You are on page 1of 21

‫ماستر‪ :‬األسرة والقانون‬

‫وحدة‪ :‬الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫مصطفى لزهر‬
‫عبدالكبير العلوي الصوصي‬
‫ياسين الزياني‬
‫محمد الموفق‬

‫‪-‬الموسم الجامعي‪2021/2020 :‬‬


‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 13‬دجنبر‪ 2006‬االتفاقية الدولية حول‬


‫حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة صادق المغرب على االتفاقية الدولية كما انه صادق‬
‫على البروتكول االختياري الملحق بها في ‪ 14‬أبريل ‪ 2009‬و تم نشرها في الجريدة‬
‫الرسمية سنة ‪ 2011‬و بذلك يكون قد التزم تطبيق مقتضياته كما يتحتم عليه مالئمة‬
‫قوانينه و تشريعاته الوطنية مع مقتضيات االتفاقية الدولية ‪.‬‬

‫إن االهتمام باألشخاص ذوي اإلعاقة ببالدنا بدأ منذ أزيد من أربعة عقود‬
‫مضت حيث صدر أول تشريع خاص بهذه الفئة وهو قانون الرعاية اإلجتماعية‬
‫للمكفوفين وضعاف البصر سنة ‪ 1981‬تلتها تشريعات أخرى منظمة لهذا‬
‫المجال غير أن الواضح أن هذه القوانين ال ترقى إلى المستوى المطلوب حيث‬
‫يشوبها القصور والعجز‪ ...‬من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى غياب اإلرادة السياسية‬
‫للمسؤولين ألجرأة بعض بنود هذه التشريعات على أرض الواقع ‪.‬‬

‫و رغم أن هذه التشريعات و القوانين سابقة عن صدور االتفاقية الدولية و غير‬


‫متالئمة معها‪ ،‬إال أنها ما زال معمول بها إلى اآلن و تم اعتمادها كمرجع للقانون‬
‫اإلطار حول حقوق ذوي األعاقة رقم ‪13.97‬مما يؤدي إلى استمرار اعتماد المقاربة‬
‫اإلحسانية في التعامل مع ذوي األعاقة عوض المقاربة الحقوقية‪.‬‬

‫من خالل ما سبق تبرز أهمية هذا الموضوع النظرية والعملية‪ ،‬حيث تتمثل‬
‫األولى في كونه حضي بتأطير قانوني واسع من طرف المشرع المغربي وتبني‬
‫االتفاقيات الدولية الساعية إلى تحقيق نفس الغاية‪ ،‬والعملية تتجلى في المساعدات‬
‫وتأمبن حقوق المعاقين وتلبية حاجاتهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫من خالل ما سبق نطرح اإلشكالية المركزية التي تدور على موقع األشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة في المنظومة القانونية المغربية؟‬

‫لإلجابة على اإلشكالية السابقة ارتأينا تقسيم العرض إلى ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القوانين المتعلقة بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوانين المتعلقة بالرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫‪3‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫المبحث األول‪ :‬القوانين المتعلقة بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫لقد حظي موضوع حقوق األشخاص في وضعية إعاقة بعناية تشريعية خاصة‪ ،‬إذ‬
‫حرص المشرع المغربي على االستجابة لمتطلبات هذه الفئة من المجتمع‪ ،‬والسير قدما في‬
‫مواكبة مقتضيات االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق االنسان بشكل عام‪ ،‬وحقوق األشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة بشكل خاص‪ ،‬وتجلى هذا االهتمام في جملة من القوانين التي تكرس حماية هؤالء‬
‫األشخاص وضمان حقوقهم‪ ،‬وخاصة القانون االطار المتعلق بحماية حقوق األشخاص في‬
‫وضعية إعاقة (مطلب أول)‪ ،‬والقانون المتعلق بالولوجيات (مطلب ثان)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون اإلطار حول حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫بعد تجميد مشروع قانون ‪ 62.09‬الذي تم تداوله في أروقة الحكومة والبرلمان لمدة تجاوزت‬
‫السنتين‪ ،‬تم تعويضه بقانون إطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية‬
‫إعاقة والنهوض بها‪ 1،‬تتحكم فيه الهواجس المالية وفارغ من المضامين الحقوقية‪ ،‬وجل‬
‫المرجعيات التي تم اعتمادها‪ ،‬مرجعيات سابقة عن صدور االتفاقية الدولية لحقوق ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬مما يجعل منه قانونا ال يضمن الحقوق والحريات التي أقرتها األمم المتحدة في‬
‫االتفاقية‪.2‬‬
‫يتضمن القانون اإلطار رقم ‪ 97.13‬ستا وعشرين مادة موزعة على تسعة أبواب‪ ،‬في‬
‫صياغة لمبادئ وأهداف هذا القانون (فقرة أولى) ومختلف حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫(فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أهداف ومبادئ القانون رقم ‪97.13‬‬


‫لقد وضع المشرع مجموعة من األهداف التي ينبغي تحقيقها لضمان حماية حقوق‬
‫األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬وحدد المبادئ األساسية التي تمكن من ترسيخ تلك الحماية‬
‫المنشودة‪.‬‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.52‬بتاريخ ‪ 19‬رجب ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 27‬أبريل ‪ 2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6466‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪.2016‬‬
‫‪ 2‬محمد أبو ولي‪ :‬حقوق ذوي اإلعاقة بالمغرب التشريعات(القانون االطار) مقال بموقع‪ profmed63.blogspot.com‬تاريخ االطالع‬
‫‪.2020/11/24‬‬

‫‪4‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫أوال‪ :‬أهداف القانون رقم ‪37.13‬‬

