدراسة العديد من المواضيع أامها‪:‬‬
‫متطلبات التطبيق الفعال لصيغ التمويل اإلسمامي في الجزائر‪.‬‬
‫مكانة منتجات و صيغ التمويل اإلسمامي في البنوك التقليدية ‪.‬‬
‫دور التسويق اإللكتروني لمنتجات الصيرفة اإلسمامية في التأثير على ميزانية المصرف‪.‬‬

‫‪64‬‬
24
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -3‬القران الكريم‬
‫‪ -5‬إدارة البنوك اإلسمامية‪ ،‬د شهاب أحمد العزعزي ‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪..5533، 3‬‬
‫‪ -1‬المصارف اإلسمامي ة بين النظرية والتطبيق عبد الرزاق رحيم الهتي ‪ ،‬دار أسامة للنشر األردن عمان‪،‬‬
‫ط‪.3002 ،3‬‬
‫‪ -3‬المصارف اإلسمامية بين الواقع والمأمول‪ ،‬د قادري محمد الطاار‪ ،‬مكتبة حسين العصرية للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪،‬بيروت لبنان ‪ ،‬ط‪.5533 ،3‬‬

‫‪ -0‬صيغة البنك اإلسمامي‪ ،‬د‪.‬عبد السميع المصري‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسمامي‪ ،‬العدد‪ ، ،0‬ربيع الثاني‬
‫‪3355‬اـ‬
‫‪ -0‬عبد الحميد عبدالفتاح المغربي‪ :‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسمامية ‪ ،‬البنك اإلسمامي للتنمية ‪،‬‬
‫جدة ‪ ،‬ط‪.5553 ،3‬‬
‫‪ -0‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬المصارف اإلسمامية بين النظرية والتطبيق ط‪ ،3‬األردن دار أسامة‬
‫للنشر والتوزيع‪.3002 ،‬‬
‫‪ -2‬البنوك اإلسمامية ودوراا في تنمية اقتصاديات بلدان المغرب العربي‪ ،‬ندوة عقداا المعهد اإلسمامي‬
‫للبحوث والتدريب بالمغرب ‪ 50/50‬ذو القعدة ‪3335‬اـ‪.‬‬
‫‪ -0‬كتاب البنوك اإلسمامية ‪ ،‬د محمود األنصاري‪ ،‬الكتاب الثامن‪ .‬أكتوبر ‪.3022‬‬
‫البنوك اإلسمامية اإلطار المفاايمي والتحديات‪ ،‬د‪-‬إبراايم الكراسنة‪ -‬معهد السياسات‬ ‫‪-35‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪.5550‬‬
‫‪ -33‬محسن أحمد الخضري‪ ،‬البنوك اإلسمامية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪، 3222 ،‬‬
‫ص‪32‬‬
‫‪ -35‬أحمد سليمان خصاونة‪ ،‬المصارف اإلسمامية‪ ،‬دار اليازوري النشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -31‬ابن فارس ‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪.‬‬
‫‪ -33‬والفيروز أبادي‪ :‬القاموس المحيط‪. ،‬‬
‫‪ -30‬والرازي‪ :‬مختار الصحاح‪.‬‬
‫‪ -30‬معجم مقاييس اللغة‪.‬‬
‫‪ -30‬والمعجم الوسيط‪. ،‬‬
‫‪ -32‬خليل ‪ :‬مختصر خليل‪.‬‬
‫أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذاب إمام‬ ‫‪ -30‬أبو بكر بن حسن بن عبد اهلل الكشناوي‪:‬‬
‫األئمة مالك ط‪.5‬‬
‫‪ -55‬المغني ‪:‬ابن قدامة المقدسي‪،‬الرياض دار عالم الكتاب ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -53‬فتحي حسين‪ ،‬واقع وآفاق الصيرفة اإلسمامية في الجزائر مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل‬
‫شهادة الماستر أكاديمي تخصص اقتصاد نقدي وبنكي جامعة مستغانم ‪.5532/5530‬‬
‫‪ -55‬شوقي بورقبة ‪ ،‬الكفاءة التشغيلية للمصارف اإلسمامية دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬تدخل تحت متطلبات‬
‫نيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة سطيف‪.5533-5535،‬‬
‫‪ -51‬سارة بن حيزية‪ ،‬أساسيات الصيرفة اإلسمامية مذكرة لنيل شهادة ماستر في علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫أم البواقي‪.5535-5533 ،‬‬
‫‪ -53‬مقماتي عليمة – بدواني بسمة‪،‬البنوك اإلسمامية في الجزائر (بنك البركة نموذجا) مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماستر حقوق جامعة بجاية‪.5530-5533 ،‬‬
‫‪ -50‬صورية بوزيدي‪ ،‬البنوك اإلسمامية وعماقتها بالبنك المركزي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر‬
‫تخصص مالية وبنوك‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪.5533-5531‬‬
‫‪ -50‬مالك أسماء‪ ،‬تقييم النظام المصرفي الجزائري في ظل العولمة‪،‬مذكرة لنيل ماستر تخصص اقتصاد‬
‫نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة مستغانم‪.5532-5530،‬‬
‫‪ -50‬الدردير‪ :‬الشرح الكبير ـ بحاشية الدسوقي ‪.‬‬
‫‪ -52‬ابن جزيء‪ :‬القوانين الفقهية‪.،‬‬
‫‪ -50‬قرار مجمع الفقه اإلسمامي رقم ‪ 0/1/00‬المنعقد في دورة مؤتمره السابع بجدة قي المملكة العربية‬
‫السعودية من‪ 0‬إلى ‪ 35‬ذي القعدة ‪ 3335‬ه الموافق لـ ‪ 33-0‬مايو ‪ 3005‬م‪ .‬مجلة مجمع الفقه‬
‫اإلسمامي‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬ج ‪.002-000/5‬‬
‫‪ -15‬الحطاب‪ :‬موااب الجليل‪.،‬‬
‫‪ -13‬مريم سعد رستم ‪ ،‬تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسمامية‪ ،‬نموذج مقترح‬
‫للتطبيق على المصارف السورية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم المالية و اإلسمامية‬
‫جامعة حلب سوريا‪. ،‬‬
‫الموقع ‪https://www.alsalamalgeria.com/ :‬‬
‫‪ ‬التقارير السنوية‪:‬‬
‫‪ -53‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة‪.5531‬‬
‫‪ -55‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5533‬‬
‫‪ -51‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5530‬‬
‫‪ -53‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5530‬‬
‫‪ -50‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5530‬‬
‫‪ -50‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5532‬‬
‫‪ -50‬التقرير السنوي لمصرف السمام‪-‬الجزائر سنة ‪.5530‬‬

