You are on page 1of 11

‫أوال ‪ :‬اإلشكالية‬

‫أن فئ ة إط ارات المؤسس ات االقتص ادية إح دى أهم الظ واهر المهني ة‬


‫باعتب ار ّ‬
‫واالجتماعية التي شهدتها المجتمعات اإلنسانية الحديثة والمعاصرة ففي هذا الصدد ظهرت‬
‫العدي د من األبح اث والدراس ات حوله ا وح تى النظري ات ‪ ،‬كم ا ب رزت أيض ا العدي د من‬
‫المقوالت والمفاهيم المركزیة التي أصبحت تتناول من خاللها ‪ ،‬ونذكر منها ثقافة المؤسس ة‬
‫‪ ،‬والهوية االجتماعية لدى الموظف و المهنية‪.‬‬

‫فالهوية االجتماعية تشير إلى مجموعة المعايير التي تسمح بتعريف فرد أو جماعة ما‬
‫على نحو اجتماعي ‪ ،‬و هي بالتالي التي تسمح للفرد باستحواذ وضعيته لخاصة في إطار‬
‫مجتمعه ‪ ،‬و بعبارة أخرى تعني الهوية االجتماعية السمات و الخصائص التي تضفي على‬
‫الفرد من قبل عدد كبير من األفراد االخرين و الجماعات األخرى ‪.1‬‬

‫أن الهوية المهنية هي تلك الماهية التي يتبناها الفرد نتيجة تقاطع لتصوره حول‬
‫كما ّ‬
‫مكانته وموقعه في البناء التنظيمي وتلك المكانة والموقع الذين يحددهما له زمالؤه‪ ،‬وكذا‬
‫تنش ئته االجتماعي ة داخ ل المؤسس ة وهي تح وي ك ل القيم والمع ايير ال تي يج دها داخ ل‬
‫المؤسس ة‪ ،‬وٕا ذا ك انت الهوي ة ترتب ط بالطبق ة كمرج ع له ا ف إن الهوي ة المهني ة ترتب ط بالفئ ة‬
‫‪2‬‬
‫السوسيو ‪-‬مهنية وجماعة العمل‬

‫انطالق ا من ه ذه الخلفي ة ومن تس ليمنا بأهمي ة ه ذه الفئ ة‪ ،‬وبم ا يث يره تواج دها من‬
‫تس اؤالت‪ ،‬ونظ را لهيمن ة القط اع الع ام على النش اط االقتص ادي‪ ،‬وعلى التنظيم ات من ذ‬
‫االستقالل ‪ ،‬ال سيما وقد الحظنا شحا واضحا في اإلسهامات التي تناولت هذه الفئة تناوال‬
‫سوس يولوجيا ‪ ،‬فق د نش أت ل دينا رغب ة ش ديدة لالهتم ام ب دورنا بفئ ة إط ارات المؤسس ات‬

‫أليكس ميكشيللي ‪ :‬الهوية ‪ ،‬تر ‪ :‬علي وطفة ‪ ،‬دار لوسيم للخدمات الطباعية ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1993 ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫زينب ماندي ‪ ،‬يوسف نصر ‪ :‬الهوية المهنية االنتقال من الهويات الفردية إلى الهويات الجماعية ‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫‪2‬‬

‫االجتماعي ‪ ،‬العدد ‪ ، 2017 ، 13‬ص ‪.147‬‬

‫‪1‬‬
‫االقتصادية العمومية في بالدنا محاولين‪ ،‬من خالل ذلك‪ ،‬السعي إلى الكشف عن خص ائص‬
‫ه ذه الفئ ة المهني ة واالجتماعي ة وبالت الي المس اهمة في التعري ف به ا‪ ،‬كفاع ل اجتم اعي‬
‫وتداعيات ذلك على بنية المجتمع وحركته من هذا المنطلق ‪ ،‬نحاول أن نجسد اهتمامنا في‬
‫ه ذا البحث من خالل س ؤال ع ام وأساس ي كفي ل ب التعبير عن ك ل م ا أثرن اه من دالالت‬
‫لنتوصل في األخير إلى اقتراحه على الشكل التالي ‪:‬‬