‫يحدد هذا القانون اإلطار األهداف األساسية التي تسعى الدولة لتحقيقها في مجال حماية‬
‫حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها‪ ،‬ويعتبر تحقيق تلك األهداف مسؤولية وطنية‬
‫على عاتق الدولة والمجتمع والمواطن‪ ،‬ويهدف هذا القانون بذلك إلى تفعيل التزامات الدولة‬
‫والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع‬
‫المدني في مجال حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬إضافة إلى تأطير السياسات‬
‫العمومية الموجهة لهذه الفئة‪ 1،‬فضال على أن عدد كبير من مواد هذا القانون تحيل على نصوص‬
‫تنظيمية‪.‬‬

‫وتتمثل هذه األهداف حسب المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 97.13‬في‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان حماية فعالة لحقوق وحريات األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها‪،‬‬
‫‪ -‬الوقاية من أسباب اإلعاقة وتشخيصها والتحسيس بضرورة اتخاذ االحتياطات الالزمة‬
‫لتجنب اإلصابة بها‪،‬‬
‫‪ -‬تأهيل األشخاص في وضعية إعاقة وإعادة تأهيلهم‪ ،‬من أجل تمكينهم من بلوغ أكبر قدر‬
‫ممكن من االستقاللية في حياتهم واالستفادة من مؤهالتهم‪ ،‬من خالل تعزيز قدراتهم‬
‫وإمكاناتهم‪ ،‬وتحقيق مشاركتهم االجتماعية‪،‬‬
‫‪ -‬تيسير إدماج هؤالء األشخاص اجتماعيا ومشاركتهم في جميع مناحي الحياة بكيفية‬
‫طبيعية على قدم المساواة مع غيرهم من األشخاص دون تمييز‪،‬‬
‫وهناك مبادئ أساسية لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ القانون رقم ‪97.13‬‬

‫وضع القانون رقم ‪ 97.13‬مجموعة من المبادئ التي تؤطر السياسة العمومية القطاعية التي‬
‫تنتجها الدولة أو الحكومة في هذا االتجاه من خالل اعتماد ومراعاة المبادئ التالية‪:2‬‬

‫‪ 1‬القانون االطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‪ :‬مقال منشور بموقع ‪ audiodoc.ma‬تاريخ االطالع‬
‫‪.2020/11/24‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬

‫‪5‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫‪ -‬احترام كرامة األشخاص في وضعية إعاقة وضمان استقاللهم الذاتي‪،‬‬


‫عدم التمييز على أساس اإلعاقة بمختلف أشكاله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ضمان المشاركة الكاملة لهذه الفئة في جميع األنشطة وإشراكهم فيها بصورة كاملة‬
‫وفعالة‪.‬‬
‫‪ -‬تكافؤ الفرص‪،‬‬
‫‪ -‬تيسير الولوج إلى مختلف الفضاءات والخدمات العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬المساواة بين الذكور واإلناث الموجودين في وضعية إعاقة‪،‬‬
‫‪ -‬احترام القدرات المتطورة لألطفال في وضعية إعاقة وحقهم في الحفاظ على هويتهم‪،‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫يغطي القانون اإلطار رقم ‪ 97.13‬مختلف المجاالت المعنية باألشخاص في وضعية إعاقة‪،‬‬
‫ويتعلق األمر ب‪:‬‬

‫الصحية‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬الحق في الحماية االجتماعية والتغطية‬

‫تتمثل هذه الحماية عبر تقديم الدعم االجتماعي والتشجيع والمساندة لفائدة هؤالء‬
‫األشخاص خاصة الموجودون في وضعية فقر‪ ،‬باإلضافة إلى ضمان قواعد الحماية العامة‬
‫للصحة والتدابير الوقائية‪ ،‬والولوج للخدمات العمومية‪ ،‬وإعادة التأهيل والكشف المبكر عن‬
‫أسباب اإلعاقة‪ ،‬وتقديم المعدات التقنية واألجهزة التعويضية البديلة‪.‬‬

‫والتكوين‪2‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحق في التربية والتعليم‬

‫يخول القانون لهذه الفئة من األشخاص‪ ،‬االستفادة من االستفادة من حقهم في التسجيل‬


‫بمؤسسات التربية والتعليم والتكوين المهني بجميع أسالكه‪ ،‬واختيار التخصصات التي تناسبهم‪،‬‬
‫واستعمال الوسائل التعليمية المالئمة الحتياجاتهم ولطبيعة إعاقتهم‪ ،‬إذ ال يمكن أن تشكل االعاقة‬
‫مانعا من االستفادة من هذ ا الحق أو سببا للحد من ممارسته‪ ،‬وتلتزم الدولة بالقيام بالترتيبات‬

‫‪ 1‬المواد من ‪ 4‬إلى ‪ 13‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ 12 ،11‬و ‪ 13‬من القانون رقم ‪97.13‬‬

‫‪6‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫التيسيرية المعقولة حسب حاجيات كل متعلم في وضعية إعاقة‪ ،‬واتخاذ التدابير التحفيزية‬
‫المالئمة‪ ،‬من أجل إحداث مؤسسات متخصصة في مجال تربية األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫وتعليمهم وتكوينهم‪ ،‬وأيضا إحداث لجان جهوية تكلف بدراسة ملفات األطفال من هذه الفئة في‬
‫سن التمدرس بمؤسسات ا لتعليم والتكوين وتوجيههم أو إعادة توجيههم وتتبع تمدرسهم‬
‫وتكوينهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحق في التشغيل وإعادة لتأهيل المهني‪:1‬‬

