You are on page 1of 12

‫المحاضر ‪ :‬الرائد تسريات ميلود‬

‫رئيس أركان مجموعة الدرك الوطني بققالمة‬

‫مخطــط‬
‫المحاضـــــرة‬

‫‪ -1‬التمهيـــــــــد‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف بالقانون ‪ 06/22‬المؤرخ في ‪20/12/2006‬‬

‫‪ -3‬تعزيز صلحايات ضباط الشرطة القضائية في ظل القانون ‪06/22‬‬

‫‪ -‬خصوصية بعض أعمال الشرطة القضائية أثناء مرحالة البحاث و التحاري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 4-1‬التبليغات و الشكاوي‪.‬‬
‫‪ 4-2‬المعاينات‪.‬‬
‫‪ 4-3‬استعمال الكلبا البوليسية‪.‬‬
‫‪ 4-4‬رفع البصمات‪.‬‬
‫‪ 4-5‬الستعانة بالفحاوصات المخبرية‪.‬‬
‫‪ 4-6‬اعتراض المراسلت و تسجيل الصوات و التقاط الصور‪.‬‬
‫‪ 4-7‬التسربا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -5‬فعالية المحاقق أثناء البحاث و التحاري‪:‬‬

‫‪ 5-1‬اليمان بعمله‪.‬‬
‫‪ 5-2‬قوة الملحاظة وسرعة البديهة و الخاطر‪.‬‬
‫‪ 5-3‬النشاط و سرعة النجاز‪.‬‬
‫‪ 5-4‬الترتيبا و الدقة‪.‬‬
‫‪ 5-5‬بعد التفكير و الستنتاج‪.‬‬
‫‪ 5-6‬الستعانة بعناصر الشرطة التقنية و العلمية‪.‬‬

‫‪ -6‬بعث الستعلمات القضائية‪.‬‬


‫‪ -7‬الخاتمــــــــة‪.‬‬

‫‪ -1‬التمهيـــــــــــد ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬تكتسي إجراءات الشرطة القضائية أهمية بالغة من حيث مكافحتها للجرام‬
‫إمكانية مساسها بحقوق النسان كما يرتكز عليها بناء التهام على ما تجمعه من استدللت مادية و‬
‫قولية و تهدف أساسا إلى المحافظة على حق المجتمع في أمنه و سلمته و تمهيد الطريق لمعاقبة‬
‫مرتكب الجريمة‬

‫‪ -‬تستمد هذه المرحلة أهميتها من حيث شمولها على مجموعة من الجراءات تتخللها بعض‬
‫العمال التي من شانها أن تمس بحقوق الشخاص و التأثير على حرياتهم الساسية و ذلك من خلل‬
‫ممارسة التحريات الولية في الجرائم قصد نفض الغبار عنها و القبض على مرتكبيها و تقديمهم إلى‬
‫العدالة ‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬إن هذه العمال تساعد بشكل مباشر في الحفاظ على سلمة المجتمع و أمنه‬
‫تطهيره من الجرام الذي يهدد كيانه و خاصة الجرائم المستحدثة‪ ،‬أن البحث والتحري يحتمل فيه‬
‫المساس بحقوق الشخاص لما لممارسيه من مسؤولية ملقاة على عاتقهم تكلفهم بحماية المجتمع من‬
‫جميع أشكال الجرام الذي أصبح يمارسه أشخاص يتفننون في ارتكابه بوسائل تكنولوجية حديثة من‬
‫حيث التنظيم و التخطيط قبل التيان عليه و لبلوغ هذه الغاية عمد المشرع الجزائري إلى إصدار بعض‬
‫الستثناءات التي تحد من حرية الشخاص و منعهم في بعض الحيان من ممارسة حقوقهم الواردة في‬
‫الدستور‪ ،‬إل انه جعل لهذه الستثناءات ضوابط و آليات لتجسيد الحقوق المقررة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬التعريف بالقانون ‪ 06/22‬المؤرخ في ‪ 20/12/2006‬المعدل و المتمم لقانون‬
‫الجاراءات الجازائية‪:‬‬

