You are on page 1of 12

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة لونيسي علي‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم العلوم اإلقتصادية‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (ل م د)‬

‫تخصص‪ :‬إقتصاد التأمينات‬

‫العنـــــــــــــوان‪:‬‬

‫تحت إشراف األستاذ(ة)‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪ - :‬بخموري عبد الحليم‪.‬‬


‫د‪ .‬حاوشين إبتسام‬

‫السنة الجامعية‪2023- 2022 :‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله و‬

‫أصحابه أجمعين‪ ،‬سالم عليكم ورحمة اهلل و بركاته‪ ،‬بداية يسعني أن أرحب باللجنة المناقشة األستاذ رئيس‬

‫اللجنة واألستاذة الممتحنة على قبولكم مناقشة مذكرة تخرجي‪ ،‬كما أشكر األستاذة المشرفة على المجهودات‬

‫التي قدمتها إلنجاز هذه المذكرة‪ ،‬اليوم نحن بصدد مذكرة التخرج بعنوان ‪ :‬تشخيص واقع منتجات التأمين‬

‫اإلجتماعي حسب التشريع الجزائري‪ ،‬دراسة حالة الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ‪-‬‬

‫وكالة البليدة ‪ ،-‬و التي تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر – تخصص‪ :‬إقتصاد التأمينات‪ ،‬والتي هي‬

‫من إعداد الطالب عبد الحليم بخموري‪ ،‬تحت إشراف األستاذة‪ :‬حاوشين إبتسام‪.‬‬
‫مقدمـــــة ‪:‬‬

‫قديما كان التضامن االجتماعي بين األفراد وكذا فكرة االدخار من أهم الوسائل التي تحقق األمن‬
‫والطمأنينة‪ ،‬و لكن مع تطور المجتمعات و دخولها عصر الصناعة و التكنولوجيا ظهرت الحاجة إلى وسائل‬
‫جديدة تهتم بمواجهة مثل هذه األخطار أو التقليل من آثارها لذلك تأتي شركات التأمين بما تقوم به من تأمين‬
‫األفراد بتحمل الخسائر التي قد تصيبهم بدال عنهم حيث يعتبر التأمين من أهم وسائل مواجهة األخطار من‬
‫ناحية و تحقيق االستقرار االجتماعي للمجتمع من ناحية أخرى‪ ،‬يحاول الكثير من الناس إدارة أمورهم المالية‬
‫بشكل يضمن لهم الراحة االجتماعية‪ ،‬بحيث تتوفر لهم خيارات أوسع عند التعامل مع متطلبات الحياة‬
‫المادية‪ ،‬وهناك أولويات تأتي على رأس القائمة‪ ،‬مثل تكاليف الرعاية اإلجتماعية التي تؤمن حياة األفراد من‬
‫المخاطر اإلجتماعية ومضاعفاتها‪ ،‬ولذا حرصت بعض حكومات الدول على مشاركة مواطنيها هذه األثقال‬
‫المادية‪ ،‬وتوفير األمن أو الحماية اإلجتماعية لهم من خالل نظام تأمين إجتماعي يغطي تكاليفهم كاملة‪.‬‬
‫إذ يتعرض اإلنسان في حياته إلى الكثير من المخاطر والتي تهدد مصدر رزقه وصحته كالمرض‬
‫والعجز والوفاة الحوادث المهنية‪...‬الخ‪ ،‬فقد ال يقدر على مواجهتها بإمكانياته الخاصة‪ ،‬لذا وجب عليه البحث‬
‫عن الوسائل التي من شأنها تضييق حدود الخسائر الناجمة عنها إلى أقل نسبة ممكنة‪.‬‬
‫ال شك أن الشعور بالطمأنينة عند اإلنسان غاية أساسية من القدم حيث يحاول اإلنسان اإلبتعاد عن‬
‫مواطن التهديد والخطر ويعمل على اإلحتماء بالجهات التي تبعد عنه أخطار الطبيعة أو غيرها‪.‬‬
‫لهذا يحتل موضوع الحماية اإلجتماعية أهمية كبيرة على الصعدين المحلي والدولي‪ ،‬فهذه الحماية‬
‫مصممة للتصدي لجوانب الضعف اإلقتصادي و اإلجتماعي وتوفير الدعم لجميع من يحتاجونه طيلة مسار‬
‫حياتهم‪ ،‬وهي بال شك تعد بمثابة مكسب مهم ودفعة نوعية لضمان مستقبل العمال‪ ،‬فهي جزء ال يتجزء من‬
‫أهداف التنمية الشاملة ببعديها اإلقتصادي ألي بلد‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من الدول التي عانت من مخلفات االستعمار وورثت نظام إجتماعي تميز بتعدد‬
‫أنظمته حسب كل قطاع‪ ،‬غير أنه أستبدل بنظام جزائري جديد كان بمثابة والدة لنظام تأمينات إجتماعية‬
‫جزائرية مطلع الثمانينات سنة ‪1983‬م‪ ،‬وذلك من أجل مواكبة حاجات المجتمع المتزايدة من جهة وتحسين‬
‫األداء اإلقتصادي من جهة أخرى‪ ،‬وقد إعتبرت إصالحات ‪1983‬م‪ ،‬إصالحات جذرية أسست نظام الضمان‬
‫اإلجتماعي وأقرت مبدأين هما‪ -‬التضامن و التوزيع‪.‬‬