‫يستفيد الشخص في وضعية إعاقة من حقه في الشغل وتوليه مهام المسؤولية إذا توافرت‬
‫فيه المؤهالت الالزمة لذلك‪ ،‬وال يمكن أن تكون اإلعاقة مانعا من هذا الحق‪ ،‬وعملت الدولة‬
‫في القطاع العام وفي إطار تعاقدي مع مقاوالت القطاع الخاص على تحديد نسبة مئوية من‬
‫مناصب الشغل التي يمكن تخصيصها سنويا لفائدة األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،2‬كما أن‬
‫الشخص الذي أصيب بإعاقة تمنعه من االستمرار في مزاولة عمله المعتاد‪ ،‬يمكن تكليفه بعمل‬
‫آخر يناسب وضعيته إذا رغب في ذلك دون أن يؤثر ذلك على وضعيته النظامية‪ ،‬كما يستفيد‬
‫من إعادة تأهيله مهنيا قصد تمكينه من ممارسة عمله الجديد‪ ،‬وقد حرص المشرع المغربي‬
‫على تحديد قائمة مناصب الشغل التي يتعذر إسنادها إلى األشخاص في وضعية إعاقة واألعمال‬
‫التي يمنع تكليفهم بها‪ ،‬إما بسبب األضرار التي قد تلحقها بهم‪ ،‬أو من المحتمل أن تزيد من حدة‬
‫إعاقتهم‪.3‬‬

‫والترفيهية‪4‬‬ ‫رابعا‪ :‬الحق في المشاركة في األنشطة الثقافية والرياضية‬

‫يتمتع األشخاص في وضعية إعاقة على قدم المساواة مع غيرهم بالحق في المشاركة‬
‫في مختلف األنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية واالسهام فيها‪ ،‬ودعم وتنمية قدراتهم‬
‫اإلبداعية والفنية والفكرية‪ ،‬واالستفادة من برامج التدريب والتكوين بخصوص هذه األنشطة‪،‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ 15 ،14‬و ‪ 16‬من القانون رقم ‪97.13‬‬


‫‪ 2‬قرار الوزير األول رقم ‪ 3.130.00‬صادر في ‪ 7‬ربيع األول ‪ 10(1421‬يوليوز ‪ ،)2000‬بتحديد قائمة المناصب الممكن إسنادها إلى األشخاص‬
‫في وضعية إعاقة باألولوية وكذا النسبة المئوية لهذه المناصب بإدارات الدولة والهيئات التابعة لها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 4828‬بتاريخ ‪ 8‬جمادى اآلخرة‬
‫‪ 7 - 1421‬سبتمبر ‪.2000‬‬
‫‪ 3‬مرسوم رقم ‪ 2.04.682‬صادر في ‪ 16‬من ذي القعدة ‪ 29( 1425‬دجنبر ‪ ،)2004‬بتحديد الئحة األشغال الممنوعة على األحداث دون الثامنة‬
‫عشر والنساء واألجراء المعاقين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5279‬بتاريخ ‪ 2005/01/03‬الصفحة ‪17‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬

‫‪7‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫ودعم الخصوصية الثقافية واللغوية الخاصة بهؤالء األشخاص‪ ،‬واالستفادة من األولوية في‬
‫الولوج إلى المرافق والمنشآت والمؤسسات الثقافية والرياضية والترفيهية‪ ،‬وتسهر السلطات‬
‫العمومية على توفير التجهيزات الالزمة لممارسة هذه األنشطة‪ ،‬وتشجيع ودعم إنشاء مراكز‬
‫للتكوين والتدريب الرياضي الخاصة بهذه الفئة‪.‬‬

‫والسياسية‪1‬‬ ‫خامسا‪ :‬الحق في المشاركة في الحياة المدنية‬

‫يتمتع األشخاص في وضعية إعاقة باألهلية الكاملة لممارسة حرياتهم وحقوقهم المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬وتسهر السلطات العمومية على اتخاذ التدابير التي تمكن من ممارسة هذه الحريات‬
‫والحقوق بشكل كامل وفعال‪ ،‬وتتخذ الدولة التدابير التنظيمية لضمان مشاركة هذه الفئة في‬
‫الحياة السياسية بصورة كاملة كباقي المواطنين‪ ،‬كما يتمتع هؤالء األشخاص بالحق في الحماية‬
‫من كافة أشكال االستغالل والعنف واالعتداء والتمييز بكل أشكاله‪ ،‬وحظر أي مادة إعالمية‬
‫من شأنها المساس بكرامتهم وانتهاك خصوصياتهم‪ ،‬ورصد آليات العقاب على ذلك‪.‬‬

‫الفرص‪2‬‬ ‫سادسا‪ :‬الحق في األولوية وتكافؤ‬

‫يخول القانون لألشخاص في وضعية إعاقة حق األولوية في ولوج مكاتب وشبابيك‬


‫اإلدارات والمرافق‪ ،‬واإلقامة في الداخليات واألحياء الجامعية بالنسبة للذين يتابعون دراستهم‪،‬‬
‫واإلقامة بمؤسسات الرعاية االجتماعية والحصول على المنح الدراسية‪ ،‬كما يستفيدون من‬
‫التسهيالت الالزمة الجتياز االمتحانات والمباريات بمؤسسات التعليم والتكوين أو قصد ولوج‬
‫مناصب الشغل باإلدارات العمومية أو بالقطاع الخاص‪.‬‬

‫الولوجيات‪3‬‬ ‫سابعا‪:‬‬

‫يقتضي هذا الحق جعل المنشآت العمرانية والمعمارية ووسائل النقل واالتصال مزودة‬
‫بالولوجيات الضرورية الخاصة باألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬ونظرا ألهمية الولوجيات‬

‫‪ 1‬المادتين ‪ 18‬و ‪ 19‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪.97.13‬‬

