You are on page 1of 27

‫الجمهورية العربية السورية‬

‫جامعة دمشق‬

‫كلية القاتصاد‬

‫قاسم إدارة العأمال‬

‫التأمين الصحي ودوره في عملية‬


‫التنمية القتصادية والجتماعية‬

‫إعداد ‪ :‬سلمان سلمة‬


‫إشراف‪ :‬د‪ .‬غذوان علي‬
‫الطإار العام للبحث‬

‫مقدمة‬

‫إن إدخال اللت المتطورة ذات المعدلت النإتاجية المرتفعة واستعمال المركبات الكيميائية‬
‫والعضوية والمواد المشعة يعرض العنإصإر البشري لمخاطر الصإابة والمرض وهذا المر‬
‫يتطلب إيجاد كل الوسائل الوقائية التي تقيه منإها ‪,‬فحماية العنإصإر البشري تعتبر استثماراا بحد‬
‫ذاتها لن المبالغ التي تصإرف على برامج التأمين والبرامج الوقائية من أجل حماية العامل تعتبر‬
‫محدودة بالمقارنإة مع تكلفة فقدان العامل نإفسه أو إصإابته بعجز أو مرض مهنإي ‪.‬‬

‫و للخدمات الصإحية أيضا ا أهمية كبيرة على مختلف جوانإب الحياة وعلى مسيرة التنإمية‬
‫القتصإادية والجتماعية‪ ,‬و لها انإعكاسات إيجابية سواء ننإظُر إليها من النإاحية النإسانإية أو من‬
‫النإاحية النإتاجية‪ ,‬فالخدمات الصإحية الجيدة تؤدي إلى زيادة إنإتاجية الفراد العاملين‪ ,‬وذلك‬
‫بسبب استمراريتهم في المواظُبة على الدوام من دون عوائق تتعلق بالمراض وقلة النإشاط‪,‬‬
‫وعلى العكس فإن سوء الخدمات الصإحية له انإعكاسات سلبية على الفرد وعلى المجتمع‪,‬و‬
‫القضاء على هذه السلبيات إن وجدت يكون من خلل مراقبة الداء الصإحي ومحاولة إصإلحا‬
‫الخلل لن ذلك ذات مردودية عالية على عملية التنإمية القتصإادية والجتماعية ‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫تنإبع أهمية هذا البحث من كونإه يتعرض لقطاع خدمي مهم له انإعكاسات كبيرة على حياة النإسان‬
‫هو قطاع التأمين الصإحي ‪,‬فمن النإاحية النإفسية التأمين الصإحي يحد من الخوف النإاجم عن فقدان‬
‫العمل نإتيجة المرض أو العجز ومن النإاحية القتصإادية إن خسارة الفرد لعمله تدفعه إلى العوز‬
‫والفقر ‪,‬و العنإصإر البشري هو عنإصإر أساسي في تحقيق خطط التنإمية و حماية هذا العنإصإر‬
‫يعنإي حماية المنإظُمة والمجتمع ‪ ,‬والخدمات التي يقدمها التأمين الصإحي تنإعكس آثارها على‬
‫التنإمية بشكل عام وعلى التنإمية الجتماعية والقتصإادية خصإوصإاا‪.‬‬
‫الفائدة النإظُرية للبحث‬
‫سوف نإتعرف في هذا البحث على الجوانإب النإظُرية المتعلقة بالتأمين الصإحي ودوره الكبير في‬
‫عملية التنإمية القتصإادية والجتماعية حيث أن معظُم الدراسات السابقة أغفلت جانإب التأمين‬
‫الصإحي وسوف أذكر بعض هذه الدراسات‪.‬‬

‫دراسة )نإوال أقاسم‪ (2001 ,‬هي عبارة عن رسالة ماجستير تحت عنإوان دور نإشاط التأمين في‬
‫التنإمية القتصإادية وفيها بينإت الباحثة الدور القتصإادي لقطاع التأمين كوسيلة ادخار تساهم في‬
‫‪1‬‬
‫تمويل المشاريع التنإموية‪.‬‬

‫دراسة )علي أحمد شاكر‪ (1996 ,‬وهي عبارة عن أطروحة دكتوراه تحت عنإوان الطار‬
‫العلمي لنإظُرية الخطر والتأمين وفيها بين الباحث أهمية علم الخطر والتأمين‪ ,‬والمصإطلحات‬
‫‪2‬‬
‫الساسية المتعلقة بالخطر والتأمين‪.‬‬

‫دراسة )هدى صإليبا شربتجي ‪ (1999,‬وهي عبارة عن رسالة ماجستير تحت عنإوان تسويق‬
‫التأمين وتنإمية المهارات والكفاءات التسويقية في شركات التأمين ‪,‬وفيها بينإت الباحثة طبيعة‬
‫‪3‬‬
‫خدمة التأمين وخصإائصإها وسياسات المزيج التسويقي ‪.‬‬

‫تطرقت كل دراسة من هذه الدراسات إلى جانإب معين من التأمين فمنإها من اهتم بدور التأمين‬
‫وأخطاره ومنإها من اهتم بالتأمين من النإاحية التسويقية ‪,‬ومنإها من اهتم بإبراز دور التأمين في‬
‫تحقيق التنإمية أما هذه الدراسة فقد جاءت لتضيف شيء جديد لهذه الدراسات وهو دور التأمين‬
‫الصإحي في تحقيق التنإمية القتصإادية والجتماعية ‪.‬‬

‫الفائدة العملية للبحث‬


‫في ضوء هذا البحث نإجد الهمية الكبرى للتأمين الصإحي وخاصإة بالنإسبة للمنإظُمات بشكل عام‬
‫ومنإظُمات القطاع العام سواء أكانإت إنإتاجية أو خدمية أو إدارية بشكل خاص ‪,‬حيث أن الحاطة‬
‫بموضوع التأمين الصإحي بكافة جوانإبه والقتنإاع بدوره وأهميته الكبيرة واستخدامه في كافة‬
‫مستوياتها كفيل بالحفاظُ على صإحة وسلمة عمالها وموظُفيها‪,‬وزيادة ولئهم وانإتمائهم‬
‫لمنإظُماتهم وخاصإة أن معظُمهم غير قادر على تحمل تكاليف العلجا وحده ‪,‬وهذا كفيل بزيادة‬
‫إنإتاجيتهم وروحهم المعنإوية وبالطبع سيؤدي ذلك إلى زيادة إنإتاجيتهم مما ينإعكس على عملية‬
‫التنإمية القتصإادية والجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نإوال أقاسم‪ ,‬دور نإشاط التأمين في التنإمية القتصإادية )الجزائر‪:‬جامعة الجزائر‪.(2002 ,‬‬
‫‪2‬‬
‫علة أحمد شاكر‪ ,‬الطار العلمي لنإظُرية التأمين )القاهرة‪:‬كلية التجارة‪.( 1996 ,‬‬
‫‪3‬‬
‫هدى صإليبا شربتجي‪ ,‬تسويق التأمين وتنإمية المهارات والكفاءات التسويقية )حلب‪ :‬جامعة حلب‪.(1999 ,‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫بالرغم من الهمية الكبيرة للخدمات الصإحية في التنإمية ل يزال قطاع التأمين الصإحي يعانإي‬
‫من الكثير من الصإعوبات ‪,‬وخاصإة في البلدان النإامية وذلك بسبب انإخفاض مستوى الدخل وتدنإي‬
‫مستوى المعيشة وكذلك عدم وعي المنإظُمات والحكومات لهمية التأمين الصإحي في عمليات‬
‫التطوير والتنإمية ‪,‬فهي عادة ل تخصإص ميزانإيات كبيرة لعملية التأمين الصإحي وقد جاء هذا‬
‫البحث ليسلط الضوء على التأمين الصإحي ويبحث فيما إذا كان فعلا يشارك في عملية التنإمية‪,‬‬
‫ويمكن تلخيص ذلك بالسؤال التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬هل هنإاك دور للتأمين الصإحي في عملية التنإمية القتصإادية والجتماعية ؟‬