‫كما وسعت قاعدة المستفيدين ووحدت اإلشتراكات‪ ،‬و ذلك عن طريق إرساء مجموعة من القوانين و‬
‫التشريعيات تعمل كلها في إتجاه واحد هو ترسيخ هذا المبدأ وحماية الفرد وأسرته ودخله من األخطار‬
‫اإلجتماعية المحتملة الوقوع والتي لها عالقة بالطبيعة الفيزيولوجية لإلنسان (المرض؛ البطالة‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪،‬‬
‫حوادث العمل‪.....‬ـإلخ)‪.‬‬
‫ومع بداية األلفية‪ ،‬عرف النظام اإلجتماعي الجزائري مشاريع تنموية طموحة‪ ،‬إندرجت في ثالثة نقاط‪:‬‬
‫عصرنة منظومة الضمان اإلجتماعي وتحسين خدماته‪ ،‬والرغبة في الحفاظ على الديمومة لهيئات صناديق‬
‫الضمان اإلجتماعي من خالل التوازنات المالية‪ ،‬إستجابة لألهداف التي وضعتها منظمة األمم المتحدة في‬
‫إطار أهداف األلفية للتنمية‪.‬‬
‫وسعيا منا للوقوف على شمولية منظومة الضمان اإلجتماعي في الجزائر‪ ،‬وتقييم سياسات‬
‫اإلصالحات التي عرفتها المنظومة ومحاولة منا لتحليلها وتقييم أداءاتها‪ ،‬كان ال بد من أخذ عينة ميدانية من‬
‫أجل معرفة ذلك‪ ،‬عن طريق الدراسة التطبيقية على مستوى الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية – وكالة‬
‫البليدة‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬
‫وعلى ضوء ما تقدم‪ ،‬جاءت إشكالية دراستنا من خالل طرح السؤال الجوهري التالي‪:‬‬
‫ما هو واقع منتجات التأمين اإلجتماعي تحت ظل الهيئات المجسدة داخل المنظومة اإلجتماعية في‬
‫الجزائر؟‬

‫‪ .2‬التساؤالت الفرعيــة‪:‬‬
‫تتبع هذه اإلشكالية سؤالين فرعيين‪ ،‬الذي سنحاول االجابة عنهما‪:‬‬
‫ماهي األسس التي يقوم عليها نظام التأمين الجزائري في تقديم منتجاته ؟‬ ‫‪‬‬

‫ماهية الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء )‪ (CNAS‬في تغطية جميع منتجات التأمين‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعي‪ ،‬وبصفة خاصة العمال األجراء ؟‬

‫‪ .3‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫من واقع إشـكالية الد ارسـة و التسـاؤالت الفرعيـة المطروحـة تتفـرع منهـا الفرضـيات األساسـية التـي تسـم‬
‫بالوصول إلى نتائج هذه الدراسة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬نظ ــام الت ــأمين اإلجتم ــاعي الج ازئ ــري ه ــو نش ــاط تع ــاوني غي ــر ربح ــي‪ ،‬يه ــدف إل ــى تغطي ــة جمي ــع األخط ــار‬
‫اإلجتماعية؛‬
‫‪ -‬يغط ــي الص ــندوق ال ــوطني للتأمين ــات اإلجتماعي ــة للعم ــال األجــراء (‪ )CNAS‬مجم ــل المخ ــاطر اإلجتماعي ــة‬
‫تحت ظل األداءات المقدمة‪.‬‬

