You are on page 1of 95

‫الجـ ـ ـمـ ـ ـهـ ـ ـوريـّـ ـةّالجـ ـ ـزائـ ـ ـريـّـ ـةّالـ ـ ـدّيم ـ ـ ـقـ ـ ـراط ـ ـ ـيّـ ـ ـةّالـ ـ ـشّـ ــّعـ

ـ ـبـ ـ ـيـّ ـ ـةّ ّ‬


‫حـ ـثّاّلـ ـعـ ـل ـ ـمـّـي ّ‬
‫و ازرةّالـّـتـ ـّعـ ـلـّـيـ ـمّاّلـ ـعـ ـالـّـيّوالـ ـّب ـ ـ ّ‬
‫للا ّ‬
‫جامعةّالجزائر‪ّ2‬أبوّالقاسمّسعدّ ّ‬
‫كلّيةّالعلومّاإلنسانيةّواالجتماعية ّ‬
‫عّ‬
‫قسمّعلمّاالجتما ّ‬
‫تخصّص‪ّ:‬علمّاالجتماعّالعائلي ّ‬
‫الموضوعّ‪ّ :‬‬

‫اقــــع الــتــكــ ُفــل األســري بأطــ َفــال‬


‫و ُ‬
‫ــتــالزمــة داون‬
‫َ‬ ‫م‬‫ُ‬
‫دراسة استطالعية بالمركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعوقين "بسمة"‬
‫المدنية‪ّ:‬الجزائر العاصمة‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّـ ّ‬

‫تخرجّلنيلّشهادةّالماسترّفيّعلمّاالجتماعّالعائلي ّ‬
‫مذكّرةّ ّ‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫ِمن إعداد الطالبتين ‪:‬‬


‫‪ -‬سيفونّرفيدةّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّبن قاسـمـي ّضاويةّ‬
‫‪ -‬منصوريّشيما ّء ّ‬
‫ّ‬
‫ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ‬
‫الـ ـ ـ ـسـّـ ـ ـن ـ ـ ــةّالج ـ ـ ــامـ ـ ـ ـع ـ ـ ــيّـ ـ ـ ـ ّة ّ‬
‫‪ّّ2020ّ/ّ2019‬م‬
‫ّ‬
‫كر‬
‫كلمةُّّشّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫علىّإعطائناّالقوةّوالصّحة‪ّّ،‬وتوفيقهّلناّ‬
‫ّ‬ ‫ّأوالًّنشكرّللاّعزّّوجلّّ‬
‫إلتمامّهذاّالعمل‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬
‫كماّنتقدّمّّبالشّكرّالجزيلّإلىّاألستاذةّالفاضلةّالتيّأشرفتّعلىّ‬
‫هذاّالعملّالمتواضع‪ّ ّ،‬‬
‫والتيّلمّتبخلّعليناّبمساعدّتهاّونصائحها‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬
‫وجميعّأساتذةّعلمّاالجتماعّالذينّقدّمواّلناّيدّالمساعدةّسواءّمّنّ‬
‫قريبّّأوّمّنّبعيدّ‪ّ .‬‬
‫ير" ّ‬
‫للا خ ا‬
‫"جزاكم ُ‬
‫ّ‬

‫شيماءّـ ـرفيدة‬
‫ّ‬ ‫ّإهـداءُّ‬
‫وصلتّرحلتيّالجامعيةّإلىّنهايتهاّبعدّتعبّّومشقّةّ‪ّ،‬وهاّأناّذاّأختمّبحثّ‬

‫تخرجيّبكلّّهمّةّّونشاطّ‪ّ،‬وكلّّهذاّكانّبفضلّللاّعزّّوجلّّومنه‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫هناكّأناسّّيستحقّونّمنّاّالشكرّوالعرفانّوالتّقديرّ‪ّ .‬‬

‫ّإلىّصاحبّالسّيرةّالعطرةّوالفكرّالمستنير‪ّ،‬فلقدّكانّلهّالفضلّاألولّفيّبلوغيّ‬

‫التّعليمّالعاليّ ّ‬

‫"والدي أطال للا في عمره"‪ّ .‬‬

‫فلقدّضحتّمّنّأجلي‪ّ،‬ولمّتدخرّجهداًّفيّ‬
‫ّ‬ ‫الّ؟!ّ‬
‫إلىّمّنّأّفضّلهاّعلىّنفسي‪ّ،‬ولمّ ّ‬
‫سبيلّإسعاديّعلىّالدّوامّ ّ‬

‫"أمي الغالية"‪ّ ّ.‬‬


‫إلىّأخيّوتوأميّالغاليّوالذيّأعتمدّعليهّفيّكلّّكبيرةّّوصغيرّة ّ‬

‫"أخي يونسّ"ّ ّ‬
‫ي‪ّ،‬ورفيقةّدربيّ‪ّ،‬وشريكتيّفيّالعملّّ"رفيدة"‪ّ ّ.‬‬
‫وإلىّصديقتي‪ّ،‬وأخت ّ‬
‫لكم أهدي ثمرة جهدي‪.‬‬
‫ُ‬

‫شيماء‬
‫ّ‬ ‫إهـداءّ‬
‫إلىّمنّأوصىّبّهماّللاّتعالىّفيّكتابهّالعزيز‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫إلىّأعزّّمّنّلديّّفيّالوجود‪ّ .‬‬

‫إلىّمّنّأّكنّّلهماّّأعظمّّالحبّّوالتّقديرّ‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫نّلنّأستطيعّأنّأوفيّهماّحقّهماّعلىّماّ‬
‫إلىّوالديّّأطالّللاّفيّعمرهما‪ّ،‬اللذا ّ‬

‫جمعتّأسمىّعباراتّالشّكرّوالتّقديرّوالعرفانّلكّما ّ‬
‫قدّماهّليّمّنّدعمّّوصبرّّولوّ ّ‬

‫ّ"ّأمي‪...‬أبيّ" ّ‬

‫إلىّريحانةّحياتي ّ‬

‫ّأختي"ّسـارة"ّالغالية‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫أختيّفيّالعملوتوأمّروحي ّ‬
‫ّ‬ ‫إلىّصديقتيّو‬

‫"ّشيماء" ّ‬

‫لكّمّأهديّثمرةّجهدي‪ّ .‬‬

‫رفيدة‬
‫ّ‬
‫فهرسّالمحّتويات‬

‫ّ‬
‫فهرس المحتويات‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫الجانب المنهجي‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاليّةّالبحث‪ّ .‬‬

‫أسبابّاختيارالموضوع‪4...............................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬اإلشكاليّة‪5............................................................‬‬
‫‪ -3‬الفرضيّات‪7...........................................................‬‬
‫‪ -4‬تحديدّالمفاهيم‪7.......................................................‬‬
‫‪ -5‬الدّراساتّالسّابقة‪8....................................................‬‬
‫‪ -6‬المقارباتّالسوسيولوجية‪11............................................‬‬

‫الجانب النـظري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الطفلّالمصابّبمتالزمةّداونّّوأسرتهّ ّ‬

‫تمهيد‪ّ .‬‬

‫المبحث األول‪ّ:‬األسرةّوأطفالّمتالزمةّداونّ‪ّ .‬‬

‫المطلب األول‪ّ:‬تعريفّاألسرة‪ّ 19.....................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ّ:‬تأثيرّاإلعاقةّعلىّاألسرة‪ّ 20.........................‬‬

‫المطلب الثالث‪ّ:‬دورّاألسرةّفيّالكشفّالمبكّرّعنّاإلعاقة‪ّ 20........‬‬

‫المطلب الرابع‪ّ:‬استراتيجيّةّدعمّاألسرة‪ّ 22........................ّ.....‬‬

‫ةّفيّالوقايةّمنّاإلعاقة‪ّ 24..............‬‬
‫ّ‬ ‫المطلب الخامس‪ّ:‬دورّاألسر‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اضطرابّمتالزمةّداونّ‪ّ ّّ.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريفّمتالزمةّداونّ‪ّ 28..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متالزمةّداونّّوأنواعها‪ّ 28....ّ.ّ......ّ..................‬‬

‫المطلب الثالث‪ّ:‬متالزمةّداونّوأسبابّحدوثها‪ّ 30.....................‬‬

‫المطلب الرابع‪ّ:‬خصائصّأطفالّمتالزمةّداون‪ّ 31....................‬‬

‫المطلب الخامس‪ّ:‬الوقايةّمّنّاإلصابةّبمتالزمةّداون‪ّ 35..............‬‬

‫المطلب السادس‪ّ:‬المراكزّالمتخصصةّبمتالزمةّدونّفيّالجزائر‪..‬‬

‫المبحث الثالث‪ّ:‬كيفي ّة التّكفّلّالمبكّرّلألسرةّبطفلّمتالزمةّداونّّ‪ّ .‬‬

‫المطلب األول‪ّ:‬تعريفّالتّكفّـلّالمبكّر‪ّ 40.............ّ.................‬‬

‫أهميّةّالتكفـلّالمبكر‪ّ 41..............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ّ ّ:‬‬

‫المطلب الثالث‪ّ:‬مراحلّالتكفـلّالمبكر‪ّ 41..................ّ............‬‬

‫المطلب الرابع‪ّ:‬أهدافّالتكفـلّالمبكر‪ّ 43..........ّ....................‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬التكفـلّبحاالتّمتالزمةّداورن‪ّ 44...........ّ.......‬‬

‫مبرراتّالتكفـلّالمبكر‪ّ 46..........................‬‬
‫المطلب السادس‪ّ ّ:‬‬

‫خالصة الفصل‪ّ .‬‬


‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الثالث‪ّ:‬دراسةّاستطالعيةّحولّواقعّالتكفـلّاألسريّالمبكرّبطفلّمتالزمةّ‬
‫داون‪ّ .‬‬

‫المبحث األول‪ّ:‬اإلجراءاتّالمنهجيّة‪ّ .‬‬

‫‪ -1‬الدراسةّاالستطالعية‪.ّ..........................................‬‬
‫‪ -2‬المنهج‪51........................ّ...................................‬‬
‫‪ -3‬التّـقنيّاتّالمستعملة‪51..............................................ّ.‬‬
‫‪ -4‬صعوباتّالبحث‪52.........................ّ.......................ّ.‬‬
‫‪ -5‬مكانّوزمانّإجراءّالبحث‪53.........................ّ..............ّ.‬‬
‫‪ -6‬العيّـنة‪ّ 53..........................................................ّ.‬‬

‫عرضّوتحليلّالنتائجّ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪ّ:‬‬

‫‪ -1‬عرضّّوتحليلّنتائجّالفرضيّةّاألولى‪67............................ّ.‬‬
‫‪ -2‬عرضّوتحليلّنتائجّالفرضيّةّالثّانية‪67.................ّ..........ّ..ّ.‬‬

‫االستنتاج العام‪69.......................................................‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫التوصيات‪.‬‬

‫المراجع‪.‬‬

‫المالحق‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مقدمة ّ‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫يُّعتبرّبناءّاألّسرةّمّنّالقيمّوالمبادئّالتيّأعطىّالقرآنّالكريمّلهاّبالغّاألهمّّيةّ‪ّ،‬كماّ‬
‫قدّمّ كلّّّاألسسّ والمفاهيمّ عنّّّكلّّّخصائصهاّ‪ّّ،‬ومّنّ ذلكّ أثارّ موضوعّّّاألسرةّ ودورهاّ فيّ‬
‫المجتمعّّّاهتمامّّالعديدّّمنّّالباحثينّ منهمّّ"بوجاردس"ّّالذيّ يرىّ أنّّ األسرةّ هيّ جماعةّ‬
‫تتكونّ مّنّ أبّّّوأمّّّوواحدّّّأوّ أكثرّ مّنّ طفلّ؛ّّبحيثّ يتبادلونّ الحبّّ‬
‫اجتماعيةّ صغيرةّّّ ّ‬
‫يتصرفونّ‬
‫ّالمسؤوليةّ‪ّ،‬وتقومّبتربيةّاألطفالّحتىّيتمكنواّمّنّأنّيصبحواّأشخاصّاًّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ويتقاسمون‬
‫اجتماعيةّ‪ّ )1ّ(ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫مّنّخاللّتوجيهّهمّوضبطهمّبطريقةّّ‬

‫بالنسبةّّ‬
‫كبيرةّّّومّهمّةّّّصّعبةّّّوشاقّةّ‪ ّ،‬إذاّ كانّ األمرّ كذلكّ ّ‬
‫مسؤوليةّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫فتربيةّّّاألّطفالّ‬
‫طفالّالعاديين‪ّ،‬فإنّّتربيةّالطّفلّمّنّذويّاالحتياجاتّالخاصّةّأكثرّصعوب ًّةّوأكبرّمشقّ ًةّ؛ّّ‬
‫ّ‬ ‫لأل‬
‫ألنّ ّأّسرة ّطفل ّمن ّذويّاالحتياجاتّالخاصة ّّتواجهها ّمشكالتّ ّوتتصدّىّلتحدّياتّ ّخاصّةّ‪ّّ،‬‬
‫نفسيةّ‪ ّ،‬مادّّيةّ‪ّ،‬‬
‫إضاف ًّةّّإلىّ تلكّ التيّ ّتواجههاّ األّسرةّ جميعّاً‪ ّ،‬فاإلعاقةّّلهاّ عدةّّصعوباتّّّ ّ‬
‫بويةّ‪ّ ّ.‬‬
‫‪ّ،‬اجتماعيةّّوتر ّ‬
‫ّ‬ ‫طبيةّ‬
‫ّ‬

‫إذّتعتبرّإعاقةّمتالزمةّداونّشذوذّصبغيّ(كروموزومي)ّيؤديّلوجودّخللّفيّالمخّ‬
‫والجهازّالعصبيّينتجّعنهّّإعاقةّذهنيةّ واضطراباتّفيّمهاراتّالجسمّاإلدراكيةّ والحركية‪ّ،‬‬
‫كماّ يؤديّ هذاّ الشذوذّ إلىّ ظهورّ مالمحّ وعيوبّ خلقيةّ فيّّأعضاءّ ووظائفّ الجسمّ وهيّ‬
‫ليستّمرضاًّبلّعرضاًّيولدّبهّالطفل(ّ‪ّ )2‬‬

‫حيثّتظهرّمنذّالوالدةّبشكلّبارز‪ّ.‬فطفلّمتالزمةّداونّيتميزّبالعديدّمنّالخصائصّ‬
‫إذّ لديهمّ نمطّّسائدّ يخصّ دويّ متالزمةّ داونّ فيّ التكوينّ الجسميّ والمظهرّ العام‪ ّ،‬التيّ‬
‫تميزهمّ عنّ غيرهمّ منّ الفئاتّّوهذهّ الخصائصّ تظهرّ فيّ خمسةّ وعشرينّ عرضاًّ حددتهّ‬
‫منظمةّ الصحةّ العالمية‪ ّ،‬وأكدتّ علىّ أنّ توفرّ عشرةّ (‪ ّ)10‬أعراضّ منهاّ يكفيّ لتصنيفّ‬
‫الطفلّضمنّهذهّالفئة(‪ّ،ّ )3‬منّبينهاّالرأسّصغير‪ّ،‬صغرّحجمّاألنفّمعّفتحاتّصغيرة‪ّ،‬‬

‫(‪ )1‬جعفرّعبدّاألميرّياسين‪ّ:‬أثر التفكك األسري في جنوح األحداث‪ّ،‬عالمّالمعرفةّللنشرّوالتوزيع‪ّ،‬رسالةّماجستير‪ّ،‬طبعةّ‬


‫أولى‪ّ،2004ّ،‬صفحه‪.ّ15‬‬
‫)‪ (2‬أبوّ النصرّمدحت‪ّ،‬اإلعاقةّالعقليةّالمفهومّواألنواعّوبرامجّالرعاية‪ّ،‬مجموعةّالنيلّالعربية‪ّ،‬القاهرة‪ّ،2005ّ،‬صّ‬
‫‪ّ ّ.159-155‬‬
‫)‪ (3‬أبراهيمّوآخرون‪ّ:‬بحوثّودراساتّفيّسيكولوجيةّاإلعاقة‪ّ،‬مكتبةّزهراءّالشرق‪ّ،‬القاهرة‪ّ،2001ّ،‬صّ‪ّ .ّ19ّ،17‬‬
‫أ‬
‫صغرّ حجمّ الفم‪ ّ،‬خروجّ اللسانّ (بسببّ كبرّ حجمه)‪ ّ،‬تشققّ اللسان‪ ّ،‬عيونّ منسحبةّ إلىّ‬
‫األعلىّ والخارج‪ ّ،‬أذنانّ صغيرتان‪ ّ،‬رقبةّ عريضةّ وقصيرة‪ ّ،‬صغرّ حجمّ األيديّ والقدمينّ‬
‫وغيرها‪ ّ،‬أماّ فيماّ يخصّ الخصائصّ العقليةّ فيمكنّ تصنيفّ متالزمةّ داونّ ضمنّ اإلعاقةّ‬
‫العقليةّالبسيطة‪ّ ّ.‬‬

‫وإضافةّلكلّماّسبقّيجبّاإلشارةّإلىّخصوصيةّمجتمعناّالجزائريّخاصةّ والذيّالّ‬
‫يتقبلّمثلّهذهّاإلعاقاتّالتيّيعتبرهاّمنّالطابوهاتّووصمةّعارّألسرةّالمعاق‪ّ.‬ونجدّأنّ‬
‫الضغوطاتّ األكبرّ والصعوباتّ والمسؤولياتّ تكونّ علىّ األمهاتّ غالباًّ فيّ التكفلّ بأطفالّ‬
‫متالزمةّداونّالعتماديتهمّالمطلقةّعلىّعليهن‪ّ ّّّ.‬‬

‫لنجاحها‪ّ،‬وتوعيةّاألسرةّّ‬
‫التكفّـلّالمّبكّر ّشرطّ ّأساسيّ ّ ّ‬
‫لذاّفإنّ ّمّشاركة ّاألسرةّفيّبرامج ّ ّ‬
‫وتعريفهاّ بالوقائعّ واألدوارّ الّتيّ تستطيعّ القيامّ بهاّ لمساعدةّّّأطفالهاّ مّنّ ذويّ االحتياجاتّ‬
‫الخاصّة‪ّ .‬‬

‫ومّنّ هناّ جاءتّ فكرةّّّالبحث‪ ّ،‬لنسلّطّ الضّوءّ علىّّواقعّ التّـكفّـلّ األسريّ المبكّـرّ بهذهّ‬
‫الفئة‪ّ .‬‬

‫لذاّفإنّّالبحثّتناولّماّيلي‪ّ ّ:‬‬

‫إشكاليةّ البحث»‪ّّ،‬أسبابّ اختيارّ‬


‫ّ‬ ‫تمثلّ فيّ الجانبّ المنهجيّّ«ّ‬
‫• الفصل األول‪ّ ّّ:‬‬
‫الموضوع‪ّ ّ،‬إشكالية‪ ّ،‬فرضيات‪ّ ّ،‬تحديدّ المفاهيم‪ّ ّ،‬دراساتّ ّسابقة‪ ّ،‬مقارباتّ‬
‫سوسيولوجية‪ّ.‬‬
‫النظريّ للبحثّّ«الطفلّ المصابّ بمتالزمةّ داونّ‬
‫• الفصل الثاني‪ّّ:‬تمثّلّ فيّّالجانبّ ّ‬
‫وأسرته»‪ّ ّ.‬‬
‫• الفصل الثالث‪ّ:‬دراسةّاستطالعيةّحولّواقعّالتكفلّاألسريّبأطفالّمتالزمةّداون‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫وفيّاألخيرّّيأتيّاالستنتاجّالعامّ‪ّ،‬الخاتمة‪ّّ،‬التوصيات‪ّ،‬المراجع‪ّ،‬والمالحق‪ّ.‬‬

‫ب‬
‫الجانبّالمنهجيّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لّ‬
‫الفصلّاألو ّ‬

‫اليةّالبحث‬
‫إشك ّ‬

‫ّ‬
‫المبحث األول‪ :‬إشكالية البحث‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬أسبابّاختيارّالموضوعّ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشكاليّةّ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفرضيّاتّ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديدّالمفاهيمّ‪.‬‬
‫اساتّالسابقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬الدّر‬
‫‪ -6‬المقارباتّالسّوسيولوجية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ )1‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫اخترنا هذا الموضوع لسببين ذاتية و الموضوعية‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪ -1‬كونّّأطفالّمتالزمةّّداونّ ّ‬
‫جزًّءّمّنّالمجتمعّومّنّحياتناّاليوميةّ‪ّ.‬‬
‫‪ -2‬باعتبارّمتالزمةّداونّمّنّالمواضيعّالهامّةّالتيّتتفاقمّكلّّيوم‪ّ ّ.‬‬

‫األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬اكتشافّالمزيدّمّنّالمعارفّحولّمتالزمةّّداون‪ّ.‬‬
‫‪ -2‬المشاركةّّفيّتنوّيعّالبحوثّ‪ّ،‬واإلثراءّّبمواضيعّجديدةّ‪ّ.‬‬
‫ةّالدراساتّالسّوسيولوجيةّحولّعالقةّاألسرةّبأطفالّمتالزمةّّداون‪ّ.‬‬
‫‪ -3‬قلّ ّ‬
‫‪ -4‬قلةّالمراكزّالمتخصصةّالمتكفلةّبمتالزمةّداونّّومعاناةّالوالدين‪.‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫‪ )2‬اإلشكالية‪:‬‬

‫أساسيةّ ّونظامّ ّرئيسيّ ّوهيّأساسّكلّ ّالمجتمعاتّالبشرّية‪ّ،‬‬


‫ّتعدّ ّاألسرةّبمثاّبةّجماعةّ ّ ّ‬
‫التأثيرّ علىّ أفرادهاّ بماّ يدفعهمّّلاللتزامّ بمعاييرها‪ّّ.‬فهيّ جماعةّ‬
‫حيثّ تلعبّ دو اًرّ هاماًّ فيّ ّ‬
‫نظامية(ّ‪ّّ،)1‬حيثّ تقومّ بأداءّ مجموعةّّّمّن ّالوظائفّ الهامّةّ واألدوارّألعضائهاّمّنّّ‬
‫بيولوجيةّ ّ‬
‫العاطفيةّ والفكرّية‪ ّ.‬فهيّ الدّعامةّ التيّ تقومّ عليهاّ عمليّةّ‬
‫ّ‬ ‫البيولوجيةّ‬
‫ّ‬ ‫بينهاّ تحقيقّّّالحاجاتّ‬
‫التّـنشئةّاالجتماعيةّوتنسجّفيّفضائهاّالعالقاتّاالجتماعيةّ‪ّ ّ.‬‬
‫سرةّهوّإنجابّأطفالّسويّين‪ّّ،‬إالّأنّبعضّاألّسرّتنجبّأفرادّاًّ‬
‫أولّشيءّمتوقّعّعندّتكوينّأ ّ‬
‫ّ‬
‫غيرّسويينّبسببّوجودّّإعاقةّ ّأوّمرضّ‪ّ ّ،‬وهذاّماّيكتشفهّمعظمّاألولياءّعندّالوالدة‪ّ ّ،‬ممّاّ‬
‫جةّاألّولى‪ّ ّ.‬‬
‫اتّالمعنويةّّوالمادّّيةّعلىّالوالدينّبالدّرّ‬
‫ّ‬ ‫نّالتأثير‬
‫يتسببّفيّالعديدّمّ ّ‬
‫الجنينيةّّ‬
‫ّ‬ ‫كإنجابّطفلّّمصابّّبمتالزمةّداون‪ّ،‬هذاّاالضطر‬
‫ابّالذيّيتميزّفيّالمرحلةّ‬
‫ّ‬
‫الًّّمّنّّ‪ّّ46‬ويكونّ هذاّ الكروموزومّ ّ‬
‫الزائدّ متجاو ّاًرّّمعّ زوجّ‬ ‫بوجودّّ‪ّّ47‬كروموزوماًّّّبد ّ‬
‫ثنائياًّ؛ّّوهوّ ماّ يعرفّ بشذوذّ‬
‫ثالثيّاًّّبدالًّّّمّنّ كونهّ ّ‬
‫الكروموزوماتّّ‪21‬بحيثّ يصبحّ ّ‬
‫كماّيسمّىّثالثيّة ّالكروموزومات (ّ‪ّ)Trisomie‬أوّاالنقسامّ‬
‫الكروموزوماتّمّنّحيثّالعدد‪ّ ّ ،‬‬
‫الثالثي‪ّ )2ّ(.‬‬
‫ّ‬
‫جّاًّمّنّالكروموزوماتّأيّ‬
‫خليةّّ‪ّ23‬زو ّ‬
‫فمّنّالمفترضّلدىّشخصّّسليمّّأنّتستقبلّكلّّ ّ‬
‫‪ّ46‬كروموزومّاًّنصفهاّتنقلّمّنّاألبّونصفهاّاآلخرّمّنّاألم‪ّ ّ.‬‬
‫تميزّ‬
‫هنيةّّالمتفاوّتة‪ّّ،‬باإلضافةّّ ّ‬
‫لذاّ نجدّ أنّّّهذهّ الفّئةّّّلهاّ مشاكلّ فيّ القّدراتّ الذّ ّ‬
‫حةّ‪ّ،‬‬
‫جهّكبّروزّجبهةّّمسطّ ّ‬
‫المصابّبمظهرّّخارجيّّخاصّّبعدّالوالدةّومالمحّمحدّدةّّفيّالو ّ‬
‫لسانّّمشقوقّ‪ ّ،‬أرسّّمستدير‪ّ ّ...‬‬
‫ولهذهّاألعراضّعّدّةّأسبابّّمنهاّماّهوّوراثي‪ّ،‬ومنهاّماّلهّعالقةّبأسبابّّأخرىّمثل‪ّّ:‬‬
‫ثناءّفترةّالحمل‪ّ،‬زواجّاألقاربّوغيرها ّ‬
‫ّ‬ ‫جةّعندّاإلنجاب‪ّ،‬تناولّأدوّيةّّأ‬
‫الزو ّ‬
‫الزوجّو ّ‬
‫سنّّ ّ‬

‫)‪ (1‬محمدّّمتوليّ قنديل‪ ّ،‬صافيّ نازّ شبلي‪ّّ:‬مدخل في رعاية الطفل واألسرة‪ ّ،‬دارّ الفكر‪ ّ،‬عمان‪ّّ-‬األردن‪ّ،2006ّّ،‬‬
‫صفحة‪.ّ28‬‬
‫)‪ (2‬عبدّالرحمنّالعيسوي‪ّ:‬المشكالت السلوكية في الطفولة والمراهقة‪ّ،‬دارّالنّهضةّالعربيّة‪ّ،‬طبعةّ‪ّ،1‬بيروت‪ّ .ّ2005ّ،‬‬
‫‪5‬‬
‫وتّـقّـدّرّ اإلصابةّ بمتالزمةّ داونّ حواليّّ‪ّّ1‬مصابّ لكلّّّ‪ّّ80‬مولودا؛ّّبمعدّلّّ‪ّّ3‬ذكورّ‬
‫ّ‬
‫مقابلّ‪ّ2‬إناث(ّ‪ّ .)1‬‬
‫شارتّاإلحصائياتّلسنةّ‪ّ2019ّ-ّ2018‬فيّالجزائرّتحديدّاًّإلىّحواليّ‪ّ6273‬‬
‫وقدّأ ّ‬
‫فسيةّالبيداغوجيةّلألطفالّ‬
‫ّ‬ ‫اكزّالن‬
‫ّ‬ ‫مصاب‪ّ،‬منهمّأطفالّومراهقينّمقسّمينّعلىّالعديدّمّنّالمر‬
‫نشأتّللتكفّلّبهذهّ‬
‫ّ‬ ‫المعوقينّذهنيّاًّعلىّمستوىّ‪ّ48‬و‬
‫اليةّفيّالترابّالوطني(ّ‪ّ،)2‬هذهّالمراكزّأ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفئة ّكنوعّّّمّنّ المساعداتّ المقدّمة ّلألّسرّ ضمنّ ّواقعّ تكفّلهاّ بطفلهاّ التريزومي‪ ّ،‬وقد ّتلعبّّ‬
‫نّالتكّـفّـلّبهّيجبّأوالًّّ‬
‫الً ّمّنّناحيتين ّفلّفهمّوضعية ّطفلهمّويتمكنوا ّمّ ّ‬
‫هذهّالمراكزّدو ّاًر ّفعّا ّ‬
‫وضعيتهم‪ّّّ.‬فيّ حينّ أّنهّ مازالّ هذاّ االضطرابّ يعتبرّ مّنّ‬
‫ّ‬ ‫الديةّّلتقبّلّ‬
‫تقديمّ المساعدةّ الو ّ‬
‫بالنسبةّّمنّ األّسرّّالجزائرية؛ّّحيثّ نجدّ أنّّّمعظمّ األّسرّ‬
‫الطّابوهات‪ّّ،‬ويشكّلّّوصمةّ عارّّّ ّ‬
‫تخفيّ حقيقةّّإصابةّّأبنائها‪ّّ،‬والبعضّ منهاّ تخفيهمّ عنّ أنظارّ األسرةّ الكبيرةّ خوفّاًّّمّنّ ردّةّ‬
‫مسؤوليةّ ّإنجابهاّلطفلّتريزومي‪ّ ،‬باإلضافة ّإلىّأّنهاّّتتحمّلّ‬
‫ّ‬ ‫ماّتحمّلّاألمّ ّ‬
‫الفعلّ والتيّغالبّاً ّ ّ‬
‫ظرّإلىّأنهاّأّكثرّمّنّيحتكّّبهّمقارن ًةّّباألبّ‪ّ.‬وحتّىّنظرةّالمجتمعّ‬
‫ّ‬ ‫لّبهّبالن‬
‫ّ‬ ‫كاملّعبءّالتّكفّـ‬
‫الًّّيختلفّ عنّ‬ ‫التيّ تكونّ نظرةّّشفقةّّّلهذهّ األسرةّّمعتبرينهاأّسرةّ غيرّ ّ‬
‫سويةّ؛ّّإلنجابهمّ طف ّ‬
‫وطبيعةّالحساسيةّومعاملتهّالخاصّة‪ّ.‬لذاّنجدّ‬
‫ّ‬ ‫المتنوعةّ‪ّ،‬‬
‫اآلخرينّمّنّحيثّاحتياجاتهّالكثيرةّو ّ‬
‫اءّّلتدريّبهّ‪ّّ،‬أّوّ تنميةّ قد ارّته‪ّّ،‬أوّ غيرهاّ مّنّ‬
‫معظمّ األّسرّ تجدّ صعوب ًّةّ فيالتّـكّـفّـلّ بطفلها؛ّّسو ًّ‬
‫المجاالت‪ّ ّ.‬‬
‫يجابيةّ حولّ تقديمّ‬
‫وقدّّأثبتتّّّبعضّّالدّراساتّ (ذكرّ عنوانّ دراسةّ واحدة)ّّدالئلّ إ ّ‬
‫حتىّيتمّتقبـلّ واستقبال ّالطّفل ّالتريزومي‪ّ.‬فهذهّ‬
‫ّ‬ ‫الديةّبالدّرجة ّاألولى‪ّ ،‬واألسرة ّ‬
‫المساعداتّالو ّ‬
‫الخطوةّ قدّ تبدوّ بسيط ًّةّّولكنهاّ قادرةّ علىّ تغييرّ مستقبلّ هذاّ الطّفل‪ ّ،‬فعندماّ يكونّ الوالدانّ‬
‫مجهزينّ الستقبالّ طفلّّّمّنّمتالزمةّداونّ يمكنهمّمساعدته ّوتنميةّمها ارّته ّوفهمّ احتياجاتهّ‬
‫ّ‬
‫ةّالتعاملّمعه‪ّ.‬‬
‫وكيفي ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‪(1) Fortin Sylvain: la Trisomie 21 ou le préjudice de maître,ّ universitéّ deّ sherbook,‬‬


