Professional Documents
Culture Documents
مصطفى لزهر
عبدالكبير العلوي الصوصي
ياسين الزياني
محمد الموفق
مقدمة:
إن االهتمام باألشخاص ذوي اإلعاقة ببالدنا بدأ منذ أزيد من أربعة عقود
مضت حيث صدر أول تشريع خاص بهذه الفئة وهو قانون الرعاية اإلجتماعية
للمكفوفين وضعاف البصر سنة 1981تلتها تشريعات أخرى منظمة لهذا
المجال غير أن الواضح أن هذه القوانين ال ترقى إلى المستوى المطلوب حيث
يشوبها القصور والعجز ...من جهة ،ومن جهة أخرى غياب اإلرادة السياسية
للمسؤولين ألجرأة بعض بنود هذه التشريعات على أرض الواقع .
من خالل ما سبق تبرز أهمية هذا الموضوع النظرية والعملية ،حيث تتمثل
األولى في كونه حضي بتأطير قانوني واسع من طرف المشرع المغربي وتبني
االتفاقيات الدولية الساعية إلى تحقيق نفس الغاية ،والعملية تتجلى في المساعدات
وتأمبن حقوق المعاقين وتلبية حاجاتهم.
2
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
من خالل ما سبق نطرح اإلشكالية المركزية التي تدور على موقع األشخاص
ذوي اإلعاقة في المنظومة القانونية المغربية؟
3
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
لقد حظي موضوع حقوق األشخاص في وضعية إعاقة بعناية تشريعية خاصة ،إذ
حرص المشرع المغربي على االستجابة لمتطلبات هذه الفئة من المجتمع ،والسير قدما في
مواكبة مقتضيات االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق االنسان بشكل عام ،وحقوق األشخاص
ذوي اإلعاقة بشكل خاص ،وتجلى هذا االهتمام في جملة من القوانين التي تكرس حماية هؤالء
األشخاص وضمان حقوقهم ،وخاصة القانون االطار المتعلق بحماية حقوق األشخاص في
وضعية إعاقة (مطلب أول) ،والقانون المتعلق بالولوجيات (مطلب ثان).
المطلب األول :القانون اإلطار حول حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة
بعد تجميد مشروع قانون 62.09الذي تم تداوله في أروقة الحكومة والبرلمان لمدة تجاوزت
السنتين ،تم تعويضه بقانون إطار رقم 97.13المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية
إعاقة والنهوض بها 1،تتحكم فيه الهواجس المالية وفارغ من المضامين الحقوقية ،وجل
المرجعيات التي تم اعتمادها ،مرجعيات سابقة عن صدور االتفاقية الدولية لحقوق ذوي
اإلعاقة ،مما يجعل منه قانونا ال يضمن الحقوق والحريات التي أقرتها األمم المتحدة في
االتفاقية.2
يتضمن القانون اإلطار رقم 97.13ستا وعشرين مادة موزعة على تسعة أبواب ،في
صياغة لمبادئ وأهداف هذا القانون (فقرة أولى) ومختلف حقوق األشخاص في وضعية إعاقة
(فقرة ثانية).
1ظهير شريف رقم 1.16.52بتاريخ 19رجب 1437الموافق ل 27أبريل 2016ج.ر عدد 6466بتاريخ 19ماي .2016
2محمد أبو ولي :حقوق ذوي اإلعاقة بالمغرب التشريعات(القانون االطار) مقال بموقع profmed63.blogspot.comتاريخ االطالع
.2020/11/24
4
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
يحدد هذا القانون اإلطار األهداف األساسية التي تسعى الدولة لتحقيقها في مجال حماية
حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها ،ويعتبر تحقيق تلك األهداف مسؤولية وطنية
على عاتق الدولة والمجتمع والمواطن ،ويهدف هذا القانون بذلك إلى تفعيل التزامات الدولة
والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاوالت العمومية ،والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع
المدني في مجال حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة ،إضافة إلى تأطير السياسات
العمومية الموجهة لهذه الفئة 1،فضال على أن عدد كبير من مواد هذا القانون تحيل على نصوص
تنظيمية.
