Professional Documents
Culture Documents
فالهوية االجتماعية تشير إلى مجموعة المعايير التي تسمح بتعريف فرد أو جماعة ما
على نحو اجتماعي ،و هي بالتالي التي تسمح للفرد باستحواذ وضعيته لخاصة في إطار
مجتمعه ،و بعبارة أخرى تعني الهوية االجتماعية السمات و الخصائص التي تضفي على
الفرد من قبل عدد كبير من األفراد االخرين و الجماعات األخرى .1
أن الهوية المهنية هي تلك الماهية التي يتبناها الفرد نتيجة تقاطع لتصوره حول
كما ّ
مكانته وموقعه في البناء التنظيمي وتلك المكانة والموقع الذين يحددهما له زمالؤه ،وكذا
تنش ئته االجتماعي ة داخ ل المؤسس ة وهي تح وي ك ل القيم والمع ايير ال تي يج دها داخ ل
المؤسس ة ،وٕا ذا ك انت الهوي ة ترتب ط بالطبق ة كمرج ع له ا ف إن الهوي ة المهني ة ترتب ط بالفئ ة
2
السوسيو -مهنية وجماعة العمل
انطالق ا من ه ذه الخلفي ة ومن تس ليمنا بأهمي ة ه ذه الفئ ة ،وبم ا يث يره تواج دها من
تس اؤالت ،ونظ را لهيمن ة القط اع الع ام على النش اط االقتص ادي ،وعلى التنظيم ات من ذ
االستقالل ،ال سيما وقد الحظنا شحا واضحا في اإلسهامات التي تناولت هذه الفئة تناوال
سوس يولوجيا ،فق د نش أت ل دينا رغب ة ش ديدة لالهتم ام ب دورنا بفئ ة إط ارات المؤسس ات
أليكس ميكشيللي :الهوية ،تر :علي وطفة ،دار لوسيم للخدمات الطباعية ،دمشق ، 1993 ،ص .111 1
زينب ماندي ،يوسف نصر :الهوية المهنية االنتقال من الهويات الفردية إلى الهويات الجماعية ،مجلة الباحث 2
1
االقتصادية العمومية في بالدنا محاولين ،من خالل ذلك ،السعي إلى الكشف عن خص ائص
ه ذه الفئ ة المهني ة واالجتماعي ة وبالت الي المس اهمة في التعري ف به ا ،كفاع ل اجتم اعي
وتداعيات ذلك على بنية المجتمع وحركته من هذا المنطلق ،نحاول أن نجسد اهتمامنا في
ه ذا البحث من خالل س ؤال ع ام وأساس ي كفي ل ب التعبير عن ك ل م ا أثرن اه من دالالت
لنتوصل في األخير إلى اقتراحه على الشكل التالي :
من أهم الخص ائص السيس و –ديمغرافي ة هي ال تي ت برز لن ا من خالل الكش ف عن -1
التركيب ة الجنس ية لفئ ة اإلط ارات و س ن أفراده ا و ح االتهم العائلي ة و أص ولهم
االجتماعية و مساراتهم التعليمية و ظروف التحاقهم بمناصب شغلهم.
لمعرفة حقيقة األوضاع االقتصادية و االجتماعية و المهنية لهذه الفئة يمكننا تجسيد -2
ذل ك من خالل ظ روف اإلط ارات االقتص ادية و المهني ة و في المش كالت و العوائ ق
التي تواجههم أثناء أدائهم لمهامهم.
2
يمكن معرف ة الطبيع ة ال تي يحمله ا اإلط ارات من تمثالت ألنفس هم و ألدوارهم -3
ولمهمتهم في الجانب المهني و االجتماعي من خالل الكشف عن تصورت
ّ ومكاناتهم
اإلط ارات و تمثالتهم لبعض القض ايا األساس ية كالمؤسس ة و لتس يير و الت أطير و
االنتماء االجتماعي.
إن طبيعة األهداف التي تترجم طموحات و تطلعات هذه الفئة من اإلطارات تبرز
ّ -4
من خالل أهم االستراتيجيات التي تُْنتَهَ ُج من طرف اإلطارات لتحقيق تلك التطلعات
واأله داف من اس تعدادات أف راد ه ذه الفئ ة للتح رك و العم ل و طبيع ة التح رك
وخصائصه و درجة تجسده في مختلف األنشطة و المجاالت االجتماعية و الثقافية و
النقابية والسياسية.
