Professional Documents
Culture Documents
تطبيق قاعدة عدم جواز الجمع بين دعوى الحيازة و دعوى الملكية
تطبيق قاعدة عدم جواز الجمع بين دعوى الحيازة و دعوى الملكية
قد ترفع ضد المدعى ليو إما دعوى الممكية ،و إما دعوى الحيازة ،وبالتالي فما ىي القيود التي أراد
المشرع بإلزامو بيا في الحالتين :
بالنسبة للمدعى عليه في دعوى الحيازة
تطبيقا لقاعدة عدم جواز الجمع ،بين دعوى الحيازة ،ودعوى الممكية ،فانو ال يحق لممدعى عميو في
دعوى الحيازة ،أن يتمسك بالممكية ،ال في صورة دفع ،وال في صورة طمب بما يعني وأنو ال يجوز لو إثارة
أي دفع مستمد من أسباب الممكية ،من أجل رد دعوى الحيازة ،وتحديدا فان األدلة التي يسوقيا ،ال ينبغي
أن تكون متعمقة بممكيتو لمحقوق العقارية المتنازع عمييا.
وتأسيسا عمى ذلك ،فال يجوز لو كذلك أيضا ،إقامة دعوى قضائية لممطالبة بالممكية قبل إزالة التعدي
الصادر منو بشأن الحيازة ،ما دامت الدعوى المتعمقة بيذه األخيرة ال زالت قائمة ،وفي ذات الوقت فال
حق لو في تقديم طمب مقابل في دعوى الحيازة ذاتيا ،يرمي إلى الحكم لو بالممكية ،وذلك إلى غاية
الفصل نيائيا في دعوى الحيازة ،وقيامو بتنفيذ الحكم الصادر فييا ،ومع ذلك فان تقاعس المدعي ،في
تنفيذ الحكم الصادر في دعوى الحيازة ،جاز لممحكمة أن تحدد آجاال لتنفيذه ،فان لم يتم كان ليا أن
تقبل دعوى الممكية حسب متطمبات نص المادة 02/530من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،المقابمة
لممادة 419من قانون اإلجراءات المدنية القديم.
بالنسبة للمدعى عليه في دعوى الملكية
ترمي ىذه القيود المفروضة عمى المدعى عميو إلى حماية الحيازة ،وفي ضوء تمك القاعدة ،فما ىو
الحل فيما لو أقدم شخص عمى االعتداء عمى حيازة عقار ،ثم بادر بعد ذلك ،وأقام دعوى ممكية عمى
حائزه ،فيل يعني ذلك حرمان الحائز – وىو المعتدى عميو في ىذه الصورة – من حماية حيازتو ،وذلك
عن طريق تمكينو من رفع دعوى حيازة.
لإلجابة عمى ىذا التساؤل ،يميل جانب من الفقو ،إلى أن دعوى الحيازة ىنا تكون مقبولة ،ألن دعوى
الممكية لم ترفع من الحائز ،وال تقوم نتيجة ذلك في حقو قرينة التنازل عن طريق السيل ،أي طريق
دعوى الحيازة ،وأن القول بذلك ،يدفعنا إلى التسميم بإعطاء الحق لممعتدي ،في رفع دعوى الممكية ،لمنع
الحائز من دفع االعتداء الواقع عمى حيازتو ،عن طريق رفعو لدعوى الحيازة ،وىو حرما ال يمكن تبريره ،
بل أنو يتناقض وأحكام دعوى الحيازة في حد ذاتيا .
تطبيق القاعدة بالنسبة للمحكمة
إذا كنا أشرنا فيما تقدم ،إلى أن المحكمة المعروضة عمييا دعوى الحيازة ،ال يجوز ليا النظر في
الممكية ،فان تطبيق قاعدة عدم جواز الجمع بين دعوى الحيازة ودعوى الممكية ،في واقع األمر بالنسبة
لممحكمة ،يتوقف عند الفصل في الدعوى ،أي عند منطوق الحكم ،بل أنو يمتد ليطال حتى أسباب
الحكم ،التي تناقش المحكمة من خالليا ،دفوع وطمبات األطراف بما يعني أنو ال يجوز ليا أن تحكم
لممدعي بالحيازة ،وتبرر في ذات الوقت أسباب ذلك الحكم بالممكية ،كالقول وأن المدعي أي الحائز ىو
نفسو المالك ،كما ال يجوز ليا أن ترفض دعوى الحيازة ،بالقول وأن المدعي غير مالك ،السيما عند
االعتماد عمى سندات الممكية ،بحكم أنيا تكون في ىذه الحالة ،قد فصمت في دعوى الممكية ،وىي
مسالة لم يطمب منيا الفصل فييا وىكذا.
