You are on page 1of 63

‫وزراة التعليم العايل و البحث العلمي‬

‫جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‬

‫كلية الشريعة و االقتصاد‬


‫قسم الشـريعة و القـانون‬

‫مطبوعة موجهة لطلبة نظام ل ‪.‬م‪.‬د شريعة و قانون‬


‫و حقوق االنسان‬

‫مقياس قانون اإلجراءات الجزائية‬


‫إعداد ‪:‬أ‪ -‬بغانة عبد السالم‬

‫‪ -‬السداسي السادس ‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2015-2014‬‬

‫‪1‬‬
‫التعريف بإإلجراءات الجزائية والنظم اإلجرائية‬

‫أولا‪ :‬التعريف بقانون اإلجراءات الجزائية‪:‬‬


‫تعترب اإلجراءات اجلزائية جمموعة من القواعد الشكلية اليت هتدف إىل قمع اجلرمية ومتابعة اجملرمني‪ .‬وهتتم‬
‫بالبحث ومعاينة اجلرمية‪ ،‬ومجع األدلة حوهلا‪ ،‬كما هتدف إىل تنظيم السلطات واحملاكم اجلزائية وتبيان األشكال‬
‫والطرق الواجب اختاذها أمام هذه السلطات واجلهات القضائية‪. 1‬‬
‫فهي تبني كيفيات السري يف الدعوى اجلزائية ابتداء من وقوع اجلرمية إىل غاية صدور احلكم اجلزائي وطرق‬
‫الطعن فيه‪.‬‬
‫ومن هنا فإن اإلجراءات اجلزائية حتتل مركزاً هاماً يف النظام القانوين ويبني ذلك من ميزتني أساسيتني‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اإلجراءات اجلزائية ال ميكن االستغناء عنها بالنسبة لقانون العقوبات فاجملرم ال ميكن‬

‫أن تطبق بشأنه أي عقوبة بشكل تلقائي جملرد أنه ارتكب اجلرمية‪ .‬بل يقتضي األمر إتباع إجراءات حمددة‬
‫منصوص عليها يف القانون للحكم بإدانته‪.‬‬
‫‪ -2‬على خالف اإلجراءات املدنية اليت غالباً ما يتضمن موضوع النزاع املطالبة بتعويضات‬

‫اجلرمية من جهة‬ ‫بارتكا‬ ‫مالية‪ ،‬فإن موضوع النزاع يف اإلجراءات اجلزائية يتعلق مبصلحة اجملتمع اليت مس‬
‫وبشرف وحرية وأحياناً حياة الفرد من جهة أخرى‪.‬‬
‫إذاً فقانون اإلجراءات اجلزائية يرعى مصلحتني‪ :‬مصلحة اجملتمع يف معاقبة اجملرم نظراً العتدائه على أمن‬
‫واستقرار اجملتمع‪ ،‬ومصلحة املتهم يف ضمان حقه يف الدفاع عن نفسه حىت يتمكن من إثبات براءته‪ .‬وهو‬
‫بذل ك يهدف للوصول إىل احلقيقة‪ ،‬دون التعدي على احلرية الفدية لإلنسان ويف هذا املعىن يقال‪ .‬بأن قانون‬
‫العقوبات هو قانون اجملرمني بينما قانون اإلجراءات قانون الشرفاء‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬األنظمة المختلفة لإلجراءات الجزائية‪:‬‬


‫عرف اإلجراءات اجلزائية منذ نشأهتا تطوراً بتطور احلياة االجتماعية والسياسية داخل الدولة باعتبار هذه‬
‫اإلجراءات ذات صلة وثيقة باألمن والنظام يف الدولة وحرية األفراد‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد فقد ظهر نظامان أساسيان يف اإلجراءات اجلزائية مها‪ :‬النظام االهتامي ونظام التحري‬
‫والتنقيب‪.2‬‬

‫‪ 1‬موالي ملياين بغدادي ‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1992،‬ص‪9‬‬
‫‪ 2‬حممد صبحي حممد جنم ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪، 1988،‬ص ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬النظام التهامي(‪:)système accusatoire‬‬

‫يعترب هذا النظام أقدم األنظمة اليت عرفتها البشرية يف عصورها األوىل فقد كان سائدا يف العديد من‬
‫التشريعات القدمية كالشريعة الفرعونية و البونانية و الرومانية و اجلرمانية ‪ ،1‬وميتاز هذا النظام بأن الدعوى فيه‬
‫منافسة بني خصمني مها املدعي واملدعى عليه‪ ،‬إذ كان هو االهتام حقاً خالصاً للمضرور من اجلرمية يباشره‬
‫بنفسه وال يباشره عنه غريه‪ .‬وميتاز هذا النظام باخلصائص التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عبء االهتام للمجين عليه أو املضرور من اجلرمية أو ملن شاهد اجلرمية‪ ،‬فا تتدخل‬
‫السلطات العامة يف االهتام ومجع األدلة‪ ،‬إذ مل تكن النيابة العامة موجودة‪.‬‬
‫يفصل يف اخلصومة اجلنائية قاضي يعد مبثابة حكم خيتاره الطرفان يف بعض األحيان أو‬ ‫‪-‬‬
‫يرتك أمر اختياره لتقاليد معينة يف أحوال أخرى‪ .‬ويوصف دور القاضي يف الدعوى يف هذا النظام بانه على‬
‫احلياد ميثل يف إدارة اجللسة و تلخيص موضوع الدعوى‪ ،‬و من مثة يعد دور القاضي دوراً سلبياً إذ يكتفي‬
‫باملوازنة بني اإلدانة املقدمة من طرف األطراف فقط‪.‬‬

‫ج‪ -‬يغلب على إجراءات الدعوى طابع الشفهية والعلنية واحلضورية يف مواجهة اخلصوم‪ ،‬كما يكفل هذا‬
‫النظام ضمانات احلماية وحرية الدفاع للمتهم‪ .‬فهناك تساو تام بني الدفاع واالهتام‪.2‬‬
‫إن آثار النظام االهتامي ال تزال قائمة إىل اليوم يف بعض الشرائع اجلزائية املعاصرة‪ ،‬خاصة يف تشريعات‬
‫الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬و إجنلرتا‪.‬‬
‫ففي إجنلرتا مثال يقع على اجملين عليه عبء حتريك الدعوى اجلنائية‪ ،‬غري أنه يوجد مع ذلك نائب عام ميثل‬
‫اجملتمع يف مباشره الدعوى كم ا ينو عنه وكيل الدعاوي العام‪ ،‬لكنه ال يتدخل إال يف القضايا اخلطرية‪ .‬أو‬
‫تلك اليت يتخلى عنها اجملين عليه ألسبا مادية‪.‬‬
‫وهبذا تفا دى النظام اإلجنليزي عيب النظام االهتامي الذي يرتك أمر رفع االهتام ملطلق حرية الفرد الذي قد‬
‫يتخلى عن ذلك لكونه ضعيف اجلانب كما أن عملية البحث عن األدلة عمليه دقيقة و شاقة ليس من حسن‬
‫السياسة تركها يف يد اجملين عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬رؤوف عبيد ‪،‬مبادئ اإلجراءات اجلنائية يف القانون املصري‪،‬دار اجليل للطباعة‪،‬مصر‪،‬الطبعة‪،1989، 17‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ 2‬مأمون حممد سالمة ‪،‬اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري‪،‬اجلزء ا؟ألول‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪،‬ص ‪15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -2‬نظام التنقيب والتحري(‪:)système inquisitoire‬‬

‫يعد هذا النظام أحدث من سابقه‪ ،‬ويرجع أصله إىل عهد اإلمرباطورية الرومانية وكان هذا النظام يقتصر تطبيقه‬
‫يف بداية األمر على فئة املتهمني العبيد فقد كان ميتاز بالقسوة والشدة‪.‬‬
‫وقد ارتبط ظهور هذا النظام بظهور الدولة وتزايد قوهتا ومن مظاهرها بروز ما يسمى باحق االهتام التلقائي‬
‫والقضائي حيث ميكن للقاضي من متابعة اجملرم بنفسه مبجرد علمه بارتكابه اجلرمية وهذا ما أدى إىل ظهور‬
‫نظام االهتام العام فيما بعد ويتميزهذا النظام ببعض املميزات منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن املبادرة باالهتام تكون دائماً لسلطة عامةّ‪ ،‬اليت متثل السلطة املركزية فهي اليت تتهم‬

‫وتبحث عن األدلة و ال يرتك ذلك لألفراد‪ ،‬فليس للفرد يف هذا النظام إال دوراً ثانوياً يف حتريك الدعوى‪ ،‬وينتج‬
‫عن هذا عدم توازن يف احلقوق بني االهتام والدفاع وهذا تغلبيا ملصلحة اجملتمع على حسا مصلحة الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬يغلب على هذا النظام طابع األدلة القانونية‪ ،1‬خاصة يف بداية نشوئه‪ ،‬فكان مثالً اإلعدام الينطق يف جرائم‬
‫معينة إال إذا توافر اعرتاف املتهم‪ .‬كما ان التعذيب كان يعد وسيلة مشروعة للوصول إليه‪.‬‬

‫ج‪ -‬يفصل يف اخلصومة قاض تعينه السلطات العامة‪ ،‬ال إىل حكم خيتاره أطراف الدعوى خالفا ملا كان‬
‫عليه الوضع يف النظام االهتامي‪.‬‬
‫د‪ -‬كان اإلجراءات فيه كتابية‪ ،‬وكما اشتهر هذا النظام بالسرية يف مباشرة إجراءات الدعوى حيث متتد‬
‫هذه السرية لتشمل حىت اخلصوم انفسهم ‪ ،‬حيث يظل التحقيق سرياً إىل هناية احملاكمة‪ ،‬وهذا ما يشكل‬
‫انتهاكا و مساسا و إهدارا للمصلحة الفردية‪.‬‬
‫وقد أد خل على هذا النظام عدة تعديالت منها جواز الطعن يف أحكام القاضي أمام احملاكم األعلى درجة‪.‬‬
‫غري أنه مل يكن حيقق ضمانات جدية للمتهمني‪ ،‬بل يفتح البا للتنكيل خبصوم احلاكم السياسني‪ ،‬و ذلك‬
‫للسرية اليت كان متيز اإلجراءات فيه حىت على أصحا القضية‪ ،‬فضال على اعتماد مشروعية التعذيبفي‬
‫الوصول اىل احلقيقة ‪.‬‬

‫‪ 1‬خالفا ملا كان عليه األمر يف السابق ‪ ،‬يسود اليوم غالبية التشريعات اجلزائية احلديثة و منها التشريع اإلجرائي اجلزائري نظام‬
‫األدلة املعنوية( نظام األدلة احلر) و هذا كقاغدة عامة مع بعض االستثناءات الصيقة حيث يفرض املشرع فيها ضرورة توافر‬
‫أدلة معينة بذاهتا الثبات اجلرمية و يعد هذا االستثناء أعماال و تطبيقا لظام األدلة القانونية و منها ما كرسة املشرع اجلزائري‬
‫من صرورة توافر األدلة اليت نص عليها املادة ‪ 341‬من قانون العقوبات اجلزائري يف جرمية الزنا ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -3‬النظام المختلط‪:‬‬

‫حاول هذا النظام تفادي عيو األنظمة اإلجرائية السابقة‪ ،‬مفضال اإلبقاء على اإلجيابيات اليت كان‬
‫تطبعهما و متيزمها‪ ،‬فال يوجد اليوم تشريع إجرائي يوصف بأنه اهتامي حمض‪ ،‬أو تنقيب وحتري حمض‪ ،‬بل كلها‬
‫بني بني‪ ،‬أو نظاماً خمتلطاً مع تغليب جانب على آخر‪.‬‬
‫ومن مالمح هذا النظام املختلط هو الفصل بني سلطة االدعاء وسلطة احلكم‪ ،‬ومن التحقيق االبتدائي إىل‬
‫التحقيق النهائي‪ .‬وبصفة عامة فإ ن النظام املختلط حياول احرتام ضمانات احلرية الشخصية‪ ،‬كما يكفل حق‬
‫اجملتمع يف ذات الوق ‪ .‬وقد أخذت معظم التشريعات املعاصرة به‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪:‬‬


‫تأثر املشرع اجلزائري هبذه األنظمة اإلجرائية السالفة الذكر‪ ،‬إال أنه ركز على إجيابيات كالمنهما وتبىن‬
‫نظاماً إجرائياً خمتلطاً وبالرغم من ذلك فقد سار على نفس هنج املشرع الفرنسي يف اإلجراءات اجلزائية‪.‬ويتضح‬
‫ذلك مما يلي‪:‬‬
‫تتوىل النيابة العامة مهمة اإلهتام واملتابعة اجلزائية حيث نص املادة األوىل من قانون اإلجراءات اجلزائية‬ ‫أ‪-‬‬

‫اجلزائري على أنه‪ ":‬الدعوى العمومية لتطبيق العقوبات حيركها و يباشرها رجال القضاء أو املوظفني أو‬
‫املعهود إليهم هبا مبقتضى القانون‪ ،"..‬وقد نص املادة ‪ 29‬من نفس القانون على مايلي "تباشر النيابة‬
‫العمومية باسم المجتمع‪."...‬‬ ‫العامة الدعوى‬

‫غري أن النيابة العامة ال تستأثر كلية بتحريك الدعوى العامة بل ميكن للفرد املتضرر من اجلرمية أن حترك الدعوى‬
‫وهذا ما أكدته املادة األوىل الفقرة الثانية من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪...":‬كما ميكن للطرف‬
‫املضرور أن حيرك هذه الدعوى أيضا طبقاً للشروط احملددة يف هذا القانون" وهذا ما يعترب أثر من آثار النظام‬
‫االهتامي الذي كان يتسم برفع االهتام الفردي‪.‬‬
‫وقد تأثر املشرع اجلزائري بنظام التحقيق ( التنتقيب و التحري)بشكل جلي يف أحوال اخرى‪ ،‬فالتحقيق كتايب‬
‫وكل اإلجراءات فيه مدونة من استجوا للمتهم ومساع الشهود‪ ...‬و هذا مال بتواله كاتب التحقيق‬
‫الذي يرافق قاضي التحقيق و يدون كل اإلجراءات اليت يقوم هبا‪ ،‬كما ان التحقيق غري علين للجمهور إذ ميتنع‬
‫عليه االطالع على سري التحقيق ‪ ،‬كما ان القرارات و األوامر اليت يصدرها قضاة التحقيق ليس علنية بل‬
‫تصدر يف غرفة املشورة كما نص املادة ‪ 184‬من ق إج ج كما أن املادة ‪ 11‬من ق إ ج ج نص على انه‬
‫‪":‬تكون إجراءات التحري والتحقيق سرية ما مل ينص القانون على خالف ذلك ودون إضرار حبق الدفاع‪ ،‬كما‬
‫أن التحقيق االبتدائي ليس وجاهياً"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ويغلب على التشريع اجلزائي اجلزائري يف مرحلة احملاكمة الطابع االهتامي‪ ،‬فاإلجراءات فيه شفافية حبسب‬
‫األصل‪ ،‬وعلنية للجمهور وحضورية للخصوم ال ميكن أن تقرر سريتها عنهم مهما كان الظروف‪ .‬وييمكن أن‬
‫تقرر سريتها عن اجلمهور فقط العتبارات تتعلق بالنظام العام واألد العامة كما هو احلال يف بعص اجلرائم‬
‫املاسة باألخالق و غريها ‪ .‬وفقا ألحكام املادة ‪ .285‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬
‫ومن مثة فالنظام اإلجرائي اجلزائري ميكن اعتباره نظاماً خمتلطاً أخذ نسبة متفاوتة من النظامني ويف صور شىت‪.‬‬
‫وقد صدر قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري مبوجب األمر رقم‪ 155/66‬املؤرخ يف ‪ 08‬جوان ‪ ،1966‬حيث‬
‫تضمن ‪ 729‬مادة موزعة يف شكل كتب وعددها سبعة (‪ )07‬وحتتوي هذه الكتب على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الكتاب األول‪ :‬و تضمن املواد من (‪ ،)211-1‬وحيتوي على مباشرة الدعوى وإجراءات التحقيق‬
‫والبحث والتحري عن اجلرائم‪ ،‬الشرطة القضائية‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬قاضي التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب الثاني‪ :‬و تضمن املواد من (‪ )441-212‬و فيها جهات احلكم‪ ،‬األحكام املشرتكة‪ ،‬طرق‬

‫اإلثبات واالدعاء املدين‪ ،‬حمكمة اجلنايات واملداولة‪ ،‬وطرق الطعن العادية‪.‬‬


‫‪ -‬الكتاب الثالث‪:‬و تضمن املواد من (‪ )494-442‬و فيه املنحرفون األحداث‬
‫‪ -‬الكتاب الرابع‪ :‬و تضمن املواد (‪ )531-495‬و قيه طرق الطعن غري العادية‪ ،‬قرارات احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬ترك اخلصومة‪ ،‬إعادة السري يف الدعوى‪ ،‬الطعن لصاحل القانون‪ ،‬التماس إعادة النظر‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب الخامس‪ :‬و تضمن املواد من (‪ )591-532‬وفيه اإلجراءات اخلاصة بالتزوير‪ ،‬انتفاء بعض‬
‫أوراق اإلجراءات‪ ،‬شهادة أعضاء احلكومة وممثلي الدول األجنبية‪ ،‬تنازع االختصاص بني القضاة‪،‬‬
‫اإلحالة من حمكمة إىل أخرى رد القضاة‪،‬جرائم القضاة وبعض املوظفني‪ ،‬اجلرائم املرتكبة يف اخلارج‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب السادس‪ :‬و تضمن املواد (‪ )693-592‬يتضمن بعض إجراءات التنفيذ‪ ،‬إيقاف التنفيذ‪،‬‬
‫التحقق من هوية األشخاص احملكوم عليهم‪،‬اإلكراه البدين‪،‬تقادم العقوبة‪ ،‬صحيفة السوابق‬
‫العدلية‪،‬فهرس الشركات‪ ،‬صحيفة خمالفات املرور‪ ،‬رد االعتبار‪.‬‬
‫الكتاب السابع‪ :‬و تضمن املواد (‪ )729-694‬و فيه العالقات بني السلطات األجنبية‪ ،‬تسليم‬ ‫‪-‬‬

‫واملستندات‪.‬‬ ‫اجملرمني يف العبور‪،‬االنابات القضائية ويف تبليغ األوراق واألحكام‪ ،‬إرسال األوراق‬

‫‪6‬‬
‫الدعاوى التي تنشأ عن الجريمة‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ينشأ عن ارتكا أي جرمية ضرر عام يسمح للسلطة العامة بالتدخل واملطالبة بتوقيع العقا املقرر هلا‪،‬‬
‫وينشئ هلا حق تباشر بواسطة ما يسمى بالدعوى العمومية أو الدعوى اجلنائية‪ -action publique-‬وقد‬
‫ينشأ عن نفس اجلرمية املرتكبة أيضاً ضرر خاص يصيب أحد أفراد اجملتمع وقد يكون هذا الضرر مادياً أو‬
‫معنوياً وينشئ للمتضرر حق يف إقامة دعوى يطلب فيها تعويض هذا الضرر‪ ،‬وحقه هذا يباشره عن طريق ما‬
‫يسمى بالدعوى املدنية ‪.1action civile‬غري ان الدعوى اجلنائية أو الدعوى العمومية ختتلف عن الدعوى‬
‫املدنية من عدة أوجه ميكن ذكرها كما يلي‪:‬‬
‫من حيث األشخاص‪ :‬يتكون من أطراف اخلصومة يف الدعوى اجلنائية من ممثل النيابة‬ ‫‪-1‬‬

‫العامة حيث ميثل االدعاء العام‪،‬فهي املختصة بتحريك الدعوى العمومية ولو مل ينشأ أي ضرر مادي‪ .‬أما يف‬
‫الدعوى املدنية فيكون املدعى هو الشخص الذي حيق حلقه ضرر من الفعل املرتكب‪ .‬واخلصم الثاين يف‬
‫الدعوى ا لعامة هو املتهم‪ ،‬ويكون هو املطالب بالتعويض يف الدعوى املدنية‪.‬‬
‫من حيث الموضوع‪ :‬يتعلق موضوع الدعوى اجلنائية دائماً باملطالبة بتوقيع العقا اجلزائي‬ ‫‪-2‬‬

‫على املتهم نتيجة ملا اقرتفه من جرم‪ ،‬وتكون النيابة العامة هي املختصة بطلب ذلك‪ ،‬فالدعوى اجلنائية يف‬
‫طبيعتها تتعلق بالنظام العام ذلك أن النيابة العامة ال حيق هلا التنازل أو التصاحل بشأهنا مع املتهم ‪ .‬أما‬
‫الدعوى املدنية فموضوعها يتعلق بطلب التعويضات املالية عن األضرار اليت أحلقها املدعى عليه باملدعي‪ ،‬فهي‬
‫مرتبطة باملصلحة اخلاصة‪ .‬للصحية أو اجملين عليه ولذلك فله احلرية املطلقة يف التنازل عنها أو التصاحل‬
‫بشأهنا مع املدعى عليه‬
‫من حيث السبب‪ :‬إن سبب الدعوى اجلنائية هو الضرر الذي أحلقه باملتهم باجملتمع‬ ‫‪-3‬‬

‫اجملرمة‪ ،‬فاجلرمية هي سبب أساسي لنشوء الدعوى اجلنائية‪ ،‬أما سبب نشوء الدعوى‬ ‫جراء ارتكابه لألفعال ّ‬
‫املدنية فهو الضرر الذي أحلقه بشخص املتضرر فإذا أنتفى الضرر انتف معه الدعوى املدنية وهذا على خالف‬
‫‪2‬‬
‫الدعوى اجلنائية اليت تنشأ مبجرد خمالفة القانون اجلنائي ولو مل ينشأ معه أي ضرر مادي‬

‫‪ 1‬حممد صبحي حممد جنم ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪، 1988،‬ص ‪13‬‬
‫‪ 2‬و مثال ذلك محل سالح غري مرخض به دون استعماله او إحلاق األذى بواسطته فاجلرمية تنشأ رغم عدم اصابه أي شخص‬
‫بصرر مادي ‪.....‬‬
‫‪7‬‬
‫هذا كما أن الدعوى اجلنائية ختضع لقانون اإلجراءات اجلزائية الذي قد ختضع إليه الدعوى املدنية إذ ارتبط‬
‫هبا وتنظر من طرف القضاء اجلنائي معاً غري أنه إذا انفصل الدعوى املدنية عنها فإهنا ختضع لقانون‬
‫اإلجراءات املدنية وتنظر من طرف القضاء املدين باعتيباره اجلهة األصلية بالنظر يف النزعات املدنية ‪.‬‬

‫أولا‪ :‬الدعوى الجنائية‪:‬‬


‫يقصد بالدعوى اجلنائية ذلك الطلب الذي تتقدم به النيابة العامة للجهات القضائية باسم اجملتمع بتسليط‬
‫العقا على املتهم‪.‬ذلك أن النيابة العامة أضح يف الدولة املعاصرة هي اجلهة املؤهلة أصالً بإقامة الدعوى‬
‫اجلنائية أي بتحريكها‪ .‬وهذا ما نص عليه أحكام املادة األوىل ق إ ج ج حيث جاء فيها‪ ":‬الدعوى العمومية‬
‫لتطبيق العقوبات حيركها ويباشرها رجال القضاء واملوظفون املعهود إليهم هبا مبقتضى القانون " كما أكدت‬
‫أيضاً املادة ‪ 29‬من ق إ ج ج‪ ":‬تباشر النيابة العامة الدعوى العمومية باسم اجملتمع و تطالب بتطبيق القانون‬
‫و هي متثل أمام كل جهة قضائية "‪.‬‬
‫فالتشريع اجلزائري جعل من النبابة العامة السلطة املخول هلا حتريك الدعوى العمومية مبا منحها بإجراءات‬
‫نص عليها قانون العقوبات‬
‫اجملرمة اليت ّ‬
‫كفيلة باحلفاظ على أمن واستقرار اجملتمع والدفاع عنه ضد كل األفعال ّ‬
‫وهكذا قاعدة عامة‪ ،‬إال أنه يشاركها يف حتريك الدعوى العمومية يف بعض احلاالت االستثنائية الطرف املتضرر‬
‫من اجلرمية وهذا ما أشارت إيه املادة‪ ":2/1‬كما جتوز للطرف املضرور أن حيرك هذه الدعوى طبقاً للشروط‬
‫احملددة يف هذا القانون"ومع ذلك فإن حق مباشرة الدعوى العمومية يرجع دائماً للنيابة العامة ولو حركها‬
‫الطرف املتضرر‪ ،‬فالنيابة العامة هي اليت تتوىل مباشرة مجيع األعمال للوصول إىل احلكم على مرتكب اجلرمية‬
‫مثل طلب فتح التحقيق يف اجلرمية املرتكبة‪ ،‬وتقدمي األدلة والطعن يف احلكم بعد صدوره وتنفيذ األحكام‪ ...‬إخل‬
‫وهذا ما يستدعي دراسة نظام النيابة العامة من حيث اختصاصها و خصائصها وذلك كما يل‪:‬‬
‫‪ -1‬النيابة العامة‪:‬‬

‫تعترب النيابة العامة اجلهة املختصة كقاعدة عامة حسب قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري بتحريك الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬وقد تشاركها جهات أخرى لكنها تبقى اجلهة الوحيدة املختصة مبباشرة الدعوى‪ ،‬فهناك فرق بني‬
‫حتريك الدعوى ومباشرهتا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فتحريك الدعوى أو ما يصطلح عليه أحياناً برفعها أو إقامتها ويقصد بداية السري فيها أو تقدميها‬
‫للمحكمة‪ ،‬فتحريك الدعوى هي املرحلة األوىل يف اإلجراءات اجلزائية اخلاصة بالدعوى‪.‬‬
‫أما مباشرة الدعوى أو استعماهلا فهي ذات مدلول أوسع من التحريك فهو يتضمن حتريك الدعوى كما‬
‫يتضمن حق متابعتها والسري فيها غرب خمتلف مراحل الدعوى العمومية إىل غاية احلكم فيها حبكم هنائي‪ ،‬وقد‬
‫أكدت ذلك املادة ‪ 29‬من ق إ ج ج السابقة الذكر‪.‬‬
‫أ‪ -‬تشكيل النيابة العامة‪:‬‬

‫اجلزائري ممثل عن النيابة العامة فال ميكن تصور إنعقاد حماكمة‬ ‫يوجد يف مجيع احملاكم على مستوى الرتا‬
‫جزائية دون حضور عضو من أعضاء النيابة العامة تطبيقا لنص املادة ‪ 29‬من ق إ ج ج‪.‬إذ ميثل النيابة العامة‬
‫لدى اجملالس القضائية‪ ،‬النائب العام ويساعده يف أداء مهامه نائب عام مساعد‪ ،‬وواحد أو أكثر من مساعدي‬
‫النائب العام‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 33‬و ‪ 34‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫وميثل وكيل اجلمهورية النائب العام لدى احملكمة بنفسه أو بواسطة مساعديه وهو يباشر الدعوى العمومية يف‬
‫دائرة احملكمة اليت هبا مقر عمله(م‪35‬من ق إ ج ج)‪.‬‬
‫كما ميثل النائب العام لدى احملكمة العليا النيابة العامة ويساعده يف ذلك عدد من أعضاء النيابة العامة‪.‬‬
‫ويتلقى النائب العام للمحكمة العليا والنائب العام لدى اجمللس القضائي تعليمات كتابية من وزير العدل‬
‫حافظ األختام لتطبيقها إن دع الضرورة لذلك وهذا ما أكدته م‪ 30‬و‪ 530‬من ق إ ج ج‪ .1‬وبصفة‬
‫عامة فإن قضاة النيابة العامة يوضعون حت إدارة وإشراف وزير العدل حامل األختام‪.‬‬
‫خصائص النيابة العامة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تتميز النيابة العامة خبصائص تفرقها عن باقي اجلهات األخرى يف الدولة وهذه اخلثائص كاآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬التبعية التدريجية‪:‬‬

‫خيضع أعضاء النيابة العامة لقاعدة تدرج السلطة أو ما يسمى بنظام التبعية التدرجيية وهذا على خالف قضاء‬
‫احلكم‪ .‬ويعين ذلك أن تكون للرئيس على املرؤوس سلطة كافية من اإلشراف والرقابة اإلدارية ويأيت وزير‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 30‬من ق إ ج ج على مايلي ‪ (:‬يسوغ لوزير العدل أن خيطر النائب العام باجلرائم املعلقة بقانون العقوبات‪،‬‬
‫كما يسوغ له فضالً عن ذلك أن يكلفه كتابة بأن يباشر أو يعهد إاليه مبباشرة متابعات أو خيطر اجلهة القضائية املختصة مبا‬
‫يراه مالزماً من طلبات كتابية) كما تنص املادة ‪ 530‬من ق إ ج ج (‪....‬و اذا رفع النائب العام اىل احملكمة العليا بناء‬
‫على تعليمات وزير العدل أعماال قضائية أو أحكاما صادرة من احملاكم او اجملدالس القضائية خمالفة للقانون جاز للمحكمة‬
‫العليا القضاء ببطالهنا )‬
‫‪9‬‬
‫العدل حامل األختام على هرم هذه السلطة اإلدارية إذ ميكن لوزير العدل أن ختطر النائب العام جلميع اجلرائم‬
‫املرتكبة(م‪ 30‬ق إ ج ج) كما ميكن له إصدار تعليمات كتابية الختاذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬فوزير‬
‫العدل ليس ممثالً للنيابة العامة أمام القضاء‪ ،‬كما أنه ليس عضواً من أعضاء النيابة العامة‪ ،‬غري أنه ميلك سلطة‬
‫إخبار النائب العام باجلرائم املتعلقة خمالفة قانون العقوبات أو يكلفه كتابه مبا يراه مالزماً من طلبات كتابية‪.1‬‬
‫وهذا ما أشارت إليه صراحة أحكام املادة ‪ 06‬من األمر ‪ 27/69‬املؤرخ يف ‪ 13‬ماي ‪ 1969‬إذ جاء فيها‪":‬‬
‫يوضع قضاة النيابة العامة حت إدارة ومراقبة رؤسائهم السلمني وحت سلطة وزير العدل حامل األختام"‪.‬‬
‫وبالرغم من خضوع النائب العام و وكالئه للتعليمات الكتابيبة الصادرة إليه من رؤسائه‪ ،‬إال أنه يف اجللسة‬
‫يصبح مطلق احلرية ال رقيب عليه إال ضمريه وشرفه وهذا إنسجاما مع القاعدة املعروفة‪ ":‬إذ كان القلم مقيد ا‬
‫فاللسان طليق"‪.‬‬
‫فقضاة النيابة العاملة خيضعون بصفة قانونية إىل رؤسائهم فوكيل اجلمهورية خيضع إىل النائب العام لدى اجمللس‬
‫واملساعدون خيضعون له أيضاً‪،‬والنائب العام خيضع إىل وزير العدل حامل األختام‪.‬‬
‫أما قضاة احلكم فيختلفون عن قضاة النيابة العامة‪ ،‬فال يرتبطون بنظام التبعية التدرجيية‪ ،‬فهم ال خيضعون ألي‬
‫نوع من الرقابة الفنية‪ ،‬بل خيضعون فقط لرقابة ضمائرهم وللقانون لبا ينص عليه من قواعد يقتضي احرتامها و‬
‫الوقوف عندها‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تجزئة النيابة العامة‪:‬‬

