You are on page 1of 7

‫االحتجاج بالدفاتر التجارية في مواجهة الغير – بحث قانوني‬

‫االحتجاج بالدفاتر التجارية لمصلحة صاحبها في القوانين المقارنة ‪:‬‬


‫أجازت غالبية التشريعات قبول الدفاتر التجارية لإلثبات في الدعوى المقامة من التاجر على خصمه الت‪##‬اجر أو‬
‫على خصمه غير الت‪#‬اجر م‪##‬تى ك‪##‬انت متعلق‪#‬ة بأعمال‪##‬ه التجاري‪##‬ة‪ ،‬ل‪##‬ذا س‪##‬نبحث في االحتج‪##‬اج بال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة‬
‫لمصلحة صاحبها في مواجهة الغير في فقرتين كاآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬االحتجاج بالدفاتر التجارية لمصلحة صاحبها في مواجهة خصمه التاجر‪:‬‬
‫أجازت أغلب التشريعات أن تك‪##‬ون البيان‪##‬ات ال‪##‬واردة في ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة المس‪##‬توفية للقواع‪##‬د المق‪##‬ررة قانون‪#‬ا ً‬
‫(المنتظمة) دليالً إلثبات الدعاوى المقامة بين التجار متى كانت متعلقة بأعمالهم التجاري‪##‬ة(‪ ،)1‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا يعت‪##‬بر‬
‫خروجا ً على القاعدة العامة في اإلثبات التي تقضي بأنه (ال يجوز للشخص أن يصطنع الدليل لنفسه بنفسه)‪ ،‬لذا‬
‫فأن التشريعات التي أجازت هذا االحتجاج قد حددت الشروط الالزمة لذلك وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون الدفاتر التي يحتج التاجر بقيودها منتظمة‪:‬‬
‫اشترطت التشريعات الحتجاج التاجر بقي‪##‬ود دف‪##‬اتره التجاري‪##‬ة في مواجه‪##‬ة خص‪##‬مه الت‪##‬اجر أن تك‪##‬ون منتظم‪##‬ة‪،‬‬
‫والحكمة من ذلك هي أن انتظام الدفاتر التجاري‪##‬ة قرين‪##‬ة بس‪##‬يطة على أن القي‪##‬ود ال‪##‬واردة فيه‪##‬ا ص‪##‬حيحة وأن ي‪##‬د‬
‫التاجر لم تمتد إليها باالفتعال والتالعب ليصطنع الدليل لنفسه(‪ ،)2‬وتقدير ما إذا كانت دفاتر الت‪##‬اجر منتظم‪##‬ة أم‬
‫غير منتظمة هي مسألة وقائع تدخل في السلطة التقديرية لقاضي الموضوع وال رقابة عليه من محكمة التمييز(‬
‫‪ ،)3‬وغالبا ً ما يستعين قاضي الموضوع بخبير لتقدير مدى انتظام الدفاتر التجارية باعتب‪##‬اره من األم‪##‬ور الفني‪##‬ة‬
‫التي يعود تقديرها ألهل الخبرة(‪ .)4‬أما الدفاتر التجارية غير المنتظمة فقد اختلف الفقه في مدى االحتج‪##‬اج به‪##‬ا‬
‫لمصلحة صاحبها في مواجهة خصمه التاجر‪ ،‬بالرغم من أن قسم من التشريعات قضى بع‪##‬دم ج‪##‬واز االحتج‪##‬اج‬
‫به‪##‬ا أم‪##‬ام القض‪##‬اء(‪ ،)5‬ف‪##‬ذهب البعض ب‪##‬أن للقاض‪##‬ي أن يعت‪##‬بر ال‪##‬دفاتر غ‪##‬ير المنتظم‪##‬ة دليالً ك‪##‬امالً في اإلثب‪##‬ات‬
‫لمصلحة صاحبها‪ ،‬وذلك تطبيقا ً لمبدأ حرية اإلثبات في المواد التجارية والذي يمنح القاضي الحري‪##‬ة في تك‪##‬وين‬
‫قناعته وفي استنباط الدليل من الوقائع المعروضة عليه دون الخضوع لقواعد معينة( ‪ ،)6‬في حين ذهب البعض‬
‫األخر إلى أن للقاضي أن يعتبر الدفاتر غير المنتظمة دليالً غير كامل في اإلثب‪##‬ات لمص‪##‬لحة ص‪##‬احبها يمكن أن‬
‫تكمله عناصر اإلثبات األخ‪##‬رى في ال‪##‬دعوى(‪ ،)7‬وال‪##‬رأي األخ‪##‬ير ه‪##‬و األك‪##‬ثر قب‪##‬والً ألن المس‪##‬اواة بين ال‪##‬دفاتر‬
‫المنتظمة والدفاتر غير المنتظمة في القيمة القانونية في اإلثبات يؤدي إلى استفادة الت‪#‬اجر من إهمال‪#‬ه وتقص‪##‬يره‬
‫في تنظيم دفاتره التجارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون النزاع متعلقا ً بعمل تجاري‪:‬‬
