You are on page 1of 20

‫نظام الملكية العقارية المشتركة‬

‫قريدة محمد‬
‫كلية الحقوق‪ .‬جامعة قسنطينة ‪1‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يف ظل الرتسخ الدائم واملستمر لواقع امللكية العقارية املشرتكة‪ ،‬نشأت عالقات‬
‫ومعامالت بني كافة املعنيني هبذا العقار‪ ،‬سواء كانوا مالكيه الشركاء‪ ،‬أو شاغليه أو‬
‫اهليئات أو األفراد‪ ،‬واهلدف منها هو حسن التنظيم والتسيري هلذه امللكية‪ ،‬وال تكون‬
‫هذه التعامالت مؤسسة على عامل االتفاق املنجز بني املالك الشركاء‪ ،‬الذي يضع‬
‫األسس اليت حتكم التدبري الدائم ملختلف القضايا اخلاصة بالعقار املعين وبشاغليه‪،‬‬
‫فطبيعة البناءات ذات االستعمال املشرتك‪ ،‬تتطلب قيام عالقات من نوع خاص‪،‬‬
‫وحىت تسري هذه العالقات بشكل جيد البد من وجود نظام حمكم‪ ،‬مؤسس وفق‬
‫آليات تضمن فعالية التعايش اجلماعي‪ ،‬وهذا ما يعرف بنظام امللكية املشرتكة‪.‬‬

‫‪211‬‬
Résumé
Dans la démarche de l’inculcation permanente et continue
de la réalité de la copropriété, il s’est produit des relations et
des transactions entre tous les concernés de cet immeuble ;
soient ils ses propriétaires solidaires, ses occupants, des
institutions ou des individus. L’objectif de ces relations est de
garantir la bonne organisation et gestion de cet immeuble.
Ces relations sont fondées sur un consensus, réalisé entre les
propriétaires solidaires, qui met les bases contrôlant
l’arrangement permanent des différentes questions
concernant l’immeuble bâti et ses occupants. La nature des
immeubles communs nécessite des relations particulières qui,
afin qu’elles soient bonne, doivent être contrôlées par un
système rigoureux fondé sur des mécanismes qui garantirent
l’efficacité de la coexistence commune ; connu comme
système de la copropriété.

‫مقدمة‬
،‫ وتزايد حركة النزوح الريفي إىل املدن‬،‫تعترب ارتفاع الكثافة السكانية يف اجلزائر‬
‫ من بني العوامل اليت أثرت سلبا على نقص األراضي‬،‫ومتركز األغلبية الساحقة هبا‬
‫ ومن مث نشأت احلاجة إىل تنظيم امللكية العقارية لتصبح‬،‫املخصصة لبناء املساكن‬
‫ فظهرت فكرة البناءات املقسمة إىل طابقني يف أول‬،‫أكثر مالئمة مع هذه الوضعية‬
‫ أن ظهرت‬،‫ مث ما فتأت بعد ظهور التطور التكنولوجي يف بداية القرن املاضي‬،‫األمر‬

212
‫البناءات املقسمة إىل عدة طوابق‪ ،‬وكان من ضمن األسباب اليت أدت إىل النقلة‬
‫النوعية‪ ،‬زيادة على حمدودية األرض يف املدن‪ ،‬كلفة هذه املباين اليت ساعدت حىت‬
‫الطبقات املتوسطة من اقتناء مساكن هلم‪.‬‬
‫هذه الوضعية اليت جاءت كضرورة للحد من أزمة ندرة السكن أو من غالءه‪،‬‬
‫فرضت على التشريعات مواكبتها بظهور قوانني هلا‪ ،‬حتد من املشاكل والنزعات اليت‬
‫ميكن أن تنجر عنها‪ ،‬حيث أنه بعد أن كانت امللكية العقارية تتطور وتتوسع أفقيا‪،‬‬
‫أصبحت للضروريات تتوسع عموديا‪ ،‬فظهر ما يعرف بالبناء املتكون من طبقات‪،‬‬
‫والذي أوجب إجياد نظام قانوين يتكفل هبذه الوضعية اجلديدة‪ ،‬وذلك وفق آليات‬
‫تضمن فاعلية التعايش اجلماعي بني الشركاء أو شاغليه‪.‬‬
‫واهلدف من دراسة موضوع امللكية املشرتكة يف التشريع اجلزائري‪ ،‬كموضوع حبث‬
‫يستوجب علينا التطرق من خالله جلوانب عديدة‪ ،‬بداية بدراسة ماهية هذا النظام‪،‬‬
‫وكذا طبيعته القانونية‪ ،‬مث السعي منا ملعرفة شروطه الشكلية ومدى حجيته‪ ،‬معتمدين‬
‫يف ذلك على التشريعات األجنبية املتقدمة يف هذا اجملال السيما التشريعات الفرنسية‬
‫واملصرية واللبنانية‪ ،‬كل ما اقتضى األمر‪.‬‬
‫ويرجع السبب الرئيسي الختيارنا هلذا املوضوع‪ ،‬بالرغم من قلة املراجع‬
‫املتخصصة‪ ،‬إىل أمهية األمالك يف حد ذاهتا‪ ،‬وما تتعرض له من جتاوزات من األفراد‬
‫يوميا نظرا ملخالفاهتم للقواعد املنظمة وامليسرة هلا‪ ،‬وأمام هذا الطرح جند أنفسنا أمام‬
‫اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود بنظام امللكية املشرتكة؟ وما هي طبيعته القانونية؟‬
‫‪ -‬ما هي شروطه الشكلية؟‬