‫‪ -‬يندرج القانون ‪ 06/22‬في إطار مسعى إصلحا العدالة فيما يخص مراجعة القوانين‬
‫الساسية و كذا مطابقة أحكام قانون الجراءات الجزائية مع التفاقيات و المواثيق الدولية ذات الصلة‬
‫بحقوق النسان و التي صادقت عليها الجزائر ‪ ،‬كما يهدف أيضا ضمان الفعالية في معالجة القضايا‬
‫المتعلقة بالجرام الخطير بإدراج قواعد جديدة توسع من دائرة اختصاص القضاة و ضباط الشرطة‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -(01‬حماية الحريات الفردية عن طريق مراقبة أعمال الشرطة القضائية من طرف القضاة‬
‫يتلخص ذلك بإلزام وكيل الجمهورية زيارة أماكن التوقيف للنظر مرة واحدة كل ثلثة أشهر على‬
‫القل‪.‬‬
‫‪ -(02‬وضع تدابير لفائدة الشاكي و ضحايا الجرائم بإلزام وكيل الجمهورية إعلمهم بمقرر حفظ‬
‫الجراءات ‪.‬‬
‫‪ -(03‬وضع إجراءات جديدة تسمح بمكافحة الجرام الخطير الذي من خلله تمنح لضباط الشرطة‬
‫القضائية صلحيات أوسع في مجال البحث و التحري كالتسرب و اعتراض المراسلت و تسجيل‬
‫الكلم و اخذ الصور ولسيما أثناء التحقيق في جرائم المخدرات و الجريمة المنظمة و الجرائم الماسة‬
‫بأنظمة المعالجة اللية للمعطيات و جرائم تبييض الموال و كذا الجرائم المتعلقة بالتشريع الخاص‬
‫بالصرف و حركة رؤوس الموال من و إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ -3‬تعزيز صلحايات ضباط الشرطة القضائية و للقضاة في ظل القانون رقم ‪06/22‬‬
‫المعدل لقانون الجاراءات الجازائية‪:‬‬

‫لقد منح القانون المعدل عدة صلحيات لضباط الشرطة القضائية و القضاة في إطار‬
‫ممارسة مهامهم بعدة أثناء مرحلة البحث و التحري نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬إلزام وكيل الجمهورية بزيارة أماكن التوقيف للنظر في أي وقت يرى ذلك ضروري و مرة على‬
‫القل كل ثلثة أشهر إضافة إلى منحه صلحيات بصفة ضابط شرطة قضائية) المادة ‪.(36‬‬
‫‪ -2‬إعادة النظر في تمديد التوقيف للنظر على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬مرتين إذا تعلق المر بالعتداء على امن الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ثلث مرات إذا تعلق المر بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية و جرائم‬
‫تبييض الموال و الجرائم المتعلقة بالتشريع و الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة مرات إذا تعلق المر بجرائم موصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية‪.‬‬
‫‪ -3‬السماحا باستعمال القوة العمومية من طرف ضباط الشرطة القضائية اتجاه الشخاص الذين وجهت‬
‫لهم استدعائين على القل و لم يمتثلوا لهذا الجراء و ذلك بعد الحصول على إذن مسبق من وكيل‬
‫الجمهورية المختص ) المادة ‪.(01- 65‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -4‬توسيع اختصاص ضابط الشرطة القضائية إلى كامل التراب الوطني ما لم يعترض و كيل‬
‫الجمهورية المختص على ذلك في مراقبة الشخاص أو الموال أو المتحصلت من ارتكاب جرائم‬
‫متعلقة بالمخدرات و الجريمة المنظمة عبر الوطنية و جرائم المعالجة اللية للمعطيات و جرائم‬
‫تبييض الموال و تمويل الرهاب و الجرائم المتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف ) المادة ‪ 16‬و ‪16‬‬
‫مكرر (‪.‬‬
‫‪ -5‬السماحا باللجوء إلى ممارسات لتقنيات جديدة تعطي لضباط الشرطة القضائية صلحيات أوسع في‬
‫مجال تفتيش و مراقبة الشخاص‪ ،‬الشياء و الموال ) المواد ‪ 47 -44‬و ‪ 47‬مكرر(‪.‬‬

‫إضافة إلى المهام التقليدية لعوان و ضباط الشرطة القضائية منح القانون مهام جديدة‬
‫للشرطة القضائية تتمثل في اعتراض المراسلت و تسجيل الصوات و التقاط الصور و كذا التسرب )‬
‫المواد ‪ 65‬مكرر إلى ‪ 65‬مكرر ‪.(18‬‬

