You are on page 1of 104

‫‪Royaume du Maroc‬‬

‫‪Ministère de l’Education Nationale, de la Formation‬‬


‫‪Professionnelle, de l’Enseignement Supérieur et de la‬‬
‫‪Recherche Scientifique‬‬

‫‪Université Sidi Mohamed Ben Abdellah‬‬

‫‪Faculté des Sciences Juridiques Economiques et Sociales Fès‬‬

‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬


‫تحت عنوان‪:‬‬

‫تأثير توازي الدعويين ـ دعوى االستحقاق‬


‫ودعوى التعرض ـ‬
‫على حقوق المتقاضين‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫عبد الحميد أخريف‬ ‫محمد الشادلي‬

‫لجنة المناقشة‬
‫‪ ‬الدكتور‪ :‬عبد الحميد أخريف‪ .........................................‬مشرفا ورئيسا‬
‫‪ ‬الدكتور ‪:‬موحى ولحسن الميموني‪ .................................................‬عضوا‬

‫‪ ‬الدكتور ‪:‬مصطفى المرضي‪............................................................‬عضوا‬

‫الـسـنـة الـجـامـعـيـة‪:‬‬
‫‪ 9191-9102‬م‬
‫‪1‬‬
2
3
4
‫الئحة فك الرموز‬
‫‪ :‬ظهير التحفيظ العقاري‬ ‫‪ ‬ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫‪ :‬مدونة الحقوق العينية‬ ‫‪ ‬م‪.‬ح‪.‬ع‬
‫‪ :‬قانون المسطرة المدنية‬ ‫‪ ‬ق‪.‬م‪.‬م‬
‫‪ :‬مدونة األوقاف‬ ‫‪ ‬م‪.‬أ‬
‫‪:‬قانون االلتزامات والعقود‬ ‫‪ ‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ :‬الصفحة‬ ‫‪ ‬ص‬
‫‪ :‬مرجع سابق‬ ‫‪ ‬مس‬
‫‪ :‬الجريدة الرسمية‬ ‫‪ ‬جر‬
‫‪:‬الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬ ‫‪ ‬و‪.‬و‪.‬م‪.‬ع‪.‬م‪.‬ع‪.‬خ‬
‫والمسح العقاري والخرائطية‬

‫‪5‬‬
‫مـقــدمة‬
‫ال أحد يمكن أن ينكر ما للملكية العقارية من أهمية في حياة اإلنسان‪ ،‬إذ تعتبر رمزا‬
‫الستقراره داخل المجتمع لدرجة أن المشرع المغربي أنزلها منزلة التقديس‪ ،‬ومعنى مقدسة‬
‫أنها محمية بموجب أسمى قانون في بالدنا‪ ،‬وهو الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬الذي نص‬
‫في الفصل ‪ 35‬منه على أن القانون يضمن حق الملكية‪....‬‬
‫ونفس هذا المقتضى الحمائي كرسه في المادة ‪ 23‬من م‪.‬ح‪.‬ع التي نصت بشكل صريح‬
‫على أنه ‪ ":‬ال يحرم أحد من ملكه إال في األحوال التي يقررها القانون‪.‬‬
‫ال تنزع ملكية أحد إال ألجل المنفعة العامة ووفق اإلجراءات التي ينص عليها القانون‬
‫ومقابل تعويض مناسب"‪.‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن حق الملكية هو حق دستوري‪ ،‬ال يجوز المساس به إال بالقانون‪ ،‬وفي‬
‫حالة المساس به دون موجب قانوني فإن هناك إجراءات قانونية من أجل استرداده‪ ،‬تختلف‬
‫حسب ما إذا كان العقار محفظا أو غير محفظ أو في طور التحفيظ‪.‬‬
‫إذا كان العقار محفظا فإن حماية حق الملكية يكون عن طريق رفع دعوى استعجالية‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 149‬من ق‪.‬م‪.‬م تقضي بطرد المدعى عليه من العقار بصفته محتال‬
‫له بدون سند قانوني مالم يتمسك بوجود عالقة كرائية‪ ،‬السيما إذا كان الكراء سكنيا‪ ،‬حيث‬
‫إنه في هذا النوع من األكرية رغم انتهاء مدته يبقى سند احتالل المكتري هو التجديد‬
‫الضمني للعقد‪ ،‬ألنه ال ينتهي بانتهاء مدته وإنما بتحقق السبب‪ ،‬فالمشرع في إطار القانون‬
‫‪ 67-12‬المتعلق بكراء المحالت المعدة للسكنى واالستعمال المهني راعى البعد االجتماعي‬
‫للمكتري حتى ال يشعر هذا األخير أنه مهدد باإلفراغ في كل لحظة مادام يؤدي الوجيبة‬
‫الكرائية‪ ،‬وبالتالي تحقيق نوع من االستقرار االجتماعي للمكتري في هذا النوع من األكرية‪،‬‬
‫عكس ما إذا تعلق األمر بكراء وقفي أو فالحي‪ ،‬حيث في هذين النوعين من األكرية ال يحق‬
‫لقاضي المستعجالت أن يدفع بعدم االختصاص ألنها تنتهي بانتهاء مدتها استنادا إلى المادة‬
‫‪ 92‬من م‪.‬أ بالنسبة للكراء الوقفي‪ ،‬والفصل ‪ 714‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م بالنسبة للكراء الفالحي‬
‫الذي ال تتجاوز مدته أربعين سنة‪ ،‬أي ينتهي بانتهاء مدته بقوة القانون‪.‬‬
‫أما إذا كان العقارغير محفظ فإن حماية حق الملكية يكون عن طريق رفع دعوى في‬
‫الموضوع تسمى بدعوى االستحقاق‪ ،‬وهي دعوى يرفعها القائم ضد الحائز لالعتراف له‬
‫بالملكية‪ ،‬لذلك تسمى أيضا بالدعوى التقريرية‪ ،‬أي تقرر الملكية لمن هي‪ ،‬وال شيء آخر‬
‫غير الملكية‪ ،‬بمعنى أن الدعوى التي تهدف إلى االعتراف بحق عيني آخر غير حق الملكية‬
‫كحق االنتفاع أو حق السطحية‪...‬ليست دعوى استحقاق بالمعنى الذي أشرنا إليه أعاله‪،‬‬
‫وإنما هي دعوى استحقاق في معناها اللغوي ‪ ،‬وإن صح التعبير هي دعوى اإلقرار بحق‬
‫عيني‪ ،‬ألن دعوى االستحقاق ترفع من طرف المالك وال يمكن تصورها إال على العقار‬
‫غير المحفظ‪ ،‬بينما دعوى اإلقرار بحق عيني آخر غير حق الملكية ترفع ضد المالك أي‬
‫ضد صاحب حق الرقبة لالعتراف بالحق العيني الذي رتبه على ملكه‪ ،‬ويمكن تصورها‬
‫‪6‬‬
‫حتى على العقار المحفظ ‪ ،‬فدعوى االستحقاق هي من دعاوى الملكية كما عبر عن ذلك‬
‫المشرع في الفصل ‪ 169‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي نص على قاعدة عدم الجمع بين دعوى الملكية‬
‫ودعوى الحيازة ‪ ،‬حيث جاء فيه ‪ " :‬من قدم دعوى الملكية ال تقبل منه بعد ذلك دعوى‬
‫الحيازة إال إذا وقع إخالل بحيازته بعد تقديم دعوى الملكية"‪.‬‬
‫بمعنى من لجأ إلى دعوى اإلستحقاق أوال فإنه يعتبر تنازال منه عن دعوى الحيازة‪ ،‬وإذا‬
‫لجأ إلى دعوى الحيازة في األول فإنه يجب أن ال يدفع بالملكية ولو كان هو المالك الحقيقي‪،‬‬
‫أي يجب البقاء في منطق الحيازة‪ ،‬وهو منطق سليم يحقق العدالة‪ ،‬ألن قاضي الحيازة ال‬
‫يقضي بالملكية وإنما يبت في ظاهر الحال ويحكم بالحيازة ال أقل وال أكثر‪ ،‬لذلك إذا خسر‬
‫المدعي دعوى الحيازة يمكن أن يرفع دعوى الملكية و يربح من قضي له بالحيازة بعد ذلك‪،‬‬
‫وهذا ما يستشف من الفصل ‪ 168‬من ق‪.‬م‪.‬م حيث جاء فيه‪":‬إذا وقع إنكار الحيازة أو‬
‫التعرض لها‪ ،‬فإن البحث الذي يؤمر به ال يمكن أن يتعلق بموضوع الحق الذي ال يمكن أن‬
‫يكون إال محل دعوى الملكية تستهدف االعتراف بحق عيني عقاري"‪.‬‬
‫فالفصل ‪ 168‬أعاله يؤكد بدوره على أن دعوى االستحقاق هي من دعاوى الملكية‪،‬‬
‫وبالتالي فإن الفصلين ‪ 168‬و‪ 169‬معا‪ ،‬يمكن اعتمادهما كسند قانوني للقول بأن دعوى‬
‫االستحقاق تستهدف االعتراف بحق الملكية دون غيره من الحقوق العينية األخرى‪ ،‬ويمكن‬
‫أن نضيف إليهما أيضا المادة ‪ 22‬من م‪.‬ح‪.‬ع حيث جاء فيها ‪ " :‬لمالك العقار أن يطلب‬
‫استحقاق ملكه ممن يكون قد استولى عليه دون حق‪ ،‬وله أن يطالب من تعرض له فيه‬
‫بالكف عن تعرضه‪ ،‬كما له أن يطالب برفع ما قد يحصل له فيه من تشويش"‪.‬‬
‫أما إذا كان العقار في طور التحفيظ فإن حماية حق الملكية يكون عن طريق دعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ التي حظيت بتنظيم قانوني خاص من طرف المشرع‬
‫المغربي‪ ،‬أي تسري عليها مقتضيات الفصول من ‪ 24‬إلى ‪ 51‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره‬
‫وتتميمه بالقانون رقم ‪ ،14-07‬وهي الوسيلة الوحيدة لدحض قرينة الملكية لطالب التحفيظ‬
‫حتى ال يسري على المتعرض األثر التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬من خصوصيتها أنها بمثابة‬
‫دعوى استحقاق معكوسة ‪ ،‬وكلمة بمثابة تعني بأن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ليست دعوى استحقاق بالمعنى الذي أشرنا إليه أعاله‪ ،‬وإنما هي فقط بمثابة دعوى استحقاق‬
‫وإن صح القول هو استحقاق في معناه اللغوي ال أقل وال أكثر‪ ،‬السيما وأن بين الدعويين‬
‫العديد من الفروقات المسطرية والموضوعية والتي سنأتي على ذكرها بعد قليل‪ ،‬أما كلمة‬
‫معكوسة فتفيد اإلثبات أي معكوسة على مستوى اإلثبات‪ ،‬بحيث تقلب فيها المراكز القانونية‬
‫لألطراف‪ ،‬لذلك أحيانا نصطدم بدعويين متوازيين‪ ،‬دعوى استحقاق رائجة أمام القضاء‬
‫العادي ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة أمام محكمة التحفيظ ‪ ،‬وهذا فقط شق‬
‫من موضوع دراستنا‪.‬‬
‫ونتصور هذه الفرضية عندما تكون دعوى استحقاق رائجة أمام القضاء العادي‪ ،‬ويلجأ أحد‬
‫طرفي النزاع إلى تقديم طلب لتحفيظ العقار موضوع دعوى االستحقاق‪ ،‬وغالبا يقدم هذا‬
‫الطلب من طرف القائم‪ ،‬أي مدعي االستحقاق حتى يكتسب صفة المدعى عليه ويعفى من‬
‫‪7‬‬
‫اإلثبات لكون المطلب أصبح قرينة على الملك‪ ،‬وإذا تعرض الطرف اآلخر وأحيل الملف‬
‫على محكمة التحفيظ استنادا إلى الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره‬
‫وتتميمه بالقانون رقم ‪ ،14-07‬يصبح المتعرض مدعيا ومكلفا باإلثبات بعدما كان طرفا‬
‫مدعى عليه في دعوى االستحقاق ال يكلف ببيان وجه مدخله إال إذا أدلى القائم بحجة أقوى‬
‫استنادا إلى المادة ‪ 242‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬وبالتالي نصبح إزاء دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى‬
‫استحقاق رائجة أمام القضاء العادي ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة أمام‬
‫قضاء التحفيظ ‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه ازدواجية القضاء وأحيانا صدور أحكام متناقضة‪ ،‬بل‬
‫أكثر من ذلك قد نصبح إزاء حكم قضائي نهائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ ليس له‬
‫أي قيمة قانونية أمام قرار إداري بتأسيس رسم عقاري له حجية مطلقة وغير قابل للطعن‬
‫كما ينص على ذلك الفصل ‪ 62‬ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬ونتصور هذه الفرضية أيضا في حالة تقديم طلب‬
‫التحفيظ من طرف خاسر دعوى اإلستحقاق‪ ،‬وقبول إدراجه من طرف السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬وعدم قيام رابح الدعوى بالتعرض على المطلب‪ ،‬وحتى لو افترضنا تم‬
‫التعرض بناء على هذا الحكم القضائي النهائي القاضي باالستحقاق فإنه يطرح إشكال آخر‬
‫أمام السيد المحافظ على األمالك العقارية حول ما إذا كان هذا الحكم باإلمكان أن ينهض‬
‫حجة التخاذ قرار التحفيظ في اسم المتعرض أم أنه يتعين عليه أن يحيله على محكمة‬
‫التحفيظ‪ ،‬وحتى إذا أحاله يطرح اإلشكال حول حجيته أمام محكمة التحفيظ‪ ،‬كما قد يطرح‬
‫بشأنه اشكال آخر أمام السيد المحافظ على األمالك العقارية بخصوص نوعية الرقابة التي‬
‫سيجريها عليه في حالة ما إذا كان مطلب التحفيظ مدعم به‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إلى أن المتأمل في عنوان موضوعنا سيالحظ أننا تركنا بعض المصطلحات‬
‫عامة‪ ،‬وفي الحقيقة قد تعمدنا ذلك للعلة التالية ‪:‬‬
‫بالنسبة لدعوى االستحقاق تعمدنا أن ال نضيف إليها وصف "العادية" ألن دعوى‬
‫االستحقاق هي دعوى واحدة‪ ،‬وكل دعوى لها مسمياتها‪ ،‬وذلك حتى يفتح لنا المجال للحديث‬
‫عن دعوى االستحقاق الفرعية وإشكالية توازيها أو تداخلها مع دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪ ،‬ونتصور هذه الفرضية عندما يكون العقار في طور التحفيظ ولم تنتهي بشأنه آجال‬
‫التعرضات‪ ،‬وفي نفس الوقت جارية بشأنه مسطرة التنفيذ‪ ،‬ثم يأتي شخص من الغير ويدعي‬
‫أن العقار موضوع مسطرتي التحفيظ والتنفيذ في ملكيته‪ ،‬فيقف في حيرة من أمره حول‬
‫الدعوى التي ستكون في صالحه‪ ،‬هل هي دعوى االستحقاق الفرعية المشار إليها في‬
‫الفصلين ‪ 482‬و ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م أم دعوى التعرض على مطلب التحفيظ أم هما معا‪.‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة لدعوى التعرض‪ ،‬حيث تعمدنا أن ال نضيف إليها عبارة "على مطلب‬
‫التحفيظ"‪ ،‬وذلك حتى يفتح لنا المجال للحديث عن دعوى التعرض على إيداع حق وقع‬
‫االعالن عنه طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع أو ما يسمى اختصارا بالتعرض على‬
‫اإليداع الذي يكيف على أنه دعوى استحقاق عادية يتم البت فيها من طرف القضاء العادي‪،‬‬
‫ألن المشرع عندما أجاز التعرض على اإليداع وكرسه في الفقرة األخيرة من الفصل ‪24‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع لم يالئم هذا المستجد مع خصوصيات المرحلة القضائية للبت في التعرضات ‪،‬‬
‫بحيث ليس هناك أي نص قانوني يلزم السيد المحافظ على األمالك العقارية بإحالة التعرض‬
‫‪8‬‬
‫ضد اإليداع على محكمة التحفيظ ‪ ،‬كما أن هذه األخيرة ال تبت بين المتعرض والمودع ألن‬
‫هذا األخير ليس له صفة طالب التحفيظ أو صفة متعرض‪ ،‬بل إن محكمة التحفيظ تبت بين‬
‫المتعرض وطالب التحفيظ استنادا إلى الفصل ‪ 37‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬كما أن السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية يحيل التعرض على مطلب التحفيظ عمال بالفقرة األخيرة من الفصل ‪32‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬وبالتالي إذا وقع التعرض على اإليداع وتعرض على مطلب التحفيظ نصبح‬
‫إزاء دعويين متوازيين ‪ ،‬األمر الذي قد يؤثر سلبا على حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫ويرجع موضوع توازي الدعويين من حيث إطاره التاريخي إلى فترة الحماية‪ ،‬السيما‬
‫بالنسبة لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ ومازالت تطرح‬
‫بشأنه إشكاالت عملية وقانونية إلى يومنا هذا‪ ،‬أي أنه رغم التعديالت المهمة التي أدخلها‬
‫المشرع على ظ‪.‬ت‪.‬ع في سنة ‪ 2011‬بمقتضى القانون رقم ‪ 14-07‬لم ينتبه إلى هذه‬
‫اإلشكاالت التي يثيرها‪ ،‬مما يعني أنه موضوع دقيق ويطرح إشكاالت دقيقة جداً‪.‬‬
‫ومن هنا يتضح لنا أن األهمية النظرية لموضوعنا تتمثل في دقته‪ ،‬لذلك لم يتم االنتباه إليه‬
‫من طرف الباحثين والمهتمين رغم ارتباطه بأسمى حق من الحقوق العينية وهو حق‬
‫الملكية‪ ،‬األمر الذي نتج عنه قلة الكتابات الفقهية والبحوث الجامعية التي تناولته بشكل‬
‫مباشر ومفصل‪ ،‬أما أهميته العملية فتتمثل في ارتباطه بجهازين مختلفين‪ ،‬جهاز إداري‬
‫مستقل يتمثل في المحافظة العقارية في شخص السيد المحافظ على األمالك العقارية كسلطة‬
‫إدارية مستقلة‪ ،‬وجهاز قضائي تولد عنه نظامين مختلفين للبت ‪ ،‬قضاء عادي يبت وفق‬
‫مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م باعتبارها الشريعة العامة للتقاضي وقضاء للتحفيظ يبت وفق مقتضيات‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع باعتبارها مقتضيات خاصة وال يطبق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م إال في حاالت جد ضيقة‪،‬‬
‫أي في حالة وجود إحالة صريحة من ظ‪.‬ت‪.‬ع األمر الذي قد ينعكس سلباعلى حقوق‬
‫المتقاضين السيما على مستوى اإلثبات‪.‬‬
‫لذلك فإن اإلشكالية الجوهرية التي يثيرها موضوعنا يمكن صياغتها على الشكل التالي ‪:‬‬
‫ما هي االنعكاسات السلبية لتوازي الدعويين ـ دعوى االستحقاق ودعوى التعرض ـ على‬
‫حقوق المتقاضين؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية الجوهرية العديد من التساؤالت الفرعية والتي ال داعي لذكرها‪،‬‬
‫نظرا ألن معظمها يمكن أن يستشف من التصور العام حول موضوعنا والذي أشرنا إليه‬
‫أعاله ومن العناوين التي ستظهر في خطة البحث أو التصميم‪.‬‬
‫لكن قبل اإلعالن عن خطة البحث البد أن نشير إلى المنهج الذي سنتبعه للوصول إلى حل‬
‫لالشكالية المطروحة‪ ،‬ألنه كما هو معلوم اإلشكالية ال تحتاج إلى جواب مباشركما هو الشأن‬
‫بالنسبة للتساؤالت الفرعية‪ ،‬وإنما إلى حل لها من أجل إشباعها‪ ،‬لذلك فقد ارتأينا أن نتبع‬
‫المنهج المقارن للمقارنة بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ وباقي الدعاوى األخرى‬
‫كدعوى االستحقاق ودعوى اإلستحقاق الفرعية ودعوى التعرض على اإليداع‪ ،‬وذلك حتى‬
‫نتمكن من الوقوف على أهم الخصوصيات التي تميز مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع على مقتضيات‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬كما سنتبع أيضا المنهج التحليلي والنقدي وذلك حتى نتمكن من الوقوف على‬
‫‪9‬‬
‫اآلراء الفقهية والتوجهات القضائية من أجل تحليلها لمعرفة ما إذا كانت التوجهات الحالية‬
‫لمحكمة النقض تخدم مصالح األطراف‪ ،‬ومحاولة إيجاد حلول بديلة من شأنها اإلسهام في‬
‫تجاوز اإلشكاالت القانونية والعملية التي يطرحها موضوعنا‪.‬‬
‫وهكذا سنعمل على تقسيم موضوعنا حسب منهجية التصميم التنائي إلى فصلين على الشكل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‬
‫اآلثار السلبية لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫حقوق المتقاضين‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اآلثار السلبية لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫حقوق المتقاضين‬
‫إن المتأمل في عنوان هذا الفصل سيتضح له أننا تعمدنا عدم وصف دعوى االستحقاق‬
‫باألصلية وعدم إضافة عبارة " على مطلب التحفيظ " لدعوى التعرض حتى يفتح لنا المجال‬
‫للحديث عن دعوى االستحقاق الفرعية ودعوى التعرض على اإليداع في عالقتهما بدعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬وهي مسألة أشرنا إليها في المقدمة وفقط أردنا أن نؤكد‬
‫عليها للتوضيح بأننا سنعمل على تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬نتطرق في (المبحث األول)‬
‫إلى توازي دعوى االستحقاق و دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬على أن نتطرق في‬
‫(المبحث الثاني) لتوازي دعوى التعرض على اإليداع ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ وعالقة هذه األخيرة بدعوى االستحقاق الفرعية‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫للوقوف على أهم الخصوصيات التي تميز مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع على مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م‬
‫ارتأينا أن نقسم هذا المبحث بدوره إلى مطلبين‪ ،‬نتطرق في (المطلب األول) ألهم الفروقات‬
‫بين دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬على أن نتطرق في (المطلب‬
‫التاني) إلى األثرالسلبي لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫على حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أهم الفرو قات بين دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ‬
‫في الحقيقة هناك العديد من الفروقات بين الدعويين‪ ،‬ولمحاولة اإلحاطة بها فقد ارتأينا‬
‫أن نتطرق إليها من زاويتين‪ ،‬من زاوية افتتاحهما وهو سنخصص له (الفقرة األولى) ثم من‬
‫زاوية األحكام القضائية الصادرة بشأنهما وهو ما سنخصص له (الفقرة التانية)‪.‬‬
‫الفـقـرة األولـــى ‪ :‬أهم الفرو قات بين دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ من زاوية افتتا حهما‬
‫إذا كانت دعوى االستحقاق مجالها العقار غير المحفظ‪ ،‬وتخضع من حيث اإلجراءات‬
‫الشكلية إلى مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م باعتباره الشريعة العامة للتقاضي‪ ،‬وبالتالي يستوجب رفعها‬
‫أمام جهة قضائية وهي المحكمة اإلبتدائية المختصة‪ ،‬وذلك بموجب مقال افتتاحي للدعوى‬
‫موقع من طرف المدعي أو وكيله أو بتصريح يدلي به المدعي شخصيا ويحرر به أحد‬
‫أعوان كتابة الضبط المحلفين محضرا يوقع من طرف المدعي أو يشار في المحضر إلى أنه‬
‫ال يمكن له التوقيع كما نص على ذلك الفصل ‪ 31‬من ق‪.‬م‪.‬م وأن يتضمن البيانات المحددة‬
‫في الفصل ‪ 32‬من نفس القانون‪ ،‬فإن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ مجالها العقار في‬
‫طور التحفيظ‪ ،‬وتخضع لمقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع باعتباره قانون شكل وموضوع في نفس الوقت‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫وبالتالي كاستثناء من األصل ترفع بدون مقال افتتاحي‪ 1‬أمام جهة إدارية تتمثل إما في‬
‫المحافظ على األمالك العقارية وإما في المهندس المساح الطبوغرافي المنتذب أثناء إنجاز‬
‫عملية التحديد استنادا إلى الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬أو التقني الطبوغرافي المكلف بإنجاز‬
‫عملية التحديد من طرف المهندس المساح الطبوغرافي المنتمي لمصلحة المسح العقاري‬
‫بناء على القانون رقم ‪ 257-12‬المعدل لمقتضيات الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬هذا إذا تعلق‬
‫األمر بالتعرض العادي‪ ،‬ألنه إذا تعلق األمر بتعرض استثنائي فإنه ال يقدم إال للسيد المحافظ‬
‫على األمالك العقارية بصريح الفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون‬
‫رقم ‪ ،14.07‬وهذه النقطة من المستجدات ألنه قبل القانون ‪ 14.07‬كان التعرض‬
‫اإلستثنائي يقدم أيضا إلى السيد وكيل الملك‪ ،‬األمر الذي كان يؤدي إلى بطء مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬ألن السيد وكيل الملك عندما كان يقبل التعرض اإلستثنائي كان يحيله على السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية لتضمينه بسجل التعرضات والسيد المحافظ يحيله من جديد‬
‫على محكمة التحفيظ‪ ،3‬وبالتالي تمديد عمر مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫أما اآلن مع هذا المستجد الذي حصر قبول التعرضات االستثنائية في السيد المحافظ‬
‫العقاري فإنه ال شك سيخدم فلسفة التسريع من وثيرة مسطرة التحفيظ‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة‬
‫للتعرضات العادية التي كان باالمكان قبولها قبل القانون ‪14.07‬من طرف المحكمة‬
‫االبتدائية وقاضي التوثيق والسلطة المحلية وبطبيعة الحال أيضا من طرف المحافظة‬
‫العقارية‪ ،‬والمشرع أحسن صنعا عندما حصرها في جهة إدارية ألن هذه األخيرة هي‬
‫المختصة بتلقي التعرضات‪ ،‬ألن التعرضات التي كانت تقدم إلى ممثلين السلطة المحلية‬
‫كانت تضيع بسببها العديد من الحقوق نظرا لعدم إلمامهم بالجانب العقاري وكثرة انشغاالتهم‬
‫بأمور أخرى وبالتالي صياغتها بشكل معيب السيما إذا كانت شفوية والتأخر في إرسالها‬
‫للسيد المحافظ العقاري قصد تقييدها بسجل التعرضات في الوقت المناسب‪ ،‬وقد كان هذا‬
‫األمريؤدي إلى بطء مسطرة التحفيظ وتعثرها عن تحقيق الحماية الكافية لمختلف المراكز‬
‫‪4‬‬
‫القانونية ذات الصلة بها‬

