You are on page 1of 21

‫أبحاث ومواضيع قانونية عن المساهم في شركات المساهمة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن انضمام المساهم لشركة المساهمة يمنحه حقوقا وواجبات تشكل له مركزا قانونيا داخل ه ذه الش ركة يم يزه‬
‫عن باقي المراكز القانونية فيها‪.‬‬
‫غير أن الواقع اظهر تخلي المساهم عن العديد من هذه الحقوق و الواجبات وسعيه وراء الربح‪،‬و هذا م ا س اهم‬
‫في توسيع الفجوة بينه وبين الشركة‪.‬‬
‫لذا أصبح من الضروري إيجاد حلول من شأنها تقليص هذه الفجوة و التق ريب بين المس اهم والش ركة و تقوي ة‬
‫عالقتهما‪،‬و تمكينه من المركز الذي منحه له القانون فيها‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪:‬‬
‫المساهم‪،‬شركة المساهمة‪ ،‬المركز القانوني‪،‬الحقوق‪،‬الجمعيات العامة‪،‬التصويت‪.‬‬
‫‪:Résumé‬‬
‫‪La participation de l’actionnaire à la société par actions lui confère des droits et des‬‬
‫‪obligations qui constituent une position juridique au sein de la société qui le‬‬
‫‪.distingue du reste des positions juridiques qui y sont situés‬‬
‫‪Cependant, la réalité a montré que l’actionnaire avait abandonné bon nombre de ces‬‬
‫‪droits et obligations et sa recherche du profit, ce qui avait contribué à creuser le‬‬
‫‪.fossé qui les séparait de la société‬‬
‫‪Il est donc nécessaire de trouver des solutions qui réduisent cet écart, rapprochent‬‬
‫‪l’actionnaire et la société, renforcent leurs relations et leur permettent de se‬‬
‫‪.soustraire au statut que lui reconnaît la loi‬‬
‫‪:Mots-clés‬‬
‫‪Actionnaire, société anonyme, statut juridique, les droits, les assemblées générales,‬‬
‫‪.le vote‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إنه وبمجرد اكتساب الشخص أسهما في شركة المساهمة سواء كـان ذلك باالكتتاب في رأس ماله ا أثن اء بداي ة‬
‫تأسيسها أو بشراء األسهم أو اكتسابها عن طريق تنازل أحد المساهمين له عنها أو بالميراث أو الهبة أثناء حياة‬
‫الشركة‪ ،‬تنشأ عالقة قانونية تربط بين المساهم والشركة ‪ ،‬حيث يكتسب حقوقا عليها و يترتـب علي ه التزام ات‬
‫اتجاهها ‪.‬‬
‫إن اكتســاب المساهم لحقوق و التزامات داخل شركة المساهمة وممارسته له ا يجع ل ل ه دورا هام ا داخله ا‪،‬و‬
‫مركزا مختلفا عن المراكز األخرى‪،‬التي يمكن أن توجد ضمن إطار شركة المس اهمة كمراك ز حمل ة الس ندات‬
‫والصكوك األخرى‪.‬‬
‫لذا يثير موضوع مركز المساهم في شركة المساهمة اهتماما قانونيا وفقهيا وقضائيا ألهميته في مجال شركات‬
‫المساهمة‪ ،‬ألن قوامها ال يتم إال بمشاركة المس اهم أو مجموع ة المس اهمين في رأس ماله ا‪.‬فالمس اهم ال يعت بر‬
‫شريكا فحسب وإنما عضوا فعاال يمارس دوره في الشركة بما له من حقوق تخولها أسهمه[‪ .]1‬فحق التصويت‬
‫مثال ليس فيه إجبارا للمساهم على ممارسته وإنما يخضع لحريته‪ ،‬وبممارسته يتحدد معه دور المساهم كعض و‬
‫كامل الحقوق داخل الشركة‪ .‬كما أن حقوق المساهم األساسية لم تحدد حصرا بنصوص قانوني ة فحس ب‪ ،‬وإنم ا‬
‫ورد بعض منها في نصوص القوانين‪ ،‬واألخرى فرضتها الطبيعة العملية لشركة المساهمة‬
‫وترجع اهمية توضيح مركز المساهم القانوني في شركة المساهمة إلى كونه مشاركا في رأس مال الشركة وما‬
‫يستلزم ذلك تطويقه بحماية كافية عن طريق المشاركة في الجمعيات العامة بالحضور والتص ويت وم ا يرتب ط‬
‫بهما من حقوق أخرى‪،‬ما يميزه عن المراكز القانونية األخرى ألصحاب الصكوك األخرى كالس ندات مثال فهم‬
‫يقفون من الشركة موقف الدائنين وال يتدخلون في إدارتها‪ ،‬وتنحصر حمايتهم القانوني ة في الحص ول على دين‬
‫القرض والفائدة عند نهاية األجل المحدد بعقد القرض[‪.]2‬‬
‫وإذا كان موقع المساهم داخل الش ركة يتح دد بنص وص قانوني ة أو نظامي ة تجعل ه يت دخل إيجابي ا كي يم ارس‬
‫حقوقه – خاصة المعنوية‪ -‬كحق الرقابة أو التفتيش مثال أو الحضور والتصويت داخل الجمعيات العمومية‪ ،‬إال‬
‫أن الواق ع العملي كش ف عكس ذل ك‪ .‬فن ادرا م ا يم ارس المس اهم دورا داخ ل الش ركة وم رد ذل ك راج ع إلى‬
‫سيكولوجية المساهم في البحث عن األرباح دون اهتمامه بأداء أي دور داخل الشركة‪ .‬وقد أدى إنش اء ش ركات‬
‫وس يطة للتعام ل في األوراق المالي ة إلى اتس اع ه ذه الفج وة‪ ،‬فأص بحت الش ركات تتف رغ إلنج اح مش روعها‬
‫وتركت مسألة التعامل في األوراق المالية لش ركات مختص ة‪ .‬وه ذا يمث ل أح د األس باب ال تي أدت إلى غي اب‬
‫المساهم عن حضور الجمعيات العام ة ب الرغم من تأكي د المش رع على إل زام المس اهم بالحض ور الجتماع ات‬
‫الجمعية العامة ومنح تيسيرات لعملية الحضور إال أن الواقع العملي كشف غير ذل ك‪ .‬فتوزي ع ص كوك األس هم‬
‫على عدد كبير من المس اهمين أدى إلى غي ابهم عن الجمعي ة العام ة وانقي ادهم وراء قل ة من الش ركاء بمنحهم‬
‫توكيالت على بياض للحضور والتصويت ما عزز من عدم اكتراثهم بالحضور‪.‬وهذا م ا يعطي البحث في ه ذا‬
‫الموضوع أهمية قصوى‪،‬من أجل محاولة إيجاد بعض الحلول لتضييق تل ك الفج وة بين مرك ز المس اهم قانون ا‬
‫وبين الواقع ‪.‬‬
‫وهنا يتبادر إلى األذهان عدة تساؤالت أهمه ا م ا هي األس باب ال تي ق د ت ؤدي بالمس اهم في ش ركة المس اهمة‬
‫للتخلي عن حقوقه المعنوي ة و االكتف اء ببعض الحق وق المالي ة؟ وم ا ال ذي أدى إلى تن امي ه ذه الظ اهرة؟وم ا‬
‫السبيل إلى إرجاع المساهمين إلى مقاعد الجمعيات العامة وجعلهم أكثر فعالية في حياة الشركة؟وما هي الحلول‬
‫التي قد تؤدي إلى تضييق الفجوة التي أصبحت تفصل المساهم عن شركته ؟‬
‫إن دراسة الموضوع باالعتماد على القانون الجزائري لوحده ستكون قاصرة عن توضيح الصورة وإيج اد ك ل‬
‫الحلول خاصة فيما يتعلق بمركز المساهم في شركة المساهمة باعتبار أن القانون يعتبر فتي في مجال ش ركات‬
‫المساهمة ككل‪ ،‬مما يحتم علينا االستعانة بقوانين وتشريعات أخرى خاصة تلك التي لها إرث كب ير فيم ا يخص‬
‫هذه الشركات بمختلف تسمياتها‪ .‬ونخص بالذكر هنا القانون الفرنسي‪ ،‬حيث أن المشرع الفرنسي أص در خالل‬
‫السنوات الماضية نصوصا عديدة تهدف إلى دعم مركز المساهم في شركة المساهمة‪.‬‬
‫وبذلك سيتم االعتماد في هذه الدراسة وبشكل أساسي على المنهج التحليلي‪ ،‬وذلك فيم ا يخص النص وص ال تي‬
‫جاء بها القانون التج اري المع دل والمتمم وفي بعض األحي ان على المنهج المق ارن عن د الرج وع للتش ريعات‬
‫واألنظمة األجنبية ونقصد هنا التشريع الفرنسي‪.‬‬
‫ولإلحاطة بجل جوانب هذا الموضوع يستوجب تقسيم البحث إلى ما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المساهم في شركة المساهمة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬بيان المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المركز الواقعي للمساهم في شركة المساهمة‬
‫المطلب األول‪ :‬غياب المساهمين عن الجمعيات العامة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حضور المساهمين وغياب فعاليتهم‬
‫المبحـــــث األول‬
‫المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة‬
‫إن اكتســـــــاب المساهم للســــــهم داخ ل ش ركة المس اهمة يمنح ه جمـــيــــــــع الحقــــــــــوق اللص يقة ب ه‬
‫ويبقى المساهم متمتعا بها مادام مالكا لهذا السهم و ال يجوز حرمانه منه ا أو المس اس به ا و ه ذا م ا ي دل على‬
‫المــــركز القانوني المـــــــهـــــــــم الذي يكتسبه المساهم بمجرد امتالكه لسهم داخل ش ركة المس اهمة ‪.‬ول ذلك‬
‫ومن أجل الوقوف على حقيقة المركز القانوني للمساهم داخل شركة المس اهمة يجب الوق وف أوال على مفه وم‬
‫المساهم ( المطلب األول) ثم على الطبيعة القانونية لحقوق المساهم و التزاماته في ش ركة المس اهمة من خالل‬
‫بيان المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة (المطلب الثاني) ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المساهم في شركة المساهمة‬
‫إنه ومن أجل اإللمام بمفهوم المساهم في ش ركة المس اهمة يجب بداي ة معرف ة تعري ف المس اهم لغ ة و تعريف ه‬
