Professional Documents
Culture Documents
محاضرات سنة 20 - 21
محاضرات سنة 20 - 21
قانـــون امليــزانية
الموسم الجامعي0202-0202 :
المالية العامة :هي فرع قانوني يندرج في إطار القانون العام ،وال يمكن أن نعالجه في معزل عن باقي
الفروع القانونية األخرى ،فال يمكن مثال أن نعالج المالية العامة بمعزل عن القانون الدستوري أو عن القانون
اإلداري أو عن قواعد القانون الخاص ،...فال نكاد نجد فرعا قانونيا إال والمالية العامة متصلة به ،كما أن جميع
معامالتنا اليومية مرتبطة بالمالية العامة .لهذا فهي تعطينا آليات وتقنيات جد مهمة ينبغي أن نستعملها في حياتنا
اليومية وفي حياتنا العملية ،فكلنا نشتري األدوات والماء والكهرباء ،...وهذا يفرض علينا التعامل مع المالية
العامة بشكل يومي ،لدى فعندما ندرس قانون الميزانية نتعامل مع المالية العامة بوعي.
المالية العامة :هي دراسة مجموع األنشطة التي تهدف إلى الحصول على األموال واستعمال هذه
األموال .والحصول على األموال يعني البحث على كيفية الحصول على األموال .وبذلك فالمالية العامة تعالج
موضوعين أساسيين ،الموضوع األول هو استخالص األموال ،والموضوع الثاني هو إنفاق هذه األموال.
المالية العامة مكونة من مصطلحين ،المصطلح األول (المالية) يشير إلى المال ،والمصطلح الثاني
(العامة) تشير إلى الشخص المعنوي العام .فعندما نقول مالية عامة نعني بذلك مالية الشخص المعنوي العام،
والمتجسدة في مالية الدولة ،الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية.
نح ن في هذه المادة سندرس المالية العامة للدولة فقط ،ومالية الجماعات الترابية سندرسها في السداسي
الخامس في تخصص القانون العام ،أما مالية المؤسسات العمومية فال تدرس في الجامعة.
مالية :المال له أهمية على جميع المستويات (الفرد ،الدولة ،العالم) وكلما زادت كمية المال الذي بحوزتك اتسعت
بذلك دائرة االستقالل ،فالمال يمكن أن يؤدي إلى االستقالل وقلة المال تؤدي إلى التبعية .المال كذلك له أهمية في
عالقة اإلنسان بربه ،فمن له مال يستطيع مثال أن يحج والعكس صحيح ،كذلك المال له أهمية بالنسبة للدولة فبقدر
ما يكون للدولة من أموال بقدر ما تكون مستقلة ،وعلى العكس بقدر ما تكون الدولة محتاجة من أموال بقدر ما
تقترض وتتبع إلمالءات أو شروط معينة .لذا سنجد أنه في فترة ما قبل الحماية ،عندما تم استعمار المغرب
استعمارا اقتصاديا ،سببه كون المغرب دخل في ديون مع فرنسا ،وعندما عجز عن سداد ديونه ،بسطت هذه
األخيرة حمايتها على المغرب ،هنا يظهر البعد المالي حاضرا .كذلك على مستوى الجماعات الترابية ،عندما
يكون لها مداخيل وأموال كافية ،تستطيع االستقالل عن إمالءات وتوجيهات الدولة.
عامة :نعني بها مالية الشخص المعنوي العام (الدولة ،الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية).
الظاهرة المالية مثل صندوق له بابين ،الباب األول تدخل منه األموال (الموارد العامة) ،والباب الثاني
تخرج منه األموال (النفقات العامة).
ما سندرسه خالل هذه المادة يتمحور حول عنصرين أساسين هما الموارد العامة (من أين تأتينا وكيف
تصرف؟) والنفقات العامة (من أين تأتينا وكيف تصرف؟).
لكن قبل ذلك يجب أن نعلم أنه ال يمكن أن نفصل الدخل عن النفقة ،فكل واحد منهما مرتبط باآلخر ،فبقدر ارتفاع
مداخيلنا ترتفع نفقاتنا ،كما أنه بقدر انخفاض مداخيلنا تنخفض نفقاتنا سواء على مستوى األفراد أو على مستوى
الدولة.
إذن دائ ما هناك عالقة جدلية بين ما ندخله إلى الصندوق وما نخرجه منه ،فمثال أموال الضرائب التي تدخل
خزينة الدولة ،تصرفها هذه األخيرة بعد ذلك في مجموعة من األنشطة اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية ...ومن
بين أهم أوجه الصرف هي نفقات الموظفين ،وأثناء هذه العملية لإلنفاق تحرك المداخيل ،ألنها تؤدي لهؤالء
األشخاص رواتبهم (والتي تعتبر نفقات) ،وتقتطع لهم من رواتبهم الضريبة على الدخل (وهي موارد) ،ثم هؤالء
الموظفين عندما يستلمون رواتبهم يقومون باإلنفاق ،وبذلك هم يساهمون في مداخيل الدولة ،فهم يؤدون على كل
ما يستهلكونه الضريبة على القيمة المضافة ،فبقدر ما تصرف الدولة بقدر ما تغدي المداخيل ،فهذه العملية
الدورية بين المداخيل والنفقات هي جوهر دراستنا في هذه السنة.
وينبغي أن نعرف أن المالية العامة عرفت تطورات مهمة ،فهي لم تبقى جامدة ،فقد كانت في فترة ما في بدايات
علم المالية العامة ظهرت بشكل تقليدي وكانت تسمى مالية تقليدية ،وبعد ذلك تطورت إلى مالية حديثة ألن
الدولة عرفت متغيرات .وهنا ينبغي أن نفهم هذه المسألة بشكل مهم جدا ،ألن أول محور في المادة كله يتوقف
على هذه الفكرة ،وأول محور في المادة هو مبادئ الميزانية ،والذي سيستغرق أكثر من ثلث الحصص .كما قلنا
فالمالية العامة تطورت من مالية تقليدية إلى مالية حديثة ،أي من مالية وفق قواعد وضوابط تقليدية إلي مالية
تحكمها ضوابط أكثر مرونة.
سؤال :ما هو السبب في تطور المالية العامة من مالية تقليدية إلى مالية حديثة؟
الجواب :السبب في ذلك هو تطور الدولة ،فالدولة تطورت من دولة ليبرالية إلى دولة تدخلية ،وهذا
التطور كانت وراءه أسباب .فالدولة الليبرالية كانت ال تتدخل في األنشطة االقتصادية واالجتماعية ،دورها
يقتصر فقط على القيام باألنشطة اإلدارية ،وهو القيام بتغطية مصاريف األمن والجيش والقضاء ،وكانت تعتبر
أنه من الخطوط الحمراء هو تدخلها في األنشطة االقتصادية واالجتماعية ،مثال التدخل في التعليم والصحة هو
من اختصاص الخواص والتي تعتبر أنشطة اجتماعية.
لكن عندما وقعت الحرب العالمية األولى واألزمة االقتصادية لسنة 9191والحرب العالمية الثانية ،هنا خرجت
أوروبا من الحربين بدمار شامل ،فكان على الدول األوروبية أن تعيد إعمار أوروبا .هنا من هو المكلف
باإلعمار؟ بطبيعة الحال هم الخواص ،والخواص ليقوموا بعملية تشييد وبناء الطرق والبنية التحتية يحتاجون إلى
أموال مهمة والتي ليست لهم القدرة في الحصول عليها ،هنا اضطرت الدولة أن تتحول من دولة ليبرالية إلى
دولة تدخلية تتدخل في األنشطة االقتصادية واالجتماعية وأصبحت الدولة مستثمرا وأصبحت تتدخل في الصحة
وفي التعليم وتشيد مصانع وظهرت مجموعة من المؤسسات العمومية التي ستغطي هذه األنشطة بالنسبة للدولة،
وهذا ال تطول الذي حصل في شكل الدولة أثر على المالية العامة ،ألنه في مرحلة الدولة الليبرالية ظهرت
مجموعة من القواعد ،هذه القواعد كانت تعتبرها الدولة الليبرالية تامة وجامدة وال تتغير ،لكن عندما جاءت
الدولة التدخلية لم تسعفها تلك القواعد في التطبيق ،آنذاك وقع إشكال لذا الدولة التدخلية ،لهذا حاولت أن تلين تلك
القواعد وتغيرها ،هذا التغيير ال يعني إلغاء تلك القواعد التقليدية وإنما إضفاء نوع من االستثناءات والتليينات
لتساعد تلك المبادئ على التطبيق.
من هنا ينبغي أن نفهم أن المبادئ التي سندرسها في المحور األول ظهرت في الدولة الليبرالية ،وعندما
جاءت الدولة التدخلية أضفت عليها استثناءات ،بمعنى يمكننا أن نطبق القاعدة والمبدأ ،كما يمكن أال نطبقهما عند
وجود استثناءات.
– 2ميزانية ضعيفة وصغيرة :ألن الدولة كانت تغطي فقط اإلدارة والجيش واألمن والقضاء ،وبالتالي
ال تحتاج ميزانية كبيرة .أما الدولة التي تغطي باإلضافة إلى ذلك األنشطة االقتصادية (مثال االستثمار)
واالجتماعية (مثال التعليم ،الصحة والتشغيل) تحتاج ميزانية كبيرة .فالمغرب مثال دولة تدخلية بدليل أنها تملك
مصانع ،وتتدخل في الفوسفاط ،االتصاالت ،السكك الحديدية ،البنية التحتية ،المطارات والموانئ وغيرا .فيما
كانت تمنع فلسفة الدولة الليبرالية ممارس مثل هذه األنشطة من طرف الدولة.
– 0الحياد المالي :معنى الدولة المحايدة هو أنها ال تتدخل نهائيا ال بواسطة النفقة أي ال تنفق على
األنشطة االقتصادية واالجتماعية ،وال تتدخل بواسطة الدخل .ألن الدولة توجه األنشطة االقتصادية واالجتماعية
بواسطة المداخيل ،كيف ذلك؟ يكون ذلك مثال عندما تعطي الدولة إعفاءات ضريبية لقطاعات معينة (مثال
السياحة ،العقار ،الفالحة )...فينتج عن ذلك أن رؤوس األموال ستتوجه إلى تلك القطاعات المستفيدة من
اإلعفاءات ،مثل هذه الممارسات كانت ممنوعة في الدولة الليبرالية.
– 3التوازن :أي التوازن بين الموارد والنفقات ،فالدولة الحارسة كانت تهتم كما سبق القول بالجيش
والقضاء واإلدارة ،وخالل بحثها عن األموال ،عندما تصل إلى قدر األموال التي ستغطي تلك النفقات اإلدارية
تتوقف ،وذلك حتى تحافظ على التوازن بين الموارد والنفقات ،معنى ذلك هو أن الدولة الليبرالية كانت ترفض
العجز (ألنه سيؤدي إلى االقتراض) وترفض الفائض ( ألنه سيؤدي إلى تجميد جملة من الموارد وهي بذلك تحرم
الخواص من تلك الموارد) ،هذا المنطق كان ينسجم مع المرحلة التاريخية آنذاك .لكن عندما جاءت الحرب
العالمية األولى واألزمة االقتصادية والحرب العالمية الثانية خلخلت ذلك المنطق ،ألن هذا المنطق ال يمكن
تطبيقه مع الدولة التدخلية ،فهذه األخيرة تحتاج أمواال كثيرة ،تعترف بالعجز والفائض وتتدخل بواسطة النفقة
والدخل إلى غير ذلك.
وبالتالي بمفهوم المخالفة فالدولة التدخلية لها ميزانية كبيرة ،عدم الحياد المالي وعدم التوازن.
كما قلنا سابقا ،في الدولة الليبرالية ظهرت مجموعة من المبادئ ،وفي الدولة التدخلية ظهرت مجموعة من
االستثناءات .لهذا سندرس في أول محور مجموعة المبادئ ،وسندرس في كل مبدأ استثناءات كثيرة (مبدأ
التوازن ،مبدأ التخصيص.)...
مالحظة :ينبغي أن نعرف مسألة أساسية ،هي أن هذه المادة جد مترابطة وبالتالي حضور جميع الدروس مهم
جدا للتوفق فيها ،وذلك راجع لكون هذه المادة تشتمل على جانب تقني يتم فهمه من خالل مواكبة الدروس ،ألن
كل حصة تبنى على الحصة التي قبلها ،وبالتالي فأول مفتاح لفهم المادة هو فهم الترابط بين الدروس ،وثاني
مفتاح هو ضبط المفاهيم.
– 9النفقات العامة.
– 9الموارد العامة.
تعريف تقني للنفقات العامة :هي عملية استعمال االعتمادات من طرف شخص عمومي بقصد إشباع حاجات
عامة.
تعريف االعتماد :هو تأهيل لإلنفاق ،أو بعبارة أخرى هو ترخيص أولي لإلنفاق ،بمعنى أن ذلك التأهيل
أو الترخيص هو الذي يسمح لك بأن تنفق.
هنا يجب عدم الخلط بين االعتماد والنفقة .فاالعتماد ليس بالضرورة نفقة ،قد يصبح ذلك االعتماد نفقة وقد ال
يصبح نفقة ،ذلك الرقم الوارد في الميزانية في سطر ما ،فمثال عندما نجد في ميزانية ما في إطار شراء المعدات
أو السيارات أو البنزين مبلغ أربعون ألف درهم ،هذا المبلغ يعني أن الشخص الذي أعد الميزانية اقترح هذا
المبلغ كاعتماد وليس كمال ،ألننا ينبغي أن نفرق بين وجود االعتماد ووجود األموال ،فتوفر األموال ال يعني
توفر االعتماد ،كما أن توفر االعتماد ال يعني توفر األموال.
وعندما انتقل مقترح أربعون ألف إلى التصويت صوت الجهاز المكلف بالتصويت على هذا المبلغ ،ألنه قد
يصوت عليها أو يلغيها أو يضيف إليها ،فعندما يصوت من له أهلية التصويت -وهو البرلمان -نقول لك أنت
كقطاع وزاري لك أربعون ألف درهم من أجل شراء سيارة .وعند بداية السنة المالية يمكنك تحريك االعتماد
ويصبح نفقة ،كما قد ال يحرك االعتماد وال يصبح نفقة ،وفي نهاية السنة يلغى االعتماد.
وبذلك يعتبر االعتماد شرط أساسي لإلنفاق ،لكن ال يعني إقرار االعتماد أنه سيتبعه إنفاق .كما ال ينبغي أن نقول
أن االعتماد هو مورد ،فقد تكون لدينا اعتمادات لكن ليست لدينا موارد ،فمثال قد يكون قطاع وزاري معين له
اعتماد لتشييد مطار ،لكن حسابه في الخزينة ال يوفر ذلك المبلغ ،فهل بإمكان ذلك القطاع الوزاري أن يشيد
المطار؟ الجواب هو ال ،ألنه ليست لديه أموال في حسابه .لهذا ينبغي عدم الخلط بين توفر االعتماد وتوفر
األموال ،فتوفر االعتماد كما قلنا هو توفر األهلية أو الرخصة لإلنفاق ،أما توفر األموال فهو عندما تكون لك
أموال مادية في حسابك في الخزينة.
عند بداية السنة ،تكون االعتمادات مسطرة في الميزانية ،لكن ال يمكن للقطاعات الوزارية منذ شهر يناير
أن تطالب وزارة المالية بتوفير األموال المقررة في الميزانية ،ألن خزينة الدولة تكون فارغة مع بداية السنة،
وبالتالي فالدولة لها تقنيات من أجل أن تضبط التوازن ،وهنا ينبغي أن نفهم لماذا المشرع وضع بعض التواريخ
المعي نة الستخالص األموال؟ مثال الضريبة على السيارات يتم استخالصها في أواخر شهر يناير ،ألن الدولة
تعرف أن الخزينة فارغة في بداية السنة ،وأنه في نهاية شهر يناير ينبغي أن تؤدي نفقات الموظفين .وبالتالي
هناك قواعد يتم توظيفها لضمان التوازن بين اإلدخال واإلخراج في اآلن نفسه ،لكي ال تتوقف الدولة ،ألن الدولة
ال يمكنها أن تتوقف.
عندما يكون لدينا اعتماد ،يتم ترجمته إلى مال وذلك في حالة تحريكه من طرف اآلمر بالصرف ،أما في
حالة عدم تحريكه ال يترجم.
مثال وزارة الصحة لديها اعتماد بقيمة ستة ماليير لشراء اللقاح ،ورغم ذلك ال يمكنها أن تشتري ذلك اللقاح في
بداية السنة ،ألن خزينة الدولة فارغة ،وبعد أن تمتلئ الخزينة من خالل استخالص أموال الضريبة على
السيارات والضريبة على الدخل ومخالفات السير وغيرها ،كما يمكن للدولة استخالص األموال من خالل فتح
اقتراضات للخواص والمتمثلة في سندات الخزينة التي سيشتريها الخواص ،أو مثال االقتراض من البنك الدولي،
عند ذلك يؤذن لوزارة الصحة بتحريك االعتماد واقتناء اللقاح ،أما أن يتم تحريك االعتماد والخزينة فارغة ،هنا
تتورط الدولة بإشكال المبالغ اإلضافية (غرامات التأخير).
جواب :هو الحاجات .فثال نجد في كل وزارة نشر البرنامج التوقعي الذي يساعد في حصر قيمة االعتمادات.
