You are on page 1of 31

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ماستر قانون األعمال‬
‫‪-‬الفوج األول‪-‬‬
‫مادة ‪" :‬قانون الضمان االجتماعي"‬

‫"الحماية االجتماعية ألجراء القطاع الخاص على‬ ‫عرض حول‪:‬‬


‫مستوى التقاعد"‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬


‫❖ ذ‪.‬طارق الكدالي‬
‫❖صوفيا مصالي‬
‫❖صبغةهللا اسميحي‬
‫❖يحيى سكوكي‬
‫❖زينب سليم‬

‫السنة الجامعية ‪2019- 2018‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫لقد كانت النماذج االقتصادية‪ ،‬ولمدة طويلة‪ ،‬تهدف بالدرجة األولى إلى الرفع من النمو االقتصادي بينما‬
‫تبقي على الحماية االجتماعية في مرتبة ثانوية‪ ،‬حيث كانت تعتبر الموارد المخصصة لها غير منتجة‬
‫وتراهن على آليات السوق معتبرة إياها كفيلة وكافية لتنظيم إعادة توزيع الدخل‪ .‬لكن‪ ،‬ومع توالي األزمات‬
‫االقتصادية وتفاقم ظاهرة الفقر واتساع الفوارق االجتماعية‪ ،‬اعتمدت الحماية االجتماعية‪ ،‬في الوقت‬
‫الراهن‪ ،‬كوسيلة رئيسية لتثمين الرأسمال البشري وتعزيز الحقوق االجتماعية لألفراد والحفاظ على‬
‫الروابط االجتماعية‪ .‬وتبعا لذلك فقد أضحت الحماية االجتماعية أداة تعتمد لتحقيق تأثير مزدوج‪ :‬من جهة‬
‫على النمو االقتصادي بصفة عامة ومن جهة أخرى على التماسك واالستقرار االجتماعي‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فقد عمل عدد متزايد من البلدان من بينها المغرب على إقرار برامج للحماية‬
‫االجتماعية توفر أنماطا مختلفة من الدعم والخدمات االجتماعية للساكنة األكثر هشاشة وحرمانا‪.‬‬

‫وقد بذلت السلطات العمومية جهودا محمودة في هذا المجال‪ ،‬حيث عملت‪ ،‬بشكل تدريجي‪ ،‬على إرساء‬
‫نظام للحماية االجتماعية من فرعين‪ :‬فرع أول قائم على مبادئ وتقنيات التأمين االجتماعي‪ ،‬ويضم أساسا‬
‫صناديق التقاعد‪ ،‬والصندوق الوطني للضمان االجتماعي والصندوق الوطني لمنظمات االحتياط‬
‫االجتماعي‪ ،‬وفرع ثان‪ ،‬قائم على مبادئ المساعدة االجتماعية والتضامن الوطني لفائدة الفئات المعوزة‪،‬‬
‫ويضم مجموعة من برامج الدعم االجتماعي (صندوق المقاصة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬
‫وبرنامج المساعدة الطبية "راميد" وبرنامج تيسير والمطاعم المدرسية والداخليات والمنح الدراسية‬
‫ومؤسسات الرعاية االجتماعية وغيرها)‪.‬‬

‫و بما ان نظام التقاعد يعتبر من أهم المواضيع في الحماية االجتماعية و التي حاول المشرع تنظيمها‬
‫بواسطة مختلف المؤسسات و القوانين سواء كانت عمومية او خاصة و ذلك حفاظا على حقوق‬
‫المواطنين و تحقيق السلم االجتماعي حيث انه سيقتصر حديثنا فقط عن نظام التقاعد في القطاع الخاص‪.‬‬

‫اذن ال يسعنا اال ان نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫الى اي حد تمكن المشرع من تنظيم مؤسسة التقاعد و حمايتها من اي اختالل قد يضر بحقوق األجراء؟‬

‫‪2‬‬
‫المبحت األول ‪ :‬هيكلة أنظمة التقاعد في القطاع الخاص‬
‫يعرف المغرب عدة أنضمة متعددة في كال القطاعين سواء منها القطاع العام أو القطاع الخاص‬
‫‪،‬مع وجود اختالف بينهم بخصوص النزاعات الناشئة ‪.‬التي تعرض أمام جهتين مختلفتين ‪،‬في‬
‫القطاع العام تعرض النزاعات على المحاكم االدارية في حين النزاعات المتعلقة بالقطاع الخاص‬
‫تعرض أمام المحاكم العادية ‪.‬‬
‫سنحاول من خالل هدا المبحث بسط ارضية النقاش لما سيأتي من عروض ‪،‬سنتاول انضمة التقاعد‬
‫في القطاع الخاص الدي يضم كل النظام االجباري والنظام االختياري (المطلب األول )‪ ،‬ثم‬
‫سنتطرق الى نطاق الحماية االجتماعية بخصوص التقاعد والمستحقات الحمائية لالجراء (المطلب‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الثاني ) ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬أنظمة التقاعد في القطاع الخاص‬


‫ألنضمة التقاعد في القطاع الخاص نظامين اساسين‪ ،‬نظام اجباري‬
‫(أوال) ونظام اختياري (تانيا) ‪.‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬النظام اإلجباري‬
‫يتمثل في الضمان االجتماعي والذي تم تأسيسه بمقتضى ‪ 31‬دجنبر ‪1959 1‬والذي دخل حيز‬
‫التنفيذ سنة ‪1961‬لفائدة المأجورين في الصناعة والتجارة والمهن الحرة ‪.‬‬
‫اوال‪:‬التنظيم القانوني للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫يعد الصندوق الوطني للضمان االجتماعي نظاما تقاعديا إلزاميا قائما على مبدأ التوزيع مع خدمات‬
‫محددة‪ ،‬ويتم تحديد الحقوق المكتسبة للمأجورين باحتساب عدد أيام التأمين‪ ،‬ووفقا للمادة الثانية من‬
‫الظهير الشريف المنظم للضمان االجتماعي‪ ،‬يخضع لهذا النظام كل من المتدربون واألجراء‬
‫العاملون لدى رب عمل أو عدة أرباب عمل في المهن الصناعية والتجارية والمهن الحرة‪ ،‬أو‬
‫يشتغلون منصبا عند موثق أو جمعية أو نقابة أو شركة مدنية‪ ،‬ثم األشخاص العاملون في‬
‫التعاونيات واألشخاص العاملون لدى مالكي عقارات معدة للسكن أو لالستخدام التجاري والبحارة‬

‫حسن المرضي النظرية العامة ألنظمة التقاعد والحماية االجتماعية دراسة معمقة على ضوء اصالحات أنظمة التقاعد‬ ‫‪-1‬‬
‫سلسة شرفاء ماي ‪2017‬المعدل بظهير ‪27‬يوليوز ‪1972‬والمعدل كدالك بالقانون رقم ‪.84,11‬‬

‫‪3‬‬
‫الصيادون بالحصة والعاملون بمقاوالت الصناعة التقليدية والعاملون بالضيعات الفالحية والغابوية‬
‫وتوابعها‪.2‬‬
‫هذا فيما يخص األشخاص الخاضعين لهذا النظام فماذا عن بنيته اإلدارية والمالية ‪ ،‬وهو ما سنقوم‬
‫بالحديث عنه ‪.‬‬
‫تانيا‪ :‬التنظيم اإلداري للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪:‬‬
‫يسير الصندوق مجلس إداري مكون من ‪ 24‬عضوا رسميا‪ 8 :‬منهم يمثلون الدولة و ‪ 8‬يمثلون‬
‫الشغيلية و ‪ 8‬يمثلون أرباب العمل‪ ،‬وينتخب كل عضو لمدة‬
‫ثالث سنوات ويناط به سلطات كما يتمتع مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي طبقا‬
‫للفصل ‪ 9‬من الظهير الشريف رقم ‪ 184.172‬بتاريخ ‪ 15‬جمادى الثانية ‪ 27( 1392‬يوليوز‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ )1972‬بمثابة قانون يتعلق بنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬كما ثم تغييره وتتميمه‪ ،‬بجميع السلط‬
‫واالختصاصات الالزمة إلدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ويقوم في هذا الصدد‪ ،‬خالل مداوالته بتسوية القضايا العامة التي تهم المؤسسة وبالخصوص‪:‬‬
‫_ إبداء الرأي حول القانون الداخلي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬المصادقة على برنامج العمل السنوي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫_ المصادقة على ميزانية الصندوق الوطني للضمان االجتماعي برسم السنة المالية الموالية والتي‬
‫يجب أن تتضمن الوثائق المبينة لمجموع العمليات المتعلقة بالموارد واستعماالتها‪.‬‬
‫_المصادقة على التنظيم الهيكلي المقترح من طرف المدير العام‪.‬‬
‫_السهر على حسن تسيير الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫_حصر حسابات الصندوق برسم السنة المالية المنصرمة‪.‬‬
‫_الترخيص باقتناء وتفويت المقاوالت واألمالك العقارية‪.‬‬
‫المصادقة على كيفيات تطبيق المقتضيات المتعلقة بوعاء االشتراكات‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه األعمال التي يقوم بها في تسوية القضايا العامة التي تهم المؤسسة‪ ،‬يتداول‬
‫مجلس اإلدارة وجوبا بشأن ‪ 3‬برنامج العمل السنوي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي والقيام‬

‫‪ _- 2‬تقرير حول منظومة التقاعد بالمغرب‪ ،‬التشخيص ومقترحات اإلصالح‪ ،‬الصادر عن المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2013‬ص‪36.‬‬

‫‪ - 3‬الفصل األول من قرار وزير التشغيل والتكوين المهني رقم ‪ 1148‬بتاريخ ‪ 20‬مايو ‪ 2013‬المصادق بموجبه على القانون‬
‫الداخلي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بإعمال ميزانية الصندوق الوطني للضمان االجتماعي برسم السنة المالية‪ ،‬ثم القيام بالتنظيم الهيكلي‬
‫المقترح من طرف المدير العام ومراجعة قيمة معاشات الزمانة و والشيخوخة والمتوفى عنهم‪،‬‬
‫واإلعفاءات من الزيادات عن التأخير ومصاريف التحصيل المنصوص عليهما في الفصلين ‪ 26‬و‬
‫‪ 28‬من الظهير رقم ‪ 72.184‬بتاريخ ‪ 15‬جمادى الثانية ‪ 27( 1392‬يوليوز ‪ )1972‬بمثابة‬
‫قا نون يتعلق بنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬كما ثم تغييره وتتميمه‪ ،‬ثم حصيلة وحسابات الناتج السنوي‬
‫و تقارير مدققي الحسابات‪ ،‬زيادة على ذلك يقوم مجلس اإلدارة طبقا للفصل ‪ 3‬من القانون‬
‫الداخلي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي الملحق بقرار وزير التشغيل والتكوين المهني رقم‬
‫‪ 1148‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ ، 2013‬بإبداء رأيه في المسائل المعروضة عليه من قبل الوزير المكلف‬
‫بالوصاية اإلدارية على الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ ،‬وفي جميع مشاريع النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية الرامية إلى تغيير أو تتميم المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كما يجتمع مجلس اإلدارة طبقا للفصل ‪ 4‬من القانون الداخلي للصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي بصفة قانونية في دورة عادية باستدعاء من رئيسه مرتين في السنة على األقل والدورة‬
‫األولى قبل ‪ 30‬يونيو لحصر حسابات السنة المنصرمة والدورة الثانية قبل ‪ 31‬دجنبر لدراسة‬
‫وتحديد ميزانية السنة الموالية‪ ،‬كما يمكن أن يجتمع أيضا في دورة استثنائية بمبادرة من رئيسه‬
‫كلما اعتبر ذلك مجديا أو بطلب من نصف أعضائه على األقل‪ ،‬وال تكون مداوالت مجلس اإلدارة‬
‫صحيحة إال إذا حضرها فعليا نصف ممثلي كل هيئة وتتخذ القرارات بأغلبية أصوات األعضاء‬
‫الحاضرين‪ ،‬وعند تعادل األصوات يرجح الجانب المنتمي له الرئيس‪.‬‬
‫وعليه يتم تدوين مداوالت مجلس اإلدارة في محضر‪ ،‬وعند انتهاء كل جلسة تسجل القرارات‬
‫المتخذة عقب المداوالت بخصوص كل نقطة مدرجة في جدول األعمال في سجل خاص ويوقع‬
‫عليها كل من الرئيس وذاتيه‪ ،‬أو المتصرفون المنتدبون لهذا الغرض في حالة الغياب وترسل‬
‫محاضر مداوالت مجلس اإلدارة وكذا نسخ من قراراته إلى جميع المتصرفين الرسميين‬
‫والمتصرفين المناويين خالل ‪10‬أيام الموالية لتاريخ سريان مفعولها‪.‬‬
‫تالثا‪ :‬التنظيم المالي للصندوق الوطني لضمان االجتماعي‬
‫ي شكل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي مؤسسة عمومية‪ ،‬تتمتع بالشخصية المدنية واالستقالل‬
‫المالي‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 6‬من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 184-72-1‬الصادر بتاريخ ‪27‬‬
‫يوليوز‪ 4 1972‬وكما هو عليه تسهر عليه مجموعة من الصناديق‪ ،‬فإن الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي يسهر على تطبيق سياسة الحماية االجتماعية في القطاع الخاص اما صندوق الضمان‬

