You are on page 1of 31

‫قضاء اإللغاء‬

‫في مجال الصفقات العمومية‬

‫من اعداد ذ بوسلهام الشمعة‬


‫رئيس مصلحة بالوكالة القضائية للمملكة‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪ ‬اإلطار العام‪:‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية قبل إبرام العقد أمام قضاء اإللغاء اإلداري‬

‫‪ ‬التطور التاريخي‪:‬‬
‫• قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر عام ‪ 1905‬في قضية ‪, Martin‬‬
‫• في سنة ‪ ،1963‬أقرت الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ضمنيا بإمكانية قبول الطعن باإللغاء ضد‬
‫القرارات اإلدارية الصادرة في مجال الصفقات العمومية إذا لم تكن هناك دعوى موازية‬
‫( عدم قبول الطعن باإللغاء ضد القرار القاضي برفض مراجعة أثمنة صفقة عمومية)‬
‫تابع‪:‬‬

‫‪ ‬األهمية‪:‬‬

‫تصاعد وثيرة المنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية قبل إبرام العقد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬أهمية الرقابة القضائية على القرارات الممهدة إلبرام العقد في ضمان‬


‫المتعاقد األمثل‬
‫تابع‪:‬‬

‫‪‬اإلشكال المطروح‪:‬‬

‫ما هو نطاق تدخل قاضي اإللغاء في مجال الصفقات العمومية ؟‬


‫وما هي اآلثار المترتبة على الحكم القاضي باإللغاء على العملية‬
‫التعاقدية؟‬
‫‪ ‬منهجية المداخلة‬

‫المحور األول‪:‬‬
‫قضاء اإللغاء في النزاعات الناشئة قبل إبرام عقد الصفقة‪ :‬أساس االختصاص‬
‫واإلجراءات المسطرية‬

‫المحور الثاني‪:‬‬
‫القرارات اإلدارية القابلة للطعن باإللغاء في مجال الصفقات العمومية واآلثار‬
‫المترتبة على األحكام القاضية بإلغائها‬
‫المحور األول‬
‫قضاء اإللغاء في النزاعات الناشئة قبل إبرام عقد الصفقة‬
‫العمومية‪ :‬أساس االختصاص واإلجراءات المسطرية‬

‫‪ ‬نطاق االختصاص‬
‫• االختصاص مخول للمحاكم اإلدارية عمال بالقانون رقم ‪41.90‬‬
‫• األصل هو والية القضاء الشامل اإلداري بنظر المنازعات المتعلقة بالعقود اإلدارية ومنها عقد الصفقة‬

‫االستثناء‪ :‬إخضاع القرارات اإلدارية المنفصلة عن عقد الصفقة لرقابة قاضي اإللغاء تطبيقا لنظرية‬ ‫•‬
‫القرارات اإلدارية المنفصلة (‪)Actes détachables‬‬
‫تابع‪:‬‬

‫‪ ‬معيار التمييز‪ :‬التعرف على ما إذا كان طالب اإللغاء ينازع في اإلجراءات الممهدة إلبرام عقد الصفقة أم في‬
‫شروط تنفيذ بنود عقد الصفقة‪.‬‬