هنا قاعدة سندرسها في باب المبادئ ،وهي قاعدة عدم التخصيص ،والتي تعني عدم تخصيص مورد
لنفقة ،بمعنى يمنع على قطاع وزاري أن يستفيد من مداخيله .فمثال وزارة العدل رغم أنها تستخلص رسوما
قضائية إال أنها ال تستفيد منها ،بل تحول مداخيلها لخزينة الدولة تحت إشراف الحكومة ،أما وزارة العدل فتبقى
أداة أو وسيلة الستخالص األموال .وبذلك فكل المداخيل المتأتية من قطاع وزاري معين ال تخصص لهذا
القطاع ،وإنما تدخل في كتلة الموارد .لكن قاعدة عدم التخصيص شأنها شأن باقي القواعد تشوبها استناءات،
فبعض القطاعات تستفيد من مداخيلها بشكل كلي أو جزئي.
في نهاية السنة المالية تكون بعض االعتمادات المالية قد ألغيت وبعضها تحولت إلى نفقات ،هذا في
النفقات ،أما في الموارد فيكون بعض منها قد ترجم إلى نفقات والبعض منها قد يرحل إلى السنة الموالية ،وما
يرحل هو ما يندرج في إطار نفقات االستثمار ،بمعنى يمكن أن نرحل موردا يندرج في إطار االستثمار أما في
إطار التسيير يمنع الترحيل إال في حالة إذا ما حركنا االلتزام قبل نهاية السنة .هذا االختالف بين الترحيل في
إطار التسيير وفي إطار االستثمار راجع لكون نفقات االستثمار مرتبطة ببنية وتجهيزات.
فمثال نريد بناء مطار بقيمة ستون مليار درهم بين سنتي 9299و ،9292بمعنى كل سنة لدينا في الميزانية إثنا
عشر مليار درهم ،غير أنه في سنة 9299تم صرف عشر مليارات فقط ،وبالتالي بقي لدينا ملياران لم يتم
إنفقهما في تلك السنة ،لذلك في السنة التي تليها سيكون لدينا في الميزانية أربعة عشر مليار عوض إثنا عش ،ألنه
في حالة ما إذا تم إلغاء الملياري ن اللذين لم يتم إنفاقهما في السنة األولى ،سيتم إلغاؤها من المشروع االستثماري
ككل وبالتالي ذلك المطار لن يكتل في البناء.
تذكير بأهم النقاط التي تم التطرق لها في الحصة األولى:
** تعريف المالية العامة :هي األنشطة التي تهدف إلى الحصول على األموال ثم إستعمال/توظيف هذه األموال.
** المالية مثل الصندوق الذي له بابان ،الباب األول تدخل منه الموارد العامة والباب الثاني تخرج منه النفقات.
** المالية العامة عرفت تطورات عدة ،فعندما ظهرت كانت بشكل تقليدي ،وبعد ذلك تطور مفهوم المالية العامة
من مالية وفق قواعد تقليدية إلى مالية حديثة تتميز بنوع من المرونة ،والسبب في ذلك هو تطور الدولة وتحولها
من دولة حارسة إلى دولة متدخلة ،حيث كانت الدولة في السابق عبارة عن دولة ليبرالية ال تتدخل في األنشطة
االقتصادية واالجتماعية (تتدخل فقط في المسائل اإلدارية ،الجيش ،القضاء ،األمن ،)... ،لكن بعد الحرب
العالمية الثانية وتخرب الدول و تدهور البنيات التحتية ،اضطرت الدولة إلى أن تتحول من دولة ليبرالية إلى دولة
متدخلة ،تشيد المصانع وتستثمر في العديد من المجاالت االقتصادية واالجتماعية (الصحة ،التعليم.)... ،
– 9ميزانية ضعيفة.
** تعريف مفهوم النفقة العامة :هي عملية استعمال االعتمادات من طرف شخص عمومي بقصد إشباع
حاجات عامة.
** تعريف االعتماد :هو تأهيل أو ترخيص أولي لإلنفاق ،يكون سنويا ،إذا تم استعماله يحول إلى نفقة ،وإال قد
يلغى مع نهاية السنة أو يرحل إلى السنة المقبلة أو يتم تحويله إلى إلتزام بهدف الحفاظ عليه من اإللغاء.
بداية المحاضرة الثانية:
سؤال :ما هي الموارد؟
الجواب :أوال النفقات تحتاج إلى موارد ،هذه الموارد تأخذ شكال نقديا ،بمعنى ال تأخذ شكال عينيا ،أي أن الذي
يؤديها يفعل ذلك بالعملة الوطنية (الدرهم) .وهنالك قائمة كبيرة من المداخيل ،وهي موارد تحصلها الدولة بطريقة
طوعية ،وفي حالة امتنع الشخص تلجأ إلى األداء الجبري وفق قواعد وإجراءات .وتتمثل هذه الموارد فيما يلي:
– 2الضرائب والرسوم :الضرائب أداء جبري يؤديه المواطن بصفة نهائية وبدون مقابل ،أما الرسوم فهي أداء
بمقابل .والفرق ب ين الضريبة والرسم هو أن هذا األخير يغطي خدمة معينة تقوم بها الدولة ،فمثال عندما تريد
االستفادة من الحالة المدنية تؤدي درهمان لالستفادة من رسم الوالدة أو من النسخة الكاملة وذلك نظير استفادتك
من الخدمة ،أما الضريبة فتؤديها بدون مقابل ،نحن هنا نتحدث عن المقابل المباشر ،أما المقابل غير المباشر
فنستفيد منه وذلك عندما تشيد الدولة البنية التحتية والطرق واألمن وغيرها.
– 3األجور عن الخدمات المقدمة :مثال عندما تذهب لمستشفى عمومي من أجل االستفادة من الخدمة
االستشفائية يطالبك من هو في االستقبال بأداء مبلغ معين مقابل تلك الخدمة .إال أن األجر ال يغطي قيمة الخدمة
لكنه يعبر عن أجور عن الخدمات المقدمة.
– 4أموال المساعدات والهبات والوصايا :فالخواص أو دول أخرى قد تقدم مساعدات للدولة بشكل عيني أو
نقدي ،أو قد تقدم وصايا (في حدود الثلث).
– 5دخول األمالك العامة والخاصة :فالدولة تتوفر على أمالك عامة جوية وبرية وبحرية ،فالدولة لها أراضي
تقوم بكرائها ،لها غابات تقوم ببيع منتوجها ،كذلك لها أمالك تقوم بالترخيص باحتاللها المؤقت بمقابل.
– 6حصيلة بيع المنقوالت والغرامات :الدولة قد تبيع منقوالت أو عقارات ،هذه المنقوالت قد تكون في شكل
متالشيات والتي يتم بيعها للخواص ،وكذلك العقارات ،فالدولة قد تبيع أمالك خاصة لها وريعها يدخل في قائمة
الموارد.
– 7حصيلة االستغالالت ،األتاوى وحصص األرباح وكذلك الموارد والمساهمات المتأتية من المؤسسات
العمومية والمقاوالت العمومية أو الشركات العمومية وشركات االقتصاد المختلط :فالدولة لها مؤسسات عامة
مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية ،المكتب الشريف للفوسفاط ،بريد المغرب ،البنك الشعبي ،لها أيضا مساهمة
في اتصاالت المغرب وغيرها .هذه المؤسسات والشركات تدر مداخيل في شكل أرباح تعد من أهم مداخيل
الدولة.
– 8المبالغ المرجعة من القروض والتسبيقات والفوائد المترتبة عليها :الدولة يمكن أن تقرض أشخاص
القانون الخاص أو أشخاص القانون العام بمقابل ،هذا المقابل هو عبارة عن فوائد والتي تعبر عن مداخيل للدولة.
– 9حصيلة االقتراضات :الدولة يمكنها أن تقترض ،سواء اقتراض داخلي من الخواص أو عبر فتح سندات
للعموم لشرائها ،أو اقتراض خارجي من البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي أو البنك األوروبي أو البنك
اإلفريقي للتنمية وغيرها ،كل تلك االقتراضات تعبر عن مداخيل للدولة.
– 22الحصائل المختلفة.
تجميع الموارد مع النفقات يعطينا الميزانية العامة ،وكلما كانت الموارد أكبر من النفقات نكون أمام فائض ،وكلما
كانت النفقات أكبر من الموارد نكون أمام عجز ،وإذا كان هناك تساوي بين الموارد والنفقات نكون أمام توازن.
في الحصة السابقة تطرقنا إلى الفرق بين المالية الخاصة والمالية العامة .المالية الخاصة هي مالية الخواص ،أما
المالية العامة فهي مالية الدولة أو مالية الجماعات الترابية أو مالية المؤسسات العمومية.
-امتالك األموال يظهر قوة الشخص أو حريته ،أي من يمتلك األموال تكون له قوة ،ومن ال يمتلكها يكون
ضعيفا سواء بالنسبة للدولة أو للفرد.
-الدولة تستهدف خدمة الصالح العام ،أما المالية الخاصة فتستهدف خدمة الصالح الخاص.
** الفرد يقدر مداخيله أوال بينما الدولة تقدر نفقاتها أوال ،ألن الدولة تقوم بحساب نفقاتها أوال ثم تبحث عن
الموارد التي ستسد تلك النفقات ،وهو ما يسمى بقاعدة أسبقية النفقات بالنسبة للدولة.
-الدولة تستعمل امتيازات السلطة العامة للحصول على مواردها ،أما الفرد فال يمكنه ذلك.
-الدولة يمكنها استخالص مواردها بشكل مباشر أو ما يسمى بالتدبير المباشر ،بمعنى إذا لم يؤدي شخص
ما ضرائب معينة يمكن للدولة أن تلجأ إلى قواعد التحصيل الجبري ،وأن تقوم بإنذار الشخص ثم حجز
أمواله وبيعها ،وفي حالة لم يكن له ما يباع أو ما يحجز ،تقوم بإيداعه في إطار مسطرة اإلكراه البدني،
بمعنى أن الدولة تستعمل سلطتها المباشرة دون الرجوع إلى القضاء.
بخالف ذلك ،الفرد عندما يكون دائنا ليس بإمكانه استعمال امتيازات من هذا القبيل بقدر ما يمكنه أن
يعود إلى القضاء لكي يحكم له باستخالص أمواله أو حجز ممتلكات شخص ما إلى غير ذلك.
من خالل هذا المحور سنحاور أن نفهم كيف ظهر مفهوم الميزانية وكيف تطور مع الوقت ،ثم مفهوم الميزانية
وفق الشكل التالي:
-مفهوم الميزانية؛
-خصائص الميزانية؛
ينبغي أن نعرف أن الميزانية عرفت تطورات ،والميزانية بمفهومها الحديث هي من وضع إنجلترا ،أي
أن قواعد الميزانية وضعتها إنجلترا ،ثم بعد ذلك جاءت فرنسا ووضعت لها أسسا علمية ،ثم انتقلت الميزانية إلى
مجموعة من الدول.
النقاش الذي كان في الميزانية ،كيف تبلورت وتطورت؟ لمعرفة سبب ذلك يجب أن نعود إلى التاريخ،
تاريخ تطورها في فرنسا و إنجلترا ،كذلك في القرون الوسطى وفي القرن الخامس عشر والسادس عشر ،آنذاك
كانت الملكية مطلقة ،أي أن الملك كان يتحكم وينفق ويستخلص دون رقيب وال حسيب ،واستمر هذا الوضع إلى
أن وقعت عدة ثورات في إنجلترا وفرنسا في وجه الملكية التي كانت تمثل وجها كبيرا لالستبداد ،وكانت
الض ريبة والمالية العامة سببا مباشرا في هذا التطور ،ألن أهم سبب لقيام الثورات كان هو الضريبة ،فالملك كان
يفرض ضرائب بدون حسيب وال رقيب ،نتج عنه ثورات من طرف الشعوب ،والتي طالبت من خالل ممثليها أال
تفرض أي ضريبة إال بعد أن يوافق عليها هؤالء الممثلون ،بعد ذلك تم تكريس هذا المقتضى ،بمعنى أنه تم قبول
أال تفرض أي ضريبة إال بعد أن يقبلها ممثلوا الشعب ،بعد ذلك طالبوا أال تنفق تلك الضرائب إال بعد أن يقبلها
ممثلوا الشعب أيضا ،وتم تكريس تلك القاعدة كذلك .ثم بعد ذلك قالوا أن تلك الموافقة سواء بالنسبة لفرض
الضريبة أو إنفاقها ال ينبغي أن تستمر إلى ما ال نهاية ،لهذا قالوا بأن تلك الموافقة يجب أن تكون بصفة دورية أي
سنوية ،وهنا ظهر مبدأ السنوية.
هذا السياق التاريخي والتطور التاريخي هو الذي يوضح لنا لماذا نجد حاليا أن المجال المالي اختصاص
برلماني ولماذا نجد في المغرب أن القانون المالي هو اختصاص حصري للبرلمان ،ألنه يعرف أن هذه المسألة
كانت هي النقطة التي أفاضت الكأس في السابق في أوروبا وساهمت في إسقاط مجموعة من الملوك وساهمت
في ثورات ،لهذا تم تكريسها في مجموعة من الدساتير لصالح البرلمان .هذا النقاش ساهم في ظهور نظام
دستوري سمي بالنظام البرلماني ،فالنظام البرلماني سبب ظهوره هي الضريبة.
-تعريف الميزانية:
عمل توقعي يعبر عن برنامج مالي ،تجيزه وتصادق عليه السلطة التشريعية لمدة سنة لكي يمكن السلطة
التنفيذية من القيام بوظائفها في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
سؤال :أين توجد هذه الميزانية؟ بمعنى آخر إن أردت أن أطلع عليها أين أجدها؟
الجواب :يمكن االطالع على الميزانية في قانون المالية وبالضبط في الجزء المخصص للميزانية العامة.
مالحظة :لفهم مادة الميزانية بشكل أوضح ،من األفضل االطالع على أحد نماذج قانون المالية.
عند االطالع على أحد نماذج قانون المالية نجد أن الجزء األول يعبر عن المعطيات العامة للتوازن
المالي ،والتوازن المالي هو أحد المبادئ األساسية للقانون المالي ،وهو مقسم إلى بابين :الباب األول متعلق
باألحكام العامة للموارد ،والباب الثاني متعلق باألحكام العامة للنفقات.
الجواب :الميزانية هي القسم الحسابي من قانون المالية وهي تشكل جزءا من القانون المالي ،وفي ذلك القسم
الحسابي سنجد كل موارد ونفقات الدولة.
الجواب :نجد ف يه معطيات قانونية مرتبطة بالميزانية ،بمعنى أن تلك المعطيات هي التي تفصل بعض المسائل
التي ذكرت بشكل عام في الميزانية .فقد نجد في المستوى األول تعديال للمدونة العامة للضرائب ،هذه المدونة
التي تتضمن مجموعة من الضرائب مثل الضريبة على الشركات وعلى الدخل وعلى القيمة المضافة وعلى
التسجيل وعلى الرسم السنوي وعلى الرسوم الخصوصية على السيارات ورسوم التنبر ،هذه الضرائب والرسوم
سنويا تعرف تعديالت تشريعية ،وبالتالي يتم تعديل ذلك على المستوى التشريعي لقانون المالية .يعدل المشرع
كذلك مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة .فالمستوى التشريعي من قانون المالية مرتبط بالمستوى الحسابي
(الميزانية).
-خصائص الميزانية:
– 2الميزانية عمل توقعي :أي أن تلك األرقام الواردة في القسم الحسابي تعبر عن توقعات ألنها تتعلق بالسنة
الموالية ،وهذا التوقع ليس ارتجاليا وإنما مؤسس ومبني على إحصائيات وأرقام ومرجعية .فمثال بالنسبة لنفقات
الموظفين يسهل توقعها ،ألن الدولة تعرف كتلة الموظفين ،وعدد الموظفين الذين سيتم توظيفهم في السنة المقبلة،
وعدد الموظفين اللذين سيحالون على التقاعد ،وعدد الموظفين اللذين سينتقلون من رتبة إلى رتبة أو من درجة
إلى درجة ،ومن خالل حساب هذه المعطيات يمكن استنتاج كتلة األجور في المغرب .وبالتالي فالتوقع هو آلية
لتجاوز االرتباك واالرتجال ،ألن التوقع يعطي نظرة تقريبية حول كمية اإلنفاق وكمية االستخالص .لهذا عندما
نقرأ المادة 3القانون التنظيمي للمالية نجد ما يلي" :يتوقع قانون المالية للسنة ،لكل سنة مالية."...
– 0الميزانية خطة مالية :فالميزانية تعبر عن خطة أو تخطيط لما ننفقه ونستخلصه في خالل السنة الجارية
والسنوات الموالية ،فمثال يظهر التخطيط من خالل بعض نفقات االستثمار ،ألن هذه النفقات تعبر عن نفقات
ممتدة في الزمن عما يزيد عن السنة ،كذلك من مظاهر التخطيط هو أن أصبح من الوثائق الالزم إعدادها
والمرافقة للقانون المالي هي ما يسمى "البرمجة الميزانياتية" والتي تعني أن يتم برمجة موارد ونفقات الدولة
لمدة ثالث سنوات.
– 3الميزانية تعبر عن إجازة :أي الرخصة ،وهذه اإلجازة يرخص بها البرلمان ،أي أن البرلمان هو الذي
يصوت على القانون المالي ،فالحكومة تعد الميزانية ،والبرلمان يصوت عليها ،ثم تقوم الحكومة بتنفيذ تلك
االعتمادات والموارد وفق ما صوت عليه البرلمان.