الحكم في دعوى الحيازة وحجيته
ال تثار المسألة ىنا ،سوى بالنسبة لمضمـون الحكـم الصادر في دعـوى الحيازة ،وحجيتو.
مضمون الحكم
إذا تحققت المحكمة – وىي ىنا كل محكمة من محاكم القضاء العادي ال اإلداري – المعروضة عمييا
الدعوى ،من قيام شروط الحيازة ،حكمت لممدعي بحكم يختمف مضمونو ،باختالف االعتداء ،
واختالف نوع الدعوى ،فإذا كانت الدعوى متعمقة بوقف األعمال الجديدة ،أمرت بوقف ىذه األعمال ،
ي تكون قد أنجزت ،
وىي بذلك تتوقف عن ذلك الطمب بحيث ال يكون ليا أن تأمر بإزالة األعمال الت
ألن األمر بإزالتيا ،يعني وأنيا تكون قد تمت فوق العقار محل االعتداء ،ودعوى وقف األشغال الجديدة
ىنا ،تكون غير مقبولة النعدام موضوعيا،بل أن دعوى منع التعرض ،ىي التي تكون مقبولة لألمر
بإزالتيا ،ألنيا عبارة عن تعرض مادي ،مع إلزام المدعى عميو ،بعدم التعرض لممدعي مستقبال في
االنتفاع بالعقاري ،إن كان التعرض قانونيا ،و إذا كانت
الدعوى ،ىي دعوى استرداد الحيازة ،أمرت المحكمة برد العقار ،محل الحيازة إلى المدعي.
حجية الحكم
يتمتع الحكم الصادر في دعوى الحيازة ،بحجية األمر المقضي فيو ،شأنو في ذلك شأن أي حكم قضائي
فاصل في الحقوق ،أو المراكز القانونية المتنازع عمييا ،وباعتباره حكما فاصال في الحيازة ،التي تعني
وضع اليد ،وليس فاصال في أصل الحق ،وباعتبار أن االعتداء عمى الحيازة ،قد يأخذ صو ار ودرجات
الية :
متعددة ،فيي كميا مسائل تترتب عنيا النتائج الت
-النتيجة األولى :
أن الحكم الصادر في إحدى دعاوى الحيازة ،من أجل وضع حد إلحدى درجات االعتداء ،ال يمنع من
رفع دعوى جديدة ،من أجل وضع حد ،ألي اعتداء جديد عمى الحيازة عند عدم اتحاد الخصوم واتحاد
السبب ،ألن المحكمة لم يسبق ليا الفصل فيو ،ومن ذلك أن الحكم الفاصل في دعوى منع التعرض ،ال
يحول دون رفع دعوى االسترداد.
-النتيجة الثانية :
أن الحكم الصادر في دعوى الحيازة ،ال يمكنو في أي حال من األحوال ،أن يشكل قيدا بالنسبة
لممحكمة ،لمفصل في دعوى الممكية ،مع مراعاة أحكام المادة 530من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
المقابمة لممادة 419من قانون اإلجراءات المدنية القديم.
-النتيجة الثالثة :
أن الحكم الصادر في دعوى وقف األعمال الجديدة ،تبقى حجيتو مرىونة ،ببقاء الظروف التي صدر
فييا من دون تغيير ،وبذلك فيو حكم وقتي ،فيما أن الحكم الصادر في دعوى منع التعرض ،ودعوى
االسترداد ،يتمتع بحجية الشيء المقضي فيو ،بالنسبة لمحقوق التي فصل فييا.