You are on page 1of 17

‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫مسؤولية الدولة عن احلق يف الوصحة‪ ،‬أية‬


‫محاية للمرفق الوصحي العمومي‬
‫‪State responsibility for the right to health, i.e. protection of a public health facility‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تتعلق مهنة الطب بمقصود عظيم وهو حفظ النفس‪ ،‬ومن هنا اكتسبت هذه المهنة‬
‫طابعها النبيل مما منحت لممارسيها هالة من اإلجالل وأسمى مراتب التقدير التي ال يتمتع بها‬
‫سواهم من المهنيين‪.‬‬

‫فضال عن ذلك فقد اعتبرها البعض مهنة مقدسة‪ ،‬ولعل قداستها مستقاة من ارتباطها‬
‫بجسم اإلنسان وحياته‪ ،‬وهذا االرتباط هو الذي جعل الفقه والقضاء يختلف حول موضوع‬
‫المسؤولية الطبية‪119 ،‬بين من ينادي بإعفاء الممارسين للطب من المسؤولية‪ ،‬ومن يقول‬
‫بوجوب مساءلتهم عن أخطائهم‪ ،‬لكن هذا القول ال يستوي بالنظرإلى التطورات العلمية الهائلة‬
‫والتقدم التكنولوجي في كافة مجاالت الحياة‪ ،‬كاستعمال التقنيات الحديثة والمعقدة التي‬
‫يعتمدها المتخصصون في الميدان الطبي‪ ،‬كما هو الحال في استعمال بروتوكوالت طبية لعالج‬
‫فيروس كورونا المستجد‪ ،‬الذي يستوجب معه اتباع طرق عالج مختلفة بمقدورها أن تنتج‬
‫أخطاء طبية يصعب إثباتها‪.120‬‬

‫وتعد املحافظة على سالمة اإلنسان وصحته من الحقوق التي أقرتها الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ودستور المملكة المغربية لسنة ‪ 8077‬ونادت بها القوانين الوضعية أيضا‪ ،‬حيث قنن المشرع‬
‫ألول مرة منذ بداية التسعينات القانون رقم ‪ 70.99‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب‪ ،‬المعدل‬

‫‪119‬‬
‫‪-Ahmad Issa, « La responsabilité médicale en droit public (étude comparé) », Edition‬‬
‫‪alpha 2014, p. 5.‬‬
‫‪120 -‬علي بدوي‪" ،‬االلتزامات المهنية للطبيب في نظر القانون"‪ ،‬موسوعة الفكر القانوني مركز الدراسات والبحوث القانونية‪،‬‬
‫الموسوعة القضائية اإلعالمية‪ ،‬الجزائر سنة ‪ ،6002‬ص‪.20 .‬‬

‫‪P 20‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫بقانون ‪ 71_717‬لكن هذا األخير لم ينظم تحديد دقيق لمفهوم الخطأ الطبي مما شكل عبء‬
‫حقيقيا لالجتهاد القضائي في استخالص واستنباط طبيعة الخطأ الطبي وماهيته‪.121‬‬

‫ومن المعلوم أن قيام مسؤولية الدولة بصفة عامة عن الفعل الضار‪ ،‬يقتض ي حتما‬
‫وجود إخالل بأحد إلتزاماتها‪ ،‬وهو ما يعبر عنه اصطالحا بالخطأ‪ ،‬ويقصد بمسؤولية الدولة عن‬
‫األخطاء الطبية مسؤوليتها عن األعمال واألنشطة التي تقوم بها المستشفيات‪ ،‬والمر افق‬
‫الصحية األخرى‪.‬‬
‫و لقد كان الهدف من إنشاء القضاء اإلداري ضمان العدل والحماية لألفراد‪ ،‬والحصول‬
‫بالتالي على إقتضاء الحقوق منها عن طريق المطالبة القضائية‪ ،‬وخاصة في املجال الطبي بإعتبار‬
‫المريض المتضرر هو الطرف الضعيف‪ ،‬وخاصة ونحن أمام موضوع شائك تغمره الكثير من‬
‫اإلشكاالت والصعوبات‪ ،‬وهو موضوع المسؤولية الطبية‪ ،‬فلم يتوان القضاء اإلداري عن إيجاد‬
‫حلول تكون في صالح المتضرر الذي يكون في مواجهة الدولة‪ ،‬وتتجلى هذه الحماية من خالل‬
‫إنطالقه من المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬للقول بحق اإلنسان في الصحة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحميل الدولة المسؤولية ‪. 122‬‬
‫وفي هذا السياق تتموقع إشكالية البحث في ‪:‬‬
‫مدى مسؤولية الدولة في حماية الحق في الصحة‪ ،‬في ضوء النصوص القانونية المنظمة‬
‫لهذا النوع من المسؤولية ؟‬
‫وما هو نظام التعويض المتبع في التشريع المغربي كنتاج لتكريس الحق في الصحة على‬
‫أرض الو اقع ؟‬
‫وهذا ما سنوضحه من خالل مناقشة هذه الحماية ضمن نقطتين‪ ،‬سنتناول في النقطة‬
‫األولى‪ ،‬مسؤولية الدولة عن الحق في الصحة في نشاط المرفق الصحي العمومي‪ ،‬والتعويض عن‬
‫األخطاء الو اقعة داخل المؤسسات الصحية العمومية في النقطة الموالية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسؤولية الدولة عن حماية الحق في الصحة‬

‫‪ -121‬بوبكري محمادين‪" ،‬خصوصيات الخطأ الطبي"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال‬
‫جامعية العدد ‪ ،112‬سنة ‪ ،6011‬ص‪.62 .‬‬
‫‪122‬‬
‫‪-Alain Coulomb, « Principes Methodologique pour la Gestion Des Risque en‬‬
‫‪etablissement de santé », Agence Nationale d'Accréditation et d'Évaluation en Santé‬‬
‫‪(ANAES) Janvier 2003, p. 10.‬‬

‫‪P 21‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫لقد كان الهدف من إنشاء القضاء اإلداري ضمان العدل والحماية لألفراد‪ ،‬والحصول‬
‫بالتالي على إقتضاء الحقوق منها عن طريق المطالبة القضائية‪ ،‬وفي املجال الطبي وبإعتبار‬
‫المريض المتضرر هو الطرف الضعيف وخاصة ونحن أمام موضوع شائك تغمره الكثير من‬
‫اإلشكاالت والصعوبات‪ 123،‬وهو موضوع المسؤولية الطبية‪ ،‬فلم يتوان القضاء اإلداري عن‬
‫إيجاد حلول تكون في صالح المتضرر الذي يكون في مواجهة الدولة‪ ،‬وتتجلى هذه الحماية من‬
‫خالل إنطالقه من المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬للقول بحق اإلنسان في الصحة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحميل الدولة المسؤولية‪124‬‬

