Professional Documents
Culture Documents
النشر في المجلات
النشر في المجلات
الملخص
أقر ادلشرع اجلزائري مبدأ االلتزام بالسالمة ،ويظهر ذلك من خالل إلتزام ادلتدخل بسالمة وأمن ادلنتوجات ،وىذا
حلماية صحة وسالمة ادلستهلك باعتباره طرفا ضعيفا يف العالقة االستهالكية .إن ىذا االلتزام بالسالمة الذي انتقل يف
نشأتو من اإلجتهاد القضائي إذل التكريس التشريعي من خالل عقد النقل وتشريعات محاية ادلستهلك ،والعمل والفندقة
والسياحة ،ىذا الواجب العام بالسالمة آ ثار إشكاالت قانونية وفقهية حول طبيعتو بني االلتزام ببذل عناية والتزام بتحقيق
نتيجة وبني كونو التزام عقدي أم قانوين ،وكل ىذه ادلسائل القانونية ادلتعلقة بااللتزام بالسالمة نظرا لالىتمام الدورل ادلتزايد
حبقوق اإلنسان ومنها احل ق يف حرمة جس اإلنسان نظرا لالنتشار الرىيب للمواد الذذائية ،والتعديالت اجلينية ذلذه ادلواد
االستهالكية اليت ستنعكس على صحة وسالمة اإلنسان.
الكلمات المفتاحية :االلتزام بالسالمة ،ادلتدخل ،ادلستهلك ،ادلادة الذذائية ،ادلنتوج
Abstract
The Algerian legislator has adopted the principle of the obligation to safety, and this
is demonstrate through obligation the interventionist to the safety and security of the
products, this is to protect the health and safety of the consumer as a weak party in
there consumer relationship. This commitment to safety, which evolved from
jurisprudence to legislative enshrinement through the contract of carriage and
consumer protection legislation and work, hotel and tourism, this general duty to
safety the effects of legal and doctrinal problems about its nature between the
711
Email:bekhit.5@gmail.com المؤلف المرسل :عيسى بخيت
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
obligation to take care and the obligation to achieve a result and the fact that it is a
legal contractual obligation.
Human rights, and all these legal issues relating to the obligation to safety in view of
the growing international concern for human rights, including the right to
inviolability of the human body owing to the terrible proliferation of foodstuffs,
genetic modifications of these consumables that will reflect on human health and
safety.
Keywords :
Safety commitment, Intervenor, Consumer, Food item, Product.
مقدمة
يعترب موضوع االلتزام بالسالمة من أى ادلواضيع اليت أثارت نقاشات وخالفات واسعة على مستوى الفقو والقضاء،
ىذا االلتزام يف نشأتو صنيعة قضائية ،فل يكن يدور يف خلد واضعي القانون ادلدين الفرنسي الذي صيذت مواده يف
رلتمع زراعي ،حيث دل تكن النهضة الصناعية قد بدأت يف فرنسا ،ولكن بعد التوور الذي حصل على ادلستوى
االقتصادي ،حيث بدأت النهضة الصناعية يف الربع األخري من القرن ،19ومن أى مظاىرىا كثرة ادلصانع ،واستخدام
اآلالت ادليكانيكية ،وتوور وسائل النقل اآللية ،األمر الذي نتج عن كل ىذا كثرة الضحايا ،حيث كانت ادلسؤولية
التقصريية قائمة على أساس اخلوأ طبقا للمادة 1382من القانون ادلدين الفرنسي ،وأساسها اخلوأ الواجب اإلثبات ،
األمر الذي أدى إذل صعوبة اإلثبات ،ما نتج عنو بقاء العديد من الضحايا بدون تعويض ،فل تعد ىذه األحكام
كافية لتوفري احلماية الالزمة للضحايا .
ل قد تولبت مواجهة ظاىرة األضرار اجلسمانية ودتكني ضحايا وسائل النقل وعمال ادلصانع من جرب األضرار اليت
تصيبه ،إما بتووير قواعد ادلسؤولية التقصريية خاصة ادلسؤولية عن فعل األشياء ،عن طريق ىجر فكرة اخلوأ واعتناق
نظرية اخلور ،أو اعتماد قواعد ادلسؤولية العقدية اليت تلزم قيام ادلسؤولية بدون إثبات اخلوأ ،ومن مث ديكن إجياد فجوة
لتقرير التزام جديد يف العقد وىو '' السالمة'' باعتباره التزاما عقديا بًتتب عن اإلخالل بو قيام ادلسؤولية العقدية دون
إثبات اخلوأ حتت غواء التعويض ،نصرة لضحايا األضرار اجلسمانية .
وىكذا ظهر االلتزام بالسالمة يف االجتهاد القضائي الفرنسي سنة 1911يف عقد نق األشخاص ،حيث يلتزم
الناقل بتوصيل ادلسافر إذل مكان الوصول سادلا معافا يف جسده ،ىذا االلتزام الذي تبناه االجتهاد القضائي الفرنسي مث
مت تكريسو تشريعيا ،فاإلشكاالت القانونية اليت أثارىا االلتزام بالسالمة ،بكونو التزام عقدي ،أم التزام قانوين ؟ وبني
االلتزام ببذل عناية إذل االلتزام بتحقيق نتيجة؟ومن االلتزام إذل الواجب ؟ ألقت بظالذلا على التشريع اجلزائري من خالل
ما نص عليو ادلشرع اجلزائري يف عقد لنقل األشخاص يف نص ادلادة 62من القانون التجاري ،ومت مده إذل بعض
العقود ،كالفندقة والسياحة والعمل،ومت تكريس االلتزام بالسالمة ف يف قانون محاية ادلستهلك وقمع الذش من خالل
التزام ادلتدخل بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات اليت تورح للتداول للمستهلك .وعليو ديكن التساؤل عن ادلدى الذي
ديكن لاللتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات أن يوفر محاية فعالة للمستهلك ويقيو من األضرار اجلسمانية اليت
ديكن أن تصيبو ؟ ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية اعتمدنا على ادلنهج الوصفي التحليلي لدراسة أحكام االلتزام بسالمة
712
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات ،حيث تعرضنا إذل التكييف القانوين لاللتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات
( مبحث أول) ،ونتورق إذل نواق االلتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات ( مبحث ثاين) ،وضلدد طبيعة
ادلسؤولية ادلًتتبة عن اإلخالل بااللتزام بالسالمة ( مبحث ثالث) .
المبحث األول :التكييف القانوني لاللتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات
لقد أقر ادلشرع يف قانون رق 03-09ح ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش ،باإلضافة إذل االلتزام بإعالم
ادلستهلك وااللتزام بادلوابقة وااللتزام بالضمان وخدمة مابعد البيع ،التزامني آخرين مها :إلزامية النظافة والنظافة الصحية
للمواد الذذائية وسالمتها يف الفصل األول ،وإلزامية أمن ادلنتوجات يف الفصل الثاين ،وىذا لتحقيق غاية وحيدة وىي
سالمة ادلستهلك ،ولذا سنتورق يف ىذا ادلبحث إذل حتديد مفهوم التزام ادلتدخل بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات (
مولب أول) ،وحتديد الوبيعة القانونية ذلذا االلتزام ( مولب ثاين).
المطلب األول :مفهوم التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات
تنص ادلادة 1/4من القانون 03-09السالف الذكر بشأن التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية على أنو'' جيب
على كل متدخل يف عملية وضع ادلواد الذذائية لالستهالك احًتام إلزامية سالمة ىذه ادلواد ،والسهر على أن ال تضر
بصحة ادلستهلك ''.ودتنع يف ىذا اإلطار ادلادة 5منو " ...وضع مواد غذائية لالستهالك ،حتتوي على ملوث بكمية غري
مقبولة ،بالنظر إذل الصحة البشرية واحليوانية وخاصة فيما بتعلق باجلانب السام لو ،ولقد عرفت الفقرة 6من ادلادة 3
سالمة ادلنتوجات على أهنا '' :غياب كلي أو وجود ،يف مستويات مقبولة وبدون خور ،يف مادة غذائية دللوثات أو مواد
مذشوشة أو مسوم طبيعية أو أية مادة أخرى بإمكاهنا جعل ادلنتوج مضرا بالصحة بصورة حادة أو مزمنة'' .يتبني شلا سبق
أن ادلشرع يهدف من فرض ىذه االلتزام بسالمة ادلواد الذذائية ىي احملافظة على صحة ادلستهلك وعدم اإلضرار هبا ،كما
أن االلتزام بواجب النظافة الذي أشارت إلو ادلادتان 6و 7من نفس القانون إذل حتقيق نفس الذاية ،أي صون وحفظ
صحة ادلستهلك.
أما فيما يتعلق بأمن المنتوجات نص عليو ادلشرع يف نفس القانون يف الفصل الثاين حتت عنوان أمن المنتوجات
حيث تنص ادلادة 9منو على أنو '' أن تكون ادلنتوجات ادلوضوعة لالستهالك مضمونة وتتوفر على األمن بالنظر إذل
االستعمال ادلشروع ادلنتظر منها ،وأن ال تلحق ضررا بصحة ادلستهلك وأمنو ومصاحلو ،وذلك ضمن الشروط العادية
لالستعمال أو الشروط األخرى ادلمكن توقعها من قبل ادلتدخلني'' ،كما عرفت الفقرة 15من ادلادة 3من نفس القانون
03-09المنتوج المضمون على أنو '' :كل منتوج يف شروط استعمالو العادية أو ادلمكن توقعها ،مبا يف ذلك ادلدة ،ال
يشكل أي خور أو يشكل أخوارا زلدودة يف أدىن مستوى تتناسب مع استعمال ادلنتوج وتعترب مقبولة بتوفري مستوى
محايةعالية لصحة وسالمة األشخاص'' يتضح من ىذين النصني أن االلتزام بأمن ادلنتوجات يسعى بدوه إذل محاية وصحة
ادلستهلك ،ومصاحلو من األضرار اليت تلحقو عند استعمالو للمنتوجات.
يبدو جليا أن أمن ادلنتوجات وسالمة ادلواد الذذائية مها وجهان لعملة واحدة أال وىي ضمان عدم اإلضرار بصحة
ادلستهلك ،فكل منهما يهدف إذل احملافظة على صحة وسالمة ادلستهلك ،ألن ادلنتوجات احلالية قد دتثل – بالنظر إذل
713
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
مكوناهتا وتركيبها خورا على صحة اإلنسان عند استهالكها من خالل تناوذلا ،أو عن طريق استعماذلا يف ادلنتوجات
األخرى.
المطلب الثاني :الطبيعة القانونية لاللتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات
كانت طبيعة االلتزام بضمان السالمة مثار خالف وجدل يف الفقو والقضاء ،فبعدما كان التزاما عقديا تبعيا يف
بداية األمر ( الفرع األول ) ،أصبح نتيجة لتوور االجتهاد القضائي التزاما قانونيا مستقال بذاتو( الفرع الثاين) ،لكن ىذا دل
دينع التشريعات اخلاصة من تكريسو يف بعض العقود اخلاصة ( الفرع الثالث)
الفرع األول :االلتزام بالسالمة التزام عقد تبعي
إن التوور االقتصادي الذي عرفتو سلتلف النشاطات بفعل الثورة الصناعية نتيجة إدخال اآلالت يف النشاط
الصناعي ـ ـ ـ يف بداية القرن ادلاضي ـ ـ ـ ـ لن تكنلو آثار إجيابية فقط ،بل كانت لو أيضا آثار سلبية ،إذ ما لبثت ىذه اآلالت
يف إحلاق أضرارا جسمانية مبستعمليها وى العمال ،ونتج عن ذلك كثرة الضحايا وبقائه بدون تعويض نظرا لألحكام
القانونية ادلوبقة آنذاك ،وىي وجوب إثبات اخلوأ طبقا للماد 2831قانون مدين فرنسي ،شلا تزداد معو الصعوبة خاصة
وأن ادلتسبب يف الضرر وىي اآللة ،ىذا ما جعل بعض الفقو يوالب يف بعض العقود ،التزاما تبعيا لاللتزام الرئيسي ،شلا
يوفر محاية عادلة للضحية ،ويتمثل ىذا االلتزام ادلراد إضافتو ويسمى بااللتزام بالسالمة .
إن تضمني العقد التزاما بالسالمة حسب بعض الفقهاء) ،(Cadiet, 1996سيسمح للقضاء من تعويض
ادلضرور على أساس ادلسؤولية العقدية ،جتنبا دلساوئ ادلسؤولية التقصريية اليت تتولب إثبات خوأ ادلسؤول طبقا للمادة
2831قانون مدين فرنسي ،ألنو من الصعب إثبات ركن اخلوأ ألن عيوب ادلنتوج واآلالت ىي ادلتسبب يف األضرار اليت
تلحق بالضحايا.