‫‪1‬ـ زكرياء الموذن‪ ،‬القواعد اإلجرائية لدعوى التحفيظ العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬مسلك الدراسات العقارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك‬

‫‪2‬ـ القانون رقم ‪ 57-12‬صادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ ، 2013‬نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6224‬بتاريخ‬
‫‪ 23‬يناير ‪ ،2014‬تمم مقتضيات الفصول‪ 19‬و‪ 20‬و ‪ 21‬و ‪ 25‬و‪ 34‬و ‪ 43‬و ‪ 54‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫هذا القانون جاء من أجل تمكين التقنيين الطبوغرافيين من إنجاز عملية التحديد‪ ،‬تفاديا لإلشكال الذي كان‬
‫يطرح سابقا على مستوى المحافظات العقارية المتعلق بقلة المهندسين الطبوغرافيين المؤهلين إلنجاز هذه‬
‫العملية بالمقارنة مع فئة التقنيين الطبوغرافيين‪ ،‬األمر الذي كان يؤدي إلى تراكم ملفات التحفيظ عليها‪.‬‬
‫‪3‬ـ ادريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14.07‬مطبعة المعارف الجديدة‬
‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2013‬ص ‪.48‬‬
‫‪4‬ـ عمر السكتاني‪ ،‬خصوصيات الجوانب اإلجرائية لممارسة التعرض في نظام التحفيظ العقاري الجديد‪،‬‬
‫دراسة في تطور اإلجتهاد القضائي المغربي‪ ،‬مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية دراسات‬
‫وأبحاث في ضوء نظام التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة‬
‫‪13‬‬
‫إذا كانت الرسوم القضائية بالنسبة لدعوى اإلستحقاق تؤدى بصندوق المحكمة‪ ،‬والوثائق‬
‫والمستندات يتم إرفاقها بالمقال اإلفتتاحي للدعوى‪ ،‬والبد من تنصيب محامي تحت طائلة‬
‫الحكم بعدم قبول الدعوى شكال ألن الفصل ‪ 32‬من قانون المحاماة الجديد‪ 5‬ينص على‬
‫إجبارية تنصيب محامي وال يستثني القضايا العقارية‪ ،‬فإنه بالنسبة لدعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ تؤدى عنها الرسوم القضائية وحقوق المرافعة بالمحافظة العقارية التي‬
‫تستخلصها لفائدة كتابة ضبط محكمة التحفيظ عن كل واحد من التعرضات المتعلقة بالمطلب‬
‫الواحد‪ ،‬اللهم إذا تعلق األمر بتعرض متبادل‪ 6‬وهذا ما أكدته الفقرتين التانية والتالتة من‬
‫الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للوثائق والمستندات المدعمة للتعرض‬
‫بحيث هي األخرى يتم اإلدالء بها للمحافظة العقارية قبل انصرام أجل شهر الموالي النتهاء‬
‫أجل التعرض طبقا لمقتضيات الفقرة التالتة من الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وذلك تحت طائلة‬
‫إلغاء التعرض استنادا إلى مقتضيات الفقرة األولى من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع التي نصت‬
‫على أنه‪ " :‬يعتبر التعرض الغيا وكأن لم يكن‪ ،‬إذا لم يقدم المتعرض خالل األجل‬
‫المنصوص عليه في الفصل ‪ 25‬من هذا القانون‪ ،‬الرسوم والوثائق المؤيدة لتعرضه‪ ،‬ولم‬
‫يؤد الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو لم يثبت حصوله على المساعدة القضائية "‪.‬‬
‫والمالحظ من خالل نص هذه الفقرة من الفصل‪ 32‬أعاله أن المشرع استعمل ما بين‬
‫الوثائق المؤيدة للتعرض والرسوم القضائية‪ ،‬حرف الواو‪ ،‬أي واو العطف‪ ،‬مما يعني أن‬
‫إلغاء التعرض مقترن بتحقق الحالتين معا‪ ،‬وبالتالي فإن أداء الرسوم القضائية وحقوق‬
‫المرافعة من شأنه التليين من صرامة هذه المقتضيات واعتبار التعرض قائما السيما إذا كان‬
‫المتعرض يستند فقط على الحيازة الفعلية بحيث قد ال يستطيع أن يثبت تعرضه أمام المحافظ‬
‫على األمالك العقارية‪ ،7‬وهو ما يالحظ أيضا من الناحية العملية حيث إن بعض السادة‬
‫المحافظين على األمالك العقارية ال يعملون على إلغاء التعرض رغم عدم أداء الرسوم‬
‫القضائية وحقوق المرافعة مادام أنهم فقط ينوبون عن كتابة ضبط محكمة التحفيظ في‬

‫العقارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪ 55‬و ‪.56‬‬


‫‪5‬ـ القانون ‪ 28-08‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-08-101‬بتاريخ ‪ 20‬شوال ‪20(1429‬‬
‫أكتوبر ‪ )2008‬ج رعدد ‪ 5680‬بتاريخ ‪ 6‬نونبر‪.2008‬‬
‫‪6‬ـ يقصد بالتعرض المتبادل وجود مطلبين للتحفيظ على نفس العقار بحيث يعتبر صاحب المطلب األسبق‬
‫تاريخا بمثابة طالب التحفيظ وصاحب المطلب الالحق في التاريخ بمثابة متعرض‪ ،‬ومن خصوصيته أنه‬
‫معفى من الرسوم القضائية وحقوق المرافعة بصريح الفقرة التالتة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫‪7‬ـ آيت احمد الغازي‪ ،‬التعرضات في المسطرة العادية والمساطر الخاصة للتحفيظ العقاري‪ ،‬مداخلة‬
‫منشورة بالندوة الوطنية لألمن العقاري‪ ،‬دفاتر محكمة النقض عدد ‪ ،26‬سنة ‪ ،2015‬ص ‪408‬و‪. 409‬‬

‫‪14‬‬
‫استخالصها‪ ،‬فيحيلونه على هذه األخيرة مع اإلشارة في شهادة التعرض إلى عدم‬
‫استخالص الرسم القضائي‪.8‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه رغم سكوت المشرع عن مدى قابلية قرار إلغاء التعرض للطعن‪،‬‬
‫فإنه يبقى قرار إداري قابل للطعن فيه أمام المحكمة اإلدارية داخل أجل شهرين من تاريخ‬
‫تبليغه للمتعرض‪ ،‬بعد أن كان أجل الطعن لمخاصمة هذا القرار أمام القضاء العادي هو‬
‫خمسة عشر يوما وهو أجل كان غير كافي إلعداد ملف الطعن‪.9‬‬
‫ونشير أيضا إلى أنه إذا كان للمحكمة العادية صالحية الحكم بعدم قبول الدعوى شكال‬
‫في حالة وجود عيب شكلي‪ ،‬فإن محكمة التحفيظ ليس لها هذه الصالحية ألن المحافظ وحده‬
‫الذي له صالحية التصدي للعيوب الشكلية وهو ما أكدته اسئنافية وجدة‪ 10‬في قرار لها جاء‬
‫فيه‪ ":‬أن المحكمة ال تملك سلطة مراقبة شكليات التعرض من حيث أداء الرسوم القضائية‬
‫أو احترام آجال تقديمه‪ ،‬إذ أنه حتى وإن كان هناك إخالل شكلي في تقديمه‪ ،‬فعلى القاضي‬
‫تجاهله‪ ،‬إذا قبل من طرف المحافظ الذي يملك وحده سلطة التصدي للعيوب الشكلية خالل‬
‫المرحلة اإلدارية للتحفيظ‪."...‬‬
‫وهذا يتماشى مع خصوصية دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬ألنه إذا كانت القضايا‬
‫العادية ومنها دعوى االستحقاق على وجه الخصوص تخول للطرف الذي لم تقبل دعواه‬
‫إعادة رفعها من جديد بعد تصحيحها فإن المتعرض ال تبقى له صالحية تقديم دعوى‬
‫التعرض على المطلب بعد تصحيحها ألن السيد المحافظ العقاري سيواجهه بفوات أجلها‪،‬‬
‫كما ال يمكن لها أن تحكم بعدم قبول الدعوى شكال في حالة عدم تنصيب محام ألن‬
‫مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع تعطي للمتعرض إمكانية متابعة دعواه بصفة شخصية‪ ،‬وبالتالي تفيد‬
‫اإلختيارية وليس اإلجبارية وهو ما يستشف من الفصل ‪ 37‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع بالنسبة للمرحلة‬
‫االبتدائية حيث جاء فيه ‪ ":‬عند افتتاح المناقشات يعرض القاضي المقرر القضية ويعين‬
‫المسائل التي تتطلب حال دون أن يبدي أي رأي ثم يقع االستماع إلى األطراف‪."...‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة للمرحلة اإلستئنافية حيث نص الفصل ‪ 45‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع على أنه ‪":‬‬
‫تفتتح المناقشات‪ ،...................‬ثم يستمع إلى األطراف إما شخصيا وإما بواسطة‬
‫محاميهم‪."...،‬‬

‫‪8‬ـ عادل صبير‪ ،‬خصوصيات مسطرة التحفيظ العقاري في ضوء القانون ‪ ،14-07‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك المعامالت العقارية‪ ،‬الكلية المتعددة التخصصات تازة‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪. 26:‬‬
‫‪9‬ـ عبد الرزاق عريش‪ ،‬مستجدات الطعون القضائية ضد قرارات المحافظ العقاري في ضوء القانون‬
‫‪ 14-07‬ومقتضيات الدستور الجديد‪ ،‬مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪137‬و‪.138‬‬
‫‪10‬ـ قرار عدد ‪ 412‬صادر بتاريخ ‪ 1997-03-04‬في الملف العقاري عدد‪ ، 56-450‬أشار إليه عادل‬
‫صبير‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪15‬‬
‫وهذاما زكاه المجلس األعلى في قرار له صادر سنة ‪111982‬جاء فيه‪ ":‬حيث إنه‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 42‬من ظهير‪ 12‬غشت ‪ 1913‬فإنه بمجرد توصل كتابة ضبط محكمة‬
‫االستئناف بالملف يعين الرئيس األول مستشارا مقررا ويأمر هذا األخير المستأنف باإلدالء‬
‫بأسباب استئنافه ووسائل دفاعه في ظرف أجل ال يتعدى خمسة عشر يوما يضاف إليها أجل‬
‫بعد المسافة ثم يستدعي األطراف المعنية باألمر لإلطالع على ما أدلى به المستأنف‬
‫واإلدالء بمنازعاتهم ووسائل دفاعهم في أجل آخر مماثل‪ ،‬فإن القرار المطعون فيه عندما‬
‫قضى بعدم قبول االستئناف بعلة أن المستأنف لم يقم باإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 34‬من قانون المحاماة مع أن القضية تتعلق بالتحفيظ وأن الفصل المذكور ال يلزم‬
‫المستأنف بتنصيب مدافع عنه أو طلب الترخيص بالمرافعة شخصيا فإن المحكمة عندما بتت‬
‫على النحو المذكور تكون قد خرقت الفصل المشار إليه أعاله وعرضت قرارها للنقض"‪.‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة يستحسن إعادة النظر في مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع بشكل يحقق‬
‫اإلنسجام مع مقتضيات الفصل ‪ 32‬من القانون‪ 28-08‬المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪،‬‬
‫بالتنصيص صراحة على إجبارية تنصيب محام ألن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫هي دعوى متشعبة ومعقدة ويصعب على المتعرض متابعتها بنفسه دون االستعانة بمحام‪،‬‬
‫كما أن اإلجبارية ستخفف العناء حتى على القضاء مما سيؤدي إلى الرفع من مستوى‬
‫التقاضي‪.‬‬
‫كذلك من الفروقات بين الدعويين هو أن دعوى اإلستحقاق غير مقيدة بأجل معين من‬
‫الناحية المبدئية‪ ،‬ولكن استثناء يمكن أن تتقادم عن طريق الحيازة المكسبة للملك المنظمة في‬
‫المواد من ‪ 239‬إلى ‪ 263‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬وبالتالي إذا حاز المدعى عليه العقار موضوع‬
‫النزاع حيازة مستوفية لشروطها القانونية ال تسمع دعوى القائم ألن المدعى عليه اكتسبه‬
‫بالتقادم وهو ما أكده المجلس األعلى في قرار له جاء فيه‪ ":‬دعوى استحقاق عقار ال يمكن‬
‫سماعها وال قبول البينة المؤيدة لها بعد مرور عشر سنين عن حوز وتصرف األجنبي‬
‫غيرالشريك‪ ،‬وحضور القائم بها‪ ،12"...‬وذلك عكس دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫بحيث ال يمكن للشخص أن يرفعها في أي وقت شاء‪ ،‬ألن المشرع قيدها بأجل شهرين من‬
‫تاريخ نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية كما تنص على ذلك الفقرة األولى‬
‫من الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وتضيف هذه الفقرة عبارة "إن لم يكن قد قام بذلك من قبل" ‪،‬‬
‫مما يعني أن أجل التعرض على المطلب يبتدئ من يوم إدراج مطلب التحفيظ وينتهي‬
‫بانتهاء أجل الشهرين المشار إليه أعاله‪ ،‬وهو أجل كامل استنادا إلى الفصل ‪ 512‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫المحال عليه بموجب الفصل ‪ 107‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬أي ال يدخل في احتسابه اليوم األول‬
‫واألخير‪ ،‬بحيث إذا صادف اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده‪.‬‬

‫‪11‬ـ قرار عدد ‪ 655‬صادر بتاريخ ‪ 3‬نوفمبر‪ ،1982‬في الملف المدني عدد ‪ 90621‬منشور بمجلة‬
‫رابطة القضاة عدد ‪16‬و‪ 17‬ص ‪149‬و‪.150‬‬
‫‪12‬ـ قرار عدد ‪ ،11‬صادر بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر‪ ،1966‬أورده عبدالعزيز توفيق‪ ،‬قضاء المجلس األعلى‬
‫في األحوال الشخصية والعقار من سنة ‪ 1957‬إلى سنة ‪،2002‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪16‬‬
‫ويترتب عن عدم رفع دعوى التعرض على المطلب داخل هذا األجل‪ ،‬فتح أجل استثنائي‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬ورغم عدم تحديده بنص قانوني صريح فإنه‬
‫يستشف ضمنيا من الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع والفصل ‪ 30‬من نفس‬
‫الظهير‪ ،‬ويتحدد في ثالثة أشهر من تاريخ انتهاء أجل التعرض العادي ألنه هو األجل الذي‬
‫منحه المشرع للسيد المحافظ على األمالك العقارية من أجل البت في مآل طلبات التحفيظ‬
‫إما باإلحالة على محكمة التحفيظ في حالة وقوع تعرضات سابقة على المطلب تطبيقا للفقرة‬
‫األخيرة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وإما باتخاد قرار التحفيظ في حالة عدم وقوع أي‬
‫تعرض تطبيقا للفصل ‪ 30‬من نفس الظهير‪.13‬‬
‫وإذا كان التعرض اإلستثنائي حسب الفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع مقرون بشرط عدم إحالة‬
‫الملف على محكمة التحفيظ‪ ،‬فإنه من وجهة نظرنا المتواضعة يمكن قبوله بعد إحالته على‬
‫المحكمة في حالتين‪ :‬الحالة األولى إذا لم يتم تعيين أول جلسة للبت في التعرضات‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن للمحافظ أن يطلب من كتابة الضبط أن ترجع له الملف لتضمين هذا التعرض وإحالته‬
‫عليها من جديد‪ ،‬والحالة التانية هي حالة التعرض على اإليداع عند القيام باإليداع طبقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع والملف وصل إلى محكمة التحفيظ لوجود تعرضات‬
‫سابقة على مطلب التحفيظ‪ ،‬وذلك نظرا إلشكالية أجل التعرض على اإليداع والتي سوف‬
‫نتطرق إليها بعد قليل‪.‬‬
‫إذا كان موضوع دعوى االستحقاق هو المطالبة بحق الملكية‪ ،‬وال شيء آخر غير الملكية‪،‬‬
‫وهو ما تؤكده أيضا التعريفات الفقهية لدعوى االستحقاق‪ ،‬حيث عرفتها األستاذة حليمة بنت‬
‫المحجوب بن حفو بأنها تلك الدعوى التي يرفعها مدعي ملكية عقار في مواجهة الحائز‬
‫يرمي من خاللها إلى الحكم باستحقاقه العقار بإسناد ملكيته إليه‪ ،14‬وهو ما أكده أيضا الفقيه‬
‫عبدالرزاق السنهوري‪ ،‬حيث عرفها بأنه دعوى عينية يطالب فيه المدعي بالملكية‪ ،15‬كما‬
‫عرفها آخرون بأنها القيام على الملك والحكم برفع اليد عليه للقائم‪ ،16‬ـ وهي كلها تعريفات‬
‫تؤكد ما قلناه سابقا في المقدمة‪ ،‬لم نود اإلشارة إليها في المقدمة نظرا ألن هذه األخيرة‬
‫مجهود شخصي للباحث‪ ،‬ويستحسن أن تظل خالية من الهوامش ـ فإن دعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ قد يكون موضوعها المطالبة بحق الملكية أو باستحقاق حق عيني آخر غير‬

‫‪13‬ـ كنزة الغنام‪ ،‬مسطرة التعرض في ضوء القانون العقاري والمساطر الخاصة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2016-2015 :‬ص‪.60:‬‬
‫‪14‬ـ حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬نظرية االستحقاق في القانون المغربي‪ ،‬دراسة مقارنة مدعمة بآراء‬
‫الفقه واجتهادات القضاء‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ 2010‬ص‪.25‬‬
‫‪15‬ـ عبدالرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬حق الملكية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬مطبعة دار‬
‫النهضة العربية القاهرة‪ ،‬دون ذكر سنة الطبع‪ ،‬ص ‪.593‬‬
‫‪16‬ـ امحمد برادة اغزيول‪ ،‬الدليل العملي للعقار غير المحفظ‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬طبعة ‪ ،2007‬ص ‪.14‬‬
‫نقل عن حميد البشيري‪ ،‬دعوى استحقاق العقار غير المحفظ بين الفقه المالكي واإلجتهاد القضائي‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2010-2009 :‬ص‪.11 :‬‬
‫‪17‬‬
‫حق الملكية‪ ،‬كحق االنتفاع أو حق السطحية ‪...‬ويسمى هذا النوع من التعرضات التعرض‬
‫باستحقاق حق عيني قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي سيقع تأسيسه‪ ،‬وهي الحالة التانية من‬
‫حاالت التعرض المنصوص عليها في الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬بل أكثر من ذلك قد يكون‬
‫موضوعها المطالبة بحق شخصي‪ ،‬كالتعرض المقدم من طرف الموعود له في إطار الوعد‬
‫بالبيع‪ ،‬فالوعد بالبيع وإن كان يخول حقا شخصيا فإنه يعطي للموعود له حق التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ ألن التعرض هو الوسيلة الوحيدة لمنازعة الواعد حتى اليسري عليه األثر‬
‫التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬بحيث ال يحق له سلوك دعوى إتمام إجراءات البيع وحدها ألن‬
‫هذه الدعوى ال يترتب عنها وقف مسطرة التحفيظ‪ ،‬وحتى لو صدر حكم قضائي نهائي في‬
‫هذه الدعوى لن يفيد المحكوم له أمام قرار المحافظ بتأسيس الرسم العقاري المشمول بقاعدة‬
‫التطهير‪ ،‬وكذلك ال يحق له طلب إجراء تقييد احتياطي ألن هذا األخير ال يمكن تصوره إال‬
‫على العقار المحفظ استنادا إلى الفصل ‪ 85‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وال يحق له أن يطلب اإليداع في‬
‫إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ألن الحقوق القابلة لإليداع هي الحقوق القابلة للتقييد النهائي‬
‫وال يمكن إيداع حق شخصي إال بنص قانوني صريح‪ ،‬وبالتالي تبقى الوسيلة الوحيدة لحماية‬
‫الموعود له هي دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ألنه يترتب عنها وقف مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة النقض في آخر قرار لها صادر في سنة ‪ ،201717‬حيث‬
‫ذهبت إلى أن الوعد بالبيع يبتدئ حقا شخصيا وينتهي حقا عينيا‪ ،‬وبالتالي ال شيء يمنع‬
‫الموعود له من التعرض على مطلب التحفيظ مادام أنه الوسيلة الوحيدة لمنازعة الواعد حتى‬
‫ال يسري عليه األثر التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬وإذا أحيل الملف على محكمة التحفيظ فإنه‬
‫يتعين على هذه األخيرة أن توقف البت إلى أن يبت القضاء العادي في دعوى إتمام‬
‫إجراءات البيع‪ ،‬وذلك حتى ال تتجاوز صالحياتها المخولة لها بمقتضى الفصل‪ 37‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫دون الوعد بالبيع ال يجوز رفع دعوى التعرض على مطلب التحفيظ موضوعها المطالبة‬
‫بحق شخصي‪ ،‬ولو كان هذا الحق سيصبح حقا عينيا بالمآل كما هو الشأن بالنسبة للغارس‬
‫في إطار عقد المغارسة‪ ،‬ألن الغارس ال يكتسب حقا عينيا إال إذا تحقق اإلطعام وتم اإلشهاد‬
‫عليه في محرر رسمي أو تم إثباته بموجب خبرة قضائية مصادق عليها من طرف‬
‫المحكمة‪ ،18‬ونفس الشيء بالنسبة للمكتري كراء عاديا ‪ ،‬والدائن ألن هذا األخير له حق‬
‫شخصي تجاه طالب التحفيظ وبالتالي يمكنه سلوك مسطرة الحجز العقاري طبقا لمقتضيات‬
‫ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬وكذلك التعرض من طرف المنزوعة ملكيته ألجل المنفعة العامة حيث حقه العيني‬
‫ينتقل في هذه الحالة إلى حق شخصي أي إلى تعويض نزع الملكية‪ ،‬لكن هل يمكن للزوجة‬
‫أن تتعرض على مطلب التحفيظ بناء على عقد الزواج؟ في نظرنا يمكنها التعرض في حالة‬
‫واحدة‪ ،‬وهي الحالة التي يكون صداق الزوجة عقار ولم يم ِّكنها منه زوجها ثم يعمد إلى‬