- 4الميزانية تعبر عن أهداف الدولة االقتصادية واالجتماعية والمالية وغيرها :ألن األرقام الواردة في
الميزانية هي ترجمة لمشاريع ولمخططات ذات طابع اقتصادي ،اجتماعي ومالي وغيرها.
فبالنسبة لألهمية المالية فالميزانية جوهرها مالي تتمثل في المداخيل والنفقات ،وهذه المداخيل مردودها
المالي ينعكس على النفقات ،فبقدر ما تكون للدولة مداخيل كبيرة بقدر ما تكون لها أريحية في اإلنفاق.
أما األهمية السياسية للميزانية فتتجلى في كونها تعبر عن صراع سياسي بين السلطة التشريعية والسلطة
التنفيذية ألن الميزانية تعدها الحكومة ويصوت عليها البرلمان ،والبرلمان قبل أن يصوت ،يقوم بنقد ودحض
بعض اختيارات السلطة التنفيذية ،فالسلطة التشريعية تريد أن تحد السلطة التنفيذية ،كما أن هذه األخيرة تريد أن
تمرر مقتضيات على السلطة التشريعية ،وهذا ما يعبر عن صراع بين السلطتين .كذلك عالقة الحكومة مع
البرلمان هي عالقة مراقبة ،فالبرلمان له آليات رقابية للتعرض على أوجه صرف المال العام من طرف الحكومة
ولمراقبة مدى احترامها لمقتضيات القانون المالي .كذلك تعتبر الميزانية أداة للضغط على الحكومة (نحن هنا
نتحدث عل ما ينبغي أن يكون ،لكن في الواقع ،الحكومة هي التي تضغط على البرلمان ،فعندما نرى االمتيازات
المقررة للحكومة في الدستور نجد أنها هي التي تضغط على البرلمان).
يظهر الصراع السياسي واألهمية السياسية فمن خالل أن البرلمان يمكنه أن يرفض المصادقة على مشروع
قانون المالية ،لكن الحكومة يمكنها أن تتجاوز سلطة البرلمان في رفض المصادقة ،وذلك بأن تفتح اعتمادات
لحسن سير المرافق العامة ،وتنتظر إلى حين أن يصادق البرلمان.
والميزانية أيضا لها أهمية اقتصادية واجتماعية لحفظ التوازن االقتصادي واالجتماعي ،فهي تعتبر آلية
لمواجهة المشاكل وتقليص التفاوتات االقتصادية واالجتماعية ،وهي كذلك وسيلة من وسائل توزيع الثروة وإنتاج
القيمة المضافة.
الجواب :الطبيعة القانونية للميزانية وقع حولها خالف ،فهناك من قال أن الميزانية ليست قانونا إنما هي برنامج
أو وثيقة أو عمل إداري .وهناك من قال أنها قانون ،على اعتبار أنها يصوت عليها البرلمان وتنشر في الجريدة
الرسمية .وهناك من قال أن الميزانية ال ينبغي أن تدرج داخل القانون المالي.
عموما من الناحية الشكلية يمكن أن نعتبر أن الميزانية قانون ،ألنها صادرة عن السلطة التشريعية،
والبرلمان هو الذي يأذن للحكومة أن تنفق وأن تستخلص .ومن الناحية الموضوعية ،هي تعبر عن عمل إداري
مكون من موارد ونفقات.
– 2قانون المالية للسنة :هو قانون مالية توقعي ،يكون سنويا (يفتتح في فاتح يناير وينتهي في نهاية دجنبر).
– 0قانون المالية التعديلي :هو قانون مالية يأتي ليعدل قانون المالية للسنة ،بمعنى داخل قانون مالية السنة قد
تظهر متغيرات تفرض تغيير قانون المالية .فمثال في قانون المالية لسنة ،9292عندما وصلنا إلى شهر يوليوز
اقتنعت الحكومة بأنه ينبغي تعديل قانون المالية ،ألنه حدثت متغيرات ،هذه المتغيرات حدثت من زاويتين،
الزاوية األولى من حيث الموارد ،فنحن في ظرفية استثنائية والتي أدت إلى إغالق تام ،الشيء الذي أدى إلى
ضعف الموارد وبالتالي فالضرائب هي األخرى كانت قليلة وليست وفق ما تم توقعه في قانون المالية للسنة.
وقانون المالية التعديلي هو أيضا قانون مالية توقعي لكنه ليس سنويا ألنه يفتتح بعد أول يوم من نشره في الجريدة
الرسمية وينتهي مع نهاية السنة المالية ،وبالتالي هو يخرق مبدأ السنوية.
– 3قانون التصفية :بخالف قانون المالية للسنة وقانون المالية التعديلي اللذان يعدان قانونين توقعيين ،يعتبر
قانون التصفية قانونا تنفيذيا ،بمعنى أن هذه القوانين تتوقع ولكن التنفيذ يبدأ في قانون المالية للسنة من فاتح يناير
وينتهي في نهاية دجنبر وفي قانون المالية التعديلي من يوم من نشره في الجريدة الرسمية وينتهي مع نهاية السنة
المالية .بعد ذلك يأتي قانون يبين لنا النتائج الحقيقية لتنفيذ الموارد والنفقات ،أي أن قانون التصفية يبين لنا األرقام
الحقيقية للتنفيذ ،و يكون بعد نهاية السنة المالية ،بمعنى أنه عندما سننهي قانون المالية لسنة 9292سيبدأ إعداد
قانون التصفية المتعلق بالسنة المالية 9292والذي نجد فيه األرقام الحقيقية لما استخلصناه وما أنفقناه ،واستثناء،
هذه السنة سنجد قانونين للتصفية ،األول متعلق بقانون المالية للسنة ،والثاني متعلق بقانون المالية التعديلي ،وهو
قانون جاء من أجل المراقبة وتحريك المسؤوليات في الشقين سواء تنفيذ النفقات وتنفيذ المداخيل.
مالحظة:
القوانين الثالثة المذكورة أعاله ،تمر وجوبا على البرلمان من أجل المصادقة عليها ،لكن اإلشكال بالنسبة
لقانون التصفية ،هو أن البرلمانيين ال يهتمون به نهائيا ،بل هناك قوانين تصفية صوت عليها سبعة أو ثمانية
برلمانيين ،والمشكل في المغرب هو أن تصل قوانين التصفية لهذا المستوى ،وهي أهم من قوانين المالية ،وأصل
هذا اإلشكال هو أن الحكومة تسوق لقانون المالية للسنة المقبلة ،وال تذكر نهائيا قوانين التصفية ،ألنها ال تريد
لل نقاش العمومي أن ينشأ حول قوانين التصفية ألن هذه القوانين فيها تحريك المسؤوليات ،لهذا تمر مرور الكرام
كأنها مخفية ،فهي تحيلها على البرلمان ،وهذا األخير يصوت عليها ،وال نجد لها دعاية ،وال نجدها حتى بالجريدة
الرسمية.
المحور الثاني :مبادئ الميزانية.
عندما نقرأ قانون المالية نجد أنه بخالف القوانين األخرى يتفرد باالستثناءات ،بمعنى ال نكاد نجد شيئا يشترك
فيه قانون المالية مع القوانين األخرى ،ومن أهم هذه الخصوصيات هو أنه قانون مؤقت .فال نكاد نجد قانونا
مؤقتا ،فالقاعد القانونية كمبدأ عام توضع لتنفد بغض النظر عن أجل انتهائها ،بخالف ذلك ،قانون المالية يولد
على اعتبار أننا نعرف تاريخ انتهاء صالحيته ،فهو يولد في فاتح يناير ويموت في نهاية دجنبر.
مالحظة مهمة:
هناك ستة مبادئ تحكم الميزانية ،خمسة منها ظهرت في سياق الدولة الليبرالية ،علما أن لكل مبدأ استثناءات.
سندرس المبدأ ،وندرس أيضا االستثناءات الواردة عليه .فمثال عندما سندرس مبدأ السنوية ،مبدأ التخصيص،
مبدأ الشمول ومبدأ الوحدة ،سندرس بالتوازي االستثناءات الواردة على كل مبدأ .والغريب في األمر أن هذه
االستثناءات بعضها يتم تكراره من مبدأ إلى آخر ،بمعنى أن نفس االستثناء قد نجده في المبدأ األول والثاني
والثالث .فما الذي يفسره أو يبرره؟
الذي يفسره هو السياق التاريخي ،ألن طبيعة هذه المبادئ ظهرت في سياق الدولة الليبرالية ،لكن بسبب الحربين
العالميتين األولى والثانية ،وكذا األزمة االقتصادية ،طرح اإلشكال ،ألن الدولة اضطرت أن تتدخل وأصبحت
دولة متدخلة ،وعندما أرادت التدخل ،أرادت أن تطبق تلك المبادئ وفق نفس المنهجية ونفس المقاربة التي
ظهرت من خاللها في إطار الدولة الليبرالية ووقع اإلشكال .فتلك المبادئ استعصى على الدولة التدخلية تطبيقها،
لذلك تم البحث عن طرق وآليات وتقنيات من أجل تطبيق تلك المبادئ ،وبالتالي تم البحث عن استثناءات هدفها
هو أن تكفل المرونة وتمنع الرتابة وتعطي مبادئ بقواعد لينة.
لهذا ينبغي أن نفهم أن المبادئ ظهرت في إطار الدولة الليبرالية ،واالستثناءات ظهرت في إطار الدولة
التدخلية.
مبدأ السنوية جاء ألجل تجديد الترخيص ،فهذا المبدأ له أبعاد ،لدى ينبغي أن نفهم مبدأ السنوية بمفهومها
الشامل ،ال أن نفهمه فقط فهما ضيقا ،فجل األشخاص يفهمون مبدأ السنوية على أن الميزانية يبدأ تنفيذها في فاتح
يناير وينتهي في نهاية دجنبر ،وهذا رغم كو نه مفهوما معقوال ومنطقيا ،إال أنه مفهوم قاصر ،ألنه ال يعطينا
أبعادا للمبدأ .أول هذه األبعاد أنه يظهر أوال في اإلعداد ،وثانيا في التصويت ،وثالثا في التنفيذ ورابعا فيالرقابة.
– 2اإلعداد :من يعد تلك الوثيقة ،وضعها على أساس أنها تولد في يناير وتنتهي في دجنبر ،بمعنى أنه يضع في
اعتباره أن تلك التقديرات ينبغي أن تكون سنوية (مبدأ السنوية) ،ولكي نحصل على هذه التقديرات السنوية،
ينبغي أن نحصل على تقديرات شهرية .فمبدأ الزمن حاضر بالضرورة لدى معد الوثيقة .فمثال ،لو اختار المغرب
أن يضع ميزانية ثنائية أو ثالثية السنوات ،هنا ستتغير تقديرات واضع تلك الوثيقة حيث سيعدها على أساس تلك
المدة .بمعنى أن مبدأ السنوية حاضر من أول نقطة في إعداد مشروع القانون المالي.
– 0التصويت :يظهر مبدأ السنوية كذلك في التصويت ،ألن من يصوت على هذه الوثيقة هو البرلمان ،وهذا
األخير يعرف أن هذه الوثيقة ستولد في فاتح يناير وتنتهي في نهاية دجنبر ،ثم يعرف أن التقديرات ينبغي أن تأخذ
بعين االعتبار السنة ،وبالتالي عندما يالحظ البرلمان أن هناك تقديرات مبالغ فيها يتدخل ويطالب بالتقديرات
الحقيقية ،ألنها وثيقة ستنفذ في وقت ضيق من السنة ،وبالتالي يمكنه أن يحدث ويحذف ويناقش وهو يضع نصب
أعينه مبدأ السنوية.
– 3التنفيذ :يظهر مبدأ السنوية كذلك في التنفيذ ،ألنه ال يمكن تنفيذ هذه الوثيقة بعد انتهاء مدة صالحيتها ،أي
بعد نهاية السنة المالية.
– 4المراقبة :يظهر مبدأ السنوية كذلك في المراقبة ،فهناك مؤسسات تراقب ،وبالتالي عندما يظهر لها إخالل
بمبدأ السنوية فهي تتدخل ،ألن هناك إخالال بقاعدة جوهرية للميزانية .فمثال نعرف أن بعض القطاعات الوزارية
تشتغل بسندات الطلب ،وأحيانا قد تتجاوز مبالغ سندات الطلب المبلغ المسموح به في سقف الميزانية ،فيضطر
القطاع الوزاري أن يغطي هذا الفرق من اعتمادات السنة المقبلة مع المقاول ألجل األداء .فهنا عندما يكشف
المجلس األعلى للحسابات أنه تمت تغطية نفقات في سنة معينة ،والحال أن الخدمة قد تمت في سنة سابقة ،هنا
يعترض ألنه تم خرق مبدأ السنوية.
لهذا فمبدأ السنوية حاضر في كل مراحل إعداد الميزانية والتصويت عليها وتنفيذها ومراقبتها.
– 2المبررات المالية :مبدأ السنوية يتفق مع مالية األفراد والمؤسسات ،فهي تنبني على هذا المبدأ ،فالشركات
تقوم بحساب حصيلتها في إطار السنة .وهناك ارتباط بين المؤسسات والمالية العامة على اعتبار أن أرباحها
تفرض عليها أداء الضريبة على الشركات ،وهذه الضريبة تعد من أهم مداخيل الدولة ،لهذا فمبدأ السنوية لذا
الدولة يتفق مع مبدأ السنوية لذا الشركات والمؤسسات .كذلك يتوافق هذا المبدأ مع فصول السنة األربعة ،إذ أنه
في فصل كانت هناك فترات ركود وفي فصل آخر هناك فترات ازدهار ،فمثال في فصل الصيف تكون الحركة
التجارية مزدهرة ،وفي فصل الخريف تكون الحركة ضعيفة جدا ،وبالتالي نستفيد من كل المراحل ،سوء كان
فيها ركود أو ازدهار اقتصادي.
– 0المبررات التقنية :عندما نعد وثيقة لمدة أكثر من السنة ،فهذا يطرح صعوبة لألشخاص الذين يعدون هذه
الوثيقة ،ألن هؤالء األشخاص عندما نضع لهم ميزانية طويلة األمد ،يصعب عليهم التقدير ،ألن الميزانية عبارة
عن تقديرات للموارد والنفقات ،وبالتالي يصعب أن نتنبأ بحجم الموارد والنفقات خالل مدة طويلة .فمثال ،إذا
كانت الميزانية ثالثية السنوات ،ينبغي على من يعدها أن يضع الميزانية لمدة ثالث سنوات ،وتلك المجاميع
ستكون صعبة جدا ،ألنه ال يمكن أن نتوقع جل الموارد والنفقات في ظرف ثالث سنوات ألنها مدة طويلة جدا.
– 3المبررات االقتصادية :االقتصاد ينطوي على الدورة االقتصادية ،وهذه األخيرة تعرف فترات ازدهار
وفترات ركود.
– 4المبررات السياسية :بما أن الميزانية يصوت عليها البرلمان ،بالتالي فعند تصويته فهي مناسبة ألجل مراقبة
الحكومة فيما أنفقته واستخلصته في السنة السابقة وفيما ستنفقه وتستخلصه في السنة المقبلة.
فهذه العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية تعبر عن صراع بين السلطتين ،ألن السلطة تحد السلطة،
والسلطة تراقب السلطة.
جواب :هذا المبدأ انتقد ألسباب ،فعندما نقول السنوية نعني أنها فترة ضيقة ،وهناك بعض العمليات التي تحتاج
ألكثر من سنة ،خصوصا نفقات االستثمار ،فعمليات اإلنشاء والتعمير والبنية التحتية تحتاج مدة طويلة وإلى
اعتمادات ضخمة ،لهذا ال يمكن للحكومة أن تلتزم بها في ظرف ضيق داخل سنة ،لهذا انتقد هذا المبدأ ،ألن
العمليات ال يمكن أن تدبر بنفس الطريقة ،فهناك عمليات يمكن أن تنضبط لمبدأ السنوية ،وهناك عمليات أخرى ال
يمكنها ذلك.
جواب :هناك نوعان من االستثناءات :االستثناءات داخل إطار السنة (تكون مدتها أقل من سنة) ،واالستثناءات
خارج إطار السنة (تكون مدتها أكثر من سنة).
الحالة األولى:عدم موافقة السلطة التشريعية على مشروع قانون المالية قبل بداية السنة المالية:
أي أن البرلمان لم يوافق على مشروع قانون المالية قبل بداية السنة المالية ،فآخر أجل للبرلمان لكي يصوت
على القانون المالي هو 39دجنبر ،وبالتالي عندما ال يصوت إال داخل السنة المقبلة ،فيكون بذلك قد خرق مبدأ
السنوية.
ينبغي أن نفهم مسألة أساسية ،أال وهي أن قانون المالية التعديلي ليس مرتبطا بالضرورة بظرف طارئ،
فمثال فرنسا نجد أنها تصدر قانونا تعديليا كل سنة ،وذلك بدون وجود أي ظرف طارئ أو أي شيء آخر ،فاألمر
يبقى اختيارا للحكومة وتصويتا للبرلمان .ومن بين األسباب التي يمكن أن تكون دافعا إلصدار قانون مالية
تعديلي هو قدوم حكومة مكان الحكومة السابقة ،وقد يكون سبب إصدار القانون التعديلي هو فقط إرادة الحكومة،
حيث قد يتضح لها أن قانون المالية غير مناسب وبالتالي وجب تغييره.