محاول ة من ا الوق وف على ظ روف ه ذه الفئ ة و اب راز أهم الخص ائص المهني ة
واالجتماعية ألفرادها بمختلف أبعادها الفردية والجماعية الحاضرة والمستقبلية
قناعتن ا ب أن اإلط ارات تط رح بالض رورة على التفك ير السوس يولوجي أس ئلة هام ة و
متعددة حول موقعها و دورها و مدى تجانس رؤى أفرادها.
الق اء الض وء على ه ذه الفئ ة من اإلط ارات باعتب ار أن مراكزه ا ق د ت دحرجت و
ظروفها تدهورت بشكل لم تعرف له مثيل منذ بروزها على مسرح الحياة االجتماعية
لع ل م ا يزي د من أهمي ة إثارتن ا له ذه المس ألة ويجعله ا أك ثر إلحاح ا ،ه و أن طرحن ا
لقضية التساؤل عن أوضاع اإلطارات وظروفهم ومكانتهم وأدوارهم ومن ثم عن "هويتهم"
يأتي في مرحلة حرجة ومنعطف تاريخي حاسم لما حدث ويحدث من تحوالت وتغيرات
3
على الكثير من أسس وجوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية في بالدنا السيما
نتيج ة لألزم ات الح ادة ال تي عرفه ا المجتم ع خاص ة من ذ منتص ف الثمانيني ات وبداي ة
تس عينيات الق رن الماض ي ودخ ول البالد في مرحل ة م ا أص بح يع رف ب "اإلص الحات
الهيكلي ة" ال تي ط الت العدي د من القطاع ات ،والتخلي الت دريجي حين ا ،والع نيف أحيان ا
أخرى ،عن القطاع االقتصادي العمومي في إطار التحول العسير من االقتصاد المركزي
الموج ه ال ذي تبنت ه البالد بع د االس تقالل نح و اقتص اد الملكي ة الخاص ة في ظ ل التح والت
العالمي ة وانتص ار اللبرالي ة الغربي ة على األنظم ة االش تراكية ،وتحت وط أة األزم ة الخانق ة
التي شهدتها الجزائر إثر انهيار أسعار النفط وضغط القوى الليبرالية المحلية والرأسمالية
الدولية الكبرى عبر مختلف قواها ومؤسساتها المالية والسياسية.
تحدي د الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة له ذه الفئ ة ،إلى الوق وف على الخص ائص األساس ية -
التي تميز أفراد هذه الفئة من حيث جنسهم ،وسنهم ،وأصولهم ،ومساراتهم التعليمية،
ومن حيث ظ روفهم المهني ة ،والمعيش ية وأدوارهم ومكان اتهم ،وتص وراتهم ،وتمثالتهم
ألنفس هم ،ول وظيفتهم ،ولقض اياهم ،وقض ايا المجتم ع ال ذي ينتم ون إلي ه ،ومن حيث
طموحاتهم ،وتطلعاتهم ،ومشاريعهم ،واستراتيجياتهم.
الوقوف على وعيهم بمجموعتهم ودرجة تواجدهم كمجموعة مهنية واجتماعية ومن ثم -
على درجة تماسك هذه المجموعة وتجانسها وبالتالي على مدى الحديث عنها كفاعل
جم اعي وكق وة اجتماعي ة حقيقي ة والنت ائج المحتمل ة لك ل ذل ك على مس تقبل ه ذه الفئ ة
وعلى عالقاته ا بب اقي المجموع ات والق وى االجتماعي ة األخ رى ونت ائج ك ل ذل ك على
البناء االجتماعي العام وسيرورة المجتمع.
الوقوف على أهم خصائص هوية اإلطارات كفئة مهنية واجتماعية. -
4
سابعا :منهج الدراسة
قص د الوص ول إلى معرف ة دقيق ة لعناص ر إش كاليتنا و اإللم ام بمختل ف ج وانب
الموض وع و اإلجاب ة عن اإلش كالية المطروح ة ،اتّبعن ا المنهج " دراس ة حال ة " من خالل
التعامل مع عدد محدود من اإلطارات العاملين بالمؤسسة االقتصادية اتصاالت الجزائر ،
أسعفنا الحظ في الحصول على موافقة مسؤوليها ،آملين أن يعوض " التعمق" في دراسة
هذه المجموعة من اإلطارات ،سلبيات النقص العددي في أفراد العينة ومحدودية توزيعها
الجغرافي ،وأن نتحصل على نتائج تتوفر على حد أدنى من القابلية للتعميم على باقي افراد
المجتمع الذي يتشكل من كل إطارات المؤسسات الجزائرية.
