You are on page 1of 6

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلطار اإلجرائي للتحكيم‬

‫الفصل ‪ 327-10‬بخصوص بداية اجراءات التحكيم‬ ‫الفقرة االخيرة من المادة‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات التحكيم‬
‫حسب بعض الباحثين‪ 1‬فإنه ليس هناك رأي فقهي أو قضائي واحد حول الجهة التي تملك‬
‫الحق في وضع اإلجراءات التي ستسير عليها مسطرة التحكيم أهو المحكم أو المحكمين‪ ،‬أم‬
‫األطراف؟‬
‫في هذا السياق هناك من يعطي هذا الحق إلى المحكم او الحكام بالنظر لما يملكون من سلطة‬
‫قضائية لكونهم سيبتون في النزاع‪ ،‬في حين هناك من يری‪ " 2‬بأن األطراف هم الذي لهم الحق‬
‫في وضع هذه اإلجراءات‪ ،‬لكون إرادتهم هي التي أنشأت هذه السلطة "‬
‫إال أن ما تجدر اإلشارة إليه هو أن الفقرة األولى من الفصل ‪ 327-10‬من قانون ‪08-05‬‬
‫أعطت لهيئة التحكيم مهمة ضبط إجراءات مسطرة التحكيم التي تراها مناسبة مع مراعاة‬
‫أحكام هذا القانون دون أن تكون ملزمة بتطبيق القواعد القواعد المتبعة لدى المتبعة لدى‬
‫المحاكم‪ ،‬لكن إذا اتفق األطراف على تطبيق القواعد المتعبة لدى المحاكم فعليها أن تنساق إلى‬
‫هذه اإلرادة‪.‬‬
‫وللحديث عن إجراءات التحكيم في هذا الشأن ال بد من التطرق ألهم الجزئيات التي تعرفها‬
‫مسطرة التحكيم واألخص ما تعلق منها بالمقرر التحكيمي الذي تصدره‪ ،‬كل هذا سنحاول تبيانه‬
‫من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مقر التحكيم‬
‫يحدد مقر التحكيم من طرف األطراف‪ ،‬إما صراحة وإما ضمنا‪ ،‬وقد يتفق األطراف على أن‬
‫يكون مكان التحكيم داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬وإال عينت هيئة التحكيم مكانا مالئما له‪ ،‬وليس‬

