You are on page 1of 16

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة غرداية‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫السنة‪ :‬الثانية ليسانس‪.‬‬


‫التخصص‪ :‬علوم المالية والمحاسبة‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬المالية العامة‪.‬‬
‫الفوج‪.10 :‬‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫اإليرادات العامة‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫‪ -‬زوبير محمد‪.‬‬
‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫‪ -‬بافولولو سعيد‪.‬‬
‫‪ -‬بهدي قاسم‪.‬‬
‫‪ -‬ابن عالل فاروق‪.‬‬
‫‪ -‬بن عدون أنيس‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪0100/0100‬‬
‫خطة البحث‬

‫‪ ‬مقدمة‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي ومفهوم اإليرادات العامة وتقسيماتها‪.‬‬


‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي لإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مفهوم اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات اإليرادات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مصادر اإليرادات العامة‪.‬‬


‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬إيرادات أمالك الدولة (الدومين)‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الرسوم والضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬القروض العامة واالصدار النقدي الجديد‪.‬‬

‫‪ ‬الخاتمة‬

‫‪ ‬قائمة المصادر والمراجع‬


‫مقدمة‬

‫ازدادت أهمية دراسة النفقات العامة في الفترة األخيرة مع توسع دور الدولة وزيادة‬
‫تدخلها في الحياة االقتصادية‪ ،‬وترجع أهمية النفقات العامة إلى كونها األداة التي‬
‫تستخدمها الدولة في تحقيق األهداف التي تسعا إليها‪ ،‬فهي تعكس كافة جوانب األنشطة‬
‫العامة‪ .‬ولذلك نرى أن النفقات العامة قد شهدت تطورا وتزايدا كبيرا يساير التطور الذي‬
‫حدث في دور الدولة‪ ،‬فلم تعد اإليرادات العامة بمثابة أدوات مالية تمكن الدولة من مجرد‬
‫تغطية نفقاتها وتحقيق التوازن في ميزانيتها بل أصبح لهذه االيرادات العامة أهداف‬
‫اقتصادية واجتماعية وسياسية‪ ،‬وتكمن تلك األهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها‬
‫بواسطة النفقات العامة وهذا ما سوف نتطرق إليه في بحثنا هذا‪.‬‬

‫فما هو تاريخ تطور اإليرادات العامة و ما هو مفهومها و تقسيماتها ؟‬

‫وماهي أهم المصادر التي تأخذ منها ؟‬


‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي ومفهوم اإليرادات العامة وتقسيماتها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي لإليرادات العامة‪.‬‬
‫تطورت مصادر اإليرادات العامة من حيث أهميتها النسبية‪ ،‬عبر مراحل تاريخية مختلفة وقد كان هذا‬
‫التطور يعكس في كل مرحلة تطور العالقات االقتصادية واالجتماعية وتغيرات سياسية التي تحدث في الدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عصر اإلمبراطورية الرومانية‪:‬‬


‫نجد ان الضرائب كأهم مصدر من مصادر اإليرادات العامة كانت هي المصدر الرئيسي‬
‫لإليرادات العامة ويرجع ذلك الى ان الدولة كانت قوية وكانت منظمة بصورة دقيقة مما سمح لها‬
‫االعتماد بصورة أساسية على الضرائب للحصول على ما تحتاج اليه من اإليرادات واألمالك‬
‫واالستغالالت المباشرة الزراعية والصناعية والتجارية وبعض القروض‪.‬‬

‫وكانت من اهم الضرائب في هذا العصر ضريبة األرض وضريبة الرؤوس‪ ،‬وذلك الن األرض‬
‫كانت تمثل الثروة الوحيدة واساس النشاط االقتصادي لمعظم السكان وهي األساس في الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عصر االقطاع بعد انهيار اإلمبراطورية الرومانية في نهاية القرن الرابع ميالدي‪:‬‬
‫فقد تم تجزئة االمبراطوريات الى مماليك يحكمها عدة ملوك وقد اعتمدوا هؤالء الملوك على‬
‫سادة االقطاع في اإلدارة‪ ،‬فأدى ذلك الى تقوية االتجاه نحو المحلية بسبب التوسع في منح هؤالء‬
‫السادة كثيرا من اختصاصات السلطة المركزية‪.‬‬

‫فضعفت هذه السلطة بالتدريج‪ ،‬وفي نفس الوقت زاد االستقالل الذاتي لإلقطاعيين‪ ،‬االمر الذي‬
‫انتهى بانفصال االقطاعيات عن السلطة المركزية‪ ،‬وأصبحت الحقوق االقطاعية هي األساس‬
‫العالقات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مما كان له أثر في تطور طبيعة مصادر اإليرادات العامة‪.‬‬

