You are on page 1of 7

‫اآلثار القانونية المترتبة على طلب الطعن االستئنافي‬

‫الفرع االول ‪ :‬األثر الناقل لإلستئناف‬


‫يعد االثر الناقل من اهم االثار التي تترتب على االس تئناف ‪ ،‬ويقص د ب ه ان رف ع االس تئناف ي ؤدي الى اع ادة‬
‫طرح النزاع ال ذي فص ل في ه الحكم الب دائي على محكم ة االس تئناف ‪ ،‬فتص بح ه ذه المحكم ة مختص ة ببحث ه‬
‫والفصل فيه(‪ .)1‬ويفهم مما تقدم ان قبول االستئناف ينقل ال دعوى الى محكم ة االس تئناف بحالته ا ال تي ك انت‬
‫عليها قبل صدور الحكم البدائي بالنسبة لما رفع عنه االستئناف فقط (‪.)2‬‬
‫وقد كرست المادة (‪ )192‬من قانون المرافعات المدني ة الع راقي الناف ذ ‪ ،‬القاع دة المس تقرة في فق ه المرافع ات‬
‫المدنية وهي ان رفع االستئناف يلزم محكم ة االس تئناف الفص ل في ال نزاع مج ددا ً وفي المواض يع ال تي رف ع‬
‫االستئناف عنها على اساس ان محكمة االستئناف محكمة درجة ثاني ة في التقاض ي تت ولى بحث االعتراض ات‬
‫الواردة على الحكم الص ادر عن محكم ة الب داءة وذل ك بإكم ال النقص في ذل ك الحكم او اص الح الخط أ ال ذي‬
‫وقعت في ه محكم ة الب داءة(‪ ، )3‬ومحكم ة االس تئناف بالص فة المتقدم ة ‪ ،‬وبوص فها محكم ة موض وع تمل ك‬
‫الصالحيات كافة المق ررة لمحكم ة الب داءة ‪ ،‬فهي تبحث وق ائع ال دعوى وتق وم باتخ اذ م ا ت راه من اج راءات‬
‫االثبات ‪ ،‬وتعين تقدير الوقائع من واقع ما قدم اليها من مس تندات ‪ ،‬ومن واق ع دف وع الخص وم ‪ ،‬ثم هي اخ يرا ً‬
‫تطبق القواعد القانونية التي تراه ا ص حيحة على وق ائع ال دعوى(‪ ، )4‬فمرحل ة االس تئناف تنق ل ال دعوى الى‬
‫حالتها التي كانت عليها قبل صدور الحكم البدائي حيث تتولى محكمة االستئناف بعد اكمال التحقيقات المقتضية‬
‫اصدار الحكم الذي تراه موافقا ً للقانون(‪ ،)5‬على ان نقل ال دعوى الى محكم ة الدرج ة الثاني ة ال يتم تبع ا ً لرف ع‬
‫االستئناف اال اذا كان هذا الطعن يتناول نقاطا ً عرضت على محكمة الدرجة االولى وفصلت فيها هذه المحكم ة‬
‫ورفع االستئناف عنه ‪ ،‬فالطلبات التي عرضت امام محكمة الدرجة االولى ولم تفصل فيه ا ولم تس تنفذ واليته ا‬
‫ال تنتقل الى محكمة الدرجة الثانية(‪.)6‬‬
‫ان الدعوى االستئنافية بعد ان تصبح صحيحة وكان االستئناف مقبوالً يترتب على ذلك نق ل ال نزاع برمت ه الى‬
‫محكمة االستئناف واعادة طرح موض وعه عليه ا م ع اس انيده القانوني ة وادلت ه الواقعي ة مم ا يجعله ا مختص ة‬
‫اختصاصا ً كامالً بكل ما يتعلق بالحكم من وقائع فصل فيها الحكم المستأنف(‪.)7‬‬
‫وللقضاء العراقي تطبيقات عديدة بشأن االثر الناقل لالستئناف فقد قضت محكمة التمييز في ق رار له ا ج اء فيه‬
‫” … وحيث ان محكمة االستئناف لم تقتنع بتقرير خبراء البداءة فقد جنحت الى انتخاب خ براء ج دد وه ذا من‬
‫حقها الن االستئناف ينقل الدعوى بحالتها التي كانت عليها قبل حكم الب داءة فيك ون لمحكم ة االس تئناف س لطة‬
‫فحص النزاع من جديد وحيث ان الخبراء قد قدروا التعويض عن الضررين المادي واالدبي بش كل مناس ب ال‬
‫مغاالة فيه وال اجح اف فال جن اح على محكم ة االس تئناف ان اتخ ذت من تقري ر الخ براء س ببا ً لحكمه ا فله ذه‬