‫وبما أن القضاء بصفة عامة والقضاء اإلداري بصفة خاصة وبتكريسه الحق في الصحة‪،‬‬
‫يكون قد خطى خطوة أخرى نحو تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها السيما في املجال الطبي‬
‫والقضاء بهذا التوجه‪ ،‬ال شك أنه سيساهم في توفير حماية أكثر للمتضرر والحصول على‬
‫التعويض‪ ،‬وهذا ما سنوضحه من خالل مناقشة هذه الحماية ضمن نقطتين‪ ،‬سنتناول في‬
‫النقطة األولى‪ ،‬لمضمون الحق في الصحة‪ ،‬ثم مدى حضور هذا الحق ضمن توجهات القاض ي‬
‫اإلداري في النقطة الموالية‪.125‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مضمون الحق في الصحة‬

‫يعد الحق في الصحة حق إجتماعي و إقتصادي أساس ي وفقا للمادة ‪ 78‬من العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق االقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬الصادر سنة ‪ 7922‬تضمنت اإلعتراف‬
‫بالحق في الصحة باعتباره أحد حقوق اإلنسان‪ ،‬حيث أن كل دولة تعهدت بحماية هذا الحق من‬
‫خالل إعالنات دولية وتشريعات وسياسات عمومية‪ ،‬وإلتزمت بذلك في مؤتمرات دولية‪.‬‬

‫وتزايد هذا االهتمام بالحق في بالتمتع بأعلى مستوى من الصحة من خالل هيئات رصد‬
‫معاهدات حقوق اإلنسان ومنظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق اإلنسان حيث " تعترف‬
‫الدول األطراف في هذا العهد بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية‬
‫والعقلية"‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪- Alain Coulomb, «Principes méthodologique pour la gestion des risques en‬‬
‫‪etablissement de santé», Agence Nationale d'Accréditation et d'Évaluation en Santé‬‬
‫‪(ANAES), Janvier 2003, p 60.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪- Abdellah Boudahrain, op.cit, p. 210-215.‬‬
‫‪ -125‬محند بو كوطيس‪" ،‬الحماية القانونية والقضائية للحق في الصحة"‪ ،‬المنبر القانوني مجلة نصف سنوية تعنى بالدراسات‬
‫واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬الرباط ‪ ،6012‬ص ‪.12‬‬

‫‪P 22‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫كما أن هذا الحق مكرس في دستور ‪ 8077‬في الباب المتعلق بالحقوق والحريات‪ ،‬في‬
‫الفصل ‪126 ،17‬فالمالحظ أن الدستور المغربي لم يشر إلى الحق في الصحة بطريقة مباشرة‪،‬‬
‫و إنما نص على الحق في العالج والعناية الصحية والحماية اإلجتماعية والتغطية الصحية‪،‬‬
‫والتي تشكل جانب من اإلجراءات والتدابير التي يستلزمها الحق في الصحة ويتعين على الدولة‬
‫توفيرها لتفعيل هذا الحق‪.‬‬

‫كما تم تكريسه من طرف المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ففي اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬نصت المادة الخامسة والعشرون على أنه‪" :127‬لكل شخص الحق في مستوى‬
‫معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له وألسرته"‪ ،‬ونص العهد الدولي المتعلق بالحقوق‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪ ،‬في مادته الثانية عشرعلى‪" :‬حق كل انسان في التمتع بأعلى‬
‫مستوى من الصحة الجسمية والعقلية يمكن بلوغه"‪.‬‬

‫وفيما يخص مسؤولية الدولة فقد تم التنصيص عليها منذ التشريعات القديمة‪ ،‬حيث‬
‫تالحقت خطوات تطويروتوسيع إطار مفهوم الصحة وتعريفها بدءا من أقدم القوانين في حقبة‬
‫التصنيع عام ‪ 7208‬في إبريطانيا‪ ،‬وقانون الصحة العامة ‪ ،7292‬تتويجا بإنشاء منظمة الصحة‬
‫العالمية ‪ who world health organization‬عام ‪ ،7992‬والتي قامت بوضع ونشر مفهوم‬
‫إجتماعي للصحة‪ ،‬وهذا وتنص جل الدساتير على الحق في الصحة إما بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة من خالل التنصيص على المبادئ التي تسعى الدولة عبرها تحقيق الوصول إلى حق‬
‫المواطنين في التمتع بالصحة‪.128‬‬

‫وجاء في المادة الرابعة من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب أنه "ال يجوز‬
‫إنتهاك حرمة اإلنسان‪ ،‬ومن حقه إحترام حياته وسالمة شخصه البدنية والمعنوية‪ ،‬وال يجوز‬
‫حرمانه من هذا الحق تعسفيا"‪.129‬‬

‫‪ -126‬الفصل ‪ 13‬من الدستور‪ ،‬على أنه‪" :‬تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬على تعبئة كل الوسائل‬
‫المتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب إستفادة المواطنات والمواطنين‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬من الحق في العالج والعناية الصحية‪ ،‬الحماية‬
‫اإلجتماعية والتغطية الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي أو المنظم من طرف الدولة‪."...‬‬
‫‪ -127‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو وثيقة حقوق دولية تمثل اإلعالن الذي تبنته األمم المتحدة ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1222‬في‬
‫باريس ويتألف من ‪ 20‬مادة ويخطط رأي الجمعية العامة بشأن حقوق اإلنسان المكفولة لجميع الناس‪.‬‬
‫‪ -128‬تعد منظمة الصحة العالمية السلطة التوجيهية‪ ،‬والتنسيقية ضمن منظومة األمم المتحدة فيما يتعلق بالمجال ‪ 11‬الصحي‪،‬‬
‫وهي مسؤولة عن تأدية دور قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية‪ ،‬وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد‪،‬‬
‫والمعايير‪ ،‬وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبينات‪ ،‬وتوفير الدعم التقني إلى البلدان‪ ،‬ورصد االتجاهات الصحية‪،‬‬
‫وتقييمها‪ .‬منشور على الرابط االلكتروني لمنظمة الصحة العالمية ‪ ،www.who.int/about/a r/ ،‬الزيارة تاريخ‪:‬‬
‫‪.61/1/6012‬‬
‫‪ -129‬أحمد ادريوش‪" ،‬مسؤولية مرافق الصحة العمومية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 .‬‬

‫‪P 23‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫وهكذا تم التنصيص في دستور منظمة الصحة العالمية على أن‪" :‬التمتع بأعلى مستوى‬
‫من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق األساسية لكل إنسان‪ ،‬دون تمييز بسبب العنصر أو‬
‫الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة اإلقتصادية واإلجتماعية "‪.130‬‬