‫‪ .4‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫ت هدف هذه الدراسة إلى تسليط األضواء على قطاع ذو أهمية كبيرة في الحماية اإلجتماعية وتأثيرها‬
‫على اإلقتصاد الوطني‪ ،‬واإلجابة على التساؤالت السابقة ومعرفة تطور هذا القطاع‪ ،‬متمثل في هيئات إدارية‬
‫و الدور المنوط بها لتغطية مختلف األخطار المعرض لها حياة الفرد و العمال خاصة‪ ،‬بحيث نبرز هذه‬
‫األهداف في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إظهار مكانة الضمان اإلجتماعي في حياة الفرد و المجتمع بعيدا عن الفرضيات؛‬
‫‪ -‬التعريف بمختلف الخدمات التأمينية المقدمة حسب النظام التأمين اإلجتماعي الجزائري‪ ،‬وابراز مدى أحقية‬
‫اإلكتساب سواء للمؤمن لهم إجتماعيا أو ذوي حقوقهم؛‬
‫‪ -‬تعد هذه الدراسة بمثابة إضافات جديدة للدراسات القليلة السابقة في مجال حوادث العمل‪.‬‬

‫‪ .5‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتجلى أهمية واقع الضمان اإلجتماعي في الجزائر في الدور الذي يؤديه في اإلقتصاد عامة‪ ،‬من خالل‬
‫توفيره للضمانات الالزمة لتحقيق تغطية شاملة للمخاطر اإلجتماعية المحيطة بالفرد من جهة‪ ،‬ومخطط‬
‫السياسات العامة للدولة في هذا المجال لتحقيق تسيير أمثل لمختلف هيئات وخلق مشاريع منتجة تساهم في‬
‫دعم منظومة التأمين اإلجتماعي من جهة أخرى‪ ،‬كما تظهر أهميته أيضا في مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنتشار وتعدد هيئات التأمين اإلجتماعي وزيادة فروعها ووكالتها وشبكاتها عبر التراب الوطني‪ ،‬وخلق‬
‫مراكز وطنية للرعاية الصحية؛‬
‫‪ -‬يسيطر التأمين اإلجتماعي في الجزائر على حصة األسد في سوق التأمين الجزائري؛‬
‫‪ -‬إهتمام الدولة بمنظومة التأمين اإلجتماعي على حساب التأمينات األخرى‪ ،‬لدورها الكبير في الحماية‬
‫اإلجتماعية وتحقيق التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ .6‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫من أهم الدوافع و المبررات التي جعلتني أبحث في هذا الموضوع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع الدراسة يدخل ضمن التخصص المدروس؛‬
‫‪ -‬تزايد اإلهتمام بنظام الضمان اإلجتماعي وتحدياته في ظل التغيرات التي شهدتها الجزائر؛‬
‫‪ -‬قابلية الموضوع للدراسة و البحث وهو من الموضوعات التي تتميز بالمرونة والتجدد وفق المتغيرات‬
‫العالمية؛‬
‫‪ -‬نشر الثقافة و الوعي لمختلف الخدمات التأمينية المقدمة‪ ،‬لشريحة كبيرة من فئة المجتمع الجزائري كالعمال‬
‫األجراء و غير األجراء والطلبة وذوي الحقوق‪.....‬إلخ؛‬
‫‪ -‬وفي أحقية األمر يرجع مبررات اإلختيار لهذا الموضوع‪ ،‬إلرتباطي وتخصصي في مجال عملي؛ لكوني‬
‫موظف لدى هي إحدى هيئات الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ .7‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫قصد اإلطاحة بأهم مكونات البحث إعتمدنا على المنهج الوصفي‪ ،‬من خالل الجوانب النظرية‪ ،‬من‬
‫خالل عرض التطور التاريخي للتأمين اإلجتماعي واعطاء نظرة شاملة لماهيته من تعريفات و أنواع‬
‫وخصائص‪ ،‬كما تم إستخدام المنهج التحليلي وذلك للوقوف على واقع التأمين اإلجتماعي في الجزائر من‬
‫خالل دراسة حالة الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء (‪ – )CNAS‬وكالة البليدة‪ ،‬وتحليل‬
‫المعطيات التي أتيحت لنا‪.‬‬