‫االسباب يكون الحكم المميز بما قضي به موافق ا ً للق انون …… “(‪ .)8‬ام ا عن موق ف الق وانين المقارن ة من‬
‫االث ر الناق ل فق د تب اينت تل ك الق وانين في النص عليه ا في تش ريعاتها ‪ ،‬فق د نص ت الم ادة (‪ )232‬من ق انون‬
‫المرافعات المدنية والتجارية المصري الناف ذ ب أن “ االس تئناف ينق ل ال دعوى بحالته ا ال تي ك انت عليه ا قب ل‬
‫صدور الحكم المستأنف بالنسبة لما رفع عن ه االس تئناف فقط ” ومفه وم االث ر الناق ل في الق انون المص ري ال‬
‫يختلف كثيرا ً عن مفهومه في القانون العراقي من حيث طرح ال نزاع على محكم ة االس تئناف لتفص ل في ه من‬
‫جديد ‪ ،‬وعدم السماح بإبداء طلبات جديدة في االستئناف نظ را ً الن ذل ك ي ؤدي الى تف ويت درج ة من درج ات‬
‫التقاضي على الخصم(‪ ،)9‬وتطبيقا ً لذلك قض ت محكم ة النقض المص رية في ق رار له ا وال ذي ج اء فيه “ ان‬
‫االستئناف ينقل الدعوى الى محكمة الدرجة الثانية في حدود م ا رف ع االس تئناف عن ه وش رطه ال تزام الح دود‬
‫المق ررة لألث ر الناق ل لالس تئناف س واء من حيث الموض وع او من حيث االط راف وم ا فص لت في ه محكم ة‬
‫الدرجة االولى ورفع عنه االستئناف فأن فصل محكمة االستئناف في امر غير مط روح عليه ا يع د اس اءة الى‬
‫امر غير حائز“(‪.)10‬‬‫مركز المستأنف باالستئناف وهو ٌ‬
‫اما فيما يتعلق بموق ف الق انون االردني من فك رة االث ر الناق ل فلم يتض من ق انون اص ول المحاكم ات المدني ة‬
‫االردني النافذ نصا ً مشابها ً للنص الوارد في قانون المرافعات المصري ومع ذلك فأن عدم النص صراحة على‬
‫قاعدة االثر الناقل لالستئناف ال يعني التنكر له ا من قب ل المش رع االردني(‪ .)11‬ويؤي د ه ذه النظ رة ان فك رة‬
‫االثر الناقل اصبحت قاعدة تقليدية متبعة في جميع القوانين التي تأخذ بنظام التقاضي على درجتين بوصفها من‬
‫ابرز مظ اهر ه ذا النظ ام وبص رف النظ ر عن التص ور الق انوني ال ذي يأخ ذ ب ه ه ذا المش رع او ذاك لفك رة‬
‫االستئناف(‪ .)12‬وتطبيق ات القض اء االردني تس ير في ه ذا االتج اه(‪ .)13‬ام ا عن ق انون اص ول المحاكم ات‬
‫المدنية اللبناني النافذ وموقفه بشأن االثر الناقل لالستئناف فقد نصت المادة (‪ )659‬من القانون اللبن اني على ان‬
‫“ االس تئناف يط رح مج ددا ً القض ية المحك وم به ا ام ام محكم ة االس تئناف للفص ل فيه ا من جدي د في الواق ع‬
‫والقانون ” ‪ ..‬ويفهم من هذه المادة ان المشرع اللبن اني ال يبتع د كث يرا ً عن بقي ة الق وانين المقارن ة في مفهوم ه‬
‫لفكرة االثر الناقل للطعن االستئنافي ‪ .‬في حين اجمعت القوانين العربية المقارنة االخرى على عد االث ر الناق ل‬
‫من اهم االثار المترتبة على رفع االستئناف(‪ ، )14‬اما الق انون الفرنس ي فق د تض من الم ادتين (‪ 561‬و ‪)562‬‬
‫واللتان تكلفتا بتنظيم االثر الناقل ‪ ،‬حيث تضمنت االولى تعريفا ً قريبا ً جدا ً من االثر الناقل( ‪ ، )15‬اذ نصت على‬
‫ان ” االستئناف يضع حجية الشيء المقضي فيه المطروح امام المحكم ة االس تئنافية وذل ك لكي يتم البت ب ذلك‬
‫من جديد من حيث الواقع والقانون” فاالثر الناقل بمفهوم هذه المادة يجب ان يكون محددا ً بعناي ة فه و يق ود الى‬
