You are on page 1of 15

‫جامعة القاهرة‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫الحق في الصحة والرعاية الصحية‬

‫إعداد الطالبة ‪:‬‬

‫بسنت هاني محمود عبدالرحمن‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬

‫دكتور ‪ /‬إبراهيم المنشاوي‬


‫مقدمة‬

‫إن الحق في الرعاية الصحية يمثل أبرز الحقوق الهامة لإلنسان‪ ،‬والتي تحرص كافة المواثيق الدولية‬
‫والعالمية علي االهتمام بها والتركيز عليها نظًر ا لما تمثله من أهمية قصوي في حياة االنسان والمواطنين‪،‬‬
‫وألن الصحة من اساسيات الحياه كما أنها ترتبط بحق الحياه الذي يعد من أهم الحقوق‪ ،‬فاالنسان بال صحة‬
‫لن يحيا‪ ،‬ونتيجة النعكاس الصحة العامة علي حياة االفراد بشكل عام في المجتمع حرصت الصكوك الدولية‬
‫واالقليمية والدساتير والتشريعات الوطنية علي تقديم االهتمام الكافي لحق الرعاية الصحية‪.‬‬

‫فالحق في الصحة يعد من الحقوق المنظمة للجيل الثاني من الحقوق‪ ،‬ويتم تصنيفه كحق أجتماعي‪ .‬ولذلك‬
‫يجب علي الدولة أن تتدخل فيه وتهتم بيه فهذا إلزاًم ا عليها أن تقوم بتنظيمه‪ ،‬باالضافة الي أن العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬الذي ينظم هذا الحق ‪ ،‬يسمح للدول األطراف فيه‬
‫بالتنفيذ التدريجي للحقوق المعترف بها وفًقا لمواردها المتاحة وأولوياتها الوطنية ‪ ،‬على النحو الذي أكده‬
‫الحكم الدستوري المصري رقم ‪ ، 34‬والذي ينص على ‪ :‬تقيم الدولة الخدمات الثقافية واالجتماعية‬
‫والصحية وفقًا ألحكام المادة ‪ 16‬من الدستور ‪ ،‬والتي تتطلب تدخًال فعاًال يعتمد على القدرات واالعتماد‬
‫على مواردها الحالية لتحقيق اإلشباع التدريجي للخدمة‪ .‬في حدود إمكانياتها‪.‬‬

‫حق اإلنسان في الصحة هو حق مرئي تكون فيه القواعد القانونية مزيًج ا من قواعد القانون الخاص والعام ‪،‬‬
‫وتركز قواعد القانون الدولي على حماية حقوق اإلنسان والحريات في شرعية الدول ‪ ،‬بما في ذلك اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق والحقوق السياسية والعهد الدولي اآلخر الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ .‬النصوص المتعلقة بحق اإلنسان في الصحة يمكن أن تتبع أيًض ا قواعد‬
‫ميثاق األمم المتحدة والمنظمات الدولية األخرى‪.‬‬

‫تم االعتراف بهذا الحق باإلجماع تقريًب ا في جميع الصكوك المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان منذ الحرب‬
‫العالمية الثانية ‪ ،‬سواء على المستوى الدولي أو اإلقليمي أو الوطني أو حتى في المعاهدات التأسيسية‬
‫للمنظمات االقتصادية مثل منظمة التجارة العالمية‪ .‬دافع‪ .‬أو االتحاد األوروبي‪ .‬مما ال شك فيه أن تكريس‬
‫الحقوق والحريات األساسية لألفراد في الدستور ‪ ،‬وخاصة الحق في الصحة ‪ ،‬هو ضمان حقيقي وفعال‬
‫لهذه الحقوق والحريات‪ .‬الصحة هي رمز مهم للقيم وااللتزامات الوطنية ‪ ،‬ألنها توفر بيئة داعمة لها ‪ ،‬وال‬
‫سيما الدخل في البلدان المتوسطة الدخل ‪ ،‬وعامل نجاح في اإلنفاذ المشروع للحق في الرعاية الصحية‪.‬‬
‫أواًل ‪ :‬تعريف الحق في الصحة‬

‫الحق في الصحة هو حجر الزاوية في حقوق اإلنسان األساسية المنصوص عليها في المعاهدات الدولية‬
‫واإلقليمية لحقوق اإلنسان والدساتير الوطنية في جميع أنحاء العالم‪ .‬والصحة وثيقة الصلة بالبشر ألنها‬
‫تمكنهم من العيش حياة صحية وكريمة‪ .‬إطار المجتمع الدولي ‪.‬‬

‫الحق في الصحة يعني أنه يجب على الحكومات أن تهيئ الظروف التي يمكن فيها لكل فرد أن يحصل على‬
‫رعاية صحية كافية وميسورة التكلفة وعالية الجودة في الوقت المناسب ‪ ،‬وهو حق شامل يتضمن المحددات‬
‫األساسية للصحة ‪ ،‬مثل الحصول على مياه الشرب المأمونة‪ .‬الغذاء اآلمن والتغذية والسكن ‪ ،‬وظروف‬
‫الصحة المهنية والبيئية ‪ ،‬والحصول على التثقيف الصحي والمعلومات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يعاني كل عام حوالي‬
‫‪ 150‬مليون شخص في جميع أنحاء العالم من كوارث مالية ‪ ،‬ويقع ‪ 100‬مليون شخص في براثن الفقر‬
‫‪1‬‬
‫بسبب اإلنفاق على الرعاية الصحية‪.‬‬