‫‪17‬ـ عمر أزوكار‪ ،‬أهم قرارات محكمة النقض الصادرة سنة ‪ 2017‬بشأن مسطرة التحفيظ‪ ،‬محاضرة‬
‫ألقيت على طلبة كلية الحقوق سلوان بالناظور‪ ،‬منشورة على الموقع اإللكتروني‬
‫‪ ،www .youtube.com‬تاريخ االطالع‪ ،2020-06-25 :‬على الساعة‪.19h10min :‬‬
‫‪18‬ـ عبد القادربوبكري‪ ،‬توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وإشكاالته القانونية والعملية‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة القانون المدني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬ص‪.89‬‬
‫‪18‬‬
‫تقديم طلب التحفيظ‪ ،‬هنا يجوز للزوجة تقديم تعرض ضد زوجها طالب التحفيظ حتى ال‬
‫تسري عليها قاعدة التطهيرالمكرسة في الفصلين ‪ 1‬و‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫كذلك هناك حاالت أخرى لرفض التعرض‪ 19‬تنضاف إلى حالة المطالبة بحق شخصي‪،‬‬
‫كرفض التعرض لسبقية البت‪ ،‬كما في حالة تقديم التعرض من طرف طالب التحفيظ أو‬
‫المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع بعد الحكم بصحة التعرض وقيام المحافظ بتحويل‬
‫المحكوم له إلى طالب التحفيظ طبقا للفصل ‪ 83‬من نفس القانون‪ ،‬أو رفض التعرض المقدم‬
‫من طرف المتعرض الذي حكم القضاء بعدم صحة تعرضه ألن من شأن ذلك تأبيد النزاع‪،‬‬
‫كما قد يحصل أن يرفض التعرض في حالة تقديمه من طرف ابن أو حفيد المنتفع المتوفي‬
‫ألن حق االنتفاع ينتهي لزوما بموت المنتفع استنادا إلى الفصل ‪ 79‬من م‪.‬ح‪.‬ع أو لتقديمه‬
‫بناء على سند باطل كالتعرض المقدم من طرف صاحب حق العمرى بناء على محرر‬
‫عرفي والحال أن المشرع اشترط الرسمية طبقا للمادة ‪ 106‬من م‪.‬ح‪.‬ع ‪ ،‬كل هذه الحاالت‬
‫تعطي للسيد المحافظ العقاري صالحية رفض التعرض رغم عدم التنصيص عليها صراحة‪،‬‬
‫وبالتالي تنضاف إلى حالة رفض التعرض المقدم خارج األجل التي نص عليها المشرع‬
‫بشكل صريح في الفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫وإذا كان الصلح في دعوى اإلستحقاق يتم من طرف القضاء كما أشرنا إلى ذلك سابقا‪،‬‬
‫فإن الصلح في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ يتم أمام جهة إدارية‪ ،‬أي يقوم به السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية تطبيقا لمقتضيات الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 31‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫التي نصت على أنه‪ ":‬يمكن للمحافظ على األمالك العقارية أثناء جريان المسطرة وقبل‬
‫توجيه الملف إلى المحكمة االبتدائية‪ ،‬أن يعمل على تصالح األطراف ويحرر محضرا‬
‫بالصلح يوقع من قبلهم‪.‬‬
‫وتكون التفاقات األطراف المدرجة بهذا المحضر قوة االلتزام العرفي"‪.‬‬
‫ورغم أهمية الصلح في نزاعات التحفيظ المتمثلة في التخفيف من كثرة الملفات المعروضة‬
‫على القضاء والتسريع من وثيرة مسطرة التحفيظ واالقتصاد في المصاريف‪ ،‬فإن المشرع‬
‫جعله مجرد إمكانية‪ ،‬وبالتالي عدم القيام به ال يرتب أية مسؤولية على السيد المحافظ‬
‫العقاري‪ ،20‬لذلك ناذرا ما سيتم اللجوء إليه من الناحية العملية إما لكترث انشغاالت السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وإما لتشبت كل من طالب التحفيظ والمتعرض بمزاعمه‬
‫وانتظار كل واحد منهم لحظة الفوز على اآلخر‪.‬‬

‫‪19‬ـ للتنبيه فقط‪ ،‬فإن رفض التعرض ليس هو إلغاء التعرض‪ ،‬حيث إن إلغاء التعرض معناه أن السيد المحافظ يقبل‬
‫التعرض ويضمنه بسجل التعرضات ولكن المتعرض ال يقوم ببعض اإلجراءات الشكلية‪ ،‬هنا المحافظ يلغي التعرض‪ ،‬ويتم‬
‫إلغاؤه في حالة واحدة نصت عليها الفقرة األولى من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وهي حالة عدم قيام المتعرض خالل أجل‬
‫شهر الموالي النصرام اجل التعرض باإلدالء بالوثائق المدعمة له وعدم أداء الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو عدم‬
‫إثبات حصوله على المساعدة القضائية‪ ،‬أما رفض التعرض معناه أن المحافظ العقاري لم يقبله منذ البداية‪ ،‬وهناك مجموعة‬
‫من الحاالت التي يرفض من خاللها المحافظ التعرض رغم عدم التنصيص عليها صراحة أشرنا إليها في المتن‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ أمال جداوي‪ ،‬المؤسسات المتدخلة في مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬توزيع االختصاص بين المحافظ والقضاء على ضوء‬
‫القانون ‪ ،14-07‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2013-2012 ،‬ص‪.59:‬‬
‫‪19‬‬
‫وإذا كان التدخل الهجومي يجوز في دعوى االستحقاق‪ ،21‬فإنه ال يجوز في دعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬ألن المتدخل في مركز هجومي يرمي من وراء طلبه إلى‬
‫طرح منازعة جديدة‪ ،‬أي يطالب بالملك موضوع مسطرة التحفيظ لنفسه‪ ،‬فقاضي التحفيظ‬
‫يرفض التدخل الهجومي بعلة أن أطراف النزاع محددون مسبقا أمام المحافظ العقاري وأن‬
‫أية مطالبة بالملك موضوع مسطرة التحفيظ ال يمكن أن تأتي إال في شكل تعرض طبقا‬
‫للفصول من ‪ 24‬إلى ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وهو ما أكده المجلس األعلى‪ 22‬في قرارصادر عنه‬
‫سنة ‪ 2000‬جاء فيه‪... ":‬أن القرار حين علل بأن التدخل أمام محكمة التحفيظ للمطالبة بحق‬
‫عيني على عقار في طور التحفيظ يعتبر غير مقبوال إال في شكل تعرض طبقا لمقتضيات‬
‫الفصول من ‪ 24‬إلى ‪ 29‬من ظهير ‪ 1913-08-12‬بحكم أنها مرتبطة بما يحال عليها من‬
‫طرف المحافظة فإنه يعتبر قرارا معلال وغير خارق لمقتضيات الفصول المستدل بها من‬
‫قبل الطاعنة أعاله‪ ،"...‬لكن بالنسبة للتدخل االنضمامي يجوز أمام محكمة التحفيظ ألنه‬
‫المتدخل يرمي إلى تأييد مزاعم أحد األطراف‪ ،‬وهو ما سبق و أكدته محكمة االستئناف‬
‫بوجدة‪ 23‬في قرارصادرعنها سنة ‪ 1989‬جاء فيه‪":‬وحيث إن مقاالت التدخل ال تقبل أمام‬
‫هذه المحكمة إال إذا كانت ترمي إلى تأييد مزاعم الخصوم أو ذوي الحقوق أو خلف‬
‫الخصوم‪ ،‬أو المشترين أو الدائنين‪ ،‬والمرتهنين كما ينص على ذلك الفصل ‪ 42‬من ظهير‬
‫التحفيظ‪ ،‬وبما أن السيد(‪ )...‬ال يرمي إلى تأييد مزاعم أي متعرض هنا أو طالب التحفيظ‬
‫فإن تدخله ال يكون مقبوال ألنه يطالب لنفسه بكافة الملك حسب مقال التدخل‪ ،"...‬وإلى‬
‫جانب التدخل اإلنضمامي يجوز أيضا التدخل من أجل تصحيح المسطرة في حالة وفاة أحد‬
‫طرفي النزاع‪ ،‬إذ ال يعقل أن تتابع مسطرة التحفيظ في مواجهة شخص ميت‪ ،‬وهو ما أكده‬
‫المجلس األعلى في قرار له صادر سنة ‪241997‬جاء فيه ‪":‬بمقتضى الفصل األول من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م يتعين على المحكمة أن تنذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل تحدده له‪ ،‬وحيث‬
‫إن المحكمة ردت استئناف الورثة الذين لم يدلوا برسم االراثة دون أن تنذرهم بذلك تكون قد‬
‫خرقت الفصل المذكور وعرضت قرارها للنقض"‪.‬‬

‫‪21‬ـ عبد هللا بلمعلم‪ ،‬ازدواجية دعوى االستحقاق بين مسطرة التحفيظ ودعوى االستحقاق العادية‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك القانون العقاري والحقوق العينية‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2019-2018:‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪22‬ـ قرار عدد ‪ ،12‬صادر بتاريخ ‪ ،2000-01-04‬في الملف المدني عدد ‪ ،99-1-1-423‬أوردته‬
‫سمرة محدوب‪ ،‬االزدواجية االجرائية أمام قضاء التحفيظ العقاري على ضوء االجتهاد القضائي‬
‫ومستجدات القانون رقم ‪ ،14-07‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة البحث والتكوين في‬
‫قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،2013-2012:‬ص‪.155 :‬‬
‫‪23‬ـ قرارمحكمة االستئناف بوجدة عدد‪ 32‬في الملف عدد ‪ ،87/1802‬صادر بتاريخ ‪،1989-02-07‬‬
‫أشار إليه ادريس الفاخوري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ 85:‬و‪.86‬‬
‫‪24‬ـ قرار عدد ‪ ،5299‬صادر بتاريخ ‪( 1997-09-10‬لم تتم اإلشارة إلى رقم الملف)‪ ،‬اورده عبد‬
‫العزيز حضري‪ ،‬تطبيق قواعد المسطرة المدنية أمام قضاء التحفيظ‪ ،‬مجلة رسالة دفاع‪ ،‬العدد التاني‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2001‬ص‪.18-17:‬‬
‫‪20‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬أهم الفروقات بين الدعويين من حيث االثبات واألحكام القضائية‬
‫الصادرة في كل منهما‬
‫إذا كان االثبات في دعوى االستحقاق يقع على عاتق القائم باعتباره طرفا مدعي‪ ،‬وأن‬
‫الحائزيعتبر طرفا مدعى عليه معفى من االثبات إلى أن يدلي القائم بحجة أقوى استنادا إلى‬
‫المادة ‪ 242‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬وبالتالي يكفي أن يتمسك بقوله حوزي وملكي‪ ،25‬فإنه في إطار‬
‫دعوى التعرض على مطلب التحفيظ يقع عبء االثبات على عاتق المتعرض ولو كان حائزا‬
‫ألنه يعتبر طرفا مدعي‪ ،‬بينما طالب التحفيظ يبقى في مركز المدعى عليه المعفى من‬
‫االثبات‪ ،‬وهي قاعدة استقر عليها اإلجتهاد القضائي منذ فترة الحماية‪ ،‬ومن وجهة نظرنا هي‬
‫قاعدة تخالف القواعد العامة لإلثبات لذلك سبق وأشرنا بأن دعوى التعرض هي دعوى‬
‫استحقاق معكوسة‪ ،‬أي يقلب فيها عبء االثبات‪ ،‬وبالتالي تخالف قواعد الفقه االسالمي التي‬
‫تقضي بأن المدعي هو الذي يدعي خالف األصل أو الظاهر‪ ،‬ألن المتعرض هنا حائزا وهو‬
‫الذي يظهر بمظهر المالك‪ ،‬أما طالب التحفيظ فهو يدعي خالف األصل والظاهرلذلك‬
‫المفروض أن يكون هو المدعي الملزم باالثبات‪ ،‬السيما وأن بعض طالبي التحفيظ قد يرون‬
‫بأن رفعهم لدعوى االستحقاق سيجعلهم في مركز المدعي الملزم باالدالء بالبينة على‬
‫دعواه‪ ،‬فيعمدون إلى تقديم طلب التحفيظ للتهرب من االثبات وقلبه على الطرف اآلخر‪،‬‬
‫ولهذا السبب بعض الفقه يرى أن هذه القاعدة مجرد سلبية تاريخية احتفظ بها المغرب إلى‬
‫يومنا هذا ألنه في فترة االستعمار كان يتم تغليب مركز طالب التحفيظ الذي كان في غالب‬
‫األحوال شخصا فرنسيا أو من المتعاونين مع االستعمار على مركز المتعرض من أجل‬
‫تحفيظ أكبر عدد ممكن من العقارات في اسم المعمر الفرنسي وفي أسرع وقت ممكن‬
‫لضمان استقرارهم بالمغرب‪ ،‬وتمكنيهم من الحصول على أراضي خصبة تكون مجاال‬
‫مغريا الستثماراتهم وحمايتهم من كل نزاع أو تعرض يعرقل طريق اكتسابهم‪ ،26‬كما يرى‬
‫أحد الباحثين أيضا أنه ‪":‬يجب إعفاء المتعرض من االثبات عندما يكون حائزا‪ ،‬وذلك لعدة‬
‫أسباب لعل أبرزها هو مسايرته للمنطق السليم وتماشيه مع الفكر القويم‪ ،‬إذ كيف يعقل أن‬
‫نلزم الحائز باالثبات وهو من يتصرف في العقار ويدير شؤونه بعلة أن أحدهم قدم مطلبا‬
‫للتحفيظ‪ ،‬أال يشكل ذلك خلال في منظومة االثبات المدنية‪ ،‬وبالتالي تبقى هذه القاعدة هي‬
‫قاعدة ظالمة ومتحيزة ال منطق لها وال تستند إلى عدل وال عدالة‪ ،‬بل في حقيقة األمر تبقى‬

‫‪25‬ـ عبد العزيز بلغزال‪ ،‬تأمالت في ضابط الترجيح بذكر سبب الملك‪ :‬قراءة في ضوء مدونة الحقوق‬
‫العينية والفقه المالكي‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية للدراسات العقارية والطبوغرافية‪ ،‬العدد التاني‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2019‬ص‪.173:‬‬
‫‪26‬ـ فاطمة الحروف‪ ،‬حجية القيد في السجل العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪1994-:‬‬
‫‪ ،1993‬ص‪.153:‬‬
‫‪21‬‬
‫مجرد قاعدة استقر عليها قضائنا إبان فترة االستعمار وبعدها وحظيت باحترام أكثر من‬
‫الالزم حيث أصبح الخارج عنها من القضاء بمثابة العاق"‪.27‬‬
‫ومحاولة للتلطيف من قساوة هذه القاعدة فقد قضت محكمة النقض في قرار حديث لها‬
‫صادر في سنة ‪ 2017‬بأن ‪ ":‬ثبوت الحيازة للمتعرض يقلب فقط عبء االثبات على طالب‬
‫التحفيظ الذي عليه أن يدلي بما يفيد الملك‪.‬‬
‫إدالء طالب التحفيظ بملكية ثبت انطباقها على عقار النزاع‪ ،‬يلزم الحائز بأن يبين وجه‬
‫حيازته ويدلي بحجة مضاهية للملكية ليقع الترجيح بينهما أو بما يثبت السبب الناقل للملك له‬
‫من طالب التحفيظ‪.‬‬
‫رسم التركة ال حجة له إال بالنسبة لمن حضر إنشاءه وأقر به وال يتعدى ذلك إلى الغير‪،‬‬
‫إلزام المحكمة طالب التحفيظ بإثبات وجه مدخل الحائز للعقار وبأنه على سبيل البر‬
‫واإلحسان يعتبر خرقا لقواعد اإلثبات في العقار غير المحفظ"‪.28‬‬
‫ومن خالل هذا القرار يتضح لنا أن حيازة المتعرض للعقار موضوع النزاع ال تغير من‬
‫مركزه القانوني‪ ،‬بل فقط تعزز منه‪ ،‬بمعنى متعرض وحائز ليس هو متعرض وغير حائز‪،‬‬
‫وبالتالي يبقى المتعرض مدعيا وملزما باالثبات سواء كان حائز أو غير حائز‪ ،‬وحيازته‬
‫ماهي إال وسيلة لمناقشة حجج طالب التحفيظ‪ ،‬حيث إن القاضي المقرر يبحث أوال في حجج‬
‫المتعرض وإذا ثبتت حيازته إما عن طريق الخروج إلى مكان العقار والقيام بالمعاينة وإما‬
‫بناء على وثائق‪...‬آنذاك يبحث على ما يدحض هذه الحيازة فيما لطالب التحفيظ من حجج‪.‬‬
‫وفي قرار آخر حديث صدر في سنة ‪ 2017‬عن محكمة النقض جاء فيه أنه إذا قامت‬
‫محكمة التحفيظ بالترجيح بين حجج المتعرض وحجج طالب التحفيظ ورجع الملف إلى‬
‫السيد المحافظ على االمالك العقارية فإنه يتعين على هذا األخير أن ال يمتنع عن تأسيس‬
‫الرسم العقاري بعلة أنه سيدرس الملف ويتخد ما يراه مناسبا استنادا إلى قاعدة أن مسطرة‬
‫التحفيظ هي مسطرة إدارية من بدايتها إلى نهايتها‪ ،‬بل عليه أن يمتثل للحكم القضائي السيما‬
‫إذا قضى بعدم صحة التعرض وأن يؤسس الرسم العقاري‪ ،‬بمعنى هناك استثناء وحيد يكون‬
‫معه السيد المحافظ على األمالك العقارية ملزما بتأسيس الرسم العقاري وهو حالة االنتقال‬
‫الى تقدير حجج طالب التحفيظ من طرف محكمة التحفيظ عندما تكون حجة المتعرض ترقى‬
‫إلى درجة االعتبار بحيث لم يعد للسيد المحافظ العقاري أن يقدر ما سبق للقضاء أن قدره‬
‫وإال سنصبح أمام نزاع أبدي‪ ،‬بحيث إذا قدر من جديد حجة طالب التحفيظ فإنه سيرفض‪،‬‬
‫وإذا رفض سيطعن في قراره وسنرجع من جديد للمحكمة وبالتالي سنطيل من أمد مسطرة‬

‫‪27‬ـ عادل الزبيري‪ ،‬تضارب قرارات محكمة النقض وآثاره على األمن القضائي ـ المادة العقارية‬
‫نموذجا ـ رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2018-2017:‬ص‪.93 :‬‬
‫‪28‬ـ قرار عدد ‪ ،8/367‬صادر بتاريخ ‪ 4‬يوليوز‪ ،2017‬ملف مدني عدد ‪ ،2016/8/1/7006‬الغرفة‬
‫المدنية (القسم الثامن) بمحكمة النقض‪ ،‬منشوربالمجلة المغربية للدراسات العقارية والطبوغرافية‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪.202:‬‬
‫‪22‬‬
‫التحفيظ‪ 29‬والقرار الذي يمكن أن يتخده السيد المحافظ العقاري هو قرار رفض إتمام‬
‫إجراءات التحفيظ‪.30‬‬
‫إذا كان تبليغ الحكم الصادر في إطار دعوى االستحقاق يتم بناء على طلب استنادا إلى‬
‫الفصل ‪ 53‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،31‬فإن الحكم الصادر في إطار دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫يتم تبليغه تلقائيا وهو ما يستشف من الفصل ‪ 40‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع الذي نص على أنه‪ ":‬بمجرد‬
‫صدور الحكم وقبل انصرام ثمانية أيام‪ ،‬يبلغ ملخصه إلى طالب التحفيظ وإلى جميع‬
‫المتعرضين وفق الشكل المقرر في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬يمكن استئناف هذا الحكم داخل‬
‫األجل المحدد في نفس القانون"‪.‬‬
‫ويستشف من نص الفصل ‪ 40‬أعاله أنه ال يبلغ إال ملخص من الحكم‪ ،‬عكس الحكم‬
‫الصادر في إطار دعوى االستحقاق الذي يبلغ بنصه الكامل‪ ،‬ويلتقيان في أن كالهما يبلغان‬
‫وفق طرق التبليغ المقررة في ق‪.‬م‪.‬م السيما الفصل ‪ 54‬منه الذي يحيلنا بدوره على‬
‫مقتضيات الفصول ‪37‬و‪38‬و‪ 39‬من نفس القانون‪ ،‬ولكن يختلفان في حالة عدم العثور على‬
‫المبلغ إليه‪ ،‬حيث إنه في إطار دعوى االستحقاق يتم التبليغ إلى القيم استنادا إلى مقتضيات‬
‫الفصلين ‪ 39‬و ‪ 441‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬لكن في إطار دعوى التعرض على المطلب يتم تبليغ‬
‫النيابة العامة فقط‪ ،‬استنادا إلى الفصل ‪ 26‬من القرار الوزيري ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬المتعلق‬
‫بتفاصيل تطبيق النظام العقاري‪ 32‬الذي نص على أنه‪":‬كل طالب وكل متدخل أو متعرض‬
‫‪29‬ـ حسن فتوخ‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ ":‬األمن العقاري من خالل توجهات قرارت محكمة النقض"‪ ،‬ندوة‬
‫وطنية من تنظيم المركز المغربي للدراسات العقارية تكريما للدكتور محمد بنيعيش‪ ،‬حول موضوع‪:‬‬
‫"المنازعات العقارية على ضوء آخر قرارات محكمة النقض"‪ ،‬يوم ‪ 2‬نونبر‪ ،2018‬بالمركب الثقافي‬
‫أحمد بوكماخ بطنجة‪ ،‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪30‬ـ قرار رفض إتمام إجراءات التحفيظ هو قرار أفرزته الممارسة العملية يتخده السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية بعد رجوع الملف من المحكمة ليتخد ما يراه مناسبا‪ ،‬قابل للطعن فيه أمام المحاكم‬
‫االدارية تطبيقا لقاعدة كل قرار لم يشر إليه بنص صريح إلى المحكمة االبتدائية للطعن فيه يبقى قرار‬
‫إداري قابل للطعن أمام المحاكم االدارية‪.‬‬
‫‪31‬ـ ينص الفصل ‪ 53‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪ ":‬تسلم نسخة مصادق على مطابقتها لألصل من جميع األحكام‬
‫بواسطة كاتب الضبط بمجرد طلبها‪.‬‬
‫تضاف نسخة منه إلى الملف بمجرد إمضائه"‪.‬‬
‫‪32‬ـ القرار الوزيري ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬المتعلق بتفاصيل تطبيق النظام العقاري نسخت بعض مقتضياته‬
‫بمقتضى مرسوم ‪ 2.13.18‬صادر في ‪16‬رمضان‪14(1435‬يوليوز‪ )2014‬المتعلق بإجراءات‬
‫التحفيظ العقاري‪،‬باستثناء الفصل ‪ 26‬المشار إليه أعاله‪ ،‬والفصول ‪1-10-23-29-30-31-34-36-‬‬
‫‪.37-38‬‬