‫• من التطبيقات القضائية‪ :‬الحكم عدد ‪ 42‬الصادر بتاريخ ‪ 2006/04/04‬عن المحكمة اإلدارية بمراكش في الملف‬
‫عدد ‪ 140/3/05‬والذي جاء فيه‪:‬‬
‫" وحيث إنه من المجمع عليه فقها وقضاء أن دعوى اإللغاء ال تقبل في مجال العقود ‪ -‬سواء اإلدارية منها أو‬
‫الخاصة‪ -‬التي تبرمها اإلدارة‪ ،‬إال ضد القرارات المنفصلة عن عملية التعاقد والتي يمكن مراقبة مشروعيتها على‬
‫أساس كيانها الذاتي وباستقالل عن العقد ودون االستناد إلى بنوده‪.‬‬
‫وحيث إن القرار المطعون فيه وإن كان إداريا له خصائص القرار اإلداري ومقوماته فإنه مرتبط بتنفيذ مقتضيات‬
‫العقد المبرم بين الجهة اإلدارية المعنية والطاعن وبذلك يعتبر غير قابل لالنفصال عن عملية التعاقد وبالتالي فهو‬
‫غير قابل للطعن باإللغاء وال يمكن مراقبة مشروعيته استقالال عن العقد الذي يختص بنظر المنازعات المثارة‬
‫بشأنه قاضي العقد الذي هو في نازلة الحال القضاء العادي اعتبارا لطبيعة العقد المبرم بين الطرفين‪.‬‬
‫وحيث إنه واعتبارا لما تقدم يتعين التصريح بعدم قبول الطعن ‪".‬‬
‫موقع قرار فسخ صفقة عمومية من الطعن باإللغاء‬

‫‪ ‬كقاعدة عامة يعد قرارا متصال بالعقد ال تنطبق بشأنه نظرية القرارات اإلدارية المنفصلة‬

‫‪ ‬االجتهاد القضائي لمحكمة النقض عرف تطورا في مجال رقابته على قرار فسخ الصفقة‬
‫تابع‪:‬‬

‫‪ ‬جاء في قرار لمحكمة النقض مؤرخ في ‪ 16‬مارس ‪ 2005‬جاء فيه‪:‬‬

‫(لما كان طالب إلغاء مقرر فسخ صفقة عمومية يجادل في المقتضيات والمبادئ التي تنظم الصفقات‬
‫العمومية (المستند إليه المقرر المطلوب إلغاؤه)‪ ،‬فإن األمر يتعلق بطعن في مقرر إداري منفصل)‬

‫‪ ‬النتيجة‪:‬‬
‫توسيع نطاق رقابة المشروعية على القرارات اإلدارية المنفصلة على عقد الصفقة بحيث ستصبح البنود‬
‫التعاقدية جزءا من كتلة المشروعية‬
‫‪ ‬شروط وإجراءات رفع الطعن‬

‫االختصاص المحلي‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ -‬طلب إلغاء قرار إداري منفصل عن عقد الصفقة يجب أن يقدم وجوبا أمام محكمة طالب اإللغاء أو المحكمة التي صدر القرار في دائرتها‬
‫الترابية ( المادة ‪ 10‬من قانون ‪)41,90‬‬
‫• صفة ومصلحة طالب اإللغاء‪:‬‬
‫‪ -‬الطعن بإلغاء قرار منفصل عن عقد الصفقة يقبل من غير المتعاقدين‪ ،‬فهؤالء هم المستفيدون األولون من تطبيق القضاء اإلداري لنظرية‬
‫القرارات اإلدارية المنفصلة‪.‬‬
‫‪ -‬قرار لمحكمة النقض اعتبر بأن (كل شخص قبل للمشاركة في عملية المزايدة الخاصة بكراء األمالك الحبسية يكون ذي مصلحة في‬
‫إقامة دعوى اإللغاء ضد مقرر رفض اللجوء إلى المزايدة) (قرار محكمة النقض ( المجلس األعلى سابقا) عدد ‪ 50‬مؤرخ في‬
‫‪.)09/12/1966‬‬
‫‪ -‬لم تقبل المحكمة اإلدارية بالرباط طلب تقدمت به جمعية لحماية المال العام للتدخل اإلرادي في دعوى طعن بإلغاء قرار إلغاء طلب‬
‫عروض بعلة أنه ليست لها المصلحة في ذلك (حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 3674‬بتاريخ ‪ 2015/08/31‬ملف عدد‬
‫‪)2015/7110/219‬‬
‫تابع‪:‬‬