‫‪ -4‬خصوصية بعض أعمال الشرطة القضائية أثناء مرحالة البحاث و التحاري‪:‬‬

‫أ‪ -‬التبليغات و الشكاوي‪:‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬لقد أشار المشرع الجزائري في قانون الجراءات الجزائية من خلل المادتين ‪17‬‬
‫‪ 36‬على أن ضباط الشرطة القضائية يباشرون سلطاتهم المتمثلة في البحث و التحري في الجرائم‬
‫و‬ ‫المقررة في قانون العقوبات و جمع الدلة عنها و البحث عن مرتكبيها و يتلقون الشكاوي‬
‫البلغاات‪.‬‬

‫حيث أن التبليغ هو قيام شخص غاير متضرر من جريمة ما بإخطار وكيل الجمهورية أو‬
‫أعضاء الشرطة القضائية المختصين عن وقوعها‪.‬‬

‫أن الشكوى ل تختلف عن التبليغ كثيرا فهي عبارة عن تبليغ لكن يصدر عن الضحية أي‬
‫الشخص المتضرر من الجريمة حيث أن الشاكي يكون طرفا في القضية بصفته ضحية‪ ،‬أما المبلغ‬
‫فيعتبر في اغالب الحيان شاهدا‪.‬‬

‫الشاكي عادة ما يكون مضطربا نفسيا لما سببت له الجريمة المقترفة ضده و بالتالي يجب ان‬
‫يعامل بلطف و هدوء و أن ل يتأثر المحقق ببعض ردود أفعاله محافظة على صحته النفسية كما يجب‬
‫على المحقق طمأنته و إقناعه بأن القانون سيأخذ مجراه اتجاه الشخص الذي يتهمه ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و بضبط النفس مع الشاكي خاصة يمكننا أن نحافظ على حقوقه بأن نتجاوز ردود أفعاله‬
‫الهمجية التي من شأنها المساس بحرمته الخاصة كما يمكننا كسب ثقته و بالتالي اللمام بجميع العناصر‬
‫التي تمكننا من ضبط المشتبه فيهم و تقديمهم الى العدالة و خاصة اذا كانت الجريمة المقترفة معقدة و‬
‫تتعلق بعدة أشخاص و تتميز بحيثياتها باستعمال تقنيات حديثة في ارتكابها ‪.‬‬

‫إن الشكوى أو البلغ تعتبر إشارة انطلق لممارسة إجراءات الشرطة القضائية لذا يجب‬
‫الهتمام الجدي بالشاكي و محاولة استنتاج ظروف الجريمة من التصريح الذي يدلي به و استفسار‬
‫الضحية أو المبلغ عن جميع التساؤلت التي يمكنها أن تحوم حول تفكير المحقق حتى نتجنب استدعائه‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬إل إذا ظهرت مستجدات في القضية موضوع الشكوى ‪.‬‬

‫ب‪ /‬المعاينات‪:‬‬

‫و‬ ‫يقصد بالمعاينات لغة ) المناظرة و المشاهدة( ‪ ،‬أما اصطلحا فهي إثبات مباشر‬
‫و‬ ‫مادي لحالة الشخاص و الشياء و المكنة ذات صلة بالواقعة و يكون ذلك من خلل رؤيتها‬
‫فحصها مباشرة ‪ ،‬تعد المعاينات من الجراءات التي ينفذها ضباط الشرطة القضائية بمساعدة أعوانهم‬
‫أثناء التحريات الوالية و قد نص عليها قانون الجراءات الجزائية في المادة ‪ 12‬منه ‪.‬‬

‫إن هذا الجراء يكتسي أهمية بالغة من حيث إثبات الواقعة و يعد عصب التحقيق الجنائي و‬
‫دعامته و عماده بإعطائه صورة صحيحة و واقعية لمكان الجريمة و ما يتصل بها من ماديات و أثار و‬
‫يسمى مكان وقوع الجريمة ) مسرح الجاريمة( و يسميه خبراء البحث الجنائي )الشاهد الصامت( كما‬
‫أن الخطاء التي يقع فيها المحقق في مسرحا الجريمة ل يمكن تصحيحها و تؤدي غاالبا إلى فشله في‬
‫كشف غاموض الحادث و بالتالي عدم التوصل إلى فاعله ‪.‬‬

