Professional Documents
Culture Documents
ce4de2f0-e49d-4e89-a040-9b40268a17d7
ce4de2f0-e49d-4e89-a040-9b40268a17d7
إعداد الدكتورة
ساجي فاطمة
السنة الجامعية
2020ـ 2021
فهرس المحتويات
مقدمة
يبحث علم المالية العامة في األساليب الفنية التي تتبعها الدولة فيما يتعلق
بنفقاتها و إيراداتها المختلفة و ميزانياتها العامة ،و عموما تتجسد المالية العامة في
الميزانية العامة للدولة ألنها المعبر الصادق ألهداف الدولة و سياساتها ،كونها أهم
أدوات التخطيط المالي و هي البيان الشامل ألموال الحكومة ألنها تحدد كيفية
استغالل الموارد و كيفية توزيعها كما تعتبر الوسيلة الرئيسية لتحقيق رقابة السلطة
التشريعية على أداء السلطة التنفيذية لوظائفها.
كما تقوم الميزانية على أسس و مبادئ يتم من خاللها رسم السياسات المالية و
االقتصادية كما يمر تحضيرها و إعدادها عموما بإجراءات و خطوات معينة تلتزم
السلطة التنفيذية بتتبعها مراعية بذلك القواعد التي يقرها علم المالية ،كما تعتبر
النفقات العامة أهم وسائل تدخل الدولة في النشاط االقتصادي باعتبارها أحد أدوات
في توجيه و السياسة المالية ،حيث يمكن لإلنفاق العام أن يلعب دورا هاما
تأطير النشاط االقتصادي و هذا بالنظر إلى حجمه و أثاره على عدة متغيرات
اقتصادية على حسب حجم اإلنفاق ،و خالل قيام الدولة بتأدية وظائفها فهي بحاجة
إلى تأمين التمويل الالزم لهذه المهام ،و هذا التمويل يتجلى في اإليرادات العامة
التي تتحصل عليها الدولة من مصادر مختلفة و متعددة.
من هذا المنطلق قسمنا هذه المطبوعة إلى خمسة محاور متمثلة فيما يلي:
أسس المالية العامة ،أساسيات الميزانية العامة ،اإليرادات العامة ،النفقات العامة
،الرقابة المالية في الجزائر
المحور األول
أسس المالية العامة
5
محاضرات في مقياس المالية العامة
ارتبط مفهوم المالية العامة في تطوره ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة ،فبعد
أن كان المفهوم التقليدي مقتصرا على البعد المالي المحاسبي ،أصبح لها في الفكر
الحديث أبعادا متعددة :اقتصادية اجتماعية ،مالية وغيرها.
ويرجع هذا التحول في مفهوم ومضمون المالية العامة أساسا إلى حدوث
تحوالت جوهرية في الفكر االقتصادي الليبرالي تجاه دور الدولة في النشاط
االقتصادي ،فبعد أن كان دورها حياديا أصبح إيجابيا ،وبعد أن كان التوازن في
الميزانية العامة للدولة ضروريا ،أصبح ال أهمية له في الفكر الحديث ،كما أن
المفهوم الجديد للمالية العامة يشيد بأهمية النفقة العمومية والعمل على ترشيدها.
أوال :تطور علم المالية العامة
مرت المالية العامة بعدة مراحل في التاريخ الحديث و تعتبر بحق انعكاسا
لمراحل تطور دور وظيفة الدولة ،و لم يقتصر هذا التطور على وسائلها بل
تجاوزها إلى موضوع و أهداف المالية العامة .و لقد مرت المالية العامة المراحل
التالية:
– 1المالية العامة المحايدة :تدور النظرية التقليدية التي سيطرت على الفكر
االقتصادي حتى مطلع القرن العشرين ،حول فكرة أساسية مؤداها إن أفضل السبل
و االجتماعية يتمثل في ترك الحرية الكاملة لتحقيق الرفاهية االقتصادية
لألفراد ،في تحديد حجم و نوعية ما يمارسونه من نشاط اقتصادي.1
و قد ربطت هذه النظرية بين تحقيق الرفاهية االقتصادية و االجتماعية ،و
وجود الدولة الحرة التي ال تحتفظ لنفسها إال بأقل قدر ممكن من الوظائف و تحجم
عن التدخل في الحياة االقتصادية و االجتماعية ،أي أن يقتصر دور الدولة في
أضيق نطاق ممكن ،بحيث تتحدد وظائف الدولة بما هو ضروري للمحافظة على
كيانها فال تتجاوز هذه الوظائف " ،المحافظة على االستقرار الداخلي و األمن
الخارجي و العدالة ،و القيام باألشغال و المرافق العامة التي ال يقدر عليها
األفراد.2
- 1خالد شحادة الخطيب ،حمد زهير الشامية " ،أسس المالية العامة " ،دار وائل للنشر و التوزيع عمان ،الطبعة الثانية
،2005ص .33
- 2المرجع السابق ذكره ،ص .34
6
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،دار دجلة ناشرون و موزعون عمان ،الطبعة األولى ، 2011ص
.34
- 2محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،الطبعة الثانية ،2005ص
.19 – 18
- 3المرجع السابق ذكره ،ص .21
- 4علي زغدود " ،المالية العامة " ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،2005ص .17
7
محاضرات في مقياس المالية العامة
التأثير في حجم الدخل الوطني و كيفية توزيعه ضمن رفع مستوى المعيشة
للطبقات ذات الدخل المحدود على نحو يحقق قدر من العدالة؛
محاربة التضخم حتى و لو لجأت الدولة إلى القروض لتحقيق التوازن
االقتصادي و االجتماعي و لو ترتب عليه الخروج عن مبدأ توازن الميزانية؛
تنوع و تعدد النفقات العامة نتيجة لتزايد مسؤوليات الدولة و زيادة خدماتها؛
تطور اإليرادات العامة؛
تغير الموضوع مادة الضريبة و تحقق نوع من العدالة في فرضها.
إن تدخل الدولة في الحياة االقتصادية و االجتماعية كان له أثار على المالية
العامة و اعتمد تدخل الدولة في الحياة االقتصادية و االجتماعية على أراء و
نظريات االقتصادي االنكليزي جون مينارد كينز.
– 3مرحلة الدولة المنتجة :في الدولة المنتجة نظامها المالي بعناصره الثالثة
يختلف عن النظام المالي للدولة الحارسة و الدولة المتدخلة ،فإنها تملك بصفة عامة
و التوزيع ،و تهدف إلى القضاء على جل وسائل اإلنتاج و تقوم باإلنتاج
الفوارق الكبيرة بين الطبقات و إعادة توزيع الدخل الوطني بين األفراد توزيعا
عادال وفقا للخطة االقتصادية و االجتماعية للدولة فأصبحت في ظلها الميزانية
جزءا من الخطة الوطنية.1
ثانيا :ماهية المالية العامة
يدعونا بيان ما هية المالية العامة التطرق إلى تعريفها و إيضاح أهم
الخصائص التي يتميز بها علم المالية العامة.
- 1تعريف المالية العمومية:
يتكون مصطلح المالية العامة من كلمتين إحداهما:2
- 1على زغدود " ،المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .19
- 2محمد الصغير بعلي ،يسري أبو العالء " ،المالية العامة " ،دار العلوم للنشر و التوزيع عنابة الجزائر ،2003 ،ص
.08
8
محاضرات في مقياس المالية العامة
المالية :و تعني " الذمة المالية " أي الممتلكات و الديون و التي تعني الجانب
الدائن ،و يتمثل في المداخيل و اإليرادات و الجانب المدين و يتمثل في االلتزامات
و الديون.
أما العامة :فتعني بأنها تخص مالية السلطات العامة أي األشخاص المعنوية
و الموجودة بالدولة ،و لذا تجمع هذه المعاني كلمة ميزانية العامة القائمة
الدولة بما تحويه من نفقات و إيرادات.
و في التعريف اللغوي نجد أن تطور الفكري المالي و االقتصادي ،وتعدد
وظائف الدولة صاحبه تعدد تعاريف علم المالية .1حيث يمكن أن نعرف المالية
العمومية بطريقتين وفق منهجين:
التعريف الكالسيكي :العلم الذي يبحث الوسائل التي تحصل بها الدولة على
اإليرادات العامة الالزمة لتغطية النفقات العامة وتوزيع العبء الناتج عن ذلك على
األفراد.2
ما نالحظه في هذا التعريف أنه ال يخرج عن إطار األفكار التقليدية التي
ركزت عليها النظرية الكالسيكية المتمثلة في:
العرض يخلق الطلب المساوي له؛
حرية انتقال عوامل اإلنتاج واألسعار؛
ومعدل الفائدة يحقق المساواة بين األفراد واالستثمار؛
وعلى الدولة أن ال تتدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية ،ألن قوانين
السوق سوف تحقق التوازن في االقتصاد القومي .وهذا ما سمي بـالمالية العامة
المحايدة.
التعريف الحديث :يعرف علم المالية العامة على أنه ذلك العلم الذي يدرس
اإليرادات العامة والنفقات العامة والموازنة العامة ،وتوجيهها واستخدامها في
- 1خبابة عبد اللطيف " ،أساسيات في اقتصاد المالية العامة " ،مؤسسة شباب الجامعة ،2009 ،ص .14
- 2خالد شحادة خطيب ،أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .15
9
محاضرات في مقياس المالية العامة
10
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 2خصائص المالية العامة :تتمايز خصائص المالية العامة بين الدول المتقدمة و
الدول النامية على النحو التالي:
1 – 2المالية العامة في الدول المتقدمة
بعد أزمة سنة 1929لم تعد البلدان تهتم بتحديد األعباء العامة وتوزيعها على
األفراد بل يبحث إضافة إلى ذلك على كيفية استخدام العبء المالي ،وتقوم المالية
العامة في الدول المتقدمة على األسس التالية:
التوازن بين النفقات العامة واإليرادات العامة لم يعد الهدف ،بل أصبح الهدف
هو تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي ولو على حساب التوازن المالي أو
الحسابي في الميزانية العامة.
اإليرادات العامة والنفقات العامة جزءا من الكميات االقتصادية الكلية،
تستعملها الدولة من أجل التدخل والمساهمة في تحقيق األهداف االقتصادية
واالجتماعية والسياسية الجديدة.
إمكانية أخذ الدولة بالميزانية العامة لمعالجة الدورات والتقلبات االقتصادية،
وذلك بتخصيص فائض اإليرادات المتحقق في سنوات االزدهار لتغطية العجز في
سنوات االنكماش والكساد االقتصادي.1
2 – 2المالية العامة في دول العالم الثالث
للتعرف على المالية العامة في الدول النامية وأهدافها يتطلب األمر التعرف
بإيجاز على أهم الخصائص االقتصادية بهذه الدول والمتمثلة في:2
انخفاض نصيب الفرد من الدخل القومي فضال عن سوء توزيعه؛
ارتفاع الميل الحدي لالستهالك وانخفاض الميل الحدي لالدخار مما يترتب
على ذلك انخفاض مستويات االستثمار؛
اتصاف اقتصاديات الدول النامية بأنها اقتصاديات تابعة " أحادية الجانب "
تعتمد على تصدير المواد األولية والخامات واستيراد السلع االستهالكية واآلالت؛
- 1خالد شحادة خطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .37-36
- 2هدى العزاوي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،دار ميسرة للنشر والتوزيع عمان ،الطبعة األولى ،2007 ،ص .27-26
11
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1طارق الحاج " ،المالية العامة " ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،2009 ،ص .35
- 2المرجع السابق ذكره ،ص .37
12
محاضرات في مقياس المالية العامة
كغيره من العلوم يرتبط علم المالية العامة بمجموعة من المفاهيم المحيطة به
بغرض توسيع الفهم و اإللمام و اإلحاطة بكل جوانبه ،لذا تطرقنا إلى بعضها و
المتمثلة أساسا في :وظائف المالية العامة
التي من خاللها نتمكن من معرفة أهمية علم المالية العامة ،و كذا مظاهر و
مصادر المالية العامة لتوضيح أن المالية العامة علم يخضع لقواعد و مبادئ
تنظمه.
- 1وظائف المالية العامة:
إعادة توزيع الدخل القومي بشكل يحقق العدالة العامة والتوازن االجتماعي من
خالل تنفيذ خطط السياسات االقتصادية وتشجيع االستثمار ،و كذلك توفير األمان
والحياة الكريمة لجميع المواطنين؛
توفير الرفاهية للدولة وزيادة إيراداتها؛
تحقيق االستقرار االقتصادي ومحاربة المشكالت االقتصادية ومن أهمها
محاربة الفقر والبطالة ،أي أنها أداة لسياسة اإلصالح؛
التطوير والتنمية الشاملة ،حيث تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة في مختلف
الجوانب المادية والمعنوية1؛
المالية العامة أداة لتوجه حركة االقتصاد الوطني ،و تحقيق العدالة االجتماعية
وذلك بإعادة توزيعها للثروات.2
- 2مظاهر المالية العامة:
تقتصر المالية العامة على مظهرين اثنين:3
المظهر القانوني :تستند المالية العامة على خالف المالية الخاصة على
الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج ،جزئية كانت أو كلية كما أن تنظيماتها تختلف في
درجة خضوعها للدولة ،كما تختلف شكل إدارتها وفقا لطبيعة أهدافها أو لظروف
- 1مصطفى الفار " ،اإلدارة المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .09-08
- 2هاشم الجعفري " ،مبادئ المالية العامة والتشريع المالي " ،جامعة بغداد ،مطبعة سليمان ،الطبعة الثالثة ،سنة ،1968
ص .12
- 3خبابة عبد اللطيف " ،أساسيات في اقتصاد المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .16
13
محاضرات في مقياس المالية العامة
إنشاءها من استغالل مباشر إلى استغالل مالي إلى امتياز يمنح حقه إلى شركات
خاصة أو استقالل مختلط إال أن القاسم المشترك في جميع هذه التنظيمات هو
خضوعها لسلطة الدولة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،ويتجلى ذلك من خالل
تحديد هدفها بواسطة الدولة وفقا لما يتطلبه أمر إشباع الحاجات العامة حتى ولو
تمتع بعضها باالستقالل المالي واإلداري.
المظهر التنظيمي :تتوقف الضوابط التي تخضع لها المالية العامة ،على طبيعة
الشكل القانوني الذي يحكمها ،فعندما يكون األمر يتعلق بالمرافق العامة وهي
بصدد أن تؤدي خدمات فإنها تعتبر جزءا ال يتجزأ من اإلدارة العامة ،ومن ثم
تسري عليها قواعد القانون العام ،أما إذا كنا أمام مجموعة من الوحدات االقتصادية
التي تعتبر بمثابة مراكز إلنتاج السلع والخدمات المادية "المشروعات العامة"
فإنها تخضع في تنظيمها وتسييرها إلى ما تقرره القوانين االقتصادية التي تنظم
عمليات اإلنتاج والتوزيع وفقا لقواعد وأسس ينظمها علم االقتصاد.
- 3مصادر المالية العامة:
تتمثل مصادر المالية العامة فيما يلي:1
1 – 3المصادر الدستورية :يضع الدستور المبادئ األساسية للمالية العامة ،فعلى
سبيل المثال في الجزائر ينص الدستور في المادة " 64مساواة الجميع أمام
الضرائب ،المشاركة في األعباء العامة حسب المقدرة ،الضريبة محددة بقانون
وتحدث األعباء المالية من ضرائب ورسوم بأثر فوري" ،كما تنص المادة :120
"إن التصويت على الميزانية من اختصاص البرلمان".