‫نتائج مهمة للمحاكم القضائية وللقواعد المرافعة والجلسة االستئنافية(‪ .)16‬اما المادة الثانية ‪ ،‬المادة (‪ )562‬من‬
‫القانون ذاته فقد نصت على ان ” ال يحي ل االس تئناف الى المحكم ة اال اج زاء الحكم ال تي ينتق دها ص راحةً او‬
‫ضمنا ً ‪ ،‬وان االثر الناقل غير المقيد يسري بحق الجميع في حالة كون االستئناف غ ير مح ددا ً ب أجزاء معين ة ‪،‬‬
‫وعندما يروم الى الغاء حكم ‪ ،‬او اذا كان موضوع الخصومة غير قابل للتقسيم ” ‪ .‬ويفهم من صريح هذه المادة‬
‫ان االثر الناقل في قانون االجراءات المدنية الفرنس ي الناف ذ ال ينطب ق بالض رورة على المس ائل العملي ة كاف ة‬
‫وعلى الحقوق في المرافعة البدائية فالقاعدة القانونية تق ول ‪ ” :‬ال يس ري االث ر الناق ل اال اذا رف ع الطعن ام ام‬
‫محكمة االستئناف“(‪ .)17‬هذا وقد اوردت المادة المشار اليه ا اعاله ع دة اس تثناءات عدي دة على س ريان ذل ك‬
‫االثر(‪ .)18‬وجدير بالذكر ان االصل في القانون الفرنسي ان الدعوى تقام امام محكمة االس تئناف س واء تعل ق‬
‫االمر بالواقع ام في القانون(‪ ،)19‬غير ان هناك قيودا ً على هذا االصل ومن ابرزه ا من ع الطلب ات الجدي دة في‬
‫االس تئناف(‪ ، )20‬وتقيي د االث ر الناق ل بح دود الحكم الص ادر في ال دعوى البدائي ة(‪ . )21‬وللقض اء الفرنس ي‬
‫تطبيقات قضائية عديدة بشأن هذا االثر ‪ ،‬منها ما قضت محكمة النقض الفرنسية به في اح دث قراراته ا ‪ ،‬ان ”‬
‫االستئناف يرتب اثرا ً وهو طرح النزاع على محكمة الطعن لتفصل فيه من جديد ‪ ،‬وهذا االثر هو االث ر الناق ل‬
‫لالستئناف…“(‪.)22‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االثر الموقف لالستئناف‬
‫ان مجرد مراجعة طريق الطعن االستئنافي بحق الحكم المودع للتنفيذ يؤدي الى تأخير تنفيذه اال اذا ك ان الحكم‬
‫المستأنف مشتمالً على قرار بالتنفيذ المعجل ‪ ،‬اذ ان وقوع الطعن ال يمنع من اي داع الحكم ل دى مديري ة التنفي ذ‬
‫وال يمنع من القول بان السند التنفي ذي ي ؤخر التنفي ذ ‪ .‬ومن خالل تتب ع موق ف المش رع الع راقي بص دد االث ر‬
‫الموقف لالستئناف نجد ان الفقرة االولى من المادة (‪ )53‬من قانون التنفيذ العراقي النافذ ق د نص ت على انه “‬
‫يج وز تنفي ذ الحكم خالل م دة الطعن القانوني ة اال ان التنفي ذ ي ؤخر اذا اب رز المحك وم علي ه استش هادا ً بوق وع‬
‫االعتراض على الحكم الغيابي او االستئناف او بوقوع التمييز اذا كان الحكم متعلقا ً بعقار “‪.‬ومن خالل تفحص‬
‫هذه المادة نجد انها اجازت تنفيذ الحكم المس تأنف خالل م دة الطعن وم ع ذل ك فق د وج د من الواق ع العملي ان‬
‫مديريات التنفيذ تشترط لتنفيذ الحكم المستأنف تبليغ المحكوم عليه بالحكم المستأنف قبل تنفيذه ‪ ،‬لذا ف ان ق انون‬
‫التنفيذ لم يشترط ان تكون االحكام القضائية قطعية او نهائية المكان قبول تنفيذها ضد المحكوم عليه ‪ ،‬كم ا ان ه‬
‫لم يفرق بين الحكم المكتسب للدرجة القطعية وغير المكتسب للدرجة القطعية ‪ ،‬سواء اكتسب الحكم هذه الص فة‬
‫بمضي المدة القانونية ام بتصديق المحكمة(‪ ، )23‬اما اذا وقع االستئناف على الحكم البدائي فأن ذلك ي ؤدي الى‬