‫اشترطت التشريعات التي أجازت االحتجاج بالدفاتر التجارية لص‪##‬احبها في مواجه‪##‬ة خص‪##‬مه الت‪##‬اجر أن يك‪##‬ون‬
‫النزاع متعلقا ً بعمل تجاري‪ ،‬والحكمة من ذلك هي أن الت‪##‬اجر يل‪#‬تزم بقي‪##‬د العملي‪##‬ات التجاري‪#‬ة ال‪##‬تي يباش‪##‬رها في‬
‫دفاتره التجارية وعن طري‪##‬ق المقارن‪##‬ة بين دف‪##‬اتر ط‪##‬رفي ال‪##‬نزاع يمكن الوص‪##‬ول إلى حس‪##‬مه(‪ ،)8‬وال يكفي أن‬
‫يكون النزاع تجاريا ً بالنسبة للطرف الذي يحتج بالدفاتر وإنما يجب أن يك‪##‬ون تجاري‪#‬ا ً بالنس‪##‬بة لط‪##‬رفي ال‪##‬نزاع‪،‬‬
‫فإذا ك‪##‬ان ال‪##‬نزاع متعلق‪#‬ا ً بعم‪##‬ل م‪##‬دني بالنس‪##‬بة للم‪##‬دعى علي‪##‬ه فال يمكن للم‪##‬دعي أن يحتج بال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة في‬
‫مواجهة خصمه‪ ،‬كما لو أشترى ت‪#‬اجر من آخ‪#‬ر س‪#‬لعا ً الس‪#‬تعماله الشخص‪#‬ي ال لغ‪#‬رض االتج‪##‬ار به‪#‬ا فال يج‪#‬وز‬
‫لألخيران يتمسك في مواجهة األول بدفاتره التجارية‪ ،‬ألن النفقات الشخصية والعائلي‪##‬ة تقي‪##‬د إجم‪##‬االً ودون ذك‪##‬ر‬
‫التفاصيل في الدفاتر التجارية مما يتعذر معه إجراء المقارنة بين دفاتر طرفي ال‪##‬نزاع(‪ ،)9‬فالس‪##‬ماح للت‪##‬اجر أن‬
‫يحتج بدفاتره التجارية في مواجهة خصمه التاجر إلثبات تصرف مدني يعني جواز اإلثبات بالقرائن في المواد‬
‫المدنية ومهما كانت قيمة التصرف‪ ،‬وهذا ما يعد خروجا ً على القواعد العامة في اإلثبات ألن العبرة في تط‪##‬بيق‬
‫قواعد اإلثبات المدني بطبيع‪#‬ة التص‪##‬رف ال بص‪#‬فة الخص‪#‬وم(‪ )10‬وب‪#‬الرغم من أن التش‪#‬ريعات أج‪#‬ازت للت‪#‬اجر‬
‫االحتجاج بدفاتره التجارية متى تعلق النزاع بعمل تجاري إال أنه ال يجوز للتاجر أن يستند إلى الدفاتر التجارية‬
‫إلثبات تصرفات يلزم إلثباتها الرسمية كعقد الشركة ألنه يجب إتباع الطريق الذي حدده التشريع إلثباتها(‪.)11‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون النزاع بين تاجرين‪:‬‬
‫اشترطت التشريعات الحتجاج التاجر بدفاتره التجارية في إثبات المعامالت التجارية أن يكون خص‪##‬مه ت‪##‬اجراً‪،‬‬
‫والحكمة من ذلك هي أن التجار يلتزمون بمسك الدفاتر التجارية لقيد معامالتهم التجارية فيه‪##‬ا مم‪##‬ا يتيس‪##‬ر مع‪##‬ه‬
‫مضاهاة دفاتر الطرفين للوص‪##‬ول إلى الحقيق‪##‬ة(‪،)12‬ف‪##‬إذا تط‪##‬ابقت ه‪##‬ذه ال‪##‬دفاتر فال ص‪##‬عوبة في األم‪##‬ر‪ ،‬أم‪##‬ا إذا‬
‫اختلفت دفاتر طرفي النزاع فللقاضي ال‪#‬ذي ينظ‪##‬ر ال‪#‬نزاع أن يهم‪#‬ل ه‪#‬ذه ال‪#‬دفاتر ويطلب تق‪#‬ديم أدل‪#‬ة أخ‪##‬رى في‬
‫الدعوى إال أنه في الغالب يرجح بين دفاتر الط‪##‬رفين‪ ،‬فل‪##‬ه أن يأخ‪##‬ذ بالبيان‪##‬ات ال‪##‬واردة في ال‪##‬دفاتر المنتظم‪##‬ة إذا‬
‫كانت دفاتر الطرف اآلخر غير منتظمة أو كان ال يمسك دفاتر بالرغم من أنه مل‪##‬زم ب‪##‬ذلك‪ ،‬أو أن ي‪##‬رجح دف‪##‬اتر‬
‫الطرف الذي يكون محل ثقة كبيرة كالشركات الكبرى(‪ ،)13‬وللقاضي أن ي‪##‬رجح البيان‪##‬ات ال‪##‬واردة في ال‪##‬دفاتر‬
‫غ‪##‬ير منتظم‪##‬ة على ال‪##‬دفاتر المنتظم‪##‬ة م‪##‬تى أطمئن إلى ص‪##‬حتها وذل‪##‬ك تطبيق‪#‬ا ً لمب‪##‬دأ حري‪##‬ة االثب‪##‬ات في الم‪##‬واد‬
‫التجارية(‪ .)14‬أن الت‪#‬اجر ال يمكن‪#‬ه االحتج‪#‬اج في مواجه‪#‬ة خص‪#‬مه غ‪#‬ير الت‪#‬اجر بالبيان‪#‬ات ال‪#‬واردة في دف‪#‬اتره‬
‫التجارية‪ ،‬فال يجوز لصاحب العمل (التاجر) أن يحتج بدفاتره التجارية في مواجهة العامل عند حصول ن‪##‬زاع(‬