2 – 3المصادر التشريعية :تمثل قوانين المالية المصدر األكبر ،إذ تفصل
اإليرادات والنفقات بما يشبع الحاجات العامة للمجتمع في كل المجاالت ومادامت
الحاجات العامة تتغير في فترات قصيرة ،يصدر قانون المالية كل سنة على أن
المستجدة ،فعلى سبيل المثال يليه قانون مالية تكميلي لمواجهة الظروف
الجزائر تعتمد أساسا على قانون 17/84المؤرخ في 1984/07/07المتعلق
بالمحاسبة العمومية ،وقانون 21/90المؤرخ في 1990/08/17المتعلق بقوانين
المالية.
14
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1جهاد سعيد خصاونة " ،علم المالية العامة و التشريع الضريبي " ،دار وائل للنشر و التزيع ،عمان -األردن،
الطبعة األولى ،2010 ،ص – ص .25 – 24 :
15
محاضرات في مقياس المالية العامة
المحور الثاني
أساسيات الميزانية العامة
المالية العامة هي مالية الدولة المتجسدة في ميزانيتها العامة ،والميزانية ال
تخرج عن كونها بيان للنفقات واإليرادات العامة الالزمة لتحقيق أهداف الدولة
عامة سواء كانت اقتصادية ،اجتماعية و ثقافية ،سياسية...
وتعد الميزانية العامة للدولة من أهم أدوات التخطيط المالي،كونها األداة
األساسية التي تحدد أهداف الحكومة وسياستها وبرامجها في كيفية استغالل
الموارد وعملية توزيعها أي أنها المرآة العاكسة لمختلف السياسات االقتصادية
واالجتماعية والمالية للدولة ،وتقع على عاتق السلطة التشريعية باعتبارها ممثال
للشعب.
أوال :ماهية الميزانية العامة و دورتها
الميزانية العامة هي اإلطار التنظيمي للكميات المالية للدولة و لبيان ماهيتها
يتوجب علينا التعريف بماهية الميزانية العامة و كذا أهم المراحل التي تمر بها .
– 1تعريف الميزانية العامة:
الميزانية هي التعبير المالي لبرنامج العمل المعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه في
السنة القادمة تحقيقا ألهداف المجتمع1؛
و تعرف على أنها التوقع و الترخيص القانوني لنفقات و إيرادات الدولة ،يتم
المصادقة عليها في قانون المالية الذي يترجم األهداف االقتصادية و المالية
للحكومة من طرف البرلمان2؛
- 1حامد عبد المجيد دراز ،سميرة ابراهيم أيوب " ،مبادئ المالية العامة " ،الدار الجامعية االبراهيمية ،2002 ،ص
.53
2
- Pierre LaLumiere , ‘’ Les finances publiques ‘’, Edition ArmandColin , Paris , Edition
1976 , p 54.
16
محاضرات في مقياس المالية العامة
و تعرف على أنها توقع و إجازة لنفقات و إيرادات الدولة العامة عن فترة زمنية
مقبلة ،سنة في المعتاد ،تعبر عن أهدافها االقتصادية و المالية .1يتضمن هذا
التعريف العناصر التالية:2
الميزانية خطة مالية للدولة :فهي تتضمن جميع أوجه اإلنفاق للدولة التي
و المشاريع التي تنوي الحكومة تنفيذها خالل السنة المالية تشمل البرامج
القادمة ،و وسائل تمويلها من مختلف مصادر اإليرادات للدولة ،و بذلك فإن
الميزانية العامة ينظر إليها بأنها األداة التمويلية لخطة التنمية الشاملة للبالد.
الصفة التقديرية للميزانية العامة :إن جداول النفقات و جداول اإليرادات التي
تتكون منها وثيقة الميزانية العامة ما هي إال أرقام تقريبية و تقديرات متوقعة
لنفقات الدولة و إيراداتها.
سنوية الميزانية العامة :تحضر الميزانية العامة لمدة سنة واحدة في معظم
دول العالم ،و هنالك إمكانية لوضع ميزانية لمدة أقل أو أطول من سنة.
إجازة الجباية و اإلنفاق :قبل البدء في تنفيذ الميزانية فال بد من أن تعرض
على السلطة التشريعية في البالد للموافقة عليها و إجازتها.
الميزانية العامة تعكس األهداف االقتصادية و االجتماعية التي تتبناها الدولة:
تتضمن الميزانية العامة برامج ومشاريع ستنفذ خالل السنة المالية المقبلة و أحيانا
السنوات المالية التي تتلوها و تكون تلك البرامج و المشاريع مدرجة ضمن خطة
التنمية للدولة و يؤدي تنفيذها إلى تحقيق األهداف االقتصادية و االجتماعية للدولة
و تعتبر أداة تساعد في تحقيقها.
الصفة التشريعية للميزانية :قانون الميزانية هو النص المتضمن إقرار السلطة
التشريعية لمشروع الميزانية من قبل الحكومة كل سنة.3
– 2دورة الميزانية العامة:
- 1زينب حسين عوض هللا " ،مبادئ المالية العامة " ،الدار الجامعية ،دون سنة النشر ،ص .247
- 2محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة " ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،2008 ،ص .04
- 3فاطمة سويسي " ،المالية العامة – موازنة الضرائب " ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،طرابلس – لبنان ، 2005 ،ص
.12
17
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1عدنان محسن ظاهر " ،الموازنات العامة في الدول العربية " ،دراسة مقارنة إلعداد و إقرار و تنفيذ الموازنة في
الدول العربية ،دون سنة النشر ،ص .46
- 2الدليل اإلرشادي ألعمال الموازنة للمنظمات غير الحكومية " ،المشروع الدولي للموازنة " ،ديسمبر ،2001ص .26
- 3نفس المرجع ،ص .129
- 4خالد شحاذة الخطيب ،أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .319
18
محاضرات في مقياس المالية العامة
19
محاضرات في مقياس المالية العامة
مما يحدد ما تحقق من فائض أو ما نتج من عجز في نهاية ذلك العام ،يمكن أن
نحصر الفوائد المتوقعة من إعداده فيما يلي:
أداة من أدوات الرقابة على النشاط الحكومي ،فمن خالل البيانات الواردة فيه
تتأكد السلطة التشريعية من مدى التزام السلطة التنفيذية بما أقرته وأجازته السلطة
التشريعية من نفقات؛
يعد وسيلة لمتابعة ما أعدته السلطة التشريعية من برامج وسياسات تتعلق
بنفقات الدولة وإيراداتها من مختلف المصادر الفعلية؛
يعتبر وسيلة الكتشاف نقاط الضعف ونقاط القوة في األداء الحكومي؛
يساعد على تصويب تقديرات الميزانية العامة في السنوات المقبلة ،وبالتالي من
المتوقع أن تقل احتماالت الخطأ في تقديرات الميزانية1؛
تساعد قوانين ضبط الميزانية على كشف التغيرات التي اعترضت نواحي
التنفيذ خالل السنة والمخالفات المالية التي ارتكبت والخلل المحاسبي فيمكن فيما
بعد أن يوضع على ضوئها خطط وسياسات اإلصالح.
تظهر قوانين ضبط الميزانية اإليراد الحقيقي لكل ضريبة وكذلك الرسوم
وإيرادات الخدم ات والموارد األخرى ويفيد ذلك في رسم سياسة ضريبية أو
سياسية مالية مالئمة.2
- 4تقييم تنفيذ الميزانية:
يعرف التقييم على أنه معرفة ما حدث للموارد الحكومية ،والمنافع التي
استخدامها ،والتقييم يمكن أن نتصوره كجزء من التغذية ترتبت على
االسترجاعية أي من خالل رفع التقارير عن حالة النقود ،ومدى تحقيق اإلنجازات
والمعوقات التي تعترض الطريق ،ومما يساعد المخططين وصانعي السياسة على
التعلم من الماضي واتخاذ الخطوات التصحيحية.3
- 1سعيد عبد العزيز عثمان " ،مقدمة في االقتصاد العام " ،مرجع سبق ذكره ،ص .113
- 2عادل فليح علي " ،مالية الدولة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .56
- 3منشورات المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان " ،الموازنات الحكومية في الدول النامية " ،1987 ،سلسلة البحوث
والدراسات العدد ،319ص .139
20
محاضرات في مقياس المالية العامة
فالتقييم يتضمن مراجعة حسابات تكاليف األعمال ،ومقارنتها بما كان مقدرا
لها ،وكذلك مراجعة نت ائج األعمال ،والعائد منها ومقارنتها بما كان مستهدفا منها،
ويمتد التقييم ليشمل قياس المنفعة التي تكون قد عادت على المجتمع من تنفيذ
البرامج والمشروعات العامة المدرجة في الميزانية العامة.1
ويتناول تقييم األداء الحكومي الجوانب التالية:
إعداد دراسات تقنينية عن التكاليف النمطية أو المعيارية لكل نشاط من
األنشطة الحكومية؛
متابعة ما تم تنفيذه من أعمال وأنشطة وبرامج حكومية ،للوقوف على تكلفة
إنجاز كل منها؛
تحديد مدى قدرة وكفاءة الوحدات الحكومية المختلفة على إنجاز األعمال التي
في نطاق اختصاصها ،ومن ثم مدى قدرتها على تحقيق األهداف ،ويتم ذلك من
خالل مقارنة النفقات الفعلية لكل وحدة حكومية بالنفقات النمطية السابق تحديدها،
فمن خالل هذه المقارنة يمكن اكتشاف أي تبديد وسوء استخدام للموارد؛
وضع مجموعة من االقتراحات يمكن من خاللها زيادة كفاءة األداء في مختلف
الوحدات الحكومية سواء التي تتولى جباية األموال العامة أو التي تتولى تنفيذ
برامج اإلنفاق الحكومي.2
وهناك متطلبان أساسيان للتقييم هما:
المعلومات الجيدة؛
المقيمون الجيدون.
ولكي تكون المعلومات مفيدة وجيدة يجب أن تتمتع بهذه الصفات :دقيقة،
وحديثة ،ومحايدة وموثوقة ويمكن تبريرها ،وجمعت وفق قاعدة ثابتة تسمح
بالمقارنة ومتعلقة بالموضوع قيد البحث.
-خالد شحاذة الخطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .326 1
-سعيد عبد العزيز عثمان " ،مقدمة في االقتصاد العام " ،مرجع سبق ذكره ،ص .193 2
21
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1منشورات المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان " ،الموازنات الحكومية في الدول النامية " ،مرجع سبق ذكره ،ص
.146
- 2سليمان اللوزي ،فيصل مراد ،وائل العكشة " ،إدارة الموازنات العامة بين النظرية والتطبيق " ،درا المسيرة للنشر
والتوزيع والطباعة ،عمان ،الطبعة األولى ،1997 ،ص .181
22
محاضرات في مقياس المالية العامة
إن إعداد الميزانية العامة يعتمد على ثالث نشاطات رئيسية هي :تقدير
النفقات وتقدير اإليرادات ومحاولة خلق التوازن بينهما ،إال أن إعداد الميزانية
بشكل متوازن يواجه الكثير من المشاكل منها:
قلة الموارد المالية في الدول النامية نتيجة لضعف البنية االقتصادية بوجه عام،
وتدني مستوى الدخل القومي ،وغيرها من األسباب التي تنعكس بصورة سلبية
على إيرادات الدولة.
تعدد وتنوع األجهزة التي تتولى إعداد المشروع النهائي للميزانية العامة مما
ينعكس سلبيا على إعداد ميزانية واقعية تقدر فيها اإليرادات والنفقات بشكل منطقي
وصحيح مما يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة ،والواقعية التي تساهم في
التنمية بشكل أفضل.1
عدم المقدرة على معرفة القدر المتاح من الموارد بالدول النامية ويتمثل ذلك
بصورة أساسية في مشكلتين فرعيتين هما:
عدم القدرة على جمع المعلومات والبيانات وتبويبها وتنظيمها وحفظها وتداولها
مما يؤدي إلى عجز المشرفين على إعداد الميزانيات عن تحصيل المعلومات
الالزمة لذلك.
عدم المقدرة على بناء جهاز ضريبي أو جهاز إدارة مالية كفء قادرة على
القيام بتحصيل جميع اإليرادات العامة بالمقادير والنسب الحقيقية ،أو تنمية موارد
جديدة قادرة على تغطية االحتياجات المتزايدة إضافة إلى تفشي الرشوة والفساد
اإلداري بين العاملين في هذه األجهزة.2
الزيادة المستمرة في النفقات الحكومية وما يرافق إنفاقها من ضعف في درجة
العقالنية والرشد ،بحيث أنها ال تتجه في معظم الحاالت نحو المجاالت األكثر
نفعا وتلبية احتياجات االقتصاد والمجتمع وأفراده وبالذات األساسية منها.
23
محاضرات في مقياس المالية العامة
اتساع واجبات الدولة أدى إلى انتشار األفكار الحديثة حول الديمقراطية ،و
تطلع دول العالم الثالث إلى ممارسة الحياة المترفة التي يتمتع بها سكان الدول
الصناعية مما جعل الدول في العالم الثالث بحاجة إلى مبالغ كبيرة تحصل عليها في
شكل قروض بفوائد عالية مما يترتب عليها أعباء مالية ضخمة ويؤدي ذلك إلى
حصول خلال في توازن البناء العام للميزانيات العامة في هذه الدول.1
القصور الواضح والشديد في تنفيذ الميزانية سواء ما يتصل منه بتحصيل
اإليرادات أو صرف النفقات ودفعها بسبب ضعف كفاءة جهات التنفيذ وضعف
الجدية واألمانة والحرص التي ترافق قيامها بعمليات تنفيذ الميزانية.
ضعف كفاءة األجهزة الرقابية وضعف فاعلية ما تقوم به من مهام رقابية
سواء ما يتصل منها برقابة السلطة التشريعية ،أو بالرقابة الداخلية ،أو الرقابة
الخارجية وحتى الرقابة المستقلة منها نتيجة ضعف توفر القدرات والخبرات
والتخصصات لديها.2
- 3مشكالت تتعلق بالمصادقة على الميزانيات العامة:
هناك عدة مشكالت تتعلق بالمصادقة على الميزانية العامة بالدول النامية
نذكر منها:
نص الدستور على عدم إجازة المجالس التشريعية القيام بأي تعديل في مشروع
الميزانية العامة دون موافقة الحكومة؛
تأخير تقديم مشروع الميزانية العامة حتى قرب نهاية العام المالي مما ال يتيح
لألجهزة التشريعية الوقت الالزم لدراسة مشروع الميزانية بعمق قبل التصويت
عليه؛
ندرة الكفاءات ذوي الدراية باألمور المالية وسط أعضاء المجالس التشريعية؛
التدخل السيئ لألجهزة التنفيذية في عمليات االقتراح على مشروعات الميزانية
العامة؛
- 1سليمان اللوزي ،فيصل مراد ،وائل العكشة " ،إدارة الموازنات العامة بين النظرية والتطبيق " ،مرجع سبق ذكره،
ص .181
- 2فليح حسن خلف " ،المالية العامة " ،عالم الكتاب الحديث عمان ،الطبعة األولى ،2008 ،ص – ص .328-327 :
24
محاضرات في مقياس المالية العامة
عدم موضوعية االجتماع الذي يدور حول سياسة الدولة وتقديراتها المالية حين
عرض مشروعات الميزانيات العامة للمجالس التشريعية ذلك ألن كثيرا من النواب
ال يفهمون بالضبط ما يدور في معظم الجلسات وال يهتمون عادة بالمصلحة
1
العامة
- 4مشكالت تتعلق بتنفيذ الميزانيات العامة ومتابعتها وتقييمها:
عدم تخويل الموظف الحق بالتصرف في األموال المرصودة في بنود الميزانية
المختلقة إال بعد الرجوع إلى أعلى سلطة بالوزارة أو الدائرة المعنية.