‫‪67‬‬
:‫الملخص‬

‫لما لها من دور فعال في تطوير‬, ‫إن انتشار الصيرفة اإللسمامية لساعد على تطوير وتنمية االقتصاد‬
‫حيث عرفت المصارف‬, ‫االلستثمار واالداار وتوفير صيغ تمويلية تختلف تماما على صيغ التمويل التقليدية‬
‫اإللسمامية إقبال كبير عليها بسبب المعاممات التي تقدمها والمبنية على ألساس الشريعة اإللسمامية وطبيعة‬
‫المواطن الجزائري المسلم وكذلك من امال التشريعات والقوانين التي أصدرتها الدولة التي راعت فيها‬
‫اصوصية المصارف اإللسمامية ومعامماتها وكذلك من امال التوجه إلى فتح نوافذ إلسمامية في البنوك‬
‫العمومية التقليدية مما جعل الجزائر تخطو اطوة نحو التوجه نحو إعطاء المكانة الحقيقية للصيرفة التي‬
.‫لستنافس الصيرفة التقليدية‬
.‫ التمويل اإللسمامي‬،‫البنوك اإللسمامية‬: ‫الكلمات المفتاحية‬

Summary:

The spread of Islamic banking helped to develop and develop the economy,
because of its effective role in the development of investment and savings and
the provision of financing formulas that are completely different from the
traditional financing formulas, as Islamic banks have known a great demand for
them because of the transactions they offer and which are based on Islamic
Sharia and the nature of the Algerian Muslim citizen Through the legislation and
laws issued by the state, which took into account the privacy of Islamic banks
and their transactions, as well as by heading to open Islamic windows in
traditional public banks, which made Algeria take a step towards moving towards
giving the real status of banking that will compete with traditional banking.

Keywords: Islamic banks, Islamic finance.

57

You might also like