‫ت أخير تنفي ذ الحكم وه ذا م ا اكدت ه الم ادة (‪/194‬ف‪ )1‬من ق انون المرافع ات المدني ة الع راقي الناف ذ بقولها “‬
‫استئناف الحكم يؤخر تنفيذه اال اذا كان مشموالً بالنفاذ المعجل فيس تمر التنفي ذ م ا لم تق رر المحكم ة عن د نظ ر‬
‫االس تئناف الغ اء الق رار الص ادر بالناف ذ المعجل ” وهك ذا يتض ح ان اس تئناف الحكم ي ؤخر تنفي ذه في دائ رة‬
‫التنفيذ ‪ ،‬ولكن اذا كان الحكم المستأنف مشتمالً على قرار التنفيذ المعجل فأن دائرة التنفيذ تستمر بالتنفي ذ اال اذا‬
‫قررت محكمة االستئناف الغاء القرار بالتنفيذ(‪ ،)24‬من قبل محكمة البداءة بالنفاذ المعجل حس ب تق ديرها على‬
‫وفق القواعد المعروضة امامها(‪ ، )25‬واذا كان المحك وم ل ه ق د نف ذ الحكم الب دائي في دائ رة التنفي ذ ‪ ،‬وق امت‬
‫دائ رة التنفي ذ ببعض االج راءات التنفيذي ة ‪ ،‬ثم اس تأنف المحك وم علي ه الحكم ل دى محكم ة االس تئناف واب رز‬
‫استشهادا ً بذلك فأن دائرة التنفيذ تقرر تأخير التنفيذ الى نتيجة الحكم االستئنافي”(‪.)26‬‬
‫وقد يتصور ان هناك تعارضا ً بين نص المادة (‪/194‬ف‪ )1‬من قانون المرافعات المدنية العراقي الناف ذ والم ادة‬
‫(‪ )53‬من قانون التنفيذ العراقي الناف ذ ‪ ،‬ذل ك ان االخ يرة اج ازت تنفي ذ الحكم خالل م دة الطعن القانوني ة دون‬
‫الحاجة الى النص فيه على انه مشمول بالنفاذ المعجل اال انها نصت على ان االجراءات التنفيذي ة تتوق ف ‪ ،‬اذا‬
‫طعن المحك وم علي ه ب الحكم المنف ذ بط رق االع تراض على الحكم الغي ابي او بطري ق االس تئناف او بطري ق‬
‫التمييز اذا كان الحكم المنفذ متعلقا ً بعقار ‪ ،‬او صدر قرار من محكمة مختصة يوقف تنفيذ ذلك الحكم ‪ .‬والسؤال‬
‫الذي يشير بوجود التناقض ‪ ،‬اذا نفذ المحكوم ل ه الحكم المس تأنف المش مول بالنف اذ المعج ل ‪ ،‬وطعن المحك وم‬
‫عليه باالستئناف ‪ ،‬فهل تستمر مديري ة التنفي ذ ب االجراءات التنفيذي ة تطبيق ا ً لنص وص الم واد (‪ 164‬و ‪ 165‬و‬
‫‪ )194‬من قانون المرافعات المدنية العراقي النافذ ام توقف االج راءات التنفيذي ة تطبيق ا ً لنص الم ادة (‪ )53‬من‬
‫قانون التنفيذ؟ ذهب احد الفقهاء(‪ ، )27‬الى تغليب المادة (‪ )165‬من قانون المرافعات المدنية بالنس بة للح االت‬
‫المشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون ‪ ،‬وبإمكان من يطلب وقف تنفيذ االجراءات التنفيذية عند الطعن باالحك ام‬
‫المشمولة بالنفاذ المعجل بحكم القانون ‪ ،‬ان يتقدم بطلبه هذا الى المحكم ة ال تي تنظ ر الطعن ‪ ،‬فهي ال تي تق رر‬
‫وقف اجراءات التنفيذ او رفض الطلب حسب مقتضيات كل حالة‪ .‬ونعتقد بأن الرأي االول الذي يش ترط توق ف‬
‫االجراءات التنفيذية تطبيقا ً لنص المادة (‪ )53‬من قانون التنفي ذ الع راقي الناف ذ ‪ ،‬ج دير بالتأيي د ذل ك ان ق انون‬
‫التنفيذ هو قانون خاص بالنسبة لقانون المرافعات والخاص يقيد العام هذا من جه ة ‪ .‬أم ا من جه ة اخ رى فأنن ا‬
‫نالحظ ومن خالل متابعة موقف القضاء العراقي بصدد تلك المسألة أنه قد اخذ بأحكام المادة المشار اليها اعاله‬
‫ولم يشر الى المواد (‪ )194 ، 165 ،164‬من ق انون المرافع ات المدني ة الع راقي الناف ذ في حال ة اذا م ا نف ذ‬