البطء الشديد في إنجاز المعامالت المالية نظرا ألن وزارة المالية مسؤولة عن
جمع اإليرادات ومراقبة التصرف فيها إضافة إلى صالحيات أخرى؛
التحجر والجمود في إجراءات إنجاز المعامالت المالية نتيجة كثرة القوانين
وتضاربها؛
التخوف من تحمل مسؤولية التصديق على المعامالت المالية ،ألن أي
تصديقات بالصرف تتعارض مع اللوائح أو النظم القائمة ربما تؤدي إلى اتهام
الموظف المسؤول بالفساد؛
عدم التقيد ببنود الصرف المصدق عليها في قانون الميزانية؛
عدم شد المسؤولين أثناء تعاملهم مع المبالغ المعتمدة إلدارتهم في بنود
الميزانية خالل السنة المالية المقرر أن يتم فيها الصرف.
فيما يخص الرقابة كما سبق ذكره فإن األجهزة التشريعية هي أجهزة ضعيفة للغاية
ويعتبر وجودها رمزيا فقط ،ويرجع أمر الرقابة الذاتية إلى السلطات السياسية
والتنفيذية مما أدى إلى تسرب الفساد السياسي واإلداري ،كما أنها ال تلعب دورا
مؤثرا ومهما في عملية المسائلة العامة عن أي مظهر من مظاهر الفساد والتالعب
بالمال العام ،كما أن أجهزة تعبئة الرأي العام هي أيضا أجهزة ضعيفة للغاية وذات
فعالية محدودة جدا في الرقابة على الميزانية العامة.
- 5مشكالت تتعلق بإعداد قانون ضبط الميزانية:
- 1علي العربي ،عبد المعطي عساف " ،دورة الموازنة العامة ومشكالتها في الدول النامية " ،مرجع سبق ذكره ،ص
.65
25
محاضرات في مقياس المالية العامة
قانون ضبط الميزانية كما أسلفنا الذكر هو األداة األساسية التي تساعد الجهات
المسؤولة على تقييم تجربة إعداد الميزانية العامة وتنفيذها للعام المالي المنصرم،
ويواجه المسؤولين في إعداد قانون ضبط الميزانية عدة مشكالت نوجزها فيما
يلي:
قلة اإلطارات المدربة التي تملك القدرة والكفاءة المطلوبة إلعداد قانون ضبط
الميزانية وفق التوجيهات الصادرة من وزارة المالية؛
غموض التوجيها ت الصادرة من وزارة المالية إلى الجهات الحكومية األخرى
فيما يخص إعداد الحسابات الختامية وأحيانا تناقضها وتضاربها من عام آلخر؛
عدم مقدرة الجهات التي تقوم بإعداد الحسابات الختامية في مختلف الوزارات
على عرض المشكالت والمعوقات التي تعترض سبيل تنفيذ الميزانية العامة؛
عدم تقيد الجهات الحكومية بتوجيهات وزارة المالية فيا يخص إعداد الحسابات
الختامية مما يفقد الحسابات النمطية المطلوبة التي تساعد المسؤولين بوزارة المالية
على إجراءات التحليالت المالية والمقارنات الالزمة لتقييم أداء الجهاز اإلداري
عبر السنين؛
عدم التزام وزارة المالية بإصدار تعليماتها في األوقات المناسبة التي تساعد في
إعداد الحسابات الختامية؛
عجز الجهات المسؤولة عن إعداد الحسابات الختامية حسب تعاليم وزارة
المالية ومجلس المحاسبة؛
عجز الجهات المسؤولة عن إعداد المذكرة التفسيرية المرافقة لقاون ضبط
الميزانية؛
كثرة المناقالت بين مختلف أبواب وبنود الميزانية العامة دون أخذ اإلذن من
وزارة المالية مما يدل على وجود قدر كبير من التسيب وعدم االنضباط أثناء تنفيذ
الميزانية العامة للدولة؛
تضخم حسابات واألمانات والعهد والحسابات الجارية دون مبرر موضوعي؛
المذكرة التفسيرية :تحتوي على شرحا وافيا لألهداف التي تم إنجازها والتي لم يتم إنجازها مع توضيح األسباب مع بيان
إيرادات ومصروفات الدولة الفعلية خالل العام المنصرم ،كما يحتوي على حسابات التسوية.
26
محاضرات في مقياس المالية العامة
عدم تنفيذ وزارة ال مالية وديوان المحاسبة ببعض التوجيهات التي يصدرها
للجهات الحكومية األخرى مما يجعل هذه األخيرة تستخف بتلك التوجيهات.1
ثالثا :عناصر نظام الميزانية السليم
من الممكن التغلب على المشكالت المتعلقة بعمليات الميزانية التي ال تعمل
بكفاءة ،أو التي تتعلق بوجود نظم سيئة إلدارة الميزانية ،ففي بعض الحاالت
يتطلب األمر تجديد وإصالح بعض الحلقات الضعيفة في المنظومة و في غالبية
األحيان يتطلب األمر تغييرا شامال للمنظومة بكاملها وتطبيق قوانين جديدة لتكون
بمثابة قواعد فعالة لالسترشاد بها ،وعند التعامل مع هذه المسائل ،يجب األخذ في
الحسبان أصل نظام الميزانية السليم والذي يقوم على العناصر التالية:
- 1إطار قانوني لتحديد دور ومسؤوليات المؤسسات بما يتضمن عملية
المراجعة والرقابة؛
- 2ميزانية شاملة تستوعب كافة العمليات المالية للحكومة؛
- 3معلومات وتقديرات دقيقة وفي الوقت المناسب؛
- 4عملية إعداد الميزانية تتميز بالشفافية وتسمح بمشاركة فعالة من قبل
المجتمع المدني والسلطة التشريعية.2
- 1اإلطار القانوني:
وجود إطار قانوني شامل من المكونات األساسية في أي نظام ميزانية سليم
وقوي ،يمكن أن يكون هذا اإلطار عبارة عن جزء من المستندات القانونية
األساسية في الدولة كالدستور أو يمكن إيجاده من خالل تشريعات أخرى ،ومن
األهداف األساسية لإلطار القانوني:
- 1علي العربي ،عبد المعطي عساف " ،دورة الموازنة العامة ومشكالتها في الدول النامية " ،مرجع سبق ذكره ،ص
.70
- 2علي العربي ،عبد المعطي عساف " ،دورة الموازنة العامة ومشكالتها في الدول النامية " ،المرجع السابق ذكره ،ص
.31
27
محاضرات في مقياس المالية العامة
ضمان وضع ضوابط كافية في نظام الميزانية ،حيث أنه يضمن قيام السلطة
التشريعية ومؤسسات التدقيق والمراجعة المستقلة بدورها ،ويقف حائال أمام
السيطرة الكاملة للسلطة التنفيذية على نظام الميزانية؛
توضيح دور ومسؤوليات كل من السلطتين التشريعية والتنفيذية في الميزانية،
وهي من األمور األساسية لتسهيل عملية المسائلة؛
توضيح القواعد واللوائح لتوجيه عملية اتخاذ القرار المتعلق بوضع الميزانية
وإدارة اإليرادات الحكومية واإلنفاق العام.
- Programme des nations unies pour le dèvloppement, “ Parlement, Budget et Genre “,
1
28
محاضرات في مقياس المالية العامة
عرض مستويات النفقات واإليرادات الفعلية يمثل معايير مهمة لمقارنة و تقييم
مقترحات الميزانية.
- 3المعلومات والتقديرات الدقيقة والمناسبة والمحددة في الوقت المناسب:
تعتبر المعلومات الدقيقة التي يتم توفيرها في الوقت المناسب من العناصر
الضرورية لنظام الميزانية السليم ،وتكمن أهميتها فيما يلي:
المعلومات التي تتسم بالجودة تعتبر هامة بالنسبة لكافة مراحل دورة الميزانية؛
كما أنها ضرورية لتحديد نوع وحجم الخدمات العامة التي تمول من خالل
الميزانية وتحديد تأثير إنفاق هذه المخصصات على تحقيق األهداف المرجوة
للسياسة؛
كما تحتاج الميزانية أيضا إلى أن تعتمد على تقديرات دقيقة بصورة معقولة
للموارد المتاحة.1
- 4الشفافية والمشاركة:
كل المعلومات المالئمة والمهمة ألخذ قرارات الميزانية المناسبة يجب أن
تكون متوفرة في شكل سهل المنال وبطريقة منظمة وفي الوقت المراد ،2ألن
الشفاف ية والمشاركة تعكس طبيعة اإلدارة الرشيدة في المجتمع ،وهي قمة العملية
الديمقراطية لوضع الميزانية.
إن شفافية الميزانية يمكن أن تدعمها القوانين التي تنظم اإليرادات الخاصة
بالميزانية وإعداد التقارير االقتصادية والتدقيق والمراجعة.
ويمكن لنظام شفاف إلعداد الميزانية أن يدعم لكنه ال يضمن بالضرورة
مشاركة السلطة التشريعية والمجتمع المدني بالمسائل المتعلقة بالميزانية ،لكن
الشفافية الحقيقية ال تتعلق بتوافر المعلومات فحسب ولكنها مهمة بالنسبة للجدل
- 1الدليل اإلرشادي ألعمال الموازنة للمنظمات غير الحكومية " ،المشروع الدولي للموازنة " ،المرجع السابق ذكره،
ص .35
- Programme des nations unies pour le dèvloppement , “ Parlement, Budget et Genre “, 2
cit P5._op
29
محاضرات في مقياس المالية العامة
المحور الثالث:
اإليرادات العامة
خالل قيام الدولة بتأدية وظائفها فهي بحاجة إلى تأمين التمويل الالزم لهذه
المهام ،و هذا التمويل يكون في شكل إيرادات تتحصل عليها الدولة من مصادر
متعددة ،حيث صاحب تطور دور الدولة في النشاط االقتصادي و زيادة نفقاتها
تطور حجم و أنواع اإليرادات.
أوال :ماهية اإليرادات العامة
تعتبر االيردات العامة موارد الدولة االقتصادية التي توجهها لتمويل اإلنفاق
العام بهدف إشباع حاجات عامة ،و تمر عملية جباية اإليرادات و تحصيلها
بمرحلتين المرحلة اإلدارية و المرحلة المحاسبية
– 1تعريف اإليرادات العامة:
- 1الدليل اإلرشادي ألعمال الموازنة للمنظمات غير الحكومية " ،المشروع الدولي للموازنة " ،مرجع سبق ذكره ،ص
.36-35
30
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1محمد مسعي " ،المحاسبة العمومية " ،دار هدى للطباعة و النشر و التوزيع ،2003 ،ص .58
- 2محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .139
- 3محمد حسين الوادي ،د .زكريا أحمد العزام " ،مبادئ المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .52
- 4المادة 16من القانون 21-90المؤرخ في 15أوت 1990المتعلق بقانون المحاسبة العمومية.
- 5المادة 17من القانون .21-90
31
محاضرات في مقياس المالية العامة
التحصيل :و هو اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الديون العمومية .1أي إدماج
الحقوق المالية في الخزينة العمومية ،و تحصيل اإليرادات يجب أن يتم في إطار
الشرعية بمراعاة الشرطين التاليين:
oالدين يجب أن يكون مستحق أي واجب األداء.
oالدين ال يجب أن يكون متقادم.
ثانيا :تقسيمات اإليرادات العامة
لقد أدى التطور في حجم و نوع اإليرادات العامة إلى تعدد التقسيمات تبعا
الختالف المعيار المستند عليه ،فمنهم من قسمها إلى إيرادات محلية و إيرادات
خارجية و منهم من قسمها إلى إيرادات ضريبية و غير ضريبية ،كما قسمها
البعض إلى إيرادات اقتصادية و إيرادات ائتمانية و أخرى سيادية إلى غير لك من
التقسيمات .و سنتطرق في هذا الجزء إلى أهم المصادر اإلرادية التي تعتمد عليها
الدولة المعاصرة دون االستناد إلى أي نوع من التقسيمات السابقة من خالل
التعرض للضرائب و إيرادات أخرى.2
– 1الضرائب :تعتبر الضرائب اقتطاع مالي إجباري بال مقابل مباشر يهدف
إلشباع حاجة و هي من أهم مصادر اإليرادات.
1 – 1تعريف الضريبة :تعرف الضرائب على أنها فريضة مالية نقدية تأخذها
الدولة جبرا من الوحدات االقتصادية حسب مقدرتها التكليفية من غير مقابل و
بصورة نهائية ،لتمويل النفقات العامة ،و لتحقيق أهداف الدولة النابعة من فلسفتها
السياسية.3
كما يمكن أن نعرفها على أنها استقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة على
األشخاص الطبيعيين و االعتباريين وفقا لقدراتهم التكليفية ،بطريقة نهائية ،و بال
مقابل بقصد تغطية األعباء العامة و لتحقيق تدخل الدولة.4
32
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1كردودي صبرينة " ،تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .79
- 2محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .204
- 3المرجع السابق ذكره ،ص – ص .223 - 219 :
33
محاضرات في مقياس المالية العامة
يقوم معيار التفرقة على أن فيما يخص الضريبة العامة يتعلق األمر بالوصول
إلى وضعية اقتصادية في مجملها أو إلى قيمة إجمالية ،أما فيما يتعلق بالضريبة
الخاصة فتقع على عنصر واحد من النشاط الممارس من طرف المكلف بالضريبة
أو عنصر واحد من دخله.
أما األخذ بنظام الضريبة الموحدة أو نظام الضريبة المتعددة من األشياء التي
تتعلق بالنظام الضريبي في الدولة.
ثالثا :التصنيف القائم على ظروف وضع الضريبة :هنا يمكن التمييز بين الضريبة
التوزيعية و الضريبة القياسية و بين الضريبة النسبية و الضريبة التصاعدية.1
يقصد بالضرائب التوزيعية الضرائب التي تحدد السلطات المالية مقدارها
الكلي ،على أن يوزع على المكلفين تبعا لمقدرتهم على الدفع دون تحديد سعر
الضريبة ،قد تم العدول عنها ألنها ال تتفق مع مبادئ العدالة الضريبية ،أما
الضرائب القياسية فهي الضرائب التي تحدد السلطات المالية سعرها دون تحديد
مقدارها الكلي ،و هي شائعة االستعمال عند كل الدول.2
و يقصد بالضريبة النسبية فرض ضريبة على شكل نسبة معينة من الوعاء
الخاضع لها و ال تتغير بتغير قيمة الوعاء ،و الضريبة التصاعدية فيتغير سعر
الضريبة بتغير حجم وعائها ،فكلما كبر حجم الوعاء زاد السعر.3
رابعا :التصنيف االقتصادي للضريبة :و الهدف من هذا التصنيف هو األخذ بعين
االعتبار الطابع االقتصادي للضريبة .و يضم هذا التصنيف ثالث فئات من
الدخل ،و ضرائب على رأس المال ،و ضرائب الضرائب ضرائب على
على اإلنفاق.
و يقصد بضريبة الدخل الضريبة التي تفرضها الدولة على القيمة النقدية
القابلة للتقدير النقدي و التي تتحقق بصورة دورية منتظمة من مصدر مستمر.
