Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني لمحكمة التنازع
النظام القانوني لمحكمة التنازع
العنوان
- Ed : Edition.
- P : page.
الحمد هلل جزيل النعم و الحمد هلل كثير النعم على ما
أنعم علينا و أنار به عقولنا لطلب العلم و بعد:
إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى منبع العط ـ ـ ــف و الحـ ـ ـ ـ ــنان أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الغالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية
إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعا أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي ثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة جهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي
ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوال
إهداء
إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ــن فـ ـ ـ ـ ــارقنا بإك ـ ـ ـ ـ ـرام و نح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن بأمـ ـ ـ ـ ــس الحاجة إليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه
إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أنار لي مشوار حياتي و رباني علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الفضيلة و كان درعا لي
إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن سهرت على تربيتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارت درب حياتـ ـ ــي بحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها
إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع إخوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و أخوات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع أفراد عائلة زوج ـ ـ ـ ـ ــي
إلى زوجي الذي شجعني و ساعـ ـ ـ ـ ـ ــدني و كـ ـ ـ ـ ـ ــان سنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
م ـ ـ ـ ـ ـريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم
إلى كل األحبة و األصدقاء الذين ساعدوني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل
إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيهم جمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعا أهـ ـ ـ ـ ـ ــدي ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة عمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال
مـ ـ ـ ـ ـقدمة
مقدمة
يعتبر نظام القضاء الموحد و نظام القضاء المزدوج من بين أساليب ممارسة الرقابة القضائية
على أعمال اإلدارة( ،)1بحيث نجد على ضوء النظام القضائي الموحد تسند فيه مهمة الفصل في كل
المنازعات إلى هيئة قضائية واحدة ،أين تعتبر اإلدارة في وضعية مساوية مع األفراد وتتقاضى أمام
محاكمها العادية ،في حين نجد على ضوء أسلوب النظام القضائي المزدوج تتمتع اإلدارة بامتيازات مما
يخولها في الموضوع اللجوء إلى قضاء إداري يفصل في مختلف المنازعات اإلدارية ،فتكون هذه الجهات
القضائية مستقلة عضويا وموضوعيا عن جهات القضاء العادي ،فأي دولة تريد تنظيم حقلها القضائي
عليها االختيار بين أحد النظامين وفقا لمتطلباتها اإلقتصادية ،االجتماعية ،السياسية.
فقد عرف النظام القضائي الجزائري تطورات عديدة حتى وصل إلى ما هو عليه حاليا ،فنجد في
مرحلة أولى وهي فترة ما قبل االستقالل ،أين انتهج وطبق النظام القضائي المزدوج المكرس في النظام
الفرنسي ،أما في مرحلة ثانية وهي مرحلة ما بعد االستقالل أين أخذت الجزائر قرار بعدم مواصلة العمل
وأخذ تنظيمها القضائي اتجاها يتماشى والظروف القائمة بعد االستقالل ،فبدأ تأسيس نظام قضائي
مغاير لنظام "القضاء الموحد" ،وهو المعمول به في الدول األنجلوسكسونية ،حيث تم إنشاء المجلس
األعلى (المحكمة العليا) سنة ،3691الذي يجمع بين مجلس الدولة ومحكمة النقض الفرنسية ،وتم
تجسيد هذا النظام سنة 3691وذلك بصدور األمر رقم 872-91الذي ألغى المحاكم اإلدارية وانشاء
-1بانو نرمان ،عزوق وردة ،مجلس الدولة بين اإلختصاصات القضائية و اإلستشارية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
القانون ،فرع القانون العام ،تخصص الجماعات المحلية ،كلية الحقوق ،جامعة بجاية ،8131 ،ص.3
-2عباس أمال ،محكمة التنازع وعملها القضائي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع دولة والمؤسسات العمومية ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر ،8131 ،ص.1
1
مقدمة
فأصبح التنظيم القضائي متكون من المحاكم ،المجالس القضائية ،المجلس األعلى الذي عرف
تسمية المحكمة العليا سنة ،3626أين تخضع جميع المنازعات بغض النظر عن طبيعتها وطبيعة
()1
ووحيد ال أطرافها إلى هيئة قضائية واحدة ،فمن الطبيعي والمنطقي أن في ظل وجود هرم قضائي واحد
يحتمل أي إشكال في تنازع االختصاص القضائي ،حيث كان هذا اإلشكال يفصل فيه في ذات الهرم
القضائي ،دون الحاجة إلى اللجوء إلى جهة قضائية خاصة ومتخصصة في الفصل في منازعات
االختصاص القضائي.
وظل الوضع على هذا النحو إلى غاية سنة 3669التي كانت بمثابة السنة التي شهد فيها النظام
القضائي في الجزائر نوعا من الثورة الداخلية التي أدت إلى اإلنقسام إلى شطرين هما القضاء العادي
والقضاء اإلداري ،بعدما كانت فترة اإلستقالل الممتدة من 3691إلى 3669تميزت بالقضاء الموحد
ونظ ار لما ظهر به مظهر النظام القضائي الذي كانت تنتهجه الجزائر من عدم الوضوح في الوسائل
المستعملة ،وكذا الهياكل المختصة في النظر في القضايا عادية كانت أم إدارية ،األمر الذي ولد نوعا من
الغموض حول فهم طبيعة النظام القضائي في الجزائر ،وهو األمر الذي كان بمثابة الدافع المشجع
()2
الجزائري بتخليه عن التنظيم القضائي الموحد ،وتبنيه صراحة للنظام القضائي المزدوج وذلك للمشرع
بإنشائه لهياكل قضائية إلرساء هذا النظام ،من خالل بإنشاء مجلس الدولة( ،)3كهيئة مقومة ألعمال
-1محمد فؤاد عبد الباسط ،المحكمة الدستورية العليا(قاضي التنازع -تنازع اإلختصاص-تنازع األحكام المتناقضة) ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،8111 ،ص ص.13.18
-2بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل دكتوراه دولة في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة تيزي
وزو ،8133 ،ص.1
-3المادة 8/318من دستور ،3669ج ر عدد ،79لسنة .3669
2
مقدمة
()1
اإلدارية ،والمحاكم اإلدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية ،وكذا الجهات القضائية
إنشاء محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة.
وبالفعل تم صدور قانون عضوي رقم 13-62المتعلق بمجلس الدولة ،وكذا القانون رقم -62
()3 ()2
المتعلق باختصاصات محكمة المتعلق بالمحاكم اإلدارية ،وكذا القانون العضوي رقم 11-62 18
وعلى ضوء هذه النصوص أكد المشرع الجزائري وألول مرة غداة االستقالل تبنيه صراحة لنظام
اإلزدواجية ،بما يقتضي من هياكل قضائية جديدة وخاصة ،وبهذا اإلصالح القضائي الذي بموجبه دخلت
الجزائر في مرحلة جديدة من مراحل التطور النوعي للنظام القضائي وحتى وجود هيئات قضائية جديدة بل
()4
رقم .16-12 وفرضت وجود إجراءات جديدة ،وهو ما يبرر صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
فالمشرع الجزائري قد فصل بين جهات القضاء العادي باعترافه لها بالفصل في القضايا المدنية،
التجارية ،الشخصية ،العقارية ،البحرية ،العمالية ،وذلك باإلستناد إلى المادة 18قانون إ م إ ،وبين جهات
رغم هذا الفصل إال أن هناك قضايا تجمع في خصوصياتها بين الخصومة المدنية والمنازعة
اإلدارية ،بما يعني أن جهة القضاء العادي سوف تقضي باختصاصها وهو ما ستفعله جهة القضاء
-1المادة 18من القانون العضوي ،13-62مؤرخ في 11ماي ،3662يتضمن اختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه
وعمله ،ج ر عدد ،17لسنة .3662
-2قانون رقم ،18-62مؤرخ في 11ماي ،3662يتضمن اختصاصات المحاكم االدارية و تنظيمها وعملها ،ج
ر،عدد ،17لسنة .3662
-3قانون العضوي رقم ،11- 62مؤرخ في 11ماي ،3662يتضمن اختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها،ج
ر ،عدد ،16لسنة .3662
-4قانون رقم ،16-12مؤرخ في 81فيفري ،8112يتضمن قانون إ م إ ،ج ر عدد ،83لسنة .8112
3
مقدمة
اإلداري فنكون أمام تنازع االختصاص اإليجابي( ،)1أو خالف ذلك تماما قد تتنكر جهة قضائية معنية
الختصاص منوط بها وهو المعروف بحالة تنازع االختصاص السلبي ،ولتفادي أي إشكال قد يقع بين
()2
على إنشاء النظامين حول نطاق واختصاص عمل كل جهة فقد أعلنت المادة 318من الدستور
محكمة تنازع للتكفل بأي إشكال قد يطرح بشأن تطبيق اإلزدواجية القضائية والمحافظة على قواعد
وقد جاء القانون العضوي 11-62المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها
لتوضيح معالم ومهام هذه الهيئة القضائية ،وبالتالي تعتبر هذه األخيرة نتيجة حتمية وطبيعية لتبني النظام
القضائي المزدوج ولنجاحه ،فالطرف الواحد ال يتنازع بداهة مع نفسه ،فوجود تنازع يفترض بالضرورة
وجود تعدد لألطراف المتنازعة ،فإذا كان الحد واحد ووحيد فال تنازع (.)3
وتشكل محكمة التنازع موضوع دراستنا ،حيث تكمن أهمية هذه الدراسة في كون أن توزيع
اإلختصاص بين جهات القضاء العادي وجهات القضاء اإلداري ليس باألمر السهل كما يتصورها
البعض ،ذلك أن المشرع ال يستطيع في أي دولة من الدول أن يحصر في قانون إجرائي كل القضايا التي
يختص بها كل من القضاء العادي واإلداري ،ولو كان األمر كذلك لما وجدت هيئة قضائية مستقلة
ومتخصصة في الفصل في مسائل تنازع االختصاص ،أضف إلى ذلك بأن هذه الهيئة من بين الهيئات
كما تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على اإلطار القانوني المنظم لمحكمة التنازع ،واظهار كيفية
-1دالي الهادي ،مرشد المتعامل مع القضاء اإلداري ،منشورات بغدادي ،الجزائر ،8112 ،ص .13
-2تنص المادة 318من دستور " :3669تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة
العليا ومجلس الدولة ".
-3محمد فؤاد عبد الباسط ،مرجع سابق ،ص .18
4
مقدمة
و تعود أسباب إختيار الموضوع إلى عدة دوافع و مبررات ،نجد منها الرغبة في التعرف على
مختلف جوانب الموضوع محل الدراسة ،وكذا قلة الدراسات القانونية في هذا المجال التي وان وجدت فإنها
بسيطة على غرار مجلس الدولة ،التي تعرضت له جل الدراسات واألبحاث ،وكذا مساهمتنا ولو بقدر
ما مدى مساهمة النظام القانوني لمحكمة التنازع في المحافظة على قواعد االختصاص
النوعي؟
تقتضي طبيعة الدراسة اإلعتماد على المنهج التحليلي والتاريخي لهذه الهيئة القضائية ،وذلك بتحليل
كل جزئية من جزئيات البحث للتوصل إلى وضع حل لإلشكالية المطروحة ،وكذا استعراض بعض
التشريعات األجنبية السيما الفرنسية و المصرية ،ذلك من باب التوضيح وليس من باب المقارنة.
وبهدف اإلجابة على اإلشكالية المطروحة ينبغي التطرق إلى دراسة اإلطار القانوني لمحكمة التنازع
(فصل أول) ومن ثمة التطرق إلى إختصاصات هذه الهيئة واإلجراءات المتبعة أمامها (فصل ثاني).
5
الفصل األول
أدخل دستور 6991نظاما قضائيا يتميز بازدواجية الهياكل القضائية ،و هو نظام ينشأ مسائل
جوهرية تتعلق أساسا بتوزيع اإلختصاص بين الجهات القضائية اإلدارية و العادية ،و هو ما يطرح
إشكالية بينهما حول قاعدة اإلختصاص النوعي ،و لتحقيق حسن سير الهرمين القضائيين البد على
المشرع أن يبحث عن الحل و ذلك بإحداث هيئة قضائية متخصصة و مستقلة في ممارسة مهامها عن
السلطة التنفيذية ،يقع على عاتقها تحديد أي من النظامين هو المختص في الفصل و النظر في القضية
المرفوعة أمامه ،وهو ما نصت عليه المادة 651في فقرتها الرابعة من دستور ،6991وهذه
الهيئة(محكمة التنازع) ال بد أن يكون لها طابع خاص ومستقل عن الهرمين القضائيين السابقي الذكر.
فيمكن تحديد اإلطار القانوني لمحكمة التنازع انطالقا من مفهومها (مبحث أول) ،و تبيان تشكيلة
7
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المبحث األول
سبق القول أن أخذ الدولة بنظام القضاء المزدوج وما تستتبعه من وجود جهتين قضائيتين مختلفتين،
هما القضاء العادي والقضاء اإلداري ،يكون مصد ار للتنازع في االختصاص بين هذين األخيرين،
فالجهات التابعة للقضاء العادي أو اإلداري قد تقبل االختصاص أو ترفضه في نفس الدعوى ،أطرافا
وموضوعا ،و طلباتا ،ولتفادي الوقوع في مثل هذا الوضع يجب إنشاء هيئة قضائية يتوفر فيها صفات
الحياد واالستقالل المتمثلة في محكمة التنازع ،ويتحدد مفهوم هذه األخيرة من خالل التطرق إلى اإلطار
المفاهيمي لهذه الهيئة (مطلب أول) واألسس القانونية المنظمة لها (مطلب ثاني).
المطلب األول
إن اإلطار القانوني لمحكمة التنازع يتحدد من خالل تعريفها (فرع أول) والخصائص التي تتميز
الفرع األول
()1
قضائية بموجب المادة 251الفقرة الرابعة من دستور تعتبر محكمة التنازع هيئة دستورية
،2991تتولى مهمة ذات طابع تحكيمي( ،)2المتمثلة في الفصل في إشكاالت التنازع بين الهرمين
-1بوبشير محند أمقران ،النظام القضائي الجزائري ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1005 ،ص .444
2
- Gustave Peiser, Contentieux administratif, 11éme Ed, Dalloz, paris, 2001, P 112.
8
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
()1
(القضاء العادي واإلداري) ،فال يمكن لهذه الهيئة الفصل في منازعات االختصاص التي القضائيين
تحدث بين الجهات القضائية الخاضعة لنفس النظام ،بحيث يتم الفصل فيها عن طريق قانون اإلجراءات
()2
المدنية ،المنظمة في إجراءات تنازع االختصاص بين القضاة في المواد من 105إلى 122من األمر
()3
فقد نظمت في ، 254-11أما في ظل القانون 09-00المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
فوجود محكمة التنازع يعود تاريخيا إلى 14ماي ،2041أين أنشأ المشرع الفرنسي هذه المحكمة
لتتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين جهات القضاء العادي واإلداري ،وجعل أعضاء المحكمة
يمثلون محكمة النقض ومجلس الدولة على قدم المساواة ،واسناد رئاستها إلى وزير العدل ليكون صوته
أما في الجزائر فإن إنشاء محكمة التنازع مصدره دستور ،2991الذي كرس االزدواجية القضائية
وبالتالي تطور المنظومة القضائية التي تهدف إلى تخصص حقيقي للقضاء ،وبالتالي تدعيم السلطة
القضائية لكي تتولى مهامها في المحافظة على الحقوق األساسية للمجتمع ،فقد نصت المادة 4/251من
الدستور على إنشاء محكمة للتنازع لتتولى مهمة الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة
العليا ومجلس الدولة ،فأعلنت المادة 252منه عن صدور قانون عضوي ينظم عمل هذه الهيئة القضائية
-1لحسن بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة، ،ج ،2ط ،4دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر،1001 ،
ص.0
-2أمر رقم ،254-11مؤرخ في 0جوان ،2911يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج ر عدد ،44لسنة 2911
(ملغى).
-3قانون رقم ،09-00مؤرخ في 15فيفري ،1000يتضمن قانون إ م إ ،ج ر عدد ،12لسنة .1000
9
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
وبإنشاء هذه المحكمة يكون المؤسس الدستوري قد حسم أي إشكال يثار بشأن تطبيق االزدواجية
القضائية.
الفرع الثاني
بالرجوع إلى دستور 2991في المادة 251منه ،وكذا األحكام الواردة في القانون العضوي رقم
باعتبار ان محكمة التنازع هيئة دستورية قضائية ،تتوسط بين الهرمين القضائيين العادي واإلداري،
فهي ليست جهة إدارية بل محكمة متخصصة ،تتولى مهمة النظر في مسألة محددة ودقيقة وبتشكيلة
خاصة وبإتباع إجراءات محددة ( ،)1إال أن هناك من األساتذة من اعتبر هذه المحكمة بأنها جهة قضائية
()2
. استثنائية إضافة إلى المحاكم العسكرية
تحتل محكمة التنازع مكانة سامية ووضع متميز ،يجعلها غير تابعة ألي من النظامين ال العادي
وال اإلداري ،فهي مستقلة عنهما ( ،)3فال يصح بحكم االختصاص الموكل إليها أن تكون في تبعية لكل
-1بوضياف عمار ،المرجع في المنازعات اإلدارية(دراسة مدعمة باالجتهادات القضائية للمحكمة العليا ومجلس الدولة
ومحكمة التنازع) ،جسور للنشر ،الجزائر ،1022 ،ص ص .292-291
-2طاهري حسين ،التنظيم القضائي الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1004 ،ص.20
-3شيهوب مسعود ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1005 ،ص.251
10
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
من الجهتين (العادي واإلداري) ،فلو وجدت هذه التبعية ستطرح بالطبع إشكالية تحيز المحكمة ،أو فرض
وصاية عليها من جهة قضاء دون اآلخر ،وهو ما يجعله متنافيا واختصاص هذه المحكمة (.)1
فهو يظم ممثلين عن المحكمة العليا ،وممثلين عن مجلس الدولة على قدم المساواة ،ذلك أنه ال
()2
يمكن للمشرع تغليب جهة قضائية في التمثيل على حساب جهة أخرى ،نظ ار للمهام الموكلة لهذه الهيئة
فهو على حد قول عمار عوابدي فهو ليس بالقضاء االبتدائي ،وال بقضاء استئناف ،وال بقضاء
نقض ،وال يجوز في أي حال من األحوال إدخاله ضمن أي نوع من هذه األنواع ،ألنه يختلف عنها من
حيث المضمون والجوهر ،فهو قضاء التحديد والتوضيح والتحكيم والفصل في حاالت التنازع بين القضاء
-1بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية ( ،)1000-2911دار ريحانة للنشر
والتوزيع ،الجزائر ،1000 ،ص ص .05-04
-2عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية (الهيئات واإلجراءات) ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
،1009ص ص .229-220
-3مرجع نفسه ،ص .229
11
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
فهو يتصف بالطابع اإللزامي لجهتي القضاء العادي واإلداري ،فهو غير قابل للطعن بأي طريقة
كانت ،إذ كيف نصف من جهة أن قواعد االختصاص النوعي على أنها من النظام العام ثم نجرد قرار
محكمة التنازع من ميزتها اإللزامية بالنسبة لجهتي القضاء العادي واإلداري (.)1
الفرع الثالث
إن تعدد وتنوع الجهات القضائية داخل القضاء العادي والقضاء اإلداري تفرض بالضرورة وجود
حاالت تنازع االختصاص بينهما وبالتالي هذا التنازع يعد نتيجة حتمية وطبيعية لهذا التعدد ،إذ قد تتنكر
جهة واليتها بخصوص مسألة معينة أو تمسك بواليتها بالنظر فيها ،فكان البد من إيجاد حل محدد لحسم
مثل هذا اإلشكال تجنبا لكل هذه النتائج التي قد تطرح (.)2
ولقد صرح السيد وزير العدل بمناسبة عرض مشروع القانون الخاص بمحكمة التنازع أمام البرلمان
أنه" :ال يكفي إنشاء المحاكم اإلدارية وحده الستكمال بناء المؤسسات القضائية إذا لم يتم تعزيزه بإنشاء
محكمة تختص بالفصل في المنازعات المتعلقة باالختصاص والتي تط أر بين الجهات القضائية التابعة
للنظام اإلداري وتلك التابعة للنظام القضائي العادي و أن تبني نظام ازدواجية القضاء وتوزيع اإلختصاص
القضائي بين الجهات القضائية اإلدارية والجهات القضائية العادية على أساس طبيعة النظام ،كل ذلك
-1بوضياف عمار" ،دور محكمة التنازع في المحافظة على قواعد اإلختصاص النوعي " ،مقال منشور بمجلة المحكمة
العليا ،عدد خاص ،محكمة التنازع ،اإلجتهاد القضائي ،قسم الوثائق ،1009 ،ص.222
-2بوضياف عمار ،النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي،هياكل النظام القضائي ،االختصاصات) ،دار ريحانة
للنشر ،الجزائر ،1002 ،ص .214
12
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
يؤدي إلى قيام الكثير من المنازعات لمعرفة ما يعتبر إداريا وما يعتبر مدنيا ،األمر الذي يقتضي إنشاء
هيئة قضائية تتولى الفصل في حاالت التنازع لتحديد اختصاص كل من القضاء العادي واإلداري" (.)1
إن إنشاء محكمة التنازع سعي إلى تحقيق عدة أهداف أهمها:
قد تتمسك جهة قضائية معينة باختصاصها بالنظر في قضية معينة وتقضي الجهة األخرى
باختصاصها بالمقابل قد تتنكر جهة قضائية ،الفصل في قضية عهد إليها والية االختصاص بموجب
نص قانوني ،وتقضي جهة أخرى بعدم اختصاصها وهو ما يعرف بالتنازع السلبي ،فنكون أمام منازعة
بدون قاضي ولتجنب الوقوع في مثل هذه الحالة البد من إنشاء هيئة مختصة تتولى مهمة النظر
والفصل في القضية المرفوعة أمامها واسناد مهمة النظر فيها لصاحبة االختصاص األصلية (.)2
فوجود هذه المحكمة يؤدي إلى توحيد قواعد االختصاص بين جهات القضاء العادي واإلداري(،)3
ومن ثم يكون المشرع قد قضى على مسألة إصدار أحكام نهائية ومتناقضة يصعب تنفيذها(.)4
-1الجريدة الرسمية لمداوالت مجلس األمة ،الدورة العادية األولى ،2990عدد ،1ص 1وما بعدها.
