You are on page 1of 14

‫االكراه في أحكام القانون والشريعة االسالمية – دراسة بحثية‬

‫تعـريف االكـراه‬
‫البحث في تعريف االكراه يقتضي بحكم الضرورة العلمية التطرق الى مفهومه في اللغة والشريعة االســالمية ‪.‬‬
‫كما ان لالكراه مكانته كأحـد اهم النظريـات في القـانون المـدني يسـتوجب التوقـف عنـده لبيـان موقـف القـانون‬
‫المدني من مفهوم االكراه ‪ .‬ويتعين بعد ذلك تخصيص البحث في تعريف االكراه في القانون الجنائي ‪.‬‬
‫تعريف االكراه لغة‬
‫يكر ُههُ َكره ـا ً و ُكره ـا ً‬
‫كرهَ وداللته حال كونه مجردا ً يقال َك ِرهَ الشئ َ‬ ‫أكرهَ ومجرده ِ‬ ‫االكراه اسم مشتق من الفعل َ‬
‫ً‬
‫اكر ُههُ وكراهة وكراهية فهــو شــيء كريــه ومكــروه(‬ ‫ً‬ ‫كرهتُ الشئ َ‬ ‫و َكراهةً وكراهيةً بتخفيف الياء(‪)1‬ـ ‪.‬ـ وقيل ِ‬
‫زعم ان ال ُكــرهَ مــا‬
‫َ‬ ‫‪. )2‬وقد اجمع كثير من اهل اللغة ان ال َكرهَ وال ُكرهَ لغتان فبأي لغة وقع فجائز اال الفراء فانــه‬
‫اكرهتَ نفسك عليه وال َكرهَ ما اكرهَكَ غيرك عليه تقول ‪:‬جئت ُكرها ً وأدخلتــني َكره ـاً(‪ .)3‬وقــال ال ُكــره بالضــم‬
‫اكرههُ على القيــام(‪.)4‬قــال‬ ‫المشقة وبالفتح االكراه يقال ‪ :‬قام على ُكر ٍه أي على مشقة وأقامه فالن على َكر ٍه أي َ‬
‫عا َو َك ْرهًــاً))(‬ ‫ض َ‬
‫ط ْو ً‬ ‫ت َواَأل ْر ِ‬ ‫((ولَهُ َأ ْسلَ َم َمن فِي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬ ‫ابن بري ‪ :‬ويدل لصحة قول الفراء قول هللا عز وجل َ‬
‫ب َعلَ ْي ُك ُم ْال ِقت َا ُل َوه َُو ُك ْرهٌ لَّ ُك ْم))(‪ )6‬ولم يقرأ احد بفتح الكاف فيصير‬ ‫‪ )5‬ولم يقرأ بضم الكاف وقال سبحانه (( ُك ِت َ‬
‫ال َكره بالفتح فعل المضطر وال ُكره بالضم فعل المختار(‪.)7‬وقال الراغب ال َكره بالفتح المشقة التي تنال االنســان‬
‫من خارج مما يحمل عليه باكراه وبالضم ما يناله من ذاته(‪.)8‬وداللة الفعل حــال عــدم تجــرده أي عنــد اقترانــه‬
‫بهمزة التعدية فان الفعل (أكره) يأتي بمعنى القهر واالجبار من الخارج فيقــال أكرهت ُـهُ على كــذا ‪ :‬حملتــه عليــه‬
‫أمر هو له كارهٌ(‪.)10‬امــا الفعــل‬ ‫واكرهتهُ ‪ :‬حملته على ٍ‬ ‫َ‬ ‫أكر َههُ‬
‫وتكره االمر ‪َ :‬‬ ‫َّ‬ ‫فتكار َههُ‬
‫َ‬ ‫واكر َههُ عليه‬
‫َ‬ ‫َكرهاً(‪.)9‬‬
‫كرهَت فالنــة ‪ :‬غصــبت نفســها(‪ .)11‬فــأكرهت على ذلــك فهي‬ ‫(إستكره) فيأتي بمعنى غصــب االرادة قيــل ُأسـتِ ِ‬
‫امرأة مستكرهة(‪ .)12‬فاالكراه اسم مشتق من فعل يفعله المرء بغيره ‪ ،‬فهومن الناحية االصــطالحية يشــير الى‬
‫حمل الشخص قهرا ً على أمر يكرهه وال يرضاه ‪ ،‬او انه حالة من حاالت االجبار التي يحمــل الفــرد بواســطتها‬
‫على النطق بشيء او فعل شيء من غير رضاه (‪.)13‬‬
‫تعريف االكراه في الشريعة االسالمية‬
‫عالج معظم فقهاء الشريعة االسالمية موضوع االكراه من حيث آثاره في المسائل الجزئية دون ان يفردوا كتابا ً‬
‫او بابا ً خاصا ً به يبين معناه وانواعه باستثناء الفقه الحنفي والظاهري فقد افــردوا كتابـا ً لالكــراه وعـالجوا آثــاره‬
‫‪.‬فقد عرف الحنفية االكراه بانه (( اسم لفعل يفعله المرء بغيره فينتفي به رضاه او يفسد به اختياره من غــير ان‬
‫المكره او يسقط عنه)(‪.)14‬وعرفه الظاهرية ((االكراه كل مـا سـمي في اللغـة اكراهـا ً‬ ‫َ‬ ‫تنعدم به األهليه في حق‬
‫وعرف بالحس انه اكراه كالوعيد بالقتل ممن ال يؤمن منه انفاذ ما توعــد بــه))(‪.)15‬امــا بقيــة المــذاهب الفقهيــة‬
‫االسالمية فقد اقتبسنا من كالمهم ما يفيد معــنى االكــراه لــديهم ‪ .‬فهــو لــدى الحنابلــة ((النيــل بشــيء من العــذاب‬
‫كالضرب والخنق والعصر والحبس والغط في الماء مع الوعيــد))(‪ .)16‬ولــدى المالكيــة ((الضــرب او التهديــد‬
‫بالقتل والتهديد بالضرب والتخويف))(‪.)17‬‬
‫اما الشافعية فالمعنى لديهم ((ان يصير الرجــل في يــدي من ال يقــدر على االمتنــاع منــه من ســلطان او لص او‬
‫متغلب على واحد من هؤالء او يكون المكره يخاف خوفا ً عليه داللة انه امتنع من قول ما أمر به يبلغ الضــرب‬
‫المؤلم او اكثر منه او اتالف نفسه))(‪.)18‬اما لدى الجعفرية فهو ((خوف الضرر على النفس والمال والعــرض‬
‫ويحدد االكراه بما يستند اليه الفعل بحيث لواله لم يحصل سواء كان الخــائف عظيمـا ً ام صــغيرا ً هــدد بالشــتم ام‬
‫بالضرب))(‪.)19‬وقد جاء في فتح القدير في معرض سرد االراء التي قيلت في تفسير االية الكريمة ((الَ ِإ ْكـ َ‬
‫ـراهَ‬
‫يِ))(‪ )20‬ما يفيد معنى االكراه بالقول ((وقال في الكشاف في تفسير هذه اآلية ‪:‬‬ ‫الر ْشدُ ِمنَ ْالغَ ّ‬
‫ِّين قَد تَّبَيَّنَ ُّ‬
‫فِي الد ِ‬
‫أي لم بجر هللا امر االيمان على االجبار والقســر ولكن على التمكين واالختيــار ونحــوه قولـه – ولــو شـاء ربــك‬
‫آلمن من في االرض كلهم جميعا ً أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمــنين – أي لــو شــاء لقســرهم على االيمــان‬
‫ولكن لم يفعل وبنى االمر على االختيار))(‪.)21‬‬
‫اما الكتـاب المعاصــرون في الفقـه االسـالمي فــان تعريفـاتهم لم تخــرج عن تعريفــات الفقهــاء المسـلمين ومنهــا‬
‫(( حمل الغير على أمر يمتنع عنه بتخويف يقدر عليه الحامـل على ايقاعـه فيصــير الغـير خائفـا ً بـه ))(‪ )22‬أو‬
‫(( الضغط على انسان بوسيلة مرهبة او بتهديده لها الجباره على فعل او ترك ))(‪ .)23‬التعريفان المتقدمان قــد‬
‫عنيا بابراز العنصر المعنوي في االكراه المتمثل في الرهبة او الخوف الذي تولده الوســيلة في نفس من بوشــر‬
‫عليه االكراه ‪ .‬ولكن هناك من عني بابراز عنصره المادي المتمثل في الوسيلة او التصرف المكــره عليــه حيث‬
‫عرفه بأنه ((فعل يوجد من شخص فيحدث في شخص آخر معنى يصير به مدفوعا ً الى الفعل الذي طلب منه))‬
‫(‪ .)24‬ومنهم من عرفه بانه ((حمل شخص غيره على ما ال يرضاه قوالً او فعالً بغير حق )(‪.)25‬‬
‫تعريف االكراه في القانون المدني‬
‫عالج القانون المدني العراقي االكراه في مواضع عدة ‪ .‬وقد عــرف االكــراه بانــه ((اجبــار الشــخص بغــير حــق‬
‫على ان يعمل عمالً دون رضاه ))(‪ .)26‬والتعريف المتقدم مقتبس من مجلة االحكام العدليــة الــتي عرفتــه بانــه‬
‫(( اجبار احد على ان يعمل عمالً بغير حق من دون رضاه باالخافة))(‪.)27‬اما شراح القانون المدني فقد عرفه‬
‫بعضــهم بانــه (( اجبــار شــخص على عمــل شــيء بال حــق ))(‪ .)28‬وهــذا التعريــف ال يعــدو ان يكــون ترديــدا ً‬
‫للنصوص القانونية من جهة وتعريفا ً لغويا ً من جهة اخرى ‪.‬ويذهب البعض اآلخر في تعريفه لالكــراه الىتحديــد‬
‫عناصره بانه (( ضغط تتأثر به ارادة شخص فينــدفع الى التعاقــد ))(‪ .)30‬بينمــا يعرفــه آخــرون بانــه ((ضــغط‬
‫غير مشروع على ارادة شخص تبعث في نفسه رهبة تدفعه الى التعاقد ))(‪.)31‬‬
