Professional Documents
Culture Documents
Nouveau Document Microsoft Word
Nouveau Document Microsoft Word
العنـــــــــــــوان:
أصحابه أجمعين ،سالم عليكم ورحمة اهلل و بركاته ،بداية يسعني أن أرحب باللجنة المناقشة األستاذ رئيس
اللجنة واألستاذة الممتحنة على قبولكم مناقشة مذكرة تخرجي ،كما أشكر األستاذة المشرفة على المجهودات
التي قدمتها إلنجاز هذه المذكرة ،اليوم نحن بصدد مذكرة التخرج بعنوان :تشخيص واقع منتجات التأمين
اإلجتماعي حسب التشريع الجزائري ،دراسة حالة الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء -
وكالة البليدة ،-و التي تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر – تخصص :إقتصاد التأمينات ،والتي هي
من إعداد الطالب عبد الحليم بخموري ،تحت إشراف األستاذة :حاوشين إبتسام.
مقدمـــــة :
قديما كان التضامن االجتماعي بين األفراد وكذا فكرة االدخار من أهم الوسائل التي تحقق األمن
والطمأنينة ،و لكن مع تطور المجتمعات و دخولها عصر الصناعة و التكنولوجيا ظهرت الحاجة إلى وسائل
جديدة تهتم بمواجهة مثل هذه األخطار أو التقليل من آثارها لذلك تأتي شركات التأمين بما تقوم به من تأمين
األفراد بتحمل الخسائر التي قد تصيبهم بدال عنهم حيث يعتبر التأمين من أهم وسائل مواجهة األخطار من
ناحية و تحقيق االستقرار االجتماعي للمجتمع من ناحية أخرى ،يحاول الكثير من الناس إدارة أمورهم المالية
بشكل يضمن لهم الراحة االجتماعية ،بحيث تتوفر لهم خيارات أوسع عند التعامل مع متطلبات الحياة
المادية ،وهناك أولويات تأتي على رأس القائمة ،مثل تكاليف الرعاية اإلجتماعية التي تؤمن حياة األفراد من
المخاطر اإلجتماعية ومضاعفاتها ،ولذا حرصت بعض حكومات الدول على مشاركة مواطنيها هذه األثقال
المادية ،وتوفير األمن أو الحماية اإلجتماعية لهم من خالل نظام تأمين إجتماعي يغطي تكاليفهم كاملة.
إذ يتعرض اإلنسان في حياته إلى الكثير من المخاطر والتي تهدد مصدر رزقه وصحته كالمرض
والعجز والوفاة الحوادث المهنية...الخ ،فقد ال يقدر على مواجهتها بإمكانياته الخاصة ،لذا وجب عليه البحث
عن الوسائل التي من شأنها تضييق حدود الخسائر الناجمة عنها إلى أقل نسبة ممكنة.
ال شك أن الشعور بالطمأنينة عند اإلنسان غاية أساسية من القدم حيث يحاول اإلنسان اإلبتعاد عن
مواطن التهديد والخطر ويعمل على اإلحتماء بالجهات التي تبعد عنه أخطار الطبيعة أو غيرها.
لهذا يحتل موضوع الحماية اإلجتماعية أهمية كبيرة على الصعدين المحلي والدولي ،فهذه الحماية
مصممة للتصدي لجوانب الضعف اإلقتصادي و اإلجتماعي وتوفير الدعم لجميع من يحتاجونه طيلة مسار
حياتهم ،وهي بال شك تعد بمثابة مكسب مهم ودفعة نوعية لضمان مستقبل العمال ،فهي جزء ال يتجزء من
أهداف التنمية الشاملة ببعديها اإلقتصادي ألي بلد.
