You are on page 1of 125

‫جامعة عبد الرحمن ميرة – بجاية‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم القانون العام‬

‫العنوان‬

‫النظام القانوني لمحكمة التنازع‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‬


‫فرع‪ :‬القانون العام‬
‫تخصص‪ :‬الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬


‫عيساوي عز الدين‬ ‫خالص نوال‬
‫أوسديدان أمال‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫األستاذ‪ :‬قرعيش السعيد‪ .........................................................‬رئيسا‬
‫األستاذ‪ :‬عيساوي عز الدين‪......................................................‬مشرفا‬
‫األستاذ‪ :‬بركان عبد الغني‪ ......................................................‬ممتحنا‬

‫السنة الجامعية‪3102-3102 :‬‬


‫قائـــــــــــــــــــــــــــمة الـــــــــمختصـرات‪:‬‬

‫أوال‪ /‬باللــــــــــــــــــــــــــــغة الـــــــــــــــــــــــــــعربية‪:‬‬

‫‪( -‬ق إ م إ)‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫‪( -‬ج ر)‪ :‬الجريدة الرسمية‬

‫‪) -‬د س م)‪ :‬دون سنة المناقشة‬

‫‪(-‬د س ن)‪ :‬دون سنة النشر‬

‫‪( -‬ص)‪ :‬صفحة‬

‫‪( -‬ص ص)‪ :‬من الصفحة ‪ ...‬إلى الصفحة‬

‫‪( -‬ط)‪ :‬الطبعة‬

‫‪( -‬ج)‪ :‬الجزء‬

‫ثــــــــــــانيا‪ /‬باللــــــــــــــغة الـــــــــــــــــفرنســــــــــية‪:‬‬

‫‪- Op cit: ouvrage précédemment cité.‬‬

‫‪- Ed : Edition.‬‬

‫‪- P : page.‬‬

‫‪- PP : de la page à la page.‬‬

‫‪- SA : Sons Année.‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل جزيل النعم و الحمد هلل كثير النعم على ما‬
‫أنعم علينا و أنار به عقولنا لطلب العلم و بعد‪:‬‬

‫نتقدم بجزيل الشكر إلى من ساعدنا و ساهم من‬


‫قريب أو بعيد على إنجاز هذا العمل المتواضع‪ ،‬و‬
‫نخص بالذكر األستاذ المشرف عيساوي عـ ـ ـ ـ ـ ــز الدين‬
‫التي كانت تعليماته وتوجيهاته سندا لنا طوال فترة‬
‫إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر إلى كل أساتذتنا في مختلف مراحل‬


‫الدراسة على ما قدموه و بذلوه من أجل تعليمنا‪.‬‬

‫كما نوجه تشكرنا إلى طاقم كلية الحقوق لجامعة عبد‬


‫الرحمان ميرة بجاية ‪.‬‬
‫إهـــــــــــــــــداء‬
‫إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى روح أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي رحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمه اهلل و أسكنه فسي ـ ـ ـ ـ ـح جنانـ ـ ـ ـ ـه‬

‫إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى منبع العط ـ ـ ــف و الحـ ـ ـ ـ ــنان أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الغالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية‬

‫أط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال اهلل ف ـ ـ ـ ـ ـ ـي عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرها‬

‫إل ـ ـ ـ ــى من وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفت بجانب ـ ـ ـ ــي و ساندتني في أصعب اللحظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬

‫أخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى ك ـ ـ ـ ـ ــل ع ـ ـ ـ ــائلتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫صغي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهم و كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهم‬

‫إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى ك ـ ـ ـ ـ ـ ــل أصدقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و صديقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫مالية‪ ،‬أمال‪ ،‬نصيرة‪ ،‬نجيمة‪ ،‬سميرة‪ ،‬المية‪ ،‬كهينة‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ــى ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل من وسعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم ذاك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫و ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم تسع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم مذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرت ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعا أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي ثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة جهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي‬

‫ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوال‬
‫إهداء‬
‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ــن فـ ـ ـ ـ ــارقنا بإك ـ ـ ـ ـ ـرام و نح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن بأمـ ـ ـ ـ ــس الحاجة إليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬

‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أنار لي مشوار حياتي و رباني علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الفضيلة و كان درعا لي‬

‫والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي الكريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن سهرت على تربيتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارت درب حياتـ ـ ــي بحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها‬

‫والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع إخوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و أخوات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و جميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع أفراد عائلة زوج ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫إلى زوجي الذي شجعني و ساعـ ـ ـ ـ ـ ــدني و كـ ـ ـ ـ ـ ــان سنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الحميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى إبنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالية‬

‫م ـ ـ ـ ـ ـريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫إلى كل األحبة و األصدقاء الذين ساعدوني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل‬

‫خاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوال‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيهم جمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعا أهـ ـ ـ ـ ـ ــدي ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة عمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫مـ ـ ـ ـ ـقدمة‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر نظام القضاء الموحد و نظام القضاء المزدوج من بين أساليب ممارسة الرقابة القضائية‬

‫على أعمال اإلدارة(‪ ،)1‬بحيث نجد على ضوء النظام القضائي الموحد تسند فيه مهمة الفصل في كل‬

‫المنازعات إلى هيئة قضائية واحدة‪ ،‬أين تعتبر اإلدارة في وضعية مساوية مع األفراد وتتقاضى أمام‬

‫محاكمها العادية‪ ،‬في حين نجد على ضوء أسلوب النظام القضائي المزدوج تتمتع اإلدارة بامتيازات مما‬

‫يخولها في الموضوع اللجوء إلى قضاء إداري يفصل في مختلف المنازعات اإلدارية‪ ،‬فتكون هذه الجهات‬

‫القضائية مستقلة عضويا وموضوعيا عن جهات القضاء العادي‪ ،‬فأي دولة تريد تنظيم حقلها القضائي‬

‫عليها االختيار بين أحد النظامين وفقا لمتطلباتها اإلقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪.‬‬

‫فقد عرف النظام القضائي الجزائري تطورات عديدة حتى وصل إلى ما هو عليه حاليا‪ ،‬فنجد في‬

‫مرحلة أولى وهي فترة ما قبل االستقالل‪ ،‬أين انتهج وطبق النظام القضائي المزدوج المكرس في النظام‬

‫الفرنسي‪ ،‬أما في مرحلة ثانية وهي مرحلة ما بعد االستقالل أين أخذت الجزائر قرار بعدم مواصلة العمل‬

‫بالتنظيم القضائي االستعماري لعدة أسباب أهمها اإليديولوجية والعملية‪...‬‬

‫وأخذ تنظيمها القضائي اتجاها يتماشى والظروف القائمة بعد االستقالل‪ ،‬فبدأ تأسيس نظام قضائي‬

‫مغاير لنظام "القضاء الموحد"‪ ،‬وهو المعمول به في الدول األنجلوسكسونية‪ ،‬حيث تم إنشاء المجلس‬

‫األعلى (المحكمة العليا) سنة ‪ ،3691‬الذي يجمع بين مجلس الدولة ومحكمة النقض الفرنسية‪ ،‬وتم‬

‫تجسيد هذا النظام سنة ‪ 3691‬وذلك بصدور األمر رقم ‪ 872-91‬الذي ألغى المحاكم اإلدارية وانشاء‬

‫غرف إدارية بالمجالس القضائية(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬بانو نرمان ‪ ،‬عزوق وردة‪ ،‬مجلس الدولة بين اإلختصاصات القضائية و اإلستشارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬تخصص الجماعات المحلية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،8131 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬محكمة التنازع وعملها القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع دولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،8131 ،‬ص‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫فأصبح التنظيم القضائي متكون من المحاكم‪ ،‬المجالس القضائية‪ ،‬المجلس األعلى الذي عرف‬

‫تسمية المحكمة العليا سنة ‪ ،3626‬أين تخضع جميع المنازعات بغض النظر عن طبيعتها وطبيعة‬

‫(‪)1‬‬
‫ووحيد ال‬ ‫أطرافها إلى هيئة قضائية واحدة‪ ،‬فمن الطبيعي والمنطقي أن في ظل وجود هرم قضائي واحد‬

‫يحتمل أي إشكال في تنازع االختصاص القضائي‪ ،‬حيث كان هذا اإلشكال يفصل فيه في ذات الهرم‬

‫القضائي‪ ،‬دون الحاجة إلى اللجوء إلى جهة قضائية خاصة ومتخصصة في الفصل في منازعات‬

‫االختصاص القضائي‪.‬‬

‫وظل الوضع على هذا النحو إلى غاية سنة ‪ 3669‬التي كانت بمثابة السنة التي شهد فيها النظام‬

‫القضائي في الجزائر نوعا من الثورة الداخلية التي أدت إلى اإلنقسام إلى شطرين هما القضاء العادي‬

‫والقضاء اإلداري‪ ،‬بعدما كانت فترة اإلستقالل الممتدة من ‪ 3691‬إلى ‪ 3669‬تميزت بالقضاء الموحد‬

‫وذلك الحتواء القضاء العادي على الغرف اإلدارية‪.‬‬

‫ونظ ار لما ظهر به مظهر النظام القضائي الذي كانت تنتهجه الجزائر من عدم الوضوح في الوسائل‬

‫المستعملة‪ ،‬وكذا الهياكل المختصة في النظر في القضايا عادية كانت أم إدارية‪ ،‬األمر الذي ولد نوعا من‬

‫الغموض حول فهم طبيعة النظام القضائي في الجزائر‪ ،‬وهو األمر الذي كان بمثابة الدافع المشجع‬

‫(‪)2‬‬
‫الجزائري بتخليه عن التنظيم القضائي الموحد‪ ،‬وتبنيه صراحة للنظام القضائي المزدوج وذلك‬ ‫للمشرع‬

‫بإنشائه لهياكل قضائية إلرساء هذا النظام‪ ،‬من خالل بإنشاء مجلس الدولة(‪ ،)3‬كهيئة مقومة ألعمال‬

‫‪ -1‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬المحكمة الدستورية العليا(قاضي التنازع‪ -‬تنازع اإلختصاص‪-‬تنازع األحكام المتناقضة)‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ص‪.13.18‬‬
‫‪ -2‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو‪ ،8133 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 8/318‬من دستور‪ ،3669‬ج ر عدد‪ ،79‬لسنة ‪.3669‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫(‪)1‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬والمحاكم اإلدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية‪ ،‬وكذا‬ ‫الجهات القضائية‬

‫إنشاء محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة‪.‬‬

‫وبالفعل تم صدور قانون عضوي رقم ‪ 13-62‬المتعلق بمجلس الدولة‪ ،‬وكذا القانون رقم ‪-62‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المتعلق باختصاصات محكمة‬ ‫المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬وكذا القانون العضوي رقم ‪11-62‬‬ ‫‪18‬‬

‫التنازع وتنظيمها وعملها وهو موضوع دراستنا‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه النصوص أكد المشرع الجزائري وألول مرة غداة االستقالل تبنيه صراحة لنظام‬

‫اإلزدواجية‪ ،‬بما يقتضي من هياكل قضائية جديدة وخاصة‪ ،‬وبهذا اإلصالح القضائي الذي بموجبه دخلت‬

‫الجزائر في مرحلة جديدة من مراحل التطور النوعي للنظام القضائي وحتى وجود هيئات قضائية جديدة بل‬

‫(‪)4‬‬
‫رقم ‪.16-12‬‬ ‫وفرضت وجود إجراءات جديدة‪ ،‬وهو ما يبرر صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫فالمشرع الجزائري قد فصل بين جهات القضاء العادي باعترافه لها بالفصل في القضايا المدنية‪،‬‬

‫التجارية‪ ،‬الشخصية‪ ،‬العقارية‪ ،‬البحرية‪ ،‬العمالية‪ ،‬وذلك باإلستناد إلى المادة ‪ 18‬قانون إ م إ‪ ،‬وبين جهات‬

‫القضاء اإلداري باعترافه لها بالفصل في القضايا اإلدارية ‪.‬‬

‫رغم هذا الفصل إال أن هناك قضايا تجمع في خصوصياتها بين الخصومة المدنية والمنازعة‬

‫اإلدارية‪ ،‬بما يعني أن جهة القضاء العادي سوف تقضي باختصاصها وهو ما ستفعله جهة القضاء‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬من القانون العضوي ‪ ،13-62‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،3662‬يتضمن اختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‬
‫وعمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،17‬لسنة ‪.3662‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،18-62‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي‪ ،3662‬يتضمن اختصاصات المحاكم االدارية و تنظيمها وعملها‪ ،‬ج‬
‫ر‪،‬عدد‪ ،17‬لسنة ‪.3662‬‬
‫‪ -3‬قانون العضوي رقم‪ ،11- 62‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،3662‬يتضمن اختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها‪،‬ج‬
‫ر‪ ،‬عدد‪ ،16‬لسنة ‪.3662‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ ،16-12‬مؤرخ في ‪ 81‬فيفري ‪ ،8112‬يتضمن قانون إ م إ‪ ،‬ج ر عدد‪ ،83‬لسنة ‪.8112‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫اإلداري فنكون أمام تنازع االختصاص اإليجابي(‪ ،)1‬أو خالف ذلك تماما قد تتنكر جهة قضائية معنية‬

‫الختصاص منوط بها وهو المعروف بحالة تنازع االختصاص السلبي‪ ،‬ولتفادي أي إشكال قد يقع بين‬

‫(‪)2‬‬
‫على إنشاء‬ ‫النظامين حول نطاق واختصاص عمل كل جهة فقد أعلنت المادة ‪ 318‬من الدستور‬

‫محكمة تنازع للتكفل بأي إشكال قد يطرح بشأن تطبيق اإلزدواجية القضائية والمحافظة على قواعد‬

‫اإلختصاص القضائي في الدولة‪.‬‬

‫وقد جاء القانون العضوي ‪ 11-62‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها‬

‫لتوضيح معالم ومهام هذه الهيئة القضائية‪ ،‬وبالتالي تعتبر هذه األخيرة نتيجة حتمية وطبيعية لتبني النظام‬

‫القضائي المزدوج ولنجاحه‪ ،‬فالطرف الواحد ال يتنازع بداهة مع نفسه‪ ،‬فوجود تنازع يفترض بالضرورة‬

‫وجود تعدد لألطراف المتنازعة‪ ،‬فإذا كان الحد واحد ووحيد فال تنازع (‪.)3‬‬

‫وتشكل محكمة التنازع موضوع دراستنا‪ ،‬حيث تكمن أهمية هذه الدراسة في كون أن توزيع‬

‫اإلختصاص بين جهات القضاء العادي وجهات القضاء اإلداري ليس باألمر السهل كما يتصورها‬

‫البعض‪ ،‬ذلك أن المشرع ال يستطيع في أي دولة من الدول أن يحصر في قانون إجرائي كل القضايا التي‬

‫يختص بها كل من القضاء العادي واإلداري‪ ،‬ولو كان األمر كذلك لما وجدت هيئة قضائية مستقلة‬

‫ومتخصصة في الفصل في مسائل تنازع االختصاص‪ ،‬أضف إلى ذلك بأن هذه الهيئة من بين الهيئات‬

‫القضائية المستحدثة في النظام القضائي الجزائري‪.‬‬

‫كما تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على اإلطار القانوني المنظم لمحكمة التنازع‪ ،‬واظهار كيفية‬

‫تعامل المشرع الجزائري مع إشكاليات تطبيق اإلزدواجية القضائية ومتطلباتها‪.‬‬

‫‪ -1‬دالي الهادي‪ ،‬مرشد المتعامل مع القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،8112 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 318‬من دستور‪ " :3669‬تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة‬
‫العليا ومجلس الدولة "‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫و تعود أسباب إختيار الموضوع إلى عدة دوافع و مبررات‪ ،‬نجد منها الرغبة في التعرف على‬

‫مختلف جوانب الموضوع محل الدراسة‪ ،‬وكذا قلة الدراسات القانونية في هذا المجال التي وان وجدت فإنها‬

‫بسيطة على غرار مجلس الدولة‪ ،‬التي تعرضت له جل الدراسات واألبحاث‪ ،‬وكذا مساهمتنا ولو بقدر‬

‫بسيط ويسير في إثراء المكتبة الجامعية الستفادة طلبة القانون منها‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فإن موضوع البحث يثير اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة النظام القانوني لمحكمة التنازع في المحافظة على قواعد االختصاص‬

‫النوعي؟‬

‫تقتضي طبيعة الدراسة اإلعتماد على المنهج التحليلي والتاريخي لهذه الهيئة القضائية‪ ،‬وذلك بتحليل‬

‫كل جزئية من جزئيات البحث للتوصل إلى وضع حل لإلشكالية المطروحة‪ ،‬وكذا استعراض بعض‬

‫التشريعات األجنبية السيما الفرنسية و المصرية‪ ،‬ذلك من باب التوضيح وليس من باب المقارنة‪.‬‬

‫وبهدف اإلجابة على اإلشكالية المطروحة ينبغي التطرق إلى دراسة اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬

‫(فصل أول) ومن ثمة التطرق إلى إختصاصات هذه الهيئة واإلجراءات المتبعة أمامها (فصل ثاني)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬


‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫أدخل دستور‪ 6991‬نظاما قضائيا يتميز بازدواجية الهياكل القضائية‪ ،‬و هو نظام ينشأ مسائل‬

‫جوهرية تتعلق أساسا بتوزيع اإلختصاص بين الجهات القضائية اإلدارية و العادية‪ ،‬و هو ما يطرح‬

‫إشكالية بينهما حول قاعدة اإلختصاص النوعي‪ ،‬و لتحقيق حسن سير الهرمين القضائيين البد على‬

‫المشرع أن يبحث عن الحل و ذلك بإحداث هيئة قضائية متخصصة و مستقلة في ممارسة مهامها عن‬

‫السلطة التنفيذية‪ ،‬يقع على عاتقها تحديد أي من النظامين هو المختص في الفصل و النظر في القضية‬

‫المرفوعة أمامه‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 651‬في فقرتها الرابعة من دستور ‪ ،6991‬وهذه‬

‫الهيئة(محكمة التنازع) ال بد أن يكون لها طابع خاص ومستقل عن الهرمين القضائيين السابقي الذكر‪.‬‬

‫فيمكن تحديد اإلطار القانوني لمحكمة التنازع انطالقا من مفهومها (مبحث أول)‪ ،‬و تبيان تشكيلة‬

‫هذه المحكمة (مبحث ثاني)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم محكمة التنازع‬

‫سبق القول أن أخذ الدولة بنظام القضاء المزدوج وما تستتبعه من وجود جهتين قضائيتين مختلفتين‪،‬‬

‫هما القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ،‬يكون مصد ار للتنازع في االختصاص بين هذين األخيرين‪،‬‬

‫فالجهات التابعة للقضاء العادي أو اإلداري قد تقبل االختصاص أو ترفضه في نفس الدعوى‪ ،‬أطرافا‬

‫وموضوعا‪ ،‬و طلباتا‪ ،‬ولتفادي الوقوع في مثل هذا الوضع يجب إنشاء هيئة قضائية يتوفر فيها صفات‬

‫الحياد واالستقالل المتمثلة في محكمة التنازع‪ ،‬ويتحدد مفهوم هذه األخيرة من خالل التطرق إلى اإلطار‬

‫المفاهيمي لهذه الهيئة (مطلب أول) واألسس القانونية المنظمة لها (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫اإلطار المفاهيمي لمحكمة التنازع‬

‫إن اإلطار القانوني لمحكمة التنازع يتحدد من خالل تعريفها (فرع أول) والخصائص التي تتميز‬

‫بها (فرع ثاني)‪ ،‬وكذا أهداف إنشائها (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف محكمة التنازع‬

‫(‪)1‬‬
‫قضائية بموجب المادة ‪ 251‬الفقرة الرابعة من دستور‬ ‫تعتبر محكمة التنازع هيئة دستورية‬

‫‪ ،2991‬تتولى مهمة ذات طابع تحكيمي(‪ ،)2‬المتمثلة في الفصل في إشكاالت التنازع بين الهرمين‬

‫‪ -1‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1005 ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Gustave Peiser, Contentieux administratif, 11éme Ed, Dalloz, paris, 2001, P 112.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫(القضاء العادي واإلداري)‪ ،‬فال يمكن لهذه الهيئة الفصل في منازعات االختصاص التي‬ ‫القضائيين‬

‫تحدث بين الجهات القضائية الخاضعة لنفس النظام‪ ،‬بحيث يتم الفصل فيها عن طريق قانون اإلجراءات‬

‫(‪)2‬‬
‫المدنية‪ ،‬المنظمة في إجراءات تنازع االختصاص بين القضاة في المواد من ‪ 105‬إلى ‪ 122‬من األمر‬

‫(‪)3‬‬
‫فقد نظمت في‬ ‫‪ ، 254-11‬أما في ظل القانون ‪ 09-00‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫المواد من ‪ 290‬إلى ‪ 402‬منه‪.‬‬

‫فوجود محكمة التنازع يعود تاريخيا إلى ‪ 14‬ماي ‪ ،2041‬أين أنشأ المشرع الفرنسي هذه المحكمة‬

‫لتتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين جهات القضاء العادي واإلداري‪ ،‬وجعل أعضاء المحكمة‬

‫يمثلون محكمة النقض ومجلس الدولة على قدم المساواة‪ ،‬واسناد رئاستها إلى وزير العدل ليكون صوته‬

‫مرجحا ألحد الجانبين عند التساوي‪.‬‬

‫أما في الجزائر فإن إنشاء محكمة التنازع مصدره دستور ‪ ،2991‬الذي كرس االزدواجية القضائية‬

‫وبالتالي تطور المنظومة القضائية التي تهدف إلى تخصص حقيقي للقضاء‪ ،‬وبالتالي تدعيم السلطة‬

‫القضائية لكي تتولى مهامها في المحافظة على الحقوق األساسية للمجتمع‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 4/251‬من‬

‫الدستور على إنشاء محكمة للتنازع لتتولى مهمة الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة‬

‫العليا ومجلس الدولة‪ ،‬فأعلنت المادة ‪ 252‬منه عن صدور قانون عضوي ينظم عمل هذه الهيئة القضائية‬

‫المتخصصة‪ ،‬و بالفعل تم صدوره بتاريخ ‪ 2‬جوان ‪ 2990‬تحت رقم ‪.02-90‬‬

‫‪ -1‬لحسن بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪، ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،4‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،1001 ،‬‬
‫ص‪.0‬‬
‫‪-2‬أمر رقم ‪ ،254-11‬مؤرخ في ‪ 0‬جوان‪ ،2911‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،44‬لسنة ‪2911‬‬
‫(ملغى)‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،09-00‬مؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪ ،1000‬يتضمن قانون إ م إ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،12‬لسنة ‪.1000‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫وبإنشاء هذه المحكمة يكون المؤسس الدستوري قد حسم أي إشكال يثار بشأن تطبيق االزدواجية‬

‫القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫خصائص محكمة التنازع‬

‫بالرجوع إلى دستور ‪ 2991‬في المادة ‪ 251‬منه‪ ،‬وكذا األحكام الواردة في القانون العضوي رقم‬

‫‪ ،02-90‬نجد أن محكمة التنازع تتميز بجملة من الخصائص نوردها كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬محكمة التنازع تابعة للتنظيم القضائي‪:‬‬

‫باعتبار ان محكمة التنازع هيئة دستورية قضائية‪ ،‬تتوسط بين الهرمين القضائيين العادي واإلداري‪،‬‬

‫فهي ليست جهة إدارية بل محكمة متخصصة‪ ،‬تتولى مهمة النظر في مسألة محددة ودقيقة وبتشكيلة‬

‫خاصة وبإتباع إجراءات محددة (‪ ،)1‬إال أن هناك من األساتذة من اعتبر هذه المحكمة بأنها جهة قضائية‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫استثنائية إضافة إلى المحاكم العسكرية‬

‫ثانيا‪ :‬محكمة التنازع قضاء مستقل‪:‬‬

‫تحتل محكمة التنازع مكانة سامية ووضع متميز‪ ،‬يجعلها غير تابعة ألي من النظامين ال العادي‬

‫وال اإلداري‪ ،‬فهي مستقلة عنهما (‪ ،)3‬فال يصح بحكم االختصاص الموكل إليها أن تكون في تبعية لكل‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية(دراسة مدعمة باالجتهادات القضائية للمحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫ومحكمة التنازع)‪ ،‬جسور للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1022 ،‬ص ص ‪.292-291‬‬
‫‪ -2‬طاهري حسين‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1004 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬شيهوب مسعود ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1005 ،‬ص‪.251‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫من الجهتين (العادي واإلداري)‪ ،‬فلو وجدت هذه التبعية ستطرح بالطبع إشكالية تحيز المحكمة‪ ،‬أو فرض‬

‫وصاية عليها من جهة قضاء دون اآلخر‪ ،‬وهو ما يجعله متنافيا واختصاص هذه المحكمة (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬قضاء محكمة التنازع مختلط و متساوي األعضاء‪:‬‬

‫فهو يظم ممثلين عن المحكمة العليا‪ ،‬وممثلين عن مجلس الدولة على قدم المساواة‪ ،‬ذلك أنه ال‬

‫(‪)2‬‬
‫يمكن للمشرع تغليب جهة قضائية في التمثيل على حساب جهة أخرى‪ ،‬نظ ار للمهام الموكلة لهذه الهيئة‬

‫رابعا‪ :‬قضاء محكمة التنازع من طبيعة خاصة‪:‬‬

‫فهو على حد قول عمار عوابدي فهو ليس بالقضاء االبتدائي‪ ،‬وال بقضاء استئناف‪ ،‬وال بقضاء‬

‫نقض‪ ،‬وال يجوز في أي حال من األحوال إدخاله ضمن أي نوع من هذه األنواع‪ ،‬ألنه يختلف عنها من‬

‫حيث المضمون والجوهر‪ ،‬فهو قضاء التحديد والتوضيح والتحكيم والفصل في حاالت التنازع بين القضاء‬

‫العادي واإلداري (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية (‪ ،)1000-2911‬دار ريحانة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1000 ،‬ص ص ‪.05-04‬‬
‫‪ -2‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية (الهيئات واإلجراءات)‪ ،‬ط ‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1009‬ص ص ‪.229-220‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا‪ :‬قضاء محكمة التنازع قضاء ملزم‪:‬‬

‫فهو يتصف بالطابع اإللزامي لجهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬فهو غير قابل للطعن بأي طريقة‬

‫كانت‪ ،‬إذ كيف نصف من جهة أن قواعد االختصاص النوعي على أنها من النظام العام ثم نجرد قرار‬

‫محكمة التنازع من ميزتها اإللزامية بالنسبة لجهتي القضاء العادي واإلداري (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫أهداف إنشاء محكمة التنازع‬

‫إن تعدد وتنوع الجهات القضائية داخل القضاء العادي والقضاء اإلداري تفرض بالضرورة وجود‬

‫حاالت تنازع االختصاص بينهما وبالتالي هذا التنازع يعد نتيجة حتمية وطبيعية لهذا التعدد‪ ،‬إذ قد تتنكر‬

‫جهة واليتها بخصوص مسألة معينة أو تمسك بواليتها بالنظر فيها‪ ،‬فكان البد من إيجاد حل محدد لحسم‬

‫مثل هذا اإلشكال تجنبا لكل هذه النتائج التي قد تطرح (‪.)2‬‬

‫ولقد صرح السيد وزير العدل بمناسبة عرض مشروع القانون الخاص بمحكمة التنازع أمام البرلمان‬

‫أنه‪" :‬ال يكفي إنشاء المحاكم اإلدارية وحده الستكمال بناء المؤسسات القضائية إذا لم يتم تعزيزه بإنشاء‬

‫محكمة تختص بالفصل في المنازعات المتعلقة باالختصاص والتي تط أر بين الجهات القضائية التابعة‬

‫للنظام اإلداري وتلك التابعة للنظام القضائي العادي و أن تبني نظام ازدواجية القضاء وتوزيع اإلختصاص‬

‫القضائي بين الجهات القضائية اإلدارية والجهات القضائية العادية على أساس طبيعة النظام‪ ،‬كل ذلك‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪" ،‬دور محكمة التنازع في المحافظة على قواعد اإلختصاص النوعي "‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬محكمة التنازع‪ ،‬اإلجتهاد القضائي‪ ،‬قسم الوثائق‪ ،1009 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي‪،‬هياكل النظام القضائي‪ ،‬االختصاصات)‪ ،‬دار ريحانة‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1002 ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫يؤدي إلى قيام الكثير من المنازعات لمعرفة ما يعتبر إداريا وما يعتبر مدنيا‪ ،‬األمر الذي يقتضي إنشاء‬

‫هيئة قضائية تتولى الفصل في حاالت التنازع لتحديد اختصاص كل من القضاء العادي واإلداري" (‪.)1‬‬

‫إن إنشاء محكمة التنازع سعي إلى تحقيق عدة أهداف أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تفادي حالة انكار العدالة ‪:‬‬

‫قد تتمسك جهة قضائية معينة باختصاصها بالنظر في قضية معينة وتقضي الجهة األخرى‬

‫باختصاصها بالمقابل قد تتنكر جهة قضائية‪ ،‬الفصل في قضية عهد إليها والية االختصاص بموجب‬

‫نص قانوني‪ ،‬وتقضي جهة أخرى بعدم اختصاصها وهو ما يعرف بالتنازع السلبي‪ ،‬فنكون أمام منازعة‬

‫بدون قاضي ولتجنب الوقوع في مثل هذه الحالة البد من إنشاء هيئة مختصة تتولى مهمة النظر‬

‫والفصل في القضية المرفوعة أمامها واسناد مهمة النظر فيها لصاحبة االختصاص األصلية (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجنب الوصول إلى أحكام نهائية متناقضة‪:‬‬

‫فوجود هذه المحكمة يؤدي إلى توحيد قواعد االختصاص بين جهات القضاء العادي واإلداري(‪،)3‬‬

‫ومن ثم يكون المشرع قد قضى على مسألة إصدار أحكام نهائية ومتناقضة يصعب تنفيذها(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬الجريدة الرسمية لمداوالت مجلس األمة‪ ،‬الدورة العادية األولى ‪ ،2990‬عدد ‪ ،1‬ص ‪ 1‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬جودي فتحي وآخرون‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع‪ ،‬ملتقى لنيل شهادة الليسانس في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫سطيف‪ ،1022 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية(‪ ،)1000-2911‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Charle Debbash, Contentieux administratif, Dalloz, paris, 1972, pp 125-127.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬حسن سير النظام القضائي المزدوج‪:‬‬