‫‪،)15‬كما أن التاجر ال يستطيع االحتجاج ب‪#‬دفاتره التجاري‪#‬ة في مواجه‪#‬ة الت‪#‬اجر ال‪#‬ذي ال يلزم‪#‬ه الق‪#‬انون بمس‪#‬ك‬
‫الدفاتر التجارية أو التاجر الذي أتلف دفاتره التجارية بسبب انته‪##‬اء الم‪##‬دة الالزم‪##‬ة لالحتف‪##‬اظ به‪##‬ا إذ يص‪##‬بح من‬
‫المتعذر مقارن‪##‬ة دف‪##‬اتر ط‪##‬رفي ال‪##‬نزاع(‪ .)16‬أن الت‪##‬اجر يمكن أن يحتج ب‪##‬دفاتره التجاري‪##‬ة في مواجه‪##‬ة ش‪##‬ركات‬
‫القطاع العام‪ ،‬ألن هذه الشركات تكتسب صفة التاجر بالقدر الذي ال يتعارض مع طبيعة الخدمات التي تؤديه‪##‬ا(‬
‫‪ ،)17‬فشركات القطاع العام حرة في ادارة أعمالها التجارية على وفق المبادئ التي تفضلها على غيرها‪ ،‬حيث‬
‫تملك من الوسائل ما يمكنها من مواجهة وسائل الت‪##‬اجر االعتي‪##‬ادي المتمثل‪##‬ة بال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة ان لم تفقه‪##‬ا ق‪##‬وة‬
‫وتنظيما ً من جميع الوجوه(‪ .)18‬أن توافر الشروط الثالثة المتقدمة ال يجعل للدفاتر التجاري‪##‬ة حجي‪##‬ة مطلق‪##‬ة ب‪##‬ل‬
‫أن حجيتها تخضع للسلطة التقديرية للقاضي فله اعتبارها دليالً كامالً في اإلثبات أو إهدارها إذا وجدت أس‪##‬باب‬
‫جدية لذلك‪ ،‬ألن اعتماد البينة المستمدة من الدفاتر التجارية هو حق اختياري يعود للقاضي الذي ينظر ال‪##‬نزاع(‬
‫‪ ،)19‬كما يجوز لخصم التاجر أن ينقض البينة المستمدة من دفاتر التاجر بطرق اإلثبات كافة(‪.)20‬‬
‫ثانياً‪ :‬االحتجاج بالدفاتر التجارية لمصلحة صاحبها في مواجهة خصمه غير التاجر‪:‬‬
‫أجازت غالبية التش‪##‬ريعات أن تك‪##‬ون البيان‪##‬ات ال‪##‬واردة في ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة دليالً إلثب‪##‬ات ال‪##‬دعوى المقام‪##‬ة من‬
‫التاجر على خصمه غير التاجر إذا تعلقت بأشياء وردها الت‪##‬اجر إلى ش‪##‬خص غ‪##‬ير ت‪##‬اجر بش‪##‬رط توجي‪##‬ه اليمين‬
‫المتممة(‪ ،)21‬فالتاجر يستطيع أن يحتج بدفاتره التجارية في مواجهة خصمه غير التاجر بالرغم من أن األخير‬
‫ال يلتزم بمسك الدفاتر التجارية مما يتعذر معه مقارنة دفاتر طرفي النزاع‪ ،‬وقد وض‪##‬عت التش‪##‬ريعات الش‪##‬روط‬
‫الالزمة لذلك وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتعلق النزاع بأشياء وردها التاجر إلى خصمه غير التاجر‪:‬‬
‫اشترطت التشريعات لالحتجاج بالدفاتر التجارية لص‪#‬احبها في مواجه‪#‬ة غ‪#‬ير الت‪#‬اجر أن يتعل‪#‬ق ال‪#‬نزاع بأش‪#‬ياء‬
‫ورده‪##‬ا الت‪##‬اجر كاألغذي‪##‬ة والمالبس واألث‪##‬اث المنزلي‪##‬ة‪ ،‬والحكم‪##‬ة من ذل‪##‬ك هي مراع‪##‬اة مص‪##‬لحة التج‪##‬ار ال‪##‬ذين‬
‫أعتادوا على توريد السلع للعمالء مع استيفاء ثمنها على فترات دورية كأول الش‪##‬هر ودون اإلهتم‪##‬ام بالحص‪##‬ول‬
‫على دليل كتابي إلثبات هذه التوريدات بل يكتفي التجار بما يقيدون‪#‬ه في دف‪##‬اترهم التجاري‪#‬ة(‪ ،)22‬أم‪##‬ا إذا تعل‪##‬ق‬
‫النزاع بعقد آخر غير التوريد كالقرض أو الوكالة أو الكفالة‪ ،‬فال يستطيع أن يحتج التاجر ب‪##‬دفاتره التجاري‪##‬ة في‬
‫مواجهة خصمه غير التاجر(‪ ،)23‬ويتعين على األخير أن يتمسك بأنه غير ت‪##‬اجر أم‪##‬ام محكم‪##‬ة الموض‪##‬وع وال‬
‫يج‪##‬وز ذل‪##‬ك ألول م‪##‬رة أم‪##‬ام محكم‪##‬ة التمي‪##‬يز(‪ .)24‬ام‪##‬ا بالنس‪##‬بة لقيم‪##‬ة التوري‪##‬دات فق‪##‬د اختلفت التش‪##‬ريعات في‬
‫تحديدها‪ ،‬فقيد قسم منها حق التاجر باالحتجاج بدفاتره التجارية في مواجهة خصمه غير التاجر بأن تكون قيم‪##‬ة‬
‫األشياء التي وردها في حدود ما يجوز إثباته بالبينة الشخصية(‪ ،)25‬في حين أن القس‪##‬م اآلخ‪##‬ر من التش‪##‬ريعات‬