والجزائر كغيرها من الدول التي عانت من مخلفات االستعمار وورثت نظام إجتماعي تميز بتعدد
أنظمته حسب كل قطاع ،غير أنه أستبدل بنظام جزائري جديد كان بمثابة والدة لنظام تأمينات إجتماعية
جزائرية مطلع الثمانينات سنة 1983م ،وذلك من أجل مواكبة حاجات المجتمع المتزايدة من جهة وتحسين
األداء اإلقتصادي من جهة أخرى ،وقد إعتبرت إصالحات 1983م ،إصالحات جذرية أسست نظام الضمان
اإلجتماعي وأقرت مبدأين هما -التضامن و التوزيع.
كما وسعت قاعدة المستفيدين ووحدت اإلشتراكات ،و ذلك عن طريق إرساء مجموعة من القوانين و
التشريعيات تعمل كلها في إتجاه واحد هو ترسيخ هذا المبدأ وحماية الفرد وأسرته ودخله من األخطار
اإلجتماعية المحتملة الوقوع والتي لها عالقة بالطبيعة الفيزيولوجية لإلنسان (المرض؛ البطالة ،العجز ،الوفاة،
حوادث العمل.....ـإلخ).
ومع بداية األلفية ،عرف النظام اإلجتماعي الجزائري مشاريع تنموية طموحة ،إندرجت في ثالثة نقاط:
عصرنة منظومة الضمان اإلجتماعي وتحسين خدماته ،والرغبة في الحفاظ على الديمومة لهيئات صناديق
الضمان اإلجتماعي من خالل التوازنات المالية ،إستجابة لألهداف التي وضعتها منظمة األمم المتحدة في
إطار أهداف األلفية للتنمية.
وسعيا منا للوقوف على شمولية منظومة الضمان اإلجتماعي في الجزائر ،وتقييم سياسات
اإلصالحات التي عرفتها المنظومة ومحاولة منا لتحليلها وتقييم أداءاتها ،كان ال بد من أخذ عينة ميدانية من
أجل معرفة ذلك ،عن طريق الدراسة التطبيقية على مستوى الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية – وكالة
البليدة.
-1اإلشكالية الرئيسية:
وعلى ضوء ما تقدم ،جاءت إشكالية دراستنا من خالل طرح السؤال الجوهري التالي:
ما هو واقع منتجات التأمين اإلجتماعي تحت ظل الهيئات المجسدة داخل المنظومة اإلجتماعية في
الجزائر؟
.2التساؤالت الفرعيــة:
تتبع هذه اإلشكالية سؤالين فرعيين ،الذي سنحاول االجابة عنهما:
ماهي األسس التي يقوم عليها نظام التأمين الجزائري في تقديم منتجاته ؟
ماهية الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء ) (CNASفي تغطية جميع منتجات التأمين
.3فرضيات الدراسة:
من واقع إشـكالية الد ارسـة و التسـاؤالت الفرعيـة المطروحـة تتفـرع منهـا الفرضـيات األساسـية التـي تسـم
بالوصول إلى نتائج هذه الدراسة ،وهي:
-نظ ــام الت ــأمين اإلجتم ــاعي الج ازئ ــري ه ــو نش ــاط تع ــاوني غي ــر ربح ــي ،يه ــدف إل ــى تغطي ــة جمي ــع األخط ــار
اإلجتماعية؛
-يغط ــي الص ــندوق ال ــوطني للتأمين ــات اإلجتماعي ــة للعم ــال األجــراء ( )CNASمجم ــل المخ ــاطر اإلجتماعي ــة
تحت ظل األداءات المقدمة.
.4أهداف الدراسة:
ت هدف هذه الدراسة إلى تسليط األضواء على قطاع ذو أهمية كبيرة في الحماية اإلجتماعية وتأثيرها
على اإلقتصاد الوطني ،واإلجابة على التساؤالت السابقة ومعرفة تطور هذا القطاع ،متمثل في هيئات إدارية
و الدور المنوط بها لتغطية مختلف األخطار المعرض لها حياة الفرد و العمال خاصة ،بحيث نبرز هذه
األهداف في النقاط التالية:
-إظهار مكانة الضمان اإلجتماعي في حياة الفرد و المجتمع بعيدا عن الفرضيات؛
-التعريف بمختلف الخدمات التأمينية المقدمة حسب النظام التأمين اإلجتماعي الجزائري ،وابراز مدى أحقية
اإلكتساب سواء للمؤمن لهم إجتماعيا أو ذوي حقوقهم؛
-تعد هذه الدراسة بمثابة إضافات جديدة للدراسات القليلة السابقة في مجال حوادث العمل.