‫‪Canada, 2008, P12.‬‬
‫األسرةّّوقضاياّ الم ّأرّةّ‪ّّ:‬توزيع األطفال المعوقين ذهنيا المصابين بالتريزوميا في المراكز‬
‫)‪ (2‬وزّارةّّالتّضامنّ الوطنيّ و ّ‬
‫البيداغوجية‪ّ،‬سنةّ‪ّ .ّ2019‬‬
‫ّ‬

‫‪6‬‬
‫فالوالدينّ ينتظرانّ مولودهمّ علىّ أنّ يكونّ بصحةّّجيدة‪ ّ،‬وبكاملّ صفاتّ أيّ مولودّ‬
‫طبيعي‪ّ،‬لكنّيصطدمونّبحالةّطفلهمّخاصةّمعّقلةّالمتخصصينّفيّمجالّمتالزمةّداون‪ّ،‬‬
‫حيثّنجدّفيّمعظمّاألحيانّنقصّفي ّتحضيرّالوالدينّنفسياّلتقبلّحالة ّابنهمّحيثّتنعدمّ‬
‫لديناّ فيّ العياداتّ والمستشفياتّ والمراكزّ الناحيةّ الوقائيةّ وهذاّ ماّ يستطيعّ أنّ ّيسببّ عقدةّ‬
‫بالنسبة ّللوالدين ّإذّالبدّمنّوجودّتكفلّباألمّأوالًّّورعايتهاّنفسياًّلتلقيّالخبرّالذيّقدّيسببّ‬
‫لهاّالعديدّمنّاألمراضّمستقبالًّوهذاّماّيوضحّانعدامّأوّنقصّالرعايةّاألسريةّفيّمجتمعناّ‬
‫لألبّواألمّ ّ‬
‫شكاليةّالبحثّنطرحّماّيلي‪ّ ّ:‬‬
‫ومّنّخاللّإ ّ‬
‫ما واقع التـكـفل األسري بطفل متالزمة داون؟‬
‫تفرعّسؤاالن‪ّ ّ:‬‬
‫ّومنهّي ّ‬
‫‪ -1‬هلّهناكّّتكفلّمبكرّمنّطرفّاألسرةّمباشرةّبعدّالوالدة؟ّ ّ‬
‫‪ -2‬منّالمتكفلّبطفلّمتالزمةّداونّاألبّأمّاألم؟ّ‬

‫‪ )3‬الفرضيات‪.‬‬

‫‪ -1‬هناكّتكفلّمبكرّمنّطرفّاألسرةّمباشرةّبعدّالوالدة‪ّ.‬‬
‫‪ -2‬األمّهيّالمسؤولةّعنّالتكفلّبطفلّمتالزمةّداونّبالدرجةّاألولى‪ّ.‬‬
‫ّ‬

‫‪ )4‬تحديد المفاهيم‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف متالزمة داون‪.‬‬

‫جسميةّّّظاهرةّّّمّنّ نوعّ‬
‫بتأخرّّّعقليّّّواضحّ‪ّّ،‬وسيماتّّّ ّ‬
‫يتميزّ ّ‬
‫خلقيّّّ ّ‬
‫تشوهّّّ ّ‬
‫بأنهّ ّ‬
‫يعرفّ ّ‬
‫)ّويتسمّاألطفالّالمصابونّبهّعموماًّ‬
‫اجعةّإلىّشذوذّكروموزوميّفيّالزوجّ(‪ّ 21‬‬
‫ّ‬ ‫المغولّالر‬
‫ّ‬
‫الرهيبّللموسيقى‪.‬‬
‫(ّ‪ّ )ّ1‬‬
‫باللّطافةّوالحسّّ ّ‬

‫ّ‬

‫‪(1) Sillany N, Dictionnaire de la psychologie, Paris librairie la rosse, 1989, P117.‬‬


‫‪7‬‬
‫• التعريف اإلجرائي‪.‬‬

‫همّاألطفالّمّنّسن ّ‪ّ 15ّ -ّ 08‬سنة ّذات ّالثالثيّالصبغي ّ‪ّ 21‬الحر‪ّ،‬حيثّيعانونّ‬


‫منّشذوذّمتنوعةّإلىّجانبّالتأخرّالذهنيّالذيّتكونّدرجتهّبينّالمتوسطّ والشديدّ والذيّ‬
‫يمكنّعالجهّبالتكفل‪ّ ّ.‬‬

‫‪ -2‬تعريف األسرة‪.‬‬

‫ابطّالزواجّوالدّمّوالتّـبنّي‪ّ،‬ويتفاعلونّ‬
‫ّ‬ ‫هيّعبارةّعنّجماعةّّمّنّاألفرادّيرّتبطونّمعّاًّبرو‬
‫الزوجة‪ّ،‬وبينّاألمّّواألبّ‪ّ،‬وبينّاألمّّواألبّواألّبناء‪ّّّّّّّّّّّّّّّ،‬‬
‫فاعلّبينّالزوجّو ّ‬
‫ّ‬ ‫معّاً‪ّ،‬وقدّيتمّّهذاّالتّـ‬

‫ّ‬

‫زّبخصائصّمعيـنةّ‪ّ (1).‬‬
‫ّ‬ ‫تتمي‬
‫اجتماعيةّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ويتكونّمنهمّجميعّاًّوحدةّّ‬
‫ّ‬

‫• التعريف اإلجرائي‪.‬‬

‫ةّالمتكونة ّمّنّاألبّ واألمّ ّبالدّرجة ّاألولى ّالتيّأنجبتّ ّطفلّمتالزمةّ‬


‫ّ‬ ‫ةّالنواتّي‬
‫هيّاألسر ّ‬
‫داون‪ّ .‬‬

‫• تعريف التكفل‪.‬‬

‫هوّبدايةّتكفلّالوالدينّمنّخاللّعملّالفحوصاتّوالمعايناتّلدىّاألطباءّالمختصينّ‬
‫وأطباءّ األطفالّ منذّ الوالدةّ نظ اًرّ لألمراضّ المصاحبةّ لهذهّ اإلعاقة‪ّّ،‬وبفضلّ تطورّ العلمّ‬
‫والتكفلّأ صبحتّهذهّالفئةّتعيشّلوقتّأطولّعكسّماّكانواّعليهّفيّالماضي‪ّ ّ.‬‬

‫• التعريف اإلجرائي‪.‬‬

‫الوالدينّ للحالةّ واالتصالّ اليوميّ معّ المركزّ ومرافقةّ أطفالهمّ وأخذّ البرامجّ‬
‫هوّ قبولّ ّ‬
‫المتبعةّويكونواّعلىّاتصالّدائمّومتواصلّمعّالمركزّمنّأجلّتكفلّأحسنّبأطفالهم‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫)‪ (1‬إبراهيمّمذكور‪ّ:‬معجم العلوم االجتماعية‪ّ،‬الهيئةّالمصريّةّالعامّةّللكتاب‪ّ،‬القاهرة‪ّ،1975ّ،‬صّ‪ّ .ّ38‬‬


‫‪8‬‬
‫‪ )5‬الدراسات السابقة‪.‬‬

‫اقعّالتكّـفّلّاألّسريّالمبكّرّ‬
‫مّنّخاللّالمطالعاتّوالقراءاتّالتيّقمناّبهاّح ّولّموضوعّو ّ‬
‫المتغيّرينّ معّاًّ إالّّ أنّّّالعديدّ مّنّ الدّراساتّ‬
‫ّ‬ ‫بأطفالّ متالزمةّ داون‪ ّ،‬لمّ نجدّ دراساتّّّتناولتّ‬
‫تّودرستّحولّالتكفّلّبهؤالءّاألّطفال‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫األجنبيةّوالعربيةّّاهتمّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬الدراسة األولى‪ :‬عن متالزمة داون‪.‬‬

‫حمدّالهذليّإلىّ‬
‫حةّحلقةّبحثّوتصميمّتجارب‪ّ،‬توصّلتّأميّنةّعودةّم ّ‬
‫نّخاللّأّطرو ّ‬
‫مّ ّ‬
‫‪ّ،‬ماّيمكنناّقولهّأنّ ّمتالزمة ّداونّمّنّأكثرّاإلعاقاتّالذّ ّ‬
‫هنية ّتزايدّاً ّوليسّلهاّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫هذهّالنتائج‬
‫ّ‬
‫هويةّ‪ ّ.‬فهيّ تحدّثّ فيّ كلّّّالمجتمعاتّ وفيّ كلّّّالطبقات‪ ّ،‬ويمكنّ تقديرّ عددّ‬
‫جنسيةّّّأوّ ّ‬
‫ّ‬
‫بالتأكيدّ ليستّ‬
‫الحاالتّ فيّ المملكةّّالسّعودّيةّّماّ بين(‪ ّ)20,000ّّ/7500‬ألفّ حالةّ‪ ّ.‬وهيّّ ّ‬
‫وبالرغمّ أنّّ‬
‫ومسببات‪ّ ّ،‬‬
‫جةّّّلعواملّ ّ‬
‫ولكنهاّ نتي ّ‬
‫مصي ّاًرّّمحتوماًّّ أوّ رجسّاًّّمّنّ عملّ الشّيطان‪ّ ّ،‬‬
‫ببّالرئيسيّ ّفيّحدوث ّهذا ّالخللّفيّ‬
‫ّ‬ ‫بعض ّالدّراساتّأثبتتّدورّبعضّالعواملّإالّأنّ ّالسّ‬
‫اليّلمّيكتشفّعالجّلهذاّالخلل‪ّ.‬وقدّلوحظّوجودّاهتمامّّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ،‬وبالت‬
‫ّ‬ ‫الً‬
‫الكروموزوماتّاليزالّمجهوّ‬
‫اكزّوجمعياتّّلرعاّيةّّ‬
‫ّ‬ ‫الًّبإنشاءّمر‬
‫‪ّ،‬وذلكّمتمث ّ‬
‫ّ‬ ‫بفّئةّّمتالزمةّداونّفيّالمملكةّّالعربّيةّّالسّعودّية‬
‫مثلّالجمعية ّالخيرّية ّلمتالزمةّ ّداون(دسكا ّ‬
‫)ّبالرياض‪ّ.‬وهذاّخاللّاالستبيانّالذيّ‬ ‫ّ‬ ‫هذهّالفّئة ّ‬
‫ّوّزعّعلىّّأهاليّاألشخاصّذويّمتالزمة ّداونّأوضحتّأجوبّتهّأنّ ّبعضّاألشخاصّذويّ‬
‫متالزمةّ ّدا ّونّمصابونّبمشاكلّفيّالقلب‪ّ،‬وتعدّ ّأمراضّالقلبّلذويّمتالزمة ّداونّأّخطرّ‬
‫لقي ًّة ّفيّ‬
‫خّ‬ ‫منّ التيّ تكونّ لديّ ّ‬
‫العاديين‪ ّ،‬كماّ أنّ ّلديهمّمشاكلّ فيّ السّمعّ والبصر‪ ّ،‬وعيوّبّاًّّ ّ‬
‫التـنفّـسي‪ّ.‬‬
‫العمودّالفقري‪ّ،‬ومشاكلّفيّالجهازّالهضميّو ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫)‪ّ (1‬دعاءّسليمانّموسىّ‪ّ :‬أخصائية ّالتدخلّالمبكرّبالجمعيةّالبحرينيةّلمتالزمةّداون‪ّ،‬مقالة‪ّ،‬العدد ّ‪ّ،3094‬الخميس ّ‪ّ24‬‬


‫فبراير‪ّ2011‬صّ‪.02‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -2‬الدراسة الثانية‪ :‬عن األسرة‪.‬‬

‫غويةّ‬
‫المعرفيةّ واللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫األسرةّ قدّ تكونّ هيّ أقوىّ البنّياتّّفهمّاًّّواستنارّةًّّباحتياجاتّ الطّفلّ‬
‫التدريبّوالمشاركةّفيّدرجةّّكبيرةّّ‬
‫ولكنهاّفقطّتحتاجّللدّعمّواإلرشادّو ّ‬
‫االجتماعية‪ّ ّّ،‬‬
‫ّ‬ ‫الحركيةّو‬
‫و ّ‬
‫أخرّالعقليّعامّ‬
‫للجنةّالبيتّاألبيضّللت ّ‬
‫ّ‬ ‫يرّ‬
‫مّنّعالجّالطّفلّوتعليمهّ‪ّ.‬قدّمّويليام ويلكوسّتقرّّاً‬
‫أخرّالعقليّتبدوّوتنتشرّفيّبعض ّالقطاعاتّمنّ‬
‫‪1961‬م‪ّ،‬عندماّأشارّإلىّأنّ ّظاهرةّالّـت ّ‬
‫التعليمّ والدّخلّ وفّـقدانّ‬
‫المجتمعّ األمريكيّ ّتتسمّ بخصائصّ معيّنة؛ّّوهيّ انخفاضّ مستوىّ ّ‬
‫تتميزّّّبذلكّ‬
‫تدخليةّّّفيّ األحياءّ التيّ ّ‬
‫حيّ واالجتماعي‪ّّّ،‬ممّاّ يستلزمّ رسمّّّخططّّّ ّ‬
‫الوعيّ الصّ ّ‬
‫الخططّ طويلةّ المدىّ‬
‫أخرّ العقليّ كحلولّّّسريعةّ‪ّّ،‬إضاف ًّةّّإلىّّ ّ‬
‫الت ّ‬
‫التعاملّ مبكّ ّاًر‪ّّّ،‬معّ ظاهرةّ ّ‬
‫ّ‬
‫لعالجّهذهّالمشكلة‪ّ ّ.‬‬

‫اتّالبيئيةّ‬
‫ّ‬ ‫بعيدةّالمدىّللمتغير‬
‫ّ‬ ‫ّوقدّتواترتّ بعدّذلكّ نتائجّالبحوثّالتيّأكّدتّاآلثارّ ّ‬
‫االقتصاديةّ المتدنّـّيةّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيةّ و‬
‫ّ‬ ‫هائيةّ للطّفلّ؛ّّّكاألوضاعّ‬
‫الن ّ‬
‫األسرّيةّّالوسيطةّ علىّ الحالةّ ّ‬
‫الديةّ والحرمانّ البيئيّ والعاطفيّ‬
‫الزائدةّ ومشاعرّ الذّنبّ الو ّ‬
‫واإلنكارّ واإلهمالّ والحمايةّ ّ‬
‫عرفّ عليهاّ وتصحيحهاّ فيّ وقتّّّمبكّرّّّبهّ مّنّ تعريفّ الطّفلّ‬
‫الت ّ‬
‫والثقافي‪ّّ،‬ومّنّ ثمّّّضرورةّ ّ‬
‫دخلّ‬
‫الت ّ‬
‫لمخاطرّ اإلعاقةّّوتشيرّ الدّراساتّ إلىّ ّأنهّ قبلّ عامّّ‪1986‬م‪ ّ،‬كانتّّمعظمّ برامجّ ّ‬
‫تدخلّّ‬
‫يجابيةّّحولّ تقديمّ برامجّ ّ‬
‫متمركزّةً ّحولّ الطّفلّالّ أنّ ّالدّراساتّ الحديّثة ّأثبّتتّدالئلّ إ ّ‬
‫سرة‪.‬‬
‫(ّ‪)ّ1‬‬
‫جهةّلأل ّ‬
‫أوّمو ّ‬
‫سرةّ ّ‬‫متمركزةّح ّولّاأل ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -3‬الدراسة الثالثة‪ :‬عن التـكـفـل المبكر‪.‬‬

‫التكفلّ المبكّرّ فيّ مرحلةّّماّ قبلّ‬


‫هدفتّ الدّراسةّّّإلىّ فحصّّّوتقـييمّ خدماتّ وبرامجّ ّ‬
‫الدّراسةّالمقدّمة ّللمعاقينّذهنيّاً‪ّ،‬بالتّحديدّهدفتّالدّراسة ّإلى ّفحصّخصائصّالمعاقينّفيّ‬
‫التدخلّ المبكّرّ فيّ مرحلةّّّماّ قبلّ المدرسةّّعامّ‬
‫الملتحقّـينّ فيّ مشاريعّ ّ‬
‫ّ‬ ‫والّيةّّجورجياّ‬

‫)‪ (1‬دعاءّ سليمانّ موسى‪ّّ،‬أخصائيةّ التّدخلّ المبكّرّ بالجمعيةّ البحرينيةّ لمتالزمةّ داونّ سنةّّ‪ ّ،2011‬ص‪ّّ.02‬هلّ هذاّ‬
‫كتاب؟؟‬
‫‪10‬‬
‫النمائي ‪(The Battele‬‬
‫‪ّّ،)1(1991‬وتمّّّقياسّّمدىّّتقديمّّالخدماتّ باستخدامّ مقياسّ باتلّّ ّ‬
‫متغيراتّ مستقلّةّ ّوهي‪ّ ّ:‬نموذجّ‬
‫)‪ّ ّDevelopmentalinventary‬وذلكّ علىّ ّخمسةّ ّ ّ‬
‫امجّالتكفلّالمبكّرّالتيّتضعهاّ‬
‫ّ‬ ‫الخدمة(تقديمّالخدماتّبالمنزل‪ّ،‬وتقديمّالخدماتّمّنّقّبّلّالبر‬
‫ذهنيّاً‪ ّ،‬وكذلكّ متغيّرّ‬
‫الوالّية)‪ّّ،‬والجنسّ‪ّّ،‬والعمر‪ّّ،‬والوضعّ االجتماعيّ واالقتصاديّّللمعاقينّ ّ‬
‫امجّالتكفلّ‬
‫ّ‬ ‫ذهنيّاً ّتتراوحّمدّة ّالتحاقهمّفي ّبر‬
‫نتّالعيّنة ّمّنّ (ّ‪ّ )258‬مّعاقّاً ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ،‬وتكو‬
‫ّ‬ ‫اإلعاقة ّنفسه‬
‫المبكّرّمّن(‪ّ)5ّ-3‬سنوات‪ّ،‬وأسّفرتّنتائجّالدّراسةّإلى‪ّ ّ:‬‬

‫‪ .1‬وجودّ ّفروقّ ّدالّةّ ّبينّالطّلّبة ّالذينّفيّمنازلهمّ والطّلّبة ّالذينّفيّبر‬


‫امجّالتكفلّالمبكّرّ‬
‫ّ‬
‫كيفي‪ّ.‬‬
‫لوكّالت ّ‬
‫ّ‬ ‫فيّأبعادّالمهاراتّاالجتماعّية‪ّ،‬وأبعادّالسّ‬
‫قّّدالّةّّّ ّبينّ اإلعاقاتّ المختلفة‪ ّ،‬وتضمّنتّ هذهّ الدّراسةّّ ّ‬
‫التوصّيةّّبتصميمّ‬ ‫‪ .2‬وجودّّّفرو ّ‬
‫كيفيّوالمهاراتّاالجتماعّية‪ّ ّ.‬‬
‫لوكّالت ّ‬
‫ّ‬ ‫نّالتأكيدّعلىّالسّ‬
‫برامجّنمائّيةّمناسّّبةّتتضمّ ّ‬

‫التعقيب على الدراسات السابقة‪.‬‬

‫يتبينّ لناّ أنّّّمعظمّ الدّراساتّ أعطتّ‬


‫السابقةّّالتيّ قّمناّ بإدراجهاّ ّ‬
‫مّنّ خاللّ الدّراساتّ ّ‬
‫تدخلّهذهّاألخيرةّفيّ‬
‫سرة ّللتّـكّـفّـلّ باألّطفالّفيّ وضعّية ّّإعاقة‪ّ ،‬وأثبتتّ ّ‬
‫تدخلّاأل ّ‬
‫همي ًّة ّفيّ ّ‬
‫ّأ ّ‬
‫تحسينّأداءّهذهّالفئةّمّنّعدّةّنواحّّوهذاّماّنريدّالوصولّإلّيه‪ّ ّ.‬‬

‫المقاربات السوسيولوجية‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية الوصم االجتماعي‪.‬‬

‫ّيعرفّمفهومّالوصمّ ـ ـّـبشكل ّعامّ ـ ــبأنه ّإطالقّأوّإلصاقّمّسمّياتّ ّغّيرّمرغوبّفيهاّ‬


‫يحرمهّمّنّالتّـقبّـلّاالجتماعيّأوّتأييدّالمجتمعّله‪ّ،‬ألّنهّّ‬
‫نحوّ ّ‬
‫بالفردّمّنّجانبّاآلخرين‪ّ،‬علىّ ّ‬
‫خاصيةّّّمنّ‬
‫ّ‬ ‫شخصّّّمختلفّّّعنّ بقيّةّّاألشخاصّ فيّ المجتمع‪ ّ.‬ويكمّنّ هذاّ االختالفّ فيّّّ‬

‫‪(1) Hamil, M, Astate. Wide evalution of Preschool Intervention Program for handicapped‬‬
‫‪(Early Intervention) unpublished Doctoral Dissertation, university of Geargia, USA,‬‬
‫‪(1991).‬‬
‫‪11‬‬
‫فسية ّأوّاالجتماعّيةّ‪ ّ،‬التيّ تجعلهّّمغتربّاًّّعنّ المجتمعّ‬
‫الن ّ‬
‫العقلية ّأوّ ّ‬
‫الجسمية ّأوّ ّ‬
‫ّ‬ ‫خصائصه ّ‬
‫منه‪ّ،‬ماّيجعلهّيشعرّبنقصّالتوازن ّ‬
‫ّالنفسيّواالجتماعي‪ّ )1ّ(.‬‬ ‫ّ‬ ‫الذيّيعيشّفيهّومرفوضّاًّ‬

‫التسمّيةّلجوفمان ‪ّ Labeling Goffman‬فيّكتاب ـ ـ ـ ـّـهّ ّ‬


‫ظهرّمفهومّالوصمةّفيّنظرّيةّ ّ‬
‫هليةّ القبولّ‬
‫جردتّّّالفردّ مّّنأ ّ‬
‫«الوصمة»عامّّ‪ ّ،1963‬ويشيرّّإلىّّعالقةّّّالتّـدنيّ التيّ ّ‬
‫علىّالمشاكلّالناجمة ّعنّ‬
‫ّ‬ ‫ساسية ّ‬
‫الكامل‪ّ،‬وتركّزّالبحث ّفيّهذاّالمجالّبصفة ّأ ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي ّ‬
‫وصمّالجماعات‪ّ،‬وعلىّآلياتّالتّـكيّـفّالتيّيستخدمونهاّلمجابهةّّهذهّالمشاكل‪ّ ّ.‬‬

‫وبناءّعلىّذلكّيتحدّدّمفهومّالوصمّمّنّخاللّبعضّّمّنّالعناصرّوهي‪ّ:‬‬
‫ًّ‬

‫‪ّ .1‬يتسّمّ المجتمعّ اإلّنسانيّ بوضعّ العديدّ مّنّ القواعدّ االجتماعّيةّّالتيّ تنظّمّ السّلوكّ‬
‫استقرره‪.‬‬
‫اإلنسانيّوتحفظّللمجتمعّتوازنهّو ّا‬
‫هّيتصرفّفيّضوءّماّوصمّبهّ‪ّ،‬فالشّخصّالموصومّّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ .2‬ينظرّإلىّالفردّحالّوصمهّبأّّن‬
‫األولىّعلىّأنهّمجرم‪ّ،‬معّتجاهلّالسّماتّاألخرىّالتيّ‬
‫ّ‬ ‫جةّ‬
‫بأنهّمجرمّيّنظرّإليهّبالدّرّ‬
‫ّ‬
‫ّيسلّمّبها‪ّ.‬‬
‫‪ .3‬يكونّ ردّّّالفعلّّاالّجتماعيّّـ ـ ـغالبّاًّّـ ـّـتجاهّّالمّ ّوصومينّّـ ـّـوماّ يصاحبهّ مّنّّمواقفّّ‬
‫معب ّاًر ّعنّ‬
‫الرسمّيةـ ـّـ ّ ّ‬
‫سلبيةّ ّنحوهمّ مّنّ أفرادّالمجتمعّ وجماعاّته ّومؤسساتهّ ّ‬
‫وّاتجاهاتّ ّ ّ‬
‫النّبذّ االجتماعيّ لهمّ وألّسّرهمّ بصفةّّّخاصّةّّّماّ‬
‫الرفض‪ّّ،‬و ّ‬
‫االستنكار‪ّّ،‬والسّخرّيةّ‪ّّ،‬و ّ‬
‫يفرضّعليهمّنوعّاًّمّنّالعزلةّاالجتماعّيةّ‪ّ ّ.‬‬

‫– ‪(1) Erving Goffman. Stigma: Notes on the management of spoiled identity. Prentice‬‬
‫‪Hall.(1963).‬‬
‫‪12‬‬
‫نظرية النمو العقلي لــ "بياجيه"‪.‬‬

‫رّونموّهذهّالقدرّةّ‬
‫ّ‬ ‫تطو‬
‫كاءّهوّالقدرة ّعلىّالتّـكيّـف ّمعّالبيّئة‪ّ ّ،‬وأنّ ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يرىّبياجيهّأنّ ّالذّ‬
‫النظرّياتّ‬
‫وتعّتبرّ نظرّيتهّ فيّ نم ّوّّالذّكاءّ مّنّ نماذجّ ّ‬
‫النضجّ ّ‬
‫يمرّّّخاللّ سلسلةّّّمّنّ مراحلّ ّ‬
‫كاءّفيّتوعيتهّوتطوره‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫الفريدةّفيّنوعهاّألنّهاّمفهومّمتكاملّّللذّ‬

‫نموهّ يختلفّ مّنّ‬


‫النموّ العقليّ ّتعتبرّ الذّكاءّ فيّ مراحلّ ّ‬
‫التطورّيةّّّفيّ ّ‬
‫فنظرّيةّّبياجيهّ ّ‬
‫اتّالعقلية ّفيّكلّ ّمرحلةّ ّتكونّمختلف ًّة ّوتتناسبّ‬
‫ّ‬ ‫مرحلةّ ّإلى ّمرحلةّ ّأخرىّ‪ّ،‬ولذلكّفإنّ ّ ّ‬
‫العملي‬
‫كاءّعندّبياجيهّهوّالقدرةّعلىّالتـكيـفّوهوّ‬
‫ّ‬ ‫فالذ‬
‫معّقدرةّالفردّعلىّالتّـكيّـفّفيّهذهّالمرحلة‪ّ ّ،‬‬
‫ّ‬
‫نّ ّبينّأثرّأفعالّالكائنّالحيّّعلىّالبيّئةّوأثرّأفعالّالبيئةّعلىّالكائنّالحيّ؛ّّ‬
‫يمثلّنقطةّتواز ّ‬
‫ّ‬
‫وبالتاليّفإنّّالكائنّالحيّّيغيّرّدائمّاًّ‬
‫علىّأنّيتكيفّلواقعّاألمور‪ّ ّ،‬‬
‫ّ‬ ‫فالبيّئةّتّجبرّالكائنّالحيّّ‬
‫مّنّالبيّئةّبأنّيفرضّعليهاّتكويناتّّجديدةّّنابعةّّمنه‪ّ ّ.‬‬

‫حة‪ّ ،‬والبدّ ّمّنّ وجودّ‬


‫تعبيراتّ بياجيهّفيّاالستيعاب ّالتـكيـف ّأوّاالست ار ّ‬
‫ومّنّّثمّ ّجاءتّ ّ‬
‫سودّإحدىّالعمليتينّعلىّاألخرىّفإنّّ‬
‫ّ‬ ‫ّفيّالتفاعلّبينّالكائنّالحيّ ّوالبيّئة‪ّ ّ،‬وعندماّّت‬
‫ّ‬ ‫توازن‬
‫ّغيرّمتكيفّ‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫الكائنّالحيّّيكون‬