‫تعترب قاعدة عدم جتزئة النيابة العامة قاعدة قدمية نشأت مع نشوء النظام نفسه‪ ،‬وهي تعين أن أعضاء النيابة‬
‫العامة يشكلون وحدة ال تتجزأ‪ ،‬ذلك أن التصرفات اليت يقومون هبا ترفع يف األخري إىل الوكالة عن أصل واحد‬
‫هو اجملتمع وبغض النظر عن صاحب اإلجراء‪ ،‬فأي تصرف يقوم به أي عضو ال ينسب إليه وحده‪ ،‬كما أن‬
‫أي عضو من النيابة العامة ميكنه أن حيل حمل أي عضو آخر يف التصرفات القانونية اليت يقوم هبا‪ ،‬فقد ميكن‬
‫أن يرفع الدعوى اجلنائية عضو معني‪ ،‬وقد يشرف عن التحقيق عضو آخر‪ ،‬كما قد يرافع عضو ثالث أثناء‬
‫احملاكمة وهكذا دواليك دون أن يؤثر ذلك على سري الدعوى اجلزائية واإلجراءات فيها‪.‬فأعضاء النيابة العامة‬
‫هم شركاء يف شركة تضامن فأي إجراء يصدر من أحدهم كأنه صادر منهم مجيعاً على حد تعبري احد‬
‫الفقهاء‪.‬‬

‫‪ 1‬موالي ملياين بغدادي ‪،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر‪ ، 1992،‬ص ‪.101‬‬
‫‪10‬‬
‫وبالرغم من ذلك فإن خاصية عدم جتزئة النيابة العامة ليس مطلقة فهي مرتبطة بقواعد االختصاص النوعي‬
‫واحمللي وإال كان اإلجراء الصادر يف هذه احلالة باطالً‪.‬‬
‫وخالفاً لذلك فإن قضاة احلكم ال يرتبطون هبذه القاعدة اليت متتاز هبا النيابة العامة‪ ،‬بل أن مقتضى العمل‬
‫القضائي أن القاضي الذي حيكم يف الدعوى جيب أن يكون هو نفسه الذي باشر مجيع إجراءات التحقيق‬
‫النهائي يف اجللسة‪ .‬وإن حدث أن تغري هذا القاضي فعلى القاضي الذي خيلفه أن يعيد إجراءات احملاكمة منذ‬
‫البداية وإال كان ذلك باطالً‪.‬‬
‫‪ -3‬استقالل النيابة العامة‪ :‬تتمتع النيابة العامة أثناء أداء مهامها باالستقاللية املطلقة جتاه احملاكم واملتقاضني‪،‬‬
‫فهي هيئة عامة متثل املصلحة العامة للمجتمع من خالل الدعوى اجلزائية‪ ،‬وهلا يف سبيل احلفاظ على اجملتمع أن‬
‫متتع باحلرية عن باقي املؤسسات داخل الدولة‪ ،‬وكما أهنا ال تتلقى أي لوم أو مالحظات من طرف قضاة‬
‫احلكم‪ ،‬كما أهنا مستقلة عن السلطة التشريعية وال متلك احملاكم واجملالس القضائية إال أن تعلم النائب العام‬
‫بسوء تصرفات أعضاء النيابة العامة إذا صدرت منهم و اليت من شأهنا ان تؤثر بشكل سليب على سري الدعوى‬
‫العمومية(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬عدم مسؤولية النيابة العامة‪ :‬تقضى القاعدة العامة يف التقاضي بالنسبة للطرف املدين‪ ،‬أن الذي خيسر‬
‫دعواه أو شكواه يتحمل ب املصاريف‪ ،‬أما بالنسبة للنيابة العامة فال تسري يف حقها هذه القاعدة فال ميكن‬
‫مطالبتها بأ تعويض أو مصاريف من طرف املتهم الذي يصدر يف حقه حكماً بالرباءة كان قدمته لالهتام ‪،‬‬
‫بل فأنه يف مثل هذه احلاالت فإن اخلزينة العمومية هي اليت تتحمل باملصاريف القضائية ‪ .‬فال تسأل النيابة‬
‫العامة مدنياً وجزائياً عن نتيجة أعماهلا مع املتهم أو الشهود فاعتبارا للمصلحة العامة اليت ميثلوهنا أعفاءهم‬
‫القانون من حتمل تبعة أعماهلم‪.‬‬

‫مطلقة‪ ،‬بل أن أعضاء النيابة العامة إذا صدرت منهم أخطاء جسمية أثناء‬ ‫غري أن هذه القاعدة ليس‬
‫الدعوى‪ ،‬أو صدر منهم غش أو تدليس أو غدر فإهنم يسألون طبقاً لذلك ويتحملون املسؤولية التامة عن‬
‫أعماهلم‪ .‬ويف هذه احلالة حيق للمتقاضي أن يقاضي عضو النيابة العامة بطرق خماصمة القضاة‪.‬‬

‫يف حشد التهم‪"...‬حيث أمرت‬ ‫‪ 1‬ـ ليس حملكمة اجلنايات احلق يف وصغ النيابة العامة باهنا "أسرف يف اإلهتام" و "أسرف‬
‫حمكمة النفض املصرية حبذف هاتني العبارتني ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -5‬عدم جواز رد أعضاء النيابة العامة ‪ :‬تعد النيابة العامة يف الدعوى العمومية خصماً للمتهم‪،‬‬
‫املادة ‪ 555‬من ق إ ج‬ ‫وعيه فال تسري عليها أحكام الرد و التنحي اليت جتري على القضاة‪ ،‬فقد نص‬
‫ج‪ ":‬ل يجوز رد القضاة أعضاء النيابة العامة"‪.‬كما أنه ال جيوز للخصم أن يرد خصمه طبقاً للقاعدة‬
‫املعروفة‪ ،‬ومع ذلك فإذا كان ال ميكن رد النيابة العامة إذا كان طرفاً أساسياً وأصلياً يف الدعوى كما هو‬
‫احلال يف القضايا اجلزائية ‪ ،‬فإنه جيوز ردها إذا كان طرفاً منضماً يف الدعوى‪ ،‬وذلك يف الدعاوي املدنية أو‬
‫التجارية واألحوال الشخصية‪ ،‬ذلك أهنا يف هذه احلالة ليس خصماً ألحد بل هي طرف حمايد يطلب رايها‬
‫يف القضية املعروضة و إذا خيف أن يكون رأيها منحازا لطرف دون آخر‪،‬أو أكان رأياً مشوباً بالدافع‬
‫الشخصي جاز ردها كما هو احلال بالنسبة للقضاة‪.‬‬

‫جـ‪ -‬اختصاصات النيابة العامة‪:‬‬


‫ميكننا التعرف على اختصاصات النيابة العامة وذلك من خالل قانون اإلجراءات اجلزائية حيث حدد‬
‫صالحيات كل عضو من أعضاء النيابة العامة وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬النائب العام لدى المحكمة العليا‪ :‬حدد قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري صالحيات النائب العام لدى‬
‫احملكمة العليا باعتباره ميثل النيابة العامة‪ .‬ويتضح ذلك من خالل ذلك منحه إمكانية الطعن لصاحل‬
‫القانون يف االحك ام النهائية الصادرة من احملاكم واجملالس القضائية املخالفة للقانون ومل يطعن أحد من‬
‫اخلصوم‪ ،‬فلنائب العام حق الطعن فيها سواء تصرف من تلقاء نفسه أو بناء على تعليمات وزير العدل‬
‫وهذا ما أشارت إليه املادة ‪ 530‬من ق إ ج‪ ،‬كما تتضح أيضاً اختصاصات النائب العام من خالل الطعن‬
‫باعادة النظر يف األحكام متصرفاً بناء على تعليمات وزير العدل(املادة‪ 531‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ -2‬النائب العام لدى المجلس القضائي‪::‬ميتد االختصاص اإلقليمي لعمل النائب العام بدائرة اجمللس‬
‫القضائي‪ ،‬أما االختصاص النوعي فيتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتلقى النائب العام إخطارات من وزير العدل حول اجلرائم املرتكبة حسب قانون العقوبات املادة‬
‫إ ج‪.‬‬ ‫‪ .1/30‬ق‬
‫‪ -‬يقوم باملتابعات اجلزائية إما بناء على تكليف من وزير العدل‪ ،‬أو يعهد مباشرة بذلك ألعضاء‬

‫النيابة العامة‪-‬املادة ‪ .2/30‬ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬يتوىل النائب العام مهام اإلشراف والرقابة على عمل أعضاء النيابة العامة باجمللس القضائي‪ ،‬كما انه‬
‫يشرف على الضبطية القضائية و هذ‪1‬ا نص عليه املادة ‪ 31‬ق إ ج‪.‬‬
‫‪ -3‬وكيل الجمهورية‪ :‬يعترب وكيل اجلمهورية العنصر الفعال يف النيابة العامة نظراً ملا أناط به القانون من‬
‫صالحيات مهمة جتعله يف وضع املتعامل املباشر مع الدعوى اجلزائية‪ .‬وقد بني قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية االختصاص احمللي والنوعي لوكيل اجلمهورية وذلك وفقاٌ ملايلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬الختصاص المحلي لوكيل الجمهورية‪ :‬وضع املشرع اجلزائري ثالثة معايري يتحدد هبا‬
‫من ق إ ج ج كما يلي‪:‬‬ ‫املادة‪37‬‬ ‫االختصاص اإلقليمي لوكيل اجلمهورية وذلك طبقاً لنص‬
‫‪ -‬مبكان وقوع اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -‬مبحل إقامة احد األشخاص املشتبه يف مسامهتهم يف ارتكا اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -‬باملكان الذي مت يف دائرة القيض على أحد هؤالء األشخاص ولو وقع القبض لسبب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬غري انه كما جيوز توسيع االختصاص احمللي للسيد وكيل اجلمهورية اىل دائرة إختصاص حماكم أخرى‬
‫و ذلك يف جرائم املخدرات و اجلرمية املنظمة العابرة للحدود الوطنية و اجلرائم املاسة بأنظمة املعاجلة اآللية‬
‫للمعطيات و جرائم تبييض األموال و اإلرها و جرائم الصرف‪.‬‬

‫‪ -2.3‬الختصاص النوعي‪ :‬نص املادة ‪ 35‬من ق إ ج على اختصاصات وكيل اجلمهورية وتتمثل يف‬
‫اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬يباشر سواء بنفسه أو يأمر باختاذ مجيع اإلجراءات الضرورية والالزمة للبحث والتحري وبقرر ما يتخذ‬
‫بشاهنا‪.‬‬
‫‪ -‬يتلقى احملاضر والشكاوي ويقرر ما يتخذ بشأهنا‪.‬‬
‫‪ -‬يبلغ اجلهات القضائية املختصة بالتحقيق أو احملاكمة اليت تفصل فيها أو يأمر حبفظها بقرار قابل‬
‫دائماً لإللغاء‪.‬‬
‫‪ -‬يبدي رأيه أمام اجلهات القضائية املختلفة حيث يقدم ما يشاء من طلبات‪،‬كما أنه يطعن مبختلف‬
‫طرق الطعن القانونية يف كافة القرارات وألحكام القضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم وكيل اجلمهورية باعتباره ممثالً للنيابة العامة بتنفيذ كافة القرارات واألحكام اليت تصدرها‬
‫السلطات القضائية سواء سلطة التحقيق او احلكم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-3.3‬اختصاصات وكيل الجمهورية في القبض على األشخاص والحبس المؤقت و الوفاة‬
‫المشبوهة‪:‬‬

‫ميكن لوكيل اجلمهورية أن يتخذ إجراءات تتعلق بالقبض على األشخاص أو إيداعهم احلبس املؤق وذلك يف‬
‫حاالت اجلرمية املتلبس هبا‪ .‬تعترب اجلرمية متلبساً هبا يف احلاالت اليت تنص عليها املادة ‪ 41‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية حصراً وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان اجلرمية مرتكبة يف احلال أو عقب ارتكاهبا‪.‬‬
‫قريب جداً من وقوع اجلرمية قد تبعه العامة‬ ‫‪ -‬إذا كان الشخص املشتبه يف ارتكابه اجلرمية يف وق‬
‫بالصياح‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجدت يف حيازته أشياء أو وجدت آثار أو دالئل تدعوا إىل افرتاض مسامهته يف اجلناية أو‬
‫اجلنحة‪.‬‬
‫يف منزل وكشف صاحب املنزل عنها عقب‬ ‫‪ -‬كذلك توصف بأهنا جرمية يف حالة تلبس إذا ارتكب‬
‫وقوعها وبادر يف احلال باستدعاء أحد ضباط الشرطة القضائية إلثباهتا‪.‬‬

‫فإذا وقع اجلرمية متلبساً هبا حسب احلاالت السالفة الذكر‪ ،‬فإن اختصاصات وكيل اجلمهورية تتوسع يف جمايل‬
‫القبض على األشخاص واحلبس املؤق وذلك كما يلي‪:‬‬
‫القبض على األشخاص‪ :‬إذ مل يكن قاض التحقيق قد أخطر باجلرمية املتلبس هبا فأنه جيوز لوكيل‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلمهورية إصدار أمر بالقبض و باحضار كل شخص يشتبه يف مسامهته يف اجلرمية و ذلط طبقا ملا‬
‫نص عليه املادة ‪ 58‬من ق إ ج‪.‬‬
‫الحبس المؤقت ‪ :‬إذ مل يقدم املشتبه يف ارتكابه اجلرمية املتلبس هبا(جنحة) ضمانات كافية للحضور‬ ‫‪-2‬‬
‫شريطة أن تكون اجلنحة معاقب عليها باحلبس‪ ،‬ومل يكن قاض التحقيق قد أخطر بالفعل‪ ،‬فإنه جيوز‬
‫إيداع املشتبه فيه احلبس املؤق بش رط إحالته على احملكمة يف أجل ال يتجاوز مثانية أيام من يوم صدور‬
‫أمر احلبس(م‪ ،) 2/59‬وجتدر اإلشارة إىل أن وكيل اجلمهورية ال يستطيع إيداع املشتبه فيه احلبس املؤق‬
‫يف اجلنحة املتلبس هبا إذا كان هذه اجلنحة تتصف مبا يلي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬جنحة ذات طابع سياسي‪.‬‬
‫‪ -‬جنحة الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬جنحة ختضع إلجراءات حتقيق خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬جنحة فيها أشخاص مل يكملوا ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫سلطة وكيل الجمهورية في الوفاة المشبوهة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫إذا وقع وفاة تشتبه فيها سواء كان مرتكبة من طرف جمهول أو مت باستعمال العنف أو من دونه‪ ،‬فإن‬
‫وكيل اجلمهورية يتصل مبكان احلادث بعد إعالمه من طرف الضبطية القضائية‪ ،‬ويقوم بإجراء البحث‬
‫والتحريات األولية عن سبب احلادث‪ ،‬ويستعني باخلرباء يف ذلك لتحديد ما إذا كان الوفاة طبيعية أو بسبب‬
‫ارتكا جرمية و هذا وفقا لنص املادة (‪ 62‬ق إ ج)‪.‬‬
‫سلطة وكيل الجمهورية على الضبطية القضائية‪:‬يقوم وكيل اجلمهورية باإلشراف على ضباط الشرطة‬ ‫‪-4‬‬
‫القضائية العاملني يف مقر دائرة اختصاصه الذي يتحدد باختصاص احملكمة (م‪ 12‬ق إ ج ج)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تحريك الدعوى العمومية والقيود الواردة عليها‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعــود للنيابــة العامــة احلــق يف حتريــك الــدعوى العموميــة باعتبارهــا صــاحبة االختصــاص األص ـيل بــذلك فهــي‬
‫متلــك ســلطة املالئمــة يف حتريكهــا مــن عدمــه‪ .‬وهــذا مــا أكدتــه املــادة ‪ 36‬مــن ق إ ج‪ ":‬يقــوم وكيــل اجلمهوريــة‬
‫بتلقي احملاضر والشكاوي والبالغات ويقرر ما يتخـذ بشـأهنا‪ "...‬إالّ أنّـه واسـتناءاً مـن ذلـك ميكـن جلهـات أخـرى‬
‫مشاركة النيابة العامة يف حتريـك الـدعوى العموميـة‪ ،‬كمـا أنّـه تـرد بعـض القيـود علـى حريـة النيابـة العامـة يف حتريـك‬
‫الدعوى العمومية عليها و ذلك بصفة مؤقتة‪ ،‬نقالً على أنّه قد ترد عوامل جتعل مـن حتريـك الـدعوى غـري ممكنـة‬
‫و ذلك بصفة مؤبدة وما هي ما تطلق عليها بأسبا انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬وذلك ما سنعرفه فيما يلي‪:‬‬
‫ّأولا‪ :‬الجهات التّي تشارك النيابة العامة في التحريك‪:‬‬
‫خالفـاً لألصــل العــام الـ ّذي جيعــل النيابــة العامــة الســلطة الوحيــدة املختصــة بتحريــك الــدعوى العموميــة‪ ،‬فإنـّـه‬
‫حول قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري هـذا احلـق جلهـات احملاكمـة‪ ،‬وكـذا للطـرف املتضـرر مـن‬ ‫استناءاً من ذلك ّ‬
‫اجلرمية وذلك على التوايل‪:‬‬

‫أ‪ -‬جهةةة المحاكمةةة‪ :‬حيــث ميكــن جلهــات احلكــم اســتناءاً مــن األصــل العــام أن حتــرك الــدعوى العموميــة يف‬
‫ج ـرائم اجللســات‪ ،‬فــإن وقــع أن قــام أحــد احلاض ـرين يف إحــدى اجللس ـات املنعقــدة باهليئــات القضــائية بــبعض‬
‫اليت ختـل بنظـام اجللسـة وهيبـة القضـاء‪ ،‬فإنّـه حيـق للـرئيس أن يصـدر أمـراً بإيداعـه احلـبس وحيكـم عليـه‬
‫التصرفات ّ‬
‫بــاحلبس مــن شــهرين إىل ســنتني إذ مل يتمثــل ألوامــر احملكمــة بــالتزام اهلــدوء واالنضــباط داخــل اجللســة وهــذا مــا‬
‫نصـ عليــه املــادة ‪ 295‬مــن ق إ ج إذ جــاء فيهــا " إذ حــدث باجللســة أن أخــل أحــد احلاض ـرين بالنّظــام بأيــة‬
‫طريقة كان فللـرئيس أن يـأمر بإبعـاده مـن قاعـة اجللسـات وإن حـدث يف خـالل تنفيـذ هـذا األمـر أن مل ميثـل لـه‬
‫أو أحــدث شــفوياً صــدر يف احلــال أمــر بإيداعــه الســجن وحــوكم وعوقــب بالســجن مــن شــهرين إىل ســنتني دون‬
‫إخالل بالعقوبات الواردة بقانون العقوبات ضد مرتكيب جرائم اإلهانة والتعدي على رجال القضاء"‪.‬‬
‫هــذا باإلضــافة إىل أنـّـه قــد تقــوم جهــات احلكــم بتحريــك الــدعوى اجلنائيــة يف حالــة ارتكــا ج ـرائم داخــل مقــر‬
‫احملكمة أو جملس حمكمة اجلنايات‪.‬فإذا حدث ذلك فإننا منيز بني ما يلي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫خمالفــة أو جنحـة داخـل اجمللــس القضـائي‪ :‬إذا ارتكبـ جرميـة ذات وصـف جنحــة أو‬ ‫‪ -‬حالـة ارتكـا‬
‫خمالفــة وح ــدث ذلــك أثن ــاء جلس ــات اجمللــس القض ــائي‪ ،‬فإنّــه طبق ـاً ل ــنص امل ــادة ‪ 568‬مــن ق ـانون اإلج ـراءات‬
‫اجلزائية يأمر الرئيس بتحرير حمضر عنهـا ويرسـله إىل وكيـل اجلمهوريـة‪ ،‬فـإذا كانـ اجلنحـة املرتكبـة عقوبتهـا أكثـر‬
‫من ستة أشهر فإنّه ميكن للرئيس أن يأمر بالقبض على املتهم ويرسله فوراً إىل وكيل اجلمهورية‪.‬‬
‫جنحــة أو خمالفــة داخــل جلســة احملكمــة‪ :‬فــإذا ارتكــب الفاعــل خمالفــة أو جنحــة لكــن‬ ‫‪ -‬حالــة ارتكــا‬
‫داخـل جلسـة حمكمــة تنظـر يف جـرائم اجلــنح واملخالفـات‪ ،‬فـإ ّن الـرئيس يـأمر بتحريـر حمضــر عنهـا ويقضـي فيهــا يف‬
‫احلال بعد مساع أقوال املتهم والشـهود والنيابـة والـدفاع عنـد الضـرورة وهـذا مـا أكدتـه نـص املـادة ‪ 569‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية‪.1‬‬
‫‪ -‬حالة ارتكا جنحة أو خمالفة داخل جلسة حمكمة اجلنايات‪:‬‬
‫نص عليها املادة ‪ 569‬قـانون اإلجـراءات‬ ‫اليت ّ‬
‫تتبع يف هذه احلالة نفس اإلجراءات املتخذة و ّ‬
‫اجلزائيــة الســابق ذكرهــا و هـذا مــا قررتــه املــادة ‪ 570‬مــن نفــس القــانون‪ .‬وذلــك أخــذا بعــني االعتبــار‬
‫بالعبارة املعروفة أ ّن "من ميلك األكثر ميلك األقل"‪.‬‬
‫‪ -‬حالة ارتكا جناية يف جلسة حمكمة أو جملس قضائي‪:‬‬
‫إذا ارتكبـ جرميــة ذات وصــف جنايــة س ـواء داخــل جلســة احملكمــة أو اجمللــس القضــائي فــإ ّن الـرئيس حي ـّرر‬
‫حمضر عنها ويستوجب اجلاين و حيليه مع أوراق الدعوى إىل وكيل اجلمهوريـة الـ ّذي يقـوم بتقـدمي طلـب افتتـاحي‬
‫لفتح حتقيق قضائي وهذا مـا أكدتـه أحكـام املـادة ‪ 571‬مـن قـانون اإلجـراءات اجلزائيـة و باعتبـار ان التحقيـق يف‬
‫اجلنايات إجباري طبقا لنص املادة ‪ 66‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬

‫المتضرر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الطرف‬
‫نص املادة األوىل من ق إ ج على مايلي‪.... "::‬كما جيوز للطرف املضرور أن حيرك هذه الدعوى طبقاً‬
‫للشروط احمل ّددة يف هذا القانون" من خالل هذا النّص يتضح أ ّن للطرف ال ّذي أصابه ضرر من اجلرمية املرتكبة‬
‫أن حتريك الدعوى وهذا ما يصطلح على نسميته باإلدعاء املدين أو االدعاء املباشر‪ .‬إذا يهدف هذا‬

‫‪ 1‬جاء يف املادة ‪ 569‬من ق ا ج ج ما يلي( اذا ارتكب جنحة أو خمالفة يف جلسة جمكمة تنظر يف جرائم اجلنح واملخالفات‪،‬‬
‫أمر الرئيس بتحرير حمضر عنها وقضي فيها يف احلال بعد مساع أقوال املتهم والشهود والنيابة والدفاع عند اإلقتضاء)‬

‫‪17‬‬
‫االدعاء من جانب املضرور ألمرين اثنني ‪ :‬مها عقاب الجاني‪ ،‬وتعويض المجنةي علية يف نفـس الوقـ ‪ .‬ويـتم‬
‫االدعاء املدين عن طريق تقدمي شكوى وهذا ما نص عليه املادة ‪ 72‬مـن ق ا ج ح إذ جـاء منهـا‪ ":‬جيـوز لكـل‬
‫شــخص يــدعي أنـّـه مصــا رميــة أن يــدعى مـدنياً بــأن يتقــدم شــكواه أمــام قاضــي التحقيــق املخــتص"‪ ،‬فاملتضــرر‬
‫االدعاء علـى وكيـل اجلمهوريـة ليبـدي طلباتـه‬
‫مدنياً يقدم ّادعاءه أمام قاضي التحقيق الذي يعرض بدورة هذا ّ‬
‫االدعاء و هذا طبقا لنص املادة ‪73‬من قانون اإلجـراءات اجلزائيـة‪،‬‬ ‫خبصوصه يف أجل ‪ 5‬أيام من يوم تبليغه هبذا ّ‬
‫وال ميكن لوكيل اجلمهورية أن يطلب من السيد قاضي التحقيق عدم التحقيق يف الشكوى‪.‬‬
‫اما إذا رفض قاضي التحقيق الشكوى فإنه يصدر أمراً مسـبب بـذلك ‪ ،‬أمـا إذا قبلهـا ومل يكـن املـدعى املـدين قـد‬
‫حتص ـل علــى املســاعدة ال ّقضــائية‪ 1‬فإنّــه يتعــني عليــه إيــداع مبلــغ مــايل و هــو مــا يســمى عــادة يف احليــاة العمليــة‬
‫(بالكفالةةة)‪ 2‬و الــيت تضــمن مصــاريف الـ ّدعوى واالكــان ّادعــاءه باطالً(امل ـادة ‪ 75‬ق ا ج ح) علمــا أن املــدعي‬
‫املــدين ميكنــه اســرتداد مبلــغ الكفالــه املــدفوع بعــد صــدرو حكــم هنــائي يف القضــية لصــاحله بنــاء علــى طلــب يقدمــه‬
‫للجهات القضائية املختصة‪.‬‬

‫‪ 1‬تعترب املساعدة القضائية نظاما مينح لألشخاص غري املقتدرين ماليا حيث يعني هلم حمامني يدافعون عنهم جمانا و يتقاضون‬
‫أتعايهم من الدولة‪.‬‬
‫‪ 2‬اليقصد بالكفالة يف هذا املقام ذلك امليلغ املايل الذي يقدمة احملبوس مؤقتا نظري اإلفراج عنه ‪ ،‬اذ اليعتمد املشرع اجلزائري‬
‫نظام الكفالة لقاء اإلفراج إال بالنسبة لألجنيب ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على حرية النيابة في تحريك ال ّدعوى العمومية ‪:‬‬
‫حتــرك النيابــة العامــة عــادة الــدعوى العموميــة اذا حتققـ مــن وقــوع اجلرميــة تلقائيــا بــدون حاجــة اىل أي إجـراء‬
‫حيــد مــن حريتهــا تلــك غــري انــه و اســتثناء مــن ه ـذه القاعــدة العامــة فإن ة تــرد بعــض القيــود علــى تلــك احلريــة يف‬
‫حتريك ال ّدعوى العمومية حبيث ال ميكنهـا ذلـك إال بـورود شـكوى أو إذن أو طلـب‪ ،‬رت تسـرتد حقهـا يف مباشـرة‬
‫ال ّدعوى اجلنائية وتتمثل هذه القيود فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشكوى‪ :‬يقصد بالشكوى ذلك البالغ الذي يتقدم بـه اجملـىن عليـه للسـلطات العامـة املختصـة طالبـاً فيهـا‬
‫حتريك ال ّدعوى العموميـة هبـدف عقـا اجلـاين و تعويضـه عـن الضـرر الـذي حلـق بـه‪ ،‬وقـد نـص املشـرع اجلزائـري‬
‫علــى احلــاالت الــيت يعلــق فيهــا حتريــك ال ـ ّدعوى العموميــة علــى شــكوى و الــيت ميك ـ اي ـراد بعضــها يف اجل ـرائم‬
‫اآلنية‪:‬‬
‫الزنا‪ :‬إذا ارتكـب أحـد الـزوجني جرميـة ّ‬
‫الزنـا اضـرارا بـالزوج اآلخـر فـال ميكـن للنيابـة العامـة أن‬ ‫أ‪ – 1-‬جريمة ّ‬
‫حنــرك الـ ّدعوى العموميــة إال بعــد تقــدمي شــكوى مــن الــزوح املتضــرر‪ ،‬إذا نصـ املــادة ‪ 339‬مــن قـانون العقوبــات‬
‫اجلزائـري" ‪ ...‬ل تتخةةا اإلجةراءات إل بنةةاء علةةى شةةكوى الةزوج المضةةرور‪ .)...‬كمــا أ ّن صـفح الـزوج لــو بعــد‬
‫تقــدمي الشــكوى يضــع حـ ّداً للمتابعــة اجلزائيــة الــيت اختــذت ضــد زوجــه مرتكــب اجلرميــة وفقــا لــنص نفــس املــادة اذ‬
‫قررت (‪ ...‬و إن صفح هاا األخير يضع حدا لكل متابعةة)‪ .‬ومـا نالحظـه يف هـذه اجلرميـة أن املشـرع اجلزائـري‬
‫الزوجني او من احدمها فقط‪ .‬وهذا علـى خـالف ملـا قررتـه‬
‫الزنا يف الفعل الذي يصدر من ّ‬ ‫قصر مفهوم جرمية ّ‬
‫بغض النظر عن مرتكبيه وتعتربه زنـا‪.‬‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية اليت تأخذ بفكرة الوط ء احملرم ّ‬
‫السرقة‪ :‬إذ أن ال ّسرقات الـيت تقـع بـني األقـار واحلواشـي و األصـهار لغايـة ال ّدرجـة الرابعـة ال‬
‫أ‪-2-‬جريمة ّ‬
‫متلك للنيابـة العامـة فيهـا حـق حتريـك الـ ّدعوى العموميـة إال بنـاء علـى شـكوى مـن اجملـىن عليـه‪ ،‬فضـالً علـى أ ّن‬
‫التن ـازل عنهــا يضــح ح ـ ّداً للمالحقــة و املتابعــة اجلزائيــة‪ ،‬و هــذا مــا كرســته أحكــام املــادة ‪ 1 /369‬مــن ق ـانون‬
‫العقوبات اجلزائري‪.1‬‬