‫يلجأ المجرم في ارتكاب جريمته إلى العديد من طرق الحتيال لخفاء أي اثر يدل عليه‬
‫أو يكشفه و من هنا تعظم مهمة المحقق و يفرض عليه الستعانة بالخبراء و الجهزة العلمية الحديثة‬
‫لكشف أي اثر مادي يخلفه المجرم‪.‬‬

‫ج‪/‬استعمال الكلب البوليسية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫إن استخدام الكلب البوليسية في التحقيقات القضائية اقره الفقه و استقرت عليه النظمة في‬
‫الدول الحديثة تماشيا مع تطورات الجرام إل أنه مقيد بضوابط تحول دون المساس بكرامة النسان‬
‫كعدم إدانة أي شخص بناءا على استعراف الكلب البوليسي لنه يعتبر مجرد دليل يعزز باقي الدلئل‬
‫المحصل عليها‪.‬‬

‫د‪ /‬رفـــع البصــمــات ‪:‬‬

‫إن استغلل البصمات من طرف أعضاء الشرطة القضائية تعد أسلوبا علميا حديثا للكشف‬
‫عن المجرم و لسيما بعد إدراج هذا السلوب ضمن تقنيات العلم اللي تماشيا مع تطورات الجرام‬
‫إل انه يجب أن يكون بكيفية صحيحة تسمح باستغلل البصمات المرفوعة من مسرحا الجريمة و‬
‫مقارنتها بتلك البصمات المأخوذة للشخاص المشتبه في ارتكابهم للجريمة و تفاديا لخدش كرامة‬
‫النسان يجب أن يكون اخذ بصمات الشخاص بالقدر الدنى و الضروري لمساعدة المحقق‪ ،‬حيث أن‬
‫كل شخص تؤخذ بصماته بعد وقوع الجريمة يصبح في نظر العامة مشتبه فيه مما يؤثر على كرامته‬
‫الشخصية و من جانب أخر و بغية التوصل إلى مرتكبي الجرائم يجب تغليب المصلحة العامة‬
‫) ضرورة التعرف على مرتكب الجريمة على المصلحة الخاصة المتمثلة في حماية الفراد (‪ ،‬وهذا ما‬
‫أقرته الساليب الحديثة في التحقيقات الجنائية‪.‬‬

‫هـ‪ /‬الستعانة بالفحاوصات المخبرية ‪:‬‬

‫إن المجرم عادة ما يخلف أثار بمسرحا الجريمة يرفعها المحقق لعرضها على الفحص‬
‫المخبري و من بين هذه الثار المرفوعة ) بقع دم – البول – الشعر – اللعاب – الحيوان المنوي‪.(...‬‬

‫إن الفحص الدقيق لهذه الثار من شأنه أن يساعد في التعرف على مقترف الجريمة و‬
‫بالتالي تسهيل مهمة المحقق لجمع اكبر عدد ممكن من أدلة الثبات لدانة المشتبه فيه و بالتالي توجيهه‬
‫التهمة من طرف السلطات القضائية المختصة‪.‬‬

‫إن قيادة الدرك الوطني عززت هذا الجانب بمشاريع جديدة من أهمها مشروع انجاز المعهد‬
‫الوطني للدلة الجنائية وعلم الجرام للدرك الوطني الذي يمل الفراغ لمحالة في ميدان البحث العلمي‬
‫المني الهادف إلى مكافحة الجريمة و مساعدة أعمال الشرطة القضائية باعتباره مركزا للتفكير و‬
‫تحليل للمعلومات المنية المتعلقة بتطور الجرام بكل أشكاله و ملتقى للتعاون مع أجهزة المن الخرى‬
‫و الجامعات و جهاز القضاء و تبادل الخبرات فيما بينها‪ ،‬كما يمثل قطبا لجلب المختصين و الخبراء في‬
‫ميدان الشرطة القضائية و بالتالي يكون مؤسسة و طنية تنصهر فيها النظريات العلمية و تجارب‬
‫الميدان التي تتجسد بمناهج دراسية متطورة و متخصصة ترفع كفاءة أعضاء الشرطة القضائية نظريا‬
‫و ميدانيا في ميدان مكافحة الجرام‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كما عززت قيادة الدرك الوطني مراكز و مدارس التكوين بإنشاء مدرسة للشرطة القضائية‬
‫بغية مسايرة تطور الجرام و الدخول في الحترافية لعضاء الشرطة القضائية‪.‬‬