‫قانونا و فقها‪.‬‬
‫أما لغة فلم يرد لكلمة المساهم تعريف لغوي محدد فهي مشتقة من كلمة سهم ‪ ،‬وه و في اللغ ة يطل ق على ع دة‬
‫معان منها‪:‬النصيب المحكم[‪ ]3‬تقول ‪:‬لي في هذا األمر سهمة[‪ ]4‬أي نصيب وحظ من أث ر ك ان لي في ه‪،‬يجم ع‬
‫على أسهم و سهام وسهمان وسهمة ‪ ،‬وساهم في الشيء اشترك فيه‪،‬و منه مساهم و شركة مساهمة [ ‪]5‬و السهم‬
‫قدح الذي يقارع به ‪ ،‬و منه قوله تعالى‪”:‬فساهم فكان من المدحضين”[‪ .]6‬وقد جاء في ح ديث للن بي ص لى هللا‬
‫عليه وسلم أنه قال لرجلين احتكما إليه في مواريث أنه قال لهما ‪”:‬اذهبا فتوخيا ‪ ،‬ثم إستهما ‪ ،‬ثم ليأخذ كل واحد‬
‫منكما ما تخرجه القسمة بالقرعة‪،‬ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه فيما أخذ وهو ال يستيقن أنه حقه…”[‪. ]7‬‬
‫و السهم واحد النبل و السهم مقدار ستة أذرع في معامالت الناس و مساحاتهم[‪.]8‬‬
‫أما من زاوية القانون ف إن معظم التش ريعات والق وانين المختلف ة بم ا فيه ا التش ريع الجزائ ري لم تقم بتعري ف‬
‫المساهم حيث أن هذا األخير اكتفى بتعريف السهم[‪.]9‬‬
‫والقول بذلك ال يعني أنه لم تكن هناك مح اوالت فقهي ة لتحدي د مفه وم المس اهم‪ ،‬حيث ذهب بعض الفقه اء إلى‬
‫القول‪ ”:‬أن المساهم هو كل من يملك سهما أو أكثر من أسهم الشركة‪ ،‬سواء حصل عليها عن طري ق االكتت اب‬
‫فيها عند بدء تكوين الشركة‪ ،‬أو آلت إليه ملكيتها بعـد تأسيسها بأي ة طريق ة من ط رق اكتسـاب الملكية”[‪.]10‬‬
‫كما عرف قسم ثاني من الفقهاء المساهمين مطــلقيـن عليهم وصف “أعضاء” بأنهم‪”:‬بأنهم جميع األعضاء في‬
‫الشركة من مؤسسين موقعين على عقدها و مكتتبين بأسهم عند تأسيس وزيادة رأس مالها ومن مكتسبين لملكية‬
‫لهم فيها ألي سبب من أسباب كسب الملكية من بيع ‪،‬هب ة ‪،‬م يراث‪،‬وص ية”[‪ .]11‬وراح قس م آخ ر من الفقه اء‬
‫يطلق مصطلح الشريك في تعريفاتهم للمساهم مع احتفاظهم بنفس التعريف السابق‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن جميع هذه التعريفات الفقهية متشابهة في المعنى مختلف ة في الص ياغة‪ ،‬وهي تق وم كله ا على‬
‫أمرين جوهريين‪ ،‬أولهما تملك المساهم لسهــــــــم أو أكثر من أسهم الشركة‪،‬و هذا ما يترتب عنه األمر الث اني‬
‫و هو اكتساب المساهم مركزا قانوني ا ي ترتب علي ه بعض االلتزام ات و يخول ه مجموع ة من الحق وق‪ .‬وعلي ه‬
‫يمكن تعريف المساهم بأنه‪”:‬كل شخص طبيعي أو معنوي يمتلك سهما أو أكثر من أسهم الشركة وتكون له تبعا‬
‫لذلك حقوق والتزامات فيها”‪.‬‬
‫فإذا كان هذا تعريف المساهم إال أنه ولإللمام بمفهومه ومعرفة موقعه في ش ركة المس اهمة يس تلزم البحث عن‬
‫مركزه القانوني فيها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬بيان المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة‬
‫إن للمساهم في شركة المساهمة مركز قانوني مهم تمنحه إليه العالقة التي تنشأ بينه و بين الشركة منذ اكتس ابه‬
‫لسهم أو أكثر من رأس مالها‪ .‬غـير أن شركة المساهمة تصدر عدة قيم منقولة [‪ *]12‬غير السهم‪.‬‬
‫تنشأ عـنها عـدة عـــالقــات قانونية و بالتالي عدة مراكز قانونية‪.‬وهذا ما قد يح دث خلــطا ل دى البعض فـــي‬
‫التمييز بين المركز القانوني للمس اهم و ب اقي المراك ز القانوني ة األخ رى ال تي يحتله ا أص حاب القيم المنقول ة‬
‫األخرى التي تصدرها شركة المساهمة ‪ .‬و أمام هذا الخلط كان من الضروري التوضيح والتمي يز بين المرك ز‬
‫القانوني للمساهم و المراكز القانوني ة األخ رى في الش ركة (الف رع األول) و تحدي د الطبيع ة القانوني ة لحق وق‬
‫المساهم في شركة المساهمة(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تمييز المركز القانوني للمساهم عن المراكز األخرى في الشركة‬
‫للتعرف على مركز المساهم بشكل أكثر وضوحا يجب تمييزه عن باقي المراكز الموجودة في شركة المساهمة‬
‫كمركز حامل السند‪ ،‬ومركز حامل حصص التأس يس و يتم ذل ك عن طري ق التمي يز بين الس هم والس ند و بين‬
‫حصص التأسيس‪.‬‬
‫أوال‪:‬التمييز بين السهم والسند‬
‫ق د تحت اج ش ركة المس اهمة أثن اء مزاول ة نش اطها إلى أم وال جـــديــــدة باإلض افة إلى رأس مالها لمواص لة‬
‫مش روعاتها و التوس ع فيه ا‪.‬وللحص ول على ه ذه األم وال ق د تلج أ الش ركة إلى أح د الط ريقين‪،‬إم ا أن تزي د‬
‫رأسمالها وذلك بإصـــدار أسهم جديدة و إما أن تق ترض م ا يلزمه ا من أم وال‪.‬و في الغ الب تفض ل شـركـات‬
‫المساهمة االقتراض على الزيادة في رأس المال‪ ،‬السيما إذا كانت ناجحة وذلـك ألن زي ادة رأس الم ال ت ؤدي‬
‫إلى زيادة عدد المساهمين‪ ،‬فتهبط نسبة الربح‪ ،‬كـمـا يخشى أن يتغير تكوين الجمعيات العامة فتنتقل اإلدارة إلى‬
‫أيد أخرى‪.‬ولـتفــادي هذه المساوئ التي قد تنشأ عن إص دار أس هم جدي دة ‪،‬تق وم الشـركـة باالقـتـــراض مـن‬
‫الجمهور و ذلك بإصدار سندات لالكتتاب العام[‪ .]13‬كما يعتبر المكتتب في هذه السندات دائنا للش ركة بمق دار‬
‫ما اكتتب فيه من سندات و يكون له ضمان عام على جميع أموال الشركة‪.‬‬
‫ويعتبر السند “صك قابل للتداول يمثل مديونية على الشركة للغير نتيجة لتقديم الغير قرضا للش ركة يس دد بع د‬
‫فترة محددة طويلة األجل‪،‬و يحصل صاحب الصك على فائدة يتفق عليها بصورة دورية”[‪.]14‬أم ا الس هم فق د‬
‫عرفه المشرع التجاري الجزائري في المادة ‪ 715‬مكرر‪ 40‬من الق انون التج اري الجزائ ري بأن ه‪”:‬س ند قاب ل‬
‫التداول تصدره شركة المساهمة كتمثيل لجزء من رأس مالها”‪.‬‬
‫وقد عرف الفقه األسهم” بأنها صكوك متساوية القيمة و قابلة للتداول بالطرق التجارية و التي يتمث ل فيه ا ح ق‬
‫المساهم في الشركة التي أسهم في رأسمالـــها وتخول له بصفته هذه ممارسة حقوق ه في الش ركة الس يما حـقه‬
‫في الحـصــول على األرباح”[‪.]15‬‬
‫ومن خـالل التعريفات السابقة يسـتخلص أن السند يتفق مع السـهم في أن كـال من هما أوراق مالي ة غ ير قابل ة‬
‫للتجزئة[‪،]16‬وكالهما يمثالن صكا يجسد ح ق حامل ه‪ ،‬أي أن ه يتف ق مع ه من حيث الش كل وك ذا طـريقة نق ل‬
‫ملكيتهما فكالهـما يتداوالن بالطرق التجارية[‪ ،]17‬غير أن السهم و السند يتميزان عن بعضهما بما يلي‪:‬‬
‫يمثل السهم حصة في رأسمال الشركة بينما يمثل السند قرضا للشركة أي أحد االلتزامات الخارجي ة المس تحقة‬
‫ركة‪.‬‬ ‫للش‬
‫إضافة إلى أن حامل السهم يعد شريكا في الشركة بينما حامل السند يعد دائنا للشركة‪،‬وي ترتب على ذل ك حام ل‬
‫السهم له جميع الحق وق في الش ركة مث ل‪:‬ح ق الحض ور في الجمعي ات و ح ق التص ويت و ح ق الرقاب ة على‬
‫أعمال مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،‬في حين أن حامل السند يعتبر غريبا و من ثم فليس له حق تدخل في‬
‫اإلدارة[‪.]18‬غير أن ما تجدر مالحظته أن هناك بعض القوانين من بينه ا الق انون الجزائ ري تج يز ألص حاب‬
‫حملة السندات تكوين هيئة تمثلهم و تستطيع هذه الهيئ ة حض ور اجتماع ات الجمعي ات العام ة و المش اركة في‬
‫المناقشات و لكن دون أن يعطيها ذلك حق التصويت في االجتماعات و ال حق التدخل في تس يير الش ركة[‪]19‬‬
‫اري فقط[‪.]20‬‬ ‫ا دور استش‬ ‫حيث له‬
‫يمثل السند قرض ألجل‪ ،‬أي يستحق الدفع بحلول األجل المحدد و لكن السهم يمثل ملكي ة ‪،‬ومن ثم ال يج وز رد‬
‫قيمة السهم إال إذا تم انقضاء الشركة و تصفيتها باستثناء حاالت استهالك األس هم و ح تى في ه ذه الحال ة يمنح‬
‫المساهم الذي استهلكت أسهمه أسهم تمتع للبقاء على عالقة بالشركة ‪ ،‬و تسمى أيضا أسهم االنتفاع تخول ه ح ق‬
‫التصويت في الجمعيات العامة س واء أك انت عادي ة أو غ ير عادي ة‪ ،‬وحق ا في األرب اح الس نوية وك ذا حق ا في‬
‫فائض التصفية‪ ،‬وهذا يؤك د أن المس اهم يظ ل عض وا في الش ركة‪ ،‬في حين أن حام ل س ند االس تحقاق تنقط ع‬
‫صلته بالشركة بمجرد استيفاء قيمة سنده‪ .‬وهذا ما اكد عليه الفقه الفرنسي[‪ ]21‬و قد اعتبر احد الفقه اء” حام ل‬
‫السند شريكا من الدرجة الثانية”[‪ ]22‬ذلك نتيج ة ظه ور أش كال مختلف ة من الس ندات ال تي تجع ل من حامله ا‬
‫مساهما احتماليا‪ ،‬وهذه القيم هي سندات االستحقاق القابلة للتحوي ل إلى أس هم وس ندات االس تحقاق*[‪ ]23‬ذات‬