-2جودي فتحي وآخرون ،النظام القانوني لمحكمة التنازع ،ملتقى لنيل شهادة الليسانس في الحقوق ،كلية الحقوق ،جامعة
سطيف ،1022 ،ص.9
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية( ،)1000-2911مرجع سابق ،ص.01
4
- Charle Debbash, Contentieux administratif, Dalloz, paris, 1972, pp 125-127.
13
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
يعتبر"أندريه ديلوبادير" محكمة التنازع مكملة طبيعيا لنظام االزدواجية القضائية ،حيث أن إنشاؤها
ضروريا في مثل هذا النظام ،وهناك جانب من الفقه من يرى أن محكمة التنازع تحقق النجاعة والتوازن،
كما قام "فرنسوا شامبيون"( ،)2بدراسة العالقة القائمة بين محكمة التنازع واالزدواجية القضائية،
حيث اعتبرها" :جهة قضائية عليا ،ال تتدخل ال في القضاء العادي وال في القضاء اإلداري لكن تسيطر
عليهم ،فهي تشكل نهاية االزدواجية القضائية ،فوجود محكمة التنازع ،منع لميالد جهة قضائية
جديدة" .فمحكمة التنازع هي الهيئة التي تضمن السير الحسن للنظام القضائي المزدوج من خالل
الرقابة التي تفرضها على الهرمين عندما تطرح مسألة اإلختصاص بينهما".
رابعا :احترام قواعد توزيع االختصاص النوعي بين القضاء العادي واإلداري:
حتى تحافظ محكمة التنازع على قواعد االختصاص النوعي وتكون محايدة في ق ارراتها يجب أن
تراعى فيها مبدأ التناوب ،والتمثيل المزدوج بين المحكمة العليا ومجلس الدولة ،باعتبارها قمتي الهرمين
-1بوضياف عمار،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية ( ،)1000-2911مرجع سابق ،ص .04
2
-Froncios Champion, Le tribunal des conflits et l’élaboration du droit administratif, thèse pour
le doctorat en droit public, faculté de droit et des sciences sociales, tome1, université robelais de
tours, 2000,p55-58.
-3خلوفي رشيد ،قانون المنازعات المنازعات اإلدارية( تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،1004،ص.155
14
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
كما أن اختالف الفقه في وصف وتحديد األدوار المختلفة لمحكمة التنازع ،دليل على مكانتها
وأهميتها من الناحية القانونية ،خاصة في مساعدة القضاء العادي واإلداري على حد سواء ،وتوجيههما
كما تتجلى أهمية هذه المحكمة بالنسبة للمتعاملين مع القضاء كالمحامين ،وذلك بتحكمهم أكثر
فأكثر في قواعد االختصاص النوعي باطالعهم على اجتهادات هذه المحكمة ،واهتمامها بشأن قضية ما،
وذلك ما ينعكس إيجابا على تكوينهم القانوني وكذا حسن أداء رسالتهم.
15
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المطلب الثاني
األسس القانونية لمحكمة التنازع
نعني باألسس القانونية لمحكمة التنازع مجموعة من النصوص القانونية التي تقوم بتنظيمها ،فحسب
الفقيه "فرنسوا جيني "François Geneyفي هذا الشأن أن القانون يمثل انسجام حقيقي لفكرة قانونية،
هذه الفكرة كانت تسبح ،غير واضحة ،بدون ضمير ،في أكبر مسبح طبيعي لألشياء ،هذه الفكرة سوف
تصبح مبدأ واضح ،وفي نفس الوقت إجبارية بمجرد ترسيخها (.)1
وحسب "باسكال أغيجي " :"Pascal Arrighiإن تاريخ المؤسسات يوضح ،بأنه ال يمكن
االتصال بأية مؤسسة قضائية ،إذا لم تكن قائمة على قواعد منطقية وعلى مبادئ قضائية معترف بها،
ولكي تقول كل شيء ،مجيء أية مؤسسة قضائية ،يعني مجيء قانون جديد يتمتع بأعلى درجة
الفعالية" (.)2
وتتمثل هذه األسس القانونية في مجموعة النصوص القانونية التي تقوم بتنظيمها وألهميتها سوف
نتناول هذه األسس كالتالي :األساس الدستوري (فرع أول) ،األساس التشريعي(فرع ثاني).
1
- Daniel Bardonnet, Le tribunal des conflits) juge du fond en vertu de la loi du 20 Avril
1932(, thèse pour le doctorat en droit, paris, 1959, P 69.
2
- Pascal Arrighi, Le tribunal des conflits et la révolution de 1848, Dalloz,Paris,SA , P 60.
16
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
الفرع األول
األساس الدستوري
يعتبر الدستور القاعدة الصلبة التي تبنى عليها دولة القانون ،وبالتالي تعتبر القواعد الدستورية أصل
كل نشاط قانوني تباشره إحدى مؤسسات الدولة ،وبذلك فإن فاعلية الدستور تبرز في كونه ينشئ الهيئات
العامة ويمنح اختصاصاتها ( ،)1ومن ثم يحدد لها قيودا يستوجب على المؤسسات الدستورية االلتزام بها.
فتجد محكمة التنازع أساسها الدستوري في نص المادتين 251و 251من دستور 2991حيث
قام هذا األخير بتنظيمها في الفصل الثالث تحت الباب المخصص للسلطة القضائية.
تنص المادة 251الفقرة الرابعة من دستور 2991على " :تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في
استعملت هذه المادة مصطلحات جوهرية وهي " تتولى الفصل"" ،تنازع االختصاص" ،المحكمة
العليا"و كذا " مجلس الدولة" وتشكل عبارة "تتولى الفصل" ،موضوع اهتمام ألنها تطرح مسألة
االختصاص النوعي ،يعني مجال محكمة التنازع وكيفيته ونوعيته ،كما يترتب عن هذا الموضوع نجاح أو
إن كلمة "تتولى" ،تخول لمحكمة التنازع دون سواها مهمة الفصل في تنازع االختصاص بين جهات
القضاء العادي وجهات القضاء اإلداري ،مما يعني بأن الدستور قد سطر في المادة 251مجاال حيويا
لنجاح أو فشل النظام القضائي المزدوج ،ألن حل مسألة االختصاص بين الهرمين القضائيين يؤثر بصفة
17
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
عميقة ومباشرة على السير الحسن للعدالة ،وبالتالي ينتظر من النصوص التطبيقية أن تجسد هذا المغزى
كما حددت هذه المادة االختصاص النوعي لمحكمة التنازع ،وبينت طبيعة هذا االختصاص فهو
اختصاص خاص ومحدد قانونا ألنه ينظم مسألة فض إشكاالت تنازع االختصاص compétence
d’attributionبين جهتي القضاء العادي واإلداري ،وهي المهمة األساسية والصلبة التي أنشأت من
ويعتبر النص على تأسيسها بموجب مادة دستورية ميزة تعطيها مكانة سامية وأهمية بالغة على
رأس هيئات النظام القضائي الجزائري ،ويعطيها استقاللية في ممارسة مهامها المحددة دستوريا ،وفي نفس
المادة دائما نالحظ بأن المؤسس الدستوري قد أقر بالطابع التحكيمي le caractère orbitraireلوظيفة
محكمة التنازع ،فهي ال تصدر أحكاما في الموضوع وانما ترجح إختصاص جهة على أخرى في منازعة
ما ،إال أن هذه المادة أغفلت ذكر اإلختصاص الثاني الذي من المفروض أن يعهد إلى محكمة التنازع
والذي تمارسه في معظم الدول التي تبنت االزدواجية القضائية ،وهو تصديها للفصل في النزاع كمحكمة
موضوع ،وذلك في بعض حاالت تناقض األحكام عندما تستبعد الحكمين معا لتصدر حكما ثالثا يكون هو
الواجب النفاذ(.)1
"يحدد قانون عضوي تنظيم المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع ،واختصاصاتهم
األخرى" وهذا ما نصت عليه المادة 251من دستور.2991
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم واختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص .159
18
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
يبدو منطلق نص هذه المادة بسيط ،بحيث يشير إلى مسألة تحديد قواعد تنظيم وسير محكمة
التنازع ،وحسنا فعل المؤسس الدستوري ،ألنه يكون بذلك قد طبق نص المادة( 211 )1من دستور 2991
بناء على الغموض المسجل في المادة 251نجد أن األستاذ "دانيال بردوني " على حق عندما قال
بأن العديد من العراقيل والمشاكل التي يعاني منها القانون تعود إلى مصطلحات قانونية غير كاملة (.)2
وعند التدقيق في نص المادة 251من الدستور نجد أنها تداركت النقص الذي عرفته المادة 251
التي حصرت مجال اختصاص محكمة التنازع بحل إشكاليات تنازع االختصاص ،واقصاؤها الختصاص
المحكمة بنظر في دعاوى تناقض األحكام النهائية ،وهذا ما عبرت عنه آخر المادة 251بعبارة
و"اختصاصاتهم األخرى" ،أي أن محكمة التنازع اختصاصها ال ينحصر فقط في دعاوى االختصاص،
وانما لها اختصاصات أخرى ترك أمر تحديدها للمشرع عند إصداره للقانون العضوي الخاص بمحكمة
التنازع.
19
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
الفرع الثاني
األساس التشريعي
()1
بعد المادة 251من الدستور ،وقد صدر في فترة عرفت أو شهدت نشاطا باألحرى بطاقة تعريفها
تشريعيا وتنظيميا كثيفا لتطبيق اإلصالحات التي جاء بها دستور ،2991وتكريس المبادئ التي جاء بها
وانشاء الهيئات التي نص عليها ،خاصة بالنسبة للنصوص المتعلقة بالسلطة القضائية.
وهذا األمر يدفعنا إلى أن نتساءل لماذا قام المشرع بتنظيم اإلطار القانوني لمحكمة التنازع بقانون
عضوي؟
إن السلطة المختصة والمخولة دستو ار في سن القوانين العضوية واصدارها هي السلطة التشريعية،
وقد حدد الدستور مسبقا بتنظيم هذه القوانين في مجاالت ومسائل محددة( ،)2ووفق إجراءات خاصة ومعقدة
ومتميزة عن تلك المتبعة في القوانين العادية ،فهي هامة أهمية المجاالت التي تنظمها ،فهي ضرورة سيدة
للدستور لم يقم هذا األخير بإعداده وتفصيله ،وعلى المشرع تنظيم محكمة التنازع في إطار قانون
عضوي ،ألن القانون ما هو إال تطبيق للقواعد الدستورية وآليات حمايته ،وألن نصوص القانون العضوي
قد حظيت بطابع خاص ومتميز من حيث االنتشار والتعديل ،ومراعاتها هو مراعاة للتوازن بين مختلف
المصالح ،وابعادها عن التعديالت المتكررة والمسيرة لها حسب األهواء ،مما يحقق استقرارها مع ما يضمن
-1في فرنسا األساس التشريعي لمحكمة التنازع هو قانون 12مايو 2271وقانون 22جويلية ،2910ومرسوم 10أفريل
،2911كما نجد في مصر القانون رقم 22لسنة 2979هو األساس التشريعي للمحكمة الدستورية العليا ،أنظر:
محمد رفعت عبد الوهاب ،مبدأ المشروعية وتنظيم القضاء اإلداري ،اإلسكندرية ،1007 ،ص .195
-2عباس أمال ،مرجع سابق ،ص.20
20
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
استقرار مصدرها األساسي لمعنى الدستور من جهة والمجاالت محل التنظيم من جهة ثانية ،ومن ثم
فقد تيقن المؤسس الدستوري من أن فكرة القانون العضوي تستحق أن تنال ما هي جديرة به من
تنظيم في الدساتير الحديثة ،فضرورة إيجاد خليفة للدساتير المحصنة لمختلف اآلليات تعد من أسباب تبني
الدستور الجزائري لفكرة القانون العضوي ،وكذا تجنب كل ما من شأنه أن يزعزع روح القوانين األسمى في
الدولة ،تاركا آللية القانون العضوي كفالة تطبيق وتوضيح معالمه ومبادئه الكلية األصلية ،في مجال
إن نصوص القانون العضوي حقيقة جزءا من الدستور بالمفهوم العتيق ،ألنه يشاركه العمل على
نحو ال ينازعه فيه أحد لبناء الصرح المؤسساتي من خالل وبواسطة تنظيم هذه المجاالت(.)3
بالرغم من أن القانون العضوي يعتبر بطاقة تعريف لمحكمة التنازع إال أن قراءة هذه البطاقية
فمحتوى القانون العضوي 01-92نجده يحتوي على 35مادة تنظيمية( ،)4مصنفة إلى خمسة
فصول ،يشمل الفصل األول أحكام عامة في أربعة مواد ،كما يتضمن الفصل الثاني سبعة مواد تنظم
تشكيلة محكمة التنازع ويخص الفصل الثالث عمل محكمة التنازع في ثالث مواد ،ويكون الفصل الرابع
من تسعة عشر مادة خصصت لإلجراءات المتبعة أمامها ،أما الفصل الخامس واألخير يتضمن أحكام
-1غزالن سليمة ،فكرة القانون العضوي في دستور ،2991مذكرة ماجستير ،فرع اإلدارة المالية ،كلية الحقوق ،الجزائر،
،1001ص ص.17-10
-2عباس أمال ،مرجع سابق ،ص.22
3
- Philippe Ardant, Manuel d’institutions politiques et droit constitutionnel, Dalloz, 6ème Ed, paris,
1994,P 57.
-4خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص.159
21
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
باالستناد إلى محتوى هذا القانون يمكن إبداء جملة من المالحظات التي تتمثل أساسا في
نقص منهجية القانون العضوي ،01-92سواء من حيث عدد المواد الضرورية لعمل محكمة
التنازع ،أو من حيث ترتيب مواده ،ونقصد بالمنهجية أن تقسم النصوص القانونية إلى مجموعات أو
أقسام بحسب المواضيع التي تنظمها كل مجموعة من هذه المواد ،بقصد تسهيل فهمها وتقريب
معناها( ، )1لكن المنهجية في هذا القانون لعبت دو ار مخالفا للذي من المفروض أن تقوم به ،حيث
جاءت لتشويش ذهن كل من يق أر نصوص هذا القانون وتشتيت أفكاره لعدم ترتيب مواده وعدم وجود
فإذا كانت السلطة التقديرية للمشرع تكمن في صياغة النصوص القانونية فإن المالحظات التالية
تعتبر مساهمة في إصالح هذا النص ،حتى يتمكن الجميع (قاضي ،متقاضي ،محكمة) من إيجاد إجابات
واضحة لمسألة تنازع االختصاص بين الهرمين القضائيين ،ألن المواد من 21إلى 22تعتبر غير كافية
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص .110
-2خلوفي رشيد" ،محكمة التنازع" ،مجلة الموثق ،دورية داخلية متخصصة ،عدد ،7لسنة ،2999ص .27
22
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
ويتمثل هذا النقص أساسا في عدم وجود وتخصيص فصل خاص باختصاصات محكمة التنازع،
التي تعد أساس أو غاية إنشاءها ،إذ لوال اختصاصها كجهة فصل في إشكاالت تنازع االختصاص بين
الهرمين القضائيين العادي واإلداري ورقابة مدى احترام كل جهة لمجال اختصاصها وعدم تعديها على
اختصاصات الجهة األخرى ،لما أنشأت محكمة التنازع أصال وتكريسا للمادتين 251و 251من
الدستور.
حيث تم تنظيم اختصاصات المحكمة في الفصل الرابع المتعلق "باإلجراءات" ،لكن بمجرد قراءة
المادة األولى منه وهي المادة 25نعلم بأننا بصدد أحكام خاصة باختصاصات محكمة التنازع وذلك إلى
غاية المادة ،27إضافة إلى ذلك أن نص المادة 1من القانون المتعلق باختصاصات محكمة التنازع تم
والسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الصدد هو :كيف لم يتفطن المجلس الدستوري الذي يعتبر هيئة
متخصصة بالرقابة على دستورية القوانين ومدى مطابقة القوانين العضوية للدستور ،الذي يفترض في
أعضائه الكفاءة القانونية باعتبارهم أشخاص مؤهلين وذوي خبرة قانونية عالية ،فكيف لم يالحظوا هذا
الخطأ الواضح وصادقوا على القانون العضوي 01-92دون أن يتطرقوا لهذه النقطة ،خاصة وأن القانون
العضوي 02-92الذي صدر في نفس الفترة خصص الباب الثاني منه بأكمله الختصاصات مجلس
الدولة(.)1
-1أنظر المواد 21،22،25،21،27،22،29 ،21 ،22 ،20 ،9من القانون العضوي رقم ،02-92ج رعدد،17
لسنة.2992
23
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
كما غاب أيضا عن القانون العضوي السالف الذكر فصل خاص بق اررات محكمة التنازع الذي كان
يجب أن يضم المواد 11 ،12 ،10منه التي تم إدراجها دائما تحت عنوان اإلجراءات (.)1
ونبقى دائما بخصوص مواد قانون محكمة التنازع ،نالحظ أن هناك مواد وضعت في غير موقعها
األصلي الذي من الواجب أن توضع فيه ،ونذكر منها المادة 1المتعلقة بنشر ق اررات محكمة التنازع والتي
تضمنها الفصل الثاني المتعلق بتشكيلة محكمة التنازع في حين مكانها الحقيقي هو الفصل األول ،ألنها
تدخل ضمن األحكام العامة ،ونفس األمر حدث مع المادة 22المتعلقة بتسيير محكمة التنازع التي من
المفروض أن تذكر في الفصل الثالث المتعلق بعمل محكمة التنازع ،إال أن المشرع ضمها ضمن الفصل
الفرع الثالث
إن العالقة بين القانون العضوي 01-92وأحكام دستور 2991تمتاز بالتذبذب والغموض ،فهي
من جهة عالقة توافقية باإلستناد إلى المادة 251من دستور ،2991والتي جاء القانون العضوي السالف
الذكر تطبيقا لما تضمنته من أحكام ،ومن هنا يعتبر هذا القانون مكمال للدستور ،بحيث بعد االطالع
على مضمون القانون المتعلق بمحكمة التنازع وكذا دراسة كل من المادة 251و 251من دستور
-1نص المادة 02من القانون العضوي ،02-92المتعلقة بنشر ق اررات مجلس الدولة أدرجت في الباب األول المخصص
لألحكام العامة.
24
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المادة ،229وعند تفحص ودراسة نص هذه المادة الدستورية ،نالحظ عدم وجود أية عالقة بموضوع
القانون العضوي المذكور سابقا ،حيث تنص المادة 229من دستور 2991على ما يلي " :تكون
تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء بعد األخذ برأي مجلس الدولة ،ثم يودعها رئيس
لماذا أشار المشرع لهذه المادة في القانون العضوي رقم 01-92؟ هل وجود كلمة "مجلس الدولة"
إن اإلجابة عن السؤال الثاني تبعد ذكر المادة 229من القانون العضوي المذكور ،ألن محكمة
التنازع موضوع القانون العضوي رقم 01-92تنظر في تنازع االختصاص بين القضاء اإلداري والعادي،
يعني عندما تكون محكمة التنازع تمارس صالحيتها القضائية وليس االستشارية الموضوع المنظم في
المادة .229
تبرز هذه المالحظات بالنسبة للمادة 251من دستور 2991بعد مقارنتها بمواد القانون العضوي
،01-92أين يظهر االختالف وعدم التناسق بينهما خاصة بين المادة المذكورة سابقا والمادة 1من
25
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
-اختالف المادة الثالثة من القانون العضوي 01/92عن المادة 251من دستور 2991
ويظهر االختالف بين نص المادة الثالثة من القانون المذكور سابقا ونص المادة 251من دستور
2991في نقطتين:
أولها :تتمثل في استعمال المشرع كلمة "منازعات" بدل كلمة "تنازع" المذكورة في المادة 251من
الدستور.
()2
طويلتين من قبل المشرع بدل "مجلس الدولة" و "المحكمة ثانيها :تتمثل في استعمال جملتين
إن ما بين المصطلحين فرق كبير بحيث أجمع الفقهاء بأن مصطلح "المنازعات" هي مجموعة من
النزاعات بين طرفين أو أكثر ،ويعود الفصل فيها لقاضي ما حسب قانون ما ،بينما تعني كلمة "تنازع" نوع
من الخالف الذي بتطوره ووصوله إلى القضاء يصبح منازعة ،وبالتالي فكلمة "منازعات" أوسع من كلمة
"تنازع أو نزاع" التي ال تشكل إال عنصر من مفهوم وتعريف كلمة النزاع.
مفهوم "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" من جهة و "الجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص.115
-2بحسب األستاذ خلوفي رشيد ،لماذا استعمال المشرع لعبارات طويلة والمثيرة للتأويالت ،بل كان من األحسن استعمال
كلمات بسيطة ومفهومة وهي "القضاء اإلداري" لإلشارة لما نصت عليه المادة 1من القانون العضوي " 01-92الجهات
القضائية الخاصة للنظام القضائي اإلداري" و "القضاء العادي" للتعبير عما جاء في المادة "الجهات القضائية الخاضعة
للنظام القضائي العادي".