و الضريبة على رأس المال هي التي يكون وعائها رأس المال أو الثروة أي
القيم المملوكة للمكلف بالضريبة.
34
محاضرات في مقياس المالية العامة
أما الضرائب على اإلنفاق فهي تشمل الضرائب غير مباشرة لكونها تفرض
على الدخل بمناسبة إنفاقه.
خامسا :التصنيف القائم على أساس مادة الضريبة :في هذا التصنيف نميز بين
الضرائب على األشخاص و الضرائب على األموال.1
و يقصد بالضريبة على األشخاص الضريبة التي يكون اإلنسان نفسه هو
محل الضريبة أو وعاء الضريبة ،و هي تفرض على األشخاص بحكم وجودهم في
إقليم الدولة بغض امتالكهم للثروة.
و الضريبة على األموال هي الضرائب التي تفرض على أموال الفرد سواء
كانت دخال أو ثروة.
– 2إيرادات أخرى :إضافة إلى الضرائب تستخدم الدولة لتغطية نفقاتها العامة
إيرادات أخرى نذكر منها:
1 – 2الرسوم و اإلتاوات :يقصد بالرسم مبلغ من المال تدفعه المنتفعون إلى
الدولة مقابل خدمة معينة تقدمها إليهم . 2أما اإلتاوة فيقصد بها ذلك المبلغ من المال
الذي تحدده الدولة ،و يدفعه بعض أفراد طبقة مالك العقارات نظير عمل عام قصد
به مصلحة عامة ،فعاد عالوة على ذلك بمنفعة خاصة ،تتمثل في ارتفاع القيمة
الرأسمالية لعقاراتهم.3
2 – 2إيرادات الدولة من ممتلكاتها " الدومين " :تحصل الدولة على جزء من
إيراداتها من غلة األموال التي تملكها ،و لقد شاع استخدام لفظة الدومين في
الدولة ،و يقسم الدومين على نوعين: الدراسات المالية على أمالك
الدومين العام :و يتكون من أموال الدولة المعدة لالستعمال العام كالطرق
و األنهار ...و تخضع ألحكام القانون العام " اإلداري " و العامة و الموانئ
ال يجوز بيعها أو االستالء عليها من طرف األفراد.
- 1محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص – 291ص .293
- 2خالد شحادة الخطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة " مرجع سبق ذكره ،ص .229
- 3كردودي صبرينة " ،تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .81
35
محاضرات في مقياس المالية العامة
36
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1دراوسي مسعود " ،السياسة المالية و دورها في تحقيق التوازن االقتصادي – حالة الجزائر ،"– 2004 – 1990
أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه دولة ،تحت إشراف الدكتور طواهر محمد تهامي ،جامعة الجزائر،2006- 2005 ،
ص .195
37
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .320
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .162
38
محاضرات في مقياس المالية العامة
4 – 2أثر الضريبة على األسعار :ال شك أن الضرائب تعتبر كلفة يتحملها المنتج
لذلك تساهم في رفع األسعار و الخدمات المنتجة ،ألن المنتج يحاول ما استطاع أن
ينقل عبء الضريبة إلى األمام أي إلى المستهلك.1
5 – 2أثر الضريبة في التوزيع :قد ينتج على الضريبة أن يعاد توزيع الدخل و
الثروة بشكل غير عادل ،لصالح الطبقات الغنية على حساب الطبقات الفقيرة ،و
يحدث هذا بالنسبة للضرائب غير المباشرة باعتبارها أشد عبئا على الفئات الفقيرة،
أما الضرائب المباشرة فهي تؤثر على الطبقات الغنية و مستوى االدخار.2
المحور الرابع:
النفقات العامة و تقسيماتها
تعبر النفقات العامة على مجموع ما تنفقه الهيئات العمومية لتحقيق النفع العام
باستعمال اإليرادات العمومية ،و هي من أهم وسائل تدخل الدولة في النشاط
االقتصادي باعتبارها أحد أدوات السياسة المالية ،حيث يمكن لإلنفاق العام أن
يلعب دورا هاما في توجيه و تأطير النشاط االقتصادي و هذا بالنظر إلى حجمه و
أثاره خصوصا و أن بإمكانه أن يمس كل الوحدات االقتصادية.
- 1المرجع السابق ذكره ،ص .163
- 2محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .325
39
محاضرات في مقياس المالية العامة
و عموما تهدف دراسة النفقات العامة إلى معرفة تأثيرها على جميع الميادين
للوصول إلى سياسة إنفاقية عامة تحقق األهداف العامة للدولة.
أوال :ماهية النفقات العامة
لدراسة النفقات العامة يتطلب األمر تبيان ماهيتها من خالل تعريفها و بيان
عناصرها و القواعد التي تحكمها.
– 1تعريف النفقات العامة:
يمكن أن نعرف النفقة العامة على أنها:
مبالغ نقدية تخرج من ذمة شخص عام بهدف تحقيق منفعة عامة.1
مبلغ من النقود تنفقه الدولة لغرض تحقيق نفع عام.2
النفقة العامة كم قابل للتقويم النقدي يأمر بإنفاقه شخص من أشخاص القانون
العام إشباعا لحاجة عامة.3
كما تعرف النفقات العامة بصورة رئيسية بأنها مبلغ نقدي يقوم بدفعه شخص
عام من أجل إشباع حاجة عامة.4
النفقة العامة هي مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية لشخص معنوي عام بقصد
إشباع حاجة عامة.5
النفقات العامة هي مبالغ نقدية أقرت من قبل السلطة التشريعية ليقوم شخص
عام بإنفاقها في توفير سلع و خدمات عامة ،و تحقيق األهداف االقتصادية و
االجتماعية .6
- 1عادل فليح العلي " ،المالية العامة و القانون المالي و الضريبي " ،اثراء للنشر و التوزيع عمان ،الطبعة األولى
،2009ص .38
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .56
- 3حامد عبد المجيد دراز " ،مبادئ المالية العامة " ،االسكندرية ،2000 ،ص .378
- 4محمود حسين الوادي ،زكريا أحمد عزام " ،مبادئ المالية العامة " ،دار مسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،الطبعة
األولى ،2007 ،ص .117
- 5حسين مصطفى حسين " ،المالية العامة " ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة األولى ،2001 ،ص .11
- 6علي خليل سليمان أحمد اللوزي " ،المالية العامة " ،دار زهران للنشر و التوزيع ،عمان – االردن ،2000 ،ص
.89
40
محاضرات في مقياس المالية العامة
من هذه التعاريف نستنتج ثالثة عناصر للنفقة العامة يلزم توافرها سنقوم
بتوضيحها فيما يلي:1
الشكل النقدي للنفقة العامة :يتخذ اإلنفاق الحكومي في الوقت الحالي الشكل
النقدي فالدولة تدفع نقودا مقابل حصولها على السلع و الخدمات التي تحتاج إليها.
صدور النف قة عن هيئة عامة :تتولى الدولة عملية اإلنفاق ،و يقصد بالدولة هنا
الوزارات و المصالح ،و المؤسسات العامة و غيرها من األجهزة الحكومية التي
ترصد لها الدولة إعتمادات مالية في ميزانيتها ،تقوم بإنفاقها لتقديم خدمات
للمواطنين و لحمايتهم و لتوفير الرفاهية لهم.
هدف ا لنفقة المنفعة العامة :إن الغرض من اإلنفاق العام هو إشباع الحاجات
العامة ،و يقصد هنا بالحاجات العامة جميع األعمال و الخدمات التي تحقق إشباعها
منفعة جماعية ،و يدخل القيام بها ضمن واجبات الدولة .و للخدمة أو السلعة
العمومية خاصيتين أساسيتين يمكن توضيحهما فيمايلي :2أنها غير قابلة لالستثناء ،
و غير قابلة للتنافس.
و في الجزائر يمر تنفيذ النفقات العمومية بأربعة مراحل رئيسية هي االلتزام،
التصفية ،و األمر بالصرف أو تحرير الحواالت ،و الدفع.3
االلتزام :االلتزام هو التصرف الذي بمقتضاه تنشئ هيئة عمومية ما أو تثبت
عليها التزاما ينتج عنه عبء.4
التصفية :تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية و تحديد المبلغ
الصحيح للنفقات العمومية ، 5و التصفية تتم على عمليتين متفرقتين و متكاملتين:
oإثبات أداء الخدمة من طرف الدائن و مطابقة هذا األداء لشروط االلتزام
بالنفقة.
- 1محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة " ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،2008 ،ص .287
2
- Lauraence S. Seidman , ‘’Public Finance ‘’ , McGraw – Hill/Irwin , New York , 2009 , P
58.
- 3المادة 15من القانون 21-90الصادر بـ 1990-08-15المتعلق بالمحاسبة العمومية.
- 4المادة 19من نفس القانون.
- 5المادة 20من نفس القانون.
41
محاضرات في مقياس المالية العامة
oضبط مبلغ النفقة على أساس اإلثباتات التي تمت أثناء التحقيق في أداء
الخدمة.
األمر بالصرف أو تحرير الحوالة :و يعد اإلجراء الذي يأمر بموجبه دفع
النفقات العمومية . 1أي أنه عبارة عن قرار إداري يعطي بموجبه األمر للمحاسب
العمومي المخصص لدفع النفقة المصفاة.
الدفع :يعد الدفع اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي.2
و لتنفيذ النفقات العمومية يجب أن يحترم شرطين أساسين:
الشرط الشكلي" :توفر اإلعتمادات " أي أن نفقات الهيئات العمومية يجب
أن تكون مقدرة في ميزانيتها ،و ترتكز على استعمال اإلعتمادات المبررة.
الشرط الموضوعي :تواجد الدين على عاتق الدولة.
42
محاضرات في مقياس المالية العامة
النفقات العامة العادية :و هي تلك النفقات التي تنفق بشكل دوري و منتظم
سنويا دون أن يعني هذا االنتظام و التكرار ثبات مقدار النفقة أو تكرارها بالحجم
ذاته ،و مثالها الرواتب و األجور.1
النفقات العامة غير العادية :و هي تلك النفقات التي ال تتجدد بصورة دورية بل
يغلب عليها الطابع العرضي و غير المتوقع أي أنها تلك النفقات التي تظهر الحاجة
إليها في لحظات غير متوقعة و بالتالي ال يمكن توقع حجمها كالنفقات الحربية و
نفقات الكوارث الطبيعية.2
ثانيا :تقسيم النفقات من حيث مقابلها:
يعد االقتصادي Pigouأول من اعتمد هذا التصنيف و هو ال يزال يظهر في
مفردات بعض الميزانيات لكن تحت اصطالحات مختلفة و يمكن أن نميز هنا بين
نوعين من النفقات ،نفقات حقيقية و نفقات تحويلية.3
النفقات الحقيقية:هي تلك النفقات التي تقوم بها الدولة مقابل الحصول على
السلع و الخدمات الالزمة لحياة االدارات و تسيير المصالح العامة ،أي أنها نفقات
تعود بالنفع المباشر على الدولة.
النفقات التحويلية :و هي تلك النفقات التي تنفقها الدولة بهدف نقل الدخل من فئة
اجتماعية إلى أخرى لتحقيق أهداف معينة ليست دائما اقتصادية .أي أنها النفقات
التي تقود إلى إعادة توزيع الدخل القومي بين أفراد المجتمع دون أن تلتزم بتقديم
العمومية ،و يمكن أن تستخدم لتحقيق أغراض أي سلعة أو خدمات للسلطات
مالية أو اقتصادية أو اجتماعية.
ثالثا :تقسيم النفقات العامة من حيث أثارها
يمكن تقسيم النفقات العامة حسب أثارها إلى نفقات إنتاجية و نفقات استهالكية.4
43
محاضرات في مقياس المالية العامة
نفقات إنتاجية :و هي النفقات التي تعطي دخال أي لها مردودا اقتصاديا ،أي
أنها النفقات التي تساهم في زيادة التكوين الرأسمالي للدولة و توسيع الطاقة
اإلنتاجية.
نفقات استهالكية " الجارية " :و هي النفقات التي ليس لها مردودا اقتصاديا
مثالها النفقات الالزمة لضمان سير المرافق العامة.
رابعا :تقسيم النفقات حسب نطاق سريانها
تقسم النفقات حسب نطاق سريانها إلى نفقات مركزية و أخرى محلية.1
النفقات المركزية :و هي التي تخص كيان الدولة و جميع أقاليمها مثل نفقات
الدفاع و األمن و إنشاء المشاريع االقتصادية اإلستراتيجية ،و يتولى أمر إنفاقها
السلطة المركزية.
النفقات المحلية :فهي التي تخص مدينة أو منطقة معينة مثل تقديم الخدمات
البلدية و تبليط الشوارع و مد شبكات الماء و الكهرباء ،...و يتولى أمر إنفاقها
السلطة المحلية.
خامسا :تقسيم النفقات حسب قابلية منافعها للتجزئة
يتم التمييز بين هذه النفقات تبعا لما إذا كانت المنافع المترتبة عليها قابلة لالنقسام
أو غير قابلة لالنقسام ،أو بعبارة أخرى تقسم النفقات تبعا لطبيعة المنفعة المتولدة
عنها أو الخدمة الناتجة عنها فنكون أمام نوعين:2
المنافع أو الخدمات القابلة للتجزئة :و هي تلك المنافع أو الخدمات التي يمكن
تحديد أو تقدير نصيب الفرد منها ،و بالتالي إمكانية تحديد قيمتها مثل خدمات النقل
العام أو الخدمات الصحية و المشروعات اإلنتاجية.
المنافع أو الخدمات غير القابلة للتجزئة :و هي تلك المنافع أو الخدمات التي ال
يمكن تحديد نصيب الفرد منها ،و مثالها الخدمات التقليدية للدولة كمرفق األمن و
الجيش و القضاء و بعبارة أخرى نفقات اإلدارة العامة للدولة.
- 1سعيد محمد العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .63
- 2عادل فليح العلي " ،المالية العامة و القانون المالي و الضريبي " ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .79 - 78 :
44
محاضرات في مقياس المالية العامة
45
محاضرات في مقياس المالية العامة
النفقات الجارية :هي النفقات الالزمة لسير الجهاز اإلداري للدولة و بقية
المرافق العامة ،مثل الرواتب و األجور .هذه النفقات ال تساهم في تكوين رأس
المال بل هي نفقات استهالكية أو تشغيلية.
– 3تقسيم النفقات العامة وفق المشرع الجزائري :تقسم نفقات الميزانية العامة
وفق المشرع الجزائري في مدونة.
و تتجسد مدونة نفقات الميزانية من خالل ميزانية نفقات التجهيز و ميزانية
نفقات التسيير.1
1 – 3مدونة نفقات التسيير :تنقسم نفقات التسيير للميزانية العامة في الجزائر
إلى أربعة أبواب و عناوين ،تجمع هذه األبواب في قسمين :األول يتمثل في
ميزانية األعباء المشتركة التي تحتوي على الباب األول و الثاني و جزء من
البابين الثالث و الرابع ،أما القسم الثاني فهو ميزانية الحكومة الموزعة أو الوزارية
المتكونة من الباب الثالث و الرابع " أي أن الباب الثالث و الرابع يتواجدان في
نفقات كل الوزارات ".
و تظهر نفقات التسيير في ميزانية الدولة في الجدول ( ب) الملحق بقانون
المالية لكل سنة ،و يحتوي الجدول على:
نفقات موزعة حسب الدوائر الوزارية؛
نفقا ت غير موزعة " أعباء مشتركة ".