‫كما أن التوصيات الصادرة عنها أبرزت أهم عناصر هذا الحق‪ ،‬ذلك أنها أصدرت توصية‬
‫بسطت فيها ما يقتضيه إعمال هذا الحق من إلتزامات ومنها ما جاء في الفقرة األولى من هذه‬
‫التوصية التي تتضمن إعالن مسؤولية الدولة واملجتمع‪.‬‬

‫وإذا كان فقهاء القانون الدولي اختلفوا حول ما إذا كان الحق في الصحة المقررمن طرف‬
‫المواثيق الدولية يفرض إلتزامات محددة على الدولة أو غيرها يمكن المطالبة بها قضائيا‪ ،‬أم‬
‫مجرد هدف يق وم عليه نظامها اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬فإن الرأي الراجح هو أن الحق في‬
‫الصحة يحمل طابعا إلزاميا للدول متى قام هذا الحق على عناصر وتدابير كفيلة بتنفيذه على‬
‫إعتبار أن حياة الفرد وسالمته تعتبر من القيم التي يحميها القانون كما يخول الحق في طلب‬
‫التعويض عن األضرار الالحقة به‪.‬‬

‫كما أنه من المتفق عليه فقها وقضاء أن تدخل الدولة في املجال الصحي يرتب تعويضا‬
‫لألفراد المتضررين منها إذا ما كانت هذه التدخالت نتج عنها أخطاء أو إستعمال وسائل خطيرة‪،‬‬
‫فإنه من باب أولى محاسبة الدولة عن عدم تدخلها للقيام بواجبها المتمثل في كفالة الحق في‬
‫الصحة لغاية تحقق الهدف من إقرارهذا الحق باعتبارالدولة ضامنة للحقوق‪.131‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تكريس القضاء لحماية الحق في الصحة‬

‫لقد أثير نقاش لدى الفقه القانوني حول مشكلة ما إذا كان هذا الحق يفرض إلتزامات‬
‫محددة على الدولة أو غيرها تمكن المطالبة بها قضائيا‪ ،‬أم مجرد هدف يقوم عليها نظامها‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬حيث تتجاذب الموضوع إتجاهان‪ ،‬اإلتجاه األول يقول بإلزام الدولة‬
‫بضمان الحق في الصحة وإمكانية األفراد المطالبة به قضائيا في حالة إخالل الدولة بهذا الحق‪،‬‬

‫‪ -130‬محند بوكوطيس‪" ،‬مسؤولية الدولة في المجال الطبي‪ ،‬مقاربة قانونية تحليلية على ضوء القضاء اإلداري"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.121.‬‬
‫‪ -131‬محمد الداودي‪ :،‬مقاربة إلشكالية تحديث المرفق العمومي الصحي بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‬
‫في موضوع بجامعة محمد الخامس– السويسي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،6002-6001‬ص ‪.61‬‬

‫‪P 24‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫و إتجاه ثاني يرى أن التنصيص على الحق في الصحة ال يعني أن الدولة ملزمة بتنفيذه و أنه ال‬
‫يحق لألفراد المطالبة بتحقيقه قضائيا‪.132‬‬

‫كما شكل مدى جواز اإلحالة على المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان من طرف القضاء‬
‫موضوع نقاش لدى الفقه القانوني‪ ،‬بين من يرى أن المواثيق الدولية وما أقرته من حقوق ذات‬
‫توجه عالمي‪ ،‬ال يمنع القضاء من اإلحالة عليها في أحكامه وقراراته التي يصدرها‪ ،‬وبين من يرى‬
‫من جانب أخر أن التشريع الداخلي للدولة هو األولى‪ ،‬وأن القضاء يبقى مقيد بتطبيق التشريع‬
‫الداخلي القائم‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المواثيق الدولية التي أشارت إلى الحق في الصحة‪ ،‬فإنها تقر باإلعمال‬
‫التدريجي للحق من قبل الدول المصادقة على اإلتفاقيات ذات الصلة من جهة‪ ،‬واإللتزام‬
‫بتطبيق اإللتزامات المفروضة على الدول بمجرد المصادقة من جهة أخرى وهوما أكده الدستور‬
‫المغربي‪133.‬‬

‫وقد سار القضاء اإلداري المغربي على هذا النهج في نطاق مسؤولية الدولة في املجال‬
‫الطبي‪ ،‬حيت أبان أن القضاء اإلداري ال يتوانى لحظة في إقرارمسؤولية الدولة في املجال الطبي‬
‫معتمدا على اإلتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي تقربحماية الحق في الصحة والتي توفر‬
‫ضمانة أكثرفي الحصول على التعويض‪.‬‬

‫ففي حكم املحكمة اإلدارية بأكاديربتاريخ ‪ 87‬أكتوبر‪ ،8009134‬والذي أكدت فيه على مبدأ‬
‫المساواة في تلقي العالج‪ ،‬كمبدأ من المبادئ التي لها عالقة وطيدة بالحق في الصحة ومما جاء‬
‫فيه ‪" :‬وحيث إن قسم الكلية اإلصطناعية بمستشفى الحسن الثاني بأكادير عندما قرر توقيف‬
‫عملية التصفية اإلصطناعية لدم الضحية الذي كان السبب في وفاتها يتنافى مع ما يجب أن‬
‫يقوم به مرفق الصحة تجاه كافة المواطنين‪ ،‬وبدون النظرإلى حالتهم المادية واإلجتماعية‪ ،‬علما‬
‫أن من مبادئ المر افق العامة هو أداء خدماتها لجميع المواطنين على وجه المساواة‪ ،‬وحيث‬

‫‪132‬‬
‫‪- Ali khaldi, « la responsabilité d’ordre privé existant en matière d’exercice de la‬‬
‫‪médecine », la responsabilité médicale centre de publication, universitaire Tunis 2006,‬‬
‫‪p 32.‬‬
‫‪ -133‬حيث جاء ضمن تصدير الدستور‪" ،‬جعل اإلتفاقيات الدولية كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وفي نطاق أحكام الدستور وقوانين‬
‫المملكة وهويتها الوطنية الراسخة‪ ،‬تسمو فوق نشرها‪ ،‬على التشريعات الوطنية‪ ،‬والعمل على مالئمة هذه التشريعات مع ما‬
‫تتطلبه تلك المصادقة"‪.‬‬
‫‪ -134‬محمد األعرج‪ ،‬تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬عدد ‪ 122‬بتاريخ ‪ ،6002-10-61‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية العدد ‪ ،12‬سنة ‪ ،6001‬ص‪.611 .‬‬

‫‪P 25‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫إن القرارالذي إتخذه قسم الكلية يتعارض مع حق من حقوق اإلنسان أال وهو الحق في الصحة‬
‫والعيش الذي نصت عليه مجموعة من المواثيق الدولية واإلقليمية‪.‬‬