-ضمان حماية فعالة لحقوق وحريات األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها،
-الوقاية من أسباب اإلعاقة وتشخيصها والتحسيس بضرورة اتخاذ االحتياطات الالزمة
لتجنب اإلصابة بها،
-تأهيل األشخاص في وضعية إعاقة وإعادة تأهيلهم ،من أجل تمكينهم من بلوغ أكبر قدر
ممكن من االستقاللية في حياتهم واالستفادة من مؤهالتهم ،من خالل تعزيز قدراتهم
وإمكاناتهم ،وتحقيق مشاركتهم االجتماعية،
-تيسير إدماج هؤالء األشخاص اجتماعيا ومشاركتهم في جميع مناحي الحياة بكيفية
طبيعية على قدم المساواة مع غيرهم من األشخاص دون تمييز،
وهناك مبادئ أساسية لتحقيق هذه األهداف.
ثانيا :مبادئ القانون رقم 97.13
وضع القانون رقم 97.13مجموعة من المبادئ التي تؤطر السياسة العمومية القطاعية التي
تنتجها الدولة أو الحكومة في هذا االتجاه من خالل اعتماد ومراعاة المبادئ التالية:2
1القانون االطار رقم 97.13المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة :مقال منشور بموقع audiodoc.maتاريخ االطالع
.2020/11/24
2المادة 3من القانون رقم .97.13
5
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
يغطي القانون اإلطار رقم 97.13مختلف المجاالت المعنية باألشخاص في وضعية إعاقة،
ويتعلق األمر ب:
تتمثل هذه الحماية عبر تقديم الدعم االجتماعي والتشجيع والمساندة لفائدة هؤالء
األشخاص خاصة الموجودون في وضعية فقر ،باإلضافة إلى ضمان قواعد الحماية العامة
للصحة والتدابير الوقائية ،والولوج للخدمات العمومية ،وإعادة التأهيل والكشف المبكر عن
أسباب اإلعاقة ،وتقديم المعدات التقنية واألجهزة التعويضية البديلة.
6
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
التيسيرية المعقولة حسب حاجيات كل متعلم في وضعية إعاقة ،واتخاذ التدابير التحفيزية
المالئمة ،من أجل إحداث مؤسسات متخصصة في مجال تربية األشخاص في وضعية إعاقة
وتعليمهم وتكوينهم ،وأيضا إحداث لجان جهوية تكلف بدراسة ملفات األطفال من هذه الفئة في
سن التمدرس بمؤسسات ا لتعليم والتكوين وتوجيههم أو إعادة توجيههم وتتبع تمدرسهم
وتكوينهم.
يستفيد الشخص في وضعية إعاقة من حقه في الشغل وتوليه مهام المسؤولية إذا توافرت
فيه المؤهالت الالزمة لذلك ،وال يمكن أن تكون اإلعاقة مانعا من هذا الحق ،وعملت الدولة
في القطاع العام وفي إطار تعاقدي مع مقاوالت القطاع الخاص على تحديد نسبة مئوية من
مناصب الشغل التي يمكن تخصيصها سنويا لفائدة األشخاص في وضعية إعاقة ،2كما أن
الشخص الذي أصيب بإعاقة تمنعه من االستمرار في مزاولة عمله المعتاد ،يمكن تكليفه بعمل
آخر يناسب وضعيته إذا رغب في ذلك دون أن يؤثر ذلك على وضعيته النظامية ،كما يستفيد
من إعادة تأهيله مهنيا قصد تمكينه من ممارسة عمله الجديد ،وقد حرص المشرع المغربي
على تحديد قائمة مناصب الشغل التي يتعذر إسنادها إلى األشخاص في وضعية إعاقة واألعمال
التي يمنع تكليفهم بها ،إما بسبب األضرار التي قد تلحقها بهم ،أو من المحتمل أن تزيد من حدة
إعاقتهم.3
يتمتع األشخاص في وضعية إعاقة على قدم المساواة مع غيرهم بالحق في المشاركة
في مختلف األنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية واالسهام فيها ،ودعم وتنمية قدراتهم
اإلبداعية والفنية والفكرية ،واالستفادة من برامج التدريب والتكوين بخصوص هذه األنشطة،
7
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
ودعم الخصوصية الثقافية واللغوية الخاصة بهؤالء األشخاص ،واالستفادة من األولوية في
الولوج إلى المرافق والمنشآت والمؤسسات الثقافية والرياضية والترفيهية ،وتسهر السلطات
العمومية على توفير التجهيزات الالزمة لممارسة هذه األنشطة ،وتشجيع ودعم إنشاء مراكز
للتكوين والتدريب الرياضي الخاصة بهذه الفئة.