.5أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية واقع الضمان اإلجتماعي في الجزائر في الدور الذي يؤديه في اإلقتصاد عامة ،من خالل
توفيره للضمانات الالزمة لتحقيق تغطية شاملة للمخاطر اإلجتماعية المحيطة بالفرد من جهة ،ومخطط
السياسات العامة للدولة في هذا المجال لتحقيق تسيير أمثل لمختلف هيئات وخلق مشاريع منتجة تساهم في
دعم منظومة التأمين اإلجتماعي من جهة أخرى ،كما تظهر أهميته أيضا في مايلي:
-إنتشار وتعدد هيئات التأمين اإلجتماعي وزيادة فروعها ووكالتها وشبكاتها عبر التراب الوطني ،وخلق
مراكز وطنية للرعاية الصحية؛
-يسيطر التأمين اإلجتماعي في الجزائر على حصة األسد في سوق التأمين الجزائري؛
-إهتمام الدولة بمنظومة التأمين اإلجتماعي على حساب التأمينات األخرى ،لدورها الكبير في الحماية
اإلجتماعية وتحقيق التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية.
-11هيكلة الدراسة:
لإللمام بجميع جوانب الموضوع ،ومن خالل محاولتنا اإلجابة عن التساؤالت ،حفاظا على التسلسل
والتدرج في األفكار قدر اإلمكان ،فقد تضمنت الدراسة على مقدمة وفصلين مكونين من ثالثة مباحث لكل
فصل ،فصل أول نظري والفصل الثاني مزيج بين التحليل و التطبيق ،وفي األخير تحتوي الدراسة على
خاتمة عامة.
تم في الفصل األول تأصيل اإلطار النظري لنظام الضمان اإلجتماعي في الجزائر ،حيث تطرقنا في
هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ،في المبحث األول مفاهيم أساسية حول نظام التأمين اإلجتماعي الجزائري،
وفي المبحث الثاني تم إستعراض السياسة العامة لمنظومة التأمين اإلجتماعي الجزائري ،أما في الثالث فقدمنا
أهم آليات التمويل والتحصيل وفق نظام التأمين اإلجتماعي الجزائري.
وتم في الفصل الثاني الذي خصص كفصل تطبيقي على مستوى الوكالة الوالئية للصندوق الوطني
للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء -البليدة ،حيث تناولنا في مبحثه األول تقديم عام للصندوق الوطني
للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء -وكالة البليدة ،أما المبحث الثاني فقد تم عرض األخطار المغطاة
والمنتجات المقدمة من طرف الوكالة ،وفي المبحث الثالث األخير تم دراسة حالة إجراءات التكفل لتعويض
عن حادث عمل على مستوى الوكالة.
الخاتمـــــــــة:
للضمان االجتماعي مكانة كبيرة لكثير من الدول في الوقت الحالي فهو يعتبر واحدا من المعايير و مؤش ار
لدرجة تقدم هذه الدول حتى أصبحت قوانين التأمينات االجتماعية ميدان تتسابق فيه الدول بغية تحقيق األمن
اإلجتماعي ،و تدعيم الكيان االقتصادي ،و ضمان مستوى مناسب لمعيشة كل مؤمن عليه عند فقد القدرة
على الكسب سواء كان ذلك بصفة مؤقتة أو دائمة لسبب ال إرادي .بحث يعتبر الضمان اإلجتماعي ركيزة
مهمة في عملية بناء المجتمع ،و عنص ار أساسيا بالنسبة لحياة أفراد المجتمع ،على إعتبار أنه يعطي للعمال
العديد من المزايا و اإليجابيات.