‫‪- 4‬المعدل بالظهير الشريف رقم ‪ 01-04-127‬ل ‪ 4‬نوفمبر‪ ، 2004‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5263‬ل ‪ 8‬نوفمبر‪ ، 2004‬ص‬
‫‪3876.‬‬

‫‪5‬‬
‫االجتماعي هو الجهاز الوحيد الذي له حق إجبار المؤسسات المنخرطة فيه عن تأدية واجبات‬
‫االشتراك‪ ،‬ألن هذه االشتراكات إلى جانب مصادر مالية أخرى هي التي تكون المحفظة المالية‬
‫لهذه المؤسسة للق يام بدورها على أحسن وجه‪ ،‬والمسؤولية الملقاة على عاتق هذا الجهاز ذات حمل‬
‫ثقيل‪ ،‬ألن الرعاية االجتماعية التي يتوالها الصندوق معقدة في فلسفتها وذلك راجع إلى االختالف‬
‫الطبقي المتواجد غي البالد‪.5‬‬
‫وعليه فإن االشتراكات تشكل أهم الموارد بالنسبة للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬ويقصد‬
‫بها االقتطاعات التي تنجز على األجير والقسط الذي يدفعه المؤاجر‪ ،‬هذا األخير الذي يتحمل‬
‫المسؤولية اتجاه الصندوق وذلك طبقا للفصل ‪ 21‬من ظهير ‪ 27‬يوليوز ‪ ،1972‬حيث يعتبر هذا‬
‫المقتضى من النظام العام‪ ،‬وتختلف االشتراكات المخصصة لإلعانات الطويلة األمد والقصيرة‬
‫األمد‪ ،‬ثم أن نسبة االشتراكات المخصصة لتغطية اإلعانات العائلية من أهم موارد الصندوق‬
‫والسبب في ذلك يعود إلى األساس الذي تحتسب عليه فهي تحتسب على أساس كل األجور‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المقبوضة دون وجود أي سقف ‪.plafond‬‬


‫وعلى عكس االشتراكات المخصصة للتعويضات العائلية التي عرفت تقهقرا في نسبها نجد أن‬
‫االشتراكات المخصصة لإلعانات الطويلة األمد عرفت تطورا منذ بداية تطبيق قانون الضمان‬
‫االجتماعي في المغرب‪ ،‬والمالحظ أن جل هذه التغييرات التي تطال نسب االشتراكات تتم في‬
‫الشهور األولى من بداية السنة أو أخر شهر في السنة وهذا يدل على أن الوقت الذي يتدارس فيه‬
‫الصندوق الوضعية المالية ويقوم بالموازنات بين المصاريف والموارد ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنوع الثاني من االشتراكات وهي المخصصة للتعويضات القصيرةاألمد التي يمنحها‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي تأمينا للمخاطر التالية‪ :‬المرض أو الحوادث غير المهنية‬
‫ويتحمل اشتراكاها كل من األجير ورب العمل بحيث يؤدي األجير الثلث والمؤجر الثلثين وهي‬
‫بدورها عرفت زيادة تقدر ب ‪ %0.34‬فكانت في البداية قيمة االشتراكات المخصصة لهذا النوع‬
‫من التعويضات‪ ،‬فأصبحت ‪ %0.1‬من األجر الخاضع لالشتراك‪ ،‬وبالتالي فإن الصندوق ملزم‬
‫باالحتفاظ بقدر من األموال الالزمة للتسيير العادي والمهم هو تودع هذه األموال لدى صندوق‬
‫اإليداع والتدبير الذي يحدد نسبة الفائدة باتفاق مشترك بين الوزير المكلف بالملية ووزير التشغيل‬
‫دون أن يتدخل صندوق اإليداع والتدبير في تحديد نسبة هذه الفائدة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بنفقات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬على مستوى موارده المسموح له‬
‫تلقيها من مختلف الجهات سواء منها الموارد االحتياطية أو األصلية‪ ،‬والمحفظة المهمة المكونة‬
‫لديه بسبب استثمارات االحتياطي من األموال غير الالزمة للتسيير المادي عن طريق إيداعها لدى‬
‫صندوق اإليداع والتدبير فإن المنطق يقتضي على هذه المؤسسة أي الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي أن يسهر على حماية الفئة المساهمة في تكوين الرأسمال اجتماعيا‪ ،‬كما أنه يتوفر على‬
‫‪ - 5‬الحسن كيحل‪ ،‬أنظمة التقاعد في المغرب‪ ،‬الصندوق المغربي للتقاعد ‪ -‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي نموذجا‪،‬‬
‫رسالة ماستر في العلوم القانونية تخصص قانون أعمال‪ ،‬سنة‪ ، 2010-2011‬ص‪34.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثالث أنواع من اإلعانات االجتماعية كما سبق ذكرها وهي التعويضات الطويلة األمد والتعويضات‬
‫القصيرة األمد والتعويضات العائلية ‪.‬‬
‫عموما فإن هذه االشتراكات هي أهم مورد للضمان االجتماعي المغربي الشيء الذي ال يسمح‬
‫بالقول أنها طريقة تمويل قادرة على تكوين دعامة ثابتة لخدمات الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتوسيع اختصاصاته مستقبال حينما يدعو األمر إلى ذلك‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬النظام االختياري‬


‫سنخصص في هده الفقرة للحديث عن الصندوق المهني المغربي لتقاعد (اوال) وعن التعاضديات‬
‫(تانيا) باعتبارهم أنضمة تكميلية واختيارية ألجراء القطاع الخاص ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬الصندوق المهني المغربي لتقاعد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يقدم هذا الصندوق خدمات متعددة لمنخرطيه الذين ساهموا في تمويله باشتراكاتهم‪ ،‬إلى جانب‬
‫اشتراكات المشغلين‪ ،‬لذا فإن هذا النظام هو نظام اختياري غير إجباري بمعنى أنه تكميلي لفائدة‬
‫مستخدمي القطاع الخاص في شكل جمعية ال تهدف إلى الربح ويعمل حاليا طبقا لمقتضيات الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 376.58.1‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬نونبر ‪ ،1958‬سوف نتطرق إلى التنظيم اإلداري‬
‫والمالي للصندوق المهني المغربي للتقاعد ‪.‬‬

‫‪-1‬التنظيم االداري للصندوق المغربي المهني لتقاعد‬

‫لقد عرف الصندوق المهني المغربي للتقاعد تغييرا بحث أ صبح على شكل تعاضدية للتقاعد‪،‬‬
‫عكس ما كان عليه في نطاق نظام جمعية‪ ،‬نتيجة دخول القانون رقم ‪ 12.64‬القاضي بإنشاء هيئة‬
‫مراقبة التأمينات و االحتياط االجتماعي حيز التنفيذ‪ ،‬لتحل بالتالي محل مديرية التأمينات‬
‫واالحتياط االجتماعي‪ ،‬كما أن هذا القانون الجديد يقضي بإنشاء إطار قانوني لممارسة وتسيير‬
‫عمليات التقاعد من قبل المؤسسات التابعة للقطاع الخاص‪ ،‬ويخضع لرقابة كما يقوم الصندوق‬
‫المهني الوطني للتقاعد الذي أحدث سنة ‪ 1949‬بالنهوض بنظام التقاعد دائم ومتوازن وتضامني‪،‬‬
‫يضمن للمستفيدين معاشا عادال ويدير الصندوق مجلس إدارة تنتخبه الجمعية العامة للمنخرطين‪،‬‬
‫وفي سنة ‪ 2015‬كان الصندوق يضم ‪ 6388‬مقاولة منخرطة‪ 595 ،‬ألف و ‪ 91‬منخرطا فاعال‬
‫مساهما وذوي الحقوق‪ ،‬و ‪158‬ألف ‪ 863‬مستفيدا وارتفع المبلغ اإلجمالي للمنتوجات التقنية‬
‫للصندوق إلى ‪ 6777‬مليار درهم فيما بلغ إجمالي المعاشات المصروفة ‪ 3612‬مليار درهم‬

‫‪7‬‬
‫‪6‬يسهر على تسيير المهني المغربي للتقاعد مجلس إدارة‪ 7‬يتكون من ‪ 24‬عضوا إلى ‪ 15‬عضوا‬
‫وفقا للقانون‪ ، 12.64‬واعتمد الجمع العام عددا من المقتضيات التي تهم المنخرطين‪ ،‬إذ ثم إلغاء‬
‫إلزامية المساهمة االجتماعية التي كانت تفرض خالل االنخراط في النظام وعند بداية كل سنة‪،‬‬
‫كما أتيحت للمقاوالت المنخرطة التي تعرف صعوبات تعليق انخراطها‪ ،‬ذلك مرة واحدة كل عشر‬
‫سنوات من االنخراط على أن تتم المصادقة على تعليق االنخراط من قبل المجلس اإلداري أو أي‬
‫لجنة ثم إنشاؤها لهذا الغرض‪ ،‬واعتمد الجمع العام مقتضى يمنح للمنخرطين إمكانية تسوية‬
‫متأخراتهم تجاه الصندوق‪ ،‬وذلك باعتماد نظام خصم لفوائد التأخير حسب مدة استحقاق‬
‫المتأخرات‪ ،‬إذ سيتم تحديد قواعد الخصم‪.‬هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المجلس اإلداري‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يجتمع على األقل مرة في السنة بدعوة من الرئيس‪ ،‬ويحدد النظام األساسي للصندوق هيئات‬
‫الحكامة في الجمعية العامة للمنخرطين وهي أعلى جهاز تقريري‪ ،‬وتصادق على الحسابات‬
‫ونتائج التسيير والنتائج المالية وتقرر في مقاييس عمل الصندوق وفي جميع اإلصالحات‬
‫المحتملة‪.‬وهي السلطة الوحيدة المخول لها تعديل النظام األساسي والداخلي‪.‬‬

‫أما المجلس اإلداري يتكون من تشكيالته المالية من ممثلي كبار الشركات والمقاوالت المتواجدة‬
‫في ربوع المملكة والتي تشتغل في كل الميادين وهم كاآلتي‪:‬‬

‫• الرئيس المدير العام للصندوق ونواب الرئيس ثم ممثل الخطوط الملكية المغربية‪،8‬‬
‫إلى غيره من الممثلين كبار الشركات والمقاوالت‪ ،‬إال أنه ما يجب إثارة االنتباه إليه‬
‫هو غياب تام ألي ممثل عن فئة األجراء باعتبارهم الفئة المستهدفة من هذا النظام‬
‫وكذا فئة المتقاعدين وذلك على غرار ما هو معمول به لدى الصندوق المغربي‬
‫للتقاعد والصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ينبثق عن هذا المجلس ثالث لجان متخصصة مكلفة بمهمات محددة‪:‬‬
‫• لجنة التوجيه ‪:‬تحرص على التوازن االكتواري للنظام وتراقب التسيير‪.‬‬

‫‪ - 6‬الصندوق المهني المغربي للتقاعد يعلن تحوله إلى شركة تعاضدية‪ ، ......،‬تاريخ االطالع ‪ 26/06/2017‬على الساعة‬
‫‪13h.‬‬