‫‪213‬‬
‫‪ -‬ما مدى حجية هذا املوضوع؟‬
‫وبإتباعنا املنهج التحليلي الوصفي‪،‬كون نظام امللكية املشرتكة‪ ،‬يندرج ضمن‬
‫البحوث العلمية القائمة على الوصف والتحليل‪ ،‬وذلك إلعطاء قراءة حتليلية تفسريية‬
‫ونقدية للنصوص القانونية ومدى مطابقتها للواقع جاء تفصيل هذا البحث يف‬
‫مطلبني‪ ،‬نبني يف األول مفهوم نظام امللكية املشرتكة وطبيعته القانونية‪ ،‬وخنصص الثاين‬
‫لشروطه الشكلية وحجيته‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم نظام الملكية المشتركة وطبيعته القانونية‪:‬‬
‫يعد وضع امللكية العقارية املشرتكة‪ ،‬من األوضاع اليت تستلزم تدبريا وتنظيما‬
‫حمكما ملختلف شؤوهنا خصوصا وأن هذه امللكية قائمة على أساس وجود مجاعة من‬
‫األشخاص يتشاركون يف العقار نفسه‪ ،‬وهو ما يفرض أن تنشأ بني هؤالء عالقات‬
‫متعددة‪ ،‬وضوابط جيب أن يتبعها وال خيالفوهنا‪ ،‬مما يضمن فعالية التعايش اجلماعي يف‬
‫هذه امللكية‪.‬‬
‫على ضوء ما سلف سنحاول دراسة هذا املطلب بالتطرق إىل مفهوم نظام‬
‫امللكية املشرتكة(فرع أول)‪ ،‬ويف (فرع ثان) سندرس طبيعته القانونية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم نظام الملكية العقارية المشتركة‬
‫إن نظام امللكية العقارية املشرتكة‪ ،‬يعد الركيزة العملية املهمة اليت تؤسس‬
‫تعامل املعنيني هبذا العقار مع بعضهم‪ ،‬إذ من خالل ما يتضمن من قواعد‬
‫وأسس جيعل من هذه امللكية شأنا قابال الختاذه كأسلوب تعايش بكل ما فيها‬
‫من حقوق وواجبات‪.‬‬
‫وعليه سندرس هذا الطرح بالتطرق إىل التعريف نظام امللكية العقارية‬

‫‪214‬‬
‫املشرتكة( فقرة أوىل)‪ ،‬وسنحاول دراسة مضمون هذا النظام يف (فقرة ثانية)‬
‫الفقرة األول‪ :‬تعريف نظام الملكية المشتركة‪:‬‬
‫نظام امللكية املشرتكة(‪ ،)1‬هو اتفاق يتم مبوجبه إرساء قواعد التعايش املشرتك‬
‫داخل العقار املبين لالشرتاك‪ ،‬ويتم تأسيس هذا النظام إما من قبل املالك للعمارة‬
‫الراغب يف تقسيم هذه األخرية إىل حصص وبيعها لتكوين ملكية مشرتكة‪ ،‬وإما‬
‫من قبل املؤسسني للشركة اليت تبين العمارة‪ ،‬هبدف ختصيصها إلنشاء ملكية‬
‫مشرتكة فيها‪ ،‬وإما من قبل اجلمعية العامة اجملتمعة بأغلبية أعضائها‪.‬‬
‫لقد نص املشرع اجلزائري يف القانون املدين على نظام امللكية املشرتكة والذي‬
‫يعمل على حتديد مصري األجزاء املشرتكة واألجزاء اخلاصة‪ ،‬وكيفيات االنتفاع هبا‪،‬‬
‫وكذا القواعد املتعلقة بإدارة هذه األجزاء وسريها (‪ ،)2‬أما املرسوم رقم ‪-83‬‬
‫‪ )3(666‬يف املادة األوىل منه فقد نص على ما يلي‪" :‬يتضمن املرسوم تنظيم‬
‫امللكية املشرتكة ويبني يف إطار أحكام املادة ‪ 748‬من األمر ‪ 58-75‬املؤرخ‬

‫(‪ _ )1‬من املتفق عليه‪ ،‬أنه ال داعي ألن يقوم املالك الشركاء بإعداد نظام امللكية املشرتكة يقتصر فقط‬
‫على جمرد كيفية إلدارة واالنتفاع بالعقار املبين لالشرتاك‪ ،‬مادام املرسوم رقم ‪ 666-83‬قد تكفل بذلك‪،‬‬
‫بينكما على النقيض من هذا‪ ،‬فانه ميكن هلؤالء أن يعدوا هذا النظام‪ ،‬إذا كانوا سيزيدون فيه إضافة غري‬
‫منصوص عليها يف املرسوم آنف الذكر‪ ،‬كأن يضيعوا حتديد األجزاء اخلاصة املشرتكة خمالف للتحديد‬
‫الذي انتهجته املشرع‪ ،‬مع وجوب تسجيل هذا النظام الذي مصلحته التسجيل‪.‬‬
‫(‪_ )2‬تنص املادة ‪ 748‬من القانون املدين على أنه‪ ":‬حيدد نظام امللكية املشرتكة مصري األجزاء املشرتكة‬
‫واألجزاء اخلاصة وكيفيات االنتفاع هبا وكذا القواعد املتعلقة بإدارة هذه األجزاء وتسيريها"‪.‬‬
‫(‪_ )3‬مرسوم رقم ‪ ،666-83‬مؤرخ يف ‪ 07‬صفر عام ‪ 1404‬املوافق ل ‪ 12‬نوفمرب سنة ‪،1983‬‬
‫احملدد للقواعد املتعلقة بامللكية املشرتكة وتسيري العمارات اجلماعية‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪، 47‬الصادرة يف ‪13‬‬
‫نوفمرب ‪.1983‬‬
‫‪215‬‬
‫‪ 26‬سبتمرب ‪1975‬م املشار إليه أعاله‪ ،‬مصري األجزاء املشرتكة واألجزاء‬
‫اخلصوصية املانعة‪ ،‬وشروط االنتفاع وكذلك القواعد املتعلقة بإدارة هذه األجزاء‬
‫وتسيريها"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مضمون نظام الملكية المشتركة‪:‬‬
‫لنظام امللكية املشرتكة أمهية خاصة‪ ،‬حيث أنه حيتوي على شروط وأحكام‬
‫من شأهنا وضع هذه امللكية يف اإلطار الذي جيب أن تكون فيه‪،‬و يشتمل نظام‬
‫امللكية املشرتكة على عدد من الوثائق املتعلقة بكافة املعلومات اخلاصة بالعقار‬
‫املبين لالشرتاك‪ ،‬واملدونة يف اجلدول الوصفي للتقسيم‪ ،‬حبيث حتدد البلدية اليت‬
‫يتبع هلا هذا العقار‪ ،‬وموقعه‪ ،‬رقم منطقته‪ ،‬ونوعه أكان العقار واحدا أم جممعا‬
‫عقاريا‪ ،‬وعدد طوابقه مبا فيها من حصص‪ ،‬وكذا حمتوياته من أجزاء خاصة‬
‫ومشرتكة‪ ،‬إضافة خلريطته وتصاميمه اهلندسية‪ ،‬دون نسيان الوثائق املتعلقة‬
‫مبمارسة احلقوق امللحقة باألجزاء املشرتكة سواء من خالل تعلية طوابق العمارة‪،‬‬
‫أو زيادة بناءات أخرى جبانبها‪ ،‬هذا فيما خيص املعلومات املتعلقة بالعقار‪ ،‬أما‬
‫فيما يتعلق بتنظيم وإدارة التعايش فيه(‪. )1‬فهو ينقسم إىل حمتويني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المضمون المحدد قانونيا‪:‬‬
‫نظام امللكية املشرتكة حيتوي إجبارا وفق املادة األوىل من املرسوم رقم ‪-83‬‬
‫‪ 666‬ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مصري األجزاء املشرتكة واألجزاء اخلاصة‪.‬‬