‫قسيمات اكتتاب باألسهم إضافة شهادات االستثمار و شهادات الحق في التصويت ‪.‬‬
‫وعبارة شريك من الدرجة الثانية جاءت واضحة ألنها تبين أن حامل مثل هذه القيم ال يعتبر مس اهما أو بمع نى‬
‫أوسع شريكا إال إذا اختار تحويل السندات إلى أس هم[‪ ]24‬أو احتف ظ بالقس يمة لممارس ة ح ق اكتت اب األس هم[‬
‫‪ ،]25‬أو تم إعادة تكوين السهم بموجب الجمع بين شهادات االستثمار وشهادات الحق في التصويت[‪.]26‬‬
‫صاحب السهم يتحمل نتائج مساهمته في الشركة من ربح أو خسارة و بالتالي يعتبر نص يبه في ال ربح من ع ام‬
‫آلخر بحسب حالة الشركة‪.‬في حين أن ص احب الس ند يعت بر دائن ا للش ركة و يحص ل على فوائ د دوري ة ثابت ة‬
‫بغض النظر حققت الشركة أرباحا أم منيت بخسائر[‪ .]27‬إضافة إلى أن لحائز السند ” الحق في اس تيفاء قيم ة‬
‫سنده في الميعاد المتفق عليه وال يجوز للشركة أن تفرض عليه التسديد المس بق إال إذا وج د ش رط ص ريح في‬
‫عقد اإلصدار”[‪.]28‬‬
‫يمثل المركز المالي للشركة الضمان المقدم لحملة اإلسناد بحيث ال يحص ل حمل ة األس هم على أي ة مب الغ عن د‬
‫انقضاء الشركة إال بعد استالم حملة السندات جميع المبالغ المستحقة لهم‪ .‬بل أكثر من ذلك فقد تص در الس ندات‬
‫بض مان بعض األص ول المح ددة ويطل ق عليه ا س ندات ب الرهن أي أنه ا س تكون مض مونة مقاب ل أص ل أو‬
‫ددة‪.‬‬ ‫ول مح‬ ‫ة أص‬ ‫مجموع‬
‫ثانيا‪:‬التمييز بين األسهم و حصص التأسيس‬
‫ظهرت حصص التأس يس ألول م رة في س نة ‪ 1958‬بمناس بة تأس يس ش ركة قن اة الس ويس‪،‬لمكاف أة مؤسس ي‬
‫الشركة والحكومتين الفرنسية و المصرية على ما قدموه من جهود و مساعدات في سبيل إنجاح هذا المشروع [‬
‫‪.]29‬‬
‫وتعرف حصص التأسيس بأنها‪“ :‬صكوك قابلة للتداول تصدرها ش ركات المس اهمة بغ ير قيم ة اس مية و تمنح‬
‫أربابها نص يبا في أرب اح الش ركة و ذل ك مقاب ل م ا ق دموه من خ دمات أثن اء تأس يس الش ركة”[‪.]30‬وبم ا أن‬
‫أصحاب حصص التأسيس لهم نصيب من األرباح و علي ه ف إن المبالغ ة في تق دير ه ذا النص يب س وف يلح ق‬
‫أضرارا كبيرة بنصيب المساهمين ‪.‬‬
‫ولقد حظرت كثير من التشريعات هذا النوع من الصكوك ‪ ،‬منها التش ريع الجزائ ري فق د ج اء في نص الم ادة‬
‫‪ 715‬مكرر‪ 31‬من القانون التجاري بأنه‪”:‬يحظر إص دار حص ص المس تفيدين أو حص ص المؤسس ين ‪ ،‬تحت‬
‫طائلة العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪.″811‬‬
‫وفي المقابل نجد كثيرا من التشريعات األخرى قد أجازتها و لكن بقيود[‪ .]31‬و قد اختلف الفقه في تكييف ه ذه‬
‫الحصص و هذا راجع إلى االختالف حول طبيعة مركز صاحب هذه الحصة في الشركة‪ .‬إذ يرى البعض منه[‬
‫‪ ]32‬أنه مساهم من نوع خاص‪،‬بينما يرى آخر[‪ ]33‬أنه دائن‪ ،‬أو أنه له حق من طبيعة خاص ة ينف رد به ا دون‬
‫سائر الحقوق المترتبة عن الصكوك التي تصدرها شركة المساهمة‪.‬‬
‫لكن في حقيقة األمر أن ه من الص عب مقارن ة أو مطابق ة مرك ز ص احب حص ة التأس يس م ع المس اهم و ه و‬
‫الشريك بحصة من رأس المال‪،‬و ال مع مرك ز حام ل س ند الق رض و ه و ال دائن للش ركة ب دين مؤك د تربط ه‬
‫بالشركة عالقة تعاقدية‪،‬و لذلك يتبين أن صاحب حصة التأسيس بمثابة دائن بح ق أو دين احتم الي‪ .‬و حص ص‬
‫التأسيس و إن اتفقت مع األس هم من حيث أنه ا قيم منقول ة قابل ة للت داول ب الطرق التجاري ة و كالهم ا يمنح ان‬
‫لصاحبهما نصيبا من األرباح‪ ،‬إال أن ثمة فروق جوهرية بينهما و أهم هذه الفروق ما يلي‪:‬‬
‫حصة التأسيس ال تدخل في تكوين رأسمال الشركة‪ ،‬حيث لم يقدم صاحبها حصة نقدية أو عينية و بذلك تختلف‬
‫ركة‪.‬‬ ‫ال الش‬ ‫ة في رأس م‬ ‫ة أو عيني‬ ‫ة نقدي‬ ‫ل حص‬ ‫ذي يمث‬ ‫هم ال‬ ‫عن الس‬
‫الصك الذي تمثله حصة التأسيس ليس له قيمة اسمية و إنما يحدد له نص يب في األرب اح و ذل ك بخالف الس هم‬
‫ال ذي يحم ل بيان ا بقيمت ه االس مية بحيث ال يج وز إص داره‪-‬كأص ل ع ام‪-‬بأق ل أو أعلى من ه ذه القيمة‪.‬‬
‫ال تخول حصص التأسيس أصحابها الحق في الت دخل أدارة الش ركة‪،‬بخالف الس هم حيث يخ ول ص احبه ح ق‬
‫ات العامة‪.‬‬ ‫ويت في الجمعي‬ ‫اإلدارة و التص‬
‫ومن خالل ما تقدم تبين جليا أن ملكية المساهم للس هم تجعل ه في مرك ز ق انوني يختل ف عن ب اقي المراك ز في‬
‫الشركة و هو مركز متميز من حيث ما يتمتع به من حقوق و ما يتحمل ه من التزام ات‪ .‬وإذا ك ان ه ذا المرك ز‬
‫القانوني للمساهم يمنحه حقوقا داخل الشركة هذا ما يثير التساؤل حول الطبيعة القانونية لهذه الحقوق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لحقوق المساهم في شركة المساهمة‬
‫عند انضمام المساهم لشركة المساهمة يلتزم بتقديم حصته في رأس مالها س واء ك انت نقدي ة أو عيني ة‪ ،‬وال تي‬
‫تنتقل ملكيتها غلى الشركة ويقدم المس اهم مقابله ا اس هما تع بر عن حقوق ه في الش ركة‪ .‬ومن هن ا تق وم عالق ة‬
‫قانونية بين المساهم والشركة‪ ،‬هذه العالقة ثار حولها عدة تساؤالت خاصة في تحديد طبيعة حق المساهم اتجاه‬
‫الشركة المصدرة لألسهم‪ .‬وأمام غياب النصوص التشريعية التي من المفترض أن تفص ل في ه ذا الموض وع‪،‬‬
‫ترك المجال الجتهاد القضاء والتي لم تكن موحدة وإنما انقسمت إلى عدة اتجاهات ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االتجاه القائل بأن حق المساهم حق دائنيه‬
‫إن السهم حسب أصحاب هذا االتجاه يمثل حق دائنيه للمساهم اتج اه الش ركة المص درة ل ه[‪،]34‬و ه ذا ال رأي‬
‫ذهب إليه االتجاه التقليدي في فرنسا و إنجلترا[‪ ،]35‬و أرجع أساس ذلك إلى أن المساهم عندما يقدم حص ة في‬
‫رأس مال الشركة تنتقل ملكيتها الى الشركة التي لها شخصية معنوية مستقلة عن المساهمين‪.‬‬
‫وحق الدائنية هذا ال يتأثر البتة بطبيعة األموال التي تتكون منها الذمة المالية للشركة حيث يستمر دائما بوص فه‬
‫حقا منقوال حتى لو كانت ثروة المدين كلها عقارات ويظل ه ذا الح ق قائم ا ط وال حي اة الش ركة‪ ،‬حيث يعت بر‬
‫المساهم دائنا بمقدار الحصة التي قدمها ودائنا بنصيبه في األرباح التي تكسبها الشركة‪ ،‬وحتى بعد حل الشركة‬
‫وتصنيفها فإنه يكون دائنا بحقه في فائض التصفية‪.‬‬
‫وقد انتقد هذا االتجاه من حيث أن حق الدائني ة كم ا ه و مستــقـر في النظري ة العام ة لالل تزام يف ترض وج ود‬
‫تعارض في المصالح بين أطــــــراف عالقة الدائنية (ال دائن والم دين)‪ ،‬بينم ا عالق ة المس اهم بالش ركة مبني ة‬
‫على نية المشاركة التي تعتبر أحد أركان عقد‬
‫الشركة‪ ،‬كما تجد المساهمين يسعون دوما إلنجاح مشروع الشركة ألن أي ربح تحققه سوف يكون لهم نص يب‬
‫فيه[‪.]36‬‬
‫ثانيا‪ :‬االتجاه القائل بأن حق المساهم حق ملكية‬
‫وحسب أصحاب هذا االتجاه[‪ ،]37‬فإن حق المساهم أعمق من عالقة الدائن والمدين‪ ،‬فهو حق خالص يس تطيع‬
‫المساهم التصرف فيه بالمقابل أو دون مقابل‪ ،‬عن طرق التداول أو التنازل عنه كما يجوز رهنه والحجز علي ه‬
‫كما أنه ينتقل إلى الورثة وهذا ما يؤكد أن حق المساهم من قبيل حق الملكية[‪.]38‬‬
‫وقد تم انتقاد هذا االتجاه من جهة أن المساهم عندما يقدم حصة في راس مال الشركة‪ ،‬ف إن الحص ة تخ رج من‬
‫ملكه لتدخل في ملك الشخص المعنوي الممثل للشركة وبالنتيجة فإن هذه الحصص ال تبقى ملك ا للمس اهمين ال‬
‫على سبيل الملكية الفردية و ال على سبيل الشيوع فيما بينهم و ال من أهم نتائج الشخص ية المعنوي ة ه و وج ود‬
‫ذمة مالية مستقلة لها[‪.]39‬‬
‫ثالثا‪ :‬االتجاه القائل بالطبيعة المزدوجة لحق المساهم اتجاه الشركة‬
‫وقد وقف أص حاب ه ذا االتج اه[‪ ]40‬موق ف وس ط بين االتج اهين الس ابقين‪ ،‬حيث ق الوا أن ح ق المس اهم في‬
‫شركة المساهمة هو ذا طبيعة مزدوجة‪ .‬وحسب أنصار ه ذا االتج اه‪ ،‬ف إن ح ق المس اهم في الش ركة م ا دامت‬
‫قائمة وتمارس نشاطها هو حق دائنية بمقتضاه يعت بر المس اهم دائن ا للش ركة بحص ته ال تي ق دمها في رأس مال‬
‫الشركة‪ ،‬ودائنا بحقه في الربح وفي فائض التصفية‪.‬‬
‫أما بعد التصفية وحل الشركة‪ ،‬فإن حق المساهم هو حق ملكية تام‪ .‬فالمساهمون في هذه الحالة يعت برون مالك ا‬