‫‪-‬محمد عفيفي‪ ،‬مستقبل التقاعد بالمغرب– إشكالية إصالح أنظمة التقاعد بالمغرب‪ ،‬سنة‪ ، 2012‬مطبعة أنفو برانت‪ ،‬ص ‪27.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫• لجنة التدقيق ‪:‬تراقب مهمات التدقيق الداخلية والخارجية‬
‫• لجنة األجور ‪:‬تقرر سياسة األجور والمكافآت وتحدد تلك المخصصة للمديرين ويتم‬
‫تدقيق حسابات الصندوق المهني المغربي للتقاعد سنويا من طرف مكتب تدقيق دولي‬
‫كما يصادق مكتب االكتواري مستقل على الحصيلة االكتوارية للصندوق تحت‬
‫مراقبة لجنة التوجيه‪.‬‬

‫‪- 2‬التنظيم المالي للصندوق المغربي المهني للتقاعد‬

‫يعد الصندوق المهني للتقاعد شركة تعاضدية‪ ،‬بمعنى لها نظام أساسي وبمجرد انضمام المنخرط‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إلى هذه الشركة يصبح ملزم باحترام بنودها خاصة ونحن نعلم أن هذا الصندوق هو غير إلزامي‪،‬‬
‫بمعنى أنه اختياري لكن بمجرد االنضمام إليه يصبح ملزم على منخرطيه باحترامه‪ ،‬بحيث أنها‬
‫في حالة عدم أداء االشتراكات في تاريخ استحقاقها تطبق بدورها زيادات على تلك االشتراكات‪.‬‬

‫وعليه فإن تلك االشتراكات هي التي يتكون منها الموارد المالية للصندوق المهني المغربي‬
‫للتقاعد بحيث يعتبر أهم مصدر التمويل التي تشمل الحصة األجرية التي يتم اقتطاعها من رواتب‬
‫األجراء وتتراوح نسبتها بين ‪ 3%‬إلى ‪ 6%‬من الراتب األساسي كما يمكن للمنخرطين اختيار‬
‫نسبة المساهمة التي تالئهم من بين خمس نسب يقترحها الصندوق المهني المغربي للتقاعد‪ ،‬كما‬
‫أن المشغل بإمكانه تكييف مساهمته تبعا لعدد الفئات مستخدمة إذ له الحق في اختيار ثالث نسب‬
‫مختلفة‪ ،‬بشرط أن تتضمن كل فئة ثالث مستخدمين على األقل كما أنه له الحق في أن يرفع وقت‬
‫ما شاء من نسبة المساهمة لفائدة كل مستخدميه أو لفائدة واحدة منهم‪.‬‬

‫تانيا ‪ :‬التعاضديات‬
‫تعرف التعاضدية حسب الفصل األول من ظهير ‪ 12‬الظهير الشريف رقم‬
‫‪1.57.187‬الصادر بتايخ ‪ 24‬جمادى الثانية ‪1383‬الموافق ل ‪ 12‬نونبر‪ 1963‬بسن نظام‬
‫أساسي للتعاون بكونها هيئات التي تهدف إلى اكتساب أرباح وإنما تعتزم بواسطة‬
‫واجبات انخراط أعضائها القيام لفائدة هؤالء االعضاء أو عائالتهم بعمل من أعمال‬
‫اإال سعاف و التضامن و التعاون مداره الضمان من األخطار االلحقة بااالنسان ‪.‬وتقوم‬
‫التعاضديات على مجموعة من المبادئ أهمها ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫✓ التضامن ‪:‬تشتغل التعاضديات على أساس مبدأ التضامن بين المنخرطين سواء تعلق االمر‬
‫بالمرضى أو األ صحاء منهم حيث تقوم بأي تفضيل على أساس طبي و تتحمل كل‬
‫المخاطر كيفما كانت الوضعية الصحية للمنخرط قبل انخراطه و تحتفظ بالحقوق‬
‫المكتسبة لمنخرطيها مهما كان سنهم أو وضعيتهم الصحية‪.‬‬
‫✓ ‪.‬االر بحية ‪ :‬ليس للتعاضدية أهداف ربحية من وراء تلبيتها لطلبات المنخرطين وال يمكن‬
‫أن تبحث عن اال ستفادة من أي ربح مادي كيفما كان من حال الخدمات التي تقدمها‬
‫لمنخرطيها ‪.‬‬
‫✓ الحرية ‪ :‬حرية اال نخراط و حرية العمل سوية في إطار مجموعات مستقلة عن السلطة‪.‬‬

‫✓ الديموقراطية ‪ :‬توجد التعاضديات تحت مسؤولية المنخرطين مجتمعين في الجمع العام‬


‫للتعاضدية حيث يقومون باختيار من يمثلهم على رأسها ‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫✓ تجديد دائم ‪:‬تمنح التعاضدية لنفسها الوسائل و األدوات التي من شأنها أن تمكنها من‬
‫مرافقة منخرطيها و ذوي حقوقهم يوميا حتى يستفيدوا من خدمات تتميز بالجودة و تقدم‬
‫في أقصر االجال لمستمدة في ذلك قوتها من المبادئ والقيم التعاضدية التي تشكل محركا‬
‫لها ‪.‬القيم التعاضدية التي تشكل محركا لها‪.‬‬
‫✓ أكثرقربا‪ :‬تضمن التعاضدية لمنخرطيها خدمات تقدم لهم على مقربة من محل إقامتهم‪.‬‬

‫✓ أكثر إنسانية‪ :‬تق دم أحسن الخدمات حتى يتمكن كل شخص من الحفاظ على صحته و‬
‫تحرص على مراعاة مبدأ المساواة في حق الولوج إلى الخدمات‬
‫تمارس الوصاية على التعاضديات من طرف الوزارة المكلفة بالتشغيل والوزارة المكلفة‬
‫بالمالية تتمثل هذه الوصاية في‪:‬‬
‫• مراقبة تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المنظمة لقطاع التعاضد؛‬
‫• المصادقة و سحبها على األنظمة األساسية واألنظمة الداخلية وكذا التعديالت المدخلة‬
‫عليهم؛‬

‫• تجميع ودراسة القوائم اإلحصائية والمالية؛‬


‫• منح الترخيص المسبق من أجل ‪ :‬التوظيفات ‪ ،‬اإلقتناءات ‪ ،‬التفويت العقارات‪...‬؛‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الحماية االجتماعية النظمة التقاعد في القطاع الخاص‬


‫والمستحقات الحمائية لالجراء‬
‫سنتطرق في هذا المطلب الى نطاق الحماية االجتماعية ألنظمة التقاعد في القطاع الخاص (الفقرة‬
‫االولى ) ثم سنتطرق للمستحقات الحمائية لالجراء (الفقرة الثانية)‬

‫‪10‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬نطاق الحماية االجتماعية النظمة التقاعد في القطاع الخاص‬
‫إذا كانت الحماية اإلجتماعية هي كل اإلجراءات و األليات و المؤسسات و التشريعات التي‬
‫تضعها الدولة لحماية مواطنيها من كل آفات التي يمكن أن يتعرضوا لها في حياتهم باعتبارها‬
‫المسؤولة عن بموجب الفصل ‪ 35‬من الدستور و تجسيد هذه الحماية قائم على ما هو إجباري‬
‫من خالل نظام الضمان اإلجتماعي ) اوال (و ماهو اختياري من خالل مجموعة‬
‫من المؤسسات ) ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬نطاق الحماية اإلجتماعية في إطار نظام الضمان اإلجتماعي على مستوى التقاعد ‪:‬‬
‫حدد نظام الضمان االجتماعي فئات األشخاص المستفدين من أنظمة الضمان االجتماعي و‬
‫ميز في ذلك بين نوعين التأمين اإللزامي و التأمين االختياري ‪ ,‬فبخصوص التامين االلزامي‬
‫فقد حدد الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 19729‬المنظم للضمان االجتماعي باإلضافة إلى ما تضمنه‬
‫الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 8‬أبريل ‪ 1981‬الفئات التي من المفروض أن تتمتع بالضمان‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫االجتماعي و هؤالء هم‪:‬‬


‫‪-‬األجراء و المتدربون المهنيون العاملون لفائدة مشغل واحد أو عدة مشغلين في‬
‫المؤسسات في المؤسسات الصناعية و التجارية و المهن الحرة‪.‬‬
‫‪-‬األجراء العاملين مع موثق أو جمعية أو نقابة أو شركة مدنية‪.‬‬
‫‪-‬األشخاص الذين تشغلهم التعاونيات كيفما كان نوعها‬
‫‪-‬بوابوا العمارات المعدة للسكنى و التجارة‬
‫‪-‬البحارون و الصيادون‬
‫‪-‬العاملون في الضيعات الفالحية و الغابوية مع اإلشارة إلى أن القانون يحرم هذه‬
‫الفئة من أهم التعويضات و التي هي التعويضات العائلية‪.‬‬
‫اما بخصوص التامين االختياري فقد سمح المشرع باإلستفادة من بعض اإلعانات التي يقدمها‬
‫صندوق الضمان اإلجتماعي عن طريق نظام التأمين اإلختياري ضمن شروط أهمها‪:‬‬
‫خضوع المستفيد من التأمين اإللزامي مدة ‪ 6‬أشهر متوالية على األقل‪.‬‬
‫‪-‬كون المستفيد من التأمين اإلختياري لم يعد مستفيدا من نظام الضمان اإلجتماعي‬
‫اإللزامي‪.‬‬
‫‪-‬عدم صيرورة المؤمن عليه تأمين اختياريا رب العمل‪.‬‬
‫‪-‬عدم تعاطيه مهنة خاضعة لنظام الضمان اإلجتماعي‬
‫اما بخصوص نطاق الحماية اإلجتماعية في الضمان اإلجتماعي من حيث المخاطر يضمن نظام‬
‫التضامن اإلجتماعي و ضمن شروط خاصة بكل نوع من المخاطر ما يلي‪:‬‬
‫▪التحمالت العائلية‬
‫▪المرض أو الحادثة العادية‬

‫‪ - 9‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.72.184‬بتاريخ ‪ 15‬جمادى الثانية ‪ 1392 ( 27‬يوليوز ( ‪ 1972‬يتعلق بنظام الضمان االجتماعي الفصل‬
‫الثاني‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫▪األمومة‬
‫▪الوفاة‬
‫▪الزمانة‬
‫▪الشيخوخة‬
‫▪تحمالت المتوفى عنهم‬
‫يجب على جميع المشغلين الذين يستخدمون في المغرب أشخاصا يفرض عليهم هذا النظام‬
‫القيام حسب المادة ‪ 15‬من مرسوم ‪ 27‬يوليوز ‪ 1997‬المتعلق بالضمان اإلجتماعي بما يلي‪:‬‬
‫االنخراط في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪.‬ويجب على كل منخرط في‬
‫الصندوق المذكور أن يبين رقم انخراطه في فاتوراته ورسائله ومذكرات توصياته‬
‫وتعاريفه وإعالناته وغيرها‪.‬‬
‫تسجيل مأجوريهم والمتدربين المهنيين لديهم بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي ويجب‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫على كل مشغل منخرط في الصندوق أن يبين في بطاقة الشغل وفى الئحة أداء أجور‬
‫مستخدميه المفروض عليه االنخراط في الصندوق رقم التسجيل الذي يخصصه الصندوق باألجير‬
‫وينبغي إثبات هذا الرقم في شهادة الشغل المسلمة إلى كل شغال يكف عن العمل مع المنخرط على‬
‫أثر إعفاء أو بمحض اختيار‪ .‬وإذا امتنع المشغل من تسجيل شخص يشغله خول هذا األخير الحق‬
‫في أن يطلب مباشرة تسجيله وانخراط مشغله‪.‬‬
‫وتحدد بمرسوم كيفية تطبيق هذا الفصل والشروط التي يمكن بموجبها للصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي أن يعمل حتما على انخراط المشغل وتسجيل مأجوريه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق الحماية اإلجتماعية في القطاع الخاص في ظل األنظمة اإلختيارية بخصوص التقاعد‬
‫يعد الصندوق المهني المغربي للتقاعد من اهم االنظمة االختيارية بخصوص التقاعد الذي احدث‬
‫سنة ‪ 10 1949‬ليكون أول صندوق تقاعد مخصص للقطاع الخاص و استمر على نحو شركة‬
‫إلى غاية ‪ 27‬نونبر ‪ 2016‬حيث تحولت وضعيتها القانونية إلى تعاضدية ‪ ،‬و لعل من أهم‬
‫المستجدات التي جاء بها هذا الجمع األخير هو تمكين األجراء من الحفاظ على مستوى معيشتهم‬
‫عند التقاعد ؛ إلغاء شرطالحد االدنى ل ‪ 5‬سنوت لالستفادة من معاش التقاعد ؛ المراجعة بالخفض‬
‫من تكلفة شراء النقط لمساواة أكبر بين االجراء المشاركين في الصندوق؛ تحسين النسب المطبقة‬
‫فياطار االحالة على التقاعد المبكر أو الممدد في مصلحة المشتركين ؛ تمكين الورثة من االستفادة‬
‫من رأس مال يعادل ثالثة أضعاف المعاش الشهري االخير في حالة وفاة المتقاعد‪.11‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المستحقات الحمائية الجراء القطاع الخاص على مستوى‬
‫التقاعد‬
‫ان في حديثنا عن مستحقات أو تعويضات االجراء في اطار منظومة الحماية االجتماعية‬
‫يجب ان نميز فيها بين تلك التي يتلقاها من الصندوق الوطني للضمان االجتماعي باعتباره‬
‫من االنظمة االجبارية) اوال ( الى جانب بعض التعويضات الممنوحة في اطار‬
‫االنظمة االختيارية) ثانيا(‬
‫‪ https://ar.wikipedia.org/wiki/- 10‬الصندوق_المهني المغربي للتقاعد‬
‫‪https://www.alalam.ma/ - 11‬الصندوق المهني المغربي للتقاعد يتحول‪-‬‬

