You are on page 1of 58

‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫تقديم‬
‫يعرف الحكم بأنه المقرر الذي يصدر عن هيئة المحكمة ‪1‬بمناسبة عرض الدعوى عليها فاصال‬
‫في موضوعها بإنهائها‪ ،‬أو في أي مسألة ينبغي الفصل فيها قبل الفصل في موضوعها ‪ ،‬يتبين‬
‫إذن بأن لفظ الحكم يقصد به المقررات التي تصدرها الهيئات القضائية للحكم‪ ،‬دون تلك التي‬
‫تصدر عن قاضي التحقيق التي تسمى بلفظة خصوصية هي (األوامر ) وقد يترتب عن الحكم‬
‫إما تقرير مراكز قانونية سابقة على الفصل في القضية‪ ،‬كإعالن براءة المتهم لكون نصوص‬
‫القانون ال تعاقب على النشاط المتابع عنه‪ ،‬أو لكونه خضع ألحد أسباب اإلباحة أو التبرير عند‬
‫اتيانه إياه‪ ،‬وإما إنشاء مراكز قانونية جديدة عند إدانة المتهم باعتبار أن المحكمة عند إدانتها‬
‫للمتهم ال تقرر فقط في حكمها مركزا قانونيا للمتهم سابقا على اإلدانة‪ ،‬وإنما مركزا قانونيا‬
‫جديدا توجه بإنزال العقوبة التي يقررها القانون في حق المدان وهذا هو المركز القانوني‬
‫الجديد الذي صار للمتهم بالحكم‪.‬‬
‫إن األحكام تصدر على ثالثة أنواع استنادا على ضوابط يتم اعتمادها مسبقا من أجل تحديد هذه‬
‫األنواع‪ ،‬فقد يصدر الحكم غيابيا أو حضوريا أو بمثابة حضوري وفقا لمدة صدور الحكم في‬
‫مواجهة المحكوم عليه من عدمه‪.‬‬
‫إن تحديد نوع الحكم الجنائي له فوائد كثيرة من الناحية العملية ويتوقف عليه إلى حد كبير‬
‫إعمال جملة من القواعد المسطرية‪ ،‬وخصوصا منها تلك المتعلقة بممارسة أوجه الطعن‬
‫المختلفة التي يتيحها القانون األطراف الدعوى من أجل طلب تصحيح الحكم الذي قد تعتبره‬
‫ضارا بمصالحها‪ ،‬باعتبار أن الذي يصدر هذا الحكم بشر فقد ال يصيب في حكمه إما‬
‫استخالصا لقناعته من وقائع غير متماسكة أو لتطبيق نص قانوني عليها والحال أنه ال ينطبق‬
‫عليها بسبب تأويله لها تأويال يخالف إرادة المشرع واضع النص‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫وتقوم األهمية لفكرة الطعن في األحكام على اعتبارات موضوعية‪ ،‬عملية وأخرى فلسفية‬
‫ونفسية‪ ،‬فاالعتبارات الموضوعية ترتكز على احتمال خطأ القاضي في فهم أو تطبيق القانون‪،‬‬
‫ولذلك البد من إيجاد وسائل إلصالح أخطاء القضاء‪ ،‬أما االعتبارات النفسية فتوجه إلى معالجة‬
‫سلوك المحكوم عليه الذي ال يقبل الحكم الصادر ضده‪ ،‬إذ من النادر أن يرضخ المحكوم عليه‬
‫ويرضى بالحكم‪ ،‬أما االعتبارات الفلسفية فأساسها أن فتح المجال للطعن في األحكام بالمراجعة‬
‫والتعديل يمكن أن يحقق أكبر قدر من العدالة النسبية ال المطلقة‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫ويثير موضوع طرق الطعن في المادة الجنائية إشكاال مفاده‪ :‬إلى أي حد استطاع المشرع‬
‫المغربي تنظيم طرق الطعن في المادة الجنائية بشكل يؤدي إلى وتتفرع عن هذه اإلشكالية‬
‫مجموعة من األسئلة الفرعية من قبيل‪ :‬ما هي طرق الطعن العادية وغير العادية في المادة‬
‫الجنائية؟‬
‫وعليه فإن معالجة هذا الموضوع سيتم وفق فصلين‪O:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬طرق الطعن العادية في المادة الجنائية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير عادية في المادة الجنائية‪.‬‬

‫الجنائية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬طرق الطعن العادية في المادة‬


‫بعد صدور حكم أو قرار في خصومة جنائية فمن الطبيعي أن يشعر كل خصم في الدعوى‬
‫التي تنتهي بحكم المشوب بالخطأ نتيجة االعتداء غير المقصود على حق من الحقوق‪ ،‬لذلك‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫نجد أن المشرع تحسب لهذه الفرضية‪ ،‬فخول لكل من يتظلم من حكم التظلم على هذا الحكم‬
‫قصد تصحيح عيوبه حيث أن من خصائص هذا التظلم خصوصا طرق الطعن العادية أنها‬
‫تنشر الدعوى من جديد أمام نفس المحكمة أو المحكمة األعلى وتؤدي إلى إيقاف تنفيذ الحكم أو‬
‫القرار ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ .‬فترفع القضية إلى محكمة أعلى يطلب منها تعديل‬
‫الحكم أو القرار الصادر كال أو بعضا أو يرفع القضية أمام نفس المحكمة يطلب منها التراجع‬
‫عن الحكم الصادر في حقه غيابيا‪ .‬فيسلك بذلك طرق الطعن العادية المتاحة له قانونا وهي‬
‫التعرض وهو ما سنتناوله بالحديث في المبحث األول على أن تنتقل للحديث عن االستئناف في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعرض‬


‫يعتبر التعرض طريقا من طرق الطعن العادية‪ ،‬يتم تقديمه ضد األحكام الصادرة غيابيا ومن‬
‫خصائصه أنه‪ :‬يسمح بنظر ‪2‬القضية من جديد إن توفرت شروط ذلك أمام نفس المحكمة التي‬
‫أصدرت الحكم المتعرض عليه وللتفصيل‪ O‬أكثر في هذا المطلب ارتأينا الوقوف عند أحكام‬
‫التعرض (المطلب األول) ثم أثار التعرض (المطلب الثاني)‪O.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أحكام التعرض‬


‫يعتبر التعرض طريق عادي من طرق الطعن العادية التي يجب فيها مراعاة مجموعة من‬
‫األحكام من أهمها‪:‬‬
‫مراعاة األحكام القابلة للتعرض من غيرها‪ ،‬واحترام أجل تقديم التعرض‪ ،‬ثم األخذ بعين‬
‫االعتبار شكل التصريح بالتعرض وعليه سنتناول في هذه الفقرة األحكام القابلة للتعرض ومن‬
‫يحق له ذلك (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم شكل التعرض وأجاله (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة للتعرض‬


‫لقد نظم المشرع المغربي أحكام التعرض في المواد ‪ 393‬و‪ 394‬و‪ 395‬من ق م ج‪.‬‬
‫والتعرض طريق عادي من طرق الطعن‪ ،‬يستطيع من خالله المحكوم عليه بحكم غيابي‬
‫عرض الدعوى من جديد أمام نفس المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه بالتعرض‬
‫ويتضح من خالل ذلك أن التعرض بالرغم من كونه طريقا عاديا للطعن إال أنه قاصر على‬
‫‪3‬‬
‫نوع من األحكام وهي األحكام الغيابية‪ ،‬والمشرع بنصه على إمكانية الطعن بالتعرض‪.‬‬
‫توخى تمكين الطاعن من عرض الدعوى على نفس الجهة بسبب ما قد يتوفر لدى الطاعن‬
‫الذي تعذر عليه الحضور من حجج‪ ،‬وبالتالي بسط أوجه دفاعه أمام القضاء تحقيقا للعدالة"‪.‬‬
‫واألحكام التي يجوز التعرض عليها هي األحكام الغيابية التي تصدر في غيبة المتهم بعد‬
‫استدعائه واحجامه عن الحضور‬
‫أما األحكام الحضورية فهي ال تقبل الطعن بالتعرض وهي األحكام التي تصدر بعد حضور‬
‫المتهم الذي قدم دفاعه أمام هيئة الحكم‪ ،‬فهذه األحكام تكون قابلة للطعن باالستئناف مثلها مثل‬
‫األحكام التي تصدر بمثابة حضوري فهي أيضا ال تقبل الطعن بالتعرض وإنما تقبل الطعن‬
‫باالستئناف‪ ،‬غير أنه ال يكفي أن يصدر الحكم غيابيا لممارسة التعرض فيه وإنما البد من توفر‬
‫شرطين اثنين حيث ينبغي أن يكون الحكم‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الحكم صادرا في دعوى عمومية تتعلق بجنحة أو مخالفة أما بخصوص‬
‫الجنايات فهي تخضع لمسطرة خاصة ال تسمح بممارسة الطعن بالتعرض‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪:393‬‬
‫يجوز التعرض على الحكم الغيابي بتصريح يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه لكتابة الضبط في ظرف العشرة أيام التي تلي التبليغ‪ .‬ال يقبل‬
‫تعرض المحكوم عليه بعقوبة قبل تبليغه الحكم الصادر في حقه طبقا لما هو منصوص عليه في المادة ‪ 391‬أعاله‪ ،‬ويتعين اإلدالء بما يفيد‬
‫التبليغ عند التصريح بالتعرض‪.‬‬
‫المادة ‪:394‬‬
‫يترتب عن التعرض المقدم من طرف المتهم بطالن الحكم الصادر عليه غيابيا في مقتضياته الصادرة باإلدانة‪ .‬ال يصح التعرض المقدم‬
‫من الطرف المدني أو من الشخص المسؤول عن الحقوق المدنية إال فيما يتعلق بحقوقهما المدنية‪ .‬في حالة التعرض يسلم استدعاء جديد‬
‫للطرف المتعرض في الحين‪ ،‬ويستدعى باقي األطراف لحضور الجلسة‪.‬‬
‫المادة ‪:395‬‬
‫ال يمكن أن يحكم على الطرف المتعرض بتحمل مصاريف تبليغ الحكم الغيابي والتعرض‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫ثانيا‪ :‬أن ال يكون الحكم الغيابي صادر عن محكمة ال يسمح القانون بالتعرض في أحكامها‪،‬‬
‫وهذا على اعتبار أنه إذا كان حق التعرض في األحكام الصادرة غيابيا في المخالفات والجنح‬
‫جائزا مهما كان المرجع القضائي الذي يكون فصل غيابيا في الجنحة أو المخالفة فإنه يالحظ‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 13‬من القانون المنظم لقضاء القرب أنه يمنع ممارسة أي طعن عاديا أم‬
‫استثنائي في األحكام التي يصدرها هذا المرجع القضائي العادي‪ ،‬مما يترتب عنه أن كل‬
‫األحكام التي قد تصدر عنه بصورة غيابية في الجرائم التي يعود إليه االختصاص بنظرها ال‬
‫تقبل التعرض على اإلطالق‪ .‬وتجب اإلشارة أنه بقراءة المادة ‪ 394‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية يتبين أن األطراف التي لها الحق في اللجوء للتعرض على الحكم الصادر غيابيا في‬
‫حقها ينحصر في؛ المتهم؛ والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية مع مالحظة‬
‫أن تعرض الطرفين األخيرين ينحصر في الشق المدني من الحكم دون الشق الجنائي منه‪،‬‬
‫خالفا للمتهم المحكوم عليه غيابيا الذي يجوز له التعرض على الحكم الغيابي في شقيه الجنائي‬
‫‪4‬‬
‫والمدني معا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أجل التعرض وشكله‪.‬‬


‫بخصوص أجال التعرض فإنه حسب المادة ‪ 383‬من قانون المسطرة الجنائية الذي جاء فيها‬
‫{"يمكن للقاضي في الجنح التي يعاقب عليها القانون بغرامة فقط ال يتجاوز حدها األقصى‬
‫‪ 5.000‬درهم ويكون ارتكابها مثبتا ً في محضر أو تقرير وال يظهر أن فيها متضرراً‪ ،‬أن‬
‫يصدر استنادا على ملتمس كتابي من النيابة العامة أمراً يتضمن المعاقبة بغرامة ال تتجاوز‬
‫نصف الحد األقصى المقرر قانوناً‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن العقوبات اإلضافية والمصاريف‬
‫ورد ما يلزم رده‪ .‬يكون هذا األمر قابالً للتعرض أمام نفس المحكمة داخل أجل عشرة أيام من‬
‫تبليغه وفقا ً لمقتضيات المادة ‪ 308‬أعاله‪ .‬ويكون الحكم الصادر بعد التعرض قابالً لالستئناف‪.‬‬

‫‪ .‬دليل وزارة العدل لشرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني مطبعة البت الرباط دون ذكر الطبعة‪ ،‬من ‪4 272‬‬
‫ظهر شريف رقم ‪ 1.11.151‬صادر في ‪ 16‬من رمضان ‪ )17( 1432‬أغسطس (‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 42.10‬المتعلق بالتعليم‬
‫‪.‬الفضاء وتحديد اختصاصاته الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5975‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 51432‬سبتمبر (‪ ،)2011‬من ‪4392‬‬
‫‪ .‬عبد الواحد العلمي شرح القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية الجزء الثالث المقدمة الثانية ‪2017‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫في حالة تعرض المتهم‪ ،‬يصبح األمر الصادر غيابيا ً كأن لم يكن وتبت المحكمة وفق القواعد‬
‫العامة}‪.‬‬
‫نستخلص منها أن أجل التعرض على األوامر القضائية في الجنح هو عشرة (‪ )10‬أيام من‬
‫تاريخ تبليغه‪ ،‬وهو نفس األجل بالنسبة لألحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية في الجنح‬
‫والمخالفات؛ وذلك حسب المادة ‪«{ 391‬يبلغ منطوق الحكم الصادر غيابها إلى علم الطرف‬
‫المتغيب طبق الكيفيات المنصوص عليها في الفصول ‪ 37‬و‪ 30‬و‪ 30‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ .‬ينص في التبليغ على أن أجل التعرض هو عشرة أيام"}‪ .‬والمادة ‪ 393‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية التي تنص "يجوز التعرض على الحكم النيابي بتصريح يقدمه المحكوم عليه‬
‫أو دفاعه لكتابة الضبط في ظرف العشرة أيام التي تلي التبليغ"‪O..‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن أجال الطعن بالتعرض هي أجل كاملة ال تشمل اليوم األول وال اليوم‬
‫األخير‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 750‬من قانون المسطرة الجنائية {جميع اآلجال المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون أجال كاملة ال تشمل اليوم األول وال اليوم األخير‪ ،‬وتستثنى من ذلك األجال‬
‫التي تكون محددة بعدد الساعات‪}.‬‬
‫وفيما يتعلق بشكل التعرض فإن المسطرة الحالية أغفلت تنظيم شكل التعرض بالنسبة لألوامر‬
‫التي تصدرها المحكمة االبتدائية في الجنح وفق المادة ‪ 383‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬لكنها‬
‫تداركته بالنسبة لألحكام الغيابية التي تصدر عنها في الجنح والمخالفات وفق المسطرة العادية‪،‬‬
‫وحسب المادة ‪ 393‬من قانون المسطرة الجنائية فالتعرض على الحكم الغيابي يكون بتصريح‬
‫‪5‬‬
‫يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه‪ ،‬وهذا التصريح ال يكون بالضرورة مكتوبا‪ ،‬بل قد يكون شفويا‪.‬‬

‫المواد ‪ 383‬و‪ 393‬و‪ 750‬من قانون المسطرة الجنائية ‪5‬‬


‫عبد الواحد العلمي الصفحات ‪ 83‬و‪87‬‬
‫احمد السراج الصفحة ‪43‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الطعن بالتعرض‬


‫تختلف آثار التصريح بالطعن بالتعرض على الحكم الغيابي بحسب وضعين‪ ،‬األول يحضر فيه‬
‫المتعرض بعد استدعائه‪ ،‬والثاني يتخلف فيه عن الحضور رغم استدعائه‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حضور المتعرض على الحكم النيابي بعد استدعائه‪.‬‬