‫‪8‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫وكونها القاعدة األساسية التي تقوم عليها باقي الحقوق‪ ،‬فقد خصها المشرع المغربي بتنظيم‬
‫خاص‪ ،‬وهو ما سيتم التطرق إليه في المطلب الموالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون المتعلق بالولوجيات‬

‫في إطار دعم الترسانة القانونية والنهوض بحقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫وحمايتهم وتمكينهم من ممارسة هذه الحقوق‪ ،‬فقد سن المشرع المغربي القانون رقم ‪10.03‬‬
‫المتعلق بالولوجيات‪ ،1‬والذي يحيل في مجموعة من مواده على نصوص تنظيمية‪ ،‬ليعززه بعد‬
‫انتظار طويل بمرسوم تطبيقي‪ ،2‬وقد سطر هذا القانون المتطلبات العامة للولوجيات (فقرة‬
‫أولى) وإجراءات حماية الشخص المعاق (فقرة ثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المتطلبات العامة للولوجيات‬

‫ترتبط الولوجيات بالمنشآت المعمارية والعمرانية ووسائل النقل واالتصال‪ ،‬والتي تمكن‬
‫األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬من ولوج اإلدارات والمرافق والخروج منها واالستفادة من‬
‫مختلف الخدمات‪ ،‬وقد حدد القانون رقم ‪ 10.03‬في الباب الثاني منه‪ ،‬المتطلبات العامة‬
‫للولوجيات‪:‬‬

‫العمرانية‪3‬‬ ‫أوال‪ :‬الولوجيات‬

‫أولى المشرع المغربي أهمية كبيرة للولوجيات في مختلف القوانين المتعلقة بالمنشآت‬
‫العمرانية‪ ،‬كقانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير والصادر في ‪ 17‬يونيو ‪ ،1992‬والقانون رقم‬
‫‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات العقارية‪ ،‬وجعل ضوابط البناء العامة وتصاميم التهيئة ومختلف‬
‫الوثائق الخاصة بها‪ ،‬تتضمن بيانات حول الولوجيات‪ ،‬وذلك لجعل البنايات وكل موقف عمومي‬
‫للسيارات أو مرآب مزودة بأماكن ولوج ذوي اإلعاقة الحركية المحدودة على مستوى‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.03.58‬صادر بتاريخ ‪ 10‬ربيع األول ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5118‬بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ 2003‬ص‬
‫‪1898‬‬
‫‪ 2‬مرسوم رقم ‪ 2.1.246‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪2011‬المتعلق بتطبيق القانون رقم ‪ 10.03‬المتعلق بالولوجيات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 5986‬بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر‬
‫‪2011‬‬
‫‪ 3‬المواد ‪ ،7 ،6 ،5‬و‪ 8‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬

‫‪9‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫المسارات الخارجية‪ ،‬بموازاة ممرات الراجلين‪ ،‬وأماكن وقوف سيارات ودراجات األشخاص‬
‫المعاقين‪ ،‬وأحال القانون بخصوص العقاب‪ ،‬على مدونة السير في حالة استعمال األماكن‬
‫المخصصة لوقوف وسائل النقل الخاصة باألشخاص المعاقين‪ ،‬كما جرم تغيير شهادة السكن‬
‫أو شهادة المطابقة بشكل يمس المتطلبات العامة والمقتضيات التقنية والهندسية المصادق‬
‫عليها‪.1‬‬

‫المعمارية‪2‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الولوجيات‬

‫لتمكين األشخاص المعاقين من ذوي الحركية المحدودة من الحركة بكل حرية وسهولة‪،‬‬
‫يجب إحداث ممرات خاصة بهم داخل البنايات المفتوحة للعموم‪ ،‬إضافة إلى توفير نسبة من‬
‫الغرف والحمامات والمراحيض بمختلف البنايات في الفنادق والمستشفيات وهياكل االستقبال‪،‬‬
‫ومراعاة التجهيزات المتعلقة بالخدمات الكهربائية والمصاعيد المناسبة لخدمتهم‪ ،‬وتخصيص‬
‫نسبة من أماكن وجود الشبابيك أو رفوف أو منضدات للكتابة لألشخاص المعاقين ذوي الحركية‬
‫المحدودة‪ ،‬وتوفير نسبة من المقاعد الخاصة بهم داخل القاعات العمومية وقاعات الندوات‬
‫والمسارح والمؤسسات العمومية والمدرجات‪.‬‬

‫النقل‪3‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ولوجيات‬

‫تراعى وضعية األشخاص المعاقين وخاصة ذوي الكراسي المتحركة ومستعملي‬


‫المعمدات‪ ،‬في مختلف المحطات‪ ،‬وذلك بوضع صفوف للصعود بحواجز للحماية‪ ،‬مع توفير‬
‫مقاعد خاصة بهم داخل وسائل النقل‪.‬‬

‫االتصال‪4‬‬ ‫رابعا‪ :‬ولوجيات‬

‫تتمثل هذه المتطلبات بتخصيص هاتف عمومي داخل كل المخادع الهاتفية‪ ،‬وأيضا‬
‫حجيرات هاتفية داخل مكاتب االتصال خاصة بذوي اإلعاقة الحركية‪ ،‬مع مراعاة وضع‬

‫‪ 1‬المادتين ‪ 27‬و ‪ 28‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ 11 ،10 ،9‬و ‪ 12‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬
‫‪ 4‬المواد ‪ 18 ،17 ،16 ،15 ،14‬و ‪ 19‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬

‫‪10‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫األزرار العريضة لفائدة المكفوفين‪ ،‬وتزويد مختلف البنايات العمومية بالهواتف المثبتة لتسهيل‬
‫التواصل مع األشخاص المعاقين بصريا وسمعيا‪ ،‬ووضع صناديق البريد في أماكن تستجيب‬
‫لوضعية المعاقين حركيا‪ ،‬وتزويد الخزانات العمومية بوسائل تقنية مالئمة لإلعاقات‪ ،‬وضرورة‬
‫اعتماد لغة اإلشارة في مختلف النشرات التلفزية وبعض البرامج الثقافية والرياضية والترفيهية‪،‬‬
‫وتزويد القاعات العمومية بحلقات كهربائية موصلة تمكن ضعاف السمع من سماع األصوات‬
‫الصادرة عن مختلف األجهزة‪.‬‬

‫االشارات‪1‬‬ ‫خامسا‪:‬‬

‫يقتضي ذلك تزويد إشارات المرور في الشوارع والممرات الرئيسية بتجهيزات صوتية‬
‫صوتية للضوء لفائدة المكفوفين‪ ،‬ووضع سبورات الكترونية بالصوت والصورة داخل محطات‬
‫النقل العمومي لإلشارة إلى أوقات الذهاب والوصول‪ ،‬ووضع لوحات إرشادية ورموز ظاهرة‬
‫بمختلف البنايات لتمكين المعاقين من ولوجها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات حماية الشخص المعاق‬

‫لقد وضع القانون رقم ‪ 10.03‬إلى جانب المتطلبات العامة للولوجيات‪ ،‬مجموعة من‬
‫اإلجراءات الرامية إلى حماية الشخص المعاق‪ ،‬وتتمثل هذه االجراءات أساسا في‪:‬‬

‫‪ -‬وضع أجهزة تقنية خاصة بمختلف األماكن المولجة لتسهيل طلب المساعدة لذوي‬
‫اإلعاقة‪،‬‬
‫‪ -‬تزويد البنايات المفتوحة للعموم بأجهزة اإلنذار من الحريق في أماكن واضحة‪،‬‬
‫‪ -‬وضع نظام يم كن الشخص المعاق من االتصال خارجيا بالبواب أو حارس المبنى في‬
‫حالة حريق أو خطر ما‪،‬‬
‫‪ -‬تزويد المصاعد بنظام يمكن من اتصال الشخص المعاق بمصلحة الحماية من الحرائق‪.‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ 21 ،20‬و ‪ 22‬من القانون رقم ‪.10.03‬‬

‫‪11‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوانين المتعلقة بالرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫في إطار تعزيز الحماية القانونية لألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬وسيرا في توجه السياسة‬
‫التشريعية إلى النهوض بهذه الفئة من المجتمع واالستجابة إلى االتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق‬
‫ذوي اإلعاقة‪ ،‬فقد عمل المشرع المغربي على سن مجموعة من القوانين التي تهم اآلليات‬
‫المتطلبة لترسيخ الحماية االجتماعية لهؤالء األشخاص‪ ،‬لكونهم الفئة االجتماعية األكثر حاجة‬
‫إلى هذه الحماية‪ ،‬وتجسدت هذه القوانين أساسا في قوانين الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة (المطلب األول) وقانون المؤسسات الرعاية االجتماعية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫إن االهتمام باألشخاص ذوي اإلعاقة بالمغرب بدأ منذ أزيد من أربعة عقود مضت حيث‬
‫صدر أول تشريع خاص بهذه الفئة‪ ،‬وهو قانون الرعاية اإلجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر‬
‫سنة ‪( 1982‬فقرة أولى) تالها قانون الرعاية االجتماعية للمعاقين سنة ‪( 1993‬فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قانون الرعاية االجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر‬


‫يعتبر القانون رقم ‪ 05.81‬المتعلق بالرعاية االجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر‪ ،‬من‬
‫أول القوانين الخاصة باألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،1‬وعززه بمرسومه التطبيقي بتاريخ ‪19‬‬
‫دجنبر ‪ ،21997‬والذي عرف بدوره تتميما وتغييرا بمقتضى المرسوم الصادر بتاريخ ‪12‬‬
‫يوليوز ‪.32016‬‬
‫أوال‪ :‬امتيازات المكفوفين وضعاف البصر‬

‫لقد حدد القانون رقم ‪ 5.81‬االمتيازات التي يتمتع بها المكفوفون ومن في حكمهم والحاملون‬
‫لبطاقة شخص معاق التي تسلمها المندوبية السامية للمعاقين‪ ،‬تتمثل هذه االمتيازات في‪:4‬‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.82.246‬بتاريخ ‪ 11‬رجب ‪ 1402‬الموافق ل ‪ 6‬مايو ‪ 1982‬الصادر بتنفيذ القانون رقم ‪ 05.81‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3636‬بتاريخ ‪07‬‬
‫يوليوز ‪ 1982‬ص ‪836‬‬
‫‪ 2‬مرسوم رقم ‪ 2-97-218‬صادر في ‪ 18‬من شعبان ‪ 19( 1418‬دجنبر ‪ )1997‬بتطبيق القانون رقم ‪ 05-81‬المتعلق بالرعاية االجتماعية‬
‫للمكفوفين وضعاف البصر والقانون رقم ‪ 07-92‬المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‪.‬‬
‫‪ 3‬مرسوم رقم ‪ 2.16.145‬بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪ 2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6491‬بتاريخ ‪ 15‬غشت ‪ 2016‬ص‪.6056‬‬
‫‪ 4‬الفصل الرابع من القانون رقم ‪.5.81‬‬

