Professional Documents
Culture Documents
- 1ثوريا الجعفري ،وضعية الهيئة التحكيمية في التشريع المغربي بين الفعالية والمحدودية -دراسة تحليلية على ضوء قانون ،08-05رسالة لنيل
دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية الحقوق بطنجة ،السنة الجامعية ، 2015-2014ص .30-29
- 2عبد الرحيم زضاكي ،م.س ،ص .51
هناك ما يمنع أن تجتمع هذه الهيئة في أي مكان تراه مناسبا للقيام بإجراءات التحكيم کسماع
أطراف النزاع طبقا للفصل 327-10من قانون .08-05
وعالقة بالمقرر التحكيمي ،فإنه قد يثار التساؤل حول ما إذا كان مقر التحكيم هو نفس مکان
3
صدور مقرر التحكيم؟ ألن المشرع المغربي لم يبين هذا المقتضى ،لكن ذهب أحد الباحثين
إلى أنه من غير المعقول أن تدار الجلسات في مكان ما ثم يصدر حكم التحكيم في مكان آخر،
وهو األمر الذي نراه من جانبنا أقرب للصواب.
ثانيا :لغة التحكيم
باستقراء مضمون الفصل 327-13من قانون 08-05نستشف أن لغة التحكيم كأصل هي
اللغة العربية ،غير أنه قد تحدد حسب إرادة أطرافه ،إذ لهم الحرية في اختيار اللغة التي
يريدونها ،كما قد تقرر الهيئة لغة أو لغات أخرى ،وذلك وفق مقتضيات الفصل المذكور الذي
جاء فيه ما يلي " :يجري التحكيم باللغة العربية ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك أو تحدد
هيئة التحكيم لغة أو لغات أخرى ويسري حكم االتفاق أو القرار على البيانات والمذكرات
المكتوبة والوثائق والمرافعات الشفهية وكذا على كل قرار تتخذه الهيئة أو حكم تصدره ،ما لم
ينص اتفاق الطرفين أو قرار هيئة التحكيم على غير ذلك.
ولهيئة التحكيم أن تقرر أن يرفق بكل أو بعض الوثائق المكتوبة التي تقدم في الدعوی ترجمتها
إلى اللغة أو اللغات المستعملة في التحكيم ،وفي حالة تعدد هذه اللغات يجوز قصر الترجمة
على بعضها".
وتعد لغة التحكيم إجراء مهم في صياغة الحكم التحكيمي كونه يتضح من الفصل أعاله أن
االتفاق أو القرار المحددة للغة إجراء التحكيم يسري كذلك على كل مقرر التحكيمي تصدره
هيئة التحكيم.
ثالثا :أجل التحكيم
عالج المشرع المغربي مدة التحكيم في المادة 327-20من قانون 08-05حيث حدد
إلصدار الحكم التحكيمي أجل الستة أشهر من التاريخ الذي قبل فيه آخر محكم مهمته وذلك ما
- 3عبد الرحيم زضاكي ،م.س ،ص .52
لم يحدد االطراف في اتفاق التحكيم أجال آخر لذلك ،مع اإلشارة إلى أنه سواء تعلق األمر
باألجل االتفاقي أو القانوني فإنه من الممكن تمديده لنفس المدة ،إما اتفاقا وإما بأمر من رئيس
المحكمة بناء على طلب من أحد األطراف أو من هيئة التحكيم ،ويترتب عن تطبيق القاعدة
األخيرة أنه إذا انتهى أجل التحكيم ولم يصدر حكم التحكيم ،كان لرئيس المحكمة أن يستجيب
لطلب أحد طرفي النزاع ويأمر بإنهاء إجراءات التحكيم. 4
وعليه يستفاد من قراءة الفقرة الثانية من الفصل 327-20أن لكل طرف في العقد الحق في