أما فيما يخص أدوات جمع البيات ،لقد وقع اختيارنا من أجل تحقيق ذلك ،وفي إطار
منهج درا سة الحالة على أداة االستمارة ،فاالستمارة تسمح لنا بالحصول على كمية كبيرة
من المعطي ات من خالل استقص اء أك بر ع دد ممكن من المبح وثين ،مم ا ي تيح لن ا إمكاني ة
المعالجة اإلحصائية والكمية.
وقد احتوت االستمارة على مجموعة من األسئلة موزعة على أربعة محاور أساسية،
حيث جس د ك ل مح ور منه ا بع دا معين ا من أبع اد ظ اهرة الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة وفق ا
للتصور الذي اعتمدناه عند تحديدنا المبدئي لمفهوم الهوية .وتتمثل هذه المحاور األربعة
في:
المح ور الث اني :المعطي ات ال تي تم يز الظ روف المهني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة
وظروف العمل.
5
المح ور الث الث :المعطي ات المتعلق ة بالتص ورات والتمثالت ال تي تم يز اإلط ارات
موضوع البحث فيما يرتبط بعدة قضايا أساسية كالمؤسسة ،واإلطار ،والقوى االجتماعية
ووضعية المجتمع الذي ينتمون إليه
المح ور الراب ع :أه داف وطموح ات وأنش طة اإلط ارات واس تراتيجياتهم في ش تى
المجاالت المهنية واالجتماعية والثقافية والسياسية.
أن إج راء التحقي ق بمؤسس ة اتص االت الجزائ ر ،وعلى مس توى مؤسس ات اقتص ادية
كب يرة ومتنوع ة ،وحرص نا على أن تش مل العين ة مختل ف الفئ ات المكون ة لإلط ارات ،ق د
تك ون عوام ل مس اعدة على التوص ل إلى نت ائج قريب ة من الوض عية العام ة إلط ارات
المؤسسات االقتصادية العمومية في بالدنا وهو طبيعة الحال الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه
من خالل إنجاز هذا العمل.
فق د ش ملت عين ة البحث 25موظ ف ،تم اختي ارهم بطريق ة غ ير عش وائية أي تم
اختيارهم بناءا على القوائم اإلسمية التي قدمت لنا من طرف إدارة الموارد البشرية التابعة
لمؤسس ة اتص االت الجزائ ر حيث وزرعت عليهم االس تمارات في س اعات مختلف ة وك ان
عدد االستبيانات المسترجعة 20وبعد فحص االستبيانات المسترجعة تبين بأن البعض منها
غير صالح للتحليل مما أدى إلى استبعاد 5استثمارات و المتبقي 15من عدد االستبيانات
وهي التي سيتم إخضاعها للدراسة.
3
دراسة مراني حسان : 2007
حسان مراني :الهوية المهنية االجتماعية لفئة إطارات المؤسسات االقتصادية العمومية ،أطروحة دكتوراه ، 3
6
دار موض وع ه ذا البحث ح ول تحدي د خص ائص الهوي ة المهني ة واالجتماعي ة
إلطارات المؤسسات االقتصادية العمومية في الجزائر .وقد رأى أن أهمية هذا الموضوع
تنبث ق من األهمي ة ال تي تكتس يها ه ذه الفئ ة من حيث دوره ا ووظيفتها وموقعه ا ،ك ون أن
اإلطارات حسبه يشكلون إحدى أهم الظواهر االجتماعية التي أفرزها التطور االقتصادي
واالجتماعي الذي شهدته المجتمعات اإلنسانية المعاصرة.
أما التساؤل الذي وضعه فكان كاآلتي " :ما هي خصائص هوية إطارات المؤسسات
االقتصادية العمومية في الجزائر ،كفئة مهنية واجتماعية ،بكل أبعاد هذه الهوية ومكوناتها،
في ه ذه المرحل ة التاريخي ة ال تي تتم يز بظ روف اجتماعي ة واقتص ادية وسياس ية خاص ة
وبتحوالت وتحديات على صعد متعددة ؟ ".