‫‪12‬‬
‫اوال ‪ :‬مستحقات االجراء في اطار نظام الضمان االجتماعي على مستوى التقاعد‬
‫باستقراء الفصل االول من نظام الضمان االجتاعي المالحظ ان التعويضات تتشكل‬
‫من ثالثة انواع‪:‬‬
‫‪-1‬التعويضات العائلية‪.‬‬
‫‪-2‬التعويضات قصيرة االمد‪.‬‬
‫‪3-‬التعويضات الطويلة االمد‪.‬‬
‫سنتطرق الى التع ويضات قصيرة االمد و التعويضات الطويلة االمد ‪:‬‬
‫‪-‬التعويضات القصيرة االمد‬
‫ويهمنا في هذا االطار التعويضات التي تقدم دفعة واحدة) االعانات الممنوحة عن الوفاة(‬
‫وهي االعانة التي يستفيد منها االجير الذي كان يستفيد قبل وفاته من تعويضات يومية عن‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المرض او كان يستفيد من راتب عن الزمانة او الشيخوخة‪.‬‬


‫وطبقا للفصل ‪ 43‬من ن‪.‬ض‪.‬ج فان وفاة هذا االجير تمنح الحق في االستفادة من اعانة لفائدة ذوي‬
‫حقوقه‪.‬‬
‫ويشترط لالستفادة من هذه االعانات ان يكون االجير او صاحب الراتب المتوفى قد قضى‬
‫‪54‬يوما متصلة او غير متصلة من االشتراك خالل ستة اشهر ‪ ،‬اما اذا كانت الوفاة ناتجة‬
‫عن حادثة تعزى الى الغير ‪ ،‬وكان االجير وقت وقوع الحادثة خاضعا لنظام الضمان‬
‫االجتماعي ‪ ،‬فان ذوى حقوقه يستحقون تلك االعانة حتى في غياب مدة االشتراك المذكورة‬
‫اعاله هذا ماكده المشرع من خالل الفصل ‪ 43‬من ن‪.‬ض‪.‬ج‪.‬‬
‫وتبلغ قيمة هذه االعانة ‪ 60‬مرة معدل االجرة اليومية التي قدرت او تقدر على اساسه‬
‫التعويضات اليومية ‪ ،‬او مرتين معدل االجرة الشهرية المقدر على اساسها راتب الزمانة او‬
‫الشيخوخة حسب الحالة ‪ ،‬وذلك دون ان يقل مبلغ هذه االعانة عن ‪ 10000‬درهم حسبما هو‬
‫محدد بمقتضى المرسوم ‪ 20‬فبراير ‪ 1991‬الذ غير مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪ 1972‬المتعلق‬
‫بالتعويضات التي يصرفها الصندوق و‪.‬ض‪.‬ج‪.‬‬
‫فنتيجة لألخطار التي تستمر آثارها بصورة دائمة هي التي أوجدت ما يسمى بالتعويضات أو‬
‫اإلعانات الطويلة األمد‪ ، 3‬وتعد هذه التعويضات أهم التعويضات التي يقدمها الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي‪ ، 4‬وهي تعويضات يمنحها الصندوق لمدة طويلة مقارنة بباقي التعويضات‬
‫األخرى‪ ،‬بما أن نسبتها هي التي تشكل أكبر نسبة فيما يخص االشتراكات‪،‬فمن الطبيعي أن تكون‬
‫هي أيضا النوع الذي يستنزف أكبر قدر من محفظة الصندوق‪ 1‬والتعويضات الطويلة األمد‬
‫تغطي ثالثة أنواع من المخاطر وهي معاش الشيخوخة‪ ،‬معاش الزمانة‪ ،‬ومعاش المتوفى عنهم‬
‫وذلك كما حددها المشرع في الفصل‪ 2‬من ظهير ‪ 27‬يونيو ‪ 1972‬وسنقتصر على راتب‬
‫الشيخوخة والراتب الممنوح للمتوفى عنهم باعتبارهاته التعويضات هي التي تتعلق بالتقاعد‬
‫أ‪-‬راتب الشيخوخة‬

‫‪13‬‬
‫فكل اجير بلغ سن ‪ 60‬سنة ‪ ،‬ومتوقف عن مزاولة كل نشاط يتقاضى عنه اجرا ‪ ،‬يستفيد من راتب‬
‫الشيخوخة بعد اثباته التوفر على ‪ 3240‬يوما على االقل من االشتراك ‪،‬ويخفض هذا السن الى‬
‫‪55‬سنة لعمال المناجم الذين يثبتون قضاء ‪ 5‬سنوات على االقل من العمل في باطن االرض طبقا‬
‫الحكام الفصل ‪ 53‬من ن‪.‬ض‪.‬ج‪.‬‬
‫ويحدد هذا الراتب الشهري في حالة التوفر على االقل على ‪ 3240‬يوما من التامين في نسبة‬
‫‪ 50‬في المئة من معدل االجر المحدد باعتباره الجزء ‪ 96‬من مجموع االجور المفروض عليها‬
‫واجب االشتراك ‪ ،‬والمقبوضة من لدن المعني باالمر خالل ‪ 96‬شهرا المصرح بها السابقة آلخر‬
‫شهر من التامين قبل بلوغ سن امكانية تخويل الراتب ‪ ،‬او سن القبول لالستفادة منه‪ .‬وتجذر‬
‫المالحظة انه كانت هناك فئة من االجراء التي تبلغ سن الستين سنة دون ان تتوفر على ‪3240‬‬
‫يوما على االقل من االشتراك الشيء الذي يحول دون استفادتها من معاش‬
‫الشيخوخة ‪ .‬اال ان المشرع قد تدخل من خالل القانون رقم ‪ 117.12‬الذي يقضي بتتميم نظام‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الضمان االجتماعي ‪ ،‬والذي يهدف في مضمونه الى تغيير وتتميم الفصلين ‪ 53‬و‪ 77‬مكرر من‬
‫نظام الضمان االجتماعي المتعلقين بشروط االستفادة من راتب الشيخوخة ‪ ،‬وذلك من اجل منح‬
‫مومني الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ ،‬الذين ال يتوفرون على‪ 3240‬يوما من االشتراك‬
‫حين بلوغهم سن الستين عاما وال يزاولون اي نشاط ماجور ‪ ،‬تعويضايساوي مجموع اشتراكاتهم‬
‫بعد تحيينها حسب معدل الفوائد الصافية لودائع الصندوق‪ ،‬وذلك النه ال يعقل ان يظلوا ال‬
‫يستفيدون من اي تعويض بالرغم من اشتراكهم بالنظام‪. 12‬‬
‫ب‪-‬الراتب الممنوح للمتوفى عنهم‬
‫يمنح هذا الراتب لذوي حقوق االجير الذي كان يستفيد قبل وفاته من راتب الزمانة ‪،‬او‬
‫الشيخوخة ‪،‬او يتوفر على شروط استحقاقها ‪ ،‬او كان بصفة عامة قد راكم ‪ 3240‬يوم تامين‬
‫قبل وفاته‪.‬‬
‫ويستفيد من هذا الراتب الزوج او الزوجات المتكفل بهن واالوالد المتكفل بهم ‪ ،‬البالغون من‬
‫العمر اقل من ‪ 16‬سنة ‪ ،‬او ‪ 18‬سنة اذا كانوا يتابعون تدريبا مهنيا ‪ ،‬او ‪ 21‬سنة اذا كانوا‬
‫يتابعون دراستهم بالمغرب او في الخارج ‪ ،‬وطيلة حياتهم اذا كانوا معاقيين‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التعويضات الممنوحة في اطار االنظمة االختيارية بخصوص التقاعد في القطاع الخاص‬
‫ا‪ -‬التعويضات المستحقة في اطار نظام التعاون المتبادل‬
‫انطالقا من الفصل االول من الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.187‬الصادر بتاريخ‪12‬‬
‫نونبر ‪ 1963‬بسن نظام أساسي للتعاون المتبادل ‪ ،‬يتضح ان جمعيات التعاون المتبادل تهدف‬
‫باالساس من خالل واجبات انخراط اعضائها القيام لفائدتهم عائالتهم بعمل من أعمال‬
‫االسعاف و التضامن و التعاون مداره الضمان من األخطار الالحقة باإلنسان‪.‬‬
‫وطبقا لمقتضيات الفصل ‪ 34‬من نفس الطهير المالحظ ان ان المشرع اجاز لجمعيات‬
‫التعاون المتبادل ان تضمن بصرف النظر عن المقتضيات التشريعية الخاصة بنظام وجوب‬
‫‪ - 12‬يوسف حمومي ‪ ،‬الشيخوخة في نطاق الضمان االجتماعي‬

‫‪14‬‬
‫الضمان االجتماعي االمور التالية‪:‬‬
‫‪-‬أخطار الشيخوخة‪.‬‬
‫‪-‬الحوادث‪.‬‬
‫‪-‬الزمانة‪.‬‬
‫‪-‬الوفيات‪.‬‬
‫اال ان هذه االخطار ال يضمنها الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بطبيعة الحال وانما‬
‫يضمن االيفاء بها صندوق مستقل لفائدة األعضاء المساهمين‪.‬‬
‫والمالحظ ان ظهير ‪ 12‬نونبر ‪ 1963‬لم يحدد مقدار التعويضات ‪ ،‬تاركا االمر الى كل‬
‫تعاضدية على حدة لتحديد مقدار هذه التعويضات ‪ ،‬ولعل ابرز التعاضديات القائمة في‬
‫القطاع الخاص تتمثم فيما يلي‪:‬‬
‫التعاضدية الوطنية للفنانين) ‪.‬الدار الييضاء(‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫التعاضدية العامة لهيآت المحامين بالمغرب) ‪.‬الدار الييضاء(‬


‫التعاضدية العامة للصيادلة ومهنيي قطاع الصحة) ‪.‬الرباط(‬
‫تعاضدية اإلسعاف الطبي للتبغ) ‪.‬الدار الييضاء(‬
‫صندوق االغاثة لمستخدمي منجم ايميني) ‪.‬الدار الييضاء(‬
‫الصندوق التعاضدي المهني المغربي)‪.‬الدار الييضاء‪( .‬‬
‫ب‪ -‬المعاشات الممنوحة من قبل الصندوق المهني المغربي للتقاعد‬
‫يلعب الصندوق المهني المغربي للتقاعد دور مهم في مجال الحماية االجتماعية ومهمته‬
‫تتمثل اساسا في ادارة نظام التقاعد التكميلي دائم ومتوازن‪.‬‬
‫وقد بلغ المبلغ االجمالي للمساهمات سنة ‪ 2016‬الى ‪ 7719‬مليون درهم‪.‬‬
‫اما فيما يخص مبلغ المعاشات المسددة للمستفدين بلغت ‪ 3780‬مليون درهم‪.‬‬