‫إذا قدم التعرض ممن هو مخول له في الميعاد بتصريح استوفى كل شكلياته‪ ،‬وحضر‬
‫المتعرض جلسة الحكم المعينة له في االستدعاء‪ ،‬بطل الحكم الغيابي المتعرض عليه عمال‬
‫بالمادة ‪ 394‬ق م ج التي نصت على أنه‪ :‬ال يترتب عن التعرض المقدم من طرف المتهم‬
‫بطالن الحكم الصادر عليه غيابيا في مقتضياته الصادرة باإلدانة‪.‬‬
‫ال يصح التعرض المقدم من الطرف المدني أو من الشخص المسؤول عن الحقوق المدنية إال‬
‫فيما يتعلق بحقوقهم المدنية‪.‬‬
‫في حالة التعرض يسلم استدعاء جديد للطرف المتعرض في الحين ويستدعى باقي األطراف‬
‫لحضور الجلسة فالنص أعاله يقرر صراحة بطالن الحكم الغيابي المتعرض عليه وهذا يعني‬
‫اعتباره كأن لم يكن‪  ‬مما يتحتم معه نظر القضية من جديد بعد استدعاء جميع األطراف الذين‬
‫قد يتضررون من بطالن الحكم نتيجة التعرض عليه‪ ،‬وكان األمر يتعلق بعرض القضية ألول‬
‫مرة أمام المحكمة التي أصدرت الحكم النيابي‪ ،‬فكان والحالة هذه إلزاميا إعادة مناقشتها من‬
‫جديد‪ ،‬حتى يتسنى للمتعرض إبداء رأيه بأوجه دفاعه في كل اإلجراءات التي تكون قد تمت‬
‫قبل إصدار الحكم النيابي المتعرض عليه (محاضر البحث أو الخبرة أو سماع الشهود‪O،)...‬‬
‫وفي النتائج التي استنتجتها المحكمة بالتعليل عليها ‪ -‬أي على اإلجراءات والتي قد يعتبرها‬
‫كلها‪ ،‬أو البعض منها ضارة بمصالحه‪ ،‬هذا إذا هو لم يعمد إلى طلب إعادة القيام بها من جديد‬
‫وفي حضوره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫هذا وإذا كان أثر الطعن بالتعرض واضحا ً كما سبق‪ ،‬وهو بطالن الحكم المتعرض عليه‪ ،‬أي‬
‫اعتباره غير موجود بالمرة بالنسبة للمتعرض والمحكمة فإننا نود التوقف عند بعض النقط فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هل يجوز للمحكمة أن تسري مركز الطاعن بالتعرض وتتحرر نهائيا من الحكم الباطل‬
‫الذي قد يكون فيه ما ينفعه؟‬
‫منطلق البطالن يقتضي معلوم تحرر المحكمة نهائيا من االرتباط بالحكم الذي أوقع بطالئه‬
‫المتعرض‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن كان المتهم فإن للمحكمة أن ترفع العقوبة أو التعويض عما كانا عليه‬
‫في الحكم الوسائط‪ ،‬كما لها أن تنزل من قدر التعويض إن كان المتعرض هو المطالب بالحق‬
‫المدني وحده‪ ،‬وهكذا‪ ...‬نزوال على مقتضى أن المحكمة وهي تنظر من جديد في القضية‪ ،‬ال‬
‫تستخلص قناعتها إال من خالل ما راج أمامها من مناقشات وما قدم من حجج‪ ،‬وبدون مراعاة‬
‫اإلنتاج من خارج ذلك‪ ،‬وخصوصا الحكم النيابي الذي أصبح باطال وغير موجود بالتعرض‬
‫عليه‪ .‬كما هو ألي عنصر‪O.‬‬
‫ولكن إلى جانب المنطق السابق يتواجد مبدأ إجرائي آخر مطلق التطبيق وينبني على أساس أن‬
‫كل من يسلك طريقا من طرق الطعن مهما كانت إال وله مصلحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هل يكون لبطالن الحكم الغيابي بالتعرض عليه‪ ،‬أثر على مبدأ نسبية آثار الطعن؟؟‬
‫لنستعين في الجواب على السؤال اآلنف الذكر من خالل طرح الفرضيات الثالث اآلتية‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬فيها يتعدد الفرقاء الذين يصدر عليهم الحكم الغيابي القابل للتعرض عليه‪،‬‬
‫وعندما يبلغ إليهم يعمد البعض منهم إلى التعرض عليه خالل األجل القانوني‪ ،‬في حين يحجم‬
‫البعض اآلخر عن التعرض عليه أو طلب استئنافه‪ ،‬في هذه الفرضية‪ ،‬وكما هو واضح‪ ،‬يصبح‬
‫الحكم الغيابي بانا بالنسبة لمن لم يعترض عليه أو يطلب استئنافه‪ ،‬كما يمكن تنفيذه عليه عمال‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫بالمادتين ‪ 597‬و‪ 598‬ق م ج‪ ،‬وال يستطيع الدفع والحالة هذه يكون المحكم غير قابل للتنفيذ‬
‫‪6‬‬
‫الحتمال العدول عنه بسبب تعرض من أحد الفرقاء‬
‫وتوضيحا لما سبق‪ ،‬يمكن القول بأن صدور حكم غيابي بـ مؤاخذة شخصين معا في جريمة‬
‫تكون فيها المساهمة إجبارية (تواطؤ الموظفين الشذوذ الجنسي‪ O...‬الخ)‪ ،‬أصبح الحكم نهائيا‬
‫بالنسبة ألحدهما بسبب عدم التعرض عليه منه ال يقف حائال دون تنفيذ عليه تحججا بكون‬
‫الحكم‪ ،‬وقد تعرض عليه الطرف اآلخر قد يفضي إلى براءته وجوبا‪ ،‬إن هو صدر الحكم‬
‫بالبراءة عند نظر الطعن بالتعرض‪.‬‬
‫وال يختلف الوضع عما سبق بالنسبة للشق المدني من الحكم الغيابي الذي قد يصدر وعلى وجه‬
‫التضامن بين فاعل أصلي وشريك المصلحة المتضرر‪ O‬من الجريمة‪ ،‬بحيث إذا هو عمد الفاعل‬
‫األصلي للتعرض في الميعاد و استنكف المشارك عن التعرض واالستئناف خالل األجل‪ ،‬فإن‬
‫الحكم الغيابي يصبح نهائيا في مقتضياته المدنية بالنسبة للمشارك‪ ،‬و‪  ‬يجوز للمتضرر‪ O‬المحكوم‬
‫له بالتعويض تنفيذه عليه‪ ،‬وال يستطيع المشارك التحجج يكون مبلغ التعويضات يحتمل التعديل‬
‫بسبب تعرض الفاعل األصلي عليه ألن الحكم الصادر بتقدير التمريض وعلى سبيل التضامن‪،‬‬
‫صار نهائيا في مواجهته وال يجوز المساس بقوة الشيء المقضي به التي يتضمنها‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬وهي في الحقيقة مجرد لفت النظر إلى إمكانية استثنائها من حكم الفرضية‬
‫األولى لخصوصيتها‪ ،‬وتتعلق بالحالة التي يصدر فيها حكم غيابي على المتهم والمسؤول عن‬
‫الحقوق المدنية بأداء تعويض للمتضرر‪ O‬المطالب به تبعا للدعوى العمومية‪ ،‬فيحجم المسؤول‬
‫عن الحقوق المدنية عن القيام بالتعرض على الحكم بأداء التعويض في الميعاد وال يستأنف‬
‫كذلك‪ ،‬فيصبح هكذا نهائيا في حقه‪ ،‬في حين العنهم يتعرض في الميعاد على الحكم النيابي‬
‫بشقيه الجنائي والمدني ويحصل بالفعل على البراءة التي تستتبع مبدلها التحلل من أداء أي‬
‫تعويض مدني للمتضرر‪O.‬‬

‫‪ 6‬عبد الواحد العلمي شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث صفحة ‪ 91‬و‪ 92‬و‪ 93‬و‪ 94‬و‪95‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خلف المتعرض عن الحضور بعد استدعائه‪.‬‬


‫تنص الفقرتان األخيرتان من المادة ‪ 394‬ق م ج على أنه‪ ... :‬في حالة التعرض يسلم استدعاء‬
‫جديد للطرف المتعرض في الحين ويستدعى باقي األطراف الحضور الجلسة‪ .‬يلغى التعرض‬
‫إن لم يحضر المتعرض في التاريخ المحدد في هذا االستدعاء الجديد‪O...‬‬
‫بناء على المقتضيات السابقة فإن تخلف المتعرض عن الحضور بعد أن يكون قد تم استدعاؤه‪،‬‬
‫يؤدي إلى إلغاء التعرض الذي يكون قد تقدم به مستوفيا لجميع شروطه‪ ،‬ليعتبر كان لم يقدم‬
‫أبدا‪ ،‬مما يترتب عنه امتناع المحكمة مصدرة الحكم الغيابي المتعرض عليه من تصحيحه مهما‬
‫حمله من عيوب‪ ،‬بسبب زوال كل صالحية قانونية لها في إصالحه بتعديله‪ .‬وقد يبدو القول‬
‫السابق متضمنا لتناقض غير مبرر‪ ،‬خصوصا إذا هي المحكمة المصدرة للحكم الغيابي‬
‫الحظت تضمنه فعال‪ ،‬ألخطاء قد تكون فادحة وتجد الفرصة سانحة لتصلحها‪ ،‬فيقف تخلف‬
‫المتعرض عن الحضور حائال دون ذلك‪ ،‬ولكن هذا المنطق يتنازعه منطق آخر ال يقل عنه‬
‫تأسيسا‪ ،‬اعتنقه المشرع في الفقرة ما قبل األخيرة في المادة ‪ 394‬من ق م ج صراحة حين أو‬
‫جب إلغاء التعرض إن هو تخلف المتعرض عن الحضور وهو ما يشكل بما ال يدع مجاال‬
‫للشك‪ ،‬منع المحكمة من العودة من جديد إلى بحث الموضوع الذي فصل فيه الحكم الغيابي‬
‫ليبقى بذلك حامال لألخطاء التي تكون قد شابته ما لم ينات تصحيحه في االستئناف‪ ،‬إن هي‬
‫كانت طريقة ماسة‪ ،‬وكأن المشرع بموقفه الصارم هذا يجازي المتعرض الذي قدم التعرض‬
‫لينظر في الحكم الغيابي من جديد‪ ،‬ومع ذلك تخلف وبدون أن يبدي عذرا قد تقبله المحكمة و‬
‫تؤخر النظر في تعرضه إلى جلسة قادمة يستدعي لها المتعرض من جديد وقبل ختم بحث‬
‫ضرورة حضور المتعرض في الجلسة األولى للحؤول دون إلغاء تعرضه‪ ،‬تثير تساؤلين إثنين‪:‬‬
‫األول‪ :‬هل البد من حضور المتعرض شخصيا للجلسة األولى لتفادي إلغاء تعرض أم يمكن‬
‫االكتفاء بمن يمثله فيها كتوكيله لمحام مثال؟‬
‫قال المجلس األعلى ‪ 20‬في هذا الصدد ما يأتي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫تكون المحكمة محقة عندما قضت بإلغاء التعرض لعدم حضور المتعرض شخصيا‪ ،‬وإن حضر‬
‫محاميه‪ ،‬ألن م ‪ 374‬ق م ج (الملغاة‪ ،‬تقابلها المادة ‪ 394‬ق م ج حاليا) لم تضف إلى‬
‫المتعرض أو من يمثله وبذلك فالحضور ناصر على المتهم المتعرض شخصيا إال إذا أجاز‬
‫القانون حضور وكيل عنه ويستخلص الحضور الشخصي كذلك من الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 371‬من نفس القانون تقابله المادة ‪ 314‬من في م ج حاليا)‪ ،‬وعليه فحضور المتهم الشخصي‬
‫هو األصل‪ ،‬وإن حضور ممثل عنه استثناء ال يكون إال بنص»‪.‬‬
‫وأخذا بعين االعتبار للقرار السابق‪ ،‬نرى ودون أن يشكل ذلك أي تناقض معه بأن تطلب‬
‫الحضور الشخصي للمتعرض وعدم تطلبه يكون في ضوء ما يأتي‪:‬‬
‫إذا تناول التعرض الشق الجنائي من الحكم الغيابي من قبل المتهم وجب حضور المتعرض‬
‫شخصيا ألن التمثيل ال يسمح به في النطاق الزجري‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬هل مجرد تختلف المتعرض المستدعى قانونا للجلسة المحددة لنظر التعرض يؤدي‬
‫تلقائيا ودوما إللغاء التعرض؟‬
‫ظاهر الفقرة الثالثة من المادة ‪ 394‬من ق م ج قد يوحي بذلك‪ ،‬إال أن تأمل المادة ‪ 314‬ق م ج‬
‫قد يسمح بتالفي اإللغاء التلقائي للتعرض في حالتين‪ ،‬أوالهما‪ ،‬فيها يطلب المتعرض (المتهم)‬
‫من المحكمة إجراء المناقشات في غيبته فتوافقه وترى بأن ال ضرورة لحضوره شخصيا‪،‬‬
‫حيث تقرر الشروع في المناقشات وال تلغي التعرض‪ ،‬وثانيهما‪ ،‬فيها يتخلف المتعرض‬
‫(المتهم) والمستدعى قانونا نتيجة لعذر ألم به (كوجوده طريحا في المستشفى نتيجة مرض‬
‫خطير‪ ،‬أو وفاة أصل أو فرع أو زوج‪ ،‬أو كان محتجزا بسبب حجر صحي‪ ...‬الخ) (‪ )99‬يبلغه‬
‫للمحكمة يوم الجلسة بواسطة وكيل عنه مثال‪ ،‬فإن هي المحكمة قبلت العذر آخرت القضية إلى‬
‫جلسة قادمة يستدعى لها المتعرض من جديد (م ‪ 3/314‬ق م ج) أما إن هي رفضت عذره‬
‫وألغت تبعا لذلك تعرضه‪ ،‬فإن لمقدم العذر المرفوض استئناف‪  ‬الحكم بإلغاء التعرض وطلب‬
‫نقضه‪ ،‬حسب األحوال‪ ،‬للتوصل إلى عرض قضيته من جديد أمام المحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم الغيابي وثبته بإلغاء تعرضه بسبب عدم اقتناعها بالعذر المقدم لديها منه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪7‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطعن باالستئناف‪.‬‬


‫االستئناف طريق من طرق الطعن العادية في الحكم‪ ،‬سواء كان هذا الحكم حضوريا أو غيابيا‪،‬‬
‫إذ بمقتضى هذا الطعن يطلب الطاعن من المحكمة األعلى درجة أي محكمة االستئناف‬
‫تصحيح ما سبق أن قضت به محكمة الدرجة األولى في موضوع الدعوى العمومية أو‬
‫الدعوى المدنية أو هما معا وبهذا فاالستئناف يعتبر قدحا في الحكم االبتدائي الذي يرى فيه‬
‫رافع الطعن به مساسا بمصالحه أثناء المرحلة االبتدائية بسبب وقوع القاضي االبتدائي في‬
‫الخط ‪ ،‬لذلك يتوجب علينا توضيح معالم الطعن باالستئناف وذلك بالتطرق لألحكام التي يجوز‬
‫استئنافها واألطراف التي يحق لها ممارسة هذا االستئناف (المطلب األول) ‪ ،‬على أن نتناول‬
‫في‪  ‬المطلب الثاني‪  ‬آجال الطعن باالستئناف و إجراءاته و آثاره‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األحكام التي يجوز استئنافها واألطراف التي يحق لها‬
‫ممارسة هذا االستئناف‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة لالستئناف‪ ‬‬


‫بخصوص األحكام القابلة لالستئناف فإنها تتمثل في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى العمومية في الجنح بنوعيها‪ ،‬وكيفما كان منطوقها‪،‬‬
‫وذلك حسب المادة ‪ 397‬من قانون المسطرة الجنائية التي جاء فيها‪" :‬يمكن الطعن باالستئناف‬
‫في األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقها من المتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية‬

‫عبد الواحد العلمي من صفحة ‪ 96‬إلى ‪7 103‬‬


‫‪.‬نشرة قرارات محكمة‪ O‬النقض الغرفة الجنائية ج ‪ 14‬ص ‪ .115‬قرار عدد ‪ 7918‬أورده الدكتور الخمليشي م ص ‪228‬‬
‫‪.‬أبو الفتوح م من ص ‪301‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫والطرف المدني ووكيل الملك والوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬أو إحدى اإلدارات‬
‫عندما يسمح لها القانون بصفة خاصة بإقامة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى العمومية الصادرة عن المحكمة االبتدائية في‬
‫المخالفات إذا هي قضت بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 396‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية وتنص‪" :‬يمكن للمتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية والنيابة العامة استئناف األحكام‬
‫الصادرة في المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة للحرية"‬
‫تالتا‪ :‬األحكام التي تفصل في السراح المؤقت الصادرة عن المحكمة االبتدائية‪ ،‬وذلك حسب‬
‫المادة ‪ 181‬من قانون المسطرة الجنائية {تقبل مقررات اإلفراج المؤقت الصادرة عن المحكمة‬
‫االبتدائية الطعن باالستئناف لغاية نهاية اليوم الموالي لصدورها‪ ،‬ويرفع االستئناف إلى غرفة‬
‫الجنح االستئنافية"‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬كل األحكام التي تصدرها غرف الجنايات في الجنايات التي أصبحت قابلة لالستئناف أم‬
‫غرفة الجنايات االستئنافية العادية أو المتخصصة التي تنظرها بتشكيلة يمتنع أن يكون أحد من‬
‫أعضائها قد سبق له أن حكم أو حقق في الحكم المستأنف‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬القرارات الباتة في الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة‪ .‬حيت‬
‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 457‬من قانون المسطرة الجنائية على أنه‪" :‬يمكن للمتهم‬
‫وللنيابة العامة وللطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية استئناف القرارات الباتة‬
‫في الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة‪ ،‬مع مراعاة المادة ‪ 382‬والفقرة‬
‫‪8‬‬
‫األولى من المادة ‪ 401‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األطراف الذين يحق لهم سلوك طريق االستئناف‪.‬‬


‫وفيما يتعلق باألطراف الذين يحق لهم سلوك طريق االستئناف تتمثل في‪:‬‬
‫المتهم‬

‫المواد ‪ 397‬و‪ 396‬و‪ 181‬و‪ 457‬من قانون المسطرة الجنائية ‪8‬‬


‫مرجع عبد الواحد العلمي صفحة ‪108‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫النيابة العامة‬
‫اإلدارات العمومية عندما يسمح لها القانون بصفة خاصة إقامة الدعوى العمومية‬
‫‪ .‬المطالب بالحق المدني‬
‫‪ .‬المسؤول عن الحقوق المدنية‬
‫‪ .‬النائب القانوني من الحدث المحكوم" ونصت عليه المادة ‪ 484‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫في الفقرة الثالثة [يمكن أن يطعن بالتعرض أو االستئناف كل من الحدث أو نائبه القانوني‪،‬‬
‫ويمكن لوكيل الملك أن يطعن باالستئناف‪.‬‬
‫يعرض االستئناف أمام غرفة الجنح االستئنافية لألحداث بمحكمة االستئناف‪].‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آجال الطعن باالستئناف وإجراءاته وآثاره‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أجل الطعن باالستئناف وإجراءاته‬