‫ال يقتصر مفهوم الحماية في الشريعة على حماية الناس من القتل وأخذ الروح ‪ ،‬ولكن الحماية الذاتية‬
‫تتجاوز هذا المفهوم الضيق لتشمل كل ما يسبب األذى والفساد للروح البشرية‪ .‬وفي مقدمة هذه األضرار‬
‫المرض الذي يمنع اإلنسان من أداء دوره في الحياة ‪ ،‬لذلك نرى أن القرآن ‪ ،‬الدستور األعلى للشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬يركز بشكل كبير على صحة اإلنسان وحمايته على اختالف أنواعها‪ .‬التزامات المرض‪.‬‬
‫ولقرون ‪ ،‬كان مفهوم الحق في الصحة غامًض ا ألن مفهومه ال يتم تعريفه إال بشكل ضيق ‪ ،‬حيث يتم‬
‫تعريف الصحة دائًم ا على أنها عدم وجود مرض ‪ ،‬ويعتبر الشخص على حق بدون مرض‪.‬‬

‫وتعرف منظمة الصحة العالمية الحق في الصحة على أنه‪" :‬حالة من الصحة الجسدية والعقلية واالجتماعية‬
‫الكاملة ‪ ،‬ال تتحقق بمجرد غياب المرض أو العجز"‪ .‬يجب على الدول ضمان الحريات والحقوق ‪ ،‬وتشمل‬
‫الحريات حق اإلنسان في السيطرة على الفرد‪ .‬صحته وجسده ‪ ،‬بما في ذلك الحرية اإلنجابية والحق في‬
‫عدم التعرض للتدخل مثل التعذيب أو العالج الطبي أو التجارب الطبية دون موافقته‪ .‬فيما يتعلق بالحقوق ‪،‬‬
‫بما في ذلك الوصول إلى الخدمات الصحية ومرافق الرعاية الصحية المناسبة ‪ ،‬فضًال عن تمكين الدول من‬
‫اتخاذ التدابير المناسبة المتعلقة بالمكونات االجتماعية واالقتصادية للصحة ‪ ،‬مثل الغذاء والماء والصرف‬
‫الصحي وظروف العمل اآلمنة والصحية واإلسكان واإلسكان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬فارس احمد الدليمي‪ ،‬الحق في الصحة في إطار القواعد القانونية الدولية‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد (‪ ،)19‬العدد (‪2021 ،)65‬‬
‫ثانًي ا ‪ :‬الفرق بين مفهوم الحق في الصحة والحق في الرعاية الصحية ‪:‬‬

‫ذكرنا أن الحق في الصحة يشمل حماية جسم اإلنسان من األمراض الجسدية والنفسية ‪ ،‬ولكن هذا المفهوم‬
‫يختلف عن مفهوم الحق في الرعاية الصحية ‪ ،‬والذي يتضمن تحقيق الضمانات الصحية المقدمة لألفراد من‬
‫قبل أجهزة الدولة ‪ ،‬بما في ذلك ‪ ،‬من أجل طمأنتهم ‪ ،‬أن هناك عدًد ا كافًي ا من المستشفيات والموظفين‬
‫الطبيين الذين يقومون بتزويد األدوية وتخصيص المراكز الصحية التي تركز على صحة المرأة والطفل ‪،‬‬
‫لذلك من الواضح أننا نعتقد أن الحق في الصحة في أحد مكوناته يشمل الرعاية الصحية ‪ ،‬لذلك يتعين علينا‬
‫‪2‬‬
‫تحديد الحق في الصحة أوًال ثم الرعاية الصحية ليكون أكثر دقة وشموًال‪.‬‬

‫الحق في الصحة هو أكثر شموًال وأوسع نطاقًا من الحق في الصحة ‪ ،‬وهو مكفول في العديد من الصكوك‬
‫الدولية ‪ ،‬بما في ذلك اتفاقية الطفل لعام ‪ ، 1989‬وخاصة في نص المادة ‪ 3‬التي تشير إلى ضرورة تزويد‬
‫‪3‬‬
‫الدول بالرعاية الصحية الالزمة ‪ ،‬واعتماد التشريعات الالزمة في الدولة لضمان سالمة وصحة األطفال‪.‬‬
‫يجب القول أن تطوير مفهوم الرعاية الصحية هو تطور لمفهوم الرعاية الصحية األولية الذي تم طرحه‬
‫بوضوح في االجتماع المشترك لمنظمة الصحة األولية واليونيسيف ‪ ،‬وهو تقديم خدمات رعاية صحية‬
‫شاملة ومناسبة للجميع‪ .‬في عام ‪ ، 1978‬توجت مشاركة ‪ 134‬دولة بنشر إعالن ألما آتا ‪ ،‬الذي تبنى‬
‫مفهوم الرعاية الصحية األولية‪.‬‬