26
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
إن اإلختالف بين العبارتين "المحكمة العليا" و"مجلس الدولة" ،المذكورتين في نص المادة 251
من ا لدستور التي قابلتهما عبارة مغايرة وطويلة في المادة الثالثة من القانون العضوي ،01-92فالجهات
القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري ،بحيث
نجد أن االختالف في هذه العبارة أعمق بكثير عكس الحالة األولى ألنه يمتد للموضوع( ،)1فهناك فرق
واسع وشاسع بين أن تختص محكمة التنازع بالمنازعات المتعلقة باالختصاص التي تقوم بين قمة جهتي
النظامين القضائيين العادي من جهة واإلداري من جهة أخرى ،وهو ما نصت عليه المادة 251من
()2
الدستور ،وبين أن يمتد اإلختصاص إلى المنازعات التي تقوم بين المحكمة العليا ،المجالس القضائية
فلقد كان المجلس الدستوري حريصا في آرائه( ،)3عند مراقبته لدستورية القانون العضوي رقم -92
01المتعلق بمحكمة التنازع ،وكذا القانون العضوي 02-92المتعلق بمجلس الدولة ،على مطابقة
حيث الموضوع ،إن كلمتي "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" تشير إلى درجة قضائية واحدة بينما
تعبر العبارات المذكورة في المادة 01من القانون العضوي عن الهرمين القضائيين ،وبالتالي فإن ما
()4
يخالف موضوعيا نص المادة 251من دستور ،2991التي حددت جاء في نص هذه المادة
تدخل محكمة التنازع في حالة تنازع االختصاص بين "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" فقط ،إن
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص.117
-2رأي المجلس الدستوري رقم /07د.ق.ع/م.د 92/مؤرخ في 12ماي ،2992يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي
المتعلق بمحكمة التنازع وتنظيمها وعملها للدستور،ج ر عدد ،19لسنة .2992
-3رأي المجلس الدستوري رقم /01د.ق.ع/م.د 92/مؤرخ في 29ماي ،2992يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي
المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله للدستور،ج ر عدد ،17لسنة .2992
-4حسب رأي األستاذ خلوفي رشيد ،يبدو األمر أكثر منطقية.
27
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المادة 251من الدستور وكذا نص المادة 01من القانون العضوي 01-92قد أهملتا الحالة التي
ال يطعن فيها المتقاضي في الحكم الصادر عند إحدى جهات القضاء كفوات ميعاد الطعن ،فهل
يضي ع حقه في رفع الدعوى أمام محكمة التنازع لعدم طعنه في الحكم أمام المحكمة العليا أومجلس
-ما يزيد األمر تعقيدا هو موقف محكمة التنازع في حد ذاتها من هذا الموضوع ،حيث أن في
قرارها رقم 20أشارت إلى أن الطعن غير ملزم باستنفاذ كل طرق الطعن بشرط أن يكون
الق اررين غير قابلين للطعن فيهما ،كما أنها قبلت الفصل في دعوى تناقض األحكام وفقا لقرار
22بالرغم من أن جهتي النزاع ليس مجلس الدولة والمحكمة العليا ،وانما بين مجلس الدولة
فأي من هذه اآلراء هو الصحيح والواجب األخذ به ،حيث نجد أنه يصعب الترجيح فيها ،ألن
القاضي يكتفي بتطبيق القانون دون الحق في إبداء رأيه حول مدى دستوريته ،وبالتالي سوف يطبق النص
التشريعي.
باإلضافة إلى المواد الدستورية وتلك الموجودة في القانون العضوي رقم ،01-92نجد أن هناك
طائفة أخرى من المواد القانونية العامة التي لها عالقة بمحكمة التنازع ،وتشمل النظام القانوني العام التي
للقضاء(.)2
28
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
()1
رقم ،22-05مؤرخ في 27جويلية ،1005يتعلق بالتنظيم القضائي ،بحيث قانون عضوي
يعتبر هذا القانون النص التطبيقي والتشريعي ألحكام المادة 251من دستور ،2991فحددت في
قانون رقم ،09-02يتعلق بقانون إ م إ ،بحيث نجد أن هذا القانون له عالقة مباشرة مع
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع من خالل المواد 200و 901منه ،التي تسمح بتحديد
مجال االختصاص القضائي اإلداري ،وبالتالي تعتبر المقياس القانوني الذي تركز عليه
()2
محكمة التنازع عند الفصل في القضايا المطروحة عليه والمتعلقة بتنازع االختصاص.
القانون رقم ،01-92يتعلق بالمحاكم اإلدارية ،فهذا القانون بدوره يندرج ضمن النصوص
التشريعية التي ترجع إليها محكمة التنازع للنظر في القضايا المطروحة أمامها ،كونه حدد
()3
اإلدارية.
وما يمكن اإلشارة إليه أن النصوص التنظيمية غائبة في مجال تنظيم محكمة التنازع ،حيث لم
تصدر أية مراسيم لتنظيم هذه األخيرة من قبل السلطة التنفيذية ،كما فعلت بالنسبة للهياكل القضائية
اإلدارية التي أنشأت في نفس الفترة ،أي المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة ،وكان عليها فعل ذلك إلزالة
-1قانون عضوي رقم ،22-05مؤرخ في 27جويلية ،1005يتضمن التنظيم القضائي ،ج ر عدد ،52لسنة .1005
-2بوعلي سعيد ،المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر ،1022 ،ص ص .91-91
-3مرجع نفسه ،ص .92
-4عباس أمال ،مرجع سابق ،ص.27
29
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المبحث الثاني
تشكيلة محكمة التنازع
على حد قول "موريس هوريو" :"Mourice Houriouينطلق تشكيل أية مؤسسة من فكرة une
idée d’œuvreهذه الفكرة سوف تتحقق في وسط اجتماعي ولتحقيق هذه الفكرة ستجتمع سلطة
()1
هذه السلطة سوف تعطي لتلك الفكرة أجهزة"... ،
ومن منطلق القول فإن وجود محكمة التنازع كمؤسسة قضائية مستقلة يتعين اجتماع تشكيلة بشرية،
هذه التشكيلة هي التي تسمح بتسيير محكمة التنازع( ،)2وقد حدد القانون العضوي رقم 30-89تشكيلة
هذه الهيئة في المواد من 5إلى 8منه ،وبالتالي سوف نتناول في هذا المبحث لتشكيلة جهة الحكم
المطلب األول
تتألف جهة الحكم في محكمة التنازع من رئيس (فرع أول) وقضاة عددهم ستة (فرع ثاني) محافظ الدولة
(فرع ثالث).
1
- Mourice Houriou, Aux sources de droit, le pouvoir, l’ordre et la liberté un cahier de la nouvelle
journée, Ed Bloowel et Gay,1993 , P 104.
-2عباس أمال ،مرجع سابق ،ص .22
30
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
الفرع األول
تنص المادة 70من القانون العضوي 30-89على ما يلي" :يعين رئيس محكمة التنازع لمدة
70سنوات بالتناوب من بين قضاة المحكمة العليا ومجلس الدولة من قبل رئيس الجمهورية باقتراح
من وزير العدل بعد أخذ الرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء".
وبناء على هذه المادة يبرز من الوهلة األولى ،أنه بعد تكريس ازدواجية الهياكل القضائية ووجود
قضاء وقضاة إداريين وقضاء وقضاة عاديين ،فإن رئيس محكمة التنازع يختار بالتناوب من بين قضاة
المحكمة العليا (فقط وليس بين قضاة القضاء العادي) وقضاة مجلس الدولة (فقط وليس من بين قضاة
القضاء اإلداري).
فالمشرع الجزائري بعرضه لنظام التناوب على رئاسة المحكمة( ،)1يكون قد تفادى كل نقد موجه إليه
كونه تحيز لجهة دون األخرى ،ويكون كذلك قد فتح المجال للتنسيق والتعاون بين قمة هرم جهة القضاء
العادي ،وذات المكانة والموقع لجهة القضاء اإلداري ،فيرى بعض الباحثين أنه كان من األحسن واألجدر
لو أسند المشرع الرئاسة لشخصية ال تنتمي إلى الهرمين القضائيين ،وتكون لها خبرة في المجال القانوني،
أو إسنادها لوزير العدل إذا كانت تتوفر فيه الوسطية المرجوة بين الجهازين ،باعتباره الرئيس اإلداري
للتنظيم القضائي العادي من جهة وعضو للحكومة أي اإلدارة من جهة أخرى ،ولقد أيد األستاذ عمار
()2
الرأي في جزئه األول الذي دعى إلى إسناد رئاسة محكمة التنازع لشخصية قانونية محايدة ال بوضياف
تنتمي ال لجهة القضاء العادي وال لجهة القضاء اإلداري ،كأن تسند إلى أستاذ جامعي ،باحث في العلوم
-1هذا التوازن يعد ظاهريا فقط ألن إسناد الرئاسة لرئيس المحكمة العليا يعد ترجيحا لكفة القضاء العادي على حساب
القضاء اإلداري و العكس بالعكس.
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية( ،)2333-2892مرجع سابق ،ص.99
31
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
القانونية واإلدارية ،أو تسند ألقدم عمداء الحقوق ،ولكن ال يؤيد الرأي القاضي بإسناد الرئاسة لوزير
العدل( ،)1وذلك ليس تقليال من شأنه أو إنقاصا من قيمته ،أو عدم االعتراف بمؤهالته وتكوينه القانوني،
بل بحكم تبعيته للسلطة التنفيذية وعدم تمتعه بصفة القاضي ،إذ كيف يعترف له برئاسة هيئة قضائية لها
مكانتها الخاصة وهو يفتقد للصفة القضائية ،ثم أن تطبيق هذا الرأي يتنافى والنظام الدستوري في الجزائر
الذي اعترف باستقاللية السلطة القضائية بموجب نص المادة 209من دستور ،2889واعترافه كذلك
يعين رئيس محكمة التنازع حسب المادة 70المذكورة سابقا ،من طرف رئيس الجمهورية لمدة 0
سنوات ،على أن يكون التعيين بالتناوب بين قضاة المحكمة العليا وقضاة مجلس الدولة .فالطريقة المتبعة
في اختيار رئيس المحكمة هي التعيين من قبل رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي بما أنه قاضي،
ورغم أن المادة 70من القانون العضوي 11-70المتضمن القانون األساسي للقضاء ،تنص على أن
تعيين القضاة يتم بمرسوم رئاسي وباقتراح من وزير العدل وبعد أخذ برأي المجلس األعلى للقضاء ،إال أن
رئيس محكمة التنازع لم يذكر ضمن فئة القضاة الذين نصت عليهم هذه المادة فمن األحسن أن يستعمل
في تعيين رئ يس محكمة التنازع نفس الوسيلة ،وكان على المشرع النص على ذلك صراحة لتجاوز كل
التأويالت (.)2
-1لقد أثار إسناد رئاسة محكمة التنازع لوزير العدل في فرنسا انتقادا كبي ار ،كونه عضوا في الحكومة كما قد ال تتوفر فيه
المعرفة القانونية إذا لم يكن قانونيا .أنظر بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية
( ،)2333-2892مرجع سابق ،ص .98
غير أن الوضع في مصر نجد أن رئاسة وزير العدل لمحكمة التنازع ال يشكل أية خطورة نظ ار لكون الوزير ال دخل له في
التصويت إال في حالة تعادل األصوات ،كما أنه ال يرأس محكمة التنازع واقعيا إذ غالبا تستند الرئاسة لنائب الرئيس وهو
قاضي منتخب من قبل زمالئه على مستوى محكمة التنازع.
-2شنيخر هاجر" ،تنازع االختصاص بين القضاء العادي واإلداري" ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق ،جامعة بسكرة ،عدد ،9
،2323ص .270
32
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
الفرع الثاني
تنص المادة 2/35من القانون العضوي رقم 30-89على" :تتشكل محكمة التنازع من سبعة
كما جاء في نص المادة 39من نفس القانون على " :يعين نصف عدد قضاة محكمة التنازع من
بين قضاة المحكمة العليا والنصف اآلخر من بين قضاة مجلس الدولة من قبل رئيس الجمهورية باقتراح
من وزير العدل وبعد األخذ بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء".
وتشير هذه المادة إلى أن طريقة اختيار قضاة محكمة التنازع هي نفسها المتبعة في اختيار رئيسها ،وهي
وبإتباع المشرع الجزائري لطريقة التعيين في اختيار قضاة محكمة التنازع ،يكون قد خالف نضيره
()1
الفرنسي ،سواء من حيث عدد قضاة المحكمة أو في كيفية اختيارهم.
وما يؤخذ على المادة 39أنها لم تشر إلى العهدة بالنسبة للقضاة التي يقضونها في مناصبهم ،التي
حددتها المادة 37من ذات القانون بثالث سنوات بالنسبة لرئيس محكمة التنازع ،والراجح أنها نفس المدة
أي 0سنوات ،ألن هناك تالزم بين تعيين رئيس المحكمة وتعيين أعضائها ،وبالتالي من الطبيعي أن
تنتهي عهدتهما معا ،كما أن هذه المادة السابقة الذكر لم تنص على إمكانية اختيار قضاة محكمة التنازع
-2فاألعضاء األصليين في فرنسا ستة ،يمثلون جهتي القضاء بالتساوي 30 ،منهم مستشاري دولة في مهمة عادية ،يتم
انتخابهم من طرف مستشاري مجلس الدولة الذين يمارسون مهامهم على مستوى المجلس ،وثالث مستشارين آخرين من
محكمة النقض يتم اختيارهم من قبل زمالئهم في المحكمة ،على أن يقوم أعضاء محكمة التنازع السبعة باختيار عضوين
احتياطيين يتم انتخابهما من بين مستشاري مجلس الدولة ومحكمة النقض ،على أن يقوم األعضاء الثمانية بانتخاب نائب
رئيس المحكمة من بينهم باالقتراع السري الذي يتولى رئاسة محكمة التنازع فعليا مكان وزير العدل.
33
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
الفرع الثالث
محافظ الدولة
يمثل محافظ الدولة النيابة العامة على مستوى محكمة التنازع( ،)1وقد ذكرت المادة 38من القانون
العضوي 30-89السالف الذكر عناصر النظام القانوني لمحافظ الدولة بنصها" :إضافة إلى تشكيلة
يعين القاضي بصفته محافظ دولة ولمدة ثالث ( )0سنوات من قبل رئيس الجمهورية ،باقتراح
من وزير العدل وبعد األخذ بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء لتقديم طلباته ومالحظاته الشفوية.
يعين حسب نفس الشروط المذكورة في الفقرة األولى أعاله ولنفس المدة محافظ دولة مساعد.
يتميز النظام القانوني لمحافظ الدولة عن قضاة محكمة التنازع ،في نقطة لها أهمية بالنسبة لفكرة
التناوب والتمثيل المزدوج الذي يطبع المحكمة ورئاسة المحكمة ،فإذا كانت عهدة رئيس محكمة التنازع
حددت بثالث سنوات يعني نفس مدة محافظ الدولة ،واذا كانت كيفية تعيينه تشابه كيفية تعيين القضاة فإن
وقد اشترطت المادة 38السالفة الذكر أن يكون محافظ الدولة ومساعده قاضيين وأن يتم تعيينهما
بذات الطريقة التي يتم بها تعيين القضاة في محكمة التنازع ورئيسها ومن نفس جهة التعيين وهي السلطة
التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية ،وذلك لمدة 0سنوات ،وبذلك تكون هذه المادة قد تجاوزت النقص
()3
الموجود في المادة 39من نفس القانون المتعلقة بقضاة محكمة التنازع التي لم تذكر عهدتهم.
34
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
إال أن هذه المادة كسابقتها لم تشر إلى مصدر محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد ،فلم تذكر ما
إذا كان هذين األخيرين مصدرهم من قضاة المحكمة العليا أو مجلس الدولة ،أو من قضاة الجهاز
القضائي ككل ،أو من بين قضاة القضاء اإلداري أو العادي ،فهذا الفراغ القانوني ال يصح وال يخدم
فكرتي التناوب وازدواجية الهياكل القضائية( ،)1رغم أن هذا النقص قد ال يكون ذا أهمية في النظام
القضائي الجزائري ،حيث يخضع جميع قضاته دون تمييز لنفس القانون ،لكن حبذا لو يقوم المشرع بذكر
مصدر محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد( ،)2ويتفطن لذلك كما أن هذه المادة لم تذكر إمكانية التجديد
وتتمثل مهام محافظ الدولة المساعد استنادا إلى المادة 0/38من القانون العضوي 30-89في
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص .272
-2عباس أمال ،مرجع سابق ،ص .02
-3وقد تجاوزت فرنسا هذا النقص ،بتعيين مفوضي الحكومة بالتساوي من بين جهتي القضاء.
35
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
المطلب الثاني
"يتولى كتابة ضبط محكمة التنازع كاتب ضبط رئيسي يعين من قبل وزير العدل" ،هذا ما نصت
عليه المادة 23من القانون العضوي رقم ،30-89هذه المادة حددت أن محكمة التنازع تتكون من كاتب
()1
ضبط رئيسي يختار من بين القضاة كما هو معمول به في مجلس الدولة.
وقد نصت هذه المادة على الكيفية أو الطريقة التي يتم بها اختيار كاتب الضبط الرئيسي ،وهذا ما
يدل ض منيا على وجود كتابة ضبط بأكملها ،ألنه من غير المعقول أن تتكون كتابة ضبط هيئة قضائية
بحسب حجم وأهمية محكمة التنازع من كاتب ضبط واحد ،وهو ما يستخلص من مصطلحات المادة ،
ذلك من خالل عبارة "كاتب ضبط رئيسي" ،فمعنى مصطلح رئيسي أن هناك كتاب ضبط آخرين غير
رئيسيين ولو أراد المشرع غير ذلك لقال "يعين كاتب ضبط المحكمة" ،فعهدت مهمة تعيينه إلى وزير
العدل ،وبالتالي الجهة المكلفة بالتعيين ليست نفسها المختصة بتعيين باقي أعضاء المحكمة ،مما يجعل
كتابة ضبط محكمة التنازع تعمل تحت وصاية وزير العدل (.)2
ونتيجة للنقائص المسجلة حول نص المادة 23من القانون العضوي ،30-89فإننا نوافق رأي
"شنيخر هاجر" القاضي بإعادة النظر في نص هذه المادة ،فحبذا لو خصص المشرع لكتابة ضبط
محكمة التنازع أكثر من مادة ،أو على األقل مادة واحدة تحتوي على عدة فقرات ،لتبين تشكيلتها باعتبارها
مستقلة عن محكمة التنازع وتعمل تحت وصاية وزير العدل ،أضف إلى ذلك ضرورة النص على الكيفية
التي يختار بها أعضائها ،والجهة التي يختارون منها وغيرها من األمور التي يجب توضيحها وازالة
-1تنص المادة 29من القانون العضوي رقم 32-89المتعلق بمجلس الدولة" :لمجلس الدولة كتابة ضبط يتكفل بها
كاتب ضبط رئيسي يعين من بين القضاة."...
-2شنيخر هاجر ،مرجع سابق ،ص.275
36
اإلطار القانوني لمحكمة التنازع الفصل األول
()1
وتعزيز مكانتها كأعلى هيئة قضائية في النظام الغموض واإلبهام عنها لتحسين عمل محكمة التنازع
القضائي الجزائري.
إضافة إلى هذه التشكيلة التي تتكون منها محكمة التنازع تتمتع هذه األخيرة بهيئات أخرى وهي كاآلتي:
الموظفين والوسائل الضرورية لتسيير محكمة التنازع المذكورة من القانون العضوي ،30-89
ووسائل ووظائف بضعها وزير العدل تحت تصرف رئيس محكمة التنازع دون توضيح آخر حيث
الموظفين تنص المادة 22على" :يضع وزير العدل تحت تصرف رئيس محكمة التنازع
فهذا اإلبهام هو الذي يجعل السؤال مطروحا حول هذه الوسائل الضرورية التي تعمل بها محكمة
التنازع ففيما تتمثل ؟ وهل هذه المحكمة تتمتع بمصالح تقنية وادارية؟ وما هو دور هؤالء الموظفين؟ وفي
()2
غياب النظام الداخلي لمحكمة التنازع تبقى هذه األسئلة دائما مطروحة.
37
الفصل الثاني
إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات
المتبعة أمامها
إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
توصف محكمة التنازع بأنها الحارس القانوني و القضائي لقواعد اإلختصاص النوعي،و نظ ار
للدور الهام الذي تلعبه بالفصل في تنازع اإلختصاص بين جهتي القضاء العادي و القضاء اإلداري،
فرغم إعتماد المشرع الجزائري على المعيار العضوي لتحديد إختصاص القضاء اإلداري
المنصوص عليه في المادة 088من ق إ م إ ،غير أنه لم يسلم من وجود نزاعات في
اإلختصاص وفقا ألشكال مختلفة ،و لحل هذه المسألة يجب إتباع إجراءات معينة أمام
لهذا سنتناول في هذا الفصل الختصاصات محكمة التنازع(مبحث أول) ،واإلجراءات المتبعة
أمامها(مبحث ثاني).