‫أجاز االحتجاج بغض النظر عن قيمة التوريدات(‪.)26‬‬
‫ب‪ -‬أن توجه المحكمة اليمين المتممة الستكمال الدليل الناقص المستمد من الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫اشترطت التشريعات الحتجاج التاجر بدفاتره في مواجهة خصمه غير التاجر أن توجه المحكمة اليمين المتممة‬
‫لتستكمل الدليل الناقص المستمد من قيودها وتوجه اليمين المتممة إلى التاجر صاحب الدفاتر ليقسم على ص‪##‬حة‬
‫ما جاء في دفاتره التجاري‪##‬ة من م‪##‬درجات‪ ،‬ويج‪##‬وز أن توج‪##‬ه اليمين المتمم‪##‬ة إلى الط‪##‬رف ال‪##‬ذي يحتج بال‪##‬دفاتر‬
‫التجارية في مواجهته(‪ .)27‬لقد ذهب البعض إلى إن البيانات الواردة في الدفاتر التجارية تعتبر دليالً ك‪##‬امالً في‬
‫اإلثبات أو دليالً ناقصا ً يمكن أن تكمله عناصر اإلثبات األخرى في الدعوى كالش‪##‬هادة والق‪##‬رائن(‪ ،)28‬في حين‬
‫أن الرأي الراجح في الفقه ذهب إلى أن البيانات الواردة في الدفاتر التجارية تعتبر أدلة ناقصة تستكمل بتوجي‪##‬ه‬
‫اليمين المتممة وال يجوز أن تس‪##‬تكمل بالش‪##‬هادة أو الق‪##‬رائن(‪ ،)29‬وال يش‪##‬ترط أن تك‪##‬ون ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة ال‪##‬تي‬
‫يحتج بها التاجر على خصمه غير التاجر منتظمة(‪ ،)30‬ولكن البعض ذهب إلى أن الدفاتر التجارية التي يحتج‬
‫بها التاجر يجب أن تكون منتظمة قياسا ً على االحتجاج بالدفاتر التجارية في مواجهة التاجر(‪.)31‬‬
‫______________‬
‫‪ -1‬كالمادة (‪ )12‬من قانون التجارة الفرنسي‪ ،‬والمادة (‪ )13‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬والم‪##‬ادة(‪ )14‬من‬
‫الق‪##‬انون التج‪##‬اري المغ‪##‬ربي‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪ )11‬من الق‪##‬انون التج‪##‬اري التونس‪##‬ي‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪ )20‬من ق‪##‬انون التج‪##‬ارة‬
‫اللبناني‪ ،‬والمادة (‪ #)15/2‬من قانون البينات السوري‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪ )16/2‬من ق‪##‬انون البين‪##‬ات األردني‪ ،‬والم‪##‬ادة (‬
‫‪ )105/2‬من قانون التجارة العراقي رقم (‪ )149‬لسنة ‪ 1970‬الملغي‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬أحمد زيادات – د‪ .‬إبراهيم العموش‪ ،‬الوجيز في التشريعات التجارية األردنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬عمان‪ ،1996 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬السيد محمد اليماني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة عابدين‪ ،‬القاهرة‪ ،1984 ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ -4‬قرار محكمة التمييز الس‪##‬ورية الم‪##‬رقم (‪ )299‬الص‪##‬ادر بت‪##‬اريخ ‪ ،1950‬أنس كيالني‪ ،‬المرج‪#‬ع الس‪#‬ابق‪،‬ص‬
‫‪.265‬‬
‫‪ -5‬كالمادة(‪ )13‬من قانون التجارة الفرنسي‪ ،‬و المادة(‪ )14‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬و الم‪##‬ادة(‪ )15‬من‬
‫القانون التجاري المغربي‪ ،‬و المادة(‪ )11‬من القانون التجاري التونسي‪.‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬علي حسن يونس‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1970 ،‬ص‪.248‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المؤسسة التجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منش‪##‬ورات‬