‫ثالًثا ‪ :‬الجوانب األساسية للحق في الصحة‬

‫التوافر‪ :‬توافر مرافق وسلع وخدمات صحية عامة فعالة وبكميات كافية في الدولة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إمكانية الوصول‪ :‬إمكانية الوصول إلى المرافق والسلع والخدمات مادًي ا (يمكن الوصول إليها‬ ‫‪-2‬‬
‫بأمان لجميع مجموعات األشخاص ‪ ،‬بما في ذلك األطفال والمراهقين وكبار السن والمعوقين)‬
‫وعلى أساس اقتصادي‪.‬‬
‫أساس عدم التمييز‪ :‬وينطوي علي تلقي الخدمات الصحية علي أساس غير تمييزي‪ .‬بمعني‬ ‫‪-3‬‬
‫إمكانية الوصول أيًض ا للحق في التماس المعلومات المتعلقة بالصحة وتلقيها ونقلها بشكل مفهوم‬
‫(لجميع األشخاص ‪ ،‬بما في ذلك األشخاص ذوو اإلعاقة) دون اإلخالل بالحق في المعالجة السرية‬
‫لبيانات الصحة الشخصية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬فيليب عطية‪ ،‬أمراض الفقر –المشكالت الصحية في العالم الثالث‪ -‬سلسلة عالم المعرفه‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،161‬مايو ‪ ،1992‬صفحة ‪190‬‬
‫‪3‬‬
‫نص أتفاقية الطفل سنة ‪ ،1989‬الذي دخلت حيز النفاذ ‪.1990‬‬
‫المقبولية‪ :‬يجب أن تلتزم المؤسسات والسلع والخدمات أيًض ا بأخالقيات مهنة الطب وأن تراعي‬ ‫‪-4‬‬
‫الفوارق بين الجنسين وأن تكون مناسبة ثقافًي ا‪ .‬بمعنى آخر ‪ ،‬يجب أن يكون مقبوًال طبيًا وثقافيًا‪.‬‬
‫الجودة‪ :‬يجب أن تكون المرافق والسلع والخدمات مناسبة علميًا وطبيًا وذات نوعية جيدة‪ .‬وهذا‬ ‫‪-5‬‬
‫يتطلب مهنيين صحيين مدربين ‪ ،‬وأدوية ومعدات مستشفى منتهية الصالحية ومعتمدة علمًيا‬
‫وإ صحاًح ا كافًيا ومياه شرب آمنة‪.‬‬

‫رابًع ا‪ :‬خصائص الحق في الصحة‬

‫يتميز الحق في الصحة بعدة مزايا تتعلق بإعماله من جهة وكيفية تحقيقه من جهة أخرى‪:‬‬

‫يتطور الحق في الصحة ويتسق في تنميته وفق األشكال التي تتخذ لتحقيقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يرتبط الحق في الصحة بجوانب الحياة األخرى التي تنطوي على بيئة صحية واقتصاد وحياة‬ ‫‪‬‬
‫يومية‪.‬‬
‫يتماشى مع التطور التكنولوجي والصناعي الذي ينتج األدوات والوسائل المستخدمة لضمان وعالج‬ ‫‪‬‬
‫الصحة الجيدة‪.‬‬
‫وقد تم الجمع بين مفاهيمه بين جوانب حقوق اإلنسان المدرجة في القوانين األساسية مثل الصحة‬ ‫‪‬‬
‫واألسرة والتجارة واالستهالك والتجارة والبيئة ‪ ،‬وكذلك بين الجوانب الطبية والتقنية‪.‬‬

‫خامًس ا ‪ :‬المواثيق واالتفاقيات الدولية‬

‫تتناول المعاهدات واالتفاقيات الدولية ‪ ،‬وكذلك الدساتير الوطنية ‪ ،‬االعتراف بحق اإلنسان في الرعاية‬
‫الصحية ‪ ،‬باعتباره أحد الحقوق األساسية للحياة ‪ ،‬والتي نص عليها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام‬
‫‪4‬‬
‫‪ ، 1948‬في المادة ‪ .25‬التي تنص على أن‪:‬‬

‫لكل شخص الحق في مستوى معيشي كاٍف يضمن له وألسرته الصحة والرفاهية ‪ ،‬وال سيما فيما‬ ‫‪‬‬
‫يتعلق بالمأكل والملبس والمسكن والرعاية الطبية ومستوى الخدمات االجتماعية المطلوبة‪ .‬ما يقدم‬
‫له من الكفاف في حالة البطالة أو المرض أو العجز أو الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من‬
‫الظروف الخارجية إلرادته أن يفقد أسباب العيش‪.‬‬

‫‪ 4‬د‪ .‬حنان محمد حافظ‪ ،‬الحق في الصحة بين المواثيق الدولية والممارسات المجتمعية دراسة ميدانية آلراء عينة من المواطنين في محافظة الجيزة‪ ،‬كلية‬
‫االداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫لألمهات واألطفال الحق في رعاية ومساعدة خاصتين‪ .‬يحق لجميع األطفال الحصول على نفس‬ ‫‪‬‬
‫الحماية االجتماعية ‪ ،‬سواء ولدوا في إطار الزواج أو خارج هذا اإلطار‪.‬‬