مالحظة:
قانون المالية التعديلي هو آخر خيار يمكن أن تنهجه الحكومة ،ألنه لديها بدائل أخرى يمكنها اللجوء إليها،
مثل االعتمادات اإلضافية ،بمعنى لها اعتمادات موجودة في القانون المالي الذي يعد مثل شيك على بياض
للحكومة الذي يزكي قوة اإلنفاق لديها ،فمثال كان بإمكان الحكومة اللجوء إلى االعتمادات اإلضافية لتغطية نفقات
جائحة كورونا ،دون اللجوء إلى تعديل قانون المالية .وهذه االعتمادات اإلضافية تكون موجودة دائما في كل
قوانين المالية .كما كان بإمكان الحكومة اللجوء إلى بديل آخر أال وهو ما يسمى بالنفقات الطارئة والمخصصات
اإلحتياطية ،فهناك فصل في كل قانون مالي يسمى النفقات الطارئة والمخصصات اإلحتياطية ،ويتم فيه ضخ
ماليير الدراهم ،فسنويا نجد فيه عشرون أو ثالثون مليار درهم أو أكثر .كما كان بإمكان الحكومة تجميد جزء
من نفقات االستثمار ،وهي إمكانية واردة في القانون التنظيمي لقانون المالية .932.93
بالنسبة لمسألة االقتراض من الخارج ،فاألصل هو أن سقفه يكون محددا ،إال أن الحكومة هذه السنة استغلت
مشكل جائحة كورونا وأعدت مرسوما يخول لها أن تقترض من الخارج دون تحديد سقف لالقتراض.
هو قانون مالية ينقلنا من تاريخ معين إلى تاريخ آخر ،فمثال في السنة الموالية ،اختارت الحكومة تعديل
القانون التنظيمي لقانون المالية بحيث أن السنة المالية من اآلن فصاعدا ستبدأ من فاتح يوليوز للسنة المقبلة
وتنتهي مع نهاية يونيو للسنة التي بعدها( ،ملحوظة :سبق للمغرب أن اعتمد هذا النهج في السابق ما بين سنتي
2996و ،)0222وبالتالي ففي الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير و 32يونيو تعد الحكومة مشروع قانون مالية
انتقالي ،ينقلنا من فاتح يناير إلى 32يونيو حتى نبدأ في السنة المالية الجديدة.
هي اعتمادات تفتحها الحكومة بإذن من البرلمان بعد أن يكون القانون المالي ساري المفعول ،فالحكومة تعمل
على أخذ رخصة ضمنية داخل القانون المالي من أجل االستفادة من اعتمادات إضافية ،فمثال بالرجوع للفقرة
األولى من المادة 92من قانون المالية لسنة 9292نجد ما يلي" :طبقا للمادة 62من القانون التنظيمي 232.23
لقانون المالية ،يؤذن للحكومة ،في حالة ضرورة ملحة وغير متوقعة ذات مصلحة وطنية ،أن تفتح اعتمادات
إضافية بمراسيم أثناء السنة" ،وبالتالي فالحكومة أخذت مسبقا اإلذن من البرلمان لالستفادة من اعتمادات
إضافية داخل القانون المالي ،فالحكومة عندما أعدت مشروع القانون المالي ،وضعت مادة بصفة كأنها مخفية
تضمن من خاللها االستفادة من اعتمادات إضافية.
مالحظة:
عندما نقول اعتمادات إضافية ،فهذا يعني تعديل للقانون المالي ،بمعنى أنه كانت لدينا اعتمادات أصلية
وأضفنا اعتمادات إضافية ،وخصوصية هذا التعديل للقانون المالي ،هو أنه يتم بدون الرجوع إلى البرلمان ،بل
الحكومة مطالبة فقط بإخبار اللجان البرلمانية .واألخطر في االعتمادات اإلضافية هو أن المراسيم التي تصدر
من أجل فتح هذه االعتمادات ،ال يتم المصادقة عليها من طرف البرلمان إال في قانون المالية للسنة الموالية،
فكيف يعقل أن اعتمادات سبق وأن نفذت في السنة الماضية ،يصادق عليها البرلمان في السنة الموالية؟ فالسؤال
المطروح هو ما دور البرلمان من هذه المصادقة؟ هو فقط سيزكي األمر ،ألنه ال يمكنه أن يغير شيئا وقع في
الماضي .إذن هذه االعتمادات اإلضافية التي يمكن أن تكون مضمرة في القانون المالي للسنة ،تكون مؤطرة
بمقتضى القانون التنظيمي لقانون المالية ،هذا األخير أحال على الفقرة الثالثة من الفصل 02من دستور 9299
بناءا على قانون اإلذن ،ألن المادة 92من القانون المالي لسنة 9292تقول "يؤذن للحكومة ،"...بمعنى أن هناك
قانون اإلذن ،أين هو قانون اإلذن هنا؟ قانون اإلذن هو المادة 62من القانون التنظيمي 232.23لقانون
المالية ،لذا يجب التمييز بين القانون الذي يأذن ،وبين العمل الذي يأتي طبقا لقانون اإلذن ،هذا العمل يتمثل في
فتح اعتمادات إضافية طبقا للمادة 92من القانون المالي لسنة 9292التي جاءت طبقا لقانون اإلذن ،الذي بدوره
أحال على الفقرة الثالثة من الفصل 02من دستور .9299
- 9االستثناءات خارج إطار السنة:
الترخيصات في البرامج مرتبطة بنفقات االستثمار ،هذه النفقات تحتاج إلى مدة طويلة وإلى موارد وأموال
كثيرة جدا والتي يصعب على الدولة أن تلتزم بها في ظرف سنة (هذا ال يعني أن كل نفقات االستثمار تخرق مبدأ
السنوية) ،لهذا يتم تقسيمها إلى نوعين من االعتمادات:
اعتمادات األداء :هي مجموع االعتمادات التي يمكن صرفها في إطار السنة ،بمعنى هي تحترم مبدأ السنوية.
اعتمادات االلتزام :هي مبلغ االعتمادات للمشروع ككل ،بمعنى أنها ال تنضبط لمبدأ السنوية.
الترخيصات في البرامج ال تخضع لمبدأ السنوية ،ألنها مرتبطة بنفقات االستثمار ،على عكس ذلك ،نفقات
التسيير خاضعة لمبدأ السنوية.
مالحظة:
بالنسبة العتمادات األداء المتعلقة باالستثمار ،فإن الرصيد السنوي الذي لم يتم إنفاقه داخل السنة ،يتم ترحيله
إلى السنة الموالية.
تذكير بأهم ما ورد في المحاضرة السابقة:
في الحصة السابقة بدأنا بدراسة أول مبدأ من مبادئ الميزانية ،أال وهو مبدأ السنوية ،ثم تطرقنا لالستثناءات الواردة
على هذا المبدأ ،وهذه االستثناءات تنقسم إلى قسمين :استثناءات داخل إطار السنة ،واستثناءات خارج إطار السنة.
الحالة األولى :عدم موافقة السلطة التشريعية على مشروع قانون المالية قبل بداية السنة المالية.
األصل أنه ينبغي احترام االعتمادات المفتوحة في الميزانية ،أي أنه ال ينبغي أن نغير االعتمادات المفتوحة في
الميزانية من مكان إلى مكان ،ألن هذا التغيير يؤثر على طبيعة الترخيص البرلماني ،باعتبار أن التصويت على قانون
المالية هو اختصاص برلماني ،ففي حالة ما إذا غيرنا االعتمادات فإنا نخلخل تلك األسطر الميزانياتية .لكن أحيانا قد ال
يتمكن قطاع وزاري معين من صرف االعتمادات المفتوحة داخل إطار السنة ،وبالتالي يمكنه أن يرحل تلك االعتمادات
من سنة مالية إلى سنة مالية موالية .هذا الترحيل هو تحويل في الزمن ،بمعنى أنه يختلف عن تحويل االعتمادات .وهناك
ثالث حاالت لترحيل االعتمادات من سنة مالية إلى سنة مالية موالية:
كما سبق وأن قلنا سابقا ،فإن مجموعة من نفقات االستثمار ال تخضع لمبدأ السنوية ألنها تحتاج لمدة طويلة وأموال
كبيرة لتغطيتها.
واعتمادات األداء هي تلك المبالغ التي تلتزم بها الحكومة في إطار السنة ،ومجموع اعتمادات األداء تكون لنا اعتمادات
االلتزام في إطار نفقات االستثمار .وبالتالي ،ما لم نستهلكه من اعتمادات األداء في إطار نفقات االستثمار يتم ترحيله إلى
السنة الموالية لكي يتم االستفادة منه وإضافته إلى اعتمادات األداء للسنة الموالية .لكن اعتمادات األداء المتعلقة بالتسيير
تخضع لمبدأ السنوية.
الحسابات الخصوصية للخزينة هي مكون من مكونات ميزانية الدولة ،لكن هذا المكون وجد لكي يستفيد من عدة
استثناءات ،بمعنى أن هذا المكون جاء الستيعاب االستثناءات غير االعتيادية التي ال يمكن إدراجها بطريقة سلسة في
الميزانية .لهذا جاء المشرع وقدم أهداف هذه الحسابات بأنها حسابات تتضمن عمليات ال يمكن إدراجها بطريقة ما في
الميزانية ،وبالتالي يتم إدراجها في الحسابات الخصوصية للخزينة ،وهي التي تسميها الصحافة بالصناديق السوداء كناية
على صعوبة مراقبتها.
تتكون الحسابات الخصوصية للخزينة من شقين :شق دائن (الموارد) ،وشق مدين (النفقات) ،فعندما نطرح الموارد
والنفقات ،ونجد فائضا (بمعنى أن الموارد أكثر من النفقات) ،فذلك الفائض يرحل إلى السنة الموالية ،لهذا نجد أن
الحسابات الخصوصية وجدت دائما لكي تخرق المبادئ.
سبق وأن تطرقنا إلى هذه األموال في إطار قائمة المداخيل ،فهناك نوع من المداخيل يسمى أموال الهبات والوصايا،
وهي أموال يقدمها الواهب أو الوصي إلى الدولة لتغطية برنامج أو مشروع معين ،بمعنى أن الدافع لهذا الواهب أو
الموصي هو صرف أمواله في برنامج محدد بالذات ،لذلك فما لم يتم صرفه في سنة معينة من أموال المساهمات
والهبات ،يمكن أن يرحل إلى السنة الموالية احتراما إلرادة الواهب أو الوصي ،ألنه ينبغي أن يبقى في إطار المشروع
المخصص له ،لهذا فهي نفقات مخصصة بطبيعتها لمجال معين.
أوال :أن قراءة وثيقة واحدة تمكننا من معرفة القطاعات التي تحضى باألولوية ،بمعنى أننا عندما نقرأ تلك الوثيقة ونقارن
بين االعتمادات ،ونجد أن وزارة الصحة والداخلية والتعليم تستهلك أكبر االعتمادات ،هنا نقول أن هذه القطاعات تحضى
باألولوية.
ثانيا :كذلك من أهم مبر رات هذا المبدأ هو أنه يمكننا من معرفة الوضع المالي للدولة ،هل الدولة في حالة عجز أم فائض
أم توازن.
ثالثا :مبدأ الوحدة يسهل الرقابة ،ألن السلطة التي تراقب ،عندما تقرأ وثيقة واحدة ،يسهل عليها المقارنة ومراقبة
المجاالت التي يوجد فيها اعتمادات كبيرة واعتمادات أقل.
رابعا :قراءة وثيقة واحدة يمكننا كذلك من معرفة محتويات الميزانية ،والمقارنة بين تلك المحتويات.
لكن اإلشكال المطروح ،هو أن عمليات المالية العمومية ليست من نفس الطبيعة ،فهناك عمليات ذات طابع إداري يسهل
إدراجها في الوثيقة ،وهناك عمليات تحتاج أنظمة محاسبية خاصة يصعب إدراجها بطريقة سهلة في الميزانية .لهذا انتقد
مبدأ الوحدة من طرف بعض الفقه ،ألن القول بوثيقة واحدة وبفلسفة واحدة فيه إجحاف ،ألن النفقات والموارد مختلفة
وطبيعتها متعددة .لهذا حاول الفقهاء تهيئة مبدأ الوحدة من خالل وضع ميزانية عامة تستوعب ثالث مستويات ،تتمثل في
األنشطة العادية ،حسابات خصوصية تستوعب األنشطة الخاصة ،وميزانيات ملحقة تستوعب أنشطة ذات طابع خاص
تتعلق بالعمليات التي تهدف إلى إنتاج سلع أو تقديم خدمات مقابل أجر.
سؤال :إذا كانت وثيقة الميزانية واحدة ،فهل هناك استثناءات على هذه الوثيقة؟
جواب :لإلجابة على هذا السؤال ال بد أوال أن نجيب عن سؤال آخر أساسي ،وهو :ما هي الميزانيات التي ال توجد في
وثيقة الميزانية؟
هناك نوعان من الميزانيات التي ال توجد في وثيقة الميزانية ،وهي التي تسمى بالميزانيات المستقلة ،وهذه
الميزانيات المستقلة ،هي ميزانيات الجماعات الترابية وميزانيات المؤسسات العمومية .وما دام أن للجماعات الترابية
والمؤسسات العمومية شخصية معنوية عامة ،إال ولها استقالل مالي وإداري ،الشيء الذي يفرض أن تكون لها ميزانية
تقوم ببلورتها وإعدادها والتصويت عليها ثم تنفيذها ،وهذه الميزانيات ال تكون مندرجة في القانون المالي للدولة .أي أننا
إذا أردنا أن نبحث عن ميزانية جماعة الرباط أو ميزانية مؤسسة محمد الخامس أو المكتب الشريف للفوسفاط فلن نجدها
في قانون المالية ،وبالتالي فميزانياتها مستقلة وال تخضع لمبدأ الوحدة ،ألن هذا المبدأ يهم فقط ميزانية مؤسسات الدولة
(وزارات وبرلمان ومندوبيات سامية.)...
مالحظة :رغم أن للجماعات الترابية والمؤسسات العمومية ميزانية مستقلة عن ميزانية الدولة ،إال أنه في قانون المالية
نجد بعض القواعد المرتبطة بهذا المستوى ،فمثال هناك حساب خصوصي يسمى حصة الجماعات الترابية من الضريبة
على القيمة المضافة ،فالجماعات الترابية تستفيد من 30%من هذه الضريبة ،وهذه الضريبة هي دخل من مداخيل الدولة،
بمعنى أن ذلك الحساب الخصوصي وجد لكي يتم فيه ضخ 30%من الضريبة على القيمة المضافة ،رغم ذلك هذا ال
يعني أن ميزانية الجماعات الترابية مندرجة ضمن قانون المالية.
مالحظة :ينبغي عدم الخلط بين التخصيص وقاعدة عدم التخصيص التي تعد قاعدة في مبدأ الشمول والتي تعني عدم
تخصيص دخل لنفقة.
عندما نتحدث على مبدأ التخصيص ،فإننا نتحدث فقط عن مجال اإلنفاق ،وال يهمنا مجال الموارد ،لذلك نقول فقط مبدأ
تخصيص االعتمادات أو تخصيص النفقات.
مبدأ التخصيص يعني أن يتم تخصيص االعتمادات ما أمكن من السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية ،بمعنى أننا نعطي
وحدات صغيرة وال نعطي وحدات كبيرة ،مثال ،لو صوت البرلمان على ميزانية المغرب (التي تمثل أكثر من 022مليار
درهم) بصفة إجمالية ،بمعنى أنه لم يخصص مجاالت وأوجه اإلنفاق ،هنا يمكن للحكومة أن تنفق 022مليار درهم على
هواها وكيفما تريد ،لكن في الواقع هذه الممارسة غير سليمة ،فال يمكن للبرلمان أن يصوت على 022مليار درهم
لتتصرف فيها الحكومة بصفة عشوائية ،لهذا يتم التخصيص.
كيف يتم هذا التخصيص؟ يتم التخصيص بتقسيم 022مليار درهم مثال إلى مستويات وكل مستوى يتم تقسيمه أيضا إلى
مستويات ،وكل مستوى داخل المستوى يتم تقسيمه إلى مستويات ،وكل مستوى داخل المستوى داخل المستوى يتم تقسيمه
إلى مستويات ،وهكذا ننتقل من 022مليار درهم إلى وحدات ونفقات صغيرة .فثال لو كان لك ابن ،وأعطيته 922درهم
دون أن تخصص له أوجه إنفاقها ،فإنه سينفقها كيفما شاء .لكن لو حددت له أوجه اإلنفاق وقلت له أن ينفق 02درهما
لشراء كتاب ،و 92درهما للغذاء ،و 92دراهم لتعبئة الهاتف ،وهكذا ،إلى أن تخصص له جميع المبلغ ،هنا ستكون حرية
االبن ضيقة ،ألنه ال يستطيع ينفق إال وفق ما خصصته له .فالبرلمان يحدد أرقام معينة لإلنفاق ،ال ينبغي للحكومة
تجاوزها وال خرقها ،وب التالي ال يمكنها في سطر مالي متعلق بشراء السيارات أن تصرفه في نفقة راتب موظف مثال.
–2نفقات الميزانية العامة :هذه النفقات مقسمة إلى ثالث أبواب :الباب األول :نفقات التسيير؛ الباب الثاني :نفقات
االستثمار؛ الباب الثالث :نفقات الدين العمومي.
بالنسبة للباب األول فهو مقسم إلى فصلين :الفصل األول :نفقات الموظفين واألعوان؛ الفصل الثاني :نفقات المعدات
والنفقات المختلفة.