‫على الشيوع لألموال التي كانت ملكا للشركة المساهمة عندما كانت تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫وهذا االتجاه القى التأييد من محكمة النقض المصرية حيث قررت في قرار له ا‪“ :‬حص ة الش ريك في الش ركة‬
‫تخرج من ملكه وتصبح للشركة و يكون للشريك بعد ذلك إال مجرد حق في نسبة معينة من األرب اح أو نص يب‬
‫في رأسمالها عند التصفية‪ ،‬والنصيب هذا يعتبر دينا في ذمة الشركة يجوز لدائنه أن ينفذوه عليه تحت يدها أم ا‬
‫إذا انقضت الش ركة وتمت تص فيتها وتح دد الص افي من أم وال الش ركة ف إن ه ذه األم وال تعت بر ملك ا ش ائعا‬
‫للشركاء وتجري قسمته بينهم“[‪.]41‬و يعتبر هذا الرأي هو األرجح بين اآلراء السابقة‪.‬‬
‫فإذا كان ما سبق أعاله يحدد المركز القانوني للمساهم إال أن الواقع شيء آخر‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المركز الواقعي للمساهم في شركة المساهمة‬
‫لقد عزز المشرع الجزائري المركز القانوني للمساهم في شركة المساهمة وميزه عن جمي ع المراك ز القانوني ة‬
‫ألصحاب السندات المختلفة ‪ ،‬ومنحه كل الحقوق التي من ش أنها أن تعطي ه دورا هام ا وفع اال في الش ركة ‪ ،‬ال‬
‫يقل أهمية عن دور مسيريها وأعضاء مجلس إدارتها ‪ ،‬وذل ك ألن المس اهم ليس ش ريكا في الش ركة فحس ب‪،‬و‬
‫إنما هو عضو فيها‪ ،‬وهذا م ا يس مح ل ه بممارس ة دور الرقاب ة على كيفي ة تس ييرها وعلى أعم ال وتصرفـات‬
‫مسيريها من أجل ضمان حسن سير أعمال الشركة ‪.‬‬
‫إن الدور الرقابي الذي منحه المشرع للمساهم في شركة المساهمة مستمد من مجموعة الحقوق األساس ية ال تي‬
‫يكتسبها باكتسابه لسهم من أسهم الشركة كحق االطالع على وثائق ومستندات الشركة ‪ ،‬وحقه في إخطاره بكل‬
‫ما يجري في الشركة‪ ،‬و بمواعيد الجمعيات العمومي ة وك ذا حق ه في ط رح استفس ارات وأس ئلة على أعض اء‬
‫مجلس اإلدارة‪ .‬وصوال إلى حق التصويت في الجمعيات العمومية‪ .‬وممارسة المساهم له ذه الحق وق ه و ال ذي‬
‫يسمح له بالكشف عن األخطاء والتجاوزات التي قد يق ع فيه ا أعض اء مجلس اإلدارة‪ ،‬كم ا تس مح ل ه بمناقش ة‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة أو مراقبي الحسابات فيما تقدم من تقارير حول أعمالهم التي تطرح أمام الجمعية العام ة‬
‫للمصادقة عليها ‪.‬‬
‫وهذا ما يمكنه من معالجة األخطاء الواقعة قبل فوات األوان وتضرر الشركة ومحاسبة من ق ام به ذه األخط اء‬
‫حيث يمكن له إقامة دعاوى المسؤولية عل ذلك العضو ومطالبته بالتعويض إذا اقتضى األمر ذلك‪.‬‬
‫إذا كان هذا هو المركز القانوني للمساهم الذي منحه إياه المشرع واهتم ب ه إال أن الواق ع العملي مختل ف كث يرا‬
‫عن ما هو قانوني نظري ‪ .‬فالمساهم في شركة المساهمة نادرا ما يهتم ويشارك بدوره في حي اة الش ركة‪ ،‬ذل ك‬
‫أن معظم المساهمين في مثل هذه الشركات هم من المضاربين‪ ،‬ه ّمهم الوحيد هو األرباح التي يحصلون عليها‪،‬‬
‫خاصة في الشركات المقيدة في البورصة‪ ،‬حيث يتم مراقبة حركة السهم وعلى ه ذا األس اس يتم التص رف في‬
‫هذه األسهم وبيعها دون أن يهتموا بمصلحة هذه الشركة أو ما يجري به ا‪ .‬وب ذلك فه ؤالء المس اهمون يتخل ون‬
‫عن حقوقهم التي منحهم إياها القانون‪ ،‬مهتمين فقط بالجانب المالي منها‪.‬‬
‫وهذا األمر ه و ال ذي أض عف دور الجمعي ات العام ة في تس يير الش ركة ومراقبته ا‪ ،‬ونق ل ك ل الس لطات بي د‬
‫القائمين على اإلدارة بالشركة والذين ولألسف وفي الكثير من األحيان يبحثون عن تحقيق مصالحهم الشخصية‬
‫حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الشركة‪.‬‬
‫لذا أصبح للمساهم مركز واقعي مختلف تماما عن مركزه القانوني في الشركة وهــذا الواقــع نتج عن ظــاهرة‬
‫غياب المساهمين وتخلفّهم عن حضــور الجمعيــات العامــة وممارســتهم لحقــوقهم القانونيــة (المطلب األول)‪،‬‬
‫كما قد يحضر المساهمين الجتماعات الجمعية العامة و تغيب فعاليتهم فيها (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬غياب المساهمين عن الجمعيات العامة‬
‫الجمعية العامة تعتبر فرصة متاحة للمساهمين لمناقشة واقع الش ركة‪ ،‬ومســتقبلها م ع أعض اء مجلس إدارته ا‬
‫ومديرها‪ ،‬ومــشاركتهم في صنـع القـــرارات أو المص ادقة عليه ا‪ ،‬حيث يخ رج المس اهم بص ورة متكامل ة و‬
‫واضحة بعيدا ‪،‬عن أي ضبابية فيما يخص الشركة ومستقبلها‪.‬‬
‫كما أنه وبحضور المساهم واستماعه و استفساره‪ ،‬يم ّكنه ذلك من التأكد من أي معلومة ق د تنش ر أو ق د نش رت‬
‫عن الشركة‪ ،‬وبالتالي يتخذ قرارا سليما اتجاه استثماره بعيدا عن الشك والتخمين ‪،‬نابع عن شفافية ومصداقية‪.‬‬
‫غير أن غياب المساهمين عن الجمعيات العامة يضيّع الفرصة منهم‪ ،‬ويكونون بذلك قد تخل وا عن ع دة حق وق‬
‫أساسية منحها لهم الق انون على غ رار ح ق الحض ور في الجمعي ات[‪ ،]42‬وح ق التص ويت فيه ا‪ ،‬وليس ه ذا‬
‫فحسب بل فرض على الق ائمين على إدارة الش ركة إعالم المس اهمين بمواعي د الجمعي ات‪ ،‬ودع وتهم شخص يا‬
‫لحضورها‪ .‬وكذا لم يشترط المشرع حيازة المساهم ع ددا من األس هم لحض ور الجمعي ات العام ة‪ ،‬فك ل حام ل‬
‫سهم له الحق في ذلك[‪ ]43‬وكل هذا عبارة عن وسائل مساعدة منحها المشرع للمساهم تسهيال له ممارسة حق ه‬
‫في الحضور والتصويت في الجمعية‪.‬غ ير أن الواق ع العملي أثبت أن المس اهمين أنفس هم غ ير م دركين لقيم ة‬
‫وأهمية ما بيدهم من سلطة شرعية وقانونية ممثلة في الجمعية العامة‪.‬‬
‫إن غياب المساهمين عن الجمعيات العامة أصبح ظاهرة شائعة استفحلت في معظم الشركات المساهمة عــبر‬
‫العالم خاصة في الشركات الكبرى في الدول ذات االقتصاد الضخم وهذا الغياب له أسباب منهــا مــا هــو مــادي‬
‫(الفرع األول) ومنها ما هو معنوي (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسباب المادية لغياب المساهمين‬
‫تختلف أسباب غياب المساهمين عن الجمعية العامة ويمكن أن نجمعها حسب غالبية الفقهاء فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدد المساهمين الضخم في شركات المساهمة‬
‫حيث أن شركات المساهمة تطرح أسهمها في االكتتاب العام وقد يصل عدد المساهمين في مثل ه ذه الش ركات‬
‫إلى ماليين المساهمين وهذا ما يجعل حضور ك ل المس اهمين للجمعي ات العام ة ام را ش به مس تحيل لص عوبة‬
‫وجود المكان الذي يجمع كل هؤالء لحضور الجمعيات العامة سواء كانت التأسيسية أو العامة[‪.]44‬‬
‫ثانيا‪ :‬بعد المسافة بين مكان انعقاد الجمعية ومواطن المساهمين‬
‫من المعروف أن أغلب الشركات تتخذ من عاصمة الدولة مقرا لها‪ ،‬وذل ك لتس هيل عمله ا وقرب ه من اإلدارات‬
‫الحكومية‪ ،‬ومعظم االجتماعات تنعقد بمقر الشركة والذي قد يكون بعيدا عن مواطن المساهمين ال ذين يكون ون‬
‫من مناطق مختلفة من الدولة‪ ،‬وقد يكونون أجانب عن الدولة‪ ،‬وهذا ما يجعل أمر حض ورهم للجمعي ات العام ة‬
‫صعبا ومكلفا[‪ ،]45‬ولذا نجدهم يتقاعسون عن حضور هذه الجمعيات[‪.]46‬‬
‫ثالثا‪ :‬عامل الوقت‬
‫وينظر للوقت كسبب من أسباب غياب المساهمين عن الجمعيات العامة وذلك من زاويتين‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث إهدار وقت كبير النتظار التحاق كل المساهمين باالجتماع أو على األقل النصاب القانوني‬
‫ذلك أن اجتماع الجمعية العامة يشمل كل المس اهمين كقاع دة عام ة ولكي يتحق ق ذل ك يحت اج إلى وقت طوي ل‬
‫فمثال‪ ،‬المساهم الذي يسكن الجزائر العاصمة أين يوج د مق ر الش ركة يلتح ق في ال وقت المناس ب‪ .‬في حين أن‬
‫المساهم الذي يسكن أقصى الجنوب فيس تغرق وقت ا كب يرا‪ .‬ول ذلك ف ان عملي ة تجمي ع المس اهمين تحت اج وقت ا‬
‫طويال الكتمال النصاب حتى يكون االجتماع صحيحا‪ ،‬ولتحقيق حق المساهم في حضور الجمعية العامة‪ .‬وهذا‬
‫ما يمثل صعوبة كبيرة قد يستحيل معها تجميع هؤالء المساهمين في وقت واحد[‪.]47‬‬
‫‪ -2‬من حيث أن الجمعيات العمومية في حد ذاتها تأخذ وقتا طويال في اجتماعاتها‬
‫ذلك أن هذه الجمعية السنوية يتم السرد فيها خالصة السنة المالية للشركة‪ ،‬باإلض افة إلى بعض ال بروتوكوالت‬
‫والتقاليد التي يقوم بها القائمين على اإلدارة‪ ،‬مث ل خطب الش كر وال والء ال تي تط ول وه ذا م ا ق د يه در وقت‬
‫المساهم الذي يكون له أعماله المهمة وانشغاالته‪ ،‬خاصة إذا كان من صغار المساهمين فإنه يرى أن ه حض وره‬