‫و يتفرع عنإه مجموعة أسئلة‬

‫‪ ‬هل تقتصإر فوائد التأمين الصإحي على الفراد فقط؟‬


‫‪ ‬هل هنإاك مكاسب وطنإية من وراء التأمين الصإحي ؟‬
‫‪ ‬هل تهتم سوريا بعملية التأمين الصإحي ؟‬

‫المنإهجية والسياق المنإهجي‬

‫لقد تم مراجعة عدد من الكتب والدراسات السابقة في مجال التأمين بشكل عام ثم تم‬
‫استخلص مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالتأمين الصإحي وتم عرض هذه المفاهيم بأسلوب‬
‫وصإفي‪.‬‬

‫لقد تم أيضا ا العتماد على المنإهج النإوعي من خلل الستعانإة بالكتب والدراسات المتعلقة‬
‫بالتأمين الصإحي وبعض الرقام والحصإائيات المتوفرة حول واقع التأمين الصإحي في‬
‫سوريا‪.‬‬

‫أهداف البحث‬
‫يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على موضوع التأمين الصإحي وإبراز دوره في عملية‬
‫التنإمية القتصإادية والجتماعية ودفعه إلى سلم اهتمامات المنإظُمات القائمة في سوريا على‬
‫اختلف أنإواعها ويمكن أن تتفرع عنإه مجموعة من الهداف الفرعية‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على فوائد التأمين الصإحي‬


‫‪ ‬التعرف على المكاسب النإاتجة عن تطبيق التأمين الصإحي‬
‫‪ ‬التعرف على واقع التأمين الصإحي في سوريا‬

‫فرضيات البحث‬
‫من خلل دراسة )نإوال أقاسم ‪ 4(2001,‬وهي عبارة عن رسالة ماجستير تحت عنإوان دور‬
‫نإشاط التأمين في التنإمية القتصإادية والجتماعية توصإلت الباحثة إلى أن هنإاك دور للتأمين في‬
‫عملية التنإمية ولكن لم تتطرق لدور التأمين الصإحي بشكل خاص ولكن من خلل هذه الدراسة‬
‫يمكنإنإا وضع الفتراضات التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬للتأمين الصإحي آثار على التنإمية القتصإادية في المجتمع‬


‫‪ ‬للتأمين الصإحي آثار على التنإمية الجتماعية في المجتمع‬
‫‪ ‬ل تقتصإر فوائد الـتأمين الصإحي على الفرد فقط بل على جميع‬
‫الطراف المساهمة في عملية التأمين )المؤمن‪ ,‬المؤمن له‪,‬‬
‫جهات العمل‪ ,‬الجهات المقدمة للخدمة (‬

‫مخطإطإ البحث‬
‫المبحث الول‬
‫بدايات التأمين الصإحي‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم التأمين الصإحي‬ ‫‪‬‬
‫أنإواع التأمين الصإحي‬ ‫‪‬‬
‫أهداف التأمين الصإحي‬ ‫‪‬‬
‫التأمين من الصإابات‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫فوائد التأمين الصإحي للطراف ذات العلقة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الفوائد للمؤمن عليه )سواء كان موظُفا ا أو عاملا أو طالبا ا أو غير ذلك(‬
‫‪ ‬فوائد التأمين الصإحي لجهات العمل )سواء كانإت جهات حكومية أو خاصإة (‬

‫‪ ‬فوائد التأمين الصإحي لمقدمي الخدمات الصإحية )سواء كانإت مستشفيات أو أطباء أو‬
‫صإيدليات أو مراكز تشخصإيه(‬

‫فوائد التأمين الصإحي وأهميته على مستوى المجتمع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫‪ ‬التنإمية القتصإادية و الجتماعية‬

‫‪ 4‬نإوال أقاسم‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ ‬التأمين الصإحي ودوره في عملية التنإمية القتصإادية‬

‫‪ ‬التأمين الصإحي ودوره في التنإمية الجتماعية‬

‫‪ ‬المكاسب الوطنإية المتحققة من خلل التأمين الصإحي‬

‫المبحث الرابع‬

‫‪ ‬برامج التأمين الصإحي‬


‫‪ ‬تحديد طرق تقديم الخدمات‬
‫‪ ‬أسباب عزوف شركات التأمين عن التأمين الصإحي‬

‫المبحث الخامس‬

‫‪ ‬التأمين الصإحي في سوريا‬


‫‪ ‬مرسوم التأمين الصإحي‬
‫‪ ‬أهمية مرسوم التأمين الصإحي‬
‫‪ ‬تطبيق المرسوم‬
‫‪ ‬أسعار برنإامج تاجا للتأمين الصإحي‬
‫‪ ‬رسوم توضيحية تبين واقع التأمين الصإحي في سوريا‬

‫‪ ‬الخاتمة‬

‫هيكل البحث‬

‫لقد أظُهرت في المبحث الول بدايات التأمين الصإحي ومفهومه وأهم أنإواعه وأهدافه وتأمين‬
‫الصإابات وهذا المبحث بداية لتسليط الضوء على التأمين الصإحي باعتبار أن الكثيرين يخلطون‬
‫بينإه وبين أنإواع التأمين الخرى مثل التأمين على الحياة‪.‬‬
‫و في المبحث الثانإي بينإت فوائد التأمين الصإحي على الفراد والمنإظُمات الصإحية والمجتمع‬
‫وأجبت على السؤال الول من مشكلة البحث )هل تقتصإر فوائد التأمين الصإحي على الفراد‬
‫فقط؟( حيث أن للتأمين الصإحي فوائد على كافة المستويات‪.‬‬

‫وفي المبحث الثالث شرحت الدور الكبير الذي يلعبه التأمين الصإحي في عملية التنإمية‬
‫القتصإادية والجتماعية وتطرقنإا لهم المكاسب الوطنإية المتحققة من خلل التأمين الصإحي‬
‫وأجبت عن سؤال البحث )هل هنإاك دور للتأمين الصإحي في عملية التنإمية القتصإادية‬
‫والجتماعية ؟ ( و كذلك عن سؤال البحث الثانإي )هل هنإاك مكاسب وطنإية من وراء التأمين‬
‫الصإحي ؟(‬

‫و في المبحث الرابع تطرقت لهم برامج التأمين الصإحي المطبقة في معظُم الدول وكيفية القيام‬
‫بتقديم الخدمات الصإحية وما هي أسباب عزوف شركات التأمين عن التأمين الصإحي وأظُهر هذا‬
‫المبحث التطبيق الواقعي للتأمين الصإحي‪.‬‬

‫و في المبحث الخير أظُهرت الجهد الكبير الذي تقوم به الحكومة السورية من أجل رفع مستوى‬
‫الوعي حول التأمين الصإحي من خلل إصإدار المراسيم وتشجيع الشركات عليه وكذلك بينإت‬
‫أسعار التأمين الصإحي بشكل تقريبي وأظُهرت بعض الرسوم البيانإية التي تبين واقع التأمين‬
‫الصإحي في سوريا وفي هذا المبحث أجبت على سؤال البحث الثالث )هل تهتم سوريا بعملية‬
‫التأمين الصإحي ؟(‬