يتمتع األشخاص في وضعية إعاقة باألهلية الكاملة لممارسة حرياتهم وحقوقهم المدنية
والسياسية ،وتسهر السلطات العمومية على اتخاذ التدابير التي تمكن من ممارسة هذه الحريات
والحقوق بشكل كامل وفعال ،وتتخذ الدولة التدابير التنظيمية لضمان مشاركة هذه الفئة في
الحياة السياسية بصورة كاملة كباقي المواطنين ،كما يتمتع هؤالء األشخاص بالحق في الحماية
من كافة أشكال االستغالل والعنف واالعتداء والتمييز بكل أشكاله ،وحظر أي مادة إعالمية
من شأنها المساس بكرامتهم وانتهاك خصوصياتهم ،ورصد آليات العقاب على ذلك.
الولوجيات3 سابعا:
يقتضي هذا الحق جعل المنشآت العمرانية والمعمارية ووسائل النقل واالتصال مزودة
بالولوجيات الضرورية الخاصة باألشخاص في وضعية إعاقة ،ونظرا ألهمية الولوجيات
8
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
وكونها القاعدة األساسية التي تقوم عليها باقي الحقوق ،فقد خصها المشرع المغربي بتنظيم
خاص ،وهو ما سيتم التطرق إليه في المطلب الموالي.
في إطار دعم الترسانة القانونية والنهوض بحقوق األشخاص في وضعية إعاقة
وحمايتهم وتمكينهم من ممارسة هذه الحقوق ،فقد سن المشرع المغربي القانون رقم 10.03
المتعلق بالولوجيات ،1والذي يحيل في مجموعة من مواده على نصوص تنظيمية ،ليعززه بعد
انتظار طويل بمرسوم تطبيقي ،2وقد سطر هذا القانون المتطلبات العامة للولوجيات (فقرة
أولى) وإجراءات حماية الشخص المعاق (فقرة ثانية)
ترتبط الولوجيات بالمنشآت المعمارية والعمرانية ووسائل النقل واالتصال ،والتي تمكن
األشخاص في وضعية إعاقة ،من ولوج اإلدارات والمرافق والخروج منها واالستفادة من
مختلف الخدمات ،وقد حدد القانون رقم 10.03في الباب الثاني منه ،المتطلبات العامة
للولوجيات:
أولى المشرع المغربي أهمية كبيرة للولوجيات في مختلف القوانين المتعلقة بالمنشآت
العمرانية ،كقانون رقم 12.90المتعلق بالتعمير والصادر في 17يونيو ،1992والقانون رقم
25.90المتعلق بالتجزئات العقارية ،وجعل ضوابط البناء العامة وتصاميم التهيئة ومختلف
الوثائق الخاصة بها ،تتضمن بيانات حول الولوجيات ،وذلك لجعل البنايات وكل موقف عمومي
للسيارات أو مرآب مزودة بأماكن ولوج ذوي اإلعاقة الحركية المحدودة على مستوى
1ظهير شريف رقم 1.03.58صادر بتاريخ 10ربيع األول 1424الموافق ل 12ماي 2003ج.ر عدد 5118بتاريخ 19يونيو 2003ص
1898
2مرسوم رقم 2.1.246بتاريخ 30شتنبر 2011المتعلق بتطبيق القانون رقم 10.03المتعلق بالولوجيات ،ج.ر عدد 5986بتاريخ 13أكتوبر
2011
3المواد ،7 ،6 ،5و 8من القانون رقم .10.03
9
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
المسارات الخارجية ،بموازاة ممرات الراجلين ،وأماكن وقوف سيارات ودراجات األشخاص
المعاقين ،وأحال القانون بخصوص العقاب ،على مدونة السير في حالة استعمال األماكن
المخصصة لوقوف وسائل النقل الخاصة باألشخاص المعاقين ،كما جرم تغيير شهادة السكن
أو شهادة المطابقة بشكل يمس المتطلبات العامة والمقتضيات التقنية والهندسية المصادق
عليها.1
لتمكين األشخاص المعاقين من ذوي الحركية المحدودة من الحركة بكل حرية وسهولة،
يجب إحداث ممرات خاصة بهم داخل البنايات المفتوحة للعموم ،إضافة إلى توفير نسبة من
الغرف والحمامات والمراحيض بمختلف البنايات في الفنادق والمستشفيات وهياكل االستقبال،
ومراعاة التجهيزات المتعلقة بالخدمات الكهربائية والمصاعيد المناسبة لخدمتهم ،وتخصيص
نسبة من أماكن وجود الشبابيك أو رفوف أو منضدات للكتابة لألشخاص المعاقين ذوي الحركية
المحدودة ،وتوفير نسبة من المقاعد الخاصة بهم داخل القاعات العمومية وقاعات الندوات
والمسارح والمؤسسات العمومية والمدرجات.