‫وتم تأكيد ذلك في العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لعام ‪ ، 1966‬الذي‬
‫تنص المادة ‪ 12‬منه على أنه يجب على الموقعين االعتراف بحق كل فرد في التمتع بأعلى مستوى يمكن‬
‫بلوغه من الصحة البدنية والعقلية‪ .‬ينبغي للدول أن تتخذ التدابير الالزمة لخفض معدالت المواليد ووفيات‬
‫الرضع وضمان النمو الصحي لألطفال ؛ وتحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية ؛ والوقاية من‬
‫األمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية واألمراض األخرى وعالجها ومكافحتها ؛ وتهيئة الظروف الكفيلة‬
‫‪.‬بتوفير الرعاية الطبية‪ .‬يتم تقديم الخدمات والخدمات الطبية للجميع في حالة المرض‬

‫لتوضيح وتنفيذ النص أعاله ‪ ،‬اعتمدت لجنة األمم المتحدة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية في عام ‪ ، 2000‬والتي تراقب االمتثال للعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية ‪ ،‬تعليًقا عاًم ا بشأن الحق في الصحة‪ .‬ينص التعليق العام على أن الحق في الصحة ال يتعلق فقط‬
‫بتوفير خدمات الرعاية الصحية في الوقت المناسب ‪ ،‬ولكن أيًض ا بالمحددات األساسية للصحة ‪ ،‬مثل توفير‬
‫المياه النظيفة ومياه الشرب ‪ ،‬واإلمداد الكافي بالطعام اآلمن والمغذي ‪ ،‬والسكن اآلمن ‪ ،‬الظروف المهنية‬
‫والبيئية الصحية ووسائل التثقيف الصحي والمعلومات الصحية المناسبة ‪ ،‬بما في ذلك في مجاالت الصحة‬
‫الجنسية واإلنجابية‪ .‬ومنذ ذلك الحين ‪ ،‬اعترفت معاهدات دولية أخرى لحقوق اإلنسان أو أشارت إلى الحق‬
‫في الصحة أو بعض عناصره ‪ ،‬مثل الحق في العالج الطبي‪ .‬وفي إطار المساواة بين الجنسين ‪ ،‬أكدت‬
‫المادة ‪ 12‬من اتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة لعام ‪ 1979‬هذا الحق ‪ ،‬وفيما يتعلق بالحق في الرعاية‬
‫الطبية الشاملة لكال الجنسين ‪ ،‬فقد نصت على ما يلي‪:‬‬

‫ستتخذ الدول األعضاء جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في مجال الرعاية‬ ‫‪‬‬
‫الصحية من أجل ضمان حصولها ‪ ،‬على أساس المساواة بين الرجل والمرأة ‪ ،‬على الخدمات‬
‫الصحية ‪ ،‬بما في ذلك تلك المتعلقة بتنظيم األسرة‪.‬‬
‫بالرغم من أحكام الفقرة ‪ 1‬من هذه المادة ‪ ،‬على الدول األطراف أن تزود المرأة بالخدمات الكافية‬ ‫‪‬‬
‫المتعلقة بالحمل والوالدة وفترة ما بعد الوالدة ‪ ،‬وتوفر لها الخدمات المجانية عند الحاجة ‪ ،‬وكذلك‬
‫التغذية الكافية أثناء الحمل والرضاعة‪.‬‬
‫كما أكدت المادة (‪ )3‬من اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪ 1989‬على أن المؤسسات المسؤولة عن رعاية األطفال‬
‫أو حمايتهم يجب أن تلتزم بالمعايير التي تضعها الجهات المختصة ‪ ،‬ال سيما في مجال الصحة والسالمة‪.‬‬
‫أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة والحق في استخدام المرافق لعالج األمراض وإ عادة التأهيل الصحي‪.‬‬
‫تحرص الدولة الطرف على العمل على ضمان عدم حرمان أي طفل من حقه في الخدمات الصحية‬
‫والمساعدة الطبية ‪ ،‬وتزويد جميع قطاعات المجتمع ‪ ،‬وال سيما اآلباء واألطفال ‪ ،‬بالمعلومات الالزمة عن‬
‫صحة األطفال وتغذيتهم ‪ ،‬واتخاذ جميع التدابير‪ .‬إللغاء الممارسات التي تعرض صحة األطفال للخطر‪.‬‬
‫وعلى المستوى المحلي ‪ ،‬يحفظ الدستور المصري هذا الحق ويؤكده في عدة مواد منها المادة ‪ 18‬التي‬
‫تنص بشكل واضح وصريح على الحق في الرعاية الصحية وحق المواطنين في توفيرها‪.‬‬

‫سادًس ا ‪ :‬التنظيم االقليمي والدستوري للحق في الصحة‬

‫تعترف بعض الصكوك اإلقليمية أيًض ا بالحق في الصحة ‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫اعالن ألما‪-‬آتا ‪1978‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يعيد اإلعالن التأكيد على هذا الدور الرئيسي للرعاية الصحية األولية ‪ ،‬والتي تتناول قضايا صحة المجتمع‬
‫الرئيسية وتوفر خدمات ترويجية ووقائية وعالجية وإ عادة تأهيل مناسبة ‪ ،‬ويؤكد من جديد أن الوصول إلى‬
‫الرعاية الصحية األولية هو المفتاح لتحقيق مستوى الرعاية الصحية التي تمكن جميع األفراد ليعيشوا حياة‬
‫‪5‬‬
‫منتجة اجتماعيا واقتصاديا والمساهمة في تحقيق أعلى مستوى ممكن من الصحة‪.‬‬