و تندرج تحت هاذين القسمين األبواب األربعة و هي:2
أعباء الدين العمومي؛
مخصصات السلطات العمومية؛
النفقات الخاصة بوسائل المصالح؛
التدخالت العمومية.
- 1مفتاح فاطمة " ،تحديث النظام الميزاني الجزائري " ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير ،تخصص
تسيير المالية العامة ،إشراف البروفسور باركة محمد الزين ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ، 2010 – 2009 ،ص .54
- 2المادة 24من القانون .17 – 84
46
محاضرات في مقياس المالية العامة
47
محاضرات في مقياس المالية العامة
السكن؛
مواضيع مختلفة.
المخططات البلدية للتنمية.
العمليات برأسمال :و تتمثل في:
تخفيض نسب الفوائد؛
اإلعانات و تبعات التهيئة العمرانية؛
التخصيصات للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري و
مراكز البحث و التنمية؛
االحتياطات المخصصة للمناطق الواجب ترقيتها؛
نفقات برأسمال؛
احتياطي لنفقات غير متوقعة؛
صندوق دعم االستثمار.
ثانيا :تصنيف نفقات التجهيز حسب تسييرها :يمكن تصنيف نفقات التجهيز
العمومي إلى ثالثة أصناف حسب الجهة المكلفة بتسييرها:
البرامج القطاعية الممركزة :تتعلق بالعمليات المسجلة باسم اإلدارات
المركزية " الوزارات " أو المؤسسات العمومية الموضوعة تحت وصايتهم و كذا
و اإلدارات المتخصصة. المؤسسات التي تتمتع باالستقالل المالي
البرامج القطاعية الغير ممركزة :تتعلق ببرامج التجهيز المسجلة باسم الوالي.
المخططات البلدية للتنمية :بالنسبة للعمليات التي تخضع في تسييرها للبلديات،
حيث يكون موضوع هذه البرامج األعمال ذات األولوية في التنمية و منها على
الخصوص التزويد بالماء الصالح للشرب ،و التطهير ،و الطرق.
ثانيا :أثار النفقات العامة
48
محاضرات في مقياس المالية العامة
إن دور النفقات العامة في االقتصاد لم يعد محايد بل على العكس يقوم بدور
اجتماعي و اقتصادي و سياسي هام طبقا ألهداف الخطة القومية ،و نظرا لما لها
من أهمية في رسم برامج سياسة المالية العامة و كذا سياسة االقتصاد الوطني فإنه
لها أثار مباشرة و غير مباشرة على جميع المستويات ،ركزنا دراستنا على اآلثار
االقتصادية بهدف معرفة النتائج المترتبة على تغير حجم اإلنفاق العام على
المتغيرات االقتصادية الرئيسية من ثم على مستوى النشاط االقتصادي كافة.
- 1اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة
اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة هي تلك اآلثار التي تحدثها النفقات
العامة بصورة فورية و أولية ،و تشمل أثار النفقات على الدخل القومي ،و
االستهالك القومي و على االدخار القومي و على االستخدام و توزيع الدخل.
1 -1اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة على الدخل القومي
الدخل القومي يعبر عن مجموع عوائد عناصر اإلنتاج مقابل مساهمتها في
العمليات اإلنتاجية خالل فترة معينة من الزمن.1
و من المعروف أن مستوى الدخل القومي يرتبط بحجم اإلنفاق القومي ،و لما
كان اإلنفاق العام هو احد مكونات اإلنفاق القومي كان له أثر على حجم الدخل
القومي يتمثل في أن اإلنفاق العام يزيد من حجم الموارد االقتصادية و يرفع من
درجة تأهيلها و تنظيمها بوصفها من أهم العوامل المحددة للطاقة اإلنتاجية ألي
مجتمع . 2أي أنه كلما زاد اإلنفاق العام يزيد اإلنفاق القومي مما يؤدي إلى ارتفاع
الدخل القومي.
2- 1اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة على االستهالك القومي
يمكن إيضاح آثار النفقات العامة على زيادة مستوى االستهالك من عدة طرق
أهمها:3
زيادة اإلنفاق العام االستهالكي :و هذا واضح من اآلتي:
- 1عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،الدار الجامعية ،1987 ،ص .306
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .92
- 3محمود حسين الوادي ،د .زكريا أحمد عزام " ،مبادئ المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .149
49
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .96
50
محاضرات في مقياس المالية العامة
يعد هدف رفع مستوى االستخدام احد أهم أهداف السياسة المالية ،و النفقات
العامة أهم أدواتها في هذا المجال ،و من الناحية العلمية ال يمكن الوصول إلى
مستوى اال ستخدام الكامل ألنها حالة قد تكون افتراضية إذ ال بد من معدل طبيعي
لمستوى البطالة يكون مقبول.
و تلعب الحالة االقتصادية و تقلبات الدورة االقتصادية ما بين حالة االنتعاش
أو الركود أثرا حاسما في مستوى االستخدام ،و عليه يظهر دور اإلنفاق العام كأداة
مؤثرة تسعى لخلق التوازن في هذا المتغير ،فاإلنفاق العام يتصدى لمشكلة البطالة
و ينخرط عدد كبير منهم إلى ما حيث تتكدس السلع و يقل الطلب على العمالة
يعرف بجيش العاطلين و أمام هذه الصورة تبادر الدولة بزيادة اإلنفاق االستثماري
و االستهالكي في مشاريع مختلفة من أجل رفع مستوى التشغيل و خلق دخول
قادرة على امتصاص السلع المكدسة و تحريك عجلة االقتصاد.
أما في فترة االنتعاش ،حيث يزداد إنفاق األفراد بما يكفل تحقيق االستخدام
الكامل بحيث يتزايد الطلب على السلع و الخدمات إلى مستوى يبلغ فيه موجهة
الضغوط التضخمية ،تحاول السلطات عندئذ الحد من إنفاقها حتى ال تزيد المسألة
تفاقما ،و تتخذ إجراءات معينة المتصاص الفائض من وسائل الدفع المتاحة لتقييد
الطلب و كبح الضغوط التضخمية.1
5 - 1اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة على توزيع الدخل القومي
للنفقات العامة آثار مباشرة في مجال إعادة توزيع الدخل بين فئات و أفراد
المجتمع ،و عادة ما تكون هذه العملية لصالح أصحاب الدخول المنخفضة على
حساب أصحاب الدخول المرتفعة و يتم ذلك من خالل عدة صور للنفقات العامة
منها:2
تقديم إعانات مباشرة على شكل معاشات للمتقاعدين و إعانات البطالة و
الشيخوخة.
اإلنفاق على الخدمات األساسية في المجتمع مما يجعلها تقدم مجانا للمواطنين
مثل التعليم المجاني و الخدمات الصحية.
- 1نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،د .منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع
سبق ذكره ،ص .65
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .97
51
محاضرات في مقياس المالية العامة
أثر
المعجل
توسيع الطاقة استثمار مولد زيادة مضاعفة في
اإلنتاجية لمواجهة اإلنتاج
" لتعجيل اإلنتاج "
الطلب المحفز
- 1نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق
ذكره ،ص67
52
محاضرات في مقياس المالية العامة
المصدر :نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل
الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،دار المناهج للنشر و التوزيع عمان،
الطبعة األولى ،2005ص .66
1 – 2أثر المضاعف
المضاعف يبين النسبة بين الزيادة اإلجمالية في الدخل القومي و الزيادة
األولية في اإلنفاق ،أي أنه يبين عدد المرات التي يتضاعف بها أثر الزيادة في
االستثمار و ذلك عن طريق التأثير على االستهالك و بالتالي على الدخل القومي.
فأهمية المضاعف تتوقف على أهمية الزيادة في النفقات االستهالكية بمعنى
أنه يرتبط ارتباطا طرديا بالميل الحدي لالستهالك و ارتباطا عكسيا بالميل الحدي
لالدخار.
و يمكن إثبات هذا األثر بواسطة البرهان التالي:1
نستطيع اشتقاق هذه العالقة وفق الصيغة التاليةY= C+I:
حيث أنه Y :تمثل الدخل القومي.
Cتمثل االستهالك القومي.
Iتمثل االستثمار القومي.
إن أي تغيير في Yسوف يؤدي إلى التغيير في Cو Iأي:
و بقسمة طرفي المعادلة على ∆ Yيصبح:
- 1نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،د .منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع
سبق ذكره ،ص – ص .69- 68 :
53
محاضرات في مقياس المالية العامة
حيث يمثل:
أي :
أي كل استخدام للدخل فيما عدا االستهالك يعد تسربا يعمل على تخفيض
المضاعف بتقليل الميل الحدي لالستهالك ،كاالدخار أو سداد ديون مصرفية أو
أو إنفاق الستزاد سلع من الخارج إذ أن هذا استثمار في رؤوس أموال قائمة
اإلنفاق يفيد المنتجين خارج البالد .
1
- 1عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .314
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .97
54
محاضرات في مقياس المالية العامة
وجود مرونة في المعروض من رأس المال العامل الالزم لزيادة حجم اإلنتاج.
لهذه األسباب فإن آلية المضاعف ال تعمل في البلدان النامية ،بل تؤدي زيادة
اإلنفاق الممول عن طريق عجز الميزانية إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار
بمعدل أكبر من معدل الزيادة في اإلنتاج و االستخدام.
2 - 2أثر المعجل
بينما يظهر المضاعف أثر التغيرات في االستثمار على االستهالك يبين
المعجل أثر التغير في االستهالك على االستثمار ،و تسمى هذه الظاهرة بمبدأ
تعجيل الطلب المشتق ،ألن الطلب على السلع االستثمارية يشتق من الطلب على
السلع و الخدمات االستهالكية التي توجد نتيجة له ،فزيادة الطلب على السلع
االستهالكية يؤدي إلى تغير أكبر في اإلنفاق االستثماري.1
المعجل بأنه "تلك العملية التى بموجبها تؤدى التغيرات
ِّ و يمكن تعريف مبدأ
في الطلب علي السلع االستهالكية إلي تغيرات بنسبة أكبر في الطلب علي المعدات
والمعجل هو عامل ينزع إلي زيادة حدة فترات
ِّ الرأسمالية المستخدمة في إنتاجها".
الرخاء أو فترات الكساد في االقتصاد القومي .
2
فالمعجل إذن يبين نسبة التغير في االستثمار إلى التغير في االستهالك أي أنه
يمكن حسابه بواسطة العالقة التالية :3المعجل
- 1عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .315
- 2مقالة بعنوان " أثر المعجل " مأخوذة من الموقع االلكترونيwww.mangol.com/topic/?t=38615 :
- 3سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .101
- 4عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .317
55
محاضرات في مقياس المالية العامة
56
محاضرات في مقياس المالية العامة
هذه األنماط تندرج ضمن األشكال الرئيسية للدولة " الدولة الحارسة ،الدولة
المنتجة ،الدولة المتدخلة ".1
ففي الدولة الحارسة يتحدد دور الدولة على أساس الحرية االقتصادية ،و
وجهة نظر المدافعين عن هذا الدور للدولة تقوم على أساس قانون ساي للمنافذ "
له ،و اإلنتاج هو الذي يخلق منافذ اإلنتاج ".2 العرض يخلق الطلب المساوي
أي أن الدولة تتبنى أسلوب المالية المحايدة و التي تحصر مهامها في الوظائف
األساسية للدولة " األمن ،الدفاع ،القضاء " فإن حدود اإلنفاق العام سوف تضيق
لتقتصر على تمويل نشاط الدولة في تنفيذ المهام األساسية لها لهذا سوف نشهد
حدود ضيقة للنفقات العامة تتناسب مع شكل الدولة الحارسة.3
أما في ظل الدولة المتدخلة فنجد أن الدولة قد زاد دورها في الحياة االقتصادية
و االجتماعية و أخذت تتخلى عن التقيد بوظائفها السابقة كدولة حارسة ،من
خالل إنشاء المشاريع االقتصادية و معالجة األزمات االقتصادية و تنمية االقتصاد
الوطني ،و المحافظة على النمو و االستقرار االقتصادي و االجتماعي .و العمل
على زيادة رفاهية أبناء المجتمع ،هذه الوظائف الجديدة تطلبت المزيد من اإلنفاق
مما أدى إلى رفع نسبة النفقات العامة من الدخل القومي.4
و في ظل الدولة المنتجة أين تمتلك الدولة وسائل اإلنتاج ،و تسيطر على
و التوزيع و التي تستخدم أسلوب التحليل المالي حيث تتسع عملية اإلنتاج
حدود النفقات العامة لكي تصبح قادرة على استيعاب النشاط المتصاعد للدولة
المنتجة.5
2 - 1تقلبات مستوى النشاط االقتصادي و حركة الدورة االقتصادية
يخضع النشاط االقتصادي إلى تقلبات تبعا لحركة الدورة االقتصادية ،و هذه
األخيرة تخضع لنوبات متعاقبة من مستوى النشاط االقتصادي.
- 1نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق
ذكره ،ص .43
- 2عادل فليح العلي " ،المالية العامة و القانون المالي و الضريبي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .48
- 3نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،د .منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع
سبق ذكره ،ص .44
- 4سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .75
- 5نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع
سبق ذكره ،ص .44
57
محاضرات في مقياس المالية العامة
االنتعاش الكساد
الركود
المصدر :نوزاد عبد الرحمن هيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي" ،
المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،دار المناهج للنشر و
التوزيع عمان ،الطبعة األولى ،2005ص .45
الفكر االقتصادي الكالسيكي يؤمن بوجود عالقة طردية بين مستوى النشاط
و حجم النفقات العامة .فكلما تحسن مستوى النشاط االقتصادي االقتصادي
زادت النفقات العامة و العكس صحيح ،أما بعد ظهور النظرية العامة لكينز عام
1939فقد صارت النفقات العامة تمثل احد األدوات المستخدمة للتأثير في مستوى
النشاط االقتصادي.
ففي حالة االنتعاش االقتصادي تقوم الدولة بتخفيض حجم حجم إنفاقها العام
لتجنب ظهور آثار التضخم أو على األقل التخفيف منها.
أما في حالة الركود و الكساد االقتصادي فإن الدولة تلجأ إلى زيادة حجم
اإلنفاق لرفع مستوى الطلب الفعال بما يسمح بتحقيق االستخدام الكامل و القضاء
على البطالة.
إن أنواع النفقات العامة تتحسس للحالة االقتصادية بدرجات متفاوتة فمثال
اإلنفاق الجاري ال يتحسس بدرجة عالية لمستوى النشاط االقتصادي إال أنه
يتحسس أكثر عند االرتفاع مما هو عليه عند االنخفاض .و ذلك لعدم مرونة بعض
النفقات كالرواتب و األجور ،أما اإلعانات فإنها تتأثر بشكل معاكس لحالة النشاط
- 1المرجع السابق ذكره ،ص .45
58
محاضرات في مقياس المالية العامة
االقتصادي إذ تزيد في حالة الكساد و االنكماش و تقل في حالة االنتعاش .و بشكل
عام فإن درجة تحسس النفقات العامة للنشاط االقتصادي تعتمد بدرجة كبيرة على
درجة تدخل الدولة في االقتصاد ،فكلما زاد تدخلها زادت معه درجة تحسس
النفقات العامة لمستوى النشا االقتصادي و العكس صحيح.1
3 - 1المقدرة المالية للدولة
المقدرة المالية للدولة تمثل قدرة االقتصاد الوطني على تكوين إيرادات
للدولة ،و تتوقف هذه المقدرة على عدد من القدرات الفرعية المتمثلة في:
المقدرة التكليفية " المتعلقة بالضرائب " و يقصد بها قدرة الوحدات االقتصادية
على اإلسهام في دفع الضرائب ،أي بلوغ أقصى حصيلة ضريبية يمكن اقتطاعها
من الدخل القومي.