‫المبحث الول‬
‫‪5‬‬ ‫أو ا‬
‫ل‪ :‬بدايات التأمين الصإحي‬

‫نإشأ التأمين الصإحي تاريخيا ا مع التطورات العمالية من خلل تجميع الموارد ورصإدها لضمان‬
‫الحماية من مخاطر المرض‪,‬فقد شكل حرفيو أوروبا في العصإور الوسطى نإقابات الصإنإاع التي‬
‫أنإشأت صإنإاديق لدعم العضاء في أوقات العوز النإاتج عن المرض ‪,‬والتي يسهم فيها كل عضو‬
‫‪ 5‬حربي محمد عريقات ‪,‬التأمين وإدارة الخطر)الردن ‪:‬دار وائل ‪.( 2008,‬ص ‪369‬‬
‫بشكل دوري ‪,‬وتوسعت وتطورت هذه الصإنإاديق مع التطور القتصإادي إذ ساد مفهوم مشاركة‬
‫المخاطر التي تهدد دخل العامل بسبب المرض ‪,‬وبدأت مجموعات العمال والمزارعين في‬
‫المنإطقة الواحدة بإنإشاء صإنإاديق المرض أو جمعيات الدعم التعاونإية لهذا الغرض وجمعت هذه‬
‫الجمعيات مساهمات المشاركين لتوفر العون والدعم للعضاء المحتاجين فقط وليس بهدف‬
‫الربح أو الستثمار فقد كان المبدأ الساسي لهذه الجمعيات التكافل ‪,‬وفي بداية المر وفرت هذه‬
‫الصإنإاديق والجمعيات الدعم النإقدي ‪,‬ثم أخذت تتعاقد مع مقدمي الرعاية الصإحية لرعاية‬
‫أعضائها ‪,‬ثم طورت خدماتها الطبية الخاصإة فبادر أرباب العمل في المهن الخطرة مثل أعمال‬
‫التنإقيب بإلزام العمال بالشتراك في هذه الجمعيات ‪.‬ثم تنإبه القادة السياسيون إلى فوائد تعميم هذه‬
‫التنإظُيمات وكانإت أول خطوة قي ألمانإيا عام ‪, 1883‬حيث سنإت الدولة قانإوانإا يقضي بإلزام‬
‫العمال في صإنإاعة محددة يتقاضون دخال أقل من مستوى معين بالشتراك في صإنإدوق المرض‬
‫ويمول الصإنإدوق بمساهمة إلزامية لكل من الموظُف ورب العمل ‪ .‬من هنإا بدأ التأمين الصإحي‬
‫في ألمانإيا ثم تبعتها النإرويج عام ‪ 1902‬ثم بريطانإيا ‪ 1910‬وفرنإسا ‪ 1920‬وبحلول عام‬
‫‪ 1930‬عم التأمين الصإحي اللزامي معظُم الدول‪.‬‬

‫ثانإياا‪ :‬مفهوم التأمين الصإحي‬


‫التأمين الصإحي هو ‪" :‬عقد يتم بموجبه دفع أقساط التأمين للمؤمن ‪,‬ويتعهد المؤمن لقاء ذلك بدفع‬
‫مبلغ معين دفعة واحدة أو على أقساط للمؤمن له‪,‬وبدفع مصإاريف العلجا والدوية كلها أو‬
‫‪6‬‬
‫بعضها وذلك في حال مرض المؤمن له خلل مدة التأمين ‪".‬‬

‫أي أن التأمين يشمل الرعاية الصإحية والحماية التأمينإية للمريض في العلجا وفي تعويض الجر‬
‫خلل فترة العجز المؤقت أو التوقف عن العمل بسبب المرض‪ ,‬ويقصإد بالمريض هنإا من‬
‫أصإيب بمرض غير إصإابة العمل كالمراض التي تعتري النإسان بكافة أنإواعها‪.‬‬

‫وحق النإتفاع بهذا النإوع من التأمين يشترط الشتراك لمدة سنإة إلل العاملين بوحدات الجهاز‬
‫الداري للدولة والهيئات العامة والمؤسسات العامة والقطاع العام فل داعي لشتراط المدة لنإه‬
‫عنإد التحاقهم بالعمل في هذه الجهات يكونإوا قد خضعوا لكشوفات أثبتت مدى ملءمتهم‬
‫وسلمتهم‪ ,‬ويتم تمويل هذا التامين من المصإادر التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬الشتراكات التي تقتطع من أجور العمال بنإسبة محددة قانإونإا ا والنإسب التي يلتزم صإاحب‬
‫العمل بدفعها ‪.‬‬
‫‪ ‬رسوم العلجا التي تحصإل من العامل عنإد كل حال مرضية‪.‬‬

‫أما من حيث شموليته فيضم كافة الفراد الذين يعولهم العامل من آباء أو أولد أو زوجا وذلك‬
‫تبعا لحكام التأمين الصإحي وقوانإين البلد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬أنإواع التأمين الصإحي‬
‫‪6‬‬
‫عبد الهادي السيد‪ ,‬عقد التأمين حقيقته ومشروعيته )بيروت‪ :‬منإشورات الحلبي‪.( 2003 ,‬ص ‪160‬‬
‫‪7‬‬
‫حربي محمد عريقات‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪370‬‬
‫يشمل التأمين الصإحي بشكل عام عدة أنإواع من العقود التأمينإية التي رغم ارتباطها ببعضها‬
‫البعض‪ ,‬إل أن كلا منإها يهدف إلى الحماية ضد مخاطر مختلفة وأهمها‪:‬‬

‫‪ (1‬تأمين دخل العجز‬

‫التأمين ضد فقدان الدخل‪ ,‬والذي يوفر دفعات منإتظُمة عنإد عدم قدرة المؤمن عليه على العمل‬
‫بسبب المرض أو الصإابة وتكون أهلية تحصإيل الدفعات على أساس افتراض فقدان الدخل‪,‬‬
‫ولكن تعرف فعليا اغلى أساس عدم القدرة على ممارسة العمل‪.‬‬

‫‪ (2‬تأمين التكلفة الطإبية‬

‫يوفر تكاليف الرعاية الطبية النإاتجة عن الصإابة أو المرض‪ ,‬وتشمل تكاليف الطباء‬
‫والمستشفيات وخدمات التمريض والخدمات الصإحية الخرى ذات العلقة‪ ,‬إضافة إلى الدوية‬
‫والتجهيزات الطبية‪.‬وقد تأخذ المنإافع التأمينإية عدة أشكال ‪,‬فقد تكون بالتعويض المباشر عن‬
‫التكاليف إما لمقدم الخدمة أو للمؤمن عليه ‪,‬أو بدفع مبالغ نإقدية محددة أو بتوفير الخدمات‬
‫المباشرة ‪.‬وبالمكان تقسيم هذا النإوع من التأمين إلى أربعة أنإواع هي‪:‬‬

‫‪ ‬تغطية تكاليف المشفى‬


‫‪ ‬تكلفة الجراحة‬
‫‪ ‬تكاليف الخدمات الطبية العادية‬
‫‪ ‬التكاليف الطبية الكبرى‬

‫‪8‬‬
‫رابعاا‪ :‬أهداف التأمين الصإحي‬

‫‪ ‬تتلخص أهأداف التأمين الصحي بمجموعة من الهأداف‪:‬‬

‫‪ (1‬ترسيخ مفهوم وفلسفة ومبادئ التأمين الصإحي كآلية من آليات التكافل الجتماعي لتحقيق‬
‫شمولية التغطية السكانإية والخدمات الطبية لكافة شرائح المجتمع بجميع فئاتهم العمرية‬
‫ومقدراتهم القتصإادية وتركيبتهم الجتماعية وأحوالهم الصإحية المتباينإة لتحقيق التكافل ‪ ،‬العدالة‬
‫والمساواة في المجتمع‪.‬‬

‫‪www.nhif.gov.sd/details.php?rsn type=1&id=41 8‬‬


‫‪ (2‬تحقيق أعلى مستوى ممكن من الصإحة وتقوية روحا التكافل الجتماعي من خلل توفير‬
‫الخدمات الطبية الشاملة والمتكاملة بأسلوب تكافلي يضم كافة أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ (3‬إدارة نإظُام قومي للتأمين الصإحي بالتنإسيق مع الدارات التنإفيذية لتقديم أفضل الخدمات‬
‫الطبية للمؤمن لهم وتطويرها وفقا ا لمبدأ المشاركة في التكلفة‪.‬‬
‫‪ (4‬وضع السس العامة لكيفية المشاركة في تخفيف عبء تكلفة العلجا على السر والدولة‪.‬‬