‫‪ 1‬وجيب التنبيه على ان هذا األمر ال ينطبق على السرقات اليت تقع من األصول اضرارا بفروعهم أو من الفروع اضرارا‬
‫باصولهم ‪ ،‬او من أحد الزوجين اضرارا بالزوج اآلخر ‪ ،‬ذلك ان ل عقاب جزائي إطالقا في هاه الحالة و ال ختول‬
‫للمتضرر يف هذه اجلرمية إال المطالبة بالتعويض المدني و هذا ما قرره املشرع مبقتضى املادة ‪ 368‬من قانون العقوبات‬
‫اجلزائري ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أ‪ -3-‬جريمةةة هجةةرة األسةةرة‪ :‬فقــد نصـ علــى هــذه احلالــة املــادة ‪ 330‬مــن ق ـانون العقوبــات ‪ ،‬فــإذا قــام‬
‫أحــد الـ ّـزوجني بــرتك مقــر الزوجيـة عمــدا وبــدون ســبب جــدي ملــدة تتجــاوز شــهرين و ختلــى عــن كافــة اإللتزامــات‬
‫املاليــة و املعنويــة املفروضــة عليــه قانونــا جتــاه أس ـرته أو زوجتــه احلامــل ‪...‬اخل فإنــه يعــد مرتكب ـاً بــذلك جرميــة تــرك‬
‫األســرة‪ ،‬و بــالرغم مــن ذلــك فــال تتخــذ إجـراءات املتابعــة إال بعــد ورود الشــكوى مــن الــزوج املتضــرر الــذي يبقــى‬
‫مبقر الزوجية كما أن الصفح عن هذه اجلرمية بوقف مجيع اجراءات املتابعة و يضع حدا هلا‪. 1‬‬

‫أ‪ -4-‬جريمة خطف القاصرة‪ :‬اذا قـام اجلـاين بابعـاد القاصـرة الـيت يقـل سـنها عـن الثامنـة عشـرة سـنة و قـام‬
‫خبطفهــا او شــرع يف ذلــك بــدون عنــف رت تــزوج هبــا فــال ميكــن اختــاذ اجـراءات املتابعــة ضــده إال مبوجــب شــكوى‬
‫يقـدمها مـن لــه صـفة يف طلـب ابطــال هـذا الـزواج و عــادة مـا يكـون الــويل يف هـذه احلالـة و ال ميكــن احلكـم عليــه‬
‫بالعقوبــات اجلزائيــة الــيت نص ـ عليهــا املــادة ‪ 326‬مــن قــانون العقوبــات اجلزائــري إال بعــد القضــاء بــبطالن عقــد‬
‫الزواج‪ 2‬و هو ما كرسته احملكمة العليا يف بعض قراراهتا‪. 3‬‬
‫الشـكوى أنّـه أخـذ‬
‫وما يالحظ على هذه اجلرائم اليت علّـق فيهـا املشـرع حتريـك الـ ّدعوى العموميـة علـى شـرط ّ‬
‫بعني االعتبار‪ ،‬الروابط األسرية وتضامن العائلة‪ ،‬ومصلحتها‪ .‬وترك هلا حرية تقدير مصلحتها بنفسها‪.‬‬
‫غــري انــه اشــرتط أن يــتم تقــدمي الشــكوى مــن طــرف املتضــرر شخصــياً ‪ ،‬هــذا باإلضــافة إىل أ ّن املشــرع مل حي ـدد‬
‫الش ــرطة‬
‫طريق ــة معين ــة لتق ــدمي الش ــكوى فق ــد تك ــون كتابي ــة أو شـ ـفوية‪ .‬و األفض ــل أن تق ــدم كتاب ــة إم ــا لض ــابط ّ‬
‫القضائية أو النيابة العامة(وكيل اجلمهورية) أو قاضي التحقيق‪.‬‬

‫و ما يمكن مالحظت بالنسبة للمشرع الجزائري انه بدا مييل اىل األخذ أكثـر بفكـرة ضـرورة تقـدمي الشـكوى‬
‫و جعلها كشـرط يف بعـض اجلـرائم حـىت تسـتطيع النيابـة العامـة حتريـك الـدعوى العموميـة كمـا هـو احلـال مـثال‬
‫يف خمالفات املرور اذ ال تتحرك الـدعوى العموميـة إال بنـاء علـى شـكوى مـن شـخص الضـحية كمـا أن صـفح‬
‫هــذا األخــري يضــع حــدا لكــل متابعــة وهــذا مــا كرســته املــادة ‪ 442‬مــن قــانون العقوبــات اجلزائــري الــذي عــدل‬
‫مبوجب القانون ‪ 06/23‬املؤرخ يف ‪ 20‬ديسمري ‪ ، 2006‬و كذا احلال بالنسـبة لـبعض اجلـرائم البسـيطة مثـل‬
‫السب و الشتم و غريها ‪.‬‬

‫‪ 1‬طبقا لنص املادة ‪ 330‬ق ع يعاقب الزوج مرتكب جرمية ترك األسرة باحلبس من شهرين اىل سنة و غرامة مالية من‬
‫‪ 25.000‬دج اىل ‪ 100.000‬دج‬
‫‪ 2‬علما ان اجلاين يعاقب على ارتكابه هذه اجلرمية يف حالة ادانته هبا باحلبس من سنة اىل مخس سنوات و غرامة مالية من‬
‫‪ 20.000‬دج اىل ‪ 100.000‬دج‬
‫‪ 3‬غ ج م ‪ 2006/04/26‬ملف ‪ 313712‬اجمللة القضائية ‪،2006،‬العدد‪ ،1‬ص ‪597‬‬
‫‪20‬‬
‫و يب ــدو ان املش ــرع اجلرائ ــري ق ــد إقتن ــع بض ــرورة إدخ ــال فك ةةرة الص ةةلح يف امل ـواد اجلزائي ــة و جعله ــا كوس ــيلة م ــن‬
‫الوسائل احلديثة و الفعالة يف حل النزاعات اجلزائية السيما يف اجلرائم البسيطة و الـيت هلـا عالقـة مباشـرة مبصـلحة‬
‫الشخص و هذا من شأنه ان يشيع األمن و اإلستقرار و التآخي بني افراد اجملتمع و تفصيل العفو و‬
‫املساحمة عن املتابعة القضائية كمـا خيفـف عـن كاهـل القضـاء العديـد مـن النتزاعـات الـيت ميكـن حلهـا بـاللجوء اىل‬
‫الصلح ‪ .‬و هذا ما هتدف جل التشريعات املعاصرة ‪.‬‬

‫أثار تقديم الشكوى‪ :‬ال متلك النيابة العامة يف اجلرائم اآلنفة الذكر ح ّق حتريـك الـ ّدعوى العموميـة او اجلزائيـة‬
‫الشــكوى مــن الطّــرف املتضــرر‪ .‬ولــو قامـ بــذلك دون تقــدمي الشــكوى العتــربت كــل اإلجـراءات‬
‫إال بعــد تقــدمي ّ‬
‫الــيت قامـ هبــا باطلــة بطالنـاً مطلقـاً‪ .‬أمــا إذا قــدم املتضــرر شــكواه للنيابــة العامــة فإهنــا تســرتد حريتهــا يف الـدعوى‬
‫العمومية وتقوم مبباشرهتا وفقا للمصلحة اليت تراها مالءمــة‪.‬‬
‫غريأنــه إذا تنــازل الطــرف املتضــرر عــن شــكواه فــإ ّن إجـراءات املالحقــة اجلزائيــة تتوقــف وال يكــون ذلــك إال مــن‬
‫ط ــرف املتض ــرر نفس ــه‪،‬وميكن أن يك ــون التن ــازل كتابي ـاً أو ش ــفاهيا‪ .‬غ ــريً أنّــه ال جي ــوز الرج ــوع ع ــن التن ــازل ع ــن‬
‫الش ــكوى بع ــد ص ــدوره ص ــحيحاً وه ــذا هبـ ـدف محايـ ـةً املراك ــز القانوني ــة واس ــتقرارها وأن ال يك ــون ذل ــك وس ــيلةً‬
‫هتديدية يف يد املتضرر يستعملها مىت شاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلذن‪ :‬نص القانون على بعض احلاالت اليت مينع حتريك الـدعوى العموميـة مـن طـرف النيابـة العامـة‪ ،‬إال‬
‫بع ــد احلص ــول عل ــى إذن مس ــبق‪.‬وذلك يف حال ــة ارتكـ ـا بع ــض اجلـ ـرائم م ــن ط ــرف بع ــض األش ــخاص ال ــذين‬
‫يتمتعـون بصــفة معينــة‪.‬ومثال ذلــك اعضـاء الربملــان بغرفيتــة ( اجمللـس الشـعيب الــوطين وجملــس األمــة) إذا ال جيــوز‬
‫‪109 ،139‬‬ ‫متــابعتهم إالّ بعــد احلصــول علــى إذن مــن اجمللـس الشـعيب الــوطين وجملــس ألمــة وهــذا مــا أ ّكدتــه املـواد‬
‫‪ 111 ،110‬من الدستور اجلزائري ‪.‬‬
‫فــال ميكــن متابعــة أو إيقــاف النائــب يف اجملل ـس الش ـعيب وجملــس األمــة‪ ،‬كمــا أنـّـه ال جيــوز رفــع دعــوى مدني ـةً أو‬
‫جزائية ضده بسبب ما عرب عنه من آراء أو تكفظ من كالم أو سبب تصويتهم‪(.....‬م‪ 109‬من الدستور)‪.‬‬
‫‪ -‬كما انّـه ال ميكـن متابعـة النائـب يف الربملـان بسـب مـا ارتكبـه مـن جرميـة سـواء كانـ جنايـة او جنحـة إال إذا‬
‫تنازل هو سخصيا عنه ذلك‪ ،‬أو بإذن من اجمللس الشـعيب الـوطين أومـن جملـس األمـة الـذي يقـرر رفـع احلصـانه‬
‫الربملانية املشارإليها سابقاً‪ .‬وما يالحظ بالنسبة أل حكام اإلذن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أنه ال جيوز التنازل عنه بعد صدوره‪.‬‬
‫‪ -‬يرتبط بشخص املتهم فال يتعدى للعري‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر من هيئة عامة ويكون مكتوباً‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬متلك النيابة العمومية اختاذ كافه إجراءات التحري ماعدا ما تعلق منها حبرمة مسكن املتهم وحريته‪........‬‬
‫و خنلص مما سبق ان النائـب يف الربملـان اذا ارتكـب جرميـة مـن اجلـرائم املنصـوص عليهـا يف قانونالعقوبـات فانـه ال‬
‫ميكن متابعته جزائية إال باتباع إجراءات معينة و يايت على رأسها رفع احلصانة الربملانية عنـه ‪ ،‬فهـذا مـانع إجرائـي‬
‫حيــول دون متابعــة النائــب ‪.‬أمــا بالنســبة لالعمــال ســوء كانـ اراء او كــالم أو تصــوي أو انتقــاد الــيت تــدخل يف‬
‫صميم عمله الرقايب على اهلهيئة التانفيذية فانه ال جيوز اطالقا متابعته بسبها طبقا ألحكام الدستور‪.‬‬
‫ج‪ -‬الطلب‪ :‬قيد املشرع اجلزائي اجلزائـري يف بعـض اجلـرائم حـق حتريـك الـدعوى العموميـة علـى طلـب يصـدر‬
‫مــن اجلهــة املتضــررة‪ .‬وقــد نص ـ امل ـواد ‪ 161‬إىل ‪ 164‬مــن قــانون العقوبــات اجلزائــري ‪ .‬علــى هــذه اجل ـرائم‪ .‬فقــد‬
‫نصـ ـ امل ــادة ‪164‬م ــن قـ ـانون العقوب ــات (( ال جي ــوز حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة يش ــأن اجلـ ـرائم ال ــيت ترتك ــب م ــن‬
‫متعه ـدي التوريــدات واملقــاوالت للجــيش الشــعيب ال ــوطين واملتعلقــة بــإخالهلم بالقيــام بالتعهــدات إال بنــاء عل ــى‬
‫شكوى من وزير الدفاع"‪.‬‬
‫ومــا يالحــظ علــى هــذه املــادة أ ّهنــا اســتعمل عبــارة غــري ســليمة وهــي الشــكوى بــدالً مــن الطلــب‪ ،‬ذلــك أ ّن‬
‫الشكوى تصدر من شخص متضرر بنفسه وليس من هيئة عمومية‪.‬‬
‫وال بد أن يقدم الطلب بشكل كتايب ‪ ،‬و موق ًـع مـن صـاحب السـلطة املختصـة ‪ .‬كمـا أ ّن الطلـب ال يسـقط‬
‫بوفاة املوظف الذي له سلطة تقدميه‪ ،‬ألنّه متعلق بوظيفته وليس بشخصه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثا ‪:‬انقضاء ال ّدعوى العمومية‪:‬‬

‫تنقضــى ال ـ ّدعوى العموميــة انقضــاءًً طبيعي ـاً بصــدور حكــم هنــائي فيهــا‪ ،‬و مــع ذلــك توجــد أســبا أخــرى‬
‫تنقضي هبا الدعوى ‪ ،‬و هي ما نسميه باملوانع املؤبدة للـدعوى العموميـة ‪.‬وقـد نصـ علـى هـذه األسـبا املـادة‬
‫‪ 6‬مــن ق ـانون اإلج ـراءات اجلزائيــة إذا جــاء منهــا‪ ":‬تنقضــى ال ـ ّدعوى العموميــة الراميــة إىل تطبيــق العقوبــة بوف ةةاة‬
‫المتهم‪ ،‬وبالتقادم والعفو لشامل‪ ،‬و بإلغاء قانون العقوبات و بصدور حكم حائز لقوة الشيء المقضي"‪.‬‬
‫كما أضاف الفقرة األخرية من نفس املادة "‪ .....‬تنقضى الدعوى العمومية يف حالة سةحب الشةكوى إذا‬
‫كانـ هــذه شــرطاً الزمـاً للمتابعــة‪ .‬كمــا جيــوز ان تنقضــى الـ ّدعوى العموميــة بالمصةةالحة إذا كــان القــانون جييزهــا‬
‫صراحة"‪.‬‬
‫إمتنــع علــى النيابــة العامــة مـن حتريــك الـ ّدعوى العموميــة بصــفة هنائيــة‪ .‬وتقســم‬ ‫فــإذا تـوافرت هــذه األســبا‬
‫أسبا القضاء ال ّدعوى العمومية إىل أسبا عامة‪ ،‬و أخرى خاصة وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬األسةةباب العامةةة‪ :‬تتمثــل هــذه األســبا فيمــا نص ـ عليــه الفــرتة األوىل مــن املــادة ‪ 6‬مــن ق إ ج‬
‫السالفة الذكر‬
‫ّ‬

‫‪ -1-1‬وفاة المتهم‪ :‬يرتتب على وفاة املتهم انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬مامل تكن قد انقض بسبب آخر‬
‫فإذا حدث الوناة قبل حتريك ال ّدعوى العمومية امتنع رفعها‪.‬وهذا ال يؤثر يف أمر النيابة العامة مبصادرة األشياء‬
‫املضبوطة و املستعملة يف ارتكا اجلرمية‪ ،‬أما إذا حدث الوفاة بعد رفع ال ّدعوى العمومية وجب على احملكمة‬
‫أن حتكم بانقضاء ال ّدعوى دون التطرق للموضوع‪ .‬أما إذا حدث الوفاة بعد صدور حكم ابتدائي فال متلك‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وال الورثة حق الطعن فيه‪.‬و اذا صدر احلكم بتوقيع العقوبة اجلزائية فال ميكن تنفيذها إال‬
‫كان مصادرة ‪.‬‬
‫إما إذا توفـى املتهم بعد صدور احلكم النهائي فتنقضى الدعوى اجلنائية يف هذه احلاتلة هبذا احلكم ال بالوفاة‪،‬‬
‫وتكون العقوبة واجبة التنفيذ اذا كان ذات طبيعة مالية‪،‬و ذلك على تركة املتويف باعتبارها دنيا عليه و خترج‬
‫قبل تقسيم الرتكة‪.1‬‬
‫وإذا توىف املتهم بعد رفع الطغن باالستثناف أو النقض‪ ،‬فإنّه ينبغي على احملكمة ان تصرح بانقضاء ال ّدعوى‬
‫العمومية‪ .‬غري أنّه جتدر املالحظة إىل أ ّن انقـ ـضاء ال ّدعوى العمومية بوفاة املتهم‪ ،‬ال يؤثر على س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريها‬

‫‪ 1‬اصطلح الفقهاء على وضع عبارة (تدوم ) للتعبري عن كيفية توزيع الرتكة حسب األولوية ( فالتاء تعين التجهيز أية جتهيز‬
‫املي و تكفينه من ماله ‪ ،‬و الدال للديون املتعلقة بالرتكة ‪ ،‬أما الواو فللوصايا ‪ ،‬و أخريا امليم اليت يقصد هبا املرياث )‬
‫‪23‬‬
‫بالنسبة للمسامهني يف اجلرمية بل تستمر ضدهم إىل غاية صدور حكم هنائي يف ال ّدعوى‪.‬كما ال تؤثر وفاة‬
‫املتهم على ال ّدعوى املدنية بل للمدعي املدين أن يرفع دعواه ضدو ورثة املتويف طالباً التّعويضات املالية نتيجة‬
‫لألضرار اليت سببها هلم املتهم وذلك أمام القسم املدين باحملكمة أو االستمرار فيها أمام احملمكة اجلزائية بعد‬ ‫ّ‬
‫رفع ال ّدعوى املدنية إليها بطريق التبعية لل ّدعوى اجلنائية‪.‬‬
‫‪ -2-1‬التقةادم‪ :‬يقصد بالتّقادم مضى مدة زمنية من يوم ارتكا اجلرمية حددها القانون سلفاً‪ .‬حيث رتب‬
‫عليها انقضاء ال ّدعوى العمومية‪ .‬ويربر التقادم باعتبارات خمتلفة‪ ،‬و منها أ ّن مضى املدة يعد قرنية على نسيان‬
‫السلطات على‬ ‫اجلرمية‪ ،‬و كذا لصعوبة اإلثبات واستحالته يف بعض األحيان‪ ،‬ومنها رغبة حث ّ‬
‫املسارعة على تعقب اجلرمية وتقدمي مرتكبيها للمحاكمة يف أسرع وق ‪ ،‬ويأخذ بالتقادم أغلب التشريعات‬
‫اجلزائية احلديثة‪ ،‬وهذا خالفاً للنظام األجنليزي الذي ال يعرتف التقادم كسبب النقضاء ال ّدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما بالنسبةللشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإ ّن الفقه اإلسالمي اختلف يف مسألة التقادم إىل رأيني يف جرائم احلدود‬
‫وبالنسبة للتشريع اجلزائري فقد تضمن املواد ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 9‬من قانون اإلجراءات اجلزائية على املدة اليت تتقادم‬
‫فيها الدعوى العمومية وذلك حسب نوع و طبيعة اجلرائم كما استثىن بعص اجلرائم من التقادم وفقا لنص‬
‫املادة ‪ 8‬مكرر من قانون اإلجراءات اجلزائية وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حيـث تتقـادم الـدعوى يف اجلنايــات مبـرور عشـر سـنوات تســري مـن يـوم ارتكـا اجلرميــة‪ ،‬أو مـن تـاري آخــر‬
‫إجراء اختذه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إختلف فقهاء الشريعة اإل سالمية يف شأن تقادم الدعوى اجلنائية يف جرائم احلدود و التعازير إىل رأسني‪:‬‬
‫الةرأي األول ‪ :‬رأي املالكيـة و الشـافعية والروايـة الصـحيحة يف مـذهب احلنابلـة والظاهريـة إذ قـالوا‪ :‬التقـادم ال أثرلـه علـى جـرائم‬
‫احلدود‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬و هو رأي األضاف ورواية عند امحد وهي رواية ابـن حامـد ذكرهـا عنـد ابـن أيب موسـى وهـي ليسـ معتمـدة يف‬
‫املــذهب احلنبل ــي‪ .‬حيــث ق ــالوا‪ :‬ب ــأ ّن الــدعوى اجلنائي ــة يف ج ـرائم احلــدود تتق ــادم مبض ــي مــدة زمني ــة معين ــة اذا طــان دليله ــا ه ــو‬
‫الشهادة‪،‬أما اذا كان دليل اإلثبات فيها هو اإلقرار فال تتقادم‪ ،‬فمن يعرتف بارتكابه حد من احلدود فإنّه يقام عليه احلـ ّد مهمـاً‬
‫طال الزمن‪ .‬واحلدود اليت قال األحناف بتقادمهـا هـي‪ :‬حـدود السـرقة‪ ،‬الزنـا‪ ،‬والشر ‪........‬راجع‪:‬سـامح السـيد جـاد‪ ،‬تقـادم‬
‫الدعوى اجلنائية يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬جمله الشريعة و القانون‪،‬كلية الشريعة و القانون‪ ،‬ما سعة األزهـر‪ ،‬العـدد‬
‫اخلامس ‪.1990‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-‬أما الدعوى في الجنح فتتقادم بمرور ثالث سنوات كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬تتقادم الدعوى يف املخالفات مبرور سنتني كاملتني مع إتباع نفس اإلجراءات املذكورة سـابقا بالنسـبة لتـاري‬
‫بدأ حسا التقادم ‪.1‬‬
‫إذ يبــدأ حســا مـ ّدة التقــادم ابتــداء مــن اليــوم الــذي وقعـ فيــه اجلرميــة وهــذا يف حالــة عــدم اختــاذ أي إجـراء مــن‬
‫طرف السلطات املختصة (التحقيق أو املتابعة)‪.‬‬
‫إمــا إذا اختــذت بعــض إجـراءات التحقيــق أو املتابعــة فــإ ّن املـ ّدة يــتم حســاهبا مــن آخــر إجـراء اختــذ يف تلــك الفــرتة‪،‬‬
‫هذا مع العلم أن حتديد زمن ارتكا اجلرمية هو من املسائل املوضوعية اليت تعود للسلطة التقديريـة للقاضـي وال‬
‫رقابةً للمحكمة العليا عليها‪.‬‬
‫‪ -‬غــري انــه ينبغــي اإلشــارة اىل أن املشــرع اجلزائــري قــد اســتثىن بعــض اجل ـرائم مــن التقــادم حبيــث ميكــن مالحقــة‬
‫مرتكبيها يف أي وقـ و بغـض النظـر عـن زمـن ارتكاهبـا نظـرا خلطورهتـا علـى أمـن و اسـتقرار اجملتمـع و اإلقتصـاد‬
‫الــوطين و مــا تشــكله مــن خطــورة ال تــزول بتقــادم الــزمن و يتعلــق األمــر بــبعض اجلـرائم و منهــا علــى اخلصــوص ‪:‬‬
‫اجلنايــات و اجلــنح املتعلقــة باألفع ةال اإلرهابيةةة و التخريبيةةة ‪ ،‬و الجريمةةة المنظمةةة العةةابرة للحةةدود الوطنيةةة‬
‫‪،‬الرشةةوة و اخةةتالس األمةةوال العموميةةة و قــد نصـ علــى هــذا اإلســتثناء املــادة ‪ 8‬مكــرر مــن قــانون اإلجـراءات‬
‫اجلزائية‪. 2‬‬
‫‪-‬آثار التقةادم‪:‬‬
‫إذا حتقق م ّدة التقادم وجب التصريح بانقضاء الدعوى العمومية‪،‬وميتنع معهـا حـق النيابـة العامـة يف حتريـك‬
‫الدعوى العمومية بصفة هنائية‪ ،‬ويعترب التقادم من النظام العام ومن مثة ميكن للمحكمـة أثارتـه مـن تلقـاء نفسـها‪،‬‬
‫كمــا جيــوز لألطـراف التمســك بــه يف أي مرحلــة مــن مراحــل التقاضــي ولــو ألول مـ ّـرة أمــام احملكمــة العليــا‪ .3‬ومــىت‬
‫حتقق وجود التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقادم وجب احلكم بانقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء الدعوى العمومية ‪.‬وجتدر املالحظة أ ّن إذا اختذت‬

‫‪ 1‬و ينبغي عدم اخللط بني تقادم الدعوى املنصوص علبه مبوجب املواد ‪ 9، 8، 7‬من قانون اإلجراءات اجلزائية و تقادم‬
‫العقوبة الجزائية املنصوص عبه مبوجب املواد ‪ 612‬و ما يليها من نفس القانون ‪.‬حيث تتقادم العقوبة بالنسبة للجنايات‬
‫مبضي عشرين سنة من اليوم الذي يصبح فيه احلكم هنائيا ‪ ،‬و مخس سنوات بالنسبة للجنح ‪ ،‬و سنتني بالنسبة ملواد‬
‫املخالفات‪.‬‬
‫‪ 2‬يبدو من صياغة نص املادة ‪ 8‬مكرر ان ايراد املشرع هلذه اجلرائم جاء على سبيل احلصر و ليس على سبيل املثال و من مثة‬
‫ينبغي عدم التوسع يف فهم هذا النص و متديد تطبيقه على اجلرائم األخرى‪.‬‬
‫‪ 3‬و هذا ما ذهب اليه احملكمة العليا يف إحدى قراراهتا ‪:‬املؤرخ يف ‪ 1983‬ملف ‪، 27404‬اجمللة القضائية‪ 2/ 1989،‬ص‬
‫‪. 246‬‬

‫‪25‬‬
‫الســلطات املختصــة باملتابعــة أو احلقيــق إج ـراءات معينــة مثــل حمضــر الشــرطة‪ ،‬أو أمــر القــبض أوأمــر اإلحضــارفإ ّن‬
‫نص عليه املادة ‪ 7‬السالفة الذكر‪.‬‬ ‫هذه اإلجراءات تعد قاطعة للتقادم‪ ،‬حسب ما ّ‬
‫هنــا كمــا أ ّن تقــادم الــدعوى املدنيــة بالتبعيــة ال خيضــع لتقــادم الــدعوى اجلنائيــة‪ ،‬بــل ختضــع للقــانون املــدين‪ ،‬إذ‬
‫نصـ املـادة ‪ 10‬مــن ق إ ج‪":‬تتقــادم الــدعوى املدنيــة وفــق أحكــام القــانون املــدين" (‪ .)1‬و ال جيــوز رفــع الــدعوى‬ ‫ّ‬
‫املدنية امام القضاء اجلزائي بعد انقضاء الدعوى العمومية بالتقادم‪.‬‬
‫‪ - 3-1‬العف ةةو الش ةةامل‪ :‬يك ــون العف ــو الش ــامل ع ــن اجل ـرائم وذل ــك يف الظ ــروف السياس ــية أو املناس ــبات‬
‫نصـ املــادة ‪ 7/77‬مــن الدســتور اجلزائــري‪ ....":‬لــه حــق إصــدار‬
‫الرمسيــة‪ ،‬ويعــود ذلــك عــاد ًة لـرئيس الدولــة‪ ،‬فقــد ّ‬
‫العفو وحق ختفيض العقوبات أو استبداهلا"‬
‫إ ّن العفو الشامل يعطل أحكام قانون العقوبات بالنسبة للجرائم اليت بشملها العفو حبيث ينـزع الصـفة اإلجراميـة‬
‫عن الفعل املرتكب وجيعله كأن مل يكن‪.‬‬
‫فــإذا أصــدر عفــو شــامل مــن طــرف رئــيس اجلمهوريــة حســب تالتش ـريع اجلزائــري فإنـّـه ميتنــع علــى النيابــة العامــة‬
‫حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة‪ ،‬و إذا كانـ ـ ال ــدعوى ق ــد رفعـ ـ أم ــام احملكم ــة فعليه ــا التصـ ـريح بانقض ــاء ال ــدعوى‬
‫العمومية لتوافر العفو الشامل وإذ صدر العفو بعد احلكم النهائي امتنع تنفيذ العقوبة‪.‬‬
‫وال يؤثر العفو الشامل على الدعوى املدنية املرفوعة و اليت موضوعها جرب األضرار اليت خلفتها اجلرمية موضـوع‬
‫العفــو‪ .‬إالّ انـّـه قــد يــنص قــانون العفــو عــن رفــع الــدعوى املدنيــة إىل جانــب انقضــاء الــدعوى العموميــة‪ ،‬ويف هــذه‬
‫احلالة يقع على عاتق خزينة الدولة حتمل التعويضات اليت تنتج عن الدعوى املدنية‪ .‬والعفو الشامل‬
‫هو من النظام العام أيضا حيث‪.‬جيوز اثارته من طرف احملكمـة تلقائيـا‪ ،‬وجيـوز األطراف‪.‬إثارتـه يف أي مرحلـة مـن‬
‫مراحل الدعوى ومىت حتقق وجب احلكم بانقضاء الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬إلغ ةةاء قة ةةانون العقوبة ةةات‪ :‬إذا رأى املش ــرع أ ّن األفع ــال ق ــد أص ــبح غ ــري متناس ــبة م ــع ظ ــروف‬
‫‪2‬‬
‫اليت ال عقا عليها‪ ،‬وهبا يتم‬
‫اجملتمع ‪ ،‬فيمكن له نزع الصفة اجلرمية عنها ويضعها يف مصاف األفعال املباحة ّ‬