‫عويدات‪ ،‬بيروت‪ -‬باريس‪ ،1985 ،‬ص‪ ،66‬وكذلك د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الم‪##‬وجز في الق‪##‬انون التج‪##‬اري‪ ،‬مكتب‪##‬ة‬
‫القاهرة الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬ثروت علي عبد الرحيم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -9‬د‪ .‬السيد محمد اليماني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة عابدين‪ ،‬القاهرة‪.165 ،1984 ،‬‬
‫‪ -10‬حسين المؤمن‪ ،‬نظرية اإلثبات‪ ،‬الجزء الثالث‪،‬المح‪#‬ررات او األدل‪#‬ة الكتابي‪#‬ة‪ ،‬مكتب‪#‬ة النهض‪#‬ة‪ ،‬ب‪#‬يروت –‬
‫بغداد‪.1975،488 ،‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬أحمد محمد محرز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪ ،1987-1986 ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬محمد حسين إسماعيل‪ ،‬القانون التجاري األردني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار عمار للنشر والتوزي‪##‬ع‪ ،‬عم‪##‬ان‪،‬‬
‫‪ ،1985‬ص‪.152‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬طالب حسن موسى‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1974 ،‬ص‬
‫‪.152‬‬
‫‪ -14‬د‪ .‬علي البارودي – د‪ .‬محمد فريد العريني‪ ،‬القانون التج‪##‬اري‪ ،‬دار المطبوع‪##‬ات الجامعي‪##‬ة‪ ،‬اإلس‪##‬كندرية‪،‬‬
‫‪ ،1987‬ص‪.234‬‬
‫‪ -15‬ق‪##‬رار محكم‪##‬ة التمي‪##‬يز الس‪##‬ورية الم‪##‬رقم (‪ )311‬الص‪##‬ادر بت‪##‬أريخ ‪ ،26/12/1953‬أنس كيالني‪ ،‬ق‪##‬انون‬
‫البينات‪ ،‬مؤسسة العالقات االقتصادية والقانونية‪ ،‬دمشق‪1976 ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ -16‬د‪ .‬محمد حسني عباس‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للقانون التجاري‪ ،‬المكتب المص‪##‬ري الح‪##‬ديث للطباع‪##‬ة‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1969 ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ -17‬المادة (‪ )10‬من قانون التجارة رقم (‪ )30‬لسنة ‪.1984‬‬
‫‪ -18‬د‪ .‬طالب حسن موسى‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1974 ،‬ص‬
‫‪.151‬‬
‫‪ -19‬قرار محكمة التمييز اللبنانية المرقم (‪ )77‬الصادر بتأريخ ‪ ،1967 #/18/5‬سمير سامي الحلبي‪ ،‬موسوعة‬
‫البينات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطابع لبنان الحديثة‪ ،‬بيروت‪1979 ،‬ص‪.483‬‬
‫‪ -20‬قرار محكمة النقض المصرية المرقم (‪ )52‬الصادر بتأريخ ‪ ،1956 #/5/1‬عز الدين الدناصوري – حامد‬
‫عبد الحميد عكاز‪ ،‬التعليق على قانون اإلثبات‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1977 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -21‬كالمادة (‪ )1329‬من القانون المدني الفرنسي‪ ،‬والمادة(‪)330/1‬من القانون الم‪##‬دني الجزائ‪##‬ري‪ ،‬والم‪##‬ادة (‬
‫‪ )169‬من قانون أصول المحاكمات المدنية اللبناني‪ ،‬والمادة (‪ )14‬من ق‪#‬انون البين‪##‬ات الس‪##‬وري‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪)15‬‬
‫من ق‪##‬انون البين‪##‬ات األردني‪،‬والم‪##‬ادة ‪ 17‬من ق‪##‬انون اإلثب‪##‬ات المص‪##‬ري‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪ )458/1‬من الق‪##‬انون الم‪##‬دني‬
‫العراقي الملغاة‪.‬‬
‫‪ -22‬د‪ .‬ثروت علي عبد ال‪##‬رحيم‪ ،‬الوج‪##‬يز في الق‪##‬انون التج‪##‬اري‪ ،‬دار النهض‪##‬ة العربي‪##‬ة‪ ،‬الق‪##‬اهرة‪ ،1988 ،‬ص‬