‫نّالنموّالعقليّ‪ّ ّ:‬‬
‫ساسيةّّمّ ّ‬
‫وتفترضّنظرّيةّبياجيهّثالّثةّمراحلّأ ّ‬

‫العمر(وتتكونّ مّنّ ّ‬
‫ستةّّ‬ ‫ّ‬ ‫الثانّيةّّمّنّ‬
‫الحركيةّّّمّنّ الميالدّّإلىّّسنّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪ .‬المرحلةّّالحسّّيةّّّ‬
‫(‪)1‬‬
‫عيةّ)‪ّ.‬‬
‫مراحلّفر ّ‬
‫الثانيّّإلىّّسنّّ‬
‫الكلية‪ّ ّّ،‬وتمتدّ مّنّّالعامّ ّ‬
‫المتصلّ بالمفاهيمّ والمدركاتّ ّ‬
‫ب‪ .‬مرحلةّّالذّكاءّ ّ‬
‫عيةّهي‪ّ ّ:‬‬
‫‪ّ11‬سّن ًّة‪ّّ،‬وهذهّالمرحلةّتنقسمّبدورهاّإلىّمراحلّتطويرّيةّفر ّ‬
‫‪.1‬مرحلةّماّقبلّالمفاهيمّمّن‪ّ4-2‬سنوات‪ّ.‬‬
‫‪.2‬مرحلةّالحدثّمّنّسنّّ‪ّ7-4‬سنوات‪ّ.‬‬
‫العملياتّالمحسوسةّمّنّ‪ّ11-7‬سّنةّ‪ّ ّ.‬‬
‫‪.3‬مرحلةّ ّ‬

‫‪(1) Aaron Kandola, whatّtoّknowّaboutّPiaget’sّstagesّofّcognitiveّdevelopment. Site web:‬‬


‫‪www.medicalnewstoday.com.‬‬
‫‪13‬‬
‫الكلية‪ّّ،‬وهذهّ‬
‫الناضجّ القائمّ علىّ استخدامّ المفاهيمّ أوّّالمدركاتّ ّ‬
‫ج‪ .‬مرحلةّّّالتّـفكيرّ ّ‬
‫ّ‬ ‫المرحلةّتبدأّمّنّسنّّ‪ّ11‬سّن ًّةّتقريبّاً‪ّ.‬‬

‫‪14‬‬
‫ّ‬

‫الجانب النظري‬

‫ّ‬
16
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الفصلّالثّانيّ‪ّ :‬‬
‫الطفلّالمصابّبمتالزمةّداونّ‬

‫‪17‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االسرة و المتالزمة داون‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬تعريفّاألسرةّ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثيرّاإلعاقةّعلىّاألسرةّ‪.‬‬
‫‪ -3‬دورّاألسرةّفيّالكشفّالمبكرّعنّاإلعاقةّ‪.‬‬
‫‪ -4‬استراتيجيةّدعمّاألسرة‪.‬‬
‫‪ -5‬دورّاألسرةّفيّالوقايةّمنّاإلعاقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪18‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫لألسرةّدورّفيّتنشئةّالطفل‪ّ،‬إذّتعتبرّأولّمنّيتلقىّالطفل‪ّ،‬وهيّالوسيطّالذيّيقومّ‬
‫بنقلّالتراثّالثـقافيّواالجتماعيّإلىّالطفلّخاص ًةّإذاّكانّالطفلّمصاباًّباضطرابّمتالزمةّ‬
‫داون‪ ّ،‬والتيّتكونّأكثرّصعوب ًةّومشق ًةّمقارنةّباألطفالّالعاديين‪ّ،‬إذّيعتبرّهذاّاالضطرابّ‬
‫منّ أقدمّ اإلعاقاتّ الذهنيةّ ظهو اًرّ حيثّ نجدّ أنهمّ يتميزونّ بمجموعةّ منّ الخصائصّ‬
‫والعالقاتّ التيّ تظهرّ عليهمّ كقصرّ القامة‪ ّ،‬صغرّ العينين‪ ّ،‬وغيرها‪ ّ.‬لذلكّ ظهرّ ماّ يسمىّ‬
‫بالتكفلّ المبكرّ والذيّ يعتبرّ حالياّ منّ أفضلّ الوسائلّ الموظفةّ للعالجّ بصفةّ عامةّ‬
‫واالستراتيجياتّ الوقائيةّ حيثّّيشتركّ أعضاءّ األسرةّ معّ األخصائيينّ فيّ تحديدّ األهدافّ‬
‫وتقريرّاألنشطةّالتيّيمكنّأدائهاّمنّالبدايةّإلىّالنهاية‪ّ ّ.‬‬

‫‪19‬‬
‫ألسرةّ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريفّا ّ‬

‫الّ يوجدّ تعريفّ محدّدّ لألسرةّ خصوصّاًّّفيّ ميدانّ العلومّ االجتماعية‪ّّ،‬فالمفاهيمّ‬


‫دّالخلفياتّالنّظريةّوسنحاولّعرضّ‬
‫ّ‬ ‫السّوسيولوجيةّتحملّتعاريفّمتعدّدةّّومختلفةّ‪ّ،‬نظ ّاًرّلتعدّ‬
‫البعضّمنها‪ّ ّ:‬‬

‫تتكونّ‬
‫نظاميةّ‪ّ ّ ّ،‬‬
‫بيولوجيةّ ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اجتماعيةّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يرى ّ"عاطف غيث"‪"ّ:‬أنّاألسرة ّعبارةّ ّعنّجماعةّ ّ‬
‫مقررةّوأبناّؤهما"‬
‫(ّ‪ّ .ّ)1‬‬
‫اجيةّّ ّ‬
‫امرّةّتقومّبينهماّرابطةّّزو ّ‬
‫مّنّرجلّّو ّّأ‬

‫التجمّعّ الطّبيعيّّ‬
‫ويرىّ عالمّ االجتماعّ الفرنسيّ"إميل دوركايم"‪" ّ:‬أنّّّاألسرةّ ليستّ ذلكّ ّ‬
‫تكونتّ‬
‫اجتماعيةّ ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫لألبوين‪ ّ،‬وماّ ينجبانهّ مّنّ أوالدّ ّ‪-‬علىّماّ يسودّاالعتقاد‪-‬بل ّإنّهاّمؤسّسةّ ّ‬
‫أعضاؤهاّحقوقيّاًّوخّـلّـقّـّيّاًّببعضهمّالبعض"(‪ّ .)2‬‬
‫ّ‬ ‫اجتماعيةّ‪ّ،‬ويرتبطّّ‬
‫ّ‬ ‫ألسبابّّ‬

‫أساسيةّّّودائمةّ‪ ّ،‬وليستّ األسرةّ أساسّ‬


‫اجتماعيةّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أماّّ"سناء الخولي"ّّفتراها‪" ّ:‬جماعةّّّ‬
‫فحسب‪ ّ،‬بلّ هيّ مصدرّ األخالقّ والدّعامةّ األولىّ لضبطّ السّلوكّ واإلطارّ‬
‫وجودّ المجتمعّ ّ‬
‫فيهّاإلنسانّأولّدروسّالحياةّاالجتماعية ‪ّ.‬‬
‫ّ(‪ّ )3‬‬
‫ّ‬ ‫الذيّيتلقىّ‬

‫كونّمّنّ‬
‫سةّالتيّت ّ‬
‫ّ‬ ‫عرفها ّ"مصطفى بوتفنوشت"‪"ّ :‬بأنّهاّتلكّالمؤسّ‬
‫ةّفي ّ‬
‫أماّاألسرةّالجزائرّي ّ‬
‫الترابطّ والتّـفاعلّ فيّ إطارّ ثقافةّّ‬
‫الزواجّ (زوجّ وزوجة)ّ وأبنائهما‪ّّ،‬وتقومّ بينهماّ عالقةّ ّ‬
‫ثنائيّ ّ‬
‫ّ(ّ‪ّ .ّّ(4‬‬
‫مشتركةّّ"‬

‫(‪ (1‬محمدّعاطفّغيث‪ّ:‬قاموس علم االجتماع‪ّ،‬دارّالمعرفةّالجامعية‪ّ،‬اإلسكندرية‪ّ،2006ّ،‬ص‪ّ .ّ93‬‬


‫(‪ (2‬عبدّالقادرّالقصير‪ّ :‬األسرة المتغيرة في المجتمع المدنية ّ(دراسةّميدانيّةّفيّعلمّاالجتماعّالحضاريّ واألسري)‪ّ،‬دارّ‬
‫النّهضةّالعربيّة‪ّ،‬بيروت‪ّ،‬لبنان‪ّ،‬طبعةّأولى‪ّ،1999ّ،‬صّ‪ّ .‬‬
‫(‪ (3‬سناءّالخولي‪ّ:‬الزواج والعالقات األسرية‪ّ،‬دارّالنهضةّالعربية‪ّ،‬اإلسكندرية‪ّ،2000ّ،‬صّ‪.‬‬
‫(‪ (4‬مصطفىّبوتفنوشت‪ّ :‬العائلة الجزائرية (التطور والخصائص الحديثة)‪،‬ديوانّالمطبوعاتّالجامعية‪ّ،‬الجزائر‪ّ،1984ّ :‬‬
‫صّ‪ّ .ّ38-37‬‬
‫‪20‬‬
‫وسياسيةّ‪ ّ،‬وحدةّ‬
‫ّ‬ ‫ودينيةّّّ‬
‫اقتصاديةّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أساسيةّ‪ ّ،‬وحدةّّّ‬
‫ويعرفهاّّ"بيار بوردبو"‪" ّ:‬هيّ وحدةّّّ ّ‬
‫النساءّ مّنّ صناعةّ األوانيّ وجنيّ‬
‫المصالحّ واألشغال‪ ّ،‬بحيثّّأنّّّاألعمالّ التيّ تقومّ بهاّ ّ‬
‫الثمار‪ّ،‬بينماّالذكورّيقومونّبالحصادّ"(‪ّ .ّ(1‬‬

‫المطلب الثاني‪ّ:‬تأثيرّاإلعاقةّعلىّاألسرةّ‪.‬‬
‫تتعرُّضّّّأسرةّ األطفالّ المعوقينّ لضغوطّ مختلفةّ فيّ المراحلّ المّختلفة‪ ّ،‬وربماّ يكونّ‬
‫منّ أهمّ مصادرّ الضغطّّمتطلباتّّّالرعايةّ المستمرةّ للطفلّ المعوقّ كذلك‪ ّ،‬فمنّ مصادرّ‬
‫الضغطّ عدمّ توفرّ الفرصّ الكافيةّ للتفاعلّ االجتماعيّ بسببّ حاجةّ الطفلّ إلىّ العنايةّ‬
‫وصعوبةّالحصولّعلىّالمساعدةّلتلبيةّتلكّالحاجةّالهامة‪ ّ،‬وكذلكّألنّاصطحابّ ّالطفلّ‬
‫خارجّالمنزلّقدّيكونّبحدّذاتهّمصدر ّضغطّوتوتر‪ ّ،‬والمصدرّالثالثّمّنّمصادرّالضغطّ‬
‫هوّالبديلّالتربويّالمتاحّلتعليمّالطفلّالمعوق؛ّفتدريسهّفيّمدرسةّعاديةّإذاّكانتّالظروفّ‬
‫المحليةّ مهيأةًّ لذلكّ يرافقهاّ تخوفّ علىّ الطفلّ منّ الرفضّ والعزل‪ ّ،‬وتدريسهّ فيّ مدرسةّ‬
‫خاصةّللمعوقينّليسّأكثرّسهول ًّةّلماّقدّينطويّعليهّمنّصعوباتّمختلفة‪ّ ّ.‬‬

‫ّوللتعرفّ علىّ طبيعةّ تأثيراتّ اإلعاقةّعلىّ األسرةّ وبعدّ توزيعّمقياسّ التقييمّ الشاملّ‬
‫لألداءّ األسريّ الذيّ وضعه‪ ّ ّ،MCLINDER,1990‬وقدّ قامّ ّ بتوزيعهّ الخضيب‪ّ1996ّّ،‬‬
‫ونتائجّ هذهّ الدراسةّ توضحّ أنّ أكثرّ تأثيراتّ اإلعاقةّ برو اًزّ هيّ تلكّ المتعلقةّ بالقلقّ حولّ‬
‫المعوقّ وصعوبةّ التعايشّ معّ اإلعاقةّ ومتطلباتّ الرعايةّ اليوميةّ للطفلّ‬
‫مستقبلّ الطفلّ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫المعوق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ّ:‬دورّاألسرةّفيّالكشفّالمبكرّعنّاإلعاقة‪.‬‬

‫إنّمّنّاألدوارّالتيّعلىّاألسرةّالقيامّبهاّالكشفّالمبكرّعنّاألطفالّالذينّيظهرونّ‬
‫أنماطاًّنمائي ًةّغيرّطبيعيةّبغيةّتزّويدهمّبالخدماتّالطبيةّ والنفسيةّالتربويةّفيّأسرعّوقتّ‬

‫‪(1) Pierre(B) : sociologie de l’Algérie, Presses universitaires de France, Paris, 4èmeéd,‬‬


‫‪1963, P13.‬‬
‫(‪)2‬محمدّالخطيبّ والحديدي‪ّ :‬التدخل المبكر مقدمة في التربية الخاصة‪ّ،‬دارّالفكر‪ّ،‬عمانّ ــّاألردن‪ّ 2004ّ ،‬م‪ّ،‬صفحةّ‬
‫‪ّ .ّ278‬‬
‫‪21‬‬
‫ممكن‪ ّ.‬وفيّ حالةّ اضطراباتّ النموّ قدّ يكونّ الطفلّ معوقاًّ وقدّ الّ يكون‪ ّ،‬ذلكّ أنّ انحرافّ‬
‫النموّكماّيعتبرّعادياًّالّيعنيّبالضرورةّحالةّإعاقةّحيثّأنّاإلعاقةّانحرافّملحوظّيتمّ‬
‫تحديدهّ وفقاًّ لمعاييرّ م ّوضوعيةّ فهيّ ليستّ كلّ انحراف‪ ّ.‬ومهماّ يكنّ األمرّ فإنّ هؤالءّ‬
‫األطفالّبحاجةّللتعرفّعليهمّمبك اًرّللحدّمنّالتأثيراتّالمحتملةّلوضعهمّالنمائي؛ّفإذاّكانّ‬
‫ماّ يعانونّ منهّ ليسّ إعاق ًةّ فالهدفّ هوّ منعّ المزيدّ منّ التدهورّ فيّ األداءّ والوقايةّ منّ‬
‫المشكالتّاإلضافية‪ّ ّ.‬‬

‫ّ ّويستطيعّ اآلباءّ أنّ يلعبواّ دو اًرّ فاعالًّ ّ فيّ الكشفّ المبكرّ بالرغمّ منّ أنّ ذلكّ ليسّ‬
‫باألمرّالسهلّخاص ًةّإذاّكانتّاإلعاقةّغيرّشديدةّأوّغيرّظاهرة‪ّ،‬وربماّيكونّأفضلّمعينّ‬
‫لآلباءّ فيّ هذاّ الصددّ االطالعّ علىّ الخصائصّ النمائيةّ لألطفالّ فيّ المجاالتّ المختلفةّ‬
‫الحركيةّ ّواالجتماعيةّ واللغويةّ والعقليةّ واالنفعالية‪ ّ،‬فمعرفةّ ماّ هوّ متوقعّ منّ مهاراتّ فيّ‬
‫مرحلةّعمريةّماّيساعدّفيّتحديدّماّإذاّكانّنموّالطفلّمطمئناًّأمّال‪ّ،‬وبالتاليّإذاّكانتّ‬
‫هناكّحاجةّإلىّإحالتهّإلىّاألخصائيينّإلجراءّالفحوصاتّوتطبيقّاالختباراتّلمعرفةّهلّ‬
‫لديهّإعاقةّأمّال‪ّ.‬ويستطيعّأولياءّاألمورّاكتسابّتلكّالمعرفةّبالرجوعّإلىّمراجعّالطفولةّ‬
‫ومراجعّعلمّالنفسّالنموّبوجهّعام‪ّ ّ.‬‬

‫كذلكّ فإنّ المؤسساتّ التيّ تعنىّ برعايةّ الطفولةّ تتحملّ مسؤوليةّ محوّ أميةّ اآلباءّ‬
‫واألمهاتّفيماّيتصلّبصحتهّوتنشئته‪ّ.‬فليسّأم ّاًرّصعباًّأنّيعيّاآلباءّعواملّالخطرّالبيئيةّ‬
‫والبيولوجيةّ التيّ قدّ تهددّ نموّ األطفالّ وتعرضّ صحتهمّ الجسميةّ والنفسيةّ للخطرّ واتخاذّ‬
‫االحتياطاتّالالزمةّللحدّمنها‪ّ ّ.‬‬

‫وينوهّ الباحثونّ فيّميدانّ التدخلّ المبكرّ إلىّ أنّ اآلباءّهمّ أفضلّ منّ يستطيعّ القيامّ‬
‫بالكشفّالمبكرّعنّالمظاهرّالنمائية ّغيرّالمطمئنةّ‪ّ ،‬وإحالةّاألطفالّالذينّقدّيكونّلديهمّ‬
‫ضعفّ أوّ إعاقةّ إلىّ األطباءّ واألخصائيينّ اآلخرين‪ ّ ّ.‬ومنّّالمؤكدّ أنّ قيامّ اآلباءّ أنفسهمّ‬
‫بالكشفّ الدوريّ عنّ القدراتّ الحسيةّ والعقليةّ والحركيةّ واللغويةّ ألطفالهمّ أكثرّ فعالي ًةّ منّ‬
‫البرامجّالكشفيةّالتيّيتمّتنفيذهاّعلىّنطاقّواسعّلمرةّواحدة‪ّ ّ.‬‬

‫‪22‬‬
‫هذاّ ويمكنّ مساعدةّ اآلباءّ علىّ القيامّ بالدورّ التشخيصيّ األوليّ مّنّ خاللّ تزويدهمّ‬
‫بقوائمّتقديرّنمائية‪ّ )1ّ(.‬‬

‫المطلب الرابع‪ّ:‬استراتيجيةّدعمّاألسرةّ‪.‬‬

‫إنّ التحاقّّّاألطفالّ بمراكزّ التدخلّ المبكرّ والتيّ تعنىّ باألطفالّ ذويّ االحتياجاتّ‬
‫الخاصةّيمثلّمرحل ًةّانتقالي ًةّصعب ًةّآلبائهمّ وأمهاتهمّألنهمّيتوقعّمنهمّاتخاذّق ارراتّتربويةّ‬
‫غيرّ مألوفةّ ومواجهةّ قضاياّ متنوعةّ متعلقةّ بإعاقاتّ أطفالهم‪ ّ،‬كذلكّ فإنّ انتقالّ الطفلّ مّنّ‬
‫المنزلّإلىّهذهّالمراكزّيتطلبّمنّالوالدينّقضاءّوقتّطويلّ وبذلّمجهودّكبيرّللتعرفّ‬
‫علىّالنظامّالتربويّالجديدّوالحقوقّوالواجباتّوالتربيةّالخاصةّوالخدماتّالمساندة‪ّ .‬‬

‫بقضاياّ مثلّ تكيفّ الطفلّ معّ‬


‫ّ‬ ‫وبعدّ التحاقّ الطفلّ رسمياًّ بالمركزّ قدّ ينشغلّ الوالدانّ‬
‫الوضعّالجديدّ والمواصالتّ‪ّ...‬وعلىّالوالدينّأنّيبنياّعالق ًةّمعّمعلمةّالطفلّ وأنّيتعرفاّ‬
‫علىّ األنشطةّ المخصصةّ لآلباءّ ويساهماّ فيّ تنفيذهاّ حسبّ طبيعةّ حاجاتهمّ وقدراتهمّ‬
‫الشخصية‪ّ.‬وماّنريدّتأكيدهّهوّأنّالمعلماتّيستطعنّالمساعدةّوتسهيلّعمليةّانتقالّالطفلّ‬
‫منّالمنزلّإلىّالمركز‪ّ،‬وذلكّيتحققّمنّخاللّتفهمّ واحترامّهمومّاآلباءّومخاوفهمّ واإلجابةّ‬
‫علىّأسئلتهمّبأقصىّدرجةّممكنةّمنّالوضوح‪ّ ّ.‬‬

‫إنّتوفيرّالفرصّألولياءّاألمورّللمشاركةّفيّالبرامجّالتيّتقدمهاّمراكزّالتدخلّالمبكرّ‬
‫منّ شأنهّ أنّ يسهلّ العمليةّ االنتقالية‪ّّ،‬ألنّ المشاركةّ تطمئنّ أولياءّ األمورّ بأنهمّ يسهمونّ‬
‫بطرقّبناءةّفيّالبرامجّالتربويةّالمقدمةّألطفالهم‪ّ ّ.‬‬

‫إنّتشجيعّالوالدينّعلىّالحضورّإلىّالمراكزّبرفقةّطفلهماّأثناءّمرحلةّالتكيفّاألوليّ‬
‫يساعدّعلىّتطويرّالثقةّبينّالوالدينّوالطفلّوالمعلمة‪ّ،‬ويخففّالقلقّالمتعلقّبرعايةّالطفل‪ّ،‬‬
‫ويعززّمشاركةّالوالدينّبشكلّمستمر‪ّ،‬ويساعدّالوالدينّعلىّالشعورّبالطمأنينةّفيماّيتعلقّ‬
‫بإرسالّالطفلّإلىّالمراكز‪ّ،‬وتشجيعهماّعلىّالمشاركةّفيّتنفيذّالبرامجّالتربوية‪ّ ّ.‬‬

‫(‪ )1‬محمدّالخطيبّوالحديدي‪ّ:‬مرجع سابق‪ّ،‬صفحةّ‪ّ .ّ274‬‬


‫‪23‬‬
‫ومنّالطرقّاألخرىّالهامةّللحفاظّعلىّمشاركةّاألولياءّبتشكيلّجمعيةّاألولياءّلتبادلّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الخبراتّوتقديمّدعمّلبعضهمّالبعض‪.‬‬

‫ومنّاستراتيجياتّدعمّاألسرةّهناكّثالثّأنواعّمنّالدعمّفيماّيلي‪ّ:‬‬

‫أ‪ .‬استراتيجيات الدعم‪ّّ:‬يجبّ أنّ تتوفرّ مجموعاتّ لدعمّ أخوةّ األطفالّ المعوقينّ فيّ البيئةّ‬
‫المحلية‪ ّ،‬فمثلّهذهّ المجموعاتّمنّ شأنهاّ أنّ تشعرّهؤالءّ اإلخوةّ بأنّ األمرّعاديّ بأسرعّ‬
‫وقتّممكن‪ّ،‬واإلخوةّبالطبعّبحاجةّإلىّأخوةّتماماًّكماّأنّاآلباءّبحاجةّإلىّآباءّلمساعدتهمّ‬
‫علىّاإلحساسّبأنهمّليسواّوحدهم‪ّ،‬واإلخوةّغالباًّماّيكونونّأعظمّمصدرّللقوة‪ّ،‬وكذلكّالجدّ‬
‫والجدة‪ّ،‬ويجبّأنّيكونّاإلخوةّالحليفّالقويّللوالدين‪ّ.‬‬
‫فالبدّمنّالتعاملّمعّالعالقاتّبينّاإلخوةّبوصفهاّقضيةّتهمّاألسرةّبأكملها‪.‬‬
‫ب‪ .‬الـدعم المتواصل‪ّ:‬فيّعالمّمثالي‪ّ،‬يكونّهناكّ"ّفريقّ"ّيواصلّتقديمّالدعمّالماديّوالمعنويّ‬
‫علىّمدىّالسنواتّالخمسّاألولىّمنّالعمرّعلىّأقلّتقديرّمنّأخصائيّالنطقّوطبيبّ‬
‫أطفالّ وأخصائيّ حركي‪ ّ،‬وتستطيعّ كلّ أسرةّ أنّ تدعمّ األسرةّ األخرىّ وتبعثّ فيهاّ األملّ‬
‫وتساعدهاّ بشكلّ أوّ ّبآخر‪ ّ،‬ودعمّ األسرّ لألسرّ هوّ حجرّ الزاويةّ بالنسبةّ لكلّ الدعمّ الجيدّ‬
‫والمساعدةّالجيدة‪ّ.‬‬
‫ج‪ .‬المجموعات الداعمة‪ّّ:‬إنهاّ جمعياتّ أولياءّ األمور؛ّ تهدفّ إلىّ تقديمّ الدعمّ واإلرشادّ‬
‫والمساعدةّ العملية‪ ّ،‬كذلكّ فهيّ تسعىّ إلىّ الدفاعّ عنّ حقوقّ المعوقينّ وأسرهم‪ ّ،‬المرشدونّ‬
‫األّسريونّ يعرفونّ اآلباءّ واألمهاتّ باألسرّ األخرىّ ليدعمّ بعضهمّ بعضاًّ ويتفهمواّ الحاجاتّ‬
‫واألدوارّ اإليجابيةّ لألسرةّ ككل‪ ّ،‬صحيحّ أنّ اآلباءّ واألمهاتّ سيحتاجونّ إلىّ دعمّ األسرّ‬
‫واألخصائيينّولكنهمّبعدّذلكّالّيأخذونّفقطّولكنهمّيعطونّأيضاً‪ّ )2(.‬‬

‫(‪ )1‬محمدّالخطيبّوالحديدي‪ّ:‬مرجعّسابق‪ّ،‬صفحةّ‪.ّ274‬‬
‫(‪ّ)2‬محمدّالخطيبّوالحديدي‪ّ:‬مرجع سابق‪ّ،‬صفحةّ‪ّ .ّ276‬‬
‫‪24‬‬
‫المطلب الخامس‪ّ:‬دورّاألسرةّفيّالوقايةّمنّاإلعاقة‪.‬‬

‫إنّ األسرةّ تستطيعّ أنّ تلعبّ دو اًرّ وقائياًّ مركزياً؛ّ فمنّ خاللّ التعرفّ علىّ العواملّ‬
‫اءّ فيّ‬
‫المسببةّ لإلعاقةّ ومنّ خاللّ الوعيّ والمحافظةّ علىّ سالمةّ األطفالّ وصحتهمّ سو ً‬
‫والدتهمّأوّبعدها‪ّ،‬قدّتستطيعّاألسرةّأنّتمنعّحدوثّاإلعاقةّلدىّأفرادهاّوتلكّوقايةّأولية‪ّ،‬‬
‫ومنّ خاللّ الكشفّ المبكرّ عنّ حالةّ الضعفّ أوّ العجزّ والحرصّ علىّ توفيرّ الخدماتّ‬
‫العالجيةّالمبكرةّللطفلّقدّتستطيعّاألسرةّبمساعدةّاألخصائيينّالتخفيفّمنّوطأةّاإلعاقةّ‬
‫وزيادةّاحتماالتّنجاحّالتأهيلّوتلكّوقايةّثانوية‪ّ.‬‬

‫والجدولّالتاليّيبينّالمضامينّالوقائيةّعلىّمسّتوىّاألسرة‪ّ ّ.‬‬

‫جدول رقم ‪ :1‬يبين المضامين الوقائية على مستوى األسرة‬

‫الـمضامين‬ ‫مستوى الرعاية‬

‫التوجيهّواإلرشادّلتفعيلّأنماطّالتنشئةّاألسريةّوزرعّالثقة‪ّ ّ.‬‬ ‫الوقايةاألولى‬

‫تسهيلّ عمليةّ تكييفّ األسرةّ معّ حالةّ اإلعاقةّ بتطويرّ استراتيجياتّ‬


‫الوقايةّالثانية ّ‬
‫التعايشّوالمشاركةّالجادةّفيّتنفيذّالخدمات‪ّ ّ.‬‬

‫تهيئةّ الظروفّ المناسبةّ إلحداثّ التغيراتّ التكييفيةّ والبنائيةّ والتكامليةّ‬


‫الوقايةّالثالث ّة ّ لألسرةّوعالقاتهاّالداخليةّوالخارجيةّوقيمهاّواتجاهاتها‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫وبالرغمّمنّأهميةّالمستويينّالثانيّ والثالث ّللوقايةّمنّاإلعاقةّإالّأنّالمستوىّاألولّ‬


‫هوّاألكثرّأهميةّإذّأنهّيعنيّمنعّحدوثّاإلعاقةّإذاّأمكنّذلك‪ّ.‬‬

‫ّ‬

‫‪25‬‬
‫ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اضطراب متالزمة داون‪.‬‬


‫ّ‬

‫‪ -1‬تعريفّمتالزمةّداون‪.‬‬
‫‪ -2‬متالزمةّداونّوأنواعهاّ‪.‬‬
‫‪ -3‬متالزمةّداونّوأسبابّحدوثهاّ‪.‬‬
‫‪ -4‬خصائصّأطفالّمتالزمةّداون‪.‬‬
‫‪ -5‬الوقايةّمنّاإلصابةّبمتالزمةّداون‪.‬‬
‫‪ -6‬المراكزّالمتخصصةّبمتالزمةّداونّفيّ‬
‫الجزائرّ‪.‬‬