‫فقد توسع الملوك في منح اإلعفاءات الضريبية للسادة االقطاعيين الى الحد الذي وصلوا فيه‬
‫للتنازل تدريجيا عن حقوق فرض ضرائب لهم‪ ،‬وانعكس ذلك على مالك األراضي في اكراههم‬
‫على التنازل عن أراضيهم للسادة االقطاعيين مقابل دفع الضرائب المقررة والحقوق االقطاعية‪.‬‬

‫وبالتالي مع مرور الوقت فقدت الضريبة الطابع العام وتحولت الى فريضة خاصة يدفعها طالب‬
‫الحماية أو مستغل األرض الى مالكها‪ ،‬واتجه حق جباية الضرائب الى االرتباط بحق الملكية‪.‬‬
‫وأصبحت الضريبة من حقوق االقطاعية بعدما أن كانت من حق الدولة كسلطة سيادية‪ ،‬وقد‬
‫ساعد ذلك ضعف مركز المالك واختلطت مالية المالك مع مالية الدولة‪ ،‬واعتمد الملك بصفة أساسية‬
‫على ايراد امالكه في تمويل نفقات المملكة عالوة على نفقاته الخاصة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مع بعد بداية القرن الثاني عشر وحدوث الحروب الصليبية‪:‬‬
‫أعادت بالتدريج للملكية بعض ما فقدته أثناء عصر االقطاع‪ ،‬فاقتضى ذلك ان يتنازل االقطاعيين‬
‫عن كثير من امتيازاتهم للسلطة المركزية حتى تجمع األموال وتعبئ الجيوش الالزمة لهذه الحروب‪.‬‬

‫ومع تزايد النفقات العامة بسبب الحروب‪ ،‬اتضح عدم كفاية موارد الدومين العام (أمالك‬
‫الدولة)‪ ،‬وكان البد من البحث عن مصادر جديدة لمواجهتها‪ ،‬واتجه الملوك إلى طلب المساعدات‬
‫من تابعيهم والى االقتراض وإصدار النقود‪ ،‬وقد اعتبرت هذه المصادر غير عادية‪.‬‬

‫وتعتبر هذه المساعدات الخطوة األولى لعودة الضرائب في بدأ العصور الحديثة لكن الملوك‬
‫لم تستطع في ذلك الوقت أن تستعيد السلطة الكافية لفرض الضرائب فقرروا فرضها في صورة‬
‫اعانات‪ ،‬وكان ينظر الى الضريبة على انها هيبة او منحة للملك ولم يكن مهما في البداية ان تخص‬
‫هذه الهيبات لتغطية النفقات ذات النفع العام‪.‬‬

‫وازدادت هذه اإلعانات في القرن ‪ 01‬نتيجة الحروب وتكرارها وقيام الملوك بوظائف عامة كاإلدارة‬
‫و القضاء‪ ،‬لكن كان البد من الحص ول على موافقة ممثلي الممولين في الفرض هذه الهيبة او اإلعانات‬
‫االختيارية‪ ،‬وقد قرر هذا المبدأ أول مرة في انجلترا في ميثاقها العظيم وتأكد نهائيا في ‪0201‬م في ميثاق‬
‫الحقوق واصبح من مبادئ األساسية في الضرائب وهو قانون الضريبة‪ ،‬وفي فرنسا صرح له في‬
‫‪0141‬م بفرض ضريبة عقارية على الملكية الدائمة وبالتالي تحولت الضريبة من منحة تقررها جماعة‬
‫بموافقتها الى فريضة تقررها السلطة العامة بصفة دائمة ويتم جبايتها سنويا‪.‬‬

‫واعتبارا من القرن ‪ 01‬احتلت الضرائب مرة أخرى مكان الصدارة بين مصادر االيرادات العامة‪،‬‬
‫ولم يستطع الدومين ان يدر بالدولة إال اإليرادات محدودة نسبيا‪ ،‬ونتيجة الزيادة المستمرة في النفقات‬
‫العامة ونتيجة لتزايد وظائف الدولة الحديثة واتساع الحروب سعت الدول لتوسيع قاعدة إيراداتها في‬
‫العصر الحديث فلجأت الى القروض واالصدار النقدي الجديد باعتبارهما مصادر لإليرادات العادية بعدما‬
‫كانت في الماضي مصادر غير عادية وتفترق عن الضرائب والدومين العام كمصادر عادية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العصر الحديث‪:‬‬
‫فقد اتجهت الدول كاستجابة للضرورة االقتصادية او االجتماعية وظهور تيارات اشتراكية‬
‫لتداخل في مختلف الجوانب االقتصادية ولكن اختلفت طبيعة الدومين العام بعد ان كانت قاصرة‬
‫على العقارات فقط لتشمل أمالك الدولة الحديثة التجارية والصناعية والمالية وقد كان ذلك انعكاس‬
‫للتطور في النشاط االقتصادي بعد ان كان ينحصر في الزراعة وأصبح يشمل التجارة والصناعة‪.‬‬