‫‪ .8‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫لمعالجة هذا الموضوع الذي تمحور حول عرض واقع منظومة الضمان اإلجتماعي الجزائري‪ ،‬حددت‬
‫دراستنا كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لإلطار الزمني‪ :‬التطور التاريخي لنظام الضمان اإلجتماعي من فترة اإلستعمار إلى غاية‬
‫إصالحات سنة ‪1983‬م‪ ،‬ثم إصالحات ما بعد هذه السنة إلى غاية األلفية إبتداءا من سنة ‪2001‬م إلى‬
‫غاية ‪2022‬م ‪ ،‬وكذا الفترة الزمنية المتدة من ‪2019‬م إلى غاية ‪2022‬م كدراسة تطبيقة وتحليلية على‬
‫مستوى كالة الوالئية للضمان اإلجتماعي للعمال األجراء‪ -‬البليدة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لإلطار المكاني‪ :‬من خالل مكان التربص على مستوى وكالة (‪ -(CNAS‬البليدة‪ ،‬والفرع التابع لها‬
‫باب السبت‪ -‬وسط البليدة‪.‬‬
‫‪ .9‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫فيما يخص الصعوبات التي واجهناها يمكن أن نذكرها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت المخصص للدراسة و التربص التطبيقي؛‬
‫‪ -‬قلة اإلحصائيات‪ ،‬لغياب شبكة معلوماتية تعتمد كدليل إحصائي معلوماتي على مستوى الوطني‪ ،‬للقيام‬
‫باألبحاث والدراسات السلمية والمنطقية التي تساهم في دعم هذه المنظومة؛‬
‫‪ -‬اللجوء في بعض األحيان إلى ترجمة المصطلحات بين اللغات‪ ،‬مما يؤدي إلى تغير المعنى‪.‬‬
‫‪ .10‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫من خالل المس المكتبي على مستوى الموسسات الجامعية ومـا تـم تقديمـه لنـا مـن م ارجـع علـى مسـتوى‬
‫مقر التربص تم رصد الدراسات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دراســة للباح ــة‪ :‬هوريـة بــن دهميــة تحـت عنـوان ة الحمايــة اإلجتماعيـة فــي الج ازئــر د ارسـة تحليليــة لصــندوق‬
‫الضــمان اإلجتمــاعي د ارســة حالــة صــندوق الضــمان اإلجتمــاعي تلمســانة‪ ،‬مــذكرة ماجيســتر تخصــص الماليــة‬
‫العام ــة‪ ،‬كلي ــة العل ــوم اإلقتص ــادية والتجاري ــة وعل ــوم التس ــيير جامع ــة أب ــو بك ــر بلقاي ــد تلمس ــان‪ ،‬تناول ــت المناف ــذ‬
‫التمويليــة للضــمان اإلجتمــاعي بإعتبارهــا قليلــة جــدا ممــا يهــدد التوازنــات الماليــة للمنظومــة ككــل‪ ،‬ويمكــن تحديــد‬
‫النقطــة األساســية التــي تختلــف فيهــا هــذه الد ارســة علــى وجــه الخصــوص هــي محاولــة إب ـراز جهــود الدولــة فــي‬
‫عصرنة نظام الضمان اإلجتماعي إقتداءا بالدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسـة الباح ــة‪ :‬سـالمة أمينـة‪ ،‬تحــت عنـوان‪ :‬ة الثقافــة األمنيـة ودورهـا فــي التقليـل مـن حـوادث العمـل داخــل‬
‫المؤسسـة الصـناعية‪ ،‬أطروحــة مقدمـة لنيــل شـهادة الــدكتورة الطـور الثالــث دكتـوراه (ل‪.‬م‪.‬د) فــي علـم اإلجتمــاع‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‪.2018/2017 ،‬‬
‫أتت هذه الدراسة في إطار الكشف وتوضي دور الثقافة األمنية في التقليل من حـوادث العمـل‪ ،‬وكانـت‬
‫نتــائج هــذه الد ارســة أنــه للثقافــة األمنيــة دور إيجــابي وفعــال فــي نشــر الــوعي الوقــائي و األمنــي‪ ،‬الــذي قــد يــؤدي‬
‫حتما إلى تفـادي األخطـار المهنيـة‪ ،‬وعليـه تتضـ األهميـة الكبـرى للثقافـة األمنيـة كمصـطل حـديث النشـأة فـي‬
‫في ذهينة العمال‪.‬‬ ‫تفعيل أنشطة المؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬وكذلك كقيم مهنية ترسيخ‬