‫م ا م دى أهمي ة هوي ة إط ارات المؤسس ات العمومي ة في الجزائ ر باعتباره ا فئ ة‬ ‫‪‬‬


‫مهنية و اجتماعية ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬األسئلة الفرعية‬

‫و لمعالجة هذه اإلشكالية تمت االستعانة باألسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫تميز فئة إطارات المؤسسات ؟‬


‫ما هي أهم الخصائص السوسيو‪-‬ديمغرافية التي ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫م ا حقيق ة األوض اع االقتص ادية و االجتماعي ة و المهني ة له ذه الفئ ة ؟ و م ا انعك اس‬ ‫‪-2‬‬
‫ذلك على أحوالهم المعنوية و المادية منها ؟‬
‫م ا الطبيع ة ال تي يحمله ا اإلط ارات من تمثالت ألنفس هم و ألدوارهم و مكان اتهم‬ ‫‪-3‬‬
‫ولمهمتهم في الجانب المهني و االجتماعي ؟‬
‫ّ‬

‫ثالثا ‪ :‬فرضيات الدراسة‬

‫من أهم الخص ائص السيس و –ديمغرافي ة هي ال تي ت برز لن ا من خالل الكش ف عن‬ ‫‪-1‬‬
‫التركيب ة الجنس ية لفئ ة اإلط ارات و س ن أفراده ا و ح االتهم العائلي ة و أص ولهم‬
‫االجتماعية و مساراتهم التعليمية و ظروف التحاقهم بمناصب شغلهم‪.‬‬
‫لمعرفة حقيقة األوضاع االقتصادية و االجتماعية و المهنية لهذه الفئة يمكننا تجسيد‬ ‫‪-2‬‬
‫ذل ك من خالل ظ روف اإلط ارات االقتص ادية و المهني ة و في المش كالت و العوائ ق‬
‫التي تواجههم أثناء أدائهم لمهامهم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يمكن معرف ة الطبيع ة ال تي يحمله ا اإلط ارات من تمثالت ألنفس هم و ألدوارهم‬ ‫‪-3‬‬
‫ولمهمتهم في الجانب المهني و االجتماعي من خالل الكشف عن تصورت‬
‫ّ‬ ‫ومكاناتهم‬
‫اإلط ارات و تمثالتهم لبعض القض ايا األساس ية كالمؤسس ة و لتس يير و الت أطير و‬
‫االنتماء االجتماعي‪.‬‬
‫إن طبيعة األهداف التي تترجم طموحات و تطلعات هذه الفئة من اإلطارات تبرز‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫من خالل أهم االستراتيجيات التي تُْنتَهَ ُج من طرف اإلطارات لتحقيق تلك التطلعات‬
‫واأله داف من اس تعدادات أف راد ه ذه الفئ ة للتح رك و العم ل و طبيع ة التح رك‬
‫وخصائصه و درجة تجسده في مختلف األنشطة و المجاالت االجتماعية و الثقافية و‬
‫النقابية والسياسية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬

‫ان من أسباب اختيارنا لموضوع البحث هو ‪:‬‬

‫محاول ة من ا الوق وف على ظ روف ه ذه الفئ ة و اب راز أهم الخص ائص المهني ة‬ ‫‪‬‬
‫واالجتماعية ألفرادها بمختلف أبعادها الفردية والجماعية الحاضرة والمستقبلية‬
‫قناعتن ا ب أن اإلط ارات تط رح بالض رورة على التفك ير السوس يولوجي أس ئلة هام ة و‬ ‫‪‬‬
‫متعددة حول موقعها و دورها و مدى تجانس رؤى أفرادها‪.‬‬
‫الق اء الض وء على ه ذه الفئ ة من اإلط ارات باعتب ار أن مراكزه ا ق د ت دحرجت و‬ ‫‪‬‬
‫ظروفها تدهورت بشكل لم تعرف له مثيل منذ بروزها على مسرح الحياة االجتماعية‬