‫وحيث إن قرار مستشفى الحسن الثاني بأكادير بحرمان الضحية من اإلستفادة من‬
‫التصفية اإلصطناعية لدمها يعتبر إخالل بمبدأ مساواة المواطنين في العالج والعناية الطبية‬
‫الالزمة تقديمها من مر افق الصحة العمومية بجعلها مقرونة بالمستوى المادي والمعنوي"‪.‬‬

‫وقضت نفس املحكمة في حكم لها ‪" :135‬بأن المملكة المغربية بإعتبارها العضو النشيط‬
‫في المنظمات الدولية فهي ملزمة باإللتزام لما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات‪،‬‬
‫والحق في الصحة من حقوق اإلنسان األساسية التي أقرتها المواثيق الدولية‪ ،‬ويتأسس الحق‬
‫في الصحة على رعاية وقائية وعالجية في أحسن مستوى ممكن من الكفاءة لجميع سكان البالد‪،‬‬
‫وبالتالي فتخلف الدولة عن تقديم الخدمات الطبية للمدعية يجعلها مسؤولة باعتبارها‬
‫الضامنة لكفالة الحق في العالج عن األضرار"‪.‬‬

‫وبالتالي هل سيكون إقرارالتعويض بمثابة تكريس للحق في الصحة على أرض الو اقع؟‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعويض عن األخطاء الو اقعة داخل المؤسسات الصحية العمومية‬

‫إذا تحققت مسؤولية المرفق الصحي العمومي التابع للدولة‪ ،‬فإن الجزاء يكون هو‬
‫التعويض‪ ،‬وغالبا ما يكون نقدا‪ ،‬ألن التعويض العيني المتمثل في اإلجبارعلى القيام بأمرمعين‬
‫ال وجود له في مجال المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وهو ما سنتطرق له من خالل (المطلب األول)‪ ،‬كما‬
‫يخضع تقديرالتعويض ملجموعة من القواعد من أهمها أنه يرتبط بالضررسواء كان هذا الضرر‬
‫مادي أو معنوي وليس بالخطأ فال عبرة بدرجة جسامة الخطأ المنسوب إلى المرفق الصحي‬
‫العمومي عند تقديرالتعويض‪ ،‬وهو ما سنوضحه في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬محددات الضررالقابل للتعويض‬

‫يهدف التعويض بمفهومه الشامل إلى تعويض كل األضرار التي لحقت بالمريض سواء‬
‫منها تلك األضرار التي تمس بالسالمة الجسدية لهذا المريض والتي تجعله يتكبد نفقات العالج‬

‫‪ -135‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ ،6001/122‬ملف إداري عدد ‪ 6001/221‬صار بتاريخ ‪،6001/2/61‬‬
‫منشور في مجلة فقه المنازعات اإلدارية‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬العدد السنوي الثالث ‪ ،6012‬ص‪.622 .‬‬

‫‪P 26‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫ويتحمل معاناة وآالم المرض‪ ،‬أو تكون عائقا لعمله مصدر رزقه هذا من جهة أو لها عالقة‬
‫مباشرة بشعوره وأحاسيسه‪.‬‬

‫فاألضرارالقابلة للتعويض كثيرة إال أنها غالبا ما يتم تقسيمها إلى مادية ومعنوية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التعويض عن الضررالمادي‬

‫غالبا ما يميزفي التعويض بين الضررالجسدي والضررالمالي‬

‫أوال‪ -‬التعويض عن الضرر الجسدي‬

‫يعد حق اإلنسان في سالمة جسمه من الحقوق التي يكفلها له القانون ويجرم التعدي‬
‫عليه‪ ،‬فإذا ترتب عن اإلعتداء عجزللمريض عن القيام بعمل يرتزق منه ويؤثرعلى قدرته في أداء‬
‫ما يكتسب منه رزقه أو تحميله نفقات عالج‪ ،‬ذلك كله يعتبر إخالال ماديا للمريض ويقر حقه في‬
‫طلب التعويض عن الضرر الجسدي‪ ،‬فالتعويض عن الضرر الجسدي أحد األمور الرائجة في‬
‫األحكام والقرارات القضائية‪ ،‬فهذا الضرر يمكن أن يؤدي إما إلى تشويه الجسم وبلوغه نسبة‬
‫من العجز أو وفاة الضحية‪ ،‬وقد إتجهت املحاكم اإلدارية بالمغرب في التعويض عن مثل هذه‬
‫األضرار‪ ،‬حيث جاء في حكم املحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬مرتكزا على التعليل التالي‪" :‬حيث إن‬
‫املحكمة لتحديد األضرار الحاصلة بالضحية فقد أمرت بمقتض ى حكم تمهيدي بإجراء خبرة‪،‬‬
‫حيث خلص الخبيرفي تقريره إلى أن الضحية أصيب بحروق على مستوى اليد اليمنى أدت إلى بتر‬
‫األصابع وكذا فقدان حركة اليد‪ ،‬وحدد نسبة العجز الدائم في ‪ ،"136 20%‬كما حسمت محكمة‬
‫النقض الفرنسية األمر بشأن تحديد األضرارالجسدية ووضعت مبدأ هاما خلصت فيه‪ ،‬إلى أن‬
‫حق اإلنسان في الحياة وفي سالمة جسمه من الحقوق التي كفلها الدستور والقانون‪ ،‬وجرم‬
‫التعدي عليه‪ ،‬وهو من األمورالرائجة في األحكام والقرارات القضائية المغربية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التعويض عن الضررالمالي‬

‫إن الضررالناتج عن نشاط المرفق العام الطبي ال يمكن أن يكون فقط ضرر جسديا بل‬
‫له أن يؤثرعلى الجانب المالي للمتضررو أفراد عائلته‪ ،‬والقاض ي يقدرهذا التعويض بالنظرإلى‬

‫‪ -136‬خالد عالمي‪" ،‬إشكالية التعويض في مسؤولية المرفق العام الطبي"‪ ،‬مجلة القضاء اإلداري‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬السنة الرابعة‪،‬‬
‫شتاء ربيع ‪ ،6012‬ص‪.22 .‬‬

‫‪P 24‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫الخسارة التي تلحق الذمة المالية للمتضرر وما فاته من كسب‪ ،‬كالمصاريف الطبية والعالجية‬
‫التي تحملها على عاتقه في اإلستشفاء‪.‬‬