وبالفعل قد استجابت زلكمة النقض الفرنسية ذلذا الولب وذلك من خالل قرارىا الصادر بتاريخ 2122/22/12
،حيث قضت أن تنفيذ عقد النقل يوجب إلزام الناقل بوصول ادلسافر سادلا إذل جهة الوصول (Cass. civ
) ،21/11/1911Dalloz périodiqueوإذا دل يتحقق ذلك كأن يصاب ادلسافر خالل عملية النقل ،تقوم
ادلسؤولية العقدية للناقل مبجرد حصول اإلصابة ،ألن التزام الناقل ىو التزام بتحقق غاية(عبد ،2016 ،صفحة ،)181
ىذا وقد وسع االجتهاد القضائي الفرنسي يف عدة قرارات من رلال االلتزام بالسالمة يف عقود أخرى ،كعقد
البيع) ،(Cass. civ 1°er 20/10/1964 JCGP 1965وادلقاولة(Cass. civ 1er 19/04/1966, ،
).Bull, In°210
إن االجتهاد القضائي اجلزائري بدوره كرس االلتزام بالسالمة يف بعض العقود ،إذ اعتربت احملكمة العليا أن '' :
التزام مقاول األدواح الصبيانية ىو التزام بالسالمة ،وبعبارة أخرى فادلقاول ضامن لسالمة األوالد وبالتارل ىو مسؤول عن
كل ضرر يقع للركاب ما دل يثبت أن احلادث وقع بسبب قوة قاىرة أو خوأ الضحية''(قرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ
،1983/07/01ملف ،21830نشرة القضاة عدد خاص صفحة ،)125كما انتهت يف قضية أخرى إذل أن '' :
العالقة اليت تربط الزبون بصاحب احلمام ىي عقد خدمات ،ومثل ىذا العقد يضع على عاتق صاحب احلمام التزاما
714
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
بسالمة الزبائن وىو التزام بنتيجة(قرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ ،1983/03/02ملف ،20310نشرة القضاة
عدد خاص صفحة .)64
لكن االلتزام بالسالمة كرسو ادلشرع اجلزائري يف ادلادة 21جتاري اليت تنص '' :جيب على ناقل األشخاص ،أن
يضمن أثناء مدة النقل سالمة ادلسافر وأن يوصلو إذل وجهتو ادلقصودة يف الوقت احملدد يف العقد'' وتنص ادلادة 69
جتاري '':زيادة على االلتزامات ادلًتتبة على ناقل األشخاص وادلنصوص عليها يف ادلادة ،65يعد الوكيل ابتداء من تكفلو
بادلسافر ،مسؤوال عن األضرار البدنية'' ،وعليو يعد االلتزام بضمان سالمة المسافر التزاما عقديا بقوة القانون ومن مث
يقع باطال كل شرط إعفاء كلي أو جزئي من ادلسؤولية عن األضرار البدنية اليت تصيب ادلسافر أثناء تنفيذ عقد النقل
طبقا للمادة 65جتاري ،إن التزام الناقل بالسالمة ىو التزام عقدي ،والتزام تبعي ،ألنو يتبع االلتزام الرئيسي وىو االلتزام
بنقل مسافر يف وجوده أو انعدامو.
الفرع الثاني :االلتزام بالسالمة التزام قانوني مستقل قائم بذاتو
إن االلتزام بالسالمة عرف توورا من حيث اتساع رلالو ،لكنو تراجع من حيث شدتو ،ففي بداية األمر كان
التزامابتحقيق غاية ،حتول يف العديد من القضايا إذل التزام ببذل عناية ،إذ أصبح االجتهاد القضائي الفرنسي دييز بني
االلتزام بالسالمة الذي يتحملو الناقل خالل مرحلة تنفيذ نقل ادلسافر ،ويكون يف ىذه احلالة التزاما بتحقيق غاية ،وبني
االلتزام بالسالمة الذي يتحملو خالل ادلرحلة السابقة أو الالحقة على عملية النقل ،وىو التزام ببذل عناية
فقط(كاألضرار اليت تصيب الشخص أثناء عملية الركوب أو أثناء النزول من وسيلة النقل) ،ويقول أحد الفقهاء يف ىذه
ادلسألة أن اتساع رلال االلتزام بالسالمة كان على حساب قوتو ،فما حققو من حيث المجال خسره من حيث
شدتو( P. jourdainذكره علي فيالرل ،العقود اخلاصة البيع ص )283ويقول كاتب آخر :إن االلتزام بضمان
السالمة ىو التزام قائ سلفا يفرضو القانون على الكافة وال حيتاج يف نشأتو إذل عقد(أقصاصي ،2010 ،صفحة
.)135
ويثور التساؤل عن الفائدة من االلتزام بالسالمة ببذل عناية ،خاصة بعد تفعيل نص ادلادة 1384مدين
فرنسي (L'émergence d'un droit d'indemnisation systimatique des dommages
)corporals, ouvrage collectif , Annales de l'université d'alger 2012 p13وتوور
االجتهاد القضائي الفرنسي مرة أخرى ،إذ أصبح الناقل ال يسأل عقديا عما أصاب ادلسافر من أضرار جسدية خالل
تواجده مبحوة النقل ،أي قبل الشروع يف تنفيذ عقد النقل ،بل للمسافر أن يتمسك بادلسؤولية التقصريية (Cass. civ
) ،1er 07/03/1989 Bull, 1989 ,I, n°118, p77وىكذا وبعد تعمي ىذا احلل على حاالت
مشاهبة(منها ادلسؤولية عن سقوط ادلريض يف قاعة انتظار عيادة طبية ،أو شخص يف قاعة انتظار زلل خدمات أو سقوطو
يف زلل جتاري) ،تراجع ما يسمى بااللتزام بالسالمة ببذل عناية وحتول تعويض األضرار اجلسمانية من ادلسؤولية العقدية
إذل ادلسؤولية التقصريية ،حيث أصبح الكل ملزما بعدم ادلساس بالسالمة اجلسدية للذري ،وعليو فال حاجة للبحث عن
التزام تبعي على عاتق ادلتعاقد للمحافظة على سالمة الذري ،كما يستوي يف ذلك أن تكون الضحية مرتبوة أو غري مرتبوة
715
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
عقديا بادلسؤول ،وال فرق بني أن يكون الضرر أصاب الضحية أثناء تنفيذ العقد أو قبل تنفيذه ،ىذا ودل تبق محاية
السالمة اجلسدية عند حد ظهور ىذا الواجب العام ،بل تضمنت تشريعات حديثة ىي أيضا تقر التزاما بالسالمة يف
بعض العقود ،األمر الذي يلقي بظاللو على طبيعة ىذا االلتزام.
الفرع الثالث :االلتزام بالسالمة التزام عقدي بقوة القانون
تنص التشريعات اخلاصة على االلتزام بالسالمة ومنها :تلتزم ادلؤسسة ادلستخدمة مبوجب ادلادة 3من القانون -88
( '' 07ادلتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،جريدة رمسية ،1988عدد ،)4بضمان الوقاية الصحية واألمن
للعمال ،ويكون الفندقي ملتزما مبوجب ادلادة 1/23من القانون ( "01-99الذي حيدد القواعد ادلتعلقة بالفندقة،
جريدة رمسية ،1999العدد)25بضمان سالمة وأمن الزبون وأمتعتو الشخصية واألشياء اليت يودعها يف ادلؤسسة
الفندقية وتوابعها'' ،كما تلتزم وكالة السياحة واألسفار طبقا للمادة 18من القانون رق ( 06-99الذي حيدد القواعد
اليت حتك وكالة السياحة واألسفار ،جريدة رمسية ،1999العدد )24على أنو'' ...:يف إطار شلارسة لنشاطاهتا أن تتخذ
مجيع االحتياطات اليت من شأهنا توفري أمن الزبون وشلتلكاتو اليت تقبل التكفل هبا" ،ويتحمل كل متدخل ـ ـ يف إطار عملية
وضع ادلنتوجات لالستهالك ـ ـ جتاه ادلستهلك بإلزامية النظافة وسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات طبقا للمواد من 4إذل
11من القانون ( 03-09ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش ،جريدة رمسية ،2009العدد ،)15وىذا بذض
النظر عن إقرار ادلشرع دلسؤولية ادلنتج ادلدنية عن عيب منتوجاتو مبوجب القانون 10-05ادلعدل وادلتم للقانون
ادلدين(ادلادة 140مكرر ق م تنص على أنو" يكون ادلنتج مسؤوال عن الضرر الناتج عن عيب يف منتوجاتو حىت ودل تربوو
بادلستهلك عالقة تعاقدية").
وقد نتساءل عن اإلسهامات اليت تقدمها ىذه التشريعات اخلاصة بالنظر إذل االلتزام العام بالسالمة ،ال سيما أن
ىذه التشريعات اخلاصة مقيدة من حيث رلال توبيقها ،وىي استثناءات من القاعدة ( تشديدا وختفيفا).
لقد اقتصرت ىذه التشريعات اخلاصة من حيث رلال التوبيق ،على ضمان ادلؤسسة ادلستخدمة للوقاية الصحية
واألمن للعامل ،وضمان الفندقي لسالمة وأمن الزبون وأمتعتو الشخصية ،وإلزام وكالة السياحة واألسفار باختاذ
االحتياطات الضرورية بذرض توفري أمن الزبون وشلتلكاتو ،ومراعاة ادلتدخل إللزامية النظافة الصحية للمواد الذذائية
وسالمتها وكذا إلزامية أمن ادلنتوجات لفائدة ادلستهلك.
أما من حيث ادلوضع ،فنجد يف ىذه التشريعات اخلاصة تنظي كل الواجبات اليت بتعني على ادلؤسسة ادلستخدمة
مراعاهتا بصفة دقيقة ،قصد حتقيق الوقاية الصحية وأمن العمال منها :نظافة أماكن العمل وملحقاهتا وسلتلف التجهيزات،
واستجابة جو العمل إذل شروط الراحة والوقاية الصحية وعلى وجو اخلصوص ،التكعيب والتهوية وجتديدىا والتشمس
واإلضاءة والتدفئة واحلماية من الذبار واألضرار األخرى...إخل(سليمان ،2012 ،صفحة ،)107وكذا توفري للعامل
األلبسة اخلاصة والتجهيزات وادلعدات الفردية ذات الفعالية ادلتعارف عليها من أجل احلماية ،وكذا مراعاة أمن العمال
يف اختيار التقنيات والتكنولوجيا(انظر ادلواد 6،7 ،4 ،3من القانون 07-88ادلتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب
العمل السالف الذكر).
716
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
كما مت حتديد واجبات ادلتدخل يف إطار إلزامية أمن ادلنتوجات وسالمة ادلواد الذذائية حتديدا دقيقا ومفصال منها
ذات الوابع الوقائي ،ومنها ذات الوابع العالجي ،مع حتديد كل الوسائل الالزمة منها قانونية ،ووسائل مادية كادلخابر،
وسائل بشرية بذرض مراقبة ادلنتوجات ،ووسائل اإلنذار ،ومتابعة ادلنتوجات بذية حتقيق النتيجة ادلنتظرة أي سالمة
األشخاص وكذا مصاحله ادلالية ،ودل تكتف التشريعات اخلاصة بالقواعد ادلتعلقة بقواعد الفندقة وتلك اليت حتك نشاط
وكالة السياحة واألسفار على تكريس االلتزام بسالمة الزبون وأمتعتو(يزيد ،2014 ،صفحة ،)135بل تناولت أيضا
الواجبات اليت يتعني اختاذىا لتحقيق ىذا االلتزام(أنظر ادلواد من 14إل 45من القانون رق 01-99الذي حيدد
القواعد ادلوبقة على الفندقة).
ديكن القول شلا سبق أن ىذه التشريعات اخلاصة السالفة الذكر شددت من االلتزام العام بالسالمة ،فيجب على
ادلدين هبذا االلتزام اختاذ إجراءات وقائية زلددة تنفيذا لاللتزام بالسالمة ،مع العل أن القيام بالواجب الوقائي ال بعفي
ادلدين من ادلسؤولية ،فااللتزام بالسالمة ىو التزام بتحقيق غاية ،فإذا دل تتحقق النتيجة ادلنتظرة وىي سالمة الزبون ،أو
العامل أو ادلستهلك ويف حالة اإلخالل هبذا الواجب تقوم يف ذمة ادلدين ادلسؤولية ادلدنية واجلزائية.
ودلا كانت القاعدة القانونية تقضي بأن اخلاص يقيد العام ،فإن أحكام التشريعات اخلاصة ىي أوذل بالتوبيق من
الشريعة العامة كلما تعلق األمر بسالمة أو أمن العامل ،وسالمة زبون فندق أو وكالة سياحية وكذا أمن وسالمةادلستهلك.
ودلا كان ادلبدأ يقضي أيضا بأن النصوص اخلاصة تفسر تفسريا ضيقا ،فال شك أنالضحية اليت ليست ذلا إحدى
الصفات السابقة الذكر ،ال ديكنها االستفادة من ىذه النصوص اخلاصة ،كأن يكون ادلتضرر من الذري ،فال ديكنو من
تأسيس دعواه ضد ادلسؤول إال على أساس الواجب العام بالسالمة.
إن الواجب العام بالسالمة ىو التزام قانوين ينصرف إذل الكافة ودلصلحتها،وأن االلتزام باألمن والسالمة ادلكرس
مبوجب التشريعات اخلاصة ىو تشديد للواجب العام بالسالمة يف حاالت معينة ،ويستند ىذا التشديد إذل التفاوت
ادلوجود بني ادلعنيني ،كادلستخدم والعامل وادلتدخل وادلستهلك ،وصاحب الفندق والزبون ، ، ...فااللتزامات اليت
يتحملها األطراف يف ىذه العقود ىي التزامات عقدية مبا فيها االلتزام باألمن والسالمة ،فادلعيار ادلعول عليو لتحديد
طبيعة اإللتزام ىو مبصدره ادلباشر أي ادلولد لو مباشرة ،فلوال عقد العمل ماكان للعامل ىذه الصفة ،وما كانت لو ىذه
احلقوق على ادلستخدم ،يف بعض األحيان يتدخل ادلشرع يف بعض العقود منها على سبيل ادلثال ،احًتام حد أدىن
لألجور ،والعول الرمسية،لكن تدخلو ال يعتد بو يف تكييف العالقة القانونية ،فهو ال ينشئها بل يسه يف تنظيمها.
لقد تذري تدخل ادلشرع يف تنظيمو للعقود ،إذ كان يف بداية األمر يتدخل بقواعد مكملة دلساعدة األطراف يف تنظي
العقد ادلربم بينهما ،وأصبح اآلن يتدخل بقواعد ذات طبيعة آمرة حتت تأثري ما يسمى بظاىرة '' عيممة العقد''(نساخ
فاطمة ،الوظيفة االجتماعية للعقد ،أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق بن عكنون ،اجلزائر 2013ص ،)2لكن رغ ذلك
تبقى الوبيعة العقدية للعقد ،أن مثل ىذه االلتزامات ادلفروضة قانونا على غرار االلتزام باألمن والسالمة ادلكرسني
بتشريعات خاصة ىي التزامات عقدية بقوة القانون .