‫والواضــح ان هــذين التعــريفين خاصــان بــالعقود فقــط ‪.‬والحقيقــة ان لالكــراه ذات المعــنى في القــانون المــدني‬
‫والجنائي ‪ ،‬فالسائد انهما يمثالن مفهوما ً واحدا ً من ناحيــة العناصــر المطلوبــة فيــه (‪ .)32‬و ان اختلفــا من حيث‬
‫االثر القــانوني ‪.‬فمن حيث انهمــا يمثالن معــنى واحــدا ً في العناصــر المطلوبــة فيــه ‪ ،‬فــان االكــراه بمعنــاه العــام‬
‫ينطوي على عنصرين ‪ :‬عنصر مادي هو الطرق الــتي تســتعمل للتــأثير في ارادة الغــير وعنصــر معنــوي هــو‬
‫انتزاع االرادة‪ .‬فالعنصــر االول دائرتــه في المــواد المدنيــة تتطــابق مــع دائرتــه في المــواد الجنائيــة ‪ ،‬فالقــانون‬
‫المدني والقانون الجنائي لم يبينا وسائل االكراه بـل هي متروكـة لتقـدير القاضــي ‪ ،‬امـا العنصـر المعنــوي فهـو‬
‫واحد في النطاقين المدني والجنائي ذلك ان االرادة هي المستهدفة بــاالكراه وســالمتها شــرط لكي تكــون منتجـا ً‬
‫لآلثار القانونية في كال القانونين ‪.‬اما من حيث اختالف االثر القانوني لالكراه في القــانون المــدني عن اثــره في‬
‫القانون الجنائي ‪ ،‬فان هذا االختالف نابع من اختالفهما في طبيعة المصلحة التي يحميانها والهدف الذي يتوخاه‬
‫كل منهما في احكامه(‪ )33‬فاذا كان المشرع المــدني يحمي حريــة االرادة في التعاقــد ويعتــبر االكــراه عيبـا ً من‬
‫عيوبها فال يعتد بالرضا الصادر عنها ‪ ،‬كمــا انــه يمنــع من انعقــاد العقــد او بطالنــه وكــل ذلــك حمايــة للروابــط‬
‫التعاقدية(‪ .)34‬فان المشرع الجنائي يحمي الحرية المعنوية لالفراد او الحق الشخصي في ان تكون ارادته كمــا‬
‫يشاء وليس وفقا ً الرادة االخرين‪.‬‬
‫تعريف االكراه في القانون الجنائي‬
‫االكراه اجراء ينصب في اثره على االرادة ‪ .‬واالرادة تتعلق بالجانب النفسي للنشــاط البشــري ‪ ،‬واالكــراه احــد‬
‫االسباب التي تنال من سـالمتها وليس السـبب الوحيد ‪ .‬لـذا سـوف نتطـرق اوالً لتحديــد معـنى االرادة باعتبـاره‬
‫المنطلق في تعريف االكراه وتحديد موضع اثره على االرادة ثم نتولى بعد ذلك تعريفه في القانون الجنائي‪.‬‬
‫مـعـنى االرادة‬
‫االرادة لغــة المشــيئة واراد الشــيء شــاءه والفــرق بين االرادة والطلب ان االرادة تكــون مضــمرة ال ظــاهرة‬
‫والطلب ال يكون اال بما بدأ بفعل او قول (‪ .)35‬اما معناها لــدى الفالســفة فهــو نــزوع النفس وميلهــا الى الفعــل‬
‫بحيث يحملها عليه(‪.)36‬اما فقهاء القانون الجنائي فان تعريفاتهم لالرادة تتعدد وتختلــف ‪ ،‬ذلــك ان االرادة انمــا‬
‫تتعلق بالجانب الذهني او النفسي للنشاط البشري‪ .‬وهذا الجانب محل خالف فقهي من حيث موضعه من نظرية‬
‫الجريمة ذاتها على تفصيل في ذلك او نظرية المسؤولية عنها(‪.)37‬او من حيث تعيين عناصر هذا الجــانب من‬
‫النشاط البشري واالرتباط القائم بينها مما انعكس هذا الخالف بالتالي على تعريفهم لالرادة(‪.)38‬ولســنا هنــا في‬
‫موضع الخوض في تلك التعاريف واالختالفات الفقهية بقدر ما يهمنا معنى االرادة وموضـعها ونـوع االرتبـاط‬
‫القائم بينها وبين العمليات النفسية االخرى في هذا الجانب المهم من النشاط البشــري الــذي لـه صــداه في احكـام‬
‫القانون الجنائي ودون التقيد بزاوية من زوايا هذا القانون ‪.‬ونفضل تعريف االرادة بانها ((توجيه االنسان نفســه‬
‫الى عمل معين او االمتناع عنه))(‪.)39‬‬
‫ولهذا التعريف ميزتان هامتان ‪ :‬االولى انه يعطي مفهوما ً عامـا ً لالرادة االنســانية ســواء كــان هــذا االنســان في‬
‫نظر القانون الجنائي جانيا ً او مجنيا ً عليه او كان عمله او امتناعه مشروعا ً او غــير مشــروع ‪ .‬والثانيــة – وهي‬
‫تنبثق من االولى‪ -‬انه االكثر مالءمة مع موضوع بحثنا هذا ‪ ،‬بحيث يحدد مســاره على هــداه ‪ ،‬ذلــك ان االكــراه‬
‫اجراء مثلما يمارس على ارادة الجاني فانه قد يمارس على ارادة المجني عليه ‪.‬واالرادة عمــل نفســي ينعقــد بــه‬
‫العزم على شيء معين ويسبقها عمالن تحضيريان ويليها عمل تنفيذي (‪)40‬ز فأول مرحلة هي التفكــر وادراك‬
‫امر معين نتيجة االحساس باشباع حاجة ‪ ،‬ثم يلي ذلك مرحلة التدبر والموازنة بين االختيارات المتاحة وانتقــاء‬
‫افضــلها وانســبها الشــباع الحاجــة ‪ .‬وهــذه القــدرة على التــدبر والموازنــة واالختيــار ال تتــوافر اال اذا انتفت‬
‫المؤثرات التي من شأنها ان تعيق تلك القدرة او الحرية على االختيار ‪ ،‬ثم تــأتي المرحلــة الثالثــة بعــد ان ينتهي‬
‫الشخص الى العزم باالمضاء في اختيار معين والبت فيه وهذه هي االرادة ‪ ،‬فــاذا انعقــدت لم يبــق بعــد ذلــك اال‬
‫المرحلة الرابعة وهي مرحلة التنفيذ وهي الحركة العضوية وهذه قد تكون فعالً وقد تكون امتناعا ً (‪.)41‬ـ وهذه‬
‫األول فهي مراحل داخلية نفسية(‪.)42‬وقد عرف فقهــاء‬ ‫المرحلة االخيرة هي عمل خارجي اما المراحل الثالث َ‬
‫القانون الجنائي هذه المراحل النفسية الثالث ‪ .‬فالمرحلة االولى هي االدراك ويعني (( قدرة الشــخص على فهم‬
‫افعاله وتقدير نتائجها )) (‪ .)43‬اما المرحلة الثانيــة فهي حريـة االختيـار وتعــني ((قــدرة الشــخص على توجيــه‬
‫نفسه الى عمل معين او الى االمتناع عنه )) (‪.)44‬ـ والمرحلة الثالثة هي االرادة وقــد ســبق الكالم عنهــا ‪.‬ولكي‬
‫يكتمل معنى االرادة ال بد لنــا من تحديــد العالقــة بين هــذه العناصــر الثالثــة وتــأثير عنصــري االدراك وحريــة‬
‫االختيار في تلوين االرادة وتوجيهها ‪.‬‬
‫ابتداءا ً ومن خالل التحليل المتقدم يتبين الفارق بين االرادة وحرية االختيار رغم ما بينهما من ارتباط ‪ ،‬فاالولى‬
‫واقعه تفترض اسـتخدام الشـخص بالفعـل لقدراتـه تحقيقـا ً لهـدف معين بينمـا االخـيرة مكننـة تنحصـر في قـدرة‬
‫الشخص على توجيه افعاله هذه الوجهة او تلك (‪ .)45‬ولهذه التفرقة اهميتها الن في نظرنا – ان االرادة الزمة‬
‫لقيام الجريمة اما حرية االختيار فهي شرط لقيام المســؤولية الجزائيــة عنهــا ‪.‬ولكن هــذه القــدرة ال تتــوافر لــدى‬
‫الشخص اال اذا انعدمت المــؤثرات الــتي من شــأنها ان تعيــق قدرتــه وتفــرض عليــه اتبــاع وجهــة خاصة(‪.)46‬‬
‫وتنتفي هذه القدرة او الحرية بنوعين من االسباب ‪ :‬اسباب خارجية كاالكراه واسباب داخلية ترجــع الى الحالــة‬
‫العقلية او النفسية(‪.)47‬وال غرابة اذا قلنا ان هذا الفارق بين االرادة وحرية االختيار هو الـذي يقودنـا الى وجـه‬
‫االرتباط بينهما ‪ .‬فاذا كانت االرادة تستعين بالقــدرة على االختيــار ‪ ،‬فــان انعــدام االرادة يســتتبع منطقيـا ً انعــدام‬
‫القدرة ايضاً(‪ .)48‬ولكن العكس غير صحيح دائما ً فقد تنعدم القدرة ومع ذلــك ال تنعــدم االرادة‪.‬ويبــدو االرتبــاط‬
‫وثيقــا ً بين حريــة االختيــار واالدراك ‪ ،‬اذ ان االولى تفــترض الثانيــة ‪ ،‬أي ان االنســان يــوازن بين البــواعث‬