‫المبحث التاني‪ :‬انظمة التقاعد في القطاع الخاص بين االكراهات و‬


‫االصالحات‬
‫تعاني انظمة التقاعد من عدة اكراهات (المطلب االول) لذا كانت الحاجة قائمة الى البحث عن‬
‫سبل اصالح هذه االنظمة نظرا لما توفره من حماية اجتماعية لالجراء المتقاعدين في القطاع‬
‫الخاص (المطلب الثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬إكراهات أنظمة التقاعد‬
‫تتمتع أنظمة التقاعد بأهم ية بالغة نظرا لتعلقها بتوفير الحماية لفئات قضت حياتها في العمل‬
‫لصالح مؤسسة ما و أضحت في حاجة إلى دخل إلعالة نفسها و أسرتها ‪ ،‬إال أن هذه األنظمة تعاني‬
‫من عدة إكراهات تحد من فعاليتها و تهدد استمراريته من جهة ‪ ،‬و تتسم بتنوعها و تباينها من جهة‬

‫‪15‬‬
‫أخرى ‪ ،‬حيث نميز بين تلك التي يعاني منها الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي ( الفقرة‬
‫األولى ) وبين تلك التي يواجهها الصندوق المهني المغربي للتقاعد ( الفقرة الثانية )‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إكراهات الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي‬
‫يعاني الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي من عدة إكراهات نجملها كاآلتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلكراهات الديمغرافية‬
‫تشير التوقعات المستقبلية المتعلقة بالنمو الديمغرافي إلى أن عدد المساهمين في الصندوق الوطني‬
‫للضمان اإلجتماعي ‪ ،‬سيستمر في التزايد بشكل تصاعدي الى غاية ‪ 2060‬ليصل إلى ‪11،9‬‬
‫مليون عوض ‪ 2.5‬مليون نهاية سنة ‪ ، 2011‬لينتقل بذلك معدل تغطية الفئة النشيطة من ‪%25‬‬
‫‪13‬‬
‫الى ‪% 44‬‬
‫وفي المقابل سيعرف عدد المتقاعدين تزايدا كبيرا ‪ ،‬خاصة انطالقا من سنة ‪30000 ( 2020‬‬
‫إحالة على التقاعد و سيستمر هذا النمو ليصل إلى ‪ 105.000‬إحالة على التقاعد سنة ‪) 2060‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫محدثا بذلك تراجعا في معدل المؤشر الديمغرافي حيث سينتقل من ‪ 9،6‬سنة ‪ 2011‬الى ‪3،9‬‬
‫سنة ‪14 2060‬وفي نفس اإلطار فقد توصل مكتب الخبرة هنا إلى أن النسبة الديمغرافية ستنتقل من‬
‫‪ 8،4‬مساهم لكل متعاقد حاليا إلى ‪ 12،5‬قبل أن تبدأ في االنخفاض بوتيرة أقل لتبلغ ‪ 4‬في أفق‬
‫‪15‬‬
‫‪2060‬‬
‫و بالتالي فإن هذا التراجع في عدد المساهمين بالنسبة لكل متقاعد واحد سيكون له اثار سلبية على‬
‫الجانب المالي‬
‫ثانيا ‪ :‬االكراهات المالية‬
‫كثر الحديث منذ سنوات عن وجود مشاكل مالية تهدد مؤسسة الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها ‪:‬‬
‫✓ سوء الحكامة في تدبير الموارد المالية للصندوق‬
‫يعاني الصندوق الوطني للضمان االجتماعي من ضعف الموارد المالية ومن سوء الحكامة في‬
‫تدبير مواىده المالية والتي تتمثل في ‪:‬‬
‫✓ وجود اختالالت وتبذير ألموال الصندوق‬
‫✓ شح الموارد المالية المتمثلة في االشتراكات المهنية بالدرجة األولى ‪ ،‬والموارد األخرى‬
‫‪16‬‬
‫التي تعتبر موارد وهمية سواء تعلق األمر بالهبات أو الوصايا أو المساهمات‬
‫‪ - 13‬يمكن تفسير هذا التوازن النسبي الذي يعرفه النام بدور المحرك الديمغرافي حاليا والذي سيقوم بفعل النمو المنتظر في نسبة تغطية المأجورين ‪ ،‬نتيجة تحسن نظام المراقبة و إعداد‬
‫االنخراطات الجديدة المرتبطة بتوسع التغطية التي يوفرها النظام يشمل النشيطين غير المأجورين ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬تقرير المجلس األعلى للحسابات حول منظومة التقاعد بالمغرب " التشخيص ومقترحات اإلصالح يوليوز ‪ 2013‬صفحة ‪. 44‬‬

‫‪ - 15‬محمد بلعيد ‪،‬التنظيم التشريعي للممارسة النقابية بالمغرب بين األجراء و الموظفين ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية واالجتماعية مكناس السنة الجامعية ‪ 2011/2010‬صفحة ‪308‬‬

‫‪- 16‬ينص في هذا اإلطار الفصل ‪ 18‬من قانون الضمان االجتماعي على ما يلي " تتكون موارد الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي مما يأتي بيانه‬
‫_ االشتراكات الواجب أداءها بظهيرنا الشريف هذا‬
‫_ الزيادات المفروضة بموجب الفصل ‪ 26‬من ظهيرنا الشريف هذا في حالة التأخير عن أداء االشتراكات‬
‫_ المتحصل من األموال المقرر توظيفها على حسب ما جاء في الفصل اآلتي بعده‬
‫_الهبات و الوصايا‬
‫_ موارد أخرى مخصصة للصندوق بموجب تشريع‬

‫‪16‬‬
‫✓ عدم المطالبة بالديون في أجلها القانوني‬
‫✓ _ضعف الرقابة على تدبير الموارد المالية للصندوق‬
‫ثالثا ‪ :‬اإلكراهات القانونية‬
‫يواجه الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي مجموعة من االكراهات القانونية التي تحد من‬
‫فعالية هذا األخير نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪- 1‬قصور التنظيم القانوني للتمويل‬
‫عند دراسة اإلطار القانوني المنظم للموارد المالية للصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي يتبين أن‬
‫هاته المصادر ضعيفة وأنها تتسم بعدم إحاطتها بضمانات فعالة تكفل لها الحماية المطلوبة ‪ ،‬كما أنه‬
‫فضال عن كون االشتراكات المهنية تعتبر المصدر الرئيسي للصندوق فهي غير منظمة بشكل جيد‬
‫الجبار أو تحفيز المشغلين على دفعها والسبب يرجع إلى مرونى مسطرة تحصيل االشتراكات ‪،‬‬
‫كما أن المشرع لم يفرض عقوبات زجرية على المشغلين الممتنعين على دفعها وإنما رتب فوائد‬
‫‪17‬‬
‫تأخير ال تتجاوز ‪%3‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إضافة الى غياب ضمانات حقيقية لحمايتها ‪ ،‬و ذلك أن المشرع المغربي على الرغم من اعتماده‬
‫على االشتراكات كمورد رئيسي للصندوق فإنها ال تحظى بضمانات فعالة لحمايتها‬
‫زيادة على ذلك فإن التضارب بين النصوص التشريعية بشأن حق اإلمتياز المخصص لفائدة‬
‫ديون الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي في إطار مساطر معالجة صعوبات المقاولة على باقي‬
‫الديون األخرى أفقدها هذه الضمانة حيث نجد أن المشرع المغربي لم يصنفها في اطار مدونة‬
‫التجارة ضمن الديون الممتازة بل اعتبرها ديون عادية تستخلص بعد الديون المشمولة بضمانات‬
‫على الرغم من ان المشرع في الفصل ‪ 28‬من ظهير ‪ 1972‬نص على أن هذه الديون لها صفة‬
‫االمتياز وتستخلص بعد ديون الخزينة ‪ 18‬ينص الفصل ‪ 28‬من ظهير ‪ 1972‬على ما يلي "‬
‫‪ ....‬ويترتب االمتياز العام المخول للصندوق مباشرة بعد االمتياز المخول للخزينة‬

‫‪-2‬اكراهات على مستوى األشخاص المحميين‬


‫حدد الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 1972‬األشخاص الخاضعين لنظام الضمان االجتماعي ومن خالل ذلك‬
‫يتضح مدى قصور هذا الفصل ‪ ،‬حيث أن المشرع المغربي لم يشمل كل األجراء بهذا النظام من‬
‫جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى علق لستفادة بعض الفئات على صدور مراسيم لذلك فانه ال بد من تمديد‬
‫نظام الضمان االجتماعي ليشمل هذه الفئات‬
‫رابعا ‪ :‬االكراهات التنظيمية‬
‫تعترض الصندوق الوطني للضمان االجتماعي مجموعة من االكراهات التنظيمية التي تحد من‬
‫فعالية هذا النظام وتقف حاجزا أمام تحقيقه لالهذاف المنشودة من ورائه والتي تتجلى في تحقيق‬
‫الحماية االجتماعية الجراء القطاع الخاص والتي نذكر منها‬
‫✓ على مستوى مجلس االدارة‬
‫‪ - 17‬عبد هللا الحميدي إشكالية تمويل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص جامعة موالي اسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية مكناس السنة الجامعية ‪ 2011/2010‬صفحة ‪24‬‬

‫‪ - 18‬ينص الفصل ‪ 28‬من ظهير ‪ 1972‬علي مايلي "‪....‬ويترتب االمتياز العام المخول للصندوق مباشرة بعد االمتياز المخول للخزينة"‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫نجد ان مجلس االدارة يتألف من ‪ 24‬عضوا رسميا منهم ‪ 8‬ممثلين للدولة ‪ ،‬و ‪ 8‬ممثلين للمشغلين‬
‫و ‪ 8‬ممثلين للشغالين ‪ ،‬بالتالي فان هذا بحد ذاته شكل خلال في مكونات المجلس االداري للصندوق‬
‫حيث يضم ‪ 3‬جهات متضاربة ‪ ،‬كما أن تعيين ‪ 8‬ممثلين للشغالين يثير كذلك اشكاال كبيرا نظرا‬
‫لكثرة المنظمات النقابية للشغالين المتضاربة مما يضعف موقفهم في القرارات المتخذة من طرف‬
‫‪19‬‬
‫المجلس االداري لهذا الصندوق والتي تتطلب اغلبية االصوات اي نصف زائد واحد‬
‫✓ على مستوى التسيير االداري‬
‫نجد ان المشرع المغربي لم يأتي على ذكر سوى جهازين اساسيين في الفصل ‪ 8‬من ظهير‬
‫‪ 1972‬وهما المجلس االداري ولجنة التسيير و الدراسات وامام كثرة وتفرع المهام المنوطة بهذه‬
‫الهيئات التدارية فانه يصعب عليها القيام بها‬
‫على مستوى االنخراط والتسجيل حسب التقرير الذي اعده المجلس االعلى للحسابات حول‬
‫الصندوق وصل عدد المنخرطين بهذا االخير الذين لم يصرحوا باي اجير الى الصندوق حوالي‬
‫‪20‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كما كشف التقرير الذي اعدته اللجنة النيابية لتقصي الحقائقان‬ ‫‪ 107.372‬منخرط سنة ‪2008‬‬
‫هناك العديد من المقاولين لم ينخرطوا بالصندوق وإن انخرطوا لم يصرحوا ‪ ،‬وان صرحوا لم‬
‫‪21‬‬
‫يصرحوا بالكل ول يؤدوا وان أدوا فليس بانتظام‬
‫على مستوى المحاسبة والضبط‬
‫اتسمت حسابات االنخراطات ولمدة عشرين سنة في الصندوق بعدم المتابعة للعمليات ال على‬
‫مستوى الحسابات وال على مستوى التحصيل وال على مستوى التسجيل والتسوية بحيث كانت‬
‫هناك انخراطات عديدة لم تحسب بدقة او لم تحسب على االطالق حسب ما ادلت به اللجنة النيابية‬
‫لتقصي الحقائق ‪ ،‬كما الحظت اللجنة المذكورة عدم تسجيل عشرة ماليين درهم كديون‬
‫‪22‬‬
‫االنخراطات بالمحاسبة وعدم احتساب عدد مهم من الذعائر لمدة ‪ 11‬سنة‬
‫اضافة الى مجموعة من االكراهات المرتبطة بالمحيط العام للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫حيث ساهمت الظرفية التي يعيشها المغرب سواء السياسية او االقتصاديةو االجتماعية في التاثير‬
‫على تطور و صيرورة الصندوق ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إكراهات الصندوق المهني المغربي للتقاعد‬
‫يهذف الصندوق المهني المغربي للتقاعد من خالل المهام الملقاة على عاتقه الى توفير تسيير فعال‬
‫لنظام التقاعد التكميلي و االختياري في القطاع الخاص ‪ ،‬بغية ضمان حماية اجتماعية فعالة ‪ ،‬اال‬
‫أنه تواجهه عدة اكراهات ومشاكل في سبيل تحقيق اهذافه والتي تتمثل في ما يلي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬االكراهات الديمغرافية‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 8‬من القانون المتعلق بنظام الضمان االجتماعي‬