‫اوال‪ :‬أجل الطعن باالستئناف‬
‫حددت المادة ‪ 400‬ق م ج أجل االستئناف في عشرة أيام تبتدئ من تاريخ النطق بالحكم إذا‬
‫كانت المناقشات حضورية وصدر بحضور الطرف أو من يمثله أو تم إشعار أحدهما بيوم‬
‫النطق بالحكم‪ .‬وفي غير الحاالت السابقة فإن األجل يبتدئ من يوم تبليغ الشخص نفسه أو في‬
‫موطنه‪ ،‬وهذه الحاالت هي‪:‬‬
‫إذا لم يكن الطرف حاضرا أو ممثال بالجلسة التي صدر فيها الحكم بعد مناقشات حضورية ولم‬
‫يسبق إشعاره شخصيا هو أو من يمثله بيوم النطق به‪ .‬إذا كان الحكم بمثابة حضوري حسبما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 314‬ق م ج الذي جاء فيه [إذا لم يحضر الشخص المستدعى قانونيا في‬
‫اليوم والساعة المحددين في االستدعاء حوكم غيابيا ما عدا في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫إذا طلب المتهم شخصيا ً أو بواسطة محاميه أن تجرى المناقشات في غيبته‪ ،‬وارتأت المحكمة‬
‫عدم ضرورة‪ O‬حضوره شخصيا‪ ،‬فإنها تستغني عن حضوره ويكون حكمها بمثابة حضوري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪ -‬ال يمكن أن يقبل من أي شخص اعتباره غائبا إذا كان حاضراً في الجلسة؛‬
‫إذا تسلم المتهم االستدعاء شخصيا بصفة قانونية وتغيب عن الحضور من غير أن تخلفه بعذر‬
‫مشروع‪ ،‬يمكن أن يحكم عليه ويكون الحكم الصادر بمثابة حضوري؛‬
‫إذا صرح المتهم بعد صدور حكم تمهيدي حضوري قضى برفض مطالبه في نزاع عارض‬
‫بأنه يعتبر نفسه متغيبا قبل االستماع إلى النيابة العامة‪ ،‬فإن الحكم الذي يصدر في جوهر‬
‫الدعوى يكون حضورياً؛‬
‫يسري نفس الحكم في حالة المتابعة بعدة تهم إذا قبل المتهم حضور المناقشة في شان تهمة‬
‫واحدة أو عدة تهم وصرح بأنه يعتبر نفسه بمثابة المتغيب فيما يتعلق بالتهم األخرى‪ ،‬وكذلك إذا‬
‫أعلم بتأجيل القضية قصد النطق بالحكم لجلسة محددة التاريخ‬
‫‪ -‬تطبق مقتضيات هذه المادة على الطرف المدني وعلى المسؤول عن الحقوق المدنية‪.‬‬
‫يمكن لكل منهم أو ممثله القانوني أن يستعين بمحام في سائر مراحل المسطرة‪ .‬تسري‬
‫مقتضيات المادة ‪ 421‬بعده في شأن االتصال بالمحامي واالطالع على الملف والحصول على‬
‫نسخ من وثائق الملف‪].‬‬
‫وختمت المادة ‪ 400‬بالتنصيص على أجل خمسة أيام ليقدم األطراف استئنافهم‪ ،‬إذا استأنف‬
‫أحدهم داخل األجل‪ ،‬باستثناء الوكيل العام‪ ،‬فإنه ال يستفيد من األجل اإلضافي‪ ،‬وحددت المادة‬
‫‪ 402‬ق م ج األجل الممنوح له وهو ستون يوما يبتدئ من يوم النطق بالحكم‪ ،‬ويبلغ استئنافه‬
‫المتهم وعند االقتضاء للمسؤول عن الحقوق المدنية‪ .‬ونصت المادة ‪ 401‬ق م ج على أن‬
‫األحكام التمهيدية أو الصادرة في نزاع عارض ال تقبل االستئناف إال بعد صدور الحكم في‬
‫الجوهر وفي نفس الوقت الذي يطلب فيه استئناف ذلك الحكم‪ ،‬وكذلك الشأن في األحكام‬
‫الصادرة في مسألة االختصاص يتعلق األمر بعدم االختصاص النوعي وكان الدفع قد أثير به‬
‫قبل الدفاع في الجوهر‪ ،‬حيث يقبل االستئناف في هذه الحالة‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫قرار عدد ‪ 607‬الصادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ -88/10/10‬مجلة المحامي عدد ‪ 15‬صفحة ‪9 20‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الطعن باالستئناف‪.‬‬


‫أما فيما يتعلق بإجراءات االستئناف تتجلى في تقديم تصريح إلى كتابة الضبط بالمحكمة التي‬
‫أصدرت الحكم أو إلى كتابة الضبط بمحكمة االستئناف‪ ،‬وذلك بحسب المادة ‪ 399‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية الذي جاء فيها‪[ :‬يعرض االستئناف على نظر غرفة الجنح االستئنافية التي‬
‫تتكون تحت طائلة البطالن من رئيس ومن مستشارين اثنين بحضور ممثل النيابة العامة‬
‫وبمساعدة كاتب الضبط يقدم االستئناف بتصريح إلى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم أو إلى كتابة الضبط بمحكمة االستئناف‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان المحكوم عليه معتقال‪ ،‬فإن التصريح باالستئناف المقدم لكتابة الضبط بالمؤسسة‬
‫السجنية يعد صحيحا ويتلقى حاال ويضمن بالسجل الخاص المنصوص عليه في المادة ‪.223‬‬
‫يحدد أجل االستئناف في عشرة أيام تبتدئ من تاريخ النطق بالحكم‪ ،‬إذا صدر بعد مناقشات‬
‫حضورية في الجلسة بحضور الطرف أو من يمثله أو إذا وقع إشعار أحدهما بيوم النطق به‪.‬‬
‫يسري هذا األجل من يوم التبليغ للشخص نفسه أو في موطنه‬
‫أ) إذا لم يكن الطرف حاضرا أو ممثال بالجلسة التي صدر فيها الحكم بعد مناقشات حضورية‬
‫ولم يسبق إشعاره شخصيا هو أو من يمثله بيوم النطق به؛ ب) إذا كان الحكم بمثابة حضوري‬
‫حسب مقتضيات الفقرات ‪ 2‬و‪ 4‬و‪ 7‬من المادة ‪ 314‬أعاله‬
‫ج) إذا صدر الحكم غيابيا حسب مقتضيات الفقرة األولى من المادة ‪ 314‬أعاله غير أنه إذا‬
‫استأنف أحد األطراف داخل األجل المحدد فلغيره من األطراف ممن لهم حق االستئناف‪،‬‬
‫باستثناء الوكيل العام للملك‪ ،‬أجل إضافي مدته خمسة أيام لتقديم استئنافهم‪.‬‬
‫يتعين على رئيس المؤسسة السجنية أن يبعث نسخة من هذا التصريح داخل أجل ال يتجاوز‬
‫أربعا ً وعشرين ساعة لكتابة ضبط المحكمة المصدرة للحكم‪ ،‬وإال تعرض لعقوبات تأديبية‬
‫مرجع وزارة العدل قانون المسطرة الجنائية صفحة ‪285/286‬‬

‫‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫بغض النظر عما يتعرض له من متابعات جنائية‪ ].‬ثم تبليغ استئناف الوكيل العام للملك إلى‬
‫المتهم وإلى المسؤول عن الحقوق المدنية بحسب الفقرتين ‪ 1‬و‪ 2‬من المادة ‪ 402‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪[ .‬للوكيل العام للملك حق تقديم االستئناف خالل أجل ستين يوما تبتدئ من‬
‫يوم النطق بالحكم‪.‬‬
‫يبلغ هذا االستئناف للمتهم وعند االقتضاء للمسؤول عن الحقوق المدنية‪ .‬غير أن هذا التبليغ‬
‫يكون صحيحا إذا أخبر به المتهم الحاضر بالجلسة‪ ،‬أو إذا صرح الوكيل العام للملك باالستئناف‬
‫داخل األجل القانوني بمناسبة عرض القضية بالجلسة بناء‬
‫على استئناف المتهم أو أي طرف آخر‪.‬‬
‫يمكن للمستأنفين‪ ،‬باستثناء النيابة العامة‪ ،‬أن يتنازلوا عن استئنافهم‪ ،‬ويجب أن يكون هذا‬
‫التنازل صريحا‪.‬‬
‫يبقى هذا التنازل عديم األثر ويمكن التراجع عنه ما دامت المحكمة لم تعط إشهاداً به‪].‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الطعن باالستئناف والفصل فيه‪.‬‬


‫اوال‪ :‬إن الطعن باالستئناف يترتب عليه أثران‪:‬‬
‫األول‪ :‬أثر واقف‪ ،‬ويعني وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيه وذلك بنص القانون إذ يوقف‬
‫التنفيذ أثناء األجل المقرر لالستئناف وأثناء النظر فيه إذا تم داخل األجل القانوني‪.‬‬
‫القاعدة العامة أن األحكام الزجرية ال يمكن تنفيذها إال بعد صيرورتها بانة في المقتضيات‬
‫العمومية ونهائية في المقتضيات المدنية (المادتان ‪ 597‬و ‪ 598‬من قانون المسطرة الجنائية)‪،‬‬
‫وهو األمر الذي وقع تكريسه في المادة ‪ 398‬التي أشارت إلى أن أجال االستئناف‪ ،‬وسريان‬
‫إجراءات الدعوى أمام محكمة االستئناف يوقف الحكم المطعون فيه ‪.‬وبالتالي فإن المبدأ أو‬
‫القاعدة هي أن األحكام الزجرية ال يمكن تنفيذها إال إذا كانت نهائية‪ ،‬حيث أن أجال االستئناف‬
‫وسريان إجراءات الدعوى يوقف الحكم المطعون فيه إال في الحاالت االستثنائية التالية‪ :‬حالة‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫صدور حكم القاضي ببراءة المتهم المعتقل أو بإعفائه أو بحبس موقوف التنفيذ‪ ،‬أو بغرامة‬
‫فقط‪ ،‬أو سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬أو قضائه العقوبة الحبسية المحكوم بها‪ ،‬أو منح السراح‬
‫المؤقت فيفرج عنه رغم أي طعن المادة ‪ 404‬من قانون المسطرة الجنائية)‪ :‬حالة األمر بإيداع‬
‫المتهم بالسجن أو بإلقاء القبض عليه (المادة ‪ 392‬من قانون المسطرة الجنائية)‪ :‬الحكم القاضي‬
‫بتعويض مسبق أو بالنفاذ المعجل في جزء من التعويضات (المادة ‪ 3/392‬و ‪ 4‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية)‬

‫الثاني‪ :‬األثر الناقل لالستئناف‬


‫ويعني هذا األثر بان االستئناف ينقل النزاع من جديد أمام محكمة الدرجة الثانية التي تقوم‬
‫بدراسة ومناقشة القضية من جديد بجميع عناصرها الواقعية والقانونية‪ ،‬متقيدة في ذلك‬
‫المقتضيات وموضوع االستئناف‪.‬‬
‫ويتميز بخاصيتين‪O:‬‬
‫الخاصية األولية‪ :‬نشر الدعوى في حدود الوقائع التي سبق عرضها على المحكمة االبتدائية‪.‬‬
‫وتقتضي هذه الخاصية بان تتقيد غرفة الجنح االستئنافية بالوقائع التي عرضت بها القضية على‬
‫محكمة الدرجة األولى وليس من حقها أن تفصل في وقائع جديدة لم يسبق عرضها ابتدائيا‪،‬‬
‫حتى ال تفوت على األطراف درجة من درجات التقاضي وقد يمس بحقوق الدفاع‪ ،‬إال أن ذلك‬
‫ال يمنعها من إعادة تكييف األفعال المعروضة‪ O‬ابتدائيا وتطبيق الوصف القانوني السليم عليها‪،‬‬
‫ولو باعتماد وقائع جديدة طرأت بعد صدور الحكم االبتدائي لها تأثير على هذا الوصف دون‬
‫أن تكون بذلك قد تجاوزت حدود الوقائع المعروضة عليها"‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬نشر الدعوى بجميع عناصرها الواقعية والقانونية‪:‬‬
‫تقتضي هذه الخاصية أن غرفة الجنح االستئنافية تبحث في األفعال التي سبق عرضها في‬
‫المرحلة االبتدائية‪ ،‬كما أنها تناقش من جديد وسائل اإلثبات الجديدة التي قد تفيد في تكوين‬
‫قناتها وإصدار الحكم في الموضوع‪ O‬وتقوم الغرفة المذكورة بمراقبة صحة اإلجراءات الشكلية‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المتخذة ابتدائيا‪ ،‬وتحدد مدى المسؤولية في إطار هذه الوقائع‪ ،‬كما تقوم بتدارك االغفاالت‬
‫والتصدي بشأنها (المادة ‪ 406‬ق م ج)‪ .‬وبذلك ال ينقل االستئناف أمام غرفة الجنح االستئنافية‬
‫من عناصر الدعوى إال ما يملكه المستأنف من صالحيات في هذه الدعوى وهكذا فان استئناف‬
‫الطرف المدني أو المسؤول عن الحقوق المدنية يجعل الغرفة تقصر نظرها على مصلحة‬
‫المستأنف المدنية فقط وال شأن له بمقتضيات الدعوى العمومية"‪ .‬كما أن المستأنف وإن كان له‬
‫حق نقل جميع مقتضيات الحكم االبتدائي التي تهم مصالحه فله بالمقابل أن يقصر هذا النقل‬
‫على جزء من الحكم المطعون فيه دون الجزء اآلخر‪ .‬هذا وتجدر المالحظة في هذا الباب أن‬
‫الذي يحدد مدى سلطة غرفة الجنح االستئنافية هو ما ورد في التصريح باالستئناف‪ ،‬أما ما جاء‬
‫في المذكرات أو المرافعات الالحقة فال يعتد به‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬أن استئناف كل طرف ينحصر ضمن مصالحه وصالحياته القانونية‪.‬‬
‫فاستئناف الظنين ينقل إلى الغرفة المذكورة الدعوى العمومية بشقيها المدني والزجري‪ ،‬لكن‬
‫يمكنه أن يقصر استئنافه على أحد الشقين دون اآلخر‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكن للغرفة إال أن‬
‫تقضي بتأييد الحكم المستأنف أو إلغائه فائدته (المادة ‪ 409‬ق م ج)‪ .‬أما إذا استأنف الطرف‬
‫المدني وحده‪ ،‬فإن نظر الغرفة الجناحية يقتصر على النظر في مصالحه المدنية فقط‪ ،‬إال أن‬
‫ذلك يحول دون النظر في الوقائع الجرمية ولكن ليس للبت في الدعوى العمومية‪ ،‬وإنما لتقدير‬
‫التعويض عند البت في الدعوى المدنية‪ .‬أما استئناف النيابة العامة أو اإلدارات المخول لها‬
‫قانونا حق إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬فإنه لغرفة الجنح االستئنافية الحق في تأييد الحكم المستأنف‬
‫أو تعديله أو إلغائه إما لفائدة المتهم أو ضده م ‪ 409‬ق م ج)‪ .‬وعلى هذا األساس فإن استئناف‬
‫النيابة العامة وحدها ال ينقل إلى محكمة الدرجة الثانية الدعوى المدنية إن وجدت الن دورها‬
‫قاصر على الدعوى العمومية ال غير‪ .‬ورفع االستئناف أمام غرفة الجنح االستئنافية يعتبر من‬
‫مستجدات هذا القانون‪ ،‬ذلك أن النظر في استئناف األحكام الزجرية الصادرة عن المحاكم‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫االبتدائية كانت تضطلع به الغرفة الجناحية في ظل ظهير اإلجراءات االنتقالية إضافة إلى‬
‫‪10‬‬
‫اختصاصها بمراقبة أعمال التحقيق الفصل ‪ 10‬من ظهير اإلجراءات االنتقالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفصل في الطعن باالستئناف‬
‫إن فحص الشكل ومدى االختصاص ثم النظر في الموضوع هي الخطوات التي يمر بها فصل‬
‫جهة الطعن بطريق االستئناف‪ ،‬وذلك بعد مباشرة حق الطعن من أحد الخصوم في الدعوى أن‬
‫أول ما تلتزم به جهة االستئناف هو البحث في قبول االستئناف شكال‪ ،‬فإذا تعين لها أن أحد‬
‫شروطه غير قائم‪ ،‬فإنه الحكم بعدم قبوله أما إذا توافرت الشروط الشكلية‪ ،‬فإن جهة االستئناف‬
‫تبحث في مدى اختصاصها في نظر االستئناف‪ ،‬وهذا االختصاص مرتبط اختصاص محكمة‬
‫الدرجة األولى‪ ،‬فإذا توصلت إلى أنها غير مختصة فإنها تحكم بعدم االختصاص‪ ،‬أما إذا أثبتت‬
‫اختصاصها فتنظر في موضوع الدعوى وتعيد الفصل فيه‪ ،‬وعليه لها الحق أن تأيد الحكم‬
‫االبتدائي أو تعدله أو تلغيه‪ ،‬ومن ثم فإن محكمة االستئناف تصدر حكم ال يخرج عن الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫القضاء بعدم قبول االستئناف شكالء القضاء بعدم االختصاص‪ ،‬والقضاء في الموضوع‪ O‬والحكم‬
‫بإرجاع القضية إلى محكمة الدرجة أولى ولذلك سنتطرق لكل حالة على حدة‪.‬‬
‫الحكم بعدم قبول االستئناف شكال‪ :‬فرض القانون شروطا لجواز قبول االستئناف شكال ان هو‬
‫غاب أحدهما امتنع قبوله ويرفض االستئناف شكال في الحاالت التالية‪ ،‬عدم و مصلحة الطاعن‬
‫باالستئناف عدم احترام أجال و مواعيد الطعن باالستئناف المقررة قانونا ومخالفة القواعد‬

‫دليل وزارة العدل لشرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني ‪10‬‬
‫قرار المجلس األعلى عدد ‪ 93‬بتاريخ ‪( 1994/2/3‬استئناف الحكم القاضي بعدم قبول التعرض ال يقد محكمة االستئناف وال يمنعها من‬
‫مناقشة جوهر الدعوة كدرجة ثانية للتقاضي منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 47‬ص ‪221‬‬

‫قرار المجلس األعلى رقم ‪ 698‬بتاريخ ‪ 1960/7/7‬قرار رقم ‪ 1698‬بتاريخ ‪ 1964/07/23‬منشورين بمجلة إجراءات المجلس األعلى‬
‫في المادة الجنائية ‪1965/1957‬ص‪11‬‬

‫قرار المجلس األعلى رقم ‪ 918‬بتاريخ ‪ 1961/7/22‬أن األثر الناشر لالستئناف تحدده من جهة صفة المستأنف ومن جهة أخرى ألفاظ‬
‫)االستئناف عندما يبين هذا األخير مقتضيات الحكم التي هو موجه ضدها‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المتعلقة بالتقرير باالستئناف توفر صفة و يفرق الفقه والقضاء بين عدم قبول االستئناف و‬
‫اإلقرار بعدم جواز االستئناف فيرجع عدم قبول االستئناف إلى تخلف شرط من شروط الخاصة‬
‫بصفة الطاعن أو مصلحته أو ميعاد الطعن أو التقرير بالطعن أما اإلقرار بعدم جواز‬
‫االستئناف فيكون في حالة تخلف أحد الشروط الخاصة بموضوع الطعن أي األحكام الجائز‬
‫استئنافها‪ ،‬والحقيقة أن عدم الجواز يندرج ويدخل في دائرة عدم القبول وليس هناك أي أثار‬
‫قانونية تدخل في التفرقة بين عدم الجواز وعدم القبول‪ ،‬كما أنه ليس هناك فرق بين عدم قبول‬
‫االستئناف وبين الحكم برفض االستئناف شكال ‪ ،‬فهذا اختالف فقهي أكثر من هو قضائي‬
‫وليس هناك أثار للتفرقة بينها‪ ،‬فإن اختلف اللفظ إال إنهما يؤديان نفس المعنى القانون ‪.‬‬
‫وان اتضح للمحكمة قيام أحد األسباب التي توجب الحكم بعدم قبول االستئناف شكال‪ ،‬فإنها ال‬
‫تنتقل بعد ذلك إلى الموضوع الحكم بعدم االختصاص‪ :‬بعد تفحص محكمة الدرجة الثانية‬
‫للتصريح باالستئناف والتأكد من كون شروط قبوله متوافرة‪ .‬تنتقل لمرحلة أخرى مستمدة من‬
‫التنظيم القضائي الذي يفرض حدودا لوالية المحاكم في نظر الدعاوى المختلفة‪ ،‬ونعني به‬
‫تأكدها مما إذا كانت مختصة بالبت في االستئناف ام ليست كذلك الحكم في الموضوع ‪ :‬إذا‬
‫رفع االستئناف في الحكم الجزائي أمام الجهة المختصة فإنها تقضي إما بتأييد الحكم المستأنف‬
‫أو بإلغائه أو تعديله أو تتصدى للموضوع عند االقتضاء وبالرجوع الى النصوص المنضمة‬
‫لصالحية محكمة الدرجة الثانية التي تفصل في االستئناف‪ ،‬يمكن القول بان المبدأ الذي تقرره‬
‫هو ضرورة تقيد محكمة الدرجة الثانية أو غرف محكمة النقض مجتمعة باستثناء الغرفة‬
‫الجنائية‪ ،‬الناظرة في االستئناف لمصلحة رافع االستئناف بحيث يتعين الحفاظ له في األقل‬
‫‪11‬‬
‫بالوضعية التي تقررت في الحكم االبتدائي محل الطعن حيث نجد أن المجلس األعلى محكمة‬
‫‪11‬‬