‫‪ -‬الدول االشتراكية‪ :‬يشكل االيراد من أمالك الدولة (االيراد من المشروعات العامة ومن‬
‫الدومين العام) مصدر رئيسي لإليرادات العامة نتيجة لتملك الدولة لمعظم وسائل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬الدول الرأسمالية‪ :‬على عكس الدول االشتراكية فان هذه األهمية لإليرادات أمالك الدولة‬
‫تنخفض ونظرا الن القاعدة العامة في هذه الدول هي ملكية خاصة لوسائل اإلنتاج وال تقوم‬
‫المشروعات العامة في هذه الدول إال بإنتاج جزء صغير من مجموع الناتج القومي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العصر اإلسالمي في ظل النظام االقتصادي اإلسالمي‪:‬‬


‫تستخدم الدولة اإليرادات في تغطية نفقات افراداها واشباع حاجاتهم تنوعت اإليرادات التي كانت‬
‫تعود على الدولة اإلسالمية‪ ،‬ومن أهم الفرائض الموضوعة بناء على احكام إسالمية مضبوطة‪ ،‬تتميز عن‬
‫نظام المالية األخرى بالعدالة والشمولية والحرص على المنفعة العامة كما تنقسم اإليرادات الى إيرادات‬
‫دورية وهي الزكاة والجزية والخراج‪ 1‬والعشور‪ ،‬وايرادات غير دورية مثل الغنائم والفيء‪ 2‬والتركة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أواخر القرن العشرين‪:‬‬


‫فقد شهد العالم ظاهرة اعادت النظر في دور الدولة او ما يعرف بظاهرة الخصخصة‬
‫‪ PRIVATIZATION‬فأثر على هيكل اإليرادات العامة وأصبح جوهر الدور الجديد للدولة هو‬
‫دعوتها للتدخل بدرجة أقل في المجاالت التي يمكن ان تعمل فيها قوى السوق وبدرجة أكبر في‬
‫مجاالت األخرى التي ال يمكن أن تعمل فيها هذه القوى‪.‬‬
‫وفقا لظاهرة الخصخصة يقوم القطاع الخاص بإنتاج العديد من السلع والخدمات فيتقلص بذلك‬
‫دور القطاع العام كمصدر من مصادر تمويل الميزانية العامة للدولة مما يجعل فرص مهيأة لزيادة‬
‫‪3‬‬
‫أهمية الضرائب بكافة أنواعها واشكالها المختلفة‪.‬‬

‫‪ 1‬الخراج‪ :‬بالمعنى العام هو األموال التي تتولى الدولة امر جبايتها وصرفها‪.‬‬
‫‪ 2‬الفيء‪ :‬هي األموال التي يحصل عليها المسلمون من الكفار دون قتال‬
‫‪ 3‬د‪ .‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬المالية العامة اإليرادات العامة‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪0102 ،‬م‪0142 ،‬ه‪ ،‬ص ‪.02-02‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم اإليرادات العامة‪.‬‬
‫يقصد باإليرادات العامة‪ ،‬كأداة مالية‪ " ،‬مجموعة الدخول التي تحصل عليها الدولة من‬
‫‪4‬‬
‫المصادر المختلفة من أجل تغطية نفقاتها العامة وتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي "‪.‬‬

‫مجموع األموال التي تجبيها الدولة من مختلف المصادر والجهات لتمويل النفقات العامة وسد‬
‫الحاجات العامة‪.‬‬
‫وكذلك تعرف بأنها‪ :‬قيام الدولة بمهامها وذلك عن طريق انفاقها الذي يغطى باإليرادات العامة‪.‬‬
‫وهي األموال التي تتحصل عليها الدولة من مختلف المصادر كالضرائب والرسوم وعائدات أمالك‬
‫الدولة والقروض العامة‪.‬‬
‫ومن التعريفات السابقة يتضح لنا تطور مفهوم اإليرادات العامة مع المؤسسات الديمقراطية‬
‫في العالم‪ ،‬وقد تعددت أنواع مصادر اإليرادات العامة مع ازدياد وظائف الدولة وتدخلها في الشؤون‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫فاإليرادات العامة هي الوسيلة المالية التي تمكن الدولة من تنفيذ سياساتها العامة‪ ،‬واالداة التي‬
‫‪5‬‬
‫توزع األعباء العامة وفقا لمبدأ العدالة والمساواة‪.‬‬