717
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
إن االلتزام بالسالمة الذي كرسو االجتهاد القضائي ،أو الواجب العام بالسالمة ادلقرر قانونا ال خيتلفان جوىريا عن
االلتزام بأمن ادلنتوجات وااللتزام بسالمة ادلواد الذذائية الذي يتحملو ادلتدخل مبوجب القانون 03-09لكن ىذا التقارب
دل مبنع من وجود بعض اخلصوصيات اليت دتيز سالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات ال سيما من حيث توبيقها.
718
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
719
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
بالسالمة ال يقتصر على ادلستهلك ،بل ىو شامل لكل األشخاص بذض النظر عن صفته ،سواء كانوا مستهلكني أم
ال ،شلا جيعل االلتزام بالسالمة ينفصل عن اجملال العقدي ،ولذا صلد االلتزام بالسالمة مقرر لكل شخص يواجو خور
التعرض لضرر بسبب ادلنتوجات ادلعروضة يف األسواق فيمكن أن تكون مصدر ضرر للمحًتفني أنفسه ،أو يصيب
أحد ادلارة بضرر نتيجة انفجار منتوج ما ،ويف ىذا اإلطار يقول الدكتور زلمد بودارل '' بعدم ربط االلتزام بالسالمة
بفكرة العقد ،األمر الذي يؤكد أن االلتزام ب السالمة دل يعد حبيس اإلطار العقدي الذي نشأ فيو ،بل ىو ينشأ من
متولبات احلياة يف اجملتمع"(بودارل ،2006 ،صفحة )403وىنا جيب على ادلشرع استبدال مصولح ادلستهلك مبصولح
الشخص حىت تكون احلماية عامة وغري مقيدة(شوقي بناسي ،أثر تشريعات االستهالك على ادلبادئ الكالسيكية للعقد،
أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق سعيد محدين 2015ص .)296
المطلب الثاني :المنتوج محل االلتزام
يتمثل زلل االلتزام بالسالمة يف ادلواد الذذائية( أوال) ،بينما ينصرف االلتزام باألمن إذل ادلنتوجات( ثانيا)
أوال :المواد الغذائية محل االلتزام بالسالمة
عرف ادلشرع ادلواد الذذائية باعتبارىا زلال لاللتزام بالسالمة يف ادلادة 3الفقرة 3من القانون 03-09من قانون
محاية ادلستهلك على أهنا'' كل مادة معاجلة أو معاجلة جزئيا أو خام ،موجهة لتذذية اإلنسان أو احليوان ،مبا يف ذلك
ادلشروبات وعلك ادلضغ ،وكل ادلواد ادلستعملة يف تصنيع األغذية وحتضريىا ومعاجلتها ،باستثناء ادلواد ادلستخدمة فقط يف
شكل أدوية أو مواد التجميل أو مواد التبغ'' ،وتقتضي سالمة ىذه ادلواد الذذائية أال تضر بصحة ادلستهلك وال حتتوي
على ملوث بكمية غري مقبولة بالنظر بوبيعة احلال للصحة البشرية واحليوانية ،لكن ادلرسوم التنفيذي رق -14
( 366الذي حيدد الشروط والكيفيات ادلوبقة يف رلال ادللوثات ادلسموح هبا يف ادلواد الذذائية ،ج ر ، 2014عدد
)74مبوجب ادلادة 2منو اقتصر االلتزام بالسالمة على '' ...ادلواد الذذائية ادلوجهة لالستهالك البشري'' ،دون ادلوجهة
لالستهالك احليواين.
كما استثنت ادلادة 2من ادلرسوم التنفيذي رق ( 214-12الذي حيدد شروط وكيفيات استعمال ادلضافات
الذذائية يف ادلواد الذذائية ادلوجهة لإلستهالك البشري ،ج ر ،2012عدد ... '')30ادلضافات الذذائية اليت تدمج يف
ادلواد الذذائية ادلوجهة لالستهالك احليواين'' ،يف حني أن ادلادة 8من القانون 03-09تشًتط أن يكون إدماج ادلضافات
الذذائية يف ادلواد الذذائية ادلوجهة لالستهالك البشري واحليواين موابقا'' ل ـ'' ...شروط وكيفيات استعماذلا وكذا احلدود
ادلرخص هبا عن طريق التنظي ''.
ثانيا :المنتوجات محل التزام المتدخل باألمن
يلتزم ادلتدخل بأمن( )1ادلنتوجات ضمن شروط االستعمال العادية وادلتوقعة()2
المقصود بالمنتوجات -7
فادلنتوجات ىي كل اخلدمات اليت يقدمها ادلتدخل للمستهلكمن جهة ،والسلع ىي '' كل سلعة ديكن أن تكون
موضع تنازل مبقابل أو رلانا'' ،غري أن ادلادة 3من ادلرسوم التنفيذ رق 203-12ادلتعلق بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن
720
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
ادلنتوجات استثنت من أحكامو ... '' :ادلنتوجات العتيقة والتحف وادلنتوجات الذذائية اخلام ادلوجهة للتحويل والبيو
سيدات واألمسدة واألجهزة الوبية وادلستحضرات الكيميائية اليت ختضع ألحكام تشريعية أو تنظيمية خاصة'' كما تنص
مادتو 4منو '' ...بشأن اخلدمات والسلع احملمية أو تلك اليت ختضع لتعليمات أمن خاصة مبوجب نصوص خاصة''
ختضع ادلنتوجات اليت وردت بشأهنا أحكام خاصة ذلذه األحكام ،لكن يتعني توبيق أحكام ادلرسوم السالف الذكر
بالنسبة للجوانب أو األخوار اليت دل تتناوذلا ىذه األحكام اخلاصة.
شروط االستعمال العادية والمتوقعة -2
بناء على ادلادة 9من القانون 03-09ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش ،جيب أن تتوفر ادلنتوجات '' ...
على األمن بالنظر إذل االستعمال ادلشروع ادلنتظر منها وأن ال تلحق ضررا بصحة ادلستهلك وأمنو ومصاحلو ،وذلك ضمن
الشروط العادية لالستعمال أو الشروط األخرى ادلمكن توقعها من قبل ادلتدخلني'' ،يسأل ادلتدخل مبوجب ىذا احلك
عن الضرر الذي يلحقو ادلنتوج بادلستهلك عند االستعمال العادي لو ،أي االستعمال ادلألوف للمنتوج طبقا لشروط
االستعمال و /أو تعليمات الصانع ،ويسأل أيضا يف حالة االستعمال غري العادي للمنتوج ،شريوة أن يكون ىذا
االستعمال متوقعا بشكل معقول من قبل ادلتدخل.
المبحث الثالث :تنفيذ االلتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات وجزاء اإلخالل بو
لقد أولت السلوات العمومية أمهية بالذة دلعاجلة أمن وسالمة ادلنتوجات ،وذلك من خالل التحك يف األخوار
والسيورة عليها حيث فرض ادلشرع يف ىذا اإلطار مساعي واحتياطات يتعني على ادلتدخل مراعاهتا قبل طرح ادلنتوج
لالستهالك(ادلولب األول) ،ويف حالة سلالفة ذلك تقوم مسؤولية ادلتدخل (ادلولب الثاين).
المطلب األول :تنفيذ االلتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات
إن ادلنتوجات ادلوجهة لالستهالك جيب أن تكون مضمونة من قبل ادلتدخل ،وذلك من خالل قيامو بواجبات ديكن
تلخيصها يف مراقبة موابقة ادلنتوج (أوال) ،ومراعاة شروط النظافة(ثانيا) ،وااللتزام بإعالم ادلستهلك بكل خور وضرر قد
يصيبو يف صحتو( ثالثا).
أوال :مراقبة مطابقة المواد الغذائية والسلع
جيب على ادلتدخل مراقبة مدى موابقة ادلواد الذذائية والسلع للمقاييس وادلعايري ادلفروضة قانونا ،فبالنسبة إللزامية
سالمة ادلواد الذذائية ،يتأكد ادلتدخل من مدى موابقتها للشروط والكيفيات ادلوبقة يف رلال اخلصائص ادلكروبيولوجية
للمواد الذذائية وأهنا خالية كليا من كل ملوث ،أو أن ادللوث ادلوجود هبا ىو يف مستويات مقبولة ،وال ديثل خورا على
صحة ادلستهلك بصفة حادة أو مزمنة(ادلادة 4و 5من القانون 03-09ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش) ،و جيب
عليو أن يقوم بالتحاليل ادلخربية ،وكل ما يتولبو القانون من اإلجراءات اليت تثبت تلك ادلوابقة.
كما يتعني على ادلتدخل يف إطار االلتزام بأمن ادلنتوجات ،أن يتحقق بكل ما ىو متاح لو من الوسائلعلى أهنا ال'' :
تشكل يف شروط استعماذلا العادي أو ادلتوقع مبا يف ذلك ادلدة أي خور أو تكون ذات خور زلدود ومقبول،كوهنا
721
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
تتناسب مع استعمال ادلنتوج وتوفر مستوى محاية عالية لصحة وسالمة األشخاص'' ،وأهنا موابقة للتعليمات التنظيمية
ادلتعلقة هبا يف رلال أمن وصحة ادلستهلكني ومحايته السيما فيما يتعلق مبايأيت:
-شليزات السلع من حيث تركيبهاوشروط انتاجها وجتميعها واستعماذلا وتركيبها وصيانتها وإعادة استعماذلا وتدويرىامن
جديد ونقلها وادلتدخل يف ىذه احلالة جيب عليو احلصول على شهادة ادلوابقة أو أي وثيقة تثبت قيامو بذلك ،واجلدير
بالذكر أن مثل ىذه الشهادات تسل من ىيئات معتمدة وذلك بعد قيامها بإجراء التحقيقات والتجارب الالزمة.
وتنص ادلادة 6من ادلرسوم التنفيذي رق 203-12ادلتعلق بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن ادلنتوجات على أنو'' :
ت ثبت موابقة السلع واخلدمات من حيث إلزامية األمن بالنظر لألخوار اليت ديكن أن تؤثر على صحة ادلستهلك وأمنو...
تقي موابقة السلعة أو اخلدمة من حيث إلزامية األمن مبراعاة التنظيمات وادلقاييس اخلاصة ادلتعلقة هبا -...ادلستوى
احلارل للمعارف والتكنولوجيا -...األمن الذي حيق للمستهلك انتظاره -...االستعماالت ادلرتبوة حبسن السري يف رلال
األمن والصحة''.
ومبوجب ادلادة 12من القانون 03 -09يكون ادلتدخل موالبا بإجراء رقابة ادلوابقة ،وأن '' تتناسب ىذه الرقابة
مع طبيعة العمليات اليت يقوم هبا ادلتدخل حسب حج وتنوع ادلنتوجات اليت يضعها لالستهالك والوسائل اليت جيب أن
ديتلكها مراعاة الختصاصو والقواعد والعادات ادلتعارف عليها يف ىذا اجملال ،''..والتدخل يبقى ملزما بالرقابة(أنظر ادلادة
3/12من القانون )03-09ولو قام بذلك أعوان قمع الذش واألعوان ادلرخص ذل بذلك .
ثانيا :السهر على نظافة المادة الغذائية
يلتزم ادلتدخل يف إطار التزامو بسالمة ادلواد الذذائية ،بواجب احًتام شروط النظافة للمادة الذذائية والنظافة الصحية
للمستخدمني ،إذ جيب إجراء فحص طيب نصف سنوي للمستخدمني ادلعنيني من قبل مشذل احملل ،والبد من
ختصيص دفًت طيب لكل مستخدم ،وديكن للعون الذي يقوم بزيارة تفتيش التحقق من ذلك ،وكذا األماكن وزلالت
التصنيع أو التحويل أو التخزين ،وكذلك وسائل نقل ىذه ادلواد وضمان عدم تعرضها للتلف "...كما جيب عدم احتواء
التجهيزات واللوازم والعتاد والتذليف وغريىا من اآلالت ادلخصصة دلالمسة ادلواد الذذائية ،إال على اللوازم اليت ال تؤدي
إذل إفسادىا (أنظر ادلادتان 6و 7من القانون 03-09ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش) ،كما أن ادلتدخل ملزم
يف إطار أمن ادلنتوجات احًتام....'' :شروط النظافة اليت جيب أن تتوفر يف األماكن ادلستعملة لإلنتاج واألشخاص الذين
يعملون هبا(''...انظر ادلادة 5من ادلرسوم التنفيذي رق 203-12السالف الذكر)
ثالثا :إعالم المستهلك بمخاطر المنتوج
لقد جاءت تشريعات محاية ادلستهلك بالتزامات جديدة منها االلتزام باإلعالم وىذا ما نص عليو القانون -09
03السالف الذكر يف ادلادتني 17و 18منو ،باإلضافة إذل ذلك نص ادلرسوم التنفيذي رق 203-12ادلتعلق
بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن ادلنتوجات يف ادلادة 1/ 10منو على أنو'' :جيب على ادلنتجني وادلستوردين ومقدمي
اخلدمات وضع يف متناول ادلستهلك كل ادلعلومات الضرورية اليت تسمح لو بتفادي األخوار احملتملة وادلرتبوة باالستهالك
و /أو باستعمال السلعة أو اخلدمة ادلقدمة وذلك مدى طيلة حياتو العادية أو مدة حياتو ادلتوقعة بصفة معقولة" ،وجيب
722
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
على ىؤالء ،طبقا لنص الفقرة 2من نفس ادلادةاختاذ ":التدابري ادلتعلقة بتمييز السلع واخلدمات اليت يقدموهنا واليت من
شأهنا - :جعله يولعون على األخوار اليت ديكن أن تسببها سلعه أو خدماهت عند وضعها يف السوق و /أو عند
استعماذلا وتوبيقا ذلذه األحكام يلزم ادلعنيون مبوجب ادلادة 2/11من نفس النص -... '' :باإلشارة على الذالف
والتصويب ذلويته وعناوين االتصال ومرجع ادلنتوج ورق حصتو و/أو تاريخ صنعو وكذا بلده األصلي'' .يعترب االلتزام
باإلعــالم حــق من حقوق ادلستهلك ،يلتزم األعـ ـوان االقتصادي ــون باحتـ ـرامو ،ومفهوم اإلعالم ىنا ىو إخ ــبار ادلستهلك
وجعل ــو يعرف التفاصيــل اخلاصة بالسلعة أو اخلدمــة من حيث اجلودة والكميــة و األسعار.