‫عبد الواحد العلمي شروح في القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية‬

‫الداودي عبد هللا الطعن بطريق االستئناف في المادة الجزائية م‪ .‬س‪ .‬ص ‪ .142‬وفي هذا السياق وجبت اإلشارة إلى أن المحكمة‪ O‬الناظرة‬
‫في االستئناف ملزمة بالتأكد من اختصاصها النوعي والشخصي تلقائيا لتعلق ذلك بالنظام العام‪ ،‬والذي ال يثبت لها إال إذا كانت المحكمة‪O‬‬
‫‪.‬المصدرة للحكم االبتدائي المستأنف مختصة بالنظر في الدعوى كذلك‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫النقض كرست ذلك في قرار عند ‪ " 3268‬في حالة ما إذا كان المتهم هو المستأنف وحده ال‬
‫يجوز لمحكمة االستئناف إال أن تصحح الحكم االبتدائي أو تلغيه لفائدة المستأنف الحكم بإرجاع‬
‫الدعوى إلى المحكمة االبتدائية‪ :‬يمكن للمحكمة التي استأنف الحكم أمامها أن تحكم بإلغاء الحكم‬
‫المستأنف إلى المحكمة االبتدائية إذا تبين لها انه ال يثبت لها قانونا حق النظر في الحكم كدرجة‬
‫ثانية وإنما المحكمة االبتدائية هي التي يثبت لها ذلك‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير عادية في المادة الجنائية‬


‫أتاح المشرع األطراف الدعوى‪ ،‬في حالة صدور حكم قرار نهائي‪ ،‬رفع القضية أمام المجلس‬
‫األعلى باعتباره أعلى محكمة حسب التنظيم القضائي‪ ،‬إذا تبين له خرق للقانون أو أن القرار‬
‫صدر بناء على وثائق مزورة أو لتدارك خطأ في الوقائع‪ .‬وقد فتح المشرع هذا المجال بعد‬
‫استنفاذ اللجوء إلى طرق الطعن العادية‪ .‬وتسمى هذه الوسائل طرق الطعن غير العادية‪،‬‬
‫وتتميز بكونها ال تنشر الدعوى من جديد أمام المجلس األعلى‪ .‬وسنتناول طرق الطعن غير‬
‫العادية في الفروع الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬النقض‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إعادة النظر والمراجعة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطعن بالنقض‪.‬‬


‫إن فكرة الطعن جاءت للتوفيق بين اعتبار الثبات واالستقرار من جهة ومن إزالة الخطأ من‬
‫جهة أخرى وبذلك تعتبر طرق الطعن الوسائل القضائية االختيارية التي ينظمها القانون‬
‫لمصلحة المحكوم عليه إذا أراد هذا االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلغائه أو تعديله‬

‫قرار صادر عن المجلس االعلى منشور بمجلة قضاء المجلس االعلى عدد ‪38-37‬رص ‪202‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫أو إزالة آثاره ويعتبر الطعن بالنقض طريق من طرق غير العادية والذي يسمح فيه باألصل‬
‫في كل األحكام والقرارات واألوامر القضائية النهائية الصادرة في الجوهر ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض والغير القابلة للطعن بالنقض‪.‬‬
‫ليست كل األحكام الصادرة عن المحاكم المغربية قابلة للنقض فقد سمح المشرع بالطعن في‬
‫البعض منها (الفقرة األولى) ولم يسمح بذلك في أحكام أخرى (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض‬


‫األصل أن الطعن بالنقض يسمح به في كل األحكام والقرارات واألوامر القضائية النهائية‬
‫الصادرة في الجوهر ما لم ينص القانون على خالف ذلك ومن بين هذه األحكام هناك األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم االستئنافية بالدرجة األولى واالنتهائية واألحكام التي تصدرها محاكم‬
‫االستئناف بعد الطعن في انتخاب مجلس نقابة المحامين ثم األحكام الصادرة ابتدائيا ونهائيا من‬
‫المحاكم االبتدائية أما األحكام الصادرة عن محاكم الجماعات والمقاطعات التي تم تعويضها‬
‫بمحاكم القرب فال تقبل نقض ألن المشرع اعتبر هذه األحكام غير قابلة ألي طعن عادي أو‬
‫استثنائي‪ .‬وبالمقارنة مع القانون المصري فالمبدأ أنه ال يجوز الطعن بالنقض إال في األحكام‬
‫الصادرة في الجنايات والجنح فقط دون المخالفات (المادة ‪ 30‬من قانون حاالت وإجراءات‬
‫الطعن بالنقض) ولقد أجاز قانون اإلجراءات الجنائية عند صدور الطعن بالنقض في‬
‫المخالفات‪ ،‬ثم جاء المرسوم بقانون رقم ‪ 353‬لسنة ‪ 1952‬فأقر هذا الوضع ويشترط في‬
‫األحكام التي يجوز فيها الطعن بالنقض حسب القانون المصري أن تصدر في مواد الجنايات‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫والجنح وأن تكون نهائية وأن تكون صادرة من أخر درجة ثم أخيرا األحكام الصادرة في‬
‫الجنايات والجنح‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األحكام الغير قابلة للطعن بالنقض‪.‬‬


‫األحكام الغيابية‪ :‬تنص المادة ‪ 521‬من قانون المسطرة الجنائية على الحالة التي تكون فيها‬
‫المسطرة تشمل عدة أطراف ويتغيب بعضهم‪ ،‬حيث يمكن للطرف الصادر في حقه مقرر‬
‫حضوري نهائي أن يطعن فيه بالنقض داخل األجل القانوني ويمكن للطرف المتغيب الطعن‬
‫بالنقض عندما يصبح المقرر الصادر في حقه نهائيا ومن ثم فان متى كان الحكم غيابيا فإنه ال‬
‫يقبل الطعن فيه بالنقض‪ ،‬غير أن األطراف الصادر في حقهم حكم حضوري أو بمثابة‬
‫حضوري فبإمكانها الطعن فيه بالنقض‪ .‬وقد جاء في أحد قرارات مجلس األعلى ) محكمة‬
‫النقض حاليا ) في ضل قانون المسطرة الجنائية الملغى أنه متى كان الحكم غيابيا بالنسبة ألحد‬
‫األطراف فإنه ال يمكن الطعن فيه بالنقض من قبل أطراف وصف الحكم في حقها حضوريا ‪،‬‬
‫ومما جاء في القرار المذكور ‪ " :‬إذا كان الحكم قابال لتعرض من طرف أحد األطراف ال‬
‫يمكن الطعن فيه بالنقض من طرف من كان الحكم في حقه حضوري " " األحكام التي الزالت‬
‫قابلة للطعن بالطرق العادية االستئناف والتعرض ال يمكن الطعن فيها عن طريق المطالبة‬
‫بالنقض من أي طرف من أطراف الدعوى عمال بمقتضيات الفصل ‪ 571‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية " يكون غير مقبول طلب النقض الموجه ضد القرار الصادر غيابيا في حق المتهم ولو‬
‫رفع من طرف شركة التأمين التي كان الحكم حضوريا بالنسبة إليهه ‪.‬‬
‫‪ .2‬المقررات اإلعدادية والتمهيدية‪ :‬تنص المادة ‪ 522‬من قانون المسطرة الجنائية على ان‬
‫المقررات اإلعدادية والتمهيدية الصادرة بشأن نزاع عارض أو دفع‪ ،‬ال تقبل الطعن بالنقض إال‬
‫في أن واحد مع الطعن بالنقض في المقرر النهائي الصادر في الجوهر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪ .3‬المقررات الصادرة بشأن االختصاص‪ :‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 521‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية على أنه ال يمكن الطعن في المقرر النهائي الصادر في الجوهر ما لم تكن‬
‫‪12‬‬
‫متعلقة بعدم االختصاص النوعي شريطة إثارته قبل كل دفع في الجوهر‪.‬‬
‫‪ .4‬األحكام الصادرة بغرامة ال تتجاوز ‪ 20.000‬درهم هذه األحكام بدورها ال تقبل الطعن‬
‫بالنقض طبقا لما جاء في المادة ‪ 523‬من قانون المسطرة الجنائية إال إذا أدى المحكوم عليه بما‬
‫يثبت أنه أدى الغرامة المحكوم بها عليه‪.‬‬
‫‪ .5‬قرارات اإلحالة على محكمة زجرية‪ :‬تنص المادة ‪ 524‬على أنه ال يمكن طلب نقض‬
‫القرارات التي تبيت في اإلفراج المؤقت والمراقبة القضائية‪.‬‬
‫‪ .7‬قرارات عدم المتابعة بمقتضى المادة من قانون المسطرة الجنائية فإنه ال يمكن للطرف‬
‫المدني ان يطلب نقض القرار بعدم المتابعة إال إذا كان نص هذا القرار على عدم قبول تدخله‬
‫في الدعوى أو إذ أغفل البث في تهمة ما‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن من حيث األشخاص‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬النيابة العامة‬


‫إن نظام النيابة العامة كما هو مطبق أمام المحاكم المغربية حاليا ليس وليدة تقاليد قضائية‬
‫مغربية صرفة فهو من ضمن التراث القانوني الذي حملته لنا فرنسا باعتبارها دولة حامية‬
‫للمغرب ابتداء من معاهدة فاس ‪ 30‬مارس ‪ 1912‬وبالرجوع إلى قانون المسطرة الجنائية‬
‫الجديد نجد أن األصل في مهام النيابة العامة إنها تقوم بمساعدة الشرطة القضائية والتي تعمل‬
‫تحت إشرافها بالتثبيت من وقوع الجرائم وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‪ .‬إضافة إلى‬
‫جاء في قرار المجلس األعلى التمهيدي ال يكسي الصفة النهائية وبذلك فان الطعن فيه بطريق المطالبة بالنقض غير مقبول عمال ‪12‬‬
‫بمقتضيات الفصل ‪ 371‬من قانون المسطرة الجنائية الذي ينص على أنه إذا ارتأت المحكمة‪ O‬في حالة االبطال أنه يمكن تجري من جديد‬
‫مناقشات‪ O‬شفهية حضورية احالت القضية للحكم فيها مرة أخرى إلى محكمة مماثلة نوعا بناء على ملتمسات الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض‪ ،‬تبت في القضية طبقا لما ورد في الفقرة األولى من المادة ‪573/575‬‬

‫قرار المجلس االعلى عدد ‪ 2985‬صادر بتاريخ ‪ 4 3‬وملف جنحي عدد ‪ 15138‬منشور بمجلة المحاكم ‪ 46‬صفحة ‪51‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المهمة التي أنيطت لها في توفير أجوبة سريعة المدى وفعالة الجدوى لحسم الخصومات ذات‬
‫الطابع البسيط وغير الخطير عن طريق الصلح‪ .‬ثم إقامة الدعوى العمومية وتحريكها أمام‬
‫القضاء لمطالبة المحكمة بتطبيق القانون وذلك طبقا للمادة ‪ 36‬من المسطرة الجنائية وإقامة‬
‫الدعوى يكون إما من طرف وكيل الملك باعتباره ممثل النيابة العامة إمام المحاكم االبتدائية‬
‫بمساعدة نائب أو عدة نواب أو من طرف الوكيل العام للملك بصفته ممثال لها أمام محاكم‬
‫االستئناف بمساعدة نوابه‪.‬‬
‫يمارس وكيل الملك شخصيا أو بواسطة نوابه الدعوى العمومية في المخالفات والجنح المركبة‬
‫في دائرة نفوذ المحكمة االبتدائية المعين بها وذلك تحت مراقبة الوكيل العام إما تلقائيا أو بناء‬
‫على ‪ 13‬شكاية متضرر كما يمارس وكيل الملك سلطته على نوابه وله أثناء أداء مهامه الق‬
‫‪ 40‬من قانون المسطرة الجنائية الجديد‪.‬‬ ‫في تسخير القوة العمومية وذلك طبقا للمادة‬
‫ويمارس الوكيل العام للملك الدعوى العمومية في الجنايات وكذا الجنح المرتبطة بها‪ .‬أو تلك‬
‫التي ال تقبل التجزئة عنها المرتكبة في دائرة نفوذه والدعوى العمومية تعرف بكونها الطريقة‬
‫التي تخول للمجتمع الذي تمثله النيابة العامة حق إيقاع الجزاء على المجرم الذي تبت إجرامه‬
‫بعد إتباع اإلجراءات المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية‪.‬‬


‫اوال‪ :‬المتهم‬
‫للمتهم إن يطعن في الحكم الصادر في الدعوى الجنائية أو الحكم الصادر في الدعوى المدنية‬
‫أو فيهما معا حسب تقديره ذلك ان له المصلحة في الطعن وال يقبل نزول المتهم عن حقه في‬
‫الطعن قبل انقضاء ميعاده وتطبيقا لذلك فاتن قبول الحكم المطعون فيه بل وتنفيذه اختيارا ال‬

‫قرار المجلس األعلى بعدم قبول الطعن بالنقض في قرار الفرقة الجناحية بمحكمة االستئناف بالرباط ابدت فيه أمرا باإلحالة من ‪13‬‬
‫‪.‬طرف قاضي التحقيق العسكري على المحكمة العسكرية معتبرا أن الطعن بالنقض ال يمكن اال مع الحكم في الجوهر‬
‫قرار مجلس األعلى عدد ‪ 1088-3‬الصادر بتاريخ ‪ 17/06/2009‬عدد ‪09/3/6/259‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫يجعل طعنه فيه بعد ذلك غير مقبول وإذا لم يستأنف المتهم إن يطعن في الحكم االستئنافي ولو‬
‫كان مؤيدا للحكم االبتدائي الذي لم يستأنف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤول عن الحقوق المدنية‬
‫له كامل الحق في الطعن في الحكم الصادر عن محكمة الموضوع‪ O,‬والذي يعتبر ضارا‬
‫بمصالحه مثله مثل باقي األطراف شريطة أن يكون قد انصب طرفا في الدعوى أي له الصفة‬
‫التي صدر فيها الحكم المشكو منه قبل محكمة الموضوع أما أن لم يكن كذلك فال يقبل منه‬
‫الطعن بالنقض ونحو ذلك أن تصدر المحكمة االبتدائية حكما يلزم في حدود معينة المسؤول‬
‫عن الحقوق المدنية بتعويض المتضرر المطالب بالحق المدني إال أنه ‪ -‬أي المسؤول المدني ‪-‬‬
‫يستكف عن طلب االستئناف في الحكم في حين يبادر المتهم إلى طلبه بالنسبة للدعويين المدنية‬
‫والجنائية ‪ ،‬ويحصل أن يفلح في استصدار حكم لمصلحته في هذه المرحلة‪ ،‬حيث يحرم‪،‬‬
‫بمقتضى الشرط الذي تتحدث عنه‪ ،‬المسؤول عن الحقوق المدنية الذي لم يستأنف الحكم‬
‫االبتدائي من حق طلب نقض القرار االستئنافي الصادر بناء على استئناف المتهم الدعويين‬
‫العمومية والمدنية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض وآثاره وأسبابه‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات‪ O‬الطعن بالنقض‪.‬‬