‫يعتبر"أندريه ديلوبادير" محكمة التنازع مكملة طبيعيا لنظام االزدواجية القضائية‪ ،‬حيث أن إنشاؤها‬

‫ضروريا في مثل هذا النظام‪ ،‬وهناك جانب من الفقه من يرى أن محكمة التنازع تحقق النجاعة والتوازن‪،‬‬

‫باعتبارها الركيزة األساسية لكامل النظام القضائي(‪.)1‬‬

‫كما قام "فرنسوا شامبيون"(‪ ،)2‬بدراسة العالقة القائمة بين محكمة التنازع واالزدواجية القضائية‪،‬‬

‫حيث اعتبرها‪" :‬جهة قضائية عليا‪ ،‬ال تتدخل ال في القضاء العادي وال في القضاء اإلداري لكن تسيطر‬

‫عليهم‪ ،‬فهي تشكل نهاية االزدواجية القضائية‪ ،‬فوجود محكمة التنازع‪ ،‬منع لميالد جهة قضائية‬

‫جديدة"‪ .‬فمحكمة التنازع هي الهيئة التي تضمن السير الحسن للنظام القضائي المزدوج من خالل‬

‫الرقابة التي تفرضها على الهرمين عندما تطرح مسألة اإلختصاص بينهما"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬احترام قواعد توزيع االختصاص النوعي بين القضاء العادي واإلداري‪:‬‬

‫حتى تحافظ محكمة التنازع على قواعد االختصاص النوعي وتكون محايدة في ق ارراتها يجب أن‬

‫تراعى فيها مبدأ التناوب‪ ،‬والتمثيل المزدوج بين المحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬باعتبارها قمتي الهرمين‬

‫القضائيين العادي واإلداري(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية ( ‪ ،)1000-2911‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Froncios Champion, Le tribunal des conflits et l’élaboration du droit administratif, thèse pour‬‬
‫‪le doctorat en droit public, faculté de droit et des sciences sociales, tome1, université robelais de‬‬
‫‪tours, 2000,p55-58.‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات المنازعات اإلدارية( تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1004،‬ص‪.155‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن اختالف الفقه في وصف وتحديد األدوار المختلفة لمحكمة التنازع‪ ،‬دليل على مكانتها‬

‫وأهميتها من الناحية القانونية‪ ،‬خاصة في مساعدة القضاء العادي واإلداري على حد سواء‪ ،‬وتوجيههما‬

‫الوجهة الصحيحة والسليمة عندما يتداخل األمر عليهما في مسألة ما (‪.)1‬‬

‫كما تتجلى أهمية هذه المحكمة بالنسبة للمتعاملين مع القضاء كالمحامين‪ ،‬وذلك بتحكمهم أكثر‬

‫فأكثر في قواعد االختصاص النوعي باطالعهم على اجتهادات هذه المحكمة‪ ،‬واهتمامها بشأن قضية ما‪،‬‬

‫وذلك ما ينعكس إيجابا على تكوينهم القانوني وكذا حسن أداء رسالتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‬
‫األسس القانونية لمحكمة التنازع‬

‫نعني باألسس القانونية لمحكمة التنازع مجموعة من النصوص القانونية التي تقوم بتنظيمها‪ ،‬فحسب‬

‫الفقيه "فرنسوا جيني ‪ "François Geney‬في هذا الشأن أن القانون يمثل انسجام حقيقي لفكرة قانونية‪،‬‬

‫هذه الفكرة كانت تسبح‪ ،‬غير واضحة‪ ،‬بدون ضمير‪ ،‬في أكبر مسبح طبيعي لألشياء‪ ،‬هذه الفكرة سوف‬

‫تصبح مبدأ واضح‪ ،‬وفي نفس الوقت إجبارية بمجرد ترسيخها (‪.)1‬‬

‫وحسب "باسكال أغيجي ‪" :"Pascal Arrighi‬إن تاريخ المؤسسات يوضح‪ ،‬بأنه ال يمكن‬

‫االتصال بأية مؤسسة قضائية‪ ،‬إذا لم تكن قائمة على قواعد منطقية وعلى مبادئ قضائية معترف بها‪،‬‬

‫ولكي تقول كل شيء‪ ،‬مجيء أية مؤسسة قضائية‪ ،‬يعني مجيء قانون جديد يتمتع بأعلى درجة‬

‫الفعالية" (‪.)2‬‬

‫وتتمثل هذه األسس القانونية في مجموعة النصوص القانونية التي تقوم بتنظيمها وألهميتها سوف‬

‫نتناول هذه األسس كالتالي‪ :‬األساس الدستوري (فرع أول)‪ ،‬األساس التشريعي(فرع ثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Daniel Bardonnet, Le tribunal des conflits) juge du fond en vertu de la loi du 20 Avril‬‬
‫‪1932(, thèse pour le doctorat en droit, paris, 1959, P 69.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pascal Arrighi, Le tribunal des conflits et la révolution de 1848, Dalloz,Paris,SA , P 60.‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬
‫األساس الدستوري‬

‫يعتبر الدستور القاعدة الصلبة التي تبنى عليها دولة القانون‪ ،‬وبالتالي تعتبر القواعد الدستورية أصل‬

‫كل نشاط قانوني تباشره إحدى مؤسسات الدولة‪ ،‬وبذلك فإن فاعلية الدستور تبرز في كونه ينشئ الهيئات‬

‫العامة ويمنح اختصاصاتها (‪ ،)1‬ومن ثم يحدد لها قيودا يستوجب على المؤسسات الدستورية االلتزام بها‪.‬‬

‫فتجد محكمة التنازع أساسها الدستوري في نص المادتين ‪ 251‬و ‪ 251‬من دستور ‪ 2991‬حيث‬

‫قام هذا األخير بتنظيمها في الفصل الثالث تحت الباب المخصص للسلطة القضائية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مضمون المادة ‪ 251‬من دستور ‪2991‬‬

‫تنص المادة ‪ 251‬الفقرة الرابعة من دستور ‪ 2991‬على‪ " :‬تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في‬

‫حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة"‪.‬‬

‫استعملت هذه المادة مصطلحات جوهرية وهي " تتولى الفصل"‪" ،‬تنازع االختصاص"‪ ،‬المحكمة‬

‫العليا"و كذا " مجلس الدولة" وتشكل عبارة "تتولى الفصل"‪ ،‬موضوع اهتمام ألنها تطرح مسألة‬

‫االختصاص النوعي‪ ،‬يعني مجال محكمة التنازع وكيفيته ونوعيته‪ ،‬كما يترتب عن هذا الموضوع نجاح أو‬

‫فشل المهمة المخولة لمحكمة التنازع(‪.)2‬‬

‫إن كلمة "تتولى"‪ ،‬تخول لمحكمة التنازع دون سواها مهمة الفصل في تنازع االختصاص بين جهات‬

‫القضاء العادي وجهات القضاء اإلداري‪ ،‬مما يعني بأن الدستور قد سطر في المادة ‪ 251‬مجاال حيويا‬

‫لنجاح أو فشل النظام القضائي المزدوج‪ ،‬ألن حل مسألة االختصاص بين الهرمين القضائيين يؤثر بصفة‬

‫‪ -1‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫‪ -2‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫عميقة ومباشرة على السير الحسن للعدالة‪ ،‬وبالتالي ينتظر من النصوص التطبيقية أن تجسد هذا المغزى‬

‫وهذا الهدف في مغزى قانوني دقيق ووافي‪.‬‬

‫كما حددت هذه المادة االختصاص النوعي لمحكمة التنازع‪ ،‬وبينت طبيعة هذا االختصاص فهو‬

‫اختصاص خاص ومحدد قانونا ألنه ينظم مسألة فض إشكاالت تنازع االختصاص ‪compétence‬‬

‫‪ d’attribution‬بين جهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬وهي المهمة األساسية والصلبة التي أنشأت من‬

‫أجلها هذه المحكمة‪.‬‬

‫ويعتبر النص على تأسيسها بموجب مادة دستورية ميزة تعطيها مكانة سامية وأهمية بالغة على‬

‫رأس هيئات النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ويعطيها استقاللية في ممارسة مهامها المحددة دستوريا‪ ،‬وفي نفس‬

‫المادة دائما نالحظ بأن المؤسس الدستوري قد أقر بالطابع التحكيمي‪ le caractère orbitraire‬لوظيفة‬

‫محكمة التنازع‪ ،‬فهي ال تصدر أحكاما في الموضوع وانما ترجح إختصاص جهة على أخرى في منازعة‬

‫ما‪ ،‬إال أن هذه المادة أغفلت ذكر اإلختصاص الثاني الذي من المفروض أن يعهد إلى محكمة التنازع‬

‫والذي تمارسه في معظم الدول التي تبنت االزدواجية القضائية‪ ،‬وهو تصديها للفصل في النزاع كمحكمة‬

‫موضوع‪ ،‬وذلك في بعض حاالت تناقض األحكام عندما تستبعد الحكمين معا لتصدر حكما ثالثا يكون هو‬

‫الواجب النفاذ(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون المادة ‪ 251‬من دستور‪2991‬‬

‫"يحدد قانون عضوي تنظيم المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع‪ ،‬واختصاصاتهم‬
‫األخرى" وهذا ما نصت عليه المادة ‪251‬من دستور‪.2991‬‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم واختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫يبدو منطلق نص هذه المادة بسيط‪ ،‬بحيث يشير إلى مسألة تحديد قواعد تنظيم وسير محكمة‬

‫التنازع‪ ،‬وحسنا فعل المؤسس الدستوري‪ ،‬ألنه يكون بذلك قد طبق نص المادة(‪ 211 )1‬من دستور ‪2991‬‬

‫ولكن ما جاء في آخره يثير تساؤال بحيث نق أر فيه "واختصاصاتها األخرى"‪.‬‬

‫بناء على الغموض المسجل في المادة ‪ 251‬نجد أن األستاذ "دانيال بردوني " على حق عندما قال‬

‫بأن العديد من العراقيل والمشاكل التي يعاني منها القانون تعود إلى مصطلحات قانونية غير كاملة (‪.)2‬‬

‫وعند التدقيق في نص المادة ‪ 251‬من الدستور نجد أنها تداركت النقص الذي عرفته المادة ‪251‬‬

‫التي حصرت مجال اختصاص محكمة التنازع بحل إشكاليات تنازع االختصاص‪ ،‬واقصاؤها الختصاص‬

‫المحكمة بنظر في دعاوى تناقض األحكام النهائية ‪ ،‬وهذا ما عبرت عنه آخر المادة ‪ 251‬بعبارة‬

‫و"اختصاصاتهم األخرى"‪ ،‬أي أن محكمة التنازع اختصاصها ال ينحصر فقط في دعاوى االختصاص‪،‬‬

‫وانما لها اختصاصات أخرى ترك أمر تحديدها للمشرع عند إصداره للقانون العضوي الخاص بمحكمة‬

‫التنازع‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 211‬من دستور‪.2991‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Danniel bardonnet, op cit, P 5.‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‬

‫األساس التشريعي‬

‫يعتبر القانون العضوي ‪ 01-92‬المؤرخ في ‪ 2992/01/01‬شهادة ميالد لمحكمة التنازع‪ ،‬أو‬

‫(‪)1‬‬
‫بعد المادة ‪ 251‬من الدستور‪ ،‬وقد صدر في فترة عرفت أو شهدت نشاطا‬ ‫باألحرى بطاقة تعريفها‬

‫تشريعيا وتنظيميا كثيفا لتطبيق اإلصالحات التي جاء بها دستور ‪ ،2991‬وتكريس المبادئ التي جاء بها‬

‫وانشاء الهيئات التي نص عليها‪ ،‬خاصة بالنسبة للنصوص المتعلقة بالسلطة القضائية‪.‬‬

‫وهذا األمر يدفعنا إلى أن نتساءل لماذا قام المشرع بتنظيم اإلطار القانوني لمحكمة التنازع بقانون‬

‫عضوي؟‬

‫إن السلطة المختصة والمخولة دستو ار في سن القوانين العضوية واصدارها هي السلطة التشريعية‪،‬‬

‫وقد حدد الدستور مسبقا بتنظيم هذه القوانين في مجاالت ومسائل محددة(‪ ،)2‬ووفق إجراءات خاصة ومعقدة‬

‫ومتميزة عن تلك المتبعة في القوانين العادية‪ ،‬فهي هامة أهمية المجاالت التي تنظمها‪ ،‬فهي ضرورة سيدة‬

‫للدستور لم يقم هذا األخير بإعداده وتفصيله‪ ،‬وعلى المشرع تنظيم محكمة التنازع في إطار قانون‬

‫عضوي‪ ،‬ألن القانون ما هو إال تطبيق للقواعد الدستورية وآليات حمايته‪ ،‬وألن نصوص القانون العضوي‬

‫قد حظيت بطابع خاص ومتميز من حيث االنتشار والتعديل‪ ،‬ومراعاتها هو مراعاة للتوازن بين مختلف‬

‫المصالح‪ ،‬وابعادها عن التعديالت المتكررة والمسيرة لها حسب األهواء‪ ،‬مما يحقق استقرارها مع ما يضمن‬

‫‪ -1‬في فرنسا األساس التشريعي لمحكمة التنازع هو قانون ‪ 12‬مايو ‪ 2271‬وقانون ‪ 22‬جويلية ‪ ،2910‬ومرسوم ‪ 10‬أفريل‬
‫‪ ،2911‬كما نجد في مصر القانون رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 2979‬هو األساس التشريعي للمحكمة الدستورية العليا‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مبدأ المشروعية وتنظيم القضاء اإلداري‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1007 ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫استقرار مصدرها األساسي لمعنى الدستور من جهة والمجاالت محل التنظيم من جهة ثانية‪ ،‬ومن ثم‬

‫االستقرار القانوني والسياسي من جهة ثالثة (‪.)1‬‬

‫فقد تيقن المؤسس الدستوري من أن فكرة القانون العضوي تستحق أن تنال ما هي جديرة به من‬

‫تنظيم في الدساتير الحديثة‪ ،‬فضرورة إيجاد خليفة للدساتير المحصنة لمختلف اآلليات تعد من أسباب تبني‬

‫الدستور الجزائري لفكرة القانون العضوي‪ ،‬وكذا تجنب كل ما من شأنه أن يزعزع روح القوانين األسمى في‬

‫الدولة‪ ،‬تاركا آللية القانون العضوي كفالة تطبيق وتوضيح معالمه ومبادئه الكلية األصلية‪ ،‬في مجال‬

‫التنظيم المؤسساتي لهيئات الدولة المثقل المضمون والفحوى)‪.(2‬‬

‫إن نصوص القانون العضوي حقيقة جزءا من الدستور بالمفهوم العتيق‪ ،‬ألنه يشاركه العمل على‬

‫نحو ال ينازعه فيه أحد لبناء الصرح المؤسساتي من خالل وبواسطة تنظيم هذه المجاالت(‪.)3‬‬

‫بالرغم من أن القانون العضوي يعتبر بطاقة تعريف لمحكمة التنازع إال أن قراءة هذه البطاقية‬

‫القانونية تكشف عن محتوى المنهجية‪.‬‬

‫فمحتوى القانون العضوي ‪ 01-92‬نجده يحتوي على‪ 35‬مادة تنظيمية(‪ ،)4‬مصنفة إلى خمسة‬

‫فصول‪ ،‬يشمل الفصل األول أحكام عامة في أربعة مواد‪ ،‬كما يتضمن الفصل الثاني سبعة مواد تنظم‬

‫تشكيلة محكمة التنازع ويخص الفصل الثالث عمل محكمة التنازع في ثالث مواد‪ ،‬ويكون الفصل الرابع‬

‫من تسعة عشر مادة خصصت لإلجراءات المتبعة أمامها‪ ،‬أما الفصل الخامس واألخير يتضمن أحكام‬

‫انتقالية خصصت له مادتين‪.‬‬

‫‪ -1‬غزالن سليمة‪ ،‬فكرة القانون العضوي في دستور ‪ ،2991‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع اإلدارة المالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1001‬ص ص‪.17-10‬‬
‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Philippe Ardant, Manuel d’institutions politiques et droit constitutionnel, Dalloz, 6ème Ed, paris,‬‬
‫‪1994,P 57.‬‬
‫‪ -4‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬مالحظات حول القانون العضوي ‪:31-99‬‬

‫باالستناد إلى محتوى هذا القانون يمكن إبداء جملة من المالحظات التي تتمثل أساسا في‬

‫نقص منهجية القانون العضوي ‪ ،01-92‬سواء من حيث عدد المواد الضرورية لعمل محكمة‬

‫التنازع‪ ،‬أو من حيث ترتيب مواده‪ ،‬ونقصد بالمنهجية أن تقسم النصوص القانونية إلى مجموعات أو‬

‫أقسام بحسب المواضيع التي تنظمها كل مجموعة من هذه المواد‪ ،‬بقصد تسهيل فهمها وتقريب‬

‫معناها(‪ ، )1‬لكن المنهجية في هذا القانون لعبت دو ار مخالفا للذي من المفروض أن تقوم به‪ ،‬حيث‬

‫جاءت لتشويش ذهن كل من يق أر نصوص هذا القانون وتشتيت أفكاره لعدم ترتيب مواده وعدم وجود‬

‫تناسق فيما بينها وغياب التسلسل المفروض فيها‪.‬‬

‫‪ -‬نقص القانون العضوي ‪ 31-99‬من حيث المواد الضرورية للسير الحسن‬


‫للمحكمة‪:‬‬

‫فإذا كانت السلطة التقديرية للمشرع تكمن في صياغة النصوص القانونية فإن المالحظات التالية‬

‫تعتبر مساهمة في إصالح هذا النص‪ ،‬حتى يتمكن الجميع (قاضي‪ ،‬متقاضي‪ ،‬محكمة) من إيجاد إجابات‬

‫واضحة لمسألة تنازع االختصاص بين الهرمين القضائيين‪ ،‬ألن المواد من ‪ 21‬إلى ‪ 22‬تعتبر غير كافية‬

‫لتحديد أنواع تنازع االختصاص(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬خلوفي رشيد‪" ،‬محكمة التنازع"‪ ،‬مجلة الموثق‪ ،‬دورية داخلية متخصصة‪ ،‬عدد‪ ،7‬لسنة ‪ ،2999‬ص ‪.27‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬نقص القانون العضوي ‪ 31-99‬من حيث ترتيب مواده‪:‬‬

‫ويتمثل هذا النقص أساسا في عدم وجود وتخصيص فصل خاص باختصاصات محكمة التنازع‪،‬‬

‫التي تعد أساس أو غاية إنشاءها‪ ،‬إذ لوال اختصاصها كجهة فصل في إشكاالت تنازع االختصاص بين‬

‫الهرمين القضائيين العادي واإلداري ورقابة مدى احترام كل جهة لمجال اختصاصها وعدم تعديها على‬

‫اختصاصات الجهة األخرى‪ ،‬لما أنشأت محكمة التنازع أصال وتكريسا للمادتين ‪ 251‬و ‪ 251‬من‬

‫الدستور‪.‬‬

‫حيث تم تنظيم اختصاصات المحكمة في الفصل الرابع المتعلق "باإلجراءات"‪ ،‬لكن بمجرد قراءة‬

‫المادة األولى منه وهي المادة ‪ 25‬نعلم بأننا بصدد أحكام خاصة باختصاصات محكمة التنازع وذلك إلى‬

‫غاية المادة ‪ ،27‬إضافة إلى ذلك أن نص المادة ‪ 1‬من القانون المتعلق باختصاصات محكمة التنازع تم‬

‫ذكرها في الفصل األول المتعلق باألحكام العامة‪.‬‬

‫والسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الصدد هو‪ :‬كيف لم يتفطن المجلس الدستوري الذي يعتبر هيئة‬

‫متخصصة بالرقابة على دستورية القوانين ومدى مطابقة القوانين العضوية للدستور‪ ،‬الذي يفترض في‬

‫أعضائه الكفاءة القانونية باعتبارهم أشخاص مؤهلين وذوي خبرة قانونية عالية‪ ،‬فكيف لم يالحظوا هذا‬

‫الخطأ الواضح وصادقوا على القانون العضوي ‪ 01-92‬دون أن يتطرقوا لهذه النقطة‪ ،‬خاصة وأن القانون‬

‫العضوي ‪ 02-92‬الذي صدر في نفس الفترة خصص الباب الثاني منه بأكمله الختصاصات مجلس‬

‫الدولة(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬أنظر المواد‪ 21،22،25،21،27،22،29 ،21 ،22 ،20 ،9‬من القانون العضوي رقم ‪،02-92‬ج رعدد‪،17‬‬
‫لسنة‪.2992‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫كما غاب أيضا عن القانون العضوي السالف الذكر فصل خاص بق اررات محكمة التنازع الذي كان‬

‫يجب أن يضم المواد ‪ 11 ،12 ،10‬منه التي تم إدراجها دائما تحت عنوان اإلجراءات (‪.)1‬‬

‫ونبقى دائما بخصوص مواد قانون محكمة التنازع‪ ،‬نالحظ أن هناك مواد وضعت في غير موقعها‬

‫األصلي الذي من الواجب أن توضع فيه‪ ،‬ونذكر منها المادة ‪ 1‬المتعلقة بنشر ق اررات محكمة التنازع والتي‬

‫تضمنها الفصل الثاني المتعلق بتشكيلة محكمة التنازع في حين مكانها الحقيقي هو الفصل األول‪ ،‬ألنها‬

‫تدخل ضمن األحكام العامة‪ ،‬ونفس األمر حدث مع المادة ‪ 22‬المتعلقة بتسيير محكمة التنازع التي من‬

‫المفروض أن تذكر في الفصل الثالث المتعلق بعمل محكمة التنازع‪ ،‬إال أن المشرع ضمها ضمن الفصل‬

‫الثاني المتعلق بالتشكيلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫عالقة مواد القانون العضوي ‪ 31-99‬بأحكام دستور ‪2991‬‬

‫إن العالقة بين القانون العضوي ‪ 01-92‬وأحكام دستور ‪ 2991‬تمتاز بالتذبذب والغموض‪ ،‬فهي‬

‫من جهة عالقة توافقية باإلستناد إلى المادة ‪ 251‬من دستور ‪ ،2991‬والتي جاء القانون العضوي السالف‬

‫الذكر تطبيقا لما تضمنته من أحكام‪ ،‬ومن هنا يعتبر هذا القانون مكمال للدستور‪ ،‬بحيث بعد االطالع‬

‫على مضمون القانون المتعلق بمحكمة التنازع وكذا دراسة كل من المادة ‪ 251‬و ‪ 251‬من دستور‬

‫‪ 2991‬يتعين إبداء بعض المالحظات التي يمكن تصنيفها إلى صنفين‪:‬‬

‫‪ -1‬نص المادة ‪ 02‬من القانون العضوي ‪ ،02-92‬المتعلقة بنشر ق اررات مجلس الدولة أدرجت في الباب األول المخصص‬
‫لألحكام العامة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫مالحظات في الجانب الشكلي‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01/92‬مجموعة من مواد دستور ‪ 2991‬منها‬ ‫ذكر المشرع في تأشيرات‬

‫المادة ‪ ،229‬وعند تفحص ودراسة نص هذه المادة الدستورية‪ ،‬نالحظ عدم وجود أية عالقة بموضوع‬

‫القانون العضوي المذكور سابقا‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 229‬من دستور ‪ 2991‬على ما يلي‪ " :‬تكون‬

‫اقتراحات القوانين قابلة للمناقشة إذا قدمها عشرون نائبا‪.‬‬

‫تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء بعد األخذ برأي مجلس الدولة‪ ،‬ثم يودعها رئيس‬

‫الحكومة مكتب المجلس الشعبي الوطني"‪.‬‬

‫لماذا أشار المشرع لهذه المادة في القانون العضوي رقم ‪01-92‬؟ هل وجود كلمة "مجلس الدولة"‬

‫في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 229‬تفسر ذلك؟‪.‬‬

‫إن اإلجابة عن السؤال الثاني تبعد ذكر المادة ‪ 229‬من القانون العضوي المذكور‪ ،‬ألن محكمة‬

‫التنازع موضوع القانون العضوي رقم ‪ 01-92‬تنظر في تنازع االختصاص بين القضاء اإلداري والعادي‪،‬‬

‫يعني عندما تكون محكمة التنازع تمارس صالحيتها القضائية وليس االستشارية الموضوع المنظم في‬

‫المادة ‪.229‬‬

‫‪ -‬مالحظات في الجانب الموضوعي‪:‬‬

‫تبرز هذه المالحظات بالنسبة للمادة ‪ 251‬من دستور ‪ 2991‬بعد مقارنتها بمواد القانون العضوي‬

‫‪ ،01-92‬أين يظهر االختالف وعدم التناسق بينهما خاصة بين المادة المذكورة سابقا والمادة ‪ 1‬من‬

‫القانون العضوي ‪ ،01/92‬ويظهر االختالف بين النصين القانونيين في مخالفتين‪:‬‬

‫األولى إصالحية‪ ،‬والثانية موضوعية‪.‬‬

‫‪ -1‬تعتبر التأشيرات المصدر القانوني التي يرتكز عليها أي نص قانوني‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬اختالف المادة الثالثة من القانون العضوي ‪ 01/92‬عن المادة ‪ 251‬من دستور ‪2991‬‬

‫من حيث اإلصطالح(‪:)1‬‬

‫ويظهر االختالف بين نص المادة الثالثة من القانون المذكور سابقا ونص المادة ‪ 251‬من دستور‬

‫‪ 2991‬في نقطتين‪:‬‬

‫أولها‪ :‬تتمثل في استعمال المشرع كلمة "منازعات" بدل كلمة "تنازع" المذكورة في المادة ‪ 251‬من‬

‫الدستور‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫طويلتين من قبل المشرع بدل "مجلس الدولة" و "المحكمة‬ ‫ثانيها‪ :‬تتمثل في استعمال جملتين‬

‫العليا" لتحديد مجال اختصاص محكمة التنازع‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم "المنازعات" و "التنازع"‪:‬‬

‫إن ما بين المصطلحين فرق كبير بحيث أجمع الفقهاء بأن مصطلح "المنازعات" هي مجموعة من‬

‫النزاعات بين طرفين أو أكثر‪ ،‬ويعود الفصل فيها لقاضي ما حسب قانون ما‪ ،‬بينما تعني كلمة "تنازع" نوع‬

‫من الخالف الذي بتطوره ووصوله إلى القضاء يصبح منازعة‪ ،‬وبالتالي فكلمة "منازعات" أوسع من كلمة‬

‫"تنازع أو نزاع" التي ال تشكل إال عنصر من مفهوم وتعريف كلمة النزاع‪.‬‬

‫مفهوم "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" من جهة و "الجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي‬

‫العادي" والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -2‬بحسب األستاذ خلوفي رشيد‪ ،‬لماذا استعمال المشرع لعبارات طويلة والمثيرة للتأويالت‪ ،‬بل كان من األحسن استعمال‬
‫كلمات بسيطة ومفهومة وهي "القضاء اإلداري" لإلشارة لما نصت عليه المادة ‪ 1‬من القانون العضوي ‪" 01-92‬الجهات‬
‫القضائية الخاصة للنظام القضائي اإلداري" و "القضاء العادي" للتعبير عما جاء في المادة "الجهات القضائية الخاضعة‬
‫للنظام القضائي العادي"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫إن اإلختالف بين العبارتين "المحكمة العليا" و"مجلس الدولة"‪ ،‬المذكورتين في نص المادة ‪251‬‬

‫من ا لدستور التي قابلتهما عبارة مغايرة وطويلة في المادة الثالثة من القانون العضوي ‪ ،01-92‬فالجهات‬

‫القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري‪ ،‬بحيث‬

‫نجد أن االختالف في هذه العبارة أعمق بكثير عكس الحالة األولى ألنه يمتد للموضوع(‪ ،)1‬فهناك فرق‬

‫واسع وشاسع بين أن تختص محكمة التنازع بالمنازعات المتعلقة باالختصاص التي تقوم بين قمة جهتي‬

‫النظامين القضائيين العادي من جهة واإلداري من جهة أخرى‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 251‬من‬

‫(‪)2‬‬
‫الدستور‪ ،‬وبين أن يمتد اإلختصاص إلى المنازعات التي تقوم بين المحكمة العليا‪ ،‬المجالس القضائية‬

‫والمحاكم من جهة ومجلس الدولة والمحاكم اإلدارية من جهة أخرى‪.‬‬

‫فلقد كان المجلس الدستوري حريصا في آرائه(‪ ،)3‬عند مراقبته لدستورية القانون العضوي رقم ‪-92‬‬

‫‪ 01‬المتعلق بمحكمة التنازع‪ ،‬وكذا القانون العضوي ‪ 02-92‬المتعلق بمجلس الدولة‪ ،‬على مطابقة‬

‫النصين القانونيين للدستور من حيث الموضوع والمصطلحات‪.‬‬

‫‪ ‬مخالفة المادة ‪ 01‬من القانون العضوي ‪ 01-92‬للمادة ‪ 251‬من دستور ‪ 2991‬من‬

‫حيث الموضوع‪ ،‬إن كلمتي "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" تشير إلى درجة قضائية واحدة بينما‬

‫تعبر العبارات المذكورة في المادة ‪ 01‬من القانون العضوي عن الهرمين القضائيين‪ ،‬وبالتالي فإن ما‬

‫(‪)4‬‬
‫يخالف موضوعيا نص المادة ‪ 251‬من دستور ‪ ،2991‬التي حددت‬ ‫جاء في نص هذه المادة‬

‫تدخل محكمة التنازع في حالة تنازع االختصاص بين "المحكمة العليا" و "مجلس الدولة" فقط‪ ،‬إن‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ -2‬رأي المجلس الدستوري رقم ‪/07‬د‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 92/‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2992‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي‬
‫المتعلق بمحكمة التنازع وتنظيمها وعملها للدستور‪،‬ج ر عدد ‪ ،19‬لسنة ‪.2992‬‬
‫‪ -3‬رأي المجلس الدستوري رقم ‪/01‬د‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 92/‬مؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ،2992‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي‬
‫المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله للدستور‪،‬ج ر عدد‪ ،17‬لسنة ‪.2992‬‬
‫‪ -4‬حسب رأي األستاذ خلوفي رشيد‪ ،‬يبدو األمر أكثر منطقية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫المادة ‪ 251‬من الدستور وكذا نص المادة ‪ 01‬من القانون العضوي ‪ 01-92‬قد أهملتا الحالة التي‬