‫وقد حاول المفكرون في مجال المالية تقسيم اإليرادات العامة إلى أقسام متعددة يضم كل منها‬
‫اإليرادات المتشابهة في الخصائص‪.‬‬

‫فيقسم المشرع الجزائري موارد الميزانية العامة للدولة إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ .0‬اإليرادات ذات الطابع الجبائي وكذا حاصل الغرامات‪.‬‬


‫‪ .0‬مداخيل األمالك التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ .4‬التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤداة واألتاوي‪.‬‬
‫‪ .1‬األموال المخصصة للمساهمات والهدايا والهبات‪.‬‬
‫‪ .2‬التسديد بالرأسمال للقروض والتسبيقات الممنوحة من طرف الدولة من الميزانية العامة وكذا‬
‫الفوائد المترتبة عنها‪.‬‬
‫‪ .2‬مختلف حواصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها‪.‬‬

‫‪ 4‬د‪ .‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،0111 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬المالية العامة اإليرادات العامة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ .8‬مداخيل المساهمات المالية للدولة المرخص بها قانونا‪.‬‬
‫‪ .1‬الحصة المستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي‪ ،‬المحسوبة والمحصلة وفق‬
‫الشروط المحددة في التشريع المعمول به‪.‬‬

‫إن هذا العرض التفصيلي والرقمي للموارد العمومية للدولة‪ ،‬ال يسمح تمييز هذه الموارد بصفة‬
‫واضحة حسب طبيعتها‪ ،‬لذا وجب القيام بدراسة عامة للموارد العامة لتقديم نظرة شاملة ولتفسير‬
‫‪6‬‬
‫كيف يمكن للدولة أن تلجأ لها من اجل تغطية االعباء العامة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات اإليرادات العامة‪.‬‬


‫حاول الكثير من الكتاب وضع تقسيمات مختلفة لإليرادات العامة هي في الحقيقة تقسيمات‬
‫نظرية علمية فضال عن وجود تقسيمات وضعية تسير عليه الدول طبقا العتبارات إدارية وظيفية‬
‫وتاريخية وأحيانا اقتصادية ومالية‪.‬‬

‫وسوف نحاول التركيز على التقسيمات العلمية المختلفة نشير اليها بشيء من االيجاز خالل‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إيرادات اصلية وايرادات مشتقة‪:‬‬
‫‪ -‬إيرادات اصلية‪ :‬هي التي تحصل عليها الدولة مباشرة باعتبارها شخصا قانونيا له حق التملك‬
‫دون ان تقتطعها من دخول االفراد ومن اهم هذه اإليرادات إيرادات أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬إيرادات مشتقة‪ :‬فهي التي تحصل عليها الدولة عن طريق اقتطاعها من دخول االفراد ومن امثلتها‬
‫الضرائب والرسوم والغرامات‪.‬‬

‫‪ -2‬إيرادات عادية وايرادات غير عادية‪:‬‬


‫‪ -‬إيرادات عادية‪ :‬هي تلك اإليرادات التي تتكرر دوريا في الموازنة العامة وهي تتضمن ايراد‬
‫أمالك الدولة والرسوم‪.‬‬

‫‪ -‬إيرادات غير عادية‪ :‬هي تلك اإليرادات التي ال تتكرر دوريا في الموازنة العامة فهي إيرادات‬
‫غير منتظمة وغير دورية ومن امثلتها القروض العام واالصدار النقدي والغرامات‪.‬‬

‫‪ -6‬د‪ .‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية – بن عكنون – الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،0111 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -3‬إيرادات االقتصاد العام وايرادات شبيهة باالقتصاد الخاص‪:‬‬
‫‪ -‬إيرادات االقتصاد العام‪ :‬تلك اإليرادات التي تحصل عليها الدولة بما لها من سلطة سيادية‪ ،‬لذلك‬
‫يطلق عليها باإليرادات السيادية تشمل الضرائب والرسوم والقروض االجبارية والغرامات‬
‫واالصدار النقدي الجديد‪.‬‬

‫‪ -‬إيرادات شبيهة باالقتصاد الخاص‪ :‬فهي تلك التي تحصل عليها الدولة من ممارستها نشاط يماثل‬
‫نشاط الخاص ومن امثلتها إيرادات أمالك الدولة والقروض االختيارية واالعانات‪.‬‬