‫ّ‬
‫المطلب األول‪ّ:‬تعريفّمتالزمةّداونّ‪ّ .‬‬
‫تشيرّ كلمة"متالزمة"إلىّ مجموعةّ مّنّّالعالماتّ والخصائصّ التيّ تظهرّ مجتمعةّ فيّ‬
‫نّشخصها‪ّ ،Langdon Down‬وكلمةّداونّنسبة ًُّإلىّالطّبيبّ‬
‫ّ‬ ‫الذيّكانّأولّمّ‬
‫ّ‬ ‫آنّ ّواحدّ‪ّ ،‬‬
‫مرةّّّعامّّ‪1866‬مّّمّنّ خاللّ عملهّ فيّّإحدىّّالمؤسّساتّ‬
‫ألولّ ّ‬
‫شخصهاّ ّ‬
‫االنجليزيّ الذيّ ّ‬
‫يكية‪ّ ّ.‬‬
‫الياتّالمتحدةّاالمر ّ‬
‫ّ‬ ‫عايةّالمعوقينّبالو‬
‫ّ‬ ‫الخاصّةّبر‬
‫ومتالزمةّ داونّ عبارةّ عنّ شذوذّّّصبغيّ كرومزوميّ يؤدّيّ لخللّّّفيّ المخّّّوالجهازّ‬
‫الحركية‪ّ،‬كماّيؤدّيّ‬
‫اكيةّ و ّ‬
‫ضطراباتّ ّفيّمهاراتّالجسمّاإلدر ّ‬
‫العصبي‪ّ،‬ينتجّعنهّعوقّذهنيّ ّوا ّ‬
‫هذاّ الشّذوذإلىّّظهورّ مالمحّ وعيوبّّّفيّّأعضاءّ ووظائفّ الجسم‪ّّّ،‬وهيّ ليستّ مرضّاًّّبلّ‬
‫عرضّّيولدّبهّالطفلّ‪ّ )1ّ(.‬‬
‫فالشّخصّ المّصابّ بمتالزمةّ داونّ لديهّّ‪ّّ47‬كروموزومّاًّّبدالًّّّمّنّّ‪ّّ46‬ويكونّ هذاّ‬
‫الًّّمّنّ كونهّ‬
‫ثالثيّاًّّبد ّ‬
‫الزائدّ متجاو ّاًرّّمعّ زوجّ الكروموّزومّّ‪ ّ،21‬بحيثّّيصبحّّ ّ‬
‫الكروموزّومّ ّ‬
‫ثالثيةّّ‬
‫ّ‬ ‫‪،‬وهوّ ماّ ّيعرفّ ّبشذوذّّ ّالكروموزوماتّ مّنّ حيثّ العدد‪ ّ،‬كماّ يسمىّ‬
‫ثنائيّاً ّ‬
‫ّ‬
‫الكروموزومات‪Trisomie‬أوّاالنقسامّالثالثي‪ّ )2ّ(.‬‬
‫ّ‬
‫المطلب الثاني‪ّ:‬متالزمةّداونّوأنواعهاّ‪.‬‬

‫هناكّثالثةأنواعّمنّالتشوهاتّالصبغيةّالتيّتؤديّإلىّظهورّمجموعةأعراضّوصفاتّ‬
‫متالزمةّداون‪ّ،‬وهذهّاألنواعّتعتمدّعلىّشكلّالخللّفيّالموقعّالصبغيّرقمّ‪ّ،21‬وقدّوجدتّ‬
‫األنواعّاآلتية‪ّ:‬‬

‫‪ .1‬ثالثيّالصبغيّ‪ّ21‬الحرّ‪.ّTrisomie 21 libre‬‬
‫يكونّ فيّ هذهّ الحالةلألبوينّ صبغياتّ عاديةّ لكنّ يحدثّ انقسامّ خاطئّ للخليةأثناءّ فترةّ‬
‫الحمل‪ّ،‬وهذاّاالنقسامّيمكنّأنّيحصلّإماّفيّالحيوانّالمنويّأوّفيّانقسامّالخليةّاألولىّ‬
‫بعدّاإلخصاب‪ّ،‬يتكررّفيهّالصبغي ّ‪ّ 21‬ثالثّمراتّ ّبدالًّمنّمرتينّليكونّعددّ ّالصبغياتّ‬
‫‪ّ47‬بدالًّمنّ‪46‬صبغياًّفيّكلّخلية‪ّ ّ.‬‬

‫)‪ (1‬مدحتّأبّوالنصر‪ّ:‬اإلعاقة العقلية المفهوم وبرامج الرعاية‪ّ،‬مجموعةّالنّيلّالعربيةّللنشر‪ّ،‬طبعاّاولى‪ّ،‬القاهرة‪ّ .ّ2005ّ،‬‬


‫)‪ (2‬العيسويّعبدّالرحمن‪ّ:‬العالجّالنّفسي‪ّ،‬دورّالمعرفة‪ّ،‬الجامعةّاالسكندرية‪.ّ2005ّ،‬‬
‫‪27‬‬
‫ويشكلّ هذاّ النوعّ النسبةّ األعلىّ منّ مجموعّ المصابينّ بهذهّ المتالزمةّ حيثّ تبلغّ نسبةّّ‬
‫اإلصابةّبهّحواليّ‪ّ%ّ95‬منّحاالتّمتالزمةّداون‪ّ )1(ّ.‬‬

‫‪ .2‬االنتقالّالصبغي‪.ّTrisomie 21 par Translocationّ:‬‬


‫وعادةًّّماّ يكونّ الصبغيّ اآلخرّ منّ‬
‫ّ‬ ‫فيهّ ينفصلّ الصبغيّّ‪ّّ21‬ويلتصقّ بصبغيّ آخر‪ّ،‬‬
‫الصبغياتّرقم ّ‪22ّ ,ّ 21ّ ,ّ 15ّ ,14ّ ,13‬فمثالًّعندّااللتحامّبالصبغيّرقم ّ‪14‬والصبغيّ‬
‫رقمّ‪21‬وتتكونّخالياّالجنينّالتيّتحتويّعلىّزوجّمنّالصبغياتّرقمّ‪ّ21‬والصبغيّالجديدّ‬
‫الملتحمّ المتكونّ منّ الصبغيّّ‪ّّ21‬والجزءّ اآلخرّ منّ الصبغيّ رقمّّ‪ّّ،14‬يشكلّ هذاّ النوعّ‬
‫حواليّ‪ّ%4‬منّحاالتّمتالزمةّداون‪ّ.‬‬

‫‪ .3‬الفسيفسائي‪.ّTrisomieّdeّmosaïque:‬‬
‫يعتبرّ هذاّ النوعّ منّ الحاالتّ النادرةّ بحيثّ يوجدّ نوعانّ منّ الخالياّ فيّ جسمّ الطفلّ‬
‫المصاب؛ّ بعضّهاّ يحتويّ علىّ العددّ الطبيعيّ منّ الصبغياتّ أيّّ‪ّّ،46‬والبعضّّّاآلخرّ‬
‫يحتويّعلىّالعدد ّالموجودّفيّمتالزمةّداونّأي ّ‪ّ 47‬صبغياً‪ّ،‬ويمثلّهذاّالنوعّحوالي ّ‪ّ%1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫منّالمصابينّبمتالزمةّداون‪.‬‬

‫إنّ الصفاتّ واألعراضّ التيّ تتوافقّ معّ هذاّ النوعّ تكونّ أقلّ حدةًّ منّ األعراضّ‬
‫والصفاتّالتيّتتوافقّمعّالنوعينّاآلخرين‪ّ،‬لكنّهذهّاألعراضّ والصفاتّتظهرّعلى ّشكلّ‬
‫حاالتّ فرديةّ مختلفةّعنّغيرها‪ ّ،‬وهذاّ يتوقفّ علىّ نوعيةّ الخالياّ الطبيعيةّ ونوعيةّ الخالياّ‬
‫المصابة‪ّ ،‬باإلضافة ّإلىّالتطورّالوظيفيّلهذاّالنوعّيكونّبشكلّ ّأقربّإلىّالمدىّالطبيعي‪ّ،‬‬
‫وفيّ حاالتّ نادرةّ جداًّ يكونّ مستوىّ الذكاءّ لديهمّ طبيعيا‪ ّ،‬هذاّ يتوقفّ علىّ ّ‬
‫نوعيةّ الخالياّ‬
‫المصابة ّ‬

‫‪(ّّ1) Jean Adolph et Jean luc lambert,ّّle mongolisme, Edition Madaga, Bruxelles 1997‬‬
‫‪P19ّ.‬‬
‫(‪ )2‬المرجعّنفسه‪ّ،‬صفحةّ‪.ّ17‬‬
‫‪28‬‬
‫فمثالًّ إصابةّ خالياّ القلبّ تؤديّ إلىّ اضطراباتّ قلبيةّ وإصابةّ خالياّ الجلدّ تؤديّ إلىّ‬
‫اضطراباتّجلديةّوهكذا(‪ّ )1‬‬

‫المطلب الثالث‪ّ:‬متالزمةّداونّوأسبابّحدوثها‪ّ.‬‬

‫لمّتعرفّاألسبابّالحقيقيةّالمسببةّللشذوذّالكروموزوميّإالّأنّهناكّافتراضاتّقدمتّمنّطرفّ‬
‫الباحثينّ‪ّLambery‬و‪Randal‬واللذانّقسماّاألسبابّإلىّعواملّداخليةّوعواملّخارجيةّ‪.‬‬

‫أ‪ .‬العـوامل الداخلية‪.‬‬


‫صرحّ علماءّ الوراثةأنّ‪ّّ%4‬منّ حاالتّ متالزمةّ داونّ تكونّ وراثيةّ المنشأّ وعليهاّ حدوثّ عواملّ‬
‫وراثيةّسائدة‪ّ:‬وجودّأكثرّمنّطفلّمصابّبعرضّداونّفيّالعائلة ّالواحدة‪ّ ،‬أوّإنجابّأطفالّمصابينّ‬
‫بعرضّداونّمنّأمهاتّمصاباتّبذلكّأيضاً‪ّ .‬‬

‫كماّ أنّ الدراساتّ أكدتّ أنّ الت ـقـدمّ فيّ سنّ المرأةّ ي ّؤديّ إلىّ زيادةّ نسبةّ حصولّ اختزاالتّ فيّ‬
‫االنقسامّاالختزاليّللخليةّالجنسية‪.‬‬

‫ب‪ .‬العوامل الخارجية‪.‬‬


‫هناكّمجموعةّمنّالعواملّالتيّتؤديّإلىّحدوثّشذوذّفيّتوزيعّالكروموزوماتّمثالً‪:‬‬

‫تعرضّاألمّألشعةّ‪ّX‬والتيّتخلقّتشوهاتّبالجنينّ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إصابةّ األمّ الحاملّ ببعضّ الفيروساتّ ّوالتيّ تؤثرّ مباشرةًّ علىّ الكروموزوماتّ مثلّ فيروسّ‬ ‫‪-‬‬
‫الحصبةّاأللمانية‪.ّLaّRubéole‬‬
‫نقصّفيّالفيتاميناتّخاص ًةّفيتامينّ‪ A‬والذيّيعرقلّالجهازّالعصبيّ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاعّنسبةّالهيموغلوبينّ‪ّHémoglobine‬والتيريوغلوبينّ‪ّThyréoglobine‬فيّدمّاألمّ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عاملّ السن؛ّ فإنّ تقدمّ سنّ األمّ لهّّعالقةّّّبإصابةّ الطفلّ بعرضّ داون‪ ّ،‬حيثّ أنهّ كلماّ تجاوزّ‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سنّاألمّ‪36‬سن ًةّعندّالحملّكلماّكانّاحتمالّالحصولّعلىّطفلّمصابّبمتالزمةّداون‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪(1) Randal J.A, le mongolisme, édition Pière liberté, INC, Canada, 1972, p 17.‬‬
‫‪( 2)Boucebci, Maladie mentale et hacdicap mental, E.N.L, Alger, 1984 , p 17.‬‬
‫‪29‬‬
‫الجدول رقم‪ :2‬يبين احتمال إنجاب طفل مصاب بمتالزمة داون عند أمهات تتراوح أعمارهم‬
‫كما يلي‪ :‬معّذكرّالمرجغ ّ‬

‫ّ‬
‫نسبة احتمال إنجاب طفل مصاب بمتالزمة‬
‫داون‬
‫ّ‬
‫عمر األم‬
‫ّ‬
‫أمّذاتّعمرّأقلّمنّ‪ّ30‬سنةّ‪ّ1000ّ/1 ّ .‬مولوّد ّ‬

‫‪ّ900ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ30‬سنةّ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬


‫‪ّ400ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ35‬سنةّ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪ّ300ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ36‬سنةّ‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫‪ّ230ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ37‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ180ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ38‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ135ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ39‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ105ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ40‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ60ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ42‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ35ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ44‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ20ّ/1‬مولوّد ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ46‬سنةّ‪ّ .‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ّ12ّ/1‬مولودّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّ‬ ‫أمّذاتّعمرّ‪ّ48‬سنةّ‪ّ .‬‬

‫)‪ (1‬نفسّالمرجع‪ّ،‬صفحةّ‪(ّ.171‬جدولّرقمّ‪.ّ)1‬‬
‫‪30‬‬
‫المطلب الرابع‪ّ:‬خصائصّأطفالّمتالزمةّداون‪ّ.‬‬

‫إنّجميعّالمصابينّبمتالزمةّداونّمختلفونّعنّالعاديينّفيّكافةّالخصائصّالجسميةّ‬
‫اءّ تعلقّ األمرّ بالجانبّ التكوينيّ الخلقيّ أوّ تعلقّ‬
‫والعقليةّ واالنفعاليةّ واالجتماعية‪ ّ،‬سو ً‬
‫بالوظائفّالمختلفةّالمقترنةّبها‪ّ،‬وفيما يلي تفـــصــيـــل ذلك‪ّ:‬‬

‫الخصائص العـقلية‪ ّ:‬إنّّالمصابينّ بمتالزمةّ داونّ يعانونّ منّ تخلفّ ذهنيّ والذيّ‬ ‫‪-1‬‬
‫تتفاوتّ شدتهّ منّ مصابّ آلخر‪ ّ،‬وهذاّ يرجعّ إلىّ نوعّ اإلصابةّ وكذلكّ إلىّ نوعّ التدريبّ‬
‫والتكفلّالذيّيتلقاهّالمصاب‪.‬‬
‫التخلفّ الذهنيّهوّعدمّ تكاملّ نموّ خالياّ المخ‪ ّ،‬أوّ توقفّ نموّ أنسجتهّمنذّ الوالدةّ أوّ فيّ‬
‫السّنواتّاألولىّمنّالطفولةّبسببّما‪ّ،‬فالتخلفّالذهنيّليسّمرضاًّمستقالًّأوّمعيناًّبلّهوّ‬
‫مجموعةّ اضطراباتّ تتصفّ جميعهاّ بانخفاضّ فيّ درجةّ ذكاءّ الطفلّ بالنسبةّ إلىّ المعدلّ‬
‫(‪)1‬‬
‫العامّللذكاء‪ّ،‬باإلضافةّإلىّعجزّقابليتهّعلىّالتكيف‪ّ.‬‬

‫ّوفيماّيليّبعضّالخصائصّالعقليةّللمصابّبمتالزمةّداون‪ّ:‬‬

‫‪ -‬المعاناةّمنّالنقصّالعقليّمعّقلةّالذكاءّبشكلّعام‪ّ.‬‬
‫‪ -‬نقصّ فيّ القدراتّ والمهاراتّ العقليةّ الضروريةّ مثل‪ّّ:‬القدرة على الفهم‪ّّ،‬التخيل‪ّّ،‬التفكير‪ّ،‬‬
‫التطور‪ّ،‬التحليل واإلدراك‪ّ.‬‬
‫‪ -‬ضعفّالذاكرةّمماّيقللّبشكلّكبيرّمنّإمكانيةّاالستفادةّمنّالخبراتّالسابقة‪ّ.‬‬
‫‪ -‬بطيءّاالستجابة‪ّ،‬وتأخرّظهورّاالنفعاالت‪ّ.‬‬
‫‪ -‬نقصّالقدرةّعلىّالتعلم‪ّ،‬مماّيجعلّفرصّالتعلمّوتطورّالقدراتّالعقليةّمحدودة‪ّ،‬وفيّحالةّ‬
‫(‪)2‬‬
‫توفرّفرصّالتعلمّفإنهّيتمّببطءّمعّحاجةّالمتعلمّإلىّكثرةّالتكرار‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمدّ البنويّ محمدّ علي‪:‬علم النفس االكلينيكي لذوي االحتياجات الخاصة‪ ّ،‬دارّ صفاءّ للنشرّ والتوزيع‪ ّ،‬عمانّ ـ ــّ‬
‫األردن‪ّ،‬طبعةّ‪ّ،2001ّ،1‬صفحةّ‪ّ .ّ285‬‬
‫(‪ )2‬عالءّعبدّالباقيّإبراهيم‪ّ،‬التعرف على اإلعاقة وعالجها وإجراءات الوقاية منها‪ّ،‬عالمّالكتب‪ّ،‬القاهرة‪ّ،2000ّ،‬صفحةّ‬
‫‪.ّ120‬‬
‫‪31‬‬
‫الخصائص الجسمية‪ّ ّ:‬كلّ المصابينّ بمتالزمةّ داونّ يتميزونّ بمجموعةّ منّ‬ ‫‪-2‬‬
‫الخصائصّ الجسميةّ المعروفةّ التيّ تشكلّ المالمحّ العامةّ المميزةّ لشخصيةّ متالزمةّ داونّ‬
‫والمتمثلة فـــي‪ّ:‬‬
‫‪ -‬الرأسّأصغرّمنّالطبيعي‪ّ،‬عظامهّمنبسطةّمنّالناحيةّالخلفية‪ّ.‬‬
‫‪ -‬الوجهّيبدوّبشكلّمفلطحّوالعنقّصغير‪ّ.‬‬
‫‪ّ -‬األنفّصغيرّومفلطحّفيّجزئهّالعلوي‪ّ.‬‬
‫‪ -‬األذنانّصغيرتانّودائريـتيّالشكل‪ّ.‬‬
‫‪ -‬الفمّصغير‪ّ،‬الشفاهّغليظةّومشققةّمعّسيالنّاللعاب‪ّ.‬‬
‫‪ -‬األسنانّصغيرةّوغيرّموضوعةّبشكلّعادي‪ّ.‬‬
‫‪ -‬األيديّصغيرةّواألصابعّقصيرة‪ّ،‬األصبعّالصغيرّينحنيّنحوّالداخلّغالباً‪ّ،‬يوجدّخطّواحدّ‬
‫عريضّفيّراحةّاليد‪ّ.‬‬
‫‪ -‬القدمانّ ممتلئتانّ وشكلهاّ مسطحّ معّ وجودّ مساحةّ تزيدّ عنّ حدهاّ الطبيعيّ بينّ األصبعّ‬
‫األولّوالثاني‪ّ.‬‬
‫‪ -‬الوزنّأقلّأوّأكثرّمنّالطبيعي‪ّ.‬‬
‫عرّناعمّورقيق‪ّ،‬والبشرةّجافة‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الش‬
‫‪ -‬عالماتّالشيخوخةّتظهرّبشكلّمبكرّ‬
‫‪ّ -‬نسبةّالخصوبةّلدىّالجنسينّأقلّمنّالطبيعي‪ّ.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬تتأخرّمظاهرّالبلوغّوالنضجّعندّالفتياتّالمصابات‪.‬‬
‫الخصائص الصحية‪ّ:‬لقدّأثبتتّالدراساتّأنّحواليّ‪ّ1‬منّ‪ّ3‬مصابينّبمتالزمةّداونّ‬ ‫‪-3‬‬
‫يعانونّمنّاالضطراباتّالص ّ‬
‫حيةّالمتمثلةّف ــي‪ّ:‬‬

‫(‪ّّ)1‬ماجدهّ بهاءّ الدينّ السيدّ عبيد‪ّّ:‬اإلعاقة العقلية‪ ّ،‬دارّ صنعاءّ للنشرّ والتوزيع‪ ّ،‬عمانّ ـ ــّ األردن‪ ّ،‬طبعةّّ‪ّ،2007ّّ،2‬‬
‫صفحةّ‪.ّ131‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬تشوهاتّعلىّمستوىّالقلب‪ّ:‬هيّأكثرّاالضطراباتّانتشا اًرّلدىّالمصابينّبمتالزمةّداونّ‬
‫حوالي ّ‪ّ %60‬منّاألطفالّالمصابينّبمتالزمةّداونّيموتونّفيّالسنةّاألولىّمنّجراءّهذهّ‬
‫المشاكلّالقلبية‪ّ.‬‬
‫‪ -‬اختالالتّفيّالجهازّالعصبي‪ّ:‬كنقصّعددّالخالياّالعصبيةّفيّالدماغّأوّاالضطراباتّفيّ‬
‫كهربائيةّالدماغّالتيّتسببّمرضّالصرعّالذيّيعانيّمنهّحواليّ‪ّ5‬ـ ـ ـّ‪ّ%10‬منّالمصابينّ‬
‫بمتالزمةّداون‪ّ.‬‬
‫‪ -‬مشاكلّبصريةّ‪ّ:‬هناكّتأخيرّفيّتنسيقّحركةّالعينين‪ّ،‬وهذاّ راجعّإلىّتسطحّالوجهّ وابتعادّ‬
‫العينينّعنّاألنفّوهذاّخاص ًةّعندّالمتقدمينّفيّالسنّحيثّأنهّغالباًّماّيؤديّإلىّظهورّ‬
‫الحولّوقصرّالنظر‪ّ.‬‬
‫‪ -‬مشاكلّعلىّمستوىّالجهازّالهضميّوالبولي‪ّ.‬‬
‫‪ -‬زيادةّالوزن‪ّ:‬وذلكّبسببّنوعّاألكلّالمتناولّوقلةّالحركةّبسببّاالرتخاءّفيّالعضالت‪ّ.‬‬
‫‪ -‬حساسيةّكبيرةّلاللتهابات‪ّ.‬‬
‫‪ -‬مشاكلّعلىّمستوىّالبلع‪ ّ:‬وهذاّ راجعّ إلىّ تأخرّظهورّ األسنانّ وكذلكّ خلطّعلىّ مستوىّ‬
‫ترتيبها‪ّ.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬مشاكلّسمعية‪ّ:‬قدّيصابّالسمعّنتيجةّااللتهاباتّالمتكررهّلألذن‪ّ.‬‬
‫الخصائص االنفعالية‪ّ :‬أماّالنواحيّالشخصيةّفليسّهناكّماّيؤكدّ وجودّنمطّ واحدّ‬ ‫‪-4‬‬
‫لشخصيةّومزاجّالمصابينّبمتالزمةّداونّبل ّالعكسّشأنهمّشأنّاألفرادّالعاديينّوقدّتظهرّ‬
‫لديهمّبعضّالسماتّكالعنادّعندّالمراهقينّكماّتظهرّعندّالبعضّمنهمّبعضّاالضطراباتّ‬
‫فيّالشخصيةّنتيجةّاألخطاءّفيّالتربيةّمنّهذهّاالضطراباتّ(العدوانيةّ ـ ــّاالندفاعّوسرعةّ‬
‫التهيج)ّكماّلديهمّاحتياجاتّعاطفيةّفهّمّيميلونّنحوّشخصّمعينّويشعرونّنحوهّبالحب‪ّ.‬‬
‫ّومنّأبرزّخصائصهمّاالنفعاليةّماّيلي‪ّ:‬‬

‫‪ -‬عدمّالثباتّاالنفعاليّمماّيؤديّإلىّعدمّوضوحّاالنفعاالتّوتضاربهاّأحياناً‪.‬‬

‫‪(ّ1)Guilleret: trisamie 21 - Aides et conseils, edition maison, Paris,2000, P24-26.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬غلبةّالسلوكّغيرّالتوافقيّمعّنقصّالقدرةّعلىّالتكيفّ والقيامّبردودّأفعالّغيرّمتوقعةّ‬
‫والّيمكنّالتنبؤّبها‪ّ.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ّ -‬طبعهمّهادئ‪ّ،‬بكاؤهمّضعيفّوقصير‪ّ.‬‬
‫‪ -5‬الخصائص االجتماعية‪ ّ:‬إنّ منّ أهمّ مميزاتّ المصابينّ بمتالزمةّ داونّ أنهمّ‬
‫اجتماعيون‪ّ،‬يتصفونّبالوداعةّوالترددّواإلقبالّعلىّالناسّومصافحةّكلّمنّيقابلهمّوالتقربّ‬
‫إلىّالراشدينّ والميلّإلىّالمحاكاةّ والتقليدّإالّأنهّقدّتظهرّعليهمّبعضّالخصائصّالسلبيةّ‬
‫والمتمثلةّفــي‪ّ:‬‬
‫وضوحّ مظاهرّ الالمباالةّ وعدمّ االهتمامّ بماّ يدورّ فيّ البيئةّ المحيطةّ بهّ معّ عدمّ الشعورّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫بالمسؤولية‪ّ.‬‬
‫‪ -‬صعوبةّ االنتماءّ إلىّ اآلخرينّ أوّ االرتباطّ بهم‪ّّّ،‬وفشلّ المصابّ فيّ تكوينّ صداقاتّ مماّ‬
‫يؤديّإلىّاالنطواءّعلىّنفسهّوعدمّرغبتهّفيّاالختالطّباألطفالّاآلخرين‪ّ.‬‬
‫‪ -‬صعوبةّ التكيفّ معّّّالمرافقّ االجتماعيةّ المختلفةّ واضطرابّ أساليبّ التفاعلّ االجتماعيّ‬
‫(‪)2‬‬
‫لديه‪.‬‬
‫الخصائص النفــسو حركية‪ ّ:‬يظهرّ الطفلّ المصابّ بمتالزمةّ داونّ تأخ اًرّ فيّ النموّ‬ ‫‪-6‬‬
‫النفسوّحركيةّبسببّنقصّفيّالتوترّالعضليّفيّالشهرّاألولّمنّعمرّالطفلّالمصابّ‬
‫يكونّ الطفلّ جدّ هادئّ‪ ّ،‬ودوداًّ وغيرّ مزعج‪ ّ،‬يبكيّ قليالًّ وينامّ كثي اًرّ منذّ السنواتّ األولى‪ّ،‬‬
‫يظهرّ عليهّ التعبّ عندّ القيامّ بأدنىّ نشاط‪ ّ،‬يفضلّ البقاءّ مدةًّ طويل ًةّ علىّ نفسّ الوضعيةّ‬
‫ويأخذّفيّالتأرجحّبصفةّآلية‪ّ،‬إذّيلعبّالطفلّبيديهّورجليهّأوّأشياءّفيّمتناوله‪ّ.‬‬
‫فيماّيخصّالجلوسّيكونّفي ّالسنةّاألولى‪ ّ،‬والمشيّماّبينّالسنةّالثانيةّإلىّالثالثةّ‬
‫ويتكلمّبكلماتهّاألولىّفيّحدودّعامهّالرابعّأوّالخامس‪ّ.‬‬

‫(‪ ّ)1‬رمضانّ محمدّ القذافي‪ّّ:‬رعاية المتخلفين عقليا‪ ّ،‬المكتبّ الجامعيّ الحديث‪ ّ،‬اإلسكندرية‪ ّ،‬طبعةّّ‪ ّ،1996ّّ،1‬صفحةّ‬
‫‪90‬ـ ـ ــّ‪.ّ91‬‬

‫(‪ّّ)2‬فوزيّمحمدّجبل‪ّ،‬الصحةّالنفسيةّوسيكولوجيةّالشخصية‪ّ،‬المكتبةّالجامعية‪ّ،‬مصر‪ّ،2001ّ،‬صفحةّ‪.ّ398‬‬

‫‪34‬‬
‫انطالقاًّمنّالعامّالسادسّ والسابعّيظهرّ ّعليهّعدمّاالستقرارّالحركيّ واالنفعاليّبحيثّ‬
‫تزدادّلديهّالحركةّالزائدةّغيرّالمستقرة‪ّ:‬المرح‪ّ،‬الضحك‪ّ،‬الحركةّالمتتابعة‪ّ ّ.‬‬

‫أماّمرحلةّالمراهقةّفتبدأّتقريباًّفيّسنّالثالثةّعشر‪ّ.‬‬

‫المطلب الخامس‪ّ:‬الوقايةّمنّاإلصابةّبمتالزمةّداون‪.‬‬

‫الّيوجدّأيّدواءّأوّعالجّمباشرّلهذاّاالضطرابّفالوقايةّمنهّتبقىّأفضلّعالج‪ّ.‬‬

‫أ‪ .‬الوقاية غير المباشرة‪ّ.‬‬


‫‪ -‬منّاألفضلّأنّتنجبّاألمّأطفالهاّقبلّسنّ‪ّ35‬سنة‪ّ.‬‬
‫‪ -‬وإذاّأنجبتّاألمّفيّسنّمبكرّأيّفيّسنّالمراهقةّفيحتملّأنّيكونّالطفلّمصاباًّبمتالزمةّ‬
‫داون‪.‬‬
‫ب‪ .‬الوقاية المباشرة‪ّ.‬‬
‫‪ّّl'amniocenthèse .1‬وهيّ طريقةّ وقائيةّ مباشرةّ تكشفّ المرضّ مبك اًرّ حيثّ يكتشفّ فيّ‬
‫األسبوعّ الرابعّ عشرّّ‪ّّ14‬إلىّ السادسّ عشرّّ‪ّّ16‬ويتمّ ذلكّ باستخراجّ كميةّ منّ السائلّ‬
‫األمنيوتيّّ‪liquide Amniotique le‬الذيّ يحتويّ علىّ خالياّ منّ جلدّ الجنينّ التيّ يتمّ‬
‫تحليلهاّمخبريّاًّمماّيكشفّوجودّأوّعدمّوجودّاضطراباتّداون‪ّ.‬‬
‫يقترحّتطبيقّهذهّالطريقةّعلىّاألولياءّالذينّلهمّأطفالّمصابونّبهذاّاالضطرابّأوّلديهمّ‬
‫حالةّفيّالعائلة‪ّ.‬‬
‫‪ّ .2‬النصائحّ الجينيةّّ‪ ّ:leّ conseilّ génétique‬هذاّ النوعّ منّ الحمايةّ غيرّ متوفرّ إالّ فيّ‬
‫المراكزّالكبرىّكالمستشفياتّ والمراكزّالجامعية‪ّ،‬معّأنّلديهّأهمي ًةّكبيرةًّفيّتحذيرّالوالدينّ‬
‫منّإمكانيةّ زيادةّالطفلّمصابّبمتالزمةّداون‪ّ،‬وهوّجدّمحددّالتطبيقّقفيّأغلبّالحاالتّ‬
‫الّ يطبقّ إالّ علىّ األولياءّ الذينّّلديهمّ طفلّ مصابّ بهذاّ االضطرابّ منّ قبلّ فالفحصّ‬
‫الكروموزوميّيقومّعلىّاألبوينّالصغيرينّفيّالسنّأوّإخوةّالطفلّالمصابّبمتالزمةّداونّ‬