‫‪)BARBEROUSSE -)1)Evelyne( -Guibert , topeza (diana), le guide‬‬


‫‪pratique de droit, Nouvelle edition,solar, Paris, 1983,P187-187.‬‬
‫‪216‬‬
‫‪-‬شروط االنتفاع باألجزاء املشرتكة واخلاصة‪.‬‬
‫‪-‬القواعد املتعلقة بإدارة األجزاء املشرتكة‪.‬‬
‫وهذا يعين أن نظام امللكية املشرتكة حيتوي على كل الوثائق ذات الطابع‬
‫اإلداري والتسيريي‪ ،‬فهي حتدد الغاية من األجزاء اخلاصة واألجزاء املشرتكة‪،‬‬
‫وكذلك شروط االنتفاع هبا‪ ،‬إضافة للقواعد اليت تسري عليها هذه امللكية‪ ،‬سواء‬
‫من حيث شؤوهنا اإلدارية اخلاصة بتشكيل اجلمعية العامة‪ ،‬وعقد جلساهتا‬
‫والدعوة إليها‪ ،‬وسري االنتخابات فيها‪ ،‬وجدول أعماهلا ومقرراهتا‪ ،‬وتعيني‬
‫متصرفها‪ ،‬وحتديد مهامه‪ ،‬وعزله‪ ،‬أو التنظيمية اخلاصة بتنظيم احلقوق وااللتزامات‬
‫(‪)1‬‬
‫وتوزيع األعباء وحتصيلها‪ ،‬وإرساء أسس التعايش اجلماعي‬
‫ثانيا‪ :‬المضمون المحدد اتفاقا(‪: )2‬‬
‫من اجلائز أن تطرأ على نظام امللكية املشرتكة إضافات‪ ،‬أو تغيريات أو حىت‬
‫نقصان من طرف اجلمعية العامة للمالكني املشرتكني‪ ،‬إال أن هذه التعديالت ال‬
‫ميكن أن متس كافة بنود هذا التنظيم‪ ،‬فاملسائل الوحيدة اليت جيوز أن حيدث‬
‫عليها تعديل ختص استعمال وإدارة األجزاء املشرتكة‪ ،‬وبذلك شروط االنتفاع هبا‪.‬‬
‫وليس هناك ما مينع الشركاء من االتفاق وفق التنظيم الداخلي الذي ميكن‬
‫أن حيرر باألغلبية البسيطة على عدة أمور هتم مجاعة املالك‪ ،‬وميكن أن نذكر فيما‬
‫يلي بعض الشروط املمكنة‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬بلقاضي (بلقاسم)‪ ،‬النظام القانوين للملكية املشرتكة‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع‬
‫القانون العقاري والزراعي‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬غري منشورة‪ ،01-00 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪- Lafond ( Jaques) , Bernard Stemmer, code de la copropriété ,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪litec, Paris,2000,P 52.‬‬
‫‪217‬‬
‫‪-‬شرط عدم وجود احليوانات‪ :‬بالرغم من أن القواعد العامة ال متنع تواجد‬
‫احليوانات اخلطرة‪ ،‬ولكن للمالكني االتفاق على عدم تربية احليوانات‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫احليوانات العائلية كالكالب والقطط‪ ،‬السيما إذا كان من املالك من يتأثر بذلك‬
‫صحيا‪.‬‬
‫‪-‬شرط بيع األجزاء اخلاصة‪ :‬ميكن للمالك الشركاء تفاديا لدخول غرباء‬
‫عليهم‪ ،‬منع كل مالك من بيع ملكه بدون علم املالكني اآلخرين‪ ،‬ومن هنا‬
‫يصبح ألحد املالك وفق االتفاق حق الشفعة (‪ ،)1‬هذا األخري مسموح به يف‬
‫فرنسا بالنسبة للجار‪.‬‬
‫‪ -‬شرط قسمة األجزاء‪ :‬للشركاء وضع شرط عدم إمكانية قسمة األجزاء‬
‫اخلاصة ببيع جزء منها‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل ظهور مالك جدد‪ ،‬وقد يكون ذلك‬
‫على شكل إفراز احلصة أو على الشيوع‪ ،‬مما يؤدي إىل تضاعف عدد املالك يف‬
‫جزء خاص‪،‬وهذا الشيء الذي قد يزعج املالك اآلخرين(‪. )2‬‬
‫وللمالك املشرتكني أن يضعوا أي شرط آخر قد حيافظ على العالقة بني‬
‫املالك‪ ،‬وكذا احلفظ على األجزاء املشرتكة يف ملك‪ ،‬واملعيار الذي ميكن االعتماد‬
‫عليه هنا‪ ،‬أن كل شرط يوفر نوع من االستقرار والتفاهم بني املالكني الذي يؤدي‬
‫بالتايل لإلدارة احلسنة‪ ،‬واحلد من وجود النزاعات او قلتها بشرط أن ال يكون‬
‫متعسفا‪ ،‬ويف احلاالت االتفاقية جند أنفسنا أمام تطبيق القواعد العامة املتعلقة‬
‫بالعقد‪،‬فيما خيص إلزامية هذه البنود‪ ،‬بداية من نص املادة ‪ 106‬وما بعدها من‬