‫‪ -4‬إيرادات اجبارية وايرادات اختيارية‪:‬‬


‫ويتم تقسيم اإليرادات العامة وفق لمعايير االجبار واالكراه او االختيار وهذا االجبار يكون من‬
‫جانب الدولة على الفرد بمناسبة حصولها على بعض اإليرادات العامة حيث تستخدم سلطتها السيادية‬
‫ومن امثلة ذلك الضرائب والرسوم والغرامات‪ 7 .‬ويشمل هذا النوع‪:‬‬

‫أ‪ -‬الضرائب (الرسوم)‪ :‬التي تمثل أهم صورة من صور اإليرادات العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الغرامات المالية‪ :‬التي تفرضها المحاكم وتذهب الى خزانة الدولة والتي تفرض لمعاقبة‬
‫شخص ما بقصد منعه من تكرار القيام بعمل مشابه‪.‬‬
‫ت‪ -‬التعويضات‪ :‬وهي المبالغ الواجب دفعها للدولة على سبيل التعويض عن أضرار معينة لحقت‬
‫بها‪ ،‬سواء كانت من أفراد أو هيئات الداخل أو من دولة أجنبية ومن أمثلتها التعويضات التي‬
‫تحصل خاصة في عليها الدولة عن أضرار الحرب‪.‬‬
‫ث‪ -‬القروض االجبارية‪ :‬وهي القروض التي تلجأ فيها الدولة إلى إجبار األفراد على التنازل عن‬
‫جزء من دخولهم لفترة معينة‪ ،‬مع التزام الدولة بعد انتهاء هذه الفترة برد هذا الجزء إلى‬
‫األفراد‪ .‬وقد تعفى الدولة نفسها‪ ،‬بموجب سلطاتها‪ ،‬من دفع أي فائدة على هذا القرض‪ .‬مثال‬
‫ذلك إجبار األفراد على التنازل عن جزء من دخولهم في صورة قروض للدولة‪.‬‬

‫أما مصادر اإليرادات التي ينتفي فيها عنصر اإلجبار فتشمل‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإليراد الذي تحصل عليه الدولة من ملكية خاصة بها‪ .‬مثال ذلك تأجير األراضي الزراعية‬
‫التي تملكها الدولة‪.‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42-40‬‬


‫ب‪ -‬اإليرادات التي تحصل عليها الدولة كمـقـابل لسلعة أو خدمة تبيعها‪.‬‬
‫ت‪ -‬القروض االخـتـيـارية‪ :‬التي ال تقوم على عنصر اإلجبار‪ ،‬حيث تعرض الدولة على األفراد‬
‫اقراضها مبالغ معينة لمواجهة بعض اإلنفاق العام ولمدة معنية‪ ،‬تلتزم الدولة بعد انقضائها‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫برد قيمة القرض باإلضافة إلى فائدة معينة في مواعيد محددة‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مصادر اإليرادات العامة‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬إيرادات أمالك الدولة (الدومين)‪.‬‬
‫ويقصد بالدومين كل ما تمتلكه الدولة سواء كان ملكية عامة او خاصة وسواء كانت أموال‬
‫عقارية او منقولة ويمكن تقسيم الدومين وفقا لمعيار النفع الى دومين عام وخاص‪.‬‬

‫الدومين العام‪:‬‬
‫ويقصد بالدومين العام األموال التي تمتلكها الدولة واألشخاص العامة وتكون معدة لالستعمال‬
‫العام وتحقق نفعا عاما ومن ثم تخضع ألحكام القانون العام فال يجوز بيعها او التصرف فيها او‬
‫يمتلكها االفراد ولو عن طريق التقادم ومن امثلة هذه األموال الطرق العامة‪ ،‬المطارات‪ ،‬الموانئ‪،‬‬
‫الحدائق العامة‪ ،‬المصالح العامة‪ ،‬وزارات وغيرها من أموال أخرى‪ ،‬ويتم استخدام هذه الممتلكات‬
‫من جانب الجمهور بالمجان ولكن في بعض األحيان تفرض الدولة في بعض الحاالت المعينة رسوم‬
‫ضئيلة مقابل االنتفاع بها‪.‬‬

‫الدومين الخاص‪:‬‬
‫اما الدومين الخاص فهو األموال التي تمتلكه الدولة ملكية خاصة ومعدا لالستعمال الخاص‬
‫تحقق نفعا خاصا للفئات التي تستخدمها ومن ثم تخضع ألحكام القانون الخاص واستخدام هذه‬
‫األموال يكون بمقابل ويحقق دخال يمثل مصدر من مصادر اإليرادات العامة ومن امثلة هذه األموال‬
‫األراضي الزراعية التي تمتلكها الدولة وغيرها من العقارات والهدف من هذا النوع من اإليرادات‬
‫‪9‬‬
‫هو الحصول على ايراد الخزينة العامة‪ .‬ويوجد ثالث اشكال من الدومين الخاص‪:‬‬