‫‪35‬‬
‫وبعدهاّ االستفادةّ منّ نصائحّ جينية‪ ّ،‬فأحدّ األبناءّ لديهّ كروموزومّ ملتحمّ ينتقلّ منّ أحدّ‬
‫(‪)1‬‬
‫االبوينّيمكنّأنّيكونّالطفلّفيّالمستقبلّلديهّأطفالّمصابونّبمتالزمةّداون‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ّ:‬المراكزّالمتخصصةّبمتالزمةّداونّفيّالجزائر‪ّ.‬‬

‫يتوزعّاألطفالّالمعوقينّذهنيّاًّالمصابينّبمتالزمة ّداونّ ّالمتكفلّعلىّمستوىّالمراكزّ‬


‫النفسيةّ البيداغوجيةّ لألّطفالّ المعوقينّ ذهنيّاًّّعلىّّ‪ّّ160‬مركزّ موزعينّ علىّّ‪ّّ46‬واليةّّّفيّ‬
‫بّ‬
‫الترابّ الوطنيّمنّ بينهم ّ‪ّ 4568‬مصابّّبالتريزومياّ والمتكفلّ بهمّ ّو‪ّ 1705‬مراهقّ مصا ّ‬
‫بالتريزوميا ّّوالمتكفلّبهمّ ومجموعهم ّالكلي ّيصلّ إلى ّ‪ّ 6273‬طفلّّعلىّ حسبّ احصائياتّ‬
‫و ازرةّاألسرةّوالتضامنّاالجتماعيّلسنةّ‪ّ 2019ّ -ّ2018‬‬

‫جدول رقم ‪ :3‬يبين توزيع األطفال المعوقين ذهنيا المصابين بالتريزوميا على‬
‫(‪)2‬‬
‫مستوى المراكز النفسية البيداغوجية لألطفال المعوقين ذهنيا‬
‫نّ‬
‫عددّالمراكز ّ مجموعّاألطفالّوالمراهقينّالمصابينّبمتالزمةّداو ّ‬ ‫الوالي ّة ّ‬
‫‪ّ 60‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫أدرار ّ‬
‫‪ّ 192‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫الشلف ّ‬
‫‪ّ 124‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫طّ‬
‫األغوا ّ‬
‫‪ّ 244‬‬ ‫‪ّ5‬‬ ‫أمّالبواقي ّ‬
‫‪ّ 260‬‬ ‫‪ّ5‬‬ ‫باتن ّة ّ‬
‫‪ّ 151‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫بجاي ّة ّ‬
‫‪ّ 201‬‬ ‫‪ّ5‬‬ ‫بسكرّة ّ‬
‫‪ّ 78‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫بشا ّر ّ‬
‫‪ّ 142‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫البليدة ّ‬
‫‪ّ 171‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫البويرّة ّ‬
‫‪ّ 34‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫تّ‬
‫تمنراس ّ‬
‫‪ّ 91‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫تبس ّة ّ‬

‫ّ‪(1) Jean Adolph et jean luc lambert: le mongolisme,ّ éditionّ Mardaga,ّ Bruxelles,‬‬
‫‪1997,P25-26‬‬
‫)‪ (2‬و ازرةّالتضامنّالوطنيّواألسرةّوقضاياّالمرأةّتوزيعّاألطفالّالمعوقينّذهنياًّعلىّالمراكزّالبيداغوجيةّسنةّ‪-2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ّ 163‬‬ ‫‪ّ7‬‬ ‫نّ‬
‫تلمسا ّ‬
‫‪ّ 70‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫تّ‬
‫تيار ّ‬
‫‪ّ 80‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫تيزيّوزّو ّ‬
‫‪ّ 339‬‬ ‫‪ّ9‬‬ ‫الجزائ ّر ّ‬
‫‪ّ 144‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫الجلفة ّ‬
‫‪ّ 65‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫جيج ّل ّ‬
‫‪238‬‬ ‫‪ّ7‬‬ ‫فّ‬
‫سطي ّ‬
‫‪ّ 94‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫سعيدة ّ‬
‫‪ّ 167‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫سكيكدة ّ‬
‫‪ّ 70‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫سّ‬
‫سيديّبلعبا ّ‬
‫‪ّ 231‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫عناب ّة ّ‬
‫‪ّ 113‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫قالمة ّ‬
‫‪ّ 224‬‬ ‫‪ّ6‬‬ ‫قسنطين ّة ّ‬
‫‪ّ 159‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫المدية ّ‬
‫‪ّ 76‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫مستغانّم ّ‬
‫‪ّ 156‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫المسيلة ّ‬
‫‪ّ 142‬‬ ‫‪ّ5‬‬ ‫معسكر ّ‬
‫‪ّ 155‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫ورقلة ّ‬
‫‪ّ 167‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫نّ‬
‫وه ار ّ‬
‫‪ّ 68‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫ضّ‬
‫البي ّ‬
‫‪ّ 12‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫إليزيّ ّ‬
‫‪ّ 120‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫جّ‬
‫برجّبوعريري ّ‬
‫‪ّ 178‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫بومرداس ّ‬
‫‪ّ 63‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫الطارف ّ‬
‫‪ّ 27‬‬ ‫‪ّ1‬‬ ‫تندوف ّ‬
‫‪ّ 68‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫تّ‬
‫تسمسيل ّ‬
‫‪ّ 130‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫الواديّ ّ‬
‫‪ّ 125‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫خنشل ّة ّ‬
‫‪ّ 122‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫سوقّأه ار ّ‬
‫سّ‬
‫‪ّ 146‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫تيبازّة ّ‬
‫‪37‬‬
‫‪ّ 96‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫ميل ّة ّ‬
‫‪ّ 87‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫عينّالدفلى ّ‬
‫‪ّ 88‬‬ ‫‪ّ2‬‬ ‫النعام ّة ّ‬
‫‪ّ 82‬‬ ‫‪ّ3‬‬ ‫تّ‬
‫عينّتموشن ّ‬
‫‪ّ 55‬‬ ‫‪ّ4‬‬ ‫غرداي ّة ّ‬
‫‪ّ 158‬‬ ‫‪ّ6‬‬ ‫نّ‬
‫غلي از ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪38‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التكفل المبكر بأطفال متالزمة‬
‫داون‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬تعريفّالتكفلّالمبكر‪.‬‬
‫‪ -2‬أهميةّالتكفلّالمبكرّ‪.‬‬
‫‪ -3‬مراحلّالتكفلّالمبكر‪.‬‬
‫‪ -4‬أهدافّالتكفلّالمبكر‪.‬‬
‫‪ -5‬التكفلّبحاالتّمتالزمةّداورنّ‪.‬‬
‫مبرراتّالتكفلّالمبكرّ‪.‬‬
‫‪ّ -6‬‬
‫ّ‬
‫المطلب األول‪ّ:‬تعريفّالتكفلّالمبكرّ‪ّ .‬‬

‫أوّالتربيةّ‬
‫تتعدّدّالمفاهيمّالمرتبطةّبالتّـكفّلّالمبكّرّ‪ّ ،‬حيثّيستعملّمفهوم ّالتكفل ّالمبكرّ ّ ّ‬
‫المبكّرةّ فيّّأحيانّّّأخرى‪ ّ،‬إنّّّهذهّّالمصطلحاتّ تصبّّّفيّ مفهومّّّموحّدّّّأالّ وهو‪ّّ:‬التكفلّّ‬
‫المبكرّبذويّاالحتياجاتّالخاصّةّمثلّاألطفالّالحاملينّمتالزمةّداونّ‪ّ .‬‬

‫متنوعةّّ‬
‫عرفهّ الخطيبّّّّوالحديديّّ‪"ّّ:2004‬التكفلّّالمبكرّّهوّ تقديمّ خدماتّّّ ّ‬
‫كماّ يّ ّ‬
‫فسيةّالمقدّمةّلألطفالّدونّالسّادسةّمّنّأعمارهمّ‬
‫الن ّ‬
‫ةّو ّ‬
‫بوي ّ‬
‫التر ّ‬
‫االجتماعيةّ و ّ‬
‫ّ‬ ‫كالخدمات ّالطّبّيةّ و‬
‫للتأخّـرّ أوّاإلعاقة‪ّّ،‬‬
‫قابليةّّّ ّ‬ ‫الذينّ يعانونّمّنّ حاجةّ ّخاصّةّ ّأوّ ّ‬
‫تأخرّّّنهائي‪ ّ،‬أوّ الذينّ لديهمّ ّ‬
‫اإلرشاديةّألّسرةّهؤالءّاألطفال(ّ‪ّ .)1‬‬
‫ّ‬ ‫ةّو‬
‫يبي ّ‬
‫امجّالتدر ّ‬
‫ّ‬ ‫باإلضافةّإلىّتوفيرّالبر‬

‫دخلّ العاجلّ قبلّ ظهورّ‬


‫بأنهّ الّت ّ‬
‫المعوقين‪ّّ:‬التكفلّّّالمبكرّّّ ّ‬
‫جمعيةّّاألطفالّ ّ‬
‫كماّ تشيرّ ّ‬
‫الصّعوباتّ ّوذلكّلمساعدةّاألطفالّمّنّذويّاالحتياجاتّالخاصّةّوأّسرهم‪ّ،‬فهوّنظامّخدماتّّ‬
‫األيامّ أوّ األسابيعّ األولىّ بعدّ والدتهمّ‪ّّ،‬وخاصّ ًةّّ‬
‫وقائيةّّّيقدّمّ لألطفالّ منذّ ّ‬
‫وعالجيةّّّّو ّ‬
‫ّ‬ ‫بويةّّّ‬
‫تر ّ‬
‫التاريخّ األسريّ ّومسارّ الحملّ‬
‫لمّنّهّم ّفيّ خطرّّّحسبّ المنظورّ العلمي ّالذيّ يعتمدّعلىّ ّ‬
‫وحالةّالوالدة(‪ّ .)2‬‬

‫بماّ أنّّّمتالزمةّ داونّ هيّ حالةّ شذوذّّّكروموزومي‪ّ ّ،‬‬


‫فالرضيعّ يولدّ بخصائصّ‬
‫مورفولوجية‪ ّ،‬أيّعندّ الوالدةّ يكونّ االكتشافّ أوّ ّ‬
‫التشخيصّ لهذهّ الخصائصّ المورفولوجية‪ّّ،‬‬ ‫ّ‬
‫ةّالتيّتميزّالتكفلّالمبكرّّللطّفلّ‬
‫ّ‬ ‫هذاّماّيسمحّلناّبالقيامّبتربيةّّمبكّرةّّجدّّاًّوهذهّهيّالخاصّّي‬
‫الحركيةّ‬
‫ّ‬ ‫المصابّ بمتالزمةّ داونّ عنّ ّ‬
‫بقيةّ اإلعاقاتّ األخرىّ كالصّممّ أوّ اإلصابةّ‬
‫الدماغية(‪.)3ّ()IMC‬‬
‫ّ‬

‫تشتملّالتربيةّالمبكّرةّللطّفلّالمصابّبمتالزمةّداونّعلىّثالّثةّأبعاد‪ّ :‬‬
‫ّ‬

‫)‪ (1‬محمدّالخطيبّوالحديدي‪ّ:‬مرجعّسابق‪ّ،‬صّ‪.ّ131‬‬
‫)‪ (2‬السّليطي‪ّ:‬مرجعّسابق‪ّ،‬صّ‪ّ .ّ57‬‬

‫‪(3) Guilleret, 2000, P27.‬‬


‫‪40‬‬
‫آنيةّّ‬
‫فلّالرضيعّمساعداتّّطبّّيةّوشبهّطبّّيةّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪ .‬تقديمّالمساعداتّالطّبّية‪ّ:‬بحيثّتقدّمّللطّ‬
‫متطورّّيقتربّمّنّالجهازّاالرتقائيّالعادي‪.‬‬
‫لّعلىّجهازّنموّ ّ‬
‫ّ‬ ‫حتىّيتحصّ‬
‫ب‪ ّ.‬تقديمّ سندّّّنفسيّّّلألولياء‪ ّ:‬وذلكّ بعدّ البوحّ باإلعاقة‪ ّ،‬ألنّّّالطّفلّ المصابّّّبمتالزمةّ‬
‫هّويتمناهّاألولياء‪ّ،‬حيثّيرفضونّحقيقةّطفلهمّ‬
‫ّ‬ ‫داونّليسّهوّالطّفلّالذيّكانّينتظر‬
‫دفعهمّإلىّالقيامّبسلوكياتّ ّمعيّـنةّّقدّتلحقّالضّررّ‬
‫ّ‬ ‫ويشعرونّباأللمّ والمعاناةّهذاّماّّي‬
‫بالطّفلّالمصابّعلىّالمستوىّالعاطفيّوالتّـربويّ‪.‬‬
‫ج‪ ّ.‬مساعدةّالطّفلّالمصابّفيّسنّ ّمبكّرّ ّحتى ّيصبحّقاد ّاًر ّعلىّاالعتمادّعلىّالذّاتّ‬
‫فيّكافّةّالمجاالت‪ّ،‬األمرّالذيّيساعدهّفيّتكوينّشخصيّتهّوازديادّثقتهّبنفسه(ّ‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ّ:‬أهميةّالتكفلّالمبكر‪.‬‬

‫‪ -‬التكفلّ المبكرّ لهّ دورّ كبيرّ حيثّ أنّ السنواتّ األولىّ منّ عّمّرّ الطفلّ يكونّ فيهاّ‬
‫معدل ّنموّالمخّسريعاًّحيثّيصلّإلىّنصفّحجمّمخّالبالغّتقريباًّأوّأكثرّخاللّ‬
‫ثمانيةّأشهرّاألولى؛ّوذلكّفإنّتنميةّمهاراتّالطفلّفيّهذهّالمرحلةّهوّاألساسّ‬
‫لماّبعدّفيّمراحلّأكثرّتقدماً‪ّ.‬‬
‫‪ -‬التكفلّ المبكرّ يحميّ هؤالءّ األطفالّ منّ الصعوباتّ التيّ تزيدّ منّ إعاقتهمّ سواءّ‬
‫العقليةّأوّالحركيةّأوّاللغويةّأوّاالنحرافّالسّلوكيّ‪ّ،‬مماّيؤديّإلىّسوءّالتوافقّفيّ‬
‫مراحلّحياتهمّالتالية‪ّ.‬‬
‫‪ -‬مساعدةّأسرّهؤالءّاألطفالّوتقديمّالعونّ واإلرشادّالنفسيّ والتربويّ‪ّ ،‬مماّيسهمّفيّ‬
‫إشباعّ حاجاتّ األطفالّ ويكسبهمّ الخبراتّ التيّ تنميّ قدراتهمّ وتوسعّ مداركهمّ‬
‫)‪(2‬‬
‫وتحميهمّمنّأخطارّكبيرةّفيّمراحلّحياتهمّالتالية‪.‬‬

‫‪(1) Guilleret, 2000, P28ّ.‬‬


‫)‪ّّ(2‬دعاءّ سليمانّ موسى‪:‬التدخل المبكر وكيفية تطبيق برامج مختلفة‪ ّ،‬الجمعيةّ البحرينيةّ لمتالزمةّ داون‪ ّ،‬الجزءّ األولّ‬
‫بدونّطبعة‪ّ،2001ّ،‬صفحةّ‪.05‬‬

‫‪Guillert: Les trisomiques parmis nous,ّéditionّshimp,ّParis,ّ1981,ّpّ67.‬‬

‫‪41‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مراحلّالتكفلّالمبكر‪.‬‬

‫إنّالتدخلّفيّالتربيةّالمبكرةّيمرّبمرحلتين‪ّ:‬‬

‫أ‪ .‬المرحلة األولى‪ ّ:‬منّ الوالدةّ إلىّ (‪ ّ)10‬أشهرُّّ‪ ّ:‬تكونّ التربيةّ المبكرةّ فيّ هذهّ‬
‫المرحلةّمتعددةّالفروع ّوالتخصصاتّهذاّماّيشكلّالفريقّالتربوي‪ّ،‬حيثّيشتملّالتكفلّهناّ‬
‫علىّمجموعةّمنّالتوجيهاتّواإلرشاداتّالتطبيقيةّالمقدمةّلألمّخاص ًة‪ّ.‬‬
‫إذنّ فإنّ أولّ خطوةّ هناّ تخصّ نفسهاّ يجعلهاّ تتقبلّ هذاّ الطفل‪ ّ،‬منّ خاللّ طمأنتهاّ‬
‫وجّعلهاّتثقّفيّنفسهاّبأنهاّقادرةّعلىّتربيتهّاعتماداًّعلىّإمكانياتهاّالتربوية‪ّ،‬وعلىّالتقنياتّ‬
‫والنشاطاتّ الخاصةّ المقدمةّ إليهاّ منّ طرفّ المختصّ معّ االستماعّ إليهاّ وجلبّ اهتمامهاّ‬
‫علىّأنهاّالعاملّاألساسيّالمساهمّفيّالتكفل‪ّ.‬‬

‫أماّثانيّخطوةّ ّفهيّمحاولةّتطبيعّالعالقةّ" ّأم ــــــ طفل"‪ّ،‬وذلكّيجعّلّحصصّإعادةّ‬


‫التربيةّ حصصّمداعبةّ ولعب‪ّ،‬يكتشفّفيهاّكلّطرفّعنّاآلخر‪ ّ،‬بقاءّالفاحصّكعنصرّ‬
‫يتدخلّ فقطّ للتوجيهّ والنصحّ ومنّ خاللّ هذهّ الخطواتّ التيّ يتبعهاّ المختصّ (العياديّ أوّ‬
‫األرّطفوني)ّيظهرّدورّاإلرشادّالوالديّفيّهذاّالنوعّمنّالتكفلّالمبكر‪ّ،‬ومدىّأهميتهّفيّّ‬
‫السيرّالسليم‪.‬‬

‫ويمكنّتلخيصّنشاطاتّهذهّالمرحلةّكماّيلي‪ّ:‬‬

‫● استعمالّاأللعابّالصوتيةّ(ّاآلالتّالموسيقية‪ّ،‬جرس‪ّ،‬صفـارةّ…ّ)‪ّ.‬‬
‫ةّمعّكثرةّالتحدثّإليه‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫● تنبيهّاألمّعلىّكيفيةّالتكلمّمعّطفلهاّبتجنبهاّللعصبي‬
‫● ّتحفيزّالطفلّعلىّاستعمالّاإليماءاتّالوجهيةّ ـ ــّ‪ّles grimaces‬ـ ـ ــّ‪ّ،‬عندّالتعبير‪ّ.‬‬
‫● اكتشافّالطفلّلمفهومّالمكانّ والفضاءّ واكتشافّلألصوات‪ّ،‬األشكالّ واأللوانّبمساعدةّأمهّ‬
‫وهذاّيكونّعلىّمستوىّغرفتهّثمّبيتهّثمّاالنتقالّإلىّالمحيطّالخارجي‪ّ.‬‬
‫● تمارينّحركيةّاليدّوالتيّتسمحّللطفلّباكتشافّقدراتهّاليدويةّكالقدرةّعلىّاإلمساكّ ـ ـّ ّ‬
‫‪ّlaّpréhension‬ـ ــّعنّطريقّتقطيعهّللورق‪ّ،‬اللعبّبالسياراتّالصغيرةّ…‬

‫‪42‬‬
‫● الشروعّفيّالتمارينّالخاصةّبالمنطقةّالفميةّالوجهيةّعندّ نهايةّهذهّالمرحلةّإلزالةّالليونةّ‬
‫وذلكّمنّخاللّالنسفّعلى ّالشمعة‪ّ،‬علىّقطن‪ّ،‬إخراجّاللسانّوتوجيههّيميناًّويسا اًرّإلىّ‬
‫فوق‪ّ،‬إلىّتحت‪ّ.‬‬

‫ب‪ ّ.‬المرحلة الثانية‪ّ:‬منّعشرةّأشهرّإلىّ‪ ّ3‬ـ ـّ‪ّ4‬سنوات‪ّ:‬هيّمرحلةّقبلّلغويةّّويكونّ‬


‫العملّ فيهاّ عنّ طريقّ تقنياتّ لسانية‪ ّ،‬وفيّ هذهّ المرحلةّ تكونّ الكفالةّ األرطفونيةّ هيّ‬
‫األساسيةّمكتملةّمعّالتخصصاتّاألخرى‪ّ.‬‬
‫ّ‬
‫وفيّ هذهّ المرحلةّ تقومّ بتكثيفّ وتيرةّ الحصصّ حيثّ أنّ قدراتّ الطفلّ تتقدمّ‬
‫واالكتساباتّتصبحّسريع ًّةّماّيجعلّالتكفلّأكثرّدق ًةّوتعقيداّمنّّالمرحلةّالسابقة‪ّ .‬‬

‫وتشتملّالنشاطاتّالمقدمةّفيّهذهّالمرحلةّعلى‪ّ:‬‬

‫الفميةّ الوجهية‪ ّ،‬والتيّ تكونّ دقيق ًةّ بحيثّ تخصّ المنطقةّ اللسانيةّ‬
‫● تمارينّ حركيةّ للمنطقةّ ّ‬
‫والشفوية‪.‬‬
‫● تمارينّ حسيةّ حركيةّ تضم‪ ّ:‬إدماجّ أشكالّمختلفةّ فيّ قوالبّ تشبهها‪ ّ،‬التعرفّعلىّ الصورةّ‬
‫الجسدية‪ّ،‬التنظيمّالفضائيّالمكانيّمنّخاللّالتعرفّعلىّمختلفّالوضعيات‪ّ:‬فوقّـ ــّتحتّ‬
‫ـ ــّأمامّ…ّ‬
‫● التربيةّقبلّاللّغوية‪ّ،‬تكونّمنّخاللّتمارينّالفهم‪ّ،‬التركيبّكانتقالّمنّاألجزاءّللوصولّإلىّ‬
‫شكلّمعين‪ّ،‬وتمارينّتعتمدّعلىّطرحّاألسئلة‪ّ،‬الهدفّمنهاّهوّتشجيعّالطفلّعلىّالتعبير‪ّ.‬‬
‫● تمارينّخطيةّـ ــّ‪ ّle graphisme‬ـ ــّالتيّتحضرهّالكتسابّالكتابة‪ّ.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهدافّالتكفلّبحاالتّمتالزمةّداونّوأسرهمّ‪.‬‬


‫تتمثلُّّأهدافّالتكفلّالمبكرّبفئةّاألطفالّالمصابينّبمتالزمةّداونّوأسرهمّفيماّيلي‪ّ:‬‬

‫‪ّ .1‬استغاللّ األهميةّ الكبيرةّ للسنواتّ األولىّ منّ عّمرّ الطفلّ فيّ تنميةّ مهاراتهّ بشكلّ أسرعّ‬
‫وحتىّالّتكونّسنواتّحرمانّورفضّوفرصّضائعةّوتدهورّنهائيّأيضاً‪ّ.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ .2‬تنميةّالمهاراتّالحركيةّ الكبيرةّ والدقيقةّكعاملّأساسّ ّفيّ برنامجّالتدخلّالمبكرّمنّخاللّ‬
‫التمريناتّاإليجابيةّ واألنشطةّالحركيةّالفرديةّ والجماعيةّ والفكّ والتركيبّوفقاًّلقدراتّالطفلّ‬
‫التطورّواالرتقائي‪ّ.‬‬
‫‪ .3‬تزويدّ الطفلّ بالخبراتّ المعرفيةّ التيّ تنميّ قدراتهّ علىّ االنتباهّ واإلدراكّ ّوالتذكرّ واكتسابّ‬
‫المفاهيمّوتحصيلّالمعلوماتّعنّالبيئةّالتيّيعيشّفيها‪ّ.‬‬
‫‪ .4‬التدريبّعلىّالمهاراتّاألساسيةّفيّرعايةّالذات‪ّ:‬فيّتناولّالطعامّواللبسّوالنظافةّوالحمامّ‬
‫والتفاعلّمعّاآلخرينّوقضاءّاحتياجاتهّوالتعبيرّعنّمتطلباته‪ّ.‬‬
‫‪ .5‬تدريبّ الطفلّ علىّ السلوكّ االجتماعيّ المقبولّ فيّ تعاملهّ معّ اآلخرينّ والحصولّ علىّ‬
‫احتياجاته‪ّ.‬‬
‫‪ .6‬تبصرّ الوالدينّ بقدراتّ أطفالهمّ وخصائصهمّ وكيفيةّ استثمارهاّ والتفاعلّ معهاّ وخاص ًةّ فيّ‬
‫المراحلّاألولىّمنّالنموّالّترسخّلديهماّأنماطّتنشئةّغيرّبناءة‪ّ.‬‬
‫‪ .7‬اآلباءّ واألمهاتّ همّ المعلمونّ الحقيقيونّ ألطفالهم‪ّ ّ،‬والتدخلّ المبكرّ جهدّ مثمرّ وذوّ جدوىّ‬
‫نمائيةّواقتصاديةّحيثّيقللّالنفقاتّالمخصصةّلبرامجّالتربيةّالخاصةّالمكثفة‪ّ.‬‬
‫‪ .8‬التهيئةّ النفسيةّ والتربويةّ واالجتماعيةّ لهؤالءّ األطفالّ إلىّ المصيرّ الحتميّ وهوّ دمجهّ معّ‬
‫اآلخرينّاألسوياءّفيّالمجتمع‪ّ.‬‬
‫‪ .9‬تأخرّالتدخلّالمبكّرّلهؤالءّاألطفالّيجعلّالفروقّبينهمّوبينّغيرهمّأكثرّوضوحاًّمعّاأليام‪ّ.‬‬
‫‪ .10‬توعيةّ وإرشادّ األهلّ للفحوصاتّ الطبيةّ والعمليةّ الالزمةّ للتأكدّ منّ حدوثّ اإلعاقةّ ومدىّ‬
‫المشاكلّالصحيةّالمصاحبة‪ّ.‬‬
‫‪ .11‬اإليمانّبالقدراتّوتركّالمعجزاتّ والبدءّمعّالطفلّوفقاًّلماّيتناسبّمعّقدراتهّوتقبلّالمدىّ‬
‫الزمنيّللعالجّالتّـأهلي‪ّ.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬التكفلّالمبكرّمعّحاالتّمتالزمةّداونّ‪.‬‬

‫إنّإبالغّالوالدينّبأنّطفلّهماّمصابّبمتالزمةّداونّيولدّردودّأفعالّسلبيةّتجاهّإعاقةّ‬
‫طفلهماّويكونّسبباًّالرتباكّنفسيّ ـ ــّوجدانيّقويّيبدأّعندّأغلبهمّباإلنكارّوالرفض‪ّ،‬وللتقليلّ‬
‫‪44‬‬
‫منّآثارّهذهّالصدمةّقدرّاإلمكانّينصحّفلوريّ ـ ـ ـّ‪ّ )1(Flori‬بإبالغّالوالدينّبهذاّالتشخيصّ‬
‫بطريقةّمتدرجةّوبدونّتسرع‪ ّ،‬وأنّالّيبلغّالوالدانّبذلكّفيّقاعةّالوالدةّإذاّكانّتشخيصّ‬
‫هذهّالحالةّقدّتمّبعدّالوالدةّمباشرةًّ وأنّيتمّإبالغّالوالدينّبحضورهماّمعاًّمنّقبلّمختصّ‬
‫لهّ معرفةّ جيدةّ بهذاّ االضطراب‪ ّ،‬بأسلوبّ بسيطّ ومباشر‪ ّ،‬معّ التركيزّ علىّ طرقّ ّ‬
‫التكفلّ‬
‫الفوريّ والتدخلّالمبكرّ(الطبيّ ـ ـ ــّشبهّالطبيّ والنفسي)ّالضروريينّلمثلّهذهّالحاالت‪ّ،‬كماّ‬
‫الّيمكنّللتدخلّالمبكرّأنّيحققّأهدافهّإالّبالمشاركةّالفعالةّوالكاملةّللوالدين‪ّ.‬‬

‫ّويلخصّفلوريّ ـ ــّ‪ ّFlori‬ـ ــّالتدخلّالمبكرّبالنسبةّلحاالتّمتالزمةّداونّفيماّيلي‪ّ:‬‬

‫‪ .1‬التكفل الطبي‪ّ:‬ويشتملّعلى‪ّ:‬‬
‫‪ -‬إجراءّ تقييمّ طبيّ شاملّ بعدّ الوالدةّ مباشرةًّ يشملّ خاص ًةّ القلب‪ ّ،‬الجهازّ الهضمي‪ ّ،‬الجهازّ‬
‫البولي‪ّ،‬الغددّوالدمّلتشخيصّاالضطراباتّالعضويةّومنّثمّالتكفلّبهاّطبياً‪ّ.‬‬
‫‪ -‬أماّبالنسبةّللرضيعّ والطفلّفيّالسنوات ّاألولىّفيجبّتوفيرّمتابعةّدوريةّمعّتقييمّسنويّ‬
‫خاصّبالعيون‪ّ،‬السمع‪ّ،‬األسنان‪ّ،‬العضالت‪ّ،‬الهيكلّالعظمي‪ّ،‬عملّالغدد‪ّ،‬ومراقبةّالجهازّ‬
‫الهضميّمؤنّاالضطراباتّالمختلفة‪ّ.‬‬
‫‪ .2‬التكفل الشبه الطبي‪ّ:‬ويشتملّعلى‪ّ:‬‬
‫‪ -‬إعادةّالتأهيلّالوظيفيّالذيّيجبّأنّيشرعّفيهّمبك اًرّنتيجةّنقصّالتوترّالمحوريّ والقطعيّ‬
‫ـ ــّ‪ ّsegmentaire‬ـ ــّلدىّهؤالءّاألطفال‪ّ.‬‬
‫‪ -‬التُّدخلّ المبكرّ والمكيفّ للمختصّ األرطفونيّ لمعالجةّ نقصّ التوترّ الفميّ ـ ــّ اللسانيّ ـ ـ ـّ‬
‫المنتشرّفيّهذاّاالضطرابّـ ـ ــّولتوجيهّتعلمّاللغة‪ّ.‬‬
‫‪ -‬حصصّ عالجيةّ حسيةّ حركيةّ لمساعدةّ الطفلّ علىّ بناءّ صورهّ جسميةّ واكتسابّ مهاراتّ‬
‫حركيةّمقبولة‪ّ.‬‬
‫‪ .3‬التكفل النفسي‪ّ:‬ويشتملّعلى‪ّ:‬‬