‫ويستجيب لبعضها بعد ان يدرك داللة كل منها ويتصور ماهية واثار العمل الذي يمكن ان توجهه اليه(‪. )50‬‬
‫االرادة لدى عديم األهلية ‪:‬‬
‫اذا كان الفقه الجنائي يسلم بتوافر االرادة لدى الشخص العاقل البالغ – كقاعدة عامــة – فــان الخالف بينهم قــائم‬
‫حول توافرها لدى الشخص عديم االهلية كالمجنون والصغير ‪ .‬ومن االهمية ان نحــدد موقفنــا من هــذه المســألة‬
‫باعتبار ان االرادة هي المحل الذي ينصب عليه االكراه وان القول بتوافرها او عدم توافرها يؤدي الى اختالف‬
‫في النتائج التي تبنى على ذلك سواء من حيث وجــود محــل االكــراه لـدى عـديم االهليـة وبالتـالي مــدى تصــور‬
‫وقوع االكراه عليه او عدم تصوره و ما يبنى على هذه النتيجة االخيرة من نتائج اخرى تتمثــل في اثــر االكــراه‬
‫في نواحي االحكام المرتبطة به ‪.‬فاذا كان قسم من الفقهاء يذهب الى انكار وجود االرادة لدى فاقد االدراك على‬
‫اساس االرتباط الوثيق بينهما(‪ )51‬فان هناك من يقر بوجودها لدى فاقد االدراك ‪ .‬ذلك ان االدراك يختلــف عن‬
‫االرادة وان كانوا ال ينكرون على هذه االرادة كونها غير واعية (‪ .)52‬ذلك ان كــل خلــل في االدراك ال بــد لــه‬
‫من تأثيره في االرادة ولكن ليس كل خلل في االرادة مؤثرا ً في االدراك(‪.)53‬والحقيقة ان هــذا الخالف كــان لــه‬
‫اثره في اختالف الفقهاء حول الطبيعة القانونية الفعال المجانين والصـغار المطابقـة لبعض النمـاذج االجراميـة‬
‫المنصوص عليها في قانون العقوبات(‪ .)54‬ويبدو أن الرأي الذي ينكر وجود االرادة لــدى فاقــد االدراك يخلــط‬
‫بين حرية االختيار واالرادة وهو أمر ال نقره ‪ .‬فاذا كــان فاقــد االدراك فاقــدا ً لحريــة االختيــار بحكم ان االدراك‬
‫هو الذي يعطي لصاحبه القدرة على ممارسة حرية االختيار(‪ )55‬فهذا ال يعــني انــه فاقــد لالرادة ‪ .‬لــذا الينبغي‬
‫الخلط بين تجرد الشخص من حرية االختيار وبين انعدام ارادته الن التالزم بين االمرين غــير مضــطرد ‪ .‬فقــد‬
‫يتجرد الشخص من تلك الحرية ومع ذلك ال تنعدم ارادته (‪.)56‬فعديم االهلية يمكنه ان يتمثل وان يأتي نشاطا ً ‪.‬‬
‫وهذا النشاط قد يكــون مطابقـا ً لنمــوذج اجـرامي فيحقــق بـذلك واقعــة اجراميــة(‪ .)57‬اي يمكنـه ان يـأتي الفعــل‬
‫المكون للجريمة (‪ .)58‬فمثل هذا الشخص تنشأ لديه االرادة وانما بدون ان تكــون ثمــرة لحريــة االختيــار(‪.)59‬‬
‫فما انعدم لديه ليس هو االرادة النه قد اختار واراد بالفعل وانما الذي انعدم لديــه هــو حريــة االختيــار او القــدرة‬
‫على االختيار(‪ .)60‬فاالختيار الفعلي شيء والقدرة على االختيار شيء آخر(‪.)61‬‬
‫ولما كانت هذه القدرة معدومة بسبب داخلي هو فقد االدراك أي عدم القدرة على فهم طبيعة الفعل واثاره ‪ ،‬فــان‬
‫هذه االرادة توصــف بانهــا ارادة غــير واعيــة(‪ .)62‬ومن ثم ال يكــون لهــا نفس االثــر القــانوني لالرادة الواعيــة‬
‫كامتناع مسؤولية صاحبها او ال يكون للرضا الصادر عنه ايــة قيمــة قانونيــة مثالً ‪.‬ويؤيــد وجهــة نظرنــا اقــرار‬
‫المشرع العراقي اعتبار المجنون او ذي العاهة العقلية مرتكبا ً للجريمة وذلك في المادة ‪ 60‬من قانون العقوبات‬
‫‪ ،‬حيث نصت على ((ال يسأل جزائيا ً من كان وقت ارتكاب الجريمــة فاقــد االدراك أو االرادة لجنــون او عاهــة‬
‫في العقل …‪ .)63()).‬وحيث ان الجريمة ال تقوم اال بتوافر ركنيها المادي والمعنوي ‪ ،‬وان هذا االخير يتطلب‬
‫لقيامه وجود االرادة واتجاهها على اتفاق في الفقه مع خالف حول اعتبار طبيعتها عنصرا ً في هذا الركن ‪ ،‬واذ‬
‫يعنينا هنا نقطة االتفاق دون نقطة االختالف ‪ ،‬فانه يتبين لنا بوضوح مـدى داللـة النص في وجـود االرادة لـدى‬
‫فاقد االدراك(‪ .)64‬فضالً عن ان النص يصرح بانه ((ال يسأل جزائيا ً )) ولم يصرح كما هو الحال عند تحديــد‬
‫اسباب االباحة بانـه (( ال جريمــة )) ‪.‬وممــا يؤيـد رأينــا ايضـا ً ان اســتبعاد صــفة الجريمـة عن فعـل الصــغير و‬
‫المجنون يعني اعتبار هذا الفعل مباحا ً ‪ ،‬ويؤدي الى حرمــان الغــير من مباشــرة الــدفاع الشــرعي لصــد مــا يقــع‬
‫منهما من عدوان ‪ ،‬كما يؤدي الى اباحة فعل من يشترك معهما ولو كان من البالغين االسوياء‪ ،‬وهذا مما يمتنــع‬
‫قبوله(‪.)65‬واذا كنا نقر بوجود االرادة لدى الجاني فاقد االدراك فهذا يعني منطقيا ً توافرهــا لــدى المجــني عليــه‬
‫طالما كان صاحب االرادة هو الشخص نفسه وان اختلف موضعه في الجريمــة ‪ .‬بــل نــرى ان هــذا االمــر تــدل‬
‫عليه ضمنيا ً بعض النصوص القانونية ‪.‬فالمشرع العراقي يغاير في العقوبة في جريمة االغتصاب الواقعة على‬
‫انثى لم تكمل الثامنة عشــرة من عمرهــا بين حالــة الرضــا وعــدم الرضــا (‪ .)66‬والعلــة في ذلــك ليســت وجــود‬
‫الرضا او عدم وجوده بذاته ‪ ،‬الن الجريمة قائمة ولو كان الرضا موجودا ً النه من حاالت الرضا غــير المعتــبر‬
‫قانونا ً ‪ .‬انما العلة في ان المشرع يعترف بوجود ارادة تقف وراء هذا الرضا ويغاير في العقوبة باختالف نطــق‬
‫االرادة عن رضائها او عدم رضــائها بالفعــل واذ ال يعتــد بالرضــا ليس ألن االرادة معدومــة بــل لكــون االرادة‬
‫معيبة ‪ ،‬وهي بهذا المعنى ارادة موجودة ولكنها غير سليمة الن ليس لهـا القـدرة على االختيــار فهي ارادة غـير‬
‫واعية ‪.‬ويتبين مما تقدم القيمة القانونية الرادة عديم االهليـة سـواء في نطـاق المســؤولية الجزائيـة او في نطـاق‬
‫الحماية الجنائية ‪ .‬فعديم االهلية يمكنه ارتكاب الجريمة ولكنه ال يســأل الن ارادتــه غـير واعيـة ذلــك ان االرادة‬
‫شرط لقيام الجريمة وسالمتها شرط لقيام المسؤولية ‪ ،‬فاالرادة الحرة الواعية تؤدي دورها عند تقدير رد الفعــل‬
‫ضد الجريمة ال عند التحقق من وقوع الجريمة قانونا ً(‪.)67‬‬
‫وكذلك في نطاق الحماية الجنائية فاالرادة شرط لوجــود الرضـا امـا سـالمتها فهي شـرط لالعتـداد بالرضـا أي‬
‫لصحته قانوناً(‪.)68‬واذ انتهينا الى اقرار وجود االرادة لـدى عـديم االهلية ‪ .‬فهــذا يعـني ان محـل االكـراه وهــو‬
‫االرادة متوافر لديه ومن ثم من الممكن تصور وقوع االكراه عليه ‪ ،‬وحيث ان ارادته غير واعية بســبب انتفــاء‬
‫القدرة على االختيار وهو سبب داخلي يتعلق بفقد االدراك وان هذه القدرة –كما بينا – قد تنتفي لســبب خــارجي‬
‫كاالكراه فمن االهمية بمكان تعيين أي السببين ادى الى انتفاء تلك القدرة ‪.‬ففي نطاق موانــع المســؤولية اذا كــان‬
‫السبب خارجيا ً فال تتخذ ضده تدابير احترازية الن الفعل ال يدل على ان صاحبه يخشى منه خطرا ً‪ .‬اما اذا كان‬
‫السبب داخليا ً كالجنون وصغر السن فان من الجائز اتخاذ تدابير ضــده رغم انتفــاء مســؤوليته(‪.)69‬وفي نطــاق‬