‫ال يطعن فيها المتقاضي في الحكم الصادر عند إحدى جهات القضاء كفوات ميعاد الطعن‪ ،‬فهل‬

‫يضي ع حقه في رفع الدعوى أمام محكمة التنازع لعدم طعنه في الحكم أمام المحكمة العليا أومجلس‬

‫الدولة حسب الحالة‪.‬‬

‫‪ -‬ما يزيد األمر تعقيدا هو موقف محكمة التنازع في حد ذاتها من هذا الموضوع‪ ،‬حيث أن في‬

‫قرارها رقم ‪ 20‬أشارت إلى أن الطعن غير ملزم باستنفاذ كل طرق الطعن بشرط أن يكون‬

‫الق اررين غير قابلين للطعن فيهما‪ ،‬كما أنها قبلت الفصل في دعوى تناقض األحكام وفقا لقرار‬

‫‪ 22‬بالرغم من أن جهتي النزاع ليس مجلس الدولة والمحكمة العليا‪ ،‬وانما بين مجلس الدولة‬

‫ومجلس قضاء البليدة(‪.)1‬‬

‫فأي من هذه اآلراء هو الصحيح والواجب األخذ به‪ ،‬حيث نجد أنه يصعب الترجيح فيها‪ ،‬ألن‬

‫القاضي يكتفي بتطبيق القانون دون الحق في إبداء رأيه حول مدى دستوريته‪ ،‬وبالتالي سوف يطبق النص‬

‫التشريعي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المواد الدستورية وتلك الموجودة في القانون العضوي رقم ‪ ،01-92‬نجد أن هناك‬

‫طائفة أخرى من المواد القانونية العامة التي لها عالقة بمحكمة التنازع‪ ،‬وتشمل النظام القانوني العام التي‬

‫تستند عليها للقيام باختصاصاتها وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬القانون العضوي رقم ‪ ،22-02‬مؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،1002‬يتضمن القانون األساسي‬

‫للقضاء(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،2‬لسنة ‪ ،1001‬ص ص‪.211-252‬‬


‫‪ -2‬بحيث نجد أن قضاة محكمة التنازع يخضعون للقانون العضوي ‪ ،22-02‬أنظر المادة ‪ 05‬من القانون العضوي ‪-92‬‬
‫‪ 01‬التي أحالت إليه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫رقم ‪ ،22-05‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1005‬يتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬بحيث‬ ‫‪ ‬قانون عضوي‬

‫يعتبر هذا القانون النص التطبيقي والتشريعي ألحكام المادة ‪ 251‬من دستور ‪ ،2991‬فحددت في‬

‫المادة‪ 01‬الهياكل القضائية العادية و اإلدارية‪.‬‬

‫‪ ‬قانون عضوي رقم ‪ ،02-92‬يتعلق بمجلس الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬قانون رقم ‪ ،09-02‬يتعلق بقانون إ م إ ‪ ،‬بحيث نجد أن هذا القانون له عالقة مباشرة مع‬

‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع من خالل المواد ‪ 200‬و ‪ 901‬منه‪ ،‬التي تسمح بتحديد‬

‫مجال االختصاص القضائي اإلداري‪ ،‬وبالتالي تعتبر المقياس القانوني الذي تركز عليه‬

‫(‪)2‬‬
‫محكمة التنازع عند الفصل في القضايا المطروحة عليه والمتعلقة بتنازع االختصاص‪.‬‬

‫‪ ‬القانون رقم ‪ ،01-92‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬فهذا القانون بدوره يندرج ضمن النصوص‬

‫التشريعية التي ترجع إليها محكمة التنازع للنظر في القضايا المطروحة أمامها‪ ،‬كونه حدد‬

‫القانون رقم ‪ 09-02‬المتعلق بقانون إ م إ‪ ،‬مجال االختصاص النوعي للمحاكم‬

‫(‪)3‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫وما يمكن اإلشارة إليه أن النصوص التنظيمية غائبة في مجال تنظيم محكمة التنازع‪ ،‬حيث لم‬

‫تصدر أية مراسيم لتنظيم هذه األخيرة من قبل السلطة التنفيذية‪ ،‬كما فعلت بالنسبة للهياكل القضائية‬

‫اإلدارية التي أنشأت في نفس الفترة‪ ،‬أي المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة‪ ،‬وكان عليها فعل ذلك إلزالة‬

‫الغموض الذي قد يكتنف تطبيق مواد القانون العضوي ‪.)4( 01-92‬‬

‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ ،22-05‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1005‬يتضمن التنظيم القضائي‪ ،‬ج ر عدد‪ ،52‬لسنة ‪.1005‬‬
‫‪ -2‬بوعلي سعيد‪ ،‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1022 ،‬ص ص ‪.91-91‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‬
‫تشكيلة محكمة التنازع‬

‫على حد قول "موريس هوريو‪" :"Mourice Houriou‬ينطلق تشكيل أية مؤسسة من فكرة ‪une‬‬

‫‪ idée d’œuvre‬هذه الفكرة سوف تتحقق في وسط اجتماعي ولتحقيق هذه الفكرة ستجتمع سلطة‬

‫(‪)1‬‬
‫هذه السلطة سوف تعطي لتلك الفكرة أجهزة‪"... ،‬‬

‫ومن منطلق القول فإن وجود محكمة التنازع كمؤسسة قضائية مستقلة يتعين اجتماع تشكيلة بشرية‪،‬‬

‫هذه التشكيلة هي التي تسمح بتسيير محكمة التنازع(‪ ،)2‬وقد حدد القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬تشكيلة‬

‫هذه الهيئة في المواد من ‪ 5‬إلى ‪ 8‬منه‪ ،‬وبالتالي سوف نتناول في هذا المبحث لتشكيلة جهة الحكم‬

‫لمحكمة التنازع (مطلب أول) كتابة ضبط محكمة التنازع(مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تشكيلة جهة الحكم لمحكمة التنازع‬

‫تتألف جهة الحكم في محكمة التنازع من رئيس (فرع أول) وقضاة عددهم ستة (فرع ثاني) محافظ الدولة‬

‫(فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mourice Houriou, Aux sources de droit, le pouvoir, l’ordre et la liberté un cahier de la nouvelle‬‬
‫‪journée, Ed Bloowel et Gay,1993 , P 104.‬‬
‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬

‫رئيس محكمة التنازع‬

‫تنص المادة ‪ 70‬من القانون العضوي ‪ 30-89‬على ما يلي‪" :‬يعين رئيس محكمة التنازع لمدة‬

‫‪ 70‬سنوات بالتناوب من بين قضاة المحكمة العليا ومجلس الدولة من قبل رئيس الجمهورية باقتراح‬

‫من وزير العدل بعد أخذ الرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء"‪.‬‬

‫وبناء على هذه المادة يبرز من الوهلة األولى‪ ،‬أنه بعد تكريس ازدواجية الهياكل القضائية ووجود‬

‫قضاء وقضاة إداريين وقضاء وقضاة عاديين‪ ،‬فإن رئيس محكمة التنازع يختار بالتناوب من بين قضاة‬

‫المحكمة العليا (فقط وليس بين قضاة القضاء العادي) وقضاة مجلس الدولة (فقط وليس من بين قضاة‬

‫القضاء اإلداري)‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري بعرضه لنظام التناوب على رئاسة المحكمة(‪ ،)1‬يكون قد تفادى كل نقد موجه إليه‬

‫كونه تحيز لجهة دون األخرى‪ ،‬ويكون كذلك قد فتح المجال للتنسيق والتعاون بين قمة هرم جهة القضاء‬

‫العادي‪ ،‬وذات المكانة والموقع لجهة القضاء اإلداري‪ ،‬فيرى بعض الباحثين أنه كان من األحسن واألجدر‬

‫لو أسند المشرع الرئاسة لشخصية ال تنتمي إلى الهرمين القضائيين‪ ،‬وتكون لها خبرة في المجال القانوني‪،‬‬

‫أو إسنادها لوزير العدل إذا كانت تتوفر فيه الوسطية المرجوة بين الجهازين‪ ،‬باعتباره الرئيس اإلداري‬

‫للتنظيم القضائي العادي من جهة وعضو للحكومة أي اإلدارة من جهة أخرى‪ ،‬ولقد أيد األستاذ عمار‬

‫(‪)2‬‬
‫الرأي في جزئه األول الذي دعى إلى إسناد رئاسة محكمة التنازع لشخصية قانونية محايدة ال‬ ‫بوضياف‬

‫تنتمي ال لجهة القضاء العادي وال لجهة القضاء اإلداري‪ ،‬كأن تسند إلى أستاذ جامعي‪ ،‬باحث في العلوم‬

‫‪ -1‬هذا التوازن يعد ظاهريا فقط ألن إسناد الرئاسة لرئيس المحكمة العليا يعد ترجيحا لكفة القضاء العادي على حساب‬
‫القضاء اإلداري و العكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية(‪ ،)2333-2892‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫القانونية واإلدارية‪ ،‬أو تسند ألقدم عمداء الحقوق‪ ،‬ولكن ال يؤيد الرأي القاضي بإسناد الرئاسة لوزير‬

‫العدل(‪ ،)1‬وذلك ليس تقليال من شأنه أو إنقاصا من قيمته‪ ،‬أو عدم االعتراف بمؤهالته وتكوينه القانوني‪،‬‬

‫بل بحكم تبعيته للسلطة التنفيذية وعدم تمتعه بصفة القاضي‪ ،‬إذ كيف يعترف له برئاسة هيئة قضائية لها‬

‫مكانتها الخاصة وهو يفتقد للصفة القضائية‪ ،‬ثم أن تطبيق هذا الرأي يتنافى والنظام الدستوري في الجزائر‬

‫الذي اعترف باستقاللية السلطة القضائية بموجب نص المادة ‪ 209‬من دستور‪ ،2889‬واعترافه كذلك‬

‫بخصوصية وتميز الوضع القانوني لمحكمة التنازع‪.‬‬

‫يعين رئيس محكمة التنازع حسب المادة ‪ 70‬المذكورة سابقا‪ ،‬من طرف رئيس الجمهورية لمدة ‪0‬‬

‫سنوات‪ ،‬على أن يكون التعيين بالتناوب بين قضاة المحكمة العليا وقضاة مجلس الدولة‪ .‬فالطريقة المتبعة‬

‫في اختيار رئيس المحكمة هي التعيين من قبل رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي بما أنه قاضي‪،‬‬

‫ورغم أن المادة ‪ 70‬من القانون العضوي ‪ 11-70‬المتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬تنص على أن‬

‫تعيين القضاة يتم بمرسوم رئاسي وباقتراح من وزير العدل وبعد أخذ برأي المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إال أن‬

‫رئيس محكمة التنازع لم يذكر ضمن فئة القضاة الذين نصت عليهم هذه المادة فمن األحسن أن يستعمل‬

‫في تعيين رئ يس محكمة التنازع نفس الوسيلة‪ ،‬وكان على المشرع النص على ذلك صراحة لتجاوز كل‬

‫التأويالت (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬لقد أثار إسناد رئاسة محكمة التنازع لوزير العدل في فرنسا انتقادا كبي ار‪ ،‬كونه عضوا في الحكومة كما قد ال تتوفر فيه‬
‫المعرفة القانونية إذا لم يكن قانونيا‪ .‬أنظر بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية‬
‫(‪ ،)2333-2892‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫غير أن الوضع في مصر نجد أن رئاسة وزير العدل لمحكمة التنازع ال يشكل أية خطورة نظ ار لكون الوزير ال دخل له في‬
‫التصويت إال في حالة تعادل األصوات‪ ،‬كما أنه ال يرأس محكمة التنازع واقعيا إذ غالبا تستند الرئاسة لنائب الرئيس وهو‬
‫قاضي منتخب من قبل زمالئه على مستوى محكمة التنازع‪.‬‬
‫‪ -2‬شنيخر هاجر‪" ،‬تنازع االختصاص بين القضاء العادي واإلداري"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬عدد ‪،9‬‬
‫‪ ،2323‬ص ‪.270‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‬

‫قضاة محكمة التنازع‬

‫تنص المادة ‪ 2/35‬من القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬على‪" :‬تتشكل محكمة التنازع من سبعة‬

‫(‪ )0‬قضاة من بينهم الرئيس"‪.‬‬

‫كما جاء في نص المادة ‪ 39‬من نفس القانون على‪ " :‬يعين نصف عدد قضاة محكمة التنازع من‬

‫بين قضاة المحكمة العليا والنصف اآلخر من بين قضاة مجلس الدولة من قبل رئيس الجمهورية باقتراح‬

‫من وزير العدل وبعد األخذ بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء"‪.‬‬

‫وتشير هذه المادة إلى أن طريقة اختيار قضاة محكمة التنازع هي نفسها المتبعة في اختيار رئيسها‪ ،‬وهي‬

‫التعيين بموجب مرسوم رئاسي‪.‬‬

‫وبإتباع المشرع الجزائري لطريقة التعيين في اختيار قضاة محكمة التنازع‪ ،‬يكون قد خالف نضيره‬

‫(‪)1‬‬
‫الفرنسي‪ ،‬سواء من حيث عدد قضاة المحكمة أو في كيفية اختيارهم‪.‬‬

‫وما يؤخذ على المادة ‪ 39‬أنها لم تشر إلى العهدة بالنسبة للقضاة التي يقضونها في مناصبهم‪ ،‬التي‬

‫حددتها المادة ‪ 37‬من ذات القانون بثالث سنوات بالنسبة لرئيس محكمة التنازع‪ ،‬والراجح أنها نفس المدة‬

‫أي ‪ 0‬سنوات‪ ،‬ألن هناك تالزم بين تعيين رئيس المحكمة وتعيين أعضائها‪ ،‬وبالتالي من الطبيعي أن‬

‫تنتهي عهدتهما معا‪ ،‬كما أن هذه المادة السابقة الذكر لم تنص على إمكانية اختيار قضاة محكمة التنازع‬

‫لعهدة ثانية التي كان من األجدر اإلشارة إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬فاألعضاء األصليين في فرنسا ستة‪ ،‬يمثلون جهتي القضاء بالتساوي‪ 30 ،‬منهم مستشاري دولة في مهمة عادية‪ ،‬يتم‬
‫انتخابهم من طرف مستشاري مجلس الدولة الذين يمارسون مهامهم على مستوى المجلس‪ ،‬وثالث مستشارين آخرين من‬
‫محكمة النقض يتم اختيارهم من قبل زمالئهم في المحكمة‪ ،‬على أن يقوم أعضاء محكمة التنازع السبعة باختيار عضوين‬
‫احتياطيين يتم انتخابهما من بين مستشاري مجلس الدولة ومحكمة النقض ‪ ،‬على أن يقوم األعضاء الثمانية بانتخاب نائب‬
‫رئيس المحكمة من بينهم باالقتراع السري الذي يتولى رئاسة محكمة التنازع فعليا مكان وزير العدل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‬

‫محافظ الدولة‬

‫يمثل محافظ الدولة النيابة العامة على مستوى محكمة التنازع(‪ ،)1‬وقد ذكرت المادة ‪ 38‬من القانون‬

‫العضوي ‪ 30-89‬السالف الذكر عناصر النظام القانوني لمحافظ الدولة بنصها‪" :‬إضافة إلى تشكيلة‬

‫محكمة التنازع المبينة في المادة ‪ 5‬أعاله‪.‬‬

‫يعين القاضي بصفته محافظ دولة ولمدة ثالث (‪ )0‬سنوات من قبل رئيس الجمهورية‪ ،‬باقتراح‬

‫من وزير العدل وبعد األخذ بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء لتقديم طلباته ومالحظاته الشفوية‪.‬‬

‫يعين حسب نفس الشروط المذكورة في الفقرة األولى أعاله ولنفس المدة محافظ دولة مساعد‪.‬‬

‫يقدم محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد طلباتهما ومالحظاتهما الشفوية"‪.‬‬

‫يتميز النظام القانوني لمحافظ الدولة عن قضاة محكمة التنازع‪ ،‬في نقطة لها أهمية بالنسبة لفكرة‬

‫التناوب والتمثيل المزدوج الذي يطبع المحكمة ورئاسة المحكمة‪ ،‬فإذا كانت عهدة رئيس محكمة التنازع‬

‫حددت بثالث سنوات يعني نفس مدة محافظ الدولة‪ ،‬واذا كانت كيفية تعيينه تشابه كيفية تعيين القضاة فإن‬

‫مسألة مصدره(‪ )2‬غير مذكورة في المادة ‪ 38‬من القانون العضوي ‪.30-89‬‬

‫وقد اشترطت المادة ‪ 38‬السالفة الذكر أن يكون محافظ الدولة ومساعده قاضيين وأن يتم تعيينهما‬

‫بذات الطريقة التي يتم بها تعيين القضاة في محكمة التنازع ورئيسها ومن نفس جهة التعيين وهي السلطة‬

‫التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية‪ ،‬وذلك لمدة ‪ 0‬سنوات‪ ،‬وبذلك تكون هذه المادة قد تجاوزت النقص‬

‫(‪)3‬‬
‫الموجود في المادة ‪ 39‬من نفس القانون المتعلقة بقضاة محكمة التنازع التي لم تذكر عهدتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬


‫‪ -2‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -3‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أن هذه المادة كسابقتها لم تشر إلى مصدر محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد‪ ،‬فلم تذكر ما‬

‫إذا كان هذين األخيرين مصدرهم من قضاة المحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬أو من قضاة الجهاز‬

‫القضائي ككل‪ ،‬أو من بين قضاة القضاء اإلداري أو العادي‪ ،‬فهذا الفراغ القانوني ال يصح وال يخدم‬

‫فكرتي التناوب وازدواجية الهياكل القضائية(‪ ،)1‬رغم أن هذا النقص قد ال يكون ذا أهمية في النظام‬

‫القضائي الجزائري ‪ ،‬حيث يخضع جميع قضاته دون تمييز لنفس القانون‪ ،‬لكن حبذا لو يقوم المشرع بذكر‬

‫مصدر محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد(‪ ،)2‬ويتفطن لذلك كما أن هذه المادة لم تذكر إمكانية التجديد‬

‫في المنصب لعهدة ثانية‪ ،‬بعد انتهاء العهدة األولى (‪.)3‬‬

‫وتتمثل مهام محافظ الدولة المساعد استنادا إلى المادة ‪ 0/38‬من القانون العضوي ‪ 30-89‬في‬

‫تقديم طلباتهما ومالحظتهما الشفوية‪.‬‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري) ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬وقد تجاوزت فرنسا هذا النقص‪ ،‬بتعيين مفوضي الحكومة بالتساوي من بين جهتي القضاء‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‬

‫كتابة ضبط محكمة التنازع‬

‫"يتولى كتابة ضبط محكمة التنازع كاتب ضبط رئيسي يعين من قبل وزير العدل"‪ ،‬هذا ما نصت‬

‫عليه المادة ‪ 23‬من القانون العضوي رقم ‪ ،30-89‬هذه المادة حددت أن محكمة التنازع تتكون من كاتب‬

‫(‪)1‬‬
‫ضبط رئيسي يختار من بين القضاة كما هو معمول به في مجلس الدولة‪.‬‬

‫وقد نصت هذه المادة على الكيفية أو الطريقة التي يتم بها اختيار كاتب الضبط الرئيسي‪ ،‬وهذا ما‬

‫يدل ض منيا على وجود كتابة ضبط بأكملها‪ ،‬ألنه من غير المعقول أن تتكون كتابة ضبط هيئة قضائية‬

‫بحسب حجم وأهمية محكمة التنازع من كاتب ضبط واحد‪ ،‬وهو ما يستخلص من مصطلحات المادة ‪،‬‬

‫ذلك من خالل عبارة "كاتب ضبط رئيسي"‪ ،‬فمعنى مصطلح رئيسي أن هناك كتاب ضبط آخرين غير‬

‫رئيسيين ولو أراد المشرع غير ذلك لقال "يعين كاتب ضبط المحكمة"‪ ،‬فعهدت مهمة تعيينه إلى وزير‬

‫العدل‪ ،‬وبالتالي الجهة المكلفة بالتعيين ليست نفسها المختصة بتعيين باقي أعضاء المحكمة‪ ،‬مما يجعل‬

‫كتابة ضبط محكمة التنازع تعمل تحت وصاية وزير العدل (‪.)2‬‬

‫ونتيجة للنقائص المسجلة حول نص المادة ‪ 23‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬فإننا نوافق رأي‬

‫"شنيخر هاجر" القاضي بإعادة النظر في نص هذه المادة ‪ ،‬فحبذا لو خصص المشرع لكتابة ضبط‬

‫محكمة التنازع أكثر من مادة‪ ،‬أو على األقل مادة واحدة تحتوي على عدة فقرات‪ ،‬لتبين تشكيلتها باعتبارها‬

‫مستقلة عن محكمة التنازع وتعمل تحت وصاية وزير العدل‪ ،‬أضف إلى ذلك ضرورة النص على الكيفية‬

‫التي يختار بها أعضائها‪ ،‬والجهة التي يختارون منها وغيرها من األمور التي يجب توضيحها وازالة‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 29‬من القانون العضوي رقم ‪ 32-89‬المتعلق بمجلس الدولة‪" :‬لمجلس الدولة كتابة ضبط يتكفل بها‬
‫كاتب ضبط رئيسي يعين من بين القضاة‪."...‬‬
‫‪ -2‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫وتعزيز مكانتها كأعلى هيئة قضائية في النظام‬ ‫الغموض واإلبهام عنها لتحسين عمل محكمة التنازع‬

‫القضائي الجزائري‪.‬‬

‫إضافة إلى هذه التشكيلة التي تتكون منها محكمة التنازع تتمتع هذه األخيرة بهيئات أخرى وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬هيئة قضائية تجمع كل القضاة و محافظ الدولة ومساعده وكاتب الضبط‪.‬‬

‫‪ ‬الموظفين والوسائل الضرورية لتسيير محكمة التنازع المذكورة من القانون العضوي ‪،30-89‬‬

‫ووسائل ووظائف بضعها وزير العدل تحت تصرف رئيس محكمة التنازع دون توضيح آخر حيث‬

‫الموظفين‬ ‫تنص المادة ‪ 22‬على‪" :‬يضع وزير العدل تحت تصرف رئيس محكمة التنازع‬

‫والوسائل الضرورية لتسييرها"‪.‬‬

‫فهذا اإلبهام هو الذي يجعل السؤال مطروحا حول هذه الوسائل الضرورية التي تعمل بها محكمة‬

‫التنازع ففيما تتمثل ؟ وهل هذه المحكمة تتمتع بمصالح تقنية وادارية؟ وما هو دور هؤالء الموظفين؟ وفي‬

‫(‪)2‬‬
‫غياب النظام الداخلي لمحكمة التنازع تبقى هذه األسئلة دائما مطروحة‪.‬‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.279‬‬


‫‪ -2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات‬
‫المتبعة أمامها‬
‫إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫توصف محكمة التنازع بأنها الحارس القانوني و القضائي لقواعد اإلختصاص النوعي‪،‬و نظ ار‬

‫للدور الهام الذي تلعبه بالفصل في تنازع اإلختصاص بين جهتي القضاء العادي و القضاء اإلداري‪،‬‬

‫لكون أن ق ارراتها تتسم بالصبغة النهائية واإللزامية‪.‬‬

‫فرغم إعتماد المشرع الجزائري على المعيار العضوي لتحديد إختصاص القضاء اإلداري‬

‫المنصوص عليه في المادة ‪ 088‬من ق إ م إ ‪ ،‬غير أنه لم يسلم من وجود نزاعات في‬

‫اإلختصاص وفقا ألشكال مختلفة‪ ،‬و لحل هذه المسألة يجب إتباع إجراءات معينة أمام‬

‫محكمة التنازع سواء تعلق األمر برفع الدعوى أو الفصل فيها‪.‬‬

‫لهذا سنتناول في هذا الفصل الختصاصات محكمة التنازع(مبحث أول)‪ ،‬واإلجراءات المتبعة‬

‫أمامها(مبحث ثاني)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‬

‫إختصاصات محكمة التنازع‬

‫إن محكمة التنازع باعتبارها الهيئة القضائية التي تتوسط هرمي القضاء العادي و القضاء‬

‫اإلداري‪ ،‬فهي تتمتع بسلطة حل اإلشكاالت التي قد تطرح بشأن تطبيق اإلزدواجية القضائية‪ ،‬و المتمثلة‬

‫أساسا في التنازع اإليجابي و السلبي لإلختصاص‪ ،‬و قد يتوصل األمر بين الجهتين إلى درجة إصدار‬

‫أحكام نهائية متناقضة‪ ،‬وهي الحالة التي يمكن لمحكمة التنازع تجاوز مهمتها في النظر في االختصاص‪،‬‬

‫وذلك بالتطرق إلى موضوع الدعوى‪.‬‬

‫وبناءا عليه سوف نتطرق في هذا المبحث إلى اختصاص محكمة التنازع في حل إشكاليات تنازع‬

‫االختصاص (مطلب أول)‪ ،‬و كذا اختصاصها في حل إشكاالت تناقض األحكام (مطلب ثاني)‬

‫المطلب األول‬

‫حل إشكاليات تنازع االختصاص‬

‫إن تبني اإلزدواجية القضائية و ما ينتج عنها من إشكاالت تنازع االختصاص‪،‬التي يعتبرها البعض‬

‫أهم عيوبها(‪ ،)1‬فنجد تنازع االختصاص االيجابي(فرع أول) الذي يتحقق عند تمسك كل من جهات‬

‫القضاء العادي و اإلداري باختصاصها بالنظر في دعوى معينة‪ ،‬و بالمقابل نجد تنازع االختصاص‬

‫السلبي (فرع ثاني) الذي يكون على العكس من الفرض السابق‪ ،‬لكون النزاع المعروض عليها يدخل‬

‫ضمن اختصاصات الجهة األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Martine Lombard et Gilles Dumont, Droit administratif, tome5, Dalloz, paris , 2003, p327.‬‬

‫‪40‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‬

‫تنازع اإلختصاص اإليجابي‬

‫يعتبر تنازع االختصاص االيجابي الصورة األولى من صور تنازع االختصاص التي تتولي محكمة‬

‫التنازع مهمة النظر و الفصل فيه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف تنازع اإلختصاص اإليجابي‬

‫تنص المادة ‪ 61‬من القانون العضوي‪ 30-89‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها‬

‫وعملها على‪":‬يكون تنازعا في االختصاص عندما تقضي جهتان قضائيتان إحداهما خاضعة للنظام‬

‫القضائي العادي و األخرى خاضعة للنظام القضائي اإلداري‪ ،‬باختصاصهما أو بعدم اختصاصهما للفصل‬

‫في نفس النزاع‪.‬‬

‫يقصد بنفس النزاع عندما يتقاضى األطراف بنفس الصفة أمام جهة إدارية و أخرى قضائية‪،‬‬

‫ويكون الطلب مبنيا على نفس السبب و نفس الموضوع المطروح أمام القاضي‪".‬‬

‫فالتنازع اإليجابي يتحقق عندما تتمسك جهتين قضائيتين إحداهما خاضعة للنظام القضائي العادي‬

‫واألخرى خاضعة للنظام القضائي اإلداري باختصاصها بالنظر في نفس الدعوى(‪ ،)1‬وبالتالي ال تتخلى‬

‫أيهما عنه ‪ ،‬مما يبرر اللجوء إلى هذه الهيئة القضائية لتعيين الجهة المختصة بالنظر في الخصومة‬

‫والفصل فيها‪ ،‬فمثال ذلك عندما تقدر جهة القضاء اإلداري اختصاصها بالنظر في منازعات هيئة معينة‬

‫بتقدير أنها مؤسسة عامة وبالتالي فهي من أشخاص القانون العام ‪ ،‬وفي نفس الوقت تتمسك جهة القضاء‬

‫‪ -1‬بولعراوي الصادق‪ ،‬النظام القضائي الجزائري في المواد اإلدارية بين الوحدة و االزدواجية(الهيئات واالختصاصات)‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،‬د س م‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪41‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العادي بالنظر في هذه المنازعة بتقدير أنها من شركات القطاع العام(خاص) و بالتالي هي من بين‬

‫أشخاص القانون الخاص(‪.)1‬‬

‫بينما نجد مفهوم التنازع اإليجابي في فرنسا مختلف عما هو معمول به في الدول التي تبنت‬

‫اإلزدواجية القضائية ‪ ،‬فاإلختالف ال ينحصر في المفهوم فقط بل يتعداه ليشمل الشروط و اإلجراءات و‬

‫حتى الغاية المراد تحقيقها‪ ،‬فهذه الصورة لها معنى خاص‪ ،‬فال يقصد بها كما قد يتبادر إلى الذهن أن كال‬

‫من جهتي القضاء العادي و اإلداري تعلن اختصاصها بالنظر في قضية معينة و إنما المراد به هو حماية‬

‫اإلدارة وحدها من الخضوع للقضاء العادي‪ ،‬ويعود تخوفها من الخضوع لهذا القضاء ألسباب تاريخية( ‪.)2‬‬

‫فالتنازع اإليجابي يعتبر إذن وسيلة لحماية اإلدارة العامة من الخضوع للقضاء والقانون العادي في‬

‫المنازعات التي ترى اإلدارة أنها تتصف بالصفة اإلدارية‪ ،‬و إن الدفع بعدم اختصاص القضاء العادي في‬

‫حالة التنازع اإليجابي بمثابة إمتياز مقرر لجهة اإلدارة ‪ ،‬فهذه األخيرة وحدها من يملك حق مباشرة هذا‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدفع‪ ،‬أمام محكمة التنازع‬

‫يتقرر هذا النوع من التنازع عندما تدفع اإلدارة ممثلة في المحافظ بأن جهة قضائية عادية بصدد‬

‫الفصل في نزاع ال يدخل ضمن إختصاصها‪ ،‬إما لكونه يدخل كليا أو جزئيا ضمن إختصاصات القضاء‬

‫اإلداري ‪ ،‬أو ألن الدعوى تتعلق بعمل إداري ال يمكن رقابته قضائيا كأن يتعلق بعمل حكومي(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.32-30‬‬


‫‪ -2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3333 ،‬ص‪.343‬‬
‫‪ -3‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬القضاء اإلداري( دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ 6889،‬ص‪.28‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Martin Lombard et Gilles Dumont, op cit, p 228.‬‬

‫‪42‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فإجراءات التنازع اإليجابي في فرنسا قررت لحماية السلطة التنفيذية من إحتمال وقوع تجاوزات من‬