‫‪(1) D _ E. Floriet col: la trisomie 21,ّّfacultéّdeّmédecineّdeّStrasbourg, France 2007‬‬


‫‪page 147.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬التدخلّعلىّمستوىّاألولياءّلمساعدتهمّعلىّتجاوزّالصدمةّالنفسيةّالتيّأحدثهاّلهمّخبرّ‬
‫إعاقةّ ابنهم‪ ّ،‬ومساعدتهمّ علىّ فهمّ هذهّ اإلعاقةّ ومنّ ثمّ قبولهاّ والرضاّ بها‪ ّ،‬وأنّ لهمّ دو اًرّ‬
‫أساسياًّفيّنجاحّبرامجّالتدخلّالمبكرّالتيّسيخضعّلهاّابنهمّخاص ًةّفيّالسنواتّالثالثةّ‬
‫األولىّمنّعمرهّأينّيتمّالتكفلّبهّفيّالوسطّالعائلي‪ّ.‬‬
‫‪ -‬متابعهّ تطورّ الطفلّ فيّ البيتّ أوّ فيّ الم اركزّ الخاصةّ والوقوفّ علىّ مدىّ تطبيقّ برامجّ‬
‫التدخلّ المبكرّ التيّ تمّ إنجازهاّ ضمنّ الفريقّ متعددّ التخصصاتّ وتقديمّ التوجيهاتّ‬
‫واإلرشاداتّلألولياءّوالقائمينّعلىّتعليمّوتدريبّالطفل‪ّ.‬‬
‫اءاتّاإلدارية‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬كماّيعبرّتدخلّالمساعدةّاالجتماعيةّضرورياًّلمساعدةّاألولياءّفيّاإلجر‬

‫المطلب السادس‪ :‬مبرراتّالتكفلّالمبكرّ‪.‬‬

‫إنّالرسالةّالتيّتتمخضّعنّتحليلّنتائجّالدراساتّالعلميةّ واضحة؛ّوهيّأنّالتدخلّ‬
‫المبكرّذوّ جدوىّ وأنهّكلماّكانّالتدخلّالمبكرّ أكثرّكانتّالفوائدّبالنسبةّلألطفالّ وأسرهمّ‬
‫أكبر‪ّ.‬‬

‫وفيما يلي أهم مبررات التدخل المبكر‪:‬‬

‫‪ّ.1‬إنّالسنواتّاألولىّفيّحياةّاألطفالّالمعوقينّالذينّالّيقدمّلهمّبرامجّالتدخلّالمبكرّإنماّ‬
‫هيّسنواتّحرمانّوفرصّضائعةّوربماّتدهورّنهائيّأيضا‪.‬‬
‫‪ّ.2‬إنّالتعلمّاإلنسانيّفيّالسنواتّالمبكرةّأسهلّوأسرعّمنّالتعلمّفيّأيةّمرحلةّعمريةّأخرى‪ّ.‬‬
‫‪.3‬إنّ والديّ الطفلّ المعاقّ بحاجةّ للمساعدةّ فيّ المراحلّ األولىّ لكيالّ تترسخّ لديهماّ أنماطّ‬
‫تنشئةّغيرّبناءة‪ّ.‬‬
‫‪ّ.4‬إنّ التأخرّ النمائيّ قبلّ الخامسةّ منّ العمرّ مؤشرّ خطرّ فهوّ يعنيّ احتماالتّ معاناةّ‬
‫مشكالتّمختلفةّطوالّالحياة‪ّ.‬‬
‫‪ّ.5‬إنّالتدخلّالمبكرّجهدّمثمرّوهوّذوّجدوىّاقتصادية؛ّحيثّأنهّيقللّالنفقاتّالمخصصةّ‬
‫للبرامجّالتربويةّالخاصةّالالحقة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ّ.6‬إنّاآلباءّمعلمونّألطفالهمّوإنّالمدرسةّليستّبديل ًةّلألسرة‪.‬‬
‫‪ّ.7‬إنّمعظمّمراحلّالنموّالحرجةّ والتيّتكونّفيهاّالقابليةّللنموّ والتعلمّفيّدورتهاّتحدثّفيّ‬
‫السنواتّاألولىّمنّالعمر‪ّ.‬‬
‫رّيسهمّفيّتجنيبّالوالدينّوطفلهماّالمعاقّمواجهةّصعوباتّنفسيةّهائلةّ‬
‫‪.8‬إنّالتدخلّالمبك ّ‬
‫الحقاً‪ّ.‬‬
‫ّ‬

‫‪47‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫تطرقناّفيّهذاّالفصلّلكيفيةّتكفل ّاألسرةّبطفلّمتالزمةّداونّ حيثّعرفناّأنّتأثيرّ‬


‫اإلعاقةّ يختلفّ منّ أسرةّ ألخرىّ بحيثّ أنّ هذاّ النوعّ منّ اإلعاقاتّ والذيّ يعتبرّ تشوهّ‬
‫أسبابّوخصائصّولكنّظهرّماّيعرفّبالتكفلّالمبكرّالذيّأبدىّ‬
‫ّ‬ ‫الكروموزومّ‪ّ21‬لهّأنواعّو‬
‫فعاليةّ وأهميةّلتقديمّمساعدةّلألسرةّ والطفلّعلىّحدّسواءّلتكفلّأحسنّلألسرةّبطفلهمّمنذّ‬
‫والدتهّفيّاألسابيعّواألشهرّاألولى‪ّ ّ.‬‬

‫‪48‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫الجانب التطبيقي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الفصلّالثالثّ‪ّ :‬‬
‫دراسةّّاستطالعيةّحولّواقعّ‬
‫التّكفّلّاألسريّبأطفالّمتالزمةّ‬
‫ن‬
‫داو ّ‬
‫ّ‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية‪.‬‬

‫‪ -1‬الدراسةّاالستطالعية‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهجّ‪.‬‬
‫‪ -3‬التّقنيّاتّالمستعملة‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوباتّالبحث‪.‬‬
‫‪ -5‬مكانّوزمانّإجراءّالبحثّ‪.‬‬
‫‪ -6‬العيّنةّ‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -1‬الدراسة االستطالعية‬

‫لقدّأجريناّدراستناّاالستطالعيةّفيّمركزّ"بسمة"ّلألطفالّالمعوقينّذهنياًّفيّالمدنيةّّ‬
‫بالجزائرّالعاصمة ّ‬

‫لمّ نتمكنّ منّ القيامّ بالعملّ العلميّ الكاملّ لذلكّ اكتفيناّ بدراسةّ استطالعيةّ نظ اًرّ‬
‫للظروفّالصحيةّالتيّنمر ّبهاّسنة ّ‪ّ 2020‬وهيّ"وباءّكرونا"ّحيثّلمّيسعناّالوقتّللقيامّ‬
‫بالعملّ الميدانيّكماّ ينبغيّ ولمّ يتسنىّ لناّ الفرصةّ لتقديمّدليلّ المقابلةّ النهائيّ نتيجةّ غلقّ‬
‫المركزّ وتعذرّ االتصالّ بهم‪ ّ،‬فاكتفيناّ باألسئلةّ األوليةّ التيّ حضرتّ عندّ لقائناّ األولّ معّ‬
‫أولياءّاألطفالّالمصابينّبمتالزمةّ ّداون‪ّ،‬ألنهّكناّبصددّإعادةّلقائهمّمرةّأخرىّمنّخاللّ‬
‫تنظيمّإدارةّالمركزّموعدّمعهمّلتقديمّدليلّالمقابلةّالنهائيّبعدماّتمّتحديدّالموضوعّووضعّ‬
‫اإلشكالية‪ّ ّ.‬‬

‫ّّّ‬

‫‪ -2‬المنهج‪.‬‬

‫لقدّ اعتمدناّ فيّ بحثناّ علىّ استخدامّ المنهجّ الوصفي‪ّّ،‬حيثّّأّنهّ عبارةّّّعنّ مجموعةّ‬
‫البحثيةّ التيّ تتكاملّ لوصفّ الظّاهرةّ أوّ الموضوعّ اعتمادّاًّّعلىّ جمعّ الحقائقّ‬
‫ّ‬ ‫اإلجراءاتّ‬
‫الً ّكافيّاً ّودقيقّاً ّالستخالصّداللتهّ والوصولّإلىّ‬
‫والبياناتّوتصنيفهاّومعالجتهاّوتحليلهاّتحلي ّ‬
‫نتائجّوتعميماتّعنّالظّاهرةّأوّالموضوع‪ّ ّ.‬‬

‫االجتماعيةّ كماّ هيّ‪ّ،‬‬


‫ّ‬ ‫بيعيةّ و‬
‫والمنهجّ الوصفيّ منهجّّّيستندّ إلىّ وصفّ الظّاهرةّ الطّ ّ‬
‫الباحثّفيّاستخدامهّللمنهجّالوصفيّالذيّيقومّبوصفّالواقعّكماّهو‪ّ ،‬إنّماّيقومّبوصفهّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫انتقائيةّّّواختيارّيةّ‪ّّ،‬فهوّ يختارّ مّنّ الواقعّ الماثلّ أمامهّ وينتقيّ ماّ يخدّمّ غرضّهّ فيّ‬
‫بطريقةّّّ ّ‬
‫الدّراسة‪ّ )1(.‬‬
‫ّ‬

‫)‪(1‬غازيّحسينّعنانة‪ّ:‬مناهج البحث‪ّ،‬مؤسسةّشبابّالجامعة‪ّ،‬طبعة‪ّ،1‬اإلسكندرية‪ّ،1994ّ،‬ص‪ّ .ّ18‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -3‬التقنيات المستعملة‪.‬‬

‫للحصولّعلىّالبياناتّ والمعلوماتّالتيّتعتمدّعليهاّفيّالدّراسةّنستعملّأدواتّ‪ّ،‬وهذاّ‬
‫وفقّاًّلطبيعةّالمشكلةّالمدروسة‪ّ .‬‬

‫ّوفيّ هذهّ الدّراسةّ استعملناّ دراسةّ حالةّّّوهيّ دراسةّّّمعمّقةّّّلحالةّّّمعيّنةّّّتحملّ كلّّ‬


‫ستعناّفيهاّبـّ‪ّ ّ:‬‬
‫خصائصهاّمّنّجميعّالنّواحيّإ ّ‬

‫أولّ خطوةّّّاعتمدناّ عليهاّ فيّ هذهّ الدّراسة‪ ّ،‬حيثّ تقومّ بنقلّ ماّ‬
‫أ‪ .‬المالحظة‪ّّ:‬وهيّ ّ‬
‫وطبيعيةّ‪ّ ّ،‬فيالحظّاإلنسانّماّيحدثّحولهّويسجّلّ‬
‫ّ‬ ‫اهرّاجتماعيةّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يحدثحولهاّمّنّظو‬
‫مالحظاتهّومشاهداته‪ّ،‬كماّعايشهاّفيّأيّ ّناحيةّمّنّنواحيّوقوعها‪ّ،‬وهيّمصدرّ‬
‫أساسيّّللحصولّعلىّالبياناتّوالمعلوماتّالالّزمةّلموضوعّالبحث‪.)1ّ(ّ.‬‬
‫حيثّمنذّدخولناّللمركزّفيّاليومّاألولّالحظناّكيفيةّتعاملّالمركزّمعّأطفالّ‬
‫متالزمةّداونّودخلناّلألقسامّوتكلمناّمعّبعضّالمتكفلينّبهم‪ ّ،‬والحظناّأيضاًّعندّ‬
‫االنتظارّبعضّاألولياءّالذينّجاؤواّالصطحابّأطفالهم‪ّ ّ.‬‬
‫ب‪ .‬المقابلة‪ّ :‬هيّعبارةّ ّعنّتفاعلّ ّلفظيّ‪ّ ّ،‬يتمّ ّعنّطريقّموقفّمواجهةّ يحاولّفيهّ‬
‫الشّخصّ القائمّ بالمقابلةّ أنّّيستثيرّّمعلوماتّ أوّّآراءّ أوّ معتقداتّ شخصّّآخرّ أوّ‬
‫ينّللحصولّعلىّبعضّالبياناتّالموضوعيةّ ّ(ّ‪ّ ،)2‬ولمعرفةّالطّفلّأكثرّ‬
‫ّ‬ ‫أشخاص ّآّخر‬
‫وجمعّأكبرّعددّّمّنّالمعلوماتّعنهّاستعاّناّّبالمقابلةّمعّاألولياءّلمعرفةّ واقعّاألسرةّ‬
‫فيّتكفّلهاّبطفلها‪ّ.‬‬
‫حيثّ تواجدناّ فيّ المركزّ وقمناّ بدراسةّ استطالعيةّ معّ أولياءّ الحاالتّ بعدماّ‬
‫ساعدناّ المركزّ علىّ لقائهمّ وقمناّ بطرحّ أسئلةّ لهمّ تخصّ حالةّ أطفالهمّ وحتىّ‬
‫معلوماتّ ّحولّاألولياءّشخصياًّوحيثّقمناّبمقابلةّنصفّموجهةّمدتهاّلمّتتجاوزّ‬
‫‪ّ45‬دقيقةّنظراّلضيقّوقتّاألولياء‪ّ ّّ.‬‬

‫)‪ (1‬فضيلّ دليو‪ ّ،‬عليّ عزبي‪ّّ:‬أسس المنهجية في العلوم االجتماعية‪ ّ،‬منشوراتّ جامعةّ منتوري‪ ّ،‬قصنطينة‪ ّ،‬الجزائر‪ّ،‬‬
‫ص‪.ّ186‬‬
‫‪ّ ّ،1999‬‬
‫)‪ (2‬طلعتّإبراهيمّلطفي‪ّ:‬أساليب وأدوات البحث العلمي‪ّ،‬دارّغريبّللطباعةّوالنشر‪ّ،‬القاهرة‪ّ،1995ّ،‬صّ‪.ّ86-85‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ -4‬صعوبات البحث‪.‬‬

‫نّالمستحيلّأنّيخلوّالبحثّالعلميّمّنّالصّعوبات‪ّ،‬فالباحثّمهماّكانتّمهاراتهّأوّ‬
‫ّ‬ ‫مّ‬
‫ةّفإنهّدائمّاًّيواجهّصعوباتّّفيّمسارّبحثه‪ّ ّ.‬‬
‫إمكانياتهّالمادّّيةّوالمعنويّ ّ‬
‫ّ‬

‫ومّنّبينّالصّعوباتّالتيّواجهتناّفيّبحثناّهذا‪ّ ّ:‬‬

‫بحثناّفيّالمكتبةّالجامعية‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬صعوبةّّفيّالعثورّعلىّالمصادرّوالمراجعّالتيّتخصّّ‬
‫‪ -‬وجدّناّصعوب ًّةّفيّالعّثورّعلىّمركزّّبيداغوجيّيستقبلنا‪ّ.‬‬
‫‪ -‬لمّ نتمكّـنّ مّنّ إجراءّمقابالتّمعّ األولياءّ بسهولةّ‪ّ ،‬ووجدناّ صعوبةّفيّ إقناعّ بعضّ‬
‫األولياءّلمقابلتهم‪ّ.‬‬
‫جيدّّّوالتعاملّ معّّّالعينةّّّخاص ًّةّّنظ ّاًرّّللظّروفّ‬
‫‪ -‬لمّ نتمكّنّ منّّالقيامّّبالميدانّ بشكلّّّ ّ‬
‫حّيةّ(الوباء)‪ّ.‬‬
‫الصّ ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -5‬مكان وزمان البحث‪.‬‬

‫بالمدنيةّّـ ــّّبسمةّّـ ــّ ‪ّّ،‬الذيّ تمّّّإنشاؤهّ‬


‫ّ‬ ‫النفسيّ البيداغوجيّ‬
‫أّجريتّ الدّراسةّ فيّ المركزّ ّ‬
‫المؤرخّفيّ‪ّ6‬ماي ّ‪1986‬م‪ّّ،‬وكانّفتحهّفيّالفاتحّ‬
‫بموجبّالمرسومّالتنفيذيّرقم ّ‪ّ ّ 121-86‬‬
‫ّ‬
‫مّنّشهرّأكتوبرّ‪ّ ّ.1984‬‬

‫لّهذاّالمركزّبفئةّالمعاقينّذهنيّاًّبمختلفّدرجاتّاإلعاقة؛ّّمّنّ‪ّ3‬سنواتّّإلىّ‪ّ18‬‬
‫ّ‬ ‫يتكفّ‬
‫يوميّاًّّبنظامّ‬
‫سن ًّة‪ّّ،‬ومجموعّ األطفالّ يصلّ إلىّّ‪ّّ100‬طفل‪ ّ،‬يقومّ المركزّ بمتابعةّ األطفالّّ ّ‬
‫نصفّداخليّإلىّجانبّالكفالةّالخارجيةّمعّمهمّةّاألولياء‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫يحتويّالمركزّعلىّ‪ّ27‬طفلّمنّمتالزمةّداونّبينّذكورّوإناثّ ّ‬

‫بالترّبصّالميدانيّمّنّالفترة ّ‪ّ 2020-01-06‬إلى ّ‪-04‬‬


‫اّالمجالّالزمني ّفقد ّقمناّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أمّ‬
‫‪2020-03‬م‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫‪54‬‬
‫‪ -6‬العينة‪.‬‬

‫تعتبرّالعيّنةّمجموع ًةّّجزّئي ًةّّتمثّلّجزًّءّمّنّالمجتمعّالكلّيّللوصولّإلىّاستنتاجاتّّعنّ‬


‫المجتمعّالكبير‪ّ ّ.‬‬

‫المركزّيحتويّعلى ّ‪ّ 27‬طفلّمنّحاالتّمتالزمةّداونّبدرجاتّمختلفةّمنّاإلعاقةّ‬


‫ونحنّاخترناّالعينةّ تتكونّمن ّ‪ّ 5‬حاالتّلوالديّاألطفالّ حيثّقابلناّاألولياءّألنّاألطفالّ‬
‫ليسّبإمكانهمّاإلجابةّنظ اًرّلحالتهمّالصحيةّوسنهمّحيثّيتراوحّسّنّاألطفالّمّنّ‪ّ08‬سنواتّ‬
‫إلىّ‪ّ15‬سن ًّةّ{منهمّ(‪ّ)4‬إناثّوواحدّ(‪ّ)1‬ذكر}ّّموجودونّفيّالمركزّ‪ّ ّ.‬‬

‫وكانّ اختيارناّ للمجموعةّ مقصودّاًّّحيثّ اخترناّ مّنّ مجموعةّ األطفالّ المصابينّ‬


‫فّعلىّكيفيةّ‬
‫ّ‬ ‫عر‬ ‫بمتالزمةّداون‪ّّ،‬حيث ّقّمنا ّبمقابلةّ نصف ّموجهة ّمع ّاألولياءّمنّ أجلّ ّ‬
‫الت ّ‬
‫التكّـفّـلّاألسريّالمقدّمةّلهم‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪55‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عرض وتحليل النتائج‪.‬‬
‫ّ‬

‫تّمعّأولياءّاألطفالّمنّمتالزمةّ‬
‫‪ -1‬عرضّالحاال ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫داو ّ‬
‫‪ -2‬تحليلّنتائجّالفرضيّةّاألولىّ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحليلّنتائجّالفرضيةّالثّانيةّ‪.‬‬
‫‪ -4‬االستنتاجّالعام‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬عرض الحاالت‪.‬‬

‫عرض الحالة األولى‬

‫دراسة الحالة‪.‬‬

‫أبّّالطفلةّ (ن‪-‬ه)ّّالبالغّ مّنّ العمرّّ‪ّّ53‬سنة‪ ّ،‬أبّ ألربعةّ أطفالّ‪ّّّ،‬والطفلةّّ(ن‪-‬ه)ّ‬


‫الصغرىّولدتّفي ّ‪ّ 2009-11-17‬والبالغةّمنّالعمر ّ‪ّ 12‬سنةّمنّفئة ّ‪ّ،Trisomie 21‬‬
‫تقليدياً‪ ّ،‬والّ توجدّ أيّّّصلةّ قرابةّّّبينهّ وبينّ زوجته‪ّّّ.‬الزوجانّ ذواّ‬
‫تزوجّ زواجّاًّّ ّ‬
‫األبّّمتقاعدّ ّ‬
‫مستوىّتعليميّ‪ّ،‬مستواهمّالمعيشيّمتوسّط‪ّ.‬وتعتبرّنورّالهدى ّآخرّعنقودّحيثّأنجباهاّفيّ‬
‫علىّإنجابهمّلطفلهمّالرابع‪ّ،‬ويجبّ‬
‫ّ‬ ‫سن ّ‪ّ 43‬سنةّلألبّ واألمّ‪ّ ،‬معّالعلمّأنهّكانّهناكّاتفاقّ ّ‬
‫اإلشارةّإلىّأنّّكلّأوالدهمّهمّأطفالّعادي ّونّماّعداّنورّالهدىّفهيّمنّمتالزمةّداون‪ّ ّ.‬‬

‫فترة الحمل‪.‬‬

‫اكتشافّحالةّالجنينّعلىّأنهّطفلّّتريزومي‪ّّ،‬إالّّأنّّاألمّكانتّ‬
‫ّ‬ ‫أثناءّفترةّالحملّلمّيتمّّ‬
‫تأخذّبعضّاألدويةّكمسكّناتّاأللمّوالمضادّاتّالحيويةّوغيرها‪ّ ّ.‬‬

‫تلقي الخبر‪.‬‬

‫حّاألبّأنهّعندّالوالدةّالطّبيبّّهوّمّنّأخبرهّعنّوضعّابنتهّ(ّمكنتش نعرف واش‬


‫ّ‬ ‫صر‬
‫ّ‬
‫معنتها ‪ّ)Trisomie 21‬والصّدمةّكانتّلألمّعندماّسمعتّالخبرّ(قبلت بقضاء للا وقدره‬
‫بصح كنت خايف على الزوجة)‪ّّّ،‬أمّاّ باقيّ العائلةّ واألوالدّّفقدّّكانّ هناكّ تفهّمّّّوقبولّّّمّنّ‬
‫وكنا نعاملوها على أنها طفلة عادية‬
‫طرفّ الجميعّّلقضاءّ للاّ تعالىّ (ما ُكناش نفرقوها ُ‬
‫خاصة أنها كبرت مع إخوتها)‪ّ ّ.‬‬

‫طريقة التعامل‪.‬‬

‫نورّالهدىّهيّالحالةّالوحيدةّفيّالعائلة‪ّ،‬إذّلمّيسبقّوجودّشخصّّمنّمتالزمةّداونّ‬
‫الّ مّنّ طرفّ عائلةّ األبّ أوّ عائلةّ األمّ علىّ حدّّّسواءّ‪ ّ،‬وقالّ األبّ أنّهاّ كانتّ مثلّ باقيّ‬
‫‪57‬‬
‫لمّتكنّهناكّصعوباتّفيّالتعاملّمعهاّأوّتربيتها‪ّ،‬كانتّطفل ًّةّهادئ ًّةّجدّاًّ‪ّ،‬ماّعداّّ‬
‫ّ‬ ‫إخوتها‪ّ.‬‬
‫بعضّاألمراضّالتيّقدّتصيبّفئةّ‪ّTrisomie 21‬حيثّأنّّنورّالهدىّتعانيّمّنّخللّفيّ‬
‫الغدّةّالدرقية‪ّ،‬ومحبوبةّبينّالجميعّ(المازوزية تاعنا)‪ّ ّ.‬‬

‫ِ‬
‫المتكفل بالطفل‬

‫صرحّ أبّ نورّّالهدىّ أنّّّاألمّّّهيّ المتكفّلةّ بنورّ الهدىّ (أنا نخدم كامل النهار‬
‫لقدّ ّ‬
‫فالمسؤوليةّالكبرىّأخذتهاّاألمّ ّألنّ ّاألبّالّيمضيّأوقاّتّاً ّطويل ًةّّ‬
‫ّ‬ ‫نكون ب ار) ّ"خارجّالمنزلّ" ّ‬
‫معّابنتهّمثلّأمّها‪ّ ّ.‬‬

‫ّويكونّالتّكفّلّمّنّحيثّالوقوفّعلىّمواعيدّالمعايّناتّلدىّالطّبيب‪ّ،‬أخذهاّللمركزّ‬
‫البيداغوجي‪ّ،‬مرافقتهاّفيّالمنزلّفيّكافّةّاحتياجاتها‪ّ،‬الوقوفّعلىّتعليمهاّوتكملةّماّيقومّبهّ‬
‫المختصّونّفيّالمركزّالبيداغوجي‪ّ ّ...‬‬

‫التكفل المبكر‪.‬‬

‫تتمتعّبرصيدّمعرفيّ ّالّ‬
‫الرغبةّفيّالتّعلم ّّواالكتساب‪ّ ّ ّ.‬‬
‫نورّالهدىّطفلةّذكية‪ّ،‬وعندها ّ ّ‬
‫ّ‬
‫للمساندةّالمستمرة ّّوالتكفلّالمبكّرمّنّطرفّاألولياءّالذينّيسهرونّعلىّ‬
‫ّ‬ ‫بأسّ ّبه؛ّويرجع ّذلك ّ‬
‫الجسميةّالبنتهم‪ّ،‬حيثّقالّاألب‪(ّ:‬بدأ تكفلنا بنور الهدى ِمن األول‬
‫ّ‬ ‫فسيةّ و‬
‫احةّالن ّ‬
‫ّ‬ ‫تحقيقّالر‬
‫ّ‬
‫كي عرفنا أنها طفلة من متالزمة داون باش تقدر تكون كيما األوالد نورمال) ّ" ّ‬
‫العاديين"ّّّ‬
‫إلىّ جانبّهذاّ كانواّعلىّ تواصلّ ّدائمّّ معّ المركزّ واألساتذةّ المتخصصّينّ مّنّ أجلّاألخذّ‬
‫التعاملّمعّ نورّ الهدىّفيّ البيت‪ّ ،‬وإكمالّماّ‬
‫لكيفيةّ ّ‬
‫بنصائحهمّ وّ إرشاداتهمّ وّمساعداتهمّ ّ‬
‫يقومونّ بهّ فيّ المركزّ مّنّ أجلّ نجاحّّالتكفلّّالمبكّربهاّ وهذاّ ماّ أدّىّ إلىّ اكتشافّ قدراتهاّ‬
‫غويةّفيّفترةّّوجيزةّ‪ّ ّ.‬‬
‫فيةّوّاللّ ّ‬
‫المعرّ‬
‫ّ‬

‫‪58‬‬
‫عرض الحالة الثانية‬

‫دراسة الحالة‪.‬‬

‫أمّّالطفلّ(عّ‪-‬ح)ّّالبالغةّمّنّالعمرّ‪ّ52‬سنة‪ّ،‬أمّّلطفلّّوحيدّ ّولدّفيّ‪ّ2010-12-02‬‬
‫والبالغّمنّالعمر ّ‪ّ 10‬سنواتّمنّفئة ّ‪ّ،Trisomie 21‬الّّتوجدّأيّ ّصلةّقرابةّ ّمعّزوجها‪ّ،‬‬
‫المستوىّالتعليميّثانوي ّورابعّمتوسطّلألب‪ّ،‬مستواهمّالمعيشيّمتوسط‪ّ ّّ،‬‬
‫ويعتبرّعبدّالحفيظّ‬
‫الطّفلّالوحيدّحيثّأنجباهّفيّسن ّ‪ّ42‬سنةّبالنسبةّلألمّ ّو‪ّ44‬سن ًّةّلألبّ‪ّّ،‬معّالعلمّأنهّكانّ‬
‫ّاتفاقّبينهماّعلىّاإلنجاب‪ّ ّ.‬‬

‫فترة الحمل‪.‬‬

‫لمّيتمّ ّالكشفّعنّإصابةّالجنينّأثناءّأشهرّالحملّأمّاّفيماّيخصّ ّاألدويةّقالتّأمّ‬


‫عبدّالحفيظّ(كنت نشرب دوا ونشك أن هذه هي السبة)ّ"السّبب"‪ّ .‬‬

‫تلقي الخبر‪.‬‬

‫صرحتّأمّ ّالطفلّأنّهاّتلقّتّخبرّابنهاّمّنّطرفّالطّبيبّ(فرحت ساعتين برك مور‬


‫ّ‬
‫فلّاألولّليّ‪ّ ،‬ولكنّّبعدهاّاألطباءّساعدوناّبشّ‬
‫ّ‬ ‫ألنهّالطّ‬
‫الزيادة) ّ"وراءّالوالدة" ّكانتّصدم ًةّ ّ ّ‬
‫نتقبلواّ الوضعّ (أنا منكذبش «ال أكذب» كنت نحسبهم مهابل)ّّ"مرضىّ عقليين"ّّوالعائلةّ‬
‫ّ‬
‫أيضّاًّتقبلتّ(الحياة هي لي توريلك)ّ"الحياةّهيّمنّتوضحّلك"‪ّ ّ.‬‬