‫خامسا ‪ :‬أهمية البحث‬

‫لع ل م ا يزي د من أهمي ة إثارتن ا له ذه المس ألة ويجعله ا أك ثر إلحاح ا‪ ،‬ه و أن طرحن ا‬
‫لقضية التساؤل عن أوضاع اإلطارات وظروفهم ومكانتهم وأدوارهم ومن ثم عن "هويتهم"‬
‫يأتي في مرحلة حرجة ومنعطف تاريخي حاسم لما حدث ويحدث من تحوالت وتغيرات‬

‫‪3‬‬
‫على الكثير من أسس وجوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية في بالدنا السيما‬
‫نتيج ة لألزم ات الح ادة ال تي عرفه ا المجتم ع خاص ة من ذ منتص ف الثمانيني ات وبداي ة‬
‫تس عينيات الق رن الماض ي ودخ ول البالد في مرحل ة م ا أص بح يع رف ب "اإلص الحات‬
‫الهيكلي ة" ال تي ط الت العدي د من القطاع ات ‪ ،‬والتخلي الت دريجي حين ا ‪ ،‬والع نيف أحيان ا‬
‫أخرى ‪ ،‬عن القطاع االقتصادي العمومي في إطار التحول العسير من االقتصاد المركزي‬
‫الموج ه ال ذي تبنت ه البالد بع د االس تقالل نح و اقتص اد الملكي ة الخاص ة في ظ ل التح والت‬
‫العالمي ة وانتص ار اللبرالي ة الغربي ة على األنظم ة االش تراكية‪ ،‬وتحت وط أة األزم ة الخانق ة‬
‫التي شهدتها الجزائر إثر انهيار أسعار النفط وضغط القوى الليبرالية المحلية والرأسمالية‬
‫الدولية الكبرى عبر مختلف قواها ومؤسساتها المالية والسياسية‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أهداف البحث‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة التي نقوم بإجرائها إلى ‪:‬‬

‫تحدي د الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة له ذه الفئ ة‪ ،‬إلى الوق وف على الخص ائص األساس ية‬ ‫‪-‬‬
‫التي تميز أفراد هذه الفئة من حيث جنسهم‪ ،‬وسنهم‪ ،‬وأصولهم‪ ،‬ومساراتهم التعليمية‪،‬‬
‫ومن حيث ظ روفهم المهني ة‪ ،‬والمعيش ية وأدوارهم ومكان اتهم‪ ،‬وتص وراتهم‪ ،‬وتمثالتهم‬
‫ألنفس هم‪ ،‬ول وظيفتهم‪ ،‬ولقض اياهم‪ ،‬وقض ايا المجتم ع ال ذي ينتم ون إلي ه‪ ،‬ومن حيث‬
‫طموحاتهم‪ ،‬وتطلعاتهم‪ ،‬ومشاريعهم‪ ،‬واستراتيجياتهم‪.‬‬
‫الوقوف على وعيهم بمجموعتهم ودرجة تواجدهم كمجموعة مهنية واجتماعية ومن ثم‬ ‫‪-‬‬
‫على درجة تماسك هذه المجموعة وتجانسها وبالتالي على مدى الحديث عنها كفاعل‬
‫جم اعي وكق وة اجتماعي ة حقيقي ة والنت ائج المحتمل ة لك ل ذل ك على مس تقبل ه ذه الفئ ة‬
‫وعلى عالقاته ا بب اقي المجموع ات والق وى االجتماعي ة األخ رى ونت ائج ك ل ذل ك على‬
‫البناء االجتماعي العام وسيرورة المجتمع‪.‬‬
‫الوقوف على أهم خصائص هوية اإلطارات كفئة مهنية واجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫سابعا ‪ :‬منهج الدراسة‬