‫و ‪ /‬اعتراض المراسلت و تسجايل الصوات و التقاط الصور‪:‬‬

‫قد تضطر الشرطة القضائية لستعمال كاميرات خفية أو أجهزة تصنت لكن يجب أن يكون‬
‫ذلك في إطار احترام الشرعية الجرائية حفاظا على كرامة الحياة الخاصة للنسان كما يمكن لضابط‬
‫الشرطة القضائية تصوير جسم ومكان الجريمة بشكلها العام في إطار ممارسة مهامه لكنه يمنع من‬
‫الطلع أو تسجيل المكالمات أو الحاديث الخاصة إل بإذن مسبق من طرف السلطات القضائية وفق‬
‫ما ينص عليه الدستور في مادته ‪ " 39‬على انه ل يجاوز انتهاك حارمة حاياة المواطن الخاصة و حارمة‬
‫شرفه ويحاميها القانون وسرية المراسلت و التصالت الخاصة بكل أشكالها مضمونة"‪.‬‬

‫إن سير مفعول هذه المادة ليس مطلقا بل تدخل عليه بعض الستثناءات عن طريق تشريع‬
‫قواعد إجرائية تعمد على تقييد هذه الحرمة من اجل الحفاظ على المصلحة العامة للمجتمع و أمنه و‬
‫سلمته و هذا لجل حسن سير التحريات و التحقيقات القضائية كل هذه القواعد نظمها القانون ‪06/22‬‬
‫حيث انه منح للشرطة القضائية حق اعتراض المراسلت التي تتم عن طريق وسائل التصال السلكية‬
‫و اللسلكية ووضع ترتيبات تقنية دون موافقة المعنيين من اجل التقاط الصور و تثبيت و بث و تسجيل‬
‫الكلم المتفوه به بصفة خاصة أو سرية من طرف شخص أو عدة أشخاص في أماكن عامة أو خاصة‪.‬‬

‫تنفذ هذه الجراءات بموجب إذن من وكيل الجمهورية و يخص فقط التحري في الجريمة‬
‫المتلبس بها أو التحقيق البتدائي الخاصة بالجرائم المتعلقة بالمخدرات ‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الوطنية‬
‫و الجرائم المتعلقة‬ ‫و جرائم المعالجة اللية للمعطيات و جرائم تبييض الموال و تمويل الرهاب‬
‫بالتشريع و الصرف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إن الذن المسلم من طرف وكيل الجمهورية لغرض وضع الترتيبات التقنية يسمح‬
‫بالدخول إلى المحلت السكنية أو غايرها خارج المواعيد القانونية و بغير علم أو رضى الشخاص‬
‫الذين لهم الحق على تلك الماكن و ذلك تحت المراقبة المباشرة لوكيل الجمهورية المختص و في حالة‬
‫فتح تحقيق قضائي يتم بناءا على إذن من قاضي التحقيق و تحت مراقبته المباشرة‪.‬‬

‫يسلم الذن سواء الممنوحا من طرف وكيل الجمهورية او قاضي التحقيق لمدة أقصاها‬
‫أربعة )‪ (04‬أشهر قابلة للتجديد حسب مقتضيات التحري أو التحقيق‪.‬‬

‫يؤهل الذن المشار إليه ضباط الشرطة القضائية تسخير كل عون مؤهل لدى مصلحة او‬
‫وحدة او هيئة عمومية او خاصة مكلفة بالمواصلت السلكية و اللسلكية للتكفل بالجوانب التقنية‬
‫للعمليات‪ ،‬وكذا مترجم لترجمة المكالمات التي تتم باللغات الجنبية كما يلزم القانون ضابط الشرطة‬
‫القضائية المأذون له بإجراء هذه العمليات تحرير محضر عن كل عملية اعتراض و تسجيل‬
‫المراسلت و كذا عن عمليات وضع الترتيبات التقنية و اللتقاط و التثبيت و التسجيل الصوتي او‬
‫السمعي البصري كما يجب عـــلى ضابط الشرطة القضائية و صف او نسخ المراسلت او الصور‬
‫او المحادثات المسجلة و المفيدة في إظهار الحقيقة على محضر يودع بملف القضية‪.‬‬
‫ي‪ /‬التسرب ‪:‬‬