المقدرة االقراضية المتعلقة بالقروض و نعني بها قدرة الدولة في الحصول
على اإليرادات المالية من األفراد أو الشركات من خالل االقتراض منهم بواسطة
طرح السندات الحكومية للبيع .2و يمكن إيضاح هذه العوامل بواسطة الشكل
التالي:
الشكل رقم ( : )04العوامل المؤثرة في القدرة المالية للدولة.
المقدرة المالية
المقدرة المقدرة
للدولة
االفتراضية التكليفية
- 2نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق
ذكره ،ص .49
الدخل الدخل
الفردي القومي
59
طبيعة الحصيلة
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .257
60
محاضرات في مقياس المالية العامة
فيكون النمو الحقيقي لإلنفاق العام هو التعبير النقدي لتلك الزيادة في حجم الخدمات
العامة و نوعيتها.1
و هناك عدة أسباب تؤدي إلى الزيادة الحقيقية في النفقات العامة منها:
األسباب االقتصادية :أهم العوامل االقتصادية التي تؤدي إلى زيادة النفقات
العامة يمكن توضيحها فيما يلي:2
زيادة الثروة و نمو الدخل القومي؛
توسع دور الدولة االقتصادي.
األسباب االجتماعية :تعتبر األسباب االجتماعية عوامل أخرى أدت إلى زيادة
النفقات العامة للدولة فالفلسفة المتدخلة لم تعمل على إحالل سياسة اقتصادية جديدة
محل سياسة اقتصادية قديمة فحسب و إنما إلى إحالل سياسة اجتماعية جديدة محل
سياسة اجتماعية قديمة .3و هذا ساعد في ظهور عوامل أدت إلى زيادة حجم
النفقات العامة يمكن حصرها فيما يلي:
زيادة عدد السكان و نمو الوعي االجتماعي ؛
اتساع المدن؛
األسباب السياسية :تعد األسباب أو الجوانب السياسية عامال آخر يضاف إلى
العوامل األخرى في مجال زيادة النفقات العامة للدولة ،و تتمثل العوامل السياسية
و تعمق مسؤولية الدولة اتجاه أفرادها و في انتشا ر المبادئ الديمقراطية
خروج الدول أو المجتمع من حالة العزلة في مجال العالقات الخارجية إلى مجال
االنفتاح في تلك العالقات.
األسباب اإلدارية :يؤدي اتساع نشاطات الدولة ،و تعدد وظائفها ،نتيجة لتطور
سياسة الدولة في المجاالت االجتماعية ،و االقتصادية ،و السياسية إلى إنشاء العديد
و األجهزة الحكومية للقيام بالخدمات المطلوبة ،و من الوزارات و المصالح
- 1محمد حسين الوادي ،د .زكريا أحمد عزام " ،مبادئ المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .125
- 2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .82
- 3عادل فليح العلي " ،المالية العامة و القانون المالي و الضريبي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .65
61
محاضرات في مقياس المالية العامة
يسبب ذلك زيادة في عدد الوظائف و الموظفين في جهاز الدولة ،و يؤدي إلى
زيادة كبيرة في النفقات العامة.1
األسباب المالية :من األسباب المالية التي تساعد على زيادة النفقات العامة،
سهولة االقتراض و وجود فائض في اإليرادات تجمع من السنوات السابقة و
كون ماال احتياطيا كبيرا ،فهذان العامالن يشجعان الحكومات على زيادة اإلنفاق.
األسباب العسكرية :نمو النفقات العسكرية يشكل عامال رئيسيا الزدياد النفقات
العامة في العصر الحديث ،فقد أصبح اإلنفاق العسكري يشكل حدود 15- 10
و يتجاوز 30من الناتج القومي اإلجمالي في الدول في الدول المتقدمة
و التقدم التكنولوجي يتوقع أن النامية ،و مع تصاعد التوترات الدولية
يتصاعد هذا النوع من اإلنفاق العام و قد أكد هذا إصدارات صندوق النقد العربي
حيث تشير إلى أن نسبة تخصيصات اإلنفاق العام ألغراض األمن و الدفاع تصل
إلى 25من إجمالي النفقات العامة للدول العربية لعام 2001و البالغة حوالي
209مليار دوالر.2
2 - 2النمو الظاهري للنفقات العامة:
يعني أنه هناك زيادة في األرقام النقدية لإلنفاق العام دون أن يكون هناك
زيادة رقمية أي زيادة في حجم السلع و الخدمات العامة المقدمة من الحكومة.
فيكون النمو الظاهري هو زيادة رقمية فقط تعبر عن زيادة ظاهرية لإلنفاق العام و
ال تعكس أي زيادة في حجم الخدمات العامة أو تحسين مستواها.3
و يمكن حصر أسباب هذه الزيادة فيما يلي:
انخفاض القوة الشرائية للنقود :يؤدي انخفاض القوة الشرائية للنقود ،نتيجة
الرتفاع مستوى األسعار السلع و الخدمات إلى زيادة عدد الوحدات النقدية التي
تدفعها الدولة للحصول على السلع و الخدمات الالزمة لها ،حتى و لو اقتصرت
و السلع التي كانت تشتريها على تأمين نفس المقادير و الكميات من الخدمات
في السابق و بذلك ال تعتبر الزيادة في النفقات العامة في هذه الحالة زيادة حقيقية
- 1محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .324
- 2نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع
سبق ذكره ،ص .60
- 3محمد حسين الوادي ،زكريا أحمد عزام " ،مبادئ المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .125
62
محاضرات في مقياس المالية العامة
أنها ال تؤدي إلى زيادة في حجم السلع و الخدمات ،أو تحسين في نوعيتها ،عما
كانت عليه في السابق . 1و يمكن الرجوع إلى العالقة التالية الستخراج الزيادة
الحقيقية في النفقات العامة باستبعاد الزيادة الظاهرية العائدة إلى الزيادة في مستوى
األسعار:2
التغير في القواعد المالية المتبعة :أي اختالف الطرق المحاسبية المتبعة في
تسجيل النفقات العامة في الميزانية فقديما كان مبدأ اإليرادات الضافية هو المبدأ
السائد بمعنى أن يخصم من حصيلة إيرادات الضرائب تكاليف جبايتها ،فال يظهر
في هذه الميزانية إال اإليراد الصافي للضرائب ،و في ذلك تسجيل للنفقات العامة
بأقل ما أنفق في الواقع ،أما في العصر الحديث فتظهر الميزانية كافة أنواع
المصروفات و كافة اإليرادات ،و الزيادة هنا زيادة ظاهرية و ليست حقيقية و
ترجع إلى اختالف في فن قيد النفقات العامة في الميزانية.3
اتساع إقليم الدولة و زيادة السكان :تؤدي الزيادة الحاصلة في السكان و
اتساع الدولة بانضمام إقليم أو أقاليم جديدة ،اتجاه النفقات العامة للدولة إلى الزيادة
بهدف مواجهة مطالب أعداد السكان المتزايد و األقاليم الجديدة ،و تعد هذه الزيادة
في النفقات العامة زيادة ظاهرية أي زيادة رقمية فحسب لكونها ال تنتج بسبب
التوسع في أنواع الخدمات و ال تحسينها نوعا ،و إنما لمواجهة الطلب اإلضافي
على تلك الخدمات ذاتها من قبل األعداد المتزايدة للسكان و احتياجات األقاليم
الجديدة مما يدفع بالدولة إلى زيادة إنفاقها العام.4
- 1محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .325
- 2نوزاد عبد الرحمن الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة " ،مرجع سبق
ذكره ،ص .55
- 3عبد الكريم صادق بركات " ،االقتصاد المالي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .260
- 4عادل فليح العلي " ،المالية العامة و القانون المالي و الضريبي " ،مرجع سبق ذكره ،ص .62
63
محاضرات في مقياس المالية العامة
المحور الخامس
الرقابة المالية في الجزائر
تقوم الجزائر بتسخير هياكل رقابية متعددة من أجل ضمان السير الحسن
للمالية العامة و حسن استغالل األموال العامة ،و تطبيق مبادئ الشفافية و الحكم
الرشيد.
أوال :الرقابة اإلدارية
تعبر الرقابة اإلدارية عن مختلف أنواع الرقابة التي تمارس من قبل إدارات
الهيئات العمومية نفسها أو من قبل إدارات أخرى ،و بواسطة موظفين متخصصين
أو موظفين آخرين تكون من بين صالحياتهم ممارسة بعض أعمال الرقابة على
تنفيذ العمليات المالية.
و على الرغم من تعدد أنواع الرقابة اإلدارية حسب طبيعة نشاط مختلف
و خصوصيات مهامها و تنظيمها ،فإنه يمكن حصر أهمها الهيئات العمومية
في الرقابة المالية القبلية و رقابة المفتشية العامة للمالية .
1
64
محاضرات في مقياس المالية العامة
1 – 1الرقابة على النفقات الملتزم بها :هذا النوع من الرقابة يمنع من ارتكاب
و المخالفات المالية ،لذلك يطلق عليها اسم الرقابة الوقائية ،و األخطاء
يتكفل بها المراقب المالي بمساعدة مراقبين ماليين مساعدين يعينهم جميعا وزير
المالية.
أ – تعريف المراقب المالي و مجال رقابته :هو شخص تابع لوزارة المالية و يتم
تعيينه بمقتضى قرار وزاري يمضيه الوزير المكلف بالميزانية ،و يكون مقره
الوزارة المعين بها أو على مستوى الوالية و يعمل بمساعدة مساعدين له يعينون
بموجب قرار وزاري ،و رقابة المراقب المالي هي رقابة شرعية و ليست مراقبة
مالئمة ،إذ أنها تقوم على رقابة شرعية النفقة.1
و تطبق رقابة المراقب المالي على عدة ميزانيات و هي كاآلتي:2
الحسابات الخاصة بالخزينة؛
نفقات ميزانية الوالية؛
نفقات المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛
ميزانيات المؤسسات و اإلدارات التابعة للدولة؛
الميزانيات الملحقة.
و يمارس المراقب المالي رقابته من خالل التأشيرة التي يمنحها لآلمر بالصرف
بعد التأكد من شرعية النفقة ،و القرارات الخاضعة لرقابته هي:3
قرارات التعيين و التثبيت و القرارات التي تخص الحياة المهنية للموظفين
و دفع مرتباتهم باستثناء الترقية في الدرجة؛
الجداول االسمية التي تعد عند إقفال السنة المالية؛
-1بن داوود إبراهيم " ،الرقابة المالية على النفقات العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .129
-2المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 414 – 92المؤرخ في 1992/11/14المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات العمومية
التي يلتزم بها.
-3المواد 07 – 06 – 05من المرسوم التنفيذي .414 – 92
65
محاضرات في مقياس المالية العامة
الجداول األصلية األولية التي تعد في بداية السنة ،و الجداول األصلية
المعدلة التي تطرأ أثناء السنة المالية؛
االلتزام بنفقات التسيير و التجهيز و االستثمار؛
كل التزام مدعم بسند الطلب أو الفاتورة الشكلية عندما ال يتعدى المبلغ
المستوى المحدد إلبرام الصفقات العمومية؛
كل مقرر وزاري يتضمن إعانة أو تفويضا باالعتماد أو تكفال باإللحاق أو
تحويل االعتمادات؛
ك ل التزام يتعلق بتسديد مصاريف التكاليف الملحقة و النفقات التي
تصرف من اإلدارة مباشرة و المثبتة بفاتورات نهائية.
كما يرسل المراقب المالي في نهاية كل سنة مالية إلى الوزير المكلف
بالميزانية على سبيل العرض ،و إلى اآلمر بالصرف على سبيل اإلعالم تقرير
يستعرض في ه شروط التنفيذ و الصعوبات التي لقيها إن وجدت في مجال تطبيق
العمومية ،و كذا كل التنظيم ،و المخالفات التي الحظها في تسيير األمالك
االقتراحات التي من شأنها أن تحسن شروط صرف الميزانية.
ب – شروط منح التأشيرة من طرف المراقب المالي :لكي يمنح المراقب المالي
تأشيرته يجب عليه مراعاة الشروط التالية:1
صفة اآلمر بالصرف؛
مطابقة للقانون و التعليمات؛
توفر المناصب أو االعتمادات المالية؛
التخصيص القانوني للنفقة؛
مطابقة مبلغ االلتزام للعناصر المثبتة في الوثيقة المرفقة؛
وجود التأشيرات أو اآلراء المسبقة التي سلمتها السلطة اإلدارية المؤهلة
لهذا الغرض قد نص عليه التنظيم جاري العمل به.
-1المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم . 414 – 92
66
محاضرات في مقياس المالية العامة
ج – نتائج مراقبة المراقب المالي :بعد الفحص الدقيق لبطاقة االلتزام و أوراق
الثبوتية المرفقة لها ،و في اآلجال المحددة قانونا ب 10أيام يقوم المراقب المالي
باتخاذ قرا ره إما بقبول االلتزام و وضع التأشيرة أو رفض االلتزام سواء كان مؤقتا
أو نهائيا.
حالة قبول التأشيرة :إذا استوفت النفقات الملتزم بها الشروط المحددة في
المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم 414 – 92يقوم المراقب المالي بقبول
االلتزام و وضع تأشيرته.
حالة رفض التأشيرة :يمكن للمراقب المالي رفض التأشير على
و التي ال تطابق اإلجراءات المعمول بها ،و هذا االلتزامات غير نظامية
الرفض إما يكون بصفة نهائية أو صفة مؤقتة ،حيث يتعين تبرير الرفض و تقديم
الوثائق القانونية الالزمة.1
و يكون ذلك حسب مايلي:
الرفض المؤقت :إن الرفض المؤقت لمشاريع االلتزام يكون في الحاالت
التالية:2
اقتراح التزام مشوب بمخالفات التنظيم القابلة للتصحيح؛
انعدام أو نقصان وثائق الثبوتية المطلوبة؛
نسيان بيان هام في الوثائق المرفقة.
الرفض النهائي :يعلل الرفض النهائي ب:3
عدم مطابقة اقتراح االلتزام للقوانين و التنظيمات المعمول بها؛
عدم توافر االعتماد و المناصب المالية؛
Manuel de contrôle des Dépenses engages , Ministère des finance- DGB – 2007 , P 107 – 1
108.
-2المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم . 414 – 92
-3المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم . 414 – 92
67
محاضرات في مقياس المالية العامة
68
محاضرات في مقياس المالية العامة
-1المادة 03من المرسوم 311 – 91المؤرخ في 1991/09/07المتعلق بتعيين المحاسبيين العموميين و اعتمادهم.
-2المادة 06 – 05 – 04من المرسوم 311 – 91
69
محاضرات في مقياس المالية العامة
مجلس المحاسبة؛
المؤسسات ذات الطابع اإلداري باستثناء المحاسبين العاملين في
و التكوين ،الذين يتم اعتمادهم بناءا على تفويض المؤسسات التربية
من الوزير المكلف بالمالية.