يعترب الوس أى وسيلــة إلعالم ادلستهلك عـن ادلنتوج ادلراد اقتنـاؤه (ادلادة 17من قانون 03/09السالف الذكر )
فه ــو ك ــل البي ــانات أو الكتابات أو اإلش ـارات أو العالمــات أو ادلميزات أو الص ــور أو التمــاثيــل أو الرمــوز ادلوض ــوعة عـلى
األغلف ــة أو العبـ ـوات واليت تعترب ضروري ــة إلعــالم ادلستهلك وجيــب أن تكون بوريقـة ال توحي بأي إشكال يف ذى ــن
ادلستهلك ،وأن ال حتمــل إش ــارات أو عب ــارات ت ــؤدي إذل الظ ــن أو الش ــك فيـها.
-ىــذا الوس جيب أن حيرر باللذة العربية أساســا وعلى سبي ــل اإلضافــة ديكــن استعمال لذة أو عدة لذات أخرى سهلة
الفه من ادلستهلكني وبوريقـ ــة مرئي ــة ومق ــروءة ومتعــذر زلوىا(ادلادة 18من قانون .)03/09
رابعا :تدارك األخوـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار
قد يورح ادلنتوج يف السوق الستهالكو لكن دون أن تستوفيو الرقابة ادلولوبة ،مث يظهر أنو ديثل خورا على صحة
ادلستهلك ،وقد يكون ادلنتوج موابقا لشروط األمن ،غري أن التوور التكنولوجي يبني أنو خور على صحة وأمن
ادلستهلك ،فالبد من تدارك ىذه األخوار وتبعاهتا ،فيجب على ادلتدخل وغالبا ما يكون ىو ادلوزع تدارك ىذه األخوار
فيتعني عليه ،طبقا للمادة 3-13من ادلرسوم التنفيذي رق 203-12ادلتعلق بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن
ادلنتوجات ،إرسال ادلعلومات ادلتعلقة باألخوار ادلسجلة أو ادلعلن عنها أو ادلرتبوة هبذه ادلنتوجات للمنتجني
وادلستوردين'' ،كما يلزم ادلنتجون وادلوزعون مبوجب ادلادة 14من ادلرسوم التنفيذي رق 203-12بإعالم اذليئات
اإلدارية ادلكلفة حبماية ادلستهلك فورا إذا علموا أو كان عليه أن يعلموا بأن السلعة ادلوضوعة يف السوق تشكل خورا
على صحة ادلستهلك وأمنو ،وجيب عليه سحب ىذه ادلواد فورا من السوق ،وقد تقوم اإلدارة ادلكلفة حبماية ادلستهلك
وقمع الذش باختاذ اإلجراءات الالزمة لذلك طبقا للمادة 5-15من ادلرسوم . 203-12
خامسا :ضمـ ـ ـ ـ ـ ــان تتبع مسار السلعة
عرف ادلشرع اجلزائري تتبع ادلسار يف ادلادة 5من ادلرسوم التنفيذي رق -12ادلتعلق بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن
ادلنتوجات 203على أنو '':يقصد بتتبع مسار السلعة ،اإلجراء الذي يسمح بتتبع حركة السلعة من خالل عملية
انتاجها وحتويلها وتوظيبها واستريادىا وكذا تشخيص ادلنتج أو ادلستورد وسلتلف ادلتدخلني يف تسويقها واألشخاص الذين
اقتنوىا باالعتماد على الوثائق.
يقصد بتتبع مسار اخلدمة اإلجراء الذي يسمح بتتبع عملية تقدًن اخلدمة يف كل مراحل أدائها للمستهلك الذي
استفاد منها باالعتماد على وثائق'' ،إن عملية تتبع مسار ادلنتوجات الذذائية ،يقتضي احًتام ادلعايري الالزمة لضمان
723
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
جودة ادلنتوج واال ستجابة دلتولبات ادلستهلك ،لتحقيق أمن وسالمة ادلنتوج ،فهذه العملية ىي يف صاحل ادلستهلك وادلنتج
معا ،إذ تسمح ذلذا األخري بإقامة الدليل يف حالة ما إذا تضرر ادلستهلك من منتوج ما ،حيث يقدم الدليل على موابقة
ونوعية ادلنتوج منذ إنتاجو إذل غاية توزيعو باالعتماد على وثائق ،وادلستهلك يستعني هبا لتحديد الشخص ادلسؤول عند
تضرره من منتوج معيب.
المطلب الثاني :جزاء اإلخالل بااللتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات
إن احلماية اليت أقرىا ادلشرع للمستهلك ،ال تتعلق بو وحده ،وإمنا هت شأن اجملتمع ،ولذا أقر ادلشرع جزاءات مدنية
(أوال)وأخرى جزائية (ثانيا).
أوال :اإلخالل بااللتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات ،فعل مجرم
إن ادلتدخل إذا أخل بااللتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات ،فتقوم مسؤوليتو مبوجب نصوص خاصة أقرىا
القانون ،)1( 03-09كما يسأل طبقا لقانون العقوبات(.)2
- 7التجريم بموجب نص خاص
لقد مت جترًن اإلخالل بااللتزام بالسالمة وأمن ادلنتوجات من ادلواد 74-71من القانون 03-09ادلتعلق
حبماية ادلستهلك وقمع الذش كما يلي:
سلالفة إلزامية سالمة ادلواد الذذائية ادلنصوص عليها يف ادلادتني 4و 5بذرامة مالية من 200.000دج إذل
500.000دج ،وسلالفة النظافة والنظافة الصحية ادلنصوص عليها يف ادلادتني 6و 7من نفس القانون وتقدر غرامتها
ادلالية من 50.000دج إذل 1.000.000دج ،وسلالفة إلزامية أمن ادلنتوجات ادلنصوص عليها يف ادلادة 10من
ىذا القانون بذرامة مالية من 200.000دج إذل 500.000دج وسلالفة رقابة ادلوابقة ادلسبقة ادلنصوص عليها يف
ادلادة 12من ىذا القانون بذرامة مالية من 50.000دج إذل 500.000دج.
-2التجريم بموجب قانون العقوبات
يتابع ادلتدخل يف حالة خداعو ،أو زلاولة خداعو للمستهلك يف طبيعة أو يف الصفات اجلوىرية للمنتوج أو يف نوع
ادلنتوجات أو يف مصدرىا أو يف كمية األشياء ادلسلمة أو يف ىويتها على أساس ادلادة 429قانون عقوبات ،كما ديكن
متابعتو يف حالة التزوير ادلنصوص عليها يف ادلادة 431قانون عقوبات ،كأن يزور يف صحة وسالمة ادلواد الذذائية ،كأن
يورحو لالستهالك وىو يعل بأهنا فاسدة ومسمومة.
ثانيا :اإلخالل بااللتزام بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات :فعل يستوجب التعويض
إن اذلدف من االلتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات ىو احملافظة على صحة ادلستهلك وعدم اإلضرار
بسالمتو اجلسدية وكذا مصاحلو ادلادية ،فإذا ترتب عن ىذا اإلخالل هبذا االلتزام وحلق ضرر بادلستهلك يستوجب حتما
تعويض ذلك الضرر ،وللمستهلك أن يستند إذل ادلسؤولية ادلدنية للمنتج إذا توافرت شروطها طبقا لنص ادلادة 140
مكرر القانون ادلدين اجلزائري ،أو إذل ادلسؤولية ادلدنية على أساس ادلادة 124القانون ادلدمي ،ولو أن يتأسس كورف
مدين وجلمعيات محاية ادلستهلك ادلوالبة بالتعويض عن الضرر الذي أصاهبا من خالل تضرر ادلستهلك.كما ديكن
724
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
للمستهلك ادلضرور التمسك بادلادة 140مكرر 1قانون مدين ادلتعلقة جبرب األضرار اجلسمانية يف حالة غياب ادلسؤولية،
فتتحمل الدولة التعويض عن الضرر اجلسماين الذي يصيب ادلستهلك بسبب عدم سالمة ادلواد الذذائية(العالرريب،
.)2013
الخاتمة
من خالل ىذا العرض ،يتبني أن االلتزام بالسالمة قد مر مبخاض عسري ،من النشأة القضائية بفضل زلكمة النقض
الفرنسية إذل التكريس التشريعي من خالل النص عليو يف بعض العقود مثل عقد النقل ،وعقد العمل ،والعقد السياحي،
وعقد الفندقة ،واعتمده ادلشرع اجلزائري يف قانون محاية ادلستهلك وقمع الذش من خالل االلتزام بسالمة ادلواد الذذائية
وأمن ادلنتوجات ،فهذا االلتزام الزال يف رحلة حبث عن استقرار قانوين .فااللتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات
يهدف إذل محاية ادلستهلكني يف صحته وأج سامه ،لذا جيب على ادلتدخل يف إطار االلتزام بالسالمة اختاذ مجيع
االحتياطات واختاذ كافة الوسائل ادلتاحة لو ،دلراقبة موابقة ادلواد الذذائية والسلع ومدى توافقها مع ادلقاييس وادلعايري
ادلفروضة قانونا ،كما أن تنفيذ ادلتدخل اللتزامو بسالمة ادلواد الذذائية يكون من خالل احًتام شروط النظافة سواء
بالنسبة للعمال أو ألماكن وزلالت تصنيع ومعاجلة ىذه ادلواد ،وكذا االلتزام بإعالم ادلستهلك باألخوار احملتملة وادلرتبوة
باستهالك ىذه ادلواد الذذائية ،ويف حالة اإلخالل هبذا االلتزام فيتحمل ادلتدخل ادلسؤولية سواء التقصريية أو اجلزائية ،
ورغ كل ىذا نرى من أجل توفري محاية فعالة للمستهلك من خالل االلتزام بسالمة ادلواد الذذائية وأمن ادلنتوجات الذي
يتحمل ادلتدخل البد من :
-لفت نظر ادلشرع جبعل االلتزام بالسالمة واجبا عاما وليس التزاما فقط ،حىت ديكن حتقيق احلماية الكاملة
للمستهلك يف كل اجملاالت ،ال سيما السالمة الذذائية.
-التشديد يف اجلزاءات عند اإلخالل بااللتزام بالسالمة سواء من حيث النصوص اخلاصة أو يف قانون العقوبات
-إعادة ىيكلة ادلؤسسات ادلكلفة مبراقبة السوق هبدف مالئمتها مع ادلعايري الدولية ،وخاصة األوروبية ،إذل جانب
ضمان أعلى مستوى من السالمة الصحية لألغذية والنهوض جبودة ادلنتجات لتعزيز ثقة ادلستهلك يف النظام
الوطين دلراقبة السوق.
-إحداث وكالة وطنية لتقيي ادلخاطر وضمان السالمة الصحية للمنتجات الذذائية ،ومن شأن ىذه الوكالة أن
تقوع مسألة تداخل األدوار وتعدد ىياكل الرقابة وتشتتها بني عدة وزارات ،جبعلها ىيكال رقابيا وحيدا لألغذية
جيمع اإلطارات العاملة مبختلف ىياكل الرقابة يف البالد بصفة متكاملة ومستقلة لضمان صحة وسالمة
ادلستهلك.
725
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات الدكتور :عيسى بخيت
المراجع
أوال :المراجع باللغة العربية
-7الكتب
-أمحية سليمان ،الوجيز يف قانون عالقات العمل يف التشريع اجلزائرين ديوان ادلوبوعات اجلامعية 2012
-بودالي محمد ،الحماية القانونية للمستهلك في القانون المقارن ،دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ،دار الكتاب الحديث ،الجزائر.6002 ،
-دالل يزيد ،احلماية القانونية للسائح يف ضوء عقد السياحة ،دفاتر السياسة والقانون.2011
-شوقي بناسي ،أثر تشريعات االستهالك على ادلبادئ الكالسيكية للعقد ،أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق سعيد محدين
2015
-علي فيالرل ،العقود اخلاصة البيع ،موف للنشر .2018
-عبد القادر أقصاصي ،االلتزام بضمان السالمة يف العقود ،ضلو نظرية عامة ،دار الفكر اجلامعي ،األسكندرية ،
2010
-موفق محاد عبد ،التزام البائع احملًتف بضمان السالمة ،مكتبة السنهوري .لبنان.2016 ،
-نساخ فاطمة ،الوظيفة االجتماعية للعقد ،أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق بن عكنون ،اجلزائر2013
-2النصوص القانونية
-األمر رق 78-75ادلعدل وادلتم ادلؤرخ يف 26سبتمرب 1975ادلتعلق بالقانون ادلدين ادلعدل وادلتم ،.ج ر
،1975عدد 78
-األمر رق 59-75ادلعدل والتم الؤرخ يف 26سبتمرب 1975ادلتعلق بالقانون التجاري ادلعدل وادلتم ج ر
،1975عدد 101
-القانون 07-88ادلتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،جريدة رمسية ،1988عدد ..4
-القانون 01-99الذي حيدد القواعد ادلتعلقة بالفندقة ،جريدة رمسية ،1999العدد.25
-القانون 06-99الذي حيدد القواعد اليت حتك وكالة السياحة واألسفار ،جريدة رمسية ،1999العدد .24
-القانون 02-04ادلعدل والتم الذي حيدد القواعد ادلوبقة على ادلمارسلت التجارية ج ر ،2004عدد 41
-القانون 03-09ادلتعلق حبماية ادلستهلك وقمع الذش ،جريدة رمسية ،2009العدد .15
-ادلرسوم التنفيذي رق 203-12يتعلق بالقواعد ادلوبقة يف رلال أمن ادلنتوجات ،ج ر ،2012عدد 28
-ادلرسوم التنفيذي رق 214-12الذي حيدد شروط وكيفيات استعمال ادلضافات الذذائية يف ادلواد الذذائية ادلوجهة
لإلستهالك البشري ،ج ر ،2012عدد.30
-التنفيذي رق 366-14الذي حيدد الشروط والكيفيات ادلوبقة يف رلال ادللوثات ادلسموح هبا يف ادلواد الذذائية ،ج
ر ، 2014عدد .74
726
التزام المتدخل بسالمة المواد الغذائية وأمن المنتوجات عيسى بخيت:الدكتور
727
األكادميية للدراسات
اإلجتماعية واإلنسانية
ملخص
اتسمت النظرية العامة للعقد ولوقت طويل بالثبات واالستقرار ،لكن مع بروز ظاهرة تشريعات االستهالك
التي جاءت بمفاهيم وتقنيات جديدة أثرت على المبادئ الكالسيكية للعقد ،وهذا من أجل توفير حماية فعالة
للمستهلك بسبب اختالل التوازن العقدي الذي يميز العالقات االستهالكية ،األمر الذي جعل الفقه يتساءل
عن مستقبل القانون المدني في ظل انتشار تشريعات االستهالك ،ولذا يجب إصالح القانون المدني حتى يستمر
تنصيبه على أنه قانون الشريعة العامة بالنسبة للقواعد القانونية األخرى.