‫‪ 8‬د‪ .‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-18‬‬


‫‪ 9‬د‪ .‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-14‬‬
‫أ‪ -‬أمالك الدولة العقارية (الدومين العقاري)‪ :‬تتكون الدولة العقارية األراضي الزراعية‪ ،‬الغابات‬
‫المملوكة للدولة ولغيرها من األشخاص العامة كذلك المناجم والمحاجر والبحيرات المستعملة‬
‫كمصايدة لألسماك وتساهم هذه الممتلكات في تحقيق الموارد المالي والذي يحقق الدومين العقاري‬
‫بأكمله وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬أراضي الدولة الزراعية أو الدومين الزراعي‪ :‬يتمثل الدومين الفالحي في األراضي الزراعية‬
‫‪10‬‬
‫التي تمتلكها الدولة وكانت تعد من اهم أنواع الدومين الخاص ولذى سمي بالدومين التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬الغابات‪ :‬إن استغالل الدولة للغابات يعتبر أكثر فائدة من استغاللها بواسطة النشاط الخاص حيث ان‬
‫االشراف االقتصادي من جانب الدولة ال يكلفها الكثير كما ان تنمية الغابات ال تستلزم فنون إنتاجية معقدة‬
‫لذلك فان الدولة وحدها هي التي تستطيع تجميد استثماراتها في هذا المجال فترة طويلة من الزمن‪.‬‬

‫‪ -‬مناجم ومحاجر (الدومين االستخراجي)‪ :‬فان معظم الدول تميل الى استغالل المناجم بنفسها لما‬
‫لهذه الثروات الطبيعية من صلة وثيقة باالقتصاد القومي وكذلك ألن لهذا المجال يحتاج الى أحدث‬
‫الطرق اإلنتاجية الفنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدومين التجاري والصناعي‪ :‬ويقصد بها أمالك المشروعة التجارية والصناعية التي تملكها الدولة‬
‫وتمثل االيراد الذي تحصل عليه الدولة للحصيلة الصافية لبيع المنتوجات وخدمات هذه المشروعات‪.‬‬
‫ولقيام الدولة بهذه المشروعات وبصرف النظر عن اعتبارات التي تضعها الدولة لقيام بما يماثل‬
‫بالنسبة للدولة إيرادات كبيرة وهذه اإليرادات تتمثل بصورتين أساسيتين وهي الثمن العام واالحتكار المالي‪:‬‬

‫‪ -‬الثمن العام‪ :‬يقصد ب الثمن العام السلع والخدمات التي تنتجها وتقدمها المشروعات العامة ذات‬
‫طبيعة اقتصادية وذلك مقارنة بينه وبين الثمن الخاص الذي يمثل ثمن المنتوجات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬االحتكار المالي‪ :‬ويق صد باالحتكار المالي انفراد الدولة للملكية او استغالل فرع معين من فروع‬
‫اإلنتاج بقصد الحصول على موارد تفوق ما يمكن ان تحصل عليه ولو تركت هذا الفرع للقطاع‬
‫الخاص واكتفت بفرض ضرائب على دخله‪.‬‬

‫‪ 10‬د‪ .‬محرزي محمد عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬


‫ت‪ -‬الدومين المالي‪ :‬ويقصد بالدومين المالي للدولة المحافظة المالية للدولة وااليرادات التي تدرها‬
‫هذه المحافظة من أسهم وسندات مملوكة للدولة والتي تحصل منها على االيراد المالي يتمثل في‬
‫‪11‬‬
‫األرباح والفوائد وتمثل ايرادا للخزينة العمومية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرسوم والضرائب‪.‬‬
‫‪ -1‬الرسوم‪:‬‬
‫يمكن تعريف الرسم على انه " مبلغ نقدي يدفعه الفرد جبرا إلى الدولة‪ ،‬أو إلى إحدى مؤسساتها‬
‫‪12‬‬
‫العمومية‪ ،‬مقابل منفعة خاصة يحصل عليه الفرد على جانب منفعة عامة تعود على مجتمع ككل"‪.‬‬

‫تعتبر الرسوم من مصادر اإليرادات العامة للدولة ذات األهمية الخاصة‪ ،‬وتأتي في المرتبة الثانية‬
‫بعد أمالك الدولة (الدومين) من حيث درجة األهمية‪ ،‬وتتميز بأنها من اإليرادات التي تدخل خزانة الدولة‬
‫بصفة دورية منتظمة‪ ،‬ومن ثم تستخدمها الدولة في تمويل نفقاتها العامة وتحقيق المنافع العامة‪.‬‬

