You are on page 1of 2

‫المحاضرة (‪ :)26‬أنواع الفسخ‬

‫نواصل في هذه المحاضرة الكالم فيما بدأناه عن فسخ العقد‪.‬‬


‫أنواع الفسخ‪ :‬أنواع ثالثة‬
‫الفسخ القضائي (الفسخ بحكم القضاء)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الفسخ بحكم االتفاق‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الفسخ بحكم القانون (االنفساخ)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الفسخ بحكم القضاء‪:‬‬
‫وهذا هو األصل في الفسخ‪ ،‬بأن يكون بطلب من المتعاقد وحكم من القض‪44‬اء‪ .‬ويتطلب فض ‪ً4‬ال عن‬
‫الشروط العامة للفسخ السالفة الذكر‪ ،‬شرطًا رابعًا هو اإلعذار‪.‬‬
‫اإلعذار‪ :‬قبل أن يلجأ المتعاقد الى القضاء طالبًا فسخ العقد البد أن يطلب من المتعاقد اآلخر القيام‬
‫بتنفيذ التزامه وينبهه ليضعه أمام مسؤوليته القانونية عن عدم التنفيذ أو التأخير فيه‪ .‬وتنبيه المدين‬
‫هذا هو اإلعذار‪ ،‬ويستثنى من ذلك األحوال التي ينص فيها القانون على عدم ض‪44‬رورة اإلع‪44‬ذار‪،‬‬
‫كما لو أصبح تنفيذ االلتزام مستحيًال‪.‬‬
‫خيار الدائن بين التنفيذ والفسخ‪ :‬الدائن بالخيار بين طلب التنفيذ وطلب الفسخ‪ ،‬فإذا أقام ال‪44‬دعوى‬
‫طالبًا الفسخ فإنه يستطيع أن يعدل ويطلب تنفيذ العقد قبل صدور الحكم النهائي بالفسخ‪ .‬وإذا طلب‬
‫التنفيذ فإنه يستطيع أن يعدل عن ذلك ويطلب الفسخ مادام المدين لم يقم بالتنفيذ‪ .‬ويس‪44‬تطيع الم‪44‬دين‬
‫أن يبادر الى التنفيذ قب‪44‬ل ص‪44‬دور الحكم بالفس‪44‬خ‪ ،‬وفي ه‪44‬ذه الحال‪44‬ة ق‪44‬د يحكم علي‪44‬ه ب‪44‬التعويض عن‬
‫التأخير في التنفيذ‪.‬‬
‫سلطة القاضي التقديرية‪ :‬كذلك ال يكون الحكم بالفسخ‪ ،‬إذا طلبه الدائن حتميًا على المحكم‪44‬ة‪ ،‬فق‪4‬د‬
‫تمنح المدين أجًال وهو ما يسمى بـ (نظرة الميسرة) والسيما إذا كان المدين حسن الني‪44‬ة وإن ع‪44‬دم‬
‫التنفيذ يرجع الى ظروف خارجي‪44‬ة‪ .‬وق‪44‬د ُيمنح الم‪44‬دين أجًال ثاني‪ً4‬ا إذا اس‪44‬تمرت الظ‪44‬روف واقتنعت‬
‫المحكمة بفائدة ذلك‪ .‬كذلك قد تجد المحكمة أن الجزء األهم من االل‪44‬تزام ق‪44‬د تم تنفي‪44‬ذه وأن المتبقي‬
‫قلي‪44‬ل األهمي‪44‬ة بالنس‪44‬بة لالل‪44‬تزام في جملت‪44‬ه‪ ،‬فتمنح األج‪44‬ل أو تحكم بتنفي‪44‬ذ الج‪44‬زء المتبقي بطري‪44‬ق‬
‫التعويض أو قد تقتصر على فسخ الجزء الذي لم ينفذ وحده وهذا ما يسمى بالفسخ الجزئي‪.‬‬
‫الفسخ بحكم االتفاق‪ :‬قد يضع المتعاقدان في عقدهما شرطًا يقضي أنه إذا لم ينفذ أحدهما التزام‪44‬ه‬
‫فإن العقد يعتبر مفسوخًا إذا أراد المتعاقد اآلخر ذل‪44‬ك‪ .‬وه‪44‬ذا الش‪44‬رط يمكن أن يت‪44‬درج على النح‪44‬و‬
‫التالي‪:‬‬