الكلمات الدالة :مبادئ العقد ،قانون االستهالك ،التوازن العقدي ،حماية المستهلك.
Abstract
The general theory of contract has been characterized- for a long time-by constancy and stability. but with the emergence
of the consumption legislation sphenomenon new concepts and techniques have been broughtandimpacted classical
principals of contract,those legislations purpose was to provideeffective protection for the consumer from the contract
imbalance that characterizes the consumption relations, and this made the scholarswonder about the Civil law future
with the spread of consumption legislations. Therefore, the Civil law should be reformed in order to continue as the
basis of other private law rules.
Keywords: Contract principals, consumption law, contractual balance, consumer protection.
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110 110
أثر تشريعات االستهالك على مبادئ النظرية التقليدية للعقد
للعقد ،ينطلق من املساواة املفرتضة بني املتعاقدين ،ألن العقد إن حالة الضعف اليت تعرتي املستهلك يف عالقته االستهالكية
هو نتاج إرادتني حرتني متكافئتني وبالتالي لن يكون العقد تعترب من الدوافع واألسباب اليت تربر احلماية اليت أقرتها
إال عادال ومتكافئا بني أطرافه ،ومن هنا كان العقد شريعة تشريعات محاية املستهلك له يف ظل ما بات يطبع عالقة
املتعاقدين فال جيوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفني أو املستهلك باملهين من تفاوت اقتصادي ومعريف أخل بتوازنهما.
لألسباب اليت يقررها القانون(،)4 واملشرع اجلزائري على غرار التشريعات املقارنة اهتم مبوضوع
إن مبدأ سلطان اإلرادة نشأ يف ظل املذهب الرأمسالي الذي كان االستهالك ،فحضي حق املستهلكني يف احلماية بالنص عليه
زراعيا بالدرجة األوىل ،وبعد انتشار الصناعة انتقلت جمتمعاته ضمن احلقوق املضمونة دستوريا مبوجب املادة 3/43من
من مرحلة اإلنتاج املتنامي إىل مرحلة االستهالك الواسع عن الدستور حيث تنص " :على أن تكفل الدولة ظبط السوق
طريق البيع والشراء ،بني املنتجني ومجهور املستهلكني ،وما وحيمي القانون حقوق املستهلكني "( ،)1فأصدر املشرع القانون
ينتج عنه من وجود عالقات تعاقدية غري متكافئة نتيجة رقم 03-09املؤرخ يف 25فرباير 2009املتعلق حبماية
سيطرة املنتج أو البائع (املهين) حبكم تفوقه االقتصادي واملعريف املستهلك وقمع الغش( ،)2والعديد من النصوص التنظيمية
على مشرت مستهلك ضعيف اقتصاديا ومعرفيا. يف جمال االستهالك .فكل هذه املعطيات تقودنا إىل طرح
التساؤل التالي :ما هي مظاهر تأثري قوانني محاية املستهلك على
ومن أجل كبح مجاح مبدأ سلطان اإلرادة أدخلت عليه الكثري املبادئ الكالسيكية للنظرية العامة للعقد؟ فلإلجابة على هذه
من القيود واالستثناءات من أجل تهذيبه وهو األمر الذي دفع اإلشكالية فيجب تناوهلا يف احملاور التالية:
خصومه إىل نقده ،فرتاجع دوره بل أن أنصاره أصبح الشك
يراودهم بشأن هذا املبدأ الذي وضع جملتمع زراعي جتاوزه -أثر تشريعات االستهالك على مبدأ الرضائية يف العقود.
الزمن ،فحل حمله اجملتمع الصناعي ثم أخريا جمتمع -أثر تشريعات االستهالك على آثار العقد
املبحث األول :أثر تشريعات االستهالك على مبدأ سلطان اإلرادة املعلوماتية فهو إذن يعاني من أزمة شيخوخة .
()5
(فرع أول) ،غري أن هذا املبدأ اهتز عرشه بسبب الوافد اجلديد أحد مساتها.
كتشريعات االستهالك ،وقوانني السوق كقانون املنافسة -ظاهرة عدم التكافؤ بني املتعاقدين هي السمة اليت أصبحت
تتسم بها العالقات التعاقدية ،نظرا للتفوق االقتصادي وقانون التوزيع (فرع ثان).
للمتدخل يف مقابل حالة الضعف اليت أصبح يرزخ فيها الفرع األول :مبدأ سلطان اإلرادة أساس النظرية التقليدية للعقد
املستهلك ،مما استدعى األمر التدخل إلعادة النظر فيها إن على
نشأ مبدأ سلطان اإلرادة وازدهر يف ظل املذهب الفردي يف نهاية يد املشرع وإن على يد القضاء.
القرن ،18وما زاد من بسطة نفوذه هو العامل االقتصادي يف
ظل االقتصاد الرأمسالي الذي ساد يف نهاية القرن ،19حيث -ميالد حركة محاية املستهلك ،من أجل الدفاع عن مصاحل
يقوم على متجيد احلرية الفردية ويطلق هلا العنان يف إبرام املستهلكني يف كل من أمريكا ،وانتقاهلا بعد ذلك إىل أوربا،
الصفقات االقتصادية ،فأصبحت اإلرادة هي أساس العقد " ،وبعد ذلك إىل الوطن العربي ومشال إفريقيا ،هلا منظروها
ودعاتها. وكل ما هو عقد هو عادل".
فمبدأ سلطان اإلرادة هو الذي كان مهيمنا على النظرية -االنتشار الرهيب لتشريعات االستهالك يف معظم دول العامل،
التقليدية للعقد( )3فينبغي تفسري جل القواعد واألحكام وإصدار الكثري من النصوص التنظيمية مما أدىل إىل تضخمها،
املتعلقة بهذه النظرية من خالله ،مبا ميثله من مرجعية هلا ،حتى أصبح ال يستطيع إدراكها إال املتخصصون ،فهذا من
فمبادئ احلرية التعاقدية والرضائية والقوة امللزمة للعقد ،شأنه أن يؤثر على املفهوم التقليدي لنظرية العقد ممثلة يف
()7
واألثر النسيب للعقد ،كلها مبادئ ولدت من رحم مبدأ سلطان مبدأ سلطان اإلرادة.
هذه هي األسباب والعوامل اليت ألقت بظالهلا على النظرية اإلرادة .
إن هيمنة مبدأ سلطان اإلرادة على أحكام النظرية التقليدية العامة للعقد فأثرت عليها ،وقلصت من دور مبدأ سلطان
اإلرادة يف العالقات التعاقدية.
111 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110
د .بخيــت عيسى
املصنف وتوزيعه. املطلب الثاني :مظاهر تأثري قوانني االستهالك على مبدأ سلطان اإلرادة
واألهم هو عقد القرض االستهالكي ،حيث نظمه املشرع مبوجب تتجلى مظاهر تأثري هذه القوانني على مبدأ سلطان اإلرادة
املرسوم التنفيذي رقم ،(13)114-15لقد أوجبت املادة 20 من خالل تراجع مبدأ الرضائية يف العالقات االستهالكية
من قانون محاية املستهلك وقمع الغش أن تستجيب قروض عن طريق ظهور شكلية جديدة تتمثل يف االلتزام باإلعالم
االستهالك للرغبات املشروعة للمستهلك فيما خيص شفافية كالتزام يقع على عاتق املتدخل (الفرع األول) ،ويتمثل املظهر
العرض املسبق وطبيعة ومضمون ومدة االلتزام وكذا أجال اآلخر يف احلد من احلرية التعاقدية ( الفرع الثاني).
تسديده وحيرر عقد بذلك ،على أن حتدد شروط وكيفيات
الفرع األول :تراجع مبدأ الرضائية يف العالقات االستهالكية
هذه العروض عن طريق التنظيم ،وبالفعل حدد املرسوم رقم
114-15املتعلق بالقرض االستهالكي شروط وكيفيات وفقا للنظرية التقليدية للعقد جند أن العقد يربم مبجرد
هذه العروض ،فألزمت املادة 6منه أن يسبق كل عقد قرض تطابق اإلرادتني دون وجوب اتباع شكلية معينة ،وهذا ما يسمى
عرض مسبق للقرض من شأنه السماح للمفرتض بتقييم مببدأ الرضائية يف العقود ،وهو أحد نتائج مبدأ سلطان اإلرادة
طبيعة ومدى االلتزام املالي الذي مكنه اكتتابه وكذا شروط الذي نصت عليه املادة 59ت م ج ( ،)8واملادة 1/60ت م ج ( )9اليت
تنفيذ العقد ،وجند املادة 7منه ألزمت املقرتض أن يلتزم تسمح للمتعاقدين التعبري عن إرادتيهما بأي طريقة.
بتضمني العقد مجلة من البيانات حتت طائلة الوجوب ومنه، لكن تشريعات االستهالك قد انصب اهتمامها مبرحلة تكوين
حتديد األطراف ،واملوضوع الذي من أجله مت القرض مع العقد ،ألن هذه التشريعات من خصائصها أن هلا دورا وقائيا
حتديد املدة واملبلغ اخلاص والصايف للقرض ،وطرق التسديد عالجيا وليس تدخال بعديا ،وهذا حتى ال ترتك حترير العقود
ونسبة الفوائد والضمانات وغريها. حملض أهواء احملرتفني الذين ال يرتددون يف خدمة مصاحلهم،
الفرع الثاني :احلد من احلرية التعاقدية ولذلك عمدت هذه التشريعات إىل إلزام احملرتفني إىل اإلدالء
بالبيانات واملعلومات للمستهلكني بقصد تنوير رضائهم
إن مبدأ احلرية التعاقدية وفقا للقواعد العامة أن الشخص
عن طريق بااللتزام باإلعالم( )10وهذا ما يسمى بالشكلية
خيتار من يتعاقد معه بكل حرية ،ويكون لألطراف احلرية يف
اإلعالمية .الذي نظمه املشرع اجلزائري يف القانون 03-09
حتديد مضمون العقد ،هذه النتائج مل يعد مسلما بها يف نطاق
املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش مبوجب املادة 1/17وهذا
تشريعات محاية املستهلك خاصة فيما يتعلق مبضمون العقد
يعد ختليا ملحوظا عن الرضائية يف العقود االستهالكية.
ومنع رفض التعاقد دون سبب مشروع.
إن املشرع اجلزائري مل ينظم عقود االستهالك بعينها كما
أوال -حتديد املشرع ملضمون العقد
فعل املشرع الفرنسي بالنسبة للبيع عن بعد ،واالئتمان
ما مييز تشريعات االستهالك أن األحكام املنظمة هلا تدخل فيما العقاري ،إال أن هذه الشكلية املتمثلة يف هذه البيانات أخذ بها
يعرف بالنظام العام االقتصادي احلمائي ،الذي يعترب املظهر املشرع خارج قانون محاية املستهلك ،ومنها عقد التأمني ،وعقد
احلديث لفكرة النظام العام( ،)14فإذا كان النظام العام التقليدي البيع باإلجيار عقد البيع على التصاميم ،وأخريا عقد القرض
يهدف إىل بطالن العقود لعدم مشروعية حمل االلتزام أو لعدم االستهالكي تطبيقا لنص املادة 20من قانون محاية املستهلك
مشروعية السبب الذي يسعى املتعاقدان إىل حتقيقه وبالتالي وقمع الغش.
يكون دوره سلبيا ،أما دور النظام العام احلمائي فيكون له دور
يف عقد التأمني( ،)11نص املشرع يف املادة 7منه أن يكون عقد
إجيابي عن طريق تدخل املشرع لفرض مضمون العقد ،فيحل
التأمني كتابيا ومشتمال على البيانات التالية :اسم كل من
حمل إرادة املتعاقدين يف حتديد هذا املضمون( )15وهذا ما جنده
الطرفني املتعاقدين ،وعنوانهما ،الشيء أو الشخص املؤمن عليه،
يف العالقات االستهالكية ،وبهذا التدخل لتحديد مضمون
طبيعة املخاطر املضمونة ،تاريخ االكتتاب ،تاريخ سريان العقد
العقد من شأنه أن ينال من مبدأ سلطان اإلرادة.
ومدته ،مبلغ الضمان مبلغ قسط أو اشرتاك التأمني.
إن األخذ مببدأ احلرية التعاقدية سيجعل املستهلك دون أدنى
أما بالنسبة لعقد النشر( ،)12فاملشرع نص يف املادة 87منهأوجب أن
شك يف مركز الضحية ،ألن ضعفه املعريف واالقتصادي ال
يتضمن عقد النشر حتت طائلة البطالن البيانات التالية :نوع
يسمح له مبناقشة شروط العقد وحتديد مضمونه مبا خيدم
احلقوق اليت يتنازل عنها املؤلف للناشر وطابعها اإلستئثاري أو
مصاحله ،لذا جند تشريعات االستهالك جسدت مبدأ النظام
غري اإلستئثاري ،طريقة مكافأة املؤلف املتفق عليها مع مراعاة
العام احلمائي يف العالقات االستهالكية ،من خالل تدخل
أحكام املادة 65من هذا األمر ،عدد النسخ يف كل طبعة متفق
املشرع لتحديد مضمونها كما يتجلى ذلك من خالل تنظيمه
عليها ،مدة التنازل والنطاق اإلقليمي الستغالل املصنف الذي
اآلمر لعقد القرض االستهالكي.