‫المحك وم ل ه الحكم المس تأنف المش مول بالنف اذ المعج ل ‪ ،‬وطعن المحك وم علي ه باالس تئناف ‪ ،‬ول و ض منا ً ‪.‬‬
‫وللقضاء العراقي قرارات عديدة انصبت جميعها على ان الطعن بطريق االس تئناف ي ؤخر تنفي ذه س واء تعل ق‬
‫بعقار ام حقوق شخصية فقد قضت محكمة استئناف منطقة ذي قار بصفتها التمييزي ة في اح د قراراته ا وال ذي‬
‫جاء في مضمونه ‪ “ :‬لدى التدقيق والمداولة وجد ان الطعن التمي يزي مق دم ض من الم دة القانوني ة ق رر قبول ه‬
‫شكالً ‪ ،‬ولدى عطف النظر على القرار المميز وج د ان ه مخ الف للق انون وذل ك بع د ان ثبت ب أن الم دين طعن‬
‫بالحكم المميز استئنافا ً وان الطعن بالحكم المنفذ عن طريق االستئناف يؤخر التنفيذ مطلقا ً سواء كان ذلك متعلقا ً‬
‫بعقار ام بحقوق شخصية عمالً باحكام المادة (‪ )53‬فقرة اوالً من قانون التنفيذ علي ه ق رر نقض الق رار المم يز‬
‫واعادة االضبارة الى مديرية التنفيذ التباع ما تقدم وصدر الق رار باالتف اق‪ .)28(“ ..‬ام ا عن موق ف الق وانين‬
‫المقارنة فيما يخص االثر الموقف لالستئناف ‪ ،‬فنالحظ ان القاعدة في القانون المصري ان قابلي ة الحكم للطعن‬
‫فيه باالستئناف مانعة من تنفيذه – فيم ا ع دا ح االت النف اذ المعج ل – فتنفي ذ الحكم يبقى موقوف ا ً م ا بقى ميع اد‬
‫الطعن فيه باالستئناف ممتداً(‪ ،)29‬فأن رفع االستئناف يبقي التنفي ذ موقوف ا ً الى ان يفص ل في االس تئناف بحكم‬
‫في موضوعه او بحكم يزيل الخصومة في االستئناف(‪-.)30‬‬
‫ويالحظ ان المشرع المصري لم يورد نصا ً قانونيا ً يتعلق باالثر الموقف لالس تئناف اس وة ب النص ال ذي اورده‬
‫بشأن االثر الناقل لالستئناف(‪ .)31‬اما فيما يتعلق بموق ف الق انون االردني ‪ ،‬فبم وجب الم ادة (‪ )19‬من ق انون‬
‫االجراء االردني النافذ ذي الرقم (‪ )31‬لسنة ‪ 1952‬اعطى المشرع االردني لدائرة االج راء ص الحية اص دار‬
‫قرارها بتأخير تنفيذ الحكم المودع لديها للتنفيذ اذا ما ابرز لها ما يؤيد الطعن في ه عن طري ق االس تئناف(‪،)32‬‬
‫ويستثنى من ذلك االحكام المعجلة واحكام النفقة(‪ .)33‬في حين سار القانون اللبناني على نهج القوانين المقارنة‬
‫‪ ،‬حيث نص على جواز ايق اف التنفي ذ المعج ل عن طري ق محكم ة االس تئناف ‪ ،‬وفي جمي ع االح وال فيم ا اذا‬
‫أستؤنف الحكم المعجل للتنفيذ(‪ ..)34‬ولمحكمة االستئناف اللبنانية ايقاف ذلك التنفيذ أيا ً كان نوعه وس واء اك ان‬
‫وجوبيا ً ام اختياريا ً – وذلك بنا ًء على طلب الخصم صاحب المصلحة اذا كان واضحا ً ان النت ائج ال تي س ترتب‬
‫على التنفيذ تتجاوز الحدود المعقولة ب النظر الى ظ روف القض ية او اذا ك انت اس باب الطعن في الحكم يرج ع‬
‫معها فسخه(‪ .)35‬وتجدر االشارة الى ان القوانين العربي ة المقارن ة االخ رى ق د ع دت االث ر الموق ف من اهم‬
‫االثار التي يرتبها رفع الطعن االستئنافي(‪ ،)36‬وفيما يتعلق بموقف المشرع الفرنس ي من ذل ك االث ر فق د ع ده‬
‫من اهم المب ادئ ال تي نص عليه ا المرس وم الفرنس ي الص ادر ع ام ‪ 1972‬وك ذلك ق انون االج راءات المدني ة‬