بالرجوع إلى قانون المالية نجد أن الباب األول المتعلق بنفقات التسيير يحتوي على قطاعات وزارية ومؤسسات ،داخل
كل قطاع وزاري نجد فصلين :فصل يتعلق بنفقات الموظفين واألعوان؛ وفصل يتعلق بنفقات المعدات والنفقات المختلفة.
ونجد أرقام الفصول على يمين الجدول ،وكل فصل مقسم إلى جهات ( 99جهة) ،وكل جهة مقسمة إلى برامج ،وكل
برنامج مقسم إلى مشاريع أو عمليات ،وكل مشروع أو عملية مقسم إلى أسطر ميزانياتية.
وبالتالي نجد أن 022مليار مثال مقسمة إلى ثالث أقسام كبرى :مثال 322ميار درهم مخصصة للميزانية العامة ،و92
مليار درهم مخصصة لمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ،و 92مليار درهم مخصصة للحسابات الخصوصية
للخزينة .وبالتالي فنفقات موظف معين تكون في السطر ،ألن السطر هو آخر مستوى من مستويات التخصيص.
لهذا فكل ما هو مقدم في فصول فهو يخضع لمبدأ التخصيص ،وعلى العكس ما ال يقدم في فصول فهو ال يخضع
لمبدأ التخصيص ،لكن هذا المعيار من التصنيف يمكن النظر إليه من زاوية التقسيم إلى أبواب وفصول ومشاريع
وعمليات وأسطر ميزانياتية ،لكن هذا ال يعني أن هذه المبالغ (المذكورة في الرمز أو الرقم) غير مفصلة ،ألنه يستحيل أن
نجد نفقات غير مفصلة ،مثال في الجدول أعاله ،نجد أن نفقات "حصة الجماعات الترابية من حصيلة الضريبة على القيمة
المضافة" تبلغ أكثر من 32مليار درهم ،ومن المستحيل أن يكون هذا المبلغ الكبير غير مفصل ،ألن 32مليار درهم
تشكل تقريبا 9%من ميزانية الدولة ،فال يمكن أن نجد حساب خصوصي بهذا الشكل ،ولكن نقول أنه يعبر عن تليين
للمبدأ ،أي تقديم المبدأ في قالب أخف .لهذا ،فالحسابات الخصوصية تقدم في أصناف ،فمثال الصنف األول يسمى
الحسابات المرصدة ألمور خصوصية ،والصنف الثاني يسمى حساب االنخراط في الهيئات الدولية ،والصنف الثالث هو
حساب العمليات النقدية ،والصنف الرابع هو حساب التمويل ،ثم الصنف الخامس هو حساب النفقات من المخصصات.
هذه األصناف الخمسة تعتبر تليينا لمبدأ التخصيص .كذلك ميزانيات ( SEGMAأي مرافق الدولة المسيرة بصورة
مستقلة) فهي مقدمة وفق "الرمز" والتي تعتبر كذلك تليينا لمبدأ التخصيص.
– 0الفصول غير المخصصة ( :تندرج فيها نفقات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ،ونفقات الحسابات الخصوصية
للخزينة) :هي فصول غير مخصصة ألي وجه من أوجه اإلنفاق ،وهي فصالن:
أوال :فصل النفقات الطارئة والمخصصات االحتياطية :هو فصل يتضمن اعتمادات ،ال يتم تخصيصها ألي وجه من أوجه
اإلنفاق لسبب أساسي ،وهو بما أن القانون المالي قانون توقعي ،ففي حالة إذا ما لم نتنبأ لبعض النفقات ،ووقعت مستجدات
أو متغيرات طارئة ،يمكن أن ننفق من هذا الفصل .لهذا في كل قانون مالي ،يتم إدراج فصل يسمى فصل النفقات
الطارئة ،وتدرج فيه مبالغ ألجل تغطية بعض النفقات التي قد ال يتم توقعها.
بالرجوع لقانون المالية نجد أن النفقات الطارئة والمخصصات االحتياطية خصص لها مبلغ 9مليار و 022مليون درهم،
وهو حساب يتم اللجوء إليه ل تغطية نفقات غير متوقعة ،ونظرا لكون النفقات الطارئة التي تم تخصيصها في قانون المالية
لسنة 9292كانت ضئيلة ،اضطرت الحكومة إلى تعديل قانون المالية.
وإذا ما رجعنا إلى الجدول أعاله ،نجد أن النفقات الطارئة غير تابعة ألي قطاع وزاري ،بمعنى أنه يمكن أن تستفيد منها
كل القطاعات الوزارية.
ثانيا :فصل التحمالت المشتركة (أو النفقات المشتركة) :تتكون من فصلين يرتبطان عضويا بوزارة االقتصاد والمالية،
الفصل األول اسمه "التكاليف المشتركة" كما هو مبين بالجدول أسفله ،ويندرج في نفقات التسيير لوزارة االقتصاد
والمالية .هذه التكاليف المشتركة يتم من خاللها تغطية بعض النفقات المشتركة بين عموم المواطنين ،مثال نفقات دعم
المواد الغدائية األساسية كما يالحظ أن وزارة االقتصاد والمالية بخالف باقي القطاعات الوزارية األخرى ،تخرق مبدأ
الفصلين (أي الموظفون واألعوان +المعدات والنفقات المختلفة) حيث تحتوي على أربعة فصول.
أما الفصل الثاني فنجده في نفقات االستثمار ،مدمجة مع وزارة االقتصاد والمالية كما هو مبين بالجدول أسفله ،ولكن ال
ينبغي أن نفهم أن وزارة االقتصاد والمالية هي المستفيد منها ،بل يمكن أن يستفيد منها الكل.
مالحظة:
ال ينبغي الخلط بين االعتمادات اإلضافية وبين الفصول غير المخصصة .ذلك أن االعتمادات اإلضافية تعتبر بمثابة
رخصة للحكومة تفتحها بإذن من البرلمان بعد أن يكون القانون المالي ساري المفعول ،يتم التنصيص عليها في القانون
المالي للسنة ،ويمكن اللجوء إليها بعد استيفاء االعتمادات األصلية ،كما أنه يمكن االكتفاء باالعتمادات األصلية فقط .أما
الفصول غير المخصصة هي اعتمادات منصوص عليها في شق الميزانية ،لكن أوجه إنفاقها غير مفصلة ،كما أن
الفصول غير المخصصة ال تحتاج إلى قانون اإلذن ،فهي موجودة أصال ،بخالف االعتمادات اإلضافية التي تستوجب
قانون اإلذن.
ملحوظة:
اآلمر بالصرف للتحمالت المشتركة هو وزير االقتصاد والمالية ،لكن هذا ال يعني أن وزارة المالية هي التي تستفيد
منها فقط ،مثال ذلك ما يسمى "الدين العمري" الذي يتم تغطيته من خالل اعتمادات التحمالت المشتركة.
من اإلشكاالت التي تطرحها الفصول غير المخصصة ،هي أنه بمجرد أن يصوت عليها البرلمان ،تصبح للحكومة السلطة
التقديرية المطلقة الختيار أوجه إنفاقها ،وهذا ما ينتج عنه غموض كبير في أوجه هذا اإلنفاق.
هناك فرق بين االعتمادات اإلضافية واالعتمادات التكميلية ،فهذه األخيرة تعتبر آلية لتحريك المخصصات االحتياطية،
كما أنها ال تحتاج لقانون اإلذن.
**في الحصة المقبلة سنرى فصل نفقات التسديدات والتخفيضات واإلرجاعات الضريبية ،ثم نعرج على االستثناء الثالث
واألخير على مبدأ التخصيص ،أال وهو تغيير المبالغ المرصودة ،ثم نمر إلى المبدأ الرابع :مبدأ الشمول.
االستثناءات الواردة على مبدأ التخصيص:
- 1االعتمادات التي ال تقدم في الفصول.
- 2الفصول غير المخصصة.
- 3تغيير المبالغ المرصودة :يعد هذا االستثناء من أخطر االستثناءات الواردة على مبدأ التخصيص ،ألنه يخلخل ما جاء
به البرلمان ،فالبرلمان سبق له أن صوت على أبواب وفصول وبرامج ومشاريع وعمليات وأسطر ميزانياتية في شكل
معين .فعندما نحول من مجال إلى مجال ،فهذا يخلخل ما صوت عليه البرلمان ،وبالتالي هذا يشكك في مضمون الترخيص
البرلماني.
وبالرجوع للفصل 54من القانون التنظيمي للمالية نجد أنه ينص على ما يلي" :ال يجوز تحويل االعتمادات ما بين
الفصول .يمكن القيام بتحويالت لالعتمادات داخل نفس البرنامج وما بين البرامج داخل نفس الفصل ،وفق الشروط
وحسب الكيفيات المحددة بنص تنظيمي" ،ومنه نستنتج أن المشرع منع التحويل في الفصول واألبواب (أي في الفصول
فما فوق) ،أما في الفصول فما تحت فيمكن التحويل وفق مسطرة حددها النص التنظيمي.
مالحظة:
القانون المالي فيما يتعلق بتخصيص االعتمادات ،يكشف لنا فقط إلى حدود الفصول ،فهو ال يبين لنا البرامج
والمشاريع والعمليات واألسطر الميزانياتية .ألن ما ينشر في القانون المالي هو في الحقيقة شكل مختصر للقانون المالي،
وما تبقى من التفاصيل (البرامج والمشاريع والعمليات واألسطر الميزانياتية) فهي تبقى في القانون المالي األصلي الذي
ربما يتجاوز ألف صفحة.
المبدأ الرابع :مبدأ الشمول (شمولية الميزانية أو عمومية الميزانية):
يقصد بمبدأ الشمول أن يتم إدراج مختلف الموارد والنفقات في وثيقة واحدة دون مقاصة ودون تخصيص.
عندما يتم التصويت والمصادقة على الميزانية ،فذلك بمثابة إذن من السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية لتحصيل الموارد
وصرف النفقات ،وتكون عملية التحصيل والصرف في اآلن نفسه ،لكن ينبغي أن تكون في وثيقة واحدة ،على أساس أن
تسجل كل عملية صرف في شق النفقات وكل عملية تحصيل في شق الموارد ،وذلك دون أن نقوم بإجراء المقاصة أو
التخصيص.
عملية المقاصة بين المداخيل والنفقات ،وكذا عملية تخصيص الموارد للنفقات هما عمليتان ممنوعتان .والسبب في هذا
المنع ،هو أنه استنادا لمبدأ الشمول يتم اختالط الدخل بالنفقة .وعندما يقع تداخل بين الدخل والنفقة نقوم بفصلهم عن
بعضهم إعماال لقاعدة عدم التخصيص وعدم المقاصة.
مالحظة:
ال يمكن أن نعرف مبدأ الشمول دون الجمع بين الدخل والنفقة ،ألن هذ المبدأ ينص على قاعدة عدم التخصيص التي
تعني عدم تخصيص دخل لنفقة ،وينص على قاعدة عدم المقاصة التي تعني عدم المقاصة بين المداخيل والنفقات.
سؤال :ما هو سبب منع التخصيص ومنع المقاصة؟
الجواب :سبب م نع التخصيص ومنع المقاصة هو وجود مجموعة من العمليات التي يتداخل فيها الدخل مع النفقة ،ألن
هناك نفقات ترتب موارد ،وهناك موارد تستوجب نفقات .ومعنى النفقات التي ترتب موارد هو أنه في بعض األحيان ننفق
ابتداء على أساس أن تخرج النفقة ،ثم بعد ذلك تلك النفقة ترتب مداخيل ،مثال إدارة عمومية أو شركة تشتري تجهيزات،
وبعد أن تستعملها لسنوات ،تريد بعد ذلك استبدالها فتقوم ببيعها .وهذه العملية كانت في البداية نفقة وبعد ذلك أصبحت
دخال .ففي هذه الحال ،هل يمكن من خالل تلك الموارد التي تأتت عن طريق بيع التجهيزات المتالشية أن نشتري بها
تجهيزات أخرى في نفس المجال؟ هذه العملية ممنوعة استنادا لقاعدة عدم المقاصة.
كذلك معنى الموارد التي تستوجب نفقات ،فالدولة لها مجموعة من الموارد ،هذه الموارد تستخلص ،يتم استخالصها من
طرف إدارات تتكون من موظفين وتحتاج مجموعة من المعدات والمتطلبات ،فهل يم كن لهذه الإلدارة المكلفة بتحصيل
الموارد أن تسقط التكاليف التي تحتاجها وتعطي للدولة الباقي؟ ال يمكنها ذلك ،ألنها ستتعارض مع قاعدة عدم تداخل
الموارد والنفقات.
سؤال :ما هو مضمون عدم التخصيص ومضمون عدم المقاصة؟
الجواب:
عدم التخصيص :هو عدم تخصيص دخل لنفقة ،أي يمنع مثال أن نخصص مداخيل الضريبة على الشركات أو
الضريبة على القيمة المضافة لقطاع معين ،وهذا المنطق ممنوع ألسباب كثيرة أهمها هو أنه عندما نخصص مداخيل
لنفقات (مع العلم بأن المداخيل محدودة والنفقات ال متناهية) ستبقى لنا آالف النفقات دون تغطية .لهذا ينبغي أن نجمع
مختلف الموارد ثم نخصصها على كل القطاعات .أضف إلى ذلك ،أنه إذا خصصنا مداخيل لنفقات معينة ،فإننا سنجد
قطاعات غنية وأخرى فقيرة.
عدم المقاصة :حق المقاصة في القانون الخاص هو حق منظم في إطار قانون االلتزامات والعقود ،وهذا الحق يفيد أنه
عندما يكون شخص ما دائنا ومدينا للشخص نفسه ،فيمكن أن نقوم بالمقاصة بين الديون ،والباقي (المدرك) يعطى
للشخص الذي له أفضلية في الدين .فمثال شخص يريد بيع هاتف لشخص آخر يريد بيع ساعة ،فهنا يمكن أن نقوم
بالمقاصة .فهذه المقاصة المسموح بها في إطار المعامالت في القانون الخاص ،في مجال المالية ممنوعة (تمنع المقاصة
بين المداخيل والنفقات) ،فمثال ،يمنع على وزارة معينة أن تبيع متالشيات وتشتري بمداخيلها تجهيزات أخرى ،فالمداخيل
المتأتية عن طريق بيع المتالشيات تدخل في خانة المداخيل ،وتختلط مع كل المداخيل ،وبعد ذلك إن أرادت الوزارة
نفقات ،يتم الرجوع إلى الميزانية للنظر في إمكانية وجود اعتمادات.
مالحظة:
قاعدة عدم المقاصة ال توجد عليها استثناءات ،فاالستثناءات الواردة على مبدأ الشمول تخص فقط قاعدة عدم التخصيص.
االستثناءات الواردة على مبدأ الشمول:
هناك مجموعة من االستثناءات ،أهمها ثالث استثناءات ،وهي كاآلتي:
– 1الحسابات الخصوصية للخزينة ،وميزانية مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة:
قاعدة عدم التخصيص تطبق على المكون األول في الميزانية (أي الميزانية العامة) ،وال تطبق على باقي المكونات
(أي الحسابات الخصوصية للخزينة ومرافق ،)SEGMAبمعنى أن مواردها مخصصة لنفقاتها .فعندما نطلع على
الحسابات الخصوصية نجد أنها حسابات بها جانب دائن وجانب مدين ،وذلك الجانب الدائن به مجموعة من المداخيل،
وتلك المداخيل مخصصة لنفقات ،مثال عندما نقول "صندوق كوفيد "11باعتباره حسابا خصوصيا ،تلك الموارد التي تم
جمعها ،كنا نعرف مسبقا أنها مخصصة لنوع معين من النفقات .وفيما يتعلق بمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ،نجد
أن المشرع عرفها بأنها مرافق غير متمتعة بالشخصية المعنوية ،وتغطي بموارد ذاتية جزءا من نفقاتها ،وهذا يعد
تخصيصا (أي خرقا لقاعدة عدم التخصيص) ،مثل المراكز االستشفائية واألحياء الجامعية والمراكز الجهوية لالستثمار.
– 2أموال المساهمات والهبات:
هي تلك الموارد المتأتية من خالل أشخاص أو مؤسسات أو جمعيات أو منظمات دولية .فالواهب أو المساهم عندما
يقدم تلك المساهمة فهو يحدد بالمقابل وجه إنفاق تلك المساهمات ،وبالتالي هي موارد مخصصة لنفقات.
– 3إعادة إقرار االعتماد:
تقنية جاء القانون التنظيمي للمالية بها ،وتقضي إعادة استعمال االعتماد في نفس المجال الذي حصص له ابتداء.
بمعنى أنه أحيانا قد تخرج نفقات بغير سند قانوني ،فمثال لو كانت هناك نفقة خرجت بأكثر مما هو مسطر ،مثال لو أبرمنا
صفقة ب 04مليون درهم وأخرجنا خطأ 044مليون درهم ،فعند هذه الحالة تقوم الدولة بإعادة إدخال األموال ،بمعنى أنها
توجه للشخص المستفيد من تلك األموال أمرا بإدخال تلك األموال من خالل نهج مساطر التحصيل الجبري .وبما أن تلك
األموال خرجت من شق النفقات ،فإن تحصيلها يدخل في شق الموارد احتراما لقاعدة عدم التخصيص ،وبعد ذلك ينبغي
إعادة إقرارها في نفس الغرض الذي خصصت له.