‫‪ (5‬نمشاطرة المخاطر الصإحية بين أصإحاب الحتياجات الكبيرة والحتياجات الصإغيرة مستنإداا‬
‫إلى القيم والعراف الجتماعية الرشيدة‪.‬‬
‫‪ (6‬علمية النإظُام ومرونإة التشريع والتطبيق يحققان غايات التأمين الصإحي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خامسا ا ‪ :‬التأمين من الصابات‬
‫يتعهد فيه المؤمن بدفع مبلغ التأمين إلى المؤمن له في حال تعرضه لصإابة في جسمه بسبب‬
‫حادث ما ‪ ,‬أوالى المستفيد في حال أدت الصإابة إلى وفاة المؤمن له‪ ,‬بالضافة إلى رد‬
‫المصإاريف الطبية والصإيدلنإية التي يكون المؤمن له قد أنإفقها ‪ ,‬وذلك مقابل أقساط يدفعها‬
‫المؤمن له‪.‬‬

‫لقد تعرفنا في هأذا المبحث على مفهوم التأمين الصحي وبداياته وأهأم أنواعه وأهأدافه وسوف‬
‫نتعرف في المبحث الثاني على فوائد التأمين الصحي سوااء بالنسبة للمجتمع أو للطإراف ذات‬
‫العلقة‪.‬‬

‫المبحث الثانإي‬
‫‪10‬‬ ‫أو ا‬
‫ل ‪ :‬فوائد التأمين الصإحي للطراف ذات العلقة ‪:‬‬
‫أن التأمين الصإحي فيه الحل لكثير من المعضلت الصإحية كما أن فيه فائدة لكافة الطراف‬
‫ابتدااء بالمواطن المؤمن عليه‪ ،‬مروراا بجهات العمل وانإتهاء بمقدمي الخدمات الصإحية والتأمينإية‬
‫ويمكن تلخيص فائدة كل طرف في ما يلي‪:‬‬

‫‪ (1‬المؤمن عليه )سواء كان موظفا ا أو عاملا أو طإالبا ا أو غير ذلك(‬

‫مع زيادة كلفة الخدمات الصإحية أصإبح المرض الذي يهدد كل واحد منإا ل يشكل هما ا لما يحمله‬
‫من معانإاة جسدية بقدر ما يرافقه من أعباء مالية ينإوء بحملها الغلبية العظُمى من المواطنإين‬

‫‪ 9‬عبد الرزاق بن خليف ‪,‬التأمينإات الخاصإة في التشريع الجزائري )الجزائر ‪:‬مطبعة جرد ‪.( 1998,‬ص ‪57‬و ‪58‬‬
‫‪http://www.misyemen.com/pages.php?script_id=10910‬‬
‫لن مستوى الدخول تراجع بينإما الكلف تزايدت‪ ،‬وبدون التأمين الصإحي فالخيارات المتاحة لمن‬
‫أبتلي بمرض إما الصإبر على المرض وعدم المعالجة أو اللجوء لبيع الممتلكات أو الستدانإة‬
‫وأحيانإا اللجوء لممارسات غير أخلقية مثل السرقة أو الرشوة أو التسول‪ .‬ولكن التأمين الصإحي‬
‫يكفل الطمئنإان الجتماعي لدى العمال والموظُفين‪ ،‬لسيما إذا كان التأمين الصإحي شاملا‬
‫للموظُف ولمن يعول كما يعزز التأمين الصإحي ويوثق العلقة بين الموظُف أو العامل‬
‫وزملئه‪ ،‬عنإدما يشعر كل فرد منإهم أن زملئه ساهموا في تحمل أعباء العلجا عنإه بالقساط‬
‫التي يدفعونإها بجوار ما تدفع عنإهم جهة العمل‪.‬‬
‫و التأمين الصإحي يكفل أعلى حد ممكن من العدل والمساواة في تلقي الخدمات الصإحية‪ ،‬فبطاقة‬
‫التأمين الصإحي يحملها مدير الشركة كما يحملها أبسط الموظُفين كالسائقين والحرس والمراسلين‬
‫وغيرهم‪ ،‬وحتى لو اختلفت درجة القامة )جنإاحا ‪ ،‬أولى ‪ ،‬ثانإية ‪ ،‬ثالثة(‪ ،‬فالخدمات العلجية‬
‫الساسية من أدوية وفحوصإات وعمليات وغيرها ل تختلف باختلف موقع الموظُف في الهيكل‬
‫الوظُيفي‪ .‬عنإد تطبيق التأمين الصإحي لن يعد الموظُف )أو العامل( بحاجه للتزلف والمحاباة لهذا‬
‫وذاك حتى يتمكن من الحصإول على حقوقه بالمعالجة السليمة المنإصإفة‪ ،‬فالمعالجة سترتبط‬
‫بوجود المرض أو عدمه وليس بمقدرة المرء على القنإاع واختلق العذار والمراض والتي‬
‫غالبا ما تكون مفتعله‪.‬‬

‫‪(2‬فوائد التأمين الصحي لجهات العمل )سواء كانت جهات حكومية أو خاصة(‬

‫‪ ‬تستفيد جهات العمل من توفير التأمين الصإحي لموظُفيها وعمالها برفع النإتاجية من‬
‫خلل المحافظُة على صإحتهم وبالتالي رفع إنإتاجيتهم و الحد من الخسائر النإاجمة عن‬
‫النإقطاع عن العمل بحجة المرض‪ .‬و كذلك تحقيق الرضا الوظُيفي لدى الموظُفين‬
‫والعمال وتعزيز ارتباطهم بجهات عملهم وشعورهم أن جهة عملهم ل تعنإى فقط بما‬
‫يقدمه العاملون لجهة العمل‪ ،‬إنإما تهتم أيضا ا بأوضاعهم الصإحية والجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬إن تطبيق التأمين الصإحي يساعد جهات العمل أن تؤدي التزامها نإحو العاملين بشكل‬
‫عادل ومنإصإف بعيداا عن أية محاباة وانإتقائية حيث أن القيادات الدارية يصإعب عليها‬
‫أحيانإا ا التفريق بين الصإادقين والكاذبين في ادعائهم للمرض‪ ،‬مما يؤدي إلى صإرف‬
‫مخصإصإات لبعض المدعين دون وجه حق بدافع الشفقة‪ ،‬وفي المقابل قد يمنإع الصإرف‬
‫لمن هم في حاجة ماسة حقيقية وذلك لسباب إدارية أو مالية‪.‬‬
‫‪ ‬بعض جهات العمل تصإرف مبالغ محدودة سنإوية أو شهرية لمنإتسبيها لكنإها تواجه‬
‫مشكلة عنإد حدوث حالة مرضية كبيرة لحد الموظُفين أو العمال‪ ،‬وقد يلجؤوا للجمع من‬
‫كافة العاملين أو محاولة البحث عن دعم من الزكاة أو غيرها‪ ،‬بينإما عنإد وجود التأمين‬
‫الصإحي ستنإتفي الحاجة لكل ذلك‪.‬‬
‫‪ ( 3‬فوائد التأمين الصحي لمقدمي الخدمات الصحية )سواء كانت مستشفيات أو أطإباء أو‬
‫صيدليات أو مراكز تشخصيه(‬
‫يستفيد مقدمو الخدمات من تطبيق التأمين الصإحي بزيادة عدد المرضى‪ ،‬حيث يحدث تدفق‬
‫كبير للمرضى لن الجميع يصإبحون قادرين على مراجعة مقدمي الخدمات الصإحية بأسعار‬
‫زهيدة أو مجانإا ا ‪ -‬أحيانإا ن ‪ -‬وذلك تحت مظُلة التأمين الصإحي‪.‬ويكون مقدمي الخدمات الصإحية‬
‫مطمئنإين لن الجهات المؤمنإة قادرة على دفع أية تكاليف مهما ارتفعت‪ ،‬طالما أنإها ضمن‬
‫الشروط التعاقدية‪.‬‬
‫إن أنإظُمة التأمين الصإحي الحديثة التي تطبقها الجهات المتخصإصإة تؤدي إلي رفع مستوى‬
‫الخدمات الصإحية المقدمة‪ ،‬كما تولد التنإافس بين مقدمي الخدمات الصإحية‪ ،‬لن هذه النإظُمة‬
‫تعطي للمريض كامل الحرية في اختيار الطبيب والمستشفى الذي يريد‪ ،‬مما يعنإي أن جموع‬
‫المرضى المؤمن عليهم سوف يتوافدون على المستشفيات ذات الخدمات الفضل وفي هذا‬
‫تحفيز لمقدمي الخدمات الصإحية أن يبقوا في الصإدارة كي ل يتجاوزهم الخرون‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ثانياا ‪ :‬فوائد التأمين الصحي وأهأميته على مستوى المجتمع‬