‫ومما هو جدير بالذكر‪ ،‬أن الرسوم يدفعها األفراد مقابل الخدمات الخاصة التي يحصلون عليها‬
‫من المرافق العامة‪ ،‬أي أنها مقابل للخدمات‪.‬‬

‫ويعد الرسم من أقدم مصادر اإليرادات العامة‪ ،‬حيث كان يمثل في العصور الوسطى أهمية‬
‫كبيرة تفوق الضرائب‪ ،‬ويرجع ذلك إلى عدة أسباب‪:‬‬

‫‪-0‬أن في تلك العصور كانت العالقة بين الدولة واألفراد أشبه ما تكون عالقة تعاقدية‪ ،‬حيث كانت الدولة‬
‫تقدم خدمات معينة لألفراد بواسطة مرافقها اإلدارية‪ ،‬مقابل التزام األفراد بدفع مبلغ معين في شكل رسوم‪.‬‬

‫‪ -0‬كان الملوك وأمراء اإلقطاع يفضلون اللجوء إلى الرسوم بدال من الضرائب ‪ .‬حيث أن فرض‬
‫الضرائب كان يتطلب موافقة البرلمان‪ ،‬بينما كانت الرسوم ال تتطلب موافقة من جانب الجهة األخيرة‬
‫ومن ثم كانت أيسر في فرضها‪.13‬‬

‫‪-2‬الضرائب‪:‬‬
‫وهي مورد مالي عام تقتطعه الدولة من األشخاص جبرا بغرض استخدامه لتحقيق أهداف‬
‫عامة ويتم تحصيل الضرائب بناءا على قوانين محددة تبين شكل الضريبة‪ ،‬نوعها‪ ،‬ووعاؤها‪،‬‬

‫‪ 11‬د‪ .‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20-12‬‬


‫‪ 12‬د‪ .‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬
‫‪ 13‬د‪ .‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.014‬‬
‫سعرها وكيفية التحصيل ومواعيد السداد دون أن يكون لرضا األفراد دخل في ذلك‪ ،‬كما ورد في‬
‫المادة ‪ 04‬من قانون ‪ 11/08‬فضال عن القوانين المتخذة في المجال الجبائي أو في مجال األمالك‬
‫الوطنية والمجال البترولي يمكن لقوانين المالية دون سواها النص على األحكام المتعلقة بوعاء‬
‫ونسب وكيفيات تحصيل مختلف أنواع الضرائب وكذا باإلعفاء الجبائي‪ .‬ومن الناحية االقتصادية‬
‫أصبحت الضرائب من أهم الوسائل التي تستطيع بها الدولة المحافظة على االستقرار االقتصادي‬
‫وتشجيع بعض األنشطة والحد من األخرى‪ ،‬والتحكم في االستهالك بالشكل الذي يحقق المصلحة‬
‫‪14‬‬
‫العامة لذلك ال يستطيع دافع الضريبة (المكلف) أن يعلقها على شرط حصوله على منفعة عامة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القروض العامة واالصدار النقدي الجديد‪.‬‬


‫القروض العامة‪:‬‬
‫يمكن تعريف القروض العامة "مبالغ مالية التي تحصل عليها الدولة من الغير مع التعهد‬
‫لشروطه"‪15.‬‬ ‫بردها إليها مرة أخرى عند حلول موعد استحقاقها وبدفع فوائد وفقا‬
‫تستعين الدولة في سبيل تغطية النفقات العامة بمصادر متعددة من اإليرادات العامة العادية‬
‫ولكن إذا لم تكفي هذه المصادر فالدولة تلجأ إلى مصادر أخرى وهي إيرادات غير العادية والمتمثلة‬
‫أساسا في القروض العامة‪ .‬وتعتبر ظاهرة ازدياد القروض العامة إحدى الصفات المالية للدولة في‬
‫العصر الحديث وقد زادت سرعة تكوين القروض العامة منذ الحرب العالمية األولى وترجع هذه‬
‫الزيادة إلى تعدد أسباب االلتجاء إلى االقتراض العام‪ ،‬فالقرض العام أداة لمد الدولة بالموارد الالزمة‬
‫‪16‬‬
‫لمقابلة بعض الظروف الطارئة أو الموسمية‪.‬‬
‫اإلصدار النقدي الجديد‪:‬‬
‫قد تضطر الدولة في بعض االحيان‪ ،‬لمواجهة نفقاتها المتزايدة وعجر الميزانية‪ ،‬إلى اللجوء‬
‫لطريقة اإلصدار النقدي‪ ،‬وذلك حينما ال تستطيع أن تواجه في نفقاتها استنادا إلى مصادر االيرادات‬
‫العادية‪ ،‬الرسوم والضرائب أو مصادر اإليرادات االئتمانية‪ ،‬القروض‪ .‬فتقوم الدولة بإصدار كمية‬
‫جديدة من النقود وطرحها في التداول‪ .‬ويعرف ذلك بالتضخم المالي‪ ،‬أو التمويل عن طريق التضخم‪.‬‬