‫قص د الوص ول إلى معرف ة دقيق ة لعناص ر إش كاليتنا و اإللم ام بمختل ف ج وانب‬
‫الموض وع و اإلجاب ة عن اإلش كالية المطروح ة ‪ ،‬اتّبعن ا المنهج " دراس ة حال ة " من خالل‬
‫التعامل مع عدد محدود من اإلطارات العاملين بالمؤسسة االقتصادية اتصاالت الجزائر ‪،‬‬
‫أسعفنا الحظ في الحصول على موافقة مسؤوليها‪ ،‬آملين أن يعوض " التعمق" في دراسة‬
‫هذه المجموعة من اإلطارات‪ ،‬سلبيات النقص العددي في أفراد العينة ومحدودية توزيعها‬
‫الجغرافي‪ ،‬وأن نتحصل على نتائج تتوفر على حد أدنى من القابلية للتعميم على باقي افراد‬
‫المجتمع الذي يتشكل من كل إطارات المؤسسات الجزائرية‪.‬‬

‫أما فيما يخص أدوات جمع البيات‪ ،‬لقد وقع اختيارنا من أجل تحقيق ذلك‪ ،‬وفي إطار‬
‫منهج درا سة الحالة على أداة االستمارة ‪ ،‬فاالستمارة تسمح لنا بالحصول على كمية كبيرة‬
‫من المعطي ات من خالل استقص اء أك بر ع دد ممكن من المبح وثين‪ ،‬مم ا ي تيح لن ا إمكاني ة‬
‫المعالجة اإلحصائية والكمية‪.‬‬

‫وقد احتوت االستمارة على مجموعة من األسئلة موزعة على أربعة محاور أساسية‪،‬‬
‫حيث جس د ك ل مح ور منه ا بع دا معين ا من أبع اد ظ اهرة الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة وفق ا‬
‫للتصور الذي اعتمدناه عند تحديدنا المبدئي لمفهوم الهوية‪ .‬وتتمثل هذه المحاور األربعة‬
‫في‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬المعطيات السوسيو‪-‬ديمغرافية‪ ،‬من الجنس والسن والحالة العائلية‪،‬‬


‫وخصائص المسارات التعليمية والتكوينية‬

‫المح ور الث اني ‪ :‬المعطي ات ال تي تم يز الظ روف المهني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‬
‫وظروف العمل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المح ور الث الث ‪ :‬المعطي ات المتعلق ة بالتص ورات والتمثالت ال تي تم يز اإلط ارات‬
‫موضوع البحث فيما يرتبط بعدة قضايا أساسية كالمؤسسة‪ ،‬واإلطار‪ ،‬والقوى االجتماعية‬
‫ووضعية المجتمع الذي ينتمون إليه‬

‫المح ور الراب ع ‪ :‬أه داف وطموح ات وأنش طة اإلط ارات واس تراتيجياتهم في ش تى‬
‫المجاالت المهنية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬عينة البحث‬

‫أن إج راء التحقي ق بمؤسس ة اتص االت الجزائ ر ‪ ،‬وعلى مس توى مؤسس ات اقتص ادية‬
‫كب يرة ومتنوع ة‪ ،‬وحرص نا على أن تش مل العين ة مختل ف الفئ ات المكون ة لإلط ارات‪ ،‬ق د‬
‫تك ون عوام ل مس اعدة على التوص ل إلى نت ائج قريب ة من الوض عية العام ة إلط ارات‬
‫المؤسسات االقتصادية العمومية في بالدنا وهو طبيعة الحال الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه‬
‫من خالل إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫فق د ش ملت عين ة البحث ‪ 25‬موظ ف ‪ ،‬تم اختي ارهم بطريق ة غ ير عش وائية أي تم‬
‫اختيارهم بناءا على القوائم اإلسمية التي قدمت لنا من طرف إدارة الموارد البشرية التابعة‬
‫لمؤسس ة اتص االت الجزائ ر حيث وزرعت عليهم االس تمارات في س اعات مختلف ة وك ان‬
‫عدد االستبيانات المسترجعة ‪ 20‬وبعد فحص االستبيانات المسترجعة تبين بأن البعض منها‬
‫غير صالح للتحليل مما أدى إلى استبعاد ‪ 5‬استثمارات و المتبقي ‪ 15‬من عدد االستبيانات‬
‫وهي التي سيتم إخضاعها للدراسة‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫‪3‬‬
‫دراسة مراني حسان ‪: 2007‬‬ ‫‪‬‬