‫‪- 20‬تجدر االشارة الى ان نسبة المنخرطين الغير مصرحين تصل الى ‪ % 43‬من مجموع المنخرطين النشيطين خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 1995‬و ‪ 2009‬وذلك حسب التقرير السنوي‬
‫للمجلس االعلى للحسابات حول الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لسنة ‪2009‬‬

‫‪ - 21‬تقرير اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ 2002- 2001‬ص ‪2701‬‬
‫‪ - 22‬هودى المخلخل ‪ ،‬اصالح الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بالمغرب ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص قانون االعمال و ا لمقاوالت جامعة محمد الخامس كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي الرباط اكتوبر ‪ 2012‬صفحة ‪105‬‬

‫‪18‬‬
‫تؤثر الخاصبة المميزة للصندوق المهني المغربي للتقاعد المتمثلة في عدم الزامية قاالنخراط على‬
‫بنية الديمغرافية اذ يعرف اضعف زياجة لعدد المنخرطين في السنوات االخيرة مقارنة مع انظمة‬
‫‪23‬‬
‫التقاعد االخرى‬
‫ثانيا ‪ :‬االكراهات المالية‬
‫يرجع انعدام التوازن بين موارد الصندوق المهني المغربي للتقاعد وتعويضاته و ضعف احتياطاته‬
‫الى عدة اسباب ادت الى تقهقر الوضعية المالية للصندوق والمتمثلة فيما يلي‬
‫✓ سوء التسيير المالي‬
‫✓ السخاء‬
‫✓ العجز المالي‬
‫ثالثا ‪ :‬االكراهات القانونية‬
‫يتخبط الصندوق المهني المغربي للتقاعد في عدة مشاكل قانونية خاصة منها ما يتعلق باشكالية‬
‫االطار التنظيمي للصندوق ‪،‬الذي يمارس نشاطه في اطار جمعية خاضعة لمقتضيات ظهير ‪15‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫نونبر ‪ 1958‬المتعلق بالجمعيات وعدم مالئمة هذا االطار لتسيير انظمة التقاعد ‪ ،‬كما يواجه‬
‫الصندوق مشاكل قانونية على مستوى الرقابة ‪ ،‬حيث انه بعد اعفاء الصندوق من تطبيق مدونة‬
‫التامينات لسنة ‪ ، 2007‬اصبح الصندوق خارجا عن اطار الرقابة و يخضع في كل القرارات‬
‫المتعلقة به الى أعضاء مجلس االدارة ‪.24‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اصالحات منظومة التقاعد المغربية في القطاع الخاص‬
‫سنتناول في هذا المطلب سيناريوهات اصالح منظومة التقاعد في القطاع الخاص (الفقرة االولى)‬
‫و المسلسل االصالح المتواصل (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬سيناريوهات اصالح منظومة التقاعد في القطاع الخاص‬


‫سنتناول في هذه النقطة تقييم سبل إصالح أنظمة تقاعد القطاع الخاص‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل استعراض التدابير التالية‪:‬‬
‫أ ‪-‬إصالح بعض المقاييس‪:‬‬
‫يتمثل هذا اإلجراء في إدخال تغييرات على مستوى بعض المقاييس التي تتحكم في‬
‫سير أنظمة التقاعد‪ ،‬والتي تتمثل في( النسبة السنوية‪ ،‬وعاء تصفية المعاشات‪ ،‬سن اإلحالة‬
‫‪25‬‬
‫‪.‬على التقاعد‪ ،‬نسبة مراجعة المعاشات‬
‫باإلضافة إلى إدخال تغييرات على مستوى بعض المقاييس التي تتحكم في سير‬
‫الصندوق المهني المغربي للتقاعد‪ ،‬من قبيل‪:‬‬

‫‪ - 23‬بشرى الشيباني ‪،‬انظمة التقاعد في المغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪ ،‬وحدة البحث والتكوين القانوني التجاري المقارن ‪ ،‬جامعة محمد االول كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية وجدة السنة الجامعية ‪ 2009/2008‬صفحة ‪44‬‬

‫‪ - 24‬عزيز أمراح بوعلي اشكالية انظمة المعاشات بالوظئفة العمومية ب المغرب بين محدودية االصالح ورهان االستمرارية بحت لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير االداري المدرسة الوطنية‬
‫لالدارة العمومية الفوج الثالت السنة الدراسية ‪1984-1983‬‬

‫‪ - 25‬تجدر المالحظة في هذا اإلطار ‪،‬إلى أن الدراسة التي أنجزتها اللجنة اإلكتوارية قد خلصت فيما يتعلق بهذه المقاييس إلى نفس النتائج المشار إليها‬
‫سابقا في الشق المتعلق بأنظمة تقاعد القطاع العام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-‬حذف المراجعة السنوية للمعاشات ؛‬
‫‪-‬تخفيض فوري لمستوى مردودية النظام ليصبح ‪10%‬‬
‫‪-‬تطبيق مساهمة إضافية غير منتجة للحقوق بمقدار‪20%‬‬
‫‪26‬‬
‫‪. -‬الرفع من سن اإلحالة على التقاعد إلى ‪ 65‬سنة‬
‫ب – إصالح بنيوي ألنظمة التقاعد بعد توحيدها‪:‬‬
‫يتمثل هذا السيناريو في تجميع أنظمة التقاعد في إطار قطبين‪ ،‬وكذا إدخال تغيير‬
‫بنيوي عليهما‪ ،‬وذلك عبر إحداث مستويين إجباريين‪:‬‬
‫‪-‬المستوى األول ‪:‬نظام أساسي يعتمد على تقنية التوزيع‪ ،‬ويسير وفق مبدأ‬
‫التعويضات المحددة ؛‬
‫‪-‬المستوى الثاني ‪:‬نظام تكميلي يعتمد على الرسملة‪ ،‬ويسير وفق مبدأ المساهمات‬
‫‪.‬المحدد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ج – صناديق التقاعد المعتمدة على الرسملة‪:‬‬


‫خلصت الدراسة التي أنجزتها اللجنة اإلكتوارية في هذا اإلطار إلى نفس النتائج‬
‫المشار إليها سابقا فيما يتعلق بأنظمة تقاعد القطاع العام‪ ،‬حيث أن التحول من النظام الحالي‬
‫إلى نظام مسير بالكامل وفق مبدأ الرسملة يفترض توفر موارد مالية ضخمة لتمويل الحقوق‬
‫‪.‬المكتسبة من طرف المنخرطين والمتقاعدين الحاليين‪1‬‬
‫وكتقييم شخصي‪ ،‬يمكننا القول أنه على الرغم من اإليجابيات التي يحققها توظيف‬
‫تقنية الرسملة‪ ،‬فإنه يجب توخي الحذر في تطبيقها‪ ،‬فحتى البنك العالمي الذي يعد المؤيد‬
‫األول للرسملة‪ ،‬فإنه يعتبر أن هذه األخيرة وإن كانت تحقق مردودية أكبر إال أنها تنطوي‬
‫‪27‬‬
‫‪.‬على مخاطر كبيرة وبالتالي فقد تكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسلسل اصالح متواصل‬


‫اوال‪:‬المناظرة الوطنية الصالح انظمة التقاعد‬
‫شكلت المناظرة الوطنية حول إصالح أنظمة التقاعد بالمغرب‪ ،‬والتي انعقدت‬
‫يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬دجنبر ‪ ، 2003‬بمركز االستقبال والندوات التابع لوزارة التجهيز والنقل‬
‫بالرباط ‪-‬بحضور ممثلي الحكومة والنقابات ومجموعة من الفاعلين في هذا القطاع ‪-‬مناسبة‬
‫لفتح نقاش جاد وبناء حول واحد من أعقد الملفات االجتماعية وذلك بسبب الصعوبات التي‬
‫‪28‬‬
‫‪.‬أصبح يواجهها على الصعيدين المالي والتنظيمي‬
‫وقد تميزت هذه المناظرة بمشاركة مجموعة من األطراف المعنية بهذا القطاع والتي‬
‫انتهت بصياغة مجموعة من التوصيات الهادفة إليجاد حل شامل لهذه المعضلة‬
‫‪ .‬وقد خلصت الدراسات إلى أن الوضعية المالية لجل األنظمة ستعرف في المستقبل‬

‫‪ 26‬السالك البنباري ‪ ،‬تمويل التقاعد بالمغرب اطروحة الدكتوراه كلية عين الشق ‪ ، 2005 2006‬ص‪214‬‬
‫‪ 27‬حسب التقرير الذي أعده البنك العالمي حول المغرب سنة' ‪ ، 2000‬فإن اختيار النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد لالضطالع بتمثيل دور‬
‫الطابق الذي يستغل وفق تقنية الرسملة هو خيار موفق ‪،‬ذلك أن هذا األخير هو النظام األساسي الوحيد الذي خاض تجربة الرسملة عبر اعتماده على‬
‫تقنية تمويل مختلطة سواء بالنسبة لنظامه العام أو الخاص‪.‬‬
‫‪ 28‬عزيز أمراح بوعلي ‪ ،‬اشكالية انظمة المعاشات رسالة لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير االداري ‪ ، 2006‬ص‪146‬‬

‫‪20‬‬
‫القريب تفاوتا بين مداخيلها ونفقاتها‪ ،‬مما قد يجعلها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها اتجاه‬
‫منخرطيها‪ ،‬وهكذا اقترح التقرير ثالثة سيناريوهات لحل مشكل التقاعد‪:‬‬
‫‪-‬السيناريو األول ‪:‬يقضي باستمرار األنظمة دون إدخال تعديالت على طريقة‬
‫تسييرها‪ ،‬واالقتصار على تغيير مختلف المقاييس‪.‬‬
‫‪-‬السيناريو الثاني ‪:‬يقتضي القيام بإصالحات على مستوى المقاييس التي‬
‫تتحكم في سير األنظمة‪ ،‬لكن هذه المرة بعد توحيدها عبر خلق نظامين‬
‫أساسيين يخصص أحدهما للقطاع العام واآلخر للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪-‬السيناريو الثالث ‪:‬يقتضي هذا السيناريو إضافة إلى توحيد أنظمة التقاعد في‬
‫إطار نظام خاص بالقطاع العام وآخر يشمل القطاع الخاص إنشاء نظام‬
‫إجباري يعتمد على مستويين‪:‬‬
‫‪-‬المستوى األول أساسي وهو نظام محدد التعويضات يعتمد على مبدأ التوزيع؛‬
‫‪-‬المستوى الثاني وهو نظام محدد المساهمات يشتغل إما حسب مبدأ التوزيع‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أو وفق تقنية الرسملة‪.‬‬