‫‪ 14‬نسيمة مرزوقي‪" ،‬دور خزينة الوالية في تحقيق توازن الميزانية دراسة حالة‪ :‬خزينة الوالية بأم البواقي"‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،0101-0108 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 15‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪ 16‬نسيمة مرزوقي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫ويؤدي اإلصدار النقدي الجديد إل ى انخفاض قيمة النقود مما يشكل عبئا إضافيا على دخول وثروات االفراد‪.‬‬

‫وهناك مبرران لاللتجاء الى وسيلة اإلصدار النقدي الجديد‪:‬‬


‫األول‪ :‬أنه يعتبر حافزا على االستثمار‪ .‬ذلك أن اإلصدار الجديد يؤدي الى ضعف القوة‬
‫الشرائية للنقود وبالتالي ارتفاع االثمان‪ ،‬مما يؤدي الى زيادة األرباح والتوسع في االستثمار القائم‬
‫وظهور فرص جديدة لالستثمار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إن اإلصدار النقدي يعتبر وسيلة ضرورية لتمويل االستثمار العام والحصول على‬
‫الوسائل الالزمة لبرامج التنمية‪ .‬ففعاليته تكمن فيما يسمح به من تحويل للموارد لتحقيق أهداف‬
‫التنمية‪ .‬ففي هذه الحالة يؤدي اإلصدار النقدي الى تكوين ادخار اجباري لتمويل مشروعات إنتاجية‬
‫‪17‬‬
‫لها أثر هام على معدالت التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫واإلصدار النقدي أمر غير مناسب لتمويل عجز الميزانية في الدول النامية لعدم مرونة جهازها‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬مما قد يؤدي إلى حدوث التضخم بآثاره السيئة‪ .‬وهي أثار تؤدي إلى اإلضرار بالتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وخاصة عن طريق رفع تكاليف التنمية‪ ،‬وإحداث عجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬فاللجوء إلى‬
‫‪18‬‬
‫طريقة اإلصدار النقدي يجب أن يتم في نطاق ضيق وبحذر شديد لتفادي اآلثار السيئة التي تنتج عنها‪.‬‬

‫‪ 17‬د‪ .‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.401-404‬‬


‫‪ 18‬نسيمة مرزوقي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫الخاتمة‬

‫بعد دراستنا لهذا البحث وتطرقنا إلى أهم اإليرادات العامة التي تساهم مساهمة‬
‫حقيقية في تغطية النفقات العامة للدولة وصلنا إلى أنه هناك عالقة بين المتغيرات‬
‫اقتصادية ومن خالل دراستنا هذه تمكنا من تشخيص نوعية العالقات بين المتغيرات‪.‬‬
‫وهذا انطالقا من أن لموارد الدولة ونفقاتها تأثيرا كبيرا ومباشرا على نمو االقتصاد‬
‫الوطني وعلى توازنه أيضا‪ .‬وبالمقابل فإن أي تغيير في مستوى النمو االقتصادي سواء‬
‫باالزدهار أو بالركود فمن شأنه أن يؤثر تأثيرا ملموسا على موارد الدولة ونفقاتها العامة‬
‫سوآءا باإليجاب أو بالسلب‪ .‬فكلما كانت مصادر إيرادات الدولة كبيرة وكثيرة كلما‬
‫استطاعت أداء نشاطها وتحقيق أهدافها التنموية وتغطية نفقاتها العامة‪.‬‬
‫‪ ‬قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫كتب‪:‬‬

‫‪ -‬رانيا محمود عمارة‪ ،‬المالية العامة اإليرادات العامة‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مصر‪0102 ،‬م‪0142 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت – لبنان‪.0111 ،‬‬

‫‪ -‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية – بن عكنون –‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.0111 ،‬‬

‫مذكرة‪:‬‬

‫‪ -‬نسيمة مرزوقي‪" ،‬دور خزينة الوالية في تحقيق توازن الميزانية دراسة حالة‪ :‬خزينة الوالية بأم البواقي"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪.0101-0108 ،‬‬

You might also like