تتمثل هذه المتطلبات بتخصيص هاتف عمومي داخل كل المخادع الهاتفية ،وأيضا
حجيرات هاتفية داخل مكاتب االتصال خاصة بذوي اإلعاقة الحركية ،مع مراعاة وضع
10
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
األزرار العريضة لفائدة المكفوفين ،وتزويد مختلف البنايات العمومية بالهواتف المثبتة لتسهيل
التواصل مع األشخاص المعاقين بصريا وسمعيا ،ووضع صناديق البريد في أماكن تستجيب
لوضعية المعاقين حركيا ،وتزويد الخزانات العمومية بوسائل تقنية مالئمة لإلعاقات ،وضرورة
اعتماد لغة اإلشارة في مختلف النشرات التلفزية وبعض البرامج الثقافية والرياضية والترفيهية،
وتزويد القاعات العمومية بحلقات كهربائية موصلة تمكن ضعاف السمع من سماع األصوات
الصادرة عن مختلف األجهزة.
االشارات1 خامسا:
يقتضي ذلك تزويد إشارات المرور في الشوارع والممرات الرئيسية بتجهيزات صوتية
صوتية للضوء لفائدة المكفوفين ،ووضع سبورات الكترونية بالصوت والصورة داخل محطات
النقل العمومي لإلشارة إلى أوقات الذهاب والوصول ،ووضع لوحات إرشادية ورموز ظاهرة
بمختلف البنايات لتمكين المعاقين من ولوجها.
لقد وضع القانون رقم 10.03إلى جانب المتطلبات العامة للولوجيات ،مجموعة من
اإلجراءات الرامية إلى حماية الشخص المعاق ،وتتمثل هذه االجراءات أساسا في:
-وضع أجهزة تقنية خاصة بمختلف األماكن المولجة لتسهيل طلب المساعدة لذوي
اإلعاقة،
-تزويد البنايات المفتوحة للعموم بأجهزة اإلنذار من الحريق في أماكن واضحة،
-وضع نظام يم كن الشخص المعاق من االتصال خارجيا بالبواب أو حارس المبنى في
حالة حريق أو خطر ما،
-تزويد المصاعد بنظام يمكن من اتصال الشخص المعاق بمصلحة الحماية من الحرائق.
11
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
في إطار تعزيز الحماية القانونية لألشخاص في وضعية إعاقة ،وسيرا في توجه السياسة
التشريعية إلى النهوض بهذه الفئة من المجتمع واالستجابة إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق
ذوي اإلعاقة ،فقد عمل المشرع المغربي على سن مجموعة من القوانين التي تهم اآلليات
المتطلبة لترسيخ الحماية االجتماعية لهؤالء األشخاص ،لكونهم الفئة االجتماعية األكثر حاجة
إلى هذه الحماية ،وتجسدت هذه القوانين أساسا في قوانين الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي
اإلعاقة (المطلب األول) وقانون المؤسسات الرعاية االجتماعية (المطلب الثاني).
إن االهتمام باألشخاص ذوي اإلعاقة بالمغرب بدأ منذ أزيد من أربعة عقود مضت حيث
صدر أول تشريع خاص بهذه الفئة ،وهو قانون الرعاية اإلجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر
سنة ( 1982فقرة أولى) تالها قانون الرعاية االجتماعية للمعاقين سنة ( 1993فقرة ثانية).
لقد حدد القانون رقم 5.81االمتيازات التي يتمتع بها المكفوفون ومن في حكمهم والحاملون
لبطاقة شخص معاق التي تسلمها المندوبية السامية للمعاقين ،تتمثل هذه االمتيازات في:4
1ظهير شريف رقم 1.82.246بتاريخ 11رجب 1402الموافق ل 6مايو 1982الصادر بتنفيذ القانون رقم 05.81ج.ر عدد 3636بتاريخ 07
يوليوز 1982ص 836
2مرسوم رقم 2-97-218صادر في 18من شعبان 19( 1418دجنبر )1997بتطبيق القانون رقم 05-81المتعلق بالرعاية االجتماعية
للمكفوفين وضعاف البصر والقانون رقم 07-92المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين.