‫(‪ _ )1‬تنص املادة ‪ 794‬من القانون املدين على أنه‪":‬الشفعة رخصة جتيز احللول حمل املشرتي يف بيع‬
‫العقار ضمن األحوال والشروط املنصوص عليها‪."...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Lafond( Jaques) , Bernard (Stemmer),Op,Cit,P48. -‬‬
‫‪218‬‬
‫القانون املدين(‪. )1‬‬
‫‪-‬حبيث ميكننا أن نصنف االتفاقية اجلماعية على أهنا تدخل يف إطار العقد‬
‫اجلماعي‪ ،‬حبيث تنصرف آثارها إىل كل املالك مبجرد حتقق النصاب املطلوب‬
‫قانونيا‪ ،‬وبالتايل تلتزم األقلية برأي األغلبية (‪. )2‬‬
‫‪-‬غري أن مسألة التعديل هته ال تقف عند هذا احلد‪ ،‬إذ ميكن للقضاء أن‬
‫يقوم هبا من خالل اعتبار بعض الشروط الواردة يف نظام امللكية املشرتكة وكأهنا مل‬
‫تكن‪ ،‬وذلك حسب الضرورة (‪.)3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام الملكية المشتركة‪:‬‬
‫إن املشرع اجلزائري مل يتطرق إىل بيان طبيعة هذا النظام بشكل صريح يف‬
‫القانون املدين‪ ،‬وكذا املرسوم رقم ‪ ، 666-83‬إال انه عند دراستنا للمرسوم رقم‬
‫‪ )4(146-76‬املتعلق بالنظام النموذجي للملكية املشرتكة‪ ،‬جند أنه وصفه‬
‫باتفاقية مجاعية بنص املادة األوىل منه‪ ،‬بينما تعددت آراء الفقهاء يف حتديد هذه‬

‫( ‪- )1‬‬
‫األمر رقم ‪58-75‬ن الصادر بتاريخ ‪ 26‬سبتمرب ‪ ،1975‬واملتضمن القانون املدين‪ ،‬ج‬
‫ر‪،‬عدد‪.78‬‬
‫(‪ -)2‬فياليل(علي)‪ ،‬االلتزامات" النظرية العامة للعقد"‪ ،‬موقم للنشر‪،‬دط‪،‬اجلزائر‪.2001،‬‬
‫(‪-)3‬من احلاالت اليت يستطيع فيها القضاء جتاوز بعض البنود الواردة يف نظام امللكية املشرتكة‪ ،‬احلالة اليت‬
‫يكون فيها أحد أحكام هذا النظام ينص على انه ال جيوز شغل حصص العقار املبين إال من قبل‬
‫أشخاص منتمني إىل طبقة األثرياء‪ ،‬إذ ميكن للقاضي أن يعترب هذا الشرط وكأنه غري موجود‪ ،‬إذا ما كان‬
‫أحد الراغبني يف شغل إحدى هذه احلصص أوشاغلها فعال‪ ،‬ينتمي إىل طبقة اجتماعية أدىن من املطلوبة‪.‬‬
‫(‪–)4‬املرسوم رفم ‪ ،146-76‬املؤرخ يف ‪ 23‬أكتوبر ‪ ، 1976‬واملتضمن النظام النموذجي للملكية‬
‫املشرتكة للعقارات املبنية وجمموع العقارات املقسمة إىل أجزاء‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،12‬الصادرة يف ‪ 09‬فيفري‬
‫‪.1977‬‬
‫‪219‬‬
‫الطبيعة‪،‬وعلى ضوء ما تقدم سنحاول دراسة الطبيعة القانونية لنظام امللكية‬
‫املشرتكة فقها(فقرة أوىل)‪ ،‬ويف التشريع اجلزائري(فقرة ثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام الملكية المشتركة في الفقه‪:‬‬
‫لقد تعددت اآلراء الفقهية حول الطبيعة القانونية لنظام امللكية املشرتكة‪،‬‬
‫فمنهم من اعتربه ذو طبيعة عقدية منشأة اللتزامات عينية (‪ ،)1‬ومنهم من اعتربه‬
‫ذا طبيعة تأسيسية وتنظيمية‪ ،‬ألنه أشبه ما يكون بقرار إداري تنظيمي‪.‬‬
‫ويرى فريق آخر أنه عقد إذعان موجود سلفا‪ ،‬فعندما ميلك شخص شقة‬
‫بأي وسيلة‪ ،‬يصبح عضوا يف مجعية املالكني وخاضعا لنظام امللكية املشرتكة (‪.)2‬‬
‫ونتيجة لتضارب اآلراء بعضها ببعض‪ ،‬ظهرت انتقادات هلم‪ ،‬فالرأي األول‬
‫ال ميكن األخذ به‪ ،‬على اعتبار أن عملية تعديل بنود هذا النظام جائزة بأغلبية‬
‫معينة من مؤسسيه‪ ،‬خبالف مسألة تعديل العقد‪ ،‬اليت ال ميكن حصوهلا إال‬
‫باتفاق مجيع املتعاقدين وليس بعضا منهم‪.‬‬
‫كما أن الرأي الثاين ال ميكن األخذ به أيضا‪ ،‬على أساس أن إقرار هذا‬
‫النظام يسري على كافة من أقروه‪ ،‬يف حني أن سريان القرار اإلداري يكون على‬
‫غري املتلقي له‪ ،‬وليس على من أصدره‪.‬‬
‫لذلك يف ظل هذا التصارع‪ ،‬ظهر رأي توفيقي بني تلك اآلراء‪ ،‬حبيث اعترب‬
‫أن نظام امللكية املشرتكة هو النظام ذو طبيعة مزدوجة عقدية وتنظيمية‪ ،‬أي أنه‬
‫أشبه ما يكون بعقد عمل مجاعي وهو الرأي الذي جعل أغلب الفقهاء مييلون‬