‫كما نسخ هذا المرسوم‪ ،‬القرار الوزيري ‪ 4‬يونيو‪ 1915‬المنظم لمصلحة المحافظة العقارية باستثناء‬
‫الفصول ‪1‬و‪4‬و‪5‬و‪6‬و‪18‬و‪53‬و‪56‬و‪57‬و‪58‬و‪59‬و‪60‬و‪61‬و‪62‬و‪63‬و‪64‬و‪65‬و‪.66‬‬

‫(انظر المادة ‪ 35‬من مرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪ 2014‬بشأن إجراءات التحفيظ العقاري)‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وكل شخص يطلب في اسمه القيام بتسجيل أو تقييد في السجالت العقارية يجب عليه لزوما‬
‫تعيين موطن للمخابرة بمقر المحافظة إذا لم يكن موطنه الفعلي بدائرة المحافظة المذكورة‪.‬‬
‫فإذا لم يقم بذلك فإن جميع اإلعالنات والتبليغات توجه له إلى النيابة العامة ويكفي ذلك‬
‫العتبارها صحيحة"‪.‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن التبليغ عن طريق القيم أكثر ضمانة من تبليغ النيابة العامة ألن هذه‬
‫األخيرة عندما تتوصل باالستدعاء التقم بتسخير الضابطة القضائية للبحث عن الطرف‪،‬‬
‫عكس التبليغ عن طريق القيِّم حيث نص الفصل ‪ 441‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪":‬ال تسري آجال‬
‫االستئناف أو النقض‪ ،‬في تبليغ األحكام أو القرارات المبلغة إلى القيم‪ ،‬إال بعد تعليقها في‬
‫لوحة معدة لهذا الغرض بالمحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار مدة ثالثين يوما وإشهارها‬
‫مقابل ا لمصاريف المسبقة من المستفيد من الحكم أو القرار بكل وسائل اإلشهار حسب أهمية‬
‫القضية‪.‬‬
‫يضفي قيام كاتب الضبط بهذه اإلجراءات وشهادته بها على الحكم الصبغة النهائية التي‬
‫تسمح بتنفيذه"‪.‬‬
‫إذا كانت الطعون غير واردة على سبيل الحصر في األحكام الصادرة في دعوى‬
‫اإلستحقاق‪ ،33‬فإنها واردة على سبيل الحصر بالنسبة لألحكام الصادرة في دعوى التعرض‬
‫على مطلب التحفيظ‪ ،‬بحيث ال تقبل الطعن إال باالستئناف والنقض استنادا إلى الفصل‬
‫‪109‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬أي ال يجوز الطعن فيها بالتعرض ألن هذا األخير ال يقبل إال في‬
‫األحكام الغيابية والقابلة لإلستئناف داخل أجل عشرة أيام من تارخ التبليغ استنادا إلى الفصل‬
‫‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬بينما األحكام الصادرة في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ هي دائما‬
‫حضورية استنادا إلى الفصل ‪ 45‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نص على أنه‪":‬تفتتح المناقشات‪...‬وتبت‬
‫محكمة االستئناف إما في الحين أو بعد المداولة سواء حضر األطراف أو تخلفوا دون أن‬
‫يقبل أي تعرض ضد القرار الصادر"‪ ،‬وإلى جانب أنها حضورية‪ ،‬قابلة لإلستئناف بصريح‬
‫الفقرة األولى من الفصل ‪ 41‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نصت على أنه ‪":‬يقبل االستئناف في‬
‫موضوع التحفيظ مهما كانت قيمة العقار المطلوب تحفيظه"‪.‬‬
‫ويتميز التعرض عن االستئناف في كون األول يرفع أمام نفس المحكمة مصدرة الحكم‪،‬‬
‫بينما يرفع االستئناف أمام محكمة أعلى درجة‪.34‬‬
‫كما تم استبعاد أيضا الطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة والطعن بإعادة‬
‫النظرالتي تصنف ضمن طرق الطعن غير العادية‪ ،‬ألن األول يقترب كثيرا من التدخل‬
‫الهجومي في الدعوى بحيث يضيف مركزا إدعائيا جديدا ال تتضمنه مسطرة التحفيظ وال‬

‫‪33‬‬
‫ـ عبد هللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫‪34‬ـ عبد الحميد أخريف‪ ،‬محاضرات في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬محينة وفق إصالحات ‪،2011‬موجهة‬
‫لطلبة السداسي السادس‪ ،‬مسلك اإلجازة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪،2013/2012:‬ص‪.71‬‬
‫‪24‬‬
‫يتماشى مع آليات المنازعة طبقا لقواعد وإجراءات التحفيظ الخاصة‪ ،‬وبالتالي فإن منع‬
‫ممارسة هذا النوع من الطعن ال يحتاج إلى نص خاص‪ ،‬مادامت خصوصيات المسطرة‬
‫كفيلة بذلك‪ ،35‬أما التاني فعلة منعه تتمثل في الفصل ‪ 402‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي اشترط أن يكون‬
‫الحكم قابل للطعن بالتعرض أو االستئناف‪ ،‬وبالتالي مادام أن الحكم الصادر في دعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ قابل للطعن باالستئناف بصريح الفقرة األولى من الفصل ‪41‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع السابقة الذكر فإنه ال يقبل الطعن بإعادة النظرالذي من خصوصياته أنه يمارس‬
‫أمام نفس المحكمة مصدرة الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫ويحدد أجل الطعن باالستئناف بالنسبة للحكم الصادر في دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ في ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الحكم إلى الشخص نفسه أو في موطنه الحقيقي أو‬
‫المختار‪ ،‬وذلك استنادا إلى الفصل ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬م المحال عليه بموجب الفصل ‪ 40‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وهذه اإلحالة الصريحة على مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م تفيد أن أجل ثالثين يوما المشار إليه‬
‫أعاله هو نفسه أجل الطعن باالستئناف في الحكم الصادر في دعوى االستحقاق‪ ،‬وهو أجل‬
‫كامل أي ال يدخل في احتسابه اليوم واألخير وإذا صادف اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل‬
‫إلى أول يوم عمل بعده‪ ،‬وهو ما أكده الفصل ‪ 512‬من ق‪.‬م‪.‬م المحال عليه بموجب الفصل‬
‫‪ 107‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ومن خصوصية اإلستئناف في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ هو‬
‫أنه يجوز مهما كانت قيمة العقار موضوع النزاع وهي قاعدة كرسها المشرع في الفقرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 41‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وحسب الفقرة التانية من نفس الفصل يكتفى فيه بطلب‬
‫يقدم وفق الكيفية المبينة في الفصل ‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬أي يقدم إلى كتابة ضبط المحكمة‬
‫اإلبتدائية مصدرة الحكم المطعون فيه‪ ،‬ثم يوجه بدون مصاريف مع نسخة الحكم المطعون‬
‫فيه إلى كتابة الضبط بمحكمة اإلستئناف‪ ،‬وليس ضروريا أن يتضمن هذا الطلب بيانات‬
‫الفصل ‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م طالما أن ظ‪.‬ت‪.‬ع باعتباره نص خاص لم يحل عليه وهو ما أكده‬
‫المجلس األعلى في قرار له صادر سنة ‪36 1991‬جاء فيه ‪":‬إن ظهير ‪ 12‬غشت ‪1913‬‬
‫المعتبر بمثابة قانون التحفيظ العقاري سن قواعد خاصة للطعن باالستئناف تضمنها الفصل‬
‫‪ 42‬منه‪ ،‬ومع وجود هاته القواعد الخاصة ال يمكن تطبيق القواعد العامة المنصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م"‪.‬كما كرس المجلس األعلى‪ 37‬في قرار له أن الطعن ال يكون‬
‫من متعرض ضد متعرض‪ ،‬وجاء في قرار آخرلمحكمة النقض صادر في سنة ‪ 2017‬أن‬
‫‪ ":‬الطعن كالدعوى ال يمكن رفعه ضد ميت‪.‬‬

‫‪35‬ـ عادل صبير‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫‪36‬ـ قرار عدد ‪ ،76‬صادر بتاريخ ‪ 91-1-9‬في الملف عدد ‪ ،438‬أورته سمرة محدوب‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.226‬‬
‫‪37‬ـ قرار عدد ‪ ،4577‬صادر بتاريخ ‪ ،1999-10-12‬في الملف المدني عدد ‪ ،97/3876‬أشار إليه‬
‫عبد العزيز توفيق‪ ،‬قضاء المجلس األعلى في التحفيظ خالل أربعين سنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪،‬األولى لسنة ‪،1999‬ص‪.44 :‬‬
‫‪25‬‬
‫ثبوت وفاة طالب التحفيظ من خالل وثائق الملف وعلم الطاعن بالوفاة يجعل طعنه ضد‬
‫‪38‬‬
‫الميت غير مقبول‪".‬‬
‫ومن خصوصية الطعن باالستئناف في قضايا التحفيظ أنه ال صالحية لمحكمة االستئناف‬
‫أن تحكم بعدم قبول االستئناف نظرا لعدم االستعانة بمحامي ‪ ،39‬أو أن المستأنف لم يدلي‬
‫بأسباب اسئنافه ووسائل دفاعه‪ ،‬حيث إن المجلس األعلى تعامل مع هذا اإلجراء بنوع من‬
‫المرونة في قضايا التحفيظ‪ ،‬واستند في ذلك على أن المشرع نص في الفصل ‪ 42‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع على أن المستشار المقرر ينذر المستأنف باإلدالء بأسباب استئنافه ووسائل دفاعه‬
‫خالل أجل خمسة عشر يوما فقط‪ ،‬دون أن يرتب أي جزاء عن تخلف المستأنف عن تقديم‬
‫أسباب استئنافه‪ ،‬ومن جهة أخرى تم االستناد على مقتضيات الفصل‪ 45‬من نفس القانون‬
‫الذي يقضي بأن محكمة االستئناف تبت ضمن الحدود وطبق الكيفية المرسومة لقضاة‬
‫الدرجة األولى في الفصل‪ 37‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪.40‬‬
‫وإلى جانب إنذار المستأنف باإلدالء بأسباب استئنافه ووسائل دفاعه خالل أجل خمسة‬
‫عشر يوما‪ ،‬فإن المستشار المقرر يقوم أيضا باستدعاء المستأنف ضده لإلطالع على ما‬
‫أدلى به المستأنف وإبداء منازعاته ووسائل دفاعه في أجل آخر مماثل‪ ،‬ويمكنه إما تلقائيا أو‬
‫بطلب من األطراف الخروج إلى مكان العقار مستعينا عند االقتضاء بمهندس مساح‬
‫طبوغرافي محلف من جهاز المسح العقاري ومقيد في جدول الهيئة الوطنية للمهندسين‬
‫المساحين الطبوغرافيين طبق الشروط المحددة في الفصل ‪ 34‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ليقوم بتطبيق‬
‫الرسوم أو االستماع إلى الشهود‪ ،‬كما يمكنه بموافقة الرئيس األول أن ينتذب لهذه العمليات‬
‫قاضيا من المحكمة االبتدائية‪ ،‬وهذا ما أكده الفصل ‪ 43‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وتضيف الفقرة‬
‫األخيرة من نفس الفصل أنه ال يمكن قبول طلبات جديدة خالل المرحلة االستئنافية‪ ،‬ألن‬
‫المحكمة مقيدة بنطاق الدعوى طبقا للفصل‪ 37‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث يتعين عليها أن تبت في‬
‫وجود الحق المدعى به ونوعه ومحتواه دون أن تتعدى ذلك‪.41‬‬
‫كما يقوم أيضا بإخبار أطراف النزاع بيوم الجلسة قبل موعدها بخمسة عشر يوما‪ ،‬وذلك‬
‫عندما يرى أن القضية أصبحت جاهزة للحكم استنادا إلى الفصل ‪ 44‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وفي يوم‬
‫الجلسة يقوم بتالوة التقرير الذي أعده ويعين المسائل التي تتطلب حال دون أن يبدي رأيه‪،‬‬
‫ثم يستمع إلى األطراف إما شخصيا وإما بواسطة محاميهم‪ ،‬ويقدم ممثل النيابة العامة‬

‫‪38‬ـ قرار عدد ‪ ،8-457‬في الملف رقم ‪ 2016-8-1-6151‬صادر بتاريخ ‪2017-09-‬‬


‫‪(،12‬غيرمنشور)‪.‬‬
‫‪39‬ـ انظر قرار محكمة النقض المشار إليه في الصفحة ‪ 41‬وإلى مراجعه في الهامش رقم ‪ 11‬من نفس‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪40‬ـ قرار عدد ‪ ،3133‬صادر بتاريخ ‪ 2004-11-3‬في الملف المدني عدد ‪،2003/1/1/3861‬‬
‫أورده عادل صبير‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.143:‬‬
‫‪41‬ـ محمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم‬
‫‪ 14-07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري ومرسوم ‪ 14‬يوليوز‪ 2014‬بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2018‬ص‪357:‬و‪.358‬‬
‫‪26‬‬
‫مستنتجاته‪ ،‬وتبت محكمة االستيناف إما في الحين أو بعد المداولة سواء حضر األطراف أو‬
‫تخلفوا دون أن يقبل أي تعرض ضد القرار الصادر وهو ما أكده الفصل ‪ 45‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫والقرار اإلستئنافي بدوره قابل للطعن بالنقض داخل أجل ثالثون يوما من تاريخ تبليغه‬
‫للشخص نفسه أو إلى موطنه الحقيقي أو المختار استنادا إلى الفصل ‪ 358‬من ق‪.‬م‪.‬م المحال‬
‫عليه بموجب الفصل ‪ 47‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع غير أن المالحظ من خالل هذا األخير هو أن‬
‫المشرع لم يحدد لنا أجل تبليغ القرار االستئنافي األمر الذي يجعل تاريخ انطالق احتساب‬
‫أجل الطعن بالنقض غير معروف‪ ،‬وبالتالي قد يتم التأثير بشكل سلبي على مسطرة التحفيظ‬
‫وجعلها بطيئة وذلك عكس الفصل ‪ 40‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع الذي حدد أجل تبليغ ملخص الحكم‬
‫االبتدائي في ثمانية أيام من تاريخ صدوره‪.‬‬
‫وإذا كان الطعن بالنقض ال يوقف التنفيذ في دعوى االستحقاق‪ ،‬فإنه يوقف التنفيذ في‬
‫دعوى التعرض على مطلب التحفيظ استنادا إلى الفصل ‪ 361‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي نص على‬
‫ثالث حاالت يوقف فيها الطعن بالنقض التنفيذ وهي‪1:‬ـ قضايا األحوال الشخصية‪2،‬ـ قضايا‬
‫الزور الفرعي ‪3‬ـ قضايا التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫وتتمثل فلسفة المشرع من وقف تنفيذ القرار اإلستئنافي إلى أن يتم الطعن فيه بالنقض أو‬
‫على األقل مرور األجل القانوني للطعن بالنقض المشار إليه أعاله دون الطعن فيه‪ ،‬في‬
‫حماية من له حق الطعن من األثر التطهيري للرسم العقاري ألنه لو افترضنا أن الطعن‬
‫بالنقض ال يوقف التنفيذ وتم تأسيس الرسم العقاري لصالح المحكوم له فإن المحكوم ضده لن‬
‫يتمكن بعد ذلك من الطعن بالنقض نظرا لقاعدة نهائية الرسم العقاري وبالتالي يستحيل‬
‫إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل اتخاد قرار التحفيظ األمر الذي سيفقد الناس ثقتهم في‬
‫العدالة‪.42‬‬
‫وجدير بالذكر إلى أن الطعن بالنقض يوقف التنفيذ حتى في المرحلة الالحقة على تأسيس‬
‫الرسم العقاري‪،‬ألن المشرع حسم اإلشكال الذي كان يطرح قبل القانون ‪ 14-07‬بخصوص‬
‫المقصود بقضايا التحفيظ العقاري في الفصل ‪ 361‬من ق‪.‬م‪.‬م بمقتضى الفصل ‪ 1‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون‪ ،14-07‬حيث وسع من مفهوم التحفيظ العقاري‬
‫وأصبح يشمل المرحلة السابقة على تأسيس الرسم العقاري والمرحلة الالحقة له‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن الطعن بالنقض يوقف التنفيذ في دعوى التحفيظ العقاري في معناها الواسع‪.‬‬
‫وآخر فرق بين الدعويين ارتأينا أن نختم به هذه النقطة المتعلقة بالفروقات هو مسألة‬
‫التنفيذ‪ ،‬ألن تنفيذ الحكم القضائي هو الذي يأتي بالحق وليس مجرد صدوره‪ ،‬كما يشكل‬

‫‪42‬ـ الكبير اسماعيني‪ ،‬خصوصية المسطرة في قضايا التحفيظ العقاري على ضوء العمل القضائي‪ ،‬بحث‬
‫نهاية تكوين الملحقين القضائيين بالمعهد العالي للقضاء بالرباط‪ ،‬فوج‪ ،39:‬فترة التدريب‪2015-2013 :‬‬
‫‪ ،‬ص‪.79:‬‬
‫‪27‬‬
‫التنفيذ إحدى صور الحماية القضائية‪ ،43‬وبالتالي إذا كان تنفيذ الحكم القضائي الصادر في‬
‫دعوى االستحقاق يتم أمام جهة قضائية وهذا هو األصل‪ ،‬أي يتم من طرف كتابة ضبط‬
‫المحكمة المصدرة له بناء على طلب من المستفيد أو من ينوب عنه استنادا إلى الفصل‬
‫‪ 429‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فإن تنفيذ الحكم القضائي الصادر في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫يتم أمام جهة إدارية كاستثناء‪ ،‬أي يتم تنفيذه من طرف السيد المحافظ على األمالك العقارية‬
‫باعتباره موظف إداري‪ ،‬وفي الحقيقة السيد المحافظ العقاري ال ينفذ الحكم القضائي ألنه‬
‫ليس جهة تنفيذية‪ ،‬وإنما يعمل على تطبيقه استنادا إلى الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 37‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نصت على أنه‪ ":‬يقوم المحافظ على األمالك العقارية باإلعالن عن الحقوق‬
‫المحكوم بها‪ ،‬وفق الشروط والشكليات المنصوص عليها في الفصل ‪."83‬‬
‫استثناء يقوم السيد المحافظ على االمالك العقارية بتنفيذ الحكم القضائي في حالتين‪ :‬الحالة‬
‫األولى إذا كان طرفا في الحكم كما في حالة الطعن في قراره‪ ،‬والحالة التانية إذا ناقشت‬
‫محكمة التحفيظ حجة طالب التحفيظ عندما تكون حجة المتعرض ترقى إلى درجة اإلعتبار‪،‬‬
‫حيث يتعين عليه أن يمتثل للحكم القضائي ألنه لم يعد بإمكانه أن يقدر ما سبق للمحكمة أن‬
‫قدرته وإال سنصبح أمام نزاع ال ينتهي‪.44‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األثر السلبي لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ على حقوق المتقاضين‬
‫بالنسبة لفرضية توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ قد تسبقها‬
‫فرضية أخرى وهي فرضية إيداع مطلب التحفيظ والحال أن هناك دعوى استحقاق جارية‬
‫أمام القضاء العادي‪ ،‬فيطرح اإلشكال حول أثر إيداع مطلب التحفيظ على اختصاص القضاء‬
‫العادي وهذا ما سنخصص له (الفقرة األولى)‪ ،‬أما إذا تعرض الطرف اآلخر أي المدعى‬
‫عليه في دعوى االستحقاق على مطلب التحفيظ وأحيل الملف على محكمة التحفيظ آنذاك‬
‫نتحدث عن مسألة توازي الدعويين وأثرها السلبي على المراكز القانونية للمتقاضين السيما‬
‫على مستوى قلب عبء اإلثبات وهذا ما سنتطرق إليه في (الفقرة التانية)‪.‬‬