‫التقيد بباقي شروط رفع الطعن باإللغاء ‪:‬‬ ‫•‬


‫استفاء المقرر على شروط ومقومات القرار اإلداري القابل للطعن باإللغاء ( مثال رأي لجنة الطلبيات العمومية)‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدالء بالمقرر المطلوب إلغاؤه ورفع الطعن داخل األجل القانوني‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخالصة‪ :‬شروط الطعن بإلغاء القرارات المنفصلة عن عقد الصفقة – في مجملها – ال تختلف عن شروط دعوى‬ ‫‪-‬‬
‫إلغاء القرارات اإلدارية بصفة عامة‪ ،‬مع بعض الخصوصيات المشار إليها‪.‬‬

‫• التظلم ليس إجباري ويمكن للطاعن اللجوء مباشرة إلى القضاء لمخاصمة مشروعية القرار المنفصل عن عقد الصفقة‬
‫المحور الثاني‪:‬‬
‫القرارات اإلدارية القابلة للطعن باإللغاء في مجال الصفقات العمومية واآلثار المترتبة على‬
‫األحكام القاضية بإلغائها‬

‫‪ ‬أهم الطعون باإللغاء التي توجه ضد القرارات اإلدارية‬


‫الصادرة في مجال الصفقات العمومية‬

‫• القرارات المتعلقة بإلغاء طلب العروض ( المادة ‪.)45‬‬


‫تابع‬

‫• القرارات التي تتخذها لجنة طلب العروض أو لجنة المباراة ال سيما تلك المتعلقة باإلقصاء من المنافسة‬
‫خالل مراحل فحص الملفات اإلدارية والتقنية والعروض التقنية و المالية ( الواد من ‪ 35‬إلى ‪.)42‬‬
‫تخول هذه الرقابة إضفاء الشرعية على مختلف الجوانب المتعلقة بإرساء الصفقة على أحد المتنافسين سواء‬
‫فيما يتعلق بمراقبة تقيد اإلدارة بالشروط اإلدارية والتقنية والمالية المتطلبة في المتنافسين التي من شأنها أن‬
‫تساعد على المفاضلة بينهم والتحقق من كفاءة نائل الصفقة‪ ،‬أو فيما يخص مراقبة أعمال لجنة طلب العروض‬
‫نظرا لدورها المحوري في تطبيق تلك الشروط واختيار المتنافس األفضل‪.‬‬

‫• القرارات المتعلقة برفض أالمصادقة على الصفقة (المادتين ‪ 144‬و ‪.) 152‬‬
‫• القرارات القاضية بفتح طلب عروض جديدة بعد رسو الصفقة على أحد المتنافسين‪,‬‬
‫‪ ‬أوجه الرقابة القضائية‬
‫• تمتد رقابة قاضي اإللغاء على القرارات اإلدارية المنفصلة على عقد الصفقة لتشمل كافة عيوب‬
‫المشروعية الخارجية والداخلية‪ ،‬وبمجرد تحققها يكون القرار المنفصل عن عقد الصفقة مشوبا‬
‫بتجاوز السلطة و يكون اإللغاء هو الجزاء الذي يوقعه القضاء اإلداري نتيجة لخرق مبدأ‬
‫المشروعية‪.‬‬
‫عيوب المشروعية الخارجية‪:‬‬

‫‪ ‬االختصاص‪:‬‬
‫في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬تجد فكرة االختصاص أرضية خصبة لتطبيقها‪ ،‬بالنظر لتعدد الجهات‬
‫المتدخلة ( اآلمر بالصرف أو الشخص المفوض له‪ ،‬لجنة طلب العروض‪ ،‬العالقات القائمة بين‬
‫األجهزة المنتخبة و السلطة المحلية الممثلة للسلطة المركزية ‪. )...‬‬
‫تطبيقات قضائية‪:‬‬