‫يعتبر التأمين الصإحي أحد أهم أنإواع التأمين وأكثره ارتباطا ا وحساسية بأفراد المجتمع‬
‫ومنإظُماته وذلك نإتيجة لما له من اثر ايجابي في توفير المان‪ ،‬الدخار‪ ،‬حماية السرة‪ ،‬الوقاية‬
‫من المراض ومساهمته في التنإمية القتصإادية حيث تنإبع أهمية التأمين الصإحي من عدة‬
‫عوامل اجتماعية واقتصإادية يمكن ذكر بعضها‪:‬‬

‫‪ -1‬التأمين الصحي ودوره في شعور الفرد والمجتمع بالمان ‪:‬‬


‫‪ -‬يساهم التأمين الصإحي في تحقيق الستقرار النإفسي والجتماعي والقتصإادي لفئات العمال‬
‫والموظُفين والتخلص من مظُاهر القلق الممكن حدوثه نإتيجة لعدم توافر الموال للعلجا‪.‬‬
‫وخاصإة أن كلفة الرعاية الطبية الحديثة أصإبحت فوق القدرة المالية لغالبية الفراد والسر‬
‫والتي يصإل تأثيرها في بعض الحالت المرضية إلى لجوء الفرد لبيع كل ما يملك والتدين في‬
‫سبيل العلجا‪.‬‬

‫‪ -2‬التأمين الصحي ودوره في الوقاية‪:‬‬


‫إن الهتمام بالمفاهيم الصإحية الوقائية والتركيز عليها حيث إن أحد الهداف التي يقوم عليها‬
‫التأمين هو الوقاية والحفاظُ على الصإحة من خلل الهتمام بالجانإب الوقائي والعلجا المبكر مما‬
‫يؤدي إلى ارتفاع المستوى الصإحي وهبوط معدلت المرض وتخفيض النإفقات العلجية‬
‫الباهظُة‪.‬‬

‫‪ -3‬التأمين الصحي ودوره الفاعل في عملية الدخار‪:‬‬


‫يساهم التأمين في توفير موارد مالية لتمويل نإفقات القطاع الصإحي الباهظُة التكاليف‪ ،‬وبالتالي‬
‫تقليل العباء على الميزانإية العامة للحكومات والمؤسسات والشركات والفراد المسؤولين عن‬
‫علجا العاملين لديهم‪.‬‬

‫‪www.26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic&sid=33998 / 11‬‬
‫لقد تناولنا في هأذا المبحث فوائد التأمين الصحي على الفراد والمنظمات الصحية والمجتمع‬
‫وبهذا نكون قد أجبنا على السؤال الول من مشكلة البحث )هأل تقتصر فوائد التأمين الصحي‬
‫على الفراد فقطإ؟( حيث أن للتأمين الصحي فوائد على كافة المستويات‪ .‬وسف نتاول في‬
‫المبحث التي دور التأمين الصحي في عملية التنمية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫‪12‬‬
‫أوال‪ :‬التأمين الصحي ودوره في عملية التنمية القتصادية‬

‫صإحة النإسان الذهنإية والحيوية هي العامل الساسي لكل قدراته النإتاجية ‪ ،‬والقــدرة‬
‫على تحمــل أعبــاء الرعايــة الصإــحية تعتمــد علــى مــا يــتيحه القتصإــاد الــوطنإي مــن‬
‫إمكانإات واعتمادات خاصإة بتنإمية المــوارد والطاقــات فــي قطــاع الصإــحة والــدواء ‪,‬‬
‫ويساهم التأمين الصإحي في دعم القتصإاد الوطنإي من خلل زيادة فرص الســتثمار‬
‫في القطاع الصإحي وفروعه المختلفة وتشجيع المستثمرين على توظُيف أموالهم فــي‬
‫المشاريع الصإحية‪ ,‬مما يؤدي إلــى زيــادة فــرص العمــل داخــل مؤسســات وشــركات‬
‫التــأمين وفــي الجهــات الــتي تقــوم بتقــديم الخــدمات الطبيــة‪ .‬وأصإــبح ينإظُــر للتــأمين‬
‫الصإحي على أنإه من أساســيات التنإميــة البشــرية وهــدفا ا مــن أهــدافها ‪ ،‬لن الهتمــام‬
‫بالصإحة يعتـبر اهتمامــا ا بالتنإميــة ‪ ,‬الاسـتثمار فـي القطـاع الصإـحي ‪ -‬بشـكل سـليم –‬
‫استثماراا في رأس المال البشري ‪ ،‬وذلك نإتيجة لما يســببه النإمــو الصإــحي مـن زيــادة‬
‫في إنإتاجية رأس المال البشري وبالتالي من زيادة في معدل النإمو القتصإادي ‪.‬‬

‫ثانإياا‪ :‬التأمين الصإحي ودوره في التنإمية الجتماعية‬

‫يؤكد التأمين الصإحي على حق الفرد في الحصإول على الخدمات الصإحية وتحقيق العدالة‬
‫والمساواة ‪ ،‬وصإولا إلى الهدف الساسي المتمثل في توفير الصإحة للجميع ‪ ,‬من خلل‬
‫‪http://www.misyemen.com/pages.php?script_id=103 12‬‬
‫تعميق مبدأ المشاركة بين الدولة والمواطن وبين صإاحب العمل والموظُف وبين الموظُفين‬
‫أنإفسهم‪ .‬وبدون التأمين الصإحي لن يتمكن من دفع تكاليف المعالجة الباهظُة ) خصإوصإا ا‬
‫العمليات الجراحية الكبرى ( سوى عدد قليل من الفراد القادرين على الدفع ‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫التأمين الصإحي بما فيه من آلية تكافلية يمكن الفراد من تلقي الخدمات اللزمة ذات الكلفة‬
‫العالية بمبالغ معقولة‪.‬‬

‫يساعد التأمين الصإحي أصإحاب العمل على أداء التزامهم الدبي ‪ -‬والقانإونإي في معظُم دول‬
‫العالم ‪ -‬تجاه العاملين لديهم ‪.‬والتأمين الصإحي يعنإي أيضا ا أنإه مقابل قسط معلوم مسبقا ا يمكن‬
‫للفرد والمؤسسة تجنإب خسائر محتملة تؤدي لثار اقتصإادية واجتماعية وخيمة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فمن الهمية بمكان وجود قسط معلوم بمكن احتسابه ووضعه ضمن الميزانإية المرصإودة‬
‫مسبقا ا ‪ ،‬وبالتالي فان التأمين أحد الطرق الكثر فعالية في التعامل مع الخطار‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬المكاسب الوطنإية المتحققة من خلل التأمين الصإحي‬