‫‪ 43‬ـ حسن زرداني‪ ،‬صعوبة التنفيذ الوقتية في القانون المغربي والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪،‬وحدة البحث والتكوين في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2006-2005 :‬ص‪.2:‬‬
‫‪44‬ـ سبق التطرق لهذه النقطة في الصفحتين ‪ 22‬و ‪.23‬‬
‫‪28‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أثر إيداع مطلب التحفيظ على اختصاص القضاء العادي‬
‫نشير في البداية إلى أنه ال يمكن تصور هذه الفرضية إال إذا كان العقار غير المحفظ‬
‫وجارية بشأنه دعوى االستحقاق أمام القضاء العادي وعمد المدعي إلى تقديم طلب التحفيظ‬
‫حتى يصبح في مركز المدعى عليه المعفى من اإلثبات باعتبار مطلب التحفيظ قرينة على‬
‫الملك‪ ،‬ويصبح المدعى عليه في دعوى االستحقاق في مركز المدعي إن هو تعرض على‬
‫مطلب التحفيظ وملزم باإلثبات ولو كان حائزا كما رأينا سابقا‪.‬‬
‫وقد ذهب المجلس األعلى في قرار له إلى أنه يمكن تصور هذه الفرضية حتى وإن كان‬
‫العقار في طور التحفيظ إذ ال يوجد ما يمنع طالب التحفيظ من رفع دعوى استحقاق أمام‬
‫القضاء العادي مادام الملف لم يحل على محكمة التحفيظ حيث جاء فيه‪ ":‬إن جريان‬
‫المسطرة اإلدارية لتحفيظ العقار ال تمنع طالب التحفيظ من إقامة أية دعوى لحماية ملكه أو‬
‫ا لمطالبة باستحقاقه في مواجهة الغير‪ ،‬مادام المحافظ على األمالك العقارية لم يحل ملف‬
‫التعرض على المحكمة"‪.45‬‬
‫لكن من وجهة نظرنا المتواضعة ما ذهب إليه المجلس األعلى جدير بالتأييد‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يمكن تصورذلك عمليا‪ ،‬ألنه ليس في مصلحة طالب التحفيظ اللجوء إلى دعوى االستحقاق‬
‫بعد إدراج مطلب التحفيظ‪ ،‬بعلة أنه في إطار مسطرة التحفيظ هو في مركز المدعى عليه‬
‫المعفى من اإلثبات لكون المطلب قرينة على الملك‪ ،‬وبالتالي إذا رفع دعوى االستحقاق‬
‫سيصبح في مركز المدعي وعليه أن يدلي بالبينة على دعواه‪.‬‬
‫كذلك ال يمكن تصور هذه الفرضية والعقار في طور التحفيظ وأن الذي لجأ إلى دعوى‬
‫االستحقاق أمام القضاء العادي شخص آخرغير طالب التحفيظ‪ ،‬ألن أي مطالبة بحق على‬
‫عقار قدم بشأنه طلب للتحفيظ يجب أن تصاغ في شكل تعرض طبقا لمقتضيات الفصول من‬
‫‪ 24‬إلى ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وهو ما استقرت عليه محكمة النقض في العديد من القرارت نذكر‬
‫منها قرارصادر سنة ‪ 2001‬حيث جاء فيه‪ ":‬كل دعوى بحق عيني على مطلب يجب أن‬
‫تمر وفق مسطرة التحفيظ المنصوص عليها في الفصل‪ 24‬من ظهير التحفيظ‪.‬‬
‫تكون المحكمة قد خرقت مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري التي هي مسطرة خاصة‪ ،‬لما‬
‫قضت بتنفيذ التزام متعلق بحق عيني على عقار في طور التحفيظ خارج مسطرة التحفيظ‬
‫وعرضت قرارها للنقض"‪.46‬‬
‫و نفس التوجه أكدته المحكمة االبتدائية ببني مالل في حكم حديث صادر عنها سنة‪2017‬‬
‫جاء فيه‪":‬حيث إن العمل القضائي مستقر على أن كل دعوى أو منازعة أو مطالبة بحق‬

‫‪45‬ـ قرار المجلس األعلى عدد ‪ ،2946‬صادر بتاريخ ‪ ،11-06-21‬في الملف عدد ‪ ،10/3801‬منشور‬
‫بمجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪ 67 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪46‬ـ قرارعدد‪ ،164‬صادر بتاريخ ‪ ،01-1-10‬في الملف المدني عدد‪ ،99/2/1/1671‬أورده عبد‬
‫الرحيم الطهيري‪ ،‬اإلجتهاد القضائي في مسطرة التحفيظ‪ ،‬بحث نهاية تكوين الملحقين القضائيين‪ ،‬المعهد‬
‫العالي للقضاء بالرباط‪ ،‬فوج‪ ،41‬فترة التكوين‪ ،2017-2015:‬ص‪.67:‬‬
‫‪29‬‬
‫عقاري أو ترتيب حق عيني على عقار في طور التحفيظ يجب أن يمر بمسطرة التحفيظ‬
‫وأنه ال تقبل أية دعوى ترفع باستقالل عن مسطرة التحفيظ التي هي مسطرة خاصة تخضع‬
‫في مجملها لقواعد خاصة وال تخضع للقواعد العامة في التقاضي‪ ،‬وهو ما أكده المجلس‬
‫األعلى في قراره عدد‪164‬الصادر بتاريخ ‪ 2001/01/10‬في الملف المدني عدد‬
‫‪ ،99/2/1/1671‬مما يبقى معه مآل الدعوى هو عدم القبول"‪.47‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن ما استقر عليه العمل القضائي بخصوص المنع من إقامة أي دعوى‬
‫استحقاق خارج نطاق مسطرة التحفيظ من طرف شخص غير طالب التحفيظ هو توجه‬
‫جدير بالتأييد ويتماشى مع خصوصية مسطرة التحفيظ‪ ،‬السيما الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫الذي نص على أنه يمكن لكل شخص يدعي حقا على عقار قدم بشأنه طلب للتحفيظ أن‬
‫يتدخل في مسطرة التحفيظ عن طريق التعرض‪ ،...‬ويتماشى أيضا مع خصوصية دعوى‬
‫االستحقاق التي سبق وقلنا بأنه ال يمكن تصورها إال على العقار غير المحفظ‪ ،‬كما أنه توجه‬
‫يرمي إلى حماية الحقوق من األثر التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬ألنه لو افترضنا تم اللجوء‬
‫إلى دعوى االستحقاق والحال أن هناك مطلب جارية بشأنه مسطرة للتحفيظ وحكم القضاء‬
‫العادي لفائدة مدعي االستحقاق فإن هذا الحكم لن يفيده في شيء إذا ما تم تأسيس رسم‬
‫عقاري دون أية تعرضات‪ ،‬ألن الرسم العقاري يطهر العقار من كل النزاعات السابقة التي‬
‫لم تظهر أثناء جريان مسطرة التحفيظ في شكل تعرض‪ ،‬وال يبقى للمحكوم له إال الحق في‬
‫التعويض إذا أتبث التدليس طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 64‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة‬
‫االستئناف بالرباط في قرار صادر سنة ‪ 1998‬جاء فيه‪ ":‬صدور قرار بتحفيظ عقار في‬
‫اسم شخص يمنحه صفة مالك األرض موضوع النزاع وال أثر لألحكام القضائية فيما بعده‬
‫بخصوص حق الملكية ألن التحفيظ يطهر العقار من جميع الحقوق السابقة وال يبقى من حق‬
‫المتضررين منه سوى اللجوء إلى المساطر الخاصة بالتعويض إن كان لها محل"‪.48‬‬
‫هذا التوضيح‪ ،‬فقط من أجل التأكيد على أن فرضية‪":‬أثر إيداع مطلب التحفيظ على‬
‫اختصاص القضاء العادي"‪ ،‬ال يمكن تصورها إال إذا كان العقارغير محفظ وأن الذي قدم‬
‫مطلب التحفيظ هو القائم(مدعي االستحقاق)‪ ،‬وذلك حتى يصبح في مركز المدعى عليه‬
‫المعفى من اإلثبات بعلة أن مطلب التحفيظ هو قرينة على الملك‪ ،‬لكن ماهو أثر إيداع مطلب‬
‫التحفيظ على اختصاص القضاء العادي؟ هل إيداع مطلب التحفيظ يوقف اختصاص القضاء‬
‫العادي أم ماذا؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني صريح يجيب عن هذا اإلشكال‪ ،‬نجد الفقه والقضاء انقسم‬
‫بشأنه إلى اتجاهين‪:‬‬

‫‪47‬ـ حكم صادر عن المحكمة اإلبتدائية ببني مالل‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2017-02-27‬ملف عقاري رقم‬
‫‪ ،2015/1401/91‬غير منشور‪.‬‬
‫‪48‬ـ قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ ،98-12-30‬عدد ‪ ،8837‬ملف مدني عدد‬
‫‪ ،95/11‬منشور بمجلة رسالة المحاماة‪ ،‬عدد‪ ،16‬ص‪ 67:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للموقف الفقهي هناك من يرى أن مجرد إيداع مطلب التحفيظ يؤثر‬
‫على اختصاص القضاء العادي‪ ،‬ويجعل هذا األخير يوقف البت في دعوى االستحقاق‬
‫على اعتبار أن قاضي التحفيظ هو المختص في كل القضايا المتعلقة بالعقار في طور‬
‫التحفيظ‪ ،‬وتوقيف البت من طرف القضاء العادي ال يكون تلقائيا بل يتعين على‬
‫األطراف إثارته أمامه بعلة أن قاضي االستحقاق غير ملزم باإلطالع على الوضعية‬
‫القانونية الجديدة للعقار المتنازع عليه‪.49‬‬
‫وفي نفس االتجاه يرى جانب آخر من الفقه أن بداية اختصاص محكمة التحفيظ يتقرر‬
‫بمجرد وضع مطلب التحفيظ أمام المحافظ على األمالك العقارية‪ ،50‬ودعم رأيه بموقف‬
‫لألستاذ "‪ ،"Berge‬الذي أكد بأنه من اآلثار التي ينبغي أن تترتب على وضع مطلب‬
‫التحفيظ لدى المحافظة العقارية تلك المتعلقة بإيقاف البت من قبل القضاء العادي للدعاوى‬
‫المنصبة على العقار موضوع طلب التحفيظ‪.51‬‬
‫بمعنى حسب هذا االتجاه كلما كانت هناك دعوى استحقاق جارية أمام القضاء العادي‪،‬‬
‫وعمد القائم إلى تقديم مطلب التحفيظ‪ ،‬تعين على القضاء العادي أن يوقف البت في دعوى‬
‫االستحقاق عن طريق الحكم بعدم قبول الدعوى شكال تفاديا لصدور حكم باالستحقاق عن‬
‫القضاء العادي وبقائه غير مفعل إذا ما مرت مسطرة التحفيظ بدون أية تعرضات‪.‬‬
‫وفي مقابل هذا االتجاه‪ ،‬هناك اتجاه فقهي آخر يذهب إلى أن مجرد إيداع مطلب التحفيظ ال‬
‫يؤثر على اختصاص العادي مادام الملف في المرحلة اإلدارية للتحفيظ‪ ،‬وأن الذي يوقف‬
‫البت هو وقوع تعرض على مطلب التحفيظ وإحالته على محكمة التحفيظ‪.52‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للموقف القضائي فنالحظ أنه في السنوات األولى بعد االستقالل‬
‫كان القضاء يكرس الموقف الفقهي األول‪ ،‬ويذهب إلى أن مجرد إيداع مطلب التحفيظ‬
‫وحده كاف لمنح االختصاص لمحكمة التحفيظ‪.53‬‬
‫لكن التوجه المكرس حاليا على مستوى محكمة النقض يأخد بالموقف الفقهي التاني‪،‬‬
‫بحيث تذهب إلى أن مجرد إيداع مطلب التحفيظ ال يوقف البت من طرف القضاء العادي‬
‫مادام أن مسطرة التحفيظ في مرحلتها اإلدارية‪ ،‬وأن الذي يوقف البت هو وقوع تعرض‬

‫‪ 49‬ـ بوجمعة زفو‪ ،‬أثر نظام التحفيظ العقاري على تداول الملكية العقاريةـ مقاربة قانونية عملية على‬
‫ضوء قانوني ‪14-07‬و‪39-08‬ـ مطبعة دار القلم بالرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2013:‬ص‪ 113:‬و‪.114‬‬
‫‪50‬ـ المصطفى الكيلة‪ ،‬خصوصيات المسطرة في قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2010-2009 :‬ص‪.152:‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ Berge stephanie , la justice française au maroc, 1917 , p167.‬ـ‬
‫‪52‬ـ محمد المنتصر الداودي‪ ،‬مقارنة بين اختصاصات المحافظ على الملكية العقارية وقاضي التحفيظ‬
‫العقاري على ضوء النصوص القانونية واالجتهادات القضائية‪ ،‬ندوة ثمانون سنة من التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫حصيلة وآفاق ‪ ،1993‬مديرية المحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪53‬ـ عبدهللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫‪31‬‬
‫على مطلب التحفيظ وإحالته على محكمة التحفيظ‪ ،‬وهو ما أكده المجلس األعلى في‬
‫العديد من القرارات‪ ،‬نذكرمنها قراره الصادر سنة ‪1985‬حيث جاء فيه‪...":‬حقا حيث إن‬
‫الدعوى الجارية أثيرت في ‪ 15‬مارس ‪ 1978‬حسب مقالها االبتدائي‪ ،‬وأن المطلوب لم‬
‫يثر إيداع مطلب التحفيظ وتعرض الطاعنين عليه إال في المرحلة االستئنافية أثناء جريان‬
‫هذه الدعوى‪ ،‬وأن مسطرة التحفيظ لم تتجاوز مرحلتها االدارية ولم يثبت من خالل‬
‫إجراءات القضية إحالة ملفها على قضاء التحفيظ‪ ،‬وأن مجرد إيداع مطلب التحفيظ‬
‫والتعرض عليه ال يحول دون نظر الدعوى الحالية والبت فيها من طرف المحكمة‪ ،‬إذ ال‬
‫يوجود أي نص يمنع القضاء العادي من تمام الدعوى المعروضة عليه بناء على إيداع‬
‫المطلب ووجود التعرض عليه‪ ،‬وقبل عرض ملفه على قضاء التحفيظ‪ ،‬مما يكون معه‬
‫صنيع المحكمة بإلغاء الدعوى على حالتها العتبارها مكررة مع المطلب والتعرض عليه‬
‫ال أساس له من القانون يستوجب نقض قرارها المطعون فيه"‪.54‬‬
‫ويفهم من هذا القرار أنه ولو وصلت دعوى االستحقاق إلى المرحلة االستئنافية يتعين على‬
‫القضاء العادي أن يوقف البت إذا أحيل ملف التحفيظ المتقل بالتعرض على محكمة التحفيظ‪.‬‬
‫كماجاء في قرار آخرصادرعن المجلس األعلى سنة ‪...":2004‬لكن من جهة حيث إن‬
‫العمل القضائي استقر على أن المحكمة العادية تبقى مختصة في النزاع الذي تجري بشأنه‬
‫مسطرة التحفيظ إلى أن تنتهي المرحلة االدارية بإحالة الملف على محكمة التحفيظ‪ ،‬حيث‬
‫تصبح هذه األخيرة مختصة للبت في التعرضات المعروضة عليها‪.55"...‬‬
‫وهذا ما تم تكريسه أيضا في قرار لمحكمة النقض صادر سنة ‪ 2012‬جاء فيه‪ ":‬بأنه قد‬
‫صدر عن محكمة النقض عدة قرارات حول النقطة القانونية التي اعتمدتها المحكمة في‬
‫إصدار حكمها والتي أجمعت على أنه طالما أن ملف التحفيظ مازال في مرحلته اإلدارية‬
‫فإن المحكمة ال يقيدها كون الملف معروضا على المحافظة العقارية ويتعين عليها أن تبت‬
‫في دعوى االستحقاق أو غيرها من الدعاوى المعروضة عليها‪...‬والمحكمة لما قضت بعدم‬
‫قبول الدعوى بعلة وجود مسطرة التحفيظ جارية في المدعى فيه ووجود تعرضات ضدها‬
‫بين نفس االطراف وأن دعوى االستحقاق ال تكون مقبولة مادام ملف التحفيظ موجودا‬
‫ويجب انتظار إحالته على المحكمة تكون قد عللت قرارها تعليال ناقصا وهو بمثابة‬
‫انعدامه"‪.56‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة فإن ما استقرت عليه محكمة النقض بخصوص عدم إيقاف‬
‫البت من طرف القضاء العادي طالما أن مسطرة التحفيظ مازالت في مرحلتها االدارية هو‬

‫‪54‬ـ قرارعدد ‪ ،341‬صادر بتاريخ ‪ ،1985-03-12‬ملف عقاري عدد ‪ ،94534‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،39‬نونبر ‪ ،1986‬ص‪ 115 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪55‬ـ قرار عدد ‪ ،464‬صادر بتاريخ ‪ ،2004-09-29‬الملف الشرعي عدد ‪ ،2004/1/2/154‬أورده‬
‫ادريس الفاخوري‪ ،‬قضايا المنازعات العقارية‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪،‬الرباط‪ ،‬طبعة‪ ،2014:‬ص‪.7:‬‬
‫‪56‬ـ قرار محكمة النقض عدد‪ ،67‬صادر بتاريخ ‪ ،2012-1-24‬ملف عدد ‪ ،10/1/2/225‬منشور‬
‫بمجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬السنة‪ ،2013:‬ص‪.145-144 :‬‬
‫‪32‬‬
‫توجه جدير بالتأييد‪ ،‬ألنه يعاقب القائم على سوء نيته المتمثلة في الهروب من االثبات عن‬
‫طريق اكتسابه صفة مدعى عليه لكون مطلب التحفيظ قرينة على الملك‪ ،‬وقلب عبء‬
‫االثباث على المدعى عليه في دعوى االستحقاق الذي سيصبح في مركز المدعي في إطار‬
‫مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي عدم إيقاف البت من طرف القضاء العادي يفيد عدم تغيير‬
‫المراكز القانونية لألطراف‪ ،‬بحيث سيبقى طالب التحفيظ في مركز المدعي في إطار دعوى‬
‫االستحقاق وعليه أن يدلي بالبينة على دعواه‪ ،‬والمدعى عليه الحائز يكفيه التمسك بقوله‬
‫حوزي وملكي إلى أن يدلي القائم بحجة أقوى استنادا إلى المادة ‪ 242‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬أما إذا‬
‫قلنا بإيقاف البت من طرف القضاء العادي والحال أن مسطرة التحفيظ مازالت في مرحلتها‬
‫االدارية فكأننا نجازي القائم على سوء نيته ونجعل الطرف اآلخر في وضعية أشد سيكون‬
‫مضطرا معها إلى تقديم تعرض على مطلب التحفيظ حتى ال يسري عليه األثر التطهيري‬
‫للرسم العقاري‪ ،‬وبالتالي فإن إيقاف البت من طرف القضاء العادي رهين بوقوع تعرض‬
‫على المطلب وإحالته على محكمة التحفيظ ولو وصلت دعوى االستحقاق إلى مرحلتها‬
‫االستئنافية‪ ،‬لكن هل إيقاف البت من طرف القضاء العادي في هذه الحالة يخدم مصلحة‬
‫المتقاضين أم ال؟ هذا ما سنتطرق إليه في (الفقرة التانية)‪.‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬األثر السلبي إليقاف البت من طرف القضاء العادي على‬
‫حقوق المتقاضين‬
‫نتحدث عن فرضية إيقاف البت من طرف القضاء العادي في حالة وقوع تعرض على‬
‫مطلب التحفيظ وإحالته على محكمة التحفيظ والحال أن هناك دعوى استحقاق رائجة أمام‬
‫القضاء العادي‪ ،‬فنصبح والحالة هاته أمام دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى استحقاق رائجة أمام‬
‫المحكمة العادية ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة أمام محكمة التحفيظ‪ ،57‬وكما‬
‫هو معلوم وجود دعويين متوازيين معناه وجود ازدواجية القضاء األمر الذي قد ينتج عنه‬
‫صدور أحكام متناقضة نظرا الختالف طرق البت في كل منهما‪ ،‬ألن القضاءالعادي يبت‬
‫وفق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م باعتبارها الشريعة العامة للتقاضي‪ ،‬وقضاء التحفيظ يبت وفق‬
‫مقتضيات خاصة أي يبت وفق مقتضيات ق‪.‬ت‪.‬ع وال يطبق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م إال في حدود‬
‫جد ضيقة‪ ،‬أي في حالة وجود إحالة صريحة من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬األمر الذي قد ينعكس سلبا على‬
‫حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫ولتفادي إشكالية ازدواجية الدعويين يرى أحد الباحثين أنه يجب القيام بعملية الضم والبت‬
‫فيهما بحكم واحد من طرف محكمة التحفيظ مادام أن األمر يتعلق بوحدة األطراف‬
‫والموضوع والسبب‪ ،‬ويضيف الباحث أن الضم هو حل مسطري سليم من شأنه عدم إطالة‬

‫‪57‬ـ للتنيه فقط ليس لدينا محكمة التحفيظ‪ ،‬حيث إن المحكمة التي تبت في دعوى االستحقاق هي نفسها‬
‫التي تبت في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ وهي المحكمة االبتدائية التي يقع بدائرتها العقار‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬نقول محكمة التحفيظ فقط من أجل التمييز بين الدعويين وذلك حسب طبيعة النزاع‪ ،‬أي‬
‫أن القاضي يأخد صفته من طبيعة النزاع‪ ،‬إذا كان النزاع يتعلق بالتحفيظ نصفه بقاضي التحفيظ‪ ،‬إذا كان‬
‫سيبت في دعوى االستحقاق نقول قاضي االستحقاق أو المحكمة العادية‪ ،‬وإذا كان كان سيبت في الحيازة‬
‫نقول قاضي الحيازة وهكذا‪...‬‬
‫‪33‬‬
‫أمد النزاع ويتعين على أحد األطراف أن يتقدم بملتمس ضم الملفين حتى تتمكن محكمة‬
‫التحفيظ من البت في الدعويين والفصل فيهما بحكم واحد‪ ،‬ألن محكمة التحفيظ ليس لها‬
‫اإلمكانية لمعرفة بأن هناك دعوى استحقاق رائجة أمام القضاء العادي‪ ،58‬وهناك أيضا من‬
‫علل رأيه بكون عملية ضم ملفي الدعويين إلى محكمة التحفيظ ستؤدي إلى تجنب صدور‬
‫حكمين متناقضين‪ ،‬حكم صادر في إطار دعوى االستحقاق يقضي مثال باالستحقاق لفائدة‬
‫المتعرض وآخر صادر في دعوى التحفيظ يقضي بعدم صحة التعرض‪ ،‬وبالتالي سيساعد‬
‫هذا األمر على تجنب الوجود أمام وضعيات شادة قد يصعب معالجتها‪.59‬‬
‫وهذا الحل المسطري القائل بضم الدعويين إلى محكمة التحفيظ والبت فيهما بحكم واحد‬
‫مادامتا مترابطتين تم تبنيه أيضا على مستوى المجلس األعلى ـ محكمة النقض حاليا ـ حيث‬
‫ذهب في قرارله إلى أنه‪...":‬وبعد ضم الملفين عدد ‪ 98/43‬و‪ 94/150‬قضت المحكمة‬
‫االبتدائية في حكمها عدد ‪ 2630‬بتاريخ ‪ 2001-11-26‬بعدم صحة التعرض‪ ،‬وفي دعوى‬
‫االستحقاق ومقال إدخال الغير في الدعوى والمقال اإلضافي بإلزام المدعى عليهم‪ ...‬بالتخلي‬
‫عن المدعى فيه استحقاقا لفائدة المدعية‪ ،...‬وذلك بمقتضى قرارها المطعون فيه بالنقض من‬
‫طرفه أعاله في الوسيلة الوحيدة بنقصان وفساد التعليل المنزل منزلة انعدامه‪ ،‬ذلك أنه من‬
‫الثابت من المقال االستئنافي للطاعن أنه أثار وبشكل صحيح أن الحكم المستأنف صدر في‬
‫قضيتين إحداهما قضية عادية واألخرى تتعلق بمطلب التحفيظ والحال أن المسطرة التي‬
‫تخضع لها القضايا العادية مغايرة للمسطرة التي تخضع لها قضايا التحفيظ من عدة أوجه‬
‫منها االجراءات المسطرية‪ ،‬وطرق الطعن وآجالها‪...‬وأن القرار المطعون لم يجب عن‬
‫الدفع المذكور ال تصريحا وال تلميحا مما يجعله ماسا بحقوق الدفاع‪ ...‬لكن ردا على‬
‫الوسيلة‪ ،‬فليس هناك ما يمنع المحكمة من البت في دعوى االستحقاق والدعوى الناتجة عن‬
‫التحفيظ في حكم واحد مادامتا مرتبطتين‪ ،‬وأنه ال مجال في النازلة لالستدالل بالحيازة‬
‫المكسبة إذ ال يستفاد من وثائق الملف أن الطاعن أدلى بما يفيد حيازته وال حيازة سلفه‪ ،‬مما‬
‫يبقى معه القرار معلال تعليال كافيا والوسيلة بالتالي غير جديرة باالعتبار"‪.60‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة ماهو مستقر عليه على مستوى محكمة النقض وما ذهب إليه‬
‫الباحث أعاله بخصوص ضم الدعويين هو حل مسطري جدير بالتأييد لكونه سيؤدي إلى‬
‫تفادي إشكالية ازدواجية الدعويين وبالتالي صدور حكمين متناقضين‪ ،‬لكن ما ال نتفق معه‬
‫هو لماذا المحكمة العادية هي التي يجب أن توقف البت وأن يتم البت في الدعويين من‬
‫طرف محكمة التحفيظ؟‬