‫‪12‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫‪ -‬تخصيص مؤسسات عمومية للقيام بتربيتهم وتأهيلهم لممارسة المهن التي تالئم حالهم؛‬
‫‪ -‬منحهم األولوية لشغل بعض المناصب التي تناسب حالتهم في القطاعين العام والخاص؛‬
‫‪ -‬رعاية تعاونيات اإلنتاج التي يكونونها ومدها بالمساعدات الضرورية بإجبار مصالح‬
‫الدولة والجماعات المحلية ومؤسساتها العمومية على أن تتزود منها بكل ما تحتاجه مما‬
‫تنتجه التعاونيات المذكورة؛‬
‫‪ -‬منحهم ومنح المرافقين لهم إن اقتضى األمر حق استعمال وسائل النقل العمومي مجانا‬
‫أو بسعر مخفض وتخصيص مقاعد لهم وفقا للشروط التي تفرضها اإلدارة في هذا‬
‫المضمار؛‬
‫‪ -‬منحهم األسبقية لدخول مكاتب اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حماية الموظف المصاب بفقدان أو ضعف البصر‬

‫لقد كرس القانون رقم ‪ 5.81‬حماية خاصة للموظف المصاب ‪ ،1‬إذ ال يمكن بأي حال من‬
‫األحوال إحالته على التقاعد أو حذفه من أسالك الوظيفة العمومية بسبب فقدان بصره أو طروء‬
‫ضعف على درجة أبصاره‪ ،‬وعلى اإلدارة أن تعمل على إعادة تأهيله لتمكينه من شغل منصب‬
‫يناسب حالته هذهن وقد استثنى القانون في هذه الحالة‪:2‬‬
‫‪ -‬العسكريين التابعين للقوات المسلحة الملكية‬
‫‪ -‬رجال التأطير والصف في القوات المساعدة‬
‫‪ -‬العاملين باإلدارة العامة لألمن الوطني‬
‫‪ -‬سائر الموظفين المسموح لهم بحمل السالح في مزاولة وظيفتهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قانون الرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‬

‫بعد عقد من صدور قانون الرعاية االجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر‪ ،‬جاء القانون‬
‫المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‪ ،3‬ليؤكد على أن الوقاية من اإلعاقة‬

‫‪ 1‬الفصل ‪ 5‬من القانون رقم ‪.5.81‬‬


‫‪ 2‬الفصل ‪ 2-5‬من القانون رقم ‪.5.81‬‬
‫‪ 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1-92-30‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 07-92‬المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‬
‫(ج‪ .‬ر عدد ‪ 4225‬بتاريخ ‪ 4‬جمادى األولى ‪ 20 - 1414‬أكتوبر ‪.)1993‬‬

‫‪13‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫وتشخيصها والعالج منها وتربية المعاق وتعليمه وتكوينه وتأهيله وإدماجه في المجتمع‪ ،‬تعتبر‬
‫واجبا وطنيا‪ ،‬وحدد هذا القانون جوانب الرعاية االجتماعية التي يتمتع بها األشخاص المعاقين‪:‬‬

‫والتكوين‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬الوقاية والعالج والتعليم‬

‫‪ -1‬الوقاية والعالج‪:‬‬

‫يعكس هذا الجانب دور الدولة والجماعات المحلية في توفير وسائل الوقاية والعالج وما‬
‫تشملها من تدابير مادية ومعنوية كالتوجهات الصحية والبدنية وتلقيح األطفال واألمهات‬
‫والوقاية من الحوادث واالهتمام بالبيئة وكل ما يمكن أن يجنبهم من أسباب اإلعاقة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تكوين األطر الطبية والمختصين في هذا الجانب‪ ،‬وتوفير وسائل إعادة التكييف والتأهيل‬
‫البدني وإحداث مراكز العالج الخاصة بالمعاقينن وتشجيع مبادرات المنظمات الدولية والوطنية‬
‫التي تهتم بقضايا األشخاص المعاقين ودعم مشاريعها في حدود اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وتشجيع‬
‫صناعة األالت واألجهزة التي يستعملها المعاقون‪.‬‬

‫‪ -2‬التعليم والتكوين‪:‬‬

‫تخول للشخص المعاق تلقي التعليم والتكوين المهني في مؤسسات التعليم ومراكز التكوين‪،‬‬
‫ليتمكنوا من مباشرة نشاط اقتصادي‪ ،‬وتعمل اإلدارة على إحداث مؤسسات التربية والتعليم‬
‫والتكوين الخاصة بالمعاقين‪ ،‬ومراعاة ظروفهم لالستفادة من مختلف خدمات هذه المؤسسات‪،‬‬
‫ودعم رياضتهم عن طريق طريق إحداث مراكز التدريب وتكوين المدربين‪ ،‬وتشجيع‬
‫المؤسسات الخصوصية على التي تعنى بتربية وتكوين األشخاص المعاقين‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حق الشغل والتعويض‬
‫‪ -1‬حق الشغل‪:‬‬

‫لقد أكد المشرع في هذا االطار‪ ،‬حق كل شخص في وضعية إعاقة في الشغل‪ ،‬إذ اليمكن‬
‫أن تكون اإلعاقة سببا أو مانعا من حرمانه من الحصول على شغل في القطاع العام أو الخاص‪،‬‬

‫‪ 1‬المواد من ‪ 7‬إلى ‪ 16‬من القانون رقم ‪.07.92‬‬


‫‪ 2‬المواد من ‪ 17‬إلى ‪ 21‬من من القانون رقم ‪.07.92‬‬

‫‪14‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫إذا توافرت لديه المؤهالت المطلوبة لذلك المنصب‪ ،‬كما أن كل موظف أو أجير أصيب بإعاقة‬
‫تمنعه من ممارسة عمله المعتاد‪ ،‬من حقه أن يكلف بعمل آخر يتالءم وطبيعة إعاقته‪ ،‬مع‬
‫الحرص على تمكينه من وسائل إعادة التأهيل لممارسة العمل الجديد دون أن يؤثر كل ذلك‬
‫على وضعيته النظامية‪.‬‬