‫الفرنسي النافذ(‪ ،)37‬فاألصل في ه ذا الق انون ع دم امكاني ة تنفي ذ الق رار الص ادر من محكم ة الدرج ة االولى‬
‫(باستثناء التنفيذ المؤقت) اال ان هذا االمر مشروطا ً بعدم وجود أي اعتداء على حقوق المس تأنف علي ه الناش ئة‬
‫من الحكم البدائي(‪ .)38‬ويالحظ ان الطعن االستئنافي ال يكون له أي اثر موقف ضد ق رار قاض ي التنفي ذ م ع‬
‫االخ ذ بنظ ر االعتب ار ان وق ف التنفي ذ في الق انون الفرنس ي يق دم بطلب الى رئيس محكم ة االس تئناف(‪.)39‬‬
‫_____________________‬
‫‪-1‬استاذنا الدكتور عباس العبودي ‪ ،‬شرح احكام قانون المرافعات المدنية ‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬جامعة‬
‫الموصل ‪، 2000 ،‬ص‪.416‬‬
‫‪ -2‬وهذا االثر الناقل لالستئناف ليس مطلقا ً وانما هو مقيد لما رفع عنه االس تئناف فق ط ‪ ،‬أي ان االس تئناف ال‬
‫ينقل الى محكمة االستئناف اال ما فصل فيه الحكم البدائي من طلبات موضوعية ويترتب على ذلك انه ال يجوز‬
‫تقديم طلبات بدعاوى جديدة امام محكم ة االس تئناف النه ا تك ون غ ير ح ائزة ‪ ..‬والرتب اط ذل ك م ع المرافع ة‬
‫االستئنافية ارتأينا بحثه ضمن المطلب الخاص بالمرافعة االستئنافية ‪.‬‬
‫‪ -3‬مدحت المحمود ‪ ،‬شرح قانون المرافعات المدنية وتطبيقاته ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مطبعة الخيرات ‪ ،‬بغداد ‪.2000 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمن العالم ‪ ،‬شرح قانون المرافعات المدنية ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ط‪ ، 1‬مطبعة بابل ‪ ،‬بغداد ‪.1977 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.405‬‬
‫‪ -5‬المادة (‪ )192‬من قانون المرافعات المدنية العراقي النافذ‪.‬‬
‫‪ -6‬لمزي د من التفص يل ‪ .‬انظ ر ‪ :‬د‪ .‬س عدون ن اجي القش طيني ‪ ،‬ش رح احك ام المرافع ات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مطبع ة‬
‫المعارف ‪ ،‬بغداد‪ ،1976 ،‬ص‪.395‬‬
‫‪ -7‬عبد الهادي مظهر احمد صالح ‪ ،‬االستئناف طري ق من ط رق الطعن العادي ة ‪ ،‬بحث مس حوب ب الرونيو ‪،‬‬
‫مقدم للمعهد القضائي العراقي ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1998 ،‬غير منشور ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -8‬قرار محكم ة التمي يز الم رقم ‪ /76‬مدني ة اولى ‪ 81 /‬في ‪ ،15/6/1981‬مجموع ة االحك ام العدلي ة ‪ ،‬الع دد‬
‫الث الث ‪ ،‬الس نة الثالث ة عش ر ‪ ، 1981 ،‬ص‪ 71‬؛ وفي االتج اه ذات ه انظ ر ق رارا محكم ة اس تئناف كرك وك‬
‫المرقمين ‪/ 53‬س‪ 2002/‬و ‪/94‬س‪ 2001/‬في ‪ 26/2/2002‬و ‪ – 4/7/2002‬غير منشورين – ‪.‬‬
‫‪ -9‬د‪ .‬محمود محمد هاشم ‪ ،‬قانون القضاء المدني ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار البخارى للطباعة ‪ ،‬الق اهرة ‪ ، 1980 ،‬ص ص‬
‫‪ 477-476‬؛ ولمزيد من التفصيل حول هذا االثر في القانون المصري ‪ .‬انظر ‪ :‬د‪ .‬نبيل اسماعيل عمر ‪ ،‬نطاق‬
‫الطعن باالس تئناف في ق انون المرافع ات المص ري والفرنس ي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الجامع ة للنش ر ‪ ،‬االس كندرية ‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪.17‬‬