‫‪ - 1‬ثوريا الجعفري‪ ،‬وضعية الهيئة التحكيمية في التشريع المغربي بين الفعالية والمحدودية‪ -‬دراسة تحليلية على ضوء قانون ‪ ،08-05‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2015-2014‬ص ‪.30-29‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرحيم زضاكي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫هناك ما يمنع أن تجتمع هذه الهيئة في أي مكان تراه مناسبا للقيام بإجراءات التحكيم کسماع‬
‫أطراف النزاع طبقا للفصل ‪ 327-10‬من قانون ‪.08-05‬‬
‫وعالقة بالمقرر التحكيمي‪ ،‬فإنه قد يثار التساؤل حول ما إذا كان مقر التحكيم هو نفس مکان‬
‫‪3‬‬
‫صدور مقرر التحكيم؟ ألن المشرع المغربي لم يبين هذا المقتضى‪ ،‬لكن ذهب أحد الباحثين‬
‫إلى أنه من غير المعقول أن تدار الجلسات في مكان ما ثم يصدر حكم التحكيم في مكان آخر‪،‬‬
‫وهو األمر الذي نراه من جانبنا أقرب للصواب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لغة التحكيم‬
‫باستقراء مضمون الفصل ‪ 327-13‬من قانون ‪ 08-05‬نستشف أن لغة التحكيم كأصل هي‬
‫اللغة العربية‪ ،‬غير أنه قد تحدد حسب إرادة أطرافه‪ ،‬إذ لهم الحرية في اختيار اللغة التي‬
‫يريدونها‪ ،‬كما قد تقرر الهيئة لغة أو لغات أخرى‪ ،‬وذلك وفق مقتضيات الفصل المذكور الذي‬
‫جاء فيه ما يلي ‪ " :‬يجري التحكيم باللغة العربية ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك أو تحدد‬
‫هيئة التحكيم لغة أو لغات أخرى ويسري حكم االتفاق أو القرار على البيانات والمذكرات‬
‫المكتوبة والوثائق والمرافعات الشفهية وكذا على كل قرار تتخذه الهيئة أو حكم تصدره‪ ،‬ما لم‬
‫ينص اتفاق الطرفين أو قرار هيئة التحكيم على غير ذلك‪.‬‬
‫ولهيئة التحكيم أن تقرر أن يرفق بكل أو بعض الوثائق المكتوبة التي تقدم في الدعوی ترجمتها‬
‫إلى اللغة أو اللغات المستعملة في التحكيم‪ ،‬وفي حالة تعدد هذه اللغات يجوز قصر الترجمة‬
‫على بعضها"‪.‬‬
‫وتعد لغة التحكيم إجراء مهم في صياغة الحكم التحكيمي كونه يتضح من الفصل أعاله أن‬
‫االتفاق أو القرار المحددة للغة إجراء التحكيم يسري كذلك على كل مقرر التحكيمي تصدره‬
‫هيئة التحكيم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أجل التحكيم‬
‫عالج المشرع المغربي مدة التحكيم في المادة ‪ 327-20‬من قانون ‪ 08-05‬حيث حدد‬
‫إلصدار الحكم التحكيمي أجل الستة أشهر من التاريخ الذي قبل فيه آخر محكم مهمته وذلك ما‬
‫‪ - 3‬عبد الرحيم زضاكي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫لم يحدد االطراف في اتفاق التحكيم أجال آخر لذلك‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنه سواء تعلق األمر‬
‫باألجل االتفاقي أو القانوني فإنه من الممكن تمديده لنفس المدة‪ ،‬إما اتفاقا وإما بأمر من رئيس‬
‫المحكمة بناء على طلب من أحد األطراف أو من هيئة التحكيم‪ ،‬ويترتب عن تطبيق القاعدة‬
‫األخيرة أنه إذا انتهى أجل التحكيم ولم يصدر حكم التحكيم‪ ،‬كان لرئيس المحكمة أن يستجيب‬
‫لطلب أحد طرفي النزاع ويأمر بإنهاء إجراءات التحكيم‪. 4‬‬
‫وعليه يستفاد من قراءة الفقرة الثانية من الفصل ‪ 327-20‬أن لكل طرف في العقد الحق في‬
‫المطالبة بتمديد أجل التحكيم‪ ،‬بحيث يتعين على الطرف الذي يقوم بهذه المبادرة أن يتقدم بطلب‬
‫بشأن ذلك إلى السيد رئيس المحكمة قبل مرور أجل التحكيم‪ ،‬غير أنه يثار التساؤل حول مدى‬
‫إمكانية المحكم أو المحكمين تمديد أجل التحكيم دون مطالبة القضاء؟‬
‫في هذا السياق فسواء أكان التمديد بمبادرة من المحكم الواحد أو من جميع المحكمين فإنه يبقى‬
‫غير ذي قيمة من الناحية القانونية‪ ،‬ألن المشرع المغربي أمسك عن إعطاء الهيئة التحكيمية‬
‫الحق في هذا التمديد دون تدخل من القضاء‪ ،‬هذا‪ ،‬ومن خالل الفصل ‪ 327-20‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫يتضح بأن مدة تمديد أجل التحكيم تكون بنفس مدة األجل االتفاقي أو القانوني‪.5‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شكليات إصدار الحكم التحكيمي‬
‫انطالقا من الفصل ‪ 6327-23‬يتبين أن المشرع المغربي استوجب اإلشارة إلى مجموعة من‬
‫البيانات الواجب تضمينها في الحكم التحكيمي‪ ،‬فمن جهة أولى يتعين أن يكون الحكم الصادر‬
‫عن الهيئة التحكيمية مكتوبا‪ ،‬وهو نفس المقتضى الذي نص عليه قانون المسطرة المدنية قبل‬
‫التعديل الذي طرأ عليه بمقتضى القانون ‪ 08-05‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪ ،‬وهذه‬
‫مسألة محمودة ألن من شان الكتابة أن تضع حال لمجموعة من التساؤالت والصعوبات التي قد‬