‫التكييف القانوني لبعض االفعال ‪ .‬فمن الثابت ان التسليم ال ينتج اثره الناقل للحيــازة وبالتــالي النــافي لالختالس‬
‫اال اذا كانت ارادة المسلم مدركة مختارة ‪ .‬فاذا تم التسليم من قبــل صــغير غــير ممــيز او شــخص مجنــون تعين‬
‫البحث عن سببه ‪ ،‬فاذا كان قد تم طوعا ً فان جريمة السرقة تقع بصورتها البسيطة(‪ .)70‬اما اذا كان التســليم قــد‬
‫تم لسبب خارجي كما لو امتنع المجنون عن تسليم المسـروق للسـارق والتجـأ هـذا االخـير الى اسـتخدام العنـف‬
‫النتزاع المسروق منه فال شك ان الفعل يكيف على انه سرقة باكراه ‪ .‬وهو بهذا المعنى – أي االكراه – وســيلة‬
‫قسرية لتعطيل ارادة المقاومة لدى المجنون(‪ .)71‬وال يفهم بغيرهذا المعنى اذ القول بغــير ذلــك تجزئــة لمفهــوم‬
‫االكراه في جريمة السرقة بين من لديه االدراك وبين فاقده ‪.‬‬
‫التعريف الجنائي لالكراه‬
‫لم يتطــرق قــانون العقوبــات العــراقي الى تعريــف االكــراه وانمــا نظم فقــط االثــار القانونيــة المترتبــة عليــه في‬
‫الفروض المتعددة التي يأخذه بها المشرع في االعتبــار ســواء المتنــاع المســؤولية او لتجــريم بعض االفعــال او‬
‫تشديد العقوبة او انتفاء القيمة القانونية لبعض ادلة االثبات ‪ ،‬ولم نجد له تعريفا ً في القوانين العربيــة او االجنبيــة‬
‫المتــوافرة لــدينا ‪ .‬والحقيقــة ان تعريــف المصــطلحات يتــواله الفقهــاء وشــراح القــانون وهــو ليس وظيفــة‬
‫المشرع‪.‬وفقهاء القانون الجنائي لم يضعوا تعريفا ً جنائيـا ً عامـا ً لالكــراه ‪ ،‬وانمــا تعــددت تعــاريفهم بتعــدد زوايــا‬
‫االحكام التشريعية المرتبطة به وتعدد ادواره واثاره القانونية ‪.‬فقد عرفــه البعض من الفقــه العــربي وجــانب من‬
‫الفقه الفرنسي بانه (( قوة ال يمكن دفعها وال توقعها تجبر الشخص على ارتكاب الجريمة ويعــد ســببا ً مانعـا ً من‬
‫قيــام المســؤولية))(‪ .)72‬واذا كــان هــذا التعريــف يصــدق على الــدور القــانوني لالكــراه في نطــاق المســؤولية‬
‫الجزائية بما يرتبه من اثر في امتناع هذه المسؤولية ‪ .‬فان ما يؤخذ عليه تعريفــه للشــيء بــاالثر المــترتب عليــه‬
‫الننا اذا لم نعرف حقيقة الشيء وماهيته ال نستطيع ان نرتب عليه ‪ .‬كما ان ادوار االكراه واوصافه متعــددة وال‬
‫تنحصر في هذا النطاق ‪ .‬يضاف الى ذلك ان القوة تعبير عن الوسيلة وهي المظهــر الخــارجي لالكــراه ‪ ،‬ولكن‬
‫االكراه له مضمون نفسي يتمثــل في حالــة نفســية ضــاغطة على االرادة وهي جــوهر االكــراه ‪ .‬فــالعبرة ليســت‬
‫بالوسيلة ذاتهـا وانمـا باثرهـا في نفس من بوشـرت عليـه‪.‬وذهب قسـم آخـر من الفقـه الى تعريفـه بأنـه (( سـلب‬
‫االنسان حريته في االختيار سلبا ً تامـا ً او جزئيـا ً بحســب االحــوال يــؤثر في ارادتــه الى المــدى الــذي قــد يســمح‬
‫بالقول بانتفاء مسؤوليته جنائيا ً عن تصرفاته ))(‪.)73‬‬
‫ويالحظ على هـذا التعريــف انـه‪ -‬كســابقه – يقصــر دور االكــراه في نطـاق المســؤولية الجزائيــة ‪ .‬والمالحظـة‬
‫ـره (‬ ‫بالمكره ( بكسر الراء ) وسلب االرادة صفة قائمة باالرادة وهي صفة المكـ َ‬ ‫ِ‬ ‫االخرى ان االكراه صفة قائمة‬
‫بفتح الراء ) فالموصوفان متغايران بالذات وكذلك بصفتهما وال يصح وصــف المكـ ِـره ( بكســر الــراء ) بصــفة‬
‫المكره ( بفتح الراء )(‪)74‬زوعرفه آخرون بأنه ((اجبار الشخص على عمل معين او منعه من فعل معين رغم‬ ‫َ‬
‫ارادته فهو يعدم اختيار الشخص او يقيد حريته في االختيار ))(‪.)75‬ومما يالحظ على هذا التعريــف ان عبــارة‬
‫( رغم ارادته ) تفيد المعارضة واالكراه اليشترط ان يكون مقرونا ً بالمعارضة حتما ً الن الشــخص قــد يخضــع‬
‫ـره عليـه دونمــا معارضــة عنــدما يــرى عـدم جــدواها ازاء قــوة وسـيلة االكــراه‬ ‫استسالما ً وياتي التصــرف المكـ َ‬
‫المكره لسلب ارادته او‬ ‫َ‬ ‫المكره على‬
‫ِ‬ ‫المستخدمة ضده‪.‬كما عرفه آخرون بانه (( ضغط مادي او معنوي يمارسه‬
‫ـره وفق ـا ً لمــا يريــد القــائم بــاالكراه ))(‪.)76‬ويتمــيز هــذا التعريــف بشــموليته دون‬‫التــأثير فيهــا ليتصــرف المكـ َ‬
‫تخصيص للوسيلة او لدور االكراه في نطاق معين‪ ،‬اال ان تخصيصه من حيث المصــدر على االنســان ال نتفــق‬
‫فيه لتعدد مصادر االكراه ‪ .‬كما ان تعيين نوع الضغط الممارس ليس له مقتضى اذ ان محل ذلك انواع االكراه ‪.‬‬
‫وذهب جـانب من الفقـه االيطــالي الى تعريفــه بأنـه ((الضــغط على االرادة بحيث تشـكل وفقـا ً الرادة من باشــر‬
‫االكراه))‪.‬ولعل ما يميز هذا التعريف عن سابقاته انه يشير الى جوهر االكراه المتمثل في الضــغط على االرادة‬
‫المكره ( بفتح الــراء ) ارادة تابعــة الرادة المكـ ِـره ( بكســر الــراء )‬
‫َ‬ ‫‪ .‬ولكن مما يالحظ عليه انه يجعل من ارادة‬
‫فهو يبقي على االرادة مع ان االكراه قد يعدمها كما انـه يخصـص مصـدر االكـراه في االنسـان ‪.‬واننـا اذ نكتفي‬
‫بهذا القــدر من تعــاريف الفقهــاء فالمالحــظ ان الغــالب منهم يضــع تعريفـا ً لالكــراه يتطــابق او يتشــابه من حيث‬
‫المعنى مع التعاريف السابقة ‪.‬وينبغي ان نشير هنا الى اننا اذ نسجل تلك المآخذ فــان المنطلــق في ذلــك ليس من‬
‫باب التشكيك ‪ ،‬ذلك ان من وضعوا تلك التعاريف لهم المكانة العلمية المعروفة وانهم انما عرفوا االكراه تعريفا ً‬
‫خاصا ً يختلف باختالف اوصافه وادواره القانونية ولم يحاولوا ان يضعوا لــه تعريفـا ً جنائيـا ً عامـا ً ‪ ،‬لــذلك فاننــا‬
‫نريــد الوصــول الى تعريــف جــامع لالكــراه ومحــدد لخصائصــه الذاتيــة يكــون شــامالً ومفســرا ً لجميــع االدوار‬
‫القانونية التي يظهر بها االكراه في القانون الجنائي مهتدين في ذلك بتعاريف هؤالء الفقهاء ‪.‬‬
‫وقد ساير القضاء الجنائي الفقه في تعريفه لالكراه باختالف ادواره القانونية ‪ ،‬من ذلـك تعريــف محكمـة النقض‬
‫المصرية لالكراه في جريمة اغتصاب السندات بانه (( كل ضغط على ارادة الجاني يعطل من حريــة االختيــار‬
‫لديه ويرغمه على تسليم السند والتوقيع عليه وفقا ً لما يتهدده ))(‪ .)77‬وعرفت محكمة التمييز االردنيــة االكــراه‬
‫في جريمة السرقة بأنه ((كل وسيلة قســرية تمــارس في مواجهــة االشــخاص بقصــد شــل مقــاومتهم ممــا يســهل‬
‫ارتكاب الجريمة))(‪ .)78‬وعرفت محكمة النقض الفرنسية االكراه كمانع مسؤولية بأنــه ((القــوة المســلطة على‬
‫شخص خارج قدرته ويكون مانعـا ً للمسـؤولية ))(‪ .)79‬وعلى وفــق مـا ابـديناه من مالحظـات يمكن ان نعـرف‬
‫االكراه بانه (( ضغط خارجي على ارادة شخص يعدمها او يشل حرية االختيار لديــه للقيــام بعمــل او االمتنــاع‬
‫عنه )) ‪.‬وهذا التعريــف يتضــمن العناصــر الذاتيــة لالكــراه دون التعــرض لشــروطه وآثــاره القانونيــة الن هــذه‬
‫االمور خارجة عن ذات الشيء المعرف ومن الخطأ اقحامها في التعريف ‪ ،‬كما ان هذا التعريف يجنبنــا الخلــط‬