39
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
المبحث األول
إن محكمة التنازع باعتبارها الهيئة القضائية التي تتوسط هرمي القضاء العادي و القضاء
اإلداري ،فهي تتمتع بسلطة حل اإلشكاالت التي قد تطرح بشأن تطبيق اإلزدواجية القضائية ،و المتمثلة
أساسا في التنازع اإليجابي و السلبي لإلختصاص ،و قد يتوصل األمر بين الجهتين إلى درجة إصدار
أحكام نهائية متناقضة ،وهي الحالة التي يمكن لمحكمة التنازع تجاوز مهمتها في النظر في االختصاص،
وبناءا عليه سوف نتطرق في هذا المبحث إلى اختصاص محكمة التنازع في حل إشكاليات تنازع
االختصاص (مطلب أول) ،و كذا اختصاصها في حل إشكاالت تناقض األحكام (مطلب ثاني)
المطلب األول
إن تبني اإلزدواجية القضائية و ما ينتج عنها من إشكاالت تنازع االختصاص،التي يعتبرها البعض
أهم عيوبها( ،)1فنجد تنازع االختصاص االيجابي(فرع أول) الذي يتحقق عند تمسك كل من جهات
القضاء العادي و اإلداري باختصاصها بالنظر في دعوى معينة ،و بالمقابل نجد تنازع االختصاص
السلبي (فرع ثاني) الذي يكون على العكس من الفرض السابق ،لكون النزاع المعروض عليها يدخل
1
-Martine Lombard et Gilles Dumont, Droit administratif, tome5, Dalloz, paris , 2003, p327.
40
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
الفرع األول
يعتبر تنازع االختصاص االيجابي الصورة األولى من صور تنازع االختصاص التي تتولي محكمة
تنص المادة 61من القانون العضوي 30-89المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها
وعملها على":يكون تنازعا في االختصاص عندما تقضي جهتان قضائيتان إحداهما خاضعة للنظام
القضائي العادي و األخرى خاضعة للنظام القضائي اإلداري ،باختصاصهما أو بعدم اختصاصهما للفصل
يقصد بنفس النزاع عندما يتقاضى األطراف بنفس الصفة أمام جهة إدارية و أخرى قضائية،
ويكون الطلب مبنيا على نفس السبب و نفس الموضوع المطروح أمام القاضي".
فالتنازع اإليجابي يتحقق عندما تتمسك جهتين قضائيتين إحداهما خاضعة للنظام القضائي العادي
واألخرى خاضعة للنظام القضائي اإلداري باختصاصها بالنظر في نفس الدعوى( ،)1وبالتالي ال تتخلى
أيهما عنه ،مما يبرر اللجوء إلى هذه الهيئة القضائية لتعيين الجهة المختصة بالنظر في الخصومة
والفصل فيها ،فمثال ذلك عندما تقدر جهة القضاء اإلداري اختصاصها بالنظر في منازعات هيئة معينة
بتقدير أنها مؤسسة عامة وبالتالي فهي من أشخاص القانون العام ،وفي نفس الوقت تتمسك جهة القضاء
-1بولعراوي الصادق ،النظام القضائي الجزائري في المواد اإلدارية بين الوحدة و االزدواجية(الهيئات واالختصاصات)،
رسالة ماجستير ،جامعة سطيف ،د س م ،ص.03
41
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
العادي بالنظر في هذه المنازعة بتقدير أنها من شركات القطاع العام(خاص) و بالتالي هي من بين
بينما نجد مفهوم التنازع اإليجابي في فرنسا مختلف عما هو معمول به في الدول التي تبنت
اإلزدواجية القضائية ،فاإلختالف ال ينحصر في المفهوم فقط بل يتعداه ليشمل الشروط و اإلجراءات و
حتى الغاية المراد تحقيقها ،فهذه الصورة لها معنى خاص ،فال يقصد بها كما قد يتبادر إلى الذهن أن كال
من جهتي القضاء العادي و اإلداري تعلن اختصاصها بالنظر في قضية معينة و إنما المراد به هو حماية
اإلدارة وحدها من الخضوع للقضاء العادي ،ويعود تخوفها من الخضوع لهذا القضاء ألسباب تاريخية( .)2
فالتنازع اإليجابي يعتبر إذن وسيلة لحماية اإلدارة العامة من الخضوع للقضاء والقانون العادي في
المنازعات التي ترى اإلدارة أنها تتصف بالصفة اإلدارية ،و إن الدفع بعدم اختصاص القضاء العادي في
حالة التنازع اإليجابي بمثابة إمتياز مقرر لجهة اإلدارة ،فهذه األخيرة وحدها من يملك حق مباشرة هذا
()3
. الدفع ،أمام محكمة التنازع
يتقرر هذا النوع من التنازع عندما تدفع اإلدارة ممثلة في المحافظ بأن جهة قضائية عادية بصدد
الفصل في نزاع ال يدخل ضمن إختصاصها ،إما لكونه يدخل كليا أو جزئيا ضمن إختصاصات القضاء
اإلداري ،أو ألن الدعوى تتعلق بعمل إداري ال يمكن رقابته قضائيا كأن يتعلق بعمل حكومي(.)4
42
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
فإجراءات التنازع اإليجابي في فرنسا قررت لحماية السلطة التنفيذية من إحتمال وقوع تجاوزات من
السلطة القضائية ،و ظهر منذ أن تركت اإلدارة القاضية مكانا لقضاء إداري مستقل(.)1
فهناك من يعتبر أن مفهوم المشرع الفرنسي للتنازع اإليجابي هو مفهوم خاص بفرنسا و فقط ،
فالهدف منه هو حماية اإلدارة من خضوع المنازعات التي تكون طرفا فيها إلى جهة القضاء العادي ،
فهذه الصورة مفهومها في فرنسا خاطئ ،ألنه يحوز على القضاء العادي و يعمل فقط في إتجاه
القضاء اإلداري وحده ،و األسباب التاريخية للثورة الفرنسية و المتمثلة في موقف العداء من محاكم
القضاء العادي ،و انتهت هذه األسباب منذ أمد طويل و لم يعد لها أي وجود ،و بالتالي اإلبقاء على
بالعودة إلى نص المادة 61من القانون العضوي ،30-89نجد أنها عرفت التنازع االيجابي بأنه
فالتنازع االيجابي في الجزائر يحدث عندما تقضي جهتان قضائيتان إحداهما عادية واألخرى إدارية
باختصاصها في نزاع رفع أمامها من خالل اتخاذ قرار قضائي في نفس النزاع ،كأن تقضي جهة القضاء
اإلداري مثال بأن عقد ما هو إداري وفي نفس الوقت تعترف جهة القضاء العادي بالطابع المدني لنفس
العقد(.)4
43
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
وما تجدر اإلشارة إليه إن المشرع الجزائري قد جمع في المادة 61من القانون العضوي30-89
بين التنازع االيجابي و التنازع السلبي و أعطاهما تعريفا مقتضبا و غير كافي ،لذا كان من الواجب عليه
إن يكون أكثر دقة ووضوحا في تحديد المفاهيم ،وذلك بتخصيص مادة مستقلة لكل حالة من حاالت
فالتنازع االيجابي ناتج عن تكييف خاطئ من إحدى جهتي القضاء بعد إقرار كل واحدة
باختصاصها بالنظر في النزاع المعروض عليها ،لسبب تراه كافيا و وجيها ليعقد لها االختصاص دون
غيرها ،و هو ما يبرر اللجوء لمحكمة التنازع لحل مثل هذه اإلشكاليات (.)2
يرى األستاذ خلوفي رشيد في هذا الصدد ،أن المشرع الجزائري في نص المادة 61من القانون
العضوي 30-89السالف الذكر ،قد اخطأ في وضع تعريف للتنازع االيجابي ،لكونه ال يتماشى و
مفهوم االزدواجية القضائية و هدفها المتمثل في منع القضاء العادي من الفصل في المنازعات التي تكون
اإلدارة طرفا فيها ،واسنادها إلى قضاء إداري مستقل( ،)3فعندما ترى السلطة اإلدارية بان القضاء العادي
بصدد النظر في قضية تدخل في نطاق اختصاص القضاء اإلداري ،فيتم تحريك التنازع االيجابي ،من
خالل إتباع إجراءات خاصة ( ،)4وهو المفهوم المتبع في فرنسا ،أما في الجزائر نجد أن المشرع قد وحد
إجراءات رفع النزاع أمام محكمة التنازع في كل صور التنازع ( السلبي ،االيجابي ،وحتى تناقض األحكام)
ترفع الدعوى بموجب عريضة مكتوبة ،تودع وتسجل بكتابة ضبط محكمة التنازع.
44
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
بالرجوع إلى نص المادة 61من القانون العضوي ، 30-89فانه نكون بصدد تنازع ايجابي متى توفرت
-أن يكون هناك تصريح مزدوج لإلختصاص في موضوع واحد :أي أن كل من جهتي القضاء العادي و
-صدور ق اررات قضائية من جهة القضاء العادي و أخرى من جهة القضاء اإلداري :فمحكمة التنازع ال
تتولى الفصل في مشكلة االختصاص إال بعد صدور هذه الق اررات القضائية من الجهتين القضائيتين.
-يجب أن يكون محل الق اررين القضائيين متعلق بنفس األطراف ،نفس السبب ،نفس الطلب.
-أن يكون القرار األخير الصادر إما عن القضاء العادي أو اإلداري نهائيا ،أي غير قابل للطعن بأية
طريقة كانت ،إما ألنه قد طعن فيه ،و إما لفوات ميعاد الطعن(.)2
()3
بين(م ل) و من بين االجتهادات القضائية الواردة في هذا اإلطار نجد ملف القضية رقم 17
السيد والي والية وهران إثر التنازع اإليجابي في اإلختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة حول
التنازع عن أمالك الدولة ،أين تم الفصل فيه بموجب ق اررين أحدهما صادر عن المحكمة العليا
بتاريخ 3332 /36 /36الذي نقض القرار الصادر عن المجلس القضائي لوهران ،و اآلخر صادر عن
مجلس الدولة بتاريخ 3331 /32 /63الذي أيد القرار الصادر عن مجلس قضاء وهران ،الذي أبطل
قرار لجنة التنازع عن أمالك الدولة ،و بالتالي إبطال العقد اإلداري المشهر و طرد المدعى عليه ،و لهذا
-6كمون حسين ،محاضرات في المنازعات اإلدارية موجهة لطلبة السنة الثالثة (ل م د ) ،قسم القانون العام،
البويرة ، 3360 ،ص.27
-2عدو عبد القادر ،المنازعات اإلدارية ،دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع ،الجزائر ،3360 ،ص .92
-0ملف رقم ،17قرار بتاريخ ،3339 /32 /69المنشور بمجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،محكمة التنازع ،لسنة
،3338ص ص ،307-337أنظر الملحق ص.6
45
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
قررت محكمة التنازع قبول وجود التنازع االيجابي في االختصاص واسناد الفصل في النزاع إلى القضاء
الفرع الثاني
يعتبر التنازع السلبي الصورة الثانية من صور تنازع اإلختصاص ،التي يعود الفصل فيه إلى
محكمة التنازع ،فهو على خالف التنازع اإليجابي ،فكافة الدول التي تبنت اإلزدواجية القضائية حضيت
باإلجماع على مفهوم التنازع السلبي ،وذلك ال يمنع من وجود بعض اإلختالفات بينهما خاصة في
وعليه سوف نتطرق إلى تعريف التنازع السلبي(أوال) ،ثم إلى الشروط الواجب توفرها لقيامه(ثانيا).
يكون تنازعا سلبيا حينما تمتنع جهة القضاء العادي وجهة القضاء اإلداري بالنظر في الدعوى(،)1
فتعتبر هذه الصورة من التنازع وضعية قانونية مخالفة للوضعية االولى (التنازع االيجابي)( ،)2فيتحقق
()3
،يقضيان بعدم التنازع السلبي عندما تقوم جهتي القضاء(اإلداري و العادي) باصدار حكمين
اختصاصهما في ذات النزاع( ،)4واعتقاد كل جهة بأنها غير مختصة بالنظر في الدعوى ،و تصدر حينها
46
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
حكما بعدم إختصاصها ،ألنها ترى أن موضوع الدعوى يندرج ضمن إختصاص القضاء اآلخر( ،)1كأن
يرفع شخص دعوى أمام القضاء اإلداري فيقضي بعدم إختصاصه ،فيتوجه إلى القضاء العادي ليرفع ذات
النزاع فيحكم كذلك بعدم إختصاصه ،وهو ما ينتج الوقوع في حالة إنكار العدالة ،فكيف نتصور أن هناك
منازعة دون قضاء يفصل فيها ،فهذا األمر يتنافى و مقتضيات العدالة و القانون الطبيعي وحقوق
اإلنسان ،إذ تقضي العدالة أن لكل مشكلة أو نزاع جهة تنظر فيه ،أما أن نكون أمام دعوى و تنفي كل
جهة قضائية إختصاصها فيعني ذلك أننا في وضع غير مقبول وجب تصحيحه( ،)2وهو ما تقوم به
محكمة تنازع اإلختصاص ،من خالل إصدار حكم ببطالن أحد الحكمين بعدم اإلختصاص ،و أن إحدى
الجهتين التي قامت بإصدار الحكم الذي قضى بإلغائه قد أخطأت في تقرير عدم إختصاصها ،األمر الذي
يوجب عليها النظر في الدعوى ،و يعتبر حكم هذه الهيئة في هذا التنازع حكما نهائيا و غير قابل
للطعن(.)3
إن أساس التنازع السلبي يتجلى في حماية مصالح األفراد الذين يبحثون عن القضاء المختص
()4
،أي هذا النوع من التنازع يستهدف إلى حماية األفراد المتقاضين من أن للنظر في دعواهم فال يجدوه
()6
يكونوا ضحية إنكار العدالة( ،)5كما أن القاضي الذي أنكر العدالة سوف يتعرض وفقا لقانون العقوبات
-1اعاد علي حمود القيسي ،القضاء االداري و قضاء المظالم ،دار وائل للطباعة و النشر ،عمان ،6888 ،ص.609
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة) ،مرجع سابق ،ص ص.330-333
-3اعاد علي حمود القيسي ،مرجع سابق ،ص ص .608-609
-4فهد عبد الكريم أبو العثم ،القضاء اإلداري بين النظرية و التطبيق ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان، 3332 ،
ص.693
-2القاضي إن هو أنكر العدالة جعله المشرع موضع مسؤولية مدنية ،انظر المادة 364من قانون إ م الجزائري لسنة
.6811
-1انظر المادة 601من قانون ،36-38مؤرخ في 3فيفري ،3338يتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم لألمر-611
621المتضمن قانون العقوبات،ج ر عدد ،42لسنة .6811
47
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
إلى الحرمان من ممارسة الوظائف العمومية من 32سنوات الى 33سنة ،و بغرامة تقدر ب723
إلى 0333دج.
()2
:معنى ذلك أن ترفض كل من جهتي القضاء -أن يكون هناك تصريح مزدوج بعدم االختصاص
()3
. العادي و اإلداري الفصل في الدعوى المعروضة عليها ،بحكم تقرر فيه عدم اختصاصها
-أن نكون امام حكمين يقضي كالهما بعدم االختصاص على أساس أن موضوع النزاع هو من
()4
. اختصاص الجهة القضائية األخرى
-كما تشترط الوحدة في النزاع من حيث الموضوع،السبب( ،)5و االطراف( ،)6امام كل جهة من جهتي
القضاء ،بمعنى أن يكون الحكمين صادرين بين الخصوم أنفسهم ،في ذات الموضوع ،و نفس
السبب(.)7
-6في لبنان يسمى خالفات الصالحية السلبية ،مع العلم ان ال وجود للتنازع االيجابي في لبنان.انظر :ماجد راغب
الحلو ،مرجع سابق ،ص.693
2
- Olivier Gohin, Contentieux administratif ,7émeEd, lexis nexis, 2012, p73.
-3شنيخر هاجر ،مرجع سابق ،ص.393
-4محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص.468
-2قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ ،3332/37/67ملف رقم ،39مجلة مجلس الدولة ،عدد ،9سنة ،3331
ص.321
-1وفقا للنظام القانوني في مصر ،وحدة األطراف ليس بشرط الزم في حاالت التنازع ،فيكفي وحدة موضوع الدعوى و إن
لم يتحد الخصوم في الدعويين ،انظر :ماجد راغب الحلو ،مرجع سابق ،ص.344
-7حسين عثمان محمد عثمان ،قانون القضاء اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،3331 ،ص.068
48
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
-أن يكون حكمي عدم االختصاص نهائيين( ،)1حائزين على قوة الشيء المقضي فيه :أي أنهما غير
قابلين ألي طعن أمام أي جهة من جهات القضاء ( ،)2وهو ما يميز الجزائر عن غيرها ،ففي فرنسا
يشترط لرفع تنازع االختصاص السلبي أن يكون القرار القضائي األول القاضي بعدم االختصاص ال يزال
قابال للطعن فيه عندما يشرع القاضي الثاني بالفصل في هذه المسالة ،بحيث نتساءل في هذا اإلطار من
الشرطين أكثر فعالية ؟ هل الشرط الذي أتى به المشرع الجزائري أو ذلك الذي جاء به المشرع الفرنسي؟
في هذا الشأن يرى األستاذ "خلوفي رشيد" أن الشرط المتواجد في نص المادة 67من القانون العضوي
,30-89المتمثل في عدم إمكانية رفع تنازع االختصاص السلبي إال بعد نفاذ كل الطعون ،انه غير ناجح
-فرضا أن متقاضي معين أراد أن يرفع دعواه أمام محكمة التنازع ،فيجب عليه أن ينتظر وصول
القضية المسجلة أمام المحاكم إلى الدرجة القضائية األعلى(مجلس الدولة) أو(المحكمة العليا) ،وكذا
انتظاره إلنقضاء مواعيد الطعون ،بالرغم من ان المسألة ال تمس بصلب الموضوع و إنما بتحديد الجهة
-كما أن الفرض المتعلق بالمتقاضي الذي لم يطعن في الحكم الصادر عن الدرجة القضائية
األولى(المحاكم ،المحاكم اإلدارية) ،هل يحق له رفع دعواه أمام محكمة التنازع ،لكون أن ق ارره أصبح غير
إن الجواب بالطبع ال يكون إال بال ألن المادة 623من دستور ،6881ال تسمح بإخطار محكمة التنازع
إال في حالة الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة و المحكمة العليا ،و لذلك ال يمكن للمتقاضي في الفرض
-6قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ ،3337/66/60ملف رقم ،03المنشور بمجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،لسنة
،3338ص .70
-2شنيخر هاجر ،مرجع سابق ،ص.399
49
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
الثاني رفع دعواه أمام محكمة التنازع ،عكس ما نجده في القانون الفرنسي أين يمكن للمتقاضي أن يتوجه
إلى محكمة التنازع بعدما تقضي محكمة عادية أو إدارية بعدم اختصاصها ولم يكن حكمها نهائي.
كما نجد أن المشرع الجزائري في القانون العضوي 30-89قد أغفل شرط موجود عند نظيره الفرنسي و
()1
المتمثل في حالة التصريح بعدم االختصاص خطأ من طرف أحد القاضيين ،ألن عدم اختصاصهما
()2
التي يستطيع فيها كل من الفعلي ال يعتبر تنازع اختصاص سلبي ،مثال في حالة "أعمال السيادة"
و من بين الق اررات الصادرة من محكمة التنازع في هذا اإلطار القرار الصادر
بتاريخ 3339/30/61التي قضت فيه محكمة التنازع بوجود تنازع سلبي في االختصاص واسناد مهمة
الفصل في القضية إلى الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء قسنطينة ،وابطال قرار الغرفة اإلدارية(.)3
المطلب الثاني
يعتبر االختصاص الثاني لمحكمة التنازع إلى جانب اختصاصها بالفصل في إشكاليات تنازع
االختصاص(السلبي و اإليجابي) ،إال أن هذين االختصاصين يختلفان كون أن تناقض األحكام يتعلق
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ،مرجع سابق ،ص399و.398
2
-Gustave peiser, Op cit ,p94.
-0أنظر قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ ، 3339/30/ 61المنشور بمجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،لسنة ،3338
ص ص ،10-28أنظر الملحق ص.7
50
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
بالموضوع( )1و ليس بالشكل كما هو الحال في تنازع االختصاص ،وبالتالي الدور الذي تقوم به محكمة
وعليه ستناول في هذا المطلب تعريف حالة التنازع في صورة تناقض األحكام(فرع أول) ،والشروط
الفرع األول
نقصد بهذه الحالة قيام كل من جهتي القضاء العادي و اإلداري بإصدار حكم نهائي في ذات
الموضوع بصورة يتعارض فيها مع الحكم األخر ،يكون ذلك عند رفع دعويين مستقلين عن بعضهما
البعض في نفس الموضوع و الوقائع بينهما ،األولى أمام المحاكم العادية و األخرى أمام المحاكم اإلدارية
،ثم تقضي كالهما في موضوع النزاع وتصدر منهما حكمان نهائيان يتعذر تنفيذهما بالنظر للتناقض
ظهر هذا النوع من التنازع ألول مرة في فرنسا نتيجة عدة قضايا نذكر على سبيل المثال ال الحصر
قضية "السيدة بيتي" ،و" لوكانو"" ،الفيقارات" وكذا قضية "روزي" التي تعد من أهم القضايا وأشهرها وكان
ذلك سنة ،6803و تتلخص وقائع هذه األخيرة في أن تصادما وقع بين سيارة حكومية و سيارة خاصة،
نتج عنه إصابة أحد ركاب السيارة الخاصة و هو السيد "روزيه" ،بإصابات خطيرة فقام برفع دعوى إلى
القضاء العادي طالبا التعويض من سائق السيارة الخاصة ،فقضى برفض الدعوى بحجة أن السائق
1
-Jean vincent et Autres, Institutions judicaires(organisation-juridictions gens de justice),8émeEd
,Dalloz, Paris, 2005, p364.