‫‪ - 4‬محمد بقالي‪ ،‬المفيد في التحكيم وفق القانون المغربي‪ ،‬المركز الدولي للوساطة والتحكيم بطنجة‪ ،‬مطبعة سباطيل طنجة ‪ ،2010‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ - 5‬عبد الرحيم زضاكي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.55-54‬‬
‫‪ - 6‬ينص الفصل ‪ 327-23‬من قانون ‪ 08-05‬على أنه‪ " :‬يصدر الحكم التحكيمي كتابة ويجب أن يشار فيه إلى اتفاق التحكيم وأن يتضمن عرضا‬
‫موجزا للوقائع وادعاءات األطراف ودفوعاتهم على التوالي والمستندات وبيان النقط التي تم الفصل فيها بمقتضى الحكم التحكيمي وكذا منطوقا لما‬
‫قضى به‪.‬‬
‫يجب أن يكون الحكم التحكيمي معلال ما لم يتم اتفاق األطراف على خالف ذلك في اتفاق التحكيم‪ ،‬أو كان القانون الواجب التطبيق على مسطرة التحكيم‬
‫ال يشترط تعليل الحكم‬
‫أما الحكم المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص الخاضعين للقانون العام طرفا فيه فيجب أن يكون دائما معلال "‬
‫يدعيها أو يتخيلها األطراف‪ ،‬فلو أن الحكم صدر دون هذه الشكلية التسبب في تعطيل الدور‬
‫األساسي الذي يمكن أن يلعبه التحكيم كوسيلة لفض المنازعات بين األفراد‪.7‬‬
‫كما أنه من أولى المبادئ التي اهتم بها القانون ‪ 08-05‬فيما يخص صياغة الحكم التحكيمي‪،‬‬
‫هي صدور هذا األخير بعد مداولة الهيئة التحكيمية والتي يجب أن تكون سرية وبأغلب‬
‫األصوات‪ ،‬إذ يجب على جميع المحكمين التصويت لفائدة مشروع الحكم التحكيمي أو ضده‪.8‬‬
‫ومن جهة ثانية فقد أشار الفصل ‪ 327-23‬من قانون ‪ 08-05‬إلى مجموعة من البيانات‬
‫الشكلية التي ينبغي إيرادها في الحكم‪ ،‬ويتعلق األمر باتفاق التحكيم وعرض موجز للوقائع‬
‫واالدعاءات الصادرة عن األطراف ودفوعاتهم وكذا المستندات‪ ،‬وبيان النقط التي تم الفصل‬
‫فيها بمقتضى الحكم التحكيمي إلى جانب منطوقه‪.‬‬
‫وحسب ما يظهر من هذه األحكام‪ ،‬فإن المشرع توسع في البيانات الواجب ذكرها حيث عمد‬
‫إلى عدم إغفال أي نقطة قد تكون مفيدة في النزاع وفي الحكم الصادر فيه‪ ،‬ويمكن القول أن‬
‫المشرع المغربي كاد أن يوازي بين الحكم الصادر عن المحاكم الرسمية وبين الحكم‬
‫التحكيمي‪ ،‬ويمكن التأكد من ذلك بوضع مقارنة بسيطة بين الفصول ‪ 50‬و ‪ 345‬و ‪ 375‬من‬
‫جهة‪ ،‬والفصل ‪ 327-23‬من جهة أخرى‪ ،‬وقد قصد المشرع ذلك‪ ،‬إذ يهدف بذلك احاطة الحكم‬
‫التحكيمي بالمزيد من الضمانات والرعاية الخاصة‪.9‬‬
‫أما فيما يخص تعليل الحكم التحكيمي‪ ،‬فان الفقرة الثانية من نفس الفصل (‪ )327-23‬قد‬
‫أشارت إلى وجوب تعليل الحكم التحكيمي إال إذا اتفق األطراف على خالف ذلك في اتفاق‬
‫التحكيم‪ ،‬كان القانون الواجب التطبيق على إجراءات لتحكيم ال يستوجب تحليل الكم‪ ،‬ويستثنى‬
‫من ذلك الحكم المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص الخاضعين للقانون العام طرفا فيه‪ ،‬إذ يجب‬
‫أن يكون دائما معلال‪.10‬‬