‫للجمعية ما يكون إال مضيعة للوقت‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التقارب الزمني في مواعيد الجمعيات العمومية للمساهمين‬
‫حيث أن المشرع سمح للمساهم بأن يكون مساهما في عدة شركات في آن واحد[‪ ،]48‬ف إن ك ان ك ذلك فس وف‬
‫مدعوا لكل الجمعيات العامة لهته الشركات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يكون‬
‫والمشكل الذي يقع فيه المساهم في هذه الحالة هو أن أغلب الجمعي ات العام ة للش ركات تجتم ع في وقت واح د‬
‫من السنة ‪،‬وقد تتصادف اجتماعاتهم في نفس اليوم وربما في نفس الساعة ‪،‬وهذا ما يجعل حضور المس اهم في‬
‫كل االجتماعات أمرا مستحيال‪ ،‬الشيء الذي يشكل عقبة ل ه لممارس ة حق ه في الحض ور في الجمعي ات العام ة‬
‫والتصويت فيها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم مراعاة إجراءات استدعاء المساهمين للجمعيات العامة‬
‫ألزم المشرع الجزائري رئيس شركة المساهمة أو القائمون بإدارتها باستدعاء المس اهمين لحض ور الجمعي ات‬
‫العامة في األجل القانوني‪ ،‬وذلك بإعالمه بالتاريخ المحدد النعق اد الجمعي ة العام ة قب ل خمس ة وثالث ون (‪)35‬‬
‫يوما على األقل من تاريخ االنعقاد وذلك برسالة موصى بها[‪. ]49‬كما يجب عليهم أن يبلغوا المساهمين‪ ،‬أو أن‬
‫يضعوا تحت تصرفهم كل المعلومات والوثائق الالزمة[‪ ]50‬والتي من شأنها أن تعلمه بوضع الشركة الم الي‪،‬‬
‫ومش اريع الق رارات ال تي ق دمها مجلس اإلدارة وغيره ا من الوث ائق والمعلوم ات ال تي من ش أنها أن تمكن‬
‫المساهم من ممارسة حقه في التصويت أو المناقشة عن علم ودارية‪.‬‬
‫وكل هذه اإلجراءات هي إلزامية ويترتب عن مخالفتها جزاء[‪. ]51‬غير أن ه ذه اإلج راءات ق د ال ت راعى في‬
‫بعض الشركات سواء من حيث اآلجال المحددة‪ ،‬أو من حيث دقة االستدعاء وإيصاله لعناوين المساهمين‪ ،‬وق د‬
‫تك ون العن اوين البريدي ة للمس اهمين قديم ة ‪ ،‬و وق وع مث ل ه ذه األم ور يمث ل س ببا مهم ا من أس باب غي اب‬
‫المساهمين عن الجمعيات العامة‪.‬‬
‫هذا عن األسباب المادية التي تعرقل حضور المساهم للجمعية العامة وقد يكون لغي اب المس اهم أس باب أخ رى‬
‫معنوية وسيكولوجية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب المعنوية لغياب المساهمين عن الجمعية العامة‬
‫قد تكون الحالة المعنوية للمساهم عائقا آخر لحض ور اجتماع ات الجمعي ة العام ة‪ ،‬وه ذه الحال ة تنتج عن ع دة‬
‫عوامل تؤثر على رغبة المساهم في حضور الجمعية العامة ‪ ،‬وتجعله ينفر ويمتن ع عن حض ورها‪ .‬وق د يك ون‬
‫ه ذا االمتــــــنـــــاع راج ع أساس ا إلى طبيع ة المس اهم وق د يك ون مكتس با من خالل مواق ف تواجه ه أثن اء‬
‫اجتماعات الجمعيات العامة ما يجعله يعزف عن حضورها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المساهم صاحب سيكولوجية المضاربة‬
‫حيث أن هناك من المساهمين من ال يهتموا في الشركة التي يساهمون فيها ‪،‬إال بجانب الربح‪ ،‬وهم الذين يطل ق‬
‫عليهم بالمساهمين السلبيين[‪ ]52‬ألن همهم الوحيد هو الغنيمة التي يكس بونها من الش ركة‪ ،‬دون أن يلتفت وا إلى‬
‫األمور اإلدارية بها‪ ،‬وكل اهتمامهم هو مراقبة حركة األسهم في سوق األوراق المالية والمض اربة عليه ا‪ .‬فهم‬
‫يعتمدون عن د دخ ولهم للش ركة على نجاحه ا وس معتها في األوس اط التجاري ة‪ .‬وعلى مس توى ارتف اع أس عار‬
‫أسهمها في سوق األوراق المالية‪.‬‬
‫ويقول عنهم بعض الفقهاء أنهم مساهمين مؤقتين[‪ ]53‬ألن بقاءهم في الشركة لن يط ول كث يرا‪ ،‬ف إذا م ا حققت‬
‫الشركة خالل إحدى السنوات أرباحا قليلة أو خسارة خرج المساهم منه ا بحث ا عن ش ركة أخ رى تحق ق ربح ا‬
‫أكبر[‪ ، ]54‬ولذا فإن سيكولوجية مث ل ه ؤالء المس اهمين تعت بر الس بب األهم في ع دم حض ورهم اجتماع ات‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسلوب الروتيني الممل‬
‫قد تعاني بعض الجمعيات العامة من الرتابة والسرد في بنودها‪ ،‬كما أن بعض ها يق دم محت وى روتي ني يص يب‬
‫بعض المساهمين بالمل ل والنع اس فيم ا ل و حض روا‪ ،‬ع دا عن ملئ ه بكلم ات الم ديح وال والء للس لطات العلي ا‬
‫بالشركة والثناء عليها‪ ،‬وهذا يع د س ببا معنوي ا هام ا ي ؤدي إلى غي اب المس اهم عن اجـــتماعـــــات الجمعي ة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إهمال وتجاهل المساهم داخل الجمعية العامة‬
‫قد يعاني بعض المساهمين أثناء اجتماعات الجمعية العامة خاص ة ص غار المس اهمين من ال ذين يملك ون ع دد‬
‫قليل من األسهم من التجاه ل واإلهم ال من ط رف بعض رؤس اء المج الس‪ ،‬حيث ال تؤخ ذ استفس اراتهم بعين‬
‫االعتبار وقد ال يلتفت أليها أساسا وهذا ما يشعرهم بأن حضورهم بدون فائدة ولذا تجدهم يعزفون عن حض ور‬
‫هذه االجتماعات‪.‬‬
‫رابعا‪:‬عدم االختصاص المالي و التقني‬
‫ألنه للمشاركة في مناقشات تكون دائما تقنية ولتق ديم انتق ادات بن اءة والتص ويت في النهاي ة بش كل مثم ر‪،‬ف إن‬
‫المس اهم مط الب بت وافره لى اختص اص لدراس ة المس تندات الموض وعة تحت تص رفه‪.‬في حين أن أغلب‬
‫المساهمين يكونون غير مختصين‪.‬فتقنية المداوالت والمستندات تحبط المساهمين إذن وت ؤدي إلى وعيهم بع دم‬
‫اختصاصهم‪،‬األمر الذي يبعدهم فعال عن المشاركة في الجمعيات العام ة‪،‬و ح تى في األح وال ال تي يحظ رون‬
‫فيها تلك االجتماعات قد يصوتون بطريقة عمياء على مقترحات مجلس اإلدارة[‪. ]55‬‬
‫إذا كانت هذه أسباب غياب المس اهمين عن اجتماع ات الجمعي ة العام ة و ال تي جعلت للمس اهم مرك زا واقعي ا‬
‫مخالف ا لمرك زه الق انوني في الش ركة إال أنه ا ليس ت الوحي دة ال تي أدت إلى ذل ك فق د نج د أن المس اهمين ق د‬
‫يحضرون اجتماعات الجمعية العامة دون أن يحركوا ساكنا فيها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حضور المساهمين وغياب فعاليتهم‬
‫إن أسلوب تعاطي المساهمين ومجالس إدارات شركات المساهمة مع الجمعيات العمومي ة م رض عض ال ق ائم‬
‫وموجود ال تكاد تسلم من ه الش ركات ‪ .‬فالمس اهمون أنفس هم غ ير م دركين لقيم ة وأهمي ة م ا بي دهم من س لطة‬
‫شرعية وقانونية‪ ،‬ممثلة في الجمعية العامة‪ ،‬لمساءلة مجالس اإلدارات واستيضاح أمور كثيرة مخفية ومسكوت‬
‫عنها واالكتفاء في كث ير من األحي ان بالس ؤال عن أم ور “س طحية” راض ين عن الغنيم ة ب إقرار بن د توزي ع‬
‫األرباح‪.‬‬
‫في بعض األحيان يكون هؤالء المساهمون مجبرون على الصمت وعدم الس ؤال عن أش ياء إن تب د تس ئ له ذه‬
‫اإلدارات ‪ ،‬والمحص لة أن الجمي ع س واء بالنس بة للمس اهمين ‘المته اونين” في حق وقهم أو بالنس بة لمج الس‬
‫اإلدارات الضاربين بحقوق ومصالح األقليات من المساهمين عرض الحائط‪ ،‬يفرغون هذه الجمعيات العمومية‬
‫من أهم أهدافها وهي مراقبة إدارات الشركات وأعمالها كخطوة مهمة في سبيل تقويم عمل هذه الشركات‪.‬‬
‫وفي هذا الصــدد يجمــع المراقبــون على أن هنــاك أســئلة محوريــة ال يتطــرق لهــا المســاهمون في الجمعيــات‬
‫العمومية للشركات[‪ ،]56‬وإن تطرقوا فإنما يكون الستيضاح ســطحي و تكـون اإلجابـة أكـثر ســطحية‪ .‬وهــذه‬
‫األسئلة من وجهة نظر المراقبين تعد بمنزلة نماذج استرشادية للمساهمين‪ ،‬وتمس أمورا جوهرية داخل كــل‬
‫شركة مع األخذ بعين االعتبــار طبيعــة كــل شــركة والنشــاط الــذي تمارســه لــذا على المســاهم التســاؤل حــول‬
‫التالي‪:‬‬
‫ما عالقة الشركة بذوي الصلة؟ ومن هم األطراف ذووا الصلة الذين يوصي مجلس اإلدارة للجمعية العمومي ة‬
‫بالموافقة على التعامل معهم؟ حيث عادة يأتي هذا البند مختصرا ضمن جدول أعمال الجمعية العام ة و يس هب‬
‫القائمون على اإلدارة في توضيحه ويتحاشون الخوض في تفاصيله‪ ،‬وربم ا يك ون ذل ك باب ا خلفي ا ينفض من ه‬
‫البعض لتحقيق مصالح شخصية من خالل التعامل مع شركات أو أطراف ذات عالقة مباشرة أو غ ير مباش رة‬
‫بإدارة الشركة‪،‬و في مثل الحاالت التي تكون تعقد اتفاقيات بين الشركة وأحد القائمين بإدارتها س واء ك ان ذل ك‬
‫بصورة مباشرة أو غير مباش رة‪ .‬فق د ف رض المش رع أخ ذ إذن مس بق من مجلس اإلدارة و مص ادقة الجمعي ة‬