‫(حيث تمسكت الطاعنة بكون القرار المطعون فيه قد صدر عن جهة غير مختصة لكونه اتخذ من طرف‬
‫الكاتب العام للوزارة ‪ ...‬والذي لم تكن له صالحية المصادقة على الصفقة حتى تكون له صالحية اإللغاء‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬حيث إن المادة ‪ 4‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬تنص على أن « الجهة المختصة هي اآلمر بالصرف‬
‫أو الشخص المفوض من قبله قصد المصادقة على الصفقة أو أي شخص آخر مؤهل لهذا الغرض» ‪ ...‬وأن‬
‫قرار السيد وزير ‪ ...‬قد فوض للسيد ‪ ...‬الكاتب العام للوزارة اإلمضاء والمصادقة على الصفقات ‪ ...‬كما أن‬
‫مرسوم ‪ 30‬أكتوبر ‪ 2008‬في شأن تفويض إمضاء الوزراء ‪ ...‬يشير إلى سريان مفعول قرارات التفويض‬
‫من تاريخ توقيعها ‪ ...‬ومن تم يتجلى أن القرار المطعون فيه قد صدر عن الجهة المختصة وتم توقيعه من‬
‫طرف الكاتب العام فكان ما أثير ال أساس له)‪.‬‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 3674‬بتاريخ ‪ 2015/08/31‬ملف عدد ‪)2015/7110/219‬‬
‫عيب الشكل والمسطرة‬

‫• يرتبط إبرام الصفقات العمومية بمجموعة من الشكليات ألزمها المشرع كاإلعالن المسبق وتشكيلة‬
‫اللجنة وتعليل قراراتها كما ألزم المشرع الكتابة في عقود الصفقات الرتباطها برهانات المالية‬
‫وبطول المدة المتعلقة بتنفيذها‪.‬‬
‫• يتجلى عيب المسطرة في إغفال الشكليات المتطلبة قانونا في القرار اإلداري المنفصل على عقد‬
‫الصفقة‪ ،‬ويتحقق ذلك كعدم صحة مسطرة اتخاذ قرار اإلعالن عن طلب العروض‪ ،‬كما يتجلى‬
‫عيب الشكل في عدم التقيد بالشكليات المتطلبة المالزمة للقرار زمنيا‪ ،‬كتلك المتعلقة بتاريخ القرار‬
‫والشكل الكتابي وانعدام التعليل والتوقيع أو التوقيع بالعطف‪.‬‬
‫تطبيقات قضائية‪:‬‬

‫(كل صفقة ال يحترم فيها شرط اإلعالن المسبق خصوصا إذا كان مفروضا بواسطة القانون‪ ،‬فإنها‬
‫تعتبر غير صحيحة و يمكن الطعن في القرار الصادر حينذاك لعيب في الشكل)‪.‬‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 599‬بتاريخ ‪ 23/12/2010‬ملف ‪)270/13/2010‬‬
‫‪‬‬
‫عيوب المشروعية الداخلية‪:‬‬

‫• عيب السبب‪ :‬هو تلك العناصر الواقعية والقانونية التي تدفع باإلدارة إلى إصدار قرارها‪ ،‬ويتجسد في أشكال متنوعة و هي ‪:‬‬
‫انعدام السبب أو الخطأ القانوني و كذلك سوء تقدير األسباب ‪.‬‬

‫‪ ‬كل القرارات التي تتخذها اإلدارة بإقصاء أحد المرشحين من المشاركة في طلب العروض مثال يجب أن تكون مبنية على أسباب‬
‫ليتسنى للمترشح الذي تم إقصاؤه من االطالع عليها‪.‬‬

‫‪ ‬لم يلزم المشرع اإلدارة باإلفصاح عن أسباب اإلقصاء خالل مرحلة فحص الملفات اإلدارية والتقنية‪ ،‬غير أنه نص ضمن‬
‫مقتضيات المادة ‪ 147‬من المرسوم المنظم للصفقات العمومية على نشر مستخرجات من محاضر لجنة طلب العروض ببوابة‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ويجب أن تتضمن هذه المحاضر أسباب اإلقصاء ( المادة ‪.)43‬‬
‫تطبيقات قضائية‪:‬‬