و بناءا على اقتراح من وزير المكلف بالبريد و المواصالت السلكية و
الالسلكية يقوم الوزير المكلف بالمالية بتعيين محاسبي البريد و المواصالت
السلكية و الالسلكية.
ب – شروط دفع النفقات :قبل منح اعتماد أي نفقة يتوجب على المحاسب العمومي
مراعاة الشروط التالية:1
مطابقة العملية مع القوانين و األنظمة المعمول بها؛
صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له؛
شرعية عملية تصفيىة النفقات؛
توفر االعتمادات؛
أن الديون لم تسقط آجالها أو أنها محل معارضة؛
الطابع االبرائي للدفع؛
تأشيرات عملية المراقبة التي نصت عليها القوانين و األنظمة المعمول
بها؛
الصحة القانونية للمكسب االبرائي.
ج – شروط تحصيل اإليرادات :يتعين على المحاسب العمومي قبل التكفل بسندات
اإليرادات التي يصدرها اآلمر بالصرف أن يتحقق مما يلي:2
70
محاضرات في مقياس المالية العامة
71
محاضرات في مقياس المالية العامة
و يجب أن يتضمن األمر بالتسخير زيادة على األسباب المبررة لذلك عبارة "
يطلب من المحاسب أن يدفع في كل عملية إنفاق مرفوض دفعها".1
و إذا امتثل الحاسب العمومي للتسخير تبرأ ذمته من المسؤولية الشخصية و
المالية.2
و يتوجب عليه أن يقدم تقريرا بذلك إلى الوزير المكلف خالل 15يوم يذكر فيه
األسباب الداعية إلى رفض الدفع.3
غير أنه يجب على المحاسب العمومي أن يرفض االمتثال للتسخير إذا كان الرفض
معلال بما يلي:4
عدم توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة إلى الدولة؛
عدم توفر أموال الخزينة؛
إنعدام إثبات أداء الخدمة؛
طابع النفقة غير ابرائي؛
انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة أو تأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة
إذا كان ذلك منصوصا عليه في التنظيم المعمول به.
3 – 1الرقابة من طرف الهيئات المتخصصة :من بين الهيئات المتخصصة في
الرقابة على األموال العموميةنجد:
أ – لجنة الصفقات العمومية :تخضع الصفقات التي تبرمها المصالح المتعاقدة
للرقابة قبل دخولها حيز التنفيذ و قبل تنفيذها و بعده.5
و تمارس عمليات الرقابة التي تخضع لها الصفقات في شكل رقابة داخلية و رقابة
خارجية و رقابة الوصاية.1
-1المادة 02من المرسوم التنفيذي .314 _ 91
-2المادة 48من القانون 21 _ 90الفقرة االولى.
-3المادة 03من المرسوم التنفيذي .314 _ 91
-4المادة 48من القانون 21 _ 90الفقرة الثانية.
-5المادة 116من المرسوم الرئاسي رقم 236 – 10المؤرخ في 2010/10/07المتضمن تنظيم الصفقات العمومية،
المعدل و المتمم.
72
محاضرات في مقياس المالية العامة
و هناك لجان مختلفة تتولى تحضير الصفقات العمومية و اتمام تراتيبها ،و بالتالي
رقابتها و هذه اللجان تتمثل في اللجنة الوطنية لمراقبة الصفقات العمومية ،و اللجنة
الوزارية و كذلك اللجنة الوالئية و اللجنة البلدية ،و لجنة المصلحة المتعاقدة.2
ب – مفتش الوظيف العمومي:تمارس رقابة قبلية على كل العقود المتعلقة بتسيير
الوسائل البشرية و كذا قرارات التعيين و الحركات و نهاية أو توقيف العالقة
المهنية.
ج – رقابة محافظ الحسابات :يعرف محافظ الحسابات على أنه كل شخص
يمارس بصفة عادية بإسمه الخاص و تحت مسؤوليته مهنة الشهادة بصحة و
انتظامية حسابات الشركات و الهيئات المعنية برقابة محافظ الحسابات.
و يعمل محافظ الحسابات على مراقبة مايلي:
الشركات التجارية؛
المؤسسات العمومية االقتصادية؛
المؤسسات المالية.
و يتمتع محافظ الحسابات بالصالحيات التالية:
التأكد من صحة االحصاءات و الحسابات الواردة في المحاسبة العامة
لهذة المؤسسة؛
متابعة تنفيذ الميزانيات و الحسابات الخاصة بهذه المؤسسة؛
مراقبة العمليات التي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على
الهيئة الخاضعة لرقابتهم؛ التمتع بكل االمكانات و الوسائل ألجل البحث و
التحري في عين المكان على الوثائق و الدفاتر و ال يلتزم اتجاههم بالسر
المهني ،و تعتبر اآلراء التي يقدمها محافظ الحسابات ملزمة في األخذ بها من
قبل الهيئات الخاضعة لرقابتهم.3
73
محاضرات في مقياس المالية العامة
- 1محمد مسعي" المحاسبة العمومية " ،مرجع سبق ذكره ،ص .144
-2أخبار المالية ،نشرة شهرية تصدر عن وزارة المالية ،العدد ، 12سبتمبر ،2008ص .08
74
محاضرات في مقياس المالية العامة
75
محاضرات في مقياس المالية العامة
متوفرة .أي أنه تحدد عمليات المفتشية العامة للمالية في برنامج سنوي و يضبظ
هذا البرنامج الوزير المكلف بالمالية و يقرر حسب األهداف المحددة و تبعا لطلبات
أعضاء الحكومة أو الهيئات أو المؤسسات المؤهلة.1
تتم المراقبة التي تجريها المفتشية العامة للمالية بناءا على الوثائق و في عين
و التحقيقات بصفة فجائية أما المهام المتعلقة المكان و تجرى المراجعات
بالدراسات أو الخبرات المحتملة تكون موضوع تبليغ مسبق .2أي تكون المراقبة
عن طريق فرق التفتيش و البعثات التفتيشية و ذلك على أساس الوثائق من
حسابات و مستندات اإلثبات ،كما تجرى المعاينات و التحقيقات بصورة فجائية.
بعد انتهاء عملية الرقابة يقدم المفتشون تقرير كتابي يشمل كافة مالحظاتهم و
تقييماتهم حول فعالية و كفاية تسيير المصلحة أو الهيئة المراقبة أو الخاضعة
للتقويم االقتصادي و المالي و كذا اقتراح التدابير التي من شأنها تحسين ذلك
التسيير و نتائجه .يقدم التقرير إلى السيد وزير المالية الذي يقرر ما يجب أن يتخذ
من إجراءات و تدابير شأن تقارير المفتشية.
76
محاضرات في مقياس المالية العامة
77
محاضرات في مقياس المالية العامة
-1بن داوود ابراهيم " ،الرقابة المالية على النفقات العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .158
78
محاضرات في مقياس المالية العامة
،و يتأكد من وجود آليات و إجراءات رقابية داخلية موثوقة و يقدم كل التوصيات
التي يراها مالئمة لتحسين الفعالية.
كما يقوم مجلس المحاسبة بمراقبة شروط منح و استعمال اإلعانات و المساعدات
المالية التي منحتها الدولة و الجماعات اإلقليمية و المرافق و الهيئات العمومية
الخاضعة لرقابته.
تهدف هذه الرقابة إلى التأكد من مدى توفر الشروط المطلوبة لمنح هذه المساعدات
و مطابقة استعمالها مع الغايات التي منحت من أجلها.
يتأكد مجلس المحاسبة عند االقتضاء من مدى اتخاذ الهيئات المستفيدة على مستوى
تسييرها ،الترتيب المالئمة قصد الحد من اللجوء إلى هذه المساعدات و الوفاء
بالتزاماتها المحتملة إزاء الدولة و الجماعات اإلقليمية و المرافق العمومية التي
منحتها هذه المساعدات و تجنب استعمال الضمانات التي تكون قد منحتها.1
79
محاضرات في مقياس المالية العامة
كما يمنح مجلس المحاسبة االبراء بقرار نهائي الى المحاسب الذي لم تسجل
على مسؤوليته أية مخالفة بصدد التسيير الذي تم فحصه؛
يضع مجلس المحاسبة المحاسب في حالة مدين اذا سجل على ذمته نقص مبلغ
أو صرف نفقة غير قانونية أو غير مبررة أو إيراد غير محصل.
4 – 2رقابة االنضباط في مجال تسيير الميزانية و المالية :يمكن لمجلس
المحاسبة في هذا االطار أن يعاقب على:1
80
محاضرات في مقياس المالية العامة
1 – 3مذكرة التقييم :بعد إجراء عمليات مراقبة التسيير يقوم مجلس المحاسبة
بإعداد تقييم نهائي يتضمن كل التوصيات و االقتراحات بغرض تحسين فعالية و
مردودية الهيئات و المصالح العمومية الخاضعة لرقابته و يرسلها أيضا إلى
مسؤولي هذه الهيئات و إلى الوزراء و السلطات اإلدارية المعنية.
2 – 3اإلجراء المستعجل :و الذي من خالله يخطر رئيس مجلس المحاسبة و
يطلع السلطات السلمية أو الوصية أو كل سلطة معنية إذا ما تطلب األمر ذلك.
-1بن داوود ابراهيم " ،الرقابة المالية على النفقات العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .166 – 165 :
81
محاضرات في مقياس المالية العامة
3 – 3المذكرة المبدئية :و بموجبها يقوم رئيس مجلس المحاسبة بإطالع السلطة
المعنية بالنقائص المسجلة في النصوص المتعلقة بشروط استعمال و تسيير و تقدير
و مراقبة أموال الهيئات و المصالح العمومية الخاضعة لرقابته.
4 – 3التقرير المفصل :يسجل فيه كل الوقائع التي يمكن أن توصف بالوصف
الجزائي و التي الحظها مجلس المحاسبة أثناء ممارسة رقابته ،يوجه الناظر العام
هذا التقرير إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا مصحوبا بمجمل الملف.
5 – 3التقرير التقييمي حول المشروع التمهيدي لقانون ضبط الميزانية :ترسل
الحكومة هذا التقرير بعد أن يقوم بإعداده مجلس المحاسبة إلى الهيئة التشريعية
مرفقا بمشروع القانون المرتبط به.
6 – 3التقرير السنوي :يعد مجلس المحاسبة تقريرا سنويا و يرسله إلى رئيس
الجمهورية ،يبين التقرير السنوي المعاينات و المالحظات و التقييمات الناجمة عن
األشغال و التحريات مجلس المحاسبة مرفقة بآراء و ردود المسؤولين و الممثلين
القانونيين و السلطات الوصية المعنية و يتم نشر هذا التقرير السنوي في الجريدة
الرسمية .و ترسل نسخة من هذا التقرير إلى الهيئة التشريعية و بهذا يتعين في
األخير على السلطات اإلدارية و على مسؤولي الهيئات التشريعية الخاضعة
للرقابة إطالع مجلس المحاسبة بالنتائج المترتبة عن رقابته.
ثالثا :الرقابة السياسية
تتولى البرلمانات في الدول الديمقراطية مباشرة الرقابة التشريعية على تنفيذ
الميزانية العامة للدولة ،فإذا كانت المجالس هي التي تقوم باعتماد الميزانية فإنه
من الطبيعي أن يمنح لها حق الرقابة على تنفيذها للتأكد من سالمة و صحة تنفيذها
على النحو الذي اعتمدتها و إجازتها به .و من بين األهداف األساسية لعملية الرقابة
البرلمانية أنها تحرص على التطبيق السليم و الشرعي لقوانين المالية المصادق
عليها.1
و تت مثل هذه الرقابة في الرقابة البرلمانية للمجلس الشعبي الوطني ،و رقابة
المجالس الشعبية المحلية.
-1عوابدي عمار " ،مكانة آليات األسئلة الشفوية و الكتابية في عملية الرقابة البرلمانية " ،مجلة الفكر البرلماني ،عدد
، 13جوان ،2006ص .118
82
محاضرات في مقياس المالية العامة
-1بن داوود ابراهيم " ،الرقابة المالية على النفقات العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .180 – 179 :
83
محاضرات في مقياس المالية العامة
العامة إال إذا كان ذلك مستندا على تدابير من شأنها الزيادة في إيرادات الدولة أو
توفير مبالغ مالية لتغطية زيادة النفقات المقترحة .1و تدرس مشاريع و اقتراحات
القوانين حسب إجراء التصويت مع المناقشة العامة أو التصويت مع المناقشة
المحدودة أو بدون مناقشة.2
التصويت مع المناقشة العامة :و هو اإلجراء العادي لدراسة مشاريع و
القوانين ،و يجري في مرحلتين متتاليتين هما المناقشة العامة و اقتراحات
المناقشة مادة بمادة.3
التصويت مع المناقشة المحدودة :يقرر رئيس المجلس الشعبي الوطني
التصويت مع المناقشة محدودة بناءا على طلب من ممثل الحكومة ،أو اللجنة
القانون ،و في هذه الحالة ال تفتح المختصة ،أو مندوب أصحاب اقتراح
المناقشة العامة ،و بالنسبة للمناقشة مادة بمادة ال يأخذ الكلمة إال ممثل الحكومة ،و
مندوب أصحاب اقتراح القانون ،و رئيس اللجنة المختصة أو مقررها ،و مندوبو
أصحاب التعديالت.4
التصويت بدون مناقشة :يطبق هذا اإلجراء على األوامر التي يعرضها رئيس
الجمهورية على كل غرفة للموافقة عليها ،و ال يمكن تقديم أي تعديل ،كما يعرض
النص كامال للتصويت و المصادقة عليه بدون مناقشة في الموضوع بعد االستماع
إلى تقرير اللجنة المختصة.5
ج – التصويت على مشروع قانون المالية :يصوت المجلس الشعبي الوطني
باالقتراع السري أو باالقتراع العام برفع اليد أو باالقتراع العام السري.6
يصادق البرلمان على مشروع قانون المالية في مدة أقصاها 75يوم من تاريخ
إيداعه ،حيث يصوت المجلس الشعبي الوطني على مشروع قانون المالية في مدة
أقصاها 47يوم من تاريخ إيداعه ،ثم يصوت مجلس األمة على النص المصوت
عليه خالل أجل أقصاه 20يوم ،و في حالة خالف بين الغرفتين يتاح للجنة
-1بن داوود ابراهيم " ،الرقابة المالية على النفقات العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .181 – 180 :
-2المادة 29من القانون عضوي 02 – 99المؤرخ في 1999/03/08الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و
مجلس األمة.
-3المادة 32من القانون العضوي .02 – 99
-4المادة 37من القانون .02 – 99
-5المادة 38من القانون .02 - 99
-6المادة 63من القانون الداخلي للمجلس الشعبي الوطني.
84
محاضرات في مقياس المالية العامة
متساوية األعضاء أجل 08أيام للبت في شأنه ،و في حالة عدم المصادقة ألي
سبب كان خالل األجل المحدد يصدر رئيس الجمهورية مشروع قانون المالية الذي
قدمته الحكومة بأمر له قوة القانون.1
2 – 1الرقابة اآلنية :و تكون هذه الرقابة مالزمة لتنفيذ الميزانية و تكون من
خالل اآلليات التالية:
أ – االستجواب :يعد االستجواب حقا برلمانيا يمكن أعضاء البرلمان من االستفسار
عن العديد من المجاالت و منها :مجاالت اإلنفاق العام ،و سبل العامة لتوجيهها و
كل ما يتعلق بها . 2و يمكن ألعضاء البرلمان استجواب الحكومة بخصوص مسألة
تكون موضوع الساعة.