‫العامة على هذه االتفاقيات[‪ ، ]57‬و هذا نظرا لخطورة مثل هذه التصرفات على مص لحة الش ركة‪ ،‬و ال تي ق د‬
‫تهمش مقابل تحقيق مصالح شخصية ألحد أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬لكن و رغم هذا نج د المس اهمين يس تهينون‬
‫بمثل هذه األعمال فال نجد أحد يسأل عن التفاصيل‪.‬‬
‫وكذا ما هي خطة الشركة التشغيلية للسنوات الخمس المقبلة‪ ،‬ما طبيع ة أنش طتها االس تثمارية؟ فمن خالل ه ذه‬
‫الخط ة القابل ة ب الطبع للتط بيق‪ ،‬وم ا يمتلك ه مجلس اإلدارة من طم وح واقعي وم دى قناع ة المس اهمين به ذه‬
‫الخط ة‪ ،‬يس تطيع المس اهمون والمس تثمرون أن يطمئن وا على اس تثماراتهم بن اء على معرف ة وجه ة الش ركة‬
‫المس تقبلية ونظ رة المجلس في اإلدارة الش ركة‪ ،‬بي د أن مس اهمين كث يرين ال يجته دون كث يرا في ط رح ه ذا‬
‫السؤال على مجالس اإلدارات‪.‬‬
‫إضافة إلى ضرورة التساؤل عن كيف تم التصرف في األصول الشركة المؤثرة و لماذا ؟ فقد يتم أحيانا كث يرة‬
‫الخ روج من اس تثمارات دون إحاط ة المس اهمين علم ا‪ .‬كم ا يتم التص رف في األص ول الش ركة دون علم‬
‫المساهمين‪ ،‬فلماذا تم الخروج من هذه االستثمارات؟ وما الخطط البديلة الستغالل السيولة الناتجة عن بي ع ه ذه‬
‫األصول؟و ما هو تبرير مجلس اإلدارة لمثل هذه التصرفات؟‬
‫بعض المساهمين ال يدرون شيئا عن بيع أصول الشركة إال من خالل تقرير مجلس اإلدارة ال ذي ي وزع عليهم‬
‫قبل الجمعية بأيام أو حتى أثناء انعقاد الجمعية و رغم ذلك فإنهم ال يستفسروا عنها أثناء انعق اد الجمعي ة العام ة‬
‫و هذا اإلهمال قد يخفي الكثير من أخطاء مجلس اإلدارة و يتستر عليها[‪.]58‬‬
‫كما يجب أن يتساءل المساهم هل استغلت الشركة حقها في شراء أس همها ؟و كم وص لت نس بة أس هم الخزين ة‬
‫لدى الشركة ؟ لماذا لم تفعّل الشركة حقها القانوني في شراء أسهمها؟ (إذا لم تكن الشركة قد استغلت هذا الح ق‬
‫أو استغلته في حدود ضيقة)‪ ،‬فتقاعس الشركة في ممارسة هذا الحق يكشف عن عدم قناعتها بأداء السهم نتيج ة‬
‫ضعف قوى الدفع الناتجة عن أداء الشركة وخططها التشغيلية‪.‬‬
‫وما ماهية االستثمار الحقيقي و ما هي النتائج المحققة منه ؟وهل خرجت الش ركة عن طبيع ة عمله ا ونش اطها‬
‫األصلي ؟ فقد لوحظ في الفترة األخيرة انصراف ش ركات كث يرة غ ير اس تثمارية تلق اء المض اربة في األس هم‬
‫وتجاهل أنشطتها األساسية‪ ،‬فما خطة الشركة في تنمية هذه األنشطة وجعل الشركة رائدة في السوق؟ وما نسبة‬
‫النمو المحددة وغير الفضفاضة التي يتعين عن دها محاس بة مجلس اإلدارة في الع ام المقب ل إذا لم تتحق ق نس بة‬
‫النم و تل ك؟ ويالح ظ خالل الجمعي ات العمومي ة إعط اء نس ب فضفاض ة من قبي ل أن نس بة النم و ال تق ل عن‬
‫كذا ‪،‬ليهرب رئيس مجلس اإلدارة أو من يمثله من المسؤولية إذا قلت النسبة عن هذا السقف‪.‬‬
‫وطرح التساؤل كذلك عن تفاصيل أبواب الميزانيات؟حيث ال يتعمق المساهمون كثيرا في السؤال واالستيضاح‬
‫عن أبواب الميزانيات‪ ،‬السيما السؤال عن المصاريف والنفقات‪ ،‬سواء المصاريف التش غيلية واإلداري ة وغ ير‬
‫اإلدارية ومقارنتها باإلرادات فإذا ما زادت المصاريف على اإليرادات أو اقتربت منها ف إن ثم ة خلال واض حا‬
‫يجب أن يسأل المساهمون عن هذا الخلل وأسبابه‪.‬‬
‫ومن بين األسئلة المهمة لماذا يوصي مجلس اإلدارة بتوزيع مكافآت على اإلدارة؟ فالكثير من الشركات ت وزع‬
‫مكاف آت على أعض اء مجلس اإلدارة في حين يك ون أداؤه ا متواض عا أو تكب دت خس ائر‪ ،‬بالنس بة لبعض‬
‫الشركات بالطبع‪ ،‬فعن أي عمل يريد أن يكافأ مجلس اإلدارة نفسه و ه ل ه ذه المكاف آت مطابق ة لم ا نص عل ه‬
‫القانون[‪]59‬؟‬
‫ومن الضــروري طــرح األســئلة التالية ‪:‬لم توص ي الجمعي ة العام ة بزي ادة رأس الم ال؟م اذا الموافق ة على‬
‫االستدانة من خالل إصدار سندات؟ وما الخطط التشغيلية الفعلية التي وضعتها الشركة الستغالل هذه األموال؟‬
‫وما العائد المتوقع من هذه الفرص ومدى مالئمة هذا العائد مع تكلفة األموال المقترضة؟ حيث يجب أن ين اقش‬
‫المساهم تفاصيل الخطط التي وضعتها اإلدارة والتي استدعت زي ادة رأس الم ال ح تى ال تص بح الزي ادة عبئ ا‬
‫على الشركة ‪.‬‬
‫وما قيمة الديون والسلف المترتبة على الغير؟ ما نوعية المدينين ونسبة الديون المش كوك في تحص يلها من بين‬
‫إجمالي هذه الديون‪ ،‬والمخصصات المأخوذة لها في المقاب ل؟وم ا عالق ة الش ركة بالش ركات التابع ة؟وم ا هي‬
‫الصفقات والتعامالت التي تتم بين الشركة األم والش ركات التابع ة؟ الس يما إذا ك انت الش ركات التابع ة ليس ت‬
‫مملوكة بنسبة ‪ 100/100‬وهناك أطراف أخرى‪ ،‬حرصا على أال تكون هناك شبهات تنفي ع لألط راف والمالك‬
‫اآلخرين في الشركة التابعة على حساب المساهمين[‪.]60‬‬
‫ومن تحت هذه األسئلة يمكن أيضا أن تتف رع أس ئلة أخ رى كث يرة يمكن للمس اهمين أن يتوجه وا به ا لمج الس‬
‫اإلدارات السيما م ع ق راءة الميزاني ات جي دا‪ ،‬ح تى يفعّ ل دور الجمعي ات العمومي ة وتص بح أك ثر ق درة على‬
‫ممارسة دورها في مراقبة إدارة الشركات‪.‬‬
‫بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لم اذا ال يجته د المس اهمون في ط رح ه ذه األس ئلة ‪ ،‬وم ا الس ر من وراء‬
‫سلبية المساهمين؟‬
‫وهنا يظهر أن األسباب ال تختلف كثيرا عن أسباب غياب المساهمين عن الجمعي ة العام ة الس الفة ال ذكر‪،‬حيث‬
‫أن غالبية الحضور هم من أصحاب النظرة القصيرة األمد المضاربين وليسوا من المس تثمرين ط ويلي األج ل‪.‬‬
‫يشترون اليوم ليبيعوا غدا بربحية معقولة‪.‬‬
‫كما ال يهتم هؤالء المستثمرون كثيرا باألمور المستقبلية للش ركة وخططه ا المس تقبلية وأدائه ا المتوق ع وت أثير‬
‫ذلك في سعر السهم‪ ،‬وبالتالي ال يهتم الكث يرون بمناقش ة البيان ات المالي ة باستفاض ة ‪ .‬إض افة إلى ع دم تعام ل‬
‫رؤساء مجالس اإلدارات أو من يمثلونهم بالنسبة لبعض الشركات المساهمة بشكل شفاف وواض ح م ع ص غار‬
‫المساهمين بدعوى أنهم ال يملكون النس بة ال تي تمث ل ثقال يتالءم م ع حجم األس ئلة ال تي يطرحونه ا‪ ،‬وبالت الي‬
‫عرقلة حق األقليات في الجمعيات العمومي ة في الس ؤال والمحاس بة وح تى النق اش‪ ،‬وتفاض ل بعض اإلدارات‬
‫لحقوق هؤالء‪ .‬وذلك بعكس التعامل مع كب ار المالك من المس اهمين خصوص ا الكب ار منهم‪،‬و ال ذين تمنح لهم‬
‫وسائل وآليات أخ رى لمعرف ة أخب ار وتط ورات األم ور داخ ل الش ركة أوال ب أول س واء من خالل االتص ال‬
‫المباشر أو اللقاءات المباشرة وبالتالي ليسوا في حاجة للسؤال والنقاش في الجمعية العامة‪.‬‬
‫ع دم وج ود جه ة فني ة رقابي ة يمكن أن تنص ف ص غار المس اهمين وتض غط على إدارات الش ركات لألخ ذ‬
‫بمالحظاتهم‪ ،‬لذلك أصبح حضور ه ؤالء الص غار للجمعي ة وعدم ه س واء‪ ،‬وب ات حض ور الجمعي ة أم را يهم‬
‫أصحاب األغلبية وأعضاء مجلس اإلدارة والموالين لهم‪.‬‬
‫وهذه األسباب مجتمعة هي التي تبلور وتشكل المركز الواقعي للمساهمين داخل الشركة ونخص بالذكر صغار‬
‫المساهمين وهذا ما يبتعد كليا عن المركز القانوني المفترض للمساهم داخل شركة المساهمة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل ماسبق يظهر أنه صار واجبا على المشرع الجزائري المسارعة إليجاد الحلول تقلص الفجــوة الــتي‬
‫نشأت بين المساهم و شركة المساهمة‪،‬ولعل أهم مقترحات تقدم في هذا الشأن‪:‬‬
‫من المقترح تدخل المشرع الجزائري للقيام بالتعديالت الالزمة ألحكام ه من أج ل توس يع مج ال ح ق اإلطالع‬
‫وتطوير نوعيته ليشمل وثائق أخرى تظهر ضرورية للمساهم بهدف إب داء رأي ه عن دراي ة أثن اء المناقش ة في‬
‫الس رعة‬
‫الجمعيات العامة وتسهيل التصويت على القرارات التي تهم حياة الش ركة‪ ،‬دون التغاض ي عن عام ل ّ‬
‫في وصول المعلومات للمساهم‪ ،‬ألن المعلومة التي تصل مت أخرة ال ت ؤدي اله دف المرج و منه ا‪،‬ول ذا أص بح‬
‫ضروريا استعمال الوسائل االتصال التكنولوجية للتواصل مع المساهم ولضمان اعالم ن وعي وس ريع يش جعه‬
‫على االرتباط بالشركة و االهتمام بما يحدث فيها‪.‬‬
‫ويجب أن يجيز للمساهم ما يسمى الحضور االفتراضي تماشيا مع التطور التكنولوجي ‪،‬إض افة إلى تمكين ه من‬
‫إنابة زوجه أو مساهم آخر إذا تعذر عليه الحض ور أص الة ‪ ،‬ذل ك أن ه ذه التقني ات من ش أنها معالج ة ظ اهرة‬