‫‪ -2‬حق التعويض‪:‬‬

‫يخول ألباء المعاقين العاملين بالقطاع العام أو الخاص‪ ،‬االستفادة من تعويضات عائلية عن‬
‫أبنائهم المعاقين‪ ،‬بغض النظر عن سنهم‪ ،‬شريطة أال يتوفر معيلهم على دخل كاف لسد حاجياتهم‬
‫وأال يتوفر المعاقون على دخل قار بهم‪.‬‬

‫المعاقون‪1‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حقوق األولوية واالمتيازات التي يستفيد منها‬

‫يستفيد كل شخص في وضعية إعاقة من بطاقة معاق وتخول له مجموعة من االمتيازات‪،‬‬


‫كما يستفيد منها أيضا الشخص المصاحب بصفة مستمرة لمعاق في حاجة إلى مساعدة الغير‪،‬‬
‫وينبغي اإلعالن عن هذه االمتيازات عن طريق كتابتها داخل وسائل النقل العمومي‬
‫والمرافق العامة‪ ،‬وقد حدد القانون رقم ‪ 07.92‬هذه االمتيازات في‪:‬‬

‫‪ -1‬أولوية الدخول لمكاتب وشبابيك اإلدارات العمومية؛‬


‫‪ -2‬إمكانية تخفيض معين في ثمن التذاكر بوسائل النقل العمومي لفائدة المعاق؛‬
‫‪ -3‬األسبقية في الدخول إلى األماكن المخصصة للعموم‪.‬‬

‫هذا ما يخص الرعاية االجتماعية لألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬فماذا عن مؤسسات الرعاية‬
‫االجتماعية؟‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قانون مؤسسات الرعاية االجتماعية‬

‫عرفت المنظومة القانونية الخاصة باألشخاص في وضعية اجتماعية هشة‪ ،‬ومنها‬


‫األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬صدور قانون يتعلق بشروط فتح مؤسسات الرعاية‬

‫‪ 1‬المادتين ‪ 22‬و ‪ 23‬من القانون رقم ‪.07.92‬‬

‫‪15‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫االجتماعية وتدبيرها‪ ،‬ويتعلق األمر بالقانون رقم ‪ 14.05‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬نونبر ‪2006‬‬
‫االجتماعية‪1‬‬ ‫والذي تم نسخه بالقانون رقم ‪ 65.15‬المتعلق بمؤسسات الرعاية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬خدمات المؤسسات التي تتكفل باألشخاص في وضعية إعاقة‬

‫يستفيد األشخاص في وضعية إعاقة شأنهم شأن باقي الفئات االجتماعية التي تعاني من‬
‫الفقر والهشاشة واالقصاء‪ ،‬من مختلف الخدمات التي تقدمها مؤسسات الرعاية االجتماعية‪ ،‬في‬
‫إطار مبادئ وأحكام التكفل بالغير‪ ،‬كما حددها القانون الجديد‪ ،2‬وتتمثل هذه الخدمات أساسا في‪:‬‬

‫االستقبال ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإليواء ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلطعام ؛‬ ‫‪-‬‬
‫التوجيه ؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسعاف االجتماعي؛‬ ‫‪-‬‬
‫المساعدة االجتماعية والقانونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫الوساطة االجتماعية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التتبع التربوي؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقوية القدرات والتكوين والتأهيل؛‬ ‫‪-‬‬
‫التتبع والمواكبة االجتماعية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تأمين العالجات الصحية األولية؛‬ ‫‪-‬‬
‫الدعم والمواكبة الطبية والنفسية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تأمين الترويض والتأهيل وإعادة التأهيل الوظيفي؛‬ ‫‪-‬‬
‫منح المعينات التقنية واألجهزة التعويضية والبديلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التنشيط الثقافي والرياضي والترفيهي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 6‬شعبان ‪23(1439‬أبريل ‪ ،)2018‬ص ‪.2339‬‬


‫‪ 2‬المادتين ‪ 5‬و ‪ 6‬من القانون رقم ‪.65.15‬‬

‫‪16‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدبير مؤسسات الرعاية االجتماعية‬

‫يعتبر المؤسس والمدير ولجنة التتبع والرقابة‪ ،‬األجهزة األساسية التي تتكون منها‬
‫مؤسسة الرعاية االجتماعية‪ ،‬ويشرف المدير على تدبير هذه المؤسسة‪ ،‬يعين المدير من طرف‬
‫المؤسس بموافقة السلطة الحكومية المختصة‪ ،‬يتولى المدير التدبير اإلداري والمالي للمؤسسة‬
‫ويتمتع بكافة الصالحيات االزمة للقيام بهذا الغرض‪ ،‬ويتعين عليه أن يسهر على احترام األحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية المطبقة على وضعية المستفيدين من خدمات المؤسسة‪ ،‬وخاصة‬
‫مقتضيات القانون اإلطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫والنهوض بها‪.1‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪.65.15‬‬

‫‪17‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل ما تم التطرق إليه في محاور هذا العرض تبين لنا أن المشرع المغربي يبذل‬
‫جهدا ال بأس به من أجل تحسين وضعية األشخاص ذوي اإلعاقة من خالل إصدار القوانين‬
‫التي تعبر عن هذه الرغبة التشريعية الحميدة‪.‬‬