‫‪1‬‬
‫ـ قرار احملكمة العليـا املؤرخـة يف ‪ 30‬أفريـل ‪ 1981‬جمموعـة قـرارات الفرقـة اجلزائيـة‪ :‬حيـث يسـتخلص عمليـاً مـن وثـائق اإلجـراءات أن املـتهم‬
‫أودع احلبس يـوم ‪.1971/9/4‬و األمر الصادر يف شأنه يوم ‪ 1971/9/7‬منح له احلرية املؤقتـة ومل يسـتأنف التحقيـق ضـده إالّ مـن‬
‫تاري ‪ 1974/10/1‬بعد فوات م ّدة التقادم املنصوص عليها مبوجب املادة ‪ 8‬من ق إ ج فـإن التقـادم مـن النظـام العـام ميكـن‬
‫إثارت ــه يف كاف ــة مراح ــل س ــري ال ــدعوى مم ــا يس ــتوجب التص ـريح بانقض ــاء ال ــدعوى العمومي ــة ‪ .‬ق ـرار م ــؤرخ يف ‪1981/04/30‬‬
‫‪،‬جمموعة قرارات الغرفة اجلنائية ص ‪. 92‬‬
‫‪ 2‬و هو ماسيكرسه املشرع اجلزائري بالنسبة جلنح الصحافة حيث أعلن السيد رئيس اجلمهورية عن نيته يف الغاء بعض‬
‫نصوص قانون العقوبات اليت جترم عمل الصحايف ‪ ،‬و يبدو ان املشرع سيسري يف اجتاه الغاء املادتني ‪ 144‬مكرر و ‪146‬‬
‫من قانون العقوبات اليت تعاقب على القذف ‪ .‬و هذا هبدف محاية حرية الراي و التعبري‪. .‬‬

‫‪26‬‬
‫إلغــاء قــانون العقوبــات‪.‬و إلغــاء القــانون اجلزائــي يعــد ســبب م ـن أســبا انقضــاء الــدعوى العموميــة‪ ،‬و يف هــذه‬
‫احلال ــة ال متل ــك النياب ــة العام ـة ح ــق حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة‪ ،‬وإذا حرك ـ ال ــدعوى وج ــب التص ــريح بانقض ــاء‬
‫الــدعوى إللغــاء القــانون اجلزائــي‪ّ ،‬أمــا إذا صــدر حكــم هنــائي يف املوضــوع فــإ ّن الــدعوى العموميــة تنقض ـي هب ـذا‬
‫احلكــم‪ ،‬ولــيس بإلغــاء العقوبــات‪ ،‬غ ــري أ ّن إلغــاء القــانون اجلزائــي ال مينــع م ــن إقامــة الــدعوى املدنيــة مــن ط ــرف‬
‫املدنية‪،‬أما إذا كان الدعوى املدنية مرفوعة بالتبعيـة أمـام احملكمـة اجلزائيـة فـإ ّن هـذه األخـرية‬
‫ّ‬ ‫املتضرر ّأمام احملكمة‬
‫ّ‬
‫املتضرر من الطريق اجلنائي‪.‬‬
‫تستمر يف الفصل فيها ويستفيد ّ‬
‫تنقضي الدعوى العمومية باحلكم احلائز لق ّـوة الشـيء‬ ‫لقوة الشيء المقضي‪:‬‬
‫‪ -5-1‬الحكم الحائز ّ‬
‫املقضي وهذا مـا صـرح بـه أحكـام املـادة ‪ 6‬مـن ق إ ج‪ ،‬واحلكـم احلـائز لق ّـوة الشـيء املقضـي هـو ذلـك احلكـم‬
‫النهــائي الـ ّذي اســتنفذ طــرف الطعــن العادية(املعارضــة واالســتئناف) ومــن رتّ أصــبح قــابالً للتنفيــذ ويشـ ّكل عنوانـاً‬
‫أي أنّـه فاصـالً‬ ‫للحقيقة‪ ،‬وعليه مينع حتريك الدعوى العمومية ضد فعل صدر فيه حكم هنائي‪ ،‬ويتسم بالقطعيـة ّ‬
‫يف املوضــوع بصــفة قاطعــة أو حامســة وهــذا علــى خــالف األحكــام التمهيديــة والتحض ـريية أوالوقتيــة الـ ّـيت ال حتــوز‬
‫حجية الشيء املقضي يه مثل األحكام اخلاصة يتعيني خبري‪.‬‬
‫إ ّن ص ــدور احلك ــم النّه ــائي مين ــع حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة م ــن جدي ــد‪ ،‬إذ ال جي ــوز ذل ــك تطبيق ـا للقاع ــدة‬
‫مرتني بسـبب فعـل واحد"‪.‬فـذلك فإنّـه مـن النظـام العـام و علـى احملكمـة أن‬ ‫الرومانية املعروفة‪ ":‬احلكم على أحد ّ‬
‫تقضي به من تلقاء نفسها ولو تنازل املتهم عن االنتفاع به‪.‬‬
‫مســك هبــذه احلجيــة ش ـريطة ت ـوافر عناصــر‬‫فيجــوز ملــن صــدر ضــده حكــم حــائز لقـ ّـوة الشــيء املقضــي بــه التّ ّ‬
‫أساسية هي‪ :‬وحدة اخلصوم(األطراف) ووحدة السبب ووحدة املوضوع‪ ،‬فإذا حتقق هذه الشروط امتنـع حتريـك‬
‫الدعوى العمومية من جديد أمام القضاء‪.‬‬
‫إن هــذه احلجيــة قـ ّـررت حلمايــة مصــلحة عامــة داخــل اجملتمــع وهــي محايــة اســتقرار املراكــز القانونيــة لألف ـراد‪،‬‬
‫وعدم تناقض األحكام واحملافظة على هبتها وقداستها‪.‬‬
‫‪ -2‬األسبة ةاب الخاصةةة‪ :‬نص ـ الفقــرة الثانيــة مــن املــادة ‪ 7‬ق إ ج‪":‬تنفضــي الــدعوى العموميــة يف حالــة‬
‫ســحب الشــكوى إذا كان ـ هــذه شــرطاً الزم ـاً للمتابعــة ‪.‬كمــا جيــوز أن تنقضــي الــدعوى العموميــة باملصــاحلة إذا‬
‫كان القانون حييّزها صراحة" فتطبيقا هلذا الـنّص توجـد أسـبا خاصـة بـبعض اجلـرائم يـؤدي حتققهـا اىل إنقضـاء‬
‫الدعوى العمومية و مها ‪:‬سحب الشكوى‪ ،‬الصلح القانوني‪.‬‬
‫من ــع املش ــرع اجلزائ ــري النياب ــة العام ــة م ــن حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة يف بع ــض‬ ‫‪ -1-2‬س ةةحب الش ةةكوى‪:‬‬
‫ـص أيضـاً علــى انقضــاء الــدعوى‬‫اجلـرائم و علــق ذلــك علــى ورود شــكوى مــن الطــرف املتضـّرر شخصــياً‪ ،‬وقــد نـ ّ‬
‫اليت ذكرناها آنفاً‪.‬‬
‫املتضرر يف هذه اجلرائم ّ‬
‫العمومية يف حالة سحب الشكوى من طرف ّ‬

‫‪27‬‬
‫اليت يتطلب القانون تقدمي الشكوى لتحريكهـا يـؤدي بالضـرورة إىل انقضـائها وعـدم‬
‫فسحب الشكوى يف اجلرائم ّ‬
‫حتريكها من طرف النيابة العامة‪ ،‬وبالرغم من أ ّن املشـرع مل يـنص صـراحة علـى كيفيـة التنـازل عـن الشـكوى فإنّـه‬
‫يصــح أن تــتم ّأمــا كتابــة أو شــفهية‪ ،‬غــري أنـّـه جيــب أن يكــون التنــازل واضــحاً ال غمــوض فيــه‪ .‬وأهــم اجلـرائم الـ ّـيت‬
‫جيوز فيها سحب الشكوى هي‪:‬‬
‫‪-‬جرميــة الزنــا ( المةةادة ‪ 339‬عقوبةةات‪ ":‬ل تتخةةا اإلج ةراءات إلّ بنةةاء علةةى شةةكوى الةةزوج المضةةرور‪ ،‬وإن‬
‫لكل متابعة) ‪،‬‬
‫صةفح هاا األخير يضع حد ا ّ‬
‫‪ -‬جرمي ــة الس ــرقة ب ــني األق ــار و احلواش ــي واألص ــهار لغاي ــة الدرج ــة الرابع ــة (امل ــادة ‪ ":369‬ل يج ةةوز اتخ ةةاذ‬
‫اإلجراءات الجزائية بالنسبة للسرقات التّةي تقةع بةين األقةارب والحواشةي واألصةهار لغايةة الدرجةة الرابعةة‬
‫إلّ بنةةاء علةةى شةةكوى الشةةخص المضةةرور والتنةةازل علةةى الشةةكوى يقةةع حةةدا لهةةاه اإلج ةراءات")‪ ،‬هجــرة‬
‫األسرة‪ ،‬خطف القاصرة و غري ها‪.‬‬
‫وإذا مت تقـدمي التنـازل فإنّـه يضـع حـداً للمتابعـة يف اإلجـراءات أو البـدء فيهـا وهلـذا تنقضـي الـدعوى العموميــة وال‬
‫مرة ثانية عن ذات الفعل‪.‬‬ ‫جيوز حتريكها ّ‬

‫‪ -2-2‬الصة ةةلح القة ةةانوني‪ :‬نص ـ ـ املـ ــادة ‪/6‬ف‪ 3‬م ــن ق إ ج ج‪...":‬كمـ ــا جي ــوز أن تنقضـ ــي الـ ــدعوى‬
‫العمومية باملصاحلة إذا كان القانون حييزها صراحة"‪.‬‬
‫فاألصل أ ّن الدعوى العمومية ال تنقضي بالصلح ال ّذي قد يكون بني املتهم والنيابة العامة‪ ،‬باعتبـار أ ّن الـدعوى‬
‫اجلنائية ملك للمجتمع فال جيوز للنيابة التنازل عنها وإهناء املتابعة القانونية بشأهنا ‪ ،‬ولكن ميكن‬
‫استثناء من هذا األصل إجراء الصـلح مـع املـتهم وذلـك يف احلـاالت ال ّـيت يـنص عليهـا القـانون حصـراً ومنهـا علـى‬
‫اخلصوص ان القانون نص على سقوط الدعوى العمومية يف حالة إدارة الضرائب غري املباشرة‪ ،‬وإدارة‬
‫اجلمـارك (المصةالحة الجمركيةة ) و املاليـة إدارة الغابـات‪ ،‬يف متلــك الصـلح مـع املخـالفني‪ ،‬فالصـلح هنـا يســقط‬
‫‪.‬‬
‫الدعوى العمومية‬
‫و كمــا هــو عليــه الوضــع بالنســبة لغرامةةات الصةةلح النــيت نص ـ عليهــا املــادة ‪ 381‬مــن ق إ ج ج الـ ّـيت تقضــي‬
‫بأنـّـه‪ ":‬قبــل كـ ّـل تكليــف باحلضــور أمــام احملكمــة يقــوم عضــو النيابــة العامــة احملــال عليــه حمضــر مثب ـ للمخالفــة‬
‫مصرح له بدفع مبالغ على سبيل غرامـة صـلح مسـاوي للحـد األدن املنصـوص عليـه قانونـاً‬ ‫بإخطار املخالف بأنّه ّ‬
‫لعقوبــة املخالفــة" فــاذا ســدد املخــالف فيمــة الغرامــة املاليــة يف آجاهلــا القانونيــة فــان الــدعوى العموميــة تســقط يف‬
‫(‪.)1‬‬
‫هذه احلالة امام اذا رفض تسديدها فانه حيال على احملكمة حملاكمته طبقا للقانون‬

‫‪1‬ـ القسم األول من الفصل الثاين املعنون بـ‪ " :‬يف غرامة الصلح يف املخالفات" من قانون العقوبات اجلزائري‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫حق الخيار بين الطريق المدني والجنائي‬

‫األصل يف قواعد النظام القضـائي أ ّن األفعـال اجلرميـة ال ّـيت يرتتـب عنهـا نشـوء دعـوى جنائيـة‪ ،‬يسـند الفصـل‬
‫فيها إىل احملاكم اجلزائية ‪ ،‬كما أ ّن األفعـال ال ّـيت ترتـب ضـرراً األفـراد يتولـد عنهـا حـق يسـتوجب إقـراره وإثباتـه برفـع‬
‫دعوى مدنية أمام احملاكم املدنية‪.‬‬
‫ولكــن اســتناءاً مــن ذلــك ميكــن للمحــاكم اجلزائيــة أن تفصــل يف الــدعاوى املدنيــة الناشــئة واملتولــدة عــن الوقــائع‬
‫اجلرمية‪ ،‬دون أن يسلب حق احملاكم املدنية سلطة اختصاصها يف الفصل فيها‪.‬‬
‫إ ّن املش ـرع اجلزائــري مي ــنح الشــخص املتضـ ّـرر م ــن اجلرميــة حريــة االختي ــار بــني أن يرفــع دع ـواه املدنيــة بطل ــب‬
‫(‪.)1‬‬
‫الضرر ال ّذي أصابه ّإما أمام القضاء املدين باألصالة أو أمام اجلنائية بالتبعية‬ ‫التعويض عن ّ‬
‫ّأوالً‪ :‬حق الم ّدعى في الخيار بين الطريق الجزائي أو المدني‪ :‬يتأ ّكد حق اخليار مبقتضى املادة ‪ 3‬من ق‬
‫إ ج ج إذا جاء فيها‪ ... ":‬جيوز مباشرة الدعوى املدنية مع الدعوى العامة يف وق واحد أمام اجلهة القضائية‬
‫نفسها‪.‬‬
‫الضرر سواء كان مادية أو جسمانية أو أدبية مـا دامـ نامجـة‬
‫"‪...‬تقبل دعوى املسؤولية املدنية عن كافة أوجه ّ‬
‫عن الوقائع موضوع الدعوى اجلزائية"‪.‬‬
‫كما نص املادة ‪ 4‬من ق إ ج‪ ":‬جيوز أيضاً مباشرة الدعوى املدنية منفصلة عن الدعوى العمومية غري أنّه‬
‫يتعني أن ترجئ احملكمة املدنية احلكم يف تلك الدعوى املرفوعة أمامها حلني الفصل هنائياً يف الدعوى العمومية‬
‫ّ‬
‫إذا كان قد حرك "‪.‬‬
‫فــإذا اختــار املتضـ ّـرر أحــد الطـريقني فــال ميكــن لــه حبســب األصــل الرجــوع إىل الطريــق اآلخــر‪ ،‬وهــذا اســتناداً لفكــرة‬
‫العدالــة واإلنســانية فــإذا اختــار املــدعى الطريــق املــدين ورف ـع دع ـواه أمامهــا فإنـّـه كقاعــدة عامــة ال يعــود فيســحب‬
‫الدعوى بعد ذلك أو حتريكها من جديد أمام احملكمة اجلزائية بالبتيعة‪.2‬‬
‫إذ نصـ املــاة اخلامســة مــن ق إ ج ح‪":‬ال يســوغ للخصــم الــذي يباشــر دعـواه أمــام احملكمــة املدنيــة املختصـة ان‬
‫يرفعها أمام احملكمة اجلزائية"‪.‬‬
‫ولكنــه اســتثناء مــن ذلــك نص ـ الفقــرة الثانيــة مــن املــادة‪ 05‬مــن ق إ ج حي ـث أجــازت للمــدعى أن حيــول أو‬
‫ينقــل دعـواه املدنيــة مــن بــني يـدى احملكمــة املدنيـة أصــالة إىل أيــدي احملكمــة اجلزائيــة املختصــة للتبعيــة‪ ،‬وذلــك مــىت‬
‫حتقق شرطان‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫اليت تفصل فاصالً تامـاً بـني الـدعويني املدنيـة واجلزائيـة‪ ،‬وال تسـمح إطالقـاً‪ ،‬مبمارسـة‬
‫ـ وهلذا خالفاً للتشريعات اإلجنلو أمريكية ّ‬
‫الدعوى املدنية الناشئة عن اجلرمية إالّ أمام احملاكم املدنية‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1991 ،‬ص‪249‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬أن حترك النيابة العامة الدعوى اجلزائرية بعد توجه املدعى املدين إىل احملكمة املدنية‪.‬‬
‫‪ -‬أال تكون اجلهة القضائية املدنية املختصة املرفوعة أمامها الدعوى قـد فصـل يف املوضـوع و أصـدرت حكمـا‬
‫يف ذلك‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته املادة ذاهتـا "‪ ...‬إالّ أنـه جيـوز ذلـك إذا كانـ النيابـة العامـة قـد رفعـ الـدعوى العموميـة قبـل‬
‫أن يصدر من احملكمة املدنية حكم يف املوضوع"‪.‬‬
‫أما إذا اختارالطريق اجلزائـي فيجـوز لـه الرجـوع عنـه و سـلوك الطريـق املـدين وهـذا مـا قررتـه املـادة‪ 247‬س ق إ ج‬
‫ح‪ ":‬إن ترك املدعي املدين ادعاءه ال حيول دون مباشرة الدعوى املدنية امام اجلهة القضائية املختصة"‪.‬‬

‫ثانيةةا ًً‪:‬غلةةق حةةق الخة ةتيار‪ :‬هنــاك حــاالت ميتنــع فيهــاعلى املتضــرر مــن اجلرمي ـةاإللتجاء اىل القضــاء اجلزائــي‪.‬‬
‫ويبقى أمامه القضاء املدين مفتوحاً لوحده ‪،‬ومن هذه احلاالت‪:‬‬
‫* إذا كان ـ ـ ال ــدعوى اجلزائي ــة غ ــري مقبول ــة مث ــل‪ :‬وف ــاة امل ــتهم أوعف ــو ش ــامل أو غريه ــا م ــن أس ــبا إنقض ــاء‬
‫الدعوى‪.1‬‬
‫* صدور حكم يف الدعوى العمومية‪.‬‬
‫* إذا كان احملكمة اجلزائرية حمكمة استثنائيةمثل احملكمة العسكرية‪.‬‬
‫* إذا رفع املدعى املدين دعواه أمام احملكمة املدنية وفصل فيها حبكم‪.‬‬

‫ثالثا ًً‪ :‬إجراءات رفع الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائةي‪ :‬هتـدف الـدعوى املدنيـة املرفوعـة أمـام‬
‫القضــاء اجلنــائي جــرب األضـرار الــيت حلقـ املــدى املــدين مــن ارتكــا اجلرميـة‪ ،‬كمــا أن نظرهــا مــن طــرف القضــاء‬
‫اجلنــائي يــوفر التخفيــف مــن األعبــاء القضــائية حيــث ال تنظــر الــدعوى إإل مـ ّـرًة واحــدة‪ .‬كمــا أ ّن طــرق اإلثبــات يف‬
‫املواد اجلزائية أسهل من القضاء املدين‪ .‬ولذلك فإ ّن رفع الدعوى املدنية أمام القضاء اجلزائي يتم بطريقتني مها‪:‬‬

‫‪ 1‬و مثاله ما قررته احملكمة العليا يف بعض قراراهتا اذ جاء يف إحداها ما يلي ‪ ( :‬إن التعويض الذي ميكن ان‬
‫يطالب به أمام القضاء اجلزائي يرتكز أساسا على وجود اخلطأ اجلزائي ‪ ،‬فإن انعدام مثل هذا اخلطا جيعل‬
‫القاضي اجلزائي غري مؤهل من حيث اإلختصاص للفصل يف الدعوى املد نية ‪.‬جنائي‪ 14‬ماي ‪،1981‬اإلجتهاد‬
‫ةالقضائي‪،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪30‬‬
‫أ‪ -‬بطريقة التدخل‪ :‬إذا حرك النيابة العامـة الـدعوى العموميـة فإنّـه ميكـن للمتضـرر مـن اجلرميـة االنضـمام‬
‫إليهــا بــدعواه املدنيــة حيــث يتخــذ صــفه املــدعى س ـواء أمــام جهــات التحقيــق أو جهــات احلكــم‪.‬إذ نص ـ املــادة‬
‫‪ 240‬من ق ا ج ح ( حيصل اإلدعاء املدين إما أمام قاضي التحقيق طبقاً للمادة ‪ 72‬من هذا‬
‫القــانون وأمــا بتقريــر لــد قلم الكتــا الثبــات قبــل احللسـة وإمــا أثنــاء اجللســة بتقريــر يثبتــه الكاتــب أو بإبدائــه يف‬
‫مذكرات)‪.‬‬
‫فإذا حصل اإلدعاء املدين قبل اجللسة فيكون بتقريـر لـدى قلـم الكتـا ‪ ،‬وعلـى املـدعى أ ّن يبـني يف تقريـره اجلرميـة‬
‫موضوع املتابعـة و يتخـذ لـه موطنـاً خمتـاراً بـدائرة اجلهـة القضـائية املنظـورة أمامهـا الـدعوى‪ .‬مـامل لـه مـوطن فعلـي‪،‬و‬
‫هذا مأكدته املادة ‪ 240‬و ‪241‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫أما إذا حصل اإلدعاء أثناء اجللسة فيكون ذلك عن طريق تقرير يثبته الكاتب أويتم عن طريق تقدمي مـذكرات ‪،‬‬
‫وجيب إبداء هذا اإلدعاء قبل أن تبدي النيابة العامة طلباهتـا يف املوضـوع وإال كـان غـري مقبول‪(.‬املـادة ‪ 242‬مـن‬
‫ق إ ج ج)‪.‬‬
‫‪ -‬بطريق ةةة الة ةةدعوى‪ :‬إذا تراخـ ـ النياب ــة العام ــة أو مهلـ ـ يف حتري ــك ال ــدعوى العمومي ــة‪ ،‬ف ــإن املتض ــرر‬
‫ميكنــه أن جيربهــا علــى ذلــك عــن طريــق التكليــف باحلضــور املباشــر باعتبــاره طرفـاً مــدنياً‪ ،‬حيــث تــتم دعــوة املــدعى‬
‫عليــه إىل املثــول أمــام احملكمــة مباشــرة‪ .‬فــإذا كان ـ اجلرميــة جنحــة أو خمالفــةً فاحملكمــة تضــع يــدها علــى الــدعوى‬
‫اجلزائية و املدنية معاً و هذا ما تضمنته املادة ‪ 337‬مكرر من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.1‬‬
‫أو يقوم املتضرر بتقدمي شـكوى أمـام قاضـي التحقيـق إذا كانـ اجلري ـمةجناية أو جنحـةً تفـرض التحقيـق و هـذا‬
‫وفقــا للمــادة ‪ 72‬مــن ق ا ج الــيت جــاء فيهــا "جيــوز كــل شــخص يــدعى أ ّن مضــار رميــة أن يــدعى مــدنياً بــأن‬
‫يتقدم بشكواه أمام قاضي التحقيق املختص" و هذا مانسميه باإلدعاء املدين‪.‬‬
‫كم ــا أن حمكم ـة اجلناي ــات تفص ــل يف ال ــدعوى املدني ــة بع ــد فص ـلها يف ال ــدعوى العمومي ــة وذل ــك ب ــدون حض ــور‬
‫املخلفني‪.‬طبقــا ألحكــام امل ـادة ‪ 316‬ق إ ج‪ .‬وهــذا علــى خــالف حمكمــة اجلــنح و املخالف ــات وإىل تفصــل يف‬
‫الدعويني بقرار واحد‪.‬‬

‫‪ 1‬و يستعمل هذا الطريق( التكليف باحلصور املباشر امام حمكمة اجلنح يف جرائم حمددة هي ‪ :‬ترك األسرة ‪ ،‬عدم تسليم‬
‫الطفل‪ ،‬انتهاك حرمة المنزل ‪ ،‬القاف ‪ ،‬إصدار شيك بدون رصيد ) حيث حيرر املدعي التكليف باحلضور يف شكل‬
‫عريضة و يقدمه للسيد وكيل اجلمهورية الذي بعد اإلطالع عليه حيدد مبلغ الكفالة ليتم ايداعها خزانة احملكمة و تتم جدولة‬
‫القضية يف أقر جلسة ‪.‬أما يف اجلرائم األخري خيضع التكليف باحلصور اىل ترخيض من النيابة العامة ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫رابعا ًً‪ :‬مباشرة الدعوى المدنية أمام القضاء المدني‪ :‬يعود للمدعى املدين احلق يف رفع دعواه املدنيـة‬
‫الناجتــة عــن اجلرمي ـة أمــام احملكمــة املدنيــة باعتبارهــا اجلهــة األصــلية‪ ،‬ويرتتــب علــى اختيارهــا هــذا أنــه إذا مل تكــن‬
‫احملكمة املدنية قد أصدرت حكماً يف الدعوى املرفوعة أمامها فإ ّهنا تتقيد مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قاعدة الجنائي يوقف(يقةةيد أو يعقةل) المةدني‪ :‬حيـث تتوقـف احملكمـة املدنيـة عـن متابعـة الفصـل‬
‫يف الــدعوى املدنيــة لغايــة الفصــل يف الــدعوى العموميــة مــن طــرف احملكمــة اجلزائيــة‪ .‬وهــذا منعـاً لتضـار وتنــاقض‬
‫احلكم اجلزائي مع احلكم املدين(م‪ 2/5‬من ق إ ج ج)‪.‬‬
‫و يرتتب على تطبيق وإستعمال قاعدة "الجزائي يعقل المدني" أثرين هامني مها‪:‬‬
‫‪ -‬إلزام احملكمة املدنية بالتوقف حاالً عن متابعة إجراءات الفصل يف الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار القاعدة من النظام العام حبيث ال جيـوز التنـازل عنهـا ‪،‬إذ هـي قاعـدة شـرع ملصـلحة القضـاء وحسـن‬
‫سري العدالة‪ ،‬وليس ملصلحة أحد من األطراف‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعةةدة حجيةةة الحكةةم الجنةةائي علةةى الحكةةم المةةدني‪ :‬إ ّن هــذه القاعــدة تف ـرتض صــدور حكــم‬
‫جزائي سابق ضد شخص معني‪ ،‬وتفرتض وجود دعوى مدنية معروضة أمام القضـاء املـدين و مرفوعـة ضـد نفـس‬
‫الشــخص و مصــدرها الوقــائع اجلرميــة ذاهتــا الــيت فصــل فيهــا احلكـم اجلزائــي‪ ،‬فالقاض ـي املــدين ســيجد نفســه جمـرباً‬
‫بقوة القانون على مراعاة ما توصـل إليـه احملكمـة اجلزائيـة قبلـه‪ .‬ولـذلكو منعـا للتعـارض فـال جيـوز للقاضـي املـدين‬
‫أن يثب وقائع كان القاضي اجلزائي قد نفى وجودها‪ ،‬أو يقضي القاضي املدين بالتعويض عن خطـأ قـرر احلكـم‬
‫اجلزائــي نفيه‪.‬وهــذا مــا ذهبـ إليــه نــص املــادة‪ 339‬مــن القــانون املدين‪":‬القاضــي املــدين ال يتقيــد بــاحلكم اجلزائــي‬
‫إالّ يف الوقــائع الــيت فصــل فيهــا هــذا احلكــم كــان فصــله فيهــا ضــرورياً"‪ .‬وعليــه فالوقــائع الـ ّـيت مل تســبق للمحكمــة‬
‫(‪.)1‬‬
‫اجلزائية إثارهتا والفصل فيها‪ ،‬فال جتوز أيّة حجية جتاه احلكم املدين‬

‫‪ 1‬ـ قـرار‪ ":‬احلكــم اجلزائــي بادانــه الســابق ال مينــع القاضــي املــدين مــن تقســيم املســؤولية إذا تبـ ّـني لــه أ ّن الضــحية ارتكــب بعــض‬
‫اخلطأ"‪ .‬اجمللس األعلى‪ :‬الغرفة املدنية قرار رقم ‪ 24771‬بتاري ‪ 1982 /05/ 12‬نشرة القضاة ‪1982 ،‬م‪ .‬ص ‪155‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬الشةرطةةة القضائيةةة‪-‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫قبل أن تصبح ال ّدعوى العمومية جاهزة للفصل حبكم قضائي‪ ،‬ينبغي أن متر أوالً مبرحلة مجع االستدالالت اليت‬
‫الضبطة القضائية‪ .‬واألصل يف تقرير هذا النظام هو أن ال تقدم إىل احملكمة دعوى ال تسندها أسبا‬
‫تقوم هبا ّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫واضحة و جدية ومقبولة‬
‫ضبطة القضائية‪:‬‬
‫أول‪ :‬وظيفة ال ّ‬
‫الضـ ـبطية القضائية" ‪police‬‬
‫الض ـبطة اإلدارية" ‪ "police administratif‬و ّ‬
‫جيب أن منيز بني ّ‬
‫‪ ،"judiciaire‬حيث تعمل األوىل على منع ارتكا اجلرمية وذلك باخت ـاذ تدابري الوقاية واالحتياط‪.‬أما الثانية‬
‫فتكلف بـمهمة تعقب اجلرمية بعد ارتكاهبا و تتبع مرتكبيها و مجع االستدالالت و املعلومات الالزمة عنهم‪.‬‬
‫ضبط القضائي‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬أعضاء ال ّ‬
‫املادة‪ 14‬من ق ا ج ح على مايلي‪ ":‬يشمل الضبط القضائي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫نص‬
‫‪ -‬ضباط الشُّرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬أعوان الضبط القضائي‬
‫‪ -‬املوظفون‪ .‬األعوان املنوط هبم قانوناً بعض مهام الضبط القضائي "‬
‫أ‪ -‬ضباط الشرطة القضائية‪ :‬ح ّددت املادة ‪ 13‬من ق ا ج ح األشخاص الذين يلحقهم‬
‫وصف ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫الشعبية البلدية‪.‬‬
‫‪ -1‬رؤوساء اجملالس ّ‬
‫‪ -2‬ضباط ال ّدرك الوطين‪.‬‬
‫‪ -3‬حمافظوا الشُّرطة‬