المبدأ الخامس :مبدأ التوازن:
ونعني به التوازن المالي أو التوازن الحسابي .ومبدأ التوازن هو مبدأ يقضي بأن تكون الميزانية متوازنة في جزأيها
(توازن بين الموارد والنفقات) ،وهو توازن حسابي ومالي ،وهذا التوازن ليس هدفا في حد ذاته ،ولكنه تقنية لكي تتجنب
الدولة العجز وتتجنب الفائض .وهذا المبدأ يذكرنا بما درسناه في السابق حول تحول الدولة من دولة ليبرالية إلى دولة
تدخلية ،فالدولة الليبرالية كانت ال تقبل العجز والفائض ،بعكس الدولة التدخلية .كذلك كان التوازن المالي في إطار الدولة
الليبرالية غاية وهدفا في حد ذاته ،بخالف الدولة التدخلية التي اعتبرت التوازن المالي وسيلة لتحقيق غاية أسمى أال وهو
تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي.
في الواقع يمكن أن يكون التوازن المالي مصطنعا .فمثال في المغرب ،عندما نتطرق إلى بنية الميزانية ،نجد مثال أن
الموارد تصل إلى 004مليار درهم ،والنفقات كذلك تصل إلى 004مليار درهم (يظهر مبدئيا وجود توازن بين الموارد
والنفقات) ل كنه في الحقيقة توازن مصطنع ،ألنه بالرجوع إلى بنية الموارد نجدها تحتوي على 04أو 044مليار درهم
عبارة عن قروض ،وبالتالي لكي نحسب التوازن بمصداقية ،يجب عدم احتساب تلك 04أو 044مليار درهم ،آنذاك
سيظهر لنا وجود عجز حاد .وهذا ما تأكد في السنوات األخيرة ،حيث يقترض المغرب ما بين 04إلى 044مليار درهم
بشكل سنوي ،وهذا أمر خطير جدا ،فقد وصل المغرب إلى أرقام قياسية من االقتراض واالستدانة .كذلك يمكن أن يكون
التوازن المالي مصطنعا من خالل تحجيم الموارد أو تحجيم النفقات .فالتوازن الحقيقي ينبغي أن تظهر آثاره على
المجتمع ،من خالل توفير الخدمات االقتصادية واالجتماعية (تعليم جيد ،صحة جيدة.)...
نظم المشرع مبدأ التوازن في العديد من النصوص القانونية ،نذكر منها:
– 1الدستور:
في الفصل " :77يسهر البرلمان والحكومة على الحفاظ على توازن مالية الدولة .وللحكومة أن ترفض ،بعد بيان األسباب،
المقترحات والتعديالت التي يتقدم بها أعضاء البرلمان ،إذا كان قبولها يؤدي بالنسبة لقانون المالية إلى تخفيض الموارد العمومية،
أو إلى إحداث تكليف عمومي ،أو الزيادة في تكليف موجود" .بمعنى أن تحقيق التوازن مسؤولية ملقاة على عاتق البرلمان
والحكومة ،وهي قاعدة جديدة لم تكن في الدستور السابق .كما للحكومة أن ترفض أي اقتراح يهدف إلى تخفيض الموارد أو زيادة
التكاليف ،وذلك تحت ذريعة الحفاظ على التوازن المالي.
يتم إعداد مشروع قانون المالية من طرف الحكومة ،ويتم التصويت عيه من طرف البرلمان ،بعد ذلك يتم تنفيذه من
طرف الحكومة ،ثم يتم مراقبته من طرف البرلمان ومن مؤسسات أخرى.
- 9ألن الحكومة هي صاحبة البرنامج الحكومي .فهي عندما تعده ،تعرف أن تنفيذه يتم انطالقا من األموال الواردة في
قوانين المالية المتالحقة على مدار سنوات البرنامج الحكومي؛
- 9ألن الحكومة له ا سياسات عامة تحدد الخطوط العريضة واألولويات ،والتي يتم ترجمتها من خالل ما هو مالي؛
- 3ألن الحكومة تتوفر على المعلومات والمعطيات التي تترجمها إلى أرقام (موارد ونفقات)؛
أوال :الجهات المتدخلة في التحضير :عندما نتحدث عن التحضير ،فإننا نتحدث عن مشروع من اختصاص حكومي .ومن
الناحية العملية ،فإن وزير المالية هو األقدر على تحضير مشروع القانون المالي ،وذلك بمساعدة باقي الوزراء بصفة
فردية وجماعية.
الجواب :تتم المساعدة الفردية من خالل أن كل وزارة على حدى ،تقوم بإرسال مقترحاتها حول ما تريد أن تنفقه وما تريد
استخالصه في السنة الموالية .كما تتم مساعدة وزير المالية بصفة جماعية ،ألن هذا المشروع تشارك الحكومة في
تحضيره انطالقا من الب رنامج الحكومي ،لذا تجتمع الحكومة في البداية لتحديد التوجهات العامة .كما تتدخل الحكومة أثناء
المجلس الوزاري ،ألن مشروع القانون المالي يمر من هذا المجلس أثناء مرحلة التحضير.
ثانيا :مسطرة تحضير مشروع قانون المالية :يقصد بالمسطرة ،المراحل التي يحضر بها هذا المشروع .وهذه المسطرة
تعرف مسارا متوسطا أو طويل األمد ،ألن هذا المسار يشارك فيه مجموعة من المتدخلين .وخالل مراحل التحضير قد
يتفق هؤالء المتدخلون ،وقد ال يتفقون.
يبدأ مسلسل تحضير مشروع قانون المالية في منتصف يونيو من كل سنة ،حيث يقدم وزير المالية ظروف تنفيذ القانون
المالي الحالي ،ويقدم التوجهات العامة لمشروع القانون المالي للسنة الموالية .بعد ذلك ،يقوم رئيس الحكومة بدعوة
اآلمرين بالصرف لتقديم مقترحاتهم للوزارات المعنية فيما يتعلق بما يريدون إنفاقه وكذا استخالصه في السنة الموالية.
بعد ذلك ،تقوم هذه القطاعات بإرسال مقترحاتها إلى مديرية الميزانية .وتقوم هذه األخيرة من خالل القطاعات التابعة لها
بدراسة المقترحات المعروضة عليها ،وقد تقوم بقبولها أو رفضها ،ففي حالة إذا ما اتفقت مديرية الميزانية مع هذه
الوزارات على مقترحاتهم يتم إدراجها في مشروع قانون المالية .أما في حالة إذا ما اختلفت مديرية الميزانية مع إحدى
الوزارات حول المقترحات المقدمة ،يمكن في هذه الحالة أن تقع اتصاالت شبه رسمية ،بين موظفي وزارة االقتصاد
والمالية وبين هذه الوزارات ،بغرض تبديد الخالفات .فالوزارات تدافع عن مقترحاتها ،بينما مديرية الميزانية مكلفة
بتحقيق التوازن المالي .وفي حالة عدم التوصل إلى حل يرضي الطرفين ،تنتقل المفاوضات على مستوى الوزراء ،وفي
حالة عدم حل المشكل ،يتم اللجوء إلى رئيس الحكومة لتبديد الخالف ،وفي حالة لم يستطع رئيس الحكومة حل المشكل،
يتم اللجوء إلى التحكيم الملكي (هذه الحالة استثنائية ،ولم يتم اللجوء إليها قط).
مالحظة :مديرية الميزانية هي مديرية تابعة لوزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ،تتكون من مجموعة من األقسام،
كل قسم يتكون من مجموعة من القطاعات (قطاع الفالحة ،التعليم ،الصحة.)...
سؤال :ما هي طبيعة الخالفات التي يمكن أن تحدث بين مديرية الميزانية والقطاعات الوزارية؟
الجواب :هذه الخالفات ال تطرح في المداخيل ،وإنما في االعتمادات التي تم منحها .وتتمثل طبيعة الخالفات في كون
مديرية الميزانية تحاول تخفيض االعتمادات المخصصة لكل وزارة قصد تحقيق التوازن المالي .لكن مع ذلك ال يتحقق
التوازن .فبالرجوع لقانون المالية رقم 22.92للسنة المالية ،9299نجد أن المغرب سيقترض في سنة 9299أكثر من
920مليار درهم ،ومع ذلك يبقى عجز للميزانية بأكثر من 03مليار درهم (أنظر الجدول أسفله) ،والواقع أن العجز
الحقيقي هو 922مليار درهم ،والتي تمثل تقريبا قيمة 40%من الموارد ،وهذا الرقم يشكل مستويات قياسية من
االقتراض.
المحور الثاني :طرق تقدير النفقات والموارد:
من مميزات القانون المالي هو أنه قانون توقعي ،أي يتوقع ويقدر ما يمكن أن نستخلصه وما يمكن أن ننفقه في السنة
المالية.
هناك نفقات يسهل تقديرها مثل نفقات الموظفين ،ألننا نعرف كم من موظف سيحال على التقاعد ،وكم هي عدد المناصب
المالية التي ستفتح في السنة الموالية ،وكم من موظف سينتقل من رتبة إلى رتبة ،ومن درجة إلى درجة وغيرها من
األمور األخرى المتعلقة بنفقات الموظفين ،كذلك هناك نفقات أخرى تنبني على دراسات متعلقة بالصفقات العمومية
تعطينا تقديرات حول قيمة الصفقات.
- 2بحساب المتغيرات (الزيادات السنوية) :بمعنى أننا نقوم بحساب المداخيل لفترة معينة (خمس سنوات مثال) ،ثم نقوم
بحساب المتوسط لنعرف حجم المداخيل الممكن استخالصها في السنة المقبلة ،ونضيف المتغيرات ،ألنه خالل سنة معينة،
نقوم بحساب الزيادات السنوية ،كما يمكن أن نسقط أو نضيف ضريبة معينة ،مثال ،في سنة ،9299تم حساب مبلغ
المساهمة االجتماعية التضامنية في إطار المداخيل التي ستحصلها الدولة من خالل هذه المساهمات ،فالدولة تتوقع بشكل
قريب من الحقيقة المبلغ اإلجمالي لل مداخيل المتأتية منها ،ألنها تعرف عدد الشركات ومستوى دخلهم ،وتعرف عدد
الموظفين الذين يتجاوز دخلهم السقف المحدد الذي على أساسه يتم اقتطاع تلك المساهمة.
– 0طريقة حسابات السنة الماضية :مثال خالل إعداد مشروع القانون المالي لسنة ،9299تكون سنة 9292لم تكتمل
بعد ،وبذلك يتم اعتماد حسابات سنة 9291أو سنة ،9290ألنها تعطينا مؤشرات وأرقام قريبة من الحقيقة ،ونضيف
المتغيرات التي قد تقع في تلك السنة أو التي سطرها القانون المالي.
أ -نفقات التسيير :ترتب هذه النفقات ،بالتسيير اليومي للوزارات والقطاعات الحكومية( .مالحظة :ينبغي اإلشارة إلى أن
نفقات التسيير تشمل كذلك نفقات البرلمان ،والمندوبيات السامية ،والمحكمة الدستورية .)...وتتكون نفقات التسيير من
فصلين -9 :نفقات الموظفين واألعوان؛ -9المعدات والنفقات المختلفة.
-النفقات المتعلقة بتدخل الدولة في المجاالت اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية :من هذا العنوان
يظهر لنا شساعة هذا الوجه من اإلنفاق ،حيث تشمل خمس مجاالت مهمة وأساسية؛
-النفقات المتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضائية الصادرة ضد الدولة :وهذه من مستجدات القانون التنظيمي للمالية
لسنة 9292؛
-النفقات المتعلقة بالتكاليف المشتركة :تتكون من فصلين ،أحدهما في التسيير ،وثانيهما في االستثمار؛
-النفقات المتعلقة بالتسديدات والتخفيضات واإلرجاعات الضريبية :هذه النفقات كذلك من مستجدات القانون التنظيمي
، 932.93ومعنى هذه النفقات ،هو أنه مثال ،يمكن لشخص معين أن يكون قد أدى ضريبة معينة ،مع أنه غير ملزم بأدائها
لتشابه األسماء مثال ،أو أنه أدى أكثر من الواجب الملزم بأدائه .هنا قبل سنة ،9292كانت الدولة تقع في مشكل يتعلق
بكيفية تغطية النفقات الخاصة بإرجاع األموال لهؤالء األشخاص؛
تعريف مرافق :SEGMAحسب المادة 99من ق ت " :932.93تعتبر مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة مصالح
الدولة غير المتمتعة بالشخصية االعتبارية ،والتي تغطي بموارد ذاتية بعض نفقاتها غير المتقطعة من االعتمادات المقيدة
في الميزانية العامة .ويجب أن يهدف نشاط المصالح المذكورة أساسا إلى إنتاج سلع أو تقديم خدمات مقابل دفع أجر".
فهي إذن تحص ل موارد ذاتية من خالل الخدمات التي تقدمها ،وتغطي بها جزءا من نفقاتها ،أما الباقي فيتم تغطيته من
الميزانية العامة .لكن يبقى الغموض في نوع السلع التي تنتجها هذه المرافق.
وتحدث هذه المرافق بمقتضى قانون المالية ،كما أنها تلغى بنفس الطريقة التي أحدثت بها (أي بمقتضى قانون المالية).
وعندما يحدثها القانون المالي ،يقدر لنا مداخيلها ويحدد لنا المبلغ األقصى لنفقاتها .كما أن المشرع اشترط إلحداث مرافق
SEGMAإثبات وجود موارد ذاتية متأتية من أجور السلع أو الخدمات المؤدى عنها .كما اشترط أن تمثل هذه الموارد
الذاتية نسبة 30%من إجمالي مواردها المأذون بها برسم قانون المالية للسنة المالية الثالثة الموالية إلحداث هذه المرافق،
ويسري هذا الشرط على مرافق SEGMAالمحدثة ابتداء من فاتح يناير .9292
تنقسم نفقات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة إلى جزأين :نفقات االستغالل ،ونفقات االستثمار.
بالرجوع للفقرة الثالثة من المادة 93من ق ت ،932.93نجد العبارة التالية" :ال يمكن أن تمنح ترخيصات بااللتزام مقدما
لمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة".
االلتزام المقدم ) (l’engagement anticipéهو إمكانية أتاحها المشرع للميزانية العامة وكذا للحسابات الخصوصية
للخزينة ،وتكون أثناء مراحل تنفيذ النفقات (-9االلتزام؛ -9التصفية؛ -3األمر بالصرف؛ -0المرحلة الحسابية) ،والمقصود
بااللتزام المقدم هو إمكانية االلتزام بنفقة معينة هذه السنة ،على أساس أن تنفق في السنة الموالية.
هي حسابات يصعب إدراجها بطريقة سلسة وسهلة في الميزانية العامة ،لهذا تم إحداثها لتستوعب مجموعة من
الخصوصيات .ولم يعطها المشرع تعريفا خاصا بها ،وإنما اكتفى ببيان أهدافها (أنظر المادة 92من ق ت .)932.93
-إما إلى بيان العمليات التي ال يمكن إدراجها بطريقة مالئمة في الميزانية العامة :مثال النفقات العسكرية تكتسي نوعا
من الخصوصية ،لهذا يصعب إدراجها في الميزانية العامة .كذلك الحساب الخصوصي المسمى "حصة الجماعات من
الضريبة على القيمة المضافة" ،وهو حساب يتم فيه ضخ 30%من الضريبة على القيمة المضافة ،ويتم تخصيصها
للجماعات (وهذا استثناء على قاعدة عدم التخصيص المندرج ضمن مبدأ الشمول)؛
-إما إلى بيان عمليات مع االحتفاظ بنوعها الخاص وضمان استمرارها من سنة مالية إلى أخرى :أي أنه يمكن توظيف
هذه الحسابات الخصوصية من خالل إدراج عمليات مع ضمان ترحيل هذه العمليات من سنة مالية إلى أخرى؛
-إما إلى االحتفاظ بأثر عمليات تمتد على ما يزيد عن سنة دون تمييز بين السنوات المالية.
وانطالقا من أهداف الحسابات الخصوصية للخزينة ،نجد أن هذه الحسابات تخرق مبدأ السنوية والشمول والتخصيص.
– 9الحسابات ال ُم َر َّ
صدَة ألمور خصوصية؛
– 3حسابات التمويل؛
مالحظة:
بالرجوع لقانون المالية ،نجد أن مجموعة من النفقات التي تم إدراجها في الحسابات الخصوصية للخزينة ،ال تكتسي
في الواقع أي طابع للخصوصية .كما أنه عندما نتحدث عن مفهوم االستثناء ،نجد أن القاعدة تقول أن االستثناء ال يقاس
عليه وال يُتوسع في تفسيره .بينما بالرجوع للحسابات الخصوصية للخزينة في المغرب ،والتي تعد استثناء ،نجد أن هذا
االستثناء بدأ ينزع نزعة األصل .فبالرجوع لقانون المالية لسنة ،9292نجد أن النفقات المخصصة للحسابات الخصوصية
للخزينة تتجاوز 12مليار درهم ،أي ما يعادل ربع ميزانية الدولة تقريبا.
وبالتالي ،عندما نقول أن الحسابات الخصوصية عبارة عن استثناء ،كان من المفترض على المشرع أن يحدد لها سقفا
معقوال لإلنفاق (مثال ،يجب أال تتجاوز 7%من ميزانية الدولة) ،حتى أن القانون التنظيمي للمالية 932.93لم يحدد
للحسابات الخصوصية سقفا معينا ،الشيء الذي أدى إلى أنه في كل سنة ،يتم إحداث حسابات خصوصية جديدة ،وبالتالي
يبقى مجموع نفقات هذه الحسابات في ارتفاع مستمر سنة بعد أخرى.