3مرسوم رقم 2.16.145بتاريخ 12يوليوز 2016ج.ر عدد 6491بتاريخ 15غشت 2016ص.6056
4الفصل الرابع من القانون رقم .5.81
12
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
-تخصيص مؤسسات عمومية للقيام بتربيتهم وتأهيلهم لممارسة المهن التي تالئم حالهم؛
-منحهم األولوية لشغل بعض المناصب التي تناسب حالتهم في القطاعين العام والخاص؛
-رعاية تعاونيات اإلنتاج التي يكونونها ومدها بالمساعدات الضرورية بإجبار مصالح
الدولة والجماعات المحلية ومؤسساتها العمومية على أن تتزود منها بكل ما تحتاجه مما
تنتجه التعاونيات المذكورة؛
-منحهم ومنح المرافقين لهم إن اقتضى األمر حق استعمال وسائل النقل العمومي مجانا
أو بسعر مخفض وتخصيص مقاعد لهم وفقا للشروط التي تفرضها اإلدارة في هذا
المضمار؛
-منحهم األسبقية لدخول مكاتب اإلدارات العمومية.
لقد كرس القانون رقم 5.81حماية خاصة للموظف المصاب ،1إذ ال يمكن بأي حال من
األحوال إحالته على التقاعد أو حذفه من أسالك الوظيفة العمومية بسبب فقدان بصره أو طروء
ضعف على درجة أبصاره ،وعلى اإلدارة أن تعمل على إعادة تأهيله لتمكينه من شغل منصب
يناسب حالته هذهن وقد استثنى القانون في هذه الحالة:2
-العسكريين التابعين للقوات المسلحة الملكية
-رجال التأطير والصف في القوات المساعدة
-العاملين باإلدارة العامة لألمن الوطني
-سائر الموظفين المسموح لهم بحمل السالح في مزاولة وظيفتهم.
بعد عقد من صدور قانون الرعاية االجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر ،جاء القانون
المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين ،3ليؤكد على أن الوقاية من اإلعاقة
13
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
وتشخيصها والعالج منها وتربية المعاق وتعليمه وتكوينه وتأهيله وإدماجه في المجتمع ،تعتبر
واجبا وطنيا ،وحدد هذا القانون جوانب الرعاية االجتماعية التي يتمتع بها األشخاص المعاقين:
-1الوقاية والعالج:
يعكس هذا الجانب دور الدولة والجماعات المحلية في توفير وسائل الوقاية والعالج وما
تشملها من تدابير مادية ومعنوية كالتوجهات الصحية والبدنية وتلقيح األطفال واألمهات
والوقاية من الحوادث واالهتمام بالبيئة وكل ما يمكن أن يجنبهم من أسباب اإلعاقة ،وذلك من
خالل تكوين األطر الطبية والمختصين في هذا الجانب ،وتوفير وسائل إعادة التكييف والتأهيل
البدني وإحداث مراكز العالج الخاصة بالمعاقينن وتشجيع مبادرات المنظمات الدولية والوطنية
التي تهتم بقضايا األشخاص المعاقين ودعم مشاريعها في حدود اإلمكانيات المتاحة ،وتشجيع
صناعة األالت واألجهزة التي يستعملها المعاقون.
-2التعليم والتكوين:
تخول للشخص المعاق تلقي التعليم والتكوين المهني في مؤسسات التعليم ومراكز التكوين،
ليتمكنوا من مباشرة نشاط اقتصادي ،وتعمل اإلدارة على إحداث مؤسسات التربية والتعليم
والتكوين الخاصة بالمعاقين ،ومراعاة ظروفهم لالستفادة من مختلف خدمات هذه المؤسسات،
ودعم رياضتهم عن طريق طريق إحداث مراكز التدريب وتكوين المدربين ،وتشجيع
المؤسسات الخصوصية على التي تعنى بتربية وتكوين األشخاص المعاقين.
2 ثانيا :حق الشغل والتعويض
-1حق الشغل:
لقد أكد المشرع في هذا االطار ،حق كل شخص في وضعية إعاقة في الشغل ،إذ اليمكن
أن تكون اإلعاقة سببا أو مانعا من حرمانه من الحصول على شغل في القطاع العام أو الخاص،
14
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
إذا توافرت لديه المؤهالت المطلوبة لذلك المنصب ،كما أن كل موظف أو أجير أصيب بإعاقة
تمنعه من ممارسة عمله المعتاد ،من حقه أن يكلف بعمل آخر يتالءم وطبيعة إعاقته ،مع
الحرص على تمكينه من وسائل إعادة التأهيل لممارسة العمل الجديد دون أن يؤثر كل ذلك
على وضعيته النظامية.