‫‪ - 7‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.314-313‬‬


‫‪ - 8‬الفصل ‪ 327-22‬من قانون ‪08-05‬‬
‫‪ - 9‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م‪.‬ن‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪ - 10‬أسماء عبيد‪ ،‬التحكيم في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية –سال‪ ،-‬السنة الجامعية ‪ ،2009-2008‬ص ‪.52‬‬
‫ومن جهة ثالثة‪ ،‬أورد الفصل ‪ 327-24‬البيانات األخرى التي يتعين أن يتضمنها الحكم‬
‫التحكيمي منها ما تعلق بالمحكمين الذين أصدروه ( كأسمائهم وجنسياتهم وصفاتهم وعناوينهم )‬
‫وكذا تاريخ ومكان صدوره‪ ،‬حيث أن لهذين األخيرين أهمية خاصة‪ ،‬تكمن بالنسبة لألول في‬
‫معرفة المدة التي أصدرت فيها الهيئة حكم التحكيم وهل احترمت المدة المقررة لها من أجل‬
‫ذلك‪ ،‬وبالنسبة للثاني في تحديد االختصاص المكاني للمحكمة التي ستمنح الصيغة التنفيذية‬
‫للحكم وكذا النظر في الطعن بالبطالن متى كان له محل‪ .11‬وأيضا أسماء األطراف والبيانات‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬بيد أن أهم نقطة تميز الحكم التحكيمي عن الحكم الرسمي الصادر عن المحاكم‬
‫هي اإلشارة إلى تحديد أتعاب المحكمين ونفقات التحكيم وكيفية توزيعها بين األطراف‪.12‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الحكم التحكيمي شأنه شأن الحكم القضائي‪ ،‬يستلزم أن يتم توقيعه عند‬
‫صدوره‪ ،‬وذلك مع إختالف الجهة التي تقوم بذلك‪ ،‬حيث أن الحكم التحكيمي يتم توقيعه مبدئيا‬
‫من طرف كل محكم من المحكمين حسب ما جاء في منطوق الفصل ‪.13327-25‬‬
‫وبعد صدور الحكم التحكيمي كامل البيانات وصحيحا‪ ،‬فإن أول ما تقوم به الهيئة حسب‬
‫الفصل ‪ 327-27‬هو القيام بتسليم كل من الطرفين نسخة من حكم التحكيم خالل أجل سبعة‬
‫أيام من تاريخ صدوره‪ ،‬والذي ال يجوز نشر حكم التحكيم أو نشر أجزاء منه اال بموافقة طرف‬
‫التحكيم‪ ،‬ومن لون شك‪ ،‬جاءت صياغة هذا الفصل على هذا النحو التكرم أحد المبادئ‬
‫األساسية التي يرتكز عليها التحكيم‪ ،‬وهي عدم نشر حكم التحكيم لما قد يكون له من تأثير على‬
‫سمعة الطرف الذي لم يصدر حكم التحكيم لفائدته‪.‬‬