كما نالحظ أن هذه الحسابات تأتي في المرتبة الثالثة بعد الميزانية العامة ،ومرافق ،SEGMAرغم أن نفقاتها تعد كبيرة
جدا مقارنة بمرافق SEGMAالتي تبلغ نفقاتها 9مليار درهم فقط (أنظر الجدول أسفله).
مالحظة:
02مليار درهم تقريبا من نفقات الحسابات الخصوصية للخزينة ،يتصرف فيها فقط ثالثة آمرين بالصرف (وزير
الداخلية ،وزير االقتصاد والمالية ووزير الفالحة) ،وهذا يدل على تهريب للمال العام.
الفصل الثاني :مشروع قانون المالية:
يمر قانون المالية من أربعة مراحل:
– 9صالحية البرلمان؛
– 3التدخل الملكي على مستوى مشاريع قوانين المالية (فيما يخص مرحلة التصويت والمصادقة).
عندما يتم إعداد مشروع القانون المالي ،يحال باألسبقية على مجلس النواب .ويعد هذا اإلجراء من خصوصيات التشريع،
حيث أنه ال تحال جميع القوانين األخرى باألسبقية على مجلس النواب .ومعنى هذه اإلحالة ،هي أن مجلس النواب هو من
يناقش ويصوت أوال على مشروع قانون المالية ،تطبيقا للفصل 02من الدستور .لكن ال ينبغي فهم أنه يتم إحالة هذا
المشروع لوحده ،بل يتم إحالة مجموعة من التقا رير تفصل ما جاء مجمال في إطار المشروع ،وهذه التقارير هي حوالي
23تقريرا .وتتم هذه اإلحالة على أبعد تقدير في 92أكتوبر من السنة السابقة .وعندما يتسلم مكتب مجلس النواب مشروع
قانون المالية ،يحيله هو اآلخر على لجنة المالية بمجلس النواب ،وتقوم هذه اللجنة في إطار دراستها للمشروع بطلب
معلومات إضافية بخصوص المشروع ،كما يمكنها استدعاء وزير المالية ،وكذا رئيس الحكومة والوزراء لتوضيح بعض
المقتضيات التي جاءت في المشروع .وتقوم لجنة المالية بإبداء رأيها في المشروع (إما تقبله أو ترفضه أو تعدله) ،بعد
ذلك يحال على المجلس للتصويت في إطار الجلسة العامة .ثم يحال بعد ذلك على مجلس المستشارين.
سؤال :ما هي المدة التي يستغرقها كل مكون من مكونات البرلمان للتصويت على مشروع قانون المالية؟
يبت مجلس النواب في مشروع قانون المالية للسنة داخل أجل 32يوما الموالية لتاريخ إيداعه.
بعد ذلك ،تعرض الحكومة ،فور التصويت على المشروع أو انصرام األجل المنصوص عليه في الفقرة السابقة ،على
مجلس المستشارين النص الذي تم إقراره ،والذي بدوره يدرس ويناقش المشروع .ويبت مجلس المستشارين في المشروع
داخل أجل 99يوما الموالية لعرضه عليه.
بعد ذلك في حالة عدم وجود خالف بين المجلسين ،يتم إرسال المشروع لكي يصدر األمر بتنفيذه .لكن إذا وقع خالف بين
مجلس النواب ومجلس المستشارين بخصوص بعض األحكام ،يتم إرجاع المشروع بالصيغة المعدلة من طرف مجلس
المستشارين لمجلس النواب ،ويكون لهذا األخير صالحية البت النهائي في مشروع قانون المالية في أجل ال يتعدى 2أيام.
الجواب :تكون طريقة التصويت كالتالي (أنظر المادتين 29و 23من القانون التنظيمي للمالية :)932.93
– 9ال ينبغي التصويت على الجزء الثاني من مشروع قانون المالية قبل الجزء األول.
تذكير :قانون المالية يتكون من جزئين :الجزء األول يسمى "المعطيات العامة للتوازن المالي" ،والجزء الثاني يسمي
"وسائل المصالح".
مالحظة :إذا تم خالل مرحلة التصويت رفض الجزء األول ،فهذا يعد بمثابة رفض لمشروع قانون المالية ككل ،وال يتم
في هذه الحالة مناقشة الجزء الثاني أو التصويت عليه.
– 9يصوت على أحكام قانون المالية مادة مادة .غير أنه يمكن ألحد مجلسي البرلمان إجراء تصويت إجمالي على الجزء
الثاني بطلب من الحكومة أو من مكتب المجلس.
وكما هو معلوم ،فالميزانية تنقسم إلى ثالث أقسام (الميزانية العامة ،الحسابات الخصوصية للخزينة ،مرافق .)SEGMA
كيف يتم التصويت على هذه األقسام الثالث المكونة للميزانية؟
بالنسبة للميزانية العامة :تصويت إجمالي على المداخيل المتعلقة بالميزانية العامة؛
بالنسبة للحسابات الخصوصية للخزينة :يتم التصويت على كل صنف من األصناف الخمسة المكونة لها (المادة 20من
القانون التنظيمي للمالية .)932.93
تذكير :تتكون الميزانية العامة من ثالثة أبواب (نفقات التسيير ،نفقات االستثمار ،نفقات الدين العمومي) .وفي إطار نفقات
التسيير لدينا فصلين (فصل الموظفون واألعوان وفصل المعدات والنفقات المختلفة) ،وفي إطار نفقات االستثمار لدينا
فصل لكل قطاع وزاري أو مؤسسة ،وفي إطار نفقات الدين العمومي لدينا فصلين (فصل فوائد وعموالت الدين وفصل
استهالكات الدين).
بالنسبة للحسابات الخصوصية للخزينة :يتم التصويت على كل صنف من األصناف الخمسة المكونة لها (المادة 20من
القانون التنظيمي للمالية .)932.93
رغم أن المشرع نص على صالحية البرلمان في التصويت على مشروع قانون المالية ،إال أن هذا البرلمان يواجه معيقات
تحد من صالحيته التشريعية في المجال المالي ،وبالمقابل ،يفيد هذا المعطى تقوية صالحية الحكومة في المجال المالي.
في حالة لم يتم التصويت على مشروع قانون المالية ،أو لم يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته على المحكمة الدستورية قبل
نهاية السنة المالية ،تتدخل الحكومة عن طريق إصدار مراسيم فتح االعتمادات ضمانا لحسن سير المرافق العامة ،وكذا
تصدر مراسيم الستخالص المداخيل.
للبرلمان حق اقتراح أو تعديل مضمون مشروع قانون المالية ولكن في حدود معينة ،كرسها المشرع في الدستور،
فبالرجوع إلى الفصل 00من الدستور نجد ما يلي " يسهر البرلمان والحكومة على الحفاظ على توازن مالية الدولة.
وللحكومة أن ترفض ،بعد بيان األسباب ،المقترحات والتعديالت التي يتقدم بها أعضاء البرلمان ،إذا كان قبولها يؤدي
بالنسبة لقانون المالية إلى تخفيض الموارد العمومية ،أو إلى إحداث تكليف عمومي ،أو الزيادة في تكليف موجود" .هذا
الفصل يبين لنا مدى محدودية السلطة الممنوحة للبرلمان ،حيث أن الحكومة يمكنها في أي لحظة الدفع بالفصل 00من
الدستور إذا ما أراد البرلمان خفض أو إحداث أو الزيادة في تكليف عمومي .وبالتالي ،ما هو دور البرلمان؟
– 9ال يوجد نص قانوني يلزم الحكومة بإحالة مشروع قانون المالية في وقت محدد .فرغم أن المشرع ينص على أن
مشروع قانون المالية يحال من طرف الحكومة عل مجلس النواب في أجل أقصاه 92أكتوبر ،إال أنه يمكن للحكومة أن
تحيل المشروع حتى شهر دجنبر ،فال نجد في القانون نصا يلزم الحكومة بإحالة المشروع قبل تاريخ معين ،كما ال نجد
أثرا يترتب على تأخر الحكومة على إحالة المشروع.
– 9يمكن للحكومة أن تلزم البرلمان بالتصويت على مشروع قانون المالية بشكل إجمالي ،دون الحاجة إلى التصويت
مادة مادة.
– 3التصويت بمنح الثقة :بمعنى أنه يمكن للحكومة أن تحيل مشروع قانون المالية على البرلمان ،وأن تربط مواصلة
عمله (البرلمان) بالتصويت إيجابا على المشروع .بعبارة أخرى ،فإن الحكومة تضغط على البرلمان ،حيث يعتبر رفض
البرلمان لمشروع قانون المالية بمثابة سحب الثقة من الحكومة.
مالحظة :قلنا بأن التصويت بمنح الثقة يعتبر امتيازا للحكومة ،ألن الحكومة تتوفر على األغلبية ،الشيء الذي يضمن لها
المصادقة على كل مشاريع قوانين المالية ،بحكم أن مجموعة من البرلمانيين تابعون لألحزاب المشكلة للحكومة ،كما أنها
تربط التصويت باإليجاب على المشروع بضمان إنجاح البرنامج الحكومي.
المبحث الثالث :التدخل الملكي على مستوى مشاريع قوانين المالية (فيما يخص مرحلة التصويت والمصادقة):
سؤال :ما هي سلطة تدخل الملك في مجال المصادقة على مشروع قانون المالية؟
الجواب :هناك إمكانيات دستورية تخول الملك المصادقة على مشروع قانون المالية استنادا إلى الفصل 09من الدستور،
ويستفاد ذلك من العبارة التالية "الملك رئيس الدولة وممثلها األسمى ،ورمز وحدة األمة ،وضامن دوام الدولة
واستمرارها."...
وبالتالي فبما أن الملك هو الممثل األسم ى لألمة ،فيمكنه إذن أن ينوب عن البرلمان الذي يعتبر ممثل األمة المباشر .كذلك
يمكن للملك أن يصادق على مشروع قانون المالية في حالة االستثناء استنادا إلى الفصل 21من الدستور .فالملك هو
ضامن السير العادي للمؤسسات الدستورية.
مالحظة :في حالة االستثناء ال يتم حل البرلمان ،لكنه يُعطل .إال أن حالة االستثناء لم يشهدها المغرب قط.
بعد إعداد مشروع قانون المالية والتصويت عليه وصدور األمر بتنفيذه من طرف الملك بظهير ،يتم نشره في الجريدة
الرسمية ،بعد ذلك يبدأ تنفيذه ابتداء من فاتح يناير.
بالرجوع إلى النظام العام للمحاسبة العمومية الصادر سنة 9120والمعدل في مجموعة من السنوات ،نجد أنه قد حدد
األشخاص المكلفون بتنفيذ قانون المالية ،والمتمثلون في شخصين ،هم اآلمرون بالصرف والمحاسبون العموميون.
** تعريف اآلمر بالصرف" :يعتبر آمرا عموميا بالصرف للمداخيل والنفقات كل شخص مؤهل باسم منظمة عمومية
لرصد أو إثبات أو تصفية أو أمر باستخالص دين أو أدائه" (الفقرة 9من الفصل 3من المرسوم الملكي المتعلق بالمحاسبة
العمومية).
ومن خالل التعريف السابق يتبين لنا أن اآلمر بالصرف يتوفر على األهلية للقيام بهذه المهمة ،ويستمد هذه األهلية من
المنظمة العمومية التي ينتسب إليها .ويتمثل اآلمرون بالصرف في الوزراء (بحكم القانون) ،ويمكنهم تفويض مهمة األمر
بالصرف بقرار آلمر ثانوي بالصرف وذلك بعد تأشير وزير االقتصاد والمالية.
ينبغي على اآلمر بالصرف أن يتقيد بمجموعة من القواعد وهي ما يسمى بقواعد االلتزام والتصفية واألمر بالصرف
وقواعد اإلثبات والتصفية واألمر بالتحصيل.
** تعريف المحاسب العمومي" :يعتبر محاسبا عموميا كل موظف أو عون مؤهل للقيام باسم منظمة عمومية بعمليات المداخيل
أو النفقات أو تناول السندات إما بواسطة أموال وقيم معهود إليه بها وإما بتحويل داخلي لحسابات وإما بواسطة محاسبين عموميين
آخرين أو حسابات خارجية للمتوفرات التي يأمر بترويجها أو مراقبتها" (الفقرة 3من الفصل 3من المرسوم الملكي المتعلق
بالمحاسبة العمومية).
ويتمثل المحاسبون العموميون في الخازن العام والذي يعتبر المحاسب السامي للمملكة في إطار الخزينة العامة للمملكة،
وهناك أيضا محاسبون جهويون ومحاسبون إقليميون وقباض وغيرهم .كما أن هنالك بعض األشخاص الذين أعطاهم
المشرع صفة المحاسبين العموميين ،وهم قباض اإلدارات الجمركية ،وكتاب الضبط بالمحاكم (ألنهم يستخلصون رسوما
قضائية).
اآلمر بالصرف يتدخل في المرحلة اإلدارية ،والمحاسب العمومي يتدخل في المرحلة الحسابية.
المبحث الثاني :مبدأ الفصل بين اإلداريين (اآلمرين بالصرف) والمحاسبين (المحاسبون العموميون):
معنى هذا المبدأ ،هو أن اآلمر بالصرف يأمر المحاسب العمومي بتنفيذ عمليات المداخيل وعمليات النفقات ،إال أنه ليست
هناك عالقة تسلسلية بين اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي ،فالمحاسب العمومي ينتسب إلى وزارة االقتصاد والمالية
أما اآلمر بالصرف فينتسب إلى وزارة أخرى ،ففي كل قطاع وزاري نجد خزينة وزارية يتواجد بها محاسب عمومي
ينتسب للخزينة العامة للمملكة ،والتي تندرج ضمن اإلدارات المكونة لوزارة االقتصاد والمالية.
وتتجلى أهمية الفصل بين مه مة اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي إلى تفادي هدر المال العام ،كما يؤدي هذا الفصل
بين المهمتين إلى الرفع من مردودية عمليات المداخيل وعمليات النفقات.
لكن هذا المبدأ السالف الذكر ترد عليه مجموعة من االستثناءات ،وهي كالتالي:
– 2النفقات دون أمر سابق بالصرف :تحدد هذه النفقات بقرار ،كما أن المشرع أعطى إمكانية إنفاقها دون القيام
باستصدار أمر بالصرف .من بين هذه النفقات نجد مثال النفقات المتعلقة بأداء الضرائب والرسوم ،كذلك نفقات التأمين
وغيرها؛
عند الحديث عن تنفيذ الميزانية يجب تقسيمها إلى جزأين :تنفيذ النفقات وتنفيذ الموارد ،وكل جزء يتكون من مرحلتين،
مرحلة إدارية ومرحلة حسابية.
أوال :االلتزام :يعرفه الفصل 33من المرسوم الملكي المتعلق بالنظام العام للمحاسبة العمومية كالتالي" :االلتزام هو
العمل الذي تحدث أو تثبت بموجبه المنظمة العمومية سندا يترتب عنه تحمل" .العمل المذكور في التعريف هو عمل
إداري ألنه يدخل في خانة التنفيذ اإلداري وليس المحاسبي .مثال إذا أردنا اإلنفاق يجب قبل ذلك توفر مجموعة من
الشروط ،وهي كالتالي:
ينبغي أن يتوفر لدينا اعتماد ،فال يمكن تحريك االلتزام في غياب االعتماد ،ألن المحاسب عندما يراقب االلتزام ،سيتأكد
قبل ذلك من توفر االعتماد.
الجواب :عندما نتحدث عن إحداث سندات فإننا نكون في إطار التزام اختياري .أما عندما نتحدث عن إثبات سندات فإننا
نكون في إطار التزام إجباري .فااللتزام االختياري يكون مثال عندما يتوفر قطاع وزاري معين على اعتماد لشراء سيارة،
لكن هذا ال يعني أن هذا القطاع الوزاري مجبر على شراء تلك السيار من خالل تحريك االعتماد .أما االلتزام اإلجباري
فيكون مثال عندما تحكم المحكمة على قطاع وزاري معين بالتعويض ،هنا تكون اإلدارة ملزمة بالتعويض ،ألن حكم
المحكمة سند تنفيذي يتم االستناد عليه من اجل االلتزام واألداء.
ثانيا :التصفية :وهو التقدير الفعلي للمبلغ الواجب دفعه ،والتأكد من حلول استحقاقه ،زمن أنه لم يسبق دفعه ،أو سقوطه
بالتقادم ،أو تسويته بواسطة المقاصة.
ثالثا :األمر بالصرف :يقوم به اآلمر بالصرف ،وهو العمل اإلداري الذي يأتي طبقا لنتائج التصفية ،والذي يأمر بمقتضاه
اآلمر بالصرف بصرف النفقة .يعني أن اآلمر بالصرف يستند إلى وثائق التصفية كي يأمر بصرف النفقة بشكل مكتوب
ويوقع ويؤشر على األمر بالصرف.
فاألمر بالصرف هو عبارة عن وثيقة مكتوبة تتضمن بيانات اآلمر بالصرف وأهليته ،هويته ،اإلدراج المالي (السطر
المالي) ،سنة الدين ،هوية الدائن (المقاولة التي ستستفيد من الدين) ،مبلغ الدين ثم موضوع النفقة وتاريخها.
ويقصد به الدفع الفعلي للمبلغ الصادر به أمر بالدفع إلى صاحب الحق ،وبالتالي هو العملية المادية التي من خاللها يعمل
الجهاز العمومي على تبرئة ذمته من الدين.