-2فهد عبد الكريم أبو العثم ،مرجع سابق ،ص.696
3
-Martine Lombard,Gilles Dumont,Op cit, p230.
51
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
المذكور لم يرتكب أي خطأ ،فتقدم المدعي برفع دعواه أمام القضاء اإلداري يطالب فيها اإلدارة بالتعويض
عما أصابه من ضرر جراء خطأ سائق المركبة الحكومية ،فقضى هو األخر برفض الدعوى إلنتفاء خطأ
هذا األخير ،فوجد المضرور نفسه أمام حالة من حاالت إنكار العدالة نتيجة عدم إنصاف السيد "روزيه" و
إجبار الضرر الذي لحقه خاصة أن كل حكم من الحكمين كان يحمل المسؤولية بطريقة ظمنية للطرف
األخر( ،)1فلحسن حسن حظ السيد"روزيه" أن محاميه كان نائبا في البرلمان الفرنسي الذي سعى إلى تقديم
مشروع قانون يتعلق بمعالجة هذا المشكل وكيفية حله ،فتدخل المشرع الفرنسي بموجب القانون الصادر
في 33أفريل ،6803الذي عالج هذا اإلشكال بإضافة حالة أخرى من حاالت التنازع بعيدا عن حالتي
تنازع اإلختصاص( اإليجابي و السلبي)،فقررت محكمة التنازع بخصوص هذه القضية في قرارها الصادر
في 9ماي 6800أن الدولة وسائق السيارة الخاصة مسؤوالن مناصفة( ،)2والمالحظ على هذا القرار أن
محكمة التنازع تصدت بنفسها لحل النزاع و ذلك بإصدار حكم يختلف عن السابقين و يناقضهما ولم
ترجح أي منهما ،بحكم نهائي غير قابل للطعن فيه( ،)3كما أقرت هذه الحالة في مصر بموجب قانون
في الجزائر عالج المشرع الجزائري حالة تناقض األحكام بموجب المادة 67الفقرة 3من القانون
العضوي 30-89بنصها ":في حالة تناقض بين أحكام نهائية ،و دون مراعاة األحكام المنصوص
52
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
بالعودة إلى نص المادة 67من القانون السالف الذكر نجد أن المشرع الجزائري قد أدرج
()1
و جعلها في مغزل عن بقية اختصاصاتها االختصاص الثاني لمحكمة التنازع ضمن اإلجراءات
المدرجة ضمن المادة .61من نفس القانون ،الذي كان من المفروض أن يكون المشرع أكثر منهجية عند
وضعه لهذا القانون ،إضافة إلى ذلك إغفال نص المادة 62لهذا االختصاص ،الذي من المفروض ان
يعهد به إلى محكمة التنازع ،فدور هذه األخيرة يكمن في استبعاد الحكمين معا والتطرق بنفسها للموضوع
من خالل إصدار حكم ثالث يكون هو الواجب النفاذ ،فما جاء في نص المادة 67هو تدارك للنقص و
الخطأ الذي وقعت فيه المادة 62من نفس القانون( ،)2فالمشرع الجزائري لم يعطي اختصاص المحكمة
حقه ،فلم يتطرق إلى المقصود بتناقض األحكام كأنه تم التطرق إلى مفهومه و شروط قيامه في موضع
أخر ،و ان هذه الفقرة ماهي إال مجرد التفريق بين إجراءاته هو و تلك المتبعة بخصوص دعاوى تنازع
اإلختصاص ،في الحقيقة نجد أن تناقض األحكام لم يذكر إال في المادة 67الفقرة الثانية رغم أهمية
التفريق بينه وبين إشكاليات تنازع اإلختصاص ،وما يبرر ذلك هو بداية الفقرة 3من المادة 67التي نصت
":دون مراعاة لألحكام المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله "...ونحن نعلم أن الفقرة األولى تتعلق
بإجراءات رفع الدعوى أمام محكمة التنازع ،رغم لم توضح أنواع النزاعات التي يمكن اللجوء فيها إلى
محكمة التنازع ،واألرجح تتعلق بإشكاالت تنازع اإلختصاص لكونها جاءت بعد المادة 61مباشرة ،كما أن
المشرع وقع مرة أخرى ضحية سوء إستعمال المصطلحات ،و كذا إختصاره في المواد إلى درجة فقدانها
لمعناها "،تفصل بعديا في اإلختصاص" هو مصطلح أكثر غرابة؟ فماذا قصد المشرع منه؟ فحسب
"األستاذ رشيد خلوفي" فهو تقليصا لمهام محكمة التنازع ( ،)3برأينا أن المشرع أراد من خالل إستعمال هذه
53
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
العبارة هو الرغبة في التمييز بين الدور الذي تقوم به محكمة التنازع في تناقض األحكام و بين ذلك الذي
تقوم في تنازع اإلختصاص ،ألن في هذا األخير يكون قبل تطرق جهتي القضاء لموضوع الن ازع (سواء
إيجابي أو سلبي) ،بينما يكون دورها في تناقض األحكام بعد فصل جهتي القضاء في موضوع النزاع ،و
الفرع الثاني
يشترط لوجود حالة التنازع في صورة أحكام متناقضة مجموعة من الشروط نوردها كاألتي:
-يجب أن يصدر حكمان نهائيان في موضوع الدعوى ( :)1أي أن يقوم كل من القضاء العادي و
اإلداري بإصدار حكمين نهائيين في موضوع نزاع واحد( ،)2وأن يكون المدعي قد إستنفذ كل درجات
التقاضي( ،)3أي أن يكون هذين الحكمين قد حسما النزاع ( ،)4وتجدر اإلشارة في هذا المجال أن المشرع
الجزائري قد وقع في خطأ عندما استعان بمصطلح" أحكام" بدال من " ق اررات" الذي يعتبر المصطلح
الصحيح ،فمن باب المنطق أن يكون التناقض بين الق اررات النهائية و ليس بين األحكام النهائية ،ففي هذه
األخيرة تكون طرق الطعن ال تزال متاحة أمام المتقاضي ،كما أن المشرع لم يشر إلى مصدر الق اررين هل
يشترط فيها أن يصد ار من المحكمة العليا و مجلس الدولة؟ بمعنى أن يكونا قد استوفيا جل طرق الطعن؟
-6زايدي زكية ،تركي حكيمة ،تفوغالت كريمة ،توزيع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري ،مذكرة لنيل شهادة
الليسانس في الحقوق ،كلية الحقوق ،جامعة بجاية ،3333 ،ص.44
-3في مصر يشترط أن يصدر حكمان أحدهما من جهة قضائية و الحكم األخر من جهة أخرى ،أنظر :بسيوني عبد
الغني عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص.432
-0محمود سالمة جبر" ،المنازعة اإلدارية و حل إشكاليات تنازع اإلختصاص بين المجلسين اإلداري والمدني" ،مجلة
قضايا الحكومة ،عدد ،4لسنة ،6893ص.87
-4مصطفى أبو زير فهمي ،القضاء اإلداري مجلس الدولة و قضاء اإللغاء ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،د س
ن ،ص.079
54
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
أم أنه يكفي لرفع النزاع أمام محكمة التنازع أن يكون الحكمين نهائيين لعدم الطعن فيهما ،فحبذا لو أشار
وقد قضت محكمة التنازع في هذا المجال في قرارها الصادر بتاريخ 38أكتوبر ،3333أين
رفضت دعوى الطاعنة ،لكون أن الحكمين الصادرين عن المجلس القضائي قسنطينة الصادر بتاريخ 38
جوان 6889و الغرفة اإلدارية لدى نفس المجلس بتاريخ 32سبتمبر 6888لم يصي ار نهائيين(.)2
-يجب أن يكون الحكمين متناقضين :أي أن يصل التناقض هذا إلى درجة إنكار العدالة الستحالة
تنفيذهما معا ،و قد قبلت محكمة التنازع في قرارها رقم 66الصادر في 8أكتوبر 3333الفصل في
الدعوى المرفوعة إليها شكال ،ألنها تتعلق بتناقض قرارين نهائيين رغم أن القرار القرار األول صادر عن
-أن يكون التناقض في النزاع متعلق بالموضوع ال باالختصاص،ألن هذه األخيرة تحل بواسطة تنازع
اإلختصاص السلبي.
فمحكمة التنازع هي الحل األخير وليس األول ،إذ قبل اللجوء إليها يجب إصالح الوضع على
مستوى كل جهة وذلك من خالل الطعن في أحكام اإلختصاص ،وذلك لتفادي تراكم القضايا وكذا بطئ
55
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
المبحث الثاني
تعتبر اإلجراءات القضائية مجموعة من اإلجراءات القضائية الواجبة االحترام أثناء ممارسة حق
الدعوى أمام السلطة القضائية والمتعلقة بتنظيم عملية التقاضي ،فلرفع الدعوى أمام محكمة التنازع يجب
أن يكون المتقاضي على علم بأن عملية التقاضي()1مقيدة بشروط البد من احترامها لقبول الدعوى أمام
محكمة التنازع (مطلب أول) ،كما أن هناك إجراءات أخرى على هذه األخيرة مراعاتها للفصل في الدعوى
المطلب األول
لقد نص القانون العضوي 30-89على أن دعوى التنازع ترفع بطريقين ،إما من قبل أصحاب
الشأن (فرع أول) ،أو عن طريق القاضي باعتماد نظام اإلحالة (فرع ثاني).
الفرع األول
يعتبر تنازع اإلختصاص وتناقض األحكام من بين اإلشكاليات التي تعرض مصالح المتقاضين
للخطر ،كما تؤدي بنظام القضاء المزدوج إلى االنهيار التي طالما كانت حال ستصبح عائقا أمام
المتقاضين للحصول على حقوقهم المكفولة دستوريا ،و لهذا تم إنشاء محكمة التنازع لتتكفل بمثل هذه
-6طاهري حسين ،شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر،3332،
ص.21
56
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
اإلشكاالت ووضع حل لها ،وذلك من خالل رفع دعواهم أمامها لتقوم بتحديد الجهة المختصة عندما
يتعلق األمر بتنازع اإلختصاص سواء كان إيجابيا أو سلبيا ،أو بتحديد الحكم الواجب التنفيذ في حالة
تناقض األحكام الصادرة عن جهتين مختلفتين ،عكس فرنسا المشرع الجزائري لم يفرق بين إجراءات رفع
دعوى تنازع اإلختصاص اإليجابي و السلبي ،ألن األول في الجزائر ال يحمل المعنى الخاص الموجود
في فرنسا ،و لهذا نجد شروط رفع الدعوى أمام محكمة التنازع موحدة سواء بالنسبة لنوعي اإلختصاص
()1
. أو بالنسبة لحالة تناقض األحكام
ولكي يتمكن أصحاب الشأن من رفع دعواهم أمام محكمة التنازع البد من إتباع اإلجراءات العامة
()2
الواجب إتباعها في كل الدعاوى المرفوعة أمام القضاء ،و المتمثلة في:
-العريضة:
هي عبارة عن طلب مقدم من صاحب الشأن إلى الجهة القضائية المختصة ،لكي تقوم بحماية
مصالحه و حقوقه ،فأصحاب الشأن في إطار التنازع اإليجابي و السلبي وحتى في تناقض األحكام ،هم
()3
فإن الذين يقومون برفع الدعوى أمام محكمة التنازع وذلك بواسطة محاميهم ،أما بالنسبة لإلحالة
القاضي سواء ينتمي إلى القضاء العادي أو اإلداري هو الذي الذي يتوجه إلى محكمة التنازع و يعرض
األمر عليها.
فلكي تكون العريضة مقبولة البد من استيفائها لمجموعة من الشكليات المتمثلة في:
-أن تكون محررة باللغة العربية و هو ما نصت عليه المادة 68الفقرة األولى من القانون العضوي
السالف الذكر ،وأن تقيد مباشرة في السجل العام لقضايا الجهة القضائية بعد تسجيلها بكتابة ضبط
57
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
المحكمة ،و يتم التسجيل حسب ترتيبها ما بين الدعاوى األخرى( ،)1كما يجب تسجيل أسماء أطرافها و
إعطاءها رقما ،مع وجوب تحديد تاريخ الجلسة األولى ،وبعد االنتهاء من هذه اإلجراءات يقوم كاتب
الضبط بفتح ملف خاص لوضع نسخ من العريضة فيه مرفقة بالوثائق المتعلقة بالقضية ثم يقوم بإحالته
إلى محكمة التنازع لتسجيلها في سجل يسمى "سجل الجلسات" قبل الفصل فيها من قبل قضاة محكمة
التنازع ( ،)2و القول بأن العريضة الموجهة إلى محكمة التنازع مكتوبة دليل على أن اإلجراءات المتبعة
أمامها كتابية و ليست شفوية ،فكل ما يعرض على القاضي من أدلة و مستندات في ملف الدعوى يجب
-أن تكون العرائض و المذكرات موقعة من قبل محامي معتمد لدى المحكمة العليا أو مجلس الدولة(،)4
مثلها مثل باقي العرائض المرفوعة أمام هاتين الجهتين القضائيتين ،وهو ما تضمنته المادة 33فقرة أولى
من القانون العضوي ،30-89كما أضافت الفقرة الثانية من نفس المادة أن التوقيع على العرائض و
المذكرات المقدمة من الدولة تكون من قبل الوزير المعني أو من موظف مؤهل قانونا لهذا الغرض،
فالدولة تكون معفاة من التمثيل بمحامي سواء في الدفاع أو اإلدعاء ولكن ألزمتها المادة 937من قانون إ
()5
بوجوب التمثيل بواسطة ممثل قانوني ،أما بالنسبة للبلديات و الواليات يكون تمثيلها وفقا للتشريع و مإ
58
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
الثالثة من القانون العضوي ،30-89كما يتوجب على المحامي التوقيع على النسخ المرفقة بالعرائض
والمذكرات التي سوف يتم تبليغها لألطراف المعنية بحسب عددهم ،وفي حالة ما إذا لم يقم أطراف النزاع
أو من ينوبهم تقديم هذه النسخ ،يجب على كاتب ضبط محكمة التنازع أن يوجه لهم إنذار،و يمهلهم مدة
()1
وهو شهر أخر ،وتكون عرائضهم و مذكراتهم معرضة للبطالن في حالة عدم امتثالهم حتى بعد اإلنذار
ما نصت عليه المادة 36في فقرتها الثانية من القانون العضوي .30-89
-الميعاد:
نعني به المدة القانونية التي يجب مراعاتها في إيداع عريضة الدعوى ،فتعتبر هذه األخيرة مقامة
بمجرد إيداعها لدى كتابة ضبط المحكمة ،فيكفي ذلك وحده لترتيب كافة اآلثار القانونية سواء من حيث
تنص المادة 67فقرة أولى من القانون العضوي السالف الذكر على ":يمكن لألطراف المعنية رفع دعواهم
أمام محكمة التنازع في أجل شهرين إبتداءا من اليوم الذي يصبح فيه القرار األخير غير قابل ألي
طعن أمام الجهات القضائية اإلدارية أو العادية " .ترفع الدعوى امام محكمة التنازع في أنواع التنازع
الثالث(اإليجابي ،السلبي ،تناقض األحكام) في أجل شهرين من التاريخ الذي يصبح فيه القرار األخير
الصادر عن جهة القضاء العادي و اإلداري نهائيا ،أي أنه غير قابل ألي طريقة من طرق الطعن(.)3
و تجدر اإلشارة إلى أن المدة التي منحها المشرع ألطراف الن ازع ،حتى يتمكنو من رفع دعواهم أمام
محكمة التنازع طويلة(شهرين) بالمقارنة مع تلك المقررة للجهات القضائية عند إعمال نظام اإلحالة القدرة
-1بعلي محمد الصغير ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،3338 ،ص.391
-3صاش جازية ،قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،بن عكنون ،الجزائر ،6884،ص.689
-3بعلي محمد الصغير ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،3332 ،ص.328
59
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
بشهر من تاريخ النطق بقرار اإلحالة ،وسبب ذالك أن المتقاضي عادة ما يفتقر بأدق التفاصيل المتعلقة
باإلجراءات القضائية مما يؤدي إلى ضياع حقوقهم لعيب في اإلجراءات أو خطأ في المواعيد ،عكس
الجهة القضائية التي تمتلك الخبرة في هذا المجال،كما نجد أن المادة 67الفقرة األولى من القانون
العضوي لم تبين مصير الدعوى بعد فوات المدة المقررة لرفعها (.)1
الفرع الثاني
كأصل عام ال عالقة للقاضي بعرض النزاع أمام القضاء ،و إنما دوره ينحصر في الفصل في
المنازعة المعروضة عليه أو بعدم الفصل فيها لعدم اختصاصه و ذلك تطبيقا لمبدأ حياد القاضي ،إال أن
المشرع الجزائري قد خرج عن هذا األصل نتيجة عدة اعتبارات أهمها العملية و الموضوعية ،حيث مكن
القاضي من تحريك دعوى تنازع اإلختصاص باعتماد طريقة اإلحالة التي تعتبر كإجراء وقائي يحرك عند
وجود احتمال لحدوث تنازع في اإلختصاص أو في تناقض األحكام بين هيئتين قضائيتين تابعتين
لنظامين قضائيين مختلفين ،وهو ما نص عليها في نص المادة 6/69من القانون العضوي ،30-89
بنصها ":إذا الحظ القاضي المخطر في خصومة أن هناك جهة قضائية قضت باختصاصها أو بعدم
اختصاصها وأن قراره سيؤدي إلى تناقض في أحكام قضائية لنظامين مختلفين ،يتعين عليه إحالة ملف
القضية بقرار مسبب غير قابل ألي طعن إلى محكمة التنازع للفصل في موضوع اإلختصاص ،و في
هذه الحالة تتوقف كل اإلجراءات إلى غاية صدور قرار محكمة التنازع".
60
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
فهذه الطريقة ظهرت أول األمر في فرنسا ،نتيجة للعيوب الناتجة عن صورتي تنازع اإلختصاص
اإليجابي و السلبي ،و ذلك بصدور مرسوم في 32جويلية ،6813الذي إستحدث نظاما ()1جديدا سمي
بنظام اإلحالة (،)2ووسع كذلك من مجال رفع الدعوى أمام محكمة التنازع وذلك بالسماح لجهات أخرى
باستعمال هذا الحق ،بعدما كان حك ار على المحافظ بالنسبة لرفع دعوى التنازع اإليجابي ،أما بالنسبة
لحالتي التنازع السلبي وكذا تناقض األحكام يقتصر على صاحب الشأن فقط(.)3
فاإلحالة وسيلة لتجاوز الوقوع في إشكاليات تنازع اإلختصاص التي نتجت عن توزيع
االختصاصات بين النظامين القضائيين العادي و اإلداري ،من خالل السماح للجهات القضائية القيام
بإجراءات تحريك دعوى تنازع اإلختصاص أمام محكمة التنازع بقرار مسبب غير قابل للطعن فيه ،دون
()4
،باإلضافة إلى هذه األخيرة أن يكون ذلك بطلب من أصحاب الشأن و هو ما يسمى باإلحالة اإلجبارية
نجد نوع أخر يسمى باإلحالة االختيارية ،التي يقوم بها كل من مجلس الدولة و محكمة النقض إذا تعلق
األمر بدعوى مطروحة أمام إحدى الجهات القضائية التابعة لهما تطرح فيها مسألة اإلختصاص إشكاال
()5
،ويكون الهدف من هذا النوع من اإلحالة تحديد حقيقيا من شأنه أن يخل بمبدأ الفصل بين السلطات
الجهة المختصة بالنظر فعليا في النزاع من قبل محكمة التنازع ،وبالتالي حل النزاع قبل حدوثه ،و حتى
-1بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية( ،)3333-6813مرجع سابق ،ص.681
-2للتفصيل أكثرحول مفهوم اإلحالة في مصر ،أنظر :ماجد راغب الحلو ،مرجع سابق ،ص.679
-0محيو أحمد ،ترجمة فائز أنجق و بيوض خالد ،المنازعات اإلدارية ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،3330 ،
ص.606
-4تلزم باستعمالها كل جهة قضائية سواء عادية كانت أم إدارية ،عندما يعرض عليها نزاع تم رفض الفصل فيه من جهة
تابعة لنضام قضائي مقابل بحكم نهائي ،بدعوى أنه يدخل ضمن اختصاصاتها هي ،فعلى هذه األخيرة إذا رأت أنها غير
مختصة كذلك بالفصل في النزاع عليها أن ال تصرح بذلك ،و إنما تقوم بإحالة الدعوى مباشرة أمام محكمة التنازع لتعيين
الجهة المختصة فعال بالفصل في النزاع.
-5ماجد راغب الحلو ،مرجع سابق ،ص.674
61
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
ال يكون هناك مبالغة في اللجوء إلى االستشارات و ما ينجم عن ذلك من تأخير في الفصل في موضوع
النزاع .