‫(‪-)1‬شدراوي(جورج)‪ ،‬حق امللكية العقارية‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬دط‪ ،‬بريوت‪ ،2002 ،‬ص‪.114‬‬
‫(‪ -)2‬عفيف(مشس الدين)‪ ،‬ملكية الشقق والطوابق والشاليهات واألبنية املفرزة‪،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،2007 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪220‬‬
‫إليه (‪.)1‬‬
‫فنظام امللكية املشرتكة هذا‪ ،‬يظهر عنصر التعاقد فيه لدى حلظة تأسيسه‪،‬‬
‫حبيث تكون إرادات املؤسسني له هي العامل الوحيد يف إبرامه‪ ،‬واملوافقة عليه‪،‬‬
‫بينما يظهر عنصر التنظيم فيه لدى مالحظة آثاره‪ ،‬حبيث يعد رضا كل من وقع‬
‫عليه التزاما له جتاه الطرف اآلخر‪ ،‬ورضا مجيع املوقعني عليه حقا هلم على الغري‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام الملكية المشتركة في التشريع‬
‫الجزائري‪:‬‬
‫عند تفحصنا للتشريع اجلزائري‪ ،‬فإننا جند أن املشرع أعطى الصيغة التنظيمية‬
‫هلذا النظام‪ ،‬وذلك بنص املادة ‪ 62‬من املرسوم ‪ 666-63‬على أنه‪":‬يطبق هذا‬
‫التنظيم حبكم القانون على جتمعات الشركاء يف امللك املوجودة من قبل لكن دون‬
‫املساس باحلقوق العينية املكتسبة" هذا من جهة‪ ،‬وكذلك ترك بعض األمور‬
‫لالتفاق عليها وتعديلها وفق ما تقتضيه مصاحل الشركاء وامللكية املشرتكة‪ ،‬وهو ما‬
‫جاءت به املادة ‪ 28‬من املرسوم ذاته‪ ،‬واليت أقرت على أنه ميكن للجمعية‬
‫باألغلبية البسيطة من أصوات األعضاء احلاضرين أو املمثلني االتفاق على مجيع‬
‫املسائل اليت هتم امللكية املشرتكة‪ ،‬باإلضافة لتطبيق نظام امللكية املشرتكة‪.‬‬
‫والقارئ لنص كال املادتني‪ ،‬يظهر له التناقض الذي وقع فيه املشرع اجلزائري‪،‬‬
‫حبيث أنه بنص املادة ‪ 62‬من املرسوم ‪ ،666-83‬ينص على تطبيق تنظيم‬
‫امللكية حبكم القانون‪ ،‬بينما تنص املادة ‪ 28‬من نفس املرسوم‪ ،‬على ترك‬

‫(‪ -)1‬زيادة(طارق)‪ ،‬دراسات يف الفقه والقانون‪ ،‬دار الشمال للطباعة والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1990‬ص‪.156‬‬
‫‪221‬‬
‫صالحيات تطبيق هذا النظام للجمعية‪ ،‬وفق األغلبية البسيطة‪ ،‬وكذلك كان‬
‫نفس الشيء يف املرسوم رقم ‪.146-76‬‬
‫ويف اعتقادنا أن قصد املشرع من تطبيق تنظيم امللكية املشرتكة‪ ،‬هو إضافة‬
‫أو تعديل‪ ،‬أي بند كان قد ترك فيه اجملال للمالكني يف االتفاق عليه فقط‪ ،‬أما‬
‫عدا ذلك فيطبق بقوة القانون‪.‬‬
‫مما سبق‪ ،‬فإن نظام امللكية املشرتكة وفق التشريع اجلزائري‪،‬يعترب ذا طابع‬
‫مزدوج‪ ،‬أي ذو طابع ت عاقدي وكذا تنظيمي ألن املشرع ال ميكن له حصر كل ما‬
‫يتعلق بامللكية املشرتكة هذا من جهة‪ ،‬وهناك أمور ليس له احلق التدخل فيها‪،‬‬
‫ألهنا ختضع التفاق األطراف من جهة أخرى‪ ،‬السيما وأن املالك هم أدرى‬
‫مبصاحلهم‪ ،‬إذ تعلق األمر بكيفية التعايش مع بعضهم البعض‪ ،‬خاصة وأن‬
‫اال تفاق يكون له دور كبري يف التأثري على التعامل مع ما مت قبوله بإرادة كل‬
‫األطراف (‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية لنظام الملكية المشتركة وحجيته‪:‬‬
‫بعد أن تعرفنا على مفهوم نظام امللكية املشرتكة وطبيعته القانونية‪ ،‬استوجب‬
‫علينا التطرق يف هذا املطلب إىل شروطه الشكلية (فرع أول)‪ ،‬ومدى حجيته (فرع‬
‫ثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط الشكلية لنظام الملكية المشتركة‪:‬‬
‫عند تفحصنا للمرسوم رقم ‪ 666-83‬الذي حيدد القواعد املتعلقة بامللكية‬
‫املشرتكة وتسيري العمارات اجلماعية‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬جند أنه يلغي ضمنيا املرسوم‬

‫(‪ -)1‬بلقاضي(بلقاسم)‪ ،‬النظام القانوين للملكية املشرتكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬


‫‪222‬‬
‫‪ 146-76‬املتضمن النظام النموذجي للملكية املشرتكة للعقارات املبنية وجمموع‬
‫العقارات املقسمة إىل أجزاء‪ ،‬وهذا وفق ما تنص عليه املادة رقم ‪ 2‬من القانون املدين‬
‫بقوهلا‪ ...":‬وقد يكون اإللغاء ضمنيا إذا تضمن القانون اجلديد نصا يتعارض مع‬
‫النص القانوين القدمي أو نظم من جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده ذلك القانون‬
‫القدمي"‪.‬‬
‫ويستفاد من نص املادة السابقة أن املشرع بإعادة املوضوع القدمي بشكل جديد‬
‫ولو مل تتعارض النصوص مع بعضها‪،‬فإن نيته اجتهت إل إلغاء القانون القدمي‪ ،‬غري انه‬
‫أغفل بعض املسائل اليت كانت منظمة يف القانون القدمي(‪. )1‬‬
‫لقد كان املرسوم رقم‪ 146-76‬امللغى باملرسوم رقم ‪ 666-83‬يفرتض على‬
‫املالكني أن يقوموا بتحرير نظام امللكية املشرتكة لدى املوثق وفق النموذج القانوين‪،‬‬
‫حيث أن املادة ‪ 2‬جاء فيها‪ ":‬أن نظام امللكية اجلماعية املوضوع وفقا للشكل‬
‫احلقيقي من قبل املوثق‪"...‬‬
‫واشرتط إمتام عملية توثيق العقد وفقا املادة ‪ 3‬من املرسوم ‪ ،146-76‬والقيام‬
‫بنشر هذا النظام‪ ،‬والتعديالت اليت تلحق به يف احملافظة العقارية‪ ،‬وحيتج به ابتداء من‬
‫تاريخ إشهار العقد من قبل ذوي احلق‪.‬‬
‫املالحظ هنا أنه وفق القواعد املتعلقة بإلغاء القانون املذكور سابقا‪ ،‬فإن املرسوم‬
‫‪ 146-76‬قد ألغي ضمنيا‪ ،‬وبالتايل اإلجراءات احملددة فيه تعترب ملغاة‪ ،‬بينما‬
‫املرسوم ‪ 666-83‬مل يتطرق ال صراحة وال ضمنيا للقيام بعملية إشهار النظام‬
‫املتعلق بإدارة امللكية املشرتكة‪ ،‬مما يفيد أن املشرع قد يرتاجع على هذا اإلجراء يف‬

‫(‪ -)1‬فياليل (علي)‪ ،‬مقدمة يف القانون‪ ،‬موقع للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪223‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫املرسوم اجلديد‬
‫لكن عندما نتفحص بعض التشريعات األخرى اليت ظهرت بعد املرسوم ‪-83‬‬
‫‪ 666‬جندها الزالت تقر بإلزامية وجود نظام امللكية املشرتكة‪ ،‬حيرر لدى موثق ويتم‬
‫إشهاره لدى احملافظة العقارية‪ ،‬وعندما يتم النص على نظام امللكية املشرتكة جند أن‬
‫هذه القوانني تشرتط إرفاق هذا النظام باملعامالت العقارية على انه وثيقة مرفقة(‪،)2‬‬
‫إال أن السؤال املطروح‪ ،‬هل يشرتط يف نظام امللكية املشرتكة أن يكون وفق شكلية‬
‫معينة تستدعي حتريره لدى موثق‪ ،‬وإمتام إجراءات الشهر كما كان منصوصا على‬
‫ذلك يف املرسوم ‪.146-76‬‬
‫ومن هنا نستطيع القول بان املشرع اجلزائري تراجع متاما عن اإلجراء اإلجباري‬
‫(‪)3‬‬
‫املتمثل يف شهر نظام امللكية‪ ،‬عكس كل ما يتطلبه كل من املشرع الفرنسي‬

‫(‪ -)1‬ويعترب ه ذا النظام تأكيدا على اعتبار أن تنظيم امللكية املشرتكة قد أصبح منذ صدور املرسوم ‪-83‬‬
‫‪ 666‬نظاما يطبق على اجلميع بقوة القانون‪ ،‬ويبقى أن نالحظ هنا أن االتفاقية اجلماعية املنصوص‬
‫عليها بنص املادة ‪ 28‬من املرسوم ‪ 666-83‬جاءت بصيغة التنظيم الداخلي خيضع للقواعد العامة‬
‫املتعلقة بالعقد‪ ،‬واملتمثلة أساسا باملادة ‪ 106‬من القانون املدمي واليت تنص على أن العقد شريعة‬
‫املتعاقدين‪.‬‬
‫(‪ -)2‬تنص املادة ‪ 04‬من القرار املؤرخ يف ‪2001-07-23‬م‪،‬واملتعلق بالعقد النموذجي لعقد البيع‬
‫باإلجيار‪ ،‬على أنه من ضمن املرفقات هلذا العقد‪ ،‬واليت يستوجب على األطراف معرفته هو نظام امللكية‬
‫املشرتكة‪ ،‬احملرر وفق القوانني السارية املفعول‪ ،‬أضف إىل ذلك فإن املشرع اجلزائري قد حدد أتعاب‬
‫املوثق‪ ،‬فيما خيص حترير نظام امللكية املشرتكة يف املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،243-08‬املؤرخ يف ‪-06‬‬
‫‪،2008-08‬هذا الشيء الذي يوحي بأن املشرع مازال خيضع لنظام امللكية املشرتكة للشكلية‪،‬مبا فيها‬
‫التحرير لدى املوثق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Article 13 de la loi du 10 juillet 1965, presciseque : le réglement‬‬
‫‪de copropriété et les modifications qui peuvent lui être opport2es‬‬
‫‪224‬‬
‫واملشرع اللبناين‪ ،‬حيث فرضت املادة ‪ 12‬من املرسوم االشرتاعي رقم ‪ ،83-88‬على‬
‫أن يكون هذا النظام مكتوبا ومصادق عليه من كاتب العدل وأن يسجل فيما بعد يف‬
‫السجل العقاري (‪ ،)1‬بينما هذا اإلجراء عند املشرع املصري فهو غري مكتوب‪،‬‬
‫وصالحية وضع النظام تعود لوزير السكن‪ ،‬هذا بنص املادة ‪ 74‬من القانون‬
‫‪1977‬م‪" ،‬يصدر وزير اإلسكان والتعمري بقرار منه نظاما منوذجيا إلحتاد مالك‬
‫(‪.)2‬‬
‫العقارات‪"...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حجية نظام الملكية المشتركة‪:‬‬
‫ال يكفي أن يتم وضع امللكية املشرتكة حىت يقال أن هناك أسسا هلذه امللكية‪،‬‬
‫فااللتزام بأحكام هذا النظام‪ ،‬هو الذي جيسد هذه األسس على أرض الواقع‪ ،‬لذلك‬
‫فإن حجية هذا النظام ملزمة وسارية املفعول على مؤسسي نظام امللكية املشرتكة‬
‫وخلفهم(فقرة أوىل)‪ ،‬وكذلك الغري(فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى الحجية اتجاه مؤسسي النظام وخلفهم‪:‬‬
‫من الطبيعي أن يكون نظام امللكية املشرتكة ملزما لكل من أقره ووافق عليه‪،‬‬
‫وألن املالك الشركاء يف العقار املبين لالشرتاك هم املؤسسني هلذا النظام‪ ،‬فالتايل يصبح‬