‫غياب المساهمين في الجمعيات العامة‪ .‬متبع ا في ذل ك منهج المش رع الفرنس ي[‪ ]61‬في تط وير ح ق حض ور‬
‫الجمعيات العامة والتصويت فيها باستعمال وسائل التطور التكنولوجي‪ ،‬ويجيز للمساهم التصويت عن بعد كم ا‬
‫سبق اإلشارة‪ ،‬حتى ال يجد هذا األخير مبررا لع دم حض وره الجمعي ة ومناقش ة ج دول أعماله ا‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يبقى‬
‫دائما متصال بالشركة ولو كانت تفصله عنها مسافات طويلة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪:‬المراجع باللغة العربية‪.‬‬
‫القرآن الكريم‪:‬‬
‫– سورة الصافات ‪،‬اآلية ‪. 141‬‬
‫المعاجم والموسوعات‪:‬‬
‫– ابن منظور ‪ ،‬معجم لسان العرب‪،‬دار الصادر بيروت‪،‬ط‪،1‬ج ‪،12‬دون سنة الطبع‪.‬‬
‫– مجمع اللغة العربية‪،‬معجم الوجيز ‪،‬طبعة خاصة بوزارة االتربية و التعليم ‪.1991،‬‬
‫‪-‬الفيروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬بيروت ‪.1999 ،‬‬
‫– اسمـــــاعيل ابن حماد الجوهـــــــري‪،‬الصحـاح‪،‬ج‪،5‬ط‪،2‬دار العــلم للماليين‪،‬بيروت‪.1979،‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪-‬أبو زيد رضوان‪،‬الشركات في القانون المقارن‪ ،‬دار الفكر‪،‬القاهرة‪،‬دون سنة طبع‪.‬‬
‫‪-‬أبوزيد رضوان‪ ،‬الشركات المساهمة والقطاع العام‪ ،‬دار الفكر العربي القاهرة ‪.1983،‬‬
‫‪-‬أكرم ياملكي‪،‬الوجيز في القانون التجاري العراقي‪،‬ط‪،2‬مطبعة العاني‪،‬بغداد‪.1972،‬‬
‫– بشرى خالد تركي المولى‪ ،‬التزامات المساهم في الشركة المساهمة‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010،‬‬
‫– عبد األول عابدين محمد بسيوني‪ ،‬مبدأ حرية تداول األسهم في شركة المساهمة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.2008،‬‬
‫‪-‬علي الزيني ‪،‬أصول القانون التجاري‪،‬ج ‪،2‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.1945،‬‬
‫– عماد محمد أمين السيد رمضان‪ ،‬حماية المساهم في شركة المساهمة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪.2008 ،‬‬
‫‪-‬محمد سمير الضبان عبد هللا العظيم هالل‪،‬المحاسبة المالية في شركات األموال‪،‬الدار الجامعية‪.2000،‬‬
‫‪-‬محمد أمين كامل ملش‪،‬الشركات ‪،‬دار الكتاب العربي‪،‬القاهرة‪.1957،‬‬
‫‪-‬محمود سمير الشرقاوي‪ ،‬القانون التجاري‪،‬ج‪،1‬ط‪،1‬دار النهضة العربية‪،1973،‬ص‪.357‬‬
‫‪-‬نغم حنا ننيس‪،‬النظام القانوني لزيادة رأس مال شركة المساهمة‪،‬دون دار النشر‪.2002،‬‬
‫– يعقوب يوسف صرخوة‪ ،‬واألسهم وتداولها في شركة المساهمة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.1982،‬‬
‫‪-‬حسين فتحي‪،‬التنظيم القانوني الستراد وشراء الشركة ألسهمها‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪.1996،‬‬
‫– مرتضى ناصر نصر هللا‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة االرشاد‪ ،‬بغداد‪.1969 ،‬‬
‫المجالت العلمية‪:‬‬
‫– دحو مختار‪،‬سيادة الجمعية العامة العادية في شركة المساهمة بين القانون والواقع‪،‬مجلة الراشدية للدراس ات‬
‫القانونية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة معسكر‪،‬جوان ‪،2011‬العدد‪.3‬‬
‫‪-‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬حماية األقلية من قرارات أغلبي ة المس اهمين في الجمعي ات العام ة‪ ،‬مجل ة البح وث‬
‫القانونية واالقتصادية‪،1986 ،‬القاهرة‪ ،‬عدد ‪.1‬‬
‫‪-‬محس ن الس يد‪،‬أس ئلة تغيب أو تغيب عن الجمعي ة العام ة‪،‬جري دة القبس الكويتي ة‪،‬الع دد ‪ 14665،29‬م ارس‬
‫‪.2014‬‬
‫النصوص التشريعية‪:‬‬
‫متض من الق انون‬،1975 ‫ س بتمبر س نة‬26 ‫ المواف ق‬1395 ‫ رمض ان ع ام‬20 ‫ المؤرخ في‬59-75 ‫األمر رقم‬-
‫ الموافق لـ‬1413 ‫ ذي القعدة‬03 ‫ المؤرخ في‬08-93 ‫التجاري الجزائري المعدل و المتمم بالمرسوم التشريعي‬
.1993 ‫ لسنة‬27‫عدد‬.‫ر‬.‫ ج‬1993 ‫ أفريل‬25
.‫المراجع باللغة االجنبية‬:‫ثانيا‬
:‫الكتب‬
M. SALAH, Les valeurs mobilières émises par les sociétés par actions, EDIK, –
.Coll. Droit des affaires, éd. 2001
.Ph. MERLE,Droit commercial, sociétés commerciales, Dalloz, 8ème éd., 2001 –
.D. LEGEAIS, Droit commercial et des affaires, Dalloz, 14ème éd., 2001-
.A. VIANDIER, La notion d’associé, L.G.D.J., Paris, 1978 –
G.RIPERT et R.RENNE,Traité de droit commercial , T.1, 18éd.,L.G.D.J.,Paris, -
.2001
P.VIGREUX, Le droit des actionnaires dans les sociétés anonymes, théorie et -
.réalité1ère éd., édition Paris
.M. ANDRE, La société anonyme traité pratique, 2ème éd. , Paris, 1954 –
:‫النصوص التشريعية‬
décret. n° 2002-803 du 03 mai 2002 portant application de la 3ème partie de la loi –
du 15 mai 2001 relative aux nouvelles régulations économiques, J.O.R.F. du 05 mai
.2002, P 8717
décret n°67-236 du 23 mars 1967, mod.par l’art. 39 du décr. n° 2006-1566 du 11 -
.Décembre 2006, J.O.R.F.,12 Décembre 2006
.526.‫ص‬،‫ مصر‬، ‫ دار الفكر العربي‬، ‫ الشركات التجارية في القانون المقارن‬، ‫أبو زيد رضوان‬- ]1[
.357‫ص‬،1973،‫دار النهضة العربية‬،1‫ط‬،1‫ج‬،‫ القانون التجاري‬،‫محمود سمير الشرقاوي‬- ]2[
.1956 ‫ص‬،1979،‫بيروت‬،‫دار العــلم للماليين‬،2‫ط‬،5‫ج‬،‫الصحـاح‬،‫ إسماعيل ابن حماد الجوهـــــــري‬-]3[
.314 ‫ص‬،‫دون سنة الطبع‬،12 ‫ج‬،1‫ط‬،‫دار الصادر بيروت‬،‫ معجم لسان العرب‬، ‫] – ابن منظور‬4[
.326 ‫ص‬،1991، ‫طبعة خاصة بوزارة االتربية و التعليم‬، ‫معجم الوجيز‬،‫] – مجمع اللغة العربية‬5[
. 141 ‫اآلية‬، ‫] – سورة الصافات‬6[
‫[‪- ]7‬ابن منظور‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.314‬‬
‫[‪- ]8‬الفيروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬بيروت ‪، 1999 ،‬ص ‪.1014‬‬
‫[‪ -]9‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 40‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ).‬األمر رقم ‪ 59-75‬الم ؤرخ في ‪ 20‬رمض ان ع ام ‪ 1395‬المواف ق ‪26‬‬
‫سبتمبر سنة ‪،1975‬متضمن القانون التجاري الجزائري المعدل و المتمم بالمرسوم التشريعي ‪ 08-93‬الم ؤرخ‬
‫في ‪ 03‬ذي القعدة ‪ 1413‬الموافق لـ‪ 25‬أفريل ‪ 1993‬ج‪.‬ر‪.‬عدد‪ 27‬لسنة ‪.)1993‬‬
‫[‪- ]10‬علي الزيني ‪،‬أصول القانون التجاري‪،‬ج ‪،2‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪،1945،‬ص ‪.268‬‬
‫[‪- ]11‬أكرم ياملكي‪،‬الوجيز في القانون التجاري العراقي‪،‬ط‪،2‬مطبعة العاني‪،‬بغداد‪،1972،‬ص ‪.196‬‬
‫*‪ -‬كان المشرع الجزائري في إطار التشريع الق ديم يمن ع ش ركة المس اهمة من إص دار الس ندات في م ا ع دا‬
‫األسهم (المادة‪ 699‬قبل التع ديل)‪ ،‬إال أن ه ت دخل س نة ‪ 1993‬وأدرج تع ديال أج از بموجب ه إص دار قيم منقول ة‬
‫أخرى غير األسهم وأورد لها تعريفا بمقتض ى نص الم ادة ‪ 715‬مك رر ‪ 30‬من الق انون التج اري على أنه ا ”‬
‫س ندات قابل ة للت داول تص درها ش ركات المس اهمة و تك ون مس عرة في البورص ة أو يمكن أن تس عر و تمنح‬
‫حقوقها مماثلة حسب الصنف و تسمح بالدخول بصورة مباشرة أو غير مباشرة في حصة معينة من رأس م ال‬
‫الشركة المصدرة أو حق مديونية عامة على أموالها”‬
‫[‪- ]13‬محمود سمير الشرقاوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.144‬‬
‫[‪- ]14‬محم د س مير الض بان عب د هللا العظيم هالل‪،‬المحاس بة المالي ة في ش ركات األم وال‪،‬ال دار الجامعي ة‪،‬‬
‫‪،2000‬ص‪.144‬‬
‫[‪- ]15‬أبو زيد رضوان‪،‬الشركات في القانون المقارن‪ ،‬دار الفكر‪،‬القاهرة‪،‬دون سنة طبع‪،‬ص‪.526.‬‬
‫[‪- ]16‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 32‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪ – ]17‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 30‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪M. SALAH, Les valeurs mobilières émises par les sociétés par actions, – ]18‬‬