‫‪ -10‬الطعن رقم ‪ 1196‬لسنة ‪52‬ق ‪ ،‬جلسة ‪ ، 12/3/1986‬مشار اليه عند ‪ :‬د‪ .‬عدلي امير خال د ‪ ،‬االرش ادات‬
‫العملي ة في اج راءات ال دعاوى المدني ة ‪ ،‬ط رق الطعن العادي ة وغ ير العادي ة في االحك ام ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منش أة‬
‫المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،1988 ،‬ص‪.628‬‬
‫‪ -11‬ابراهيم حرب محسن ‪ ،‬النتائج العملية لقاعدة االثر الناق ل لالس تئناف ‪ ،‬بحث منش ور في مجل ة دراس ات‬
‫االردنية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 26‬العدد ‪ ، 1999 ، 1‬ص‪.69‬‬
‫‪ -12‬انظر ‪ :‬محمد عبد هللا الظاهر ‪ ،‬شرح قانون اصول المحاكمات المدنية االردني تشريعا ً ‪ ،‬فقها ً ‪ ،‬اجتهادا ً ‪،‬‬
‫ط‪ ، 1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪ ، 1997 ،‬ص‪ 590‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -13‬انظر حكم محكمة التمييز االردنية المرقم ‪ 222/66‬لسنة ‪ ، 1971‬وايض ا ً قراره ا الم رقم ‪ 27/71‬لس نة‬
‫‪ . 1971‬مشار اليهما عند ابراهيم حرب محسين ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -14‬المادة (‪ )211‬من قانون المرافعات والتنفيذ المدني اليمني النافذ ؛ والم ادة (‪ )107‬من ق انون االج راءات‬
‫المدنية الجزائري النافذ ‪.‬‬
‫‪.Jean Vincent et Serge Guinchard، Op. Cit.، 1999، p. 963-15‬‬
‫‪.Jean Vincent et Serge Guinchard، Op. Cit.، 1996، p.963 -16‬‬
‫‪.Jean Vincent et Serge Guinchard، Op. Cit.، 1999، p. 965 -17‬‬
‫‪.Jean Larguier، Op. Cit.، pp. 98-99 -18‬‬
‫‪.Gerard Cornu et Jean Foyer، Op. Cit.، p.610-19‬‬
‫‪.Rene Monrel. Op. Cit. P. 491-20‬‬
‫‪ ;Jean Larguier et philippe Conte، Op. Cit.، p.142 -21‬وانظر كذلك الموقع ‪http : WWW. :‬‬
‫‪.Cfdt. Fr/ pratique/ prud’ hommesl institution-recours. Htm‬‬
‫‪ Cass civ 25/5/2000 -22‬وكذلك قرارها ‪ Cass civ 13/7/2000‬مشار اليهما على الموقع ‪http: // :‬‬
‫‪.Lexinter. Net/ Jptxt/ effet- devolutif-de-L’appel. Htm‬‬
‫‪ -23‬د‪ .‬سعدون ناجي القشطيني ‪ ،‬شرح احكام المرافعات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مطبعة المعارف ‪ ،‬بغداد‪1976 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.379‬‬
‫‪ -24‬صادق حيدر ‪ ،‬شرح قانون المرافعات المدنية ‪ ،‬محاضرات مسحوبة بالرونيو ‪ ،‬القيت على طلبة المعه د‬
‫القضائي الع راقي ‪ ،‬بغ داد ‪ ، 1986 ،‬ص‪352‬؛ و د‪.‬آدم وهيب الن داوي ‪ ،‬ق انون المرافع ات المدني ة ‪ ،‬مص در‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪.373‬‬
‫‪ -25‬مدحت المحمود ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -26‬ضياء شيت خط اب ‪ ،‬بح وث ودراس ات في ق انون المرافع ات المدني ة الع راقي رقم ‪ 83‬لس نة ‪، 1969‬‬
‫مطبعة الجيالوي ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1970 ،‬ص‪314‬؛ وعبد الرحمن العالم ‪ ،‬ج‪ ، 3‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.427‬‬