‫‪58‬ـ عبد هللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 42 :‬‬


‫‪59‬ـ خالد سعيد‪ ،‬االثبات في المنازعات المدنية‪ ،‬دراسة علمية وعملية على ضوء القانون المغربي‬
‫واالجتهاد القضائي لمحكمة النقض‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة االولى لسنة‬
‫‪ ،2014‬ص‪.60 :‬‬
‫‪60‬ـ قرار عدد ‪ ،2497‬صادر بتاريخ ‪،2008-07-02‬ملف مدني عدد ‪ ،2006/1/1/2940‬أورده‬
‫عبدهللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪42 :‬و‪.43‬‬
‫‪34‬‬
‫صحيح ضم الدعويين من شأنه حل مشكل االزدواجية وعدم صدور أحكام متناقضة‪ ،‬لكن‬
‫حماية للمتقاضي يستحسن أن يتم توقيف البت من طرف محكمة التحفيظ وأن يتم البت في‬
‫الدعويين من طرف القضاء العادي وفق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م ألن الضمانات تقل في إطار‬
‫محكمة التحفيظ حيث إن هذه األخيرة ال تناقش إال حجج المتعرض وال تقول إال كلمتين إما‬
‫صحة أو عدم صحة التعرض باإلضافة إلى الحرمان من العديد من الحقوق المسطرية‪،‬‬
‫وبالتالي تبقى مجرد سلبية تاريخية ألنه في فترة االستعمار كان يتم تغليب مركز طالب‬
‫التحفيظ الذي كان شخصا فرنسيا ومن مصلحته أن تبت محكمة التحفيظ‪ ،‬ولتجاوز هذه‬
‫السلبية التاريخية يستحسن إعادة النظر في مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع بالتنصيص صراحة على‬
‫اإلحالة على مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م كلما تبت بأن هناك دعوى استحقاق رائجة أمام المحكمة‬
‫العادية‪ ،‬ألنه بدون تدخل المشرع ال يمكن تطبيق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م مادام أن مقتضيات‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع من النظام العام‪ ،‬أو كحل آخر إضافة حالة أخرى من حاالت إلغاء مطلب التحفيظ‪،‬‬
‫وذلك بإعطاء السيد المحافظ على األمالك العقارية صالحية إلغاء مطلب التحفيظ كلما تبين‬
‫له أن هناك دعوى استحقاق رائجة أمام القضاء العادي‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬توازي دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ وتداخل هذه االخيرة مع دعوى االستحقاق الفرعية‬
‫إلى جانب توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬قد تطرح أيضا‬
‫إشكالية توازي دعوى التعرض على اإليداع ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ(المطلب‬
‫األول)‪ ،‬وأيضا إشكالية مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ودعوى اإلستحقاق الفرعية(المطلب التاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬توازي دعوى التعرض على اإليداع ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‬
‫التعرض على اإليداع هو تعرض جديد بدأنا نتحدث عنه ابتداء من سنة ‪ ،2011‬حيث‬
‫كرسه المشرع في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره وتتميمه‬
‫بالقانون رقم ‪14-07 61‬وعبر عنه بالتعرض على إيداع حق وقع االعالن عنه طبقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من نفس القانون‪ ،‬وهو منازعة إما من طالب التحفيظ نفسه‪ 62‬وإما‬
‫من طرف الغير ضد المودع على اعتبار أن المتعرض هو الذي له الحق فيما تم إيداعه‬

‫‪61‬ـ القانون رقم ‪ 14-07‬صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 .11.177‬بتاريخ ‪ 22‬نونبر‪.2011‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نونبر‪ .2011‬ص‪5575 :‬‬
‫‪62‬ـ كحالة هبة عقار من طرف طالب التحفيظ‪ ،‬فيعمد الموهوب له إلى إيداع عقد الهبة طبقا للفصل ‪،84‬‬
‫حيث يمكن لطالب التحفيظ إذا ما أراد االعتصار وتوافرت شروطه وانتفت موانعه أن يتعرض على هذا‬
‫االيداع للحكم بفسخ الهبة‪،‬وذلك مالم يوافق الموهوب له على هذا االعتصار‪ ،‬ألنه في حالة موافقته يتم‬
‫التشطيب على الهبة من سجل التعرضات‪ ،‬ويتم تقييد عقد االعتصار دونما حاجة للتعرض‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وبالتالي هو وسيلة لحماية المتعرض من‬
‫اإليداعات غير المشروعة وتجاوز إشكالية االيداعات المتعارضة‪ ،‬حيث إن القاعدة على‬
‫مستوى المحافظات العقارية هي أن إيداع على إيداع ال يجوزولكن يجوز التعرض على‬
‫االيداع‪ ،‬وهكذا يكون المشرع قد حقق نوع من التوازن في الحماية بين من اكتسب حقا على‬
‫عقار في طور التحفيظ عن طريق تمكينه من فرصة حفظ رتبة حقه طبقا للفصل ‪ 84‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع وتقييده في الرتبة التي عينت له كتقييد مصاحب عند تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وبين‬
‫من يدعي أن الحق المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يعود إليه بإعطائه مكنة‬
‫التعرض عليه‪ ،‬ألنه قبل القانون ‪ 14-07‬كانت الحقوق المودعة تبقى محصنة من أية‬
‫منازعة‪ ،‬بعلة أن التعرض كان فقط ضد طالب التحفيظ وحتى إذا تمت المطالبة بها استنادا‬
‫إلى دعاوى أخرى خارج مؤسسة التعرض فإن هذه الدعاوى يصعب إيداعها في مطالب‬
‫التحفيظ لعدم وجود أساس قانوني لذلك‪.63‬‬
‫ورغم إيجابية هذا المستجد التشريعي‪ ،‬إال أنه يعاب على المشرع عدم مالءمته مع‬
‫خصوصيات المرحلة القضائية للبت في التعرضات‪ ،‬بحيث يبقى مجرد دعوى استحقاق‬
‫عادية يتم البت فيها من طرف القضاء العادي وفق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م والدليل على ذلك أنه ال‬
‫يحال على محكمة التحفيظ ألنه ليس هناك أي نص قانوني صريح يلزم السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية بإحالة التعرض على اإليداع على محكمة التحفيظ‪ ،‬فالسيد المحافظ العقاري‬
‫يحيل التعرض على مطلب التحفيظ خالل الثالثة أشهر الموالية النصرام أجل التعرض‬
‫استنادا إلى الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وحتى لو افترضنا أحاله على‬
‫محكمة التحفيظ فإن هذه األخيرة تبت بين المتعرض وطالب التحفيظ طبقا للفصل ‪ 37‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع وليس بين المتعرض والمودع ألن هذا األخير ليس له صفة طالب التحفيظ وال‬
‫حتى صفة متعرض وهو ما أكدته محكمة النقض في قرار لها جاء فيه‪":‬إن طرفي النزاع‬
‫في قضايا التحفيظ العقاري هما طالب التحفيظ والمتعرض‪ ،‬وأن من انتقلت إليه ملكية العقار‬
‫بإحدى التصرفات الناقلة للملكية من قبل طالب التحفيظ ال يعتبر طرفا في مسطرة التحفيظ‬
‫إال إذا أنشأ مطلبا إصالحيا حل بموجبه محل طالب التحفيظ‪ ،‬أما المودع الذي يكتفي بإيداع‬
‫السند الذي بموجبه انتقلت إليه ملكية العقار في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬فإنه ال يعتبر طرفا في مسطرة التحفيظ‪ ،‬وإنما يحل محل سلفه بالمآل الذي انتهى‬
‫إليه النزاع"‪.64‬‬
‫وإذا كان المشرع قد أوضح للسيد المحافظ على األمالك العقارية كيفية تطبيق الحكم‬
‫القضائي الصادر في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ في الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫‪ 37‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع فإنه سكت عن ذلك بالنسبة لدعوى التعرض على اإليداع‪.‬‬

‫‪63‬ـ هشام عليوي‪ ،‬التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري في‬
‫ضوء مستجدات القانون رقم ‪ ،14-07‬مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪64‬ـ قرار عدد ‪ ،170‬صادر بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ ،2015‬في الملف المدني عدد ‪ ،2014/8/1/2921‬منشور‬
‫بمجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪ ،80‬قرارات الغرفة المدنية‪ ،‬ص‪ 120:‬وما يليها‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫كل هذه المبررات تؤكد لنا بأن دعوى التعرض على اإليداع هي دعوى استحقاق عادية يتم‬
‫البت فيها وفق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م وبالتالي إذا وقع تعرض على مطلب التحفيظ وأحاله السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية على محكمة التحفيظ والحال أن هناك تعرض على االيداع‬
‫نصبح إزاء دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة أمام محكمة‬
‫التحفيظ ودعوى التعرض على االيداع رائجة أمام المحكمة العادية‪ ،‬فنتسائل عن مآل دعوى‬
‫التعرض على اإليداع في حالة الحكم بصحة أو عدم صحة التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫وهو ما سنتطرق إليه في (الفقرة التانية)‪ ،‬لكن قبل ذلك نود أن نتوقف في (الفقرة األولى)‬
‫على أهم الفروقات بين دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى التعرض على اإليداع ودعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫رغم أن كال الدعويين يرميان إلى حماية حق جارية بشأنه مسطرة التحفيظ إال أن بينهما‬
‫العديد من الفروقات الجوهرية منها‪:‬‬
‫ـ دعوى التعرض على اإليداع لم تحظى بتنظيم قانوني خاص من طرف المشرع‪ ،‬بل فقط‬
‫أشار إليها في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬أطرافها المودع والمتعرض‪،‬‬
‫وتقدم فقط إلى السيد المحافظ على األمالك العقاري‪ ،‬عكس دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ التي حظيت بتنظيم قانوني خاص من طرف المشرع‪ ،‬حيث خصها بعدد ال يستهان‬
‫به من النصوص القانونية‪ ،‬بدءا من الفصل ‪ 24‬إلى الفصل ‪ 51‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬أطرافها‬
‫طالب التحفيظ والمتعرض ويمكن أن تقدم إما إلى السيد المحافظ على األمالك العقارية وإما‬
‫إلى المهندس المساح الطبوغرافي المنتذب أثناء إنجاز عملية التحديد أو إلى التقني‬
‫الطبوغرافي المكلف بإنجاز التحديد من قبل المهندس المساح الطبوغرافي المنتمي لمصلحة‬
‫المسح العقاري بناء على القانون ‪ 57-12‬السابق الذكر‪ ،‬أو فقط إلى المحافظ العقاري إذا‬
‫تعلق األمر بتعرض استثنائي وهنا يلتقي التعرض على مطلب التحفيظ مع التعرض على‬
‫االيداع‪.‬‬
‫ـ إذا كان أجل التعرض على مطلب التحفيظ المحدد في شهرين من تاريخ نشر اإلعالن‬
‫عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية المنصوص عليه في الفقرة األولى من الفصل ‪ 24‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع هو أجل سليم ومنطقي وال يطرح بشأنه أي إشكال‪ ،‬فإن أجل التعرض على اإليداع‬
‫بدوره ال يطرح بشأنه أي إشكال إذا تم اإليداع داخل أجل الشهرين المشار إليه أعاله‪ ،‬أما‬
‫إذا تم االيداع خارج هذا األجل فإنه يبقى أجل غير منطقي ألن المشرع عندما أجاز‬
‫التعرض على االيداع وأحال على أجل الشهرين أعاله غاب عنه أن االيداع يمكن أن يتم في‬
‫جميع مراحل مسطرة التحفيظ مع مراعاة الفصل ‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع المتعلق بقاعدة التطهير‬
‫بطبيعة الحال‪.65‬‬

‫‪65‬ـ شكيب حيمود‪ ،‬وسائل حماية الحقوق الناشئة خالل مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬مقال منشور بالندوة‬
‫الوطنية حول موضوع األمن العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.537 :‬‬
‫‪37‬‬
‫وبالتالي إذا تم االيداع بعد انصرام أجل الشهرين فإن الحقوق المودعة في إطار الفصل‬
‫‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع تصبح محصنة من أية منازعة ونرجع إلى وضعية ما قبل القانون رقم‪14-‬‬
‫‪ ،07‬األمر الذي قد يفتح الباب للتواطؤات وأكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬بحيث يصبح هذا‬
‫المستجد التشريعي بدون أية قيمة قانونية‪ ،‬لكن حماية لحقوق الغير وتفعيال لهذا المستجد‬
‫الذي له من األهمية بمكان‪ ،‬يرى أحد الباحثين بأنه إذا تم اإليداع خارج أجل الشهرين‬
‫المشار إليه أعاله فإن السيد المحافظ على األمالك العقارية يقبل التعرض الواقع عليه‬
‫كتعرض استثنائي طبقا للفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع شريطة أن ال يكون الملف قد أحاله المحافظ‬
‫العقاري على محكمة التحفيظ للبت في تعرضات سابقة على مطلب التحفيظ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫الملف قد وصل إلى المحكمة فإن المحافظ العقاري يقبله بعد رجوع الملف من المحكمة‬
‫وإحالته من جديد على المحكمة للبت فيه ويستند في رأيه األخير على مقابالت مع بعض‬
‫السادة المحافظين على األمالك العقارية‪.66‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة ما ذهب إليه الباحث أعاله جدير بالتأييد ألنه يرمي إلى تفعيل‬
‫مستجد التعرض على االيداع من أجل صيانة الحقوق من الضياع‪ ،‬لكن قبوله كتعرض‬
‫استثنائي يبقى مجرد حل ترقيعي‪ ،‬ألن التعرض االستثنائي يكون على مطلب التحفيظ‬
‫بصريح الفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬وفي التعرض االستثنائي يكون الحق في التعرض قائما‬
‫منذ إيداع مطلب التحفيظ والمتعرض هو الذي لم يقدم تعرضه داخل األجل المقرر قانونا‪،‬‬
‫بينما في التعرض على االيداع لم يصبح للمتعرض الحق في التعرض اال بعد االيداع الذي‬
‫تم خارج اجل الشهرين المشار إليه أعاله‪ ،‬كما أن قبوله بعد رجوع الملف من المحكمة ال‬
‫يخدم خصوصية مسطرة التحفيظ ألن من شأن ذلك تأبيد النزاع ثم إن السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية ليس له صالحية إحالة التعرض على االيداع على المحكمة‪ ،‬لذلك كحل‬
‫للخروج من إشكالية أجل التعرض على االيداع البد من تعديل مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع من جديد‬
‫والتنصيص صراحة على أن أجل التعرض على اإليداع هو شهرين من تاريخ االيداع‬
‫وليس من تاريخ نشر االعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية أو االبقاء على نفس أجل‬
‫الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع شريطة تقييد التفويتات بالتنصيص صراحة على عدم القيام بأي‬
‫تفويت بعد انصرام أجل التعرض المنصوص عليه في الفصل ‪ 24‬أعاله‪ ،‬ألنه لو كان‬
‫المشرع قد نص على ذلك لكان محقا في توحيده ألجل التعرض بين التعرض على االيداع‬
‫والتعرض على مطلب التحفيظ في شهرين من تاريخ نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد‬
‫بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫كذلك من أهم الفروقات بين الدعويين والتي قد تؤثر بشكل سلبي على من له الحق في‬
‫التعرض على اإليداع‪ ،‬هو أن الحق المودع ال يخضع لإلشهار بل يقيد بسجل التعرضات‬

‫‪66‬ـ محمد العلمي‪ ،‬اإلشكاالت العملية للتعرض اإلستثنائي على مطالب التحفيظ‪ ،‬قراءة في الفصل ‪ 29‬من‬
‫القانون ‪ ،14-07‬اشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي ‪25‬و‪ 26‬نونبر ‪ 2016‬تحت عنوان العقار والتعمير‬
‫واالستثمار‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2017:‬ص‪.328:‬‬
‫‪38‬‬
‫دون أن يعلم الغير بوجوده‪ 67‬وهذا يضرب في مبدأ العلنية الذي يعد من أهم أعمدة نظام‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬والمفارقة العجيبة هو أن الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬تستفيد من‬
‫األثر التطهيري للرسم العقاري عند تحويلها إلى تقييدات مصاحبة رغم عدم خضوعها‬
‫لإلشهار‪ ،‬حيث يرى أحد الباحثين أنه مادام المشرع أجاز التعرض على الحقوق المودعة‬
‫طبقا للفصل ‪ 84‬فإنه ضمنيا افترض مسبقا بعد تحفيظ العقار وتقييدها بالرسم العقاري لن‬
‫تقبل بشأنها أية مخاصمة‪ ،‬وبالتالي تنزل منزلة الرسم العقاري وتكتسي حجية نهائية ومطلقة‬
‫ال تقبل أي طعن‪ ،68‬وهناك من الباحثين من علل رأيه بمقتضيات الفصل ‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫حيث اعتبر أن نهائية الرسم العقاري تسري على جميع الحقوق سواء تعلق األمر بالحقوق‬
‫التي تضمنها المطلب أو الحقوق المكتسبة أثناء جريان مسطرة التحفيظ وتم إيداعها طبقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪.69‬‬
‫لكن من وجهة نظرنا المتواضعة ال يمكن أن تستفيد التقييدات المصاحبة من‬
‫األثرالتطهيري للرسم العقاري مادام أنها ال تخضع لإلشهار‪ ،‬وبالتالي تبقى مجرد تقييدات‬
‫عادية قابلة للتشطيب عليها‪ ،‬وذلك عكس الحق المدعى به في إطار دعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ الذي يخضع لعمليات إشهار واسعة‪ ،‬بحيث يتم إشهار ملخص مطلب التحفيظ‬
‫بالجريدة الرسمية وأيضا بالبوابة اإللكترونية للمحافظة العقارية تفعيال لخدمة اإلشهار‬
‫العقاري الرقمي التي تعتبر من أبرز المستجدات التي جاءت في إطار التدابير التشريعية‬
‫للتصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير‪ ،‬تفاعال مع الرسالة الملكية السامية الموجهة‬
‫للسيد وزير والعدل والحريات بتاريخ ‪ 30‬دجنبر‪ ،2016‬فهذه الخدمة تم تكريسها في‬
‫المادتين ‪ 18‬و ‪ 19‬من مرسوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،201870‬وتخول لكل من له مصلحة إمكانية‬
‫االطالع على جميع االعالنات التي تنشر بالجريدة الرسمية ومازالت اآلجال سارية بشأنها‬
‫عن بعد‪ ،‬ودون تحمل عناء البحث عن هذه الجريدة‪ ،‬دون أن ننسى االشهار عن طريق‬
‫التعليق لدى ممثل السلطة المحلية ورئيس المجلس الجماعي ورئيس المحكمة اإلبتدائية‪،‬‬
‫ولإلشارة فإن عملية التحديد رغم عدم التنصيص عليها صراحة ضمن وسائل االشهار فقد‬
‫أبان الواقع العملي على أنها من أهم وسائل االشهار ويتمثل ذلك من خالل التجمع الذي‬
‫يحدث في عين المكان‪ ،‬وبالتالي اكتساب الرسم العقاري األثر التطهيري له ما يبرره عن‬
‫طريق خضوع العقار موضوع مسطرة التحفيظ لعمليات إشهار واسعة‪.‬‬

‫‪67‬ـ نبيلة الراصفي‪ ،‬مسطرة اإليداع في ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬مسلك الدراسات القانونية والعقارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2019-2018 :‬ص‪.98 :‬‬
‫‪68‬ـ عمر أزوكار‪ ،‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء القانون ‪ 14-07‬ومدونة الحقوق العينية‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012:‬ص‪.157 :‬‬
‫‪69‬ـ خير الدين الطاوس‪ ،‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في ضوء مستجدات‬
‫القانون ‪ ،14-07‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2015:‬ص‪157:‬و‪.158‬‬
‫‪70‬ـ مرسوم ‪ ،2.18.181‬صادر بتاريخ ‪ 2‬ربيع اآلخر‪ 10 (1440‬ديسمبر‪ ،)2018‬يتعلق بتحديد شروط‬
‫وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬نشر بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6737‬بتاريخ ‪ 16‬ربيع اآلخر‪ 24 (1440‬ديسمبر‪.)2018‬‬
‫‪39‬‬
‫ـ وإذا كان المتعرض على مطلب التحفيظ مخاطب بغرامة الفصل ‪ 48‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع إذا ثبت‬
‫للمحكمة أن تعرضه كيدي أو بسوء نية‪ ،‬فإن المتعرض على االيداع غير مخاطب بذلك‬
‫حيث جاء في الفصل ‪ 48‬أنه‪ ":‬كل طلب للتحفيظ أو تعرض عليه ثبت للمحكمة صدوره‬
‫عن تعسف أو كيد أو سوء نية يوجب ضد صاحبه غرامة لفائدة الوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية والمسح العقاري والخرائطية ال يقل مبلغها عن عشرة في المائة من قيمة العقار أو‬
‫الحق المدعى به‪ .‬والكل دون مساس بحق األطراف المتضررة في التعويض‪."...‬‬
‫ـ كذلك أهم فرق بين الدعويين هو أنه إذا كان التعرض على مطلب التحفيظ يتم البت فيه‬
‫من طرف محكمة التحفيظ‪ ،‬فإن التعرض على اإليداع كما قلنا سابقا هو مجرد دعوى‬
‫استحقاق عادية يتم البت فيها من طرف المحكمة العادية مع ما يترتب عن ذلك من آثار‬
‫غاية في األهمية‪ ،‬منها أن المحكمة العادية يمكن أن تحكم بعدم قبول التعرض على اإليداع‬
‫في حالة عدم القيام به أمام المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ثم إجبارية تنصيب محامي‬
‫وجواز التدخل الهجومي‪ ،‬والطعون غير محددة على سبيل الحصر‪ ،‬وأهم أثر هو أن‬
‫التعرض على االيداع ال يترتب عنه وقف مسطرة التحفيظ‪ ،‬أو منع التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ األمر الذي قد يجعلنا إزاء دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى التعرض على االيداع رائجة‬
‫أمام القضاء العادي ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة أمام محكمة التحفيظ‪،‬‬
‫فماهو مآل دعوى التعرض على االيداع في حالة الحكم بصحة أو عدم صحة التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ؟ هذا ما سنتطرق إليه في (الفقرة التانية)‪.‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬مآل دعوى التعرض على االيداع في حالة الحكم بصحة أو‬
‫عدم صحة التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫نتحدث عن مآل دعوى التعرض على اإليداع عند توازي هذه األخيرة مع دعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬ولتوضيح ذلك نفترض أن السيد(أ) باع عقاره غير المحفظ‬
‫للسيد (ب) وعمد إلى تقديم مطلب التحفيظ من أجل الضغط مثال على المشتري ليزيده في‬
‫الثمن‪ ،‬وأثناء جريان مسطرة التحفيظ قام السيد (أ) ببيعه للسيد (ج) ووهبه للسيد (د)‪ ،‬فقام‬
‫السيد (ج) بطلب إيداع عقد شرائه طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وعند توجه‬
‫السيد (د) للمحافظة العقارية من أجل طلب إيداع عقد الهبة واجهه السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية بأن هناك إيداع سابق‪ ،‬والقاعدة على مستوى المحافظة العقارية‪ ،‬إيداع‬
‫على إيداع ال يجوز‪ ،‬فقدم تعرض على اإليداع‪ ،‬وأثناء جريان دعوى التعرض على اإليداع‬
‫أمام القضاء العادي‪ ،‬قام السيد (ب) بالتعرض على مطلب التحفيظ وعند إحالته على محكمة‬
‫التحفيظ‪ ،‬أصبحنا أمام دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى التعرض على االيداع رائجة أمام القضاء‬
‫العادي وهي تعرض السيد(د) على السيد(ج)‪ ،‬ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ رائجة‬
‫أمام محكمة التحفيظ وهي تعرض السيد(ب) على السيد(أ)‪ ،‬ومادام أن دعوى التعرض على‬
‫اإليداع سيتم إيقافها إلى أن يتم البت في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ طرح اإلشكال‬
‫حول مآل دعوى التعرض على اإليداع في حالة الحكم بصحة أو عدم صحة التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ؟‬