‫طريقة التعامل‪.‬‬

‫لمّيسبقّ وأنّ ّأّنجبّطفلّتريزوميّفيّالعائلةّماّعدا ّعبدّالحفيظ‪ّ ّ،‬قالتّاألمّ ّبأنهمّلمّ‬


‫يواجهواّ صعوباتّّّكبيرةّّّمعهّ ماّ عداّّفيّ البداية؛ّّحيثّ كانتّ األمّّّتقارنّ بينّ ابنهاّ وباقيّ‬
‫)ّولكنّبعدهاّتمكناّ‬
‫ّ‬ ‫األبناءّمّنّنفسّعمرهّ(ّهذا خرج األسنان وهو الال‪ ،‬هذا يمشي وهو الال‬
‫كيفّمعّالوضع‪ّ ّ.‬‬
‫منّالت ّ‬
‫ّ‬

‫‪59‬‬
‫َمن المتكفل بالطفل؟‬

‫التكفّلّ بعبدّ الحفيظّّكانّّمّنّ األمّّّواألبّ (ّنتكفلوا بيه كيف كيف)ّ‬


‫صرحتّ األمّّّبأنّّّ ّ‬
‫ّ‬
‫ولكنّالمسؤوليةّاألكبرّعلىّاألمّ ّبحكمّقضائهاّكاملّالوقتّمعهّ(أنا نديه للطبيب‪ ،‬نخرجو‬
‫ّ‬
‫يلعب‪ّ ّ)...‬‬

‫التكفل المبكر‪.‬‬

‫عبدّ الحفيظّّالمصابّ بمتالزمةّ داونّ ضعيفّّّالبنيةّ الجسدية‪ ّ،‬قصيرّّّالقامة‪ّ ّ،‬‬


‫ولكنهّّ‬
‫برزّ‬
‫(الت ّ‬
‫اتيةّ ّ‬
‫االستقالليةّ الذّ ّ‬
‫ّ‬ ‫جيدةّ‪ ّ،‬وهوّ الطّفلّ الوحيدّ فيّ العائلة‪ ّ،‬اكتسبّ‬
‫بصحةّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يتمتعّ‬
‫ّ‬
‫نّالتكفّلّبهّفيّالمّركز‪ّ ّ.‬‬
‫بول)ّخاللّفترةّّقصيرةّّمّ ّ‬
‫والّت ّ‬

‫شاطاتّالبيداغوجية‪ّ،‬ويظهرّ‬
‫ّ‬ ‫الن‬
‫فيّالتعلّمّخاصّ ًّةّ ّ‬
‫ّ‬ ‫هوّطفلّّهادئّّواجتماعيّ‪ّ،‬لديهّرغبةّّ‬
‫غويةّّفهوّّّيعّـبّـرّ بطريقةّّّمفهومةّ‪ّّ،‬‬
‫الناحيةّ اللّ ّ‬
‫عليهّ ّأنهّ متكفّلّّّبهّ مّنّ طرفّ عائلته‪ ّ،‬أمّاّ مّنّ ّ‬
‫ويتمتعّ بقدرةّّعلى ّالفهمّحيثّقالتّاألمّ‪(ّ :‬دخلنا عبد الحفيظ كي كان صغير‪ ،‬قدما يكون‬
‫ّ‬
‫صغير الزملو تكفل مبكر)‪ّ ّ.‬‬

‫لذلكّ انعكستّ جهودّ األولياءّ علىّ طفلهمّ عبدّ الحفيظّ؛ّّمّنّ جهدّّّفيّ الوقتّ والمالّ‬
‫ليصلّ إلىّ ماّ هوّ عليهّ‪ّّ،‬والمشاركةّ الفعّالةّ معّ الفريقّ البيداغوجيّ ومرافقةّ العائلةّ للبرامجّ‬
‫جاًّّ‬
‫المسطّرة‪ ،‬وعليهّ انعكسّ كلّّّذلكّ علىّ مستوىّ الطّفلّ عبدّ الحفيظّ الذيّ أصبحّ نموذ ّ‬
‫)التكفّـلّاألسريّالمبكّر‪ّ ّ.‬‬
‫لنجاعةّ(‪ّ éfficacité‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪60‬‬
‫عرض الحالة الثالثة‬

‫دراسة الحالة‪.‬‬

‫أب ّالطفلةّ(ه) ّالبالغّمّنّالعمر ّ‪ّ 54‬سنة‪ّ،‬أبّ ّلثالثةّأطفالّ ّوتعتبرّالطفلةّ(ه)ّهيّ‬


‫األختّالكبرىّولدتّفي ّ‪ّ ّ2008-08-14‬منّفئة ّ‪ّ Trisomie 21‬تبلغ ّ‪ّ 13‬سنة‪ّ ،‬الوالدّ‬
‫متقاعدّّّالّ توجدّ أيّّّصلةّ قرابةّ بينهّ وبينّ زوجته‪ّّ،‬العائلةّّذاتّ مستوىّ معيشيُّّّمتوسّطّ‪ّ،‬‬
‫عليميّجامعيّبالنسبةّلألبّ واألمّ‪ّ ،‬وتعتبرّهاجرّالطّفلةّاألولىّأنجباهاّفيّسنّّ‬
‫ّ‬ ‫المستوىّالت‬
‫ّ‬
‫‪ّ 42‬سنةّلألبّ ّو‪ّ 37‬سن ًّة ّلألمّ‪ّ،‬معّالعلمّأنّنا ّعندماّسألناّعنّاتّفاقهماّعلىّاإلنجابّقاالّّ‬
‫بأنهماّلمّيتـفـقاّعلىّإنجابّطفلّّآنذاك‪ّ،‬ولكنّّهاجرّمرغوبّّفيهاّفيّالعائلة‪ّ،‬وباقيّإخوتهاّ‬
‫ّ‬
‫همّأطفالّعادي ّون‪ّ ّ.‬‬

‫فترة الحمل‪.‬‬

‫األمّ ّفيّهذهّالفترةّكانتّتأخذّأدوي ًةّ‪ّ،‬ولمّتكنّتعرفّأنّ ّالجنينّمّنّذويّاالحتياجاتّ‬


‫الخاصّةّ(‪ّ.)Trisomie 21‬‬

‫تلقي الخبر‪.‬‬

‫هّفيّاألولّ(ما حبتش الطبيبة تقوللنا عن وضع الطفلة)ّولكنّالحمدّ‬


‫ّ‬ ‫حّاألبّأن‬
‫ّ‬ ‫صر‬
‫ّ‬
‫هللّعلىّكلّّشيءّ‪ّ،‬انصدماّفيّالبدايةّ(وحتى في العائلة الكبيرة كل واحد وكيفاش كاين لي‬
‫تقبل وكاين لي الال)ّولكنّنحنّنعتبرهاّوساماًّأعطاناّإياهّللاّسبحانهّوتعالى‪ّ .‬‬

‫ّ‬

‫طريقة التعامل‪.‬‬

‫هاجرّالوحيدةّفيّالعائلةّمّن ّتعانيّمّنّمتالزمةّداونّ‪ّ ،‬حيثّقالّاألبّ(بص ارحة كنا‬


‫ننتظر المجهول مكناش نعرفو في البداية كيفاش نتعاملوا معاها ولكن تعلمنا وربيناها‬
‫عادي كيما أي طفل حتى أن إخوتها ربيناهم كما هي)ّولكنّ بطبيعةّالحالّ(كاين بعض‬
‫الصعوبات)‪ّ ّ.‬‬
‫‪61‬‬
‫َمن المتكفل بها‪.‬‬

‫بالرغمّ مّنّ عملناّ نحنّ اإلثنينّ ولكنّ (كنا‬


‫قالّ األبّ أنّّّاألمّ هيّ المتكفّلّ األكبرّ ّ‬
‫متفاهمين كنا نداولوا «نتداول» مرة هي تديها «تأخذها» وأنا نرجعها أو العكس)ّ ولكنّّ‬
‫المسؤوليةّكانتّعلىّعاتقّاألمّ‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫التكفل المبكر‪.‬‬

‫هاجرّ طفلةّّّمصابةّّبمتالزمةّ داونّ‪ّّ،‬تتلقّىّ كاملّ ّ‬


‫الرعايةّ والحبّّّمّنّ العائلةّ بأكملهاّ‬
‫بالرغمّمّنّانشغالهاّبعّملّهاّ‬
‫حّاً ّولطيفّاً ّوهادّئاً‪ّ ّ ّ،‬‬
‫رّلهاّجوّاً ّمري ّ‬
‫ّ‬ ‫خاصّ ًّة ّاألمّ ّالتيّتهتمّ ّبهاّوتوفّـ‬
‫نّومهتمّّبابنتهّ ّوكلّّأفرادّعائلته‪ّ ّ.‬‬
‫لكنهّحنو ّ‬
‫فيّالخارج‪ّ.‬أمّاّاألبّفهوّعصبيّّبعضّالشّيء‪ّ ّّ،‬‬

‫المحبةّالمقدّمةّ‬
‫قويةّ ّمعّ والديهاّ واكتسبتّذلكّمّنّخاللّالمساندةّ و ّ‬
‫هاجرّلديهاّعالقةّ ّ ّ‬
‫لها‪ّ .‬‬

‫ةّللتعلّم‪ّ،‬لهاّتركيزّعالّّومنتبهةّلكلّّماّيدورّحولها‪ّ،‬‬
‫الفطنة‪ّ،‬وفضولي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّتتسمّبشخصيّتهاّ‬
‫فتّمعّالوضعّالجديد‪ّ،‬كماّأنهاّ‬
‫ّ‬ ‫وتكي‬
‫وعندّدخولهاّالمركزّتأقلمتّبكلّ ّسهولةّ ّمعّزمالئها‪ّ ّ ،‬‬
‫ذاتيةّّوالتيّانعكستّعلىّسلوكهاّاليومي‪ّ ّ.‬‬
‫عّباستقالليةّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫تتمت‬
‫ّ‬

‫وعليهّّبفضلّ المساعدةّ والمساندةّ مّنّ طرفّ األسرةّ الصغيرةّ والكبيرةّ لهاجر‪ّّ،‬وخاصّ ًةّّ‬
‫رّبهاّسمحّبتطورهاّ وارتقائهاّوتأقلمهاّعلىّالمستوىّالمعرفيّ واللّغويّ‪ّ ،‬وانعكسّ‬
‫ّ‬ ‫التكفّلّالمبكّ‬
‫ّ‬
‫ذلكّعلىّشخصيّتها‪ّ.‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪62‬‬
‫عرض الحالة الرابعة‪.‬‬

‫دراسة الحالة‪.‬‬

‫أمّ ّالطفلةّ(ص) ّالبالغةّمّن ّالعمر ّ‪ّ 37‬سن ًةّ‪ّ،‬أمّ ّلطفلةّ ّواحدةّ‪ّ ،‬ولدتّالطفلةّ(ص)ّفيّ‬
‫تقليديّاً‪ ّ،‬والّ‬
‫جّاً ّ ّ‬
‫تزوجت ّاألم ّزوا ّ‬
‫‪ّ 2012-05-15‬ذاتّّ‪ّ 8‬سنواتّمنّفئة ّ‪ّ ّ ،Trisomie 21‬‬
‫تربطهاّ قرابةّ ّمعّزوجها‪ ّ،‬أنجباّ صبرينةّفيّعمر ّ‪ّ 40‬سنةّ لألبّ ّو‪ّّ29‬سنةّ لألم‪ّ،‬مستواهمّ‬
‫المعيشيّمتوسط‪ّ،‬المستوىّالتعليميّّثانويّلألمّّواألب‪ّ،‬أمّاّعنّاالتفاقّإلنجابّالطّفلّقالتّ‬
‫األمّ (ّمن عند ربي)ّبمعنىّقبلواّبالمولودّ‪ّ ،‬حيثّأنّ ّصبرينةّطفلةّ ّمرغوبّ ّفيهاّوسطّالعائلةّ‬
‫الصّغيرةّوالكبيرة‪ّ .‬‬

‫فترة الحمل‪.‬‬

‫وصرحتّ األمّّّبأنّهاّ لمّ‬


‫لمّ يكتشفواّ اإلصابةّ عندماّ كانّ الطفلّ جنيّنّاًّّفيّ بطنّ أمه‪ّ ّ،‬‬
‫تتناولّأيّّدواءّّفيّتلكّالفترةّمّنّالحمل‪ّ ّ.‬‬

‫تلقي الخبر‪.‬‬

‫قالتّاألمّ ّ ّأنهاّمّنّاكتشفتّإصابةّصبرينةّبعد ّ‪ّ 6‬أشهرّمّنّالوالدةّألنهاّكانتّثقيلةّ‬


‫الحركةّ نوعاّ ماّ مقارنةّ ّباألطفالّّفيّّّنفسّ سّنّهاّ فيّ العائلة‪ّّ،‬وعندماّ أخذتهاّ للطّبيبّ كانتّ‬
‫يتقبلواّ‬
‫الزوجّ والعائلةّ لمّ ّ‬
‫المفاجأةّ(قالي الطبيب هذا المرض ماعندوش شفاء)ّ انصدمتّ‪ّ ،‬و ّ‬
‫األمرّمعّاألولّولكنّاآلّنّالحمدّهلل‪ّ ّ.‬‬

‫طريقة التعامل‪.‬‬

‫التعاملّ وتربيةّّصبرينةّ (ال بالعكس مكاش‬


‫بأنهاّ لمّ تواجهّ صعوباتّ فيّ ّ‬
‫قالتّ األمّ ّ‬
‫)ّالّبالرغمّمّنّأنّهّالّتوجدّإصابةّ ّمّنّمتالزمةّداونّفيّتاريخّالعائلة‪ّ،‬وبالرغمّمّنّ‬
‫ّ‬ ‫إشكال‬
‫الًّغيرّعاديّينّولكنّالحمدّهللّعلىّكلّّشيء‪ّ ّ.‬‬
‫ّأننيّكنتّأراهمّأطفا ّ‬

‫‪63‬‬
‫َمن المتكفل بالطفل؟‬

‫الًّّبصبرينةّ (كانت كي تمرض أنا نتقلق عليها وأنا نديها‬


‫قالتّ األمّ ّأنهاّ األكثرّ تكفّ ّ‬
‫للطبيب ألنها كانت ضعيفة نوعا ما وكانوا يعطوها فيتامينات‪ ،‬كنت أنا التي أحاول معها‬
‫دائما‪ ،‬وأنا كل شيء‪ ،‬أنا جريت بيها)‪ّ ّ.‬‬

‫التكفل المبكر‪.‬‬

‫هاّفإنهاّالّ‬
‫وفضوليةّ ّ(‪ّ ،)curieuse‬وحسبّأمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ،‬اجتماعيةّ‪ّ،‬نشيطةّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ذكيةّ‬
‫صبرينةّطفلةّ ّ ّ‬
‫علىّالغيرّوتتميزّباالستقاللّالذّاتي‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫تعتمدّ‬

‫ولهاّالرغبةّ‬
‫ّ‬ ‫كماّأنهاّتفهمّالغيرّولهاّرصيدّ ّلغويّ ّثريّ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تستطيعّتكوينّجّملّ ّمفهومةّ‪ّ ّ،‬‬
‫صرحتّ األمّّّ(دخلتها للمركز في عمر‪ 4‬سنوات وكنت نحيتلها "ّنزعت"ّ‬
‫التعلّم‪ ّ.‬حيثّ ّ‬
‫فيّ ّ‬
‫الحفاضات)ّّّّوصبرينةّ طفلةّّّمرغوبّّّفيها؛ّّنلتمسّ هذاّ مّنّ خاللّ دعمّ األمّّّوتواصلهاّ‬
‫التكفّلّالمبكّرّبهاّوالذيّانعكسّعلىّأدائها‪ّ ّ.‬‬
‫المستمرّّمعّالمركزّوالفريقّالبيداغوجيّو ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬
‫‪64‬‬
‫عرض الحالة الخامسة‪.‬‬

‫دراسة الحالة‪ّ .‬‬

‫أبّالطفلةّ(ن)ّالبالغّمّنّالعمرّ‪ّ42‬سن ًّةّأبّلطفلةّّواحدةّ‪ّ،‬ولدتّالبنتّفيّ‪-04-04‬‬
‫‪ّّ2005‬منّ فئةّّ‪ّّTrisomie 21‬عمرهاّّ‪ّّ15‬سنة‪ّّ،‬زواجهّ خارجّ زواجّ األقارب‪ّّ،‬المستوىّ‬
‫الزوجةّ‬
‫فاقّبينّالزوجّ و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ،‬كانّهناكّات‬
‫ّ‬ ‫الّتعليميّثانويّلألبّ واألمّ‪ّ ،‬المستوى ّالمعيشيّمتوسّطّ‬
‫إلنجابّطفلّ‪ّ،‬وكانّعّمرّاألبّواألمّّ‪ّ26‬سن ًّة‪ّ ّ.‬‬

‫فترة الحمل‪.‬‬

‫قالّ األبّ (في فترة الحمل ما عرفناش«لم نعرف» بأنه طفل تريزومي والطبيبة ما‬
‫قالتلناش اعملوا تحاليل وما شكتش «لم تشك» واألم لم تكن تأخذ أي نوع من األدوية حتى‬
‫األدوية المسكنة)‪ّ ّ.‬‬

‫تلقي الخبر‪.‬‬

‫ائيةّ‪ّ،‬انصدمناّولمّ‬
‫مأساويةّّمّنّالطّبيبةّوبطريقةّّعشو ّ‬
‫ّ‬ ‫قالّاألبّبأنّناّتلقيناّالخبرّبصورةّّ‬
‫نكنّ نعرفّ ماّ العملّ (ّوكيفاش نقولوا للعائلة ولكن الحمد هلل على كل شيء فات)ّ معّ‬
‫وجيدةّ‪ّ ّ.‬‬
‫عاديةّّ ّ‬
‫الوقتّأصبحتّاألمورّتسيرّبطريقةّّ ّ‬

‫طريقة التعامل‪.‬‬

‫قالّاألبّ(قاسينا «عانينا» منذ الوالدة وخاصة األم ولكن بعدها الحمد هلل أخذناها‬
‫ألرطوفوني وأيضا عملنا على تطوير مهارات وقدرات ندى‪ ،‬ومع الوقت سهل التعامل معها‬
‫وكأنها طفلة عادية)ّ‪ّ ّ.‬‬

‫‪65‬‬
‫َمن المتكفل بالطفل؟‬

‫قالّاألبّأنّ ّجميعّالعائلةّتهتمّ ّوتعتنيّبندى‪ّ،‬ولكنّ ّاألمّ ّهيّاألكثر؛ّبما ّ ّأنهاّتقضيّ‬


‫مني‪ ّ،‬لذاّ تذهبّ معهاّ للطبيبّ بفعلّ بعضّ األمراضّ المرافقةّ لندى‪ّ،‬‬
‫كلّّّالوقتّ معهاّ أكثرّ ّ‬
‫إلىّجانبّالنشاطاتّاليوميةّكاألكلّوالشّرب‪ّ ّ...‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫التـكفل المبكر‪.‬‬

‫ارّمعّالناسّبشكلّ ّمفهومّ ّباستعمالّلغةّّ‬


‫ّ‬ ‫‪ّ،‬ذكيةّ‪ّ،‬يمكنهاّالحو‬
‫ندىّطفلةّ ّهادئةّ‪ّ،‬خجولةّ ّ‬
‫ذاتيّاً‪ ّ،‬دخلتّ المركزّ فيّ عمرّّ‪ّّ4‬سنواتّّ‬
‫ثرّيةّّّوسليمةّ‪ ّ،‬الّ تحبّّّأنّّّيساعدهاّ أحدّ؛ّّمستقلّةّّّ ّ‬
‫لتستفيدّمّنّالتّكفّلّالمبكّرّرفقةّالفريقّالبيداغوجيّللمركزّ بالمتابعةّمّنّطرفّاألولياءّمّنّ‬
‫بعة‪ّ.‬حيثّصرحّاألبّ(أنا مجبتهاش «لمّأنجبها»ّ ّباش تكون‬
‫ّ‬ ‫حيثّتكملةّالنشاطاتّالمتّـ‬
‫ّ‬
‫مهندسة أو أي شيء لكن يكفيني أنها تعتمد على نفسها في الحياة اليومية وفقط)ّلذلكّ‬
‫الدينّجعلهاّتتطورّوتصلّ‬
‫ّ‬ ‫ومّنّخاللّالتكفلّالمبكرّّالذيّأخذتهّندىّمقابلّتكفّلّومتابعةّالو‬
‫لماّهيّعليهّحيثّصرحّاألبّقائال‪(ّ :‬التكفل المبكر ساعدنا بزاف ألن إذا تركنا ندى مثل‬
‫ّ‬
‫ما كانت ماراحش تتطور ولكن يجب أن يكون تكفل مبكر باش يتطور الطفل)‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫‪ -2‬تحليل نتائج الفرضية األولى‪.‬‬

‫الفرضيةّ األولىّّالتيّ تطرقناّ إليهاّ فيّ موضوعّ الدراسةّ حيثّ افترضناّ أنّ‬
‫ّ‬ ‫مّنّ خاللّ‬
‫األسرةّبعدّالوالدةّمباشرةّتتكفلّمبك اًرّبطفلهاّالتريزومي‪ّ ّ.‬‬

‫فتبينّلناّمنّخاللّالمقابالتّمعّأولياءّالحاالتّماّيلي‪ّ ّ:‬‬

‫أنّالتكفلّاألسريّالمبكرّانعكسّإيجابياًّعلىّشخصيةّاألطفالّ واكتساباتهمّالمعرفيةّ‬
‫واللغوية‪ ّ،‬مماّ سهلّ العملّ علىّ الفرقّ البيداغوجيةّ التيّ لمّ تستغرقّ وقتاًّ كبي اًرّ لتوصيلّ‬
‫المعلومة‪ّ،‬نظ اًرّلفطنتهمّوتهيئتهمّمنّطرفّاألولياءّالذينّلمّيستهينواّباإلرشاداتّ والنصائحّ‬

‫‪66‬‬
‫المقدمةّلهمّفيّجميعّالنواحيّ والجوانب‪ّ،‬وهذهّالجهودّانصبتّلفائدةّالطفلّالمعاقّللتقليلّ‬
‫منّحدةّاإلعاقةّوليسّلمحوها‪ّ ّ.‬‬

‫حيثّ وجدناّ أنّ كلّ الحاالتّ السابقةّ اكتسبتّ استقاللي ًةّ ذاتي ًةّ منّ جميعّ النواحي‪ ّ،‬إذّ‬
‫استلزمّهذاّمشاركةّاألولياءّفيّالبرامجّالمسطرةّمنّطرفّالمركز‪ّ،‬إلىّجانبّالمكتسباتّ‬
‫األوليةّوالجانبّالمعرفيّواللغويّلهؤالءّاألطفالّ‪ّ ّ.‬‬

‫‪ -3‬تحليل نتائج الفرضية الثانية‪.‬‬

‫ةّالثانية ّالتيّتطرقناّإليهاّفيّموضوعّالدراسةّهي‪ّ:‬األمّهيّالمسؤولةّعنّ‬
‫اّالفرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫أمّ‬
‫التكفلّبطفلّمتالزمةّداونّبالدرجةّاألولى‪ّ ّ.‬‬

‫تبينّ منّ خاللّ نتائجّ المقابالتّ التيّ أجريناهاّ معّ األولياءّ أنّ النسبةّ الكبيرةّ فيّ‬
‫االعتناءّّبالطفلّ التريزوميّ يكونّ علىّ عاتقّ األمّ بالدرجةّ األولىّ بحكمّ العالقةّ الفطريةّ‬
‫والبيولوجيةّ التيّ تربطهماّ ببعض‪ ّ،‬فبعدّ الصدمةّ وبعضّ ردودّ األفعالّ للعائلةّ وتلقيّ خبرّ‬
‫اإلعاقة‪ ّ،‬نجدّ أنّ األمّ بعدهاّ هيّ التيّ تشعرّ طفلهاّ بالحنانّ والحبّ واالهتمامّ الّ بالتهميشّ‬
‫والرفض‪ّ،‬ومّنّهناّيبدأّالتكفلّالمبكرّللطفلّالتريزوميّفحسبّبعضّالدراساتّالتيّأجريتّ‬
‫علىّ هذاّ الموضوعّ وجدواّ أنّ تقبلّ األمّ لوضعّ طفلهاّ سوفّ يساهمّ لحدّ كبيرّ منّ تطورّ‬
‫مهاراتّوقدراتّطفلها؛ّألنّالتكفلّدائماًّيبدأّمنّاألسرة‪ّ،‬فإذاّأحسّالطفلّبالحبّ واالهتمامّ‬
‫الرعايةّ سوفّ يتطورّ أداؤهّ معّ الوقت‪ ّ،‬وهذاّ ماّ التمسناهّ فيّ الخمسّ (ّ‪ ّ)05‬حاالتّ الذينّ‬
‫وّ‬
‫أجريناّ معهمّ المقابالتّ إذّ وجدناّ أنهمّكلهمّ أجمعواّ بأنّ المتكفلّهيّ األم‪ ّ،‬وهذاّماّ انعكسّ‬
‫الحقاًّعلىّعمليةّالتكفلّالمبكرّالتيّسوفّنتطرقّلهاّفيّالفرضيةّالثانية‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪67‬‬
‫‪ -4‬االستنتاج العام‪.‬‬

‫نّأوجهّالتشابهّواالختالفّبينّالخمسّ(‪ّ)5‬حالت‪ّ ّ:‬‬
‫ّ‬ ‫يبي‬
‫الجدولّاآلتيّ ّ‬

‫أوجه االختالف بين المبحوثين‬ ‫أوجه التشابه بين المبحوثين‬


‫‪ -1‬هن ـ ـ ـ ــاكّأولي ـ ـ ـ ــاءّم ـ ـ ـ ــنهمّم ـ ـ ـّـنّتقاع ـ ـ ـ ــدّ‬ ‫‪ -1‬المستوىّالمعيشيّمتوسّط‪.‬‬
‫ومنهمّمّنّيعمل‪.‬‬ ‫ـاالتّتزوج ـ ـواّخـ ــارجّنطـ ــاقّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬كـ ــلّّالحـ ـ‬
‫ـتوىّالتعليمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيّلألولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫القرابة‪.‬‬
‫يختلفّمّنّثانويّإلىّجامعي‪.‬‬ ‫‪ -3‬عام ـ ـ ـ ــلّالعم ـ ـ ـ ــر؛ّفالغالبيـ ـ ـ ـّـةّكان ـ ـ ـ ــتّ‬
‫‪ -3‬هنـ ـ ـ ــاكّمـ ـ ـّـنّات ـ ـ ـّـفقواّعلـ ـ ـ ــىّإنجـ ـ ـ ــابهمّ‬ ‫تفوقّ‪ّ35‬سنة‪ّ.‬‬
‫لطفلّ‪ّ،‬ومنهمّالعكس‪.‬‬ ‫‪ -4‬تلق ـّـيّالخب ـ ــرّل ـ ــدىّالمبح ـ ــوثينّك ـ ــانّ‬
‫‪ -4‬هن ـ ـ ــاكّم ـ ـّـنّاألمه ـ ـ ــاتّم ـ ـّـنّتناول ـ ـ ــتّ‬ ‫عنّطريقّالطّبيب‪.‬‬
‫أدويـ ـ ًّةّأثنـ ــاءّالحمـ ــل‪ّ،‬وهنـ ــاكّمـّـنّلـ ــمّ‬ ‫‪ -5‬تتشـ ـ ــاركّالخمـ ـ ــسّ(‪ّ)5‬حـ ـ ــاالتّفـ ـ ــيّ‬
‫تتناول‪.‬‬ ‫وج ـ ــودّص ـ ــدمةّل ـ ــدىّتلقـ ـّـيهمّالخب ـ ــرّ‬
‫‪ -5‬عانـ ـ ـ ـ ـ ــتّبعـ ـ ـ ـ ـ ــضّالعـ ـ ـ ـ ـ ــائالتّمـ ـ ـ ـ ـ ــنّ‬ ‫للمرةّاألولى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـيّالتعامـ ــلّمـ ــعّالطّفـ ــل‪ّ،‬‬
‫صـ ــعوباتّّفـ ـ ّ‬ ‫‪ -6‬تقب ـ ـّـلّكـ ـ ــلّّاألوليـ ـ ــاءّلحالـ ـ ــةّأبنـ ـ ــائهمّ‬
‫والـ ـ ــبعضّّاآلخـ ـ ــرّلـ ـ ــمّيجـ ـ ــدّصـ ـ ــعوب ًّةّ‬ ‫فهـ ـ ـ ــمّأطفـ ـ ـ ــالّّمرغـ ـ ـ ــوبّّفـ ـ ـ ــيهمّفـ ـ ـ ــيّ‬
‫بلّبالعكس‪.‬‬ ‫العائلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -7‬ل ـ ـ ـ ــمّيس ـ ـ ـ ــبقّّوج ـ ـ ـ ــودّش ـ ـ ـ ــخصّّم ـ ـ ـ ــنّ‬
‫متالزمةّداونّفيّتاريخّالعائلة‪.‬‬
‫لّالرئيس ـ ـ ــيّه ـ ـ ــيّاألمّّل ـ ـ ــدىّ‬
‫‪ -8‬المتكفـ ـ ـّـ ّ‬
‫جميعّالمبحوثين‪.‬‬
‫‪ -9‬ك ـ ــلّّاألطف ـ ــالّحص ـ ــلواّعل ـ ــىّتكفـ ـّـلّّ‬
‫مبكـ ـّـرّّبمسـ ـ ــاهمةّاألوليـ ـ ــاءّوالمركـ ـ ــزّ‬
‫البيداغوجي‪.‬‬
‫‪-10‬جميـ ـ ــعّالمبحـ ـ ــوثينّأجمع ـ ـ ـواّعلـ ـ ــىّ‬
‫أنّّالتكف ـ ـ ـ ـلّالمبك ـ ـ ـ ـرّانعك ـ ـ ـ ــسّإيجابي ـ ـ ـّـّاًّ‬
‫علىّتطويرّأطفالهم‪ّ .‬‬
‫‪68‬‬
‫االستنتاج العام‬