المطالبة بتمديد أجل التحكيم ،بحيث يتعين على الطرف الذي يقوم بهذه المبادرة أن يتقدم بطلب
بشأن ذلك إلى السيد رئيس المحكمة قبل مرور أجل التحكيم ،غير أنه يثار التساؤل حول مدى
إمكانية المحكم أو المحكمين تمديد أجل التحكيم دون مطالبة القضاء؟
في هذا السياق فسواء أكان التمديد بمبادرة من المحكم الواحد أو من جميع المحكمين فإنه يبقى
غير ذي قيمة من الناحية القانونية ،ألن المشرع المغربي أمسك عن إعطاء الهيئة التحكيمية
الحق في هذا التمديد دون تدخل من القضاء ،هذا ،ومن خالل الفصل 327-20من ق.م.م
يتضح بأن مدة تمديد أجل التحكيم تكون بنفس مدة األجل االتفاقي أو القانوني.5
الفقرة الثانية :شكليات إصدار الحكم التحكيمي
انطالقا من الفصل 6327-23يتبين أن المشرع المغربي استوجب اإلشارة إلى مجموعة من
البيانات الواجب تضمينها في الحكم التحكيمي ،فمن جهة أولى يتعين أن يكون الحكم الصادر
عن الهيئة التحكيمية مكتوبا ،وهو نفس المقتضى الذي نص عليه قانون المسطرة المدنية قبل
التعديل الذي طرأ عليه بمقتضى القانون 08-05المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية ،وهذه
مسألة محمودة ألن من شان الكتابة أن تضع حال لمجموعة من التساؤالت والصعوبات التي قد
- 4محمد بقالي ،المفيد في التحكيم وفق القانون المغربي ،المركز الدولي للوساطة والتحكيم بطنجة ،مطبعة سباطيل طنجة ،2010ص . 36
- 5عبد الرحيم زضاكي ،م.س ،ص.55-54
- 6ينص الفصل 327-23من قانون 08-05على أنه " :يصدر الحكم التحكيمي كتابة ويجب أن يشار فيه إلى اتفاق التحكيم وأن يتضمن عرضا
موجزا للوقائع وادعاءات األطراف ودفوعاتهم على التوالي والمستندات وبيان النقط التي تم الفصل فيها بمقتضى الحكم التحكيمي وكذا منطوقا لما
قضى به.
يجب أن يكون الحكم التحكيمي معلال ما لم يتم اتفاق األطراف على خالف ذلك في اتفاق التحكيم ،أو كان القانون الواجب التطبيق على مسطرة التحكيم
ال يشترط تعليل الحكم
أما الحكم المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص الخاضعين للقانون العام طرفا فيه فيجب أن يكون دائما معلال "
يدعيها أو يتخيلها األطراف ،فلو أن الحكم صدر دون هذه الشكلية التسبب في تعطيل الدور
األساسي الذي يمكن أن يلعبه التحكيم كوسيلة لفض المنازعات بين األفراد.7
كما أنه من أولى المبادئ التي اهتم بها القانون 08-05فيما يخص صياغة الحكم التحكيمي،
هي صدور هذا األخير بعد مداولة الهيئة التحكيمية والتي يجب أن تكون سرية وبأغلب
األصوات ،إذ يجب على جميع المحكمين التصويت لفائدة مشروع الحكم التحكيمي أو ضده.8
ومن جهة ثانية فقد أشار الفصل 327-23من قانون 08-05إلى مجموعة من البيانات
الشكلية التي ينبغي إيرادها في الحكم ،ويتعلق األمر باتفاق التحكيم وعرض موجز للوقائع
واالدعاءات الصادرة عن األطراف ودفوعاتهم وكذا المستندات ،وبيان النقط التي تم الفصل
فيها بمقتضى الحكم التحكيمي إلى جانب منطوقه.