‫لقد منح القانون ‪ 06/22‬ضباط و أعوان الشرطة القضائية إمكانية استعمال التسرب في‬
‫و أعوان‬ ‫المواد من ‪ 65‬مكرر ‪ 1‬الى ‪ 65‬مكرر ‪ 18‬كما عرف التسرب على انه قيام ضباط‬
‫الشرطة القضائية تحت مسؤولية ضابط شرطة قضائية المكلف بتنسيق العملية بمراقبة الشخاص‬
‫المشتبه في ارتكابهم جناية او جنحة بإيهامهم بأنه فاعل معهم او شريك لهم او خاف‪.‬‬

‫يجوز لوكيل الجمهورية او قاضي التحقيق بعد إخطار وكيل الجمهورية أن يأذن تحت‬
‫رقابته حسب الحالة بمباشرة عملية التسرب اذا اقتضت ضرورات التحري في الجريمة المتلبس بها او‬
‫التحقيق البتدائي في جرائم المخدرات او الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية او الجرائم‬
‫الماسة بأنظمة المعالجة اللية للمعطيات او جرائم تبييض الموال او الرهاب او الجرائم المتعلقة‬
‫بالتشريع الخاص بالصرف و كذا جرائم الفساد‪.‬‬

‫يسمح القانون لضابط او لعون الشرطة القضائية أن يستعمل لهذا الغرض هوية مستعارة‬
‫وان يرتكب عند الضرورة العمال التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اقتناء او حيازة او نقل او تسليم او إعطاء مواد أو أموال او منتوجات او وثائق او‬
‫معلومات متحصل عليها من ارتكاب الجرائم او المستعملة في ارتكابها‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال أو وضع تحت تصرف مرتكبي الجرائم الوسائل ذات الطابع القانوني او‬
‫المالي و كذا وسائل النقل و التخزين أو اليداع أو الحفظ أو التصال‪.‬‬

‫‪ -‬إن عملية التسرب تخضع تحت طائلة البطلن لذن كتابي من طرف وكيل‬
‫الجمهورية او قاضي التحقيق حسب الحالة تذكر فيه الجريمة التي تبرر اللجوء إلى هذا الجراء‬
‫وهوية ضابط الشرطة القضائية التي تتم العملية تحت مسؤوليته و يحرر بهذا الذن مدة عملية‬
‫‪8‬‬
‫التسرب و التي ليمكن أن تتجاوز أربعة )‪ (04‬أشهر و يمكن تجديدها حسب مقتضيات التحري و‬
‫التحقيق كما يجوز للقاضي الذي رخص بها ان يأمر في أي وقت بوقفها قبل انقضاء المدة المحددة‬
‫و تودع الرخصة في ملف الجراءات بعد النتهاء من عملية التسرب ‪.‬‬

‫إذا تقرر وقف العملية أو عند انقضاء المهلة المحددة في رخصة التسرب و في حالة‬
‫عدم تمديديها يمكن للعون المتسرب مواصلة المهمة للوقت الضروري الباقي لتوقيف عمليات‬
‫المراقبة في ظروف تضمن أمنه دون أن يكون مسؤول جزائيا على أن يتجاوز ذلك مدة أربعة ‪04‬‬
‫أشهر و إذا انقضت مدة أربعة أشهر دون أن يتمكن العون المتسرب من توقيف نشاطه في ظروف‬
‫تضمن أمنه يجب إخبار القاضي المرخص الذي يستطيع ان يرخص بتمديدها لمدة أربعة أشهر‬
‫أخرى على الكثر‪ ،‬للشارة فإنه يجوز سماع ضابط الشرطة القضائية الذي تجري العملية تحت‬
‫مسؤوليته دون سواه لوضعه شاهد عن العملية ‪ ،‬كما يرتب القانون عقوبات جزائية على كل من‬
‫يكشف هوية ضابط أو أعوان الشرطة القضائية الذين باشروا عملية التسرب تحت هوية مستعارة‬
‫في أي مرحلة من مراحل الجراءات ) المادة ‪ 65‬مكرر ‪.(16‬‬