‫التعليق‪.‬‬

‫نّّكانّمنذّ بدايةّ‬
‫التكـفّـلّ األسريّ المبكّرّ بطفلّمتالزمةّداو ّ‬
‫أظهرتّ نتائجّ البحثّ بأنّ ّ ّ‬
‫األسابيعّاألولىّبحيثّأنّالوالدينّتعاملواّمعّالحالةّبوسائلهمّالخاصة‪ّ،‬وقدّتفادواّاإلجابةّ‬
‫علىّكلّاألسئلةّفيماّيخصّالتكفل‪ّ،‬ففيّغالبّاألحيانّعندماّيعرفّالوالدينّبحالةّابنهمّ‬
‫ّيتكفلونّبهّعنّطريقّوضعهّفيّالمركزّلرعايتهّ والذيّبدورهّينتظرّمساعدةّالوالدينّأيضاًّ‬
‫ومنّخاللّماّتبينّكانّهناكّتطّورّفيّّمهاراتّومكتسباتّاألّطفالّخاصةّبوجودّاألمّالتيّّ‬
‫التكّـفّـلّّبطفلّ متالزمةّ داونّّّمّنّ خاللّّّمساندةّ الفريقّّالبيداغوجيّّ‬
‫أساسيّاًّّفيّ ّ‬
‫تلعبّ دو ّاًرّّو ّ‬
‫اتهّفيّمختلفّمجاالتّالنموّبحيثّأنّ‬
‫ّ‬ ‫بوسائلهاّالخاصةّحتىّيتمكنواّمنّتدريبه ّوتنميةّقّدر‬
‫الوالدينّالّينتظرانّمنّأطفالهمّذويّمتالزمةّداونّسوىّأنهمّيتعلمونّكيفيةّاالتكالّعلىّ‬
‫أنفسهمّفيّالحياةّاليوميةّبالدرجةّاألولىّوتعلمّالنطقّواللغةّوالحوارّمعّاآلخرين‪ّ ّ.‬‬

‫لذاّّ نجدّ أنّ مفهومّ التكفلّ لدىّ األولياءّ هوّ أنّ طفلهمّ موجودّ فيّ مركزّ للتعلمّ ففيّ‬
‫الكثيرّ منّ األحيانّ الوالدينّ الّ يعطواّ أهميةّ لكيفيةّ التكفلّ منذّ الوالدةّّألنّ التكفلّ لهّ عدةّ‬
‫جوانبّمنهاّالعاطفةّوغيرها‪ّ .‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪69‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫الخاتمة‬
‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫التكفّلّ بهّ‬
‫إنّّّالمحيطّ األسريّ هوّ العنصرّ األساسيّّّلرعايةّ الطّفلّ المتخلّفّ ذهنيّّاًّّو ّ‬
‫عامّ ًّةّوالمصابّبمتالزمةّداونّخاصّ ًّةّوالتيّيحظىّفيهاّبالقّـدرّالكافيّمّ ّ‬
‫نّالرعايةّ والعّطفّ‬
‫والحنان‪ّ ّ.‬‬

‫اقعّالتكفّلّاألسريّالمبكّرّبطفلّمتالزمةّداون‪ّ،‬ومّنّخاللّماّ‬
‫إنّ ّموضوعّ ّبحثناّهوّ و ّ‬
‫ةّللتكفّلّبطفلّمتالزمةّداونّ‬
‫وبالفعلّتذهبّأكبرّمسؤولي ّ‬
‫ّ‬ ‫تّالفرضياتّالمسطّرة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ذكرّتحقّـقّـ‬
‫إلىّاألمّ ّبالدّرجةّاألولىّ والكبرىّ؛ ّوهذاّيرجعّلكونّاألمّ ّهيّالتيّ تقضيّمعظمّالوقتّمعّ‬
‫الطّفلّمقارن ًّة ّباألب‪ّ ،‬حتّىّ وإنّكانتّتعملّ‪ّ ،‬باإلضافةّإلىّأنّ ّهناكّبعضّاللّومّعلىّالمرأةّ‬
‫فيّالمجتمعّالجزائريّعندّإنجابّطفلّّمّنّذويّاالحتياجاتّالخاصّة‪ّ .‬‬

‫التواصلّبينّاألسرةّ والمركزّيساعدّالطّفلّفيّ‬
‫لّفالتكفّلّالمبكّرّ و ّ‬
‫ّ‬ ‫التكفّ‬
‫أمّاّفيماّيخصّ ّ ّ‬
‫غويةّمّنّجهةّّثانيةّ‪ّّ،‬وهذاّالّيحصلّإالّّإذاّ‬
‫اتهّالمعرفيةّواللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫تحسينّأدائهّمّنّجهةّ‪ّّ،‬وتنميةّقّدر‬
‫وعيفيّ األسرةّ وفهمّّلحالةّ طفلهم‪ّّّ،‬وتطبيقّ مختلفّ البرامجّ المخصّصةّ له‪ّ،‬‬
‫كانّ هناكّ ّ‬
‫والوصولّبذلكّإلىّمستوىّأحسنّّممّاّهوّعليهّاليوم‪ّ ّ.‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪71‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫التوصيات‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫الحاليةّ لواقعّ األسرةّ فيّّالتكفلّ المبكرّّللطّفلّ المصابّ‬
‫ّ‬ ‫مّنّ خاللّ تناولناّ للدّراسةّ‬
‫حّبعضّالتوصياتّالمرتبطةّبهذاّالموضوع‪ّ ّ:‬‬
‫ّ‬ ‫بمتالزمةّداونّنقتر‬

‫التعاونّ والدّورّ المشتركّ بينّكلّّّمّنّ المركزّ واألسرةّفيّ تقديمّ‬


‫‪ -1‬يجبّ أنّ يكونّمبدأّ ّ‬
‫الخدمةّللطّفلّ‪ّ،‬وذلكّإيمانّاًّبالدّورّالكبيرّلألسرةّفيّبرامجّالتكفلّالمبكر‪ّ.‬‬

‫‪ّ -2‬تقديمّ اإلرشاداتّ الالّزمةّ والضّروريةّ لألسرةّ لخدمةّ هذهّ الفئةّّ"متالزمةّ داونّ"ّّفيّ‬
‫فلّالفعلية‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫إطارّالواقعّوقدراتّالطّ‬

‫شمولي ًّة‪ّّّ،‬وأكثرّ قدرّةًّّعلىّ‬


‫ّ‬ ‫‪ -3‬مشاركةّ األسرةّ تجعلّ األهدافّ التيّ يتعلّمهاّ الطّفلّ أكثرّ‬
‫تلبيةّاحتياجاته‪ّ.‬‬

‫ةّالتعاملّمعّهذهّالفئة‪ّ.‬‬
‫نّأجلّتعليمهمّكيفي ّ‬
‫ّ‬ ‫اتّتحسيسيةّللوالدينّمّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬ضرورةّالقيامّبدور‬

‫‪ -5‬يجبّّالتكفلّ المبكرّّلنحميّ هؤالءّ األطفالّ مّنّ الصّعوباتّ التيّ تزيدّ مّنّّإعاقتهمّ؛ّّ‬


‫لوكيةّ ممّاّ يؤدّيّ إلىّ سوءّ‬
‫غويةّ أوّ االنحرافاتّ السّ ّ‬
‫الحركيةّ أوّّاللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫العقليةّ أوّ‬
‫سواءّ ّ‬
‫التأخّـرّ فيّّالتكفلّ المبكرّّلهؤالءّ األطفالّ يجعلّ‬
‫التّـوافقّ فيّ مراحلّ حياتهم‪ّّّ،‬ألنّّّ ّ‬
‫معّاأليام‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫الفروقّبينهمّوبينّغيرهمّأكثرّوضوحّاًّ‬

‫للتأكدّ مّنّ حدودّ اإلعاقةّ ومدىّ المشاكلّ‬


‫‪ -6‬توعيةّّّوإرشادّ األهلّ للفحوصاتّ الطّبّّيةّ ّ‬
‫الصّحّـّيةّالمصاحبة‪ّ.‬‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪73‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫المراجع‬
‫ّ‬
‫قائمة المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫(‪ّّ)1‬دعاءّ سليمانّ موسى‪:‬التدخل المبكر وكيفية تطبيق برامج مختلفة‪ ّ،‬الجمعيةّّالبحرينيةّ‬
‫لمتالزمةّداون‪ّ،‬الجزءّاألولّبدونّطبعة‪ّ.2001ّ،‬‬

‫(‪ّ)2‬رمضانّمحمدّالقذافي‪ّ:‬رعاية المتخلفين عقليا‪ّ،‬المكتبّالجامعيّالحديث‪ّ،‬اإلسكندرية‪ّ،‬‬


‫طبعةّ‪ّ.1996ّ،1‬‬

‫(‪ )3‬سناءّالخولي‪ّ:‬الزواج والعالقات األسرية‪ّ،‬دارّالنهضةّالعربية‪ّ،‬اإلسكندرية‪ّ.2000ّ،‬‬


‫(‪)4‬طلعتّّإبراهيمّ لطفي‪ّّ:‬أساليب وأدوات البحث العلمي‪ ّ،‬دارّّغريبّّللطباعةّ والنشر‪ّ،‬‬
‫القاهرة‪ّ.1995ّ،‬‬
‫(‪)5‬عبدّالرحمنّالعيسوي‪ّ:‬المشكالت السلوكية في الطفولة والمراهقة‪ّ،‬دارّالنهضةّالعربية‪ّ،‬‬
‫طبعةّ‪ّ،1‬بيروت‪ّ ّ.2005ّ،‬‬
‫(‪)6‬عبدّ القادرّ القصير‪ّّ:‬األسرة المتغيرة في المجتمع المدنيةّّ(دراسةّ ميدانيةّ فيّ علمّ‬
‫االجتماعّ الحضاريّ واألسري)‪ ّ،‬دارّ النهضةّ العربية‪ ّ،‬بيروت‪ ّ،‬لبنان‪ ّ،‬طبعةّ أولى‪ّ،‬‬
‫‪ّ ّ.1999‬‬
‫(‪)7‬غازيّ حسينّ عنانة‪ّّ:‬مناهج البحث‪ ّ،‬مؤسسةّ شبابّ الجامعة‪ ّ،‬طبعة‪ ّ،1‬اإلسكندرية‪ّ،‬‬
‫‪ّ ّ.1994‬‬

‫(‪)8‬فضيلّ دليو‪ ّ،‬عليّ عزبي‪ّّ:‬أسس المنهجية في العلوم االجتماعية‪ ّ،‬منشوراتّ جامعةّ‬


‫منتّوري‪ّ،‬قصنطينة‪ّ،‬الجزائر‪ّ.1999ّ،‬‬
‫(‪ّ ّ)9‬فوزيّمحمدّجبل‪ّ،‬الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية‪ّ،‬المكتبةّالجامعية‪ّ،‬مصر‪ّ،‬‬
‫‪ّ ّ.2001‬‬

‫(‪)10‬السليطي‪ّّ:‬دور األسرة في خدمات التكفل المبكر لذوي االحتياجات الخاصة‪ ّ،‬و ازرةّ‬
‫التربيةّوالتعليم‪ّ،‬قطر‪ّ ّ.2004ّ،‬‬
‫(‪)11‬العيسويّعبدّالرحمن‪ّ:‬العالج النفسي‪ّ،‬دورّالمعرفة‪ّ،‬الجامعةّاالسكندرية‪ّ.2005ّ،‬‬

‫‪75‬‬
‫(‪ّ )12‬ماجدهّبهاءّالدينّالسيدّعبيد‪ّ :‬اإلعاقة العقلية‪ّ،‬دارّصنعاءّللنشرّ والتوزيع‪ّ،‬عمانّ ـ ـ ـّ‬
‫األردن‪ّ،‬طبعةّ‪ّ.2007ّ،2‬‬

‫(‪)13‬محمدّ متوليّقنديل‪ ّ،‬صافيّ نازّ شبلي‪ّّ:‬مدخل في رعاية الطفل واألسرة‪ّ،‬دارّ الفكر‪ّ،‬‬


‫عمان‪ّ-‬األردن‪ّ.2006ّ،‬‬
‫(‪)14‬محمدّ الخطيبّ والحديدي‪ّّ:‬التدخل المبكر مقدمة في التربية الخاصة‪ ّ،‬دارّ الفكر‪ّ،‬‬
‫عمانّــّاألردن‪ّ2004ّ،‬م‪ّ.‬‬
‫(‪ )15‬محمدّ البنويّ محمدّ علي‪:‬علم النفس االكلينيكي لذوي االحتياجات الخاصة‪ ّ،‬دارّ‬
‫صفاءّللنشرّوالتوزيع‪ّ،‬عمانّـ ــّاألردن‪ّ،‬طبعةّ‪ّ.2001ّ،1‬‬
‫(‪)16‬مدحتّ ابوّ النصر‪ّّ:‬االعاقة العقلية المفهوم وبرامج الرعاية‪ ّ،‬مجموعةّ النيلّ العربيةّ‬
‫للنشر‪ّ،‬طبعاّاولى‪ّ،‬القاهرة‪ّ.2005ّ،‬‬
‫(‪)17‬مصطفىّ بوتفنوشت‪ّ ّ:‬العائلة الجزائرية (التطور والخصائص الحديثة)‪ ،‬ديوانّ‬
‫المطبوعاتّالجامعية‪ّ،‬الجزائر‪ّ ّ.1984ّ:‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪(18) Boucebci, maladie mentale et hacdicap mental, E.N.L, Alger,‬‬


‫‪1984 .‬‬
‫)‪(19‬‬ ‫‪Fortin Sylvain: la Trisomie 21 ou le préjudice de maître,‬‬
‫‪universitéّdeّsherbook,ّCanada,ّ2008.‬‬
‫‪(20) Guilleret: trisamie 21 - Aides et conseils, edition maison,‬‬
‫‪Paris,2000‬‬
‫‪(21) Hamil, M, Astate. Wide evalution of Preschool Intervention‬‬
‫‪Program for handicapped (Early Intervention) unpublished‬‬
‫‪Doctoral Dissertation, university of Geargia, USA, (1991).‬‬

‫‪76‬‬
‫)‪(22‬‬ ‫‪Jean Adolph et Jean luc lambert "le mongolisme" Edition‬‬
‫‪Madaga, Bruxelles 1997ّ.‬‬
‫‪(23) Pierre(B) : sociologie de l’Algérie, Presses universitaires de‬‬
‫‪France, Paris, 4eme ed, 1963.‬‬
‫‪(24) Sillany N, Dictionnaire de la psychologie, Paris librairie la‬‬
‫‪rosse, 1989.‬‬

‫الوثائق‪:‬‬

‫األسرةّّوقضاياّ الم ّأرّة‪ّّ:‬توزيع األطفال المعوقين ذهنيا‬


‫التضامنّ الوطنيّ و ّ‬
‫(‪)25‬وزّارةّّ ّ‬
‫المصابين بالتريزوميا في المراكز البيداغوجية‪ّ،‬سّنةّ‪ّ.2019‬‬
‫(‪)26‬إبراهيمّ مذكور‪ّّ:‬معجم العلوم االجتماعية‪ ّ،‬الهيئةّ المصريةّ العامّةّ للكتاب‪ ّ،‬القاهرة‪ّ،‬‬
‫‪ّ.1975‬‬
‫(‪)27‬الهذليّّأمينةّّعودة‪ّّ:‬دراسة مرجعية عن متالزمة داون‪ّ ّّ،‬‬
‫أطروحةّ بحثّ وتصميمّ‬
‫تجارب‪ّ،‬جامعةّالطاّئف‪2008ّ،‬مّالموافقّلـّ‪1429‬ه‪ّ.‬‬
‫(‪)28‬محمدّ عاطفّ غيث‪ّّ:‬قاموس علم االجتماع‪ ّ،‬دارّ المعرفةّ الجامعية‪ ّ،‬اإلسكندرية‪ّ،‬‬
‫‪ّ.2006‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪77‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬ ‫المالحقّ‬

‫‪78‬‬
‫دليل المقابلة‪.‬‬

‫خصية‪ّ ّ:‬‬
‫البياناتّالشّ ّ‬

‫‪ -1‬الجنس‪ّ.‬‬
‫‪ -2‬السّن‪.‬‬
‫المستوىّالتعليميّلألب‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫المستوىّالتعليميّلألمّ‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫الحالةّاالقتصادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫نوعيةّاإلعاقة‪ّ.‬‬
‫‪ّ -6‬‬
‫‪ -7‬رتبةّالطفلّفيّالعائلة‪ّ.‬‬

‫المحورّاألول‪ّ:‬فترةّالحمل‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -8‬هلّكانتّتربطكماّصلةّقرابة؟‬
‫‪ -9‬هلّكانتّلديكماّرغبةّّفيّاإلنجاب؟ّ‬
‫‪ -10‬كمّكانّعمركماّعندّاإلنجاب؟ّ‬
‫‪ -11‬هلّكانتّاألمّّتتناولّأدوي ًّةّأثناءّالحمل؟ّ‬

‫المحورّالثاّني‪ّ:‬تلقّيّالخبر‪ّ ّ.‬‬

‫‪ّ -12‬متىّوكيفّتمّاكتشافّإعاقةّالطفل؟ّ‬
‫‪ -13‬كيفّكانتّردّةّفعلّالعائلةّككلّ؟ّ‬
‫وجية؟ّ‬
‫فلّفيّعالقتكماّالز ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -14‬هلّأثّـرتّوالدةّالطّ‬

‫المحورّالثالث‪ّ:‬المتكفّلّبالطفل‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫الًّبالطّفل؟ّ‬
‫‪ -15‬مّنّاألكثرّتكفّ ّ‬
‫‪ -16‬هلّهناكّتوافقّّفيّتربيتكماّللطّفل؟ّ‬
‫‪79‬‬
‫ّ‬

‫المحورّالرابع‪ّ:‬طريقةّالتّعاملّ‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -17‬هلّسبقّوكانتّهناكّحاالتّفيّاألسرة؟ّ‬
‫ةّالتعاملّمعّالطّفل؟ّ‬
‫ةّكيفي ّ‬
‫‪ -18‬هلّتتفهّمّاألسر ّ‬

‫المحورّالخامس‪ّ:‬التكفلّالمبكرّبالطّفلّ‪ّ ّ.‬‬

‫جمعيةّّأوّمركزّّمّنّأجلّالتّكفّلّبه؟ّ‬
‫‪ -19‬هلّأخذتمّطفلكمّإلىّ ّ‬
‫هلّتطبقانّماّينصحكمّبهّالمختصّونّمعّطفلكم؟ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-20‬‬
‫‪ -21‬هلّاستفادّالطّفلّمّنّتكفّلّّمبكّـرّّمنّمؤسسةّماّ(مركز‪ّ،‬جمعية‪)...‬؟ّ‬
‫‪ -22‬كيفّكانتّحالةّطفلكمّقبلّوبعدّاالستفادةّمّنّالتكفلّالمبكرّ؟ّ‬

‫‪80‬‬
‫ّ‬

‫ملخض المذكرة‬
‫ملخص المذكــــرة‬

‫‪ّ5‬‬
‫سيدناّ محمّدّ وعلىّ آلهّ وصحبهّ‬
‫النبيّّّالمصطفىّ ّ‬
‫الحمدّ هللّ والصّالةّ والسالّمّ علىّ ّ‬
‫أجمعين‪ّ ّ.‬‬
‫الً‪ّ ّ.‬‬
‫المشرفّأوّ‬
‫ّ‬ ‫اّبعد‪ّ:‬نرحبّبأعضاءّاللّجنةّو‬
‫ّ‬ ‫أمّ‬
‫التكفّلّ‬
‫ّثانيّاً‪ ّ:‬سوفّ نذكّرّّّبعنوانّ مذكّرتناّ التيّ نحنّ بصددّ مناقشتهاّّاليومّّ"ّ واقعّ ّ‬
‫األسريّ المبكّرّ بأطفالّ متالزمةّ داون"ّ فيّ تخصّص‪ ّ:‬علمّّاالجتماعّ العائليّ دفعةّ‬
‫‪ّ ّ.2020-2019‬‬
‫الً‪ّ:‬لقدّقمناّباختيارّعنوانّهذهّالمذكّرةّلألسبابّاآلتية‪ّ ّ:‬‬
‫ّأوّ‬
‫األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫وسيولوجيةّحولّالموضوع‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ةّالدراساتّالسّ‬
‫‪ -‬قلّ ّ‬
‫‪ -‬المشاركةّفيّتنويعّالبحوثّوإثرائها‪ّ.‬‬
‫جّبنتائجّعلميةّ‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬محاولةّالخرو‬
‫األسباب الذاتية‪:‬‬
‫نّحياتناّاليومية‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬كونّأطفالّمتالزمةّداونّجزًّءّمّنّالمجتمعّومّ‬
‫‪ -‬باعتبارهّمّنّالمواضيعّالهامّةّالتيّتتفاقمّكلّّيوم‪ّ.‬‬
‫‪ّ:‬سوفّنتطرقّلتفصيلّخطّةّالبحثّوالتيّاعتمدناّفيهاّعلىّثالثةّفصولّ‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ّثانيّاً‬
‫األولّ بكلّ ماّ يخصّّّالجانبّ المنهجيّ (أسبابّ اختيارّ‬
‫‪ّ -‬افتتحناّ الفصلّ ّ‬
‫الفرضياتّ ـ ـ ـّتحديدّالمفاهيم)ّ"ّمفهومّمتالزمةّداوّن ـ ـ ـّ‬
‫ّ‬ ‫اإلشكاليةّ ـ ـ ـّ‬
‫ّ‬ ‫الموضوعّ ـ ـ ـّ‬
‫األسرةّومفهومّالتكفلّالمبكر"ّـ ـ ــّالدّراساتّالسّابقةّـ ـ ــّالمقارباتّالسّوسيولوجية‪ّ.‬‬
‫الجانبّالنظريّ ّتحتّعنوانّ"عالقةّاألسر ّ‬
‫ةّبالتكفّلّ‬ ‫ّ‬ ‫اّالفصلّالثاني ّفيخصّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أمّ‬
‫"ّويتكونّمّنّ‪ّ03‬مباحث‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫المبكّرّبأطفالّمتالزمةّداون‬
‫المبحثّاألولّبعنوان‪ّ:‬عالقةّاألسرةّباضطرابّمتالزمةّداون‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬
‫المبحثّالثانيّعنوانه‪ّ:‬اضطرابّمتالزمةّداون‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬
‫المبحثّالثالثّفعن ّوناهّبـ‪ّ:‬التكفلّالمبكّربأطفالّمتالزمةّداون‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬

‫‪82‬‬
‫اسةّ‬
‫فعنوانه‪"ّّّ:‬در ّ‬
‫التطبيقيّّّ ّ‬
‫الثالثّ واألخيرّ الذيّ يخصّّّالجانبّ ّ‬
‫‪ -‬أمّاّ الفصلّ ّ‬
‫ميدانيةّّحولّواقعّالتّكفّلّاألسريّالمبكّرّبطفلّمتالزمةّداون"ّقسّمناهّلمبحثينّ‬
‫ّ‬
‫هما‪ّ ّ:‬‬
‫المبحثّاألول‪ّ:‬اإلجراءاتّالمنهجيّة‪ّّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المبحثّالثاني‪ّ:‬عرضّوتحليلّالنّتائج‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التوصياتّوالمراجعّوالمالحق‪ّ ّ.‬‬
‫ّّإلىّجانبّاالستنتاجّالعامّّوالخاتمةّو ّ‬
‫فرضياتّالدراسة‪ّ ّ:‬‬
‫ّ ّ‬
‫لّاألمّفيّمعظمّاألحيانّمسؤوليةّتكفّلهاّبطفلهاّالتريزومي‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تتحمّ‬
‫إيجابياًّّعندّتكفّلهاّالمبكّرّبطفلهاّالتريزومي‪ّ.‬‬
‫ةّدورّ ّ‬
‫‪ -2‬تلعبّاألسر ّّاً‬
‫منهجّالدّراسة‪ّ:‬تتمثّلّعيّنةّالدّراسةّفي ّ‪ّ 05‬حاالتّمّنّاألسرّتتراوحّأعمارّأطفالهمّ‬
‫مّنّمتالزمةّداونّبينّ‪ّ8‬سنواتّّ ّو‪ّ15‬سن ًّةّموجودينّفيّالمركزّالبيداغوجيّلألطفالّ‬
‫المعوقينّذهنيّاًّفيّالجزائرّالعاصمة‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬
‫قنياتّالمستعملة‪ّ ّ:‬‬
‫الت ّ‬
‫ّ‬
‫ادّالعينةّلجمعّالمعلوماتّوالبيانات‪ّ ّ.‬‬
‫ةّالمالحظةّوتقنيةّالمقابلةّوأفر ّ‬
‫ّ‬ ‫استعملناّتقني‬
‫ّ‬
‫النتائجّالمتوصّلّإليها‪ّ ّ:‬‬
‫ّ‬
‫نّالنتائجّنذكرها‪ّ ّّ:‬‬
‫ّخرجناّبهذهّالدّراسةّبحوصلةّمّ ّ‬
‫التكفّلّاألسريّالمبكّرّبطفلّمتالزمةّداونّلهّنتائجّ‬
‫‪ -‬أظهرتّنتائجّالبحثّأنّ ّ ّ‬
‫إيجابيةّّعلىّتطويرّمهاراتّومكتسباتّالطّفلّالتريزومي‪.‬‬
‫ّ‬

‫دورّ كبيرّ فيّ عمليةّّالتكفلّ المبكر‪ّ،‬مّنّ خاللّ العملّ علىّ تكملةّ‬


‫لمساندةّ األولياءّ ّ‬
‫امجّوالمناهجّالمسطّرةّحتّىّيتمكّنواّ‬
‫اكزّالبيداغوجيةّوإتّباعّالبر ّ‬
‫ّ‬ ‫التكفّلّالمعطىّفيّالمر‬
‫ّ‬
‫مّنّتدريبهّوّتنميةّقّدراتهّ‪.‬‬
‫التكفّلّ بالطفلّ مّنّ فئةّ متالزمةّ داونّ تتحمّلهاّ األمّّّبالدّرجةّ‬
‫المسؤوليةّ األكبرّ فيّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫البيولوجيةّالتيّتربطهماّببعضّ‪ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ةّو‬
‫األولى؛ّبحّكمّالعالقةّالفطرّي ّ‬

‫‪83‬‬
‫عةّباالهتمامّوالمتابعةّيحصلونّعلىّ نتائجّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬إنّ ّاألطفالّالذينّ يأتونّمّنّبيئةّ ّ ّ‬
‫مشب‬
‫اكزّالبيداغوجية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وّجيدةّّإذاّأّرفقتّبتكفّلّمبكّرّّمّنّطرفّالمر‬
‫سريعةّّ ّ‬
‫نسيةّأهمّها‪ّ :‬‬
‫المراجعّالمعتمدة‪ّ:‬اعتمدناّعلىّمراجعّباللّغةّالعرّبيةّوّالفر ّ‬
‫طورّوالخصائصّالحديثة)‪ّ.‬‬
‫‪ -‬مصطفىّبوتفنوشت‪ّ:‬العائلةّالجزائرّيةّ(التّ ّ‬
‫مةّفيّالتربيةّالخاصّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحديدي‪ّ:‬التدخّلّالمبكّرّمقدّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬محمدّالخطيبّو‬
‫‪ -‬محمدّعاطفّغيث‪ّ:‬قاموسّعلمّاالجتماعّ‪.‬‬
‫‪Pierreّ)B(ّsociologieّdeّl'Algérie‬‬
‫التضامنّ الوطنيّ واألسرةّ وقضاياّ المرأة‪ ّ:‬توزيعّ اإلحصائياتّ لألطفالّ‬
‫‪ -‬و ازرةّّ ّ‬
‫قينّذهنيّاً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعو‬
‫ّ‬

‫وصياتّمفادهاّأنه‪ّ ّ:‬‬
‫ّ‬ ‫وصيات‪ّ:‬وضعناّبعضّالت‬
‫ّ‬ ‫الت‬
‫ّ‬
‫ّمبدأّالتعاونّبينّالمركزّ واألسرةّإيمانّاً ّبالدّورّالكبيرّلألسرةّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬يجبّأنّ ّيكون‬
‫فيّالتكفلّالمبكر‪.‬‬
‫الدينّمّنّأجلّمساعدةّأبنائهمّ‪ّ،‬‬
‫روريةّللو ّ‬
‫‪ -‬تقديمّالوعيّ ّالالّزم ّواإلرشاداتّالضّ ّ‬
‫ةّالتعاملّمعهمّ‪.‬‬
‫وتعليمهمّكيفي ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬يجبّالتكفلّالمبكّربهذهّالفئةّلحمايتهمّمّنّالصّعوباتّالتيّتزيدّمّنّإعاقتهم‪.‬‬
‫الكلمةّالختاميّ‪:‬‬
‫الحمدّهللّأوالًّلتيسيرّاألمور‪ّ،‬نشكرّأعضاءّاللّجنةّالمشرفة‪ّ،‬وكلّّمّنّساعدناّ‬
‫ّ‬
‫جناّوشكر‪ّ .‬‬
‫ًا‬ ‫ةّتخر‬
‫علىّإتمامّمذكّر ّ‬

‫‪84‬‬

You might also like