جيب أن يسلمه املؤلف للناشر قصد استنساخه ،أجل تسليم
املصنف إذا مل يكن يف حوزة الناشر عند إبرام العقد ومتى تقرر إن التدخل التشريعي يف حتديد مضمون العالقة االستهالكية
أن يسلم املؤلف مصنفه يف وقت الحق ،تاريخ الشروع يف نشر يشمل التدخل اإلجيابي وهو أحد جتليات النظام العام احلديث،
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110 112
أثر تشريعات االستهالك على مبادئ النظرية التقليدية للعقد
واملستهلك الذي أدى إىل عدم تكافؤ العالقة العقدية بينهما، كفرض التزامات بصفة آمرة كااللتزام باإلعالم ،والسالمة،
ونتيجة القوة امللزمة للعقد فال يستطيع نقض العقد بإرادته واملطابقة ،كم يشمل التدخل السليب املتمثل يف منع وحظر
املنفردة إال باتفاق مع احملرتف ،لذا تدخل املشرع للحد من مجلة من املمارسات كاإلشهار املضلل والشروط التعسفية
تبعات هذا املبدأ عن طريق التخفيف منه بإقرار حق العدول وغري ذلك من حمظورات قانون االستهالك(.)16
للمستهلك ،والتدخل ملكافحة الشروط التعسفية اليت يرزخ إن التحديد املسبق ملضمون العقد ،يعترب من اآلليات اليت
فيها املستهلك( مطلب أول) ،كما أن مبدأ األثر النسيب للعقد ميكن االعتماد عليها لتحقيق التوازن العقدي يف العالقات
الذي يقضي بأن آثار العقد تنصرف إىل عاقديه ،فإن املشرع يف االستهالكية( ،)17وهذا من شأنه أن يعزز تراجع مبدأ سلطان
تشريعات االستهالك وسع من القيود اليت ترد عليه بالنص على اإلرادة يف نسج العالقات التعاقدية ،وليس هذا وفقط بل أن
الرتابط بني العقود ،خاصة يف ربط عقد القرض االستهالكي العالقات االستهالكية أصبحت ختضع لتوجيه تعاقدي،
أو العقاري بالعقد الذي ميوله ،ومنح مجعيات محاية املستهلك فأصبح دور اإلرادة شكليا حمضا ،ينحصر يف االنضمام إىل
حق مقاضاة كل متخل يف عملية وضع املنتوج لالستهالك
النموذج الذي حدده املشرع (.)18
(مطلب ثان).
باإلضافة إىل التدخل التشريعي يف تنظيم مضمون العقد ،فإن
املطلب األول :التوسع يف االعتداء على القوة امللزمة للعقد
مضمون عالقات االستهالك أصبحت تتحدد يف بعض الدول عن
تتجلى مظاهر النيل من القوة امللزمة للعقد بفعل تشريعات طريق االتفاقيات اجلماعية اليت تتم من خالل التفاوض بني
االستهالك يف احلق عن العدول ( أوال) ،ومكافحة الشروط مجعيات محاية املستهلكني والتنظيمات املهنية ،ألن اجلمعيات
التعسفية ( ثانيا). هي اليت تستطيع الدفاع عن حقوق املستهلكني ،وال يكون األمر
أوال -حق املستهلك يف العدول عن التعاقد كذلك لو ترك املستهلك وحده .غري أن هذه االتفاقات تعوزها
اإللزامية بالنسبة للمهنيني.
مع انتشار فوضى اإلعالنات التجارية اليت تكون يف بعض
األحيان مضللة وكاذبة وخادعة ،فنحت بريقها يندفع ثانيا -حظر رفض التفاوض
املستهلك غلى التعاقد دون تروي ،ونتيجة هذا التسرع وعدم إذا كان املبدأ يف النظرية التقليدية للعقد هو مبدأ حرية
أخذ الوقت الكايف للتدبر والتفكري ،فضال عن قلة خربة التعاقد ،فالشخص حر يف التعاقد أو رفضه وإال كانت اإلرادة
املستهلك أو حتى انعدامها أحيانا فيما يتعلق مبوضوع التعاقد، معيبة بالضغط عليها وبالتالي يستطيع أن يطلب إبطال
فأعطى املشرع للمستهلك يف مثل هذه الظروف للمستهلك العقد بسبب هذا الضغط ،واملتعاقد يف هذا اإلطار حر يف اختيار
حق العدول عن العقد الذي أبرمه ومبحض إرادته ،وبهذا يكون الشخص الذي يتعاقد معه ،لكن املشرع يف تشريعات االستهالك
املشرع قد وسع من االعتداء على مبدأ القوة امللزمة للعقد من أقر حظر على املهين رفض التعاقد دون مربر شرعي بشأن
خالل خيار العدول املمنوح للمستهلك وهذا احلق جنده مقررا كل سلعة معروضة للبيع أو خدمة متوفرة ،وهذا ما نص
يف عقود التجارة االلكرتونية. عليه املشرع يف القانون رقم 02-04املتعلق بالقواعد املطبقة
إن هذا احلق سبق وأن نظمه املشرع اجلزائري يف قانون التأمني على املمارسات التجارية يف املادة 15منه على أنه " :تعترب كل
يف املادتني 70مكرر و املادة 90مكرر خبصوص الـتأمني سلعة معروضة للبيع،مينع رفض بيع سلعة أو تأدية خدمة
على األشخاص من القانون 07-95املعدل واملتمم بالقانون بدون مربر شرعي ،إذا كانت هذه السلعة معروضة للبيع أو
.(21)04-06ونظمه املشرع كذلك يف قانون النقد والقرض كانت اخلدمة متوفرة ".
يعترب حظر رفض التعاقد هو مبثابة قيد على مبدأ احلرية يف املادة 119مكرر 3/ 1اليت نصت على ما يلي " :ميكن أي
التعاقدية الذي يطغى على النظرية التقليدية للعقد ،فهو شخص اكتتب تعهدا أن يرتاجع عنه يف أجل مثانية أيام من
مقيد للمحرتف من ناحية حرية التعاقد أو عدم التعاقد ،تاريخ التوقيع على العقد".
وحريته فيمن يتعاقد معه من ناحية أخرى ،وهذا ما يؤدي إىل ويعد أهم تكريس له ما نص عليه املشرع اجلزائري يف املرسوم
إصباغ الطابع املوضوعي على العالقات التعاقدية والنأي بها التنفيذي رقم 114-15املتعلق بشروط وكيفيات العروض يف
جمال القروض( .)22حيث كفل املشرع للمستهلك حق العدول عن الطابع الشخصي.
يف عقد القرض االستهالكي وعقد البيع باملنزل ،بالنسبة املبحث الثاني :أثر تشريعات االستهالك على آثار العقد
لعقد القرض االستهالكي منحت املادة 11من املرسوم السابق حيكم العقد من حيث تنفيذه حسب الفقه التقليدي مبدآن
الذكر للمشرتي أجال للعدول مدته مثانية ( )8أيام حتسب أساسيان يتفرعان عن مبدأ سلطن اإلرادة ،وهما :مبدأ القوة
من تاريخ إمضاء العقد( ،)23وال تسري آثار عقد البيع( )24إذا
امللزمة للعقد ،19ومبدأ نسبية العقد ،20يتعلق األول بآثار
مارس املقرتض حقه يف العدول خالل هذا األجل.العقد من حيث املوضوع ،ويتعلق اآلخر بآثار العقد من حيث
األشخاص ،ونتيجة للتفاوت االقتصادي واملعريف بني املتدخل أما بالنسبة لعقد البيع باملنزل ،فنصت عليه املادة 14من
()25
113 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110
د .بخيــت عيسى
العقد" .ونص املشرع على بعض صور الشرط التعسفي يف املادة املرسوم السالف الذكر ،فمدة العدول تكون سبعة ( )7أيام
29منه ،ومل يكتفي املشرع مبا ورد يف القانون 02-04فقط بل عمل مهما يكن تاريخ التسليم أو تقديم اخلدمة ،وال ميكن
أصدر مرسوما تنفيذيا رقم 306-06احملدد للعناصر األساسية إجراء أي دفع نقدي قبل انتهاء هذه املدة.
للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت إن حق العدول املكفول للمستهلك ثابت بقوة القانون ،فهو
تعترب تعسفية(،)28الذي أورد فيه العديد من الشروط التعسفية من النظام العام ،ال ميكن االتفاق على سلب حق املستهلك يف
حيث نص يف املادة 5منه على البنود اليت تعترب تعسفية العدول عن العقد ،الذي تقرر أساسا حلالة الضعف اليت يعاني
ومنها تقليص العناصر األساسية املذكورة يف املادة 2و ،3 منها ،فله اخليار يف ممارسته دون أن يكون ملزما بتربير عدوله،
واالحتفاظ حبق تعديل العقد أو فسخه بإرادة منفردة،وختلي وفوق هذا ال يتحمل املستهلك أي التزام بسبب العدول اللهم إال
العون االقتصادي عن مسؤوليته بصفة منفردة وغريها من مصاريف رد املبيع.
الشروط اليت يفرضها العون االقتصادي على املستهلك ،ونص
على تأسيس جلنة خاصة بالبنود التعسفية( )29أسوة بلجنة إن هذا احلق يندرج ضمن الوسائل الفنية اليت يلجأ إليها املشرع
الشروط التعسفية يف القانون الفرنسي( ،)30حيث تضطلع هذه يف إطار ما يسمى بالسياسة التشريعية ملعاجلة أوضاع أفرزتها
اللجنة مبراجعة العقود النموذجية املطروحة يف السوق على احلياة االقتصادية واالجتماعية ينطبق بصورة جلية على
غري احملرتفني ،والبحث عن الشروط التعسفية والكشف عنها احلق يف الرجوع ،فهو وسيلة فنية أصيلة جلأت إليها تشريعات
مع رفع توصيات بشأنها إىل السلطات املعنية. االستهالك يف مرحلة تنفيذ العقد من أجل إعادة التوازن
املفقود بني طائفة املستهلكني واحملرتفني ،ومن ثم كانت
وسيلة غري مألوفة يف القواعد العامة ،لكونها جاءت خارقة ملبدأ إن الشروط التعسفية اليت تتضمنها العقود االستهالكية،
يكون اجلزاء فيها احلكم ببطالنها واإلبقاء على العقد ألنه القوة امللزمة للعقد(.)26
يهم املستهلك ،وإن كان املشرع مل يقر ذلك صراحة ،بل
اكتفى بالنص على اجلزاء العقابي ،حيث تنص املادة 28من ثانيا -مكافحة الشروط التعسفية
طبقا ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين ،جيوز لألطراف أن يضمنوا قانون املمارسات التجارية على أنه " :تعترب ممارسات جتارية
عقودهم ما أرادوا من الشروط ،بشرط مراعاة النظام العام غري نزيهة وممارسات تعاقدية تعسفية خمالفة ألحكام املواد
واآلداب ،لكن هذه الوضعية نتج عنها أن العالقات التعاقدية 26و 27و 28و 29من هذا القانون ويعاقب عليها بغرامة من
أصبحت تفتقر إىل التوازن العقدي نتيجة للتفوق االقتصادي مخسني ألف دينار (50.000دج) إىل مخسة ماليني دينار
للمحرتف على املستهلك ،فجاءت تشريعات االستهالك ( 5.000.000دج) ،مما يعين دخول القانون اجلنائي على خط
للحد من ظاهرة الالمساواة بني املتعاقدين ،ألن أهداف هذه العالقة االستهالكية مما يدل على الطابع االجتماعي هلذه
التشريعات هو العمل على حتقيق التوازن العقدي بني حقوق العالقات.
والتزامات أطراف العقد ،بعدما أصبحت عقود االستهالك املطلب الثاني :أثر تشريعات االستهالك على األثر النسيب للعقد
يف الغالب هي عقود إذعان أو عقود منوذجية ،حبيث يفرض
الطرف القوي شروطه على الطرف الضعيف ،دون أن يناقش إن العقد إذا نشأ صحيحا فإن آثاره تنصرف إىل املتعاقدين ،فالغري
هذا األخري شروط العقد ،فما عليه إال القبول أو الرفض ،ومن األجنيب عن العقد ال يتحمل التزاما ،وال يكتسب حقا يف عقد مل
أجل حتقيق هذا اهلدف ـــــ التوازن العقدي ـــــ وضعت تشريعات يكن طرفا فيه وهذا ما نصت عليه املادتني 108ت م ج ،واملادة 113
االستهالك نظاما قانونيا ملكافحة الشروط التعسفية ،وهذا ت م ج ،واملادة 1156ت م فرنسي " :إن االتفاقات ليس هلا أثر إال
يرتتب عليه التوسع يف االعتداء على القوة امللزمة للعقد وفقا بني األطراف املتعاقدة ،وهي ال تضر الغري ،وال تنفعه إال يف احلالة
املنصوص عليها يف املادة ."1121وهذا كله يسمى باألثر النسيب للنظرية التقليدية للعقد.
للعقد ،هذا املبدأ املستقر يف النظرية التقليدية للعقد فإن تشريعات
بالرغم من أن محاية الطرف الضعيف يف العقد جتاه االستهالكوسعتاخلروجعنهالعتباراتتتعلقحبمايةاملستهلك،
الشروط التعسفية()27نصت عليها القواعد العامة يف نص وهذا اخلروج عن مبدأ األثر النسيب للعقد يتمثل يف فكرة االرتباط
املادة 110ت م ج ،إال أن هذه احلماية تكون بعدية ،يف بني القرض والعقد املمول له ( أوال) ،وإقرار حق املستهلك يف الرجوع
حني جند تشريعات االستهالك تتميز باحلماية القبلية على كل متدخل يف عملية عرض املنتوج لإلستهالك عن طريق
أي هلا دور وقائي ،وبالفعل نظم املشرعاجلزائري مكافحة الدعوى املباشرة ( ثانيا) ،مع إقرار حق مجعيات محاية املستهلك يف
الشروط التعسفية مبوجب القانون 02-04احملدد للقواعد التقاضي ( ثالثا).