‫‪1‬ـ البعض من املراجع ال تتناول بالشرح قـانون اإلدراءات اجلزائيـة اجلزائـري يتحـ ّدث خطـأ عـن النيابـة العامـة كسـلطة حتقيـق‬
‫وهو متأثر يف ذلك بالتشريع املصري الذي يعتربها كذلك و هذا خالفاً للتشريع اجلزائري الذي يعتربها سلطة اتـهام ‪.‬‬
‫‪-‬عن وزير العدل ووزير الدفاع الوطين‪ ،‬بعد مرافقة جلنة خاصة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -4‬ضباط الشُّرطة‪.‬‬
‫‪ -5‬ذوو الرتب يف ال ّدرك ورجال ال ّدرك الذين أمضوا يف سلك ال ّدرك ثالث سنوات على األقل والذين‬
‫مت تعيينهم مبوجب قرار مشرتك صادرعن وزير العدل ووزير الدفاع الوطين بعد موافقة جلنة خاصة‪.‬‬
‫‪ -6‬مفتشوا األمن الوطين الذي قضوا يف خدمتهم هبذه الصفة ثالث سنوات على األقل وعينوا مبوجب‬
‫قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير ال ّداخلية واجلماعات احمللية‪ ،‬بعد موافقة جلنة خاصة‪.‬‬
‫‪ -7‬ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذي مت تعيينهم خصيصا مبوجب قرار‬
‫مشرتك صادر عن وزير الدفاع الوطين ووزير العدل‪.‬‬
‫وما يستدعي االنتباه هنا أ ّن هنا ضابط الشُّرطة القضائية باإلضافة إىل هذه الصـفة فهـو لـه صـفة أصـلية وهـي‬
‫الضبط اإلداري وهبذا يهدف حتقيق األمن العام‪.‬‬‫أعمال ّ‬
‫الضبطية القضـائية لـذووي الرتـب يف الـ ّدرك ورجـال الـ ّدرك ومفتّشـوا األمـن الـذين‬ ‫كما أ ّن اللّجنة اليت متنح صفة ّ‬
‫أمضـوا ثــالث ســنوات هبــذه الصـ ّفة تتكــون مــن ممثــل وزيــر العــدل رئيسـاً وعضــوية كــل ممثــل لــوزير الداخليــة ووزيــر‬
‫الضـبطية القضـائية ويــنظم عمـل اللّجنــة‬ ‫الـ ّدفاع‪ ،‬حيـث جتــرى مسـابقة هلــؤالء األشـخاص حـىت يــتم مـنحهم صــفة ّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫املرسوم رقم ‪ 167 /66‬املؤرخ يف ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫ب‪ -‬أعوان الضبط القضائي‪ :‬حددت املادة ‪ 19‬من ق إ ج ح أعوان الضبطية القضائية وهم كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬موظفوا مصاحل الشرطة‪.‬‬
‫‪ -‬ذوو الرتــب يف الــدرك الــوطين رجــال الــدرك ومســتخدموا مصــاحل األمــن العســكري الـذين ليسـ هلــم صــفة‬
‫ضباط الشرطة القضائية(‪..)2‬‬
‫جة‪ -‬بعض الموظفين و األعوان المكلفين بمهام الشةرطة القضةائية‪ :‬مـنح املشـرع بعـض املـوظفني‬
‫واألعوان صفة الضبطية القضائية وذلك يف حدود معينة يتعلق بوظائفهم وقد نص علـى هـؤالء الصـنف املـادة‬
‫‪ 21‬من ق أ ج ح ويتعلق األمر بكل من‪:‬‬
‫‪ ..." -‬رؤســاء األقســام واملهندس ــون واألع ـوان الفني ــون والتقني ــون املختص ــون يف الغاب ــات ومحاي ــة‬
‫األراضي واستصالحها‪.".....‬‬

‫‪ 1‬بارش سليمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اخلزائري‪ ،‬دار الشها ‪ ،‬باتنة ‪ ،1965‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 2‬كماك ــان الق ــانون رق ــم ‪ 14 /93‬امل ــؤرخ يف ‪ 4‬ديس ــمرب ‪ 1994‬يص ــنف ذوو الرت ــب يف الش ــرطة البلدي ــة ك ــأعوان للص ــبط‬
‫القضائي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫كم ــا نص ـ ـ امل ــادة‪ 27‬م ق ا ج ح عل ــى أنّه"يباش ــر املوظف ــون و أع ـ ـوان اإلدارات واملص ــاحل العمومي ــة بع ــض‬
‫سلطات الصبط القضائي اليت تناط بـهم مبوجب قوانني خاصة رفق األوضاع ويف احلدود املبينة بتلك القوانني"‪.‬‬
‫ويــدخل ضــمن هــؤالء املوظفــون ممثل ـوا اإلدارة العموميــة و موظف ـوا مصــلحة األســعار و اإلحبــاث االقتصــادية‪،‬‬
‫كذلك موظفو مصلحة اجلمارك‪ ،‬وكذلك موظفوا مصلحة الضرائب بالنسبة للجرائم الضريبية‪.‬‬
‫الضـبط القضـائي‬
‫ويتفتح من نص املادة ‪ 22‬من ق ا ج ح أ ّن هؤالء املوظفني الـذين ميارسـون بعـض مهـام ّ‬
‫الش ــرطة‬
‫ال جي ــوز هل ــم قانونـ ـا دخ ــول املس ــاكن واملعام ــل واملب ــاين أو األفني ــة أو املس ــاكن إال حبض ــور أح ــد ض ــباط ُّ‬
‫القضائية اليت نص عليهم املادة ‪ 15‬من ق إ ج ح‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنّه ال جيوز هلم إجراء املعانيات املذكورة قبل الساعة اخلامسة صباحاً وال بعد الساعة الثامنة مساءاً‪.‬‬
‫الض ـ ــبطة‬
‫الس ـ ــلطات يف ّ‬
‫هـ ــذا باإلض ـ ــافة إىل امل ـ ــادة ‪ 28‬م ـ ــن ق ا ج ح منح ـ ـ ل ـ ـوايل بع ـ ــض امله ـ ــام و ّ‬
‫القضــائية‪ ،‬حيــث ميكــن يف حالــة االســتعجال إذا وقع ـ جنايــة أو جنحــة مرتكبــة ضــد أمــن ال ّدولــة أن‬
‫الشروط اآلتية‪:‬‬
‫يتخذ اإلجراءات الالزمة إلثبات اجلناية‪ ،‬و اجلنح متبّعاً ومراعياً ُ‬
‫‪ -‬أن ترتكب جناية أو جنحة ضد أمن الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يربر ذلك حبالة االستعجال‪.‬‬
‫‪ -‬اذا مل يتقني أن اجلهاز الفضائي قد علم باحلادث ‪.‬‬
‫‪ -‬إخطار السيد وكيل اجلمهورية خالل‪ 48‬سا اليت بلي بدء اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬رفع يده عنها للسلطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬إرسال األوراق و األشخاص املقبوض عليهم للسيد وكيل اجلمهورية المتام اإلجراءات ‪.‬‬
‫و قــد اعتــرب الــبعض كــل مــن وكيــل اجلمهوريــة و قاضــي التحقيــق مــن ضــباط الشــرطة القضــائية ‪1‬و هــذا تطبيقــا‬
‫لــنص املــادة ‪ 12‬مــن ق إج الــيت ت ــنص علــى أنــه ( يقــوم مبهمــة الض ــبط القضــائي رجــال القض ــاء و الض ــباط و‬
‫األعـوان و املوظفــون املبينــون يف هــذا الفصــل ‪)....‬و هــذا مل يعتــرب بعــض املختصــني قاضــي التحقيــق مــن أعضــاء‬
‫‪2‬‬
‫الضبط القضائي‬

‫‪. 165.166‬‬ ‫‪ 1‬موالي بغدادي ملياين ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬صص‬


‫‪Aissa Daoudi, le juge d'instruction .office national, Alger, 1993, p 7 2‬‬
‫‪35‬‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاصات الضبطية القضائية‪:‬‬
‫أسند قانون اإلجراءات اجلزائية للضبطية القضائية اختصاصات وسلطات واسعة‪ ،‬سـواء يف احلـاالت العاديـة‬
‫أو احلــاالت االســتثنائية‪ ،‬غــري أنـّـه يقتضــي‪ ،‬التّنويــه علــى أ ّن الض ـبطية القضــائية متــارس عملهــا رفــق االختصــاص‬
‫اإلقليمــي احملــدد هلــا‪ ،‬أو االختصــاص نــوعي الــذي حتــدد قضــايا معينــة ختــتص هبــا جهــات خمتصــة يف الضــبطية‬
‫الضــبطية القضــائية يف احلــاالت العاديــة رت اختصاصــاهتا ففــي احلــاالت‬
‫القضــائية‪ ،‬ولــذلك ســنتناول اختصاصــات ّ‬
‫االستثنائية حلالة التلبس ‪ .‬وذلك كما يلي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الختصاصة ةةات العادية ةةة الض ة ةبطية القضة ةةائية‪ّ :‬‬
‫نص ـ ـ املـ ــادة‪ 12‬مـ ــن ق ا ج ح علـ ــى‬
‫اختصاص الضبطية القضائية حيث جاء هبا‪ ... ":‬ويناط بالضبطالقضائي مهمـة البحـث والتّحـري عـن‬
‫الشــرطة‬
‫ـادة‪ 17‬مــن ق ا ج ح علــى أنـّـه‪ ":‬يباشــر ضــباط ُّ‬
‫نصـ املـ ّ‬
‫اجل ـرائم املقــررة يف قــانون العقوبــات‪ )....‬كمــا ّ‬
‫السلطات املوضحة يف املادتني‪ 13-12‬وتلقون الشكاوى‪ ،‬البالغات ويقومـون مـع االسـتدالالت و‬ ‫القضائية ّ‬
‫إجراء التحقيقات االبتدائية"‪.‬‬
‫إذاً فاملهم ــة األساس ــية للض ــبطية القض ــائية ه ــي مالحق ــة ومتابع ــة اجلرمي ــة بع ــد ارتكاهب ــا باإلض ــافة إىل قبوهل ــا‬
‫السيد وكيل اجلمهورية‪ .‬وقد منح قـانون‬ ‫الشكاوى والبالغات اليت ترد إليها بشأن اجلرائم‪ ،‬وأن تبلغ عنها مباشرة ّ‬
‫للضبطة القضائية وذلك مايلي‪-:‬‬
‫الصالحيات ّ‬
‫اإلجراءات اجلزائية بعض ّ‬
‫‪ -1‬النتقةال لمكةان الجريمةة‪ :‬حيـث ي ـمكن لضـابط ُّ‬
‫الشـرطة القضـائية أن يتنقـل ملكـان اجلرميـة ملعاينتهــا و‬
‫التّحفظ على اآلثار املوجودة وضبط األشياء املوجودة مبكان اجلرمية‪ .‬خاصةً يف اجلـرائم املتلـبس هبـا والـيت نصـ‬
‫عليها املادة‪ 41‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫‪ -2‬تفتيش المساكن‪ :‬جيـوز لضـابط ُ‬
‫الشـرطة القضـائية االنتقـال إىل مسـاكن األشـخاص الـذين قـد يكونوانقـد‬
‫سامهوا يف اجلرمية حيث مسح املاة ‪ 64‬من ق ا ج ح بذلك مع مراعاة بعض الشُّروط وهي‪:‬‬
‫الشخص الذي ستتخذ لديه اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬صدور رضاء صريح من ّ‬
‫‪ -‬صــدور الرضــاء مكتوبةةا ب ةةخط اليةةد مــن صــاحب ّ‬
‫الشــأن‪ ،‬فــإذا كــان ال يعــرف الكتابــة فلــه الســتعانة شــخص‬
‫خيتاره بنفسه‪ .‬مع ذكر ذلك يف محضر مع اإلشارة إىل رضاه‪.‬‬
‫* مراعاةأحكام املواد ‪.47-44‬‬
‫‪ -3‬س ةؤال المةتهم‪ :‬ميكـن لضـابط الشـرطة القضـائية سـؤال املـتهم حيـث ميكـن لـه مواجهتـه بالتهمـة و طلبــه‬
‫الرد عنها دون أن يتعدى ذلك إىل مناقشته مناقشة تفصيلية يف التهمة املسندة إليه‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪36‬‬
‫‪ -4‬حجز األشخاص‪ :‬أجاز القانون لضابط الشرطة القضائية حجز األشـخاص إذ قامـ قـرائن قويـة علـى‬
‫ارتكاهبم جرائم‪ .‬وخلطورة هذا اإلجراء فقد نص عليه الدستور يف املادة ‪ 48‬منه‪ ،‬إذ ميكن حجز‬
‫الشخص (التوقيف للنظر) م ّدة ‪ 48‬ساعة‪ ،‬مع إمكانية جتديده بتصريح كتابيا من السيد وكيـل اجلمهوريـة‪ .‬مـع‬
‫إمكانية اتصال املوقوف للنظر بأسرته‪ ،‬وإجراء فحص طيب إن طلب ذلك عند هناية التوقيف للنظر للتأكـد مـن‬
‫سالمته اجلسدية و عدم نعرضه الي شكل منأشكال التعذيب‪ .‬و قد نظم أحكام التوقيف للنظـر املـادة ‪65‬‬
‫من قانتون اإلجراءات اجلزائية‪.1‬‬
‫‪ -5‬الستيةقاف‪:‬ميكن لضابط الشرطة القضائية إيقاف أي شخص تشتبه يف أمره وال يعترب ذلك قبضـا وإمنـا‬
‫إيقاف ـا لس ـؤاله عــن هويتــه ‪ ،‬إذ ال جي ــوز لــه الق ــبض علــى األشــخاص وإمن ــا أجــاز لــه الق ــانون اس ــتدعاء الش ــاهد‬
‫لألدالء مبعلومات عن اجلرمية فقط‪.‬‬
‫‪ -6‬تفتيش األشخاص‪:‬مل ير د نص صريح يف قانون اإلجراءات اجلزائية عن تفتـيش األشـخاص‪ ،‬وبـالرجوع‬
‫إىل أحكــام املـادة ‪ 44‬الــيت جتيــز تفتــيش املســاكن‪ ،‬فإنــه ميكــن اســتنتاج أ ّهنــا جتيــز تفتـيش األشــخاص‪ .‬وقــد جــرى‬
‫العمــل علــى أ ّن األنثــى تفــتش مبعرفــة أنثــى ‪.‬وإذا قــام ضــابط الشــرطة خالف ـاً لــذلك فإنـّـه يرتتــب الــبطالن كج ـزاء‬
‫إجرائي لذلك‪.‬‬
‫قيام ضابط او عون الشرطة القضائية حتـ اشـراف و‬ ‫‪ -7‬التسرب (‪ :)INFILTRATION‬يقصد بالتسر‬
‫مسؤولية الضابط مبالحقة و مراقبـة األشـخاص املشـتبه يف ارتكـاهبم اجلرميـة سـواء كانـ جنايـة أو جنحـة و ذلـك‬
‫باإلنضمام اليهم و ايهامهم اهنم منهم سواء بصفته فاعال أصليا أو شريكا ‪.‬‬
‫حيث يستعمل صابط الشرطة هوية غري حقيقية لبلوغ اهلدف املقصود و املتمثل يف كشف اجلرمية و مرتكبيهـا ‪.‬‬
‫و يسمح بالتسر مبوجب اذن مكتو و مسبب و ذلك حت طائلة البطالن و يكون صادرا من السـيد وكيـل‬
‫اجلمهوريــة أو الســيد قاضــي التحقيــق ‪.‬و يكــون التســر يف اجل ـرائم اآلتيــة ‪ :‬ج ـرائم املخــدرات و اجلرميــة املنظمــة‬
‫العابرة للحدود الوطنية و اجلرائم املاسة بأنظمة املعاجلة اآلليـة للمعطيـات و جـرائم تبيـيض األمـوال و اإلرهـا و‬
‫جرائم الصرف‪ .‬و قد نص على هذا اإلجراء املادة ‪ 65‬مكرر‪ 11‬و ما يليها من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬

‫‪ 1‬اذ جيوز وفقا لنص املادة ‪ 65‬من ق إ ج ان ميدد هذا احلجز باذن كتايب من السيد وكيل اجلمهورية مرتني إذا تعلق األمر رائم أمن الدولة ‪ ،‬و‬
‫ثالث مرات اذا تعلق األمر باجلرمية املنظمة عرب احلدود الوطنية و جرائم تبييض األموال و جرائم الصرف‪.‬و مخس مرات يف اجلرائم االرهابية و‬
‫التخريبية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬الختصاص ةةات الس ةةتثنائية لض ةةابط الش ةةرطة القض ةةائية‪ :‬خ ــول ق ــانون اإلج ـراءات اجلزائي ــة‬
‫ص ـ ــالحيات واس ـ ــعة لض ـ ــابط الش ـ ــرطة القض ـ ــائية وذل ـ ــك يف حال ـ ــة التل ـ ــبس باجلرمي ـ ــة‪ ،‬وتعت ـ ــرب ه ـ ــذه‬
‫الصالحيات يف أصلها إجراءات حتقيق منح للضبطية القضائية استثنائياً يف حاليت اجلرمية املتلبس‬
‫هبا و اإلنابة القضائية وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختصاصةةات الشةةرطة القضةةائية فةةي حالةةة الجريمةةة المتلةةبس بهةةا‪ :‬تتســع صــالحية الضــبطية‬
‫نص ـ املــادة ‪ 41‬مــن ق إ ج ج علــى حــاالت التلــبس وذلــك‬ ‫القضــائية يف حالــة وقــوع جرميــة متلــبس هبــا‪ ،‬وقــد ّ‬
‫كما يلي‪ ":‬توصف اجلناية أو اجلنحة مبا فيا في حالة تلبس إذا كان مرتبكةً يف احلال أو عقب ارتكاهبا‪.‬‬
‫كمـا تعتـرب اجلنايــة أو اجلنحـة متلبسـاً هبـا إذا كــان الشـخص املشــتبه يف ارتكابـه إياهــا يف وقـ قريــب جـداً مــن‬
‫وق وقوع اجلرمية قد تبعـه العامة بصياح أو وجدت يف حيازته أشياء أو وجـدت آثاراودالئـل تـدعوا إىل افـرتاض‬
‫مسامهته يف اجلناية أو اجلنحة‪.‬‬
‫وتتقسم بصفة التلـبس كـل جنايـة أو جنحـة وقعـ ولـو يف غـري الظـروف املنصـوص عليهـا يف الفقـرتني السـابقتني‬
‫إذا كان ـ قــد ارتكب ـ يف منــزل وكشــف صــاحب املنــزل عنهــا عقــب وقوعهــا وبــادر يف احلــال باســتدعاء أحــد‬
‫ضابط الشرطة القضائية ال ثباهتا)‪.‬‬
‫‪ -1-1‬حالت التلةبس ‪ :‬مـن خـالل املـادة ‪ 41‬مـن ق إج ميكننـا اسـتخراج حـاالت التلـبس كمـا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مشاهدة الجرعة حال ارتكابها‪ :‬تتحقق هذه احلالة إذا شوهد اجملـرم وهـو يرتكـب اجلرميـة‪ ،‬فـإذا شـاهد‬
‫ضــابط الشــرطة اجملــرم يطعــن القتيــل بســكني ‪ ،‬أو يس ـرق اجملــين عليــه فاجلرميــة يف هــذه احلالــة يف حالــة تلــبس‪،‬‬
‫كمــا أنــه يتحقــق التلــبس يف حالــة الشــم أوالسـمع‪ ،‬فــإذا شــم الضــابط رائحـةً املخــدرتنبعث مـن فــم اجلــاين مــع‬
‫رؤيته يبلع ماد ًة فإ ّن الواقعة متلبسا هبا ‪ ،‬أو مسع طلقات نارية و مشاهدة اجلاين قادماً من نفس اجلهة‪.1‬‬
‫‪ -‬مشاهدة الجريمة عقب ارتكابها‪ :‬تعد يف حالة تلبس مشاهدة اجلرمية من طرف ال ّ‬
‫ضـابط بعـد ارتكاهبـا‬
‫للسـلطة التّقديريـة حملكمـة املوضـوع‪ ،‬ونتحقـق هـذه‬ ‫بوق قصـري‪ ،‬ومل حيـدد املشـرع قـدر هـذا الوقـ ‪ ،‬فهـو مـرتوك ّ‬
‫احلال ــة إذا ارتكب ـ اجلرمي ــة من ــذ م ـ ّدة قص ــرية كمش ــاهدة جث ــة القتي ــل تن ــزف دم ـاً‪ ،‬أو مش ــاهدة الس ــارق خارج ـاً‬
‫اباملسروقات من املنزل‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪ 18‬و ما يليها‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬تتبع الجاني من العامةة بالصةيا ‪ :‬إذا ارتكـب اجلـاين جرييمتـه و هـر لكـن العامـة تبعتـه بالصـياح‬
‫أو باإلشارة‪ ،‬اليه فإ ّن املشرع ع ّدها حالة من حاالت التلبس‪ .‬باعتبار أ ّن الصياح وراء اجلاين يعـد اهتامـاً صـرحياً‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -‬حيازة الجاني ألشياء تدل على مساهمت في الجريمة في وقت قريب ج ّد ا من وقت وقوعها‪:‬‬
‫وتتحقــق حالــة التلــبس إذا وجــد اجل ـاين بع ــد وق ـ قصــري مــن ارتكــا اجلرمي ــة وه ـو ح ــائز ألش ــياء تنب ــئ ع ــن‬
‫مشــاركته يف ارتكــا اجلرمي ــة مثــل اآلالت احلــادة أو الس ــالح أو أي أش ــياء أخ ــرى و ال ــيت ميكــن أن يك ــون هل ــا‬
‫عالقة باجلرمية املرتكبة مثل بعض املسروقات للجاين وغريها‪.‬‬
‫‪ -‬وجود آثار بالمشتب في تدل على مساهمت في الجريمة‪ :‬فإذا وجـدت آثـار علـى املشـتبه‬
‫فيه يف وق قريب من ارتكا اجلرميـة فتتحقـق أيضـاً حالـة التلـبس إذا كانـ هـذه اآلثـار هلـا عالقـة‬
‫باجلرميــة‪ ،‬مثــل وجــود بقــع دم علــى جســده أو وجهــه‪ ،‬أو وجــود جــروح علــى جســده‪ ،‬أو شــعراجملين‬
‫عليه‪.....‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬إبالغ ُّ‬
‫الشرطة القضائية بالجريمة بعد إثباتها‪ :‬و يعترب تلبسا ايضا او ما يسمى بـالتلبس اإلعتبـاري‬
‫أن ترتكــب اجلرميــة و ال يهــم الوقـ الــذي ارتكبـ فيــه‪ ،‬بــل ينبغــي أن تقــع اجلرميــة يف منــزل ويكشـف صــاحب‬
‫الشـرطة القضــائية الثباهتـا‪ .‬فهــذه اجلرميـة وقعـ يف‬
‫املنـزل عنهـا عقــب وقوعهـا ويبـادر فـوراً باســتدعاء أحـد ضــباط ُّ‬
‫وق غري معلوم رت يكشفها صاحب املنزل ويبلّغ عنها و تعد من حاالت التلبس ‪.‬مع قيام الشروط ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تقع اجلناية أو اجلنحة يف البي ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكشف صاحب املنزل عنها بعد وقوعها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبادر فوراً باستدعاء أحد ضباط الشُّرطة القضائية يف احلال‪.‬‬
‫‪ -2-1‬شةةروط التلةةبس‪ :‬يقتضــي أن تت ـوافر شــروط معينــة حــىت ينــتج التنلــبس أث ـره صــحيحاً مــن‬
‫الناحية القانونية وميكن ضباط الشُّرطة القضائية من االختصاصات االستثنائية وشـروط التلـبس هـي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ :-1-2-1‬أن يكون التلبس سابق ا على إجراءات التحقيق‪ :‬جيـب أن يكـون التلـبس سـابقاً زمنيـاً‬
‫الشـرطة باسـتعمال احلـاالت االسـتثنائية دون حتقـق حالـة التلـبس فـإ ّن هـذه‬
‫على اجراء التحقيق‪ ،‬فّإذا أقام ضـباط ُّ‬
‫االجراءات تعد باطلة‪ .‬وعن رت يرتتب البطالن على الدليل املستمد منها‪.‬‬
‫‪ :2-2-1‬أن يكتشةةف التلةةبس مةةن طةةرف ضةةابط ُّ‬
‫الشةةرطة القضةةائية‪ :‬ينبغــي أن يتحقــق مــن وجــود‬
‫حالة التلبس ضابط الشُّرطة القضائية بنفسه‪ .‬حىت ميكن له ممارسة الصالحيات االستثنائية‪ .‬أما إذا كان‬

‫‪39‬‬
‫اكتشاف حالة التلبس من طرف أشـخاص آخـرين مـن القـوة العامـة‪ ،‬أو مـن عامـة النـاس فـال تتحقـق حالـة‬
‫التلبس وفقاً للمادة‪ 41‬من ق ج إ ح‪ .‬فال تقوم حالة التلبس عن طريق البالغ أو السمع أو الرواية‬
‫‪ :3-2-1‬أن يتم اكتشاف حالة التلبس بطريق مشروع‪ :‬جيب أن يكشف ضابط الشُّرطة القضائية‬
‫حالــة التلــبس بطريقــة مشــروعة قانونـاً‪ ،‬فــإذا كانـ الوســيلة الســتعملة يف ذلــك غــري مشــروعة يرتتــب الــبطالن عــن‬
‫االجراءات الناجتة عنها فيما بعد‪ .‬فيشرتط القيام حالة التلبس صحيحة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يـتم اكتشــاف حالــة التلــبس بطريقـة عرضــية‪ ،‬كــأن يــرى ضــابط ُّ‬
‫الشـرطة القضــائية‪ ،‬رجـالً حيمــل ســالحاً‬
‫نازياً ظاهراً يف الطريق العام‪ ،‬فيسأله عن رخصة محـل السـالح فتبـني عـدم وجودهـا عنـده فيضـبطه وتثبـ حالـة‬
‫املتلبس‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم اكتشاف حالة التلبس باستخدام وسـيلة مشـروعة‪ :‬كـأن يلجـأ ضـابطاً ُّ‬
‫الشـرطة القضـائية إىل حيلـة‬
‫الشـرطة مــن شــخص معــروف باملتــاجرة باملخــدرات منــه فيتنكــر لــه يف زي مــدين‬
‫مشــروعة‪ ،‬كــأن يشــرتي ضــابطا ُّ‬
‫ويضبطه فتعترب هذه احليلة مشروعة و تقوم مبوجبها حالة التلبس‪.‬‬
‫الشـرطة القضـائية بـالتفتيش نبـاء علــى إذن‬
‫‪ -‬إذا مت اكتشـافها أثنـاء القيـام بـاجراء صـحيح‪ :‬كـأن يقــوم ضـابط ُّ‬
‫صادر من قاضي‪،‬لتحقيق‪ ،‬للتحقيق يف جرمية معينة‪ ،‬فيكشف خم ّدرات باملنزل‪.‬‬
‫‪ -3-1‬بطةةالن التلةةبس‪ :‬بع ـد التلــبس بــاطالً إذا مت اكتشــافه عــن طري ـق اجـراءات غــري ســليمة قانون ـاً‪ ،‬إومــن‬
‫ذل ــك اكتش ــافها م ــن خ ــالل اس ــتخدام وس ــيلة غ ــري مش ــروعة‪ ،‬كالتجس ــس عل ــى املن ــازل‪ ،‬أو تفتـ ـيش بيـ ـ أح ــد‬
‫األماكن بـدون اذن قـانوين‪ ،‬أو حتـريض اجملـرم علـى ارتكابـه جرميتـه لضـيطه متلـبس هبـا‪ .‬أو إذا أسـاء أوتعسـف يف‬
‫الشــرطة لتفتــيش شــخص امل ـتهم فــال يلتــزم حــدود اإلنابــة فيقــوم بتفتــيش‬
‫اســتعمال ســلطته‪ .‬كــأن ينتــد ضــابط ُّ‬
‫مسكنه فيتكشف اجلرمية‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطة ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس‪ :‬إذ حتقق حاالت التلبس الو رادة طبقـا لـنص‬
‫مالقضائية حق يف بعض االختصاصات والسلطات االستثنائية‪ ،‬واليت ال ميكنهـا ممارسـتها إال يف حالـة التلـبس إذ‬
‫يتعني عليهم إخطار وكيل اجلمهورية و االنتقال فوراً مبكان ارتكا اجلرمية‪ .1‬وممارسة الصالحيات اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 42‬من ق إج على مايلي ‪ ( :‬جيب على صابط الشرطة الفضائية الذي بلغ ناية يف حالة تلبس أن خيطر هبا‬
‫وكيل اجلمهورية على الفور رت ينتقل بدون متهل اىل مكان اجلناية و يتخذ مجيع التحريات الالزمة‪)....‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -1-2‬تعيين الخبراء‪ :‬ميكن لضابط الشرطة القضـائية االسـتعانة بـاخلرباء يف حالـة التلـبس إلجـراء املعاينـات‬
‫الالزمــة والــيت ال ميكــن تأخريهــا‪،‬و ينبغــي علــى اخل ـرباء أداء اليمــني كتاب ـةً علــى أن يبــدوا آراءهــم مب ـا متليــه علــيهم‬
‫ضــمائرهم وشــرفهم‪ .‬وهــذا مــا نصـ املــادة ‪ 49‬مــن ق إ ج‪":‬إذا اقــتض األمــر إجـراء معانيــات ال ميكــن تأخريهــا‬
‫فلضـابط الشـرطة القضــائية أن يسـتعني بأشــخاص مـؤهلني لــذلك وعلـى هــؤالء األشـخاص الــذين سـتدعيهم هلــذا‬
‫األجراء أن حيلفوا اليمني كتابة على إبداء رأيهم مبا ميليه عليهم الشرف و الضمري"‪.‬‬
‫‪ 2-2‬سةةماع الشةةهود‪ :‬ميكــن لضــابط الشــرطة منــع أي شــخص مــن مغــادرة مكــان‪ 1‬ارتك ـا اجلرميــة لغايــة‬
‫االنتهــاء مــن التحريات‪.‬ومكنـ لــه املــادة ‪ 50‬مــن ق إ ج مــن التعــرف علــى هويــة األشــخاص املتواجــدين مبكــان‬
‫اجلرمية و التحقق من شخصيتهم وعلى هؤالء األشخاص االمتثال لتعليماته ‪.‬‬