وقد تبنى المشرع الجزائري نظام اإلحالة في نص المادة 69من القانون العضوي ،30-89مقتديا
في ذلك بنظيره الفرنسي ،بهدف تسهيل إجراءات رفع دعاوى تنازع اإلختصاص بنوعيها السلبي و
اإليجابي و تقصيرها و حسنا فعل ،فإعمال اإلحالة في الجزائر يغني المتقاضي عن انتظار الجهة الثانية
من صدور الحكم باالختصاص أو بعدم اختصاصها حتى يتسنى له عرض النزاع على محكمة التنازع ،
فإذا رأى القاضي المعروض عليه النزاع سواء كان عادي أو إداري أن فصله في النزاع سوف يؤدي إلى
تناقض في األحكام لصدور حكم باالختصاص أو بعدم اإلختصاص في نفس النزاع من جهة قضائية
تابعة لنظام قضائي مغاير عن ذلك الذي ينتمي إليه ،وبالتالي عليه إحالة ملف القضية إلى محكمة
التنازع لتقوم بتحديد الجهة المختصة بالفصل في النزاع من بين الجهتين المعروض عليهما النزاع(.)1
()2
بتاريخ وفي هذا الشأن قررت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر ،في قرار اإلحالة الصادر
33نوفمبر،6888إحالة الدعوى المرفوعة أمامها إلى محكمة التنازع ،بعد أن صدر من الغرفة المدنية
التابعة لنفس المجلس قرار نهائي بتاريخ 37أوت ،6881فباعتبار أن أحد أطرافها شخص قانوني عام
المتمثل في البلدية ،وجدت نفسها مختصة في النظر في الدعوى ،فرفعت األمر إلى محكمة التنازع
تطبيقا لنص المادة 6/ 69من القانون العضوي السالف الذكر ،تجنبا منها الوقوع في تناقض األحكام إذا
بالعودة لنص المادة المذكورة أعاله نجد أن نظام اإلحالة مختلف عن تنازع اإلختصاص اإليجابي
والسلبي ،سواء من حيث إخطار محكمة التنازع أو الدور الذي تقوم به في هذا المجال ،فاإلحالة إخطار
62
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
قاضي لمحكمة التنازع قبل نشوء نزاع فدور محكمة التنازع في هذا الصدد ال تعتبر كقاضي مكلف بفرض
احترام قواعد توزيع اإلختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة فحسب ،بل تدل الجهة القضائية التي
قامت بإحالة القضية على الطريقة التي يتم بها تطبيق قواعد اإلختصاص تجاه القضية المحالة (،)1
فيتساءل األستاذ "عمر زودة " عن الدور الذي تقوم به محكمة التنازع في إطار المادة .69من القانون
العضوي السالف الذكر ،هل تصدر محكمة التنازع حكما قضائيا ملزما أم ما هو إال مجرد فتوى؟
ففي اإلحالة تصدر محكمة التنازع قرار ذو طابع نهائي و غير قابل للطعن ،فمن ثم فعمل هذه األخيرة
ال يعتبر فتوى ألنها لو كانت كذلك أمكن حينئذ القول بأنه يمكن لمحكمة التنازع أن تعطي رأيها باالعتماد
فالتناقض لم يقع ولكنه سوف يقع في المستقبل أي أن هناك احتمال لمخالفة قاعدة قانونية ،لو تم
الفصل في الدعوى م ن قبل الجهة المخطرة ،و بالتالي من الواجب عرض النزاع على محكمة التنازع
للفصل فيه بتحديد والية الجهة القضائية المخطرة ،فالدعوى في سياق المادة 69من القانون العضوي
30-89دعوى وقائية(.)2
ولصحة إجراء اإلحالة حسب المادتين ،69و3/68من القانون العضوي ،30-89يجب توفر
وفقا لنص المادة ،69من القانون العضوي ،30-89السالف الذكر نجد أن المشرع الجزائري قد أوجب
القاضي بتسبيب قرار اإلحالة ،و هذا أمر طبيعي يتماشى والعمل القضائي ،فتجميد إجراءات الفصل في
63
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
الدعوى إلى حين صدور قرار محكمة التنازع هي مسألة تحتاج بالضرورة إلى تسبيب حتى يقف قضاة
()1
. المحكمة و المحامون و كذا أطراف النزاع عن األسباب التي أدت بالقاضي إلى تطبيق اإلحالة
ذلك هو أن القاضي يريد أن يستفتي محكمة التنازع الفصل في أمر يتعلق باالختصاص ،و بالتالي
اليمكن لألطراف المعنية الطعن فيه ،ولقد أصاب وأفلح المشرع عندما أقر عدم قابلية قرار اإلحالة
للطعن(.)2
-تجميد ملف القضية المعروضة وارجاء الفصل فيها إلى حين صدور محكمة التنازع( ،)3يكون ذلك
بتوقف كل اإلجراءات على مستوى جهة القضاء العادي و اإلداري للعرف على جهة اإلختصاص
()4
. بالدقة
-وجود احتمال وقوع تناقض في األحكام بين جهتين قضائيتين تابعتين لنظامين قضائيين مختلفين:
بمعنى أن يكون لدى القاضي المعروض عليه النزاع قناعة ،أنه من شأن القرار الذي سيصدره أن
يناقض قرار نهائي صادر عن الجهة القضائية المقابلة ،مع ضرورة إرفاق قرار اإلحالة بكافة النصوص
القانونية التي توضح أحقية الجهة التي قامت باإلحالة بالفصل في موضوع النزاع ،وارساله بواسطة
-6بوضياف عمار ،النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي،هياكل النظام القضائي ،اإلختصاصات) ،مرجع
سابق ،ص.002
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة) ،مرجع سابق ،ص.688
-0بوعمران عادل "،حسم إشكاالت تنازع اإلختصاص بين القضاء اإلداري و القضاء العادي في النظام القانوني الجزائري"،
مجلة دفاتر السياسة والقانون ،عدد ، 3360 ،9ص.603
-4بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية( ،)3333-6813مرجع سابق ،ص.82
64
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
ضبطها في أجل شهر من تاريخ إصدارها لقرار اإلحالة وهو ما جاء في نص المادة 69في الفقرة الثانية
-وجوب صدور قرار باالختصاص أو بعدم اإلختصاص من جهة قضائية تابعة لنظام قضائي مختلف
()2
. عن ذلك الذي ينتمي إليه القاضي الذي قام باإلحالة
-يجب أن يكون الحكم الصادر عن الجهة األولى باالختصاص أو بعدم اإلختصاص نهائيا عند عرضه
-تطبيق إجراءات أخرى منصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وهي أحكام متعلقة
بتنازع اإلختصاص بين القضاة ،فجانب من الفقه يرى بأن هذه اإلحالة غير مجدية ،ألن مسألة تنازع
تقوم محكمة التنازع بالفصل في اإلحالة بقرار نهائي غير قابل ألي طعن و الذي ال يخرج عن ثالث
احتماالت وهي:
-قبول الدعوى شكال ،ورفضها موضوعا و ذلك بتأييد اختصاص الجهة التي رفعت أمامها الدعوى ألول
مرة بالفصل في النزاع إذا كان تنازع إيجابي ،أما إذا تعلق األمر بالتنازع السلبي فإن الجهة التي قامت
-تأييد قرار اإلحالة و ذلك بمنح اإلختصاص للجهة التي قامت باإلحالة و بالتالي إيقاف إجراءات
الدعوى نهائيا أمام الجهة األولى إذا كان تنازع إيجابي أما إذا كان سلبيا فتأيد قرار اإلحالة ،بمعنى توقف
65
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
إجراءات النزاع أمام الجهة التي قامت باإلحالة واحالة الدعوى أمام الجهة األولى التي إدعت عدم
اختصاصها(.)1
المطلب الثاني
بالرجوع إلى المواد من 38إلى ،03من القانون العضوي ،30-89فإن دعوى تنازع اإلختصاص
تمر بمجموعة من اإلجراءات بمجرد رفعها أمام محكمة التنازع ،فتقوم هذه األخيرة بتعيين المستشار
الفرع األول
تنص المادة 33من القانون العضوي ،30-89على ":يعين رئيس المحكمة التنازع بمجرد
يدرس المستشار المقرر المذكرات و مستندات الملف ويعد تقريره كتابيا و يودعه لدى كتابة
وفقا ألحكام هذه المادة نجد أنه بمجرد إخطار رئيس محكمة التنازع فإن هذا األخير يتولى مهمة
تعيين المستشار المقرر من بين أعضاء المحكمة الذي سوف لن يخرج عن أحد القضاة المنتمين إلى
قضاة المحكمة العليا أو قضاة مجلس الدولة ،فبعد دراسة المستشار المقرر للمذكرات و مستندات الملف
-6مرزوقي فهيمة ،النظام القانوني لمحكمة التنازع في التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير في القانون العام ،المركز
الجامعي ،سوق أهراس ،3331 ،ص.623
66
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
يعد تقري ار مكتوبا يودعه لدى كتابة الضبط بغرض إرساله إلى محافظ الدولة( ،)1لدراسته و إعداد طلباته
في الموضوع قصد إبدائها حين جلسة الحكم( .)2و على الطرف المبلغ إليه التقرير أن يتقدم بدفاعه في
أجل شهر إذا كان مقيما في الجزائر و مهلة شهرين إذا كان مقيما بالخارج و ذلك من تاريخ التبليغ ،واذا
كان الطرف المبلغ لم يرد في اآلجال المحددة يوجه له المستشار المقرر إنذار و يمنح له مدة شهر أخر
الفرع الثاني
تجتمع محكمة التنازع بدعوة من رئيسها و يتلى التقرير في بداية الجلسة علنا ،و عندها يمكن
لألطراف أو محاميهم تقديم مالحظاتهم الشفوية مباشرة ،ثم تسمع مذكرة محافظ الدولة ،و يقوم رئيس
()4
،كما تصدر محكمة التنازع قرارها بأغلبية األصوات ،و محكمة التنازع باإلشراف على ضبط الجلسة
في حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس( ،)5و تلتزم المحكمة الفصل في دعوى التنازع في أجل
أقصاه ستة ()1أشهر ابتداء من تاريخ تسجيلها وفقا لنص المادة 38من القانون العضوي ،)6(30-89و
لقد أفلح المشرع عندما قيد محكمة التنازع بقيد زمني حتى يتم الفصل في إشكالية اإلختصاص و تتضح
-6بوضياف عمار ،النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي ،هياكل النظام القضائي ،اإلختصاصات) ،مرجع
سابق ،ص .043
-2عدو عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.99
-3أنظر المادتين 30و 34من القانون العضوي 30-89السالف الذكر.
-4بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية) ،مرجع سابق ،ص.332
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية( ،)3333-6813مرجع سابق ،ص.89
-1عكس ما ذهب إليه المشرع التونسي في الفصل 63من القانون ،04 -81حيث أوجب تعهد مجلس التنازع بالقضية
في أجل أقصاه شهران.
67
اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها الفصل الثاني
األمور و تباشر كل من القضاء العادي و اإلداري بحسب الحاالت بعملها فتنظر في صلب الدعوى
فتصدر محكمة التنازع قرارها مسببا ويحتوي على أسماء األطراف و المستندات الرئيسية المؤشر
عليها و النصوص القانونية التي اعتمدت عليها و يذكر فيه أسماء القضاة المشاركين واسم محافظ
الدولة ،و يوقع على القرار الرئيس و المستشار المقرر و كاتب الضبط،و تبلغ كتابة ضبط محكمة
التنازع قرارها إلى األطراف المعنية في أجل أقصاه شهر من تاريخ النطق به ،وفي اإلحالة تقوم كتابة
ضبط محكمة التنازع بإرسال ملف القضية مرفقا بنسخة من القرار إلى الجهة القضائية التي أحالت
القضية طبقا للمادة 69من القانون العضوي المذكور أنفا ،وتتميز ق اررات محكمة التنازع بأنها غير قابلة
للطعن فيها سواء كان عاديا أو غير عادي ،وأنها ملزمة لقضاة النظامين القضائيين العادي و اإلداري(.)1
- -1بعلي محمد الصغير ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .397
68
خــــــــاتمة
المـ ـ ـ ـالحق
خاتمة
إن تبني الجزائر للنظام القضائي المزدوج ،وما يقتضيه هذا النظام من وجود فصل بين الجهات القضائية
العادية واإلدارية ،كان المبرر المنطقي و الحتمي لوجود محكمة التنازع ،وذلك من أجل تكريس أحكام
الدستور التي كانت المصدر األساسي و الصريح لالزدواجية القضائية و الفصل بين النظامين
القضائيين(العادي و اإلداري) ،فال يمكن أن نتصور وجود نظامين قضائيين بدون وجود محكمة التنازع
التي تعتبر الحكم بين جهات القضاء اإلداري و جهات القضاء العادي.
فهذه الهيئة القضائية المتخصصة و المتواجدة في أعلى الهرم القضائي يتوجه إليها المتقاضين
إليجاد حلوال لقضاياهم ،و الفصل فيها بصفة سريعة ،فالسرعة في الفصل هي الغاية األولى التي يسعى
المتقاضي الوصول إليها ،ألنه لطالما عان الكثير من إتباع األحكام اإلجرائية القضائية أمام الجهات
فالمشرع الجزائري قد أصاب وأفلح عندما قام بإنشاء محكمة التنازع ،لتتولى مهمة الفصل في تنازع
اإلختصاص بين الهرمين القضائيين العادي و اإلداري ،و هو الدور الهام والفعال الذي تلعبه هذه الهيئة
القضائية بالرغم من حداثة تجربتها في الدفاع على قواعد اإلختصاص النوعي ،و إلزامية ق ارراتها لقضاة
فتنظيم هذه الهيئة القضائية بموجب قانون عضوي دليل على األهمية و المكانة التي تحتلها في
النظام القضائي الجزائري ،فهذا القانون بالرغم مما له من مميزات إال أنه يعاني من الغموض والنقص،
ولهذا ينبغي علينا تقديم بعض التوصيات نأمل تجسيدها في أرض الواقع ،وذلك من خالل إعادة النظر
في نص المادة ، 251فكان من األجدر على المؤسس الدستوري أن يورد في نص هذه المادة عبارة تنازع
اإلختصاص بين جهتين قضائيتين مختلفتين ،بدال من النص المعتمد الذي ضيق من نطاق التنازع أين
69
خاتمة
قلص من المعنى الحقيقي المقصود بحصره للنزاع الحاصل بين المحكمة العليا و مجلس الدولة ،و هو ما
أكدته المادة 21من القانون العضوي ،30-89وكذا مراجعة هذا األخير إلزالة الغموض الذي يكتنفه و
تدارك النقص الذي يعتريه ،و يكون ذلك من خالل تعديل مواده ،و ترتيبها ترتيبا سليما و منهجيا يجعله
أكثر إنسجاما مع الدور الفعال الذي تقوم به محكمة التنازع في النظام القضائي الجزائري.
70
ملف رقم -76قرار بتاريخ .8551-50-81
قانون 33-93
في الجلسة العلنية المنعقدة الكائن بنهج 33ديسمبر 3893باألبيار -الجزائر -و بعد المداولة
بمقتضى القانون العضوي رقم 30-89المؤرخ في 30جوان 3889المتعلق بإختصاصات محكمة التنازع
تنظيمها و عملها.
وبعد اإلستماع إلى السيد كروغلي مقداد رئيس محكمة التنازع في تالوة تقريره المكتوب ،و إلى
السيد خيرات مليكة محافظة الدولة لدى محكمة التنازع في طلباتها المكتوبة ،حيث إنه بموجب عريضة
1
-القرار الصادر عن المحكمة العليا(الغرفة المدنية) بتاريخ ( 7331-33-73تحت رقم
إحالة .
-القرار الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ ( 7339-31-33رقم )72989و الذي أيد القرار
رقم )7330/3392و الذي أبطل قرار لجنة التنازل عن أمالك الدولة الصادرة بتاريخ -39
و أنه يعرض أن والية وهران تتمسك بأن المسكن المتنازع عليه هو جزء من األمالك
الخاصة للوالية بمقتضى عقد محرر من قبل الموثق لوشان بتاريخ 3893-31-72و الذي
بموجبه إكتسبت مجموعة من البيانات بالمكان المسمى "علوجة" الكائنة في شارع سيلفار باران رقم
1و 9بوهران و هذا بعد القرار الصادر عن المتصرف اإلداري) (Administrateurو الذي صرح
بالمنفعة العامة لمجموعة من البيانات كانت مدمجة في ممتلكات الدولة الفرنسية بعد إسترجاع
اإلستقالل إنتقلت ملكيتها إلى الدولة الجزائرية بموجب األمر رقم 337/99الصادر في
.3889/31/39
و أنه بموجب قرار والي وهران الصادر في 3822/33/70خصصت هذه المجموعة من
البيانات لو ازرة الصحة من أجل إنشاء معهد و مخبر ،ثم بموجب القرار الصادر في
اإلسكان لوالية وهران و بعدها منح للمدعي بموجب قرار الوالي الصادر بتاريخ 3829/37/37
2
(تحت رقم )70372و أن ملكية األمالك التابعة لمصالح اإلسكان للواليات إنتقلت لدواوين الترقية
و التسيير العقاري بموجب المرسوم رقم 302/29و بالتالي فإن العالقة التي كانت قائمة بين والي
وهران و المدعي بموجب القرار المؤرخ في 3829/37/37تم تعديلها و تحويلها إلى ديان الترقية
التنازل عن أمالك الدولة طلب المدعي شراء المسكن المتنازع عليه و بقرار مؤرخ في
( 3890/30/38رقم )3309تم قبول طلبه من طرف لجنة دائرة وهران و لكن بعد 31سنوات أي
3899/30/30تراجعت هذه اللجنة عن قرارها إثر الطعن المقدم من طرف والي وهران بسبب أن
إن المدعي قدم طعنا طبقا لمقتضيات المادة 00من القانون رقم 33-93المؤرخ في
3893/37/32و أمام صمت المدعي عليها لجأ إلى محكمة وهران التي إعترفت له بحقه بموجب
الحكم الصادر بتاريخ 3883/39/73و الذي تم تأييده بالقرار الصادر عن مجلس قضاء وهران
بتاريخ. 3887/39/30
وأنه بعد هذين الحكمين القضائيين تمكن المدعي من شراء المسكن المتنازع عليه بعقد مؤرخ
في 3880/30/33و مشهر على مستوى المحافظة العقارية بتاريخ 3880/30/30و أن والية
وهران ،و بعد 33سنوات من صدور قرار المجلس القضائي بوهران قدمت طلب إلتماس إعادة
النظر ،و بموجب القرار الصادر في 7337/30/39أعادت هذه الجهة القضائية النظر في القرار
بتاريخ . 3883/39/38
3
أن والية وهران رفعت دعوى أمام الغرفة اإلدارية بمجلس قضاء وهران لطلب إيصال قرار التنازل
عن المسكن المتنازع عليه الصادر عن لجنة الدائرة بتاريخ 3880/37/39و بالتالي إبطال عقد
وبموجب قرار صادر في 7330/33/31أجلت الغرفة اإلدارية الفصل حتى تفصل المحكمة
العليا في الطعن بالنقض المرفوع من طرف المدعي عليه في القرار الصادر عن الغرفة المدنية
و أن والية وهران و بدون مراعاة هذا القرار الناطق بتأجيل الفصل ،رفعت دعوى جديدة أمام
الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء وهران ،و تحصلت على قرار بتاريخ ( 7331/30/37رقم
الذي نقضت به قرار مجلس قضاء وهران الصادر بتاريخ ،7337/30/39دون إحالة مكرسا
و أنه و بقرار صادر بتاريخ 7339/31/33أيد مجلس الدولة قرار الغرفة اإلدارية لمجلس
وأنه و أمام هذين الق اررين ،طلب المدعي من محكمة التنازع تعيين الجهة القضائية المختصة
حيث أنه تمسك بأن النزاع ال يكتسي طابع المنازعة اإلدارية طالما أنه ليس لوالي وهران أية صفة
للتقاضي و من جهة أخرى تجاهلت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وهران قرارها.
4
وأن والي وهران ليس له أية صفة للتقاضي طالما أن السكن المتنازع عليه قد إنتقلت ملكيته إلى
ديوان الترقية و التسيير العقاري ،و بالتالي فهو قابل للتنازل طبقا لمقتضيات القانون رقم 33-93
المؤرخ في .3893/37/32
وأنه و زيادة على ذلك ،فإن لجنة التنازل عن أمالك الدولة صادفت على طلب شراء السكن
المتنازع عليه بتاريخ 3893/37/38و طبقا لمقتضيات المادة 09من القانون 33/93المؤرخ في
3893/37/32فإنه ال يمكن للهيئة المالكة ان تطعن في قرار هذه اللجنة و أنه ليس لقرار لجنة
أية قيمة.
و بفضلها كما فعلت ،طبقت محكمة وهران القانون تطبيقا سليما وأنه وألجل هذا طلب المدعي
تعيين هذه الجهة باعتبارها الجهة القضائية الوحيدة المختصة في هذا النزاع.
حيث أنه ومن جهة أخرى ،و بفضله كما فعل تجاهل مجلس الدولة القرار الصادر في
7330/33/31عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وهران الذي أمر بتأجيل الفصل إلى غاية فصل
المحكمة العليا في الطعن بالنقض الذي رفعه المدعي طعنا في القرار الصادر عن الغرفة المدنية
وأنه و لهذه األسباب يلتمس المدعي معاينة أن السكن المتنازع عليه ملكية تعود لديوان الترقية و
التسيير العقاري لوهران ،و أنه المستأجر القانوني ،و بهذه الصفة له الحق في اإلستفادة من شراء
هذا السكن طبقا لمقتضيات القانون رقم 33/93المؤرخ في ،3893/37/32إذ للوالي صفة
التقاضي في النزاع الحالي ،و بالتالي يعود اإلختصاص للقاضي المدني الذي أصدر حكما
5
393883/38حيث أن والية وهران ،ممثلة في واليها ،أودعت مذكرة جوابية لتتمسك بأن الدعوى
الحالية غير مقبولة ألنها قدمت خارج أجل الشهرين المنصوص عليها في المادة 32من القانون
التنازع و أنه و بالفعل ،فإن قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ 7339/31/33و بلغ لألطراف
بتاريخ .7339/38/39
وأنه تم تبليغ قرار المحكمة العليا الصادر في( )7331/7337لألطراف عن طريق أمين ضبط هذه
الجهة القضائية.