وبالنسبة للنتائج التي توصل إليها من خالل دراسته الميدانية فقد كانت خالصتها أن
أزمة هوية حادة تميز فئة إطارات المؤسسات االقتصادية العمومية في الجزائر ،وأرجع
ذل ك إلى مجموع ة من العوام ل ال تي رآه ا الس بب في ذل ك ،وذك ر منه ا غي اب ال دور
اإلنت اجي والتنظيمي ال ذي يمث ل الرأس مال الحقيقي ال ذي يتم يز بامتالك ه اإلط ار في
المجتمع ات المعاص رة ،باإلض افة إلى االنقس امات العدي دة ال تي تع اني منه ا ه ذه الفئ ة وال
سيما بين الجامعيين وغير الجامعيين ،وبين اإلطارات المتوسطة واإلطارات السامية وإ ن
ك ان بدرج ة أق ل ،ومم ا زاد بحس به من الش عور بفق دان الهوي ة ل دى ه ذه اإلط ارات ه و
وضعيتهم الهشة والتشتت الذي يميزهم وكذا عدم التنظيم .
تقييم الدراسة :تبقى العوامل التي رآها أنها تمثل السبب الرئيسي في غياب الهوية
المهنية لدى اإلطار وما يعيشه من أزمة جراء ذلك تحتاج إلى إثباتات علمية ،وإ ال فإنها
تبقى مج رد أحك ام ،أم ا م ا خ دمنا ب ه ه ذا البحث ه و توس يع قراءاتن ا ح ول موض وع بحثن ا
وكذا االستفادة من التعاريف النظرية حول مفهوم الهوية المهنية التي تطرق إليها الباحث
في الفصل الثاني من بحثه.
7
4
دراسة كاري نادية : 2012
كانت تهدف الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى البحث في كيفية تشكل الهوية المهنية
لدى األستاذ الجامعي في ظل وجود نموذجين من الثقافة تمت نشأته عليهما األولى تنظيمية
تفرز نظام من التمثالت حول واقعه ومستقبله ونسق قيمي مبني على األساليب التسييرية
لمؤسسة الجامعة ،والثانية مجتمعية تتضمن االتجاه العام ألفراد المجتمع و أنماط سلوكهم،
معتق داتهم و مع اييرهم االجتماعي ة ،وهي م ا س يحدد بحس بها الحق ا دوره و مرك زه
االجتماعي.
أما الفرضية التي قامت بوضعها لإلجابة على سؤالها فكان مفادها "أن الجامعة تلعب
دورا رئيسيا في تنشئة األستاذ وبهذا فالثقافة التنظيمية التي تعمل على تلقينها إياه تساعده
على تكوين هويته المهنية ،والتي يبني من خاللها اآلخر أي المجتمع تمثالته حول الدور
والمركز االجتماعيين لألستاذ كفاعل اجتماعي داخل النسق الكلي للمجتمع ،بهدف تحقيق
االستقرار و التكامل االجتماعيين "
وقد خلصت الباحثة بعد إجرائها للدراسة الميدانية مع عينة من أساتذة جامعة تلمسان
إلى نتيج ة وهي " :أن المص در الرئيس ي لبن اء الهوي ة المهني ة لألس تاذ ليس فق ط الثقاف ة
التنظيمي ة ال تي تلقاه ا في الجامع ة ،وإ نم ا أيض ا الثقاف ة المجتمعي ة التقليدي ة ال تي تلقاه ا عن
طري ق التنش ئة االجتماعي ة .وال تي ب دورها تلعب دور الموج ه لس لوكه ليس فق ط خ ارج
الجامعة وإ نما داخلها أيضا ،كما أن الدور المنوط به داخل المجتمع غير واضح المعالم
كونه ال يتميز عن غيره من بقية أفراد المجتمع ،وبالتالي فان مركزه االجتماعي هو اآلخر
غير محدد ،مما يهدد هويته االجتماعية ،ليعيش بذلك أزمة هوية ،وهذه النتيجة أدت بها
إلى نفي فرضيتها نسبيا .