‫‪40‬‬
‫ما دام أن حق المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع مرتبط بمصير مطلب التحفيظ‬
‫باعتباره فرع وطالب التحفيظ أصل فإن حتى التعرض عليه يبقى مرتبط بما سيؤول إليه‬
‫اإليداع أو بما ستؤول إليه مسطرة التحفيظ ككل‪ ،‬وبالتالي إذا تم الحكم بصحة التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ وقام السيد المحافظ على األمالك العقارية بتحويل المتعرض إلى طالب‬
‫التحفيظ عن طريق إجراء خالصة إصالحية طبقا للفصل ‪ 83‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع المحال عليه‬
‫بموجب الفقرة األخيرة من الفصل‪ 37‬من نفس القانون ‪ ،‬فإن دعوى التعرض على اإليداع‬
‫تصبح غير ذات موضوع ألن اإليداع تم التشطيب عليه من سجل التعرضات‪ ،‬وهنا تتجلى‬
‫خطورة الفصل ‪ 84‬بحيث تبقى الحقوق المودعة مهددة إلى أن يتم تأسيس الرسم العقاري‬
‫بحيث إذا ضاعت حقوق المودع تضيع حقوق المتعرض عليه بالتبعية‪.‬‬
‫أما إذا تم الحكم بعدم صحة التعرض على مطلب التحفيظ فإن القضاء العادي يستأنف البت‬
‫في دعوى التعرض على اإليداع وال يمكن لهذه األخيرة أن تمنع السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية من تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬ألن التعرض الذي يوقف مسطرة التحفيظ هو‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض في قرارها الصادر سنة ‪2016‬‬
‫جاء فيه‪":‬التعرض المشار إليه في الفصل ‪ 30‬من ظهير‪ 1913-08-12‬المتعلق بالتحفيظ‬
‫العقاري والذي يمنع المحافظ من اتخاد قرار بالتحفيظ إال بعد استنفاذ جميع طرق الطعن‬
‫بشأنه يهم فقط الحالتين األولى والثانية من الفصل‪ 24‬من نفس القانون واللتان تتعلقان بحالة‬
‫المنازعة في وجود حق الملكية لطالب التحفيظ أو في مدى هذا الحق أو بشأن حدود العقار‪،‬‬
‫وبحالة االدعاء باستحقاق حق عيني قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي سيقع تأسيسه‪ ،‬ألنهما‬
‫وحدهما تمسان حقوق الملكية التي يدعيها طالب التحفيظ‪ ،‬أما حالة المنازعة في حق وقع‬
‫اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬فال تأثير لها على هذا الحق وتهم فقط‬
‫العالقة بين المودع والمتعرض على اإليداع‪ ،‬وألن ما قد يصدر بشأنها من قرارات قضائية‬
‫يمكن تقييده بالرسم العقاري بعد إنشائه"‪.71‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة ما ذهبت إليه محكمة النقض هو جدير بالتأييد ألنه إذا قلنا بأن‬
‫التعرض على اإليداع يمنع من تأسيس الرسم العقاري سيكون عرقلة للتحفيظ أكثر منه‬
‫حماية للحقوق وتكون مسطرة التحفيظ مسطرة بطيئة السيما أن الدعوى أمام القضاء العادي‬
‫قد تستغرق عدة سنوات حتى يصدر بشأنها حكم نهائي‪ ،‬وهذا ال يتالءم مع فلسفة القانون‬
‫‪ 14-07‬المغير والمتمم ل ظ‪.‬ت‪.‬ع التي ترمي إلى التسريع من وثيرة مسطرة التحفيظ‪،‬‬
‫وبالتالي في حالة الحكم بعدم صحة التعرض يستأنف القضاء العادي البت في التعرض على‬
‫اإليداع ويقوم المحافظ بتأسيس الرسم العقاري ويحول اإليداع إلى تقييد والتعرض إلى تقييد‬
‫احتياطي وهو ما عبرت عنه محكمة النقض بعبارة‪ ":‬وألن ما قد يصدر بشأنها من قرارات‬
‫قضائية يمكن تقييده بالرسم العقاري بعد إنشائه"‪ ،‬وهو قرار يستشف منه ضمنيا أن دعوى‬
‫التعرض على اإليداع يتم البت فيها خارج نطاق مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫‪71‬ـ قرار(دون ذكر العدد)‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2016-11-01‬في الملف عدد ‪ ،2015/8/1/7163‬أورده‬
‫محمد ناجي شعيب‪ ،‬تحليل وتعليق على ضوء القرار عدد‪ 78‬الصادربتاريخ ‪ ،2015-02-03‬في الملف‬
‫عدد ‪ ،2014/8/1/5341‬نشرة قرارات محكمة النقض‪ ،‬الغرفة المدنية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬ص‪.126 :‬‬
‫‪41‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى مسألة أساسية تهم بشكل كبير محرري العقود وهي وجوب اإلنتباه إلى‬
‫التعرض على اإليداع عند تحرير أي معاملة تتعلق بعقار في طور التحفيظ‪ ،‬ألنه تبين من‬
‫الناحية العملية أن بعضهم على علم فقط بالتعرض على مطلب التحفيظ وكأن التعرض على‬
‫اإليداع ال قيمة له‪ ،‬وبالتالي إذا قام المودع بتفويت الحق المودع تعين على محرر العقد أن‬
‫ينصح المفوت له بأن هناك تعرض على اإليداع تحت طائلة إثارة مسؤوليته الشخصية‪ ،‬ألنه‬
‫إذا حكم القضاء لصالح المتعرض سيضيع العقارمن المفوت له‪.72‬‬

‫‪72‬ـ حسن فتوخ‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ ":‬األمن العقاري من خالل توجهات قرارت محكمة النقض"‪ ،‬ندوة‬
‫وطنية من تنظيم المركز المغربي للدراسات العقارية تكريما للدكتور محمد بنيعيش‪ ،‬حول‬
‫موضوع‪":‬المنازعات العقارية على ضوء آخر قرارات محكمة النقض"‪ ،‬يوم ‪ 2‬نونبر‪ ،2018‬بالمركب‬
‫الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة‪ ،‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ودعوى االستحقاق الفرعية‬
‫نتصور هذه الفرضية عندما يكون العقار في طور التحفيظ ولم تنتهي بشأنه آجال‬
‫التعرضات‪ ،‬وفي نفس الوقت جارية بشأنه مسطرة الحجز التنفيذي بوشرت من طرف‬
‫الدائن في حالة عدم أداء طالب التحفيظ المدين ما بذمته من دين‪ ،‬فيأتي شخص من الغير‬
‫ويدعي بأن العقار موضوع مسطرتي التحفيظ والتنفيذ في ملكيته‪.‬‬
‫فهل سيلجأ إلى دعوى التعرض على مطلب التحفيظ أم أنه يتعين عليه سلوك دعوى‬
‫االستحقاق الفرعية‪ ،‬أم أنه يتعين عليه الجمع بينهما السيما وأن االستحقاق الفرعي‬
‫والتعرض كالهما يهدفان إلى الحكم بملكية كل أو جزء من العقار الذي تجري بشأنه‬
‫مسطرتا التحفيظ والتنفيذ معا‪.73‬‬
‫لمحاولة اإلجابة عن هذه اإلشكاالت فقد ارتأينا أن نتوقف في (الفقرة األولى) على أهم‬
‫الفروقات بين الدعويين السيما من حيث اآلثار المترتبة عن سلوك دعوى دون األخرى‪،‬‬
‫ألن من خالل هذه الفروقات سيتضح لنا ما إذا كان باإلمكان الجمع بينهما أم أن سلوك‬
‫إحداهما كاف لحماية صاحب الحق وهذا ما سنتطرق له في (الفقرة التانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ودعوى اإلستحقاق الفرعية‬
‫إذا كانت دعوى االستحقاق الفرعية لم تحظى بتنظيم قانوني خاص من طرف المشرع‬
‫المغربي‪ ،‬بل فقط أشار إليها في الفصلين ‪ 482‬و‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م التي يستشف منها بأنها‬
‫دعوى يرفعها الغير الذي يدعي ملكية العقار الجارية بشأنه مسطرة الحجز التنفيذي أمام‬
‫قضاء الموضوع للحكم له بالملكية وبطالن إجراءات التنفيذ‪ ،‬ويمكن تصورها على العقار‬
‫سواء كان غير محفظ أو في طور التحفيظ أو محفظ‪ ،‬فإن دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ حظيت بتنظيم قانوني خاص من طرف المشرع المغربي‪ ،‬حيث خصها بعدد ال‬
‫يستهان به من النصوص القانونية‪ ،‬بدءا من الفصل ‪ 24‬إلى الفصل ‪ 51‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وتعني‬
‫منازعة طالب التحفيظ في ملكية العقار المطلوب تحفيظه كليا أو جزئيا أو فقط في حدود‬
‫العقار أو في حق عيني آخر غير حق الملكية قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي سيقع‬
‫تأسيسه‪ ،‬وتقدم أمام جهة إدارية تتمثل إما في المحافظ على األمالك العقارية وإما في‬
‫المهندس المساح الطبوغرافي المنتذب أثناء إنجاز عملية التحديد أوإلى التقني الطبوغرافي‬
‫المكلف بإنجاز هذه العملية بتفويض من المهندس المساح الطبوغرافي المنتمي لمصلحة‬
‫المسح العقاري بناء على القانون ‪ 57-12‬وال يمكن تصورها إال على العقار في طور‬
‫التحفيظ‪.‬‬

‫‪73‬ـ يوسف مختري‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬سلسلة األعمال الجامعية‪،‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪ 314:‬و ‪.315‬‬
‫‪43‬‬
‫إذا كانت دعوى االستحقاق الفرعية يترتب عن رفعها وقف إجراءات التنفيذ وأن الحكم‬
‫الصادر بشأنها يقضي بالملكية وبطالن إجراءات التنفيذ‪ ،‬إذ ال يتصور الحكم برفض‬
‫االستحقاق وقبول بطالن اإلجراءات أو العكس الحكم باالستحقاق وعدم بطالن إجراءات‬
‫التنفيذ‪ ،‬وبالتالي إذا تم الحكم باالستحقاق فإنه يترتب عليه إلغاء ما تم من إجراءات التنفيذ‪،‬‬
‫إذ إن صفة الفرعية التي تميز هذه الدعوى هي التي تجعل موضوعها مكون من شقين‬
‫متالزمين والحكم الصادر إما بقبولهما معا أو رفضهما معا‪.74‬‬
‫كذلك في دعوى االستحقاق الفرعية ال تكون الطعون واردة على سبيل الحصر‪ ،‬والطعن‬
‫بالنقض ال يوقف التنفيذ‪،‬عكس دعوى التعرض على مطلب التحفيظ التي يترتب عن رفعها‬
‫وقف مسطرة التحفيظ ومحكمة التحفيظ ال تقول إال كلمتين إما صحة أو عدم صحة‬
‫التعرض‪ ،‬والطعون واردة على سبيل الحصر‪ ،‬والطعن بالنقض يوقف التنفيذ استنادا إلى‬
‫الفصل ‪ 361‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬‬
‫كذلك من أهم الفروقات بين الدعويين ما يتعلق بأجل رفعهما‪ ،‬بحيث إذا كان أجل رفع‬
‫دعوى اإلستحقاق الفرعية يبتدئ من يوم البدء في التنفيذ وينتهي بإرساء المزايدة النهائية‬
‫استنادا إلى الفصل ‪ 482‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فإن أجل رفع دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫يبتدئ من يوم إيداع مطلب التحفيظ وينتهي بانتهاء أجل الشهرين الموالية لنشر االعالن عن‬
‫انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية استنادا إلى الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع مالم يتم فتح أجل‬
‫استثنائي إذا توفرت شروطه المنصوص عليها في الفصل ‪ 29‬من نفس القانون‪.‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ ودعوى االستحقاق الفرعية‬
‫انطالقا من الفروقات بين الدعويين التي ذكرناها أعاله‪ ،‬السيما الفرق على مستوى األجل‬
‫يتضح لنا أن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ هي األفيد بالنسبة لمدعي ملكية عقار‬
‫جارية بشأنه مسطرتي التحفيظ والتنفيذ‪ ،‬ألنه إذا سلك دعوى اإلستحقاق الفرعية ومرت‬
‫مسطرة التحفيظ بشكل سريع نتج عنها تأسيس رسم عقاري فإنه يسقط حق مدعي‬
‫االستحقاق الفرعي في المطالبة العينية وال يبقى له إال الحق في التعويض في حالة التدليس‬
‫فقط استنادا إلى الفصل ‪ 64‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ألن الرسم العقاري الناتج عن التحفيظ يطهر العقار‬
‫من كل النزاعات التي لم تظهر أثناء جريان مسطرة التحفيظ في شكل التعرض‪ ،‬بل أكثر‬
‫من ذلك ولو صدر حكم عن القضاء العادي يقضي باإلستحقاق وبطالن إجراءات الحجز‬
‫فإن هذا الحكم ال تكون له أية قيمة قانونية أمام قرار المحافظ على األمالك العقارية بتحفيظ‬
‫العقار وتأسيس رسم عقاري لفائدة المدين طالب التحفيظ ألنه قرار إداري مشمول بقاعدة‬
‫التطهير المكرسة في الفصلين ‪ 1‬و ‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪.‬‬

‫‪74‬ـ لال لطيفة العلوي الشريفي‪ ،‬الحماية القانونية للغير في ظل مسطرة الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص‪.134 :‬‬
‫‪44‬‬
‫إذن خطورة قاعدة التطهير تقتضي من الغير سلوك دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪،‬‬
‫والحرص على عدم فوات أجلها‪ ،‬ألن فوات أجل التعرض العادي وعدم فتح أجل استثنائي‬
‫طبقا للفصل ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يترتب عنه عدم قبول فتح أجل آخر بعد رجوع الملف من‬
‫جديد للسيد المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن إمكانية التدخل في الدعوى‬
‫غير متاحة في ظل ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬و تزداد الخطورة في الحالة التي ال تحكم فيها المحكمة بصحة‬
‫التعرضات إذا كانت قدمت من شخص آخر ويكون مدعي اإلستحقاق لم يمارس تعرضه‬
‫مما ينفي إمكانية نشر إعالنات جديدة‪ ،‬ألن فتح أجل جديد للتعرضات بناء على األحكام‬
‫الصادرة يعطي لطالب االستحقاق الفرعي مبدئيا التصريح بتعرضه‪ ،‬وذلك على عكس‬
‫دعوى االستحقاق الفرعية بحيث ال يترتب عن عدم رفعها داخل أجلها المقرر في الفصل‬
‫‪ 482‬من ق‪.‬م‪.‬م سقوط الحق في المطالبة العينية‪ ،‬كل ما هنالك أن الدعوى تتحول من‬
‫دعوى استحقاق فرعية إلى دعوى استحقاق أصلية‪.‬‬
‫فالمنطق القانوني السليم يقتضي أن تصاغ جميع الدعاوى المتعلقة بعقار في طور التحفيظ‬
‫ومنها دعوى االستحقاق الفرعية في شكل تعرض‪ ،‬وبعبارة أخرى فالدعوى المالئمة‬
‫لحماية مدعي االستحقاق بشأن عقار محجوز قدم بشأنه مطلب التحفيظ هي دعوى‬
‫التعرض‪ ،‬وهذا ال يعني أن دعوى االستحقاق الفرعية ال تحقق الحماية لصاحب الحق وإنما‬
‫كل ما هنالك أن فلسفة التحفيظ تقتضي من أي شخص يدعي حق على عقار في طور‬
‫التحفيظ أن يصيغ دعواه على شكل تعرض تفاديا لمواجهته باألثر التطهيري الناتج عن‬
‫قرار التحفيظ‪.75‬‬
‫لكن اإلشكال الذي قد يطرح‪ ،‬هو هل دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ترتب نفس أثر‬
‫دعوى االستحقاق الفرعية على مستوى إيقاف التنفيذ؟ أم أنه البد من الجمع بين الدعويين‬
‫حتى تتحقق الحماية الكافية لصاحب الحق؟‬
‫بطبيعة الحال سلوك دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ال يترتب عنها وقف إجراءات‬
‫التنفيذ وإال ستكون محكمة التحفيظ قد تجاوزت صالحيتها المحددة في الفصل ‪ 37‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع الذي حصر سلطة محكمة التحفيظ في نطاق ضيق جدا‪ ،‬فهي ال تنظرإال في إطار‬
‫العالقة بين المتعرض بصفته مدعي وطالب التحفيظ بصفته مدعى عليه‪ ،‬أما في إطار‬
‫دعوى االستحقاق الفرعية فطالب االستحقاق مجبر بتقديم دعواه في مواجهة المدين طالب‬
‫التحفيظ وكذا في مواجهة الدائن الحاجز‪.‬‬
‫وإذا كانت دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ال يترتب عنها وقف إجراءات التنفيذ فهل‬
‫يبقى المتعرض ملزم برفع دعوى االستحقاق الفرعية من أجل إيقاف التنفيذ؟ أم أن دعوى‬
‫التعرض وحدها كافية لحماية المتعرض على عقار جارية بشأنه مسطرتي التحفيظ والتنفيذ؟‬

‫‪75‬ـ عثمان العالوي‪ ،‬دعوى االستحقاق الفرعية العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫مسلك القانون العقاري والحقوق العينية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2019-2018:‬ص‪56:‬و‪.57‬‬
‫‪45‬‬
‫يرى أحد الباحثين‪ 76‬أن دعوى التعرض على مطلب تحفيظ عقار محجوز وحدها ال‬
‫تكفي‪ ،‬بل البد من رجوع المتعرض لدى قاضي المستعجالت للمطالبة بإيقاف التنفيذ بناء‬
‫على وجود صعوبة قانونية تعترض التنفيذ‪ ،‬أو أن يسلك المسطرة المقررة في الفصلين‬
‫‪ 482‬و‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫إذن حسب الباحث حماية الغير الذي يدعي ملكية عقار جارية بشأنه مسطرة التحفيظ‬
‫والتنفيذ تقتضي منه الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ودعوى االستحقاق‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫لكن من وجهة نظرنا المتواضعة‪ ،‬دعوى التعرض على مطلب التحفيظ وحدها كافية‬
‫لحماية مدعي ملكية عقار في طور التحفيظ وجارية بشأنه مسطرة التنفيذ‪،‬ألن الحقوق تبقى‬
‫متوقفة على مآل مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي ال نرى ضرورة رفع دعوى االستحقاق الفرعية‬
‫موازاة مع دعوى التعرض من أجل إيقاف التنفيذ‪ ،‬ألن إيقاف التنفيذ من عدم إيقافه ال يؤثر‬
‫على من اختار دعوى التعرض على مطلب التحفيظ مادام أن الحكم بصحة التعرض قد‬
‫يؤدي إلى إلغاء الحجز الوارد على العقار إذا لم يتم بيعه قبل تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وحتى‬
‫إذا تم بيعه قبل اتخاد قرار التحفيظ فإن حق الراسي عليه المزاد يبقى معلقا على عدم الحكم‬
‫بصحة التعرض‪ ،‬وبالتالي إذا حكمت المحكمة بصحة التعرض يتم التشطيب على محضر‬
‫ارساء المزايدة المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ألن حقوق المودع مرتبطة بمصير‬
‫مطلب التحفيظ‪ ،‬إذا ضاعت حقوق طالب التحفيظ تضيع حقوق المودع بالتبعية‪.‬‬
‫إذن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ في هذه الفرضية وحدها كافية لحماية مدعي‬
‫ملكية عقار جارية بشأنه مسطرتي التحفيظ والتنفيذ مادام أن األمر يتوقف على مآل مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬وبالتالي تبقى األفيد له حتى ال يواجه باألثر التطهيري للرسم العقاري‪.‬‬

‫‪76‬ـ عبد العالي حفيظ‪ ،‬إجراءات البيع الجبري للعقار المحجوز في القانون المغربي ـ مقاربة في الوظيفة‬
‫اإلئتمانية للقاعدة االجرائية على ضوء العمل القضائي ـ مطبعة دار القلم بالرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2012‬‬
‫ص‪ 416 :‬و‪.417‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل التاني‬
‫القيمة القانونية للحكم القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ‬
‫خالل المرحلة االدارية للتحفيظ والمرحلة القضائية للبت في التعرضات‬