املطبقة على املمارسات التجارية ،حيث نصت املادة 3من
القانون 02-04املعدل بالقانون 06-10املؤرخ يف 15أوت أوال -فكرة االرتباط بني العقود يف جمال القرض االستهالكي
2010على أن الشرط التعسفي هو :كل بند أو شرط مبفرده إن البيع الذي يتم متويله بواسطة القرض ،جند املستهلك
أو مشرتك مع بند واحد ،أو عدة بنود أو شروط أخرى من يربم عدة عقود من أجل حتقيق عملية واحدة ،يف هذه احلالة
شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بني حقوق وواجبات أطراف جند تشريعات االستهالك أقامت رباطا بني هذين العقدين،
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110 114
أثر تشريعات االستهالك على مبادئ النظرية التقليدية للعقد
وما يالحظ أن هناك ترابط بني العقود من أجل حتقيق غاية فاملستهلك ال يستطيع أن يشرتي بدون قرض ،وال ميكن
واحدة وهي متكني املستهلك من اقتناء ما يريده ،بطريق اقرتاضه دون أن يشرتي.
التمويل عن طريق القرض ،ويف هذا جند املشرع اجلزائري قد إن فكرة االرتباط بني العقود تظهر جليا من خالل املبادئ اليت
خرج عن مبدأ األثر النسيب للعقد عن طريق وجود ارتباط بني نص عليها املشرع يف املرسوم التنفيذي رقم 114-15املتعلق
العقود يف جمال القرض االستهالكي وهذا التحول يف املبادئ بشروط وكيفيات العروض يف جمال القرض االستهالكي
العامة يهدف إىل حتقيق نظام عام محائي للمستهلك. وهي:
ثانيا -تقرير دعوى مباشرة للمستهلك يف الرجوع على كل متدخل يف -1تبعية عقد القرض للعملية املمولة
عرض املنتوج للتداول
تنص املادة 8من املرسوم التنفيذي على أنه " :ال تسري واجبات
إن عملية وضع املنتوج لإلستهالك تتطلب تدخل عدة أطراف، املقرتض إال ابتدا ًء من تسليم السلعة اليت استوفى القرض من
بد ًء باملنتج ،ومرورا باملوزع وتاجر التجزئة ،وص ً
ال إىل املستهلك، أجلها .ويف حالة عقد بيع بتنفيذ متوال ،فإن واجبات املقرتض
وهذا األخري يربم العقد مع تاجر التجزئة ،فاملستهلك طرف يف تسري ابتدا ًء من بداية تسليم السلعة وتتوقف يف حالة انقطاع
العالقة االستهالكية اليت تربطه بتاجر التجزئة ،يف حني أن هذا التسليم".ذلك يف أن املقرتض ال يلتزم بتسديد القرض إال
بقية األطراف املتدخلة يف عرض املنتوج هم من الغري بالنسبة إذا سلم البائع املشرتي ( املستهلك) السلعة أو اخلدمة( ، )31فإذا
هلذا العقد ،ومن ثم ال ميكنه مقاضاة هؤالء األطراف بصورة تعلق األمر بعقد بيع يكون فيه التنفيذ متتابع ،فإن التسديد
مباشرة طبقا ملبدأ نسبية العقد ،ولكن ألن صفة الضعف يكون بداية بالتنفيذ ،ويف حالة انقطاع التسليم كذلك ميتنع
اليت تعرتي املستهلك ،ومن أجل توفري احلماية له أجاز له املقرتض عن التسديد ،فالتسديد من طرف املقرض يدور وجودا
االجتهاد القضائي الفرنسي()36ممارسة الدعوى املباشرة ضد وعدما مع تسليم البائع للسلعة أو اخلدمة حمل العقد املمول،
كل متدخل يف عملية عرض املنتوج لإلستهالك .لكن ما هو إن هذا الرتابط بني عقد القرض وعقد البيع املمول له هو من
موقف املشرع اجلزائري من الدعوى املباشرة( )37يف العالقات النظام العام ،فهو مقرر ملصلحة املستهلك الذي رمبا جيد نفسه
االستهالكية؟ مدينا بقرض دون أن يستفيد من البيع وهذا يدخل يف إطار
إن موقف املشرع اجلزائري ،يظهر من خالل تشريعات النظام العام احلمائي املقرر للمستهلك.
وتظهر هذه التبعية كذلك من خالل أن احلكم بفسخ أو االستهالك اليت مت إصدارها والنصوص التنظيمية هلا ،ففي
بطالن العقد الرئيسي املمول ( عقد البيع) يرتتب عليه فسخ أو القانون 02-89املتعلق بقواعد محاية املستهلك امللغى ،حيث
بطالن العقد بقوة القانون ،وهذا ما نص عليه املشرع الفرنسي كرس املشرع هذه الدعوى يف املادة 1/12منه حيث نصت
يف املادة 32-311من قانون االستهالك الفرنسي يف فقرتها على ما يلي " :إن إلزام املطابقة كما نصت عليه املادة 3من
األوىل .وغفل عنه املشرع اجلزائري عند تنظيمه يف املرسوم هذا القانون ووجوب الضمان والتجربة من أي من املتدخلني
التنفيذي لعقد القرض االستهالكي ،و هذا احلكم مقرر يف مراحل عرض املنتوج لالستهالك ،حق للمستهلك ،ويكون
للمتابع احلق يف اتباع الطرق القانونية ضد كل املتدخلني حلماية املستهلك املقرتض.
أو بعضهم ،كل حسب مسؤوليته اخلاصة ويف حدود فعله".
يالحظ أن املشرع بإقراره دعوى مباشرة لصاحل املستهلك -2تبعية العملية املمولة للقرض
إن املستهلك يقرتض من أجل الشراء ،فإذا مل يربم عقد البيع ضد املتدخلني أو بعضهم ،كل حسب مسؤوليته ويف حدود
فإن عقد القرض ال ينفذ ،وهذا الربط نص عليه املرسوم فعله ،يكون قد خرج عن مبدأ نسبية العقد املقرر يف نص املادة
113ت م ج .كما أن املشرع اجلزائري قصرها على االلتزام التنفيذي رقم 114-15من خالل القواعد اآلتية:
-ال ميكن اكتتاب أي التزام من طرف املشرتي جتاه البائع يف باملطابقة ووجوب الضمان ،ومل يشر إىل االلتزامات اآلخرين
كااللتزام باإلعالم ،والسالمة ،وهذا تقصري من املشرع ،لكنه
إطار القرض االستهالكي إال مبوافقة املقرض املسبقة(.)32
تدارك األمر مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 266-90املتعلق
-ال يلزم البائع بتسليم أو متويل السلعة حمل عقد البيع إال بضمان املنتوجات واخلدمات امللغى ،حيث نص يف املادة 20من
على أنه " :ميكن للمستهلك وفقا للمادة 12من القانون رقم بعد إخطاره من طرف املشرتي بتحصله على القرض(.)33
-عدم سريان آثار عقد البيع إذا مارس املقرتض حقه يف العدول 02-89املؤرخ يف 7فرباير 1989املذكور أعاله ،أن يتابع
احملرتف املتعاقد معه ،وكل متدخل يف عملية عرض املنتوج خالل املدة احملددة(.)34
لالستهالك" ،.بالرغم من أن هذا املرسم ال يتعلق إال بضمان
-ال ميكن أن يستلم البائع من املشرتي أي دفع آخر يف شكل
املنتوجات واخلدمات إال أن عباراته جاءت عامة ،وبالتالي يسمح
من األشكال وال إيداع زيادة على اجلزء من الثمن الذي وافق
للمستهلك مبتابعة زيادة على احملرتف املتعاقد معه ،كل
املشرتي على دفعه نقدا ما مل يربم العقد املتعلق بعملية القرض
متدخل يف عملية عرض املنتوج لإلستهالك.
نهائيا(.)35
115 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110
د .بخيــت عيسى
أصبحت هذه اجلمعيات هلا دور فعال يف جمال محاية املستهلك لكن املشرع يف القانون 03-09بعد إلغاء قانون 02-89مبوجب
ألنها هي األدرى حبقوق املستهلكني ،يف مواجهة احملرتفني املادة 94من القانون 03-09املتعلق حبماية املستهلك وقمع
نظرا للوعي الذي يتميز به أعضاؤها ،فمنح هلا املشرع صفة الغش مل ينص املشرع على الدعوى املباشرة لصاحل املستهلك
التقاضي ،ورفع الدعاوى أمام اجلهات القضائية ،والتأسيس ضد كل متدخل يف عملية عرض املنتوج لإلستهالك ،وتأكد
كطرف مدني ضد األضرار اليت تصيب املستهلكني. هذا املوقف بعد إلغاء املرسوم التنفيذي 266-90املتعلق
اخلامتة بضمان املنتوجات واخلدمات مبوجب املادة 24من املرسوم
التنفيذي رقم 327-13احملدد للشروط وكيفيات وضع
إن تشريعات محاية املستهلك ،اليت شرعت حلماية الطرف ضمان السلع واخلدمات( )38حيز التنفيذ .فاملشرع هنا قد تراجع
الضعيف يف العالقات االستهالكية ،على افرتاض عدم املساواة عن منح املستهلك دعوى مباشرة ضد كل متدخل يف وضع
بني احملرتف واملستهلك ،وقصور القواعد التقليدية حلماية املنتوج وبالتالي التضييق من نطاق محاية املستهلك ،الذي ال
املستهلك ،جاءت بتقنيات ومبادئ أثرت على املبادئ التقليدية ميكنه إال متابعة املتعاقد معه طبقا ملبدأ األثر النسيب للعقد.
للعقد املتولدة عن مبدأ سلطان اإلرادة ،كمبدأ الرضائية، على أساس أنه ال استثناء إال بنص ،لكن املشرع يف القانون املدني
ومبدأ القوة امللزمة للعقد ،ومبدأ األثر النسيب للعقد ،فوسعت قد أعطى للمستهلك حق رفع الدعوى عن الضرر الذي حلقه
من اإلعتداء عليها واخلروج عليها ،فمبدأ الرضائية مت تقييده يف مواجهة املنتج ولو مل تربطه أي عالقة تعاقدية معه طبقا
عن طريق احلد من احلرية التعاقدية ،وفرض مضمون العقد لنص املادة 140مكرر ت م ج ،على اعتبار أن القانون املدني
مسبقا عن طريق النظام العام احلمائي ،كما يظهر ذلك يف هو الشريعة العامة ،حيث يطبق يف حالة عدم وجود نص يف
عقد التأمني ،وعقد القرض االستهالكي ،ومبدأ القوة امللزمة التشريعات األخرى مثلما هو األمر يف قانون 03-09املتعلق
للعقد مت اخرتاقه عن طريق مكافحة الشروط التعسفية حبماية املستهلك وقمع الغش الذي مل يقرر دعوى مباشرة
اليت تعترب مظهر التفوق للمحرتف ،وإعطاء خيار العدول للمستهلك يف مواجهة التدخل يف وضع املنتوج لالستهالك،
للمستهلك بعد إبرام العقد بسبب تسرعه وتأثري اإلعالنات لكن املادة 140مكرر تتعلق بالضرر الذي يكون بسبب عيب يف
الكاذبة واخلداعة يف ظل االنتشار الرهيب لإلغراءات االشهارية املنتج ،وال ميتد إىل االلتزامات األخرى ،كااللتزام باإلعالم،
املضللة ،فهذا احلق من شأنه أن يوفر محاية للمستهلك تعجز وااللتزام بالسالمة.
عنها أحكام النظرية التقليدية للعقد بسبب صرامة مبدأ القوة
امللزمة للعقد ،أما بالنسبة لألثر النسيب للعقد فهو بدوره مل ثالثا -حق مجعيات محاية املستهلك يف التقاضي
يسلم من االعتداء عليه بسبب إيراد تشريعات محاية املستهلك ُع ِر َف ْت مجعية محاية املستهلك يف املادة 21من القانون03- 09
الستثناءات أخرى ،تتمثل يف األخذ بفكرة الرتابط بني العقود بأنها " :كل مجعية منشأة طبقا للقانون ،تهدف إىل ضمان
فيما يتعلق بالقرض االستهالكي ،واالئتمان العقاري ،وإقرار محاية املستهلك من خالل إعالمه وحتسيسه وتوجيهه" .فاملشرع
حق املستهلك يف الرجوع على أي متدخل يف وضع املنتوج اجلزائري أعطى جلمعيات محاية املستهلك صفة التقاضي ضد
لإلستهالك ،وأخريا إعطاء مجعيات محاية املستهلك حق متثيل املتدخل ،والتأسيس كطرف مدني يف التعويض عن األضرار
املستهلكني أمام اجلهات القضائية إما عن طريق رفع الدعاوى املشرتكة اليت تصيب املستهلكني ،حيث نص املشرع يف املادة
حلساب املستهلكني ،أو التأسيس كطرف مدني عن األضرار -32من القانون 03-09على أنه " :عندما يتعرض مستهلك أو
اليت تصيبهم. عدة مستهلكني ألضرار فردية تسبب فيها نفس املتدخل وذات
إن تشريعات االستهالك جعلت القانون املدني يف حرية ،حتى أصل مشرتك ،ميكن جلمعيات محاية املستهلكني أن تتأسس
قيل بأنه يعيش أزمة فيجب إصالحه ،وهذا ما فعله املشرع كطرف مدني" ،فاملشرع أعطى جلمعيات املستهلكني احلق يف
الفرنسي يف التعديل األخري مبوجب القانون 131-16املؤرخ التأسيس كطرف مدني ،ورفع شكوى لدى وكيل اجلمهورية
يف 10فيفريي 2016الذي جاء ببعض اإلصالحات فيما ض كل عون اقتصادي ارتكب جرمية عدم إعالن األسعار ،ومن
يتعلق بنظرية العقد ،وهذا يعترب مبثابة ضخ دماء جديدة يف ثم املطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق باملستهلكني من جراء
النظرية العامة لاللتزام ،حيث نظم املشرع الفرنسي املرحلة ذلك( ،)39وجند املادة 65من القانون 02-04احملدد للممارسات
السابقة للتعاقد ،ونص على مبدأ احلرية التعاقدية مع مراعاة املطبقة على القواعد التجارية على أنه " :دون املساس بأحكام
مبدأ حسن النية يف هذه املرحلة ،كما نص على االلتزام املادة 2من قانون اإلجراءات اجلزائية ،ميكن مجعيات محاية
بااللتزام قبل التعاقدي ،ونص تطبيقها يف حالة عدم وجدود املستهلك ،واجلمعيات املهنية اليت أنشأت طبقا للقانون ،وكذا
نص خاص يف التشريعات اخلاصة وهذا ما نصت عليه املادة كل شخص طبيعي أو معنوي ذي مصلحة ،القيام برفع دعوى
3/1245ت م فرنسي ،ولذا جيب على املشرع اجلزائري تدارك أمام العدالة ضد كل عون اقتصادي قام مبخالفة أحكام هذا
املوقف قبل أن تندثر هذه النظرية باعتبارها الشريعة العامة، القانون ،كما ميكنهم التأسيس كطرف مدني يف الدعوى
بسبب غزو تشريعات االستهالك والقوانني اليت تدور يف فلكه للحصول على تعويض الضرر الذي حلقهم"
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110 116
أثر تشريعات االستهالك على مبادئ النظرية التقليدية للعقد
املتعلق بالتأمينات ،ج .ر ،العدد 15مؤرخة يف 12مارس .2006 كقانون املنافسة والتوزيع.