‫بين االكراه وما قد تتشابه معـه من مفـاهيم او نظم قانونيـة ‪.‬العناصـر الذاتيـة لالكـراه الـتي يتضـمنها التعريــف‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪.1‬ضغط ‪ :‬والضغط انعكاس لما تحدثه الوسيلة من اثر في نفس من بوشر ضده االكراه ‪ .‬فـاذا كـان االكـراه في‬
‫مظهره النفسي يتمثــل في الضــغط على االرادة فــان مظهــره المــادي يتمثــل في وســيلته الى ذلــك وهي متعــددة‬
‫كالقوة سواء أكانت طبيعية ام انسانية والتهديد والضرب والتعذيب والخنق ‪ ،‬وكلها يمكن ان تحقق نتيجة واحدة‬
‫وهي الضغط على االرادة ‪ ،‬وبعبارة اخرى ان التعريف ال يشير الى وسيلة معينــة في نوعهــا او مصــدرها بــل‬
‫ترك المجال للتفصيالت الجزئية وانما عبر عن االكراه بالضغط على االرادة وهــو مقيــاس مــرن ال ينظــر الى‬
‫الوسيلة لما لها من خصائص ذاتية فحسب وانما لما تحدثه من اثر في ارادة من وجهت اليه ‪.‬‬
‫‪ .2‬خارجي ‪ :‬يتعين ان يكون مصدر الضغط خارجيا ً ‪ .‬فال ينــدرج تحت مفهــوم االكــراه اذا كــان الضــغط على‬
‫االرادة ذا مصدر داخلي او ذاتي ‪ ،‬أي مبعثه نفسية الشخص كحاالت العاهة العقلية او االنفعــاالت او المشــاعر‬
‫العاطفيــة او التهيج نتيجــة اعتبــارات الشــرف او االســتفزاز او االغــراء او ايــة حالــة اخــرى كامنــة في نفســية‬
‫الشـخص تضـغط على ارادتـه او تـؤثر في حريتـه في االختيـار ‪ .‬كمـا ان المشــرع الجنـائي قــد افـرد للحـاالت‬
‫المتقدمــة احكام ـا ً خاصــة الختالف مفهومهــا وشــروطها وآثارهــا القانونيــة عن حالــة االكــراه ‪ .‬وينبغي ان ال‬
‫ينصرف الذهن الى ان المقصود بهذا العنصر ان يكون الضغط من خارج جسم من بوشر عليــه االكــراه وانمــا‬
‫المقصود ان يكون خارج نفسيته ‪ ،‬فمن يصاب بشلل مفاجئ فيقع على آخر فيقتله تتحقق فيه حالة االكراه ‪.‬‬
‫‪ .3‬ارادة شخص‪ :‬يشترط في الضغط ان يكون منصبا ً على االرادة وان كانت الوسيلة مادية على جسد صاحب‬
‫االرادة مــا دامت غايتهــا الضــغط على االرادة وتوجيههــا الى الســلوك الــذي يريــده من باشــر االكــراه ‪ .‬وكــون‬
‫الضــعط واقعـا ً على االرادة يــدل على امتنــاع الشــخص عن الســلوك المكــره عليــه قبــل االكــراه فهــو ال يختــار‬
‫مباشرته لو تركت له حرية االختيار ‪.‬‬
‫‪ .4‬يعدم االرادة او يشل حرية االختيار ‪ :‬فاالكراه بوصفه اجراء او ضغطا ً يمارس على االرادة لتوجيههــا الى‬
‫سلوك معين ‪ ،‬فان هذا التوجيه قد يكون بشـكل مباشــر بالضــغط المباشـر على االرادة وقــد يكــون هـذا التوجيـه‬
‫بشكل غير مباشر أي دون المساس باالرادة وانما بشل حرية االختيار بحيث ال يكون امام الشــخص اال اختيــار‬
‫ـره عليــه ‪ .‬فالضــغط المباشــر‬
‫السلوك الذي يريده من باشر االكراه أي توجيه نفسه الى العمل او التصــرف المكـ َ‬
‫يعدم االرادة وتنتفي معها حرية االختيار بينما الضــغط غــير المباشــر ال يمس وجــود االرادة وانمــا يضــيق من‬
‫نطاق حرية االختيار الى الحد الذي يشلها فاالرادة موجودة ولكنها غير حرة ‪ .‬واالكراه بهذا الوصف ال عالقــة‬
‫له باالدراك فاالكراه امره مختلف فهــو ال يــؤثر في التميــيز مطلقـا ً وانمــا ينحصــر اثــره في االرادة فيعـدمها او‬
‫دائرة االختيار فيعدمها تبعا ً النعدام االرادة او يضيق من مجال االختيار‪ .‬فاالكراه حالــة طارئــة تصــيب االرادة‬
‫دون العاهة العقلية التي تكون على االغلب حالة دائمة او مستمرة ‪ .‬وهذا العنصر من عناصر االكراه هو الذي‬
‫يجعل االكراه يفترق عن حاالت اخرى تشابهها كحالة الضرورة والحادث الفجائي والتحريض ‪.‬‬
‫‪ .5‬للقيام بعمل او االمتناع عنه ‪ :‬ويقصد به السلوك المكــره عليــه ‪ .‬والواقــع اننــا لــو اخــذنا االكــراه بــدون هــذا‬
‫العنصر أي بمعنى الضغط على االرادة فمن المالحظ ان جميع الجرائم ترتكب ضد ارادة المجني عليــه ‪ ،‬فهــذا‬
‫العنصر يمثل غاية الوسيلة فيكون من باشر االكراه غير قاصــد من اســتخدام العنــف مثالً تحقيــق اثــره كمــا في‬
‫جرائم الجـرح وانمـا يبغي تحقيـق غايـة معينـة يكـون العنــف وســيلته ‪ .‬وهـذه الغايـة تتمثـل في القيـام بعمـل او‬
‫االمتنــاع عنــه من قبــل من بوشــر عليــه ‪ .‬وقولنــا القيــام بعمــل او االمتنــاع عنــه يجعــل االكــراه شــامالً لجميــع‬
‫التصرفات سواء أكانت قولية ام فعلية او كانت ايجابية ام سلبية ‪.‬‬
‫_____________________________________________‬
‫‪ -1‬االمام مالك بن أنس ‪ ،‬المدونة الكبرى ‪ ،‬ج‪ ، 3‬بدون دار نشر وسنة طبع ‪ ،‬ص‪-1 209‬بطرس البســتاني ‪،‬‬
‫قطر المحيط ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‪. 1844‬‬
‫‪-2‬اسماعيل بن حماد الجوهري ‪ ،‬الصحاح ‪ ،‬ج‪ ، 6‬دار الكتاب العربي بمصر ‪ ،‬بدون سنة طبع‪ ،‬ص‪.2247‬‬
‫‪-3‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ ، 13‬دار بيروت ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1956 ،‬ص‪. 534‬‬
‫‪-4‬محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي ‪ ،‬مختار الصحاح ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1983 ،‬ص ‪.569‬‬
‫‪-5‬سورة آل عمران ‪ ،‬االية ‪. 83‬‬
‫‪-6‬سورة البقرة ‪ ،‬االية ‪. 216‬‬
‫‪-7‬االمام السيد محمد مرتضــى الزبيــدي ‪ ،‬تــاج العــروس ‪ ،‬ج‪ ، 9‬دار ليبيــا ‪ ،‬بنغــازي ‪ ،‬بــدون ســنة طبــع ‪ ،‬ص‬
‫‪. 408‬‬
‫‪-8‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 408‬‬
‫‪-9‬اسماعيل بن حماد الجوهري ‪ ،‬الصحاح ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 2247‬‬
‫‪-10‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 535‬‬
‫‪ -11‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبــادي ‪ ،‬القــاموس المحيــط ‪ ،‬ج‪ ، 4‬مطبعــة البــاني واوالده ‪ ،‬مصــر ‪،‬‬
‫‪ ، 1952‬ص‪. 293‬‬
‫‪ -12‬االمام السيد محمد مرتضى الزبيدي ‪ ،‬تاج العروس ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 408‬‬
‫‪ -13‬ثامر هاشم حبيب العميدي ‪ ،‬واقـع التقيـه عنـد المـذاهب والفــرق االسـالمية ‪ ،‬كتـاب منشــور على الشـبكة‬
‫الدولية للمعلومات على الموقع ‪.‬‬
‫‪www.14masom.com/maktaba/maktaba-akaed/book56/amidi-01.htm#link7‬‬
‫‪ -14‬شمس الدين السرخسي ‪ ،‬المبسوط ‪ ،‬ج‪ ، 23‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 3‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‪. 38‬‬
‫‪ -15‬ابن حزم ‪ ،‬المحلى ‪ ،‬ج‪ ، 8‬مطبعة االمام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص ‪. 381‬‬
‫‪ -16‬ابن قدامى ‪ ،‬المغنى ‪ ،‬ج‪ ، 8‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1972 ،‬ص‪. 280‬‬