‫تتلخص المكاسب الوطنإية المتحققة بمجموعة من النإقاط وهي ‪:‬‬

‫زيادة إنإتاجية الموارد البشرية‪ ،‬وزيادة معدل النإمو القتصإادي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫تنإامي وتطور القطاع الصإحي )العام والخاص( لتنإافسهم في استقطاب المؤمنإين صإحياا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحد من استنإزاف النإقد الجنإبي النإاتج عن نإفقات العلجا في الخارجا‪ ،‬مما يؤدي إلي‬ ‫‪.3‬‬
‫مزيد من النإمو القتصإادي‪.‬‬
‫وجود أنإظُمة التأمين الصإحي يشجع المستثمرين في مزيد من الستثمارات الصإحية‬ ‫‪.4‬‬
‫الكبرى وبالتالي المزيد من النإمو والتنإمية للوطن‪.‬‬

‫لقد شرحنا في هأذا المبحث الدور الكبير الذي يلعبه التأمين الصحي في عملية التنمية‬
‫القتصادية والجتماعية وتطإرقنا لهأم المكاسب الوطإنية المتحققة من خلل التأمين‬
‫الصحي وبذلك نكون قد أجبنا عن سؤال البحث )هأل هأناك دور للتأمين الصحي في‬
‫عملية التنمية القتصادية والجتماعية ؟ ( و كذلك عن سؤال البحث الثاني )هأل هأناك‬
‫مكاسب وطإنية من وراء التأمين الصحي ؟(‬

‫وسوف نحاول في البحث التالي عرض أهأم برامج التأمين الصحي وأسباب عزوف‬
‫الشركات عنه‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫‪13‬‬ ‫أو ا‬
‫ل‪ :‬برامج التأمين الصإحي‬
‫تختلف برامج التأمين الصإحي من دولة إلى أخرى إل أن النإواع الرئيسية يمكن حصإرها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الرسوم مقابل الخدمة ‪ :‬يعتمد هذا السلوب على أن يدفع المريض رسوما ا على‬
‫الخدمات التي يتلقاها في المنإشآت الصإحية ‪,‬وفيما يوفر هذا السلوب الحوافز النإتاجية‬
‫المرتفعة إل أنإه يؤدي إلى التضخم والتوسع في استخدام الجراءات ذات المنإفعة‬
‫الهامشية مقابل التكلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات الصحية الوطإنية ‪ :‬تقدم العديد من الدول الخدمات الصإحية المجانإية لمواطنإيها‬
‫والمقيمين بها وفق برامج مختلفة أشهرها نإظُام الخدمات الصإحية الوطنإية الذي تقدم‬
‫الدولة من خلله الخدمات الصإحية لجميع أفراد وشرائح المجتمع حسب الحتياجا‬
‫الصإحي وبغض النإظُر عن القدرة على الدفع ‪.‬‬

‫ويوفر هذا النإظُام جميع الخدمات الوقائية والعلجية بما فيها الدوية وخدمات السنإان والولدة‬
‫ورعاية المومة والطفولة والصإحة النإفسية من خلل مرافق تتبع للدولة وبواسطة قوى عاملة‬
‫صإحية موظُفة بها وبدفع لها مرتبات شهرية ‪ ,‬ويمول هذا النإظُام من خلل الضرائب العامة ‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬تحديد طإرق تقديم الخدمات‬

‫‪ (1‬نظام التأمين الصحي الجتماعي‬

‫وهو تأمين إجباري بحكم القانإون‪ ,‬قد ينإفذ من خلل هيئة مركزية واحدة تتبعها هيئات فرعية‪ ,‬أو‬
‫من خلل أكثر من هيئة للتأمين الصإحي ‪ ,‬ولكل منإها فروع تنإتشر جغرافيا ا لتغطي بالخدمة‬
‫التأمينإية فئة متجانإسة من الفراد وتقدم خدماتها بإحدى الطرق التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم الخدمات من قبل مستشفيات الدولة‬


‫‪ ‬تقديم الخدمات من قبل القطاع الخاص بالتعاقد مع الدولة‬

‫‪ (2‬نظام التأمين الصحي الخاص‬

‫يتعاقد أرباب العمل أو الفراد أو كليهما مع شركات التأمين الخاصإة والتي تقوم بدورها‬
‫بالتعاقد مع مجموعة من المنإشآت الصإحية و الطباء لتقدم الخدمات الصإحية للمستفيدين‬

‫‪ 13‬حربي محمد عريقات‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪371‬و ‪372‬‬


‫الذين تم تحصإيل اشتراكات سنإوية أو شهرية منإهم نإظُير ذلك‪.‬وتقوم شركات التأمين بسداد‬
‫المطالبات المالية للمنإشآت الصإحية والطباء وفق لنإص العقود بينإهما‪.‬‬

‫أو من خلل تكوين منإظُمات محلية للحفاظُ على الصإحة تملك كل منإها أو تتعاقد مع‬
‫مجموعة من المنإشآت الصإحية والطباء لتقدم حزمة شاملة من خدمات التأمين الصإحي‬
‫للمستفيدين مقابل اشتراك سنإوي أو شهري ‪,‬وبذلك يتم ضمان تكامل الخدمات وجودتها‬
‫وكفاءة استخدامها من خلل إتباع نإظُام للتحويل بين المستويات المختلفة وفقا ا للحاجة الفعلية‬
‫للمريض مع رقابة استخدام هذه الخدمات ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ثالثاا‪ :‬أسباب عزوف شركات التأمين عن التأمين الصإحي‪:‬‬
‫النإتائج المالية لهذا النإوع من التأمين غير سارة ‪ ،‬سواء لشركات التأمين أو لشركات العادة ‪،‬‬
‫ولذلك كان من الطبيعي أن تتجنإب شركات التأمين إصإدار عقود تأمين صإحي ‪ ،‬لسيما أن معظُم‬
‫شركات التأمين عجزت أن تغطي مصإروفاتها ‪ ،‬بل تجاوز المر ذلك بحدوث خسائر‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال فقد كان عاما ‪1996‬م ‪1997 -‬م عصإيبين لمعظُم شركات التأمين في دول الخليج‬
‫العربي ‪ ،‬حيث انإخفضت نإسبة الأقساط إلى حوالي ثلث ما يجب أن تكون عليه فعلا ‪،‬وقد تركت‬
‫هذه الخسائر آثارها السلبية على شركات إعادة التأمين العالمية مما أدى إلى انإهيارها أو‬
‫انإسحابها من سوق التأمين في الخليج العربي ‪ ،‬بالمثل نإجد أن نإتائج التأمين الصإحي في مصإر‬
‫غير مشجعه فقد بلغت نإسبة صإافي كلفة الخدمات الصإحية المقدمة ‪ % 150.8‬من الأقساط في‬
‫أحد العوام ‪ ،‬وذلك دون إضافة العمولت والتكاليف الدارية التي تصإل إلى ‪ ، % 35‬مما‬
‫يعنإى خسائر كبيرة ‪ ،‬وهذا ل يخص دول الخليج ومصإر فقط ‪ ،‬بل أن النإتيجة النإهائية أن أعمال‬
‫التأمين الصإحي ليست من فروع التأمين المربحة حتى أن الوصإول إلى نإقطة التعادل يعتبر هدفا ا‬
‫للكثير من معيدي التأمين الصإحي ‪.‬‬

‫ويرجع السبب في حدوث هذه الخسائر ما تشهده صإنإاعة التأمين الصإحي من سوء استخدام‬
‫للخدمات الطبية المقدمة من خلل التأمين الصإحي ‪ ،‬حيث أوضحت الحصإاءات أن خسائر‬
‫أمريكا نإتيجة لسوء استخدام التأمين الصإحي بلغت في بعض العوام – في عقد التسعينإات ‪-‬‬
‫مائة مليار دولر ‪.‬‬

‫لقد تناولنا في هأذا المبحث التطإبيق العملي للتأمين الصحي من خل ل اظهار برامج التأمين‬
‫الصحي وكيفية تقديم خدماته وسبب عزوف الشركات عنه‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬
‫أولا ‪ :‬التأمين الصحي في سوريا‬