‫حسان مراني ‪ :‬الهوية المهنية االجتماعية لفئة إطارات المؤسسات االقتصادية العمومية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫جامعة ‪ ،‬عنابة ‪2007 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫دار موض وع ه ذا البحث ح ول تحدي د خص ائص الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة‬
‫إلطارات المؤسسات االقتصادية العمومية في الجزائر ‪.‬وقد رأى أن أهمية هذا الموضوع‬
‫تنبث ق من األهمي ة ال تي تكتس يها ه ذه الفئ ة من حيث دوره ا ووظيفتها وموقعه ا‪ ،‬ك ون أن‬
‫اإلطارات حسبه يشكلون إحدى أهم الظواهر االجتماعية التي أفرزها التطور االقتصادي‬
‫واالجتماعي الذي شهدته المجتمعات اإلنسانية المعاصرة‪.‬‬

‫أما التساؤل الذي وضعه فكان كاآلتي ‪ " :‬ما هي خصائص هوية إطارات المؤسسات‬
‫االقتصادية العمومية في الجزائر‪ ،‬كفئة مهنية واجتماعية‪ ،‬بكل أبعاد هذه الهوية ومكوناتها‪،‬‬
‫في ه ذه المرحل ة التاريخي ة ال تي تتم يز بظ روف اجتماعي ة واقتص ادية وسياس ية خاص ة‬
‫وبتحوالت وتحديات على صعد متعددة ؟ "‪.‬‬

‫وبالنسبة للنتائج التي توصل إليها من خالل دراسته الميدانية فقد كانت خالصتها أن‬
‫أزمة هوية حادة تميز فئة إطارات المؤسسات االقتصادية العمومية في الجزائر ‪ ،‬وأرجع‬
‫ذل ك إلى مجموع ة من العوام ل ال تي رآه ا الس بب في ذل ك ‪ ،‬وذك ر منه ا غي اب ال دور‬
‫اإلنت اجي والتنظيمي ال ذي يمث ل الرأس مال الحقيقي ال ذي يتم يز بامتالك ه اإلط ار في‬
‫المجتمع ات المعاص رة‪ ،‬باإلض افة إلى االنقس امات العدي دة ال تي تع اني منه ا ه ذه الفئ ة وال‬
‫سيما بين الجامعيين وغير الجامعيين‪ ،‬وبين اإلطارات المتوسطة واإلطارات السامية وإ ن‬
‫ك ان بدرج ة أق ل‪ ،‬ومم ا زاد بحس به من الش عور بفق دان الهوي ة ل دى ه ذه اإلط ارات ه و‬
‫وضعيتهم الهشة والتشتت الذي يميزهم وكذا عدم التنظيم ‪.‬‬

‫تقييم الدراسة‪ :‬تبقى العوامل التي رآها أنها تمثل السبب الرئيسي في غياب الهوية‬
‫المهنية لدى اإلطار وما يعيشه من أزمة جراء ذلك تحتاج إلى إثباتات علمية ‪ ،‬وإ ال فإنها‬
‫تبقى مج رد أحك ام‪ ،‬أم ا م ا خ دمنا ب ه ه ذا البحث ه و توس يع قراءاتن ا ح ول موض وع بحثن ا‬
‫وكذا االستفادة من التعاريف النظرية حول مفهوم الهوية المهنية التي تطرق إليها الباحث‬
‫في الفصل الثاني من بحثه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪4‬‬
‫دراسة كاري نادية ‪: 2012‬‬ ‫‪‬‬