‫‪ -17‬االمام مالك بن أنس ‪ ،‬المدونة الكبرى ‪ ،‬ج‪ ، 3‬بدون دار نشر وسنة طبع ‪ ،‬ص‪209‬‬
‫‪ -18‬محمد جواد مغنية ‪ ،‬فقه االمام جعفر الصادق ‪ ،‬ج‪ ، 3‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‬
‫‪. 70‬‬
‫‪ -19‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 256‬‬
‫‪ -20‬محمد بن علي الشوكاني ‪ ،‬فتح القدير الجامع بين فــني الروايــة والدرايــة في علم التفســير ‪ ،‬مجلــد ‪ ،1‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬القاهرة ‪،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬
‫‪ -21‬محمد ابو زهرة ‪ ،‬الجريمة والعقوبة في الفقــه االســالمي ‪ ،‬الجريمــة ‪ ،‬دار الفكــر العــربي ‪ ، 1976 ،‬ص‬
‫‪530‬‬
‫‪ -22‬د‪.‬مصطفى احمد الزرقاء ‪ ،‬المدخل الفقهي العام ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مطابع الف باء االديب ‪ ،‬دمشق ‪،1968-1967 ،‬‬
‫ص‪. 368‬‬
‫‪ -23‬الشــيخ احمــد ابــراهيم ابــراهيم ‪ ،‬االهليــة وعوارضــها والواليــة في الشــرع االســالمي ‪ ،‬مجلــة القــانون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬السنة االولى ‪ ،‬آيار ‪ ، 1931 ،‬ص‪. 526‬‬
‫‪ -24‬العالمة حسين على االعظمي ‪ ،‬الوجيز في اصول الفقه وتاريخ التشريع ‪ ،‬نقحــة وضــبطه وقدمــه واعــده‬
‫للنشر القاضي نبيل عبد الرحمن صياوي ‪ ،‬دار االرقم بن ابي االرقم ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2002 ،‬ص‪. 96‬‬
‫‪ -25‬المادة ‪ 112‬من القانون المدني العراقي ‪.‬‬
‫‪ -26‬المادة ‪ 948‬من مجلة االحكام العدلية وانظر منير القاضي ‪ ،‬شرح المجلة ‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبعة الريان ‪ ،‬بغــداد ‪،‬‬
‫‪ ، 1927‬ص‪ 341‬وانظــر ايض ـا ً في تعريــف االكــراه اســتنباطا ً من شــروطه المــادة ‪ 127‬من القــانون المــدني‬
‫المصري و ‪ 128‬من القانون المدني السوري و‪ 210‬من قانون الموجبات والعقــود اللبنــاني والمــادة ‪ 1112‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي ‪.‬‬
‫‪ -27‬المادة ‪ 112‬من القانون المدني العراقي ‪.‬‬
‫‪ -28‬المادة ‪ 948‬من مجلة االحكام العدلية وانظر منير القاضي ‪ ،‬شرح المجلة ‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبعة الريان ‪ ،‬بغــداد ‪،‬‬
‫‪ ، 1927‬ص‪ 341‬وانظــر ايض ـا ً في تعريــف االكــراه اســتنباطا ً من شــروطه المــادة ‪ 127‬من القــانون المــدني‬
‫المصري و ‪ 128‬من القانون المدني السوري و‪ 210‬من قانون الموجبات والعقــود اللبنــاني والمــادة ‪ 1112‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي ‪.‬‬
‫‪-29‬منير القاضي ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪. 341‬‬
‫‪-30‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬شرح القانون المدني ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬نظريــة العقــد ‪ ،‬دار‬
‫الفكر للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1934 ،‬ص‪. 419‬‬
‫‪ -31‬د‪.‬حسن على الذنون ومحمد سعيد الرحو ‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة لاللـتزام ‪ ،‬ج‪ ،1‬مصـادر االلــتزام ‪،‬‬
‫دار وائل للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 2002 ، 1‬ص‪. 97‬‬
‫‪-32‬انظر في ذلك د‪.‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مبادئ القسم العام في التشريع العقابي ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ط ‪، 4‬ـ ‪،1979‬‬
‫ص‪. 602‬‬
‫‪ -33‬د‪.‬مأمون محمد سالمة ‪ ،‬اجرام العنف ‪ ،‬مجلة القانون واالقتصاد ‪ ،‬ع‪ ، 2‬س‪ ، 1974 ، 44‬ص‪. 6‬‬
‫‪Philippe M. AlAurie and Laurent Aynes ،Cours de droit civil les oblications،-34‬‬
‫‪. editions cujas، Paris ، 1994 ، N 418 . P.234‬‬
‫‪ -35‬االمام السيد محمد مرتضى الزبيدي ‪ ،‬تاج العروس ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪358‬‬
‫‪ -36‬جميل صليبا ‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‪. 59‬‬
‫‪ -37‬انظر في اتجاهــات الفقــه في هــذا الخصــوص د‪.‬عبــد الــرؤوف مهــدي ‪ ،‬المســؤولية الجنائيــة في الجــرائم‬
‫االقتصادية في القانون المقارن ‪ ،‬مطبعة الباني ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1976 ،‬ص ص‪. 140-126‬‬
‫‪ -38‬ويتناول شراح القانون هذا الجانب في مؤلفاتهم بصورة مفصلة عند الكالم عن موانع المسؤولية الجزائية‬
‫فمنهم من يعبر عن هذا الجانب باالرادة ويجعل من االدراك وحريــة االختيــار عنصــراها ومنهم من يجعــل من‬
‫االرادة مرادفا ً لحرية االختيار ويعتبرها مع االدراك عناصر هذا الجانب ومنهم من يمــيز يبن االرادة من جهــة‬
‫وحرية االختيار واالدراك من جهة اخرى مع االعتراف بوجود االرتباط الوثيــق بينهمــا مكونــة هــذا الجــانب ‪.‬‬
‫وهذا االضطراب انما يتأتي من جهة من االختالف القائم فيما اذا كان الركن المعنوي والمســؤولية الجزائيــة او‬
‫ما يسميها البعض باالهلية الجنائية شيئين منفصلين او ان احدهما عنصر مفترض في االخر ومن جهــة اخــرى‬
‫في توزيع عناصر هذا الجانب بين ركني الجريمة او بين الركن المعنوي والمسؤولية الجزائية عند من يقولون‬
‫بالتفرقة بينهما‪ ،‬ولنا عودة الى ذلك في الباب الثاني المخصص الحكام االكراه ‪.‬‬
‫‪-39‬د‪.‬محمد كامل مرسي و السعيد مصطفى سعيد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 361‬‬
‫‪-40‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬مصدر سابق ص‪. 149‬‬
‫‪ -41‬د‪.‬عبــد المهيمن بكــر ســالم ‪ ،‬القصــد الجنــائي في القــانون المصــري والمقــارن ‪ ،‬مطبعــة البــابي الحلــبي ‪،‬‬
‫‪ ،1959‬ص‪.176‬‬
‫‪-42‬وقد عبر المفكرون المسلمون عن هذه المراحل بعبارات موجزة فقالوا ان االختيــار ((ارادة تقــدمتها رويــة‬
‫مع تمييز )) واما الفعل فهــو((مايصــدر عن االرادة حقيقــة )) بينمــا الفاعــل هــو (( من يصــدر عنــه الفعــل مــع‬
‫االرادة‬
‫‪ -43‬د‪.‬توفيق الشاوي ‪ ،‬محاضرات على المسؤولية الجنائية في التشريعات العربية ‪ ،‬معهد الدارسـات العربيـة‬
‫العالية ‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪ ، 1958 ،‬ص‪. 52‬‬
‫‪ -44‬د‪.‬محمود محمــود مصــطفى ‪ ،‬شــرح قــانون العقوبــات –القســم العــام ‪ ،‬مطبعــة جامعــة القــاهرة ‪ ،‬ط‪، 10‬‬
‫‪ ،1983‬ص‪. 416‬‬
‫‪-45‬السنة ‪ ، 1964 ، 34‬هامش‪ 1‬ص‪. 63‬‬
‫‪ -46‬د‪.‬محمود محمود مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 416‬‬
‫‪ -47‬د‪.‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القســم العــام ‪ ،‬دار النهضــة العربيــة ‪ ،‬القــاهرة ‪ ،‬ط‪، 5‬‬