‫أوال‪ :‬مسطرة التصريح بالنقض‪.‬‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 526‬من قانون المسطرة الجنائية فإن التصريح بالنقض يقدم بواسطة‬
‫طالب النقض شخصيا او بواسطة محاميه أمام كاتب الضبط المخول بتلقي الطعون لدى نفس‬
‫المحكمة المصدرة للقرار المطعون فيه‪ ،‬ويقيد التصريح بسجل معد لهذه الغاية ويوقع على‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫التصريح كاتب الضبط والمصرح‪ O‬سواء كان الطاعن شخصيا او محاميه‪ ،‬وإذا كان األمر‬
‫يتعلق بالطاعن شخصيا وكان ال يحسن التوقيع فإنه يضع بصمة إبهامه على التصريح‪.‬‬
‫وإذا كان المصرح شخصيا معتقال فإنه يقدم تصريحه أمام كتابة الضبط بالمؤسسة السجنية‪،‬‬
‫ويقيد فورا بالسجل المنصوص عليه في المادة ‪ 120‬من ق‪.‬م‪.‬ج ويتعين على رئيس المؤسسة‬
‫السجنية أن يوجه داخل األربع والعشرين ساعة الموالية للتصريح النسخة منه إلى كتابة الضبط‬
‫بالمحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه‪ ،‬حيث يضم في السجل المنصوص عليه في الفقرة‬
‫الثانية أعاله‪ ،‬ثم يضاف التصريح إلى ملف الدعوى‬
‫وفي جميع الحاالت فإنه يجب أن يسلم وصل من التصريح للمصرح‪O.‬‬
‫وتأكيدا على الصفة اإللزامية للشكليات أعاله‪ ،‬جاء في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ‬
‫‪ 1989/04/27‬تحت عدد ‪ 1974‬في الملف الجنسي عدد ‪ 17779/88‬أنه "بناء على‬
‫الفصل ‪ 577‬من ق‪.‬م‪.‬ج المادة ‪ 26‬حاليا فإن الطعن بالنقض يتم بواسطة تصريح يدلي به أمام‬
‫كتابة الضبط طالب النقض شخصيا أو بواسطة محاميه أو وكيل هذا التصريح إجراء جوهريا‬
‫ال يغني عنه أي إجراء بما فيه مذكرة الطعن خاص بعد بالنقض "‬
‫كما جاء في قرار آخر صادر عن نفس المحكمة بتاريخ ‪ 1989/11/10‬تحت عند ‪ 8994‬في‬
‫الملف الجنحي عدد ‪ 12799/89‬ما يلي‪" :‬إن التصريح‪ O‬بالنقض على الشكل الذي حدده‬
‫المشرع بمقتضى الفصل ‪ 577‬من قانون المسطرة الجنائية المادة ‪ 526‬حاليا‪ ،‬مقرر على وجه‬
‫‪14‬‬
‫اإللزام‪ ،‬وال تغني عنه أي طريقة أخرى‪ ،‬كتوجيه برقية مثال إال في حالة القوة القاهرة‪.‬‬
‫وفي قرار آخر صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2018/01/31‬تحت عدد ‪ 137/2‬في‬
‫الملف عدد ‪" 23812/17‬تأسيسا على ما نصت عليه المادة ‪ 325‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫فإن المصرح يطلب النقض سواء كان باألصالة أو بواسطة محام يتعين باسمه في حين أن‬
‫صك النقض المدرج ضمن وثائق الملف إنها ورد فيه أن األستاذ‪ O...‬عن األستاذ‪ ....‬يطعن‬
‫بالنقض لفائدة ذوي حقوق مشوبا بالغموض واإلبهام إذ لم تبين أسماء طالبي النقض‪ ،‬األمر‬
‫‪ .‬قرار منشور بمجموعة قرارات المجلس األعلى المادة الجنائية الجزء الثاني من ص ‪ 32‬وما يليها ‪14‬‬
‫‪.‬قرار منشور بمجلة المحاكم‪ O‬المغربية عدد ‪ 61‬ص ‪ 85‬وما يليها ‪ ‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الذي تعذر معه على محكمة النقض التعرف على أسماء الطاعنين بالنقض وترتيب اآلثار‬
‫القانونية عن وضعية ‪ ...‬فجاء الصك المذكور بذلك بعدم قبول الطلب‪.‬‬
‫من خالل مقتضيات المادة ‪ 527‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإن أجل طلب النقض يحدد في عشرة أيام من‬
‫يوم صدور المقرر المطعون فيه ما لم تنص مقتضيات خاصة على خالف أن هذا األجل ال‬
‫يبتدئ إال من يوم تبليغ المقرر إلى الشخص نفسه أو في ذلك غير كل طاعن مما يتعين معه‬
‫والحالة ما ذكر الحكم ثالثا‪ :‬اآلجال المرتبطة بالطعن بالنقض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلجال المرتبطة بالطعن بالنقض‪.‬‬
‫من خالل مقتضيات المادة ‪ 527‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإن أجل طلب النقص يحدد في عشرة أيام من‬
‫يوم صدور المقرر المطعون فيه ما لم تنص مقتضيات خاصة على خالف غير أن هذا األجل‬
‫ال يبتدئ إال من يوم تبليغ المقرر إلى الشخص نفسه أو في‬
‫موطنه في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬بالنسبة للطرف الذي لم يكن بعد المناقشات الحضورية حاضراً أو ممثال في الجلسة التي‬
‫صدر فيها المقرر ما لم يكن الطرف قد أشعر لسماع المقرر في يوم معين وصدر المقرر فعال‬
‫في ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ _2‬بالنسبة للمتهم الذي طلب أن تجرى المحاكمة في غيبته طبقا للشروط المنصوص عليها‬
‫في الفقرة الثانية من المادة ‪ 314‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬أو الذي لم يحضر في الحالة المنصوص عليها‬
‫في الفقرتين الرابعة والخامسة من المادة المذكورة‪.‬‬
‫‪ _3‬بالنسبة للمتهم الذي حكم بإلغاء تعرضه وفقا ً لمقتضيات الفقرة الرابعة من المادة ‪ 194‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يبتدئ أجل طلب النقض في األحكام الغيابية إال من اليوم الذي يصبح فيه التعرض غير‬
‫مقبول‪ ،‬ويعتبر الطعن بالنقض بمثابة تنازل عن الحق في الطعن بالتعرض من قبل الطرف‬
‫‪15‬‬
‫الذي قام به‪.‬‬

‫‪ 15‬المادة ‪ 527‬من قانون المسطرة الجنائية‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وفي هذا الصدد جاء في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2017/04/27‬تحت عدد‬
‫‪ 747‬في الملف الجنحي عدد ‪ 2016/8/6/23043‬أنه "لما كان القرار المطعون فيه صدر‬
‫حضوريا في حق الطاعن الذي مثل في حالة اعتقال‪ ،‬فإن طعنه فيه بالنقض خارج أجل ‪10‬‬
‫ايام يجعله غير مقبول من الناحية الشكلية "‪.‬‬
‫وجاء في قرار آخر صادر عن نفس المحكمة وفي نفس الموضوع بتاريخ ‪2017/06/07‬‬
‫تحت عدد ‪ 1005/3‬الملف في الملف عدد ‪ 2017/03/06/2670‬ما يلي ‪" :‬إن أجل طلب‬
‫النقض محدد نصت عليه المادة ‪ 140‬من قانون المسطرة الجنائية في عشرة أيام من يوم‬
‫صدور القرار المطعون فيه حيال الفريق الذي حضر المناقشة الحضورية وأنهى إليه بعد‬
‫تأخير القضية للمداولة بتاريخ معين للنطق بالحكم وحيث يتجلى من تخصيصات القرار‬
‫المطعون فيه أن طالب النقص كان حاضرا في الجلسة المنعقدة بتاريخ ‪ 20/06/16‬حيث‬
‫أجريت المناقشات وإلى االنتهاء قررت المحكمة تأخير القضية وحجزها للمداولة أخر الجلسة‪،‬‬
‫فكان القرار إذن حضوريا بالنسبة للطاعن ويبتدئ أجل طلب النقض من يوم التعلق به ‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع كذلك أجال تسليم نسخ القرارات موضوع الطعن بالنقض ووضع مذكرات‬
‫بيان أوجه الطعن بالنقض وإحالة الملف إلى محكمة النقض الكل في المادة ‪ 52‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫التي تنص على ما يفيد‪ :‬أن كاتب الضبط يسلم نسخة من المقرر المطعون فيه مشهودا‬
‫بمطابقتها لألصل إلى المصرح بالنقض أو محاميه‪ ،‬خالل أجل أقصاه ثالثون يوما تبتدئ من‬
‫تاريخ تلقي التصريح‪O.‬‬
‫وحسب نفس المادة أعاله‪ ،‬فإنه يجب على طالب النقض أن يضع بواسطة محام مقبول لدى‬
‫محكمة النقض مذكرة بوسائل الطعن لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت المقرر‬
‫المطعون فيه‪ ،‬خالل الستين يوما الموالية لتاريخ تصريحه بالنقض‪.‬‬
‫إذا لم تسلم نسخة المقرر للمصرح بالنقض داخل األجل المشار إليه أعاله فإنه يتعين عليه‬
‫‪16‬‬
‫االطالع على الملف بكتابة ضبط محكمة النقض وتقديم مذكرة وسائل‬
‫المادة ‪ 314‬و‪ 194‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪.‬قرار منشور بكتاب نشرة قرارات محكمة‪ O‬النقض الغرفة الجنائية الجزء الثاني والثالثون من صفحة ‪ 70‬وما يليها ‪16‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الطعن بواسطة دفاعه خالل ستين يوما من تاريخ تسجيل الملف بها تحت طائلة الحكم بسقوط‬
‫الطلب عندما تكون المذكرة إلزامية‪ ،‬ذلك أنه في قضايا الحسابات تكون المذكرة اختيارية‬
‫ويمكن وضعها من طرف المحامي الذي آزر فعال طالب النقض ولو لم يكن هذا المحامي‬
‫مقبوال لدى محكمة النقض‪ .‬وفي جميع األحوال يجب أن توقع كل مذكرة وان ترفق بنسخ‬
‫مساوية لعدد األطراف الدين يهمهم البت في طلب النقض‪ ،‬ويشهد كاتب الضبط بعدد هذه النسخ‬
‫ويضع طابع المحكمة وتوقيعه على األصل‪ .‬والنسخة التي تسلم لطالب النقض‪.‬‬
‫وحسب نفس المادة أعاله‪ ،‬فإن الملف يجب أن يوجه إلى محكمة النقض بمجرد وضع المذكرة‪،‬‬
‫وفي جميع األحوال خالل أجل أقصاه تسعون يوما‪.‬‬
‫وتأكيدا من محكمة النقض للمقتضيات أعاله أو بعضها على األقل‪ ،‬جاء في قرار بتاريخ‬
‫‪ 2014/02/2005‬تحت عدد ‪ 206/7‬في الملف الجنائي عدد ‪ 13/17846‬ما يلي‪ :‬يجب‬
‫على طالب النقض أن يضع بواسطة محام مقبول لدى محكمة النقض مذكرة بوسائل الطعن‬
‫لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت المقرر المطعون فيه خالل الستين يوما الموالية‬
‫لتاريخ تصريحه بالنقض المذكرة االختيارية في قضايا الجنايات‪ ،‬ويمكن وضعها من طرف‬
‫المحامي الذي آزر فعال طالب النقض ولو لم يكن هذا المحامي مقبوال لدى محكمة النقض"‪.‬‬
‫وجاء في قرار آخر لنفس المحكمة بتاريخ ‪ 2017/12/10‬تحت عدد ‪ 1789/8‬في الملف‬
‫عدد ‪ 17233/6/8/17‬ما يلي‪:‬‬
‫" لما لم يتسلم المطالب بالحق المدني‪ ،‬باعتباره طالبا للنقض‪ ،‬نسخة من المقرر المطعون فيه‪،‬‬
‫ولم يقم بإيداع مذكرة النقض رغم مرور أجل الستين يوما من تاريخ تسجيل الملف بكتابة‬
‫ضبط محكمة النقض‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 528‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬فإن طلبه يكون معرضا‬
‫‪17‬‬
‫للسقوط"‬

‫‪.‬قرار منشور بكتاب محمد بالحاج الفحص مرجع سابق من صفحة ‪ 26‬وما يليها‬
‫‪ 17‬قرار منشور بمجلة المحامي عدد ‪ 70‬صفحة ‪ 468‬وما يليها‪.‬‬
‫قرار منشور بكتاب عبد الرزاق الجباري المجتبى من عمل محكمة‪ O‬النقص في المادة الجنائية الجزء األول‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وحسب مقتضيات المادة ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإنه يجب على الطرف الذي يطلب النقض‪ ،‬ما عدا‬
‫النيابة العامة أو اإلدارات العمومية‪ ،‬أن يؤدي لما يضع مذكرة بيان‬
‫أوجه طعنه بالنقض‪ ،‬مبلغا ماليا ألف درهم بصندوق المحكمة التي أصدرت القرار المطعون‬
‫فيه تحت طائلة عدم القبول‪ .‬ويعفى من هذه الضمانة طالبوا النقض الذين يدلون بشهادة العوز‬
‫أو الموجودين في حالة اعتقال أثناء أجل طلب النقض‪ .‬وفي األحوال فإن المبلغ أعاله يرد إلى‬
‫طالب النقص في حالة ما إذا لم تحكم عليه محكمة النقض بالغرامة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 549‬من قانون المسطرة الجنائية‪ .‬وبعد استيفاء مبلغ المصاريف القضائية في حالة رفض‬
‫الطلب‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد جاء في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2005/03/02‬تحت عده‬
‫‪ 2352‬في الملف عدد ‪" 15476/04‬إذا كان الطاعن يوجد رهن االعتقال خالل األجل‬
‫المضروب لطلب النقض فهو معفى حسب المادة ‪ 530‬من قانون المسطرة الجنائية من االيداع‬
‫المقرر بمقتضى المادة المذكورة‪.‬‬
‫كما قضت نفس المحكمة في قرار لها بتاريخ ‪ 2005/03/05‬تحت عدد ‪ 2324‬في الملف‬
‫الجنحي عدد ‪ 27752/04‬بما يلي "شهادة عدم الملكية الصادرة عن إدارة الضرائب ال تعني‬
‫بالضرورة عوز الشخص المعفى من أداء الضريبة وعدم إدالء الطاعن بشهادة يترتب عنه‬
‫التصريح بسقوط طلبه "‪.‬‬
‫وفي نفس نطاق المفصل أعاله دائما‪ ،‬جاء في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ‬
‫‪ 2013/06/19‬تحت عدد ‪ 538‬في الملف الجنحي عدد ‪ 3179/6/1/13‬ما يلي‪:‬‬
‫"من المستقر عليه أن المادة ‪ 530‬من قانون المسطرة الجنائية تتعلق بإيداع الضمانة القضائية‬
‫عن الطلب‪ ،‬وال تقيد صياغتها أن مبلغ الوديعة القضائية هو نفسه مبلغ المصاريف القضائية‪،‬‬
‫وأن الحكم برد الوديعة عند االقتضاء يكون بعد استيفاء مبلغ المصاريف القضائية عن مرحلة‬
‫‪18‬‬
‫النقض‪ ،‬والمحكمة لما اعتبرت أن مبلغ‬
‫‪.‬قرار منشور بمجلة رسالة المحاماة‪ O‬عدد ‪ 28‬صفحة ‪ 253‬وما يليها ‪18‬‬
‫‪.‬قرار منشور بمجلة الملف عدد ‪ 7‬صفحة ‪ 286‬وما يليها‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المصاريف القضائية التي حملها قرار محكمة النقض للطعن هو مبلغ الوديعة المحدد في ألف‬
‫درهم‪ ،‬لم تجعل لقضائها أي أساس قانوني "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الطعن بالنقض‬


‫إن أجل الطعن بالنقض والطعن بالنقض يوقفان تنفيذ العقوبة الجنائية في جميع الحاالت‬
‫األخرى ما عدا إذا طبقت مقتضيات المادتين ‪ 392‬و‪ 431‬من قانون المسطرة الجنائية من‬
‫طرف هيئة الحكم) وتتعلق المادة ‪ 392‬باإلمكانية الممنوحة للمحكمة بناء على ملتمس النيابة‬
‫العامة‪ ،‬إذا كانت العقوبة المحكوم بها تعادل سنة حبسا أو تفوقها‪ ،‬في أن تصدر مقررا خاصا‬
‫معلال تأمر بمقتضاه بإيداع المتهم بالسجن أو بإلقاء القبض عليه‪ ،‬والذي يتم تنفيذه رغم الطعن‬
‫فيه بأية طريقة من طرق الطعن العادية أو غير العادية‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 437‬من قانون المسطرة الجنائية فينص على أنه يمكن لغرفة الجنايات في حالة‬
‫الحكم بعقوبة جنائية سالبة للحرية‪ ،‬أن تأمر بإلقاء القبض حاال على المحكوم عليه الذي حضر‬
‫في حالة سراح للجلسة‪ ،‬وينفذ هذا األمر بالرغم من كل طعن‪( .‬يجوز للمتهم الذي صدر في‬
‫شأنه حكم بالبراءة أن يرفع ضد الطرف المدني دعوى حسب اإلجراءات العادية يطلب فيها‬
‫‪19‬‬
‫التعويض عن الضر)‪O.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أسباب الطعن بالنقض‬


‫يجب التميز في أسباب النقض بين النقض المرفوع من أطراف الخصومة الجنائية‪ .‬وطلبات‬
‫النقض المرفوعة لفائدة القانون‪.‬‬
‫أوال _ أسباب طلبات الطعن بالنقض المرفوعة من قبل أطراف الخصومة الجنائية‪.‬‬
‫‪ .‬قرار منشور بنشرة قرارات محكمة النقض الغرفة الجنائية الجزء الرابع عشر من ‪ 121‬وما يليها‬
‫المادة ‪ 790‬من قانون المسطرة الجنائية ‪19‬‬

‫وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪305 :‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫نصت المادة ‪ 534‬من قانون المسطرة الجنائية على أسباب الطعن بالنقض‪ ،‬وحدتها على سبيل‬
‫الحصر وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬خرق اإلجراءات الجوهرية التي يعتبر خرقها وسيلة وسبب طلب الطعن بالنقض‬
‫‪ -2‬الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬ويكون ذلك من المحكمة التي بتت في القرار المطعون فيه‪،‬‬
‫وتكون تجليات هذا الشطط كثيرة يصعب حصرها‪ ،‬وتمثل لها بالرفع من مقدار العقوبة بالرغم‬
‫من كون الحكم في الدعوى العمومية نهائيا لكون النيابة العامة لم تستأنف الحكم االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم االختصاص‪ ،‬سواء النوعي أو المكاني‪ ،‬فهو يعتبر من األسباب الممكن اعتمادها‬
‫للطعن بالنقض‪.‬‬
‫‪-4‬الخرق الجوهري للقانون‪ ،‬ويقصد به خرق نصوص القانوني الموضوعي‪ O‬واألمثلة كثيرة‬
‫جدا كوقوع في خطأ في تكييف الوقائع بأن يطبق عليها نص قانوني في حين أنها يجب أن‬
‫تخضع لنص آخر‪ ،‬أي خطأ في تكييف الوقائع موضوع التابعة مثال ‪ - 5‬انعدام األساس‬
‫القانوني أو انعدام التعليل ويكون مثال القرار منعدم األساس القانوني إذا لم يبرز العناصر‬
‫القانونية للجريمة التي أدين من أجلها المتهم ويكون ناقص التعليل الموازي النعدامه إذا كان‬
‫تعليله مبهما وغامضا أو مبني على العموميات وغيرها‪.‬‬
‫وتأكيدا لبعض أسباب النقض أعاله‪ ،‬جاء في قرار صادر من المجلس األعلى‪ .‬بتاريخ‬
‫‪ 1995/07/06‬تحت عدد ‪ 1429/9‬في الملف الجنحي عدد ‪ 5814‬على أن "الجواب عن‬
‫دفع قدم بصفة قانونية بكيفية غير واضحة وغير مفصلة‪ ،‬يجعل القرار غير معلل بما فيه‬
‫المحكمة بتاريخ الكفاية ومعرضا للنقض"‪.‬‬
‫جاء في قرار آخر صادر عن نفس ‪ 1995/07/19‬تحت عدد ‪ 1222‬في الملف الجنحي عدد‬
‫‪23569/90‬ما يلي‪:‬‬
‫"التناقض الموجب للنقض هو الذي يرد في تعليالت الحكم أو بين هذه التعليالت ومنطوق‬
‫القرار‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وجاء في قرار آخر صادر عن نفس المحكمة بتاريخ ‪ 1996/05/07‬تحت عدد ‪ 2018‬في‬
‫الملف الجنائي عدد ‪ 19166/90‬على أن " القرار القضائي الصادر بعقوبة زجرية عن‬
‫جريمة حفر بئر لم يبرز عناصر قيامها هو خرق للقانون الموضوعي وهو من موجبات‬
‫النقض طبقا للبند ‪ 4‬من الفصل ‪ 586‬من قانون المسطرة الجنائية حاليا ‪ - 534‬التعليل‬
‫المشوب باإلبهام والغموض أو المبني على العموميات يكون معيبا بالنقصان من التعليل وهو‬
‫بمثابة انعدام التعليل‪.‬‬
‫ومن خالل مقتضيات المادتين ‪ 535‬و‪ 536‬من قانون المسطرة الجنائية فإنه ال تقبل وسيلة‬
‫النقض المبنية على سبب لإلبطال حدث أثناء النظر في القضية ابتدائيا ولم تتم إثارته أمام‬
‫محكمة االستئناف‪ .‬كما ال تقبل وسيلة النقض المستخلصة من أسباب ليست ضرورية المنطوق‬
‫المقرر المطعون فيه وهو ما أكدته محكمة النقض في قرار لها صدر بتاريخ ‪2011/04/27‬‬
‫تحت عدد ‪ 352/1‬في الملف الجنحي عدد ‪ 2011/3930‬جاء فيه‪ " :‬إن طلب إيقاف البت في‬
‫القضية بسبب الطعن بالزور في الشيك موضوع الدعوى إذا قدم إلى المحكمة االبتدائية‪ ،‬ولم‬
‫تتم إثارته أمام محكمة االستئناف يجعل الوسيلة المؤسسة عليه غير مقبولة لنص المادة ‪353‬‬
‫‪20‬‬
‫من قانون المسطرة الجنائية "‪.‬‬
‫ويبقى أن نشير في هذا العدد لمقتضيات المادة ‪ 537‬من قانون المسطرة الجنائية التي تنص‬
‫على ما يفيد أنه إذا كانت العقوبة المحكوم بها هي نفس العقوبة المقررة في النص الذي ينطبق‬
‫على الجريمة المرتكبة‪ ،‬فال يمكن ألي أحد من أطراف الخصومة الحالية أن يطلب ايصال‬
‫المقرر بدعوى وجود خطأ في التكييف الذي أعطي للجريمة في المقرر المذكور أو في‬
‫نصوص القانون التي أشار إليها المقرر ما لم يترتب من ذلك التكييف ضرر للطالب‪.‬‬