‫السلطة القضائية‪ ،‬و ظهر منذ أن تركت اإلدارة القاضية مكانا لقضاء إداري مستقل(‪.)1‬‬

‫فهناك من يعتبر أن مفهوم المشرع الفرنسي للتنازع اإليجابي هو مفهوم خاص بفرنسا و فقط ‪،‬‬

‫فالهدف منه هو حماية اإلدارة من خضوع المنازعات التي تكون طرفا فيها إلى جهة القضاء العادي ‪،‬‬

‫فهذه الصورة مفهومها في فرنسا خاطئ‪ ،‬ألنه يحوز على القضاء العادي و يعمل فقط في إتجاه‬

‫القضاء اإلداري وحده ‪ ،‬و األسباب التاريخية للثورة الفرنسية و المتمثلة في موقف العداء من محاكم‬

‫القضاء العادي ‪ ،‬و انتهت هذه األسباب منذ أمد طويل و لم يعد لها أي وجود‪ ،‬و بالتالي اإلبقاء على‬

‫هذا المفهوم الخاطئ غير مبرر(‪.)2‬‬

‫وماذا عن تعريف المشرع الجزائري للتنازع اإليجابي؟‬

‫بالعودة إلى نص المادة ‪ 61‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬نجد أنها عرفت التنازع االيجابي بأنه‬

‫يتحقق عندما تقضي جهتان قضائيتان باختصاصهما في نفس النزاع (‪.)3‬‬

‫فالتنازع االيجابي في الجزائر يحدث عندما تقضي جهتان قضائيتان إحداهما عادية واألخرى إدارية‬

‫باختصاصها في نزاع رفع أمامها من خالل اتخاذ قرار قضائي في نفس النزاع‪ ،‬كأن تقضي جهة القضاء‬

‫اإلداري مثال بأن عقد ما هو إداري وفي نفس الوقت تعترف جهة القضاء العادي بالطابع المدني لنفس‬

‫العقد(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.019‬‬


‫‪ -2‬نفس التعريف الموجود في مصر‪.‬‬
‫‪ -3‬بوعلي سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -4‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪43‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه إن المشرع الجزائري قد جمع في المادة ‪ 61‬من القانون العضوي‪30-89‬‬

‫بين التنازع االيجابي و التنازع السلبي و أعطاهما تعريفا مقتضبا و غير كافي‪ ،‬لذا كان من الواجب عليه‬

‫إن يكون أكثر دقة ووضوحا في تحديد المفاهيم ‪ ،‬وذلك بتخصيص مادة مستقلة لكل حالة من حاالت‬

‫النزاع يحدد فيها مفهوما وشروطها(‪.)1‬‬

‫فالتنازع االيجابي ناتج عن تكييف خاطئ من إحدى جهتي القضاء بعد إقرار كل واحدة‬

‫باختصاصها بالنظر في النزاع المعروض عليها‪ ،‬لسبب تراه كافيا و وجيها ليعقد لها االختصاص دون‬

‫غيرها‪ ،‬و هو ما يبرر اللجوء لمحكمة التنازع لحل مثل هذه اإلشكاليات (‪.)2‬‬

‫يرى األستاذ خلوفي رشيد في هذا الصدد ‪ ،‬أن المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 61‬من القانون‬

‫العضوي ‪ 30-89‬السالف الذكر ‪ ،‬قد اخطأ في وضع تعريف للتنازع االيجابي ‪ ،‬لكونه ال يتماشى و‬

‫مفهوم االزدواجية القضائية و هدفها المتمثل في منع القضاء العادي من الفصل في المنازعات التي تكون‬

‫اإلدارة طرفا فيها ‪ ،‬واسنادها إلى قضاء إداري مستقل(‪ ،)3‬فعندما ترى السلطة اإلدارية بان القضاء العادي‬

‫بصدد النظر في قضية تدخل في نطاق اختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬فيتم تحريك التنازع االيجابي ‪ ،‬من‬

‫خالل إتباع إجراءات خاصة (‪ ،)4‬وهو المفهوم المتبع في فرنسا ‪ ،‬أما في الجزائر نجد أن المشرع قد وحد‬

‫إجراءات رفع النزاع أمام محكمة التنازع في كل صور التنازع ( السلبي‪ ،‬االيجابي‪ ،‬وحتى تناقض األحكام)‬

‫ترفع الدعوى بموجب عريضة مكتوبة ‪ ،‬تودع وتسجل بكتابة ضبط محكمة التنازع‪.‬‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.393-378‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.396‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد ‪" ،‬محكمة التنازع"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Serge Petit , Le tribunal des conflits ,Imprimerie de presse universitaire , France,1994 ,p‬‬
‫‪61.‬‬

‫‪44‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تنازع اإلختصاص اإليجابي‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪61‬من القانون العضوي ‪ ، 30-89‬فانه نكون بصدد تنازع ايجابي متى توفرت‬

‫الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون هناك تصريح مزدوج لإلختصاص في موضوع واحد‪ :‬أي أن كل من جهتي القضاء العادي و‬

‫القضاء اإلداري تقضي باختصاصها في الفصل في مشكل واحد(‪.)1‬‬

‫‪ -‬صدور ق اررات قضائية من جهة القضاء العادي و أخرى من جهة القضاء اإلداري‪ :‬فمحكمة التنازع ال‬

‫تتولى الفصل في مشكلة االختصاص إال بعد صدور هذه الق اررات القضائية من الجهتين القضائيتين‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون محل الق اررين القضائيين متعلق بنفس األطراف‪ ،‬نفس السبب‪ ،‬نفس الطلب‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون القرار األخير الصادر إما عن القضاء العادي أو اإلداري نهائيا ‪ ،‬أي غير قابل للطعن بأية‬

‫طريقة كانت‪ ،‬إما ألنه قد طعن فيه ‪ ،‬و إما لفوات ميعاد الطعن(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫بين(م ل) و‬ ‫من بين االجتهادات القضائية الواردة في هذا اإلطار نجد ملف القضية رقم ‪17‬‬

‫السيد والي والية وهران إثر التنازع اإليجابي في اإلختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة حول‬

‫التنازع عن أمالك الدولة ‪ ،‬أين تم الفصل فيه بموجب ق اررين أحدهما صادر عن المحكمة العليا‬

‫بتاريخ‪ 3332 /36 /36‬الذي نقض القرار الصادر عن المجلس القضائي لوهران‪ ،‬و اآلخر صادر عن‬

‫مجلس الدولة بتاريخ ‪ 3331 /32 /63‬الذي أيد القرار الصادر عن مجلس قضاء وهران‪ ،‬الذي أبطل‬

‫قرار لجنة التنازع عن أمالك الدولة‪ ،‬و بالتالي إبطال العقد اإلداري المشهر و طرد المدعى عليه‪ ،‬و لهذا‬

‫‪ -6‬كمون حسين ‪ ،‬محاضرات في المنازعات اإلدارية موجهة لطلبة السنة الثالثة (ل م د )‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬‬
‫البويرة‪ ، 3360 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -2‬عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3360 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -0‬ملف رقم ‪ ،17‬قرار بتاريخ ‪ ،3339 /32 /69‬المنشور بمجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬محكمة التنازع ‪ ،‬لسنة‬
‫‪ ،3338‬ص ص ‪ ،307-337‬أنظر الملحق ص‪.6‬‬

‫‪45‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قررت محكمة التنازع قبول وجود التنازع االيجابي في االختصاص واسناد الفصل في النزاع إلى القضاء‬

‫اإلداري‪ ،‬و بالتالي بطالن قرار المحكمة العليا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تنازع اإلختصاص السلبي‬

‫يعتبر التنازع السلبي الصورة الثانية من صور تنازع اإلختصاص ‪ ،‬التي يعود الفصل فيه إلى‬

‫محكمة التنازع ‪ ،‬فهو على خالف التنازع اإليجابي‪ ،‬فكافة الدول التي تبنت اإلزدواجية القضائية حضيت‬

‫باإلجماع على مفهوم التنازع السلبي‪ ،‬وذلك ال يمنع من وجود بعض اإلختالفات بينهما خاصة في‬

‫الشروط ‪ ،‬يعود ذلك إلى اإلختالف في قانون الدولة ومرونته‪.‬‬

‫وعليه سوف نتطرق إلى تعريف التنازع السلبي(أوال)‪ ،‬ثم إلى الشروط الواجب توفرها لقيامه(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف تنازع اإلختصاص السلبي‬

‫يكون تنازعا سلبيا حينما تمتنع جهة القضاء العادي وجهة القضاء اإلداري بالنظر في الدعوى(‪،)1‬‬

‫فتعتبر هذه الصورة من التنازع وضعية قانونية مخالفة للوضعية االولى (التنازع االيجابي)(‪ ،)2‬فيتحقق‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬يقضيان بعدم‬ ‫التنازع السلبي عندما تقوم جهتي القضاء(اإلداري و العادي) باصدار حكمين‬

‫اختصاصهما في ذات النزاع(‪ ،)4‬واعتقاد كل جهة بأنها غير مختصة بالنظر في الدعوى‪ ،‬و تصدر حينها‬

‫‪ -1‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ -3‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء االداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة)‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،3339 ،‬‬
‫ص‪.333‬‬
‫‪ -3‬بسيوني عبد الغني عبد اهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 6881،‬ص‪.433‬‬
‫‪ -4‬نفس التعريف الموجود في مصر‪ ،‬راجع في هذا الشأن محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪46‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حكما بعدم إختصاصها‪ ،‬ألنها ترى أن موضوع الدعوى يندرج ضمن إختصاص القضاء اآلخر(‪ ،)1‬كأن‬

‫يرفع شخص دعوى أمام القضاء اإلداري فيقضي بعدم إختصاصه‪ ،‬فيتوجه إلى القضاء العادي ليرفع ذات‬

‫النزاع فيحكم كذلك بعدم إختصاصه‪ ،‬وهو ما ينتج الوقوع في حالة إنكار العدالة‪ ،‬فكيف نتصور أن هناك‬

‫منازعة دون قضاء يفصل فيها‪ ،‬فهذا األمر يتنافى و مقتضيات العدالة و القانون الطبيعي وحقوق‬

‫اإلنسان‪ ،‬إذ تقضي العدالة أن لكل مشكلة أو نزاع جهة تنظر فيه‪ ،‬أما أن نكون أمام دعوى و تنفي كل‬

‫جهة قضائية إختصاصها فيعني ذلك أننا في وضع غير مقبول وجب تصحيحه(‪ ،)2‬وهو ما تقوم به‬

‫محكمة تنازع اإلختصاص‪ ،‬من خالل إصدار حكم ببطالن أحد الحكمين بعدم اإلختصاص‪ ،‬و أن إحدى‬

‫الجهتين التي قامت بإصدار الحكم الذي قضى بإلغائه قد أخطأت في تقرير عدم إختصاصها‪ ،‬األمر الذي‬

‫يوجب عليها النظر في الدعوى‪ ،‬و يعتبر حكم هذه الهيئة في هذا التنازع حكما نهائيا و غير قابل‬

‫للطعن(‪.)3‬‬

‫إن أساس التنازع السلبي يتجلى في حماية مصالح األفراد الذين يبحثون عن القضاء المختص‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬أي هذا النوع من التنازع يستهدف إلى حماية األفراد المتقاضين من أن‬ ‫للنظر في دعواهم فال يجدوه‬

‫(‪)6‬‬
‫يكونوا ضحية إنكار العدالة(‪ ،)5‬كما أن القاضي الذي أنكر العدالة سوف يتعرض وفقا لقانون العقوبات‬

‫‪ -1‬اعاد علي حمود القيسي‪ ،‬القضاء االداري و قضاء المظالم‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪ ،6888 ،‬ص‪.609‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.330-333‬‬
‫‪ -3‬اعاد علي حمود القيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.608-609‬‬
‫‪ -4‬فهد عبد الكريم أبو العثم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية و التطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪، 3332 ،‬‬
‫ص‪.693‬‬
‫‪ -2‬القاضي إن هو أنكر العدالة جعله المشرع موضع مسؤولية مدنية‪ ،‬انظر المادة‪ 364‬من قانون إ م الجزائري لسنة‬
‫‪.6811‬‬
‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 601‬من قانون ‪ ،36-38‬مؤرخ في‪ 3‬فيفري‪ ،3338‬يتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم لألمر‪-611‬‬
‫‪ 621‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬ج ر عدد ‪ ،42‬لسنة ‪.6811‬‬

‫‪47‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلى الحرمان من ممارسة الوظائف العمومية من ‪ 32‬سنوات الى ‪ 33‬سنة ‪ ،‬و بغرامة تقدر ب‪723‬‬

‫إلى‪ 0333‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تنازع اإلختصاص السلبي‬


‫(‪)1‬‬
‫يجب توفر الشروط التالية‪:‬‬ ‫لقيام حالة التنازع السلبي لإلختصاص‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ :‬معنى ذلك أن ترفض كل من جهتي القضاء‬ ‫‪ -‬أن يكون هناك تصريح مزدوج بعدم االختصاص‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫العادي و اإلداري الفصل في الدعوى المعروضة عليها‪ ،‬بحكم تقرر فيه عدم اختصاصها‬

‫‪ -‬أن نكون امام حكمين يقضي كالهما بعدم االختصاص على أساس أن موضوع النزاع هو من‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اختصاص الجهة القضائية األخرى‬

‫‪ -‬كما تشترط الوحدة في النزاع من حيث الموضوع‪،‬السبب(‪ ،)5‬و االطراف(‪ ،)6‬امام كل جهة من جهتي‬

‫القضاء‪ ،‬بمعنى أن يكون الحكمين صادرين بين الخصوم أنفسهم ‪ ،‬في ذات الموضوع ‪ ،‬و نفس‬

‫السبب(‪.)7‬‬

‫‪ -6‬في لبنان يسمى خالفات الصالحية السلبية‪ ،‬مع العلم ان ال وجود للتنازع االيجابي في لبنان‪.‬انظر‪ :‬ماجد راغب‬
‫الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.693‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Olivier Gohin, Contentieux administratif ,7émeEd, lexis nexis, 2012, p73.‬‬
‫‪ -3‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.393‬‬
‫‪ -4‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.468‬‬
‫‪ -2‬قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ‪ ،3332/37/67‬ملف رقم ‪ ،39‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،9‬سنة ‪،3331‬‬
‫ص‪.321‬‬
‫‪ -1‬وفقا للنظام القانوني في مصر‪ ،‬وحدة األطراف ليس بشرط الزم في حاالت التنازع‪ ،‬فيكفي وحدة موضوع الدعوى و إن‬
‫لم يتحد الخصوم في الدعويين‪ ،‬انظر‪ :‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344‬‬
‫‪-7‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬قانون القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،3331 ،‬ص‪.068‬‬

‫‪48‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن يكون حكمي عدم االختصاص نهائيين(‪ ،)1‬حائزين على قوة الشيء المقضي فيه‪ :‬أي أنهما غير‬

‫قابلين ألي طعن أمام أي جهة من جهات القضاء (‪ ،)2‬وهو ما يميز الجزائر عن غيرها ‪ ،‬ففي فرنسا‬

‫يشترط لرفع تنازع االختصاص السلبي أن يكون القرار القضائي األول القاضي بعدم االختصاص ال يزال‬

‫قابال للطعن فيه عندما يشرع القاضي الثاني بالفصل في هذه المسالة ‪ ،‬بحيث نتساءل في هذا اإلطار من‬

‫الشرطين أكثر فعالية ؟ هل الشرط الذي أتى به المشرع الجزائري أو ذلك الذي جاء به المشرع الفرنسي؟‬

‫في هذا الشأن يرى األستاذ "خلوفي رشيد" أن الشرط المتواجد في نص المادة ‪ 67‬من القانون العضوي‬

‫‪,30-89‬المتمثل في عدم إمكانية رفع تنازع االختصاص السلبي إال بعد نفاذ كل الطعون‪ ،‬انه غير ناجح‬

‫لعدة أسباب أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬فرضا أن متقاضي معين أراد أن يرفع دعواه أمام محكمة التنازع‪ ،‬فيجب عليه أن ينتظر وصول‬

‫القضية المسجلة أمام المحاكم إلى الدرجة القضائية األعلى(مجلس الدولة) أو(المحكمة العليا)‪ ،‬وكذا‬

‫انتظاره إلنقضاء مواعيد الطعون‪ ،‬بالرغم من ان المسألة ال تمس بصلب الموضوع و إنما بتحديد الجهة‬

‫القضائية المختصة فقط‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن الفرض المتعلق بالمتقاضي الذي لم يطعن في الحكم الصادر عن الدرجة القضائية‬

‫األولى(المحاكم‪ ،‬المحاكم اإلدارية)‪ ،‬هل يحق له رفع دعواه أمام محكمة التنازع‪ ،‬لكون أن ق ارره أصبح غير‬

‫قابل ألي طعن؟‬

‫إن الجواب بالطبع ال يكون إال بال ألن المادة ‪ 623‬من دستور ‪ ،6881‬ال تسمح بإخطار محكمة التنازع‬

‫إال في حالة الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة و المحكمة العليا‪ ،‬و لذلك ال يمكن للمتقاضي في الفرض‬

‫‪ -6‬قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ ‪ ،3337/66/60‬ملف رقم ‪ ،03‬المنشور بمجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة‬
‫‪ ،3338‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -2‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.399‬‬

‫‪49‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثاني رفع دعواه أمام محكمة التنازع‪ ،‬عكس ما نجده في القانون الفرنسي أين يمكن للمتقاضي أن يتوجه‬

‫إلى محكمة التنازع بعدما تقضي محكمة عادية أو إدارية بعدم اختصاصها ولم يكن حكمها نهائي‪.‬‬

‫كما نجد أن المشرع الجزائري في القانون العضوي ‪ 30-89‬قد أغفل شرط موجود عند نظيره الفرنسي و‬

‫(‪)1‬‬
‫المتمثل في حالة التصريح بعدم االختصاص خطأ من طرف أحد القاضيين‪ ،‬ألن عدم اختصاصهما‬

‫(‪)2‬‬
‫التي يستطيع فيها كل من‬ ‫الفعلي ال يعتبر تنازع اختصاص سلبي‪ ،‬مثال في حالة "أعمال السيادة"‬

‫القاضي العادي و اإلداري أن ال يفصل فيها‪.‬‬

‫و من بين الق اررات الصادرة من محكمة التنازع في هذا اإلطار القرار الصادر‬

‫بتاريخ‪ 3339/30/61‬التي قضت فيه محكمة التنازع بوجود تنازع سلبي في االختصاص واسناد مهمة‬

‫الفصل في القضية إلى الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء قسنطينة‪ ،‬وابطال قرار الغرفة اإلدارية(‪.)3‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫حل إشكاليات تناقض األحكام‬

‫يعتبر االختصاص الثاني لمحكمة التنازع إلى جانب اختصاصها بالفصل في إشكاليات تنازع‬

‫االختصاص(السلبي و اإليجابي)‪ ،‬إال أن هذين االختصاصين يختلفان كون أن تناقض األحكام يتعلق‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪399‬و‪.398‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Gustave peiser, Op cit ,p94.‬‬
‫‪ -0‬أنظر قرار محكمة التنازع الصادر بتاريخ‪ ، 3339/30/ 61‬المنشور بمجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة ‪،3338‬‬
‫ص ص‪ ،10-28‬أنظر الملحق ص‪.7‬‬

‫‪50‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالموضوع(‪ )1‬و ليس بالشكل كما هو الحال في تنازع االختصاص‪ ،‬وبالتالي الدور الذي تقوم به محكمة‬

‫التنازع مختلف عن ذلك الذي تقوم به في تنازع االختصاص‪.‬‬

‫وعليه ستناول في هذا المطلب تعريف حالة التنازع في صورة تناقض األحكام(فرع أول)‪ ،‬والشروط‬

‫الواجب توفرها لقيامه(فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف حالة التنازع في صورة تناقض األحكام‬

‫نقصد بهذه الحالة قيام كل من جهتي القضاء العادي و اإلداري بإصدار حكم نهائي في ذات‬

‫الموضوع بصورة يتعارض فيها مع الحكم األخر‪ ،‬يكون ذلك عند رفع دعويين مستقلين عن بعضهما‬

‫البعض في نفس الموضوع و الوقائع بينهما‪ ،‬األولى أمام المحاكم العادية و األخرى أمام المحاكم اإلدارية‬

‫‪ ،‬ثم تقضي كالهما في موضوع النزاع وتصدر منهما حكمان نهائيان يتعذر تنفيذهما بالنظر للتناقض‬

‫الواقع بينهما(‪ ،)2‬مما يؤدي إلى إنكار العدالة(‪.)3‬‬

‫ظهر هذا النوع من التنازع ألول مرة في فرنسا نتيجة عدة قضايا نذكر على سبيل المثال ال الحصر‬

‫قضية "السيدة بيتي"‪ ،‬و" لوكانو"‪" ،‬الفيقارات" وكذا قضية "روزي" التي تعد من أهم القضايا وأشهرها وكان‬

‫ذلك سنة ‪ ،6803‬و تتلخص وقائع هذه األخيرة في أن تصادما وقع بين سيارة حكومية و سيارة خاصة‪،‬‬

‫نتج عنه إصابة أحد ركاب السيارة الخاصة و هو السيد "روزيه"‪ ،‬بإصابات خطيرة فقام برفع دعوى إلى‬

‫القضاء العادي طالبا التعويض من سائق السيارة الخاصة‪ ،‬فقضى برفض الدعوى بحجة أن السائق‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean vincent et Autres, Institutions judicaires(organisation-juridictions gens de justice),8émeEd‬‬
‫‪,Dalloz, Paris, 2005, p364.‬‬
‫‪ -2‬فهد عبد الكريم أبو العثم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.696‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Martine Lombard,Gilles Dumont,Op cit, p230.‬‬

‫‪51‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المذكور لم يرتكب أي خطأ‪ ،‬فتقدم المدعي برفع دعواه أمام القضاء اإلداري يطالب فيها اإلدارة بالتعويض‬

‫عما أصابه من ضرر جراء خطأ سائق المركبة الحكومية‪ ،‬فقضى هو األخر برفض الدعوى إلنتفاء خطأ‬

‫هذا األخير‪ ،‬فوجد المضرور نفسه أمام حالة من حاالت إنكار العدالة نتيجة عدم إنصاف السيد "روزيه" و‬

‫إجبار الضرر الذي لحقه خاصة أن كل حكم من الحكمين كان يحمل المسؤولية بطريقة ظمنية للطرف‬

‫األخر(‪ ،)1‬فلحسن حسن حظ السيد"روزيه" أن محاميه كان نائبا في البرلمان الفرنسي الذي سعى إلى تقديم‬

‫مشروع قانون يتعلق بمعالجة هذا المشكل وكيفية حله‪ ،‬فتدخل المشرع الفرنسي بموجب القانون الصادر‬

‫في ‪ 33‬أفريل ‪ ،6803‬الذي عالج هذا اإلشكال بإضافة حالة أخرى من حاالت التنازع بعيدا عن حالتي‬

‫تنازع اإلختصاص( اإليجابي و السلبي)‪،‬فقررت محكمة التنازع بخصوص هذه القضية في قرارها الصادر‬

‫في ‪ 9‬ماي ‪ 6800‬أن الدولة وسائق السيارة الخاصة مسؤوالن مناصفة(‪ ،)2‬والمالحظ على هذا القرار أن‬

‫محكمة التنازع تصدت بنفسها لحل النزاع و ذلك بإصدار حكم يختلف عن السابقين و يناقضهما ولم‬

‫ترجح أي منهما‪ ،‬بحكم نهائي غير قابل للطعن فيه(‪ ،)3‬كما أقرت هذه الحالة في مصر بموجب قانون‬

‫المحكمة الدستورية العليا(‪.)4‬‬

‫في الجزائر عالج المشرع الجزائري حالة تناقض األحكام بموجب المادة ‪ 67‬الفقرة ‪ 3‬من القانون‬

‫العضوي ‪ 30-89‬بنصها‪ ":‬في حالة تناقض بين أحكام نهائية‪ ،‬و دون مراعاة األحكام المنصوص‬

‫عليها الفقرة أعاله‪ ،‬تفصل محكمة التنازع بعديا في االختصاص "‪.‬‬

‫‪ -1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Martine Lombard et Gille Dumont, op cit, p330.‬‬
‫‪ -3‬بسيوني عبد الغني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.434‬‬
‫‪ -4‬للتفصيل أكثر‪ ،‬أنظر سالم بن راشد العلوي‪ ،‬القضاء اإلداري(دراسة مقارنة)‪ ،‬ج‪ ،6‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،3338‬ص‪.331‬‬

‫‪52‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالعودة إلى نص المادة ‪ 67‬من القانون السالف الذكر نجد أن المشرع الجزائري قد أدرج‬

‫(‪)1‬‬
‫و جعلها في مغزل عن بقية اختصاصاتها‬ ‫االختصاص الثاني لمحكمة التنازع ضمن اإلجراءات‬

‫المدرجة ضمن المادة ‪.61‬من نفس القانون‪ ،‬الذي كان من المفروض أن يكون المشرع أكثر منهجية عند‬

‫وضعه لهذا القانون‪ ،‬إضافة إلى ذلك إغفال نص المادة ‪ 62‬لهذا االختصاص‪ ،‬الذي من المفروض ان‬

‫يعهد به إلى محكمة التنازع‪ ،‬فدور هذه األخيرة يكمن في استبعاد الحكمين معا والتطرق بنفسها للموضوع‬

‫من خالل إصدار حكم ثالث يكون هو الواجب النفاذ‪ ،‬فما جاء في نص المادة ‪ 67‬هو تدارك للنقص و‬

‫الخطأ الذي وقعت فيه المادة ‪ 62‬من نفس القانون(‪ ،)2‬فالمشرع الجزائري لم يعطي اختصاص المحكمة‬

‫حقه ‪ ،‬فلم يتطرق إلى المقصود بتناقض األحكام كأنه تم التطرق إلى مفهومه و شروط قيامه في موضع‬

‫أخر‪ ،‬و ان هذه الفقرة ماهي إال مجرد التفريق بين إجراءاته هو و تلك المتبعة بخصوص دعاوى تنازع‬

‫اإلختصاص ‪ ،‬في الحقيقة نجد أن تناقض األحكام لم يذكر إال في المادة ‪ 67‬الفقرة الثانية رغم أهمية‬

‫التفريق بينه وبين إشكاليات تنازع اإلختصاص‪ ،‬وما يبرر ذلك هو بداية الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪67‬التي نصت‬

‫‪":‬دون مراعاة لألحكام المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله‪ "...‬ونحن نعلم أن الفقرة األولى تتعلق‬

‫بإجراءات رفع الدعوى أمام محكمة التنازع ‪ ،‬رغم لم توضح أنواع النزاعات التي يمكن اللجوء فيها إلى‬

‫محكمة التنازع‪ ،‬واألرجح تتعلق بإشكاالت تنازع اإلختصاص لكونها جاءت بعد المادة ‪ 61‬مباشرة‪ ،‬كما أن‬

‫المشرع وقع مرة أخرى ضحية سوء إستعمال المصطلحات‪ ،‬و كذا إختصاره في المواد إلى درجة فقدانها‬

‫لمعناها ‪"،‬تفصل بعديا في اإلختصاص" هو مصطلح أكثر غرابة؟ فماذا قصد المشرع منه؟ فحسب‬

‫"األستاذ رشيد خلوفي" فهو تقليصا لمهام محكمة التنازع (‪ ،)3‬برأينا أن المشرع أراد من خالل إستعمال هذه‬

‫‪ -1‬لقد تم اإلشارة إلى هذه المالحظة في الفصل األول‪.‬‬


‫‪ -2‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.393‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪" ،‬محكمة التنازع"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪53‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العبارة هو الرغبة في التمييز بين الدور الذي تقوم به محكمة التنازع في تناقض األحكام و بين ذلك الذي‬

‫تقوم في تنازع اإلختصاص ‪،‬ألن في هذا األخير يكون قبل تطرق جهتي القضاء لموضوع الن ازع (سواء‬

‫إيجابي أو سلبي)‪ ،‬بينما يكون دورها في تناقض األحكام بعد فصل جهتي القضاء في موضوع النزاع‪ ،‬و‬

‫إصدار كل جهة لحكم يناقض ذلك الصادر من الجهة األخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫شروط حالة التنازع في صورة تناقض األحكام‬

‫يشترط لوجود حالة التنازع في صورة أحكام متناقضة مجموعة من الشروط نوردها كاألتي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يصدر حكمان نهائيان في موضوع الدعوى (‪ :)1‬أي أن يقوم كل من القضاء العادي و‬

‫اإلداري بإصدار حكمين نهائيين في موضوع نزاع واحد(‪ ،)2‬وأن يكون المدعي قد إستنفذ كل درجات‬

‫التقاضي(‪ ،)3‬أي أن يكون هذين الحكمين قد حسما النزاع (‪ ،)4‬وتجدر اإلشارة في هذا المجال أن المشرع‬

‫الجزائري قد وقع في خطأ عندما استعان بمصطلح" أحكام" بدال من " ق اررات" الذي يعتبر المصطلح‬

‫الصحيح‪ ،‬فمن باب المنطق أن يكون التناقض بين الق اررات النهائية و ليس بين األحكام النهائية‪ ،‬ففي هذه‬

‫األخيرة تكون طرق الطعن ال تزال متاحة أمام المتقاضي‪ ،‬كما أن المشرع لم يشر إلى مصدر الق اررين هل‬

‫يشترط فيها أن يصد ار من المحكمة العليا و مجلس الدولة؟ بمعنى أن يكونا قد استوفيا جل طرق الطعن؟‬

‫‪-6‬زايدي زكية‪ ،‬تركي حكيمة‪ ،‬تفوغالت كريمة‪ ،‬توزيع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الليسانس في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،3333 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -3‬في مصر يشترط أن يصدر حكمان أحدهما من جهة قضائية و الحكم األخر من جهة أخرى‪ ،‬أنظر‪ :‬بسيوني عبد‬
‫الغني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.432‬‬
‫‪ -0‬محمود سالمة جبر‪" ،‬المنازعة اإلدارية و حل إشكاليات تنازع اإلختصاص بين المجلسين اإلداري والمدني"‪ ،‬مجلة‬
‫قضايا الحكومة‪ ،‬عدد‪ ،4‬لسنة ‪ ،6893‬ص‪.87‬‬
‫‪ -4‬مصطفى أبو زير فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري مجلس الدولة و قضاء اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د س‬
‫ن‪ ،‬ص‪.079‬‬