‫‪.126‬‬
‫‪ -23‬د‪ .‬نوري طالباني‪ ،‬الق‪##‬انون التج‪##‬اري‪ ،‬الج‪##‬زء األول‪ ،‬الطبع‪##‬ة الثاني‪##‬ة‪ ،‬مطبع‪##‬ة أوفس‪##‬يت الح‪##‬ديثي‪ ،‬بغ‪##‬داد‪،‬‬
‫‪ ،1979‬ص‪.259‬‬
‫‪ -24‬قرار محكمة النقض المصرية المرقم (‪ )119‬الص‪##‬ادر بت‪##‬أريخ ‪ ،1970 #/15/1‬ع‪##‬ز ال‪##‬دين الدناص‪##‬وري‪-‬‬
‫حامد عبد الحميد عكاز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -25‬كالمادة (‪ )17‬من قانون اإلثبات المصري‪ ،‬والمادة (‪ )169‬من قانون أصول المحاكمات اللبناني‪ ،‬والمادة‬
‫(‪ )330/1‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬والمادة (‪ )458/1‬من القانون المدني العراقي الملغاة‪.‬‬
‫‪ -26‬كالم‪##‬ادة (‪ )1329‬من الق‪##‬انون الم‪##‬دني الفرنس‪##‬ي‪ ،‬والم‪##‬ادة (‪ )14‬من ق‪##‬انون البين‪##‬ات الس‪##‬وري‪ ،‬والم‪##‬ادة‬
‫(‪) 15‬من قانون البينات األردني‪.‬‬
‫‪ -27‬د‪ .‬أحمد نشأت ‪ ،‬رسالة اإلثبات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1972 ،‬ص‪.511‬‬
‫‪ -28‬د‪ .‬أدور عيد‪ ،‬األعمال التجارية والتجار والمؤسسة التجارية‪ ،‬مطبعة باخوس وشرتوني‪ ،‬بيروت‪1971 ،‬‬
‫ص‪.204‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬س‪##‬ميحة القلي‪##‬وبي‪ ،‬الم‪##‬وجز في الق‪##‬انون التج‪##‬داري‪ ،‬مكتب‪##‬ة الق‪##‬اهرة الحديث‪##‬ة‪ ،‬الق‪##‬اهرة‪ ،1978 ،‬ص‬
‫‪،155‬وك‪##‬ذلك د‪ .‬س‪##‬مير عالي‪##‬ة‪ ،‬الوج‪##‬يز في الق‪##‬انون التج‪##‬اري‪ ،‬الطبع‪##‬ة األولى‪ ،‬المؤسس‪##‬ة الجامعي‪##‬ة للدراس‪##‬ات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1987 ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ -30‬د‪ .‬أنور سلطان‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجاري‪##‬ة‪ ،‬ال‪##‬دار الجامعي‪##‬ة للطباع‪##‬ة والنش‪##‬ر‪ ،‬ب‪##‬يروت‬
‫‪، 1984‬ص‪.78‬‬
‫‪ -31‬د‪.‬أحمد زيادات – د‪ .‬إبراهيم العموش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫االحتجاج بالدفاتر التجارية لمصلحة صاحبها في القانون العراقي ‪:‬‬
‫تنص الفق‪##‬رة (‪ )1‬من الم‪##‬ادة (‪ )28‬من ق‪##‬انون اإلثب‪##‬ات الع‪##‬راقي رقم (‪ )107‬لس‪##‬نة ‪ 1979‬على أنه ((ال تك‪##‬ون‬
‫القيود الواردة في الدفاتر التي يوجب القانون مسكها سواء أك‪#‬انت منتظم‪#‬ة أم غ‪#‬ير منتظم‪#‬ة حج‪#‬ة لص‪#‬احبها))‪،‬‬
‫كم‪#‬ا تنص الفق‪#‬رة (‪ )1‬من الم‪#‬ادة (‪ )29‬من الق‪#‬انون ذات‪#‬ه على أنه (( ال تك‪#‬ون القي‪#‬ود ال‪#‬واردة في ال‪#‬دفاتر غ‪#‬ير‬
‫اإللزامية……‪..‬حجة لص‪##‬احبها))‪ .‬يت‪##‬بين من ه‪##‬ذه النص‪##‬وص أن ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة اإللزامي‪##‬ة المنتظم‪##‬ة وغ‪##‬ير‬
‫المنتظمة والدفاتر التجارية غير اإللزامية ال يمكن االحتجاج بها لمصلحة ص‪##‬احبها في مواجه‪##‬ة خص‪##‬مه بغض‬
‫النظر عن كون األخير تاجرا ً أو غير تاجر‪ ،‬ألن الدفاتر التجارية ما هي إال محررات نظمها التاجر وهي غ‪##‬ير‬
‫موقعة من قبل خصمه لذا ال يمكن للتاجر أن يحتج بها في مواجهة خص‪##‬مه(‪ ،)1‬ويتف‪##‬ق ه‪##‬ذا الحكم م‪##‬ع القاع‪##‬دة‬
‫العام‪##‬ة في اإلثب‪##‬ات ال‪##‬تي تقض‪##‬ي بأنه (ال يج‪##‬وز للش‪##‬خص أن يص‪##‬طنع ال‪##‬دليل لنفس‪##‬ه بنفسه) وم‪##‬ع أحك‪##‬ام الفق‪##‬ه‬
‫اإلسالمي(‪ ،)2‬ولكنه يختلف عن المبادئ التي كانت مقررة في المادة (‪ )105/2‬من قانون التجارة العراقي رقم‬