وحسب ما يظهر من هذه األحكام ،فإن المشرع توسع في البيانات الواجب ذكرها حيث عمد
إلى عدم إغفال أي نقطة قد تكون مفيدة في النزاع وفي الحكم الصادر فيه ،ويمكن القول أن
المشرع المغربي كاد أن يوازي بين الحكم الصادر عن المحاكم الرسمية وبين الحكم
التحكيمي ،ويمكن التأكد من ذلك بوضع مقارنة بسيطة بين الفصول 50و 345و 375من
جهة ،والفصل 327-23من جهة أخرى ،وقد قصد المشرع ذلك ،إذ يهدف بذلك احاطة الحكم
التحكيمي بالمزيد من الضمانات والرعاية الخاصة.9
أما فيما يخص تعليل الحكم التحكيمي ،فان الفقرة الثانية من نفس الفصل ( )327-23قد
أشارت إلى وجوب تعليل الحكم التحكيمي إال إذا اتفق األطراف على خالف ذلك في اتفاق
التحكيم ،كان القانون الواجب التطبيق على إجراءات لتحكيم ال يستوجب تحليل الكم ،ويستثنى
من ذلك الحكم المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص الخاضعين للقانون العام طرفا فيه ،إذ يجب
أن يكون دائما معلال.10
- 11جليل الباز ،شروط صحة الحكم التحكيمي وحجيته في القانون المغربي ،مقال منشور بمجلة القانون واألعمال ،عدد خاص بالتحكيم ،الجزء
األول ،ص.115
- 12وفي هذا الصدد نجد أنه صدر قرار لمحكمة النقض الفرنسية بتاريخ 01/02/2017بما يلي " :أداء أتعاب المحكمين التزام تضامني بين
أطراف اتفاق التحكيم "
قرار منشور في موقع :
https://www.droitetentreprise.com/
تاريخ الولوج 30/03/2022 :
- 13ينص الفصل 327-25على أنه " :بوقع الحكم التحكيمي كل محكم من المحكمين.
وفي حالة تعدد المحكمين ورفضت األقلية التوقيع ،يشير المحكمون األخرون إلى ذلك في الحكم التحكيمي مع تثبيت اسباب عدم التوقيع ،ويكون للحكم
نفس األثر كما لو كان موقعا من لدن محكم من المحكمين"
تنص الفقرة الثانية من الفصل 327-31من ق.م.م على أنه " يودع أصل الحكم التحكيمي
مصحوبا بنسخة من اتفاق التحكيم مع ترجمتها إلى اللغة العربية لدى كتابة الضبط من لدن أحد
المحكمين أو الطرق األكثر استعجاال داخل سبعة أيام كاملة التالية لتاريخ صدوره ".
يتضح من خالل هذين الفصلين أن هذا اإليداع قد يتم من طرف المحكم ،أو من الطرف
األكثر استعجاال بالنسبة لبعض التشريعات كالتشريع المصري ،فالشخص الذي يقوم بهذا
اإليداع هو الشخص الذي صدر الحكم لفائدته ،وفي نفس السياق يقوم كاتب المحكمة في
التشريع المصري بتحرير محضر باإليداع ،وتظهر أهمية هذا اإلبداع من حيث أنه يبين لذوي
الشأن ماهية األوراق أو المستندات التي تم إيداعها و الشخص الذي قام باإليداع وتاريخه و هو
ما ال نجده في التشريع المغربي.
هذا وبحسب الفصل 327-27تسلم هيئة التحكيم الى كل من الطرفين نسخة من حكم التحكيم
خالل أجل سبعة أيام من تاريخ صدوره ،وال يجوز نشر حكم التحكيم أو نشر أجزاء منه اال
بموافقة طرف التحكيم ،ومن لون شك ،جاءت صياغة هذا الفصل على هذا النحو التكرم أحد
المبادئ األساسية التي يرتكز عليها التحكيم ،وهي عدم نشر حكم التحكيم لما قد يكون له من
تأثير على سمعة الطرف الذي لم يصدر حكم التحكيم لفائدته.
ينص الفصل 327-28على أنه ينهي الحكم مهمة الهيئة التحكيمي النزاع الذي ثم الفصل فيه.
غير أن للهيئة التحكيمية :
أحد األطراف وکون فتح
وفي الفقرة األخيرة من هذا الفصل " تصدر الهيئة التحكيمية حكما خالل الثالثين يوما الموالية
لتقديم المقال إليها إذا تعلق األمر بتصحيح أو تأويل حكم وخالل تسعين يوما إذا تعلق األمر
بحكم تكميلی يتبين من قراءة هذا الفصل بانه يجوز لكل من طرفي التحكيم ،أن يطلب من
هيئة التحكيم خالل الثالثين يوما التي ما وقع في منطوقه ،علی أن صدور الحكم بشأن هذا
التفسير سسيكون بين يوما التي