‫وكلها إعتبارات يأخذ بها القضاء عند التعويض‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل التطبيقات‬
‫جاء فيه "حيث ركز المستأنف‬ ‫النقض‪137‬‬ ‫القضائية للقضاء اإلداري‪ ،‬ففي قرار ملحكمة‬
‫إستئنافه على نقصان التعليل فيما يخص اإلستجابة لطلب التعويض المادي مالحظا أن‬
‫تحديده لهذا التعويض كان تحديدا موضوعيا ومبررا بالوثائق الالزمة‪ ،‬ومع ذلك ارتأت املحكمة‬
‫اإلشارة إلى أن التعويض عن مصاريف التحليالت الطبية والعالج والتنقل من مدينة القنيطرة‬
‫إلى الرباط هي مصاريف غيرمثبتة والحالة أن تلك المصاريف تعد جزءا من العملية ككل وتعتبر‬
‫و اقعة قائمة ولم يناقشها الطرف المدعى عليه في الوقت الذي أدلى فيه الطاعن بوثائق‬
‫التحليالت الطبية وهي تحليالت ليست مجانية‪ ،‬وأن املحكمة لما إكتفت بالحكم بمبلغ ‪72892‬‬
‫درهم دون باقي المصاريف تكون قد إقتطعت له مبالغ باهضة مما صرفه إلنقاد نفسه وحياته‬
‫دون مبررقانوني لذلك إلتمس الحكم وفق طلبه في هذه النقطة‪.‬‬

‫وحيث يتضح من مراجعة الوثائق والمستندات المضافة للملف حول المصاريف‬


‫المادية التي تكبدها المستأنف‪ ،‬أن التعويض المناسب عن هذه المصاريف بما في ذلك التنقل‬
‫بالطائرة بين المغرب والخارج أن المبلغ المناسب للتعويض عن الضرر المذكور يحدد في مبلغ‬
‫‪ 20‬ألف درهم‪.‬‬

‫وعليه قضت محكمة النقض بتأييد الحكم المستأنف في مبدئه مع تعديله برفع‬
‫التعويض املحكوم به عن الصوائرالمادية بما في ذلك التنقل بالطائرة إلى مبلغ ‪ 20‬ألف درهم"‪.‬‬

‫فاألصل العام أن يكون التعويض عن الضررالناجم عن نشاط المرفق نقدا‪ ،‬حيث يمكن‬
‫تقويم أي ضرربالنقد حتى الضررالمعنوي‪ ،‬والتعويض النقدي هوالصورة األشمل في التعويض‬
‫عن المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ويتمثل في المبلغ النقدي الذي يقدره القاض ي لجبرالضرر‪ ،‬ذلك أن‬
‫القاض ي اإلداري تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات ال يملك أن يلزم اإلدارة بإجراء عمل معين‪،‬‬
‫كما أن التعويض العيني إذا تم في حالة مسؤولية الدولة فإنه يكون على حساب المصلحة‬

‫‪ -137‬عبد الكبير العلوي الصوصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬القرار عدد ‪ 621‬المؤرخ في ‪ 22/2/62‬ملف إداري عدد ‪21/1/120‬‬
‫و‪ ،21/1/1/1021‬ص‪.66 .‬‬

‫‪P 22‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫العامة لذلك سلم الفقه والقضاء إلى رفض فكرة التعويض العيني في مجال المسؤولية‬
‫اإلدارية‪.138‬‬

‫وهو ما سارت عليه املحاكم اإلدارية من خالل رفض الحكم بالتعويض لصالح المتضرر‬
‫كلما تعلق األمربطلب التعويض العيني‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن هناك بعض األحكام والقرارات ذهبت إلى الحكم بالتعويض العيني‬
‫ضد الدولة فإنه في املجال الطبي وخاصة األضرار التي تتسبب فيها مر افق الصحة العمومية‪،‬‬
‫فال يمكن الحديث إال عن التعويض النقدي‪ ،‬فهو الذي يكفل تعويض المتضرر عما أصابه من‬
‫أضرار كفقدان عضو من أعضاء الجسم نتيجة خطأ طبي‪ ،‬أو حالة وفاة الشخص ففي هذه‬
‫الحاالت ال يتصور الحكم بالتعويض العيني ويكون التعويض النقدي هو الوحيد لجبر ضرر‬
‫المتضرر‪.139‬‬

‫وهو ما تؤكده غالبية األحكام والقرارات التي تحكم بالتعويض النقدي لفائدة المتضرر‪،‬‬
‫فالمدعي أصال وفي نطاق الطلبات التي يرفعها للمحكمة في إطاردعوى التعويض تكون في الغالب‬
‫عبارة عن مطالبة بالتعويض المادي بواسطة مبالغ مالية‪.‬‬

‫فالتعويض العيني كأحد طرق التعويض إلزالة الضرر ال يملك القاض ي أن يحكم به على‬
‫اإلدارة‪ ،‬ألنه ال يملك أن يوجه أمرا لجهة اإلدارة بالقيام بعمل أو اإلمتناع عنه‪ ،‬وكل ما يملكه‬
‫تجاهها هو إلزامها بدفع مبالغ مالية تعويضا عن األضرارالتي تسببت فيها‪.140‬‬

‫ثالثا‪ -‬التعويض عن تفويت الفرصة‬

‫تعد نظرية تفويت الفرصة في املجال الطبي ذات أهمية كبيرة ألنها تتعلق بحياة اإلنسان‬
‫وجسمه‪ ،‬وألجل تفادي تهرب الطبيب من خطئه الثابت‪ ،‬والشك الذي يهيمن على موضوع‬
‫الرابطة السببية‪ ،‬وقد أقر القضاء الفرنس ي في المنازعات المدنية الطبية هذه النظرية إبتداء‬
‫من سنة ‪ 7922‬والتي تقوم على حل وسط‪ ،‬وتقوم على إحتمال حصول المريض على ش يء‪،‬‬
‫وتو افق هذه النظرية بين الشك واليقين وبواسطتها يمكن للقاض ي تسبيب التعويض الذي‬

‫‪ -138‬محند بوكوطيس‪" ،‬مسؤولية الدولة في المحال الطبي‪ ،‬مقاربة قانونية تحليلية على ضوء القضاء اإلداري"‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ص‪.112.‬‬
‫‪ -139‬بلهاشمي محمد التسولي‪ ،‬رافع عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.626‬‬
‫‪ -140‬زياد خالد يوسف المفرجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.601 .‬‬

‫‪P 27‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫منحه للمريض أو ذويه؛ ألن التعويض على أساس هذه النظرية يبقى ممكنا بين حالتين عند‬
‫تالش ي الرابطة السببية؛ حالة التعويض الكامل وحالة رفض التعويض‪.141‬‬