‫‪.‬قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 48‬ص ‪20298‬‬


‫قرار منشور بمجلة قضاء‪ O‬المجلس األعلى عدد ‪ 49‬و‪ 50‬ص ‪186‬‬
‫قرار منشور بمجلة قضاء‪ O‬المجلس األعلى عدد ‪ 53‬و‪ 54‬من صفحة ‪376‬‬
‫‪.‬قرار منشور لدى عبد الرزاق الجباري مرجع سابق ص ‪199‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وتضيف نفس المادة أعاله أنه إذا وجد في إحدى التهم ما يبرر العقوبة الصادرة وال يمكن‬
‫إبطال الحكم‪ ،‬غير أن محكمة النقض تصرح في هذه الحالة بأن العقوبة المنصوص عليها في‬
‫المقرر المطعون فيه ال تنطبق إال على التهمة التي ثبت قانونيا من بين التهم األخرى‪.‬‬
‫وجاء في هذا الصدد في قرار صادر من محكمة النقض بتاريخ ‪ 2003/11/09‬تحت عدد‬
‫‪3/3288‬في الملف الجنحي عدد ‪ 07/117495‬ما يلي‪:‬‬
‫" إن القرار المطعون فيه وإن لم يبرز عناصر جنحة المشاركة في خيانة األمانة‪ ،‬فإن العقوبة‬
‫مبررة بجنحة المشاركة في النصب التي أدين من أجلها عمال بالفصل ‪ 537‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية الجديد ""‬
‫ثانيا ‪ -‬أسباب طلبات الطعن بالنقض المرفوعة لقائدة القانون‪.‬‬
‫تنقسم طلبات النقض لفائدة القانون إلى طلبات يرفعها تلقائيا الوكيل العام للملك بمحكمة النقض‬
‫وإلى طلبات ترفع بأمر من وزير العدل حسب ما جاء في المادة ‪ 559‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬والمالحظ أن الوكيل العام لدى محكمة النقض قد حل محل وزير العدل في‬
‫االختصاصات الموكلة لهذا األخير فيما يتعلق بممارسة الطعون في الدعاوى العمومية استنادا‬
‫للمادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 33/17‬المتعلق بتنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل‬
‫إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا النيابة العامة‪.‬‬
‫ومن ثم إذا بلغ لعلم الوكيل العام للملك بمحكمة النقض أن الحكم غير قابل لالستئناف صدر‬
‫خرقا للقانون أو للصيغ الجوهرية المتعلقة باإلجراءات ولم يقدم أي أحد من األطراف بطلب‬
‫نقض هذا الحكم داخل األجل المقرر له‪ ،‬تولى الوكيل العام للملك رفع هذا الطلب إلى المحكمة‬
‫بصفة تلقائية فإن صدر الحكم بالنقض فال يمكن لألطراف االحتجاج به ليتجنبوا مقتضيات‬
‫الحكم المنقوض أو يعارضوا في تنفيذه وهو ما تنص عليه المادة ‪ 560‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وان فيها بالنقض لفائدة القانون‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن أن يستفيد المحكوم عليه من اإلبطال من‬
‫غير أن يضر في أي حالة من األحوال بمصالحه ومن غير أن يكون له أي مفعول على‬
‫‪21‬‬
‫الحقوق المدنية‪.‬‬
‫كما يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض حسب المادة ‪ 561‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية أن يحيل إلى الغرفة الجنائية اإلجراءات القضائية أو القرارات‪ O‬أو األحكام التي تصدر‬
‫خرقا للقانون أو خرقا ً لإلجراءات الجوهرية للمسطرة‪ ،‬ويمكن لمحكمة النقض أن تبطل‬
‫األحكام المطعون فيها بالنقض لفائدة القانون‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن أن يستفيد المحكوم عليه‬
‫من اإلبطال من غير أن يضر في أي حالة من األحوال بمصالحه ومن غير أن يكون له أي‬
‫مفعول على الحقوق المدنية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطعن بإعادة النظر والمراجعة‬


‫عالج المشرع المغربي الطعن بإعادة النظر والمراجعة كأحد طرق الطعن غير العادية في‬
‫الفصول من ‪ 563‬إلى ‪ 474‬من ق م ج ويقصد بالطعن بإعادة النظر ضد قرارات محكمة‬
‫النقض ( الفقرة األولى ) طريق غير عادي يقرره القانون في حاالت حددها على سبيل الحصر‬
‫ضد أحكام اإلدانة الباتة في الجنايات والجنح إلصالح خطأ قضائي تعلق بتقدير وقائع الدعوى‬
‫‪ 96‬كما يقصد بالمراجعة ( الفقرة الثانية ) بأنها طريق غير عادي للطعن‪ ،‬سمح به القانون في‬
‫حاالت تولى تحديدها على سبيل الحصر‪ ،‬بغية إصالح ما علق بالمقررات القضائية الصادرة‬
‫باإلدانة من أخطاء في تقدير الوقائع التي تأسست عليها ‪ 67‬يتبين من خالل التعريف السابق‬
‫بأن اللجوء إلى هذا الطريق من الطعن ال يجوز إال إذا كان المقرر صادرا باإلدانة في جناية أو‬

‫قرار منشور بمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت العدد ‪ 9‬من صفحة ‪21 137‬‬
‫االختصاصات‪ O‬المقسمة بهذه المواد ‪ 537‬و‪ 561‬و‪ 560‬و‪ 559‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪33/17‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫جنحة باعتبار أن الطعن في المقررات القضائية على هذا األساس جاء لمقاربة إصالح الخطأ‬
‫القضائي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطعن بإعادة النظر‪.‬‬


‫يرمي الطعن بإعادة النظر الى مراقبة القاضي في تطبيقه للقانون كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للنقض‪ .‬بل يلعب دورا أساسيا في تدارك األخطاء التي قد ترتكب في قرارات محكمة النقض‬
‫نتيجة أسباب موضوعية ال دخل للقاضي فيها‪ ،‬كما يستفاد من حاالت االلتجاء اليه"‪ .‬وبالعودة‬
‫لقانون المسطرة الجنائية نجد المشرع المغربي خصص المواد من ‪ 363‬و‪ 364‬لتنظيم الطعن‬
‫بإعادة النظر‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الطعن بإعادة النظر‬


‫قبل الحديث عن إجراءات الطعن بإعادة النظر سنتطرق لحالته أوال بشكل مختصر‪ ،‬والتي‬
‫أوردها المشرع المغربي في المادة ‪ 563‬على سبيل الحصر وهي على التوالي‪O:‬‬
‫أوالً‪ :‬ضد القرارات الصادرة استنادا إلى وثائق صرح أو اعترف بزورتها‪ .‬ومن قبيل ذلك‪،‬‬
‫الكذب في تاريخ تقديم طلب الطعن بالنقض‪ ،‬أو في صفة المحامي‪ ،‬إلى غير ذلك من األمثلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من أجل تصحيح القرارات التي لحقها خطأ مادي واضح يمكن تصحيحه من خالل‬
‫عناصر مأخوذة من القرارات نفسها والمراد بالحالة أن خطأ ماديا غير مقصود ارتكب أثناء‬
‫نظر المحكمة للطعن‬
‫ثالثا‪ :‬إذا أغفل البت في أحد الطلبات المعروضة بمقتضى وسائل استدل بها‪ ،‬أو في حالة عدم‬
‫تعليل القرار‪ .‬وهذه الحالة هي من مستجدات القانون الجديد للمسطرة الجنائية والتي جاءت‬
‫لتعزيز الحق في الدفاع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫رابعا ً ضد القرارات الصادرة بعدم القبول أو بالسقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة‬
‫رسمية تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع االستدالل بها فيما بعد‪ ،‬ومن‬
‫قبيل ذلك أن تقضي محكمة النقض برفض الطلب شكال بسبب عدم إبداع المذكرة خالل األجل‪،‬‬
‫ثم يتبين بعد ذلك بأن المذكرة وقع إيداعها في الميعاد‪ .‬أما فيما يتعلق بإجراءات الطعن بإعادة‬
‫النظر فالمشرع نص على تقديمه وفق الفقرات ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من المادة ‪ 528‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ .‬يضع طالب النقض بواسطة محام مقبول لدى محكمة النقض مذكرة بوسائل الطعن‬
‫لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت المقرر المطعون فيه خالل الستين يوما الموالية‬
‫لتاريخ تصريحه بالنقض تكون هذه المذكرة اختيارية في قضايا الجنايات‪ ،‬ويمكن وضعها من‬
‫طرف المحامي الذي أزر فعال طالب النقض ولو لم يكن هذا المحامي مقبوال لدى محكمة‬
‫‪22‬‬
‫النقض‪ .‬توقع كل مذكرة وترفق بنسخ مساوية لعدد األطراف‬
‫الذين يهمهم البت في طلب النقض‪ ،‬ويشهد كاتب الضبط بعدد هذه النسخ ويضع طابع المحكمة‬
‫وتوقيعه على األصل‪ ،‬وعلى النسخة التي تسلم لطالب النقض‪ 17 .‬يوجه الملف إلى محكمة‬
‫النقض بمجرد وضع المذكرة‪ ،‬وفي جميع األحوال خالل أجل أقصاه تسعون يوما وهي‬
‫اإلجراءات المتعلقة بالطعن بالنقض إن كان من طالب إعادة بوالية النظر‪ ،‬وإن كان من النيابة‬
‫العامة بواسطة مذكرة توضع بكتابة ضبط محكمة النقض‪ ،‬مع ضرورة إيداع كفالة مالية مبلغها‬
‫‪ 5000‬درهم تحت طائلة عدم قبول الطلب‪ ،‬ويحتفظ بها لفائدة الخزينة العامة في حالة عدم‬
‫قبول دعوى إعادة النظر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة رفع طلب إعادة النظر‬


‫يقدم طلب إعادة النظر من قبل الطرف المعني طبقا للفقرات ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من المادة ‪ 528‬أو من‬
‫قبل النيابة العامة بواسطة مذكرة توضع بكتابة ضبط محكمة النقض وثبت محكمة النقض في‬

‫محمد مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪2220‬‬


‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 292‬وما يليها‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الطلب وفقا لمقتضيات المواد ‪ 539‬وما بعدها إلى ‪ ،557‬مع مراعاة مقتضيات المادة ‪564‬‬
‫من هذا القانون‪ .‬إذا تعلق األمر بتصحيح أخطاء مادية‪ ،‬فإن محكمة النقض تصرح في حالة‬
‫قبول الطلب بتصحيح الخطأ دون حاجة لإلحالة‪ .‬مع اإلشارة أنه يجب تحت طائلة البطالن أن‬
‫تكون مذكرة الطعن بإعادة النظر بسبب الزور في وثيقة قدمت إلى محكمة النقض ممضاة من‬
‫طرف مدعي الزور أو من ينوب عنه بتوكيل خاص وتقدم إلى الرئيس األول لمحكمة النقض‬
‫وال يقبل الطلب‪ ،‬إال إذا تم إيداع الكفالة المشار إليها في المادة السابقة بكتابة الضبط‪ .‬تبلغ‬
‫المذكرة إلى النيابة العامة ويصدر الرئيس أمرا بالرفض أو أمرا يأذن فيه بتقييد دعوى الزور‪O.‬‬
‫يقع تبليغ األمر الذي يأذن بتقييد دعوى الزور إلى علم المدعى به وخالل خمسة عشر يوما‬
‫ابتداء من النطق به مع الترخيص له بتقييد دعوى الزور موضوع طلبه بكتابة ضبط محكمة‬
‫النقض‪.‬‬
‫ثبت المحكمة بعد إجراء بحث‪ ،‬في مدى صحة االدعاء‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫إذا ثبت الزور‪ ،‬تصرح المحكمة بوجوده وتأمر برد المبلغ المودع للطالب‪.‬‬
‫مع مالحظة أن المشرع المغربي لم يحدد أجل الطعن بإعادة النظر‪ ،‬وترك أجله مفتوح‪ .‬في‬
‫حين حددها مشروع قانون المسطرة الجنائية في أجل شهرين ‪ 60‬يوما من تاريخ تبليغ الحكم‬
‫أو من تاريخ العلم بصدوره"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن بمراجعة المقرر القضائي الصادر باإلدانة‬


‫خصص المشرع المغربي للطعن بالمراجعة عشرة مواد في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وهي‬
‫المواد من المادة ‪ 565‬إلى ‪ 574‬ويعتبر هذا الطعن وسيلة استثنائية من وسائل الطعن غير‬
‫العادية يعرض أمام محكمة النقض في حاالت خاصة لتدارك خطأ في الوقائع تضرر منه‬
‫شخص حكم عليه من أجل جناية أو جنحة وال تقبل المراجعة إال عند انعدام أي طريقة أخرى‬

‫‪ 23‬المادة ‪ 528‬و‪ 539‬و‪ 557‬و‪ 564‬من قانون المسطرة الجنائية‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫من طرق الطعن وفي الحاالت وضمن الشروط التي حددها المشرع على سبيل الحصر‪ ،‬وهو‬
‫ما سنحاول التفصيل فيه وفق ما بعده‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الطعن بالمراجعة‬


‫بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 565‬من قانون المسطرة الجنائية فإنه يشترط لقبول المراجعة‬
‫في المقررات القضائية ثالثة شروط أساسية‪ ،‬يتعلق األمر أوال بكون المقرر القضائي المراد‬
‫طلب مراجعته صادرا ‪،‬باإلدانة‪ ،‬أما إن هو انتهى تبرئته فال حاجة لطلب المراجعة حينئذ‪ ،‬ألن‬
‫المصلحة هنا منتفية لعدم التضرر إطالقا من أحكام البراءة‪ ،‬أيضا كون المقرر القضائي غير‬
‫قابل ألي طريق من طرق الطعن العادية أو النقض‪ ،‬بمعنى أن يكون باتا مكتسب لقوة الشيء‬
‫المقضي به‪  ‬وهذا ما أكده قرار‪  ‬محكمة النقض والذي جاء فيه ما يلي‪ " :‬ال تقبل المراجعة إال‬
‫إذا كان الحكم المطلوب مراجعته قد اكتسب قوة الشيء المقضي به "‬
‫وهناك شرط ثالث يتعلق بصدور الحكم في جناية أو جنحة دون المخالفات على اعتبار أن‬
‫المشرع في المادة ‪ 565‬من ق م ج حسم المسألة ولم يتركها لتقدير أحد‪ .‬حيت نصت " ال يفتح‬
‫باب المراجعة إال لتدارك خطأ في الوقائع تضرر منه شخص حكم عليه من أجل جناية أو‬
‫جنحة‪.‬‬
‫ال تقبل المراجعة إال عند انعدام أية طريقة أخرى من طرق الطعن وفي الحاالت وضمن‬
‫الشروط التي ستذكر فيما يلي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت الطعن بالمراجعة‬