الجواب :يتمثل دور المحاسب العمومي في أداء النفقة ،واألداء هو ذلك العمل الذي يبرئ به الجهاز العام ذمته من الدين،
ولكن عملية تبرئة الجها ز العمومي من الدين ال يمكن أن تتم قبل الخدمة أو استحقاق الدين ،ألن األداء ال يمكن أن يكون
قبل الخدمة إال في بعض الحاالت االستثنائية التي سمح بها المشرع ،مثل نفقات التأمين التي تؤديها الوزارات في بداية
خدمة التأمين ،كذلك نفقات االشتراكات.
األداء عملية مادية تتمثل في تسليم أو تحويل األموال للدائن ،وهي عملية قانونية تتمثل في مراقبة المحاسب لآلمر
بالصرف والتأكد من إثبات العمل المنجز ،والتأكد من حسابات التصفية ،ومن توفر االعتمادات ،ومن صفة اآلمر
بالصرف ،ومن التقادم.
فالدور األساسي للمحاسب هو المراقبة قبل أداء النفقة وقبل التأشير على االلتزام.
هناك مجموعة من األجهزة (مباشرة وغير مباشرة) التي تحصل الموارد ،فاألجهزة المباشرة تتمثل في المديريات التابعة
لوزارة االقتصاد والمالية (مديرية أمالك الدولة -األمالك المخزنية سابقا ،-الخزينة العامة ،مديرية الضرائب ،)...وهناك
أجهزة غير مباشرة تتمثل في كتابة الضبط بالمحاكم وغيرها .ويتم تجميع تلك األموال في كتلة المداخيل.
أوال :اإلثبات :تتوفر الدولة على مجموعة من الموارد التي ينبغي عليها أن تثبتها ،ويكون هذا اإلثبات حسب النصوص
القانونية التي تؤطر تلك الموارد .فيمكن للدولة إثبات الديون التي لها على كاهل األغيار من خالل الضرائب المنصوص
عليها في المدونة العامة للضرائب مثال عقو د الكراء التي تبرمها مع األغيار ،وكذا من خالل األحكام القضائية التي تكون
لصالح الدولة.
فمثال في إطار الضرائب ،كل من قام بتصرف قانوني ينبغي عليه أن يصرح ،وبالتالي وضعت كاهل اإلثبات على
المواطن ،وفرضت جزاءات وغرامات على الشخص الذي ال يصرح .وباإلضافة إلى التصريح ،خولت لإلدارة عملية
مراقبة األشخاص التي لم تصرح وكذا األشخاص التي صرحت تصريحا ناقصا في إطار عملية المراقبة الضريبية .كما
أن للدولة إمكانية البحث عن مداخيلها لدى كل المتعاملين مع المواطن ،دون أن يتذرع ذلك المتعامل مع المواطن بالسلبية
من خالل التقدير حسب المؤشرات الخارجية إلثبات المداخيل.
ثانيا :التصفية :التصفية عملية رياضية تقوم الدولة بمقتضاها بحساب مبلغ الدخل.
ثالثا :األمر بالدخل :يأتي األمر بالدخل طبقا لحسابات التصفية السالفة الذكر ،وبناء على هذه الحسابات يصدر أمر فردي
أو جماعي من طرف اآلمر بالدخل إلى المحاسب لكي يدخل تلك األموال.
مالحظة :ال ينبغي أن نفهم أن كل المداخيل يصدر في شأنها أمر بالدخل ،وإنما هناك ما يسمى "األداء التلقائي".
هي العملية المادية التي بمقتضاها يدخل المحاسب األموال لخزينة الدولة ،وهي أيضا عملية قانونية ألن المحاسب ال
يدخل األموال إال بعد أن يراقب مشروعية القبض والتحقق من الوثائق المثبتة .ويكون تحصيل األموال بمجموعة من
الوسائل ،فقد يكون التحصيل نقدا ،وإما عن طريق شيكات بنكية أو بريدية ،وإما عن طريق التحويل للحساب المفتوح
باسم المحاسب العمومي ،أو بواسطة الحجز من المنبع (مثل اقتطاع الضريبة على الدخل الذي يكون من المنبع) ،أو
بواسطة األداء اإللكتروني.
سؤال :ما هي االستثناءات الواردة على المسطرة العادية للتنفيذ (سواء تنفيذ النفقات أو المداخيل)؟
الجواب:
ينقسم تدبير المالية العمومية إلى قسمين .تدبير الموارد وتدبير النفقات.
عندما نتحدث عن إهدار المال العام ،فإننا ال نقصد فقط إهدار المال العام في إطار النفقات قط ،بل يشمل كذلك شق
الموارد.
بالرجوع للنصوص القانونية المتعلقة بالرقابة ،نالحظ أن المشرع ركز الرقابة على النفقات وخففها على الموارد.
الهدف األساسي من المراقبة هو الحفاظ على المال العام من سوء التدبير واالختالس والتالعب وغيرها.
هناك عدة تقسيمات للمراقبة على التنفيذ ،مثال نجد من يميز بين المراقبة في عين المكان والمراقبة في الوثائق،
وهناك من يميز الرقابة على أساس الزمن الذي تمارس فيه هذه المراقبة ،ففي هذ اإلطار نجد المراقبة السابقة والمراقة
المواكبة والمراقب ة الالحقة ،وهناك كذلك من يميز بين المراقبة حسب طبيعة ونوع الجهاز الذي يمارس الرقابة ،فهنا نجد
المراقبة اإلدارية والمراقبة السياسية والمراقبة القضائية.
عندما نتحدث عن المراقبة ،فإنه ما دام الجهاز التنفيذي ينفذ ،إال وينبغي أن تمارس عليه مجموعة من المراقبات.
ونحن في هذا المحور سنعتمد في تقسيمنا للمراقبة على معيار طبيعة ونوع الجهاز الذي يمارس الرقابة.
عندما نقول المراقبة اإلدارية فإننا نعني بذلك مراقبة اإلدارة ،أي أنها تندرج في إطار السلطة التنفيذية أو ما يسمى
المراقبة الذاتية ،وهناك ثالث أنواع من المراقبة اإلدارية:
وهي التي يمارسها الرؤساء على مرؤوسيهم ،ففي إطار الدولة ،لدينا تنظيم إداري ،يبدأ من المركز إلى المحيط،
ويحتوي على سلطة رئاسية ،وهو نوع من الرقابة داخل نفس البنية اإلدارية.
المطلب الثاني :مراقبة المحاسبين لإلداريين:
وهي أهم مراقبة إدارية .والمشرع عندما نظم مراقبة المحاسبين على اإلداريين نظمها في شق النفقات فقط ،بدليل
أنه سنة ،9220صدر مرسوم ينظم المراقبة عنوانه "مرسوم مراقبة نفقات الدولة" ،زلم يصدر مرسوم مراقة موارد
الدولة ،وهذا يفيد أن فهم تبذير المال العام وسوء استغالله هو فقط في النفقات ،وهذا أمر غير صحيح.
الجواب:
أوال :مراقبة المحاسب في مرحلة االلتزام :في هذه المرحلة يراقب المحاسب أربعة أمور:
- 0صحة العمليات الحسابية لمبلغ االلتزام :بمعنى يتأكد من حساب المبلغ المالي لاللتزام؛
- 3اإلدراج المالي :أي إدراج النفقة في سطرها المالي ،بمعنى أنه ال يمكن تكييف نفقة في سطر وإدراجها في سطر ثان،
فال يمكن مثال شراء السيارات بسطر شراء الوقود؛
- 4التأكد من المشروعية :أي كل األحكام ذات الطابع التشريعي والتنظيمي التي تنظم مقترح االلتزام بالنفقات ،وهنا
المشرع حاول أن يلخص مجموعة من النصوص القانونية في سطر واحد أسماه المشروعية ،فالمشروعية بمعنى أدق هي
مختلف النصوص القانونية التي تبين أن مقترح االلتزام مشروع أم ال بالنظر لألحكام التشريعية والتنظيمية ،فالمشروعية
تدخل فيها النصوص القانونية للصفقات ،وقواعد القانون الخاص (في اتفاقات القانون العادي) ،والقواعد المؤطرة
للتوظيف (مثال فتح باب الترشيح واالمتحان واإلعالن عن النتائج )...وغيرها من النصوص القانونية.
الذي يُ ِعد االلتزام هو اآلمر بالصرف ،أما المحاسبة فيتأكد من األمور الربعة سالفة الذكر ،ثم يؤشر أو يرفض
التأشير أو يعلقه .وقد حدد المشرع مدة التأشير بالنسبة للمحاسب في مرحلة االلتزام في 92أيام بالنسبة للصفقات و 0أيام
بالنسبة لباقي النفقات.
في حالة ما إذا رفض المحاسب التأشير على االلتزام ،وتمسك اآلمر بالصرف بمقترح االلتزام ،يمكن إحالة األمر
الخازن العام للمملكة لكي يشر أم بدوره يؤكد رفض التأشير .ففي حالة قبول الخازن العام إلحالة الوزير (اآلمر
بالصرف) يمكنه أن يأمر المحاسب كتابة بالتأشير .أما في حالة رفض الخازن العام للمملكة إلحالة الوزير ،يمكن للوزير
إحالة المر إلى رئيس الحكومة .ويجوز في هذه الحالة لرئيس الحكومة تجاوز رفض التأشيرة بمقرر ،ولكن هناك حاالت
يمنع فيها على رئيس الحكومة أن يتجاوز رفض المحاسب والخازن العام للتأشير ،وهي في حالة عدم توفر االعتمادات أو
المناصب المالية ،أو في حالة عدم التقيد بنص تشريعي.
مالحظة :االلتزام يكون في البداية عبارة عن مقترح التزام يعده اآلمر بالصرف ،وعندما يؤشر عليه المحاسب
يصبح االلتزام كامال.
ثانيا :مراقبة المحاسب في مرحلة التأشير من اجل األداء:
في المرحلة السالفة الذكر كان دور المحاسب مراقبة صحة االلتزام ،أما في هذه المرحلة فهو يراقب صحة النفقة،
حيث يتأكد من مجموعة من المراقبات ،وعند توفرها يؤشر ويحرر النفقة ،أي أنه يحولها إلى المستفيد منها.
– 2مراقبة صحة العمليات الحسابية للتصفية (التصفية هي ثاني مرحلة من مراحل تنفيذ النفقات)؛
– 0التأكد من الصفة اإلبرائية للتسديد :أي هل فعال أداء تلك النفقة يبرئ ذمة الجهاز العام من الدين .ألنه أحيانا يريد
اآلمر بالصرف تجزيء نفقة ،ويقدم في سنة نصف المبلغ ،وفي السنة الموالية النصف اآلخر ،وهذا الفعل ال يخدم الصفة
اإلبرائية للتسديد وال يخدم مبدأ السنوية؛
– 4مراقبة وجود التأشيرة المسبقة بالنسبة لاللتزام (هذه التأشير تكون من طرف المحاسب في مرحلة االلتزام)؛
مالحظة :هناك قرار لوزير االقتصاد والمالية يحدد قائمة الوثائق التي تثبت تلك النفقات.
عندما يتأكد المحاسب في مرحلة األداء من هاته المراقبات ،نكون أمام عدة سيناريوهات:
أول سيناريو :إذا لم يعاين المحاسب أي مخالفة يقوم بالتأشيرة على األمر بالصرف وأداء النفقة.
ثاني سيناريو :إذا عاين المحاسب أثناء المراقبة أية مخالفة فعليه أن يوقف التأشيرة ويرجع األمر باألداء غير
مؤشر عليه إلى اآلمر بالصرف ،ويُرفق معه مذكرة يعلل بموجبها أسباب إيقاف األداء .ففي هذه الحالة ،إذا طلب
اآلمر بالصرف من المحاسب التأشير على أداء النفقة على مسؤولية اآلمر بالصرف ،فهنا يمكن للمحاسب ان
يؤشر على مسؤولية اآلمر بالصرف ،ويقوم بأداء الدين ،وهو ما يسمى "األمر بالتسخير" .لكن األمر بالتسخير
الموجه من طرف اآلمر بالصرف ،ليس على المحاسب أن يلزم به دائما ،بل يجب عليه رفض االمتثال ألوامر
التسخير ،في الحاالت التالية:
عدم وجود االعتمادات أو عدم توفرها أو عدم كفايتها؛ -
عدم توفر الصفة اإلبرائية للتسديد؛ -
عدم وجود التأشيرة القبلية لاللتزام حينما تكون هذه التأشيرة مطلوبة. -
مالحظة :التأشيرة من أجل األداء محددة في خمسة أيام بالنسبة للموظفين وخمسة عشر يوما بالنسبة للنفقات األخرى
تحتسب من تاريخ توصل المحاسب بورقة األمر بالصرف.
في مرسوم مراقبة نفقات الدولة ،حاول المشرع أن يبتدع ما يسمى المراقبة التراتبية للنفقة ،والذي يتميز بوجود ما
يسمى "المراقبة المخففة" ،والتي تعتبر رخصة تصدر بقرار لوزير االقتصاد والمالية شريطة وجود نظام افتحاص
système d’auditeداخل اإلدارة ،وال يمكن إال بضرورة تقييم كفاءة اآلمر بالصرف ،وهذه العملية تقوم بها المفتشية
العامة للمالية أو الخزينة العامة للملكة أو أي جهاز للتفتيش معتمد من طرف وزير المالية.
المفتشية العامة للمالية هي مؤسسة أسست سنة ،9122تقوم بالتفتيش (التفتيش هنا مرتبط بالزجر وتحريك
المتابعات) وتقوم بالمراقبة على محاسبي الدولة وعلى اآلمرين بالصرف ،فهي تراقب صناديق المحاسبين ،وصحة
حساباتهم ،وتتأكد من حسن تصرفهم في المال العام .وهي تراقب إدارات الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات
الترابية وكل مرفق يقوم بتسيير المال العام.
تجري المفتشية العامة للمالية تحقيقات ،حيث من حق المفتشين االطالع على الوثائق والسندات وإجراء التحريات
وطلب اإليضاحات التي تساعدهم في القيام بوظائفهم التفتيشية .ولكن اإلشكال بالنسبة للمفتشية العامة للمالية هو أنها رغم
كشفها للمخالفات ،إال أن الجانب الزجري ضعيف جدا ،حتى أن دور المفتشية العامة للمالية ليس ظاهرا بشكل جيد مقارنة
مع المجلس األعلى للحسابات .كما تعيش المفتشية العامة للمالية إكراهات مثل قلة لموارد البشرية .كما نلمس عدم وجود
رغبة لتقوية هذه المؤسسة .فتدخالتها تبقى مح دودة ،كما أن مجموعة من المؤسسات رفضت استقبال هذه المفتشية للقيام
بعملية التفتيش ،وهذا يؤثر على المناخ العام لتدبير ولحماية المال العام.
المراقبة السياسية هي المراقبة التي يمارسها البرلمان باعتباره الجهاز التشريعي وباعتباره هو صاحب االختصاص
األصلي في المجال المالي ،ثم يتدخل من الزاوية الثانية وهي الزاوية الرقابية ،على اعتبار أنه يراقب عمل الحكومة
وبإمكانه أن يحرك آليات الرقابة المكفولة دستوريا تجاه الحكومة.
مناقشة البرلمان وتصويته على مشروع القانون المالي هو نوع من الرقابة ،ألن نقاشه وتصويته ينبغي أن يكون
وفق مرجعية ووفق مقارنة مع السنوات الماضية.
طرح األسئلة الشفوية والكتابية فيما يخص تدبير المال العام؛ -
تشكيل لجان للتقصي بخصوص مسائل مرتبطة بالمال العام؛ -
تحريك أدوات سحب الثقة من الحكومة؛ -
المطلب الثالث :المراقبة السياسية الالحقة على تنفيذ الميزانية:
هذه المراقبة الالحقة تتم عن طريق التصويت على مشروع قانون التصفية.
المبحث الثالث :المراقبة القضائية على تنفيذ الميزانية:
عندما نتحدث عن المراقبة القضائية فإننا نعني المحاكم المالية (المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية
للحسابات اإلثنى عشر) ،والتي تعد أكثر مؤسسة فاعلة من بين المؤسسات المالية األخرى .وتقوم المحاكم المالية بمراقبة
حسابات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية.
البت في حسابات المحاسبين العموميين :فالمحاسبون العموميون يرسلون حساباتهم السنوية إلى المجلس األعلى -
للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات لكي تبت في مدى توازنها او وجود فائض أو عجز؛
مراقبة التسيير :تستهدف المحاكم المالية من هذه المراقبة (تجاه الدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات -
العمومية أو حتى الشركات والمؤسسات التابعة للدولة التي تسير مرافق عامة) إنجاز تقارير حول طريقة
تسييرهم للموارد والنفقات.
مالحظة:
ال نعني بمراقبة التسيير مراقبة الموارد والنفقات فقط ،بل هذه المراقبة تشمل كل تسيير ،سواء التسيير اإلداري أو المالي
أو الممتلكات أو المنقوالت وغيرها ،فكل ما يوجد باإلدارة هو عبارة عن أموال.
التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية :فالمحاكم المالية عند كشفها لمخالفات سواء لمسؤولين أو لموظفين، -
يمكنها ان تحرك التأديب والعقوبات؛
مراقبة استخدام األموال العمومية :األموال العمومية ال تستفيد منها فقط اإلدارات والوزارات ،بل تستفيد منها -
مؤسسات أخرى مثل الجمعيات واألحزاب والنقابات .وبالتالي فالمحاكم المالية تراقب هذه الموال العمومية
المستخدمة من هذه المؤسسات؛
مراقبة التصريح بالممتلكات. -