‫‪ -11‬هيكلة الدراسة‪:‬‬
‫لإللمام بجميع جوانب الموضوع‪ ،‬ومن خالل محاولتنا اإلجابة عن التساؤالت‪ ،‬حفاظا على التسلسل‬
‫والتدرج في األفكار قدر اإلمكان‪ ،‬فقد تضمنت الدراسة على مقدمة وفصلين مكونين من ثالثة مباحث لكل‬
‫فصل‪ ،‬فصل أول نظري والفصل الثاني مزيج بين التحليل و التطبيق‪ ،‬وفي األخير تحتوي الدراسة على‬
‫خاتمة عامة‪.‬‬
‫تم في الفصل األول تأصيل اإلطار النظري لنظام الضمان اإلجتماعي في الجزائر‪ ،‬حيث تطرقنا في‬
‫هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪ ،‬في المبحث األول مفاهيم أساسية حول نظام التأمين اإلجتماعي الجزائري‪،‬‬
‫وفي المبحث الثاني تم إستعراض السياسة العامة لمنظومة التأمين اإلجتماعي الجزائري‪ ،‬أما في الثالث فقدمنا‬
‫أهم آليات التمويل والتحصيل وفق نظام التأمين اإلجتماعي الجزائري‪.‬‬
‫وتم في الفصل الثاني الذي خصص كفصل تطبيقي على مستوى الوكالة الوالئية للصندوق الوطني‬
‫للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء ‪ -‬البليدة‪ ،‬حيث تناولنا في مبحثه األول تقديم عام للصندوق الوطني‬
‫للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء‪ -‬وكالة البليدة‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد تم عرض األخطار المغطاة‬
‫والمنتجات المقدمة من طرف الوكالة‪ ،‬وفي المبحث الثالث األخير تم دراسة حالة إجراءات التكفل لتعويض‬
‫عن حادث عمل على مستوى الوكالة‪.‬‬

‫الخاتمـــــــــة‪:‬‬
‫للضمان االجتماعي مكانة كبيرة لكثير من الدول في الوقت الحالي فهو يعتبر واحدا من المعايير و مؤش ار‬
‫لدرجة تقدم هذه الدول حتى أصبحت قوانين التأمينات االجتماعية ميدان تتسابق فيه الدول بغية تحقيق األمن‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬و تدعيم الكيان االقتصادي ‪ ،‬و ضمان مستوى مناسب لمعيشة كل مؤمن عليه عند فقد القدرة‬
‫على الكسب سواء كان ذلك بصفة مؤقتة أو دائمة لسبب ال إرادي‪ .‬بحث يعتبر الضمان اإلجتماعي ركيزة‬
‫مهمة في عملية بناء المجتمع‪ ،‬و عنص ار أساسيا بالنسبة لحياة أفراد المجتمع‪ ،‬على إعتبار أنه يعطي للعمال‬
‫العديد من المزايا و اإليجابيات‪.‬‬

‫ويعتبر نظام التأمين اإلجتماعي عنص ار أساسيا في إقتصاد أي دولة‪ ،‬بإعتباره يمس صحة اإلنسان‬
‫وحياته لذلك سعت الدولة الجزائرية باإلهتمام أكثر بهذا القطاع والمساهمة في تطويره لتغطية إحتياجات‬
‫المؤمنين بكفاءة‪ ،‬من خالل إعداد النصوص الصادرة في سنة ‪1983‬م المتعلقة بميدان الضمان اإلجتماعي‪،‬‬
‫لتغطية جميع أنواع األخطار منها التأمين على المرض و األمومة و العجز‪ ،‬والتأمين عن حوادث العمل و‬
‫األمراض المهنية باإلضافة إلى التقاعد والوفاة‪ ،‬لهذا خصصت الدولة الجزائرية صناديق الضمان اإلجتماعي‬
‫دو ار هاما في حياة المجتمع من الناحية اإلقتصادية واإلجتماعية لكافة الفئات العاملة والشرائ اإلجتماعية‬
‫وتحسين مستوياتهم المعيشية‪ ،‬ولتعزيز مبدأ الحياة الكريمة لجميع المواطنين وتكريس التماسك اإلجتماعي‪.‬‬