‫ويبدو حقا أن تفعيل هذه القوانين وحسن تنزيلها في أرض الواقع‪ ،‬يقتضي تفعيل‬
‫السياسات العمومية على المستويات االقتصادية واالجتماعية والتنموية‪ ،‬والحرص على ضمان‬
‫حقوق األشخاص في وضعية إعاقة وتوفير كافة الضمانات لتمكينهم فعال من االندماج في‬
‫الحياة العادية للمجتمع‪ ،‬وخاصة بتوفير الولوجيات‪ ،‬لتمكين هذه الفئة من االنفتاح على مختلف‬
‫األنشطة والخدمات التي تقدمها مختلف المرافق العمومية‪ ،‬أمال في تجاوز العزلة االجتماعية‬
‫لهذه الفئة‪.‬‬

‫كما يتضح جليا أنه رغم مصادقة المغرب على االتفاقية الدولية فإنه بعيد كل البعد عن إعمال‬
‫هذه االتفاقية و أن كل المبادرات التي يطلقها تحكمها الكلفة المالية‪ ،‬وبطء وثيرة التشريع مقارنة‬
‫مع التحوالت التي تعرفها وضعية األشخاص ذوي اإلعاقة مما يجعل الحصيلة جد هزيلة‬
‫ومختلة و تعمق معاناتهم‪.‬‬

‫وذلك يجب إعادة النظر في القانون اإلطار والنضال من أجل قانون ديموقراطي تشاركي‪:‬‬

‫•يجرم التمييز بسبب اإلعاقة‪.‬‬

‫• يحترم الفوارق وقبول األشخاص ذوي اإلعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة‬
‫البشرية‬

‫•اعتماد مصطلحات دقيقة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫الئحة منابع العرض‬

‫‪ ‬محمد أبو ولي‪ :‬حقوق ذوي اإلعاقة بالمغرب التشريعات(القانون االطار)‬


‫االطالع‬ ‫تاريخ‬ ‫‪profmed63.blogspot.com‬‬ ‫بموقع‬ ‫مقال‬
‫‪.2020/11/24‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.52‬بتاريخ ‪ 19‬رجب ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 27‬أبريل‬
‫‪ 2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6466‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪. 2016‬‬
‫‪ ‬القانون االطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية‬
‫إعاقة‪ :‬مقال منشور بموقع ‪ audiodoc.ma‬تاريخ االطالع‬
‫‪2020/11/24‬‬
‫‪ ‬قرار الوزير األول رقم ‪ 3.130.00‬صادر في ‪ 7‬ربيع األول ‪10(1421‬‬
‫يوليوز ‪ ،)2000‬بتحديد قائمة المناصب الممكن إسنادها إلى األشخاص في‬
‫وضعية إعاقة باألولوية وكذا النسبة المئوية لهذه المناصب بإدارات الدولة‬
‫والهيئات التابعة لها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 4828‬بتاريخ ‪ 8‬جمادى اآلخرة ‪- 1421‬‬
‫‪ 7‬سبتمبر ‪.2000‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.04.682‬صادر في ‪ 16‬من ذي القعدة ‪ 29( 1425‬دجنبر‬
‫‪ ،)2004‬بتحديد الئحة األشغال الممنوعة على األحداث دون الثامنة عشر‬
‫والنساء واألجراء المعاقين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5279‬بتاريخ‬
‫‪ 2005/01/03‬الصفحة‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.03.58‬صادر بتاريخ ‪ 10‬ربيع األول ‪ 1424‬الموافق‬
‫ل ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5118‬بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ 2003‬ص ‪1898‬‬

‫‪19‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.1.246‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪2011‬المتعلق بتطبيق القانون‬


‫رقم ‪ 10.03‬المتعلق بالولوجيات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 5986‬بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.82.246‬بتاريخ ‪ 11‬رجب ‪ 1402‬الموافق ل ‪ 6‬مايو‬
‫‪ 1982‬الصادر بتنفيذ القانون رقم ‪ 05.81‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3636‬بتاريخ ‪07‬‬
‫يوليوز ‪.1982‬‬
‫‪ ‬رسوم رقم ‪ 2-97-218‬صادر في ‪ 18‬من شعبان ‪ 19( 1418‬دجنبر‬
‫‪ )1997‬بتطبيق القانون رقم ‪ 05-81‬المتعلق بالرعاية االجتماعية‬
‫للمكفوفين وضعاف البصر والقانون رقم ‪ 07-92‬المتعلق بالرعاية‬
‫االجتماعية لألشخاص المعاقين‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.16.145‬بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪ 2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6491‬بتاريخ‬
‫‪ 15‬غشت ‪.2016‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1-92-30‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 07-92‬المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين (ج‪.‬‬
‫ر عدد ‪ 4225‬بتاريخ ‪ 4‬جمادى األولى ‪ 20 - 1414‬أكتوبر ‪.1993‬‬

‫‪20‬‬
‫قراءة في القوانين المرتبطة باألشخاص في وضعية إعاقة وحدة الحماية االجتماعية لألسرة‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القوانين المتعلقة بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون اإلطار حول حماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫فقرة أولى‪ :‬أهداف ومبادئ القانون رقم ‪97.13‬‬

‫فقرة ثانية‪ :‬حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون المتعلق بالولوجيات‬

‫فقرة أولى‪ :‬المتطلبات العامة للولوجيات‬

‫فقرة ثانية‪ :‬إجراءات حماية الشخص المعاق‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوانين المتعلقة بالرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫المطلب األول‪ :‬الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫فقرة أولى‪ :‬قانون الرعاية االجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر‬

‫فقرة ثانية‪ :‬قانون الرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قانون مؤسسات الرعاية االجتماعية‬

‫فقرة أولى‪ :‬شروط فتح مؤسسات الرعاية االجتماعية‬

‫فقرة ثانية‪ :‬تدبير مؤسسات الرعاية االجتماعية‬

‫‪21‬‬

You might also like