‫‪ ‬تأكيد القضاء لمشروعية قرار إقصاء المتنافس لعدم إدالئه بشواهد مطابقة لنظام االستشارة‪.‬‬
‫(الشواهد المدلى بها من طرف الطاعنة إما أنها عبارة عن رسائل شكر من المؤسسات العامة والخاصة التي‬
‫استفادت من خدماتها بدون أن تشير إلى طبيعة األعمال وإسم الموقع على تلك الشهادات وصفته‪ ،‬أو ال‬
‫تتضمن مبلغ األعمال المنجزة وتواريخ إنجازها‪ ،‬أو أن مبلغ هذه األعمال يقل على المليون درهم‪ ،‬أو تشير‬
‫إلى أنها مجرد صاحبة للصفقة أو تم تبليغها المصادقة على الصفقة مع أن نظام االستشارة يشترط لقبول‬
‫مثل هذه الشهادات أن تثبت إنجاز أعمال التغذية‪ ،‬مما لم يؤهل المستأنف عليها للحصول على عدد كاف من‬
‫النقط فيما يخص المؤهالت التقنية وذلك بالمقارنة مع باقي المتنافسين )‬
‫( قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 1624‬بتاريخ ‪.)2015/04/14‬‬
‫عيب مخالفة القانون‬

‫‪ ‬يعد عيب مخالفة القانون أحد عيوب عدم مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬ويقصد بها في االصطالح‬
‫الفقهي والقضائي المخالفة المباشرة في تفسير أحكام القانون أو تطبيق القاعدة القانونية‪ ،‬وعدم‬
‫احترام المبادئ العامة للقانون كمبدأ حق الدفاع‪.‬‬
‫تطبيقات قضائية‬

‫ألغت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء قرارا قضى بإقصاء إحدى الشركات المتنافسة من الصفقة رغم أنه تم‬
‫قبول ملفيها اإلداري والتقني من طرف لجنة العروض‪ ،‬بينما لم يتم قبول عرضها المالي من طرف لجنة فتح‬
‫األظرفة‪ ،‬وقد كان سبب اإللغاء هو غياب تعليل اإلدارة لقرار اإلقصاء وعدم استنادها إلى مبررات واقعية‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء صادر بتاريخ ‪)2006/10/18‬‬
‫عيب االنحراف في استعمال السلطة‬

‫‪ ‬إذا استهدفت اإلدارة في إصدار قرارها غاية بعيدة عن تحقيق المصلحة العامة أو إذا استهدفت‬
‫غاية أخرى غير الغاية التي حددها القانون لقرارها‪ ،‬ويعتبر وسيلة احتياطية ال يلجأ إليها القاضي‬
‫اإلداري إال استثناء‪.‬‬
‫‪ ‬و يأخذ أشكاال مختلفة‪ ،‬فقد يتوخى القرار تحقيق مصلحة شخصية‪ ،‬أو تحقيق مصلحة عامة لكن‬
‫مختلفة عن المصلحة التي يسمح القرار بتحقيقها‪ ،‬و قد يتخذ كذلك شكل االنحراف في المسطرة و‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬ولعيب االنحراف في استعمال السلطة مكانا في مجال القرارات اإلدارية المنفصلة عن عقد‬
‫الصفقة‪،‬‬
‫تطبيقات قضائية‪:‬‬