‫(‪ )149‬لسنة ‪ 1970‬الملغي والتي نصت على أن ((تكون البيانات الواردة بالدفاتر المنظمة وفقا ً ألحكام القانون‬
‫حج‪##‬ة لص‪##‬احب ه‪##‬ذه ال‪##‬دفاتر على خص‪##‬مه الت‪##‬اجر ……))(‪ ،)3‬وك‪##‬ذلك يختل‪##‬ف ه‪##‬ذا الحكم عن حكم الم‪##‬ادة (‬
‫‪ )458/1‬الملغاة من القانون المدني العراقي والتي كانت تجيز للتاجر استثناءا ً التمسك بدفاتره ضد غير الت‪##‬اجر‬
‫على أن توجه المحكمة اليمين المتممة له وذلك فيما يج‪#‬وز إثبات‪#‬ه بالش‪#‬هادة‪ .‬ولكن ه‪#‬ل يج‪#‬وز أن تك‪#‬ون ال‪#‬دفاتر‬
‫التجارية بداية دليل إثبات لمصلحة صاحبها استنادا ً إلى المادة (‪ )77/1‬من ق‪##‬انون اإلثب‪##‬ات الع‪##‬راقي ال‪##‬تي تنص‬
‫على أنه ((يجوز إثب‪#‬ات وج‪#‬ود التص‪#‬رف الق‪#‬انوني أوانقض‪#‬ائه بالش‪#‬هادة إذا ك‪#‬انت قيمت‪#‬ه ال تزي‪##‬د على(‪)5000‬‬
‫خمسة آالف دينار))؟ اختلف الفقه في ذلك‪ ،‬فذهب البعض إلى أنه ال يجوز أن تكون الدفاتر التجارية بداية دليل‬
‫إثبات لمصلحة صاحبها‪ ،‬ألن الفق‪##‬رة (‪ )1‬من الم‪##‬ادتين (‪ )29 #،28‬من ق‪##‬انون اإلثب‪##‬ات الع‪##‬راقي تمن‪##‬ع ص‪##‬راحة‬
‫إمكانية االحتجاج بالدفاتر التجارية لصالح صاحبها ضد خصمه‪ ،‬وهذا المنع ال يحتاج إلى تأوي‪##‬ل أو تخفي‪##‬ف أو‬
‫استثناء فهو منع بات‪ ،‬والقول بغير ذل‪#‬ك يتع‪##‬ارض م‪#‬ع القاع‪#‬دة العام‪#‬ة في اإلثب‪##‬ات ال‪#‬تي تقض‪##‬ي بأن‪#‬ه ال يج‪##‬وز‬
‫للشخص أن يصطنع الدليل لنفسه بنفسه(‪ ،)4‬في حين ذهب البعض اآلخر إلى أنه ال مانع من أن تك‪##‬ون ال‪##‬دفاتر‬
‫التجارية بداية دليل لصالح صاحبها يستكمل باليمين المتممة وبشرط تعلق ال‪##‬نزاع بنش‪##‬اطه التج‪##‬اري وذل‪##‬ك في‬
‫كل الحاالت التي يجوز فيها اإلثبات بالوسائل كافة(‪.)5‬‬
‫والرأي األخير هو األكثر قبوالً في ظل نصوص قانون اإلثبات العراقي‪ ،‬فالدفاتر التجاري‪##‬ة تص‪##‬لح بداي‪##‬ة دلي‪##‬ل‬
‫إثبات لمصلحة صاحبها يستكمل بتوجيه اليمين المتممة وذلك فيما يجوز إثباته بالشهادة‪ ،‬وأساس ذلك هو الفقرة‬
‫(‪ )1‬من المادة (‪ )102‬من قانون اإلثبات العراقي التي تنص على أن ((للقاضي أن يستنبط كل قرينة لم يقررها‬
‫القانون وذلك في نطاق ما يجوز إثباته بالشهادة))‪،‬وال نعتقد وج‪#‬ود أي تع‪#‬ارض م‪#‬ع الفق‪#‬رة (‪ )1‬من الم‪#‬ادتين (‬
‫‪ )29 #،28‬من قانون اإلثبات العراقي والتي تقضي بأنه ال يجوز أن تكون الدفاتر التجارية حجة لصاحبها ألننا‬
‫نعتقد بأن المشرع العراقي قصد بذلك أن الدفاتر التجاري‪#‬ة ال يمكن أن تك‪#‬ون دليالً ك‪#‬امالً في اإلثب‪#‬ات لمص‪#‬لحة‬
‫صاحبها‪ ،‬وليس هن‪##‬اك م‪##‬ا يمن‪##‬ع المحكم‪##‬ة ال‪##‬تي تنظ‪##‬ر ال‪##‬دعوى من اس‪##‬تنباط ق‪##‬رائن من قي‪##‬ود ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة‬
‫لمصلحة صاحبها تس‪##‬تكمل بتوجي‪##‬ه اليمين المتمم‪##‬ة‪ ،‬ل‪##‬ذا يمكن إعتب‪##‬ار ال‪##‬دفاتر التجاري‪##‬ة دليالً ول‪##‬و ك‪##‬ان ناقص‪#‬ا ً‬
‫لصاحبها في مواجهة خصمه وذلك فيما يجوز إثباته بالبينة الشخصية‪ .‬كما إن التاجر يستطيع أن يحتج ب‪##‬دفاتره‬
‫التجارية في مواجهة خصمه ولو تجاوزت قيم‪##‬ة ال‪##‬نزاع م‪##‬ا يج‪##‬وز إثبات‪##‬ه بالش‪##‬هادة إذا وج‪##‬د اتف‪##‬اق بينهم‪##‬ا على‬
‫اإلثبات بالدفاتر التجارية‪ ،‬وهذا االتفاق قد يكون صريحا ً كما لو أبرم تاجر الجملة مع عميله تاجر المفرد اتفاق‪#‬ا ً‬
‫مكتوبا ً ينص على االستناد إلى دفاتر تاجر الجملة في اإلثبات عند حصول ال‪#‬نزاع‪ ،‬وق‪##‬د يك‪#‬ون االتف‪##‬اق ض‪#‬منيا ً‬