‫عرضت المادة ‪ 566‬من قانون المسطرة الجنائية للحاالت التي تخول طلب المراجعة‪ ،‬وهي‬
‫حاالت أربع مذكورة على سبيل الحصر وفق التسلسل اآلتي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا صدرت عقوبة في دعوى القتل‪ ،‬وأدلى بعد ذلك بمستندات أو حجج ثبت منها‬
‫قيام قرائن أو عالمات كافية تدل على وجود المجني عليه المزعوم أو قتله‪.‬‬
‫إن اللجوء لطلب المراجعة بناء على هذه الحالة يتطلب توفر شرطين‪ :‬أولهما صدور مقرر‬
‫قضائي بعقوبة دعوى القتل‪ ،‬وثانيهما أن يتم بعد صدور المقرر القضائي بعقاب المتهم في‬
‫دعوى القتل اإلدالء بمستندات أو حجج أو عالمات كافية تدل على وجود المزعوم قتله عكس‬
‫المشرع المصري في المادة ‪ 441‬من قانون اإلجراءات الجنائية الذي شدد في وجود المدعى‬
‫قتله حيا‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا صدرت عقوبة على منهم‪ ،‬وصدر بعد ذلك مقرر ثان يعاقب منهما آخر من‬
‫أجل نفس الفعل ولم يمكن التوفيق بين المقررين لما بينهما من تناقض يستخلص منه الدليل‬
‫على براءة أحد المحكوم عليهما؛‬
‫يتبين من خالل هذه الحالة بأنه ال مجال إلثارة الطعن بالمراجعة أبدا بصدد حكمين را معا‬
‫بالبراءة‪ ،‬أو صدر أحدهما بالبراءة والثاني باإلدانة حتى ولو تناقضا فيما بينهما النص على‬
‫اشتراط صدور الحكمين معا باإلدانة كما ال مكان إلثارة المراجعة إذا صدر حكم باإلدانة على‬
‫متهم‪ ،‬وحصل أن رفعت الدعوى على ذات الواقعة التي الحكم عليه تأسيسا عليها على شخص‬
‫آخر‪ ،‬لم يتسن صدور أي حكم عليه لحصول المسقطات التي أفضت إلى انقضاء الدعوى‬
‫‪24‬‬
‫العمومية (وفاة الشخص الثاني) قبله‪ ،‬أو السير فيها (جنون المتهم مثال)‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬إذا جرت بعد صدور الحكم باإلدانة متابعة شاهد سبق االستماع إليه وحكم عليه‬
‫من أجل شهادة الزور ضد المتهم‪ ،‬وال يمكن أثناء المناقشات الجديدة االستماع إلى الشاهد‬
‫المحكوم عليه بهذه الصفة؛‬
‫حسنا ما فعل المشرع بتقرير هذه الحالة باعتبارها سببا وجيها وعادال لصيانة العدالة والحفاظ‬
‫على قدسيتها بعدم جعل الغلبة لقوة األمر المقضي به للمقرر القضائي وبما قد تحتمله من ظلم‬
‫‪.‬أحمد الخمليشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24 427‬‬
‫‪.‬قرار رقم ‪ 906‬صادر بتاريخ ‪ 6‬يوليوز ‪ 1961‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ 43‬ص ‪135‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬رجع سابق‪ ،‬ص ‪289‬‬
‫" المادة ‪ 441‬من قانون اإلجراءات الجنائية المصري على ما يلي‪ :‬إذا حكم على المتهم في جريمة قتل ثم وجد المدعى قتله حيا‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫على الحقيقة الموضوعية‪ O‬التي تأكدت من خالل ثبوت كذب الشاهد الذي نطق زورا وبهتانا‪،‬‬
‫فغيب بذلك فضيلة العدالة والنزاهة وكل القيم التي تميز اإلنسان عن غيره‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬إذا طرأت واقعة بعد صدور الحكم باإلدانة أو تم الكشف عنها أو إذا تم تقديم‬
‫مستندات كانت مجهولة أثناء المناقشات ومن شأنها أن تثبت براءة المحكوم عليه‪.‬‬
‫يخول حق طلب المراجعة في الحاالت الثالث األولى المشار إليها في المادة ‪ 566‬لمن يأتي‬
‫ذكرهم‪:‬‬
‫أ‪ -‬للوكيل العام للملك لدى المجلس األعلى بمبادرة منه أو بطلب من وزير العدل؛‬
‫ب‪ -‬للمحكوم عليه أو نائبه القانوني في حالة عدم األهلية؛‬
‫ج‪ -‬لزوج المحكوم عليه المتوفى أو المصرح بغيبته وأوالده ووالديه وورثته والموصى لهم‪٠‬‬
‫ولمن تلقى توكيال خاصا منه قبل وفاته‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع بموجب مستجدات مشروع قانون المسطرة الجنائية حذف‬
‫عبارة " بطلب من وزير العدل" طبقا للمادة ‪ 567‬من نفس المشروع‪.‬‬
‫ويرجع حق طلب المراجعة في الحالة الرابعة المنصوص عليها في المادة ‪ 566‬إلى وزير‬
‫العدل وحده‪ ،‬بعد استشارة لجنة مكونة من مديري الوزارة وثالثة قضاة من المجلس األعلى‬
‫محكمة النقض يعينهم الرئيس األول لهذا المجلس من غير أعضاء الغرفة الجنائية طبقا للمادة‬
‫‪25‬‬
‫‪ 567‬من قانون المسطرة الجنائية الحالي‬
‫إال أن المشرع بموجب المادة ‪ 567‬من مشروع قانون المسطرة الجنائية قد أضاف رئيس‬
‫النيابة العامة بجانب وزير العدل‪ .‬من المستجدات أيضا التي جاء بها مشروع قانون المسطرة‬
‫الجنائية إحداث لجنة للمراجعة بمحكمة النقض تبت في قبول أو عدم قبول طلبات المراجعة‪،‬‬
‫وتتألف من ثالثة مستشارين ويمكن للجنة أن تعين مقررا وبعد أن تبت اللجنة في قبول طلب‬

‫‪........‬تنص المادة ‪ 567‬من مشروع ق م ج على ما يلي ‪25‬‬


‫‪ .‬للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض )‪(1‬‬
‫تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 567‬من مشروع ق م ج على ما يلي‪ " :‬يرجع حق طلب المراجعة في الحالة الرابعة المشار إليها في‬
‫‪".‬المادة ‪ 566‬أعاله إلى كل من رئيس النيابة العامة ووزير العدل‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المراجعة داخل ‪ 15‬يوما تحيل طلبات المراجعة المستوفية للشروط القانونية إلى الغرفة‬
‫الجنائية بمحكمة النقض للبت فيها وفقا للقانون‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬طلب المراجعة بين الرفض والقبول‬


‫تحال طلبات المراجعة على الغرفة الجنائية بمحكمة النقض للبت فيها إما بالقبول أو بالرفض‬
‫طبقا للمادة ‪ 570‬من قانون المسطرة الجنائية والتي نصت " تبت الغرفة الجنائية في قبول‬
‫طلب المراجعة المحال إليها‪.‬‬
‫في حالة تصريح الغرفة الجنائية بقبول الطلب تجري إن اقتضى الحال إما مباشرة أو بواسطة‬
‫إنابة قضائية جميع األبحاث والمقابالت والتحقيقات في هوية األشخاص والتحريات الكفيلة‬
‫بإظهار الحقيقة‪.‬‬
‫عندما تصبح القضية جاهزة للبت فيها يصدر المجلس حسب األحوال قراراً بالرفض أو قرارا‬
‫باإلبطال‪ ،‬وإذا لم يترك اإلبطال ما يمكن وصفه بأنه جناية أو جنحة بالنسبة للمحكوم عليهم‬
‫الذين ما زالوا أحياء فال يقع التصريح‪ O‬بأية إحالة‪".‬‬
‫أوال‪ :‬رفض الطعن بالمراجعة‬
‫إذا هي الغرفة الجنائية بمحكمة النقض وبعد أن أصبحت القضية جاهزة للحكم فيها تأكد لديها‬
‫أن طلب المراجعة المقدم لها‪ ،‬وإن هو استوفى الشكليات التي أوجبها القانون إال أن السبب‬
‫الذي استند إليه طالب المراجعة والذي يتعين أن تكون المادة ‪ 565‬من ق م ج أقرته في‬
‫األرقام من ‪ 1‬إلى ‪ 4‬فيها‪ ،‬لم تتوافر فيه الشروط الواجب تحققها فيه‪ ،‬كأن تصدر محكمة حكما‬
‫بعقوبة على طالب المراجعة باعتباره فاعال أصليا لجناية أو جنحة‪ ،‬ويثبت صدور مقرر‬
‫قضائي بالعقوبة على شخص آخر ‪ ،‬وذلك بصفته مشاركا في ذات الجريمة حيث ال شك وال‬
‫خالف في أن السبب المستند عليه لمراجعة الحكم باإلدانة والعقاب في هذه الحالة‪ ،‬ال ينهض‬
‫سببا إلبطال الحكم بالعقاب عن طريق المراجعة فيه‪ ،‬لكونه ليس من شأنه استخالص براءة أي‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫من المحكوم عليهما على اإلطالق‪  ‬ويترتب عن رفض محكمة النقض (الغرفة الجناحية لطلب‬
‫المراجعة) تثبيت المقرر القضائي الصادر باإلدانة والموقع للعقوبة‪ ،‬ليصبح بذلك مستقرا وغير‬
‫قابل للمنازعة أبدا في مدى قوته التنفيذية و اإلثباتية ‪ .‬باإلضافة إلى إلزام الطالب الذي رفض‬
‫طلبه بالمصاريف باعتباره خاسرا الدعوى طبقا‬
‫للمادة ‪ 574‬في الفقرة الثالثة من قانون المسطرة الجنائية والتي نصت‪ O:‬يؤدي طالب المراجعة‬
‫مسبقا مصاريف الدعوى لغاية صدور القرار بقبولها‪ .‬أما المصاريف الواجبة بعد هذا القرار‬
‫فتسبقها الخزينة‪.‬‬
‫إذا ترتب عن المراجعة صدور قرار أو حكم نهائي بعقوبة‪ ،‬فإن المحكوم عليه يتحمل رد‬
‫المصاريف للخزينة‪ .‬ويمكن تحميلها لطالبي المراجعة إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫إذا خسر طالب المراجعة الدعوى حكم عليه بجميع المصاريف‪O.‬‬
‫إذا ترتب عن المراجعة قرار أو حكم ببراءة المحكوم عليه‪ ،‬فإن القرار أو الحكم يعلق على‬
‫جدران المدينة التي صدر فيها الحكم باإلدانة سابقا‪ ،‬والمدينة التي بها مقر المحكمة التي بتت‬
‫في المراجعة‪ ،‬والجماعة التي ارتكبت فيها الجناية أو الجنحة‪ ،‬وفي الجماعة التي يوجد فيها‬
‫موطن طالب المراجعة‪ ،‬وفي التي كان فيها آخر موطن للشخص الذي وقع في حقه الخطأ‬
‫القضائي‪ .‬وإذا كان هذا الشخص قد توفي نشر القرار أو الحكم تلقائيا وبدون طلب في الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ويؤمر بنشره زيادة على ذلك في خمس جرائد يختارها طالب المراجعة إن طلب ذلك‬
‫تتحمل الخزينة مصاريف النشر المشار إليها‪ .‬الرجوع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قبول الطعن بالمراجعة‬
‫إن قبول طلب المراجعة يوقف العقوبة بقوة القانون ما لم تكن قد نفذت‪ ،‬وإذا شرع في تنفيذها‬
‫فيمكن لوزير العدل والحريات تسريح المتهم المعتقل إلى حين صدور مقرر محكمة النقض‬
‫وذلك استنادا للمادة ‪ 569‬من قانون المسطرة الجنائية‪:‬‬
‫يمكن للمحكوم براءته المطالبة بالتعويض‪ ،‬يمكن ذلك لورثته إذا ما اثبتوا الضرر الذي لحقهم‪،‬‬
‫وتتحمل الدولة هذه التعويضات مع إمكانية رجوعها على الطرف المدني أو الواشي‪ ،‬أو شاهد‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الزور الذين تسببوا بخطئهم صدور العقوبة ‪ ، 96‬وال يجب أن تقف مسؤولية الدولة في تقديم‬
‫التعويضات المادية عن األضرار التي أصابت المتضرر من الحكم األصلي بل تمتد إلى‬
‫إصالح الضرر المعنوي الذي أصاب هذا المتضرر بسبب اإلدانة حيث تفرض المادة ‪574‬‬
‫من قانون المسطرة الجنائية ضرورة إخبار العموم بمراجعة الحكم الذي أدان بغير موجب‬
‫شرعي الشخص الذي أثبت براءته‪ ،‬وذلك عن طريق نشر الحكم النهائي الذي تمت بواسطته‬
‫‪26‬‬
‫مراجعة الحكم األصلي ‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬آثار الطعن بالمراجعة‪.‬‬


‫يترتب عن الطعن بالمراجعة وقف تنفيذ المقرر الصادر بالعقوبة إذا كان لم ينفد وذلك ابتداء‬
‫تاريخ توجيه طلب الطعن بالمراجعة إلى محكمة النقض كما يمكن إيقاف التنفيذ بأمر من رئيس‬
‫النيابة العامة ‪ -‬على اعتبار أنه حل عمل وزير العدل في كل اختصاصاته المتعلقة بالدعوى‬
‫العمومية باستثناء ما يتعلق بالعفو والخبراء وتعيين الموثقة‪ .‬إذا كان المحكوم عليه في حالة‬
‫اعتقال إلى حين صدور قرار محكمة النقض‬
‫وفيما بعد إن اقتضى الحال‪ ،‬بمقتضى القرار الذي يبت في قبول طلب المراجعة‪.‬‬
‫وحسب مقتضيات المواد من ‪ 569‬إلى ‪ 574‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإن الغرفة الجنائية بمحكمة النقض‬
‫ثبت في قبول طلب المراجعة المحال إليها‪ ،‬وإذا صرحت بقبول الطلب‪ ،‬تجري إن اقتضى‬
‫الحال‪ ،‬إما مباشرة أو بواسطة إنابة قضائية جميع األبحاث والمقابالت والتحقيقات في هوية‬
‫األشخاص والتحريات الكفيلة بإظهار الحقيقة عندما تصبح القضية جاهزة للبيت فيها تصدر‬
‫المحكمة حسب األحوال قراراً بالرفض أو قرارا باإلبطال‪ ،‬وإذا لم يترك اإلبطال ما يمكن‬
‫وصفه بأنه جناية أو جنحة بالنسبة للمحكوم عليهم الذين ما زالوا أحياء فال يقع التصريح بأي‬
‫إحالة إذا ارتأت المحكمة‪ ،‬في حالة اإلبطال انه يمكن أن تجرى من جديد مناقشات شفهية‬
‫‪.‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪26 303‬‬
‫"سناء المزوغي مسؤولية الدولة عن الخطأ القضائي ‪  ‬‬
‫‪.‬بحث نهاية التمرين للملحقين القضائيين ‪ ،2013-2012‬ص ‪9‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫حضورية أحالت القضية للحكم فيها مرة أخرى إلى محكمة مماثلة نوعا ودرجة للمحكمة التي‬
‫أصدرت المقرر الذي تم إبطاله‪ ،‬أو إلى نفس المحكمة وهي متركبة من هيئة أخرى‪ ،‬وتنظر‬
‫هذه المحكمة في القضية من جديد حسب اإلجراءات العادية‪.‬‬
‫فالمواد من ‪ 569‬إلى ‪ 574‬تنص على أن‪:‬‬
‫المادة ‪569‬‬
‫[يوقف بقوة القانون تنفيذ المقرر الصادر بالعقوبة إذا كان لم ينفذ‪ ،‬وذلك ابتداء من تاريخ توجيه‬
‫الطلب إلى المجلس األعلى‪.‬‬
‫يمكن إيقاف التنفيذ بأمر من وزير العدل إذا كان المحكوم عليه في حالة اعتقال إلى حين‬
‫صدور قرار المجلس األعلى‪ ،‬وفيما بعد إن اقتضى الحال‪ ،‬بمقتضى القرار الذي يبت في قبول‬
‫طلب المراجعة‪].‬‬
‫ومضمون هذه المادة على أن طلب المراجعة يترتب عليه وقف تنفيذ العقوبة بقوة القانون إن لم‬
‫تكن قد نفذت‪ ،‬وذلك ابتداء من تاريخ توجيه الطلب الى المجلس األعلى‪ ،‬أما إذا شرع في‬
‫تنفيذها فإن اإلمكانية معطاة لوزير العدل في إصدار أمر بتسريح المحكوم عليه المعتقل والتالي‬
‫إيقاف التنفيذ إلى حين صدور قرار المجلس األعلى‪.‬‬
‫المادة ‪570‬‬
‫[تبت الغرفة الجنائية في قبول طلب المراجعة المحال إليها في حالة تصريح الغرفة الجنائية‬
‫بقبول الطلب تجري إن اقتضى الحال إما مباشرة أو بواسطة إنابة قضائية جميع األبحاث‬
‫والمقابالت والتحقيقات في هوية األشخاص والتحريات الكفيلة بإظهار الحقيقة‪.‬‬
‫عندما تصبح القضية جاهزة للبت فيها يصدر المجلس حسب األحوال قراراً بالرفض أو قرارا‬
‫باإلبطال‪ ،‬وإذا لم يترك اإلبطال ما يمكن وصفه بأنه جناية أو جنحة بالنسبة للمحكوم عليهم‬
‫الذين ما زالوا أحياء فال يقع التصريح‪ O‬بأية إحالة‪].‬‬
‫حسب هذه المادة على أن الغرفة الجنائية بالمجلس األعلى المعروض عليها طلب المراجعة‬
‫تبت أول األمر في قبول الطلب أو عدم قبوله‪ ،‬فإذا قبلته فإنها تنتقل لدراسة الموضوع‪ O،‬وإذا‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫كانت عناصر الملف جاهزة فإنها تصدر حكمها‪ ،‬وإال التجأت إما إلى القيام باألبحاث‬
‫والتحريات إلظهار الحقيقة‪ ،‬وعندها تصدر حكمها إما برفض الطعن وإما بإبطال الحكم‬
‫المطعون فيه‪.‬‬