‫النظام األفريقي لحماية الحق في الصحة‬ ‫‪-2‬‬

‫تنص المادة ‪ 16‬من الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب على أن لكل فرد الحق في التمتع بأفضل‬
‫صحة بدنية وعقلية‪ .‬وتنص الفقرة الثانية من المادة المذكورة أعاله على أن تتعهد الدول األعضاء في هذا‬
‫الميثاق باتخاذ اإلجراءات الالزمة لحماية صحة شعوبها وضمان حصولهم على الرعاية الطبية في حالة‬
‫المرض‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬محمد احمد سالمة‪ ،‬الضمانات الدستورية للحق في الصحة "دراسة تحليلية مقارنة"‬
‫من العرض السابق للمادة ‪ 16‬من الميثاق األفريقي ‪ ،‬يمكننا القول أن هذه المادة تشبه إلى حد بعيد المادة‬
‫‪ 12‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬التي تنص على أن لكل فرد الحق‬
‫في التمتع بأفضل ما يمكن أن يكون‪ .‬حقق‪ .‬حالة الصحة الجسدية والعقلية‪.‬‬

‫النظام االوروبي للحق في الصحة‬ ‫‪-3‬‬

‫يذكر أن الميثاق األوروبي في المادة ‪ 13‬منه يتناول الحق في المساعدة االجتماعية والطبية وتتعهد‬
‫األطراف فيه بتوفير أي شخص ال يملك الموارد الكافية وغير قادر على توفير هذه الموارد بجهودهم‬
‫الخاصة‪ .‬أو من مصادر أخرى ‪ ،‬وخاصة من خالل اإلعانات ضمن نظام الضمان االجتماعي ‪ ،‬وكذلك‬
‫الرعاية المناسبة في حالة المرض‪.‬‬

‫تتناول معاهدة ماستريخت لعام ‪ 1992‬أحكام الحق في الصحة بتفصيل أكبر في نص أوضح من النص‬
‫أعاله ‪ ،‬كما يتضح من نص المادة ‪ 129‬التي تندرج تحت عنوان الصحة العامة ‪ ،‬وتنص على التعاون‬
‫الوطني‪ .‬لضمان مستوى عاٍل من الصحة ‪ ،‬ينص على ما يلي‪ :‬يركز العمل المجتمعي على الوقاية من‬
‫المرض ‪ ،‬وخاصة األمراض الخطيرة ‪ ،‬من خالل تعزيز البحث حول أسبابه وانتقاله ‪ ،‬فضًال عن‬
‫المعلومات الصحية والتثقيف‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن معاهدة أمستردام قد تم التوقيع عليها بعد ذلك ‪ ،‬والتي تم توقيعها في عام ‪1997‬‬
‫ودخلت حيز التنفيذ في عام ‪ ، 1999‬والتي أعادت التأكيد على أحكام اتفاقية ماستريخت وتحدثت بالتفصيل‬
‫عن السياسات الصحية من خالل تحديد اتجاه السياسات الوطنية لتحسين الجمهور‪ .‬الصحة والوقاية من‬
‫األمراض وتوجيه البحث نحو معرفة أسباب حدوثه وانتقاله والوقاية منه‪.‬‬

‫النظام االمريكي لحماية الحق في الصحة‬ ‫‪-4‬‬

‫تنص المادة ‪ 11‬من إعالن الواليات المتحدة لحقوق وواجبات اإلنسان على أن لكل فرد الحق في الحفاظ‬
‫على صحته من خالل التدابير الصحية واالجتماعية المتعلقة بالغذاء والملبس والمسكن والرعاية الطبية ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫في حدود الموارد العامة والمجتمعية‪.‬‬

‫‪ 6‬منظمة الدول االمريكية القرار رقم ‪ 30‬الذي اتخذه المؤتمر الدولي التاسع للدول االمريكية ‪1948‬‬
‫يتضح من نص المادة ‪ 34‬من ميثاق منظمة الدول األمريكية أن أحد أهدافها هو العمل على التنمية الشاملة‬
‫للفرد وتزويده بإمكانية الوصول والوصول إلى المعلومات العلمية الطبية الحديثة‪ .‬التمتع بظروف معيشية‬
‫مناسبة‪ .‬تشير االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان والتزاماتها ضمنًي ا إلى الحق في الصحة في مادتها ‪، 26‬‬
‫وبذلك تلزم المادة الدول األطراف باتخاذ تدابير لضمان التحقيق الكامل لألمور االقتصادية واالجتماعية‬
‫والتعليمية والتعليمية واالقتصادية‪ .‬والمعايير الثقافية‪.‬‬

‫التنظيم الدستوري المصري‪:‬‬

‫أرادت الدساتير المصرية ‪ ،‬من دستور عام ‪ 1956‬إلى الدستور المصري الحالي لعام ‪ ، 2014‬االنتباه إلى‬
‫تنظيم الحق في الصحة والحقوق الدستورية ذات الصلة‪ .‬الجودة ‪ ،‬وتكفل الدولة صيانة ودعم مؤسسات‬
‫الصحة العامة التي تقدم خدماتها للناس وتعمل على زيادة كفاءتها وانتشارها الجغرافي العادل‪.‬‬