‫‪54‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أم أنه يكفي لرفع النزاع أمام محكمة التنازع أن يكون الحكمين نهائيين لعدم الطعن فيهما‪ ،‬فحبذا لو أشار‬

‫المشرع إلى هذه النقطة(‪.)1‬‬

‫وقد قضت محكمة التنازع في هذا المجال في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،3333‬أين‬

‫رفضت دعوى الطاعنة‪ ،‬لكون أن الحكمين الصادرين عن المجلس القضائي قسنطينة الصادر بتاريخ ‪38‬‬

‫جوان ‪ 6889‬و الغرفة اإلدارية لدى نفس المجلس بتاريخ ‪ 32‬سبتمبر‪ 6888‬لم يصي ار نهائيين(‪.)2‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون الحكمين متناقضين‪ :‬أي أن يصل التناقض هذا إلى درجة إنكار العدالة الستحالة‬

‫تنفيذهما معا‪ ،‬و قد قبلت محكمة التنازع في قرارها رقم ‪ 66‬الصادر في ‪ 8‬أكتوبر ‪ 3333‬الفصل في‬

‫الدعوى المرفوعة إليها شكال‪ ،‬ألنها تتعلق بتناقض قرارين نهائيين رغم أن القرار القرار األول صادر عن‬

‫مجلس قضاء البليدة و الثاني عن مجلس الدولة (‪.)3‬‬

‫‪ -‬أن يكون التناقض في النزاع متعلق بالموضوع ال باالختصاص‪،‬ألن هذه األخيرة تحل بواسطة تنازع‬

‫اإلختصاص السلبي‪.‬‬

‫فمحكمة التنازع هي الحل األخير وليس األول ‪ ،‬إذ قبل اللجوء إليها يجب إصالح الوضع على‬

‫مستوى كل جهة وذلك من خالل الطعن في أحكام اإلختصاص‪ ،‬وذلك لتفادي تراكم القضايا وكذا بطئ‬

‫الفصل فيها ‪ ،‬الذي يؤدي دون شك إلى تعطيل العمل القضائي‪.‬‬

‫‪ -1‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪ -2‬قرار منشور بمجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،6‬لسنة ‪ ،3333‬ص‪ 629‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر الملحق ‪.67‬‬

‫‪55‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‬

‫اإلجراءات المتبعة أمام محكمة التنازع‬

‫تعتبر اإلجراءات القضائية مجموعة من اإلجراءات القضائية الواجبة االحترام أثناء ممارسة حق‬

‫الدعوى أمام السلطة القضائية والمتعلقة بتنظيم عملية التقاضي‪ ،‬فلرفع الدعوى أمام محكمة التنازع يجب‬

‫أن يكون المتقاضي على علم بأن عملية التقاضي(‪)1‬مقيدة بشروط البد من احترامها لقبول الدعوى أمام‬

‫محكمة التنازع (مطلب أول)‪ ،‬كما أن هناك إجراءات أخرى على هذه األخيرة مراعاتها للفصل في الدعوى‬

‫المعوضة عليها(مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫اإلجراءات المتعلقة برفع الدعوى أمام محكمة التنازع‬

‫لقد نص القانون العضوي ‪ 30-89‬على أن دعوى التنازع ترفع بطريقين‪ ،‬إما من قبل أصحاب‬

‫الشأن (فرع أول)‪ ،‬أو عن طريق القاضي باعتماد نظام اإلحالة (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫رفع الدعوى من قبل أصحاب الشأن‬

‫يعتبر تنازع اإلختصاص وتناقض األحكام من بين اإلشكاليات التي تعرض مصالح المتقاضين‬

‫للخطر‪ ،‬كما تؤدي بنظام القضاء المزدوج إلى االنهيار التي طالما كانت حال ستصبح عائقا أمام‬

‫المتقاضين للحصول على حقوقهم المكفولة دستوريا ‪ ،‬و لهذا تم إنشاء محكمة التنازع لتتكفل بمثل هذه‬

‫‪ -6‬طاهري حسين ‪ ،‬شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية ‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر‪،3332،‬‬
‫ص‪.21‬‬

‫‪56‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلشكاالت ووضع حل لها‪ ،‬وذلك من خالل رفع دعواهم أمامها لتقوم بتحديد الجهة المختصة عندما‬

‫يتعلق األمر بتنازع اإلختصاص سواء كان إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬أو بتحديد الحكم الواجب التنفيذ في حالة‬

‫تناقض األحكام الصادرة عن جهتين مختلفتين‪ ،‬عكس فرنسا المشرع الجزائري لم يفرق بين إجراءات رفع‬

‫دعوى تنازع اإلختصاص اإليجابي و السلبي‪ ،‬ألن األول في الجزائر ال يحمل المعنى الخاص الموجود‬

‫في فرنسا‪ ،‬و لهذا نجد شروط رفع الدعوى أمام محكمة التنازع موحدة سواء بالنسبة لنوعي اإلختصاص‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أو بالنسبة لحالة تناقض األحكام‬

‫ولكي يتمكن أصحاب الشأن من رفع دعواهم أمام محكمة التنازع البد من إتباع اإلجراءات العامة‬

‫(‪)2‬‬
‫الواجب إتباعها في كل الدعاوى المرفوعة أمام القضاء‪ ،‬و المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬العريضة‪:‬‬

‫هي عبارة عن طلب مقدم من صاحب الشأن إلى الجهة القضائية المختصة‪ ،‬لكي تقوم بحماية‬

‫مصالحه و حقوقه‪ ،‬فأصحاب الشأن في إطار التنازع اإليجابي و السلبي وحتى في تناقض األحكام‪ ،‬هم‬

‫(‪)3‬‬
‫فإن‬ ‫الذين يقومون برفع الدعوى أمام محكمة التنازع وذلك بواسطة محاميهم‪ ،‬أما بالنسبة لإلحالة‬

‫القاضي سواء ينتمي إلى القضاء العادي أو اإلداري هو الذي الذي يتوجه إلى محكمة التنازع و يعرض‬

‫األمر عليها‪.‬‬

‫فلكي تكون العريضة مقبولة البد من استيفائها لمجموعة من الشكليات المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون محررة باللغة العربية و هو ما نصت عليه المادة‪ 68‬الفقرة األولى من القانون العضوي‬

‫السالف الذكر‪ ،‬وأن تقيد مباشرة في السجل العام لقضايا الجهة القضائية بعد تسجيلها بكتابة ضبط‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.398‬‬


‫‪ -2‬محمد اإلبراهيمي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج‪ ،6‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،6888 ،‬ص‪30‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬سنفصل فيه الحقا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المحكمة‪ ،‬و يتم التسجيل حسب ترتيبها ما بين الدعاوى األخرى(‪ ،)1‬كما يجب تسجيل أسماء أطرافها و‬

‫إعطاءها رقما ‪ ،‬مع وجوب تحديد تاريخ الجلسة األولى‪ ،‬وبعد االنتهاء من هذه اإلجراءات يقوم كاتب‬

‫الضبط بفتح ملف خاص لوضع نسخ من العريضة فيه مرفقة بالوثائق المتعلقة بالقضية ثم يقوم بإحالته‬

‫إلى محكمة التنازع لتسجيلها في سجل يسمى "سجل الجلسات" قبل الفصل فيها من قبل قضاة محكمة‬

‫التنازع (‪ ،)2‬و القول بأن العريضة الموجهة إلى محكمة التنازع مكتوبة دليل على أن اإلجراءات المتبعة‬

‫أمامها كتابية و ليست شفوية‪ ،‬فكل ما يعرض على القاضي من أدلة و مستندات في ملف الدعوى يجب‬

‫أن يكون ثابتا بالكتابة(‪.)3‬‬

‫‪ -‬أن تكون العرائض و المذكرات موقعة من قبل محامي معتمد لدى المحكمة العليا أو مجلس الدولة(‪،)4‬‬

‫مثلها مثل باقي العرائض المرفوعة أمام هاتين الجهتين القضائيتين‪ ،‬وهو ما تضمنته المادة ‪ 33‬فقرة أولى‬

‫من القانون العضوي ‪ ،30-89‬كما أضافت الفقرة الثانية من نفس المادة أن التوقيع على العرائض و‬

‫المذكرات المقدمة من الدولة تكون من قبل الوزير المعني أو من موظف مؤهل قانونا لهذا الغرض‪،‬‬

‫فالدولة تكون معفاة من التمثيل بمحامي سواء في الدفاع أو اإلدعاء ولكن ألزمتها المادة ‪ 937‬من قانون إ‬

‫(‪)5‬‬
‫بوجوب التمثيل بواسطة ممثل قانوني‪ ،‬أما بالنسبة للبلديات و الواليات يكون تمثيلها وفقا للتشريع و‬ ‫مإ‬

‫و الوالية(‪ ،)7‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 33‬في فقرتها‬ ‫(‪)6‬‬


‫التنظيم المعمول بهما‪ ،‬أي وفقا لقانوني البلدية‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.383‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.386‬‬
‫‪ -0‬محمد حلمي‪ ،‬القضاء اإلداري (قضاء اإللغاء‪ ،‬القضاء الكامل‪،‬إجراءات التقاضي)‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،6877‬ص‪.017‬‬
‫‪ -4‬صدوق عمر‪ ،‬تطور التنظيم القضائي في الجزائر‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3363 ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -5‬أنظر المادة ‪ 937‬من قانون إ م إ‪.‬‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،63-66‬مؤرخ في‪ 33‬جوان ‪ ، 3366‬يتضمن قانون البلدية‪ ،‬ج رعدد‪ ،63‬لسنة ‪.3366‬‬
‫‪ -7‬قانون رقم ‪ ،37-63‬مؤرخ في ‪ 36‬فيفري ‪ ،3363‬يتضمن قانون الوالية‪ ،‬ج ر عدد‪ ، 07‬لسنة ‪.3363‬‬

‫‪58‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثالثة من القانون العضوي ‪ ،30-89‬كما يتوجب على المحامي التوقيع على النسخ المرفقة بالعرائض‬

‫والمذكرات التي سوف يتم تبليغها لألطراف المعنية بحسب عددهم‪ ،‬وفي حالة ما إذا لم يقم أطراف النزاع‬

‫أو من ينوبهم تقديم هذه النسخ‪ ،‬يجب على كاتب ضبط محكمة التنازع أن يوجه لهم إنذار‪،‬و يمهلهم مدة‬

‫(‪)1‬‬
‫وهو‬ ‫شهر أخر‪ ،‬وتكون عرائضهم و مذكراتهم معرضة للبطالن في حالة عدم امتثالهم حتى بعد اإلنذار‬

‫ما نصت عليه المادة ‪ 36‬في فقرتها الثانية من القانون العضوي ‪.30-89‬‬

‫‪ -‬الميعاد‪:‬‬

‫نعني به المدة القانونية التي يجب مراعاتها في إيداع عريضة الدعوى ‪ ،‬فتعتبر هذه األخيرة مقامة‬

‫بمجرد إيداعها لدى كتابة ضبط المحكمة‪ ،‬فيكفي ذلك وحده لترتيب كافة اآلثار القانونية سواء من حيث‬

‫اعتبار الدعوى مقامة أو من حيث تحديد هذه الدعوى(‪.)2‬‬

‫تنص المادة‪ 67‬فقرة أولى من القانون العضوي السالف الذكر على ‪":‬يمكن لألطراف المعنية رفع دعواهم‬

‫أمام محكمة التنازع في أجل شهرين إبتداءا من اليوم الذي يصبح فيه القرار األخير غير قابل ألي‬

‫طعن أمام الجهات القضائية اإلدارية أو العادية "‪ .‬ترفع الدعوى امام محكمة التنازع في أنواع التنازع‬

‫الثالث(اإليجابي‪ ،‬السلبي‪ ،‬تناقض األحكام) في أجل شهرين من التاريخ الذي يصبح فيه القرار األخير‬

‫الصادر عن جهة القضاء العادي و اإلداري نهائيا ‪ ،‬أي أنه غير قابل ألي طريقة من طرق الطعن(‪.)3‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن المدة التي منحها المشرع ألطراف الن ازع‪ ،‬حتى يتمكنو من رفع دعواهم أمام‬

‫محكمة التنازع طويلة(شهرين) بالمقارنة مع تلك المقررة للجهات القضائية عند إعمال نظام اإلحالة القدرة‬

‫‪ -1‬بعلي محمد الصغير ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،3338 ،‬ص‪.391‬‬
‫‪ -3‬صاش جازية‪ ،‬قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،6884،‬ص‪.689‬‬
‫‪ -3‬بعلي محمد الصغير ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،3332 ،‬ص‪.328‬‬

‫‪59‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بشهر من تاريخ النطق بقرار اإلحالة‪ ،‬وسبب ذالك أن المتقاضي عادة ما يفتقر بأدق التفاصيل المتعلقة‬

‫باإلجراءات القضائية مما يؤدي إلى ضياع حقوقهم لعيب في اإلجراءات أو خطأ في المواعيد‪ ،‬عكس‬

‫الجهة القضائية التي تمتلك الخبرة في هذا المجال‪،‬كما نجد أن المادة ‪ 67‬الفقرة األولى من القانون‬

‫العضوي لم تبين مصير الدعوى بعد فوات المدة المقررة لرفعها (‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫رفع الدعوى باعتماد نظام اإلحالة‬

‫كأصل عام ال عالقة للقاضي بعرض النزاع أمام القضاء‪ ،‬و إنما دوره ينحصر في الفصل في‬

‫المنازعة المعروضة عليه أو بعدم الفصل فيها لعدم اختصاصه و ذلك تطبيقا لمبدأ حياد القاضي‪ ،‬إال أن‬

‫المشرع الجزائري قد خرج عن هذا األصل نتيجة عدة اعتبارات أهمها العملية و الموضوعية‪ ،‬حيث مكن‬

‫القاضي من تحريك دعوى تنازع اإلختصاص باعتماد طريقة اإلحالة التي تعتبر كإجراء وقائي يحرك عند‬

‫وجود احتمال لحدوث تنازع في اإلختصاص أو في تناقض األحكام بين هيئتين قضائيتين تابعتين‬

‫لنظامين قضائيين مختلفين‪ ،‬وهو ما نص عليها في نص المادة ‪ 6/69‬من القانون العضوي ‪،30-89‬‬

‫بنصها‪ ":‬إذا الحظ القاضي المخطر في خصومة أن هناك جهة قضائية قضت باختصاصها أو بعدم‬

‫اختصاصها وأن قراره سيؤدي إلى تناقض في أحكام قضائية لنظامين مختلفين‪ ،‬يتعين عليه إحالة ملف‬

‫القضية بقرار مسبب غير قابل ألي طعن إلى محكمة التنازع للفصل في موضوع اإلختصاص‪ ،‬و في‬

‫هذه الحالة تتوقف كل اإلجراءات إلى غاية صدور قرار محكمة التنازع"‪.‬‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.386-383‬‬

‫‪60‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فهذه الطريقة ظهرت أول األمر في فرنسا‪ ،‬نتيجة للعيوب الناتجة عن صورتي تنازع اإلختصاص‬

‫اإليجابي و السلبي‪ ،‬و ذلك بصدور مرسوم في ‪ 32‬جويلية ‪،6813‬الذي إستحدث نظاما (‪)1‬جديدا سمي‬

‫بنظام اإلحالة (‪،)2‬ووسع كذلك من مجال رفع الدعوى أمام محكمة التنازع وذلك بالسماح لجهات أخرى‬

‫باستعمال هذا الحق‪ ،‬بعدما كان حك ار على المحافظ بالنسبة لرفع دعوى التنازع اإليجابي ‪ ،‬أما بالنسبة‬

‫لحالتي التنازع السلبي وكذا تناقض األحكام يقتصر على صاحب الشأن فقط(‪.)3‬‬

‫فاإلحالة وسيلة لتجاوز الوقوع في إشكاليات تنازع اإلختصاص التي نتجت عن توزيع‬

‫االختصاصات بين النظامين القضائيين العادي و اإلداري‪ ،‬من خالل السماح للجهات القضائية القيام‬

‫بإجراءات تحريك دعوى تنازع اإلختصاص أمام محكمة التنازع بقرار مسبب غير قابل للطعن فيه‪ ،‬دون‬

‫(‪)4‬‬
‫‪،‬باإلضافة إلى هذه األخيرة‬ ‫أن يكون ذلك بطلب من أصحاب الشأن و هو ما يسمى باإلحالة اإلجبارية‬

‫نجد نوع أخر يسمى باإلحالة االختيارية ‪،‬التي يقوم بها كل من مجلس الدولة و محكمة النقض إذا تعلق‬

‫األمر بدعوى مطروحة أمام إحدى الجهات القضائية التابعة لهما تطرح فيها مسألة اإلختصاص إشكاال‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬ويكون الهدف من هذا النوع من اإلحالة تحديد‬ ‫حقيقيا من شأنه أن يخل بمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫الجهة المختصة بالنظر فعليا في النزاع من قبل محكمة التنازع‪ ،‬وبالتالي حل النزاع قبل حدوثه‪ ،‬و حتى‬

‫‪ -1‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية(‪ ،)3333-6813‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.681‬‬
‫‪ -2‬للتفصيل أكثرحول مفهوم اإلحالة في مصر‪ ،‬أنظر‪ :‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.679‬‬
‫‪ -0‬محيو أحمد‪ ،‬ترجمة فائز أنجق و بيوض خالد‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،3330 ،‬‬
‫ص‪.606‬‬
‫‪ -4‬تلزم باستعمالها كل جهة قضائية سواء عادية كانت أم إدارية ‪ ،‬عندما يعرض عليها نزاع تم رفض الفصل فيه من جهة‬
‫تابعة لنضام قضائي مقابل بحكم نهائي‪ ،‬بدعوى أنه يدخل ضمن اختصاصاتها هي‪ ،‬فعلى هذه األخيرة إذا رأت أنها غير‬
‫مختصة كذلك بالفصل في النزاع عليها أن ال تصرح بذلك‪ ،‬و إنما تقوم بإحالة الدعوى مباشرة أمام محكمة التنازع لتعيين‬
‫الجهة المختصة فعال بالفصل في النزاع‪.‬‬
‫‪ -5‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.674‬‬

‫‪61‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يكون هناك مبالغة في اللجوء إلى االستشارات و ما ينجم عن ذلك من تأخير في الفصل في موضوع‬

‫النزاع ‪.‬‬

‫وقد تبنى المشرع الجزائري نظام اإلحالة في نص المادة ‪ 69‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬مقتديا‬

‫في ذلك بنظيره الفرنسي‪ ،‬بهدف تسهيل إجراءات رفع دعاوى تنازع اإلختصاص بنوعيها السلبي و‬

‫اإليجابي و تقصيرها و حسنا فعل ‪ ،‬فإعمال اإلحالة في الجزائر يغني المتقاضي عن انتظار الجهة الثانية‬

‫من صدور الحكم باالختصاص أو بعدم اختصاصها حتى يتسنى له عرض النزاع على محكمة التنازع ‪،‬‬

‫فإذا رأى القاضي المعروض عليه النزاع سواء كان عادي أو إداري أن فصله في النزاع سوف يؤدي إلى‬

‫تناقض في األحكام لصدور حكم باالختصاص أو بعدم اإلختصاص في نفس النزاع من جهة قضائية‬

‫تابعة لنظام قضائي مغاير عن ذلك الذي ينتمي إليه‪ ،‬وبالتالي عليه إحالة ملف القضية إلى محكمة‬

‫التنازع لتقوم بتحديد الجهة المختصة بالفصل في النزاع من بين الجهتين المعروض عليهما النزاع(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫بتاريخ‬ ‫وفي هذا الشأن قررت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر‪ ،‬في قرار اإلحالة الصادر‬

‫‪ 33‬نوفمبر‪،6888‬إحالة الدعوى المرفوعة أمامها إلى محكمة التنازع‪ ،‬بعد أن صدر من الغرفة المدنية‬

‫التابعة لنفس المجلس قرار نهائي بتاريخ ‪ 37‬أوت ‪ ،6881‬فباعتبار أن أحد أطرافها شخص قانوني عام‬

‫المتمثل في البلدية ‪ ،‬وجدت نفسها مختصة في النظر في الدعوى ‪ ،‬فرفعت األمر إلى محكمة التنازع‬

‫تطبيقا لنص المادة ‪6/ 69‬من القانون العضوي السالف الذكر‪ ،‬تجنبا منها الوقوع في تناقض األحكام إذا‬

‫ما فصلت في الدعوى ‪.‬‬

‫بالعودة لنص المادة المذكورة أعاله نجد أن نظام اإلحالة مختلف عن تنازع اإلختصاص اإليجابي‬

‫والسلبي‪ ،‬سواء من حيث إخطار محكمة التنازع أو الدور الذي تقوم به في هذا المجال‪ ،‬فاإلحالة إخطار‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.399‬‬


‫‪ -2‬مجلة مجلس الدولة ‪ ،‬عدد‪ ،6‬لسنة ‪ ،3333‬ص‪.621‬‬

‫‪62‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قاضي لمحكمة التنازع قبل نشوء نزاع فدور محكمة التنازع في هذا الصدد ال تعتبر كقاضي مكلف بفرض‬

‫احترام قواعد توزيع اإلختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة فحسب‪ ،‬بل تدل الجهة القضائية التي‬

‫قامت بإحالة القضية على الطريقة التي يتم بها تطبيق قواعد اإلختصاص تجاه القضية المحالة (‪،)1‬‬

‫فيتساءل األستاذ "عمر زودة " عن الدور الذي تقوم به محكمة التنازع في إطار المادة ‪.69‬من القانون‬

‫العضوي السالف الذكر‪ ،‬هل تصدر محكمة التنازع حكما قضائيا ملزما أم ما هو إال مجرد فتوى؟‬

‫ففي اإلحالة تصدر محكمة التنازع قرار ذو طابع نهائي و غير قابل للطعن‪ ،‬فمن ثم فعمل هذه األخيرة‬

‫ال يعتبر فتوى ألنها لو كانت كذلك أمكن حينئذ القول بأنه يمكن لمحكمة التنازع أن تعطي رأيها باالعتماد‬

‫على قرار اإلحالة‪.‬‬

‫فالتناقض لم يقع ولكنه سوف يقع في المستقبل أي أن هناك احتمال لمخالفة قاعدة قانونية‪ ،‬لو تم‬

‫الفصل في الدعوى م ن قبل الجهة المخطرة ‪ ،‬و بالتالي من الواجب عرض النزاع على محكمة التنازع‬

‫للفصل فيه بتحديد والية الجهة القضائية المخطرة ‪ ،‬فالدعوى في سياق المادة ‪ 69‬من القانون العضوي‬

‫‪ 30-89‬دعوى وقائية(‪.)2‬‬

‫ولصحة إجراء اإلحالة حسب المادتين ‪ ،69‬و‪3/68‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬يجب توفر‬

‫مجموعة من الشروط المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسبيب قرار اإلحالة ‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪،69‬من القانون العضوي ‪،30-89‬السالف الذكر نجد أن المشرع الجزائري قد أوجب‬

‫القاضي بتسبيب قرار اإلحالة ‪ ،‬و هذا أمر طبيعي يتماشى والعمل القضائي‪ ،‬فتجميد إجراءات الفصل في‬

‫‪ -1‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -3‬زودة عمر‪" ،‬التعليق على القرار رقم ‪ 36‬الصادر بتاريخ ‪ 3333/32/39‬عن محكمة التنازع‪ ،‬مجلة مجلس الدولة" ‪،‬‬
‫عدد‪ ،3‬لسنة ‪ ،3333‬ص ص ‪.632-634‬‬

‫‪63‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدعوى إلى حين صدور قرار محكمة التنازع هي مسألة تحتاج بالضرورة إلى تسبيب حتى يقف قضاة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫المحكمة و المحامون و كذا أطراف النزاع عن األسباب التي أدت بالقاضي إلى تطبيق اإلحالة‬

‫‪-‬عدم قابلية قرار اإلحالة ألي طعن‪:‬‬


‫إن قرار اإلحالة الصادر عن القاضي (العادي أو اإلداري)ال يمس بأصل النزاع و صلبه‪ ،‬و الهدف من‬

‫ذلك هو أن القاضي يريد أن يستفتي محكمة التنازع الفصل في أمر يتعلق باالختصاص‪ ،‬و بالتالي‬

‫اليمكن لألطراف المعنية الطعن فيه‪ ،‬ولقد أصاب وأفلح المشرع عندما أقر عدم قابلية قرار اإلحالة‬

‫للطعن(‪.)2‬‬

‫‪ -‬تجميد ملف القضية المعروضة وارجاء الفصل فيها إلى حين صدور محكمة التنازع(‪ ،)3‬يكون ذلك‬

‫بتوقف كل اإلجراءات على مستوى جهة القضاء العادي و اإلداري للعرف على جهة اإلختصاص‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالدقة‬

‫‪ -‬وجود احتمال وقوع تناقض في األحكام بين جهتين قضائيتين تابعتين لنظامين قضائيين مختلفين‪:‬‬

‫بمعنى أن يكون لدى القاضي المعروض عليه النزاع قناعة‪ ،‬أنه من شأن القرار الذي سيصدره أن‬

‫يناقض قرار نهائي صادر عن الجهة القضائية المقابلة ‪ ،‬مع ضرورة إرفاق قرار اإلحالة بكافة النصوص‬

‫القانونية التي توضح أحقية الجهة التي قامت باإلحالة بالفصل في موضوع النزاع‪ ،‬وارساله بواسطة‬

‫‪ -6‬بوضياف عمار ‪ ،‬النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي‪،‬هياكل النظام القضائي‪ ،‬اإلختصاصات)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.688‬‬
‫‪ -0‬بوعمران عادل‪ "،‬حسم إشكاالت تنازع اإلختصاص بين القضاء اإلداري و القضاء العادي في النظام القانوني الجزائري"‪،‬‬
‫مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬عدد ‪ ، 3360 ،9‬ص‪.603‬‬
‫‪ -4‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية(‪ ،)3333-6813‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪64‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضبطها في أجل شهر من تاريخ إصدارها لقرار اإلحالة وهو ما جاء في نص المادة ‪69‬في الفقرة الثانية‬

‫من القانون العضوي ‪.)1(30-89‬‬

‫‪ -‬وجوب صدور قرار باالختصاص أو بعدم اإلختصاص من جهة قضائية تابعة لنظام قضائي مختلف‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫عن ذلك الذي ينتمي إليه القاضي الذي قام باإلحالة‬

‫‪ -‬يجب أن يكون الحكم الصادر عن الجهة األولى باالختصاص أو بعدم اإلختصاص نهائيا عند عرضه‬

‫على الجهة الثانية‪ ،‬و إال رفضت اإلحالة شكال‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق إجراءات أخرى منصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وهي أحكام متعلقة‬

‫بتنازع اإلختصاص بين القضاة ‪ ،‬فجانب من الفقه يرى بأن هذه اإلحالة غير مجدية‪ ،‬ألن مسألة تنازع‬

‫اإلختصاص مختلفة كليا عن التنازع بين القضاة (‪.)3‬‬

‫تقوم محكمة التنازع بالفصل في اإلحالة بقرار نهائي غير قابل ألي طعن و الذي ال يخرج عن ثالث‬

‫احتماالت وهي‪:‬‬

‫‪ -‬رفض الدعوى شكال لعدم توفر شروط اإلحالة ‪.‬‬

‫‪ -‬قبول الدعوى شكال‪ ،‬ورفضها موضوعا و ذلك بتأييد اختصاص الجهة التي رفعت أمامها الدعوى ألول‬

‫مرة بالفصل في النزاع إذا كان تنازع إيجابي‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بالتنازع السلبي فإن الجهة التي قامت‬

‫باإلحالة هي المختصة إذا تم رفض اإلحالة‪.‬‬

‫‪ -‬تأييد قرار اإلحالة و ذلك بمنح اإلختصاص للجهة التي قامت باإلحالة و بالتالي إيقاف إجراءات‬

‫الدعوى نهائيا أمام الجهة األولى إذا كان تنازع إيجابي أما إذا كان سلبيا فتأيد قرار اإلحالة ‪ ،‬بمعنى توقف‬

‫‪ -1‬شنيخر هاجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.399‬‬


‫‪ -2‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.329‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم و إختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.383‬‬

‫‪65‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إجراءات النزاع أمام الجهة التي قامت باإلحالة واحالة الدعوى أمام الجهة األولى التي إدعت عدم‬

‫اختصاصها(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫اإلجراءات المتعلقة بالفصل في الدعوى أمام محكمة التنازع‬

‫بالرجوع إلى المواد من ‪ 38‬إلى ‪،03‬من القانون العضوي ‪،30-89‬فإن دعوى تنازع اإلختصاص‬

‫تمر بمجموعة من اإلجراءات بمجرد رفعها أمام محكمة التنازع‪ ،‬فتقوم هذه األخيرة بتعيين المستشار‬

‫المقرر(فرع أول)‪ ،‬وعقد جلسة الحكم إلصدار القرار(فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعيين المستشار المقرر‬

‫تنص المادة ‪ 33‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬على‪ ":‬يعين رئيس المحكمة التنازع بمجرد‬

‫إخطاره مستشا ار مقر ار من بين أعضاء المحكمة‪.‬‬

‫يدرس المستشار المقرر المذكرات و مستندات الملف ويعد تقريره كتابيا و يودعه لدى كتابة‬

‫الضبط قصد إرساله إلى محافظ الدولة‪".‬‬

‫وفقا ألحكام هذه المادة نجد أنه بمجرد إخطار رئيس محكمة التنازع فإن هذا األخير يتولى مهمة‬

‫تعيين المستشار المقرر من بين أعضاء المحكمة الذي سوف لن يخرج عن أحد القضاة المنتمين إلى‬

‫قضاة المحكمة العليا أو قضاة مجلس الدولة ‪ ،‬فبعد دراسة المستشار المقرر للمذكرات و مستندات الملف‬

‫‪ -6‬مرزوقي فهيمة‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي‪ ،‬سوق أهراس‪ ،3331 ،‬ص‪.623‬‬

‫‪66‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعد تقري ار مكتوبا يودعه لدى كتابة الضبط بغرض إرساله إلى محافظ الدولة(‪ ،)1‬لدراسته و إعداد طلباته‬

‫في الموضوع قصد إبدائها حين جلسة الحكم(‪ .)2‬و على الطرف المبلغ إليه التقرير أن يتقدم بدفاعه في‬