‫كانت تهدف الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى البحث في كيفية تشكل الهوية المهنية‬
‫لدى األستاذ الجامعي في ظل وجود نموذجين من الثقافة تمت نشأته عليهما األولى تنظيمية‬
‫تفرز نظام من التمثالت حول واقعه ومستقبله ونسق قيمي مبني على األساليب التسييرية‬
‫لمؤسسة الجامعة ‪ ،‬والثانية مجتمعية تتضمن االتجاه العام ألفراد المجتمع و أنماط سلوكهم‪،‬‬
‫معتق داتهم و مع اييرهم االجتماعي ة‪ ،‬وهي م ا س يحدد بحس بها الحق ا دوره و مرك زه‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫أما الفرضية التي قامت بوضعها لإلجابة على سؤالها فكان مفادها "أن الجامعة تلعب‬
‫دورا رئيسيا في تنشئة األستاذ وبهذا فالثقافة التنظيمية التي تعمل على تلقينها إياه تساعده‬
‫على تكوين هويته المهنية ‪ ،‬والتي يبني من خاللها اآلخر أي المجتمع تمثالته حول الدور‬
‫والمركز االجتماعيين لألستاذ كفاعل اجتماعي داخل النسق الكلي للمجتمع‪ ،‬بهدف تحقيق‬
‫االستقرار و التكامل االجتماعيين "‬

‫وقد خلصت الباحثة بعد إجرائها للدراسة الميدانية مع عينة من أساتذة جامعة تلمسان‬
‫إلى نتيج ة وهي ‪ " :‬أن المص در الرئيس ي لبن اء الهوي ة المهني ة لألس تاذ ليس فق ط الثقاف ة‬
‫التنظيمي ة ال تي تلقاه ا في الجامع ة ‪،‬وإ نم ا أيض ا الثقاف ة المجتمعي ة التقليدي ة ال تي تلقاه ا عن‬
‫طري ق التنش ئة االجتماعي ة‪ .‬وال تي ب دورها تلعب دور الموج ه لس لوكه ليس فق ط خ ارج‬
‫الجامعة وإ نما داخلها أيضا ‪ ،‬كما أن الدور المنوط به داخل المجتمع غير واضح المعالم‬
‫كونه ال يتميز عن غيره من بقية أفراد المجتمع‪ ،‬وبالتالي فان مركزه االجتماعي هو اآلخر‬
‫غير محدد‪ ،‬مما يهدد هويته االجتماعية ‪ ،‬ليعيش بذلك أزمة هوية ‪ ،‬وهذه النتيجة أدت بها‬
‫إلى نفي فرضيتها نسبيا ‪.‬‬

‫نادية كاري ‪:‬العامل المهني بين الهوية المهنية وثقافة المجتمع ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة تلمسان ‪.2012 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫تقييم الدراسة ‪ :‬ناقشت الباحثة في هذه الدراسة موضوع مهم لكن هناك نقطة مهمة‬
‫وال تي يب دو لي أن ه ك ان على الباحث ة أن تأخ ذها باالعتب ار ‪ ،‬وهي أن األس تاذ الج امعي‬
‫الجزائ ري خالل مس اره الدراس ي ال يتلقى تكوين ا ح ول ممارس ة مهن ة األس تاذ الج امعي‬
‫والتي هي بدورها تعمل على إكسابه هوية مهنية تميزه عن باقي أفراد المجتمع ‪ ،‬وإ نما يتم‬
‫توظيفه على أساس الشهادة المحصلة عليها في التخصص المطلوب في مسابقة التوظيف ‪،‬‬
‫أما اإلضافة التي قدمتها لنا هذه الدراسة فتمثلت في مس اعدتنا على توسيع قراءاتنا حول‬
‫موضوع الهوية والهوية المهنية وتدعيم إطارنا النظري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫دراسة فطيمة األسود ‪: 2014‬‬ ‫‪‬‬