‫الدولة ملزمة بتخصيص نسبة من اإلنفاق الحكومي على الصحة ال تقل عن ‪ ٪3‬من الناتج القومي اإلجمالي‬
‫‪ ،‬والتي ستزداد تدريجيًا حتى تتكيف مع المعدالت العالمية‪ .‬تلتزم الدولة بإقامة نظام تأمين صحي شامل‬
‫لجميع المصريين يغطي جميع األمراض ‪ ،‬وينظم القانون مساهمات المواطنين في اشتراكاتها أو يعفيهم‬
‫منها حسب معدالت دخلهم‪.‬‬

‫تلتزم الدولة بتحسين أوضاع األطباء والطاقم الطبي والعاملين في القطاع الصحي ‪ ،‬وكذلك توفير جميع‬
‫المرافق والمنتجات الصحية والموارد ووسائل الدعاية المتعلقة بالصحة لرقابة الدولة‪ .‬تشجع الدولة مشاركة‬
‫القطاعين الخاص والخاص في الخدمات الصحية وفق القانون‪.‬‬

‫سابًع ا‪ :‬التطور الدولي للحق في الرعاية الصحية‬

‫تعمل المنظمات الدولية على تحسين الجهود المبذولة لتحسين جودة الرعاية الصحية ومكافحة األمراض‬
‫الشائعة في دول العالم بشكل عام واألطفال بشكل خاص‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تعمل منظمة الصحة العالمية‬
‫بشكل وثيق مع منظومة األمم المتحدة لمساعدة الدول األعضاء فيها على تحقيق أولوياتها الوطنية وضمان‬
‫نتائج صحية أفضل‪ .‬تتعاون منظمة الصحة العالمية مع منظومة األمم المتحدة لوضع الصحة في مكانة‬
‫المناقشات والقرارات التي تتخذها الهيئات الحكومية الدولية التابعة لألمم المتحدة ؛ توفير القيادة في الجهود‬
‫اإلنسانية المتعلقة بالصحة ‪ ،‬على النحو الذي تقوده مجموعة الصحة ؛ وتعزيز التحالفات والنهج المشتركة‬
‫بين الوكاالت لمعالجة القضايا الصحية‪.‬‬
‫كجزء من عملية اإلصالح الجارية ‪ ،‬أطلقت منظمة الصحة العالمية نهًج ا جديًد ا يعزز ويسهل إدراج‬
‫المساواة وحقوق اإلنسان ‪ ،‬بناًء على التقدم المحرز في هذه المجاالت على جميع مستويات المنظمة‬
‫الثالثة ‪ ،‬وبالتالي مواصلة تحسين دورها في توفير القيادة الفنية والفكرية والسياسية فيما يتعلق بالتمتع‬
‫بالحق في الصحة والتي تشمل‪:‬‬

‫تعزيز قدرة منظمة الصحة العالمية والدول األعضاء فيها على دمج نهج قائم على حقوق اإلنسان‬ ‫‪‬‬
‫في مجال الصحة‪.‬‬
‫تعزيز الحق في الصحة في القانون الدولي وأنشطة التنمية الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعوة إلى التمتع بحقوق اإلنسان المتعلقة بالصحة ‪ ،‬بما في ذلك الحق في الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي هذا الصدد ‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن عمل منظومة األمم المتحدة لدعم الصحة العالمية ال يقتصر على‬
‫منظمة الصحة العالمية ‪ ،‬حيث يشارك العديد من أعضاء أسرة األمم المتحدة في هذه المهمة الحاسمة‪.‬‬
‫وتعالج الجمعية العامة والمجلس االقتصادي واالجتماعي العديد من القضايا المتعلقة بالصحة مباشرة ‪ ،‬ومن‬
‫خالل جهود برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز ‪ ،‬يعمل صندوق‬
‫األمم المتحدة للسكان لدعم الصحة اإلنجابية وصحة المراهقين واألمهات‪.‬‬

‫تلتزم منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإعطاء األولوية للفئات األكثر تضرًر ا من‬
‫فيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز وتلعب دوًر ا رائًد ا في فيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز‬
‫العالمي ومبادرات التثقيف وفرق العمل المشتركة بين الوكاالت التابعة لبرنامج األمم المتحدة‪ .‬برنامج األمم‬
‫المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية واإليدز ‪ ،‬اآلليتين الرئيسيتين لتعزيز جهود برنامج األمم‬
‫المتحدة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز لتحقيق وصول الجميع إلى برامج الوقاية والعالج‬
‫والرعاية والدعم‪ .‬تتخذ اليونيسف الخطوات الالزمة لضمان العالج والوقاية من سوء التغذية الحاد لدى‬
‫األطفال ‪ ،‬وربط الدعم الغذائي بعالج فيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز ‪ ،‬وإ دماج التغذية في عمل‬
‫‪7‬‬
‫شركائها في مجاالت أخرى مثل الصحة والمياه والنظافة‪.‬‬