‫أجل شهر إذا كان مقيما في الجزائر و مهلة شهرين إذا كان مقيما بالخارج و ذلك من تاريخ التبليغ‪ ،‬واذا‬

‫كان الطرف المبلغ لم يرد في اآلجال المحددة يوجه له المستشار المقرر إنذار و يمنح له مدة شهر أخر‬

‫من تاريخ منحه األجل(‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫عقد جلسة الحكم إلصدار القرار‬

‫تجتمع محكمة التنازع بدعوة من رئيسها و يتلى التقرير في بداية الجلسة علنا‪ ،‬و عندها يمكن‬

‫لألطراف أو محاميهم تقديم مالحظاتهم الشفوية مباشرة‪ ،‬ثم تسمع مذكرة محافظ الدولة‪ ،‬و يقوم رئيس‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬كما تصدر محكمة التنازع قرارها بأغلبية األصوات‪ ،‬و‬ ‫محكمة التنازع باإلشراف على ضبط الجلسة‬

‫في حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس(‪ ،)5‬و تلتزم المحكمة الفصل في دعوى التنازع في أجل‬

‫أقصاه ستة (‪)1‬أشهر ابتداء من تاريخ تسجيلها وفقا لنص المادة ‪ 38‬من القانون العضوي ‪ ،)6(30-89‬و‬

‫لقد أفلح المشرع عندما قيد محكمة التنازع بقيد زمني حتى يتم الفصل في إشكالية اإلختصاص و تتضح‬

‫‪ -6‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري(طبيعة النظام القضائي‪ ،‬هياكل النظام القضائي‪ ،‬اإلختصاصات)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.043‬‬
‫‪ -2‬عدو عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادتين ‪ 30‬و ‪ 34‬من القانون العضوي‪ 30-89‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.332‬‬
‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة واالزدواجية(‪ ،)3333-6813‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -1‬عكس ما ذهب إليه المشرع التونسي في الفصل ‪ 63‬من القانون ‪ ،04 -81‬حيث أوجب تعهد مجلس التنازع بالقضية‬
‫في أجل أقصاه شهران‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األمور و تباشر كل من القضاء العادي و اإلداري بحسب الحاالت بعملها فتنظر في صلب الدعوى‬

‫المرفوعة أمامها وال يتحمل المتقاضي ثقال كبي ار ‪.‬‬

‫فتصدر محكمة التنازع قرارها مسببا ويحتوي على أسماء األطراف و المستندات الرئيسية المؤشر‬

‫عليها و النصوص القانونية التي اعتمدت عليها و يذكر فيه أسماء القضاة المشاركين واسم محافظ‬

‫الدولة‪ ،‬و يوقع على القرار الرئيس و المستشار المقرر و كاتب الضبط‪،‬و تبلغ كتابة ضبط محكمة‬

‫التنازع قرارها إلى األطراف المعنية في أجل أقصاه شهر من تاريخ النطق به‪ ،‬وفي اإلحالة تقوم كتابة‬

‫ضبط محكمة التنازع بإرسال ملف القضية مرفقا بنسخة من القرار إلى الجهة القضائية التي أحالت‬

‫القضية طبقا للمادة ‪ 69‬من القانون العضوي المذكور أنفا‪ ،‬وتتميز ق اررات محكمة التنازع بأنها غير قابلة‬

‫للطعن فيها سواء كان عاديا أو غير عادي‪ ،‬وأنها ملزمة لقضاة النظامين القضائيين العادي و اإلداري(‪.)1‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.397‬‬

‫‪68‬‬
‫خــــــــاتمة‬
‫المـ ـ ـ ـالحق‬
‫خاتمة‬

‫إن تبني الجزائر للنظام القضائي المزدوج‪ ،‬وما يقتضيه هذا النظام من وجود فصل بين الجهات القضائية‬

‫العادية واإلدارية‪ ،‬كان المبرر المنطقي و الحتمي لوجود محكمة التنازع‪ ،‬وذلك من أجل تكريس أحكام‬

‫الدستور التي كانت المصدر األساسي و الصريح لالزدواجية القضائية و الفصل بين النظامين‬

‫القضائيين(العادي و اإلداري)‪ ،‬فال يمكن أن نتصور وجود نظامين قضائيين بدون وجود محكمة التنازع‬

‫التي تعتبر الحكم بين جهات القضاء اإلداري و جهات القضاء العادي‪.‬‬

‫فهذه الهيئة القضائية المتخصصة و المتواجدة في أعلى الهرم القضائي يتوجه إليها المتقاضين‬

‫إليجاد حلوال لقضاياهم‪ ،‬و الفصل فيها بصفة سريعة‪ ،‬فالسرعة في الفصل هي الغاية األولى التي يسعى‬

‫المتقاضي الوصول إليها‪ ،‬ألنه لطالما عان الكثير من إتباع األحكام اإلجرائية القضائية أمام الجهات‬

‫القضائية العادية أو اإلدارية ‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري قد أصاب وأفلح عندما قام بإنشاء محكمة التنازع‪ ،‬لتتولى مهمة الفصل في تنازع‬

‫اإلختصاص بين الهرمين القضائيين العادي و اإلداري‪ ،‬و هو الدور الهام والفعال الذي تلعبه هذه الهيئة‬

‫القضائية بالرغم من حداثة تجربتها في الدفاع على قواعد اإلختصاص النوعي‪ ،‬و إلزامية ق ارراتها لقضاة‬

‫النظامين القضائيين على حد سواء‪.‬‬

‫فتنظيم هذه الهيئة القضائية بموجب قانون عضوي دليل على األهمية و المكانة التي تحتلها في‬

‫النظام القضائي الجزائري‪ ،‬فهذا القانون بالرغم مما له من مميزات إال أنه يعاني من الغموض والنقص‪،‬‬

‫ولهذا ينبغي علينا تقديم بعض التوصيات نأمل تجسيدها في أرض الواقع‪ ،‬وذلك من خالل إعادة النظر‬

‫في نص المادة ‪ ، 251‬فكان من األجدر على المؤسس الدستوري أن يورد في نص هذه المادة عبارة تنازع‬

‫اإلختصاص بين جهتين قضائيتين مختلفتين‪ ،‬بدال من النص المعتمد الذي ضيق من نطاق التنازع أين‬

‫‪69‬‬
‫خاتمة‬

‫قلص من المعنى الحقيقي المقصود بحصره للنزاع الحاصل بين المحكمة العليا و مجلس الدولة‪ ،‬و هو ما‬

‫أكدته المادة ‪21‬من القانون العضوي ‪ ،30-89‬وكذا مراجعة هذا األخير إلزالة الغموض الذي يكتنفه و‬

‫تدارك النقص الذي يعتريه ‪ ،‬و يكون ذلك من خالل تعديل مواده‪ ،‬و ترتيبها ترتيبا سليما و منهجيا يجعله‬

‫أكثر إنسجاما مع الدور الفعال الذي تقوم به محكمة التنازع في النظام القضائي الجزائري‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ملف رقم ‪ -76‬قرار بتاريخ ‪.8551-50-81‬‬

‫قضية ( م‪ -‬ل) ضد السيد والي والية وهران‬

‫تنازل عن أمالك الدولة‬

‫تنازع إيجابي في اإلختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة‬

‫قانون عضوي رقم ‪ 30-89‬المادتين ‪ 30‬و‪31‬‬

‫قانون ‪33-93‬‬

‫القضاء اإلداري هو المختص بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات ملك‬

‫الدولة‪ ،‬المتنازل عنها طبقا للقانون ‪33-93‬‬

‫إن محكمة التنازع‬

‫في الجلسة العلنية المنعقدة الكائن بنهج ‪ 33‬ديسمبر‪ 3893‬باألبيار‪ -‬الجزائر‪ -‬و بعد المداولة‬

‫القانونية أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بمقتضى القانون العضوي رقم‪ 30-89‬المؤرخ في ‪ 30‬جوان‪ 3889‬المتعلق بإختصاصات محكمة التنازع‬

‫تنظيمها و عملها‪.‬‬

‫وبعد دراسة كافة مستندات الملف‬

‫وبعد اإلستماع إلى السيد كروغلي مقداد رئيس محكمة التنازع في تالوة تقريره المكتوب‪ ،‬و إلى‬

‫السيد خيرات مليكة محافظة الدولة لدى محكمة التنازع في طلباتها المكتوبة‪ ،‬حيث إنه بموجب عريضة‬

‫صرح السيد (م‪-‬ل) أنه يعرض على هذه‬


‫مسجلة بتاريخ ‪ 7332-33-33‬لدى كتابة ضبط محكمة التنازع ّ‬

‫الجهة القضائية‪ ،‬التنازع في اإلختصاص الناجم عن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القرار الصادر عن المحكمة العليا(الغرفة المدنية) بتاريخ ‪( 7331-33-73‬تحت رقم‬

‫‪ )073309‬الذي نقض القرار الصادر عن مجلس وهران بتاريخ‪ 7337-30-39‬دون‬

‫إحالة ‪.‬‬

‫‪ -‬القرار الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ ‪( 7339-31-33‬رقم ‪ )72989‬و الذي أيد القرار‬

‫الصادر عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وهران بتاريخ ‪( 7331-30-37‬تحت‬

‫رقم‪ )7330/3392‬و الذي أبطل قرار لجنة التنازل عن أمالك الدولة الصادرة بتاريخ ‪-39‬‬

‫‪( 3880-37‬رقم ‪ )3880/17012‬و بالتالي إبطال العقد اإلداري المشهر بالمحافظة‬

‫العقارية بوهران في ‪( 3880-30-39‬مجلد رقم ‪ )93/7191‬و طرد المدعي عليه من‬

‫النيابة التابعة لوالية وهران و رفض األوجه األخرى للطلب‪.‬‬

‫و أنه يعرض أن والية وهران تتمسك بأن المسكن المتنازع عليه هو جزء من األمالك‬

‫الخاصة للوالية بمقتضى عقد محرر من قبل الموثق لوشان بتاريخ ‪ 3893-31-72‬و الذي‬

‫بموجبه إكتسبت مجموعة من البيانات بالمكان المسمى "علوجة" الكائنة في شارع سيلفار باران رقم‬

‫‪ 1‬و‪ 9‬بوهران و هذا بعد القرار الصادر عن المتصرف اإلداري)‪ (Administrateur‬و الذي صرح‬

‫بالمنفعة العامة لمجموعة من البيانات كانت مدمجة في ممتلكات الدولة الفرنسية بعد إسترجاع‬

‫اإلستقالل إنتقلت ملكيتها إلى الدولة الجزائرية بموجب األمر رقم ‪ 337/99‬الصادر في‬

‫‪.3889/31/39‬‬

‫و أنه بموجب قرار والي وهران الصادر في ‪ 3822/33/70‬خصصت هذه المجموعة من‬

‫البيانات لو ازرة الصحة من أجل إنشاء معهد و مخبر‪ ،‬ثم بموجب القرار الصادر في‬

‫‪ 3829/30/33‬أخرج المسكن المتنازع عليه من طرف مجموعة البنايات و خصص لمصالح‬

‫اإلسكان لوالية وهران و بعدها منح للمدعي بموجب قرار الوالي الصادر بتاريخ ‪3829/37/37‬‬

‫‪2‬‬
‫(تحت رقم ‪ )70372‬و أن ملكية األمالك التابعة لمصالح اإلسكان للواليات إنتقلت لدواوين الترقية‬

‫و التسيير العقاري بموجب المرسوم رقم ‪ 302/29‬و بالتالي فإن العالقة التي كانت قائمة بين والي‬

‫وهران و المدعي بموجب القرار المؤرخ في ‪ 3829/37/37‬تم تعديلها و تحويلها إلى ديان الترقية‬

‫و التسيير العقاري بوهران الذي أصبح المالك للمسكن المتنازع عليه‪.‬‬

‫و أنه في إطار مقتضيات القانون رقم رقم ‪ 33-93‬الصادر في ‪ 3893/37/32‬و المتضمن‬

‫التنازل عن أمالك الدولة طلب المدعي شراء المسكن المتنازع عليه و بقرار مؤرخ في‬

‫‪( 3890/30/38‬رقم ‪ )3309‬تم قبول طلبه من طرف لجنة دائرة وهران و لكن بعد ‪ 31‬سنوات أي‬

‫‪ 3899/30/30‬تراجعت هذه اللجنة عن قرارها إثر الطعن المقدم من طرف والي وهران بسبب أن‬

‫عقد إيجار المدعي يكون قد تم إبطاله بالقرار الصادر في ‪. 3897/33/31‬‬

‫إن المدعي قدم طعنا طبقا لمقتضيات المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 33-93‬المؤرخ في‬

‫‪ 3893/37/32‬و أمام صمت المدعي عليها لجأ إلى محكمة وهران التي إعترفت له بحقه بموجب‬

‫الحكم الصادر بتاريخ‪ 3883/39/73‬و الذي تم تأييده بالقرار الصادر عن مجلس قضاء وهران‬

‫بتاريخ‪. 3887/39/30‬‬

‫وأنه بعد هذين الحكمين القضائيين تمكن المدعي من شراء المسكن المتنازع عليه بعقد مؤرخ‬

‫في ‪ 3880/30/33‬و مشهر على مستوى المحافظة العقارية بتاريخ ‪ 3880/30/30‬و أن والية‬

‫وهران‪ ،‬و بعد‪ 33‬سنوات من صدور قرار المجلس القضائي بوهران قدمت طلب إلتماس إعادة‬

‫النظر‪ ،‬و بموجب القرار الصادر في ‪ 7337/30/39‬أعادت هذه الجهة القضائية النظر في القرار‬

‫صرحت بعدم إختصاصها و ألغت حكم محكمة وهران الصادر‬


‫الصادر في ‪ 3887/39/30‬و ّ‬

‫بتاريخ ‪. 3883/39/38‬‬

‫وأن المدعي طعن بالنقض في هذا القرار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أن والية وهران رفعت دعوى أمام الغرفة اإلدارية بمجلس قضاء وهران لطلب إيصال قرار التنازل‬

‫عن المسكن المتنازع عليه الصادر عن لجنة الدائرة بتاريخ‪ 3880/37/39‬و بالتالي إبطال عقد‬

‫التنازل المشهر بتاريخ ‪ 3880/30/39‬و طرد المدعي‪.‬‬

‫وبموجب قرار صادر في ‪ 7330/33/31‬أجلت الغرفة اإلدارية الفصل حتى تفصل المحكمة‬

‫العليا في الطعن بالنقض المرفوع من طرف المدعي عليه في القرار الصادر عن الغرفة المدنية‬

‫لمجلس قضاء وهران بتاريخ ‪. 7337/30/39‬‬

‫و أن والية وهران و بدون مراعاة هذا القرار الناطق بتأجيل الفصل‪ ،‬رفعت دعوى جديدة أمام‬

‫الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء وهران‪ ،‬و تحصلت على قرار بتاريخ ‪( 7331/30/37‬رقم‬

‫‪ )30/3392‬يستجيب لجميع طلباتها‪.‬‬

‫و أن المدعي استأنف هذا القرار أمام مجلس الدولة ‪.‬‬

‫وأنه بتاريخ ‪، 7331/37/73‬أصدرت الغرفة المدنية للمحكمة العليا القرار رقم‪309/073‬‬

‫الذي نقضت به قرار مجلس قضاء وهران الصادر بتاريخ ‪ ،7337/30/39‬دون إحالة مكرسا‬

‫بالتالي حقوق المدعي‪.‬‬

‫و أنه و بقرار صادر بتاريخ ‪ 7339/31/33‬أيد مجلس الدولة قرار الغرفة اإلدارية لمجلس‬

‫قضاء وهران الصادر بتاريخ‪. 7331/30/37‬‬

‫وأنه و أمام هذين الق اررين‪ ،‬طلب المدعي من محكمة التنازع تعيين الجهة القضائية المختصة‬

‫للفصل في النزاع الحالي‪.‬‬

‫حيث أنه تمسك بأن النزاع ال يكتسي طابع المنازعة اإلدارية طالما أنه ليس لوالي وهران أية صفة‬

‫للتقاضي و من جهة أخرى تجاهلت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وهران قرارها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وأن والي وهران ليس له أية صفة للتقاضي طالما أن السكن المتنازع عليه قد إنتقلت ملكيته إلى‬

‫ديوان الترقية و التسيير العقاري‪ ،‬و بالتالي فهو قابل للتنازل طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪33-93‬‬

‫المؤرخ في ‪.3893/37/32‬‬

‫و أن قرار والي وهران الصادر ‪ 3897/33/30‬الذي أبطل القرار الصادر في ‪،3829/37/37‬‬

‫ليس له أية قيمة ألنه معيب بعدم القانونية‪.‬‬

‫وأنه و زيادة على ذلك‪ ،‬فإن لجنة التنازل عن أمالك الدولة صادفت على طلب شراء السكن‬

‫المتنازع عليه بتاريخ ‪ 3893/37/38‬و طبقا لمقتضيات المادة ‪ 09‬من القانون ‪ 33/93‬المؤرخ في‬

‫‪ 3893/37/32‬فإنه ال يمكن للهيئة المالكة ان تطعن في قرار هذه اللجنة و أنه ليس لقرار لجنة‬

‫الدائرة الصادر بتاريخ ‪ 3899/30/30‬المتضمن إبطال قرار اللجنة الصادر في ‪3880/30/38‬‬

‫أية قيمة‪.‬‬

‫و بفضلها كما فعلت‪ ،‬طبقت محكمة وهران القانون تطبيقا سليما وأنه وألجل هذا طلب المدعي‬

‫تعيين هذه الجهة باعتبارها الجهة القضائية الوحيدة المختصة في هذا النزاع‪.‬‬

‫حيث أنه ومن جهة أخرى‪ ،‬و بفضله كما فعل تجاهل مجلس الدولة القرار الصادر في‬

‫‪ 7330/33/31‬عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وهران الذي أمر بتأجيل الفصل إلى غاية فصل‬

‫المحكمة العليا في الطعن بالنقض الذي رفعه المدعي طعنا في القرار الصادر عن الغرفة المدنية‬

‫لمجلس قضاء وهران بتاريخ‪. 7337/30/39‬‬

‫وأنه و لهذه األسباب يلتمس المدعي معاينة أن السكن المتنازع عليه ملكية تعود لديوان الترقية و‬

‫التسيير العقاري لوهران‪ ،‬و أنه المستأجر القانوني‪ ،‬و بهذه الصفة له الحق في اإلستفادة من شراء‬

‫هذا السكن طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪ 33/93‬المؤرخ في ‪ ،3893/37/32‬إذ للوالي صفة‬

‫التقاضي في النزاع الحالي‪ ،‬و بالتالي يعود اإلختصاص للقاضي المدني الذي أصدر حكما‬

‫‪5‬‬
‫‪ 393883/38‬حيث أن والية وهران‪ ،‬ممثلة في واليها‪ ،‬أودعت مذكرة جوابية لتتمسك بأن الدعوى‬

‫الحالية غير مقبولة ألنها قدمت خارج أجل الشهرين المنصوص عليها في المادة ‪ 32‬من القانون‬

‫العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في ‪ 3889/39/30‬المتعلق باختصاصات و تنظيم و سير محكمة‬

‫التنازع و أنه و بالفعل‪ ،‬فإن قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ ‪ 7339/31/33‬و بلغ لألطراف‬

‫بتاريخ ‪.7339/38/39‬‬

‫وأنه تم تبليغ قرار المحكمة العليا الصادر في(‪ )7331/7337‬لألطراف عن طريق أمين ضبط هذه‬

‫الجهة القضائية‪.‬‬

‫وانه و ألجل هذا فإن الدعوى المرفوعة من طرف المدعي أمام محكمة التنازع‬

‫بتاريخ‪ 7332/33/33‬غير مقبولة ‪.‬‬

‫و أنه و إحتياطيا في الموضوع تمسك والي والية وهران بإنعدام التنازع في اإلختصاص حسب‬

‫مفهوم المادة ‪ 39‬من القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في ‪ 3889/39/30‬المذكور أعاله‬

‫طالما أن النزاع المعروض على الغرفة المدنية للمحكمة العليا و أقصى إلى صدور القرار المؤرخ‬

‫في ‪ )073309( 7331/37/73‬يختلف عن النزاع المعروض على مجلس الدولة المقضي إلى‬

‫صدور القرار المؤرخ في ‪( 7339/31/33‬تحت رقم ‪.)7298‬‬

‫وأنه بالفعل فإن مجلس الدولة فصل في إيصال قرار التنازل و كذا العقد اإلداري الذي يكرس هذا‬

‫التنازل للمدعي في إطار التنازل عن أمالك الدولة‪ ،‬في حين عملت المحكمة العليا في الطعن‬

‫بالنقض المرفوع طعنا في ق ارر الغرفة المدنية مجلس قضاء وهران الذي فصل في طلب التماس‬

‫إعادة النظر المقدم من طرف والية وهران المتعلق بالقرار الذي يؤيد حكم محكمة وهران بتاريخ‬

‫‪ 3883/39/78‬المعطي للمدعي الحق في شراء السك المتنازع عليه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وأنه ال يوجد تنازع سلبي في اإلختصاص‪ ،‬طالما أن المادة ‪ 2‬مكرر من قانون اإلجراءات المدنية‬

‫تحديد بدقة الحاالت التي يكون فيها الجهات القضائية العادية مختصة‪.‬‬

‫وأنه و طالما أن الدعوى اإلدارية تستهدف إبطال قرار إداري و كذا العقد اإلداري الصادرين عن‬

‫جهة إدارية في نزاع قائم بين عدة جهات إدارية فإن اإلختصاص ال ينعقد إالّ لجهة قضائية إدارية‪.‬‬

‫و أنه زيادة على ذلك فإن النزاعات المتعلقة بالتنازل عن أمالك الدولة كانت دوما خاضعة‬

‫الختصاص الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫و أنه و لهذه األسباب تطلب أساس التصريح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫و احتياطا في الموضوع‪:‬‬

‫التصريح بانعدام التنازع في اإلختصاص و أن الجهة القضائية اإلدارية مختصة للفصل في هذا‬

‫النزاع وعليه‪:‬‬

‫في الشكل‪ :‬عند الدفع بعدم قبول العريضة المثار من طرف والي وهران‬

‫حيث أنه و طبقا لمقتضيات المادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في‬

‫‪ 3889/39/30‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها‪( ،‬يمكن األطراف‬

‫المعنية رفع دعواهم أمام محكمة التنازع في أجل شهرين‪ ،‬ابتداء من اليوم الذي يصبح فيه القرار‬

‫األخير غير قابل ألي طعن أمام الجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري أو النظام‬

‫القضائي العادي)‪.‬‬

‫و أن والية وهران المتقاضية بواسطة ممثلها القانوني يتمسك بأن القرار الصادر عن مجلس الدولة‬

‫في ‪ 7339/31/33‬و القرار الصادر عن الغرفة المدنية بالمحكمة العليا في ‪ 7331/37/73‬قد تم‬

‫تبليغها للطرفين‪ ،‬لكنها لم تقدم الدليل على هذا التبليغ وال سيما بتبليغ آخر الق اررين أي قرار مجلس‬

‫الدولة الصادر في ‪.7339/31/33‬‬

‫‪7‬‬
‫و أنه يتعين بالتالي رفض هذا الدفع لعدم تأسيسه و التصريح بقبول عريضة السيد(م‪ -‬ل) المودعة‬

‫بتاريخ ‪.7332/33/33‬‬

‫في الموضوع ‪ :‬عند التنازع في اإلختصاص‬

‫حيث أنه و طبقا لمقتضيات المادة ‪ 30‬من القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المذكور أعاله تختص‬

‫محكمة التنازع بالفصل في تنازع اإلختصاص بين الجهات القضائية التابعة للقضاء العادي و‬

‫الجهات القضائية التابعة للقضاء اإلداري‪.‬‬

‫و أن المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 30-89‬تنص على‪( :‬ال ترفع أمام محكمة التنازع إال المواضيع‬

‫المتعلقة بتنازع اإلختصاص)‪.‬‬

‫و أنه يستخلص من مستندات ووثائق الملف بأنه و بقرار ‪ 7331/37/73‬نقضت الغرفة المدنية‬

‫بالمحكمة العليا القرار الصادر عن الغرفة المدنية بمجلس قضاء وهران بتاريخ ‪7337/30/39‬‬

‫بدون إحالة‪ ،‬و هو ما جعل القرار الصادر عن الغرفة المدنية بمجلس قضاء وهران الصادر في‬

‫‪ 3883/39/78‬الناطق باختصاصه و المعترف للطعن بحق شراء المسكن المتنازع عليه و أن‬

‫مجلس الدولة أيد في ق ارره الصادر في ‪ 7339/31/33‬القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية بمجلس‬

‫صرح باختصاصها و أبطل قرار‬


‫قضاء وهران بتاريخ ‪( 7331/30/37‬رقم ‪)30/33392‬الذي ّ‬

‫لجنة التنازع عن أمالك الدولة بوهران الصادر في ‪ 3880/37/39‬و بالنتيجة أبطل العقد اإلداري‬

‫للتنازل المشهر في المحافظة العقارية بوهران بتاريخ ‪( 3880/30/39‬مجلد‪ )93/7191‬و أمر‬

‫صرحت‬
‫بخروج المدعي من المسكن المتنازع عليه و أن الجهتين القضائيتين العادية و اإلدارية ّ‬

‫بإختصاصهما و فصلتا في النزاع القائم بين المدعي و والي وهران و مدير أمالك الدولة لوالية‬

‫وهران‪ ،‬و هو ما أدى إلى قيام تنازع إيجابي في اإلختصاص‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫حيث أن دراسة المستندات و األحكام القضائية المدرجة في الملف تبين تعلقا النزاع بالحق في شراء‬

‫مسكن في إطار القانون رقم ‪ 33/93‬المؤرخ في ‪ 3893/37/33‬المتضمن التنازل عن أمالك‬

‫الدولة‪ ،‬و أن هذه النزاعات تخضع إلختصاص الجهات القضائية اإلدارية طبقا لمقتضيات المادة ‪2‬‬

‫من قانون اإلجراءات المدنية ألنها تنصب على نزاعات قائمة بين هيئات إدارية و بين المستفيدين‬

‫من حق التنازل عن أمالك الدولة‪،‬‬

‫أن الجهات القضائية العادية قد أخطأت عندما تمسكت باختصاصها و أنه يتعين بالتالي معاينة‬

‫وجود تنازع إيجابي في اإلختصاص و التصريح بأن الجهات القضائية اإلدارية هي المختصة و‬

‫التصريح ببطالن و بأال أثر لقرار المحكمة العليا الصادر في ‪. 7339/31/33‬‬

‫لــــــــــــــــــــــهذه األسبــــــــــــــــــــاب‬

‫إن محـــــــكمة التنــــــــــــــازع تقرر‪:‬‬

‫المادة ‪ :8‬قبول الدعوى شكال‪.‬‬

‫المادة ‪ :8‬القول بوجود تنازع إيجابي في اإلختصاص بين قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ‬

‫‪ ( 7331/37/73‬تحت رقم ‪)073309 :‬و قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ ‪7339/31/33:‬‬

‫(تحت رقم ‪.) 72982‬‬

‫المادة ‪ :3‬القول بأن القضاء اإلداري هو المختص للفصل في النزاع ‪.‬‬

‫المادة ‪ :4‬القول بأن قرار المحكمة العليا باطل وال أثر له‪.‬‬

‫المادة ‪ :0‬المصاريف على المدعي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ الثامن عشر من شهر ماي‬

‫سنة الفين و ثمانية من قبل محكمة التنازع المشكلة من السيدتين و السادة‪:‬‬

‫رئيس المحكمة‪ -‬مقر ار‬ ‫كروغلي مقداد‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا – عضوا‬ ‫بيوت النذير‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا‪ -‬عضوا‬ ‫لعموري محمد‬

‫رئيسة غرفة بمجلس الدولة – عضوا‬ ‫منو يحياوي نعيمة‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا – عضوا‬ ‫بوزياني نذير‬

‫مستشار بمجلس الدولة – عضوا‬ ‫حسن عبد الحميد‬

‫و بحضور السيدة ‪ /‬خيرات مليكة محافظة الدولة‪،‬‬

‫و بمساعدة السيد‪ /‬بوزيد عمر أمين ضبط‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ملف رقم ‪ -71‬قرار بتاريخ ‪7339/30/39‬‬

‫قضية (ق‪ .‬ج) ضد مصفي مؤسسة األشغال بقسنطينة‬

‫منازعة عمل‬

‫تنازع سلبي في اإلختصاص‬

‫القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المادة ‪،39‬الفقرة ‪7‬‬

‫القضاء اإلداري هو المختص بالفصل في نزاع عمل قائم بين شخص طبيعي‬

‫و مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري‬

‫إن محكمة التنازع ‪:‬‬

‫في الجلسة العلنية المنعقدة بمقرها‪ 33‬ديسمبر ‪ 3893‬باألبيار‪ -‬الجزائر و بعد المداولة القانونية‬

‫أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بمقتضى القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ 3889‬المتعلق باختصاصات‬

‫محكمة التنازع و تنضيمها و عملها ال سيما في مادته ‪ 39‬و بعد دراسة كافة مستندات الملف‪.‬‬

‫بعد اإلستماع إلى السيد كروغلي مقداد رئيس محكمة التنازع في تالوة تقريره المكتوب‪ ،‬و إلى‬

‫السيدة خيرات مليكة محافظة الدولة لدى محكمة التنازع في طلباتها المكتوبة‪.‬‬

‫حيث أنه بموجب عريضة مسجلة بتاريخ ‪ 7337/30/79‬بكتابة ضبط محكمة التنازع‪ ،‬عرض‬

‫السيد (ق‪.‬ح) على محكمة التنازع تنازعا سلبيا في اإلختصاص ناجما عن ق اررين‪.‬‬

‫‪ -‬األول صادر عن الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء قسنطينة بتاريخ ‪ 3888/33/73‬الذي‬

‫ألغى حكم محكمة قسنطينة الصادر عند فصلها في المادة اإلجتماعية بتاريخ‬

‫فصرح بعدم إختصاص القضاء العادي للفصل في‬


‫ّ‬ ‫‪ 3888/33/79‬وفصل من جديد‬

‫النزاع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫حيث أن السيد(ق‪.‬ح) وظف بصفته مساعد للمدير مكلف باألمن لدى مؤسسة األشغال‬

‫قسنطينة بقرار والي قسنطينة بتاريخ ‪ 3892/32/79‬وأن مهامه أنهيت بقرار المدير العام‬