‫‪-3-2‬التوقيف للنظر‪ :‬أجازت املادة ‪ 51‬من ق إ ج من إيقاف أي شخص للنظر للمـدة ‪ 48‬سـاعة إذا‬
‫قامـ دالئــل قويــة علــى تــدل علــى مســامهة يف إرتكــا اجلرميــة‪ .‬بعــد إخطــار الس ـيد وكيــل اجلمهوريــة فــوراً"‪ .‬مــع‬
‫تقــدمي تقريــر عــن دواع ـى التوقيــف‪ .‬مــع مراعــاة اخك ـام املــادة ‪ 51‬مكــرر‪ 1‬مــن ق إ ج وإىل تــنص علــى وجــو‬
‫متكني فيه املشتبه فيه من االتصال بعائلته وإجراء الفحص الطيب عند هناية التوقيف إذا ما طلبه املعـين مباشـرةً أو‬
‫بواسطة حماميه أو عائلته ‪.‬‬
‫و ميكـ جتديــد التوقيــف للنظــر بــاذن كتــايب مــن الســيد وكيــل اجلمهوريــة أمــا إذا تعلــق األمــر باجلرميــة ضــد أمــن‬
‫الدولة فتصاعف هذه األجال‪ ،‬وجيـوز جتديـدها بـإذن مكتـو مـن السـيد وكيـل اجلمهوريـة حسـب نـوع و طبيعـة‬
‫اجلرائم املرتكبة إىل أن تصل إىل مخس مرات يوم إذا كان األمر متعلقاً باجلرائم اإلرهابية أو التخريبية‪.‬‬
‫املادة ‪ 61‬من ق إ ج على أنه ‪ (:‬حيق لكل شخص ضبط املتهم‬ ‫‪-4-2‬ضبط المتهم ‪ :‬نص‬
‫يف حــاالت اجلنايــة أو اجلنحــة املتلــبس هبــا واملعاقــب عليهــا بعقوبــة احل ـبس‪ ،‬ضــبط الفاعــل واقتيــاده إىل أقــر‬
‫مقرر لكافة أفراد اجملتمع حيث يسامهون م ـ ـ ــع الض ـ ـ ــبطية القض ـ ـ ــائية يف‬ ‫ضابط الشرطة القضائية)‪ .‬وهذا احلق ّ‬
‫الكفــاح ضــد اجلرميــة‪.‬كما جيــوز لضــابط الشــرطة القضــائية اســتعمال القــوة العموميــة الحضــار األشــخاص الــذين‬
‫رفضـوا االمتثـال لإلسـتدعاءات بعـد احلصـول علـى تـرخيص بــذلك مـن السـيد وكيـل اجلمهوريـة و مـا اكـدت عليــه‬
‫املادة ‪ 1-65‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع املادة ‪ 51‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬


‫‪41‬‬
‫‪ -5-2‬التفتةةيش‪ :‬ميكــن لضــابط الشــرطة القضــائية تفتــيش مســاكن األشــخاص ال ـ ّذين ميكــن أن يكون ـوا قــد‬
‫سامهوا يف ارتكا اجلرمية‪ .‬أو حيزون أوراقاً أو أشياء متعلقة باألفعـال اإلجراميـة املرتكبـة‪ ،‬وختضـع تفتـيش ضـباط‬
‫الشرطة للمساكن للشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حصول ضابط الشرطة على إذن مكتو صادر من وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيـق يسـمح هلـم بتفتـيش‬
‫املسكن مع ضرورة استظهاره قبل الشروع يف التفتيش(املادة ‪ 44‬من ق إج )‪.‬‬
‫‪ -‬أن يــتم التفتــيش بحضةةور صةةاحب المنةةزل‪ ،‬فــإذا تعــذر حضــوره فــإ ّن ضــابط الشــرطة القضــائية يكلّفــه بتعيــني‬
‫شخص يمثل ‪ ،‬وإذا مل يقم بذلك‪ ،‬أو كان هارباً‪ .‬يقوم ضابط الشرطة باستدعاء شخصني يعدان مبثابة‬
‫شاهدين حيضرون لعملية التفتيش من غري األشخاص اخلاضعني لسلطته بإخطار الشرطة (املـادة ‪ 45‬مـن ق أ‬
‫ج )‪.‬‬
‫‪ -‬نفس اإلجراء يتم مع الشخص املشتبه فيه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يــتم التفتــيش مــا بــني الســاعة اخلامســة صــباحاً و الثامنــة لــيالً‪ ،‬إالّ إذا طلــب صــاحب املســكن ذلــك‪ ،‬أو‬
‫وجه نداءات من داخل املسكن أو يف احلاالت االستثنائية (املادة ‪ 47‬من ق أ ج )‪.‬‬
‫أي وقـ مـن األوقـات دون التقيّـد باملواعيـد احملـ ّددة‬ ‫‪ -‬أباح قانون اإلجراءات اجلزائية تفتـيش بعـض األمـاكن يف ّ‬
‫نصـ ـ ـ عليه ـ ــا امل ـ ــادة‬
‫ـص امل ـ ــادة ‪ 47‬ق إ ج‪ ،‬وذل ـ ــك يف جـ ـ ـرائم املخ ـ ــدرات‪ ،‬ومجي ـ ــع اجلـ ـ ـرائم ال ـ ـ ّـيت ّ‬
‫مبوج ـ ــب ن ـ ـ ّ‬
‫‪،342‬و‪ 348‬ق ع‪ ،‬إذا حـ ــدث داخـ ــل الفنـ ــادق أو املنـ ــازل املفروشـ ــة أو يف الفنـ ــادق العائليـ ــة أو يف احملـ ــالت‬
‫العامــة الــذي يرتــاده اجلمهــور‪ ،‬إذا تأكــد أ ّهنــم‬ ‫املخصصــة لبيــع املشــروبات أو النـوادي أو املـراقص وكــل األمــاكن ّ‬ ‫ّ‬
‫عادة يستقبلون فيه اشخاصا ملمارسة الدعارة‪.‬‬
‫كما أباح قانون اإلجراءات اجلزائية تفتيش املساكن و كل األماكن يف اي وق من األوقـات سـواء كـان ذلـك‬
‫لــيال أو هنــارا بعــد احلصــول علـى اإلذن القــانوين مــن الســيد وكيــل اجلمهوريــة اذا تعلــق األمــر ـرائم المخةةدرات و‬
‫الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية و اجلرائم الماسة بانظمةة المعالجةة اآلليةة للمعطيةات ‪ ،‬و كـذا جةرائم‬
‫تبييض األموال و اإلرهاب و الجرائم الخاصة بالصرف ‪.‬‬
‫الس ةةر المهن ةةي‪ ،‬حي ــث جت ــب يف مجي ــع‬
‫هــذا و نشــري ان ــه ينبغــي اح ـرتام املس ـاكن الــيت يق ــيم هبــا شــخص مل ةةزم ّ‬
‫اإلجراءات للحفاظ على ذلك قبل البدء يف التفتيش‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أ ّن عدم احرتام الشروط اخلاصة بالتفتيش واملذكورة سابقا تؤدي إىل بطالن التفتيش‪.‬‬
‫‪ -6-2‬ض ةةبط األش ةةياء‪ :‬ا لزم ـ امل ــادة ‪ 42‬مــن ق إ ج ض ــباط الش ــرطة القض ــائية عن ــد التنق ــل إىل مك ــان‬
‫ارتكا اجلرمية‪ ،‬احلفاظ على كل األشياء اليت قد تؤدي إىل الكشف عـن اخلفيفـة و عرضـها علـى املشـتبه فـيهم‬
‫قصد التعرف عليها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -7-2‬اعت ةةرال المراس ةةالت و تس ةةجيل األص ةةوات‪ :‬مس ــح قــانون اإلج ـراءات اجلزائي ــة و الس ــيما امل ــادة ‪65‬‬
‫مك ــرر ‪ 5‬من ــه ال ــيت كرس ـ مبوج ــب الق ــانون رق ــم ‪ 23/06:‬امل ــؤرخ يف ‪ 20‬ديس ــمرب ‪ 2006‬املع ــدل و امل ــتمم‬
‫لقــانون اإلج ـراءات اجلزائيــة و يف حالــة اجلرميــة املتلــبس هبــا بــاإلذن بالكشــف و اع ـرتاض املراســالت الــيت تــتم عــن‬
‫طريــق الوســائل الالس ــلكية و الســلكية ‪ ،‬و كــذا التفــاط ص ــور هلــم و تســجيل األص ـوات س ـواء كــان ذل ــك يف‬
‫‪1‬‬
‫أماكن عامة أو خاصة‬

‫‪ -3‬اختصاصات الشرطة القضائية في حالة اإلنةابة القضائية‪ :‬يقصـد باإلنابـة القضـائية ذلـك األمـر‬
‫الذي يصدره قاضي التحقيق بتكليف أحد ضباط الشرطة القضائية املختص الـذي يعمـل يف تلـك الـدائرة القيـام‬
‫ببعض إجراءات التحقيق‪ .‬ومـن خـالل نـص املـادة ‪ 138‬مـن ق إ ج ‪2‬ميكننـا اسـتنتاج شـروط األنابـة القضـائية‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬شروط اإلنةابة الفضائية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يصدر أمر الند أو اإلنابة من قاضي التحقيق املختص إقليمياً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصدر أمر الند أو اإلنابة إىل أحد ضباط الشرطة القضائية املختصني إقليمياً فـال جيـوز النـد‬
‫ألعوان الضبط القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب أن ينصــب النــد علــى عمـل أو أكثــر مــن أعمــال التحقيــق خاصــة تلــك الــيت هتــدف إىل‬
‫مجع األدلة أو مساع الشهود‪....‬‬
‫‪ -‬ال جيوز إصدار أمر الند ال سـتجاو املـتهم‪ ،‬فـاال سـتجوا إجـراء خطـري سـيلزم أن يقـوم بـه‬
‫قــاض التحقيــق بنفســهطبقا لــنص املــادة ‪ 139‬ق إ ج "‪....‬وال جيــوز لضــابط الشــرطة القضــائية‬
‫استجوا املتهم ‪."....‬‬
‫‪ -‬جيب أن يصدر أمر الند بصفة صرحية ومكتوبة كما هو احلال يف مجيع إجراءات التحقيق‪.‬‬

‫‪ 1‬كما يعمل هبذا اإلجراء يف التحقيسق اإلبتدائي يف جرائم املخدرات و اجلرمية املنظمة العابرة للحدود الوطنية و اجلرائم املاسة‬
‫بأنظمة املعاجلة اآللية للمعطيات و جرائم تبييض األموال و اإلرها و جرائم الصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬حيبث تنص املادة ‪ 138‬من ق إ ج على ما يلي‪ ( :‬جيوز لقاضي التحقيق أن يكلف بطريق اإلنابة القضائية أي قاض من‬
‫قصاة احملكمة أو أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية المختصة بالعمل يف تلك الدائرة أو أي قاض من قضاة التحقيق‬
‫بالقيام مبا يراه الزما من إجراءات التحقيق يف األماكن اخلاضعة للجهة القضائية اليت يتبعها كل منهم ‪)...‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬جيــب أن يتضــمن أمــر النــد البيانــات الالزمــة عنهــا اســم مصــدره و اســم املــتهم واإلجـراء املـراد‬
‫(‪.)1‬‬
‫مباشرته وحتديد تاري الند ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬آثار األنابة القضائية‪ :‬إذا توفرت الشـروط اخلاصـة بالنـد القضـائية فإ ّهنـا تنـتج آثارهـا صـحيحة‬
‫وخاصة منها منح سلطة لضباط الشرطة القضائية للقيام بإجراءات التحقيـق املطلوبـة‪ ،‬ويعتـرب احملضـر الـذي حيـرره‬
‫حمضر التحقيق وليس االستدالل‪.‬‬

‫ولض ــابط الش ــرطة القض ــائية يف ه ــذه احلال ــة س ــلطة مس ــاع الش ــهادة م ــع حتلي ــف‪ .‬اليم ــني للش ــاهد طبق ــا للم ــادة‬
‫(‪ )140‬من ق إ ج‪ .‬كما حيوز له حجز الشخص حت ‪.‬النظر (املادة ‪ 141‬من ق إ ج)‪.‬‬
‫وجيب على ضابط الشرطة االلتزام حبدود اإلنابـة‪ ،‬والتقيـد باملـ ّدة احملـددة لـه‪ ،‬وإذا مل تكـن هنـاك حمـددة لإلنابـة ‪،‬‬
‫فعليه مرافاة قاض التحقيق باحملاضر خالل ‪ 8‬أيام التاليـة النقضـاء اإلجـراءات املتخـذة‪(.‬املادة ‪ 141‬مـن ق إج‬
‫)‪.‬و جتدر اإلشارة إىل أ ّن اإلنابة هي شخصية فاله جيوز ند الغري للقيام هبا‪.‬‬

‫‪1‬ـ اجلرائم اليت تنص عليها املواد ‪348 ،342‬هي‪ :‬جرائم حتريض القصر على الفساد‪ .‬الدعارة و الفسق‪.‬‬
‫‪ -‬اجلرائم اليت متس باألخالق و الفسق و امتهاهنا بصفة عادية‪......‬إخل‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫قةاضي التحقي ةق ‪:‬‬

‫التحقيق االبتدائي هو ذلك اإلجراء الذي يقوم به قاضـي التحقيـق وغرفـه اإلهتـام يف اجلـرائم املرتكبـة هبـدف مجـع‬
‫األدلـة وتقـديرها قصـد تقـدميها للمحاكمـة‪ .‬وهـذا حـىت ال يقـدم جلهـات احلكـم إال الـتهم الـيت ترتكـز علـى أســاس‬
‫قوي من الوقائع و القانون وهذا يشكل ضماناً لألفراد واملصلحة العامة معاً‪.‬‬
‫ويع ـد التحقيــق االبت ــدائي وجوبي ـا يف ج ـرائم اجلنايــات حي ــث جــاء يف نــص امل ـ ـادة ‪ 66‬ن ق إ ج ( التحقي ةةق‬
‫البتدائي وجوبي في مواد الجنايات اما يف مواد اجلنح فيكـون اختياريـا مـا مل يكـن مثـة نصـوص خاصـة ‪،‬كمـا‬
‫جيوز إجراءه يف مراد املخالفات إذا طلبه وكيل اجلمهورية)‪.‬‬
‫ويأخذ التشريع اجلزائري مببدأ الفصـل بـني سـلطيت اإلهتـام و التحقيق‪،‬فاإلهتـام يعـود للنيابـة العامـة‪ ،‬أمـا التحقيـق‬
‫من اختصاص قاضي التحقيق‪ .1‬ويعترب هذا املبدأ ضمانة هامـة مـن الضـمانات الـيت أخـذ هبـا التشـريع اجلزائـري‪،‬‬
‫إذ أ ّن اجلمع بني سلطيت اإلهتام والتحقيق يف شخص واحد قد تؤدي إىل األضرار حبقوق الدفاع‪.‬‬
‫كما أخذ املشرع اجلزائري مببدأ الفصل بني قضاء التحقيق وقضاء احلكم خوفاً من تأثر قاضي احلكم مبا قـام بـه‬
‫ـادة‪ 38:‬ق إ ج"تنــاط بقاضــي التحقيــق إج ـراءات البحــث و‬
‫قاضــي التحقيــق‪ ،‬وهــذا مــا صــرح بــه احك ـام املـ ّ‬
‫التحري وال جيوز له أن يشرتك يف احلكم يف قضايا نظرها بصفته قاضياً للتحقيق وإال كان ذلك احلكم باطالً"‪.‬‬

‫أولا‪ :‬خصةةائص التحقيةةق البتةةدائي‪ :‬يتميــز التحقيــق االبتــدائي بــبعض اخلصــائص األساســية ميكــن ذكرهــا‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تدوين التحقيق‪ :‬يعترب التدوين أمر الزم لصحة التحقيـق‪ ،‬ولـذلك فـإن كـل حماضـر التحقيـق تـدون مبعرفـه‬
‫كاتــب التحقيــق حــىت ميكــن الرجــوع إليهــا و‪.‬و تنــتج آثارهــا‪ .‬وهــذا مــا نصـ عليــه املــادة ‪ 68‬ق إ ج"‪ ...‬وحتــرر‬
‫نســخة مــن هــذه اإلج ـراءات عــن مجيــع األوراق ويؤشــر عليهــا كاتــب التحقيــق‪ "....‬فحضــور كاتــب التحقيــق‬
‫ألعمال التحقيق واجب وإال كان اإلجراء املتخذ باطالً‪.‬‬

‫‪ 1‬احسن بوسقيعة ‪ ،‬التحقيق القضائي ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬اجلزائر ‪. 20،21، 2006‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -2‬سة ةرية التحقي ةةق بالنس ةةبة للجمه ةةور‪ :‬تع ـ ّد إجـ ـراءات التحقي ــق سـ ـرية بالنس ــبة للجمهور‪،‬حبي ــث تع ــد‬
‫اإلج ـراءات والنتــائج املتوصــل إليهــا مــن األس ـرار الــيت جتــب عــدم إفشــائها حبيــث يلتــزم كــل شــخص ســاهم يف‬
‫التحقيق بكتمان السر املهين ‪.‬غري أ ّن هذه السرية تكون يف مواجهة اجلمهور فقط‪ ،‬أمـا اخلصـوم فـإهنم حيصـرون‬
‫إجراءات التحقيق و ميكنهم اإلطالع عليها بواسطة حمامينهم و هذا ماشارت اليه املادة ‪ 11‬ق إ ج)‪.‬‬
‫‪ -3‬علنية التحقيق بالنسبة للخصوم‪ :‬اوجب قانون اإلجراءات اجلزائية أن تتم إجـراءات التحقيـق حبضـور‬
‫اخلصوم وحتضر النيابة العامة مجيع أعمال التحقيق و حيق هلا اإلطالع على ملـف التحقيـق يف أي وقـ تشـاء‪.‬‬
‫كما حيق للمتهم إظهار حماميه أثناء التحقيق معه‪ ،‬بـل يقـع واجـب علـى قـاض التحقيـق إخباره‪.‬حبقـه يف اختبـار‬
‫و تعيني احملامي وذلك وفقاً ألحكام املادة ‪ 100‬ق إ ج وذلك قبل استجوابه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف قاضي التحقيق وخصائص و كيفية اتصال بالدعوى العمومية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريةةف قاضةةي التحقيةةق‪ :‬تناول ـ عــدة نصــوص متتاليــة عمليــة تعيــني قاضــي التحقيــق ‪ ،‬حيــث كــان‬
‫قاضي التحقيق يعني مبوجب قـرار مـن وزيـر العـدل مـن بـني قضـاة احملكمـة ملـدة ثـالث سـنوات قابلـة للتجديـد و‬
‫ذلــك طبقــا لــنص املــادة ‪ 39‬مــن قــانون اإلج ـراءات اجلزائيــة ‪.‬رت مت تعــديل هــذه املــادة مبوجــب القــانون املــؤرخ يف‬
‫‪ 2001/06/26‬حيـ ــث أصـ ــبح يعـ ــني مبوجـ ــب مرسـ ــوم رئاسـ ــي و حي ـ ــث صـ ــرح املـ ــادة ‪ 39‬مـ ــن قـ ــانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية على أنّه‪ (:‬يعني قاضي التحقيق مبرسوم رئاسي وتنهي مهامه بنفس األشكال)‪.1‬‬

‫غري انـه و بـالرجوع اىل القـانون رقـم ‪ 22/06‬املـؤرخ يف ‪ 20‬ديسـمرب‪ 2006‬املتضـمن تعـديل قـانون اإلجـراءات‬
‫اجلزائية جند ان املادة ‪ 39‬قد الغي من القانون ‪.‬و أصبح قاصـي التحقيـق يعـيم مبوجـب قـرار مـن وزيـر العـدل و‬
‫هذا وفقا للقانون األساسـي للقضـاء ‪ .‬فقاضـي التحقيـق إذا فهـو قـاض مـن قضـاة احلكـم بطبيعتـه وظيفتـه انتـد‬
‫ملهام التحقيق‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص قال التحقيق‪ :‬يتميز قاصي التحقيق باخلصائص اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬حياد قال التحقيق‪ :‬يتميز قاض التحقيق باحلياد أثناء فصله يف الدعوى املعروضة أمامـه سـواء بالنسـبة‬
‫احلقيقـة و مـن مثـة فهـو‬ ‫للنيابة أو بالنسبة للمتهم‪ .‬بل أ ّن مهمة القاضي املتحقق األساسية هـي الوصـول إىل‬
‫يبحث عن أدلة النفي و أدلة اإلثبات يف نفس الوق و هذا ما نص عليه املادة ‪ 68‬من ق إ ج ‪،‬‬

‫‪ 1‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬التحقيق القضائي ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬اجلزائر‪ ، 2006 ،‬ص ‪19‬‬
‫‪46‬‬
‫ويتحقــق هــذا احليــاد باســتقالل قاضــي التحقيــق عــن ســلطة االهتــام‪ ،‬فهــو لــيس خاضــعاً‪،‬أو تابع ـاً للنيابــة العامــة‪،‬‬
‫بــالرغم مــن أنــه ال حيقـق إال بنــاء علــى طلــب مــن الســيد وكيــل اجلمهوريــة‪ ،‬فعالقــة قاضــي التحقيــق بالنيابــة فهــي‬
‫عالقة قانونية و تنظيمة وليس عالقة تبعية ورئاسيةً كمـا أ ّن تنحيـة قاضـي التحقيـق مل يعـد مرتوكـاً لسـلطة وكيـل‬
‫اجلمهوريــة كمــا كــان ســابقاً‪ ،‬بــل إن املــادة‪ 71‬مــن ق إ ج هــذا أرجع ـ أم ــر الفصــل يف طل ـب تتحيــة قاص ــي‬
‫التحقيق لرئيس غرفة اإلهتام‪.‬بعد اتن يتتم رفع طلب التنحية من وكيل اجلمهورية مبوجب عريضة مسببة‪.‬‬
‫هذا باإلضافة فإن حيدة قاضي التحقيق تتجسد من خـالل اسـتقالالله أيضـا عـن قاضـي احلكـم‪ ،‬فلـيس لقضـاه‬
‫احلكم أن يأمروا أو ينهوا قاضي التحقيق عن القيام يعمل معني‪ .‬كما أنّه مستقل كليا عن املتقاضني‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم خضوع قاضي التحقيق للتبعية التدريجية‪ :‬حيـث يتميـز قاصـي التحقيـق عـن قضـاة النيابـة‬
‫العامــة الــذين خيضــعون لإلش ـراف الفــين و اإلداري مــن رؤســائهم كمــا مــر بنــا ســابقا ‪ ،‬فــإ ّن قضــاة التحقيــق مثــل‬
‫قض ــاة احلك ــم ال ميل ــك رؤس ــائهم إص ــدار تعليم ــات كتابي ــة أوش ــفوية هل ــم‪ ،‬و ال خيض ــعون يف أعم ــاهلم إال لرقاي ــة‬
‫ضمائرهم و للقانون‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم مسؤولية قاضي التحقيةق‪ :‬ال جيـوز مسـائلة قاضـي التحقيـق جزائيـا و مـدنيا عـن األعمـال الـيت‬
‫يقــوم مبباشـرهتا‪ .‬إال إذا جتــاوز احلــدود القانونيــة بــأن ارتكــب خطـأً جســيماً أوغشــا أو تدليســا فإنـّـه يف هــذه احلالــة‬
‫خيصع للمساءلة القانونية‪.‬‬
‫د‪ -‬قابليةةة قاضةةي التحقيةةق للةةرد‪ :‬عكــس قضــاة النيابــة العامــة فــإن قاضــي التحقيــق كقاضــي احلكــم‬
‫جيوز رده باعتبار أنّه قاضي يفصل يف نزاع قائم بني اخلصـوم ولـذلك أجـاز املشـرع طلـب تنحيـة قاصـي التحقيـق‬
‫سـواء مــن قبــل املــتهم أو املــدعى املــدين أو وكيــل اجلمهوريــة لفائــدة قاضــي حتقيــق آخر‪.‬وهــذا مــا أكدتــه املــادة‪71‬‬
‫من ق إ ج من القانون رقم ‪ 08/01‬املؤرخ يف ‪ 2001/06/26‬واملتعلق بقانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬
‫‪ -3‬اتصةةال قاضةةي التحقيةةق بالةةدعوى‪ :‬يعتــرب التحقيــق االبتــدائي وجــويب يف مـ ّ‬
‫ـادة اجلنايــات‪ ،‬و‬
‫اختيــاري يف مـواد اجلــنح‪ ،‬وميكــن إجـراؤه يف املخالفــات إذ طلبــه وكيــل اجلمهوريــة‪ .‬وبــالرغم مــن ذلــك‬
‫فــال ميلــك قاضــي التحقيــق يف اجلــرائم مــن تلقــاء نفســه ولــو كان ـ جنايــات إالّ بط ـريقتني ح ـ ّددمها‬
‫قـ ــانون اإلج ـ ـراءات اجلزائيـ ــة ومهـ ــا‪ :‬أ‪ -‬طل ــب افتتـ ــاحي مـ ــن وكيـ ــل اجلمهوريـ ــة‪.1‬أو ‪ -‬شـ ــكوى‬
‫مصحوبة بادعاء مدين‪.‬‬

‫‪Aissa Daoudi, le juge d'instruction .opcit, p 181‬‬


‫‪47‬‬
‫أ‪ -‬الطلةةب الفتتةةاحي مةةن وكيةةل الجمهوريةةة‪ :‬تــنص املـ ّ‬
‫ـادة‪ 67‬مــن ق إ ج"ال جيــوز لقاضــي التحقيــق أن‬
‫جيرى‪.‬حتقيقا إالّ مبوجب طلب من وكيل اجلمهورية إلجـراء التحقيـق حـىت ولـو كـان ذلـك بصـدد جنايـة أو جنحـة‬
‫متلبساً هبا"‪.‬‬
‫إذاً فقاضي التحقيق ال ميلك من تلقاء نفسه صالحية التحقيق ولو يف اجلنايـات باعتبـار التحقيـق فيهـا إجبـاري‪،‬‬
‫بــل يعــود ذلــك ملطلــق إرادة النيابــة العامــة لكوهنــا هــي اخلصــم يف الــدعوى العموميــة للمــتهم فاملتابعــة اجلزائيــة يف‬
‫التشـريع اجلزائــري حيكمهــا مبــدأ املالءمــة اذ يتملــك النيابــة حتريــك الــدعوى العموميــة أو حفــظ األوراق‪ . 1‬بــل إنـّـه‬
‫إذا وصــل وكيــل اجلمهوريــة وقاضــي التحقيــق يف نفــس الوق ـ ملكــان ارتكــا اجلرميــة فــال جيــوز لقاضــي التحقيــق‬
‫ـنص علــى أنّــه‪":‬إذا‬
‫ـادة ‪ 3/60‬ق إ ج تـ ّ‬ ‫الشــروع يف التحقيــق إالّ بطلــب مــن وكيــل اجلمهوريــة وفقــا ألحكــام املـ ّ‬
‫وصل وكيل اجلمهورية وقاضي التحقيق ملكان احلـادث يف آن واحـد جـاز لوكيـل اجلمهوريـة أن يطلـب مـن قاضـي‬
‫التحقيق يف افتتاح حمضر حتقيق قانوين"‪.‬‬
‫ولقاضي التحقيـق سـلطة اهتـام كـل شـخص سـاهم بصـفته فـاعالً أو شـريكاً يف الوقـائع اجلرميـة‪ ،‬وإذ وصـل لعلـم‬
‫قاضــي التحقيــق وقــائع مل يشــر إليهــا يف الطلــب االفتتــاحي تعــني عليــه إحالــة ذلــك فــوراً لوكيــل اجلمهوريــة لتلقــي‬
‫الشكاوى و البالغات اليت تثبـ تلـك الوقائع‪.‬حسـب املـادة ‪ 67‬ق إ ج)‪ .‬وميكـن أن يكـون الطلـب االفتتـاحي‬
‫موج ــب ض ــد ش ــخص مع ــني أو ض ــد ش ــخص غ ــري مس ــمي‪ .‬ف ــاذا ارالتكب ـ جرمي ــة م ــن ن ــوع جناي ــة ف ــان وكي ــل‬
‫اجلمهوريــة جيــد نفســه مصــطرا لتقــدمي طلــب افتتــاحي للســيد قاص ــي التحقيــق للتحقيــق يف اجلنايــة لك ــون ذل ــك‬
‫وجوبيـا يف اجلنايــات ‪ ،‬امـا اذا كانـ اجلرميــة مـن نــوع اجلنحــة فهـو لــه احلريـة إن شــاء أحاهلــا علـى قاضـي التحقيــق‬
‫للتحقيــق فيهــا او يــأمر باحالتهــا مباشــرة علــى حمكمــة اجلــنح اذا مل تكــن هنــاك نصــوص خاصــة تفــرض التحقيــق‬
‫فيهــا ‪.‬أمــا بالنســبة للمخالفــات فيحيلهــا الســيد وكيــل اجلمهوريــة مباشــرة علــى حمكمــة اجلــنح باعتبــار ان التحقيــق‬
‫فيها جوازيا ‪.‬‬