‫لهذا نستخلص مما توصلنا إليه في بحثنا أنا المبدأ األساسي للتأمين اإلجتماعي هو مواجهة األخطار‬
‫اإلجتماعية المتعددة والمتشعبة‪ ،‬بحيث سلطنا الضوء على أحد أهم عناصر بناء نظام التأمين اإلجتماعي في‬
‫جانب تقديم أداءاته العينية أو النقدية‪ ،‬فيما يخص التعويضات لهذا القطاع الحساس واإلستراتيجي والذي‬
‫يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق الحماية اإلجتماعية‪ ،‬إضافة إلى قيامها بعصرنة وتطوير هذا النظام بإستعمال‬
‫أحدث اآلليات وقد أسقطنا هذه الدراسة على الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء‪ -‬وكالة‬
‫البليدة‪ ،‬حيث يقوم بتغطية خدماته التأمينية بكفاءة وفعالية وشمولية تامة‪ ،‬مبرزين حجم اإلستفادة على مختلف‬
‫خدمات التأمين اإلجتماعي المقدمة للمؤمن لهم إجتماعيا‪ ،‬بالرغم من وجود ما يتخللها من نقائص الموجودة‬
‫بها‪ ،‬لهذا فإن التأمين الصحي بجميع أشكاله وخاصة التأمين على المرض العادي أو العجز أو حادث‬
‫العمل‪ ،‬يستهلك الكثير من نفقات الصندوق وهو ما يضع هذا األخير للبحث عن بدائل لتموبل العجز المادي‬
‫في التعويض‪.‬‬
‫على ضوء ما ورد في هذه الدراسة‪ ،‬و بعد تحليل مختلف عناصر الموضوع التي قدمناها لمعالجة‬
‫إشكالية هذا البحث توصلنا إلى مجموعة من النتائج سنقدمها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬نتائج الدراسات‪:‬‬

‫‪ .1‬نتائج الدراسة النظرية‪:‬‬


‫‪ -‬تعتبر األخطار اإلجتماعية المتمثلة في المرض‪ ،‬العجز‪ ،‬األمومة‪ ،‬البطالة‪ ،‬إصابة العمل‪ ،‬الوفاة من أهم‬
‫األخطار التي تصيب الفرد أو العامل؛‬
‫‪ -‬تعتمد هيئات الضمان اإلجتماعي على مورد أساسي وهو اإلقتطاعات (اإلشتراكات) من المؤمنين لهم؛‬
‫كما تمول من طرف تدخل ميزانية الدولة لكن هذا األخير محدود جدا والمنافذ التمويلية األخرى‬
‫كاإلستثمارات قليلة هي أيضا‪ ،‬هذا ما جعل توازنها المالي مرتبط أساسا بعدد المؤمنين لديها؛‬
‫‪ -‬التأمين اإلجتماعي هو كل تأمين إجباري يهدف إلى توفير األمن و اإلستقرار المعيشي للطبقات الضعيفة‬
‫في حالة تعرضهم لألخطار اإلجتماعية؛‬
‫‪ -‬هناك محاوالت لعصرنة منظومة الضمان اإلجتماعي من خالل إجراءات وسياسات عديدة على مستوى‬
‫موسساتها كنظام الدفع من قبل الغير وادخال البطاقة اإللكترونية الشفاء‪ ،‬لكن يبقى هذا غير كافي‪.‬‬

‫‪ .2‬نتائج الدراسات التطبيقية‪:‬‬


‫‪ -‬زيادة النفقات وقلة مصادر تمويلها خصوصا بعد تكفل القطاع خالل الفترة ‪2020‬م‪2022-‬م بجميع الفئات‬
‫التي مسها ضرر فيروس كورونا (‪ )Covid 19‬وتوسع عملياتها من فحوصات و مصاريف بالعطل‬
‫المرضية الناجمة عن هذا الفيروس‪.‬‬
‫‪ -‬القانون الذي يحكم الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء لم يتغير من سنة ‪1983‬م‪،‬‬
‫إال في سنة ‪2008‬م من خالل قانون ‪ 08/08‬المتمم والمعدل‪ ،‬غير أنه لم يشهد أي تعديالت منذ ذلك‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬يعد التأمين على حوادث العمل جزء ال يتجزء من نظام التأمينات اإلجتماعية الذي يكتسي أهمية بالغة في‬
‫برامج الدولة لعالقته المتينة بأوسع شريحة إجتماعية وهي العمال وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫انيا‪ -‬نتائج إختبار الفرضيات‪:‬‬