ويعتبر نظام التأمين اإلجتماعي عنص ار أساسيا في إقتصاد أي دولة ،بإعتباره يمس صحة اإلنسان
وحياته لذلك سعت الدولة الجزائرية باإلهتمام أكثر بهذا القطاع والمساهمة في تطويره لتغطية إحتياجات
المؤمنين بكفاءة ،من خالل إعداد النصوص الصادرة في سنة 1983م المتعلقة بميدان الضمان اإلجتماعي،
لتغطية جميع أنواع األخطار منها التأمين على المرض و األمومة و العجز ،والتأمين عن حوادث العمل و
األمراض المهنية باإلضافة إلى التقاعد والوفاة ،لهذا خصصت الدولة الجزائرية صناديق الضمان اإلجتماعي
دو ار هاما في حياة المجتمع من الناحية اإلقتصادية واإلجتماعية لكافة الفئات العاملة والشرائ اإلجتماعية
وتحسين مستوياتهم المعيشية ،ولتعزيز مبدأ الحياة الكريمة لجميع المواطنين وتكريس التماسك اإلجتماعي.
لهذا نستخلص مما توصلنا إليه في بحثنا أنا المبدأ األساسي للتأمين اإلجتماعي هو مواجهة األخطار
اإلجتماعية المتعددة والمتشعبة ،بحيث سلطنا الضوء على أحد أهم عناصر بناء نظام التأمين اإلجتماعي في
جانب تقديم أداءاته العينية أو النقدية ،فيما يخص التعويضات لهذا القطاع الحساس واإلستراتيجي والذي
يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق الحماية اإلجتماعية ،إضافة إلى قيامها بعصرنة وتطوير هذا النظام بإستعمال
أحدث اآلليات وقد أسقطنا هذه الدراسة على الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء -وكالة
البليدة ،حيث يقوم بتغطية خدماته التأمينية بكفاءة وفعالية وشمولية تامة ،مبرزين حجم اإلستفادة على مختلف
خدمات التأمين اإلجتماعي المقدمة للمؤمن لهم إجتماعيا ،بالرغم من وجود ما يتخللها من نقائص الموجودة
بها ،لهذا فإن التأمين الصحي بجميع أشكاله وخاصة التأمين على المرض العادي أو العجز أو حادث
العمل ،يستهلك الكثير من نفقات الصندوق وهو ما يضع هذا األخير للبحث عن بدائل لتموبل العجز المادي
في التعويض.
على ضوء ما ورد في هذه الدراسة ،و بعد تحليل مختلف عناصر الموضوع التي قدمناها لمعالجة
إشكالية هذا البحث توصلنا إلى مجموعة من النتائج سنقدمها فيما يلي:
-الفرضية األولى :والتي تنص على أن التأمين اإلجتماعي هو نشاط تعاوني غير ربحي ،يهدف إلى
تغطية جميع المخاصر اإلجتماعية ،هذه الفرضية صحيحة ألن التأمين اإلجتماعي هو نشاط تعاوني غير
ربحي في أغلب األحيان ،يهدف إلى تحقيق تغطية شاملة لجميع األخطار اإلجتماعية التي يتعرض لها
الفرد ف ي شخصه أو جسده أو ممتلكاته ،إال أنه يهتم بالجانب التجاريمن أجل تحقيق أرباح تساهم في
الحماية اإلجتماعية للفرد والمجتمع.
-الفرضية ال انية :والتي تنص على أن الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء
CNAS-يوفر أغلب خدمات التأمين اإلجتماعي ،هذه الفرضية صحيحة بحيث يقدم الصندوق الوطني
للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء أغلب خدمات التأمين اإلجتماعي المتاحة في هذا القطاع ،والتي
ينص عليها القانون الجزائري ،وباقي الخدمات تتكفل بها الصناديق األخرى عن طريق تحويلها من
الصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية للعمال األجراء إلى هيئة الضمان المعنية به كالبطالة و التقاعد
مما يدل على أنه أساس والمحرك األساسي لمنظومة الضمان اإلجتماعي ككل.