‫انإطلقا ا من الفوائد الجمة النإاجمة عن جودة الداء الصإحي‬


‫فقد سعت سورية إلى تحقيق الرعاية الصإحية وتأمين مستلزماتها ورفع المستوى الصإحي‬
‫لمواطنإيها كافة وتأمين الخدمات الطبية لهم ورفع مستوى وعيهم في مجال الوقاية من المراض‬

‫‪http://www.misyemen.com/pages.php?script_id=103 14‬‬
‫ومعالجتها‪ ,‬وهذا ما أثبتته التطورات الكثيرة في مجال الخدمات الصإحية التي تجلت في زيادة‬
‫عدد المشافي والمستوصإفات والمراكز الصإحية وفي زيادة عدد الكوادر البشرية العاملة في‬
‫مجال الصإحة من أطباء بمختلف اختصإاصإاتهم وممرضات وممرضين ومساعدين للطباء‬
‫وصإيادلة وكوادر إدارية‪ ,‬وفي تطور صإنإاعة الدوية وتكثف حملت اللقاحا والمضادات‪ ,‬حيث‬
‫تم السيطرة على الكثير من الوبئة الفتاكة وكان آخر هذه النإجازات حصإول موظُفو القطاع‬
‫العام على إمكانإية الحصإول على تأمين صإحي ‪ ,‬وذلك بموجب المرسوم رقم ‪ 65‬الذي أصإدره‬
‫الرئيس بشار السد والمتضمن السماحا للجهات العامة بإبرام عقود التأمين الصإحية لمصإلحة‬
‫العاملين لديها مع المؤسسة العامة السورية للتأمين ‪ ,‬بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء باقتراحا‬
‫مقدم من الوزير المختص كل في وزارته ووزير المالية الذي تتبع له المؤسسة السورية للتأمين‬
‫‪15‬‬
‫ويرأس مجلس إدارتها‪ ،‬وفيما يلي نإص المرسوم‪:‬‬

‫ثانياا‪ :‬مرسوم التأمين الصحي‬


‫المادة ‪ -1‬تعدل المادة ‪ 158‬من القانإون رقم ‪ 50‬لعام ‪ 2004‬التي كانإت تمنإع التفاق مع شركة‬
‫تأمين وتصإبح على النإحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تبقى النإظُمة الصإحية النإافذة سارية المفعول إلى أن يوضع قانإون الضمان الصإحي موضع‬
‫التنإفيذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مع مراعاة قانإون التأمينإات الجتماعية وخاصإة الحكام المتعلقة بتأمين إصإابات العمل‬
‫يجوز للجهات العامة إبرام عقود تأمين صإحية للعاملين لديها )وعائلتهم حسب أنإظُمتها( مع‬
‫المؤسسة العامة السورية للتأمين بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء بنإااء على اقتراحا الوزير‬
‫المختص ووزير المالية‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬أهمية مرسوم التأمين الصإحي‬


‫يعتبر هذا االمرسوم ميزة قد ل تقل أهمية عن زيادة الرواتب بالنإسبة لموظُفي القطاع العام‬
‫خاصإة في ظُل غلء الطبابة في سورية والفساد الذي يمارس في الصإنإاديق التي تشرف على‬
‫ف على أحد )بدليل أن القائمين على الصإنإاديق‬ ‫صإرف الدوية وعلجا الموظُفين وبشكل ل يخ ف‬
‫والنإقابات هم أول من يظُهر معارضة لي شكل جديد يطرحا ويخص طبابة موظُفي الدولة(‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫قال سليمان الحسن مدير عام المؤسسة العامة للتأمين‬
‫أن صإدور المرسوم التشريعي ‪ /65/‬القاضي بتعديل المادة ‪ /158/‬من القانإون الساسي للعاملين‬
‫في الدولة جاء ليضيف لمضمون المادة مرونإة أكبر وخيارات أوسع حيث سمح التعديل للجهات‬
‫العامة الراغبة بتعديل النإظُمة الطبية المتبعة لديها بإبرام عقود تامين صإحي مع المؤسسة العامة‬
‫السورية للتامين ‪.‬وهذا يسمح للعاملين في الدولة الستفادة من المزايا التي يقدمها برنإامج التأمين‬
‫الصإحي الجديد الذي طرحته المؤسسة "تاجا" ويساهم في تقديم الخدمة الطبية لمستحقيها بصإورة‬
‫مدروسة ومنإظُمة وذلك من خلل شبكة واسعة ومنإتقاة من المشافي والصإيدليات والمخابر‬
‫والطباء تغطي كامل الراضي السورية وبإدارة شركات متخصإصإة بإدارة النإفقات الطبية ‪,‬‬
‫وفي نإفس الوقت فإن برنإامج التأمين الصإحي سيعمل على ضبط النإفقات المصإروفة على الخدمة‬
‫الطبية وضغط الهدر الذي تتكبده خزينإة الدولة نإتيجة التطبيق العشوائي لنإظُام الخدمة الطبية‬
‫واختلفه من جهة لخرى‪.‬‬
‫‪http://www.v1.searchinsyria.com/index.php?page=legislation&op 15‬‬
‫وتتمثل أهمية صإدور المرسوم يتابع الحسن حديثنه باعتباره خطوة هامة لتفعيل التأمين الصإحي‬
‫ونإقطة النإطلق نإحو تأمين الخدمة الطبية لكافة العاملين في الدولة بقطاعاته القتصإادية‬
‫والدارية خاصإاة وأن التأمين الصإحي يمكن أن يكون بديلا نإاجعا ا لمشروع الضمان الصإحي‬
‫علما ا أن المؤسسة تبدي استعدادها وقدرتها لتشميل جميع الجهات العامة والخاصإة الراغبة‬
‫بالنإضمام إلى عائلة التأمين الصإحي لديها ‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬تطإبيق المرسوم‬
‫صإرحا سليمان الحسن مدير عام المؤسسة العامة للتأمين أي عمل جراحي سيغطى ضمن التأمين‬
‫الصإحي ولو كلفت العملية ‪ 250‬ألف‪,‬‬
‫و أضاف )إن عقد التأمين الصإحي لم يحدد نإوع العملية‪ ،‬إنإما ذكر كلمة حالة‪ ،‬ولكن كافة‬
‫العمليات الجراحية مشمولة ضمن العقد التأمين‪ ،‬باستثنإاء زراعة السنإان(‪.‬‬
‫و أشارا في رده على سؤال‪ :‬أن عقد التامين الصإحي يشمل بنإداا خاصإا ا ببعض المراض المزمنإة‬
‫مثل الضغط والسكري والربو وهؤلء سيتم توزيع الدوية عليهم بشكل دوري‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بمرض السرطان فهؤلء سيستمرون في الخضوع لبرامج الرعاية الصإحية التي‬
‫توجب صإرف الدوية لهم مجانإاا‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وقال السيد وزير المالية د‪.‬محمد الحسين‬