‫وفكرة تفويت الفرصة تلعب دورا مهما في التصدي لظاهرة عدم التأكد‪ ،‬أو عدم إثبات‬
‫العالقة السببية بين الخطأ الطبي والضرر الالحق بالمريض نظرا لتعقد جسم اإلنسان وتغير‬
‫حاالته باإلضافة إلى عدم وضوح أسباب المضاعفات الظاهرة التي قد تحدث إذا تطورالمرض‪،‬‬
‫أو عدم وضوح أسباب الخطأ الطبي‪ ،‬لهذا يطبق القضاء الفرنس ي نظرية تفويت الفرصة متى‬
‫تالشت الرابطة السببية لتغطية الشك القائم حول عالقة الخطأ بالضرر‪ ،‬في الوقت نفسه‬
‫ضمان تعويضا مقدرا عن الفرصة الضائعة عن المريض‪.‬‬

‫فقد قام القضاء الفرنس ي بتقريرنوع جديد من التعويض عن الضرروالمتمثل في تفويت‬


‫فرصة الشفاء أو التحسن على صعيد اإلجتهاد القضائي في مسألة فوات الفرصة في املجال‬
‫الطبي‪ ،‬كان أول ما حكمت به محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬سنة ‪ ، 7922‬حيث حكمت بالتعويض‬
‫على أساس فوات فرصة الشفاء والعالج‪ ،‬تلته بعد ذلك عدة أحكام وقرارات في هذا املجال‪،‬‬
‫تقض ي بالحكم على تفويت الفرصة كضررمحقق يستوجب التعويض‪.142‬‬

‫يظهر في هذا الصدد قضية أخرى للقضاء الفرنس ي‪ ،‬قضية الطفل ‪(Nicolas‬‬
‫)‪ ،perruche‬ضمن القرار الشهير)‪ (Arrêt perruche‬حيث حكم القضاء الفرنس ي بالتعويض‬
‫لألبوين جراء الضرر المعنوي الذي أصابهما والمتمثل في والدة طفلهما مشوها‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫تأكيد أطباء التشخيص والتحاليل على مواصلة المرأة للحمل رغم إصابتهما‬
‫الحميراء)‪(Rubéole‬‬

‫وذلك فضال عن تعويض الطفل بسبب الضررالمتمثل في والدته مشوها وتفويت فرصة‬
‫والدته سليما بدون إعاقة‪ ،‬فيفترض في تفويت الفرصة المضروركان يأمل في منفعة تؤول إليه‪،‬‬

‫‪141‬‬
‫‪- La perte de chance est maintenant reconnue par la jurisprudence , comme un‬‬
‫‪préjudice certain, les arrêts en affinent progressivement la perte de la définition‬‬
‫‪l’élément du préjudice constitué par perte de chance, énonce une décision, présente‬‬
‫‪un caractère directe et certain chaque fois que est constatée la disparition de la‬‬
‫‪probabilité d’un évènement favorable encor que par définition, la réalisation d’une‬‬
‫‪chance ne soit jamais certaine .‬‬
‫‪142‬‬
‫‪- Clothide Poppe, « la responsabilité médicale vers l’indemnisation du préjudice‬‬
‫‪d’impréparation pour tous ? », article paru dans gestions hospitalières, n 521 décembre‬‬
‫‪2012, p. 639.‬‬

‫‪P 70‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫وكان يعول على فرصة تتيح له الحظ في أن يحقق أمله لو سارت األمور طبقا ملجراها الطبيعي‬
‫فأدى المدعي عليه بخطئه إلى حرمانه من هذه الفرصة‪.143‬‬

‫وفي حكم حديث لها‪ ،‬بقيت قرارات املحاكم تسير على نفس النهج‪ ،‬حيت أقرت في القرار‬
‫الصادر ‪ 88‬يونيو ‪ 8071‬التعويض عن تفويت فرصة‪ ،‬حيث ألقى أبوين الضحية باللوم على‬
‫القابلة لعدم تدخلها السريع الذي تسبب باإلعاقة لطفلهم‪ ،‬غير أنهم لم يستطيعوا إثبات أن‬
‫خطأ القابلة هو السبب في اإلعاقة وأن الضرر كان باإلمكان تجنبه من خالل تدخل أسرع‪،‬‬
‫وبالتالي أقرت محكمة النقض أن عدم اليقين يفسر لصالح الضحية‪ ،‬فاإلعاقة لن تكون‬
‫موجودة دون تدخل طبي‪ ،‬وبالتالي دون وقوع خطأ من جانب المرفق الطبي‪ ،‬وبذلك فإن املحكمة‬
‫تعتبر الخطأ الطبي تسبب للطفل فقدان فرصة الوالدة بصحة جيدة‪ ،‬وبالتالي إستحقاق‬
‫التعويض‪.144‬‬

‫ويظهرمبدأ تفويت الفرصة بالنسبة للمريض من عدة وجوه‪ ،‬منها ما كان أمامه من فرصة‬
‫للكسب أو النجاح في حياته العامة‪ ،‬أو سعادته كما في حالة ضياع فرصة الزواج لفتاة بسبب‬
‫التشوهات التي أصابتها‪ 145،‬كما تبدو حالة تفويت الفرصة في الشفاء أو الحياة للمريض لو لم‬
‫يرتكب الخطأ الطبي يالحظ على أن إجتهاد القضاء قد وسع في مجال التعويض عن تفويت‬
‫الفرصة في مجال مسؤولية الطبيب أو المستشفى‪ ،‬فإن صدر عن هذا وذاك خطأ فوت على‬
‫المريض‪146‬‬

‫في مصر أيضا عمل بهذه النظرية حيث جاء في قرار للمحكمة النقض المصرية بتاريخ ‪72‬‬
‫يناير ‪ 7929‬ما يلي‪" :‬يتحمل الطبيب والمولدة كامل التعويضات عندما فوت إزدياد الطفل‬
‫سليما من العو اقب التي بقي يعاني منها بسبب ما قامت به المولدة أثناء ساعة الوالدة‪ ،‬وذلك‬
‫إستنادا على أن غياب الطبيب كان له عالقة مباشرة في فقدان الحظ في اإلزدياد‪.147‬‬

‫‪143‬‬
‫‪- Ahmad Issa, « La responsabilité médicale en droit public (étude comparé) » op.cit,‬‬
‫‪p. 393 et suivant.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪- Cour de Cassation . Civ, 22.6.2017, D 16-21.796, www.francetvinfo.fr, Dade de‬‬
‫‪visite Mars 2018.‬‬
‫‪ -145‬عدنان ابراهيم سرحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 .‬‬
‫‪146‬‬
‫‪- Franz werro, op.cit, p. 26.‬‬
‫‪ -147‬قرار محكمة النقض المصرية بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ 1222‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 21‬نونبر ‪ -‬دجنبر ‪،1222‬‬
‫ص‪.6010.‬‬