نادية كاري :العامل المهني بين الهوية المهنية وثقافة المجتمع ،أطروحة دكتوراه ،جامعة تلمسان .2012 ، 4
8
تقييم الدراسة :ناقشت الباحثة في هذه الدراسة موضوع مهم لكن هناك نقطة مهمة
وال تي يب دو لي أن ه ك ان على الباحث ة أن تأخ ذها باالعتب ار ،وهي أن األس تاذ الج امعي
الجزائ ري خالل مس اره الدراس ي ال يتلقى تكوين ا ح ول ممارس ة مهن ة األس تاذ الج امعي
والتي هي بدورها تعمل على إكسابه هوية مهنية تميزه عن باقي أفراد المجتمع ،وإ نما يتم
توظيفه على أساس الشهادة المحصلة عليها في التخصص المطلوب في مسابقة التوظيف ،
أما اإلضافة التي قدمتها لنا هذه الدراسة فتمثلت في مس اعدتنا على توسيع قراءاتنا حول
موضوع الهوية والهوية المهنية وتدعيم إطارنا النظري.
5
دراسة فطيمة األسود : 2014
أرادت الباحث ة من خالل ه ذه الدراس ة التوص ل إلى معرف ة طبيع ة النم وذج الثق افي
للمجال االجتماعي األصلي للطالب الجامعي ،ومدى تأثير المجال العمراني الجديد الذي
حددته بالجامعة ذو المجاالت االجتماعية المختلطة ،على إعادة تشكيل هويته وإ نتاج أفعاله
منطلق ة من اعتب ار مف اده أن الط الب الج امعي ف رد متع دد المج االت ،باإلض افة إلى معرف ة
طبيع ة العالق ة الناتج ة عن تش كالت الهوي ة للط الب الج امعي وأش كال الفع ل والتف اعالت
االجتماعي ة ال تي ينتجه ا ويعي د إنتاجه ا في ه ذه المج االت االجتماعي ة الجدي دة والمغ ايرة
لمجاله األصلي.
وحتى تحقق هذه األهداف قامت بصياغة التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة ،والذي جاء
على النحو التالي " :هل أن تعدد مجاالت تفاعل الطالب الجامعي يؤدي به إلى اكتساب
تش كل هوي ة محافظ ة مس تقلة ق ادرة على التحكم في ه ذه المج االت ،أم إلى اكتس اب تش كل
هوية استهالكية مغتربة عن مجاله االجتماعي األصلي؟ "
فطيمة األسود :تعدد مجاالت التفاعل لدى الفرد وأثرها على الهوية والفعل ،رسالة الماجستير ،جامعة ورقلة ، 5
2014
9
أم ا الفرض ية ال تي وض عتها له ذا التس اؤل فك انت ك اآلتي" إن تع دد مج االت تفاع ل
الط الب الج امعي ي ؤدي ب ه إلى اكتس اب تش كل هوي ة اس تهالكية مغترب ة عن مجال ه
االجتماعي األصلي"
وق د رأت الباحث ة أن النت ائج ال تي توص لت إليه ا أك دت له ا تحق ق الفرض ية العام ة
بالنس بة لك ل من الط الب الج امعي الق ادم من المج ال االجتم اعي ذو النم وذج الثق افي الش به
الحضري والحضري .والمتمثلة في أن تعدد مجاالت تفاعل الطالب الجامعي يكسبه إع ادة
تشكيل هوية استهالكية مغتربة عن مجاله االجتماعي األصلي وغير قادرة على التحكم في
هذه المجاالت.
أم ا بالنس بة إلى الط الب الج امعي الق ادم من مج ال اجتم اعي ذو نم وذج ثق افي ب دوي
فتع دد مج االت التفاع ل يكس به تش كيل هوي ة محافظ ة مس تقلة ق ادرة على التحكم في ه ذه
المجاالت.
تقييم الدراسة :تجدر اإلشارة إلى فكرة مهمة أكد عليها العديد من الباحثين في حقل
السوس يولوجيا ربم ا ك ان على الباحث ة بعين االعتب ار وذل ك عن د تص نيفها للمج االت
االجتماعي ة ال تي ينتمي إليه ا الطلب ة ،وهي أن ال ذي ينتمي إلى الفض اء الحض ري ليس
بالض رورة يحم ل قيم حض رية ،وق د ظه رت ه ذه الحقيق ة في المق ابالت ال تي أجرته ا م ع
الطلب ة ال ذين ينتم ون للمج ال الحض ري حيث أك دوا أن الجامع ة مك ان مختل ف تمام ا عن
الوسط الذي نشأوا فيه ،وذلك بالرغم من أن الجامعة توجد في نفس الوسط الذي يعيشون
في ه ،وفيم ا يتعل ق باإلض افة ال تي ق دمها لن ا ه ذا البحث فتمثلت في مس اعدتنا على بل ورة
اإلشكالية.
10
11