‫‪ -27‬مدحت المحمود ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -28‬قرار محكمة استئناف منطقة ذي قار بصفتها التمييزية المرقم ‪/203‬ت‪ /‬تنفيذية ‪ 2000 /‬في ‪،8/7/2000‬‬
‫مشار اليه في مجلة العدالة ‪ ،‬مجلة فصلية تصدرها وزارة الع دل في جمهوري ة الع راق ‪ ،‬الع دد الث اني ‪ ،‬لس نة‬
‫‪ ، 2001‬ص‪.181‬‬
‫‪ -29‬انظر المادة (‪ )287‬من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري النافذ‪.‬‬
‫‪ -30‬د‪ .‬رمزي سيف ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون المرافع ات المدني ة والتجاري ة ‪ ،‬ط‪ ، 8‬دار النهض ة العربي ة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،1968 ،‬ص‪835‬؛ ود‪ .‬نبيل اسماعيل عمر ‪ ،‬الطعن باالستئناف واجزائه في المواد المدنية والتجاري ة‬
‫‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،1980 ،‬ص‪ 665‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -31‬انظر المادة (‪ )232‬من قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري النافذ‪.‬‬
‫‪ -32‬د‪ .‬سعيد عبد الكريم مبارك ‪ ،‬التنظيم القضائي واصول المحاكمات المدني ة في التش ريع االردني ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫جامعة اليرموك االردنية ‪ ،‬االردن ‪ ،1996 ،‬ص‪.229‬‬
‫‪ -33‬وذلك استنادا ً للمادة (‪ )152‬من قانون اصول المحاكم ات الش رعية االردني الناف ذ ذي ال رقم (‪ )31‬لس نة‬
‫‪ . 1959‬لمزيد من التفصيل ‪ .‬انظر ‪ :‬د‪ .‬سعيد عبد الكريم مبارك ‪ ،‬شرح احكام قانون االجراء االردني‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫جامعة اليرموك االردنية ‪ ،‬عمان ‪ ، 1996 ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ -34‬المادة (‪ )577‬من قانون اصول المحاكمات المدنية اللبناني النافذ ‪.‬‬
‫‪ -35‬د‪ .‬احمد ابو الوفا ‪ ،‬المستحدث في قانون اصول المحاكمات المدنية ‪ ،‬اللبن اني الجدي د ‪ ،‬ال دار الجامعي ة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،1986 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -36‬المادة (‪ )210‬من قانون المرافعات والتنفيذ المدني اليمني النافذ ؛ والفص ل (‪ )147‬من ق انون المس طرة‬
‫المدني ة المغ ربي الناف ذ ‪ ..‬ه ذا وان القض اء المغ ربي مس تقر على ان االس تئناف يوق ف التنفي ذ ‪ ،‬انظ ر ق رار‬
‫المجلس االعلى المغربي بتاريخ ‪ ، 1/6/1977‬مشار اليه عند ‪ :‬حسن الفكهاني وسعيد الفكه اني ‪ ،‬التعلي ق على‬
‫نصوص المسطرة المدنية المغربي ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ط‪ ، 1‬الدار العربية للموسوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1993 ،‬ص‪. 57‬‬
‫‪ -37‬المادتان (‪ 539‬و ‪ )569‬من قانون االجراءات المدنية الفرنسي النافذ‪.‬‬
‫‪.Jean Larguier et philippe Conte، Op. Cit.، p. 141 -38‬‬
‫‪ -39‬لمزيد من التفصيل حول هذا االثر واجراءاته ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫‪.Jean Vincent et Serge Guinchard، Op. Cit.، pp. 961-964‬‬

You might also like