‫‪ - 11‬جليل الباز‪ ،‬شروط صحة الحكم التحكيمي وحجيته في القانون المغربي‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال‪ ،‬عدد خاص بالتحكيم‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ - 12‬وفي هذا الصدد نجد أنه صدر قرار لمحكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ 01/02/2017‬بما يلي ‪ " :‬أداء أتعاب المحكمين التزام تضامني بين‬
‫أطراف اتفاق التحكيم "‬
‫قرار منشور في موقع ‪:‬‬
‫‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬
‫تاريخ الولوج ‪30/03/2022 :‬‬

‫‪ - 13‬ينص الفصل ‪ 327-25‬على أنه‪ " :‬بوقع الحكم التحكيمي كل محكم من المحكمين‪.‬‬
‫وفي حالة تعدد المحكمين ورفضت األقلية التوقيع‪ ،‬يشير المحكمون األخرون إلى ذلك في الحكم التحكيمي مع تثبيت اسباب عدم التوقيع‪ ،‬ويكون للحكم‬
‫نفس األثر كما لو كان موقعا من لدن محكم من المحكمين"‬
‫تنص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 327-31‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه " يودع أصل الحكم التحكيمي‬
‫مصحوبا بنسخة من اتفاق التحكيم مع ترجمتها إلى اللغة العربية لدى كتابة الضبط من لدن أحد‬
‫المحكمين أو الطرق األكثر استعجاال داخل سبعة أيام كاملة التالية لتاريخ صدوره ‪".‬‬
‫يتضح من خالل هذين الفصلين أن هذا اإليداع قد يتم من طرف المحكم‪ ،‬أو من الطرف‬
‫األكثر استعجاال بالنسبة لبعض التشريعات كالتشريع المصري‪ ،‬فالشخص الذي يقوم بهذا‬
‫اإليداع هو الشخص الذي صدر الحكم لفائدته‪ ،‬وفي نفس السياق يقوم كاتب المحكمة في‬
‫التشريع المصري بتحرير محضر باإليداع‪ ،‬وتظهر أهمية هذا اإلبداع من حيث أنه يبين لذوي‬
‫الشأن ماهية األوراق أو المستندات التي تم إيداعها و الشخص الذي قام باإليداع وتاريخه و هو‬
‫ما ال نجده في التشريع المغربي‪.‬‬
‫هذا وبحسب الفصل ‪ 327-27‬تسلم هيئة التحكيم الى كل من الطرفين نسخة من حكم التحكيم‬
‫خالل أجل سبعة أيام من تاريخ صدوره‪ ،‬وال يجوز نشر حكم التحكيم أو نشر أجزاء منه اال‬
‫بموافقة طرف التحكيم‪ ،‬ومن لون شك‪ ،‬جاءت صياغة هذا الفصل على هذا النحو التكرم أحد‬
‫المبادئ األساسية التي يرتكز عليها التحكيم‪ ،‬وهي عدم نشر حكم التحكيم لما قد يكون له من‬
‫تأثير على سمعة الطرف الذي لم يصدر حكم التحكيم لفائدته‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 327-28‬على أنه ينهي الحكم مهمة الهيئة التحكيمي النزاع الذي ثم الفصل فيه‪.‬‬
‫غير أن للهيئة التحكيمية ‪:‬‬
‫أحد األطراف وکون فتح‬
‫وفي الفقرة األخيرة من هذا الفصل " تصدر الهيئة التحكيمية حكما خالل الثالثين يوما الموالية‬
‫لتقديم المقال إليها إذا تعلق األمر بتصحيح أو تأويل حكم وخالل تسعين يوما إذا تعلق األمر‬
‫بحكم تكميلی يتبين من قراءة هذا الفصل بانه يجوز لكل من طرفي التحكيم‪ ،‬أن يطلب من‬
‫هيئة التحكيم خالل الثالثين يوما التي ما وقع في منطوقه‪ ،‬علی أن صدور الحكم بشأن هذا‬
‫التفسير سسيكون بين يوما التي‬

You might also like