‫• كما صرحت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في أحد أحكامها بأن "مدير المركب الرياضي كانت تربطه‬
‫بالطاعنة عالقة مشوبة بالتوتر و الشكايات حين كان يشغل منصب مندوب وزارة الشبيبة و الرياضة‬
‫بمدينة الجديدة‪ ،‬و ذلك حسب الثابت من الشكاية الموجهة إلى كاتب الدولة في الشبيبة و الرياضة من‬
‫طرف مموني المواد الغذائية بشأن المشاكل التي تعترضهم من طرفه بخصوص صفقات التموين‪ ،‬األمر‬
‫الذي يجعل من القرار الصادر من جهة اإلدارة القاضي بإقصاء الطاعنة من الصفقة موضوع النزاع بعلة‬
‫عدم توفرها على الشروط المتطلبة في نظام االستشارة و دفتر الشروط الخاصة ليس له ما يبرره غير‬
‫تحقيق مصلحة بعيدة عن المصلحة العامة التي يعمل رجل اإلدارة عادة على تحقيقها‪ ،‬ال سيما أن الشروط‬
‫المذكورة لم يتم وضعها إال برسم سنة ‪ ،2009‬و دون أن تجد لها سندا في مرسوم الصفقات العمومية‬
‫مما يجعل الغاية من فرضها هي إقصاء الشركة الطاعنة بدافع العداوة الشخصية‪ ،‬و هو ما يجعل القرار‬
‫الطعين مشوبا بعيب االنحراف في استعمال السلطة‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء الصادر بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ 2009‬تحت عدد ‪. )865‬‬
‫تابع‬

‫• كما اعتبرت المحكمة اإلدارية بأكادير بأن حرمان بعض المرشحين من المشاركة في طلبات العروض إلبرام صفقة‬
‫معينة يعتبر انحرافا في استعمال السلطة‪.‬‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ 62‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬يوليوز ‪) 1998‬‬

‫• صرحت المحكمة اإلدارية بأكادير أن قرار عدم المصادقة على الصفقة مشوب بعيب االنحراف في استعمال السلطة‬
‫على أساس أن اإلدارة ( اعتبرت استعمال الطاعنة لحقها في التشكي والتقاضي شغبا وعرقلة ألعمال اإلدارة‬
‫واستعملته مبررا لعدم المصادقة على الصفقة أمر غير جائز قانونا من شأنه حرمان أي مواطن يقاضي اإلدارة من‬
‫المصادقة على الصفقات الراسية عليه ويفرغ القرار اإلداري من هدفه األسمى وهو تحقيق المصلحة العامة ليصبح‬
‫عقابا للطاعنة على استعمال حقها في التقاضي‪).‬‬
‫(حكم المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬عدد ‪ ،19-95‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ ،1995‬ملف عدد ‪/1 94‬غ)‬
‫‪ ‬السلطة التقديرية لإلدارة في المصادقة على الصفقة‬

‫• إقرار القضاء بأحقية اإلدارة في تقييم وتغليب الجانب االقتصادي والكيفي للعملية التعاقدية قبل المصادقة على‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫• تطبيقات قضائية‪ :‬صرحت محكمة النقض ( الغرفة اإلدارية) بمشروعية قرار رفض المصادقة على الصفقة بعلة أنه‪:‬‬
‫" على الرغم من تقديم الطاعنة ألرخص عطاء‪ ،‬فإن الغاية من الصفقات العمومية تظل تحقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫وأنه لبلوغ هذا الهدف‪ ،‬ال بد من تخصيص أموال عامة‪ ،‬وتكون اإلدارة مؤهلة التخاذ جميع التدابير واالحتياطات‪،‬‬
‫والبحث عن كافة الضمانات العينية والشخصية إلنفاق تلك األموال فيما أعدت له‪ ،‬وأنه نتيجة لذلك حرص المشرع‪،‬‬
‫وسار في هذا السياق كل من الفقه والقضاء اإلداري‪ ،‬على منح اإلدارة أكبر قدر من الحرية الختيار المتعاقد األنسب‬
‫واألصلح انطالقا من عدة معطيات أهمها حقها في تقييم وتغليب الجانب االقتصادي والكيفي للعملية‪ ،‬وهذا يعني أنه‬
‫ال يمكن إجبار اإلدارة على المصادقة على عرض لم يف في نظرها بالشروط واالعتبارات التي وضعتها مما يتعين‬
‫معه القضاء برفض طلب الطاعنة"‪.‬‬
‫(قرار محكمة النقض ( الغرفة اإلدارية) عدد ‪ 261‬مؤرخ في ‪)11/04/1996‬‬
‫أثر الحكم القاضي باإللغاء على عقد الصفقة‬