‫‪P 71‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫أما القضاء المغربي فلم لم نجد حكما أو قرارا قض ى فيه القاض ي بالتعويض عن تفويت‬
‫الفرصة على المريض‪ ،‬سواء كانت الفرصة التي تم تفويتها على المريض هي فرصة الشفاء أو‬
‫العالج‪ ،‬أو فرصة البقاء على قيد الحياة‪ ،‬وغالبا ما يبحث القاض ي المغربي عن العالقة السببية‬
‫التي تربط خطأ الطبيب وحجم الضرر الو اقع على المريض للحكم بالتعويض الالزم للمريض‪،‬‬
‫وهذا ما أكدته إستئنافية أكادير في قرارها المؤرخ ‪ 81‬يوليوز ‪ 7992‬حيث جاء فيه ما يلي " يجب‬
‫على املحكمة أن تبرز العالقة السببية بين الخطأ والضرر ومن تم فإن معرفة السبب في حالة‬
‫الشك هي من األمورالتقنية التي يعود لذوي اإلختصاص أمرالبث فيها" ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التعويض عن الضررالمعنوي‬

‫يمس الضرر األدبي للمضرور (المريض) مصلحة غير مالية‪ ،‬كالمعاناة أو مختلف اآلالم‬
‫التي يعانيها المضرور من جراء اإلصابة الجسدية‪ ،‬واآلالم النفسية المترتبة عن تلك اآلثار‬
‫والعاهات والتشوهات الخلقية والجمالية‪...‬الخ‪ ،‬واآلالم العاطفية الناشئة عن تخوفه وقلقه‬
‫من تفاقم الضرر‪ ،‬كما تعتبر أيضا أضرار معنوية للمضرور ما يعانيه من اآلالم عاطفية بسبب‬
‫اإلصابة التي لحقت به‪.148‬‬

‫وقد دأب القضاء اإلداري في الغالب في تعويضه عن الضرر المعنوي إلى التمييز بين‬
‫األضرار المتعلقة باآلالم الجسدية والنفسية واألضرار الماسة بشرف ومعنوية المريض‬
‫وعائلته‪.‬‬

‫غيرأن موقف الفقه كان مترددا في بادئ األمرحول التعويض على مثل هذا الضررفهناك‬
‫ّ‬
‫منهم من رفض فكرة التعويض عن الضرراألدبي أوالمعنوي‪ ،‬بحجة أنه ال يمكن أن يقوم بالمال‪،‬‬
‫فيما ذهب البعض اآلخر إلى إجازة التعويض المعنوي الذي يترتب عن ضرر مادي فحسب‪149،‬‬

‫بينما الضررالمعنوي البحت فال تعويض عنه‪ ،‬وسرعان ما تحول موقف الفقه في رأيه‪ ،‬وأصبح‬
‫يجيزالتعويض عن الضررالمعنوي بكافة أنواعه‪ ،‬وجرى مجلس الدولة الفرنس ي على التعويض‬

‫‪ - 148‬أنس محمد عبد الغفار‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪112‬‬


‫‪ -149‬ولم يغفل الفقه اإلسالمي فكرة الضرر المعنوي الذي يتمثل في إصابة مشاعر وعواطف اإلنسان باآلالم أو الحزن‪ ،‬إال‬
‫أنهم لم يفرقوا بين الضرر المعنوي في المسؤولية العقدية عن الضرر المعنوي الناشئ عن الفعل الضار‪ .‬وقد حرص الفقهاء‬
‫المسلمون على جبر الضرر مهما كان نوعه أيا كان مصدره‪ ،‬مستندين على القواعد الكلية منها " ال ضرر وال ضرار" والذي‬
‫يعد أساسا لمنع العمل غير المشروع ووجوب تعويضه‪ ،‬وكذلك هناك قاعدة " الضرر يزال شرعا"‪ ،‬والضرر النفسي المتولد‬
‫عن الجرح يتمثل في الشعور بالحسرة على فوات الجمال أو ما يسببه في قبح عند المتضرر يولد عنده اآلالم والشعور بالحزن‬
‫وهو ال بد من تعويضه‪ .‬مأخوذ عن منذر الفضل‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات (دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي و القوانين‬
‫المقارنة)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع األردن‪ ، 1222 ،‬ص ‪.216.‬‬

‫‪P 72‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫عن كل من الضرر المادي والضرر المعنوي المصاحب له‪ ،‬إذا ما نتج عن هذا الضرر المعنوي‬
‫اعتداء على السمعة واإلعتبارأو على حق ثابت للمضرور‪ ،‬ويحكم بذلك املجلس في هذه الحاالت‬
‫بمبلغ إجمالي لتعويض األضرارالتي لحقت بالمصاب‪.150‬‬

‫إن اآلالم الضرر الجسدي تؤثر بشكل كبير على نفسية الشخص المصاب‪ ،‬فاإلعاقة‬
‫الجسدية الكلية أو الجزئية تطرح للمتضرر عدة عقد نفسية يصعب تجاوزها‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫فالقضاء يحاول عبر أحكامه التخفيف من هذه المعاناة‪ ،‬حيث جاء في حكم املحكمة اإلدارية‬
‫بوجدة‪" :‬أن بتر ذراعها األيمن كما تبين ذلك بجالء من خالل الصورة الفتوغر افية المرفقة‬
‫بمذكرة المطالب بعد الخبرة يؤثر بشكل دائم على نفسية الضحية ويجعلها عالة على والديها‪،‬‬
‫إذ يتطلب منها بذل مجهود كبير للعناية بها‪ ،‬كما أنها قد تكون طيلة حياتها في حاجة إلى شخص‬
‫ثان رعايتها‪ ،‬تم تأييد هذا الحكم من طرف محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط‪ ،‬إال أن الوكيل‬
‫القضائي للمحكمة تقدم بمقال طعن بالنقض رفضته محكمة النقض‪ ،‬معللة ذلك أن اآلالم‬
‫الجسماني مهم جدا باإلضافة إلى إحتياجها للغيرللقيام بأشغالها اليومية‪.151‬‬

‫وهوما سارت عليه جل املحاكم اإلدارية من خالل الحكم بالتعويض عن الضررالمعنوي‪،‬‬


‫ففي حكم املحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء‪ ..." 152‬وحيث إعتبارا للضررالمعنوي والمادي الالحق‬
‫بالضحية‪ ،‬والنفقات التي أنفقها وسينفقها‪ ،‬وإعتبارا لفقده القدرة على اإلنجاب بسبب عجزه‬
‫الجنس ي‪ ،‬وحرمانه النهائي من ممارسة حياته الطبيعية‪ ،‬كرجل متزوج‪ ،‬ولألضرار المعنوية‬
‫المواكبة لذلك طوال حياته‪ ،‬فإن املحكمة بما لها من سلطة تقديرية فقد ارتأت تحديد‬
‫التعويض في حدود مبلغ ‪ 7.200.000.0‬درهم"‪.‬‬