‫فقد يتفق المتعاقدان على أن يكون العقد مفسوخًا إذا لم ينف‪44‬ذ أح‪44‬دهما التزام‪44‬ه‪ .‬ومث‪44‬ل ه‪44‬ذا‬ ‫‪.1‬‬
‫الش‪44‬رط يع‪44‬د مج‪44‬رد تردي‪44‬د للنص الق‪44‬انوني‪ ،‬ول‪44‬ذلك فإن‪44‬ه ال يغ‪44‬ني عن اإلع‪44‬ذار وال عن‬
‫ضرورة صدور حكم بالفسخ وال يسلب القاضي س‪44‬لطته التقديري‪44‬ة‪ ،‬ويك‪44‬ون الحكم منش‪44‬ئًا‬
‫للفسخ ال مقررًا له‪.‬‬
‫وقد يكون االتفاق على أن يكون العقد مفسوخًا من تلقاء نفسه إذا لم ينفذ أحدهما التزام‪44‬ه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والش‪44‬رط به‪44‬ذه الص‪44‬يغة ال يختل‪44‬ف عن الص‪44‬يغة األولى‪ ،‬فال يغ‪44‬ني عن اإلع‪44‬ذار وال عن‬
‫الحكم الذي يكون منشئًا للفسخ ال كاشفًا له‪.‬‬
‫وقد يكون االتفاق على أن يكون العقد مفسوخا من تلقاء نفس‪44‬ه من غ‪44‬ير حاج‪44‬ة الى حكم‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وفي هذه الحالة إذا تحقق الشرط فال حاجة لرفع دعوى بالفسخ ب‪4‬ل يس‪4‬تطيع ال‪4‬دائن فس‪4‬خ‬
‫العقد بإرادته المنفردة ولكن ال بد من اإلعذار‪ .‬وإذا كان ال ب‪44‬د من ص‪44‬دور حكم إذا ن‪44‬ازع‬
‫المدين في ذلك‪ ،‬فالحكم يك‪44‬ون مق‪44‬ررًا ال منش‪44‬ئًا للفس‪44‬خ‪ .‬وم‪44‬ع ذل‪44‬ك يس‪44‬تطيع ال‪44‬دائن طلب‬
‫التنفيذ ال الفسخ إذا كان التنفيذ ممكنًا‪.‬‬
‫االتف‪44‬اق على أن يك‪44‬ون العق‪44‬د مفس‪44‬وخًا من تلق‪44‬اء نفس‪44‬ه من غ‪44‬ير حاج‪44‬ة الى حكم وال الى‬ ‫‪.4‬‬
‫إعذار‪ .‬وهذه أقوى صيغة لشرط االتفاق على الفسخ وعندها ال حاجة الى إع‪44‬ذار الم‪44‬دين‬
‫وال الى حكم‪ ،‬فإذا تحقق الشرط ف‪44‬إن ال‪44‬دائن يس‪44‬تطيع‪ ،‬إذا اخت‪44‬ار فس‪44‬خ العق‪44‬د‪ ،‬أن يفس‪44‬خه‬
‫بإرادته المنفردة وإذا نازع الم‪44‬دين في ذل‪44‬ك وص‪44‬در حكم بالفس‪44‬خ‪ ،‬فإن‪44‬ه يك‪44‬ون مق‪44‬ررًا ال‬
‫منش‪4‬ئًا‪ .‬وه‪4‬ذا الش‪4‬رط ال يمن‪4‬ع ال‪4‬دائن من طلب التنفي‪4‬ذ‪ ،‬وبعكس ذل‪4‬ك يك‪4‬ون ال‪4‬دائن تحت‬
‫رحمة المدين‪.‬‬
‫مالحظة مهمة ‪ :‬تمثل المعلومات المذكورة آنفًا الخطوط الرئيسة للمحاض‪77‬رة‪ ،‬وال تكفي لوح‪77‬دها‬
‫ألغ‪77‬راض اإلجاب‪77‬ة عن األس‪77‬ئلة في االختب‪77‬ارات (االمتحان‪77‬ات) الفص‪77‬لية والنهائي‪77‬ة‪ ،‬ول‪77‬ذلك يتحتم‬
‫عليك عزيزي الطالب‪ ،‬الرجوع الى واحد أو أك‪77‬ثر من المراج‪77‬ع الس‪77‬ابق ذكره‪77‬ا في المحاض‪77‬رات‬
‫األولى‪ ،‬وعلى أن يك‪77‬ون المص‪77‬در رقم (‪ )1‬من بينه‪77‬ا‪ ،‬كم‪77‬ا نحث‪77‬ك على الحض‪77‬ور أثن‪77‬اء إلق‪77‬اء‬
‫المحاضرات في القاعة لتدوين المالحظات واالستماع للمناقش‪77‬ات‪ .‬يمكن ك‪77‬ذلك مراجعتن‪77‬ا إلزال‪77‬ة‬
‫أي غموض تجده لدى قراءتك المحاضرة أو المراجع‪.‬‬

You might also like