‫ضمن المؤتمر الصإحفي الذي تم عقده في وزارة المالية‪ ،‬بمنإاسبة توقيع أول عقد تأمين صإحي‬
‫للداريين‪ ،‬والذي شمل في المرحلة الولى ‪ 1691‬موظُف من وزارة المالية‪)،‬اعتبارا من اليوم‬
‫فتحنإا باب التأمين الصإحي الذي سيشمل ‪ 750‬ألف عامل بالقطاع الداري‪ ،‬من أصإغر عامل‬
‫إلى أكبر موظُف‪ ،‬فلن يقتصإر المر على المدراء كما قد يعتقد البعض‪ ،‬بل على العكس هدفنإا‬
‫من التأمين الصإحي هو العمال من الفئة الخامسة والرابعة والثالثة انإتهااء بالولى( هذا وذكر‬
‫الحسين )على التوازي تتم دارسة التأمين الصإحي لسر العاملين ولكن تأمين أسر العاملين‬
‫سيكون اختياري‪ ،‬وإن قرار رئاسة مجلس الوزراء واضح‪ ،‬التأمين الصإحي إلزامي بالنإسبة‬
‫للعاملين بالقطاع الداري‪ ،‬واختياري بالنإسبة لسرهم‪ ،‬ونإحن في هذا المجال طلبنإا من المؤسسة‬
‫السورية للتأمين أن تدرس عرضا ا منإافساا‪ ،‬لتقدمه لسر العاملين(‪ .‬هذا وأكد وزير المالية على‬
‫أن فئة المتقاعدين في الحسبان‪ ،‬فهم بأمس الحاجة للرعاية الصإحية ولم تسقطهم الحكومة من‬
‫حساباتها‪ ،‬ولكن قرار رئاسة مجلس الوزراء واضح أن تتم عملية التأمين الصإحي بالتدريج‪ ،‬هذا‬
‫من جهة ومن جهة أخرى أن الغاية من التدريج كي ل يتم إرهاق السورية للتأمين بحجم عمل‬
‫كبير دفعة واحدة‪.‬‬

‫خامساا‪ :‬أسعار برنإامج تاجا للتأمين الصإحي‬

‫من المتعذر إعطاء سعر ثابت لسعار التأمين الصإحي لن ذلك يتوقف على عدة عوامل‬
‫أهمها عمر المؤمن والمراض التي يقوم بالتصإريح عنإها ورغبة المؤمن في إضافة أي‬
‫تغطيات‪ ،‬هذا بالنإسبة للتأمين الفردي يضاف إلى هذه العوامل عدد أفراد العائلة بالنإسبة‬
‫للتأمين العائلي‪ ،‬أما بالنإسبة لتأمين المجموعات فللمؤمن الحرية في إضافة أو حذف أي‬

‫‪http://www.syrian-insurance.com/forms/misc_pages/viewMisc_pages.php?idField=31&p=3 16‬‬
‫تغطية وبشكل عام فإن تكلفة الفرد في تأمين المجموعات تكون دائما أخفض من تكلفته في‬
‫تأمين الفردي أو العائلي وذلك استنإادا إلى القاعدة التأمينإية‪:‬‬

‫زيادة العدد = تغطيات أكبر = أسعار أقل‬

‫انإخفاض العدد = تغطيات اقل = اسعار اكبر‬

‫ومن الممكن إعطاء مثال تقريبي نإموذجي لتكلفة كل نإوع من تغطيات كاملة )داخل المشفى ـ‬
‫مخابر ـ أدوية ـ زيارات الطبيب) ‪ ،‬تأمين فردي العمري بين الـ ‪ 18‬ـ ‪ 35‬السعر يتراوحا‬
‫بين ‪ 12000 – 10.000‬ل‪.‬س سنإوياا‬

‫تأمين عائلي ‪ 4‬أشخاص من شرائح عمرية مختلفة السعر يتراوحا بين ‪37000 – 34000‬‬
‫ل‪.‬س‪ .‬سنإوياا أي أن وسطي تكلفة الفرد بين ‪ 9000 – 8000‬ل‪.‬س سنإوياا‬
‫مشروع تاجا الذي أطلقته المؤسسة العامة للتأمين‬
‫‪17‬‬
‫سادسا ا‪ :‬رسوم توضيحية تبين واقع التأمين الصإحي في سوريا‬

‫‪ 17‬المصإدر مجلة التأمين والمعرفة ‪winter 2010‬‬


‫لقد أظهرنا في هأذا المبحث الجهد الكبير الذي تقوم به الحكومة السورية من أجل رفع مستوى‬
‫الوعي حول التأمين الصحي من خلل إصدار المراسيم وتشجيع الشركات عليه وبذلك نكون‬
‫قد أجبنا على سؤال البحث الثالث )هأل تهتم سوريا بعملية التأمين الصحي ؟(‬
‫الخاتمة‬
‫لقد بدأ الهتمام بموضوع الخدمات الصإحية في الونإة الخيرة في معظُم الدول النإامية ويعتبر‬
‫مقدار الهتمام الذي توليه المجتمعات النإسانإية لهذا الموضوع انإعكاسا لمدى تطورها ويدل في‬
‫الوقت نإفسه على اهتمامها بالفرد‪.‬‬

‫ونإظُراا لقلة الدراسات التي تنإاولت الخدمات الصإحية ‪ ,‬فقد جاء هذا البحث لتسليط الضوء على‬
‫قطاع خدمي مهم وهو التأمين الصإحي كما أظُهر مفهومه وأهدافه وكيفية تطبيقه‪ ,‬وبين أن لنإشاط‬
‫التأمين الصإحي وظُائف ومهام عديدة اجتماعية واقتصإادية ‪ ,‬انإطلقا ا من دوره الهام في حماية‬
‫الفرد بشخصإه باعتباره أهم عامل من عوامل العملية النإتاجية ‪ ,‬وتوفير المن والطمأنإينإة للفرد‬
‫يساهم بزيادة إنإتاجيته مما يؤدي إلى التنإمية والتطور‪.‬‬

‫وأظُهر هذا البحث الهمية الكبرى للتأمين الصإحي في الحفاظُ على صإحة وسلمة العمال‬
‫والموظُفين وكما أظُهر مساهمته بعملية التنإمية القتصإادية والجتماعية‪ ,‬و المكاسب الوطنإية‬
‫المتحققة من نإشر التأمين الصإحي‪ .‬لذلك ل بد من تفعيل برامج التأمين الصإحي وتخصإيص‬
‫المزيد من الموازنإات لدعمه ونإشره ‪ ,‬وزيادة الوعي لدى العمال لهمية التأمين الصإحي في‬
‫حياتهم وخاصإة عمال وموظُفو القطاع العام الذين يعانإون من ضعف في الدخل الذين لن يكونإوا‬
‫وحدهم قادرين على تحمل تكاليف العلجا ‪ ,‬وخاصإة بعد ظُهور التقنإيات الحديثة و تطور‬
‫التكنإولوجيا الطبية والذي انإعكس على أجور الخدمات الصإحية و أصإبحت العمليات جراحية‬
‫الحديثة ذات كلفة عالية‪.‬‬

‫وفي النإهاية أتمنإى أن يكون هذا البحث مفيداا للقراء وبداية لبحاث أخرى مفيدة وجديدة ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الكتب العربية‬

‫‪ (1‬نإوال أقاسم‪ ,‬دور نإشاط التأمين في التنإمية القتصإادية )الجزائر‪:‬جامعة الجزائر‪.(2002 ,‬‬

‫‪ (2‬علي أحمد شاكر‪ ,‬الطار العلمي لنإظُرية التأمين )القاهرة‪:‬كلية التجارة‪.( 1996 ,‬‬

‫‪ (3‬هدى صإليبا شربتجي‪ ,‬تسويق التأمين وتنإمية المهارات والكفاءات التسويقية )حلب‪ :‬جامعة‬

‫حلب‪.(1999 ,‬‬

‫‪ (4‬حربي محمد عريقات ‪,‬التأمين وإدارة الخطر)الردن ‪:‬دار وائل ‪.( 2008,‬‬

‫‪ (5‬عبد الهادي السيد‪ ,‬عقد التأمين حقيقته ومشروعيته )بيروت‪ :‬منإشورات الحلبي‪.( 2003 ,‬‬

‫‪ (6‬عبد الرزاق بن خليف ‪,‬التأمينإات الخاصإة في التشريع الجزائري )الجزائر ‪:‬مطبعة جرد ‪,‬‬
‫‪.(1998‬‬

‫‪ (7‬مجلة التأمين والمعرفة ‪winter 2010‬‬

‫مواقع النترنيت‬
‫‪www.nhif.gov‬‬

‫‪www.misyemen.com‬‬

‫‪www.26sep.net‬‬

‫‪www.v1.searchinsyria.com‬‬

‫‪www.syrian-insurance.com‬‬

You might also like