‫ثامًن ا‪ :‬الضمانات الدستورية المتعلقة بتلقي خدمات الرعاية الصحية في الدستور المصري‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬فارس احمد الدليمي‪ ،‬الحق في الصحة في اطار القواعد القانونية الدولية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة النور الجامعة‪.‬‬
‫الحق في الصحة محمي دستوريًا في سياق اعتماد ضمانات الرعاية وهذا منصوص عليه في المادة ‪ 66‬من‬
‫الدستور في اإلطار العام للسياسة الصحية من الدولة للمجتمع بإقرار الرعاية الصحية كحق للمواطنين في‬
‫العالج الطبي والضمان االجتماعي المجاني لألدوية والعالجات الخاصة ‪ 8،‬وكذلك المستلزمات الطبية‬
‫والمساعدات والمرافق الصحية ‪ ،‬وتكفل الدولة الوقاية من األمراض الوبائية والمعدية ومكافحتها ‪ ،‬ال سيما‬
‫‪9‬‬
‫األمراض العابرة للحدود أو الموسمية من خالل برامج الصحة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬توفر الدولة شروًط ا لمعاملة الفقراء كمجموعة ليس لديها دخل كاف وتحتاج إلى‬
‫مساعدة اجتماعية بسبب وهذا ما يؤدي إلى تطبيق مبدأ المساواة بين المواطنين بغض النظر عن خصوصية‬
‫فئة معينة من المجتمع والتي ترتبط بإدراج ذلك في تطبيق مبدأ المساواة ‪ ،‬ويتعرض الناس لها عند ممارسة‬
‫حقوقهم الدستورية ‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالتمييز على أسس اجتماعية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن التمييز اإليجابي‬
‫لصالح مجموعة ما ممكن كاستثناء لمبدأ عدم التمييز‪.‬‬

‫تاسًع ا‪ :‬الرقابة الدستورية علي الحق في الصحة عن طريق المجلس الدستوري‬

‫عادة ما يتم اإلشراف على حقوق اإلنسان من قبل السلطات القضائية التي تمثلها هيئات أعلى مثل المحكمة‬
‫الدستورية أو السلطات القضائية العادية للبلد من خالل إجراءات مختلفة ‪ ،‬سواء كانت تمارس من خالل‬
‫إجراءات مباشرة أو أولية أو من خالل إجراءات ثانوية ‪ ،‬في نفس القضية ‪ ،‬الرقابة تتخذ شكًال آخر أكثر‬
‫مرونة ‪ ،‬حيث تعمل األحزاب ذات الطابع السياسي من خالل إطار قانوني يحدد كفاءتها ‪ ،‬واإلشراف على‬
‫المجالت والهيئات المبلغة‪ .‬في هذه الحالة ‪ُ ،‬يعهد باإلشراف السياسي إلى المجلس الدستوري ‪ ،‬وهو هيئة‬
‫دستورية مكرسة لمراجعة دستورية القانون األساسي والقانون العام والمعاهدات الدولية ‪ ،‬واالعتراف بعدم‬
‫‪10‬‬
‫دستوريتها عند انتهاكها‪.‬‬

‫عاشًر ا‪ :‬جهود الدولة في توفير الرعاية الصحية للمواطنين‬

‫‪ 8‬المادة ‪ 66‬من الدستور الحالي المعدل‪.‬‬


‫‪ 9‬ريطال صالح‪ ،‬الحماية الدستورية للحق في الصحة‪ ،‬مجلة البحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪2018 ،10‬‬
‫‪ 10‬مدحت احمد ‪ ،‬الحماية الدستورية لحق االنسان في الصحة في ظل النظام العام في مصر "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة روح القوانين‪-‬كلية الحقوق‪-‬جامعة‬
‫طنطا‪ ،‬العدد ‪ ،88‬اكتوبر ‪2019‬‬
‫تعد الصحة والرعاية الصحية من القضايا ذات األهمية للمصريين والقادة السياسيين ‪ ،‬وكما هو الحال في‬
‫العديد من البلدان ‪ ،‬تواجه مصر خيارات صعبة في محاولة تلبية مطالب وتوقعات السكان المتزايدين‪.‬‬

‫حققت مصر في الحقبة الماضية تقدًم ا حقيقًيا وملموًس ا في الخدمات الصحية للسكان وخفضت معدل‬
‫الوالدات غير المرغوب فيها‪ .‬سيزيد من الحاجة إلى عالج المرض وتغيير السلوك‪ .‬وتهدف الدولة ممثلة‬
‫بوزارة الصحة والسكان إلى الحفاظ على صحة المواطنين من خالل تقديم الخدمات الصحية والوقائية‬
‫والعالجية على المستوى المركزي والمحلي والوقاية والكشف المبكر عن األمراض وتطوير وإ نشاء خدمات‬
‫العالج والتأهيل‪.‬‬

‫ولتحقيق ذلك التزمت الدولة بما يلي‪:‬‬

‫• تخصيص نسبة من اإلنفاق الحكومي على الصحة ال تقل عن ‪ ٪3‬من الناتج القومي اإلجمالي ‪ ،‬والتي‬
‫ستزداد تدريجيًا حتى تتماشى مع المعدالت الدولية‪.‬‬
‫• إنشاء نظام تأمين صحي شامل لجميع المصريين يغطي جميع األمراض ‪ ،‬وينظم القانون مساهمات‬
‫المواطنين في اشتراكاته أو إعفائهم منها حسب معدالت دخلهم‪.‬‬
‫• تجريم االمتناع عن العالج بأشكال مختلفة ألي شخص في حاالت الطوارئ أو التي تهدد حياته‪.‬‬
‫• تحسين أوضاع األطباء والطاقم الطبي والعاملين في القطاع الصحي‪.‬‬