‫‪-1‬أحسن بو سقيعة ‪ ،‬التحقيق القضائي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬


‫‪48‬‬
‫‪ -‬الش ةةكوى م ةةن المتض ةةرر‪ :‬يتص ــل قاض ــي التحقي ــق أيضـ ـاً بال ــدعوى العمومي ــة ع ــن طري ــق ش ــكوى‬
‫‪1‬‬
‫ـادة ‪ 72‬ق إ ج‪":‬جيــوز لكــل شــخص يــدعى بأنـّـه مضــار‬ ‫مصــحوبة بادعــاء مــدين وهنــا حســب مقتضــيات املـ ّ‬
‫رمية أن يدعي مدنياَ ًً بأن يتقدم بشكواه أمام قاضي التحقيق املختص"‪.‬‬
‫وإذا تقدم املدعى املدين بشكواه أمـام قاضـي التحقيـق فـال جيـوز لوكيـل اجلمهوريـة أن يطلـب مـن قاضـي التحقيـق‬
‫عــدم التحقيــق يف الشــكوى‪ .‬وعليــه إذا قــدم الشــكوى لقاضــي التحقيــق فإنّــه يعرضــها علــى وكيــل اجلمهوريــة‬
‫إلبــداء طلبــات بشــأهنا يف أجــل قــدره مخســة أيــام ‪ ،‬مــا مل تكــن الوقـائع ألســبا متــس بالــدعوى العموميــة نفســها‬
‫غــري جــائز قانون ـاً متابعــة التحقيــق مــن أجلهــا‪.‬أو كانـ الوقــائع ال تقبــل أي وصــف جزائــي و هــذا وفقــا للم ـادة‬
‫‪ 2/73‬من ق إ ج ‪ .‬فإذا مل يوافق قاضي التحقيق على طلبات وكيـل اجلمهوريـة فيجـب إصـدار أمرمسـببا مي ّكـن‬
‫الطعن فيه من قبل وكيل اجلمهورية أمام غرفة االهتام ‪.‬‬

‫ثالثة ة ا‪ :‬اختصاص ةةات قاض ةةي التحقي ةةق‪ :‬نتع ــرض أوالً لكيفي ــة حتدي ــد االختص ــاص احملل ــي لقاض ــي‬
‫التحقيق رت لالختصاص الوظيفي و ذلك كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الختصاص المحلي‪ :‬يتحدد االختصاص احمللي أو اإلقليمي للسيد قاصي التحقيـق وفقـا‬
‫املادة ‪ 40‬من ق إ ج وذلك إما‪:‬‬‫ألحكام ّ‬
‫‪ -‬مبكان إلقاء القبض على املشتبه فيه‪.‬‬
‫‪ -‬مبكان ارتكا اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -‬مبحل إقامة أحد األشخاص املشتبه فيهم الرتكا اجلرمية‪.‬‬
‫كم ــا جي ــوز توس ــيع االختص ــاص احملل ــي للس ــيد قاص ــي التحقي ــق اىل خ ــارج دائرت ــه األص ــلية و ذل ــك يف ج ـ ـرائم‬
‫املخــدرات و اجلرميــة املنظمــة العــابرة للحــدود الوطنيــة و اجلـرائم املاســة بأنظمــة املعاجلــة اآلليــة للمعطيــات و جـرائم‬
‫تبييض األموال و اإلرها و جرائم الصرف‪.‬‬
‫على أنّه ميكن أن مييز هذا االختصاص يف حالة الضرورة بقرار من وزير العدل إىل دائرة اختصـاص حمـاكم أخـرى‬
‫ويتم ذلك بتكليف من وكيل اجلمهورية املختص حملياً‪(.‬م‪3 ،2/40‬من) ق إ ج‪.‬‬

‫‪Aissa Daoudi, le juge d'instruction .office national, Alger, 1993, p26 1‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬اختصاصةةات قاضةةي التحقيةةق‪ :‬إذا اتصــل قاضــي التحقيــق بالــدعوى حســب الكيفيــات احملــددة‬
‫ســابقاً‪ .‬فإنــه تصــبح لديــه ســلطة واســعة يف اختــاذ اإلج ـراءات الــيت يراهــا مناســبة للوصــول إىل احلقيقــة وكشــف‬
‫الستار عن اجلرميـة و مرتكيبهـا‪ .‬حيـث مـنح لـه القـانون صـالحيات هتـدف لـذلك وميكـن تقسـمها إىل نـوعني مـن‬
‫اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراءات هتـدف إىل مجـع األدلـة‪ ،‬والبحـث عـن احلقيقـة سـواء الدانـة أو تربئـة سـاحة املـتهم( أدلـة النفـي و‬
‫أدل ـ ــة اإلثب ـ ــات ) وتتمث ـ ــل يف االنتق ـ ــال ملك ـ ــان اجلرمي ـ ــة‪ ،‬ض ـ ــبط األش ـ ــياء‪ ،‬احلج ـ ــز‪ ،‬التفت ـ ــيش‪ ،‬مس ـ ــاع الش ـ ــهود ‪،‬‬
‫االستجوا ‪....‬إخل‪.‬‬
‫‪ -2‬إجراءات تأخذ شكل أوامر تتخذ احتياطيا ضد حرية(املتهم مثل أمر اإلحضار أمـرالقبض‪ ،‬احلـبس املؤقـ ‪،‬‬
‫اإلفراج‪ ،‬أمر التصرف يف التحقيق‪ .....،‬وستنادل ذلك بباجياز وفقا ملا يلي ‪:‬‬

‫الخاصةةة بة ةجمع الةةدليل‪ :‬ميكــن التطــرق اىل هــذه اإلج ـراءات بالشــكل‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ -‬إجةةراءات التحقيةةق‬
‫اآليت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬النتقال لمكان الحادث‪ :‬يعد هذا اإلجراء من أهم اإلجراءات ال يـيمكن اللجـوء اليهـا ألنّـه يسـهل‬
‫من مهمة القاضي املتحقق‪ ،1‬حيث ينتقل إلجراء املعانيات الضرورية و القيـام بـالتفتيش‪ ،‬وي ـخطر و يعلـم وكيـل‬
‫اجلمهورية بذلك الـذي جيـوز لـه مرافقتـه‪ ،‬ويسـتعني قاضـي التحقيـق دائمـاً بكاتـب التحقيـق وحيـرر حمضـراً مبـا يقـوم‬
‫بــه مــن إجـراءات يوقــع عليــه الكاتــب و القاضــي‪ .‬وهــذا مــا قضـ بــه املــادة ‪ 79‬مــن ف إ ج ج‪.‬وإذا قــام قاضــي‬
‫فص عليها املواد ‪45‬و‪ 47‬من ق إ ج‪.2‬‬ ‫التحقيق بالتفتيش فعليه مراعاة الشروط اليت ّ‬
‫غــري أنـّـه يف مـواد اجلنايــات جيــوز إجـرار التفتــيش ولــو خــارج الســاعات احملــددة مبوجــب املــادة‪ 47‬م إ ج‪ ،‬شــرطية‬
‫أن يكـون يقةةوم بةةالتفتيش بنفسة وبحضةةور وكيةةل الجمهوريةةة طبقــا لـنص املــادة ‪ 82‬م إ ج‪ .‬ويكــون التفتــيش‬
‫ط‪.‬‬
‫منصباً على مسكن املتهم فق ً‬
‫كم ــا ميك ــن إج ـ ـراء التفت ــيش عل ــى مس ــكن أش ــخاص آخ ـ ـرين غ ــري ش ــحص امل ــتهم رهن ـ ـاً جي ــب التقي ــد بإقـ ــام‬
‫املادتني‪ 45‬و‪ 47‬من م إ ج‪.‬‬
‫ب‪ -‬نة ةدب الخب ةراء‪ :‬إذا تعلــق األمــر بإحــدى املســائل الفنيــة الــيت يســتدعى رأي ـاً متخصص ـاً‪ ،‬جــاز لقاضــي‬
‫التحقيق أن يند خبري إلجراء املعانيات الالزمة و ذلك من اخلرباء املعتمدين لدى احملكمـة و املقيـدين ـدول‬
‫اخلرباء ‪ ،‬أما يف احلاالت االستثنائية فيجوز له االحتيار من خارج هذا اجلدول حسب املادة ‪ 143‬م إ ج)‪.‬‬

‫‪Aissa Daoudi, le juge d'instruction .office national, Alger, 1993, p 511‬‬


‫‪-2‬و يقصد هنا بالشروط املتعلقة باحرتام إجراءات التفتيش و اوقات التفتيش اليت نص عليها املادة ‪ 45‬و ‪ 47‬من ق إ ج‬
‫‪50‬‬
‫حيـدد قاضـي التحقيـق املهمــة للخبـري و الـذي ال جيـوز لــه اخلـروج عليهـا‪ ،‬حيـث تنصــب علـى املسـائل الفنيـة فقــط‬
‫تطبيقــا الحكــام ‪ 146‬مــن ق إج ‪ ،‬كمــا أنـّـه حيــدد لــه املهلــة الــيت يقــدم فيهــا تقريــر اخلــربة‪ ،‬م ـع إمكانيــة متديــدها‬
‫بطلــب م ــن اخلب ــري‪ ،‬غ ــري أنّــه إذا مل تق ــدم اخل ــربة يف امليعــاد احمل ــدد‪ .‬يتع ــني عل ــى اخلب ــري إرج ــاع األوراق و التقري ــر‬
‫لقاضي التحقيق يف ظرف ‪ 48‬سـاعة دون اإلخالل بالغقوبات التأديبية الـ يتنجـر عـن ذلـك و الـيت ميكـن ان‬
‫تصل اىل حد شطب أمسائهم من جدول اخلرباء (املادة ‪ )148‬ق إ ج‪.‬‬
‫يش ــار أ ّن اخلبـ ــري ملـ ــزم ب ــأداء اليمـ ــني قبـ ــل إجنـ ــاز خربت ــه خاصـ ــة إذا كـ ــان مـ ــن اخل ـ ـرباء غـ ــري املقيـ ــدين يف جـ ــدول‬
‫اخلرباء‪(:‬املادة ‪ 145‬من ق إ ج )‪.‬‬
‫ج‪ -‬التفتيش‪ :‬لقاضي التحقيق حق تفيش املساكن و األماكن و األشخاص وذلك بالبحث عن األدلة الـيت‬
‫تكشف اجلرمية‪.‬و نظرا خلطورة عملية التفتنـيش علـى حرمـة املسـكن الـذي قـرر لـه الدسـتور محايـة خاصـة مبوجـب‬
‫املــادة ‪ 40‬منــه فــان القــانون نظــم عمليــة التفتــيش و احاطهــا ملــة مــن اإلج ـراءات و رتــب الــبطالن كــإجراء يف‬
‫حالة خمالفتها ‪.‬‬
‫‪ -‬األصــل أ ّن قاضــي التحقيــق ال يباشــر التفتــيش إالّ بصــحبةكاتبه الــذي حتــرر حمضـراً ميــع اإلجـراءات املتخــذة‬
‫(املادة ‪ 2/79‬من ق إ ج )‪.‬‬
‫‪ -‬عند انتقاله للتفتيش خيطر وكميل اجلمهورية الذي له احلق يف مرافقته‪ (.‬املادة ‪.)1/ 79‬‬
‫‪ -‬ميكــن لقاضــي التحقيــق إال دوائــر اختصــاص حمــاكم أخــرى للتفتــيش‪ ،‬بعــد أخطــار وكيــل اجلمهوريــة حملكمتــه‪،‬‬
‫ووكيل اجلمهورية الدائرة اإلفتصاص الخرى‪ ،‬ويشري يف حمضر التفتيش إىل األسبا اليت دفعته هلذا اإلجراء‪.‬‬
‫‪ -‬لقاضي التحقيق حق تفتيش مجيع األماكن اليت عليه القوا تارخيها على أشياء تفيـد احلقيقـة طبقـا لـنص املـادة‬
‫(‪ )81‬من ف إ ج ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا باشر قاضي التحقيق بتفتيش مسكن املتهم‪ ،‬يقع عليه احرتام املواد من‪45‬إىل‪ 47‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫‪ -‬اسـتثناء‪ ،‬ويف مـواد اجلنايــات‪ ،‬ميكـن لقاضـي التحقيــق وحـده مباشــرة التفتـيش يف غـري األوقاتاحملــددة مبوجـب املــادة‬
‫‪ 47‬من ق إ ج ‪ ،‬شرط أن يباشر التفتيش بنفسه وحبضور وكيل اجلمهورية‪(.‬املادة ‪ 82‬ت إ ج)‪.‬‬
‫د‪ -‬سةةماع الشةةهود‪ :‬تعــد الشــهادة مــن بــني أهــم األدلــة الــيت يلجــأ قاصــي التحقيــق للبحــث عــن احلقيقــة و‬
‫لذلك خول له قانون اإلجراءات مساع أي شـخص ميكنـه ان يسـاعد يف الوصـول اىل احلقيقـة و قـد كرسـ املـادة‬
‫‪ 88‬و مايليها من قانون اإلجراءات اجلزائية هذا األمر ‪ ،‬بل و اعتربت انه جيوز لقاضي التحقيق اسـتعمال القـوة‬
‫العمومية يف سبيل احضار شاهد لسماعه ‪ ،‬و عليه فإن كل شخص استدعى للشهادة يؤدي‬

‫‪51‬‬
‫اليمــني رافعـاً يــده اليمــىن بالصــيغة اآلتيــة‪ ":‬أقسةةم بةةاع العظةةيم أن تكلةم بغيةةر حقةد ول خة ِ‬
‫وف وأن أقةةول كةةل‬
‫الحق ول شيء غير الحق"‪.‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫وقد قض احملكمة العليا يف إحدى قراراهتا‪ ،‬بنقض احلكم الذي مل يشر إىل أداء اليمني مـن طـرف الشـهود‬
‫كما قض يف قرار آخر أنّه ال يشرتط ذكر الصيغة املبينـة سـابقاً بأكملهـا بـل املهـم يف ذلـك هـو قـول احلـق وهـو‬
‫(‪.)2‬‬
‫األمر اجلوهري يف حلف اليمني‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن مساع شهادة القصر اىل سن السادسة عشرة دون أداء اليمني(املادة ‪ 93‬ق إ ج‪).‬‬
‫الشاهد احلضور ألداء الشهادة جيوز القاضي لتحقيق بنـاء علـى طلـب مـن وكيـل اجلمهوريـة احضـاره‬
‫‪ -‬إذا رفض ّ‬
‫حرياً بالقوة العمومية مـع احلكـم عليـه بغرامـة مـن ‪ 200‬إىل ‪2000‬دج‪ .‬غـري إذا حضـر فيمـا بعـد وقـدم اعـذاراً‬
‫مقبولـة ميكـن لقاضـي التحقيــق اعفـاؤه منهـا أو جـزء منهــا‪ .‬وكـذلك بالنسـبة للشــاهد الـذي حيضـر و ال يــؤدي‬
‫اليمني والشهادة‪.‬‬
‫‪-‬ميكن لقاضي التحقيق أن ينتقل لسماع شهادة الساهد الذي تعذر حضوره ألسبا مقبولة قانوناً‪.‬‬
‫‪ -‬يــؤدي الشــاهد شــهادته أمــام قاضــي التحقيــق مبســاعدة الكاتــب دون حضــور املــتهم ويوقــع علــى كــل صــفحة مــن‬
‫صفحات التحقيق كل من القاضي وكاتب التحقيق والشاهد واملرتجم إن وجد أثناء التحقيق(م ‪ 94‬ق ا ج‪).‬‬
‫‪ -‬اذا كــان الشــاهد أصــم أو أبكــم توضــع لــه أســئلة كتابيــة و جييــب عنهــا بالكتابــة ‪ ،‬و اذا كــان الشــخص ال يعــرف‬
‫الكتابة عني القاضي له مرتمجا يكمنه احلديث نيابة عنه و يشار اىل ذلك يف احملضر‪.‬‬
‫يعــد االســتجوا واملواجهــة إحــدى االجـراءات األساســية واملهم ـة الــيت يقــوم‬ ‫د‪ -‬السةةتجواب والمواجهةةة‪:‬‬
‫هبا قاضي التحقيق إلظهار احلقيقة‪ ،‬ونفرق بني نوعني من االستجوا ‪:‬‬
‫‪ -1‬السةةتجواب األولةةي( المثةةول األول)‪ :‬ويكــون هــذا االســتجوا عنــدما ميثــل املــتهم ألول مــرة أمــام‬
‫قاضــي التحقيــق حيــث يكتفــي بــالتعرف علــى هويــة املــتهم وفيــه ال ميكــن لقاصــي التحقيــق أن يقــوم باســتجوا‬
‫املــتهم يف موضــوع التهمـ ـة مباشــرة و مناقشــته فيهــا و قــد ااعتــرب الــبعض أن احلضــور األول ســالح قضــائي خطــري‬
‫جيب استعماله حبذر منن طرف صاحبه‪ 3‬و قد حدد املشرع اإلجرائي أغراض هذا االستجوا بالنقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1-1‬إسةةناد التهمةةة‪ :‬يقــع علــى قاضــي التحقيــق مســؤولية إســناد التهمــة املوجهــة لــه قانون ـاً والــيت تش ـكل‬
‫جرمية حسب مقتصيات أحكام قانون العقوبات‪ .‬كما توجيه التهمة للمتهم يف احلضور األول من بني احلقوق‬

‫‪1‬ـ قرار‪ :‬جنائي ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،1968‬جمموع اإلحكام‪ ،‬ص ‪.386‬‬


‫‪2‬ـ قرار‪ :‬جنائي ‪ 26‬نوفمرب ‪ ،1985‬اجمللة القضائية‪ ،1 /1990 ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪Aissa Daoudi, le juge d'instruction .office national, Alger, 1993, p111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫الــيت كرســها قــانون اإلجـراءات اجلزائيــة اذ ال جيــوز تــأخري التهمــة و هــذا حــيت يأخــذ املــتهم علمــا مبركــزه القــانوين و‬
‫يــتمكن مــن حتضــري دفاعــه و قــد نص ـ العديــد مــن التش ـريعات اجلزائيــة علــى بطــالن التهمــة املتــاخرة‬
‫( ‪ )inculpation tardive‬و يف هـذا الشـان منعـ املـادة ‪ 2/89‬مـن قـانون اإلجـراءات اجلزائيـة مـن‬
‫مســاع أشــخاص توجــد دالئــل قويــة ضــدهم الرتكــا اجلرميــة بوصــفهم شــهودا ألن هــذا ســيحرمهم مــن‬
‫حق الدفاع ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الح ةةق ف ةةي الص ةةمت‪ :‬ب ـ ـخري قاض ــي التحقي ــق امل ــتهم ب ــأن ل ــه احل ــق يف ع ــدم اإلدالء ب ــأي تص ــريح يف‬
‫احلضــور األويل و يعــد هــذا اإلج ـراء اج ـراء جوهريــا يرتتــب علــى عــدم مراعاتــه الــبطالن ‪ .1‬غــري أنّــه إذا أراد املــتهم‬
‫طواعية التصريح مبعلومات فإ ّن قاضي التحقيق سيتلقاها على الفور منه ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬تنبية المةتهم بحقة فةي اإلسةتعانة بمحةام‪ ::‬ينبـه قاضـي التحقيـق املـتهم بأنّـه لـه احلـق يف اختيـار‬
‫احملامي‪ ،‬فإذا مل تبني له إمكانيات مادية الختيار حمامي‪ ،‬فإ ّن القاضي يعني له حمامي و هو ما يصـطلح عليـه بنظـام‬
‫املســاعدة القضــائية‪.‬أما إذا تنــازل املــتهم عــن حقــه يف اإلســتعانة مبح ــام ف ــإن فاض ــي التحقيــق سيش ــرع يف مناقشــته‬
‫مناقشة تفصلية يف موصوع التهمة ‪.‬‬
‫كما ينبه قاضي التحقيق املتهم إىل ضرورة إعالمـه بكـل تغبـري علـى عنوانـه كمـا ميكـن للمـتهم اختيـار مـوطن لـه يف‬
‫ـالرغم مـن‬
‫دائره اختصاص احملكمة‪ ،‬وقد نص على هذه األحكام املادة ‪100‬من قـانون اإلجـراءات اجلزائريـة‪ .‬وب ّ‬
‫ـالف املـادة ‪ 100‬أن جيـري اسـتجواباً موضـوعيا إذا دعـ حالـة اإلسـتعجال ذلـك‪،‬‬
‫ذلك جيوز لقاضي التحقيق خ ً‬
‫مثل وجود شاهد يف خطر املوت أو وجود دالئل على وشك االختفاء مع ذكـر ذلـك يف حمفـر التحقيـق وفقـا لـنص‬
‫‪ 101‬ق ا ج‪.‬‬
‫‪ -2‬السةةتجواب الموضةةوعي‪ :‬هــو مناقشــة املــتهم مناقشــة تفصــيلية يف التهمــة املنســوبة إليــه خاص ـةً باألدل ـة‬
‫علــى األســئلة الــيت يطرحهــا قاضــي التحقيــق‪ .‬خاص ـةً إذا‬ ‫ويهــدف االســتجوا املوضــوعي احلص ـول علــى ج ـوا‬
‫كان دفيقة و حمكمة مما قد يؤدي معه إىل نتائج فاصلة يف الدعوى حمل التحقيق‪.‬‬
‫و ميك ــن الق ــانون امل ــتهم احملب ــوس مبج ــرد اس ــتجوابه ألول م ــرة االتص ــال مبحامي ــه ولقاض ــي التحقي ــق منع ــه م ــن‬
‫االتصال ملدة عشرة أيـام مـع بـاقي األشـخاص و ال يتعلـق هـذا املنـع بتاتـا مبحاميـه و هـذا مـا أكدتـه املـادة ‪102‬‬
‫من ق إ ج ‪.‬‬
‫‪-3‬أم ةةا المواج ة ةهة‪ :‬و هــو إج ـراء ج ـوازي خيضــع اللجــوء اليــه لســطلة قاض ــي التحقيــق ‪ ،‬فه ـو مواجهــة املــتهم‬
‫باخلصوم أو باملتهمني اآلخرين يف نفس اجلرمية‪ ،‬أو مواجهة املتهم باجملين عليه أو بالشهود‪ .‬وال جيوز إجراء‬

‫‪ 1‬أحسن بوسقيعة ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪. 69‬‬


‫‪53‬‬
‫مواجهــة املــتهم واملــدعي املــدين إال حبضــور حماميــه أو بعــد دعوتــه قانونــا و ذلــك قب ـل يــومني مــن االســتجوا علــى‬
‫األقل‪(.‬املـ ـادة ‪ 405‬ق إ ج)‪.‬ولوكي ــل اجلمهوري ــة احل ــق يف حض ــور اس ــتجوا امل ــتهم أو مواجهت ــه م ــع األطـ ـراف‬
‫األخرى‪،‬ميكن لقاضي التحقيق القيام باستجوا إمجايل يف مواد اجلنايات قبل التحقيق(املادة ‪ 108‬ق إ ج)‬
‫‪– 4‬الحةجز ‪ :‬ميكـن لقاصـي النحقيـق مـن حجـز مجيـع األشـياء و األوراق الـيت يراهـا مفيـدة يف إظهـار احلقيقـة‬
‫و سواء كان موجودة لدى املتهم او أي شخص أخر ‪ ،‬و يتم أحصاء األشياء احملجوزة ويـتم وصـعها يف أحـراز‬
‫خمتوم ــة ‪.‬و اذا األح ـراز عب ــارة ع ــن أم ـوال منقول ــة أو ذه ــب و غريه ــا في ــتم اياعه ــا اخلزين ــة ‪.‬و ال ي ــتم قانون ــا ف ــتح‬
‫األحراز املختومىة أال حبصور املتهم و حمامتيه أوة بعد دعوته قانونا ‪.‬‬
‫ثانيةةا ‪ -‬اإلجةةراءات الحتياطيةةة ضةةد المةةتّهم ‪ :‬خوفـاً مــن هــرو املــتهم واختفائــه واتصــاله بالشــهود‬
‫والتــأثري علــيهم أو خوف ـاً مــن طمســه ملع ـامل اجلرميــة‪.‬منح القــانون لقاضــي التحقيــق ســلطة اختــاذ بعــض‬
‫األوامــر ال ــيت يصــدرها ض ــد املــتهم ومنه ــا األمــر باإلحض ــار‪ ،‬األمــر ب ــالقبض ‪،‬األمــر ب ــاحلبس املؤق ـ ‪،‬‬
‫اإلفراج وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬األم ةةر باإلحض ةةار‪ :‬يع ـد األم ــر باإلحض ــار م ــن إج ـراءات التحقي ــق حي ــث ي ــأمر قاض ــي التحقي ــق امل ــتهم‬
‫باحلضور أمامه يف املواقي احملددة‪.‬إذا يصدر هـذا األمـر إىل القـوة العموميـة الـيت تقـوم باقتيـاد املـتهم للمثـول أمـام‬
‫قاضي التحقيـق طبقـا للمـادة (‪ 110‬ق إ ج) وخيتلـف األمـر باالحضـار عـن التكليـف باحلضـور الـذي يعـد جمـرد‬
‫دعــوة للمــتهم للحضــور فهــو أمــر غــري ملــزم بــدون قــوة أو قهــر‪ .1‬وجتــب أن يشــمل أمــر اإلحضــار علــى البيانــات‬
‫األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نوع التهمة املوجهة للمتهم‪.‬‬
‫‪ -‬نصوص املواد القانونية املطبقة على تلك التهمة ‪.‬‬
‫‪ -‬هوية املتهم وعنوانه وحمل إقامته‪.‬‬
‫‪ -‬تاري األمر والتوقيع من القاضي‪.‬‬
‫‪ -‬تأشرية وكيل اجلمهورية وإرساله مبعرفته ‪.‬‬
‫و يقـوم بتنفيـذ أمـر اإلحضـار أحـد ضـباط أو اعـوان الضـبطية القضـائية ‪.‬و جيـوز هلـا اسـتعمال القـوة يف تنفيـذ أمـر‬
‫اإلحصار اذا مل ميتثل املتهم له طواعية ‪.2‬‬

‫‪ 1‬عبدالعزيز سعد ‪،‬إجراءات احلبس اإلحتياطي و االفراج املؤق ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1985،‬ص ‪48‬‬
‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 116‬من ق إج على أنه ( اذا رفض املتهم اإلمتثال ألمر اإلحضار أو حاول اهلر بعد إاقراره انه مستعد‬
‫لإلمتثال اليه تعني إحضاره جربا بطريق القوة )‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ب‪ -‬األمر بالقيض‪ :‬هو ذلك األمر الذي يصدر إىل ّ‬
‫القوة العمومية بالبحث عن املتهم وسـوقه إىل املؤسسـة‬
‫العقابي ـ ـ ـة حيـ ـ ــث جي ـ ـ ـرى تسـ ـ ــليمه وحبسـ ـ ــه‪ ،‬فـ ـ ــاألمر بـ ـ ــالقبض ضـ ـ ــد املـ ـ ــتهم الفـ ـ ــار أو املوجـ ـ ــود خـ ـ ــارج ال ـ ـ ـرتا‬
‫الــوطين‪119(.‬ق إ ج)‪ .‬فقاضــي التحقيــق يصــدر األمــر بــالقبض ضــد املــتهم الــذي رفــض احلض ـور طواعيــة أمــام‬
‫قاضــي التحقيــق أو كــان هارب ـاً أو خــارج الــوطن‪ ،‬وكــان متهم ـا نحــة عقوبتهــا احلــبس أو أشــد بعــد اســتطالع‬
‫وكيل اجلمهورية و عليه ال جيوز اصدار أمرالقبض يف اجلرائم اليت تكون عقوبتها الغرامة املالية فقط ‪.1‬‬
‫ويقوم تنفيذ األمـر بـالقبص أعـوان الق ّـوة العموميـة الـذي يسـلم نسـخة مـن هـذا األمـر للمـتهم‪ .‬وجيـب أن يتضـمن‬
‫أمر القيض البيانات األساسية املتعلقة بطبيعة التهمة املوجهة للمتهم‪ ،‬وكـذا النصـوص القانونيـة الـيت حتكمهـا مـن‬
‫قانون إ ج‪ .‬و يقع على قاضي التحقيـق اسـتجوا املـتهم الـذي نفـذ عليـه أمـر القـبض أو أمـر اإلحضـار خـالل‬
‫‪ 48‬ساعة من اعتقاله‪ ،‬فإذا مل يستوجب خالل هذه امل ّدة ميثل أمام وكيل اجلمهورية الذي يطا‬
‫مـن قاصــي التحقيـق اتلمكلــق بــامللف باسـتجوابه أو مــن أي قاصــي آخـر مــن قضــاة احلكـم و إال أخلــي ســبيله‪.‬و‬
‫يعد حمبوس حسبا تعسفيا كل متهم ضبط مبوجب أمر بالقبض و بقي أكثر من ‪ 48‬سـاعة دون اسـتجوا و‬
‫هــذا مــا كرســته املــادة ‪ 121‬مــن ق ا ج املصــافة مبوجــب القــانون ‪ 22/06‬املــؤرخ يف ‪ 20‬ديســمرب ‪ 2006‬و‬
‫يسأل جزائا كل شخص أمر باحلبس التعسفي أو تساهل فيه ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األمر باإليداع‪:‬هو األمر الـذي يصـدره قاضـي التحقيـق إىل رئـيس مؤسسـة املـادة الرتبيـة‪ .‬لكـي‬
‫يســتلم املــتهم و يعتقلــه وال جي ـوز إصــدار أمــر اإليــداع إالّ بعــد اســتجوا املــتهم و كان ـ اجلرميــة‬
‫املتــابع هبــا معاقــب عليه ــا بعقوبــة احلــبس أو عقوبــة أش ــد طبقــا للمــادة ‪ 117‬و ‪ 118‬مــن ق ــانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية ‪.‬وال جيوز اصدار أمر االيداع إال مبناسـبة تنفيـذ ألمـر احلـبس املؤقـ املنصـوص‬
‫عليه يف املادة ‪ 123‬ق ا ج الذي يكون مسببا ‪.‬‬
‫د‪ -‬الحةةبس المؤقةةت‪ :‬مل يعــرف املشــرع اجلزائــري أمــر احل ـبس املؤق ـ و اكتف ـى بــنص املــادة ‪ 123‬ق ا ج‬
‫صرح بأنّه" الحةبس المؤقةت إجةراء اسةتثنائي" و ميكـن تعريفـه بأنـه (سـلب حريـة املـتهم فـرتة مؤقتـة مـن‬ ‫اليت ّ‬
‫ال ــزمن حت ــددها مقتض ــيات التحقي ــق و مص ــلحته وف ــق ض ـ ـوابط قرره ــا الق ــانون)‪ . 2‬ويع ــد احلـ ـبس املؤقـ ـ أح ــد‬
‫الشكلية و املوضـوعية‬
‫االجراءات اخلطرية واملاسة حبرية الشخص الربيء ولذلك حدد املشرع بعض الشُّروط ّ‬
‫الصداره‪. 3‬‬