‫‪ -‬الفرضية األولى‪ :‬والتي تنص على أن التأمين اإلجتماعي هو نشاط تعاوني غير ربحي‪ ،‬يهدف إلى‬
‫تغطية جميع المخاصر اإلجتماعية‪ ،‬هذه الفرضية صحيحة ألن التأمين اإلجتماعي هو نشاط تعاوني غير‬
‫ربحي في أغلب األحيان‪ ،‬يهدف إلى تحقيق تغطية شاملة لجميع األخطار اإلجتماعية التي يتعرض لها‬
‫الفرد ف ي شخصه أو جسده أو ممتلكاته‪ ،‬إال أنه يهتم بالجانب التجاريمن أجل تحقيق أرباح تساهم في‬
‫الحماية اإلجتماعية للفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية ال انية‪ :‬والتي تنص على أن الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء‬
‫‪ CNAS-‬يوفر أغلب خدمات التأمين اإلجتماعي‪ ،‬هذه الفرضية صحيحة بحيث يقدم الصندوق الوطني‬
‫للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء أغلب خدمات التأمين اإلجتماعي المتاحة في هذا القطاع‪ ،‬والتي‬
‫ينص عليها القانون الجزائري‪ ،‬وباقي الخدمات تتكفل بها الصناديق األخرى عن طريق تحويلها من‬
‫الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء إلى هيئة الضمان المعنية به كالبطالة و التقاعد‬
‫مما يدل على أنه أساس والمحرك األساسي لمنظومة الضمان اإلجتماعي ككل‪.‬‬

‫ال ا‪ -‬مقترحات الدراسة‪:‬‬


‫من خالل دراسنتا لهذا الموضوع تبين لنا العديد من النقائص التي يعاني منها نظام التأمينات‬
‫اإلجتماعية في الجزائر و التي يمكن اإلشارة لها بتوصيات ومقترحات في مضمونه من خالل النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫وتشريعات جديدة تسم‬ ‫‪ -‬على الدولة الجزائرية اإلهتمام أكثر بهذا القطاع من خالل إصدار لوائ‬
‫بتطويره واصالحه بما يواكب ما وصلت إليه نظم الضمان اإلجتماعي للدول األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من تحيين الخدمات المقدمة من طرف هيئات الضمان اإلجتماعي‪ ،‬بما يتماشى مع الضروف‬
‫الحالية التي يعيشها األفراد‪ ،‬وعدم اإلستمرار في اإلعتماد عل لوائ وتشريعات تم وضعها منذ عقود‬
‫مرت‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الدولة السعي إلى وضع آليات كفيلة لتوفير موارد تمويلية جديدة وكافية لنظام التأمين‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬مثال‪ :‬إستثمار أموال الصندوق في مشاريع إقتصادية تحت إشرافها وتوجيه العوائد لتمويل‬
‫النظام‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين موارد بشرية متخصصة لضمان السير الجيد لنظام الضمان اإلجتماعي؛‬
‫‪ -‬وضع برامج تكنولوجيا لتطوير الضمان اإلجتماعي لمواكبة العصرن‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬آفاق الدراسة‪:‬‬


‫في األخير‪ ،‬نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم ومناقشة البحث بصورة مقبولة على أن يتم اإللمام‬
‫بالموضوع مستقبال خاصة وأن هذا المجال خصب ويتطلب دراسة معمقة من قبل خبراء وأخصائيين في‬
‫هذا‬
‫المجال‪ ،‬وعلى هذا األساس نأمل أن نكون قد فتحنا مجاال للقيام بدراسات أخرى أشمل وأوسع‪ ،‬من أجل‬
‫تصميم نظام ضمان إجتماعي فعال و مستدام‪.‬‬

You might also like