‫تنظم الدولة جميع المرافق والمنتجات والمواد الصحية وطرق اإلعالن المتعلقة بالصحة ‪ ،‬وتشجع الدولة‬
‫القطاع الخاص والقطاع الخاص على المشاركة في خدمات الرعاية الصحية وفق القانون‪ .‬تماشيا مع المادة‬
‫‪ 18‬من الدستور بشأن حق كل مواطن في التمتع بالرعاية الصحية الشاملة ‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 2‬بشأن‬
‫نظام التأمين الصحي االجتماعي الشامل في عام ‪ ، 2018‬وهو محور مهم في الخطة االستراتيجية للتنمية‪.‬‬
‫النظم الصحية في جميع القطاعات بحلول عام ‪ .2030‬الصحة والسكان‪ :‬في يوليو ‪ 2018‬وفي إطار‬
‫تطوير القطاع الصحي ودفع تقديم الخدمات الصحية للمواطنين ‪ ،‬تم تنفيذ مشروع التأمين الصحي القومي‬
‫‪11‬‬
‫بتكلفة ‪ 18.2‬مليار جنيه خاصة لمن ال يملك القدرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬مصطفي احمد مصطفي‪ ،‬المسئولية المجتمعية والحماية الصحية في مصر‪ ،‬معهد التخطيط القومي‪.‬‬
‫خاتمة‬

‫يرتبط إعمال الحق في الصحة بالعناصر األخرى التي تعتبر أساسية وال يمكن تنفيذها وتجسيدها إال من‬
‫خالل تلك المكونات المتعلقة بالظروف المعيشية للفرد في المجتمع والتغذية السليمة والتنمية االجتماعية ‪،‬‬
‫من بين حقوق أخرى مثل الضمان االجتماعي‪ .‬كان الحق في الصحة محور االهتمام الدولي والتدوين منذ‬
‫تأسيس األمم المتحدة والمنظمات المتخصصة مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف فيما يتعلق باألمومة‬
‫والطفولة‪ .‬تمت المصادقة عليه في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لعام ‪ ، 1948‬وتم التصديق عليه في‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق االجتماعية والثقافية لعام ‪ ، 1966‬باإلضافة إلى ميثاق منظمة الصحة‬
‫العالمية ‪ ،‬الذي يسعى إلى تطوير استراتيجية لتعزيزه‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الوثائق‪:‬‬

‫الدستور المصري المعدل في ‪2019‬‬ ‫‪‬‬


‫االعالن العالمي لحقوق االنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪‬‬
‫لجنة األمم المتحدة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪‬‬
‫نص أتفاقية الطفل سنة ‪ ،1989‬الذي دخلت حيز النفاذ ‪.1990‬‬ ‫‪‬‬
‫منظمة الدول االمريكية القرار رقم ‪ 30‬الذي اتخذه المؤتمر الدولي التاسع للدول االمريكية ‪1948‬‬ ‫‪‬‬
‫اعالن ألما‪-‬آتا ‪1978‬‬ ‫‪‬‬
‫اتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة‬ ‫‪‬‬

‫الرسائل والدوريات العلمية‪:‬‬

‫د‪ .‬مصطفي احمد مصطفي‪ ،‬المسئولية المجتمعية والحماية الصحية في مصر‪ ،‬معهد التخطيط‬ ‫‪‬‬
‫القومي‪.‬‬
‫مدحت احمد ‪ ،‬الحماية الدستورية لحق االنسان في الصحة في ظل النظام العام في مصر "دراسة‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة"‪ ،‬مجلة روح القوانين‪-‬كلية الحقوق‪-‬جامعة طنطا‪ ،‬العدد ‪ ،88‬اكتوبر ‪2019‬‬
‫ريطال صالح‪ ،‬الحماية الدستورية للحق في الصحة‪ ،‬مجلة البحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2018‬‬
‫د‪ .‬فارس احمد الدليمي‪ ،‬الحق في الصحة في اطار القواعد القانونية الدولية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫النور الجامعة‪.‬‬
‫د‪ .‬محمد احمد سالمة‪ ،‬الضمانات الدستورية للحق في الصحة "دراسة تحليلية مقارنة"‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬حنان محمد حافظ‪ ،‬الحق في الصحة بين المواثيق الدولية والممارسات المجتمعية دراسة ميدانية‬ ‫‪‬‬
‫آلراء عينة من المواطنين في محافظة الجيزة‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫د ‪ .‬فيليب عطية‪ ،‬أمراض الفقر –المشكالت الصحية في العالم الثالث‪ -‬سلسلة عالم المعرفه‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫العدد ‪ ،161‬مايو ‪ ،1992‬صفحة ‪190‬‬
‫د‪ .‬فارس احمد الدليمي‪ ،‬الحق في الصحة في إطار القواعد القانونية الدولية‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المجلد (‪ ،)19‬العدد (‪2021 ،)65‬‬

You might also like