‫أرادت الباحث ة من خالل ه ذه الدراس ة التوص ل إلى معرف ة طبيع ة النم وذج الثق افي‬
‫للمجال االجتماعي األصلي للطالب الجامعي ‪ ،‬ومدى تأثير المجال العمراني الجديد الذي‬
‫حددته بالجامعة ذو المجاالت االجتماعية المختلطة‪ ،‬على إعادة تشكيل هويته وإ نتاج أفعاله‬
‫منطلق ة من اعتب ار مف اده أن الط الب الج امعي ف رد متع دد المج االت‪ ،‬باإلض افة إلى معرف ة‬
‫طبيع ة العالق ة الناتج ة عن تش كالت الهوي ة للط الب الج امعي وأش كال الفع ل والتف اعالت‬
‫االجتماعي ة ال تي ينتجه ا ويعي د إنتاجه ا في ه ذه المج االت االجتماعي ة الجدي دة والمغ ايرة‬
‫لمجاله األصلي‪.‬‬

‫وحتى تحقق هذه األهداف قامت بصياغة التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة‪ ،‬والذي جاء‬
‫على النحو التالي ‪ " :‬هل أن تعدد مجاالت تفاعل الطالب الجامعي يؤدي به إلى اكتساب‬
‫تش كل هوي ة محافظ ة مس تقلة ق ادرة على التحكم في ه ذه المج االت‪ ،‬أم إلى اكتس اب تش كل‬
‫هوية استهالكية مغتربة عن مجاله االجتماعي األصلي؟ "‬

‫فطيمة األسود‪ :‬تعدد مجاالت التفاعل لدى الفرد وأثرها على الهوية والفعل ‪ ،‬رسالة الماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة ‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪9‬‬
‫أم ا الفرض ية ال تي وض عتها له ذا التس اؤل فك انت ك اآلتي" إن تع دد مج االت تفاع ل‬
‫الط الب الج امعي ي ؤدي ب ه إلى اكتس اب تش كل هوي ة اس تهالكية مغترب ة عن مجال ه‬
‫االجتماعي األصلي"‬

‫وق د رأت الباحث ة أن النت ائج ال تي توص لت إليه ا أك دت له ا تحق ق الفرض ية العام ة‬
‫بالنس بة لك ل من الط الب الج امعي الق ادم من المج ال االجتم اعي ذو النم وذج الثق افي الش به‬
‫الحضري والحضري‪ .‬والمتمثلة في أن تعدد مجاالت تفاعل الطالب الجامعي يكسبه إع ادة‬
‫تشكيل هوية استهالكية مغتربة عن مجاله االجتماعي األصلي وغير قادرة على التحكم في‬
‫هذه المجاالت‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة إلى الط الب الج امعي الق ادم من مج ال اجتم اعي ذو نم وذج ثق افي ب دوي‬
‫فتع دد مج االت التفاع ل يكس به تش كيل هوي ة محافظ ة مس تقلة ق ادرة على التحكم في ه ذه‬
‫المجاالت‪.‬‬

‫تقييم الدراسة ‪ :‬تجدر اإلشارة إلى فكرة مهمة أكد عليها العديد من الباحثين في حقل‬
‫السوس يولوجيا ربم ا ك ان على الباحث ة بعين االعتب ار وذل ك عن د تص نيفها للمج االت‬
‫االجتماعي ة ال تي ينتمي إليه ا الطلب ة‪ ،‬وهي أن ال ذي ينتمي إلى الفض اء الحض ري ليس‬
‫بالض رورة يحم ل قيم حض رية ‪ ،‬وق د ظه رت ه ذه الحقيق ة في المق ابالت ال تي أجرته ا م ع‬
‫الطلب ة ال ذين ينتم ون للمج ال الحض ري حيث أك دوا أن الجامع ة مك ان مختل ف تمام ا عن‬
‫الوسط الذي نشأوا فيه‪ ،‬وذلك بالرغم من أن الجامعة توجد في نفس الوسط الذي يعيشون‬
‫في ه ‪ ،‬وفيم ا يتعل ق باإلض افة ال تي ق دمها لن ا ه ذا البحث فتمثلت في مس اعدتنا على بل ورة‬
‫اإلشكالية‪.‬‬

‫‪10‬‬
11

You might also like