‫‪ne sont opposables aux ayants cause a titre particulier des‬‬


‫‪copropriétaires qu’a dater de leur publication au fichier‬‬
‫» ‪immobilier‬‬
‫(‪ -)1‬مغبغب(نعيم)‪ ،‬امللكية املشرتكة يف الشقق والشاليهات واحملالت التجارية‪ ،‬ددن‪،‬دط‪،‬لبنان‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.442‬‬
‫(‪ -)2‬العطار( عبد الناصر توفيق)‪ ،‬متليك الشقق والطبقات‪،‬مطبعة السعادة‪ ،‬دط‪،‬القاهرة‪،1977 ،‬‬
‫ص‪.100‬‬
‫‪225‬‬
‫كل واحد منهم جمربا على االلتزام به‪ ،‬غري أن احلجة ال تقتصر فقط على املالك‬
‫الشريك وحده‪ ،‬بل تتعداه إىل خلفه العام واخلاص(‪. )1‬‬
‫إن حجية نظام امللكية املشرتكة كونه ذا طابع تعاقدي‪ ،‬فإن اإلشكال ال يثار‬
‫هنا‪ ،‬يف مدى حجية هذا النظام سواء للخلف العام‪ ،‬وهم الورثة واملوصى هلم‪ ،‬كون‬
‫هؤالء من خيلف غريه يف ذمته املالية املؤلفة من أمواله وحقوقه وديونه‪ ،‬فاجلانب‬
‫التنظيمي يطبق على كل الناس‪ ،‬مبا فيهم الغري‪ ،‬أما اجلانب التعاقدي أو االتفاقي‪،‬‬
‫فإن املشرع أقر ذلك صراحة بنص املادة ‪ 32‬من املرسوم ‪ 666-83‬على أنه" تكون‬
‫القرارات املصادق عليها ملزمة جلميع الشركاء يف امللك و‪/‬أو الشاغلني له وذوي‬
‫حقوقهم"‪ ،‬وهو نفس اإلجراء املنصوص عليه يف القانون املدين بنص املادة ‪764‬‬
‫مكرر‪" 2‬تنطبق القرارات اليت صادقت عليها اجلمعية العامة على مجيع الشركاء يف‬
‫امللكية أو الشاغلني هلا وكذا خلفائهم" (‪.)2‬‬
‫واملالحظ هنا‪ ،‬أن القرارات املصادق عليها هي املتمثلة يف اجلانب التعاقدي‪،‬‬
‫وهي سارية املفعول ولو مل يوافق عليها املالك الشريك أو كان غائبا‪ ،‬ويشرتط فقط‬
‫أن يتحقق النصاب القانوين‪ ،‬وما على املتضرر من هذه القرارات إذا كانت تعسفية‬
‫إال اللجوء للقضاء وتعديلها أو إلغائها‪ ،‬السيما إذا تعلق األمر بتقدير األعباء(‪.)3‬‬

‫(‪ -)1‬بلقاضي (بلقاسم)‪ ،‬النظام القانوين للملكية املشرتكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،71‬غري منشورة‪.‬‬
‫(‪-)2‬دروازي(عمار)‪ ،‬آليات إدارة امللكية العقارية املشرتكة ومحايتها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫املاجستري يف القانون ‪ ،‬ختصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،2006 ،‬ص‪.73‬‬
‫(‪ -)3‬تنص املادة ‪ 110‬من القانون املدين على أنه‪ ":‬إذا مت العقد بطريقة الإلدعان‪ ،‬وكان قد تضمن‬
‫شروطا تعسفية‪ ،‬جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط أوأن يعفي الطرف املذعن منها‪ ،‬وذلك وفقا ملا‬
‫تقضي به العدالة ويقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك"‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحجية اتجاه الغير‪:‬‬
‫إن حجية نظام امللكية املشرتكة‪ ،‬تكون قائمة على كافة األشخاص املقيمني‬
‫بشكل دائم يف العقار املبين لالشرتاك‪ ،‬وتكون قائمة على الغري‪ ،‬ويقصد بالغري كافة‬
‫اهليئات واألفراد الذين هلم عالقة ببعض شؤون هذا العقار‪ ،‬أو من يقيمون فيه‪ ،‬مهما‬
‫كانت درجة العالقة هذه‪ ،‬فالشركات أو األفراد املنتدبون للقيام ببعض األعمال يف‬
‫العقار املبين‪ ،‬يكونون ملزمني باحرتام هذا النظام يف حدود ما يقومون به‪ ،‬كما أن‬
‫األشخاص الداخلني إىل هذا العقار‪ ،‬سواء بصفتهم ضيوفا أو زوارا‪ ،‬أو بصفاهتم‬
‫القانونية واملهنية اليت يتخذوهنا‪ ،‬هم ملزمون بالتقيد بقواعد النظام نفسه‪ ،‬بل أن‬
‫حجية النظام هذا تكون أيضا فاعلة أمام خمتلف اهليئات واملؤسسات واإلدارات‪،‬وحىت‬
‫األفراد املتواجدين خارج إطار العقار املبين‪ ،‬إذا ما أدعت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫مما سبق نستخلص أن نظام امللكية حجة على املالك وعلى اخللف وكذا على‬
‫الغري‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫من خالل دراستنا لنظام امللكية املشرتكة استخلصنا بعض النتائج‪:‬‬
‫أن كل مالك شريك ساهم يف التصويت على نظام امللكية املشرتكة‪ ،‬يستطيع أن‬
‫خيتص بعدد من احلقوق يف االستفادة بكل املكونات اليت يتكون منها العقار املبين‬
‫لالشرتاك‪ ،‬واليت له سلطة عليها‪ ،‬فله أن يستعمل األجزاء اخلاصة املفرزة له‪ ،‬واألجزاء‬
‫املشرتكة امللحقة هبا‪ ،‬وكذا عناصر التجهيز املشرتكة‪ ،‬وأن ينتفع ويتصرف هبا حسب‬
‫ما هو مسموح به‪.‬‬
‫كما أن كل أو بعض هذه احلقوق تسري أيضا على خلفاء املالك الشريك‪،‬‬