‫يحرر ضابط الشرطة القضائية المكلف بتنسيق عملية التسرب تقريرا يتضمن‬
‫العناصر الضرورية لمعاينة الجرائم غاير تلك التي قد تعرض للخطر امن الضابط أو العون‬
‫المتسرب او الشخاص المسخرين طبقا للمادة ‪ 65‬مكرر ‪ 14‬من القانون ‪ 06/26‬المعدل المتمم‬
‫لقانون الجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫و‬ ‫ان عملية التسرب اجراء خطير يتطلب اتخاذ كثيرا من الحيطة و الحذر‬
‫اختيار أفضل العناصر التي تقوم به في ظل السرية التامة حتى على اقرب الشخاص و على‬
‫ضابط الشرطة القضائية الذي تجري تحت مسؤوليته عملية التسرب اخذ كل الحتياطات اللزمة‬
‫لنجاحا العملية في سرية مطلقة‪.‬‬

‫ملحاظة‪ :‬لم يتم التطرق إلى بعض الجراءات الخرى التي تدخل ضمن صلحيات‬
‫ضباط الشرطة القضائية أثناء مرحلة البحث و التحري و هذا من أجل عدم التداخل في بعض‬
‫محاضرات و التي تتضمن شرحا مفصل لهذه الجراءات و ذلك حسب برنامج المعد من قبل‬
‫المشرفين على هذا اليوم الدراسي‪.‬‬

‫‪ -(4‬فعالية المحاقق أثناء البحاث و التحاري‪:‬‬


‫يلعب المحقق دور هام في نجاحا مرحلة البحث و التحري لذا يجب ان تتوفر فيه عدة‬
‫صفات ذاتية من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬اليمان بعمله‪ :‬يجب ان ل يلتمس في نفسه اتجاها معينا يرضي به طرفا في الدعوى)أي أن‬
‫يكون نزيها(‪.‬‬
‫قوة الملحاظة و سرعة البديهة و الخاطر ‪ :‬المقصود بقوة الملحظة هي المعرفة الدقيقة‬ ‫‪-2‬‬
‫لحقيقة أمر أدركته إحدى حواسه‪ ،‬مع ما يحيط به من الظروف وهي المعرفة السريعة لتفاصيل‬
‫الشياء التي تقع تحت إحدى حواسه فلكل صغيرة دللتها و أهميتها في إظهار الحقيقة و إزالة‬
‫‪9‬‬
‫الستار عن كل ما هو خفي وغاامض فقوة الملحظة تتطلب شدة اللتفات لتفاصيل الشياء و‬
‫العتقاد الدائم بأنه ل توجد جريمة كاملة و أن المجرم عادة ما يحوم حول مكان جريمته‪ .‬و‬
‫المقصود بسرعة البديهة و الخاطر انه كل ما يلحظ من أشياء ل بد أن يربطها بالحادث و‬
‫الدوات و اللت المضبوطة وغاير ذلك من عناصر الواقعة و أن يترجم ذلك الى نتائج‪.‬‬

‫النشاط وسرعة النجااز ‪ :‬المحقق في صراع مع الزمن و كلما كان عمله يتميز بالنشاط و‬ ‫‪-3‬‬
‫الحركة السريعة كلما أدى ذلك إلى نجاحه في كشف غاموض الحادث و ضبط فاعله بسرعة إذ‬
‫و يكمن‬ ‫أن التباطؤ يتيح الفرصة للمشتبه فيه من اجل الهروب و إخفاء معالم جريمته‬
‫النشاط و السرعة في‪:‬‬

‫سرعة النتقال الى مسرحا الجريمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫السيطرة على مسرحا الجريمة اي الحفاظ عليه كما تركه الجاني وعلى عناصره الخرى من‬ ‫‪-‬‬
‫مبلغين و شهود و أثار أخرى‪.‬‬
‫سرعة سؤال الشاهد و مناقشته حتى ل ينسى او تختلط بفكره وقائع أخرى ل صلة لها بالحادث‬ ‫‪-‬‬
‫وحتى ل يتعرض لتأثير خارجي من المشتبه فيهم او أهاليهم او عشيرتهم او غاير ذلك‪.‬‬
‫سرعة انجاز التحقيق حتى يتسنى للجهات القضائية متابعته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سرعة إخطار الخبراء حتى لتضيع و تتلف معالم الجريمة او أثارها و بالتالي يصعب رفعها‬ ‫‪-‬‬
‫و التعامل معها‪.‬‬
‫ان يكون المحقق ملما ببعض اللغات الجنبية و كتوم و محافظ على إسرار التحقيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -04‬ان يتمير بالترتيب و الدقة و التأني‪:‬‬