‫‪ ، 1982‬ص‪ . 504‬وعلماء النفس يقــرون بهــذا التقســيم فهم يمــيزون بصــورة عامــة بين نــوعين من الحريــة ‪:‬‬
‫حرية التنفيذ وحرية التصــميم ‪ ،‬والمقصــود بحريــة التنفيــذ تلــك القــدرة على العمــل اواالمتنــاع عن العمــل دون‬
‫الخضوع الي ضغط خارجي أي القدرة على المبادأة مع انعدام كل قسر خارجي اما حرية التصميم فهي عبارة‬
‫عن ملكة االختيار وتعني القدرة على تحقيق الفعل دون الخضوع لتأثير قوى باطنة سواء كانت تلك القوى ذات‬
‫طــابع عقلي كــالبواعث والمــبررات ام ذات طــابع وجــداني كالــدوافع واالهــواء انظــر في تفصــيل ذلــك زكريــا‬
‫ابراهيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 19‬‬
‫‪ -48‬محمد شالل حبيب ‪ ،‬الخطورة االجرامية ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 1980 ، 1‬ص ‪. 137‬‬
‫‪ -49‬د‪ .‬اكرم نشأت ابراهيم ‪ ،‬القواعد العامــة في قــانون العقوبــات المقــارن ‪ ،‬مطبعــة الفتيــان ‪ ،‬بغــداد ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ، 1998‬ص‪. 239‬‬
‫‪-50‬د‪ .‬محمــد زكي ابــو عــامر ‪ ،‬قــانون العقوبــات – القســم العــام ‪ ،‬دار المطبوعــات الجامعيــة ‪ ،‬االســكندرية ‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪ . 201‬كامل السعيد ‪ ،‬الجنون واالضطراب العقلي واثره في المسؤولية الجزائية ‪ ،‬مطابع الدستور‬
‫‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪، 1‬ـ ‪ ، 1987‬ص‪ . 80‬د‪.‬عباس الحسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجديــد ‪ ،‬بــدون ســنة طبــع ‪ ،‬ص‬
‫‪. 88‬‬
‫‪ -51‬محمد كامل مرسي والسعيد مصطفى السعيد ‪ ،‬مصــدر ســابق ‪ ،‬ص‪ . 261‬د‪.‬محمــود محمــود مصــطفى ‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ . 438‬د‪.‬رمســيس بهنــام ‪ ،‬الجريمــة والمجــرم والجــزاء ‪ ،‬منشــأة المعــارف ‪ ،‬االســكندرية ‪،‬‬
‫‪ ، 1973‬ص‪ . 583‬د‪.‬حسين توفيق ‪ ،‬اهلية العقوبة في الشريعة االسالمية والقانون المقارن ‪ ،‬القــاهرة ‪1964 ،‬‬
‫وانظر كذلك‬
‫‪Roux، Cours Dedroit criminal francais، tom 1، Droit Penal، Ruesoufflot، Paris،‬‬
‫‪.1927، P. 143. No. 35‬‬
‫‪ -52‬د‪.‬رمسيس بهنام ‪ ،‬النظرية العامة للقانون الجنائي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 1013‬‬
‫‪ -53‬ويدور هذا الخالف حول امكانية وصف تلك االفعال قانونا ً بانها جريمة وهــذا الخالف موجــود حــتى بين‬
‫من يقرون بوجود االرادة لدى هؤالء االشــخاص بــاختالف رؤيتهم لمــوطن االرادة من نظريــة الجريمــة ذاتهــا‬
‫اونظرية المسؤولية عنها انظر بنفس الموضــوع مــا ســبق هــامش ‪ 4‬ص ‪ 31‬وكــذلك د‪.‬عــوض محمــد ‪ ،‬قــانون‬
‫العقوبات –القسم العام ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‪431‬‬
‫‪ -54‬د‪.‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬القانون الجنائي الدستوري ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2001 ، 1‬ص‪.199‬‬
‫‪ -55‬د‪ .‬عوض محمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 440‬‬
‫([‪Bettiol (Giuseppe) : Diritto Penale، parte generale، III ed. ،Palermo 1955،)]1‬‬
‫‪P283‬‬
‫نقالً عن د‪.‬عمر السعيد رمضان ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ . 10‬وانظر كذلك د‪.‬توفيق الشاوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪52‬‬
‫‪ -56‬وهناك من يقول ان عديم االهلية يمكنه ان يرتكب الجريمة عن عمد او اهمال د‪.‬عــوض محمــد ‪ ،‬مصــدر‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪ 436‬و د‪.‬محمود محمود مصطفى ‪ ،‬مصـدر سـابق ‪ ،‬ص‪. 420‬ـ واذا كـان هـذا الـرأي يســتقيم مـع‬
‫تصور المشرع العراقي والمصري واختياره عندما اطلـق على فعـل هـؤالء وصـف الجريمـة وانهـا قــد تكـون‬
‫جنحة او جناية ‪ .‬ومن المعلوم ان الجنايات كلهــا عمديــة ومن ثم ال يبقى لنــا الحــق في ان ننفي او نصــادر حــق‬
‫المشرع في اختياره ‪ ،‬اال اننا في الوقت ذاته ال نقر ان بامكان عديم االهلية ارتكاب جريمة عمدية ذلك ان العلم‬
‫هو جوهر القصد الجنــائي وحســب الــرأي الــراجح ان مفهومــه ينصــرف الى علم الجــاني بــان ســلوكه يصــيب‬
‫بالضرر او يعرض للخطر حقا ً من حقوق الغير او مصلحة مشروعة له وهذا العلم ال يتوافر لدى فاقــد االدراك‬
‫وان اتجهت ارادته الى تحقيق ذلك الفعل وبالتالي ال يقوم القصد الجنائي الى جانبه ‪.‬‬
‫‪ -57‬والمسألة ال تختلف من حيث النتيجة في حالة االكراه المعنوي دون االكراه المادي حيث ال يسمح بنشــوء‬
‫اية ارادة لدى من بوشر عليه ‪.‬‬
‫‪ -58‬د‪.‬رمسيس بهنام ‪ ،‬الجريمة والمجرم والجزاء ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 583‬‬
‫‪ -59‬د‪.‬مأمون محمد سالمة ‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القسم العام ‪ ،‬مصدر سـابق ‪ ،‬ص‪. 267‬ـ ويالحــظ ان المقصــود‬
‫بالقدرة هنا ليست القدرة المجردة الن عديم االدراك لديه هذه القدرة طالما اختار وانما المقصود بــه هنــا القــدرة‬
‫بعد الموازنة والوعي لألمر ان كان خيرا ً ام شرا ً او جيدا ً ام سيئا ً وغير ذلك ‪.‬‬
‫‪ -60‬محمد كامل مرسي والسعيد مصطفى السعيد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ . 361‬د‪.‬توفيق الشاوي ‪ ،‬مصدر سابق‬
‫‪ ،‬ص‪. 52‬‬
‫‪ -61‬وهناك العديد من النصوص القانونية ما يؤيد ذلك ويتضح ذلك بوجه خاص في المادتين ‪ 103‬و ‪ 105‬من‬
‫قانون العقوبات والمواد ‪ 47‬و ‪ 72‬و ‪ 73‬و ‪ 75‬من قانون رعاية االحداث ‪ .‬فقـد اشـار المشــرع في هـذه المـواد‬
‫الى ما يقع من المجنون او الصغير او الحدث وسمى فعل كل منهم جريمة وهو يسلم ان هذه الجريمة قد تكــون‬
‫مخالفة او جنحة او جناية وهو يغاير في المعاملــة تبعـا ً لنــوع الجريمة ‪ .‬وانطبــاق هــذه النصــوص يــوجب على‬
‫القاضي ان يتثبت من وجود الركن المعنوي كما يتثبت من وجود الركن المادي سواء بسواء ‪ .‬وهذا هو موقــف‬
‫معظم التشريعات العقابية العربيــة ‪ .‬انظــر في ذلــك المــادة ‪ 62‬من قــانون العقوبــات المصــري والمــادة ‪ 33‬من‬
‫قانون العقوبات اليمني والمادة ‪ 110‬من قانون الجزاء العماني والمادة ‪ 92‬من قانون العقوبات االردني والمادة‬
‫‪ 231‬من قانون العقوبات اللبناني ‪ ،‬وقد كـانت المـادة ‪ 64‬من قـانون العقوبـات الفرنسـي القـديم تشـير الى عـدم‬
‫وجود جناية او جنحة اذا كان الفاعل فاقد الوعي واالرادة وقد استدرك المشرع الفرنسي مــا يثــيره نص المــادة‬
‫اعاله من التباس فنص في المادة ‪ 122/1‬من القانون الجديد لسنة ‪ 1994‬على عــدم مســاءلة الفاعــل جزائيـا ً اذا‬