‫‪.EDIK, Coll. Droit des affaires, éd. 2001, p.58‬‬
‫[‪- ]19‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 91/1‬ق‪.‬ت‪.‬ج‬
‫[‪- ]20‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 91/2‬ق‪.‬ت‪.‬ج‬
‫[‪Ph. MERLE,Droit commercial, sociétés commerciales, Dalloz, 8ème éd., – ]21‬‬
‫‪2001, nº 334, p. 357 , D. LEGEAIS, Droit commercial et des affaires, Dalloz,‬‬
‫‪.14ème éd., 2001, nº 429, p. 209‬‬
‫[‪le doyen Hamel considère l’obligataire comme un associé de second rang” A. “-]22‬‬
‫‪:VIANDIER, La notion d’associé, L.G.D.J., Paris, 1978, n° 163, p.161‬‬
‫* – تعتبر سندات االستحقاق القابلة للتحويل إلى أسهم‪ ،‬وسندات االستحقاق ذات قسيمات اكتتاب باألس هم من‬
‫قبيل سندات االستحقاق المركبة‪ ،‬وهي تختلف عن سندات االستحقاق البسيطة لكونها تسمح لحاملها ترك صفته‬
‫كدائن ليصبح شريكا في الش ركة المص درة‪ ،‬إم ا بطلب تحوي ل س ندات االس تحقاق ال تي يملكه ا إلى أس هم‪ ،‬أو‬
‫باستعمال قسيمات االكتتاب للحصول على أس هم جدي دة‪ .‬راج ع الم واد من ‪ 715‬مك رر ‪ 114‬إلى ‪ 715‬مك رر‬
‫‪ 125‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬بالنسبة لسندات االستحقاق القابلة للتحويل إلى أس هم‪ ،‬وراج ع الم واد من ‪ 715‬مك رر ‪ 126‬إلى‬
‫‪ 715‬مك رر ‪ 132‬ق‪.‬ت‪.‬ج بالنس بة لس ندات االس تحقاق ذات قس يمات إكتت اب باألس هم‪ .‬أم ا بالنس بة لش هادات‬
‫االستثمار وشهادات الحق في التصويت فهي تقسيم للسهم‪ ،‬لذلك حين الجم ع بين الش هادتين نج د س هما ك امال‪،‬‬
‫حيث تمثل شهادات االستثمار الحقوق المالي ة للس هم وتمث ل ش هادات الح ق في التص ويت حقوق ا أخ رى غ ير‬
‫الحقوق المالية المرتبط ة باألس هم‪ .‬راج ع الم واد من ‪ 715‬مك رر ‪ 61‬إلى ‪ 715‬مك رر ‪ 72‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬عن ه ذه‬
‫المفاهيم راجع ‪:‬‬
‫– ‪M. SALAH, Les valeurs mobilières, op. cit., pp. 109 – 182‬‬
‫[‪ -]24‬المادة‪ 715‬مكرر‪124‬ق‪.‬ت‪Art. L. 225 –164 al.2C.com .fr – .‬‬
‫[‪ – ]25‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 127‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪Art. L. 225 – 150 al.1 C com .fr – .‬‬
‫[‪ – ]26‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 67‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪Art. L. 228 – 30 al.6 C.com .fr – .‬‬
‫[‪ – ]27‬عبد األول عابدين محمد بسيوني‪ ،‬مبدأ حرية تداول األسهم في شركة المساهمة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫‪،2008‬ص‪.19‬‬
‫[‪la société ne peut imposer à l’obligataire le remboursement anticipé des “- ]28‬‬
‫‪obligations, sauf clause expresse du contrat d’emission”M. SALAH, op. cit., nº 46 ,‬‬
‫‪.p. 60‬‬
‫[‪- ]29‬محمد أمين كامل ملش‪،‬الشركات ‪،‬دار الكتاب العربي‪،‬القاهرة‪،1957،‬ص‪.248‬‬
‫[‪- ]30‬نغم حنا ننيس‪،‬النظام القانوني لزيادة رأس مال شركة المساهمة‪،‬دون دار النشر‪، 2002،‬ص‪.121‬‬
‫[‪- ]31‬من بين هذه التشريعات‪ ،‬نجد قانون الشركات المصري رقم ‪ 159‬لسنة‪1981‬في مادت ه ‪ 1/ 34‬و ال تي‬
‫جاء بها‪”:‬ال يجوز انشاء حصص التأس يس أو حص ص األرب اح إال مقاب ل تن ازل عن ال تزام منحت ه الحكوم ة‬
‫أوحق من الحقوق المعنوية”‪.‬‬
‫[‪ ]32‬عبد األول عابدين محمد بسيوني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.18.‬‬
‫[‪- ]33‬أبو زيد رضوان‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪527.‬‬
‫[‪G.RIPERT et R.RENNE,Traité de droit commercial, T.1, 18éd., - ]34‬‬
‫‪.L.G.D.J.,Paris, 2001,p. 308 ;et PH.MERLE, op.cit.,n. 205,p. 282‬‬
‫[‪ – ]35‬يعقوب يوسف صرخوة‪ ،‬واألسهم وتداولها في شركة المساهمة ‪ ،‬دار النهض ة العربي ة ‪ ،1982،‬ص‬
‫‪.89‬‬
‫[‪. D.PAUL, Droit commercial, 1 éd.,édition Paris, 1970, p.446 – ]36‬‬
‫‪-‬حسين فتحي‪،‬التنظيم القانوني الستراد وشراء الش ركة ألس همها‪ ،‬دار النهض ة العربي ة ‪،‬الق اهرة‪،1996،‬ص‪.‬‬
‫‪ ،30‬أبوزيد رضوان‪ ،‬الشركات المساهمة والقطاع العام‪ ،‬دار الفكر العربي القاهرة ‪ ،1983،‬ص‪. 10 .‬‬
‫[‪ – ]37‬مرتضى ناصر نصر هللا‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة االرشاد‪ ،‬بغداد‪،1969 ،‬ص‪.164 .‬‬
‫[‪ – ]38‬أبو زيد رضوان‪ ،‬شركات المساهمة والقطاع العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫[‪ – ]39‬بشرى خالد تركي المولى‪ ،‬التزامات المس اهم في الش ركة المس اهمة‪ ،‬دار النش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.23‬‬
‫[‪M. ANDRE, La société anonyme traité pratique, 2ème éd. , Paris, 1954, – ]40‬‬
‫‪.p.12‬‬
‫مرتضى ناصر نصر هللا‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ ، 164 .‬محمد أمين كمال ملش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫[‪ – ]41‬نقض مدني مصري في‪ ،05/02/1975‬مقتبس عن المرجع‪ :‬فتاحي محمد‪ ،‬تداول األس هم في ش ركة‬
‫المساهمة في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامع ة جياللي الي ابس‪،‬‬
‫سيدي بلعباس سنة جامعية ‪ 2007/2008‬ص ‪.43‬‬
‫[‪ – ]42‬المواد ‪ 674‬إلى ‪ 685‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬نظمت كيفية انعقاد الجمعيات العامة‪.‬‬
‫[‪ – ]43‬المادة ‪ 684‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪P.VIGREUX, Le droit des actionnaires dans les sociétés anonymes, théorie et - ]44‬‬
‫‪.réalité1ère éd., édition Paris, 1953, p.27‬‬
‫[‪.P.VIGREUX., op.cit., p. 28- ]45‬‬
‫[‪ – ]46‬دحو مختار‪،‬سيادة الجمعية العامة العادية في ش ركة المس اهمة بين الق انون والواق ع‪،‬مجل ة الراش دية‬
‫للدراسات القانونية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة معسكر‪،‬جوان ‪،2011‬العدد‪،3‬ص‪.106‬‬
‫[‪ – ]47‬عماد محمد أمين السيد رمضان‪ ،‬حماية المساهم في ش ركة المس اهمة‪ ،‬دار الكتب القانوني ة‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.90‬‬
‫[‪- ]48‬المادة ‪ 612‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪ – ]49‬المادة ‪ 816‬و ‪ 817‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪ – ]50‬المادة ‪ 678‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪ – ]51‬المواد ‪ 816‬و ‪ 817‬و ‪ 818‬ق‪.‬ت‪.‬ج‬
‫[‪- ]52‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬حماي ة األقلي ة من ق رارات أغلبي ة المس اهمين في الجمعي ات العام ة‪ ،‬مجل ة‬
‫البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،1986 ،‬عدد ‪ ،1‬ص‪.505 .‬‬
‫[‪.P.VIGREUX,op.cit.,p. 32 -]53‬‬
‫[‪ -]54‬عماد محمد أمين السيد رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫[‪- ]55‬عبد الفضيل محمد أمين ‪،‬حماي ة األقلي ة من ق رارات أغلبي ة المس اهمين في الجمعي ات العام ة‪،‬دراس ة‬
‫مقارنة في القانون المصري و الفرنسي‪،‬مجلة البحوث القانونية و االقتصادية‪،‬القاهرة‪،1986،‬ص‪ 30‬و‪.31‬‬
‫[‪ – ]56‬مأخوذ من استطالع قامت به جريدة القبس الكويتية‪،‬العدد ‪ 14665،29‬مارس ‪.2014‬‬
‫[‪- ]57‬المادتان ‪ 628‬و ‪ 629‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪- ]58‬عماد محمد أمين السيد رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫[‪- ]59‬المادتان ‪ 727‬و ‪ 728‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫[‪- ]60‬محسن السيد‪،‬أسئلة تغيب أو تغيب عن الجمعية العامة‪،‬جريدة القبس الكويتية‪،‬العدد ‪ 14665،29‬مارس‬
‫‪2014‬‬
‫[‪V. arts. 41 à 45 du décr. n° 2002-803 du 3 mai 2002 portant application de la -]61‬‬
‫‪3ème partie de la loi du 15 mai 2001 relative aux nouvelles régulations‬‬
‫‪économiques, J.O.R.F. du 05 mai 2002, P 8717.et art. 38 du décr. n° 2006-1566 du‬‬
‫‪.11 décembre 2006, J.O.R.F.,12 Décembre 2006‬‬

You might also like