‫يجب عليه فحص كل التفاصيل و الجزئيات الخاصة بالقضية و تحري صحتها ل‬


‫مجرد الخذ بالمظاهر العامة و من مقتضيات الدقة التأني الذي ل يعني أبدا البطء او التعجيل و إنما‬
‫السير في التحقيق حسب الهمية مع ترتيب اجراءات التحقيق ترتيبا منطقيا و ل يهمل او يترك‬
‫أي شيء مهما كان صغيرا او تافها في نظره ال و قام بإثباته و حدد أهميته‪.‬‬

‫‪ -05‬بعد التفكير و القدرة على الستنتاج ‪:‬‬

‫و‬ ‫ان دراسة أسلوب ارتكاب الجريمة تساعد في الكشف عن تخطيط الفاعل‬
‫شركائه في كيفية تنفيذ فعلهم الجرامي و بالتالي يستطيع المحقق تحديد الجرائم المماثلة التي هي‬
‫قضايا للمتابعة و التي ارتكبت بنفس السلوب الجرامي حتى ينفض عليها الغبار و يتعرف على‬
‫فاعلها‪ ،‬كما ان حسن مناقشة المشتبه فيهم تساعد في الكشف عن الجرائم المستقبلية المحتملة و التي‬
‫تمكن من تحضير الوسائل المادية و البشرية للتصدي لها و الحد من مخاطرها‪.‬‬

‫‪ -06‬الستعانة بعناصر الشرطة التقنية و العلمية‪:‬‬


‫من فوائد هذه العملية‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫التمكن من استرجاع مسرحا الجريمة أي العودة إليه كلما أراد المحقق ذلك بمشاهدة الصور‬ ‫‪-‬‬
‫الملتقطة او شريط الفيديو‪.‬‬
‫تمنح للمحقق فرصة التركيز على مكان معين من مسرحا الجريمة لفحص و تمحيص دليل‬ ‫‪-‬‬
‫معين‪.‬‬
‫تمكن من لم يقم بحضور المعاينة من المحققين من الطلع على مسرحا الجريمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الستعانة بها كدليل مدعم للمحاضر المحررة أمام المحاكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القيام برسم صورة تقريبية للمشتبه فيه حسب الوصاف التي أمدها الشهود او الضحايا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمع الثار بمسرحا الجريمة و القيام بتحليلها لتحديد ظروف الجريمة و بالتالي يتمكن المحقق‬ ‫‪-‬‬
‫من التوصل لمعرفة هوية المشتبه فيهم‪.‬‬
‫رفع البصمات و مقارنتها بتلك المخزنة في بنك المعلومات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ /06‬بعث الستعلمات القضائية ‪:‬‬


‫تعد الستعلمات القضائية الركيزة الساسية التي يبنى عليها نجاحا و فعالية البحث و‬
‫التحري‪ ،‬فالبحث عن هذه الستعلمات هو واجب كل محقق أثناء إدارته او مشاركته في سير‬
‫الجراءات القضائية‪.‬‬

‫بحكم النتشار الواسع للجهزة المنية يمكنها من التقاط الستعلمات القضائية التي‬
‫يجب ان تفحص و تستغل أحسن استغلل للوقاية من الجريمة او القضاء عليها في مهدها‪.‬‬

‫‪ /07‬الخاتــــمـــة‪:‬‬
‫إن اعتماد الجرام على التخطيط و التنفيذ المنهجي أدى إلى السير بسرعة نحو‬
‫تطور الجرام وجعله أكثر خطورة مما يضاعف من أعباء مصالح المن التي يجب أن‬
‫تتهيأ و تعد لهذه المرحلة ميكانيزمات و آليات ذات فعالية سواء من حيث العنصر البشري‬
‫او المادي كما يجب تبادل الخبرات مع الدول الخرى بما أن الجرام أصبح عابر للحدود‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫و من اجل ضمان إدارة فعالة لساليب البحث و التحري يتعين ربطها‬


‫بالحترافية و التفتح على الجامعات و مراكز البحث و عصرنة الجهزة و الدوات‬
‫المساعدة للشرطة القضائية و ربط التكوين بالخبرات و التجارب الميدانية إضافة إلى‬
‫المساعدة القانونية المتبادلة بين الدول و تعزيز التعاون بين أجهزتها المنية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫و شكـــــرا‬

‫‪12‬‬

You might also like