و يمر هذا االستجواب بالمراحل التالية:
يبلغ رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس األمة نص االستجواب
الذي يوقعه حسب الحالة ،على األقل 30نائبا أو 30عضوا في مجلس األمة ،إلى
رئيس الحكومة خالل 48ساعة الموالية إليداعه3؛
يحدد مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة بالتشاور مع الحكومة
الج لسة التي يدرس االستجواب فيها ،و تكون هذه الجلسة خالل 15يوما على
األكثر الموالية لتاريخ إيداع االستجواب4؛
يقدم مندوب أصحاب االستجواب عرضا يتناول موضوع استجوابه خالل
جلسة المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة المخصصة لهذا الغرض ،و تجيب
الحكومة عن ذلك.5
ب – األسئلة الشفوية و الكتابية :يمكن ألعضاء البرلمان توجيه أي سؤال شفوي
أو كتابي ألي عضو في الحكومة.
األسئلة الشفوية :يمر طرح األسئلة الشفوية بالمراحل التالية:
85
محاضرات في مقياس المالية العامة
يودع نص السؤال الشفوي من قبل صاحبه حسب الحالة ،لدى مكتب المجلس
الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة خالل 10أيام على األقل قبل يوم الجلسة
المقررة لهذا الغرض ،يرسل رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس
األمة السؤال فورا إلى رئيس الحكومة1؛
تخصص خالل الدورات العادية جلسة كل 15يوم لألسئلة الشفوية المطروحة
على أعضاء الحكومة ،و يحدد اليوم الذي يتم تناول األسئلة الشفوية بالتشاور بين
مكتبي غرفتي البرلمان و باالتفاق مع الحكومة ،و ال يمكن لعضو البرلمان أن
يطرح أكثر من سؤال في كل جلسة ،و يتم ضبط عدد األسئلة التي يتعين على
أعضاء الحكومة اإلجابة عليها باالتفاق بين مكتب كل غرفة و الحكومة2؛
يعرض صاحب السؤال الشفوي سؤاله ،و يمكن لصاحب السؤال إثر جواب
3
عضو الحكومة أن يتناول الكلمة من جديد كما يمكن لعضو الحكومة أن يرد عليه.
األسئلة الكتابية :كذلك يمكن ألعضاء البرلمان أن يقوموا بطرح أي سؤال كتابي
على أعضاء الحكومة.
و يمر السؤال الكتابي بالمراحل التالية:
يودع نص السؤال الكتابي من قبل صاحبه حسب الحالة ،لدى المجلس الشعبي
الوطني أو مكتب مجلس األمة ،يرسل رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس
مجلس األمة السؤال فورا إلى رئيس الحكومة4؛
يكون جواب عضو الحكومة عن السؤال الكتابي الذي وجه إليه على شكل
كتابي خالل أجل 30يوما الموالية لتبليغ السؤال الكتابي ،و يودع الجواب حسب
الحالة لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة و يبلغ إلى
صاحبه5؛
86
محاضرات في مقياس المالية العامة
إذا رأت إحدى الغرفتين أن جواب عضو الحكومة الشفوي أو الكتابي يبرر
إجراء مناقشة ،تفتح هذه المناقشة مقتصرة على عناصر السؤال الكتابي أو الشفوي
المطروح على عضو الحكومة.1
ج – لجان التحقيق :هي لجان مؤقتة يتم إنشاءها من طرف المجلس الشعبي
الوطني أو مجلس األمة ،تنتهي مهمتها بإيداع تقريرها أو على األكثر بانقضاء
06أشهر قابلة للتمديد ابتداءا من تاريخ المصادقة على الئحة إنشائها ،و ال يمكن
أن يعاد تشكيلها لنفس الموضوع قبل انقضاء 12شهرا من تاريخ انتهاء مهمتها.2
يمكن لهذه اللجان أن تستمع إلى أي شخص و أن تعاين أي مكان و أن تطلع على
أي وثيقة ترى أن لها عالقة بموضوع التحقيق .3و تمر إجراءات التحقيق
بالمراحل التالية:4
يرسل رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس األمة ،حسب
الحالة ،إلى رئيس الحكومة طلبات االستماع ألعضاء الحكومة؛
يضبط برنامج االستماع إلى أعضاء الحكومة باالتفاق مع رئيس
الحكومة؛
يوجه االستدعاء مرفوقا ببرنامج المعاينات و الزيارات إلى إطارات
المؤسسات و اإلدارات العمومية و أعوانها قصد المعاينة الميدانية لالستماع
إليهم عن طريق السلطة السلمية التي يتبعونها ،و يعد عدم االمتثال أمام لجنة
التحقيق تقصيرا جسيما يدون في التقرير و تتحمل السلطة السلمية التي
يتبعونها كامل مسؤولياتها؛
يسلم التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني
أو رئيس مجلس األمة حسب الحالة.5
3 – 1الرقابة البعدية :و تتجسد هذه الرقابة في العديد من اآلليات الموضوعة
تحت تصرف البرلمان بغرفتيه و تتمثل هذه اآلليات في :
-1المادة 74من القانون العضوي .02 – 99
-2المادة 80من القانون العضوي .02 – 99
-3المادة 83من القانون العضوي .02 – 99الفقرة األولى.
-4المادة 83من القانون العضوي .02 – 99الفقرة الثانية.
-5المادة 85من القانون العضوي .02 – 99
87
محاضرات في مقياس المالية العامة
أ – قانون ضبط الميزانية :تقدم الحكومة لكل غرفة من البرلمان عرضا عن
استعمال االعتمادات المالية التي أقرتها لكل سنة مالية و تختم السنة المالية فيما
يخص البرلمان بالتصويت على قانون يتضمن تسوية الميزانية للسنة المالية
المعنية من قبل كل غرفة من البرلمان.1
ب – التقارير السنوية :يتلقى المجلس الشعبي الوطني العديد من التقارير في إطار
رقابته التي يمارسها و تتمثل هذه التقارير فيما يلي:2
التقرير السنوي لتنفيذ المخطط الوطني للتنمية؛
التقرير السنوي للجنتين المركزيتين للصفقات العمومية؛
التقرير السنوي للمفتشية العامة للمالية؛
تقارير المجالس الوالئية و البلدية المتعلقة بالرقابة؛
التقارير السنوية عن نشاطات المؤسسات العمومية؛
تقارير مجال عمل المؤسسات العمومية المتعلقة بالرقابة؛
التقرير السنوي لمجلس المحاسبة.
ج – بيان السياسة العامة :تقدم الحكومة كل سنة ابتداءا من تاريخ المصادقة على
برنامجها إلى المجلس الشعبي الوطني ،بيانا عن السياسة العامة ،يترتب على هذا
البيان إجراء مناقشة تتناول عمل الحكومة.3
د – ملتمس الرقابة :يمكن للمجلس الشعبي الوطني أثناء مناقشته لبيان السياسة
العامة للحكومة أن يصوت على ملتمس الرقابة ينصب على مسؤولية الحكومة ،و
يجب أن يوقع ملتمس الرقابة ليكون مقبوال سبع عدد النواب على األقل .4و تتم
الموافقة على ملتمس الرقابة بأغلبية النواب 3/2و ال يتم التصويت بعد 03أيام
88
محاضرات في مقياس المالية العامة
من تاريخ إيداع ملتمس الرقابة ،و إن صادق المجلس الشعبي الوطني على ملتمس
الرقابة يقدم رئيس الحكومة استقالة حكومته.1
– 2رقابة المجالس الشعبية المحلية
يقوم كل من المجلس الشعبي البلدي و المجلس الشعبي الوالئي بعملية المراقبة
على تسيير األموال العمومية وفق ما سنتطرق له.
1 – 2رقابة المجالس الشعبية البلدية :تتجسد هذه الرقابة من خالل سلطة
المجلس الشعبي البلدي في تكوين لجان تكتسي الطابع الدائم و المؤقت توكل لها
مهمة التدقيق و التحقيق في أي مسألة ذات أهمية خاصة ما يتعلق بالمجال
االقتصادي و المالي.
يكلف رئيس المجلس الشعبي البلدي و تحت مراقبة المجلس بجمع األموال التي
تكفل ضمان الحماية األموال العامة و على رأسها اإلذن باإلنفاق ،و يختص
المجلس الشعبي البلدي بالتصويت على ميزانية البلدية بابا بابا و مادة مادة للوقوف
على أوجه اإلنفاق المحددة قانونا.2
2 – 2رقابة المجالس الشعبية الوالئية :تمتاز جلسات المجالس الشعبية الوالئية
بالعلنية و يمكن ألي مواطن اإلطالع على المداوالت و حتى أخذ نسخة من
محاضرها .و لتفعيل الدور الرقابي لهذه المجالس منحت لها سلطة إنشاء لجان
دائمة خاصة في مجال االقتصاد و المالية بل و لها أن تنشئ لجانا مؤقتة تتولى
دراسة القضايا التي تهم الوالية ،و التي يحق لها أن تستعين بخبرات الخبراء و
المختصين في أدائها لمهامها ،باإلضافة إلى اللجان العامة تخول للمجلس الشعبي
الوالئي أن ينشأ لجانا مختصة للتحقيق و الرقابة و تسخر لها كل السلطات ألداء
وظائفها ،و عن ميزانية الوالية نجد المجلس الشعبي الوالئي هو من يتولى
التصويت عليها و يتولى ضبطها على أساس التوازن و يتخذ كل التدابير الالزمة
لمعالجة حاالت العجز الطارئة.3
89
محاضرات في مقياس المالية العامة
قائمة المراجع:
.1خالد شحادة الخطيب ،حمد زهير الشامية " ،أسس المالية العامة " ،دار
وائل للنشر و التوزيع عمان ،الطبعة الثانية .2005
.2سعيد على العبيدي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،دار دجلة ناشرون و
موزعون عمان ،الطبعة األولى . 2011
.3محمد عباس محرزي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،ديوان المطبوعات
الجامعية الجزائر ،الطبعة الثانية .2005
.4علي زغدود " ،المالية العامة " ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر
.2005
.5محمد الصغير بعلي ،يسري أبو العالء " ،المالية العامة " ،دار العلوم للنشر
و التوزيع عنابة الجزائر.2003 ،
.6خبابة عبد اللطيف " ،أساسيات في اقتصاد المالية العامة " ،مؤسسة شباب
الجامعة.2009 ،
.7عادل فليح العلي " ،مالية الدولة " ،دار زهران للنشر و التوزيع عمان،
.2008
.8مصطفى الفار " ،اإلدارة المالية العامة " ،دار أسامة للنشر والتوزيع عمان -
األردن ،الطبعة األولى.2008 ،
.9هدى العزاوي " ،اقتصاديات المالية العامة " ،دار ميسرة للنشر والتوزيع
عمان ،الطبعة األولى.2007 ،
.10طارق الحاج " ،المالية العامة " ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،الطبعة
األولى.2009 ،
.11هاشم الجعفري " ،مبادئ المالية العامة والتشريع المالي " ،جامعة بغداد،
مطبعة سليمان ،الطبعة الثالثة ،سنة ..1968
90
محاضرات في مقياس المالية العامة
- .12جهاد سعيد خصاونة " ،علم المالية العامة و التشريع الضريبي " ،
دار وائل للنشر و التزيع ،عمان -األردن ،الطبعة األولى .2010 ،
- .13حامد عبد المجيد دراز ،سميرة ابراهيم أيوب " ،مبادئ المالية العامة "
،الدار الجامعية االبراهيمية .2002 ،
14. - Pierre LaLumiere , ‘’ Les finances publiques ‘’,
Edition ArmandColin , Paris , Edition 1976.
- .15زينب حسين عوض هللا " ،مبادئ المالية العامة " ،الدار الجامعية ،دون
سنة النشر.
.16محمد شاكر عصفور " ،أصول الموازنة العامة " ،دار المسيرة للنشر و
التوزيع و الطباعة.2008 ،
.17فاطمة سويسي " ،المالية العامة – موازنة الضرائب " ،المؤسسة الحديثة
للكتاب ،طرابلس – لبنان .2005 ،
.18عدنان محسن ظاهر " ،الموازنات العامة في الدول العربية " ،دراسة
مقارنة إلعداد و إقرار و تنفيذ الموازنة في الدول العربية ،دون سنة النشر.
.19الدليل اإلرشادي ألعمال الموازنة للمنظمات غير الحكومية " ،المشروع
الدولي للموازنة " ،ديسمبر .2001
.20سعيد عبد العزيز عثمان " ،مقدمة في االقتصاد العام " ،الجزء األول،
الدار الجامعية للطباعة والنشر ،لبنان ،بدون سنة نشر.
.21طارق الحاج " ،المالية العامة " ،دار صفاء للطباعة و النشر و التوزيع
،الطبعة االولى . 2009 ،
.22عبد الحميد بن ناصر " ،التخطيط وترشيد االختيارات الموازنية " ،رسالة
ماجستير ،فرع تخطيط ،تحت إشراف د .قدي عبد المجيد ،جامعة الجزائر،
معهد العلوم االقتصادية ،السنة الجامعية .1998-1997
.23منشورات المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان " ،الموازنات الحكومية
في الدول النامية " ،1987 ،سلسلة البحوث والدراسات العدد .319
.24سليمان اللوزي ،فيصل مراد ،وائل العكشة " ،إدارة الموازنات العامة بين
النظرية والتطبيق " ،درا المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،الطبعة
األولى.1997 ،
.25علي العربي ،عبد المعطي عساف " ،دورة الموازنة العامة ومشكالتها في
الدول النامية " ،جامعة الدول العربية المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،إدارة
91
محاضرات في مقياس المالية العامة
92
محاضرات في مقياس المالية العامة
.43محمد مسعى " ،المحاسبة العمومية " ،دار هدى للطباعة و النشر و
التوزيع ،الجزائر ،الطبعة الثانية منقحة.2003 ،
.44المرسوم التنفيذي رقم 414 – 92المؤرخ في 1992/11/14المتعلق
بالرقابة السابقة للنفقات العمومية التي يلتزم بها.
Manuel de contrôle des Dépenses engages , Ministère .45
des finance- DGB – 2007 , P 107 – 108
.46المرسوم 311 – 91المؤرخ في 1991/09/07المتعلق بتعيين المحاسبيين
العموميين و اعتمادهم.
.47المرسوم التنفيذي رقم 46 – 93المؤرخ في 1993/02/06المحدد آلجال
دفع النفقات و تحصيل االيرادات.
.48المادة 116من المرسوم الرئاسي رقم 236 – 10المؤرخ في
2010/10/07المتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،المعدل و المتمم.
.49أخبار المالية ،نشرة شهرية تصدر عن وزارة المالية ،العدد ، 12سبتمبر
.2008
.50القانون رقم .20 – 95
.51عوابدي عمار " ،مكانة آليات األسئلة الشفوية و الكتابية في عملية
الرقابة البرلمانية " ،مجلة الفكر البرلماني ،عدد ، 13جوان .2006
.52القانون عضوي 02 – 99المؤرخ في 1999/03/08الذي يحدد تنظيم
المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة.
.53دستور .1996
93
محاضرات في مقياس المالية العامة
.54مولود ديدان " ،أبحاث في اإلصالح المالي " ،دار بلقيس ،الجزائر،
.2010
.55القانون 08 – 90المؤرخ في 1990/04/17المتضمن قانون البلدية.
.56القانون 09 – 90المؤرخ في 1990/04/17المتضمن قانون الوالية.
94