-2حق التعويض:
يخول ألباء المعاقين العاملين بالقطاع العام أو الخاص ،االستفادة من تعويضات عائلية عن
أبنائهم المعاقين ،بغض النظر عن سنهم ،شريطة أال يتوفر معيلهم على دخل كاف لسد حاجياتهم
وأال يتوفر المعاقون على دخل قار بهم.
هذا ما يخص الرعاية االجتماعية لألشخاص في وضعية إعاقة ،فماذا عن مؤسسات الرعاية
االجتماعية؟
15
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
االجتماعية وتدبيرها ،ويتعلق األمر بالقانون رقم 14.05الصادر بتاريخ 22نونبر 2006
االجتماعية1 والذي تم نسخه بالقانون رقم 65.15المتعلق بمؤسسات الرعاية
يستفيد األشخاص في وضعية إعاقة شأنهم شأن باقي الفئات االجتماعية التي تعاني من
الفقر والهشاشة واالقصاء ،من مختلف الخدمات التي تقدمها مؤسسات الرعاية االجتماعية ،في
إطار مبادئ وأحكام التكفل بالغير ،كما حددها القانون الجديد ،2وتتمثل هذه الخدمات أساسا في:
االستقبال ؛ -
اإليواء ؛ -
اإلطعام ؛ -
التوجيه ؛ -
اإلسعاف االجتماعي؛ -
المساعدة االجتماعية والقانونية؛ -
الوساطة االجتماعية؛ -
التتبع التربوي؛ -
تقوية القدرات والتكوين والتأهيل؛ -
التتبع والمواكبة االجتماعية؛ -
تأمين العالجات الصحية األولية؛ -
الدعم والمواكبة الطبية والنفسية؛ -
تأمين الترويض والتأهيل وإعادة التأهيل الوظيفي؛ -
منح المعينات التقنية واألجهزة التعويضية والبديلة؛ -
التنشيط الثقافي والرياضي والترفيهي. -
16
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
يعتبر المؤسس والمدير ولجنة التتبع والرقابة ،األجهزة األساسية التي تتكون منها
مؤسسة الرعاية االجتماعية ،ويشرف المدير على تدبير هذه المؤسسة ،يعين المدير من طرف
المؤسس بموافقة السلطة الحكومية المختصة ،يتولى المدير التدبير اإلداري والمالي للمؤسسة
ويتمتع بكافة الصالحيات االزمة للقيام بهذا الغرض ،ويتعين عليه أن يسهر على احترام األحكام
التشريعية والتنظيمية المطبقة على وضعية المستفيدين من خدمات المؤسسة ،وخاصة
مقتضيات القانون اإلطار رقم 97.13المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة
والنهوض بها.1
17
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
خاتمة:
من خالل ما تم التطرق إليه في محاور هذا العرض تبين لنا أن المشرع المغربي يبذل
جهدا ال بأس به من أجل تحسين وضعية األشخاص ذوي اإلعاقة من خالل إصدار القوانين
التي تعبر عن هذه الرغبة التشريعية الحميدة.
ويبدو حقا أن تفعيل هذه القوانين وحسن تنزيلها في أرض الواقع ،يقتضي تفعيل
السياسات العمومية على المستويات االقتصادية واالجتماعية والتنموية ،والحرص على ضمان
حقوق األشخاص في وضعية إعاقة وتوفير كافة الضمانات لتمكينهم فعال من االندماج في
الحياة العادية للمجتمع ،وخاصة بتوفير الولوجيات ،لتمكين هذه الفئة من االنفتاح على مختلف
األنشطة والخدمات التي تقدمها مختلف المرافق العمومية ،أمال في تجاوز العزلة االجتماعية
لهذه الفئة.
كما يتضح جليا أنه رغم مصادقة المغرب على االتفاقية الدولية فإنه بعيد كل البعد عن إعمال
هذه االتفاقية و أن كل المبادرات التي يطلقها تحكمها الكلفة المالية ،وبطء وثيرة التشريع مقارنة
مع التحوالت التي تعرفها وضعية األشخاص ذوي اإلعاقة مما يجعل الحصيلة جد هزيلة
ومختلة و تعمق معاناتهم.
وذلك يجب إعادة النظر في القانون اإلطار والنضال من أجل قانون ديموقراطي تشاركي:
• يحترم الفوارق وقبول األشخاص ذوي اإلعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة
البشرية
18
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
19
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
20
قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة
الفهرس
مقدمة:
المطلب األول :القانون اإلطار حول حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة
21