‫توصيات المناظرة ‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة تحيين الدراسات واالفتحاصات المنجزة من طرف الصناديق المسيرة ألنظمة‬
‫التقاعد‪ ،‬التي تم اعتمادها من أجل إعداد التقارير حول سيناريوهات اإلصالح‪ ،‬مع‬
‫ضرورة االستئناس بالتجارب األجنبية وتعميم هذه المعطيات على الفرقاء االجتماعيين؛‬
‫‪-‬مواصلة نقاش وطني صادق وشفاف حول إصالح أنظمة التقاعد من خالل جوالت‬
‫الحوار االجتماعي‪ ،‬وذلك ضمن إطار يضم كافة المعنيين بهذا القطاع‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة إحداث هيئة أو لجنة أو مجلس وطني يشتغل بشكل مستمر‪ ،‬على غرار ما تم‬
‫‪.‬بخصوص مدونة األسرة للتفكير في الحلول واستشراف السيناريوهات الممكنة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ثانيا ‪:‬تقارير المجلس االعلى للحسابات‬
‫أنجز المجلس األعلى للحسابات تقريرا حول منظومة التقاعد بالمغرب سنة‪2013‬‬
‫رصد من خالله الوضعية الصعبة التي تعاني منها أنظمة التقاعد‪ ،‬حيث خلص إلى ضرورة‬
‫التعجيل بالقيام بمسلسل من اإلصالحات العميقة لنظام التقاعد‪ ،‬وذلك أخدا بعين االعتبار‬
‫‪.‬السياق الوطني‪ ،‬وكذا الممارسات والتجارب الدولية‪2‬‬
‫وفي هذا اإلطار أوصى المجلس األعلى للحسابات باالنخراط في إصالح تدريجي‬
‫يرتكز على مرحلتين رئيسيتين‪ ،‬بحيث تتعلق المرحلة األولى بالقيام بإصالح مقياسي أ‬
‫على أن تشمل المرحلة الثانية القيام بإصالح هيكلي لنظام التقاعد بالمغرب ب‪.‬‬
‫أ – المرحلة األولى ‪ :‬اإلصالح المقياسي ألنظمة التقاعد بالمغرب‬
‫يهدف اإلصالح المقياسي المقترح من طرف المجلس األعلى للحسابات بشكل‬
‫أساسي إلى تقوية ديمومة أنظمة التقاعد و تخفيض ديونها‪ ،‬خاصة الصندوق المغربي‬
‫للتقاعد وذلك في أفق إصالح هيكلي شامل يهم جميع األنظمة‪ ،‬ومن أجل تطبيق هذا‬

‫تقرير المجلس االعلى للحسابات حول منظومة التقاعد بالمغرب التشخيص و المقترحات االصالح ‪2013‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلصالح يتعين اعتماد مبدأ التدرج ومراعاة الطابع الشاق الذي تتسم به بعض المهن‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويشمل اإلصالح المقياسي تغيير بعض المقاييس التي لها أثر كبير على تحسين‬
‫‪.‬توازن أنظمة التقاعد‪ ،‬وهي تختلف باختالف هذه األخيرة‬
‫–الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪:‬‬
‫يشمل اإلصالح المقياسي للصندوق الوطني للضمان االجتماعي ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬السن القانوني لإلحالة على التقاعد ‪:‬سيتم الحفاظ على السن القانوني لإلحالة على‬
‫التقاعد في مستوى ‪ 60‬سنة‪ ،‬مع تمديد اختياري إلى حدود ‪ 65‬سنة بالنسبة‬
‫للمنخرطين الراغبين في ذلك؛‬
‫‪-‬نسبة المساهمة ‪:‬يتعين الرفع التدريجي لهذه النسبة من ‪ % 11,89‬حاليا إلى‬
‫؛ ‪ 14%‬خالل فترة خمس سنوات‪1‬‬
‫‪-‬القسط السنوي ‪:‬ستتم الزيادة في عدد األيام الالزمة لالستفادة من ‪ % 50‬من الحقوق‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لتصل إلى ‪ 4320‬عوض ‪ 3240‬يوما المعتمدة حاليا‪ ،‬ويتعين أن تكون هذه الزيادة‬
‫تدريجية وأن تمتد على مدى ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وأن تواكبها إجراءات فعالة لمكافحة‬
‫ظاهرة عدم التصريح أو التصريح الجزئي الذي يعاني منه األجراء األقل دخال‪.‬‬
‫‪-‬معدل التعويض ‪:‬يتم الرفع من سقف معدل التعويض إلى مستوى‪ ، 75 %‬وذلك‬
‫بهدف منح إمكانية لألجراء الراغبين في االستمرار في أنشطتهم من الرفع من قيمة‬
‫معاشهم‪.‬‬
‫وبالمقارنة مع الوضعية الحالية‪ ،‬ينتظر أن تمدد هذه اإلصالحات أفق ديمومة‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لمدة ال تقل عن ‪ 15‬سنة‪ ،‬وكذا التخفيض من ديونه‬
‫‪.‬بأكثر من ‪ % 50‬في أفق سنة‪2060‬‬
‫وكخالصة لإلصالح المقياسي‪ ،‬يمكن لنا القول أنه يعتبر مرحلة مهمة في عملية‬
‫إصالح أنظمة التقاعد‪ ،‬حيث سيساهم في تحسين توازنها المالي من خالل تقليص عجزها‬
‫وكذا تزويدها بالموارد والوسائل التي تمكنها من تمديد أفق قابليتها لالستمرار بشكل‬
‫مهم‪.‬‬
‫وبالتالي ستمكن هذه المزايا التي يحققها اإلصالح المقياسي من الدخول في مرحلة‬
‫ثانية من االنسجام والتقارب بين أنظمة التقاعد الموجودة‪.‬‬
‫إال أنه على الرغم من ذلك‪ ،‬فإن اإلصالح المقياسي يبقى غير كاف لضمان توازن‬
‫دائم لمجموع أنظمة التقاعد‪ ،‬والذي ال يمكن تحقيقه إال عبر مراجعة بنيوية لنظام التقاعد في‬
‫إطار إصالح هيكلي أكثر عمقا‪.30‬‬
‫ب – المرحلة الثانية ‪:‬اإلصالح الهيكلي‬
‫تتمحور هذه المرحلة حول محطتين ‪:‬األولى انتقالية‪ ،‬ويتعلق األمر فيها بإدخال‬
‫إصالحات تضمن تقارب وانسجام مختلف األنظمة‪ ،‬والثانية يتم فيها وضع وإرساء النظام‬
‫المنشود الذي سيتم تبنيه‪.‬‬
‫‪-1‬المرحلة االنتقالية‪:‬‬

‫‪ 30‬تقرير المجلس االعلى للحسابات حول الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪2009‬‬

‫‪22‬‬
‫إن هذه المرحلة والتي يجب أن تنجز في أفق ‪ 5‬إلى ‪ 7‬سنوات‪ ،‬ال يمكن تصورها‬
‫إال في إطار مرحلة انتقالية نحو وضع نظام ذو قاعدة موحدة وعامة لمجموع المنخرطين‬
‫النشيطين بالقطاعين العام والخاص‪ ،‬وتشمل هذه المرحلة االنتقالية وضع نظام بقطبين‬
‫أحدهما عام واآلخر خاص‪ ،‬حيث سيتم تجميع صناديق التقاعد الحالية في قطبين يخصص‬
‫‪.‬األول لتغطية القطاع العام واآلخر يشمل القطاع الخاص‪2‬‬
‫غير أنه تجدر المالحظة في هذا اإلطار أنه خالفا للقطاع الخاص فإن الحفاظ على‬
‫قطب عمومي ال يقدم حلوال نهائية لعجز األنظمة و خاصة الصندوق المغربي للتقاعد‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك فإن إحداث قطب عمومي من شأنه أن يؤخر بشكل ملموس عملية‬
‫اإلصالح الشامل لنظام التقاعد‪ ،‬ويؤدي بالتالي إلى تزايد االلتزامات غير المؤمنة من طرف‬
‫أنظمة التقاعد‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الحل الذي يرتكز على إحداث قطبين خصوصي وعمومي سيكون‬
‫صعب التطبيق كتصور نهائي إلصالح نظام التقاعد‪ ،‬وال يمكن أن يكون إال مرحلة انتقالية‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫نحو وضع نظام تقاعد أساسي موحد يهم مجموع السكان النشيطين‬
‫–إحداث نظام أساسي موحد‪:‬‬
‫يرتكز وضع إصالح هيكلي شامل ألنظمة التقاعد على االنتقال نحو نظام تدريجي‬
‫ذي قاعدة مشتركة ليحل محل األنظمة الحالية‪ ،‬ويرتكز هذا األخير على إحداث نظام تقاعد‬
‫وطني بالتدرج في أفق زمن معين‪ ،‬ويكون إجباريا وبسقف محدد ومفتوح على مجموع‬
‫السكان النشيطين‪.‬‬
‫ويرتكز هذا النظام على مجموعة من الدعامات وهي كالتالي‪:‬‬
‫نظام أساسي موحد ‪:‬‬
‫تتجلى أهم خصائص تنفيذ هذا النظام فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬نظام أساسي موحد السقف؛‬
‫‪-‬تحديد معدل تعويض كفيل بضمان معاش مناسب؛‬
‫‪-‬انسجام نسب المساهمة مع مستلزمات التنافسية وحماية القدرة الشرائية للمنخرطين‬
‫والعمل على تحقيق ديمومة لألنظمة؛‬
‫‪-‬اعتماد مبدأ التوزيع في تدبير هذا النظام الذي يجب أن يتواله جهاز عمومي؛‬
‫‪-‬اتخاذ مجموعة من التدابير التي تكفل تغطية مخاطر الشيخوخة وفق تكلفة معقولة ؛‬
‫‪-‬اعتماد سن للتقاعد يتناسب مع مختلف المقاييس المعمول بها في هذا اإلطار ؛‬
‫‪. -‬احترام الحقوق المكتسبة‪1‬‬
‫األنظمة التكميلية ‪:‬‬
‫تهدف هذه األنظمة التكميلية إلى ضمان معاش تكميلي يضمن للمنخرطين معدل‬
‫تعويض مناسب‪ ،‬ويجب أن تأخذ هذه األنظمة بعين االعتبار مجموعة من العوامل منها‪:‬‬
‫‪-‬العمل بنفس قواعد النظام األساسي ؛‬
‫‪-‬توزيع المساهمات بين المشغل واألجير بشكل مختلف عما هو معمول به بالنسبة للنظام‬
‫األساسي؛‬
‫‪-‬وضع أنظمة بمساهمات محددة ؛‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-‬اشتغال األنظمة التي سيتم إحداثها وفق تقنية الرسملة دون استبعاد مبدأ التوزيع‬
‫خصوصا في القطاع الخاص؛‬
‫‪-‬يمكن أن يكون الطابع اإللزامي لهذه األنظمة منحصرا في القطاع العمومي‪ ،‬ويكون‬
‫اختياري في القطاع الخاص كخطوة أولى قبل أن يتم توسيعه تدريجيا بطريقة توافقية‪.‬‬
‫‪-‬أن يشرف على هذه األنظمة جهاز عمومي‪ ،‬وعند االقتضاء يمكن أن يعهد بهذا التدبير‬
‫إلى أجهزة تدبير بطريقة ثنائية من طرف ممثلي المأجورين وأرباب العمل في شكل‬
‫شركات تعاضدية ال تستهدف الربح‪ ،‬مع ضرورة تأطير هذه األجهزة بترسانة قانونية‬
‫في هذا اإلطار‪.‬‬
‫األنظمة االختيارية ‪:‬‬
‫توجه هذه األنظمة إلى تحمل جزء األجور أو المداخيل التي تتجاوز سقف األنظمة‬
‫التكميلية‪ ،‬وتعتبر تقنية الرسملة أنسب طريقة لتدبيرها‪ ،‬على أن تتولى هيئات متخصصة‬
‫لهذا الغرض مسألة تسييرها‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ولتطبيق هذا اإلصالح البد من إتباع مجموعة من الخطوات‪ ،‬والتي نذكر من بينها‪:‬‬
‫‪-‬تنزيل اإلصالح بشكل تدريجي على مدى عدة سنوات ؛‬
‫‪-‬وضع قانون إطار يحدد المبادئ التي ستتحكم في هذا اإلصالح ؛‬
‫‪-‬تحديد اإلجراءات الواجب إدخالها وكذا برنامج تنفيذها والحيز الزمني الذي ستستغرقه ؛‬
‫‪-‬االتفاق على الموارد المالية الكفيلة بتمويل هذا اإلصالح ؛‬
‫‪. -‬االتفاق حول كيفية تدبير المعاشات وتصفية ونقل الحقوق المتراكمة‬

‫‪31‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفيدرالية الديموقراطية للشغل‬
‫‪-‬تفعيل التدبير المشترك لمختلف صناديق التقاعد بما يضمن حضورا متوازنا‬
‫لممثلي المنخرطين والمشغلين من أجل تقاسم المسؤوليات؛‬
‫‪-‬إحداث مجلس توجيهي للتقاعد بالمغرب‪ ،‬يواكب تطور أوضاع مختلف صناديق‬
‫التقاعد عن طريق االفتحاصات السنوية‪ ،‬كما يتقدم بمشاريع اقتراحات لتصحيح‬
‫األوضاع عند الضرورة‪.‬‬
‫‪-‬تحيين الدراسات اإلكتوارية لكل صناديق التقاعد‪.‬‬
‫‪-‬تحديث أساليب تدبير صناديق التقاعد سواء على مستوى اإلدارة أو تدبير‬
‫المحفظات المالية‪.‬‬
‫إعطاء الصناديق صالحيات أوسع في البحث عن توظيفات أكثر مردودية‬
‫إلمكانياتها المالية‬