وانه و ألجل هذا فإن الدعوى المرفوعة من طرف المدعي أمام محكمة التنازع
و أنه و إحتياطيا في الموضوع تمسك والي والية وهران بإنعدام التنازع في اإلختصاص حسب
طالما أن النزاع المعروض على الغرفة المدنية للمحكمة العليا و أقصى إلى صدور القرار المؤرخ
في )073309( 7331/37/73يختلف عن النزاع المعروض على مجلس الدولة المقضي إلى
وأنه بالفعل فإن مجلس الدولة فصل في إيصال قرار التنازل و كذا العقد اإلداري الذي يكرس هذا
التنازل للمدعي في إطار التنازل عن أمالك الدولة ،في حين عملت المحكمة العليا في الطعن
بالنقض المرفوع طعنا في ق ارر الغرفة المدنية مجلس قضاء وهران الذي فصل في طلب التماس
إعادة النظر المقدم من طرف والية وهران المتعلق بالقرار الذي يؤيد حكم محكمة وهران بتاريخ
6
وأنه ال يوجد تنازع سلبي في اإلختصاص ،طالما أن المادة 2مكرر من قانون اإلجراءات المدنية
تحديد بدقة الحاالت التي يكون فيها الجهات القضائية العادية مختصة.
وأنه و طالما أن الدعوى اإلدارية تستهدف إبطال قرار إداري و كذا العقد اإلداري الصادرين عن
جهة إدارية في نزاع قائم بين عدة جهات إدارية فإن اإلختصاص ال ينعقد إالّ لجهة قضائية إدارية.
و أنه زيادة على ذلك فإن النزاعات المتعلقة بالتنازل عن أمالك الدولة كانت دوما خاضعة
و احتياطا في الموضوع:
التصريح بانعدام التنازع في اإلختصاص و أن الجهة القضائية اإلدارية مختصة للفصل في هذا
النزاع وعليه:
في الشكل :عند الدفع بعدم قبول العريضة المثار من طرف والي وهران
حيث أنه و طبقا لمقتضيات المادة 32من القانون العضوي رقم 30-89المؤرخ في
المعنية رفع دعواهم أمام محكمة التنازع في أجل شهرين ،ابتداء من اليوم الذي يصبح فيه القرار
األخير غير قابل ألي طعن أمام الجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري أو النظام
القضائي العادي).
و أن والية وهران المتقاضية بواسطة ممثلها القانوني يتمسك بأن القرار الصادر عن مجلس الدولة
في 7339/31/33و القرار الصادر عن الغرفة المدنية بالمحكمة العليا في 7331/37/73قد تم
تبليغها للطرفين ،لكنها لم تقدم الدليل على هذا التبليغ وال سيما بتبليغ آخر الق اررين أي قرار مجلس
7
و أنه يتعين بالتالي رفض هذا الدفع لعدم تأسيسه و التصريح بقبول عريضة السيد(م -ل) المودعة
بتاريخ .7332/33/33
حيث أنه و طبقا لمقتضيات المادة 30من القانون العضوي رقم 30-89المذكور أعاله تختص
محكمة التنازع بالفصل في تنازع اإلختصاص بين الجهات القضائية التابعة للقضاء العادي و
و أن المادة 31من القانون رقم 30-89تنص على( :ال ترفع أمام محكمة التنازع إال المواضيع
و أنه يستخلص من مستندات ووثائق الملف بأنه و بقرار 7331/37/73نقضت الغرفة المدنية
بالمحكمة العليا القرار الصادر عن الغرفة المدنية بمجلس قضاء وهران بتاريخ 7337/30/39
بدون إحالة ،و هو ما جعل القرار الصادر عن الغرفة المدنية بمجلس قضاء وهران الصادر في
3883/39/78الناطق باختصاصه و المعترف للطعن بحق شراء المسكن المتنازع عليه و أن
مجلس الدولة أيد في ق ارره الصادر في 7339/31/33القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية بمجلس
لجنة التنازع عن أمالك الدولة بوهران الصادر في 3880/37/39و بالنتيجة أبطل العقد اإلداري
صرحت
بخروج المدعي من المسكن المتنازع عليه و أن الجهتين القضائيتين العادية و اإلدارية ّ
بإختصاصهما و فصلتا في النزاع القائم بين المدعي و والي وهران و مدير أمالك الدولة لوالية
8
حيث أن دراسة المستندات و األحكام القضائية المدرجة في الملف تبين تعلقا النزاع بالحق في شراء
الدولة ،و أن هذه النزاعات تخضع إلختصاص الجهات القضائية اإلدارية طبقا لمقتضيات المادة 2
من قانون اإلجراءات المدنية ألنها تنصب على نزاعات قائمة بين هيئات إدارية و بين المستفيدين
أن الجهات القضائية العادية قد أخطأت عندما تمسكت باختصاصها و أنه يتعين بالتالي معاينة
وجود تنازع إيجابي في اإلختصاص و التصريح بأن الجهات القضائية اإلدارية هي المختصة و
لــــــــــــــــــــــهذه األسبــــــــــــــــــــاب
المادة :8القول بوجود تنازع إيجابي في اإلختصاص بين قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ
( 7331/37/73تحت رقم )073309 :و قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ 7339/31/33:
المادة :4القول بأن قرار المحكمة العليا باطل وال أثر له.
9
لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ الثامن عشر من شهر ماي
10
ملف رقم -71قرار بتاريخ 7339/30/39
منازعة عمل
القضاء اإلداري هو المختص بالفصل في نزاع عمل قائم بين شخص طبيعي
في الجلسة العلنية المنعقدة بمقرها 33ديسمبر 3893باألبيار -الجزائر و بعد المداولة القانونية
محكمة التنازع و تنضيمها و عملها ال سيما في مادته 39و بعد دراسة كافة مستندات الملف.
بعد اإلستماع إلى السيد كروغلي مقداد رئيس محكمة التنازع في تالوة تقريره المكتوب ،و إلى
السيدة خيرات مليكة محافظة الدولة لدى محكمة التنازع في طلباتها المكتوبة.
حيث أنه بموجب عريضة مسجلة بتاريخ 7337/30/79بكتابة ضبط محكمة التنازع ،عرض
السيد (ق.ح) على محكمة التنازع تنازعا سلبيا في اإلختصاص ناجما عن ق اررين.
ألغى حكم محكمة قسنطينة الصادر عند فصلها في المادة اإلجتماعية بتاريخ
النزاع.
11
حيث أن السيد(ق.ح) وظف بصفته مساعد للمدير مكلف باألمن لدى مؤسسة األشغال
قسنطينة بقرار والي قسنطينة بتاريخ 3892/32/79وأن مهامه أنهيت بقرار المدير العام
لمؤسسة أشغال قسنطينة ،الفاصلة في المسائل اإلجتماعية للمطالبة بحقوقه ،وأن هذه المحكمة
قضاء قسنطينة هذا الحكم ،وفصال من جديد فصرحت بعدم اختصاصها نوعيا ،معتبرة أن تعيين
المدعي في منصب مساعد مكلف باألمن ثم بقرار من الوالي الذي هو سلطة إدارية.
صرحت
حيث أن المدعي رفع دعوى أمام الغرفة اإلدارية ،غير أن هذه الجهة القضائية ّ
بدورها هي األخرى بعدم اختصاصها بموجب قرار صادر بتاريخ 7333/33/32بسبب أن
مصدر قرار إنهاء المهام هو المدير العام لمؤسسة أشغال قسنطينة و هي ذات طابع تجاري ،و
أن هذا يعد تنازعا سلبيا في اإلختصاص ،و بالتالي فإن المدعي يطلب تعيين الجهة القضائية
وعـــــــــــــــــــــــــــــــــليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
في الشكل :بمقتضى المادة 32الفقرة األولى من القانون العضوي رقم 30-89المؤرخ في
3889/39/30المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها ،حيث أنّه يتبين من
عناصر ا لملف بأن آخر الق اررين قد بلغ تبليغا قانونيا و أنه يتعين اعتبار عريضة السيد (ق.ج)
مقبولة.
في الموضوع :حيث أن السيد (ق.ج) قد تم توظيفه بصفته مساعدا للمدير مكلفا باألمن لدى
مؤسسة األشغال بقسنطينة بموجب قرار صادر عن والي قسنطينة بتاريخ. 3892/32/79
وأن مهامه قد أنهيت بقرار صادر عن المدير العام لمؤسسة األشغال بقسنطينة
بتاريخ. 3892/33/30
12
وأنه يستخلص من وثائق و مستندات الملف و ال سيما المواد 3و 7الفقرة 7و المادة ، 0
بقسنطينة ( )C.T.Eأنه تنشأ مؤسسة اشتراكية ذات طابع إقتصادي...يمكن للمؤسسة أن تقوم
بجميع العمليات التجارية و الصناعية و العقارية و غير العقارية و المالية التي لها صلة
بأعمالها...
وأنها تتوفر على الشخصية المعنوية و اإلستقاللية المالية و حسابات المؤسسة تتمسك على
الشكل التجاري.
شركة أسهم.
و أنه يستخلص مما سبق بأن المؤسسة المعنية تعد مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و
صرحت بعدم
و أن الغرفة اإلدارية بمجلس قضاء قسنطينة كانت على صواب عندما ّ
اختصاصها.
لهذه األسبـــــــــــــــــاب
المادة :7القول بوجود تنازع سلبي في اإلختصاص بين قرار الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء
قسنطينة الصادر في 3888/33/73و قرار الغرفة اإلدارية لنفس المجلس الصادر في
.7333/33/32
13
المادة :0القول بأن القرار اإلداري الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باطل و ال أثر له.
المادة :0القول بأن الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء قسنطينة هي المختصة للفصل في النزاع
المادة :1المصاريف على المؤسسة المدعى عليها لذا صدر القرار ووقع التصريح به في
الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ 7339/30/39من قبل محكمة التنازع المشكلة من السيدة و
السادة:
14
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
محكمة التنازع:
من جهة
39ماي 7333
قضية :
رئيس بلدية رايس حميدو في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها شارع 33ديسمبر 3893األبيار بن
عكنون -الجزائر-
ضد:
ص.ج:
15
و بعد اإلطالع على القانون العضوي رقم 30-89المؤرخ في 0يونيو 3889المتعلق باختصاصات
-بعد اإلطالع على مجموع أوراق ملف الدعوى و سيما على القرار الصادر عن الغرفة
-بعد اإلستماع إلى السيد حسان بوعر وج نائب رئيس المحكمة العليا و مقرر في القضية،
في تالوة تقريره و إلى السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع في طلباته
الرامية إلى إرجاء الفصل في الموضوع إلى حين تصحيح الخطأ اإلجرائي بتسجيل القضية
بكتابة ضبط محكمة التنازع وفقا لمقتضيات المادة 39الفقرة األخيرة من القانون رقم -89
30و في الموضوع القول بأنه ال توجد حالة تنازع اإلختصاص بين جهتين قضائيتين
16
-فصال في القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ 20نوفمبر 9111القاضي
"بإحالة لف القضية إلى محكمة التنازع طبقا للمادة 91من القانون 20-11للفصل فيها طبقا للقانون".
عن الدفع المثار من قبل السيد محافظ الدولة :و الرامي "إلى إرجاء الفصل في الموضوع إلى حين
تصحيح الخطأ اإلجرائي بتسجيل القضية بكتابة ضبط محكمة التنازع وفقا لمقتضيات المادة 91الفقرة
لكن حيث أن االطالع على ملف الدعوى يبين أن اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 91من القانون
المؤرخ في 20جوان 9111المتعلق بمحكمة التنازع قد تم احترامها ذلك أن الملف الكامل قد أرسل إلى
المحكمة التنازع من قبل السيد النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر و تم تسجيله بأمانه الضبط تحت
رقم 9 ،ثم حول إلى القاضي المقرر وعليه فان الدفع المشار في غير محله.
في الموضوع:
حيث انه يتبين من الوثائق المرفقة بملف الدعوى انه تم بابر أمصفقة بين بلدية رايس حميدو و المسمى
ص.ج النجاز مشروع سكنات من نوع البناء الجاهز و تم التسليم النهائي لألشغال بتاريخ 00ديسمبر
9110و عند امتناع البلدية عن دفع ما بقي بذمتها رفعت دعوى من المقاول المذكور أعاله أمام
المحكمة في باب الوادي فصدر على إثرها حكم في 09أكتوبر 9111قضى بالتزام البلدية بدفعها ما
قدره خمسة و خمسون مليون وثمانمائة وثالثة وعشرون ألف وأربعمائة و ستون ( )1181008.52دينار
قيمة األشغال المنجزة وكذا مبلغ مائة ألف ( )9228222دينار تعويضا وكل ذلك تحت غرامة تهديدية
قدرها ألف ( )98222دينار عن كل يوم تأخير تسري اعتبا ار من تاريخ صدور الحكم.
حيث أن مجلس قضاء الجزائر الغرفة المدنية على اثر استئناف رفعته بلدية رايس حميدو قد
اصدر قرار بتاريخ 20أوت 9115قضى "بتأكيد الحكم المستأنف الصادر عن محكمة باب الوادي
بتاريخ 09أكتوبر 9111مبدئيا فيما قضى باالستجابة لطلب المدعي المستأنف عليه في مبلغ الدين
17
األصلي المقدر بمبلغ 1181008.52دينار ورفض ما زاد عن ذلك من الطلبات "مع المالحظة أن المبالغ
حيث أن المقاول ص.ج أودع عريضة بتاريخ 91جوان 9110أمام مجلس قضاء طالب فيها
تدعيم المبالغ المالية المعطات له باألرقام بموجب قرار 20أوت 9115و كتابتها بالحروف حتى يتم
التنفيذ القانوني فصدر قرار عن الغرفة المدنية لمجلس الجزائر في 21نوفمبر " 9110بقبول الدعوى
شكال والقول أن المبالغ المحكوم بها بموجب القرار الصادر عن المجلس الحالي.
بتاريخ 20أوت 9115التي ذكرت باألرقام فقط هي تدون بالحروف كالتالي :خمسة وخمسون وثمان مائة
وثالثة وعشرون ألف وأربعمائة وستون دينا ار في األصل و مبلغ مائتا ألف دينار كتعويض"
حيث أن رئيس بلدية رايس حميدو أودع عريضة بتاريخ 1جانفي 9111لدى الغرفة اإلدارية لمجلس
" -9طلب المصادقة على القيمة الحقيقية للمشروع المنجز من طرف المقاول ص.ج
-0القول و التصريح بان القضاء اإلداري هو المختص في المصادقة على المبلغ الذي يجب على
خزينة الدولة دفعه للمدعي عليه :خمسة ماليين و خمسمائة ومائتان وثمانون ألف وثالثمائة وستة
وأربعون ( )1811080.5دينارا".
-0القول والتصريح بان المبلغ الذي تلتزم به خزينة الدولة دفع إلى المدعي عليه ص.ج هو مبلغ
حيث أن المدعي أجاب انه ال يمكن لمحكمة اإلدارية أن تقبل طلب البلدية لتخفيض مبلغ الدين
إلى " "1811080.5دينار الن الحكم المدني الذي فصل في النزاع حكم قاطع و نهائي فصدر قرار عن
الغرفة اإلدارية بمجلس القضاء بالجزائر بتاريخ 20نوفمبر "9111بإحالة ملف القضية إلى محكمة
التنازع طبقا للمادة 91من القانون 20-11للفصل فيها طبقا للقانون" وذلك على أساس:
18
.9إن النزاع القائم بين الطرفين يتعلق بصفته أبرمت بين بلدية رايس حميدو و المدعى عليه
.0إن المدعي عليه طلب إمام محكمة باب الوادي الحذم على البلدية بدفعها له ما قدره
1811080.5دينا ار قيمة الدين إال أن المحكمة المذكورة و مجلس القضاء منحاه مبلغ
1181008.52دينا ار وبالتالي فان الغرفة اإلدارية بصفتها مختصة للفصل في النزاع ترى أن
المحكمة و المجلس و أن حكم الغرفة اإلدارية في القضية *** سيؤدي إلى تناقض بين
األحكام القضائية لنظامين مختلفين و اعتمادا على المادة 91من قانون 20جوان 9111
المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها قررت إحالة الملف إلى هذه الهيئة
القضائية".
.0حيث انه من الثابت أن النزاع القائم بين الطرفين يرجع الفصل فيه لالختصاص المانع للجهة
إن احد الطرفين المتخاصمين هو بلدية رايس حميدو تطبيقا لمقتضيات المادة 20
و أن موضوع النزاع باإلضافة إلى ما ذكر أعاله يخص تنفيذ عقد صفقة عمومية
القرار الصادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ 20أوت 9115
قد أصبح نهائيا وحائ از على قوة الشيء المقضي به ذلك انه تم تبليغه لرئيس
المدنية.
19
حيث إن الدعوى األولى التي توجهت بصدور القرار المدني المؤرخ في 20أوت 9115و
الدعوى الثانية التي رفعها رئيس بلدية رايس حميدو أمام الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر والتي
انتهت بصدور قرار اإلحالة على محكمة التنازع بتاريخ 21نوفمبر 9111قائمتان بين نفس األطراف
و بالتالي ال يمكن للجهة القضائية اإلدارية المعروض عليها النزاع من قبل بلدية رايس حميدو أن
تتمسك باختصاصها و تفصل في طلبات األطراف نظ ار لوجود قرار سابق نهائي صادر عن الغرفة
المدنية لمجلس قضاء الجزائر الن قوة الشيء المقتضي به تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق.
وضمن هذه الظروف انه كان يتعين على قضاء الغرفة اإلدارية أن يقضوا برفض دعوى بلدية
ثالثا :و تأمر بإعادة ملف القضية إلى الغرفة اإلدارية لمجلس قضاة الجزائر للفصل فيه وفقا للقانون
لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلة العلنية المنعقدة بتاريخ الثامن ماي سنة ألفين من قبل محكمة
20
رئيسة غرفة بمجلس الدولة عضوا فريدة أبركان
محكمة التنازع
األطراف المعنية
بين :أرملة ب المولود أ.ف الساكنة بقسنطينة المدعية في الطعن والوكيل عنها 21أكتوبر 0222
األستاذ بوشمال عبد الباقي المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره
21
وبين المستثمرة الفالحية رقم 20المنبثقة عن مزرعة قايدي عبد اهلل بحامة المستثمرة
بوزيان و الممثلة من طرف رئيسها ب.ع المدعي عليها في الطعن والوكيل الفالحية رقم 20
عنها األستاذ صدور احمد المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره:
وبحضور السيد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع ،من جهة أخرى في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها
بعد االطالع على القانون العضوي رقم 20-11 :المؤرخ في 0يونيو 9111المتعلق اختصاصات
محكمة التنازع ونتظيمها وعملها وسيما المواد 91و 95و 90و 91وما يليها.
بعد االطالع على مجموع أوراق الملف للدعوى وعلى عريضة اعن وعلى مذكرة الرد ،بعد االستماع إلى
السيد كروغلي مقداد المستشار المقرر في تالوة تقريره والى السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة
في الموضوع :رفض الدعوة لعدم قيام حالة التنازع االختصاص لكونها سابقة ألوانها ،واحتياطها ،إسناد
االختصاص إلى الغرفة المدنية بمجلس قضاء قسنطينة حيث انه وبموجب عريضة مسجلة بتاريخ -90
0222-20لدى كتابة ضبط محكمة التنازع التمست السيدة ب المولود أ.ف تعيين الجهة القضائية
المختصة للفصل في النزاع القائم بينها و بين المستثمرة الفالحية الجماعية رقم 20 :المنبثقة عن مزرعة
22
قايدي عبد اهلل بجامعة بوزيان والية قسنطينة وتطبيقا لمقتضيات المادة 90من القانون رقم 20-11خ
و أنها تعرض بان المرحوم زوجها كان عضوا مؤسسا للمستثمرة الفالحية الجماعية المذكورة أعاله
وبعد وفاته بتاريخ 9119-90-09حلت محله متمتعة بنفس قوق األعضاء اآلخرين وانه على اثر النزاع
القائم بينها وبين األعضاء اآلخرين المستثمرة الفالحية الجماعية الذين حموها من حقوق االستغالل ومن
وسائل اإلنتاج التي تمتلكها هذه المستثمرة ،رفعت دعواها القضائية أمام محكمة قسنطينة (القسم المدني).
وانه بناءا على استئناف ،أيدت الغرفة المدنية لمجلس قضاء قسنطينة بموجب القرار الصادر بتاريخ -90
9115-20الحكم من حيث المبدأ وباإلضافة كلفت الخبير المعين بتحديد حصة الطاعنة من العتاد
الفالحي.
وان الخبير المعين قدر بان المبلغ المستحق دفعه للطاعنة قيمته .290058.2دينار جزائري.
وانه بعد رجوع القضية من الخبرة ،صادقت محكمة قسنطينة بموجب الحكم الصادر في 9110-99-21
على تقرير الخبرة و حكمت على المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها بدفع مبلغ .290508.2
د ج للطاعنة مقابل حصتها ومبلغ 928222د ج قيمة مصاريف الخبرة ،وانه بناءا على استئناف ،ألغت
الغرفة المدنية لمجلس القضاء بقسنطينة بموجب القرار الصادر بتاريخ 9111-25-01الحكم المستأنف
وفصال في القضية من جديد صرحت بعدم اختصاصها معتبرة من جهة بان األمالك المتنازع عليها هي
دائما ملك للقطاع العمومي وال يمكن بالنتيجة قسمتها تقسيما و من جهة أخرى ،بان النزاع ال يدخل في
الحاالت المعددة على سبيل الحصر في المادة السابعة ( )20مكرر من القانون اإلجراءات المدنية.
فضال عن أن الطاعنة أدخلت مديرية المصالح الفالحية ومديرية األمالك الوطنية لوالية قسنطينة في
الدعوى.