‫كان عند ارتكابه الجريمة مصابا ً باضطراب نفسي افقده التمييز والســيطرة علىافعاله ‪ .‬وفي عكس هــذا االتجــاه‬
‫تذهب التشريعات االنكلوسكسونية حيث ال تقوم الجريمة اال مع وجود العمليــة العقليـة المقترنـة بالفعــل المــادي‬
‫لذلك يصرح الشارع بانه ال جريمة في حالة عدم وجــود العمليــة العقليــة ‪ ،‬انظــر في ذلــك د‪.‬محمــد محي الــدين‬
‫عوض ‪ ،‬قانون العقوبات السوداني ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪ ، 1979 ،‬ص‪. 81‬‬
‫‪-62‬الواقع ان المقصود بكلمة ( االرادة ) في نص المادة ‪ 60‬من قانون العقوبات العــراقي ليســت االرادة ذاتهــا‬
‫بمفهومها الذي حددناه وهو توجيه االنسان نفسه الى عمل او االمتناع عن عمل بــل يعــني القــدرة على التوجيــه‬
‫أي القدرة على االختيار او حريـة االختيـار ولعـل هـذا التعبـير االخـير هـو االكـثر اسـتعماالً بين اوســاط الفقـه‬
‫الجنائي العراقي عند تناولهم لنص المادة اعاله في شــروحاتهم وهــو يــدل على ان المعــنى ينصــرف لــديهم الى‬
‫حرية االختيار باعتبارهما شيئا ً واحدا ً ‪.‬‬
‫‪ -63‬من هذا الرأي د‪.‬عوض محمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ . 433‬اما جانب الفقه الــذي ينكــر وجــود جريمــة في‬
‫فعل المجنون او الصغير فمنهم من يقول بجواز الدفاع الشــرعي ضــد اعتــداء هــؤالء على اســاس ان االعتــداء‬
‫على مصلحة المعتدي يتحقق بمجرد توافر الركن المادي للجريمــة وال يتوقــف على نفســية المعتــدي ومنهم من‬
‫يقول بالجواز على اساس حالة الضــرورة ‪ .‬انظــر في تفصــيل هــذه اآلراء د‪.‬احمــد فتحي ســرور ‪ ،‬الوســيط في‬
‫قانون العقوبات‪-‬القسم العام ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1981 ،‬ص‪ . 347‬ضــياء الــدين مهـدي حســين‪،‬‬
‫حق الدفاع الشرعي في القانونين العراقي وااللماني ‪ ،‬مجلة القانون المقارن ‪ ،‬العدد ‪ ، 1994 ، 23‬ص‪. 82‬‬
‫‪ -64‬انظر المادتين ‪ 393‬و ‪ 394‬من قانون العقوبات العراقي ‪.‬‬
‫‪-65‬د‪.‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬اصول السياسة الجنائية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 1972 ،‬ص‪. 105‬‬
‫‪ -66‬انظر في الشروط الواجب توافرها العتبار الرضا صحيحا ً من الناحية القانونية د‪.‬ضاري خليل محمود ‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫‪ -67‬د‪.‬محمود محمود مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ . 418‬ويوضح الدكتور حسين توفيق هذه المسألة فيما لو‬
‫اكره شخص مجنونا ً على قتل آخر فقتله فتقوم الجريمة وال يعتد بفقــده االدراك اذ تســند الجريمــة الى الشــخص‬
‫الذي باشر االكراه والذي اختار احداث الجريمة متوسالً بفاقد االدراك وعندئذ يؤدي عارض اختيـاره الى عـدم‬
‫االعتداد بعارض ادراكه فاالدراك قد ينعدم دون االختيار ‪ .‬حسين توفيق رضا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪228‬‬
‫‪ -68‬هذا اذا لم يكن الجاني قد استغل حالة العجز لـدى الصــغير او المجنــون باعتبارهـا ظرفـا ً مشـددا ً لجريمـة‬
‫السرقة ‪.‬‬
‫‪ -69‬وهذا المعنى هو الراجح والسائد بين الفقـه ومن المتفـق عليـه ان االكــراه المقصــود في بــاب الســرقة هــو‬
‫االكراه المادي دون االكراه المعنوي ‪.‬‬
‫‪ -70‬محمد زكي ابو عامر ‪ ،‬مصدر ســابق ‪ ،‬ص‪ 224‬وبنفس المعــنى د‪.‬عــوض محمــد ‪ ،‬مصــدر ســابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ 524‬وانظر كذلك‬
‫‪Garcon ،Code Penal، Tome Premier ، recueil sirey ، Paris ، ar 64.No.79.P213‬‬
‫‪ -71‬حسن الفكهاني ‪ ،‬موسوعة القضاء والفقـه للـدول العربيــة ‪ ،‬ج‪ ، 8‬الـدار العربيـة للموســوعات القانونيــة ‪،‬‬
‫القاهرة‪، 1977-1976 ،‬ص‪ 115‬وبنفس المعنى ‪ ،‬د‪.‬عباس الحسني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪ -72‬د‪.‬مصــطفى ابـراهيم الـزلمي ‪،‬موانـع المسـؤولية الجنائيـة في الشـريعة االسـالمية والتشـريعات الجزائيـة‬
‫العربية‪ ،‬مكتب القبطان ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 1998، 1‬ص‪. 186‬‬
‫‪ -73‬د‪.‬توفيق الشاوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 69‬‬
‫‪ -74‬د‪.‬محمد السعيد عبد الفتاح ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 60‬‬
‫([‪Pecoraro –Albani ، I1 concetto di violenza nel diritto penale، Milano،1962 )]1‬‬
‫نقالً عن د‪.‬مأمون محمد سالمة ‪ ،‬قانون العقوبات –القسم العام ‪ ،‬مصدرسابق ‪،‬ص‪337‬‬
‫‪ -75‬قرار محكمــة النقض المصــرية جلســة ‪، 26/6/1967‬حســن الفكهــاني وعبــد المنعم حســين ‪ ،‬الموســوعة‬
‫الذهبية للقواعد القانونية لمحكمــة النقض المصــرية ‪ ،‬االصــدار الجنــائي ‪ ،‬ج‪ ، 6‬الــدار العربيــة للموســوعات ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 1981 ،‬فقرة ‪ 1041‬ص‪. 460‬‬
‫‪ -76‬د‪.‬نائل عبد الرحمن ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم الخاص ‪ ،‬دارالفكر ‪ ،‬عمان ‪ ، 1989 ،‬ص‪. 109‬‬
‫‪ -77‬قرار محكمــة النقض المصــرية جلســة ‪، 26/6/1967‬حســن الفكهــاني وعبــد المنعم حســين ‪ ،‬الموســوعة‬
‫الذهبية للقواعد القانونية لمحكمــة النقض المصــرية ‪ ،‬االصــدار الجنــائي ‪ ،‬ج‪ ، 6‬الــدار العربيــة للموســوعات ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 1981 ،‬فقرة ‪ 1041‬ص‪. 460‬‬
‫‪-78‬د‪.‬نائل عبد الرحمن ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم الخاص ‪ ،‬دارالفكر ‪ ،‬عمان ‪ ، 1989 ،‬ص‪. 109‬‬
‫‪Cass Crim . du 30 juin 1981-Bull-crim.n223 . Note Michel GOEPP ، Nouveau-79‬‬
‫‪Code Penal،1999، ar122-2. P.22‬‬
‫ونود ان ننوه اننا لم نجد في قرارات القضاء العراقي ما يشير الى تعريف االكراه او امكانية استنباط التعريــف‬
‫منها بل اقتصرت في حيثياتها على تحديد التكييف القانوني للفعل عند تــوافر عنصــر االكــراه او تعــداد وســائله‬
‫ومنهــا ((يعتــبر التقبيــل بــاالكراه فعالً فاضــحا ً مخالً بالحيــاء ينطبــق على المــادة ‪ 400‬عقوبــات)) قــرار رقم‬
‫‪/994‬تمييزية‪ 79/‬في ‪ ، 4/6/1975‬مجموعة االحكام العدلية ‪ ،‬ع‪ ، 2‬س‪ ، 10‬ص‪ . 200‬وقرار آخر ((ان قيـام‬
‫السارق بضرب المسروق منه لتخليص نفســه يعتــبر ظرفـا ً مشــددا ً في جريمــة الســرقة وليس جريمــة منفصــلة‬
‫عنه)) قرار ‪/1084‬جنايــات ثانيـة‪ 76/‬في ‪ ، 18/6/1976‬مجموعــة االحكـام العدليــة‪ ،‬ع‪ ، 3‬س‪ ، 7‬ص‪. 382‬‬
‫هـذه القـرارات نقالً عن ابـراهيم المشـاهدي ‪ ،‬المبـادئ القانونيـة في قضــاء محكمـة التميـيز ‪ ،‬القسـم الجنـائي ‪،‬‬
‫مطبعة الجاحظ ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1990 ،‬ص‪ 122‬و ص‪. 176‬‬

You might also like