‫‪ 31‬محمد بلقاسم اصالح انظمة التقاعد بالمغرب مقال بهسبريس ‪2013‬‬

‫‪24‬‬
‫رابعا ‪:‬المناظرة الوطنية األولى حول الحماية االجتماعية‬

‫ومع ذلك فإن هذا اإلجراء‪ ،‬بالرغم من أهميته وضرورة اعتماده‪ ،‬يبقى غير كاف لكونه ال يسري إال على‬
‫األنظمة القائمة حاليا‪ .‬لذا يتعين في مرحلة ثانية توسيع نطاق تغطية الحماية االجتماعية لتشمل كافة الفئات‬
‫التي تتوفر على موارد تؤهلها لالشتراك فيها‪ ،‬والتي بقيت لحد اآلن خارج التغطية نظرا لغياب أنظمة‬
‫مالئمة لها‪ ،‬وبسبب عدم اإللمام بخصوصيات هذه الفئات وباألخص معايير الدخل لديها‪ .‬وتضم هذه‬
‫الفئات على الخصوص‪ ،‬العمال غير األجراء‪ ،‬خاصة منهم العاملين في مجاالت الزراعة والصيد‬
‫البحري والحرف التقليدية‪ ،‬وأنشطة القطاع غير المهيكل‪ ،‬واألعمال الحرة‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وبإدماج هذه الفئات‬
‫في نظام الحماية االجتماعية‪ ،‬وإن كانت ستزيد من حجم النفقات‪ ،‬فإنها ستساهم في نفس الوقت في تعزيز‬
‫القاعدة المالية لهذه األنظمة وتعزيز توازنها المالي‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ومن البديهي أن مساهمات األفراد والمشغلين تبقى غير كافية لوحدها لتوسيع الحماية االجتماعية لتشمل‪،‬‬
‫في شكل مساعدات اجتماعية‪ ،‬جميع الفئات الفقيرة والهشة من السكان نتيجة لوضعيتهم المادية (الهشاشة‬
‫االقتصادية) أو أوضاعهم االجتماعية (المهاجرون‪ ،‬الالجئون‪ ،‬األشخاص بدون مأوى‪ ،‬األشخاص‬
‫المتخلى عنهم‪ ،‬األشخاص في نزاع مع القانون‪ )...‬أو خصائصهم الديموغرافية (كبار السن‪ ،‬أطفال‪ ،‬النوع‬
‫االجتماعي‪ )...‬أو احتياجاتهم الخاصة (اإلعاقة)‪.‬‬

‫لذلك فإن التمويل عن طريق الميزانية العامة‪ ،‬أي من خالل مداخيل الضرائب (وكذلك من خالل إمكانية‬
‫إحداث مداخيل شبة ضريبية خصيصا لهذا الغرض)‪ ،‬يمثل الرافعة المناسبة لتمويل المساعدة االجتماعية‬
‫التي تبقى في نهاية المطاف من مسؤولية الدولة‪ .‬ومن المؤكد أن العبء الضريبي اإلضافي الذي تتطلبه‬
‫هذه الغاية يبقى رهينا بحالة التوازنات الماكرو‪-‬اقتصادية‪ ،‬ولكنه في نفس الوقت مرتبط بالخيارات‬
‫السياسية للدولة ولتصورها لنموذجها التنموي‪.‬‬

‫كما يشكل انخراط الفاعلين المحليين دعامة أساسية من أجل إرساء نظام فعال للحماية االجتماعية‪ ،‬إلى‬
‫جانب هيئات المجتمع المدني التي يتعين إعطاءها المكانة التي تستحقها كفاعل أساسي في تعبئة الموارد‬
‫وتدبير مؤسسات الرعاية االجتماعية لفائدة الفئات الضعيفة‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أن ‪٪30‬فقط من هذه الفئة العمرية تتوفر حاليا على معاش التقاعد‪ ،‬والباقي ممن ليس لديهم‬
‫دخل‪ ،‬أو فروع يتكفلون بهم‪ ،‬يلجؤون إلى مؤسسات اإلحسان والرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫فالنظام المغربي للتقاعد ال يغطي في واقع األمر إال ‪ ٪40‬من الساكنة النشيطة‪ ،‬أي أن ‪ 6.2‬مليون شخص‬
‫ال يشملهم أي نظام للتقاعد‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن ضمان حقوق المسنين وكرامتهم وضمان دخلهم‬
‫يرتكز باألساس على ضرورة تطوير وتوسيع نطاق تغطية أنظمة التقاعد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الورش اإلصالحي للتقاعد الذي تم الشروع فيه يجب مواصلته وتوطيده وفقا ً لمنهجية منتظمة‬
‫من أجل الحفاظ على ديمومة أنظمة التقاعد وضمان عدالتها وتوسيع نطاق قواعدها‪.‬‬

‫بالموازاة مع ورش إصالح نظام التقاعد‪ ،‬من الضروري التفكير في إمكانية إنشاء نظام خاص بمعاش‬
‫الشيخوخة قائم على مبدأ المساعدة االجتماعية والتضامن الوطني وذلك على شكل شبكة أمان اجتماعية‬
‫لضمان حد أدنى من الدخل لفائدة األشخاص الذين لم يسبق لهم العمل بشكل نظامي‪ ،‬أو الذين عاشوا‬
‫فترات طويلة من العطالة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪26‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫صفوة القول وانطالقا من المقتضيات السابقة ‪،‬يتبين لنا أن موضوع الحماية االجتماعية ألجراء‬
‫القطاع الخاص على مستوى التقاعد يتير الكتير من الجدل ‪،‬حيث لم يتم الحسم فيه بشكل نهائي‬
‫حتى اآلن وذلك لصعوبة اختيار حل معين ‪،‬وذلك في نطاق التغلب على االكراهات التي تواجهها‬
‫هده الصنادق والتي تحول دون تحقيق حماية فعالة لألجراء ‪ ،‬وعليه فقد مكنتنا المنهجية التي‬
‫اتبعناها في دراسة هدا الموضوع ‪ ،‬من الوقوف على واقع هده األنظمة ال من حيت بنيتها القانونية‬
‫وتسيرها االداري من حيت تدبيرها المالي ‪.‬‬
‫وكذالك الوقوف على الوضعية الراهنة لهذه األنضمة والتي ستساعدنا في البحت عن الحلول‬
‫الممكنة األخد بها في هدا االطار وهو ماتم فعال من خالل ابراز سبل اإلصالح الممكنة ‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وبناءا على دراسة وتحليل هدا الموضوع فقد توصلنا الى مجموعة من االصالحات ندكر منها‪:‬‬
‫تعاني جل انضمة التقاعد بالمغرب من هشاشة التوازن الديمغرافية والمالية ومن مشاكل قانونية‬
‫وتظيمية تحد من فعاليتها ومن تحقيق الحماية االزمة لألجراء القطاع الخاص‬
‫يتسم نظام التقاعد بالمغرب بضعف نسبة التغطية االجتماعية حيت تستفيد جزء كبير من الساكنة‬
‫النشيطة ‪.‬‬
‫تتميز أنظمة التقاعد بالمغرب بعدم تناسبميتوى المعاشات مع مستوى االشتراكات ‪.‬‬
‫ونخلص في االخير ببعض التوصيات والمتمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫تأهيل النظام القانوني لقطاع التقاعد بشكل يتوافق والتصورات الحالية ‪.‬‬
‫ضرورة استعجال القيام بإصالح أنظمة التقاعد بالمغرب ‪.‬‬
‫اتخاد اصالحات جدرية ذات أبعاد شمولية تخدم مصلحة المتقاعد‬
‫تفعيل دور مفتشية الشغل في الرقابة على التصريح لألجراء واالجور الحقيقية وإلزام المشغلين‬
‫بالتطبيق األمتل للقانون‬

‫‪27‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬
‫‪-‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.72.184‬بتاريخ ‪ 15‬جمادى الثانية ‪ 1392 ( 27‬يوليوز‬
‫( ‪1972‬يتعلق بنظام الضمان االجتماعي الفصل الثاني‬
‫‪ https://ar.wikipedia.org/wiki/-‬الصندوق_المهني المغربي للتقاعد‬
‫‪https://www.alalam.ma/ -‬الصندوق المهني المغربي للتقاعد يتحول‪-‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ -‬يوسف حمومي ‪ ،‬الشيخوخة في نطاق الضمان االجتماعي‬


‫‪- -‬الحسن كيحل‪ ،‬أنظمة التقاعد في المغرب‪ ،‬الصندوق المغربي للتقاعد ‪ -‬الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي نموذجا‪ ،‬رسالة ماستر في العلوم القانونية تخصص قانون أعمال‪ ،‬سنة‪2010-‬‬
‫‪2011‬‬
‫_محمد عفيفي‪ ،‬مستقبل التقاعد بالمغرب– إشكالية إصالح أنظمة التقاعد بالمغرب‪ ،‬سنة‪، 2012‬‬
‫مطبعة أنفو برانت‪ ،‬ص ‪27.‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 10.14.1‬صادر في ‪ 4‬جمادى األولى ‪ 1435 (6‬مارس )‪ 2014‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 12.64‬القاضي بإحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬محمد بلعيد ‪ ،‬التنظيم التشريعي للممارسة النقابية بالمغرب بين االجراء و الموظفين دبلوم لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية مكناس‬
‫‪-‬تقرير المجلس االعلى للحسابات حول منظومة التقاعد بالمغرب " التشخيص و مقترحات‬
‫االصالح يوليوز ‪2013‬‬
‫‪ -‬عبد هللا الحميدي ‪ ،‬اشكالية تمويل الصندوق الوطنية للضمان االجتماعي بحث لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الخاص جامعة موالي اسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‬
‫السنة الجامعية ‪ 2011/2010‬تقرير اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي ( ‪) 2002 -2001‬‬
‫‪ -‬هودى المخلخل ‪ ،‬اصالح الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بالمغرب بحث لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص تخصص قانون األعمال و المقاوالت جامعة محمد الخامس كلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية السويسي الرباط اكتوبر ‪2010‬‬
‫‪-‬بوشرى الشباني انظمة التقاعد في المغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪ ،‬وحدة‬
‫البحث والتكوين القانوني التجاري المقارن جامعة محمد االول كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وجدة السنة الجامعية ‪2009 /2008‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-‬عزيز أمراح بوعلي اشكال ية انظمة المعاشات بالوظيفة العمومية بالمغرب بين محدودية‬
‫االصالحات ورهان االستمرارية بحث لنيل دبلوم السلك العالي في التدبير االداري المدرسة‬
‫الوطنية العمومية الفوج الثالث السنة الدراسية ‪1984 /1983‬‬

‫‪:‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪29‬‬
‫المقدمة‪2 ..................................................................................................... :‬‬
‫المبحت األول ‪ :‬هيكلة أنظمة التقاعد في القطاع الخاص ‪2 ..........................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬أنظمة التقاعد في القطاع الخاص ‪3 ...............................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬النظام اإلجباري ‪3 .....................................................................‬‬
‫الفقرة التانية ‪:‬النظام االختياري ‪7 ......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الحماية االجتماعية النظمة التقاعد في القطاع الخاص والمستحقات‬
‫الحمائية لالجراء ‪10 ........................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬نطاق الحماية االجتماعية النظمة التقاعد في القطاع الخاص ‪11 .............‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المستحقات الحمائية الجراء القطاع الخاص على مستوى التقاعد ‪12 .........‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المبحث التاني‪ :‬انظمة التقاعد في القطاع الخاص بين االكراهات و االصالحات ‪15 ..........‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إكراهات أنظمة التقاعد ‪15 .........................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إكراهات الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي ‪16 ............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إكراهات الصندوق المهني المغربي للتقاعد ‪18 ...................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اصالحات منظومة التقاعد المغربية في القطاع الخاص ‪19 ................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬سيناريوهات اصالح منظومة التقاعد في القطاع الخاص ‪19 ..................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسلسل اصالح متواصل ‪20 ..........................................................‬‬
‫الخاتمة ‪27 .................................................................................................. :‬‬
‫الئحة المراجع ‪28 ......................................................................................... :‬‬

‫‪30‬‬

You might also like