‫لمؤسسة أشغال قسنطينة‪ ،‬الفاصلة في المسائل اإلجتماعية للمطالبة بحقوقه‪ ،‬وأن هذه المحكمة‬

‫أصدرت حكما بتاريخ ‪ ،3888/33/79‬ولكن في االستئناف ألغت الغرفة اإلجتماعية لمجلس‬

‫قضاء قسنطينة هذا الحكم‪ ،‬وفصال من جديد فصرحت بعدم اختصاصها نوعيا‪ ،‬معتبرة أن تعيين‬

‫المدعي في منصب مساعد مكلف باألمن ثم بقرار من الوالي الذي هو سلطة إدارية‪.‬‬

‫صرحت‬
‫حيث أن المدعي رفع دعوى أمام الغرفة اإلدارية‪ ،‬غير أن هذه الجهة القضائية ّ‬

‫بدورها هي األخرى بعدم اختصاصها بموجب قرار صادر بتاريخ ‪ 7333/33/32‬بسبب أن‬

‫مصدر قرار إنهاء المهام هو المدير العام لمؤسسة أشغال قسنطينة و هي ذات طابع تجاري‪ ،‬و‬

‫أن هذا يعد تنازعا سلبيا في اإلختصاص‪ ،‬و بالتالي فإن المدعي يطلب تعيين الجهة القضائية‬

‫المختصة للفصل في النزاع‪.‬‬

‫وعـــــــــــــــــــــــــــــــــليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬

‫في الشكل‪ :‬بمقتضى المادة ‪ 32‬الفقرة األولى من القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في‬

‫‪ 3889/39/30‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها‪ ،‬حيث أنّه يتبين من‬

‫عناصر ا لملف بأن آخر الق اررين قد بلغ تبليغا قانونيا و أنه يتعين اعتبار عريضة السيد (ق‪.‬ج)‬

‫مقبولة‪.‬‬

‫في الموضوع‪ :‬حيث أن السيد (ق‪.‬ج) قد تم توظيفه بصفته مساعدا للمدير مكلفا باألمن لدى‬

‫مؤسسة األشغال بقسنطينة بموجب قرار صادر عن والي قسنطينة بتاريخ‪. 3892/32/79‬‬

‫وأن مهامه قد أنهيت بقرار صادر عن المدير العام لمؤسسة األشغال بقسنطينة‬

‫بتاريخ‪. 3892/33/30‬‬

‫‪12‬‬
‫وأنه يستخلص من وثائق و مستندات الملف و ال سيما المواد ‪3‬و ‪ 7‬الفقرة ‪ 7‬و المادة ‪، 0‬‬

‫‪،9،39‬من المرسوم رقم ‪ 99/97‬المؤرخ في ‪ 3897/37/73‬المتضمن انشاء مؤسسة األشغال‬

‫بقسنطينة (‪ )C.T.E‬أنه تنشأ مؤسسة اشتراكية ذات طابع إقتصادي‪...‬يمكن للمؤسسة أن تقوم‬

‫بجميع العمليات التجارية و الصناعية و العقارية و غير العقارية و المالية التي لها صلة‬

‫بأعمالها‪...‬‬

‫وأنها تتوفر على الشخصية المعنوية و اإلستقاللية المالية و حسابات المؤسسة تتمسك على‬

‫الشكل التجاري‪.‬‬

‫و أنه يستخلص من جهة أخرى أن قانونها األساسي و موضوعها (المواد ‪ )7،2،8،33‬بأنها‬

‫شركة أسهم‪.‬‬

‫و أنه يستخلص مما سبق بأن المؤسسة المعنية تعد مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و‬

‫تجاري و هو ما يجعل الجهة القضائية العادية الفاصلة في المسائل اإلجتماعية هي المختصة‬

‫للفصل في الن ازع القائم بينها و بين المدعي‪.‬‬

‫صرحت بعدم‬
‫و أن الغرفة اإلدارية بمجلس قضاء قسنطينة كانت على صواب عندما ّ‬

‫اختصاصها‪.‬‬

‫لهذه األسبـــــــــــــــــاب‬

‫أن محكمة التنازع تقرر‪:‬‬

‫المادة ‪ :3‬قبول الدعوى شكال‪.‬‬

‫المادة ‪ :7‬القول بوجود تنازع سلبي في اإلختصاص بين قرار الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء‬

‫قسنطينة الصادر في ‪ 3888/33/73‬و قرار الغرفة اإلدارية لنفس المجلس الصادر في‬

‫‪.7333/33/32‬‬

‫‪13‬‬
‫المادة‪ :0‬القول بأن القرار اإلداري الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باطل و ال أثر له‪.‬‬

‫المادة‪ :0‬القول بأن الغرفة اإلجتماعية لمجلس قضاء قسنطينة هي المختصة للفصل في النزاع‬

‫واحالة القضية و األطراف إلى تلك الغرفة‪.‬‬

‫المادة ‪ :1‬المصاريف على المؤسسة المدعى عليها لذا صدر القرار ووقع التصريح به في‬

‫الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ ‪ 7339/30/39‬من قبل محكمة التنازع المشكلة من السيدة و‬

‫السادة‪:‬‬

‫رئيس المحكمة –مقر ار‬ ‫كرو غلي مقداد‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا‪-‬عضوا‬ ‫بيوت النذير‬

‫رئيس غرفة بمجلس الدولة –عضوا‬ ‫منو يحياوي نعيمة‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا –عضوا‬ ‫بوزياني نذير‬

‫مستشار بمجلس الدولة –عضوا‬ ‫حسن عبد الحميد‬

‫و بحضور السيدة خيرات مليكة محافظة الدولة‬

‫و بمساعدة السيد بوزيد عمر أمين ضبط‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫باسم الشعب الجزائري‬

‫اإلحالة من قبل القاضي‬

‫محكمة التنازع‪:‬‬

‫ملف رقم ‪:‬‬

‫قرار‬ ‫فهرس رقم‪:‬‬

‫في القضية المنشورة ‪:‬‬

‫بين بلدية رايس حميدو الجزائر‬

‫من جهة‬

‫و بين ص‪.‬ج القبة الجزائر‬

‫من جهة أخرى‬

‫قرار بتاريخ ‪:‬‬

‫‪ 39‬ماي ‪7333‬‬

‫و بحضور السيد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع‬

‫قضية ‪:‬‬

‫رئيس بلدية رايس حميدو في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها شارع ‪ 33‬ديسمبر ‪ 3893‬األبيار بن‬

‫عكنون‪ -‬الجزائر‪-‬‬

‫ضد‪:‬‬

‫ص‪.‬ج‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫و بعد اإلطالع على القانون العضوي رقم ‪ 30-89‬المؤرخ في ‪ 0‬يونيو ‪ 3889‬المتعلق باختصاصات‬

‫محكمة التنازع و تنظيمها و عملها وسيما المواد ‪31،39،39‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪ -‬بعد اإلطالع على مجموع أوراق ملف الدعوى و سيما على القرار الصادر عن الغرفة‬

‫اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ ‪ 37‬نوفمبر ‪.3888‬‬

‫‪ -‬بعد اإلستماع إلى السيد حسان بوعر وج نائب رئيس المحكمة العليا و مقرر في القضية‪،‬‬

‫في تالوة تقريره و إلى السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع في طلباته‬

‫الرامية إلى إرجاء الفصل في الموضوع إلى حين تصحيح الخطأ اإلجرائي بتسجيل القضية‬

‫بكتابة ضبط محكمة التنازع وفقا لمقتضيات المادة ‪ 39‬الفقرة األخيرة من القانون رقم ‪-89‬‬

‫‪ 30‬و في الموضوع القول بأنه ال توجد حالة تنازع اإلختصاص بين جهتين قضائيتين‬

‫تابعتين لنظامين قضائيين مختلفين و رفض اإلحالة على الحال ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬فصال في القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ 9111‬القاضي‬

‫"بإحالة لف القضية إلى محكمة التنازع طبقا للمادة ‪ 91‬من القانون ‪ 20-11‬للفصل فيها طبقا للقانون"‪.‬‬

‫عن الدفع المثار من قبل السيد محافظ الدولة‪ :‬و الرامي "إلى إرجاء الفصل في الموضوع إلى حين‬

‫تصحيح الخطأ اإلجرائي بتسجيل القضية بكتابة ضبط محكمة التنازع وفقا لمقتضيات المادة ‪ 91‬الفقرة‬

‫األخيرة من القانون ‪."20-11‬‬

‫لكن حيث أن االطالع على ملف الدعوى يبين أن اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 91‬من القانون‬

‫المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 9111‬المتعلق بمحكمة التنازع قد تم احترامها ذلك أن الملف الكامل قد أرسل إلى‬

‫المحكمة التنازع من قبل السيد النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر و تم تسجيله بأمانه الضبط تحت‬

‫رقم‪ 9 ،‬ثم حول إلى القاضي المقرر وعليه فان الدفع المشار في غير محله‪.‬‬

‫في الموضوع‪:‬‬

‫حيث انه يتبين من الوثائق المرفقة بملف الدعوى انه تم بابر أمصفقة بين بلدية رايس حميدو و المسمى‬

‫ص‪.‬ج النجاز مشروع سكنات من نوع البناء الجاهز و تم التسليم النهائي لألشغال بتاريخ ‪ 00‬ديسمبر‬

‫‪ 9110‬و عند امتناع البلدية عن دفع ما بقي بذمتها رفعت دعوى من المقاول المذكور أعاله أمام‬

‫المحكمة في باب الوادي فصدر على إثرها حكم في ‪ 09‬أكتوبر ‪ 9111‬قضى بالتزام البلدية بدفعها ما‬

‫قدره خمسة و خمسون مليون وثمانمائة وثالثة وعشرون ألف وأربعمائة و ستون (‪ )1181008.52‬دينار‬

‫قيمة األشغال المنجزة وكذا مبلغ مائة ألف (‪ )9228222‬دينار تعويضا وكل ذلك تحت غرامة تهديدية‬

‫قدرها ألف (‪ )98222‬دينار عن كل يوم تأخير تسري اعتبا ار من تاريخ صدور الحكم‪.‬‬

‫حيث أن مجلس قضاء الجزائر الغرفة المدنية على اثر استئناف رفعته بلدية رايس حميدو قد‬

‫اصدر قرار بتاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 9115‬قضى "بتأكيد الحكم المستأنف الصادر عن محكمة باب الوادي‬

‫بتاريخ ‪ 09‬أكتوبر ‪ 9111‬مبدئيا فيما قضى باالستجابة لطلب المدعي المستأنف عليه في مبلغ الدين‬

‫‪17‬‬
‫األصلي المقدر بمبلغ ‪ 1181008.52‬دينار ورفض ما زاد عن ذلك من الطلبات "مع المالحظة أن المبالغ‬

‫المالية كانت مدونة بمنطوق القرار باألرقام وليس بالحروف‪.‬‬

‫حيث أن المقاول ص‪.‬ج أودع عريضة بتاريخ ‪ 91‬جوان ‪ 9110‬أمام مجلس قضاء طالب فيها‬

‫تدعيم المبالغ المالية المعطات له باألرقام بموجب قرار ‪ 20‬أوت ‪ 9115‬و كتابتها بالحروف حتى يتم‬

‫التنفيذ القانوني فصدر قرار عن الغرفة المدنية لمجلس الجزائر في ‪ 21‬نوفمبر ‪" 9110‬بقبول الدعوى‬

‫شكال والقول أن المبالغ المحكوم بها بموجب القرار الصادر عن المجلس الحالي‪.‬‬

‫بتاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 9115‬التي ذكرت باألرقام فقط هي تدون بالحروف كالتالي‪ :‬خمسة وخمسون وثمان مائة‬

‫وثالثة وعشرون ألف وأربعمائة وستون دينا ار في األصل و مبلغ مائتا ألف دينار كتعويض"‬

‫حيث أن رئيس بلدية رايس حميدو أودع عريضة بتاريخ ‪ 1‬جانفي ‪ 9111‬لدى الغرفة اإلدارية لمجلس‬

‫لقضاء بالجزائر أشار فيها إلى انه يرفع دعوى من اجل‪:‬‬

‫‪" -9‬طلب المصادقة على القيمة الحقيقية للمشروع المنجز من طرف المقاول ص‪.‬ج‬

‫‪ -0‬القول و التصريح بان القضاء اإلداري هو المختص في المصادقة على المبلغ الذي يجب على‬

‫خزينة الدولة دفعه للمدعي عليه‪ :‬خمسة ماليين و خمسمائة ومائتان وثمانون ألف وثالثمائة وستة‬

‫وأربعون (‪ )1811080.5‬دينارا"‪.‬‬

‫‪ -0‬القول والتصريح بان المبلغ الذي تلتزم به خزينة الدولة دفع إلى المدعي عليه ص‪.‬ج هو مبلغ‬

‫(‪ )1811080.5‬دينارا" هكذا‪.‬‬

‫حيث أن المدعي أجاب انه ال يمكن لمحكمة اإلدارية أن تقبل طلب البلدية لتخفيض مبلغ الدين‬

‫إلى "‪ "1811080.5‬دينار الن الحكم المدني الذي فصل في النزاع حكم قاطع و نهائي فصدر قرار عن‬

‫الغرفة اإلدارية بمجلس القضاء بالجزائر بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ "9111‬بإحالة ملف القضية إلى محكمة‬

‫التنازع طبقا للمادة ‪ 91‬من القانون ‪ 20-11‬للفصل فيها طبقا للقانون" وذلك على أساس‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .9‬إن النزاع القائم بين الطرفين يتعلق بصفته أبرمت بين بلدية رايس حميدو و المدعى عليه‬

‫ص‪.‬ج وأن النزاعات الناتجة عن الصفقات العمومية هي من اختصاص الغرفة اإلدارية‬

‫‪ .0‬إن المدعي عليه طلب إمام محكمة باب الوادي الحذم على البلدية بدفعها له ما قدره‬

‫‪ 1811080.5‬دينا ار قيمة الدين إال أن المحكمة المذكورة و مجلس القضاء منحاه مبلغ‬

‫‪ 1181008.52‬دينا ار وبالتالي فان الغرفة اإلدارية بصفتها مختصة للفصل في النزاع ترى أن‬

‫المبلغ المستحق للمدعى عليه هو ‪ 1811080.5‬دينا ار و هو المبلغ الذي طالب به أمام‬

‫المحكمة و المجلس و أن حكم الغرفة اإلدارية في القضية *** سيؤدي إلى تناقض بين‬

‫األحكام القضائية لنظامين مختلفين و اعتمادا على المادة ‪ 91‬من قانون ‪ 20‬جوان ‪9111‬‬

‫المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها قررت إحالة الملف إلى هذه الهيئة‬

‫القضائية"‪.‬‬

‫‪ .0‬حيث انه من الثابت أن النزاع القائم بين الطرفين يرجع الفصل فيه لالختصاص المانع للجهة‬

‫القضائية اإلدارية على أساس‪:‬‬

‫‪ ‬إن احد الطرفين المتخاصمين هو بلدية رايس حميدو تطبيقا لمقتضيات المادة ‪20‬‬

‫من قانون اإلجراءات المدنية‬

‫‪ ‬و أن موضوع النزاع باإلضافة إلى ما ذكر أعاله يخص تنفيذ عقد صفقة عمومية‬

‫وفقا لمقتضيات المرسوم رقم‪ .0.-19 :‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 9119‬إال أن‬

‫القرار الصادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ ‪ 20‬أوت ‪9115‬‬

‫قد أصبح نهائيا وحائ از على قوة الشيء المقضي به ذلك انه تم تبليغه لرئيس‬

‫البلدية بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ 9115‬وفقا ألحكام المادة ‪ 001‬من قانون اإلجراءات‬

‫المدنية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حيث إن الدعوى األولى التي توجهت بصدور القرار المدني المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 9115‬و‬

‫الدعوى الثانية التي رفعها رئيس بلدية رايس حميدو أمام الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر والتي‬

‫انتهت بصدور قرار اإلحالة على محكمة التنازع بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪ 9111‬قائمتان بين نفس األطراف‬

‫المتنازعة و لهما نفس الموضوع و مؤسسة على نفس السبب‪.‬‬

‫و بالتالي ال يمكن للجهة القضائية اإلدارية المعروض عليها النزاع من قبل بلدية رايس حميدو أن‬

‫تتمسك باختصاصها و تفصل في طلبات األطراف نظ ار لوجود قرار سابق نهائي صادر عن الغرفة‬

‫المدنية لمجلس قضاء الجزائر الن قوة الشيء المقتضي به تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق‪.‬‬

‫وضمن هذه الظروف انه كان يتعين على قضاء الغرفة اإلدارية أن يقضوا برفض دعوى بلدية‬

‫اريس حميدو لسبق الفصل فيها من قبل الغرفة المدنية‪.‬‬

‫فلهذه األسباب تقضي محكمة التنازع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬بصحة إجراءات اإلحالة شكال‬

‫ثانيا‪ :‬و في الموضوع تقرر أن ال مجال للنزاع في االختصاص بين القضاة‬

‫ثالثا‪ :‬و تأمر بإعادة ملف القضية إلى الغرفة اإلدارية لمجلس قضاة الجزائر للفصل فيه وفقا للقانون‬

‫رابعا‪ :‬وبإبقاء المصاريف على الخزينة‪.‬‬

‫لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلة العلنية المنعقدة بتاريخ الثامن ماي سنة ألفين من قبل محكمة‬

‫التنازع المتركبة من السادة‪:‬‬

‫الرئيس األول للمحكمة العليا رئيسا‬ ‫عزوز ناصري‬

‫نائب رئيس المحكمة العليا مقر ار‬ ‫حسان بوعروج‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا عضوا‬ ‫مقراني حمادي‬

‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا عضوا‬ ‫نذر بيوت‬

‫‪20‬‬
‫رئيسة غرفة بمجلس الدولة عضوا‬ ‫فريدة أبركان‬

‫رئيس غرفة بمجلس الدولة عضوا‬ ‫مقداد كروغلي‬

‫ريسة غرفة بمجلس الدولة عضوا‬ ‫مليكة صحراوي‬

‫بحضور السيد محمد قطوش محافظ الدولة لدى محكمة لتنازع‬

‫وبمساعدة السيد حمدي عبد الحميد أمين الضبط‬

‫امين الضبط‬ ‫المقرر‬ ‫الرئيس‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫باسم الشعب الجزائري‬

‫محكمة التنازع‬

‫ملف رقم‪92 :‬‬

‫فهرس رقم‪92 :‬‬

‫األطراف المعنية‬

‫في القضية المنشورة‪:‬‬ ‫قرار بتاريخ‪:‬‬

‫بين‪ :‬أرملة ب المولود أ‪.‬ف الساكنة بقسنطينة المدعية في الطعن والوكيل عنها‬ ‫‪ 21‬أكتوبر ‪0222‬‬

‫األستاذ بوشمال عبد الباقي المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره‬
‫‪21‬‬

‫ب‪ 91 :‬نهج ‪ 91‬جوان ‪ 9111‬قسنطينة‪.‬‬


‫قضية‪:‬‬

‫أرملة ب المولد أ‪.‬ف‬

‫من جهة‬ ‫ضد‪:‬‬

‫وبين المستثمرة الفالحية رقم ‪ 20‬المنبثقة عن مزرعة قايدي عبد اهلل بحامة‬ ‫المستثمرة‬

‫بوزيان و الممثلة من طرف رئيسها ب‪.‬ع المدعي عليها في الطعن والوكيل‬ ‫الفالحية رقم ‪20‬‬

‫عنها األستاذ صدور احمد المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره‪:‬‬

‫‪ 20‬نهج كيموش احمد قسنطينة مديرية المصالح الفالحية لوالية قسنطينة‬

‫يمثلها مديرها‪ ،‬مدير أمالك الدولة لوالية قسنطينة‪.‬‬

‫وبحضور السيد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع‪ ،‬من جهة أخرى في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها‬

‫شارع ‪ 99‬ديسمبر‪ 9152‬االبيار بن عكنون – الجزائر‪-‬‬

‫وبعد المداولة القانونية‪ ،‬أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بعد االطالع على القانون العضوي رقم‪ 20-11 :‬المؤرخ في ‪ 0‬يونيو ‪ 9111‬المتعلق اختصاصات‬

‫محكمة التنازع ونتظيمها وعملها وسيما المواد ‪ 91‬و‪ 95‬و‪ 90‬و‪ 91‬وما يليها‪.‬‬

‫بعد االطالع على مجموع أوراق الملف للدعوى وعلى عريضة اعن وعلى مذكرة الرد‪ ،‬بعد االستماع إلى‬

‫السيد كروغلي مقداد المستشار المقرر في تالوة تقريره والى السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة‬

‫التنازع في طلباته الرامية إلى‪:‬‬

‫في الموضوع‪ :‬رفض الدعوة لعدم قيام حالة التنازع االختصاص لكونها سابقة ألوانها‪ ،‬واحتياطها‪ ،‬إسناد‬

‫االختصاص إلى الغرفة المدنية بمجلس قضاء قسنطينة حيث انه وبموجب عريضة مسجلة بتاريخ ‪-90‬‬

‫‪ 0222-20‬لدى كتابة ضبط محكمة التنازع التمست السيدة ب المولود أ‪.‬ف تعيين الجهة القضائية‬

‫المختصة للفصل في النزاع القائم بينها و بين المستثمرة الفالحية الجماعية رقم‪ 20 :‬المنبثقة عن مزرعة‬

‫‪22‬‬
‫قايدي عبد اهلل بجامعة بوزيان والية قسنطينة وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 90‬من القانون رقم ‪ 20-11‬خ‬

‫في ‪ 9111-25-20‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها‪.‬‬

‫و أنها تعرض بان المرحوم زوجها كان عضوا مؤسسا للمستثمرة الفالحية الجماعية المذكورة أعاله‬

‫وبعد وفاته بتاريخ ‪ 9119-90-09‬حلت محله متمتعة بنفس قوق األعضاء اآلخرين وانه على اثر النزاع‬

‫القائم بينها وبين األعضاء اآلخرين المستثمرة الفالحية الجماعية الذين حموها من حقوق االستغالل ومن‬

‫وسائل اإلنتاج التي تمتلكها هذه المستثمرة‪ ،‬رفعت دعواها القضائية أمام محكمة قسنطينة (القسم المدني)‪.‬‬

‫وانه بموجب الحكم الصادر في ‪ 9111-25-09‬عينت هذه الجهة القضائية خبيرا‪.‬‬

‫وانه بناءا على استئناف‪ ،‬أيدت الغرفة المدنية لمجلس قضاء قسنطينة بموجب القرار الصادر بتاريخ ‪-90‬‬

‫‪ 9115-20‬الحكم من حيث المبدأ وباإلضافة كلفت الخبير المعين بتحديد حصة الطاعنة من العتاد‬

‫الفالحي‪.‬‬

‫وان الخبير المعين قدر بان المبلغ المستحق دفعه للطاعنة قيمته ‪ .290058.2‬دينار جزائري‪.‬‬

‫وانه بعد رجوع القضية من الخبرة‪ ،‬صادقت محكمة قسنطينة بموجب الحكم الصادر في ‪9110-99-21‬‬

‫على تقرير الخبرة و حكمت على المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها بدفع مبلغ ‪.290508.2‬‬

‫د ج للطاعنة مقابل حصتها ومبلغ ‪ 928222‬د ج قيمة مصاريف الخبرة‪ ،‬وانه بناءا على استئناف‪ ،‬ألغت‬

‫الغرفة المدنية لمجلس القضاء بقسنطينة بموجب القرار الصادر بتاريخ ‪ 9111-25-01‬الحكم المستأنف‬

‫وفصال في القضية من جديد صرحت بعدم اختصاصها معتبرة من جهة بان األمالك المتنازع عليها هي‬

‫دائما ملك للقطاع العمومي وال يمكن بالنتيجة قسمتها تقسيما و من جهة أخرى‪ ،‬بان النزاع ال يدخل في‬

‫الحاالت المعددة على سبيل الحصر في المادة السابعة (‪ )20‬مكرر من القانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫فضال عن أن الطاعنة أدخلت مديرية المصالح الفالحية ومديرية األمالك الوطنية لوالية قسنطينة في‬

‫الدعوى‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وان الطاعنة لجأت بعد ذلك إلى الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء قسنطينة‪ ،‬غير أن هذه الجهة القضائية‬

‫صرحت هي كذالك بموجب القرار الصادر في ‪ 9111-21-01‬بعد اختصاصها معتبرة ان النزاع ال‬

‫يتعلق سوى بأشخاص من القانون الخاص بالتالي ال يتعلق بأي شخص من القانون العام مثلما يستخلص‬

‫ذلك من مقتضيات المادة ‪ 0‬من قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬وانه أمام هذه الوضعية وطبقا لمقتضيات المادة‬

‫‪ 91‬من القانون رقم ‪ 20-11‬المؤرخ في ‪ 9111-25-20‬التمست الطاعنة من محكمة التنازع تعيين‬

‫الجهة القضائية المختصة للفصل في هذا النزاع‪.‬‬

‫حيث أن المستثمرة الفالحية الجماعية رقم ‪ 20‬المنبثقة عن مزرعة "قايدي عبد اهلل" بجامعة بوزيان‬

‫متقاضية بواسطة ممثلها القانوني‪ :‬أودعت مذكرة جوابية ترمي إلى التصريح بعدم قبول عريضة أرملة ب‬

‫من حيث الشكل متمسكة في ذلك بان القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء قسنطينة‬

‫بتاريخ ‪ 9111-21-01‬بلغ لجميع األطراف يوم ‪ 9111-99-20‬وفقا لمقتضيات المادة ‪ 909‬الفقرة ‪.‬‬

‫من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫وان العريضة االفتتاحية المؤرخة في ‪ 0222-20-90‬قدمت بالتالي خارج اجل الشهر‬

‫المنصوص عليه في المادة ‪ 022‬من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫وان المستثمرة الفالحية الجماعية تتمسك كذلك بان الق اررات الواجب عرضها على محكمة التنازع‬

‫يجب أن تكون نهائية غير أن الطاعنة لم تتخذ التدابير المالئمة للحصول على قرار نهائي‪ ،‬وبالنتيجة‬

‫يتعين رفض طلبها‪.‬‬

‫وانه على سبيل االحتياط في الموضوع تتمسك المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها بان‬

‫زوج الطاعنة كان يملك حق االنتفاع بالعتاد الفالحي وبمباني المستثمرة وان هذا الحق انقضى بوفاة‬

‫المستفيد طبقا لمقتضيات المادة ‪ 110‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫باسم الشعب الجزائري‬

‫تناقض األحكام‬

‫محكمة التنازع‬

‫ملف رقم‪11 :‬‬

‫فهرس رقم‪11 :‬‬

‫قرار‬

‫في القضية المنشورة‪:‬‬

‫بين أرملة م المولودة ع‪ -‬ف الساكنة ب اسطاوالي – الجزائر المدعية في الطعن و الوكيل عنها‬

‫األستاذ‪/‬بوشبكة حسين المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب‪ :‬حي ‪ 02‬أوت عمارة ح رقم ‪:‬‬

‫‪ 01‬باش جراح الجزائر‪.‬‬

‫من جهة‬

‫و بين أ‪.‬ج اسطاوالي الجزائر المدعي عليه في الطعن و الوكيل عنه األستاذ محمد حمدي باشا المحامي‬

‫المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب‪ 11 :‬شارع باب عزون الجزائر‪.‬‬

‫السيد والي والية تيبازة الكائن مكتبه بمقر والية تيبازة المدعي عليه في الطعن و الوكيل عنه األستاذ‬

‫اوكبدان مصطفى المحامي المقبول لدى المحكمة العليا الكائن مقره ب‪ :‬شارع اإلخوة حسين حجوط‬

‫البليدة‪.‬‬

‫السيد مدير الترقية و التسيير العقاري وكالة زرالدة ممثلة من طرف مديرها الكائن بزرالدة ممثلة من طرف‬

‫مديرها الكائن بزرالدة المدعى عليه في الطعن الغير ممثل‪.‬‬

‫من جهة أخرى‬

‫‪25‬‬
‫و بحضور السيد محافظ الدولة لدى محكمة التنازل‬

‫إن محكمة التنازع‬

‫في جلستها العلنية المنعقدة بمقرها شارع ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1692‬االبيار بن عكنون الجزائر' وبعد المداولة‬

‫القانونية‪.‬‬

‫أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بعد االطالع على القانون العضوي رقم‪ 20-96 :‬المؤرخ في ‪ 0‬يونيو ‪ 1669‬المتعلق‬

‫باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها وسيما المواد ‪ 11‬و‪ 19‬و‪ 11‬و‪ 19‬و ما يليها‪:‬‬

‫بعد االطالع على مجموع أوراق ملف الدعوى و على عريضة الطعن و على مذكرتي الرد‪.‬‬

‫بعد االستماع إلى السيد حسان بوعروج نائب رئيس المحكمة و مقرر في القضية في تالوة تقريره و إلى‬

‫السيد قطوش محمد محافظ الدولة لدى محكمة التنازع في طلباته الرامية إلى‪:‬‬

‫في الشكل ‪ :‬التصريح بقبول طلب الفصل في نزاع االختصاص شكال‬

‫في الموضوع‪ :‬التصريح بان القضاء اإلداري غير مختص بالفصل في النزاع الدائر بين الطرفين واعتبار‬

‫اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة كان لم تكن وبالتالي فالقرار الصادر عنه بتاريخ ‪ 21‬ديسمبر ‪1669‬‬

‫ال اثر له و الحكم على المطعون ضده بالمصاريف القضائية" و انه بعد وفاة المدعو‪ :‬ب تحصلت‬

‫الطاعنة على قطعة ارض مساحتها ‪ 11‬هكتار و ‪ 51‬آر كما تحصلت على مبلغ ‪ 120222‬د ج و اجر‬

‫ستة (‪ )29‬أشهر عن المرحوم زوجها‪.‬‬

‫وانه بعد مرور مدة أربعة (‪ )25‬سنوات رفعت الطاعنة دعوى قضائية على المستثمرة الفالحية‬

‫الجماعية و قد صدرت الق اررات المشار إليها أعاله في هذا الشأن‪.‬‬

‫وان المستثمرة الفالحية الجماعية المطعون ضدها تعتبر أن األمر يتعلق بطلب قسمة أمالك‬