‫فلو قدم التاجر دفاتره التجارية إلى المحكمة لإلثبات بها في مواجهة خصمه ولم يعترض األخير على ذلك أمام‬
‫محكمة الموضوع فإن سكوته يعتبر قبوالً ضمنيا ً باإلثبات بالدفاتر التجارية في مواجهته‪ ،‬وال يجوز له أن يدفع‬
‫ألول مرة أمام محكمة التمييز بع‪#‬دم ج‪##‬واز االحتج‪##‬اج بال‪##‬دفاتر التجاري‪#‬ة في مواجهت‪#‬ه(‪ ،)6‬ألن قواع‪#‬د اإلثب‪#‬ات‬
‫الواردة في قانون اإلثبات العراقي ال تعتبر حسب الرأي الراجح في الفقه(‪ )7‬من النظ‪##‬ام الع‪##‬ام ويج‪##‬وز االتف‪##‬اق‬
‫على اإلثبات بطريقة أخرى غير الطريقة التي حددها المشرع‪ ،‬وأساس ذلك هو الفقرة ( ‪ )2‬من المادة (‪ )77‬من‬
‫قانون اإلثبات العراقي‪ ،‬أما إجراءات اإلثبات فإنها تعد من النظام العام وال يجوز االتفاق على خالفها(‪.)8‬‬
‫__________________‬
‫‪ -1‬محمد علي الص‪##‬وري‪ ،‬التعلي‪#‬ق المق‪#‬ارن على م‪#‬واد ق‪#‬انون اإلثب‪#‬ات‪ ،‬الج‪#‬زء األول‪ ،‬مطبع‪#‬ة ش‪#‬فيق‪ ،‬بغ‪#‬داد‪،‬‬
‫‪ ،1983‬ص‪.301‬‬
‫‪ -2‬وفي ذلك يقول ابن عابدين في كتابة رد المحتار على ال‪##‬دار المخت‪##‬ار )) ان م‪##‬ا يوج‪##‬د في دف‪##‬اتر التج‪##‬ار في‬
‫زماننا إذا مات أحدهم وقد حرر بخط‪#‬ة في دف‪#‬تره ال‪#‬ذي يق‪#‬رب من اليقين أن‪#‬ه ال يكتب في‪#‬ه على س‪#‬بيل التجرب‪#‬ة‬
‫والهزل يعمل به والعرف ج‪##‬ار بينهم ب‪##‬ذلك‪ ،‬فل‪##‬و لم يعم‪##‬ل ب‪#‬ه ل‪##‬زم ض‪##‬ياع أم‪##‬وال الن‪##‬اس إذ غ‪##‬الب بياع‪##‬اتهم بال‬
‫شهود… أما فيما له على الناس فال ينبغي القول به‪ ،‬فلو ادعى بمال على آخر مستندا ً ل‪#‬دفتر نفس‪#‬ه ال يقب‪#‬ل لق‪#‬وة‬
‫التهمة‪ ،)).‬د‪ .‬محمد حسن الج‪##‬بر‪ ،‬الق‪##‬انون التج‪##‬اري الس‪##‬عودي‪ ،‬الطبع‪##‬ة الرابع‪##‬ة ‪ ،‬مكتب‪##‬ة المل‪##‬ك فه‪##‬د الوطني‪##‬ة‪،‬‬
‫الرياض‪ ،1996 ،‬ص‪.127-126‬‬
‫‪ -3‬تقابلها المادة (‪ )58‬من قانون التجارة العراقي رقم (‪ )60‬لسنة ‪ 1943‬الملغي‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬باس‪##‬م محم‪##‬د ص‪##‬الح‪ ،‬الق‪##‬انون التج‪##‬اري‪ ،‬القس‪##‬م األول‪ ،‬الطبع‪##‬ة الثاني‪##‬ة‪ ،‬مطبع‪##‬ة جامع‪##‬ة بغ‪##‬داد‪ ،‬بغ‪##‬داد‪،‬‬
‫‪.1992‬ص‪ ،164‬وكذلك د‪ .‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون اإلثب‪#‬ات الم‪#‬دني‪ ،‬دار الثقاف‪##‬ة للنش‪##‬ر والتوزي‪#‬ع‪،‬‬
‫عمان‪ ،1999 ،‬ص‪. 171‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬طالب حسن موسى‪ ،‬اإلثبات التجاري وقانون اإلثبات العراقي‪ ،‬مذكرات مسحوبة بالرونيو‪ ،‬طبع مكتب‪##‬ة‬
‫زي‪##‬دون‪ ،1979 ،‬ص‪ ،10‬نقالً عن د‪ .‬عب‪#‬اس زب‪##‬ون العب‪#‬ودي‪ ،‬الس‪#‬ندات العادي‪#‬ة ودوره‪#‬ا في اإلثب‪#‬ات الم‪#‬دني‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص‪. 179‬‬
‫‪ -6‬قرار محكمة النقض المصرية المرقم (‪ )124‬الصادر بتاريخ ‪ ،10/2/1952‬أنس كيالني‪ ،‬ق‪##‬انون البين‪##‬ات‪،‬‬
‫مؤسسة العالقات االقتصادية والقانونية‪ ،‬دمشق‪ ،1976 ،‬ص‪. 134-133‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬سعدون العامري‪ ،‬طاولة مستديرة حول ق‪##‬انون اإلثب‪##‬ات‪ ،‬مجل‪##‬ة العدال‪##‬ة‪ ،‬الع‪##‬دد الث‪##‬اني‪ ،‬الس‪##‬نة السادس‪##‬ة‪،‬‬
‫‪ ،1980‬ص‪. 363‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنش‪##‬ر‪ ،‬ب‪##‬يروت‪،1983 ،‬‬
‫ص‪. 35-34‬‬

You might also like