-22مرسوم تنفيذي رقم 114-15مؤرخ يف 12مايو سنة 2015يتعلق بشروط
وكيفيات العروض يف جمال القرض االستهالكي ،ج.ر ،العدد ، 24مؤرخة يف اهلوامش
13مايو سنة .2015 -1استحدث هذا النص مبوجب التعديل الدستوري الصادر مبوجب القانون رقم
-23عرف املشرع عقد القرض يف املادة 3/2من املرسوم اآلنف الذكر بأنه" عقد 16-1املؤرخ يف 06مارس 2016املتضمن التعديل الدستوري.
القرض :عقد يقبل مبوجبه بائع أو مقرض أو يلتزم بالقبول جتاه املستهلك -2قانون رقم 03-09مؤرخ يف 25فرباير 2009يتعلق حبماية املستهلك وقمع
بقرض يف شكل أجل دفع سلفة أو أي دفع بالتقسيط مماثل". الغش ج .ر ،العدد.15
-24أما عقد البيع فيقصد به العقد الرئيسي موضوع القرض االستهالكي -3علي فياللي ،االلتزامات النظرية العامة للعقد ،موفم للنشر ،اجلزائر ،2005
الذي يكون الدفع فيه على أقساط أو أن يكون مؤجال أو جمز ًء .ألن عقد القرض ص .38
االستهالكي هو عقد مركب يتكون من عقد القرض الذي ميول عقد البيع ،
-4هذا ما يسمى مببدأ القوة امللزمة للعقد الذي نصت عليه املادة 106ت م ج.
واملمول قد يكون البائع نفسه ،أو مؤسسة مالية أخرى.
-5حممد بودالي أزمة القانون املدني يف ظل اتساع نطاق قانون محاية املستهلك،
-25إن املشرع اجلزائري يف املرسوم التنفيذي رقم 114-15مل يعرف عقد
40سنة على مرور القانون املدني ،حوليات اجلزائر ،2016ص .226
البيع باملنزل كما مل ينظمه ،إن عقد البيع باملنزل أو السعي التجاري مت
6- D. Mazeaud, L'attraction du droit de la
تنظيمه يف قانون االستهالك املقارن ،بل أن هناك توجيها أوربيا رقم 83-2011
consommation,RTDcom.1998, p 96.
املؤرخ يف 2011/10/25املتعلق حبقوق املستهلكني ،ويقصد به انتقال احملرتف
إىل املستهلك لعرض أمواله أو خدماته ،ومن مزايا السعي التجاري هو جتنيب -7حممد بودالي ،املرجع السابق ،املوضع نفسه.
املستهلك مشاق ومصاريف االنتقال إىل احملرتف ،فإن عيوبه كثرية منها :التأثري -8تنص املادة 59ت م ج على أنه " :يتم العقد مبجرد أن يتبادل الطرفان التعبري
على رضا املشرتي الذي رمبا ال يكون له الوقت الكايف للتدبر والتفكري ألنه عادة ما عن إرادتيها املتطابقتني دون اإلخالل بالنصوص القانونية".
يكون يف املنزل كبار السن واملاكثات يف البيت الذي ال تكون هلم الدراية واخلربة -9تنص املادة 1/ 60ت م ج على أنه " :التعبري عن اإلرادة يكون باللفظ ،وبالكتابة،
الكافية ،وتسرع املستهلك يف الشراء دون أن تكون له إمكانية املقارنة بني السلع أو باإلشارة املتداولة عرفا كما يكون باختاذ موقف ال يدع أي شك يف داللته على
وغريها كما لو كان يف السوق أو من حيث مثنها ألن املنافسة منعدمة يف هذا مقصود صاحبه".
النوع من العقود ،األمر الذي جيعل املستهلك يف وضعية ضعف ،ويف حاجة ماسة -10نص املشرع على االلتزام باإلعالم يف املادة 17و 18من القانون 03-09
إىل احلماية. املتعلق حبماية املستهلك وقمع الغش.
ينظر: -11أمر رقم 07-95مؤرخ يف 25يناير 1995املتعلق بالتأمينات (واألصح
Jean Calais-Ailoy, La loi sur le démarchage a domicile et la protectiondes التأمني) املعدل واملتمم ،ج ر ،ع .13
consommateurs, D 1973, chron, p 266.
-12أمر رقم 05-03مؤرخ يف 19يوليو 2003يتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق
-26مصطفى أمحد عمرو ،التنظيم القانوني حلق املستهلك يف العدول ،دار اجملاورة ج .ر ،ع .44عقد النشر عرفته املادة 1/84مبايلي " :يعترب عقد النشر
اجلامعة اجلديدة ،االسكندرية ،2016ص .10 الذي يتنازل مبوجبه املؤلف للناشر عن حق استنساخ نسخ عديدة من املصنف
-27تنص املادة 110ت م ج على أنه " :إذا مت العقد بطريقة اإلذعان وكان قد حسب شروط متفق عليها ومقابل مكافأة للقيام بنشرها وتوزيعها على اجلمهور
تضمن شروطا تعسفية ،جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط أو أن يعفي الطرف حلساب الناشر".
املذعن منها ،وذلك وفقا ملا تقضي به قواعد العدالة ،ويقع باطال كل اتفاق على -13مرسوم تنفيذي رقم 114-15مؤرخ يف 12رجب 1436املوافق ل 12مايو
خالف ذلك. سنة 2015يتعلق بكيفيات العروض يف جمال القرض االستهالكي ،حيث
-28املرسوم التنفيذي رقم 306-06املؤرخ يف 2006 /10/9احملدد للعناصر عرفت املادة 1/2منه عقد القرض االستهالكي بأنه " :كل بيع لسلعة يكون فيها
األساسية للعقود املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب الدفع مقسطا أو مؤجال أو جمزء".
تعسفية -14حول النظام العام احلمائي ينظر علي فياللي ،االلتزامات النظرية العامة
-29نصت املادة 6من املرسوم التنفيذي رقم 306-06على أنه " :تنشأ لدى الوزير للعقد ،موفم للنشر ،2008ص .285
املكلف بالتجارة جلنة البنود التعسفية ذات طابع استشاري ،وحددت املادة 7منه -15إن هينة املشرع على مضمون عقد االستهالك يظهر من خالل القانون رقم
مهام اللجنة ،أما املادة 8من نفس املرسوم فحددت تشكيلة هذه اللجنة 02-04املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية ،ج ر ،2004العدد ، 41
-30مت النص على تشكيل هذه اللجنة مبوجب املادة 36من قانون 23-78املؤرخ حيث تنص املادة 30منه على ما يلي ":بهدف محاية مصاحل املستهلك ميكن حتديد
يف 10جانفي 1978املتعلق بإعالم ومحاية املستهلكني. العناصر األساسية للعقود عن طريق التنظيم ،وكذا منع العمل يف خمتلف أنواع
-31إن املشرع اجلزائري مل يشر إىل اخلدمة يف نص املادة 8واكتفى بالسلعة، العقود ببعض الشروط اليت تعترب تعسفية" .وتطبيقا لذلك صدر املسوم التنفيذي
مع العلم أن عقد القرض قد ميول عقودا تتعلق بالسلع أو أداء خدمات ،وهذا ما رقم 306-06بتاريخ 10سبتمرب 2006الذي حدد العناصر األساسية للعقود
أخذ به املشرع الفرنسي يف نص املادة 31-311من قانون االستهالك الفرنسي. املربمة بني األعوان االقتصاديني واملستهلكني والبنود اليت تعترب تعسفية ،انظر
-32املادة 1/10من املرسوم التنفيذي رقم .114-15 املادتني 20و 3منه.
-33املادة 1/11من املرسوم التنفيذي رقم .114-15 -16حممد عماد الدين عياض ،حتوالت نظرية العقد يف ظل قانون االستهالك،
40سنة على صدور القانون املدنية ،حوليات اجلزائر ،2016ص .255
-34املادة 12من املرسوم التنفيذي رقم .114-15
17- J.Calais- Auloy, Lifluence du droit de ka consommation sur le
-35املادة 1/13من املرسوم التنفيذي رقم .15-114 droit civil des contrats, RTD civ. , 1994, p 240.
36 - Ch. Jamin, La notion d’action directe, LGDJ, 1991, p18-22. 18- Ali Filali, Le droit de la consommation: une adaptation du
-37تعرف الدعوى املباشرة اليت نص عليها املشرع يف املادة 189ت م ج ،الدعوى droit commun des contrats, Les annales de L' Université d'Alger 1
اليت يرفعها الدائن ضد مدين مدينه بامسه اخلاص وحلسابه دون أن مير هذا n° 27, T2, Juillet 2015, p 26 et 34.
احلق بالذمة املالية للمدين. -19نص املشرع على مبدأ القوة امللزمة للعقد يف املادة 106ت م ج بقوهلا :العقد
-38املرسوم التنفيذي رقم 327-13املؤرخ يف 26سبتمرب 2013احملدد لشروط شريعة املتعاقدين فال جيوز نقضه أو تعديله إال باتفاق الطرفني أو لألسباب اليت
وكيفيات وضع ضمان السلع واخلدمات ،ج ر ،ع 49مؤرخة يف 2اكتوبر2013 قررها القانون".
-39املادة 69من األمر 06-95ج ر ،عدد 9مؤرخة يف 22نوفمرب.1995 -20نص املشرع على مبدأ نسبية آثار العقد يف املادة 108ت م ج بقوهلا " :ينصرف
أثر العقد إىل املتعاقدين واخللف العام "....ونص يف املادة 113ت م ج عاة أنه " :ال
يرتب العقد التزاما يف ذمة الغري ولكن جيوز أن يكسبه حقا ".
-21قانون رقم 04-06املؤرخ يف 20فرباير 2006يعدل ويتمم األمر رقم 07-97
117 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 20جوان . 2018ص 117 - 110
ISSN:2478-0022
Zerouali_Siham@yahoo.fr bekhit.5@gmail.com
Résumé:
Le principe de l'indépendance de la clause d'arbitrage maritime du contrat initial
qui y est contenu, est considéré comme l'un des principes les plus établis actuellement
dans le domaine de l'arbitrage commercial international en matière d'arbitrage général
et maritime en particulier, où il a consacré la majeure partie de la législation
internationale, compte tenu de l'importance scientifique de cette question et qui montre
en particulier dans la vulnérabilité cette condition attachée au contrat original, y
compris les poutres juridiques.
Mots clés:
Arbitrage Commercial, la Clause D'arbitrage, Droit Maritime, le Principe de
L'indépendance.
1
ISSN:2478-0022
4 3
GOSSET
7
ISSN:2478-0022
GOSSET
10
11
IMPEX
San Carlo
ISSN:2478-0022
12
GALAKIS
Galakis
13
14
15
16
17
ISSN:2478-0022
18
19
20
ISSN:2478-0022
21
22
23
24
25
26
ISSN:2478-0022
27
28
29
30
31
32
ISSN:2478-0022
33
34
35
ISSN:2478-0022
3
GOSSET
4 ème
- ROBERT(J), , Edition, PARIS, 1983, P 245.
5
7
- FOUCHARD(PH), GAILLARD(E), GOLDMAN(B),
international, LITEC-DELTA, PARIS, 1996, P 220.
8
9
- Cass. Civ., 7 Mai 1963, Rev. Arb. 1963 p 60.
10
FOUCHARD (PH), GAILLARD (E), GOLDMAN (B), op-cit, p215.
11
- Cass. Civ. 4 juillet 1972, Rev. Arb, 1974. Cité par ROBERT(J), op-cit, p 247.
ISSN:2478-0022
12
13
- Cass, Civ, 2 Mai 1966, Rev, Arb, 1966, p 99.
14
15
16
17
18
MAHIOU(A) , Alger 1989. , P714.
19
- BEN ABDERRAHMANE(D
international» , La gazette du palais n° 101-103, (n° spécial Algérie), 1999, p 28
20
21
22
23
24
25
26
27
- FOUCHARD (PH), GAILLARD(E), GOLDMAN(B), op-cit, p 219.
ISSN:2478-0022
28
29
-
seulement implicite, par la consécration expresse de la compétence-
conve
appréciées séparément pour ces deux contrat.»
- GOLDMAN(B),
principe de validité, loi applicable), fascicule 586-1 , n°23, 1989, p 8.
30
31
32
33
34
35
- Sentence N° 758 du 12 Décembre 1989, D.M.F 1990, P 637.
- Sentence N° 720 du 20 Janvier 1989, D.M.F 1989, P 480.