‫آثار حكم إلغاء القرار‪ :‬تتجلى باألساس في محو آثار القرار الملغى بأثر رجعي واعتباره كأن لم يكن‪ .‬و فضال‬
‫عن ذلك فإن قرار اإللغاء يلزم الجميع بحيث يكتسب قوة الشيء المحكوم به‪ .‬كما أن اإللغاء يكتسي حجية‬
‫الشيء المقضي به ويتميز بها حتى في مواجهة األغيار‪.‬‬

‫• التساؤل المطروح‪ :‬يتعلق بأثر الحكم القاضي بإلغاء القرار اإلداري المنفصل على عقد الصفقة في حالة‬
‫إبرامه قبل صدور الحكم والشروع في تنفيذه؟‪.‬‬

‫اإلكراهات‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ ‬مبدأ نسبية عقد الصفقة وحصر آثاره على طرفيه كأحد الخصوصيات التي ينفرد بها العقد اإلداري‬
‫تابع‬

‫‪ ‬تقديم طلب إيقاف تنفيذ القرار اإلداري المنفصل عن عقد الصفقة غالبا ما يصطدم بشرط عدم نفاذ‬
‫القرار ووجود أضرار يصعب تداركها مستقبال‪ ،‬كما أن الحكم بإيقاف تنفيذ القرارات المنفصلة من‬
‫شأنه أن يفضي في العديد من الحاالت عرقلة النشاط اإلداري و المساس باستمرارية المرفق العام‪،‬‬
‫خصوصا بالنسبة للمشاريع ذات الطابع المستعجل‪.‬‬
‫تابع‬

‫• النتائج‬
‫‪ ‬تجريد دعوى اإللغاء من إحدى الخصائص الرئيسية للقضاء العيني (قضاء اإللغاء)‪ ،‬المتمثلة في الحجية‬
‫المطلقة للحكم باإللغاء‪.‬‬
‫• الحلول المعمول بها في القانون المقارن‬
‫• إقرار مجلس الدولة الفرنسي ببطالن عقد الصفقة في حالة صدور حكم نهائي يقضي بإلغاء قرار إداري منفصل‬
‫عنه شريطة أن يتم تقديم طلب صريح بذلك من طرف اإلدارة وذلك في القرار المعروف بقرار ‪.LOPEZ‬‬
‫• ونفس الشيء بالنسبة للمتنافس إذا تقدم بطلب لقاضي العقد بقصد معاينة بطالن عقد الصفقة بناء على حكم‬
‫مكتسب لحجية الشيء المقضي به وذلك في قرار شركة ‪ TROPIC‬الصادر سنة ‪.2007‬‬
‫تابع‬

‫• الحلول المقترحة‪:‬‬
‫‪ ‬البت على وجه السرعة في طلب الطاعن باإللغاء حتى ال تفوت عليه فرصة المشاركة في عملية‬
‫المنافسة في حالة صدور الحكم لمصلحة‪.‬‬

‫‪ ‬تدخل المشرع إلمداد قاضي المستعجالت بسلطات إضافية خاصة بنزاعات المرحلة السابقة‬
‫لنشوء العقد‪ ،‬تمكنه عند االقتضاء بإصدار األمر لصاحب الصفقة بوقف عملية تنظيم المنافسة إلى‬
‫حين تصحيح اإلجراء موضع المنازعة‪.‬‬
‫شكرا على حسن تتبعكم‬

You might also like