‫المادة ‪571‬‬
‫[إذا ارتأى المجلس‪ ،‬في حالة اإلبطال‪ ،‬أنه يمكن أن تجرى من جديد مناقشات شفهية حضورية‬
‫أحال القضية للحكم فيها مرة أخرى إلى محكمة مماثلة نوعا ودرجة للمحكمة التي أصدرت‬
‫المقرر الذي تم إبطاله‪ ،‬أو إلى نفس المحكمة وهي متركبة من هيئة أخرى‪.‬‬
‫تنظر هذه المحكمة في القضية من جديد حسب اإلجراءات العادية إذا كان المتهم قد توفى أو‬
‫اعتراه خلل عقلي أو إذا كانت األفعال‪ ،‬لم تعد توصف قانونا بجريمة بعد صدور قرار المجلس‬
‫األعلى الذي أبطل الحكم أو القرار باإلدانة‪ ،‬فإن الغرفة الجنائية‪ ،‬بناء على ملتمسات الوكيل‬
‫العام للملك لدى المجلس األعلى تبت في القضية طبقا ً لما ورد في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 572‬والمادة ‪ 573‬بعده‪].‬‬
‫إن مقتضيات هذه المادة تنص في حالة صدور قرار باإلبطال‪ ،‬وارتأى المجلس األعلى أنه‬
‫يمكن إجراء مناقشات شفوية حضورية من جديد‪ ،‬أحال القضية على محكمة مماثلة للمحكمة‬
‫التي أصدرت المقرر الذي تم إبطاله من حيث النوع والدرجة‪ ،‬أو على نفس المحكمة وهي‬
‫متركبة من هيئة أخرى للحكم فيها مرة أخرى وتتولى هذه المحكمة النظر في القضية من جديد‬
‫حسب اإلجراءات العادية‬
‫المادة ‪572‬‬
‫[إذا استحال في حالة اإلبطال إجراء مناقشات شفهية جديدة بين جميع األطراف‪ ،‬وباألخص‪،‬‬
‫في حالة وفاة المحكوم عليه أو إصابته بخلل عقلي‪ ،‬أو عند إجراء المسطرة الغيابية في حقه أو‬
‫في حالة تغيبه‪ ،‬أو في حالة انعدام مسؤوليته الجنائية أو عند وجود عذر قانوني وكذا في حالة‬
‫تقادم الدعوى أو تقادم العقوبة‪ ،‬فإن المجلس األعلى‪ ،‬بعد التثبت صراحة من هذه االستحالة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫يبت في جوهر الدعوى بدون سابق نقض وال إحالة‪ ،‬وذلك بحضور األطراف المدنية إن كانوا‬
‫موجودين في الدعوى والقيمين الذين يعينهم المجلس ليقوموا مقام كل متوفى‪.‬‬
‫يقتصر نظر المجلس في هذه الحالة على إبطال العقوبات التي صدرت في غير محلها‪].‬‬
‫فعند استحالة إجراء مناقشات شفوية حضورية جديدة‪ ،‬في حالة اإلبطال‪ ،‬إما بسبب وفاة‬
‫المحكوم عليه أو إصابته بخلل عقلي أو عند إجراء المسطرة الغيابية في حقه أو في حالة‬
‫تغيبه‪ ،‬أو في حالة انعدام مسؤوليته الجنائية‪ ،‬أو إذا وجد عذر قانوني يعفيه أو في حالة تقادم‬
‫الدعوى العمومية أو العقوبة‪ ،‬يتولى المجلس األعلى بعد التثبت صراحة من إحدى حاالت‬
‫االستحالة المشار إليها أعاله البت في موضوع القضية بدون سابق نقض وال إحالة‪ ،‬وذلك‬
‫بحضور األطراف المدنية إن كانوا موجودين في الدعوى‪ ،‬والقيمين الذين يعينهم المجلس للقيام‬
‫مقام الشخص المتوفى‪ .‬وفي هذه الحالة يقتضي نظر المجلس األعلى‪ ،‬على إبطال العقوبات‬
‫التي صدرت في غير محلها فقط دون باقي ما تم الحكم به في المقرر الذي تم إبطاله‬
‫المادة ‪573‬‬
‫[يمكن استنادا إلى المقرر الجديد المترتبة عنه براءة المحكوم عليه‪ ،‬وبناء على طلبه الحكم له‬
‫بتعويض عن الضرر الذي لحقه بسبب اإلدانة‪.‬‬
‫إذا كان ضحية الخطأ القضائي قد توفي‪ ،‬انتقل الحق في رفع طلب التعويض حسب نفس‬
‫الشروط‪ ،‬إلى زوجه وأصوله وفروعه‪ ،‬وال يمكن أن يؤول هذا الحق ألقارب آخرين أبعد صلة‬
‫إال إذا أدلوا بما يبرر أن ضررا ماديا لحقهم من العقوبة المحكوم بها‪.‬‬
‫يقبل طلب التعويض في سائر مراحل مسطرة المراجعة‪.‬‬
‫تتحمل الدولة ما يحكم به من تعويضات‪ ،‬على أنه يحق لها الرجوع على الطرف المدني أو‬
‫الواشي أو شاهد الزور الذين تسببوا بخطئهم في صدور العقوبة‪ ،‬وتؤدى التعويضات كما تؤدى‬
‫مصاريف القضاء الجنائي‪].‬‬
‫ويمكن اعتمادا على المقرر الجديد الذي ترتب عنه الحكم ببراءة المحكوم عليه الحكم له‬
‫بتعويض عن الضرر الذي لحقه من جراء الحكم الصادر بإدانته إال أنه يتعين على المحكوم‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫عليه تقديم طلب بذلك‪ .‬كما يمكن لذوي حقوقه االستفادة من التعويض‪ ،‬وإن كان المشرع قد‬
‫اشترط على أقارب ضحية الخطأ القضائي المتوفى إثبات الضرر المادي الذي لحقهم من‬
‫العقوبة المحكوم بها‪ .‬وتتحمل الدولة ما يمكن أن يحكم به من تعويضات مع إمكانية الرجوع‬
‫على الطرف المدني أو الواشي أو شاهد الزور الذين تسببوا بخطئهم في صدور العقوبة‪.‬‬
‫وتؤدى هذه التعويضات كما تؤدى مصاريف القضاء الجنائي‪.‬‬
‫وفي النقطة المتعلقة بالتعويض جاء في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ‬
‫‪ 2006/06/27‬تحت عدد ‪ 558‬في الملف اإلداري رقم ‪ 07/80‬ما‪ .‬يلي "عمال بمقتضيات‬
‫الفصلين ‪ 571‬و‪ 573‬من قانون المسطرة الجنائية أعاله واستثناء من األحوال المنظمة‬
‫بمقتضى الفصول ‪ 391‬وما يليه من قانون المسطرة الجنائية والمادة ‪ 81‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬وخروجا عن مبدأ مسؤولية الدولة عن النشاط القضائي الذي ال يندرج في المجال‬
‫اإلداري‪ ،‬كما‪ .‬الشأن بالنسبة الناتج عن سير مرفق العدالة‪ ،‬فإن المشرع أسند االختصاص‬
‫بشأن التعويض الناتج عن الخطأ القضائي إلى الغرفة الجنائية بالمجلس األعلى أو محكمة‬
‫اإلحالة بعد صدور قرار بإبطال المقرر الصادر بالعقوبة خطأ على إثر مسطرة مرجعية‪ .‬كما‬
‫جاء في قرار آخر للخطأ صادر عن محكمة االستئناف اإلدارية بتاريخ ‪ 2007/11/28‬تحت‬
‫عدد ‪" 906‬إن التنصيص في الفقرة الثانية من المادة ‪ 573‬من قانون المسطرة الجنائية على‬
‫قبول التعويض في سائر مراحل مسطرة المراجعة ال يفيد حتما ان اختصاص القضاء الجنائي‬
‫للبث في طلب التعويض عن الضرر الناتج عن الخطأ اإلداري القضائي بل إن صدور هذا‬
‫القرار ال يمنع المتضرر من طلب التعويض عن أمام المحكمة اإلدارية استندتا إلى المادة ‪8‬‬
‫من قانون ‪/90‬التي ال تستثني هذا النوع من التعويض بين تقديم طلب التعويض أمام القضاء‬
‫الجنائي في إطار مسطرة المراجعة أمام المجلس األعلى‪ ،‬أو أمام المحكمة اإلدارية بعد صدور‬
‫قرار المراجعة لفائدته "‬
‫المادة ‪574‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫[يؤدي طالب المراجعة مسبقا مصاريف الدعوى لغاية صدور القرار بقبولها‪ .‬أما المصاريف‬
‫الواجبة بعد هذا القرار فتسبقها الخزينة‪.‬‬
‫إذا ترتب عن المراجعة صدور قرار أو حكم نهائي بعقوبة‪ ،‬فإن المحكوم عليه يتحمل رد‬
‫المصاريف للخزينة‪ .‬ويمكن تحميلها لطالبي المراجعة إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫إذا خسر طالب المراجعة الدعوى حكم عليه بجميع المصاريف‪O.‬‬
‫إذا ترتب عن المراجعة قرار أو حكم ببراءة المحكوم عليه‪ ،‬فإن القرار أو الحكم يعلق على‬
‫جدران المدينة التي صدر فيها الحكم باإلدانة سابقا‪ ،‬والمدينة التي بها مقر المحكمة التي بتت‬
‫في المراجعة‪ ،‬والجماعة التي ارتكبت فيها الجناية أو الجنحة‪ ،‬وفي الجماعة التي يوجد فيها‬
‫موطن طالب المراجعة‪ ،‬وفي التي كان فيها آخر موطن للشخص الذي وقع في حقه الخطأ‬
‫القضائي‪ .‬وإذا كان هذا الشخص قد توفي نشر القرار أو الحكم تلقائيا وبدون طلب في الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ويؤمر بنشره زيادة على ذلك في خمس جرائد يختارها طالب المراجعة إن طلب ذلك‬
‫‪27‬‬
‫وتتحمل الخزينة مصاريف النشر المشار إليها]‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 574‬اعالء فإن طالب المراجعة يجب أن يؤدي مسبقا مصاريف الدعوى إلى‬
‫غاية صدور القرار بقبولها‪ ،‬أما المصاريف الواجبة بعد هذا القرار لتتحملها الخزينة العامة‬
‫للمملكة‪.‬‬
‫وإذا ترتب عن المراجعة صدور قرار أو حكم نهائي بعقوبة‪ ،‬فإن المحكوم عليه يتحمل رد‬
‫المصاريف للخزينة‪ ،‬ويمكن تحميلها لطالبي المراجعة إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫أما إذا أخبر طالب المراجعة الدعوى فيحكم عليه بجميع المصاريف وفي جميع األحوال‪ ،‬فإنه‬
‫إذا ترتب عن المراجعة قرار أو حكم ببراءة المحكوم عليه فإن القرار أو الحكم يعلق على‬
‫جدران المدينة التي صدر فيها الحكم باإلدانة سابقا‪ ،‬والمدينة التي بها مقر المحكمة التي بتت‬
‫في المراجعة‪ ،‬والجماعة التي ارتكبت فيها الجناية أو الجنحة و في الجماعة التي يوجد فيها‬

‫‪ 27‬دليل وزارة العدل قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني صفحة ‪ 316‬و ‪ 317‬و ‪318‬‬
‫المواد من ‪ 569‬إلى ‪ 574‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 68‬ص ‪ 277‬وما يليها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫موطن طالب المراجعة‪ ،‬وفي الجماعة التي كان فيها آخر موطن للشخص الذي وقع في حقه‬
‫الخطأ القضائي ‪ ،‬هذا إذا كان المحكوم عليه حياء أما إذا كان هذا الشخص قد توفي فإنه يتم‬
‫نشر القرار أو الحكم تلقائيا وبدون طلب في الجريدة الرسمية‪ ،‬ويؤمر بنشره زيادة على ذلك‬
‫في خمس جرائد يختارها طالب المراجعة إن طلب ذلك‪ ،‬وتتحمل الخزينة العامة للمملكة‬
‫‪28‬‬
‫مصاريف النشر المشار إليها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫خالصة القول‪ ،‬وبعد التطرق بشكل من التفصيل لكل من طرق الطعن سواء العادية منها أو‬
‫غير العادية هي الوسائل أو المكنات التي يتسنى للخصوم عن طريقها التظلم في األحكام بهدف‬
‫تصحيح ما يكون قد شابها من عيوب أو أخطاء‪ .‬واقعية أو قانونية أمال في الوصول إلى حكم‬
‫صحيح غير مجاف للواقع أو القانون تبين لنا ان مسطرة الطعن في المقررات القضائية وفق‬
‫قانون المسطرة الجنائية الجاري به العمل تواجه الكثير من اإلشكاالت والممارسات الخاطئة‬
‫منها ما يتعلق بالمبالغة في اللجوء إلى طرق الطعن ومنها ما يخص لجوء بعض أطراف‬
‫الدعوى إلى سلوك طريقة من طرق الطعن رغم علمهم المسبق أنها لن تنتج أي أثر سوى‬
‫تمديد أجل القضية‪ ،‬ومنها سلوك أحد وسائل الطعن غير التي يتعين سلوكها وهذا الوضع هو‬
‫ما أفضت هيئة الحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة إلى التوصية ضمن الهدف‬
‫الفرعي الرابع المتعلق " بالبت في القضايا وتنفيذ األحكام خالل أجال معقولة" " بتقليص‬
‫الطعن ضد األحكام الصادرة بشأن القضايا البسيطة وترشيد الطعون من قبل النيابات‬
‫العامة"‪ ...‬إال أنه بالرغم من المستجدات التي جاءت بها مسودة مشروع قانون المسطرة‬
‫الجنائية ال زالت العديد من اإلشكاالت مطروحة والتي تقتضي إعادة النظر في مجموعة من‬
‫النقاط على سبيل المثال ان هناك بعض األحكام التي ال يجوز استئنافها‪ ،‬مما يفضي الى‬

‫‪ 28‬منشور بمجلة المحامي عدد ‪ 67‬من ‪ 393‬وما يليها ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫ضرورة اخضاع بعض االحكام كافة طرق الطعن كما ان مشروع ق م ج لم يتجاوز السلبيات‬
‫التي يعاني منها قانون المسطرة الجنائية الحالي‪ ،‬ادائها لم تعمل على تجاوز العديد من‬
‫الهفوات‪ .‬وال يفوتنا أن ننوه إلى أن المشروع عمل على إلغاء الغرف االستئنافية التي سبق‬
‫إحداثها على مستوى المحاكم االبتدائية‪ ،‬وهو ما يعني أن النظر في جميع القضايا المستأنفة‬
‫سيعود من جديد إلى محاكم االستئناف العادية‪.‬‬

‫الئحة المراجع‬
‫الكتب‬
‫عبد الواحد العلمي شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ‪ -‬الجزء الثالث‪..‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ .‬المطبعة غير مذكورة‪ ،‬السنة ‪2018‬‬
‫وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني‪ ،‬إجراءات المحاكمة وطرق الطعن‬
‫مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬الطبعة الثالثة أكتوبر ‪2005‬‬
‫أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء الثاني‪ .‬التحقيق االعدادي ‪ -‬المحاكمة ‪-‬‬
‫طرق الطعن مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1963‬‬
‫اريس الحياني‪ ،‬عمر انجوم ‪ ،‬محاضرات في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫الطيب بن المقدم الطعون في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة الشركة المغربية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫السنة ‪.1996‬‬
‫محمد بوالن مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪ 20 :‬الداودي عبد هللا الطعن بطريق االستئناف في المادة‬
‫الجزائية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المقاالت‬
‫محمد بولمان طرق الطعن في قانون المسطرة الجنائية مقال منشور بمجلة محاكمة مجلة‬
‫فصلية مختصة تعنى بالدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ 1‬شتنبر ‪2006‬‬
‫أحمد السراج اإلجراءات الجنائية في النظم القانونية العربية وحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية المغربية وحقوق اإلنسان‪ ،‬مقال منشور بمجلة الملحق القضائي‪ ،‬العدد ‪29‬‬
‫‪-‬دجنبر ‪1994:‬‬
‫مراد أسراج مستجدات طرق الطعن من خالل قانون المسطرة الجنائية واالشكاالت المطروحة‬
‫مقال منشور بمجلة المناظرة‪ ،‬العدد العاشر ‪2005‬‬

‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫مقال منشور في الموقع اإللكتروني‪ http://universitylifestyle.net O:‬الدعوى وطرق‬
‫الطعن في قانون المسطرة الجنائية المغربي مقال منشور بمجلة القانون‬
‫واألعمال الدولية في الموقع اإللكتروني‪https://www.droitetentreprise.com :‬‬

‫األحكام والقرارات‪.‬‬
‫نشرة قرارات محكمة النقض الغرفة الجنائية ج ‪ 14‬ص ‪115‬‬
‫قرار المجلس رقم ‪ 906‬في ‪ 6‬يوليوز ‪ 1961‬القضاء والقانون عددي ‪ 40‬و ‪44‬‬
‫قرار المجلس األعلى بعدم قبول الطعن بالنقض في قرار الفرقة الجنحية بمحكمة االستئناف‬
‫بالرباط ابدت فيه أمرا باإلحالة من طرف قاضي التحقيق العسكري على المحكمة العسكرية‬
‫معتبرا أن الطعن بالنقض ال يمكن اال مع الحكم في الجوهر‬
‫قرار مجلس األعلى عدد ‪ 108-3‬الصادر بتاريخ ‪ 17/06/2009‬عدد ‪09/3/6/259‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫قرار صادر عن المجلس االعلى منشور بمجلة قضاء المجلس االعلى عدد ‪ 38/ 37‬صفحة‬
‫‪202‬‬
‫قرار منشور بمجموعة قرارات المجلس األعلى المادة الجنائية الجزء الثاني من ص ‪ 32‬وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫قرار منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 61‬ص ‪ 85‬وما يليها‪.‬‬
‫قرار منشور بكتاب نشرة قرارات محكمة النقض الغرفة الجناية الجزء الثاني والثالثون‪ O‬من‬
‫صفحة ‪ 70‬وما يليها‪.‬‬
‫قرار منشور بكتاب محمد بالحاج الفحص مرجع سابق من صفحة ‪ 26‬وما يليها‪.‬‬
‫قرار منشور بمجلة المحامي عدد ‪ 70‬صفحة ‪ 468‬وما يليها‪ .‬قرار منشور بكتاب عبد الرزاق‬
‫الجباري المجتبى من عمل محكمة النقص في المادة الجنائية الجزء األول‪.‬‬
‫قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 48‬ص ‪.298‬‬
‫قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 49‬و‪ 50‬ص ‪186‬‬
‫قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 53‬و‪ 54‬من صفحة ‪376‬‬
‫قرار منشور لدى عبد الرزاق الجباري مرجع سابق ص ‪.199‬‬
‫قرار منشور بمجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت العدد ‪ 9‬من صفحة ‪137‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 68‬ص ‪ 277‬وما يليها‪.‬‬
‫منشور بمجلة المحامي عدد ‪ 67‬من ‪ 393‬وما يليها‪.‬‬

‫المواد‪:O‬‬
‫‪ 393‬و‪ 394‬و‪ 395‬و‪ 383‬و‪ 350‬و‪ 397‬و‪ 396‬و‪ 181‬و‪ 457‬و‪ 371‬و‪ 526‬و‪ 314‬و‬
‫‪ 194‬و‪ 527‬و‪ 537‬و‪ 561‬و‪ 560‬و‪ 559‬و‪ 528‬و‪ 564‬و‪ 567‬و‪ 568‬و‪574‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫فهرس‬
‫تقديم ‪3...................................................................................................................................‬‬
‫أهمية الموضوع‪4............................................................................................................................. :‬‬
‫إشكالية الموضوع‪4........................................................................................................................... :‬‬
‫الفصل األول‪ :‬طرق الطعن العادية في المادة الجنائية‪4............................................................................. .‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعرض ‪5.......................................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أحكام التعرض ‪5............................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة للتعرض ‪6....................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أجل التعرض وشكله‪7...................................................................................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الطعن بالتعرض ‪9.....................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حضور المتعرض على الحكم النيابي بعد استدعائه‪9..................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خلف المتعرض عن الحضور بعد استدعائه‪12............................................................................ .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الطعن باالستئناف‪14........................................................................................................ .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األحكام التي يجوز استئنافها واألطراف التي يحق لها ممارسة هذا االستئناف‪14.................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة لالستئناف ‪14................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األطراف الذين يحق لهم سلوك طريق االستئناف‪15...................................................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آجال الطعن باالستئناف وإجراءاته وآثاره‪16.......................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أجل الطعن باالستئناف وإجراءاته ‪16......................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الطعن باالستئناف والفصل فيه‪19..................................................................................... .‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير عادية في المادة الجنائية ‪24......................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطعن بالنقض‪25............................................................................................................. .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض والغير القابلة للطعن بالنقض‪25........................................................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض ‪25...........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األحكام الغير قابلة للطعن بالنقض‪26...................................................................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن من حيث األشخاص‪28........................................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬النيابة العامة ‪28..............................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية‪29................................................................................... .‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض وآثاره وأسبابه‪30............................................................................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض‪30................................................................................................ .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الطعن بالنقض ‪35.......................................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أسباب الطعن بالنقض ‪36....................................................................................................‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الطعن بإعادة النظر والمراجعة ‪40...........................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن بإعادة النظر‪40.................................................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الطعن بإعادة النظر ‪40...........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة رفع طلب إعادة النظر ‪42...........................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن بمراجعة المقرر القضائي الصادر باإلدانة ‪43....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت الطعن بالمراجعة ‪44.................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬طلب المراجعة بين الرفض والقبول ‪46.....................................................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬آثار الطعن بالمراجعة‪49.................................................................................................. .‬‬
‫خاتمة ‪55................................................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪56.......................................................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪2‬‬

You might also like