‫عمومية ال يدخل ال في اختصاص القضاء اإلداري مثلما هو منصوص عليه في المادة ‪ 21‬من قانون‬

‫‪26‬‬
‫اإلجراءات المدنية و ال في اختصاص القضاء المدني‪ ،‬لهذا تعتبر أن محكمة التنازع غير معنية‪ /‬مختصة‬

‫و تلتمس رفض طلب الطاعنة‪.‬‬

‫و عليه‪:‬‬

‫في الشكل‪ :‬عن قبول أو عدم قبول طلب أرملة (ب)‪:‬‬

‫حيث انه يستخلص من مقتضيات المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 20-69‬المؤرخ في ‪1669-29-20‬‬

‫المتعلق باختصاصات محكمة التنازع‪ ،‬تنظيمها و عملها بأنه يجوز لكل طرف معين رفع دعواه أمام هذه‬

‫الجهة القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري والنظام القضائي للطعن فيهما‪.‬‬

‫حيث انه ال يستفاد من المستندات و الوثائق المقدمة في الملف بان القرار الصادر عن الغرفة‬

‫المدنية لمجلس قضاء قسنطينة في ‪ 1666-26-01‬و القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية لدى مجلس‬

‫قضاء قسنطينة في ‪ 1666-26-01‬صار نهائيا‪.‬‬

‫وبالنتيجة يتعين التصريح بعدم قبول الطلب المقدم من طرف الطاعنة بتاريخ ‪0222-20-10‬‬

‫لهذه األسباب‪:‬‬

‫تقضي محكمة التنازع‪:‬‬

‫في الشكل‪ :‬التصريح بعدم قبول الطاعنة‬

‫بالحكم عليها بالمصاريف‬

‫لذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ التاسع من شهر أكتوبر سنة ألفين‬

‫ميالدية من قبل محكمة التنازع المرتكبة من السادة‪:‬‬

‫الرئيس األول للمحكمة العليا رئيسا‬ ‫عزوز ناصري‬

‫نائب رئيس المحكمة العليا‬ ‫حسان بوعروج‬

‫‪27‬‬
‫رئيس غرفة بالمحكمة العليا عضوا‬ ‫مقراني حمادي‬

‫رئيسة غرفة بمجلس الدولة عضوا‬ ‫فريدة أبركان‬

‫رئيسة غرفة بمجلس الدولة عضوا مقر ار‬ ‫مقداد كرغولي‬

‫بحضور السيد محمد قطوش محافظ الدولة لدى محكمة التنازع و بمساعدة السيد حمدي عبد‬

‫الحميد أمين الضبط‪.‬‬

‫أمين الضبط‬ ‫المقرر‬ ‫الرئس‬

‫فضال في الطعن المرفوع بتاريخ ‪ 09‬مارس ‪ 0222‬من قبل المسماة ع‪.‬ف الرامي إلى نقض القرار‬

‫الصادر عن مجلس الدولة في ‪ 1669/10/21‬تحت رقم ‪ 199115‬دون إحالة‪ ،‬و حيث أن تدعيما‬

‫لطعنها أودعت الطاعنة بواسطة وكيلها األستاذ بوشيشية حسن عريضة تتضمن ثالثة أوجه‪.‬‬

‫حيث أن األستاذ حمدي باشا محمد أودع مذكرة جواب في حق الملتمس ضده ا‪.‬ج مفادها رفض‬

‫الطعن لعدم تأسيسه و تبريره و ذلك عمال بأحكام المادة‪ 21‬الفقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 02-69‬الختالف‬

‫الدعويين من حيث الشكل و الموضوع معا‪.‬‬

‫حيث أن األستاذ بوكبدان مصطفى أودع مذكرة جواب في حق والي والية تيبازة طلب فيها الحكم‬

‫بتطبيق القانون‪.‬‬

‫حيث أن الطلب المتعلق بالتنازع في االختصاص بين القضاة استوفى أوضاعه القانونية فهو‬

‫مقبول شكال‪.‬‬

‫في الموضوع‪ :‬حيث انه يتضح من الملف أن مجلس قضاة البليدة الغرفة المدنية اصدر قرار بتاريخ ‪05‬‬

‫جانفي ‪ 1665‬قضى على المسمى أ‪.‬ج بطرده من العمل موضوع النزاع الكائن ‪ 6‬شارع الهجري احمد‬

‫باسطاوالي تحت غرامة تهديدية قدرها ألف دينار عن كل يوم تأخير من تاريخ تبليغ وذلك على أساس أن‬

‫‪28‬‬
‫المحل تابع لملك المسماة ع‪.‬ف التي اشترته من أمالك الدولة بموجب عقد إداري مؤرخ في ‪ 10‬ماي‬

‫‪.1669‬‬

‫حيث أن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا أصدرت قرار بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 1661‬تحت‬

‫رقم ‪ 100101‬قضت فيه بالرفض و الطعن المرفوع من قبل المسمى أ‪.‬ج ضد القرار الصادر عن مجلس‬

‫البليدة المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫و بموازاة لهذه اإلجراءات أمام القضاة المدني رفعت دعوى أمام القضاء اإلداري من قبل المسمى أ‪.‬ج‬

‫ترمي إلى تنحية المرآب المتنازع فيه من عقد البيع المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1699‬على أساس انه اجر له‬

‫من طرف ديوان الترقية و التسيير العقاري بزرالدة وتوجهت هذه اإلجراءات بقرار صادر عن مجلس الدولة‬

‫في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 1669‬ملف رقم ‪ 199115‬الغرفة الرابعة بتصحيح عقد البيع المحرر في ‪ 10‬ماي‬

‫‪ 1699‬وبالقبول أن المحل المتنازع عليه ال يدخل ضمن العقار المبيع ألرملة مالك المولود ع‪.‬ف عن‬

‫األوجه المشارة من قبل المسماة ع‪.‬ف‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬مأخوذ من انعدام األساس القانوني للقرار الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ ‪ 21‬ديسمبر‬

‫‪ 1669‬تحت رقم ‪ 199115‬ذلك انه أمر بتصحيح عقد البيع المحرر في ‪ 10‬ماي ‪ 1699‬و بالقبول أن‬

‫المحل المتنازع عليه لم يدخل ضمن العقار المبيع للمسماة ع‪.‬ف دون أن يستفيد على أي نص قانوني في‬

‫حيثياته أو في منوقة مما يجعله منعدم األساس القانوني‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬مأخوذ من تناقض األسباب ذلك أن القرار الصادر عن الغرفة المدنية لمجلس البليدة في‬

‫‪ 05‬جانفي ‪ 1665‬قد أشار بان أ‪.‬ج يحتل األماكن بطريق الغش و التعدي و أن وصوالت الكراء التي‬

‫يجوز عليها ينكرها ديوان الترقية و التسيير العقاري إال أن القرار الصادر عن مجلس الدولة في ‪21‬‬

‫ديسمبر ‪ 1669‬اعتمد على هذه الوصوالت رغم أن الديوان لم يكن ممثال من طرف محام و عليه فان‬

‫أسباب كال الق اررين متناقصة في مضمونها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬مأخوذ من مخالفة القانون و ينقسم إلى فرعين‬

‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬يعيب على القرار الصادر عن مجلس الدولة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 1669‬كونه جاء‬

‫مخالفا لمضمون أحكام القانون رقم ‪ 21091‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 1691‬المتضمن التنازل عن‬

‫أمالك الدولة و كذا أحكام المادة ‪ 115‬من القانون المدني الن الملتمس ضده أ‪.‬ج ال تتوفر فيه‬

‫شروط المستأجر مما يتعين القضاء ببطالن القرار الصادر عن مجلس الدولة في ‪ 21‬ديسمبر‬

‫‪.1669‬‬

‫‪ ‬الفرع الثاني‪ :‬يعيب عن القرار الصادر عن مجلس الدولة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 1669‬كونه جاء‬

‫متناقضا مع القرار الصادر عن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا بتاريخ ‪ 29‬جوان‬

‫‪ 1661‬تحت رقم ‪ 100101‬والذي حاز قوة الشيء المقتضي فيه‪.‬‬

‫عن الفرع الثاني من الوجه الثالث باألسبقية‪:‬‬

‫حيث انه يتبين من الوثائق المرفقة بالملف أن النزاع القائم بين الطرفين يتعلق بمرآب مشغل‬

‫كمحل تجاري من قبل المسمى أ‪.‬ج الذي يزعم بأنه اجر له من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري‬

‫بزرالدة اعتمادا على وضعيات ايجارية في حين أن المسماة ع‪.‬ف تتمسك بعقد إداري مؤرخ في ‪ 10‬ماي‬

‫‪ 1699‬يتعلق ببيع عقار لها من مصالح أمالك الدولة ويتضمن المرآب المتنازع فيه‪.‬‬

‫حيث ان النزاع والمتعلق بالمرآب قد عرض‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عن الجهات القضائية المدنية و توج بقرار صادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء البليدة في ‪05‬‬

‫جانفي ‪ 1665‬قضى على أ‪.‬ج وكل شاغل بإذنه بإخالء المحل تحت غرامة تهديدية قدرها ألف دينار عن‬

‫كل يوم تأخير من تاريخ القرار الذي أصبح نهائيا و حائ از لقوة الشيء المقتضي به بعد صدور القرار‬

‫المؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪ 1661‬عن الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا تحت رقم ‪ 100101‬القاضي‬

‫برفض الطعن المرفوع ضد القرار المشار إليه أعاله من قبل أ‪.‬ج‬

‫‪30‬‬
‫و ثانيا ‪ :‬عرض النزاع على الجهات القضائية اإلدارية و صدر بشأنه قرار عن الغرفة اإلدارية لمجلس‬

‫قضاء الجزائر في ‪ 5‬مارس ‪ 1661‬برفض دعوى المسمى أ‪.‬ج على أساس أن تقرير الخبرة و األحكام‬

‫المدنية التي حازت قوة الشيء المقضي به قد أثبتت أن المحل موضوع النزاع يشكل جزءا من العقار التي‬

‫تملكه المسماة ع‪.‬ف إال أن مجلس الدولة بق ارره المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1669‬الغى القرار المشار إليه‬

‫أعاله و أمر بتصحيح عقد البيع المحرر في ‪ 10‬ماي ‪ 1699‬و بالقول أن المحل المتنازع عليه ال يدخل‬

‫ضمن العقار المبيع للمسماة ع‪.‬ف و ذلك لألسباب الموضعةِ آنفا‪.‬‬

‫و أنه نتيجة لذلك يتبين أن جهتين قضائيتين األولى خاضعة للنظام القضائي العادي و هي‬

‫المحكمة العليا و الثانية خاضعة للنظام القضائي اإلداري و هي مجلس الدولة قد قضت باختصاصها و‬

‫أصدرت ق اررين متناقضين أصبحا نهائيين‪:‬‬

‫و عليه فإنه الشروط المطلوبة في المادة ‪ 11‬الفقرة ‪ 0‬من القانون العضوي المؤرخ في ‪ 0‬جوان ‪1669‬‬

‫المتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها متوفرة و ينبغي إذا الحكم بوضع حد لهذه‬

‫الوضعية‪.‬‬

‫حيث أنه ال يمكن للجهة القضائية اإلدارية المعروض عليها النزاع من قبل المسمى أ‪.‬ح أن‬

‫تفضل في طلبات األطراف نظ ار لوجود قرار سابق نهائي صادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء البليدة‬

‫ألن قوة الشيء المقضي به أن تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق سيما و أن هذا الدفع أثير أمام‬

‫مجلس الدولة و بقي بدون رد‪.‬‬

‫و ضمن هذه الظروف إنه كان يتعين على قضاة مجلس الدولة في ‪ 05‬جانفي ‪ 1665‬يبقى ساري‬

‫المفعول ‪ .‬و هو يكون قابال للتنفيذ‪.‬‬

‫و عليه ينبغي و بناء على الفرع الثاني من الوجه الثالث المثار من قبل المسماة ع‪.‬ف و بدون حاجة‬

‫لمناقشة األوجه المتبقية ينبغي الحكم بالقول أن القرار الصادر عن المجلس الدولة في ‪ 1‬ديسمبر ‪1669‬‬

‫‪31‬‬
‫تحت رقم ‪ 199115‬ال أثر له و أن القرار القابل للتنفيذ هو القرار الصادر عن مجلس قضاء البليدة‬

‫بتاريخ ‪ 05‬جانفي ‪.1665‬‬

‫فلهذه األسباب ‪:‬‬

‫تقضي محكمة التنازع ‪:‬‬

‫بقبول الطلب شكال‬

‫و في الموضوع تقرر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن التناقض بين الق اررين الصادرين األول عن مجلس قضاء البليدة في ‪ 05‬جانفي ‪ 1665‬و الثاني‬

‫عن مجلس الدولة في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1669‬قائم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إن القرار القابل للتنفيذ هو القرار الصادر عن مجلس القضاء البيليدة بتاريخ ‪ 05‬جانفي ‪.1665‬‬

‫و تحمل المطعون ضده أ‪.‬ج بالمصاريف القضائية‪.‬‬

‫لذا صدر القرار و وقع التصريح به في الجلسة العلنية بتاريخ التاسع من شهر أكتوبر سنة ألفين من قبل‬

‫محكمة التنازع‪.‬‬

‫أمين الضبط‬ ‫المقرر‬ ‫الرئيس‬

‫‪32‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمـــــــــــــــــة المراجـــــــــــــــــــــع ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬باللـــــــــــغة العــــــــــــــــــربية‬
‫أوال‪ :‬الكتـــــــــــب‬

‫‪ -)1‬إعاد علي محمود القيسي‪ ،‬القضاء اإلداري و قضاء المظالم‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫‪.1111‬‬

‫‪ -)2‬بسيوني عبد الغني عبد اهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1111 ،‬‬

‫‪ -)3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪.2002 ،‬‬

‫‪ -)4‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪.2001 ،‬‬

‫‪ -)2‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -)1‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و اإلزدواجية(‪ ،)2000-1112‬دار‬

‫ريحانة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2000،‬‬

‫‪ -)7‬بوضياف عمار‪ ،‬النظام القضائي الجزائري( طبيعة النظام القضائي‪ ،‬هياكل النظام القضائي‪،‬‬

‫اإلختصاصات)‪ ،‬دار ريحانة للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪ -)8‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر(دراسة وصفية تحليلية مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،2‬جسور للنشر و‬

‫التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬

‫‪ -)1‬بوضياف عمار ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية(دراسة مدعمة باإلجتهادات القضائية للمحكمة العليا و‬

‫مجلس الدولة و محكمة التنازع)‪ ،‬جسور للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)10‬بوعلي سعيد‪ ،‬سلسلة مباحث في القانون( المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري)‪ ،‬دار بلقيس‬

‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2014،‬‬

‫‪ -)11‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬قانون القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2001 ،‬‬

‫‪ -)12‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم واختصاص القضاء اإلداري)‪ ،‬ديوان المطبوعات‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -)13‬دالي الهادي‪ ،‬مرشد المتعامل مع القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ -)14‬سالم بن راشد العلوي‪ ،‬القضاء اإلداري(دراسة مقارنة)‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫‪.2001‬‬

‫‪ -)12‬شيهوب مسعود‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫‪.2002‬‬

‫‪ -)11‬صدوق عمر‪ ،‬تطور التنظيم القضائي اإلداري في الجزائر‪ ،‬دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬‬

‫تيزي وزو‪.2010 ،‬‬

‫‪ -)17‬طاهري حسين‪ ،‬شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع‪،‬‬

‫الجزائر‪.2002،‬‬

‫‪ -)18‬طاهري حسين‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -)11‬عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)20‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية(الهيئات و اإلجراءات)‪ ،‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -)21‬فهد عبد الكريم أبو العثم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية و التطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫‪.2011‬‬

‫‪ -)22‬لحسن بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،1‬‬

‫الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -)23‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -)24‬محمد اإلبراهيمي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫‪.1111‬‬

‫‪ -)22‬محمد حلمي‪ ،‬القضاء اإلداري(قضاء اإللغاء‪ ،‬القضاء الكامل‪ ،‬إجراءات التقاضي)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‬

‫العربي‪ ،‬القاهرة‪.1177 ،‬‬

‫‪ -)21‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬

‫‪ -)27‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬المحكمة الدستورية العليا(قاضي التنازع‪ ،‬تنازع اإلختصاص‪ ،‬تنازع األحكام‬

‫المتناقضة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬

‫‪ -)28‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2000 ،‬‬

‫‪ -)21‬محيو أحمد‪ ،‬ترجمة فائز أنجق و بيوض خالد‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬

‫الجزائر ‪.2003‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)30‬مصطفى أبو زير فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري و مجلس الدولة و قضاء اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬د س ن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرســــــــــــائل و المذكــــــرات الجـــــــــامعية‬

‫أ)‪ -‬رســــــــــــائل الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ -‬بوجادي عمر‪ ،‬إختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬

‫جامعة تيزي وزو‪.2011 ،‬‬

‫ب)‪ -‬مذكــــــــــــــرات المـــــــاجستير‪:‬‬

‫‪ -)1‬بولعراوي الصادق‪ ،‬النظام القضائي الجزائري في المواد اإلدارية بين الوحدة واإلزدواجية(الهيئات و‬

‫اإلختصاصات)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬د س م‪.‬‬

‫‪ -)2‬صاش جازية‪ ،‬قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.1114 ،‬‬

‫‪ -)3‬عباس أمال‪ ،‬محكمة التنازع و عملها القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع دولة و المؤسسات‬

‫العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -)4‬غزالن سليمة‪ ،‬فكرة القانون العضوي في دستور ‪ ،1111‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع اإلدارة المالية‪ ،‬كلية‬

‫الحقوق‪ ،‬الجزائر‪. 2002 ،‬‬

‫‪ -)2‬مرزوقي فهيمة‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪،‬‬

‫المركز الجامعي‪ ،‬سوق أهراس‪.2001 ،‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫ج)‪ -‬مذكــــــــــــــرات التخــــــــــــرج‬

‫‪ -)1‬بانو نرمان‪ ،‬عزوق وردة‪ ،‬مجلس الدولة بين اإلختصاصات القضائية و اإلستشارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬

‫الماستر في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬تخصص الجماعات المحلية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪.2013 ،‬‬

‫‪ -)2‬جودي فتحي و آخرون‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع‪ ،‬ملتقى لنيل شهادة الليسانس في الحقوق‪ ،‬كلية‬

‫الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪.2011 ،‬‬

‫‪ -)3‬زايدي زكية‪ ،‬تركي حكيمة‪ ،‬تفوغالت كريمة‪ ،‬توزيع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل‬

‫شهادة الليسانس في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪.2002 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المقـــــــــــــــــــاالت‬

‫‪ -)1‬بوضياف عمار‪" ،‬دور محكمة التنازع في المحافظة على قواعد اإلختصاص النوعي "‪ ،‬مجلة المحكمة‬

‫العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬محكمة التنازع‪ ،‬اإلجتهاد القضائي‪ ،‬قسم الوثائق‪.2001‬‬

‫‪ -)2‬بوعمران عادل‪" ،‬حسم إشكاالت تنازع اإلختصاص بين القضاء اإلداري و القضاء العادي في النظام‬

‫القانوني الجزائري"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬عدد‪.2013 ،8‬‬

‫‪ -)3‬خلوفي رشيد‪" ،‬محكمة التنازع"‪ ،‬مجلة الموثق‪ ،‬دورية داخلية متخصصة‪ ،‬عدد‪.1111 ،7‬‬

‫‪ -)4‬زودة عمر‪"،‬التعليق على القرار رقم ‪ 01‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪2000‬عن محكمة التنازع"‪ ،‬مجلة مجلس‬

‫الدولة‪ ،‬عدد‪.2002 ،2‬‬

‫‪ -)2‬شنيخر هاجر‪" ،‬تنازع اإلختصاص بين القضاء العادي واإلداري"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬

‫بسكرة‪ ،‬عدد‪.2010 ،1‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)1‬محمود سالمة جبر‪"،‬المنازعات اإلدارية و حل إشكاليات تنازع اإلختصاص بين المجلسين اإلداري و‬

‫المدني"‪ ،‬مجلة قضايا الحكومة‪ ،‬عدد‪.1180 ،4‬‬

‫رابعا‪ :‬النصـــــــــــــــــــــــــوص القـــــــــــانونية‬

‫‪ -)1‬الدستــــــــــــــــــــــــور‪:‬‬

‫‪ -‬دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1111‬المنشور بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪ ،438-11‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‬

‫‪ ،1111‬ج ر عدد ‪ ،71‬لسنة ‪ ،1111‬معدل و متمم بالقانون رقم ‪ 03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬ج ر‬

‫عدد‪ ،22‬صادرة في ‪ 22‬أفريل ‪ ،2002‬معدل ومتمم بالقانون رقم‪ 11-08‬مؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر‪ ،2008‬ج ر‬

‫عدد‪ ،13‬صادرة في ‪ 11‬نوفمبر ‪.2008‬‬

‫‪ -)2‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫‪ -)1‬قانون عضوي رقم ‪ ،01-18‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1118‬يتضمن اختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه‬

‫و عمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،37‬الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪.1118‬‬

‫‪ -)2‬قانون عضوي رقم ‪ ،03-18‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1118‬يتضمن اختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها‬

‫و عملها‪ ،‬ج رعدد‪ ،31‬الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪.1118‬‬

‫‪ -)3‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-04‬مؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر‪ ،2004‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬ج ر عدد‬

‫‪ ،27‬الصادرة في ‪ 08‬سبتمبر‪.2004‬‬

‫‪ -)4‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-02‬مؤرخ في ‪ 17‬جويلية ‪ ،2002‬يتضمن التنظيم القضائي‪ ،‬ج ر عدد ‪21‬‬

‫الصادرة في ‪ 20‬جويلية ‪.2002‬‬

‫‪ -)2‬أمر رقم ‪ ،124-11‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان‪ ،1111‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج ر عدد‪،47‬‬

‫الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪( 1111‬ملغى)‪.‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)1‬قانون رقم ‪ ،02-18‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1118‬يتضمن إختصاصات المحاكم اإلدارية و تنظيمها و‬

‫عملها‪ ،‬ج ر عدد‪ ،37‬الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪.1118‬‬

‫‪ -)7‬قانون رقم ‪ ،01-08‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري‪ ،2008‬يتضمن قانون إ م إ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪23‬‬

‫أفريل ‪.2008‬‬

‫‪ -)8‬قانون رقم ‪ ،01-01‬مؤرخ في‪ 22‬فيفري ‪ ،2001‬يتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم لألمر ‪-11‬‬

‫‪ ،121‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1111‬يتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ -)1‬قانون رقم ‪ ،10-11‬مؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،2011‬يتضمن قانون البلدية‪ ،‬ج رعدد‪ ،12‬الصادرة في ‪03‬‬

‫جويلية ‪.2011‬‬

‫‪ -)10‬قانون رقم ‪ ،07-12‬مؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ ،2012‬يتضمن قانون الوالية‪ ،‬ج رعدد ‪ ،37‬الصادرة في‬

‫‪ 21‬فيفري ‪.2012‬‬

‫خامسا‪ :‬اإلجتهـــــــــــــــــــــادات القضـــــــــــــائية‬

‫‪ -)1‬قرار محكمة التنازع‪ ،‬الصادر بتاريخ‪ 02‬نوفمبر‪ ،1111‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،1‬لسنة ‪.2000‬‬

‫‪ -)2‬قرار محكمة التنازع ‪ ،‬الصادر بتاريخ‪ 01‬أكتوبر‪ ،2000‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ، 1‬لسنة ‪.2000‬‬

‫‪ -)3‬قرار محكمة التنازع‪ ،‬الصادر بتاريخ‪ 17‬جويلية ‪ ،2002‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،8‬لسنة ‪.2001‬‬

‫‪ -)4‬قرار محكمة التنازع‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر‪ ،2007‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة ‪.2001‬‬

‫‪ -)2‬قرار محكمة التنازع‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬مارس‪ ،2008‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة ‪.2001‬‬

‫‪ -)1‬قرار محكمة التنازع‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬ماي ‪ ،2008‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬لسنة ‪.2001‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سادسا‪:‬اآلراء‬

‫‪ -)1‬رأي المجلس الدستوري رقم ‪/01‬د‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ ،18/‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،1118‬يتعلق بمراقبة مطابقة‬

‫القانون العضوي المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه وعمله للدستور‪ ،‬ج رعدد‪ ،37‬لسنة ‪.1118‬‬

‫‪ -)2‬رأي المجلس الدستوري رقم‪/07‬د‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ ،18/‬مؤرخ في ‪ 24‬ماي ‪ ،1118‬يتعلق بمراقبة مطابقة‬

‫القانون العضوي المتعلق بمحكمة التنازع و تنظيمها و عملها للدستور‪ ،‬ج رعدد‪ ،31‬لسنة ‪.1118‬‬

‫سابعا‪ :‬المحـــــــــــــــــــاضر‬

‫‪ -‬مداوالت مجلس األمة‪ ،‬الدورة العادية األولى‪ ،‬ج رعدد‪ ،2‬لسنة‪.1118‬‬

‫ثامنا‪ :‬المحـــــــــــــــــــاضرات‬

‫‪-‬كمون حسين‪ ،‬محاضرات في المنازعات اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة الثالثة(ل م د)‪ ،‬قسم القانون العام‪،‬‬

‫البويرة‪.2013 ،‬‬

‫باللـــــــــــــــــغة الفرنســــــــــــــية‪ :‬‬

‫‪A)-Ouvrages :‬‬

‫‪1)-Charle Debbash, Contentieux administratif,Dalloz, paris, 1972.‬‬

‫‪2)-Jean Vincent et Autres, Institution judicaires, (organisation-juridictions gens‬‬

‫‪de justice), 8éme Ed, Dalloz, Paris, 2005, P364.‬‬

‫‪3)-Gustave Peiser, Contentieux administratif, 12émeEd, Dalloz, Paris, 2001.‬‬

‫‪4)- Martine Lombard et Gillets Dumont, Droit administratif, Tome5, Dalloz,‬‬

‫‪Paris, 2005.‬‬
‫قائمة المراجع‬

5)- Mourice Houriou, Aux source de droit, le pouvoire, l’ordre et la liberté un

cahier de la nouvelle journée, Ed Bloowel et Gay,1993.

6)- Oliviers Gohin, Contentieux administratif, 7émeEd, lexis nexis, 2012.

7)- Pascal Arrighi, Le tribunal des conflits et la révolution de1848, dalloz,

Paris,S A.

8)-Philippe Ardant, Manuel d’institutions politiques et droit constitutionel,6émeEd,

Dalloz, paris, 1994.

9)- Serge Petit, Le tribunal des conflits, Impremerie de presse universitaire,

France,1994.

B)-Théses :

1)-Daniel Bardonnet, Le tribunal des conflits (juge du fond en vertu de la loi du

20 Avril 1932), thèse pour le doctorat en droit, paris, 1959.

2)-François Champion, Le tribunal de conflits et l’élaboration du droit

administratif, thèse pour le doctorat en droit public, faculté de droit et de

Science Sociale, Tome1, université Robelais de tours, 2000.


‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬
‫الفهرس‬

‫الفهــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫مقدمة ‪10............................................................................................‬‬

‫الفصل األول‬

‫اإلطار القانوني لمحكمة التنازع‬

‫‪10.....................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم محكمة التنازع ‪08..................................................‬‬

‫المطلب األول‪:‬اإلطار المفاهيمي لمحكمة التنازع‪08......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف محكمة التنازع‪08....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص محكمة التنازع‪10 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬محكمة التنازع تابعة للتنظيم القضائي‪10 ...........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬محكمة التنازع قضاء مستقل‪10....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬قضاء محكمة التنازع مختلط و متساوي األعضاء‪11................................‬‬

‫رابعا‪ :‬قضاء محكمة التنازع من طبيعة خاصة‪11.........................................‬‬

‫خامسا‪ :‬قضاء محكمة التنازع قضاء ملزم‪12..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف إنشاء محكمة التنازع‪12.............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تفادي حالة إنكار العدالة‪13........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجنب الوصول إلى أحكام نهائية متناقضة‪13......................................‬‬


‫الفهرس‬

‫ثالثا‪ :‬حسن سير النظام القضائي المزدوج‪14............................................‬‬

‫رابعا‪ :‬إحترام قواعد توزيع اإلختصاص النوعي بين القضاء العادي و اإلداري‪14..........‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األسس القانونية لمحكمة التنازع‪16.......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األساس الدستوري‪17 .......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مضمون المادة ‪ 051‬من دستور ‪17..........................................0990‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون المادة ‪ 051‬من دستور‪18..........................................0990‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس التشريعي‪20.......................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة مواد القانون العضوي ‪ 11-99‬بأحكام دستور‪12...............0990‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تشكيلة محكمة التنازع‪30.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جهة الحكم في محكمة التنازع‪30.........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رئيس محكمة التنازع‪31.....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قضاة محكمة التنازع‪33.....................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬محافظ الدولة‪34...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كتابة ضبط محكمة التنازع‪36............................................‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫إختصاصات محكمة التنازع و اإلجراءات المتبعة أمامها‬

‫‪19....................................................................................‬‬
‫الفهرس‬

‫المبحث األول‪ :‬إختصاصات محكمة التنازع‪21..........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حل إشكاليات تنازع اإلختصاص‪21.......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنازع اإلختصاص اإليجابي‪20..............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف تنازع اإلختصاص اإليجابي‪20...............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تنازع اإلختصاص اإليجابي‪25..............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنازع اإلختصاص السلبي‪20................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف تنازع اإلختصاص السلبي‪20.................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تنازع اإلختصاص السلبي‪29................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حل إشكاليات تناقض األحكام‪51.........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف حالة التنازع في صورة تناقض األحكام‪50.............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط حالة التنازع في صورة تناقض األحكام‪52.............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام محكمة التنازع‪50.................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المتعلقة برفع الدعوى أمام محكمة التنازع‪50....................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رفع الدعوى من قبل أصحاب الشأن‪50......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رفع الدعوى باعتماد نظام اإلحالة‪01........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلجراءات المتعلقة بالفصل في الدعوى أمام محكمة التنازع‪66.............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين المستشار المقرر‪60..................................................‬‬


‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد جلسة الحكم إلصدار القرار‪67.........................................‬‬

‫خاتمة‪69...............................................................................‬‬

‫المالحق‬

‫قائمة المراجع‬

‫الفهرس‬

You might also like