‫وقضت نفس املحكمة في حكم أخر لها‪" ،‬وحيث إنه لما كان تعرض الهالكة لإلغتصاب‬
‫بالعنف قد حدث داخل المستشفى الذي لم يوفر لها الحراسة واألمن‪ ،‬فإنه يبقى مسؤوال عن‬
‫حدوث تلك الو اقعة‪ ،‬ويتعين الحكم لفائدة ذويها بتعويض معنوي‪ ،‬يغطي الضررالالحق بهم في‬

‫‪ - 150‬شريف طباخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫‪ -151‬خالد عالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫‪ -152‬عبد الكبير العلوي صوصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬حكم رقم ‪ 6602‬بتاريخ‬
‫‪ 6016/02/62‬ملف عدد ‪ ،6002/12/212‬ص‪.12 .‬‬

‫‪P 73‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫حدود النتيجة التي هي اإلعتداء‪ ،‬ويتعين تحديد ذلك التعويض في مبلغ ‪ 20.000‬درهم بحسب‬
‫‪ 70.000‬درهم لكل واحد منهم‪.153"...‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ويبقى لجوء المتضررين إلى القضاء طلبا للتعويض عن األضرار الالحقة بهم هو الحل‬
‫األمثل لغاية الساعة‪ ،‬فاللجوء إلى القضاء اإلداري يضمن للمتضرر سهولة الحصول على‬
‫التعويض املحكوم به‪ ،‬وأخيرا نشير إلى أنه من خالل اإلطالع على إجتهادات املحاكم اإلدارية في‬
‫مجال المسؤولية الطبية ‪ -‬على الرغم من قلتها ‪ -‬فإنها تنبئ عن جرأة هذا القضاء في إقرار‬
‫التعويض للمتضررين‪ ،‬سواء تعلق األمربالمسؤولية التي تقوم على الخطأ أو دون خطأ‪.‬‬

‫ففي املجال الطبي‪ ،‬وباعتبار المريض المتضرر هو الطرف الضعيف ما فتئ القضاء‬
‫اإلداري يؤكد في مناسبات وقوفه بجانب المتضرر‪ ،‬من خالل اإلنطالق من المرجعية الدولية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬للقول بحق اإلنسان في الصحة وبالتالي تحميل الدولة المسؤولية كلما تبين‬
‫أنها قد أخلت بهذا الحق أو قرت في توفيره ألفراد املجتمع عن طريق المر افق الطبية التي تنشئها‬
‫لتقديم مختلف الخدمات الصحية والعالجية ألفراد املجتمع‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫أحمد ادريوش‪" ،‬الخطأ الطبي والمسؤولية‪ ،‬عرض اإلشكالية والتقييم المقارن‬ ‫‪‬‬
‫للقوانين الوطنية (تعريف الخطأ الطبي‪ ،‬المهنيون أو الممارسون‪ ،‬المستشفيات‪ ،‬المصحات‬
‫املختبرات)"‪ ،‬مجلة القضاء المدني‪ ،‬الرباط سنة ‪.8077‬‬

‫أنس محمد عبد الغفار‪" ،‬المسؤولية المدنية في املجال الطبي‪ ،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫بين القانون والشريعة اإلسالمية"‪ ،‬دارالكتب القانونية‪.8070 ،‬‬

‫بلهاشمي محمد التسولي‪ ،‬ر افع عبد الوهاب‪ ،‬مقاضاة الشخص المعنوي العام‬ ‫‪‬‬
‫في إطارالقانون املحدث للمحاكم اإلدارية‪ ،‬مراكش‪،‬الطبعة األولى ‪.7992‬‬

‫بوبكري محمادين‪" ،‬خصوصيات الخطأ الطبي"‪ ،‬املجلة المغربية لإلدارة‬ ‫‪‬‬


‫املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية العدد ‪ ،779‬سنة ‪ ،8071‬ص‪.89 .‬‬

‫‪ -153‬بوبكري محمادين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116 .‬‬

‫‪P 74‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 55‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو ‪ 2023‬م‬

‫خالد عالمي‪" ،‬إشكالية التعويض في مسؤولية المرفق العام الطبي"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬شتاء ربيع ‪.8072‬‬

‫زياد خالد يوسف المفرجي‪" ،‬المسؤولية اإلدارية عن األعمال الطبية‪ ،‬دراسة‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة"‪ ،‬منشورات زين الحقوقية بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪.8072‬‬

‫علي بدوي‪" ،‬االلتزامات المهنية للطبيب في نظر القانون"‪ ،‬موسوعة الفكر‬ ‫‪‬‬
‫القانوني مركز الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬الموسوعة القضائية اإلعالمية‪ ،‬الجزائر سنة‬
‫‪ ،8001‬ص‪.10 .‬‬

‫محمد األعرج‪ ،‬تعليق على حكم املحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬عدد ‪ 121‬بتاريخ ‪-87‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،8009-70‬املجلة المغربية لإلدارة املحلية والتنمية العدد ‪ ،19‬سنة ‪.8001‬‬

‫محمد الداودي‪ :،‬مقاربة إلشكالية تحديث المرفق العمومي الصحي بالمغرب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام في موضوع بجامعة محمد الخامس– السويس ي‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.8002-8001‬‬

‫محند بوكوطيس‪" ،‬الحماية القانونية والقضائية للحق في الصحة"‪ ،‬المنبر‬ ‫‪‬‬


‫القانوني مجلة نصف سنوية تعنى بالدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف‪ ،‬الرباط ‪8071‬‬

‫محند بوكوطيس‪" ،‬الحماية القانونية والقضائية للحق في الصحة"‪ ،‬المنبر‬ ‫‪‬‬


‫القانوني مجلة نصف سنوية تعنى بالدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف‪ ،‬الرباط ‪.8071‬‬

‫‪‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪Ahmad Issa, « La responsabilité médicale en droit public (étude‬‬


‫‪comparé) » op.cit, p. 393 et suivant‬‬

‫‪‬‬ ‫‪Alain Coulomb, «Principes méthodologique pour la gestion des‬‬


‫‪risques en etablissement de santé», Agence Nationale d'Accréditation et‬‬
‫‪d'Évaluation en Santé (ANAES), Janvier 2003‬‬

‫‪P 75‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫ م‬2023 ‫ من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر يونيو‬55 ‫العدد‬

 Ali khaldi, « la responsabilité d’ordre privé existant en matière


d’exercice de la médecine », la responsabilité médicale centre de publication,
universitaire Tunis 2006

 Clothide Poppe, « la responsabilité médicale vers l’indemnisation


du préjudice d’impréparation pour tous ? », article paru dans gestions
hospitalières, n 521 décembre 2012, p. 639.

P 76 ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬

You might also like