‫‪ 1‬عبدالعزيز سعد‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪49‬‬


‫‪ 2‬أمحد وهدان ‪ ،‬اإلسراف يف احلبس اإلحتياطي –رؤية نقدية دراسة يف اإلجتاهات احلديثة للعدالة اجلنائية ‪ ،‬اجمللة اجلنائية‬
‫القومية ‪ ،‬املركز القومي للبحوث اإلجتماعية و اجلنائية ‪،‬القاهرة اجمللد ‪ ،43‬العدد ‪، 03:‬نوفمرب ‪ ، 2000‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬عبدالعزيز سعد ‪،‬إجراءات احلبس اإلحتياطي و االفراج املؤق ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1985،‬ص ‪13‬‬
‫‪55‬‬
‫فال جيوز صدوره إال إذا كان اجلرمية معاقب عليها باحلبس أو بعقوبة أشـد ‪.‬و يصـدر امـر احلـبس املؤقـ مـن‬
‫السيد قاضـي التحقيـق اسـتثناء و لضـرورات التحقيـق اذا كانـ التزمـات الرقابـة القضـائية ال تكفـي لتحقيـق هـذه‬
‫الضــرورات ‪.‬ذلــك ان األصــل يف اإلنســان ال ـرباءة و مــن مثــة فــال جيــوز حبســب األصــل تقييــد حريــة االنســان إال‬
‫مبوجب أحكاما هنائية تقضي باإلدانه ‪.‬غري انه و نظرا للمخاطر املتعددة اليت ميكن ان تنشـأ عـن تـرك املـتهم حـرا‬
‫طليبقــا و هــي خمــاطر كث ــرية نص ـ عليهــا امل ــادة ‪ 123‬مــن ق إج ‪ .1‬فانــه جي ــوز لقاص ــي التحقيــق إصــدار أم ــر‬
‫احلبس املؤق مسببا و يبلغ للمتهم الذي ميكنه استئنافة خالل ‪ 3‬أيام من تاي التبليغ ‪.‬‬
‫اما بالنسبة ملدة احلبس املؤق فاهنا تكون حسب قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحةةبس المؤقةةت فةةي مةةواد الجةةنح التةةي ل تزيةةد عقوبتهةةا عةةن سةةنين حةةبس ‪ :‬فــال جيــوز‬
‫حبس املتّهم الذي له موطن باجلزائر حسباً مؤقتاً أكثر من عشرين يوماً إذا توافرت الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬احل ّد األقصى للعقوبة هي احلبس أقل من سنني أو تساويهما‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكون له موطن معروف باجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬مل يكن قد حكم عليه من أجل جناية أو بعقوبة احلبس م ّدة أشهر منثالثـة (‪ )3‬أشـهر بـدون وقـف التنفيـذ‬
‫‪2‬‬
‫الرتكابه جنحة من جنح القانون العام‪.‬‬
‫‪ -‬امةةا بالنسةةبة للجةةنح التةةي تكةةون عقوبتهةةا الحةةبس لمةةدة تفةةو سةةنتين و ل تزيةةد عةةن ثةةالث سةةنوات فــان‬
‫مــدة احلــبس هــي أربعةةة أشةةهر غيةةر قابلةةة للتجديةةد و كــذلك احلــال يف اجلـرائم الــيت تكــون عقوبتهــا احلــبس ملــدة‬
‫سنتني على األكثر و أربعة أشهر على األقل و مل يتوافر احدى شروط املادة ‪ 124‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬الحبس المؤقت في مواد الجنح التي تزيد عقوبتها عن ثةالث سةنوات حةبس‪ :‬تكـون مـدة‬
‫احلــبس املؤقـ يف يف اجلـرائم ذات الوصــف جنحـة و الــيت تزيــد عقوبتهــا عــن ثــالث ســنوات حــبس هــي أربعةةة‬
‫أشهر (‪ )04‬قابلة للتجديد مرة واحدة مبوجب قرار مسبب مـن السـيد قاضـي النحقيـق‪ . 3‬أي أن أقصـى مـدة‬
‫للحبس يف هذه اجلنح هي مثانية أشهر(‪ )8‬و هذا وفقا للمادة ‪ 125‬من ق إ ج)‪.‬‬

‫‪ 1‬و منها على اخلصوص احلفاظ على األدلة من التلف ‪ ،‬أو التأثري على الشهود أو الضحايا أو الطرف املدين ‪ ،‬او خشية‬
‫هرو املتهم من يد العدالة ‪،‬أو احلفاظ على املتهم نفسة من إنتفام الصحايا و غريه‪....‬خل‬
‫‪ 2‬راجع املادة ‪ 124‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫‪ 3‬و يعين أن يكون القرار مسببا انه خيصع للطعن باإلستئناف أمام غرفة االهتام ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -3‬الح ةةبس المؤق ةةت ف ةةي م ةةواد الجناي ةةات‪ :‬تك ــون م ــدة احل ــبس املؤقـ ـ يف اجلناي ــات هـ ـي أربع ــة‬
‫أشهر(‪ )04‬و جيوز جتديدها مرتني ملدة أربعة أشهر وذلك بقرار مسبب من قاصي التحقيق‬
‫وعليــه تصـل إىل ‪12‬شــهراً‪ .‬كمــا جيــوز لقاضــي التحقيــق أن يطل ـب مــن غرفــه االهتــام جتديــد احلــبس مــرة واحــدة‬
‫وعليه فإ ّن أقص م ّدة للحبس املؤق يف مـادة اجلنايات هي ستة عشرة ( ‪ )16‬شهراً ‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا اذا كانـ اجلنايــات املتــابع هبــا املــتهم معاقةةب عليهةةا بالسةةجن المؤقةةت لمةةدة عش ةرين سةةنة (‪ )20‬أو‬
‫بالسةةجن المؤبةةد أو اإلعةةدام فانــه جيــوز لقاض ـي التحقي ـق أن جيــدد احلــبس املؤق ـ ثــالث (‪)3‬م ـرات و مــن مثــة‬
‫تصل اىل ‪ 16‬شهرا أيضا‪.1‬‬
‫‪ -‬واذا كان ـ اجلنايــات املالحــق هبــا املــتهم هــي جةةرائم إرهابيةةة أو تخريبيةةة فــإن قاض ـي التحقيــق ميكنــة جتديــد‬
‫احلبس املؤق بشأهنا مخس (‪ )05‬مرات أي يصل اىل مدة قدرها عشرين (‪ ) 20‬شهرا ‪.‬‬
‫‪ -‬امــا اذا كانـ اجلرميــة هــي جنايةةة عةةابرة للحةةدود الوطنيةةة إلنــه ميكــن لقاصــي التحقيــق جتديــد و متديــد احلــبس‬
‫املؤق إحدى عشةرة (‪ )11‬مـرة و ميكـن لقاضـي التحقيـق أن يطلـب مـن غرفـة اإلهتـام متديـد احلـبس املؤقـ و‬
‫ميكـن جتديــد هــذا الطلــب مـرتني ‪.‬علــى أن ال يتجــاوز مــدة احلـبس املؤقـ هبــذا الشــكل أكثــر مــن إثــىن عشــرة مــرة‬
‫أي يصل اىل مدة قدرها ستة و ثالثون ( ‪ ) 36‬شهرا ‪.‬‬
‫ونشــري يف األخــري إىل أ ّن مـ ّدة احلــبس املؤقـ ختصــم مــن مـ ّدة العقوبــة األصــلية الــيت حيكــم علــى املــتهم يف حالــة‬
‫ادانته مبا نسب اليه من هتم و عقابه بالسجن أو احلبس‪.‬‬
‫أمــا اذا حكــم ببة ةراءة املــتهم احملبــوس حبس ـاً مؤقت ـاً فإنـّـه ميكــن لــه أن يطلــب تعــويض مــايل عــن هــذه امل ـ ّدة أمــام‬
‫لجنة ةّة التعةةويض علــى مســتوى احملكمــة العليــا الــيت أنشــئ خصيص ـا لتعــويض األش ــخاص ضــحايا احلــبس‬
‫املؤق ـ غــري املــربر و هــو مــا كرســه املشــرع اجلزائــري مبوجــب املــادة ‪ 137‬مكــرر مــن قــانون اإلج ـراءات اجلزائيــة‬
‫املنشأة مبوجب القانون رقم‪ 08/01 :‬املؤرخ يف ‪ 29‬جوان ‪. 22001‬‬
‫عــن احملبــوس‬ ‫ه ـ‪ -‬اإلفة ةراج‪ :‬ميكــن للمــتهم أو حملاميــه تقــدمي طلــب لقاضــي التحقيــق يتعلــق بـاإلفراج املؤقـ‬
‫ـادة ‪ 126‬مــن ق إ ج ‪ .‬كمــا جيــوز لقاضــي‬
‫مؤقتــا يف كـ ّـل مــرة مــع إح ـرتام االلتزامــات املطلوبــة عــن املــتهم يف املـ ّ‬
‫التحقيق تلقائياً أن يصدر أمر باإلفراج املؤق عن املتهم مع ضرورة تقيده باحلضور يف مجيع إجـراءات التحقيـق‬
‫جملرد استدعائه‪،‬و إعالم قاضي التحقيق بكل تنقالته‪. 3‬‬

‫اجلزائية ‪.‬‬ ‫‪ 1‬راجع املادة ‪ 1-125‬من قانون اإلجراءات‬


‫‪ 2‬كما ميكن طلب التعويض عن الخطأ القضائي امام جلنة التعويض املوجودة عاى مستوى احملكمة العليا طبقا لنص املادة‬
‫‪ 531‬مكرر من ق إ ج ‪.‬‬
‫‪ 3‬عبدالعزيز سعد ‪،‬إجراءات احلبس اإلحتياطي و االفراج املؤق ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتا ‪،‬اجلزائر ‪ ، 1985،‬ص ‪185‬‬
‫‪57‬‬
‫و يصدر أمر اإلفراج بعد استطالع راي وكيل اجلمهورية‪ 126(.‬ق إ ج) و ميكـن أيضـاً لوكيـل اجلمهوريـة طلـب‬
‫اإلفـراج وعلــى قاضــي التحقيــق أن يفصــل يف يف هــذا الطلــب خــالل ‪ 48‬ســاعة مــن تارخيــه‪ ،‬وعنــد انتهــاء هــذه‬
‫املهلة و مل يفصل قاضي التحقيق يف الطلب يفرج على املتهم فوراً‪.‬‬
‫أمـا بالنســبة لإلفـراج بكفالـة فقــد قصــره املشــرع اجلزائـري علـى احملبــوس األجــين فقـط يف مجيــع احلــاالت الــيت ال‬
‫يكون فيها اإلفراج بقوة القانون‪ .‬و تضمن الكفالة ‪:‬‬
‫‪ -‬مثول املتهم يف مجيع إجراءات الدعوى لتنفيذ احلكم‪.‬‬
‫‪ -‬املصاريف ايت دفعها املدعى املدين‪.‬‬
‫‪ -‬املصاريف اليت أنفقها القائم بالدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامات‪.‬‬
‫بردها‬
‫‪ -‬املبالغ احملكوم ّ‬
‫‪-‬التعويضات املدنية‪.‬‬
‫و‪ -‬الرق ةابة القضة ةائية ‪ :‬مــنح قــانون اإلجـراءات اجلزائيــة قاصــي التحقيــق ســلطة إخضــاع املــتهم املثــال امامــه‬
‫إلج ـراء الرقابــة القضــائية‪ ، 1‬و يلجــأ قاضــي التحقيــق اىل هــذا اإلج ـراء عنــدما يكــون هــذا اإلج ـراء كافيــا لتحقيــق‬
‫اهــداف التحقيــق و مصــلحة املــتهم علــى حــد س ـواء و يتفــادى بــذلك إج ـراء احلــبس املؤق ـ الــذي يعــد إج ـراء‬
‫اســتثنائيا وخط ـريا علــى احلريــات الفرديــة ‪.‬فالرقابــة القضــاية هــي إج ـراء وســط بــني احلــبس و احلريــة التامــة ‪.‬حيــث‬
‫خيضــع املــتهم اىل احــد التزامــات الرقابــة القضــائية املنصــوص عليهــا مبوجــب احكــام املــادة ‪125‬مكــرر ‪ 1‬و مــا‬
‫يليها من قانون اإلجراءات اجلزئية و اليت تعد قيودا عاى حريته يف التنقل و احلركة‪.‬و من بني هذه اإللتزامات‬
‫الــيت تســلط علــى املــتهم املثــول دوريــا أمــام املصــاحل و الســلطات ال ـ ييعينهــا قاصــي التحقيــق ‪ ،‬تســليم وثــائق‬
‫السفر و خاصـة جـواز السـفر و نضـمن عـدم هـرو املـتهم خـارج الـوطن ‪ ،‬عـدم مغـادرة حـدود إقليميـة معيينـة ‪،‬‬
‫الكف غن ممارسة بعصضاألنشطة ‪ ،‬االمتناع عن إصدار شـيكات اخلضـوع اىل بعـض إجـراءات الفحـص الطـيب‬
‫و غريها من اإللتزامات اليت أوردهتا ‪ 125‬مكرر ‪ 1‬و ما يتبعها من نصوص من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع ‪ :‬بوكحيل األخضر ‪ ،‬احلبس اإلحتياطي و املراقبة القضائية يف التشريع اجلزائري و املقارن ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‬
‫‪ ،‬الجزائر‪ - ،1992،‬بغانة عبدالسالم ‪ ،‬الرقابة القضائية يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪. 2001،‬و قد مت تعديل هذا القانون باضافة بعض اإللتزامات اخلاصة باجلرائم اإلرهابية و التخريبية و منها على‬
‫اخلصوص اإلقامة يف إقامة حممية يعينها قاضي التحقيق‪.‬و ذلك مبوجب األمر رقم ‪ 02/11:‬املؤرخ يف ‪ 2011/02/23‬و‬
‫املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫و قــد كفــل قــانون اإلج ـراءات حــق الطعــن يف أوامــر قاضــي التحقيــق حيــث جيــوز اس ــتئناف مجيــع األوامــر ال ــيت‬
‫يصـدرها مــن طـرف الســيد وكيــل اجلمهوريـة و ذلــك خــالل ثالثـة أيــام مـن تــاري التبيلــغ‪ ، 1‬كمـا ميكــن للنائــب‬
‫العام لدى اجمللس من استئنافها خالل العشـرين يومـا التاليـة لصـدور أمـر قاضـي التحقيـق ‪ .2‬و قـد مكـن القـانون‬
‫األطراف األخـرى مـن إسـتنئاف أوامـر قاضـي التحقيـق أمـام غرفـة االهتـام بـاجمللس القضـائي خـالل ثالثـة أيـام مـن‬
‫تاري التبيلغ و قد بين املادة ‪ 172‬و ‪ 173‬من ق إج األوامـر الـيت ميكـن لالطـراف سـواء املـتهم أو املـدعي‬
‫املدين من استئنافها‪. 3‬‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 170‬من ق إج عاى أنه ( لوكيل اجلمهورية احلق يف استئناف أمام غرفة االهتام مجيع أوامر قاضي التحقيق‬
‫‪)....‬‬
‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 171‬من ق إج ( حيق االستئناف أيضا للنائب العام يف مجيع األحوال و جيب أن يبلغ استئنافة للخصوم‬
‫خالل العشرين يوما التالية لصدور أمر قاضي التحقيق ‪)....‬‬
‫‪ 3‬راجع بالتفصيل املادة ‪ 172‬و ‪ 173‬من قانون اإلجراءات اجلزائة اليت توضح طبيعة األوامر اليت ميكن استئنافها من‬
‫األطراف ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫غة ةرفة التةهام ( ‪) chambre d'accusation‬‬

‫يرتكز النظام القضائي اجلزائي اجلزائري على أساس وجود غرقة االهتام يف كل جملس قضائي على األقل ‪.‬و‬
‫تتشكل من رئيس و مستشارين يتم تعيينهم مبوجب قرار صادر عن وزير العدل حامل األختام ملدة ثالث‬
‫سنوات و هذا ما أفصح عنه املادة ‪ 176‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫و ميثل النيابة العامة يف غرفة االهتام النائب العام أو مساعديه و يتوىل أحد كتا اجمللس كتابة الضبط هبا وفقا‬
‫لنص املادة ‪ 177‬من ق إج ‪.‬‬
‫و تعترب غرفة االهتام مبثابة قضاء حتقيق درجة ثانية حيث تتمثل مهمتها يف مراقبة أعمال قاضي التحقيق ‪ ،1‬و‬
‫امتام هذه األعمال ان كان ناقضة أو اعرتاها الضعف من خالل اجراء حتقيق تكميلي أو إضايف أو اعادة‬
‫التحقيق يف بعض اجلوانب األخرى‪. 2‬كما تعترب غرفة االهتام إضافة اىل مهمتها كدرجة ثانية للتحقيق ‪ ،‬فاهنا‬
‫تعد كدرجة استئناف بالنسبة لألوامر اليت يصدرها قاضي التحقيق و بقوم أطراف اخلصومة بالطعن فيها‬
‫باإلستئناف امام غرفة االهتام حيث تتوىل هذه األخرية فحص هذه الطعون و تقدير مدى شرعيتها من عدمة‬
‫و تصدر قرارات يف ذلك إما بقبوهلا أو برفضها ‪.‬‬
‫وكما متلك غرفة االهتام حق ممارسة الرقابة على مجيع التحقيقات اليت أجري يف دائرة اختصاصها ‪.‬فهي‬
‫تتصرق ‪-‬كما أسبق القول – كجهة قضائية من الدرجة الثانية و ليس كرئيس اداري أعلى لقلضي التحقيق‬
‫الذي يظل مستقال اجتاهها ‪.‬و للتديل على ذلك فإن غرفة االهتام مثال يف حالة رفض قاضي التحقيق ميكنها‬
‫عن طريق االستئناف أن تأمر بنفسها بايداع املتهم احلبس املؤق غري ان ليس هلا احلق يف أن تلزم قاضي‬
‫التحقيق باصدار أمر احلبس فهي تعدل و ال تصدر أوامر ‪.‬‬
‫كما متلك غرفة االهتام بعض الصالحيات األخرى مثل الفصل يف تنازع االختصاص بني القضاة أي بني قضاة‬
‫التحقيق طبقا للمواد ‪ 545‬و ‪ 547‬من ق إ ج ‪ ،‬أو بني حمكمتني للجنح و املخالفات تابعيتني لنفس‬
‫اجمللس القضائي ‪ ،‬كما ميكن ان تقوم ببيان الوقائع مووضغ االهتام وتكييفها القانوين و تصدر قرارات باإلحالة‬
‫على حمكمة اجلنايات يف مواد اجلنايات او باإلحالة على حمكمة اجلنح يف حالة جرائم اجلنح ‪.‬و تنظر غرفة‬
‫االهتام يف صحة اإلجراءات طبقا لنص املادة ‪ 191‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬كما تبث يف‬

‫‪،‬ص ‪ 195‬و ما يليها ‪.‬‬ ‫‪ 1‬بوكحيل األخضر ‪ ،‬املرجع السابق‬


‫‪ 2‬حممد صبحي حممد جنم ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ ، 1988،‬ص ‪ ، 91‬موالي ملياين بغدادي ‪ ،‬اإلجراءات اجلزائة يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 297‬‬
‫‪60‬‬
‫طلبات اإلفراج اذا مل يبث فيه قاضي التحقيق خالل امليعاد القانوين املقرر له و ذلك بعد اإلطالع على‬
‫طلبات النيابة بشأنه خالل ‪ 30‬يوما من تاري الطلب ‪.‬و تلعب غرفة االهتام دورا رئيسيا يف مواد اجلنايات‬
‫باعتبار التحقيق فيها إجباري ‪،‬اذ تعرض عليها مجيع حماضر التحقيق االبتدائي الختاذ اإلجراءات اليت تراها‬
‫مالئمة ‪.‬‬
‫و فضال عن الدور الكبري الذي تقوم به غرفة االهتام بصفتها درجة ثانية للتحقيق و كدرجة أستئناف فإن‬
‫رئيس غرفة االهتام أيضا له العديدمن اإلختصاصات حيث يراقب و يشرف على جمريات التحقيق اليت تتخذ‬
‫يف كل مكاتب التحقيق لدائرة اجمللس القضائي ‪.‬حيث خول له القانون طلب أي توصيحات من قضاة‬
‫التحقيق بشان امللفات اليت بني ؟أيديهم ‪.‬و جيوز لرئيس غرفة االهتام زيارة املؤسسات العفابية التابعة لدائرة‬
‫اجمللس للتأكد من حالة احملبوسني مؤقتا و اذا وقف على حاالت حبس غري مربرة وجه لقاضي التحقيق مصدر‬
‫األمر املالحظات الالزمة ‪....‬و غريها من اإلجراءات و الصالحيات اليت يقوم هبا رئيس غرفة االهتام‬
‫هذا و ينبغي التذكري أن غرفة االهتام هلا دور يتعلق مبراقبة أعمال الضبيطية القضائية خاضو الضباط و هلا أن‬
‫تصدر ضدهم جزاءات تأدبيبة و ذلك طبقا للمادة ‪ 206‬و ‪ 207‬من ق إج ‪.‬كما تقصل يف طلبات رد‬
‫االعتبار القضائي طبقا للمةواد ‪ 679‬و ‪ 693‬من ق إج ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫جهةات الحةكم الجةةزائية‬

‫تعترب مرحلة احملاكمة هي احللقة األخرية يف سيل اإلجراءات اليت متر هبا الدعوى العمومية بصدور حكم‬
‫قضائي فيها تنقضي مبوجبه و ال يصبح هلا أي أثر ‪ ،‬و تسمى عادة مبرحلة التحقيق النهائي ‪.‬و تتشكل‬
‫اجلهات اجلزائية للحكم من حمكمة اجلنايات ‪ ،‬و حمكمة اجلنح و املخالفات ‪ ،‬الغرفة اجلزائية ( غرفة االستئناف‬
‫اجلنحية ) باجمللس و حمكمة األحداث ‪.‬ميكن التعرف هبا باجيار كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬محكمة الجنايات ‪ :‬ختتص حمكمة اجلنايات بالفصل يف كل األفعال اليت يعتربها القانون جناية وفقا‬
‫ألحكام املادة ‪ 05‬و ‪ 27‬من قانون العقوبات اجلزائري ‪.‬حبيث يكون هلا كامل الوالية للنطق بالعقوبات املقررة‬
‫يف القانون‪.‬‬
‫و توجد حمكمة اجلنايات يف كل جملس قضائي و ختتص بالنظر يف اجلنايات و اجلنح و املخالفات املرتبطة هبا‬
‫فضال عن اجلرائم االرهابية و التخريبية اليت حتال عليها من طرف غرفة االهتام و هذا ما كرسته املادة ‪248‬‬
‫من قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬‬
‫و تنعقد جلسات حمكمة اجلنايات يف شكل دورات و ذلك كل ثالثة أشهر مامل يصدر اقرتاح من النائب العام‬
‫بإضافة دورات إضافية طبقا للمادة ‪ 253‬من ق إ ج ‪ .‬و يقوم رئيس حمكممة اجلنايات بضبط جدول قضايا‬
‫الدورة بناء على اقرتاح من النيابة العامة ‪.‬و هذا ما قررته أحكام املواد ‪ 253‬و ‪ 255‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫و تتشكل حمكمة اجلنايات من قضاة أحدهم رئيسا و اثنني من املستشارين كما تعرف حمكمة اجلنايات‬
‫عاىل خالف جهات احلكم األخري تشكيلة غري قضائية تتمثل يف حملفني إثنني أو ما يسميه البعض بالقضاة‬
‫الشعبيني ‪.1‬‬
‫كما ميثل النائب العام بنفسه أو عن طريق مساعدية النيابة العامة داخل حمكمة اجلنايات ‪.‬باإلضافة اىل كاتب‬
‫اجللسة ‪.‬و عناك إجراءات خاضة تعتمد يف سري احملاكمة‪. 2‬‬
‫‪ -2‬محكمة الجنح و المخالفات ‪ :‬يعتمد النظام الفضائي اجلزائري على أساس وجود حمكمة للفصل يف‬
‫اجلرائم اليت تقع و تكون جنحا أم خمالفات حيث يتوىل قاضي واحد فقط هذه املهمة و يساعده يف أداء‬
‫مهامه كاتب اجللسة و يقوم وكيل اجلمهورية أو أحد مساعديه بتمثيل النيابة العامة يف اجللسة ‪ ..‬وفقا لنص‬
‫املادة ‪ 34‬من ق إ ج ‪.‬‬

‫‪ 1‬و قد نص املواد ‪ 264‬و ما يليها من قانون اإلجراءات على كيفية تعيني احمللفني و طرق اختيارهم ‪.‬‬
‫‪ 2‬راجع املواد ‪ 268‬من ق إ ج و ما يليها اليت تتكلم عن االجراءات التحصريية لدورات حمكمة اجلنايات ‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫و تفصل هذه احملكمة يف كل فعل يعتربه القانون جنحة أو خمالفة بعد مساع أقوال الضحية و النيابة العامة و‬
‫املتهم و دفاعه‪. 1‬‬
‫‪ -3‬محكمة األحداث ‪ :‬خصص املشرع اجلزائري حماكم خاصة حملاكمة األطفال القصر او ما نسيمهم‬
‫باألحداث الذين يقل سنهم عن مثانية عشرة سنة ‪،‬فإذا ارتكب هؤالء األحداث بعض اجلرائم حسب قانون‬
‫العقوبات فإهنم حياكمون امام هذه احملكمة اليت تشبه اىل حد كبري املؤسسات الرتبوية و اإلصالحية و يتضح‬
‫ذلك من تشكيلتها اخلاصة حيث تتشكل من قاضي رئيسا و مستشارين يكونون من االخصائيني النفاسيني أو‬
‫اإلجتماعيني و بعد حتليل اسبا االحنراف و عوامله تسلط هذه احملكمة احكاما تكون يف غالبها األعم عبارة‬
‫عن إجراءات تأدبيية هتدف اىل األخذ بيد اجملرم احلدث و حتاول تأدبيه مرة ثانية باحتاطته ملة من‬
‫اإلجراءات التأدبية اليت نص عليها أحكام املواد ‪ 442‬من قانون اإلجراءات اجلزائية و ما يليها‪. 2‬‬
‫‪ -4‬الغرفةة الجزائية بالمجلس ‪ :‬توجد على مستوى كل جملس قضائي غرفة جزائية يتلخص عملها يف‬
‫الفصل يف االستئنافات ايل يقدمها األطراف خبصوص األحكام القضائية اليت تصدرها حمكمة اجلنح و‬
‫املخالفات و هذا طبقا لنص املادة ‪ 429‬من ق إ ج ‪ .‬و تتشكل هذه الغرفة من رئيس و مستشارين و ميثل‬
‫النائب العام أو احد مساعديه النيابة العامة يف اجللسة إضافة اىل كاتب اجللسة الذي يتوىل مهمنة حترير‬
‫احملاضر و الكتابية ‪.‬‬
‫‪ -5‬غرفة األحداث بالمجلس القضائي‪ :‬هتتم هذه الغرفة بالفصل يف الطعون الواردة باإلستئناف ضد‬
‫أحكام حمكمة األحداث اليت تصدر بصفة ابتدائية ‪.‬كما تنظر الطعون يف قرارات قاصي التحقيق يف جرائم‬
‫األحداث وفقا للمادة ‪ 472‬من ق إ ج ‪ .‬و تتشكل هذه الغرفـة من مستشار و يساعده اثنـني من‬
‫املستشارين املساعدين و ممثل النيابة العامة و كاتب اجللسة حسب ما نص عليه املادة ‪ 473‬من ق إ ج ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا و نشري اىل أنه توجد هيئات قضائية جزائية استثنائية حيث تفصل يف نوع معني من‬
‫اجلرائم أو بالنظر اىل صفة مرتكبيها كما هو حال احملاكم العسكرية اليت تفصل يف اجلرائم‬
‫العسكرية و حمكمة أمن الدولة يف اجلزائر قبل إلغائها‪.3‬‬

‫‪ 1‬انظر نص املادة ‪ 328‬ق إ ج ( ختتص احملكمة بالنظر يف اجلنح و املخالفات )‬


‫‪ 2‬وهذه اإلجراءات التأديبية تسليم احلدث لوالديه‪ ،‬وضعه يف منظمة عامة أو مؤسسة عامة أو خاصة معدة للتهذيب أو‬
‫التكوين املهين هلذا الغرض ‪ ،‬وضعه يف مؤسسة طبية تربوية مؤهلة لذلك ‪......‬‬
‫‪ 3‬موالي ملياين بغدادي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪340‬‬
‫‪63‬‬

You might also like