‫‪227‬‬
‫وتنتقل إهلم مباشرة مبجرد ثبوت أو وقوع االستخالف‪ ،‬هذا بالنسبة للحقوق الفردية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحقوق اجلماعية فهي مؤسسة يف إطار اجلمعية العامة املشكلة على‬
‫مستوى العقار املعد لالشرتاك‪ ،‬فمن خالل حق كل مالك شريك يف أن يكون عضوا‬
‫يف هذه اجلمعية‪ ،‬يستطيع أعضاء هذه األخرية أن حيافظوا على عقارهم ويصونوه كما‬
‫يرغبون‪ ،‬وأن يتخذوا كافة التدابري واإلجراءات الالزمة‪ ،‬واليت من شأهنا ضمان حسن‬
‫إدارته وتسيريه‪.‬‬
‫إن نظام امللكية املشرتكة يعد نظاما حاميا هلذه احلقوق من أي اعتداء أو إنقاص‬
‫قد يلحق هبا‪ ،‬إذ أنه يعترب األساس الذي ميكن االحتجاج به للحفاظ على هذه‬
‫املكتسبات ألي صاحب حق ‪ ،‬ويعترب الضمان األساسي ملختلف احلقوق‪ ،‬عدا أنه‬
‫يضمنها أمام الغري‪.‬‬
‫ويف األخري نستطيع القول‪ ،‬بأن تطبيق نظام امللكية املشرتكة يف املباين اجلماعية‪،‬‬
‫بالشكل السليم‪ ،‬سيؤدي بالضرورة إىل وجود وعي اجتماعي واقتصادي لدى املالك‪،‬‬
‫ومل ال وعي سياسي‪ ،‬السيما وأن التعايش داخل هذا النمط املعيشي مبين على‬
‫املشاركة اجلماعية‪ ،‬يكون لألغلبية سلطة على األقلية‪ ،‬وهو النظام السياسي املتبع يف‬
‫الدول‪ ،‬واليت تتبىن الدميقراطية كمنهج عام‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫أوال‪:‬الكتب‬
‫‪ -1‬العطار( عبد الناصر توفيق)‪ ،‬متليك الشقق والطبقات‪ ،‬مطبعة السعادة‪،‬دط‪،‬‬
‫القاهرة‪.1977 ،‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ -2‬زيادة(طارق)‪ ،‬دراسات يف الفقه والقانون‪ ،‬دار الشمال للطباعة والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪.1990 ،‬‬
‫‪ -3‬شدراوي(جورج)‪ ،‬حق امللكية العقارية‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬دط‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -4‬عفيف(مشس الدين)‪ ،‬ملكية الشقق والطوابق والشاليهات واألبنية املفرزة‪،‬‬
‫منشورات احلليب احلقوقية‪،‬ط‪ ،1‬بريوت‪.2007 ،‬‬
‫‪ -5‬فياليل (علي)‪ ،‬اإللتزامات "النظرية العامة للعقد"‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬دط‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬فياليل (علي)‪ ،‬مقدمة يف القانون‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -7‬مغبغب(نعيم)‪ ،‬امللكية املشرتكة يف الشقق والشاليهات واحملالت التجارية‪ ،‬ددن‪،‬‬
‫دط‪ ،‬لبنان‪.2008 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ -8‬بلقاضي (بلقاسم)‪ ،‬النظام القانوين للملكية املشرتكة‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع القانون العقاري والزراعي‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬‬
‫غري منشورة‪01-00 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬دروازي(عمار)‪ ،‬آليات إدارة امللكية العقارية املشرتكة ومحايتها يف التشريع‬
‫اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ا ملاجستري يف القانون ‪ ،‬ختصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،‬كلية احلقوق‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النصوص التشريعية‬

‫‪229‬‬
‫‪-‬النصوص القانونية‬
‫‪ -10‬األمر رقم ‪ ، 58-75‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬سبتمرب ‪ ،1975‬واملتضمن القانون‬
‫املدين‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪.78‬‬
‫‪-‬المراسيم‬
‫‪ -11‬املرسوم رقم ‪ 146-76‬املؤرخ يف ‪ 23‬أكتوبر ‪ ، 1976‬واملتضمن النظام‬
‫النموذجي للملكية املشرتكة للعقارات املبنية وجمموع العقارات املقسمة إىل أجزاء‪ ،‬ج‬
‫ر‪ ،‬عدد‪ ،12‬الصادرة يف ‪ 09‬فيفري ‪.1977‬‬
‫‪ -12‬مرسوم رقم ‪، 666-83‬مؤرخ يف ‪ 07‬صفر عام ‪ 1404‬املوافق ل ‪12‬‬
‫نوفمرب سنة ‪ ،1983‬احملدد للقواعد املتعلقة بامللكية املشرتكة وتسيري العمارات‬
‫اجلماعية‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،47‬الصادرة يف ‪ 13‬نوفمرب ‪.1983‬‬
‫‪ -13‬مرسوم رقم ‪ ،243-08‬املؤرخ يف ‪ 03‬أ‪,‬ت ‪ ،2008‬واحملدد ألتعاب املوثق‪.‬‬
‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪14.Evelyne BARBEROUSSE-Guibert et dianatopeza, le‬‬
‫‪guide pratique de droit, Nouvelle édition, solar, Paris,‬‬
‫‪1983.‬‬
‫‪15.Jaques Lafond et Bernard Stemmer, code de la‬‬
‫‪copropriét,litec,Paris,2000.‬‬

‫‪230‬‬

You might also like