23
وان الطاعنة لجأت بعد ذلك إلى الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء قسنطينة ،غير أن هذه الجهة القضائية
صرحت هي كذالك بموجب القرار الصادر في 9111-21-01بعد اختصاصها معتبرة ان النزاع ال
يتعلق سوى بأشخاص من القانون الخاص بالتالي ال يتعلق بأي شخص من القانون العام مثلما يستخلص
ذلك من مقتضيات المادة 0من قانون اإلجراءات المدنية ،وانه أمام هذه الوضعية وطبقا لمقتضيات المادة
حيث أن المستثمرة الفالحية الجماعية رقم 20المنبثقة عن مزرعة "قايدي عبد اهلل" بجامعة بوزيان
متقاضية بواسطة ممثلها القانوني :أودعت مذكرة جوابية ترمي إلى التصريح بعدم قبول عريضة أرملة ب
من حيث الشكل متمسكة في ذلك بان القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء قسنطينة
بتاريخ 9111-21-01بلغ لجميع األطراف يوم 9111-99-20وفقا لمقتضيات المادة 909الفقرة .
وان المستثمرة الفالحية الجماعية تتمسك كذلك بان الق اررات الواجب عرضها على محكمة التنازع
يجب أن تكون نهائية غير أن الطاعنة لم تتخذ التدابير المالئمة للحصول على قرار نهائي ،وبالنتيجة
وانه على سبيل االحتياط في الموضوع تتمسك المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها بان
زوج الطاعنة كان يملك حق االنتفاع بالعتاد الفالحي وبمباني المستثمرة وان هذا الحق انقضى بوفاة
24
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تناقض األحكام
محكمة التنازع
قرار
بين أرملة م المولودة ع -ف الساكنة ب اسطاوالي – الجزائر المدعية في الطعن و الوكيل عنها
األستاذ/بوشبكة حسين المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب :حي 02أوت عمارة ح رقم :
من جهة
و بين أ.ج اسطاوالي الجزائر المدعي عليه في الطعن و الوكيل عنه األستاذ محمد حمدي باشا المحامي
المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب 11 :شارع باب عزون الجزائر.
السيد والي والية تيبازة الكائن مكتبه بمقر والية تيبازة المدعي عليه في الطعن و الوكيل عنه األستاذ
اوكبدان مصطفى المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب :شارع اإلخوة حسين حجوط
البليدة.
السيد مدير الترقية و التسيير العقاري وكالة زرالدة ممثلة من طرف مديرها الكائن بزرالدة ممثلة من طرف
25
و بحضور السيد محافظ الدولة لدى محكمة التنازل
في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها شارع 11ديسمبر 1692االبيار بن عكنون الجزائر' وبعد المداولة
القانونية.
بعد االطالع على القانون العضوي رقم 20-96 :المؤرخ في 0يونيو 1669المتعلق
باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها وسيما المواد 11و 19و 11و 19و ما يليها:
بعد االطالع على مجموع أوراق ملف الدعوى و على عريضة الطعن و على مذكرتي الرد.
بعد االستماع إلى السيد حسان بوعروج نائب رئيس المحكمة و مقرر في القضية في تالوة تقريره و إلى
السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع في طلباته الرامية إلى:
في الموضوع :التصريح بان القضاء اإلداري غير مختص بالفصل في النزاع الدائر بين الطرفين واعتبار
اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة كان لم تكن وبالتالي فالقرار الصادر عنه بتاريخ 21ديسمبر 1669
ال اثر له و الحكم على المطعون ضده بالمصاريف القضائية" و انه بعد وفاة المدعو :ب تحصلت
الطاعنة على قطعة ارض مساحتها 11هكتار و 51آر كما تحصلت على مبلغ 120222د ج و اجر
وانه بعد مرور مدة أربعة ( )25سنوات رفعت الطاعنة دعوى قضائية على المستثمرة الفالحية
وان المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها تعتبر أن األمر يتعلق بطلب قسمة أمالك
عمومية ال يدخل ال في اختصاص القضاء اإلداري مثلما هو منصوص عليه في المادة 21من قانون
26
اإلجراءات المدنية و ال في اختصاص القضاء المدني ،لهذا تعتبر أن محكمة التنازع غير معنية /مختصة
و عليه:
حيث انه يستخلص من مقتضيات المادة 11من القانون رقم 20-69المؤرخ في 1669-29-20
المتعلق باختصاصات محكمة التنازع ،تنظيمها و عملها بأنه يجوز لكل طرف معين رفع دعواه أمام هذه
الجهة القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري والنظام القضائي للطعن فيهما.
حيث انه ال يستفاد من المستندات و الوثائق المقدمة في الملف بان القرار الصادر عن الغرفة
المدنية لمجلس قضاء قسنطينة في 1666-26-01و القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لدى مجلس
وبالنتيجة يتعين التصريح بعدم قبول الطلب المقدم من طرف الطاعنة بتاريخ 0222-20-10
لهذه األسباب:
لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ التاسع من شهر أكتوبر سنة ألفين
27
رئيس غرفة بالمحكمة العليا عضوا مقراني حمادي
بحضور السيد محمد قطوش محافظ الدولة لدى محكمة التنازع و بمساعدة السيد حمدي عبد
فضال في الطعن المرفوع بتاريخ 09مارس 0222من قبل المسماة ع.ف الرامي إلى نقض القرار
الصادر عن مجلس الدولة في 1669/10/21تحت رقم 199115دون إحالة ،و حيث أن تدعيما
لطعنها أودعت الطاعنة بواسطة وكيلها األستاذ بوشيشية حسن عريضة تتضمن ثالثة أوجه.
حيث أن األستاذ حمدي باشا محمد أودع مذكرة جواب في حق الملتمس ضده ا.ج مفادها رفض
الطعن لعدم تأسيسه و تبريره و ذلك عمال بأحكام المادة 21الفقرة 0من القانون رقم 02-69الختالف
حيث أن األستاذ بوكبدان مصطفى أودع مذكرة جواب في حق والي والية تيبازة طلب فيها الحكم
بتطبيق القانون.
حيث أن الطلب المتعلق بالتنازع في االختصاص بين القضاة استوفى أوضاعه القانونية فهو
مقبول شكال.
في الموضوع :حيث انه يتضح من الملف أن مجلس قضاة البليدة الغرفة المدنية اصدر قرار بتاريخ 05
جانفي 1665قضى على المسمى أ.ج بطرده من العمل موضوع النزاع الكائن 6شارع الهجري احمد
باسطاوالي تحت غرامة تهديدية قدرها ألف دينار عن كل يوم تأخير من تاريخ تبليغ وذلك على أساس أن
28
المحل تابع لملك المسماة ع.ف التي اشترته من أمالك الدولة بموجب عقد إداري مؤرخ في 10ماي
.1669
حيث أن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا أصدرت قرار بتاريخ 29جوان 1661تحت
رقم 100101قضت فيه بالرفض و الطعن المرفوع من قبل المسمى أ.ج ضد القرار الصادر عن مجلس
و بموازاة لهذه اإلجراءات أمام القضاة المدني رفعت دعوى أمام القضاء اإلداري من قبل المسمى أ.ج
ترمي إلى تنحية المرآب المتنازع فيه من عقد البيع المؤرخ في 10ماي 1699على أساس انه اجر له
من طرف ديوان الترقية و التسيير العقاري بزرالدة وتوجهت هذه اإلجراءات بقرار صادر عن مجلس الدولة
في 21ديسمبر 1669ملف رقم 199115الغرفة الرابعة بتصحيح عقد البيع المحرر في 10ماي
1699وبالقبول أن المحل المتنازع عليه ال يدخل ضمن العقار المبيع ألرملة مالك المولود ع.ف عن
الوجه األول :مأخوذ من انعدام األساس القانوني للقرار الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ 21ديسمبر
1669تحت رقم 199115ذلك انه أمر بتصحيح عقد البيع المحرر في 10ماي 1699و بالقبول أن
المحل المتنازع عليه لم يدخل ضمن العقار المبيع للمسماة ع.ف دون أن يستفيد على أي نص قانوني في
الوجه الثاني :مأخوذ من تناقض األسباب ذلك أن القرار الصادر عن الغرفة المدنية لمجلس البليدة في
05جانفي 1665قد أشار بان أ.ج يحتل األماكن بطريق الغش و التعدي و أن وصوالت الكراء التي
يجوز عليها ينكرها ديوان الترقية و التسيير العقاري إال أن القرار الصادر عن مجلس الدولة في 21
ديسمبر 1669اعتمد على هذه الوصوالت رغم أن الديوان لم يكن ممثال من طرف محام و عليه فان
29
الوجه الثالث :مأخوذ من مخالفة القانون و ينقسم إلى فرعين
الفرع األول :يعيب على القرار الصادر عن مجلس الدولة في 21ديسمبر 1669كونه جاء
مخالفا لمضمون أحكام القانون رقم 21091المؤرخ في 21فيفري 1691المتضمن التنازل عن
أمالك الدولة و كذا أحكام المادة 115من القانون المدني الن الملتمس ضده أ.ج ال تتوفر فيه
شروط المستأجر مما يتعين القضاء ببطالن القرار الصادر عن مجلس الدولة في 21ديسمبر
.1669
الفرع الثاني :يعيب عن القرار الصادر عن مجلس الدولة في 21ديسمبر 1669كونه جاء
متناقضا مع القرار الصادر عن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا بتاريخ 29جوان
حيث انه يتبين من الوثائق المرفقة بالملف أن النزاع القائم بين الطرفين يتعلق بمرآب مشغل
كمحل تجاري من قبل المسمى أ.ج الذي يزعم بأنه اجر له من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري
بزرالدة اعتمادا على وضعيات ايجارية في حين أن المسماة ع.ف تتمسك بعقد إداري مؤرخ في 10ماي
1699يتعلق ببيع عقار لها من مصالح أمالك الدولة ويتضمن المرآب المتنازع فيه.
أوال :عن الجهات القضائية المدنية و توج بقرار صادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء البليدة في 05
جانفي 1665قضى على أ.ج وكل شاغل بإذنه بإخالء المحل تحت غرامة تهديدية قدرها ألف دينار عن
كل يوم تأخير من تاريخ القرار الذي أصبح نهائيا و حائ از لقوة الشيء المقتضي به بعد صدور القرار
المؤرخ في 29جوان 1661عن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا تحت رقم 100101القاضي
30
و ثانيا :عرض النزاع على الجهات القضائية اإلدارية و صدر بشأنه قرار عن الغرفة اإلدارية لمجلس
قضاء الجزائر في 5مارس 1661برفض دعوى المسمى أ.ج على أساس أن تقرير الخبرة و األحكام
المدنية التي حازت قوة الشيء المقضي به قد أثبتت أن المحل موضوع النزاع يشكل جزءا من العقار التي
تملكه المسماة ع.ف إال أن مجلس الدولة بق ارره المؤرخ في 1ديسمبر 1669الغى القرار المشار إليه
أعاله و أمر بتصحيح عقد البيع المحرر في 10ماي 1699و بالقول أن المحل المتنازع عليه ال يدخل
و أنه نتيجة لذلك يتبين أن جهتين قضائيتين األولى خاضعة للنظام القضائي العادي و هي
المحكمة العليا و الثانية خاضعة للنظام القضائي اإلداري و هي مجلس الدولة قد قضت باختصاصها و
و عليه فإنه الشروط المطلوبة في المادة 11الفقرة 0من القانون العضوي المؤرخ في 0جوان 1669
المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها متوفرة و ينبغي إذا الحكم بوضع حد لهذه
الوضعية.
حيث أنه ال يمكن للجهة القضائية اإلدارية المعروض عليها النزاع من قبل المسمى أ.ح أن
تفضل في طلبات األطراف نظ ار لوجود قرار سابق نهائي صادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء البليدة
ألن قوة الشيء المقضي به أن تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق سيما و أن هذا الدفع أثير أمام
و ضمن هذه الظروف إنه كان يتعين على قضاة مجلس الدولة في 05جانفي 1665يبقى ساري
و عليه ينبغي و بناء على الفرع الثاني من الوجه الثالث المثار من قبل المسماة ع.ف و بدون حاجة
لمناقشة األوجه المتبقية ينبغي الحكم بالقول أن القرار الصادر عن المجلس الدولة في 1ديسمبر 1669
31
تحت رقم 199115ال أثر له و أن القرار القابل للتنفيذ هو القرار الصادر عن مجلس قضاء البليدة
و في الموضوع تقرر:
أوال :أن التناقض بين الق اررين الصادرين األول عن مجلس قضاء البليدة في 05جانفي 1665و الثاني
ثانيا :إن القرار القابل للتنفيذ هو القرار الصادر عن مجلس القضاء البيليدة بتاريخ 05جانفي .1665
لذا صدر القرار و وقع التصريح به في الجلسة العلنية بتاريخ التاسع من شهر أكتوبر سنة ألفين من قبل
محكمة التنازع.
32
قائمة المراجع
باللـــــــــــغة العــــــــــــــــــربية
أوال :الكتـــــــــــب
-)1إعاد علي محمود القيسي ،القضاء اإلداري و قضاء المظالم ،دار وائل للطباعة و النشر ،عمان،
.1111
-)2بسيوني عبد الغني عبد اهلل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1111 ،
-)3بعلي محمد الصغير ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة.2002 ،
-)4بعلي محمد الصغير ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة.2001 ،
-)2بوبشير محند أمقران ،النظام القضائي الجزائري ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2002 ،
-)1بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية( ،)2000-1112دار
-)7بوضياف عمار ،النظام القضائي الجزائري( طبيعة النظام القضائي ،هياكل النظام القضائي،
-)8بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة) ،ط ،2جسور للنشر و
التوزيع ،الجزائر.2008،
-)1بوضياف عمار ،المرجع في المنازعات اإلدارية(دراسة مدعمة باإلجتهادات القضائية للمحكمة العليا و
-)10بوعلي سعيد ،سلسلة مباحث في القانون( المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري) ،دار بلقيس
للنشر ،الجزائر.2014،
-)11حسين عثمان محمد عثمان ،قانون القضاء اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2001 ،
-)12خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم واختصاص القضاء اإلداري) ،ديوان المطبوعات
-)13دالي الهادي ،مرشد المتعامل مع القضاء اإلداري ،منشورات بغدادي ،الجزائر.2008 ،
-)14سالم بن راشد العلوي ،القضاء اإلداري(دراسة مقارنة) ،ج ،1دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان،
.2001
-)12شيهوب مسعود ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ط ،3ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2002
-)11صدوق عمر ،تطور التنظيم القضائي اإلداري في الجزائر ،دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع،
-)17طاهري حسين ،شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع،
الجزائر.2002،
-)18طاهري حسين ،التنظيم القضائي الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2007 ،
-)11عدو عبد القادر ،المنازعات اإلدارية ،دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع ،الجزائر.2013 ،
قائمة المراجع
-)20عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية(الهيئات و اإلجراءات) ،ط ،4ديوان المطبوعات
-)21فهد عبد الكريم أبو العثم ،القضاء اإلداري بين النظرية و التطبيق ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان،
.2011
-)22لحسن بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،دار هومة للنشر و التوزيع ،ج ،1ط،1
الجزائر.2001 ،
-)24محمد اإلبراهيمي ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.1111
-)22محمد حلمي ،القضاء اإلداري(قضاء اإللغاء ،القضاء الكامل ،إجراءات التقاضي) ،ط ،2دار الفكر
-)21محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2002 ،
-)27محمد فؤاد عبد الباسط ،المحكمة الدستورية العليا(قاضي التنازع ،تنازع اإلختصاص ،تنازع األحكام
-)28محمود خلف الجبوري ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف للنشر و التوزيع ،اإلسكندرية. 2000 ،
-)21محيو أحمد ،ترجمة فائز أنجق و بيوض خالد ،المنازعات اإلدارية ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر .2003
قائمة المراجع
-)30مصطفى أبو زير فهمي ،القضاء اإلداري و مجلس الدولة و قضاء اإللغاء ،دار المطبوعات الجامعية،
-بوجادي عمر ،إختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل دكتوراه دولة في القانون ،كلية الحقوق،
-)1بولعراوي الصادق ،النظام القضائي الجزائري في المواد اإلدارية بين الوحدة واإلزدواجية(الهيئات و
-)2صاش جازية ،قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،رسالة
-)3عباس أمال ،محكمة التنازع و عملها القضائي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع دولة و المؤسسات
-)4غزالن سليمة ،فكرة القانون العضوي في دستور ،1111مذكرة ماجستير ،فرع اإلدارة المالية ،كلية
-)2مرزوقي فهيمة ،النظام القانوني لمحكمة التنازع في التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير في القانون العام،
-)1بانو نرمان ،عزوق وردة ،مجلس الدولة بين اإلختصاصات القضائية و اإلستشارية ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر في القانون ،فرع القانون العام ،تخصص الجماعات المحلية ،كلية الحقوق ،جامعة بجاية.2013 ،
-)2جودي فتحي و آخرون ،النظام القانوني لمحكمة التنازع ،ملتقى لنيل شهادة الليسانس في الحقوق ،كلية
-)3زايدي زكية ،تركي حكيمة ،تفوغالت كريمة ،توزيع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري ،مذكرة لنيل
ثالثا :المقـــــــــــــــــــاالت
-)1بوضياف عمار" ،دور محكمة التنازع في المحافظة على قواعد اإلختصاص النوعي " ،مجلة المحكمة
-)2بوعمران عادل" ،حسم إشكاالت تنازع اإلختصاص بين القضاء اإلداري و القضاء العادي في النظام
-)3خلوفي رشيد" ،محكمة التنازع" ،مجلة الموثق ،دورية داخلية متخصصة ،عدد.1111 ،7
-)4زودة عمر"،التعليق على القرار رقم 01الصادر بتاريخ 8ماي 2000عن محكمة التنازع" ،مجلة مجلس
-)2شنيخر هاجر" ،تنازع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري" ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق ،جامعة
-)1محمود سالمة جبر"،المنازعات اإلدارية و حل إشكاليات تنازع اإلختصاص بين المجلسين اإلداري و
-)1الدستــــــــــــــــــــــــور:
،1111ج ر عدد ،71لسنة ،1111معدل و متمم بالقانون رقم 03-02مؤرخ في 10أفريل ،2002ج ر
عدد ،22صادرة في 22أفريل ،2002معدل ومتمم بالقانون رقم 11-08مؤرخ في 12نوفمبر ،2008ج ر
-)2النصوص التشريعية:
-)1قانون عضوي رقم ،01-18مؤرخ في 30ماي ،1118يتضمن اختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه
-)2قانون عضوي رقم ،03-18مؤرخ في 30ماي ،1118يتضمن اختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها
-)3قانون عضوي رقم ،11-04مؤرخ في 01سبتمبر ،2004يتضمن القانون األساسي للقضاء ،ج ر عدد
،27الصادرة في 08سبتمبر.2004
-)4قانون عضوي رقم ،11-02مؤرخ في 17جويلية ،2002يتضمن التنظيم القضائي ،ج ر عدد 21
-)2أمر رقم ،124-11مؤرخ في 08جوان ،1111يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج ر عدد،47
-)7قانون رقم ،01-08مؤرخ في 22فيفري ،2008يتضمن قانون إ م إ ،ج ر عدد ،21الصادرة في 23
أفريل .2008
-)8قانون رقم ،01-01مؤرخ في 22فيفري ،2001يتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم لألمر -11
-)1قانون رقم ،10-11مؤرخ في 22جوان ،2011يتضمن قانون البلدية ،ج رعدد ،12الصادرة في 03
جويلية .2011
-)10قانون رقم ،07-12مؤرخ في 21فيفري ،2012يتضمن قانون الوالية ،ج رعدد ،37الصادرة في
21فيفري .2012
-)1قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 02نوفمبر ،1111مجلة مجلس الدولة ،عدد ،1لسنة .2000
-)2قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 01أكتوبر ،2000مجلة مجلس الدولة ،عدد ، 1لسنة .2000
-)3قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 17جويلية ،2002مجلة مجلس الدولة ،عدد ،8لسنة .2001
-)4قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 13نوفمبر ،2007مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،لسنة .2001
-)2قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 11مارس ،2008مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،لسنة .2001
-)1قرار محكمة التنازع ،الصادر بتاريخ 18ماي ،2008مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،لسنة .2001
قائمة المراجع
سادسا:اآلراء
-)1رأي المجلس الدستوري رقم /01د.ق.ع/م.د ،18/مؤرخ في 11ماي ،1118يتعلق بمراقبة مطابقة
القانون العضوي المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه وعمله للدستور ،ج رعدد ،37لسنة .1118
القانون العضوي المتعلق بمحكمة التنازع و تنظيمها و عملها للدستور ،ج رعدد ،31لسنة .1118
سابعا :المحـــــــــــــــــــاضر
ثامنا :المحـــــــــــــــــــاضرات
-كمون حسين ،محاضرات في المنازعات اإلدارية ،موجهة لطلبة السنة الثالثة(ل م د) ،قسم القانون العام،
البويرة.2013 ،
A)-Ouvrages :
Paris, 2005.
قائمة المراجع
Paris,S A.
France,1994.
B)-Théses :
الفهــــــــــــــــــــــــــــرس
مقدمة 10............................................................................................
الفصل األول
10.....................................................................................
رابعا :إحترام قواعد توزيع اإلختصاص النوعي بين القضاء العادي و اإلداري14..........
الفصل الثاني
إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها
19....................................................................................
الفهرس
خاتمة69...............................................................................
المالحق
قائمة المراجع
الفهرس