‫‪47‬‬
‫الفصل التاني ‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي الصادر خارج نطاق‬
‫مسطرة التحفيظ خالل المرحلة اإلدارية للتحفيظ والمرحلة القضائية للبت‬
‫في التعرضات‬
‫بطبيعة الحال كان باإلمكان الجمع بين عبارة المرحلة االدارية للتحفيظ والمرحلة القضائية‬
‫للبت في التعرضات في عبارة واحدة وهي‪":‬مسطرة التحفيظ"‪ ،‬إال أنه فضلنا تفكيكها إلى‬
‫هاتين العبارتين حتى ال نسقط في صياغة ركيكة‪ ،‬ألنه إذا قلنا القيمة القانونية للحكم‬
‫القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ أمام مسطرة التحفيظ سنكون أمام تكرار‬
‫عبارة مسطرة التحفيظ مرتين متتاليتين‪ ،‬وهذا سيجعل عنوان الفصل التاني معيبا من حيث‬
‫الصياغة‪.‬‬
‫ومن أجل توخي الدقة في المصطلحات البد أن نميز بين عبارة مسطرة التحفيظ وعبارة‬
‫إجراءات التحفيظ‪.‬‬
‫مسطرة التحفيظ هي مسطرة إدارية من بدايتها إلى نهايتها‪ ،‬تبتدئ إدارية وتنتهي إدارية‬
‫ولو تخللته ا مرحلة قضائية‪ ،‬ألن المرحلة القضائية ليست مرحلة للتحفيظ وإنما هي مرحلة‬
‫للبت في التعرضات ليس إال‪ ،‬بحيث إن السيد المحافظ على األمالك العقارية هو الذي ترجع‬
‫إليه الكلمة األولى واألخيرة بشأن التحفيظ أو عدم التحفيظ‪ ،‬فهو عندما يرجع إليه الملف من‬
‫المحكمة ال يكون ملزما بالتحفيظ بل يتخد ما يراه مناسبا‪.‬‬
‫أما إجراءات التحفيظ فيمكن أن تشمل أيضا مرحلة التقييدات والتشطيبات‪ ،‬أي تشمل‬
‫مرحلة ما قبل تأسيس الرسم العقاري ومرحلة الحقة له‪ ،‬ألن المشرع حسم االشكال الذي‬
‫كان يطرح قبل القانون ‪ 14-07‬بخصوص المقصود بقضايا التحفيظ في إطار الفصل ‪361‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م بموجب الفصل ‪ 1‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون ‪14-07‬بحيث‬
‫أضاف إليه الفقرة األخيرة التي يستشف منها أن التحفيظ يشمل مسطرتين‪ ،‬مسطرة للتحفيظ‬
‫وهي المرحلة السابقة على تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬ومسطرة للتقييد والتشطيب وهي‬
‫المرحلة الالحقة له‪.‬‬
‫وهذا ما يستشف أيضا من المادة ‪ 2‬من مرسوم ‪ 10‬ديسمبر‪ 2018‬المتعلق بالتدبير‬
‫اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬حيث نصت على أنه‪ ":‬يقصد‬
‫بعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها التي يمكن تدبيرها بطريقة إلكترونية وفق‬
‫أحكام هذا المرسوم‪ ،‬اإلجراءات والمساطر المتعلقة بالتحفيظ العقاري والمسح العقاري‬
‫والخرائطية المنصوص عليها في المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪،‬‬
‫والسيما منها‪:‬‬
‫ـ تلقي مطالب التحفيظ والتعرضات والقيام بجميع اإلجراءات المتعلقة بمسطرة التحفيظ‬
‫العقاري وباقي المساطر األخرى الخاصة بالتحفيظ ؛‬
‫ـ تأسيس الرسوم العقارية ونظائرها؛‬
‫‪48‬‬
‫ـ إشهار الحقوق العينية والتحمالت العقارية المنصبة على العقارات المحفظة أو التي في‬
‫طور التحفيظ‪."...‬‬
‫وهذا ما يستشف أيضا من مرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪ 2014‬بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫حيث تضمن ستة أقسام‪ ،‬وما يهمنا منها قسمين فقط‪ ،‬القسم األول المعنون ب‪ ":‬اإلجراءات‬
‫السابقة لتحفيظ العقارات"‪ ،‬والقسم التاني تمت عنونته ب‪":‬العمليات واإلجراءات الالحقة‬
‫للتحفيظ العقاري"‪.‬‬
‫لكن ما يهمنا نحن فقط مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبشكل دقيق القيمة القانونية للحكم القضائي‬
‫الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ خالل المرحلة االدارية للتحفيظ والمرحلة القضائية‬
‫للبت في التعرضات‪.‬‬
‫وبعد دراسة متأنية ومعمقة لهذا الفصل اتضح لنا أنه يشمل على ست أو سبع فرضيات‬
‫أساسية‪ ،‬يمكن أن نجمعها في مبحثين‪ ،‬نتطرق في (المبحث األول) إلى القيمة القانونية للحكم‬
‫القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ في مرحلتها اإلدارية‪ ،‬ثم نتطرق في‬
‫(المبحث التاني) إلى القيمة القانونية لهذا الحكم في المرحلة القضائية للبت في التعرضات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المبحث األول‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق‬
‫مسطرة التحفيظ أمام المحافظ على األمالك العقارية‬
‫نقصد بالمرحلة اإلدارية للتحفيظ أن الملف مازال بيد المحافظ على األمالك العقارية ولو‬
‫وقعت تعرضات على مطلب التحفيظ‪ ،‬ألن الذي يجعل مسطرة التحفيظ تتحول من مرحلتها‬
‫اإلدارية إلى المرحلة القضائية هو وقوع تعرض على مطلب التحفيظ وقيام السيد المحافظ‬
‫على األمالك العقارية بإحالته على محكمة التحفيظ خالل الثالثة أشهر الموالية النصرام‬
‫أجل التعرض طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 32‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫وكما هو معلوم ال يقوم السيد المحافظ العقاري بإحالته على المحكمة إال في حالة عدم‬
‫استطاعة طالب التحفيظ رفع التعرض أو عدم التصريح بقبوله‪ ،‬وعدم تنازل المتعرض عن‬
‫تعرضه وعدم توصل المحافظ العقاري إلى صلح بين األطراف وهو ما يستشف من الفصل‬
‫‪ 31‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬آنذاك يتم إحالته على محكمة التحفيظ‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث سوف نتطرق إلى أربع فرضيات أساسية‪.‬‬
‫الفرضية األولى هي فرضية تقديم طلب التحفيظ من قبل رابح دعوى االستحقاق‪ ،‬فنتساءل‬
‫عن رقابة السيد المحافظ على االمالك العقارية للحكم القضائي المدعم لمطلب التحفيظ‬
‫حول ما إذا كانت رقابة شكلية فقط‪ ،‬أم رقابة شكلية وموضوعية‪.‬‬
‫أما الفرضية التانية فهي فرضية تقديم مطلب التحفيظ من طرف خاسر دعوى االستحقاق‬
‫وقيام رابح الدعوى بالتعرض عليه فنتساءل عن ما إذا كان باإلمكان أن ينهض الحكم‬
‫القضائي المدعم للتعرض على مطلب التحفيظ حجة التخاد قرار التحفيظ في اسم المتعرض‬
‫باعتبار األحكام القضائية النهائية عنوانا للحقيقة أم ال؟‬
‫ثم ماذا لو لم يقم رابح الدعوى بالتعرض على مطلب التحفيظ ومرت مسطرة التحفيظ‬
‫بدون أية تعرضات فنتساءل عن القيمة القانونية لهذا الحكم أمام قرار المحافظ العقاري‬
‫بتأسيس الرسم العقاري (الفرضية التالتة)‪.‬‬
‫أما الفرضية الرابعة واألخيرة فتتعلق بااليداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬فنفترض أنه‬
‫قد صدر في دعوى التعرض على اإليداع حكم عن القضاء العادي يقضي بعدم أحقية‬
‫المودع فيما تم إيدعه‪ ،‬فنتساءل عن مدى إمكانية إيداع هذا الحكم في إطار الفصل ‪ 84‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع وهل سيجري عليه المحافظ على األمالك العقارية رقابة شكلية وموضوعية أم‬
‫ماذا؟‬
‫كل هذه الفرضيات سنحاول جمعها في مطلبين‪ ،‬نتطرق في (المطلب األول) إلى القيمة‬
‫القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ والمدعم لمطلب‬
‫التحفيظ والمطلوب إيداعه في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬على أن نتطرق في (المطلب‬
‫التاني) للقيمة القانونية للحكم القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ و المدعم‬
‫للتعرض على مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫المطلب االول‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم لمطلب‬
‫التحفيظ والمطلوب إيداعه في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫إن المتأمل لعنوان هذا المطلب سيتضح له أنه يشتمل على فرضيتين‪ ،‬لذلك سنعمل على‬
‫تقسيمه إلى فقرتين‪ ،‬نتطرق في (الفقرة األولى) إلى القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي‬
‫الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ والمدعم لمطلب التحفيظ‪ ،‬على أن نتطرق في (الفقرة‬
‫التانية) إلى القيمة القانونية للحكم القضائي المطلوب إيداعه في إطار الفصل ‪ 84‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم لمطلب‬


‫التحفيظ‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 14‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يتضح لنا أنه الشيء يمنع من تدعيم مطلب التحفيظ‬
‫بحكم قضائي نهائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ يقضي باالستحقاق‪ ،‬وسندنا في ذلك‬
‫أن كلمة "الوثائق" الواردة في هذا الفصل جاءت عامة‪ ،‬وبالتالي يمكن أن تشمل األحكام‬
‫القضائية‪ ،‬وهذا ما أكده األستاذ الكريم ادريس الفاخوري وهو بصدد حديثه عن الفصل ‪72‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع المتعلق بالتقييدات‪ ،‬حيث ذهب إلى أن هذا الفصل تضمن كلمة "وثائق" وهذه‬
‫األخيرة جاءت عامة وأنه يمكن أن تشمل األحكام القضائية‪.77‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الفصل ‪ 14‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع رغم أنه ال يتضمن صيغة إلزامية صريحة‬
‫حيث ابتدأ بكلمة "يقدم" فإن طالب التحفيظ يبقى ملزم بإرفاق طلب التحفيظ بالوثائق‬
‫والمستندات المؤيدة له‪ ،‬وهو ما أكده السيد المحافظ العام من خالل مذكرته المؤرخة في ‪12‬‬
‫ماي ‪ 2010‬الموجهة للسادة المحافظين على األمالك العقارية ‪ ،‬حيث جاء فيها‪...":‬ال يخفى‬
‫عليكم أن عدد مطالب التحفيظ التي تنتظر البت النهائي ما فتئ يتزايد باستمرار‪ ،‬ومن بين‬
‫األسباب التي تحول دون ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫عدم التنصيص على كافة البيانات التي يجب أن تتضمنها مطالب التحفيظ؛‬
‫عدم كفاية العقود والسندات المدعمة لتلك المطالب؛‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬البد من التذكير أن الفصل ‪ 13‬من ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬ورد بصيغة‬
‫آمرة تنص على وجوب تضمين البيانات الواردة به حين إدراج مطالب التحفيظ؛‬
‫كما أن الفصل ‪ 14‬من نفس الظهير يلزم طالب التحفيظ بإيداع كافة العقود والسندات‬
‫المتعلقة بالحقوق العينية الواقعة على العقار المطلوب تحفيظه‪.‬‬

‫‪77‬ـ ادريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14-07‬م س‪ ،‬ص‪.80:‬‬
‫‪51‬‬
‫‪...‬وبناء على ما ذكر أطلب منكم أن تحرصوا على تضمين مطالب التحفيظ البيانات‬
‫الواردة في الفصل ‪ 13‬المذكور بكل دقة وتفصيل‪ ،‬وأن تولوا كفاية العقود والمستندات‬
‫المدعمة للمطالب المذكورة أهمية قصوى ال تقل في شيء عن األهمية التي تولونها لنفس‬
‫هذه العقود وأنتم بصدد إصدار قرار التحفيظ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يجب الحرص على ‪:‬‬
‫أن تتوفر في السندات المدعمة لمطالب التحفيظ الشروط الشكلية‬ ‫‪‬‬
‫والجوهرية المتطلبة قانونا؛‬
‫إيالء أهمية خاصة الرتباط العقود المذكورة بالعقار المطلوب تحفيظه؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االقتصار على السندات التي تفيد التملك كرسم استمرار الملك‪ ،‬وعقود‬
‫التفويت التي مرت عليها مدة الحيازة المعتبرة شرعا‪...‬؛‬
‫تنصيص هذه السندات على مساحة وحدود العقار المطلوب تحفيظه؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عدم التساهل في قبول إيداع مطلب تحفيظ بسندات أبعد ما تكون عن‬
‫إثبات التملك‪...،‬‬
‫تكامل السندات المدلى بها وعدم تناقضها؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تفادي قبول التزام طالب التحفيظ باإلدالء ببعض السندات‬
‫مستقبال‪.78"...‬‬
‫المالحظ من خالل هذه المذكرة أن الواقع العملي تجاوز الفصل ‪ 14‬ويعتبر أن اإللزامية‬
‫قائمة ضمنيا رغم عدم التنصيص عليها صراحة‪ ،‬بحيث يتم تفسيره على ضوء الفصل‪30‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬ألن السيد المحافظ على األمالك العقارية ال يتخد قرار التحفيظ إال بعد التحقق‬
‫من الحجج المدلى بها شكال وجوهرا‪ ،‬لكن هل يجري نفس الرقابة الشكلية والجوهرية على‬
‫الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ والمدعم لمطلب التحفيظ؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني يجيب عن هذا اإلشكال نجد الفقه قد انقسم بشأنه إلى اتجاهين‪:‬‬
‫اتجاه أول‪ 79‬يرى أن األحكام القضائية هي مجرد وثائق رسمية وبالتالي يتعين على‬
‫المحافظ على األمالك العقارية أن يجري عليها نفس الرقابة التي يجريها على الوثائق‬
‫الرسمية‪ ،‬أي رقابة شكلية وجوهرية‪.80‬‬

‫‪78‬ـ لإلطالع على هذه المذكرة يمكن الرجوع إلى مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪403:‬و‪.404‬‬
‫‪79‬ـ حدومعسو‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر وااليداع طبقا‬
‫للفصلين ‪83‬و‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون‬
‫‪52‬‬
‫وهناك اتجاه آخر ذهب إلى أن المحافظ على األمالك العقاري ليس بدرجة قضائية‪ ،‬وإنما‬
‫هو مجرد موظف إداري له سلطة إدارية‪ ،‬وبالتالي يتعين عليه مراقبة الحكم القضائي‬
‫الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬احتراما لمبدأ الفصل بين‬
‫السلطات‪ ،81‬الذي يعد مبدأ دستوريا اعتنقه المغرب كما هو حال جميع الدول‬
‫الديمقراطية‪.82‬‬
‫ويضيف أحد الباحثين‪ 83‬أنه‪ ":‬ال يمكن التعامل مع األحكام القضائية كأنها مستندات رسمية‬
‫عادية‪ ،‬احتراما بداية لقاعدة حجية الشيء المقضي به‪ ،‬ولكون المحكمة ثانيا ال تنظر وتحكم‬
‫في دعاوى االستحقاق العادية أو الدعاوى العقارية بشكل عام إال إذا كانت مبنية على وثائق‬
‫رسمية وحجج دامغة تثبت ملكية طالب التحفيظ للعقار موضوع مسطرة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال وجود لمسؤولية المحافظ في هذه الحالة"‪.‬‬
‫ومن وجهة نظرنا المتواضعة فإن االتجاه التاني هو الجدير بالتأييد‪ ،‬وبالتالي يتعين على‬
‫السيد المحافظ على االمالك العقارية أن يراقب الحكم القضائي القاضي باالستحقاق فقط من‬
‫الناحية الشكلية ألنه مجرد موظف إداري له سلطة إدارية‪ ،‬وال يمكن لسلطة إدارية أن‬
‫تراقب سلطة قضائية احتراما لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يعد مبدأ دستوريا‪ ،‬وعليه فإن‬
‫الجهة الوحيدة التي يمكن لها أن تراقب جوهر الحكم القضائي هي فقط محكمة النقض‬
‫باعتبارها محكمة قانون من الناحية المبدئية وتتربع هرمية التنظيم القضائي ببالدنا‪.‬‬
‫وهذا ما يجري به العمل حتى على مستوى المحافظات العقارية عمال بدورية السيد‬
‫المحافظ العام عدد ‪ 286‬الصادرة سنة ‪ 1983‬والتي جاء فيها‪ ":‬من بين األسئلة التي‬
‫طرحت خالل اإلجتماع السنوي لرؤساء المصالح يومي ‪11‬و‪ 12‬يناير ‪ 1983‬سؤال حول‬
‫ما إذا كان من حق المحافظ على األمالك العقارية التدقيق في صحة األحكام القضائية من‬
‫حيث المضمون‪ ،‬وأنه بعد استشارة رئيس الحكومة حول ذلك‪ ،‬أجاب بعد استشارته لوزير‬
‫العدل في رسالة رقم ‪ 156‬بتاريخ ‪ 13‬يناير‪ ،1983‬بأنه نظرا لفصل السلطة اإلدارية عن‬

‫العقار والتعمير‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،2015-2014:‬ص‪.81:‬‬
‫‪80‬ـ يقصد بالرقابة الجوهرية مراقبة حيثيات الحكم القضائي عن طريق التحقق من ما إذا كانت المحكمة‬
‫المصدرة له محقة في حكمها بتطبيقها للقانون تطبيقا سليما‪ ،‬والتأكد من صحة األسباب التي استند إليها‬
‫منطوق الحكم‪.‬‬
‫‪81‬ـ فاطمة الحروف‪ ،‬الدور المقيد للقضاء بشأن التعرضات على طلب التحفيظ العقاري‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن‬
‫عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2010-2009 :‬ص‪.416 :‬‬
‫‪82‬ـ أحمد العيادي‪ ،‬المنازعات القضائية في مادة التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫المنازعات العمومية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبدهللا‪،‬‬
‫فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2008-2007 :‬ص‪.63 :‬‬
‫‪83‬ـ عبد هللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ 30 :‬و‪.31‬‬
‫‪53‬‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬فال يمكن للمحافظ بأي وجه كان أن يتحقق من صحة األحكام‬
‫جوهرا‪.84"...‬‬
‫وهذا ما تم تأكيده بعد ذلك في الدورية عدد ‪ 327‬الصادرة سنة ‪ 1996‬والتي نصت في‬
‫مضامينها على أنه ليس للمحافظ على األمالك العقارية أن يتدخل في مضمون الحكم‬
‫القضائي عن طريق مناقشته أو التعليق عليه‪.85‬‬
‫وتتمثل المراقبة الشكلية للحكم القضائي في التحقق من كون البيانات المضمنة به هي نفسها‬
‫المصرح بها من قبل طالب التحفيظ ومن أن األمر يتعلق بنفس العقار وأن نسخة الحكم‬
‫مشهود بمطابقتها لألصل وتحمل توقيع كاتب الضبط وخاتم المحكمة‪ ،‬واألهم مراقبة نهائية‬
‫الحكم القضائي‪ ،‬أي التحقق من كون الحكم المدعم لمطلب التحفيظ قد استنفد جميع طرق‬
‫الطعن‪ ،‬العادية وغير العادية‪ ،‬وفي هذا اإلطارأصدر السيد المحافظ العام دورية عدد ‪290‬‬
‫بتاريخ ‪ 1984-03-29‬أكد من خاللها على كفاية شهادة عدم الطعن باالستئناف أو النقض‬
‫الصادرة عن المحكمة مصدرة الحكم وال مجال الستلزام التأشير المزدوج حتى من الجهة‬
‫المختصة بتلقي الطعن لما في ذلك من ضياع للوقت ليس إال‪ ،‬وبالتالي يكون السيد المحافظ‬
‫العام قد تراجع عن الدورية عدد‪ 267‬المؤرخة في ‪ 10‬فبراير ‪1975‬التي كانت تستلزم‬
‫االدالء بشهادتين‪ ،‬شهادة من المحكمة مصدرة الحكم يشهد من خاللها كاتب الضبط بأن‬
‫الحكم قد بلغ إلى جميع األطراف ولم يقع فيه أي طعن‪ ،‬وشهادة أخرى صادرة عن المحكمة‬
‫المختصة بتلقي الطعن تثبت بأن الحكم لم يقع فيه أي طعن‪.‬‬
‫ومن جانبنا نرى بأنه حماية لألطراف يتعين على السيد المحافظ على األمالك العقارية أن‬
‫ال يكتفي بمراقبة شواهد عدم الطعن الصادرة عن المحكمة مصدرة الحكم للتحقق من نهائية‬
‫الحكم القضائي‪ ،‬بل البد أن تمتد هذه الرقابة لتشمل شواهد التسليم المقرونة بالتبليغ لمعرفة‬
‫ما إذا كان التوصل قانونيا وأن التبليغ بدوره كان قانونيا‪ ،‬وإن كان هناك من انتقد هذه‬
‫المسألة وذهب إلى أن شواهد عدم الطعن كافية للتحقق من نهائية الحكم القضائي بعلة أن‬
‫رئيس كتابة الضبط يفترض فيه أنه لم يقدم على منح شهادة عدم الطعن إال بعد التأكد من‬
‫صحة التبليغات وسالمة إجراءاتها ومن مرور أجل الطعن‪.86‬‬

‫‪84‬ـ أشار إليها عبد هللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.30 :‬‬


‫‪85‬ـ أشارت إليها غزالن شبالوي‪ ،‬إشكاالت التعرض على التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة على ضوء العمل‬
‫اإلداري والقضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬الدراسة الميتودولوجية لاللتزام‬
‫التعاقدي والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪ ،2011-2010:‬ص‪.89:‬‬
‫‪86‬ـ محمد خيري‪،‬م س‪ ،‬ص‪.385 :‬‬
‫‪54‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المطلوب إيداعه في‬
‫إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫يقصد باإليداع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع تقييد الحقوق المكتسبة أثناء جريان‬
‫مسطرة التحفيظ بسجل التعرضات من أجل حفظ الحق في الرتبة‪ ،‬بحيث إذا تم تأسيس‬
‫الرسم العقاري يقيد الحق المودع في الرتبة التي عينت له كتقييد مصاحب إذا سمحت‬
‫وضعية الرسم العقاري بذلك‬
‫وما يميز مسطرة الفصل ‪ 84‬عن مسطرة الفصل ‪ 83‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع المعبر عنها فقها‬
‫وقضاء بمسطرة الخالصة اإلصالحية‪ ،‬هو أن مسطرة التحفيظ ال تتابع باسم المودع في‬
‫إطار الفصل ‪ 84‬بل تتابع باسم طالب التحفيظ األصلي عكس مسطرة الخالصة االصالحية‬
‫التي تتابع باسم مكتسب الحق على عقار في طور التحفيظ ويتم تأسيس الرسم العقاري باسم‬
‫هذا األخير‪ ،‬أضف إلى ذلك أن الحق المودع في إطار الفصل ‪ 84‬ال يخضع لإلشهار عكس‬
‫الحق المودع في إطار الفصل ‪ 83‬الذي يخضع لإلشهار عن طريق النشر بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬وبالتالي تكون مسطرة الفصل ‪ 83‬منسجمة مع مبدأ العلنية الذي يعد من أهم‬
‫أعمدة نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬وإذا كان أجل التعرض على اإليداع كما رأينا في الفصل‬
‫األول من موضوعنا هو أجل غير منطقي إذا تم اإليداع خارج أجل الشهرين المنصوص‬
‫عليه في الفصل‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،87‬فإن أجل التعرض على الخالصة االصالحية هو أجل‬
‫سليم ومنطقي‪ ،‬شهرين من تاريخ اإلعالن عن الحق المنشأ أو المغير أو المقربه ويضيف‬
‫الفصل ‪ 83‬أنه لن تقبل إال التعرضات المنصبة مباشرة على الحق المذكور‪.‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن مسطرة اإليداع في إطار الفصل ‪ 84‬ال يتم سلوكها إال في حالة نشوء‬
‫الحق‪ ،‬عكس مسطرة الخالصة اإلصالحية حيث نص الفصل‪ 83‬على أنه‪":‬بغض النظر‬
‫عن المسطرة المقررة في الفصل‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬يمكن لصاحب حق وقع إنشاؤه أو‬
‫تغييره أو اإلقرار به‪."...‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تقييد الحق المودع بسجل التعرضات ال يعني أن اإليداع هو‬
‫تعرض‪ ،‬ألن المودع ال ينازع طالب التحفيظ حيث إن اإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬كان بتوافق‬
‫الطرفين‪ ،‬وااليداع يرمي فقط إلى حفظ رتبة الحق بهذا السجل وال يترتب عنه وقف مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬عكس التعرض الذي وإن كان بدوره يقيد بسجل التعرضات إال أنه يرمي إلى‬
‫منازعة طالب التحفيظ في العقارالمطلوب تحفيظه ويترتب عنه وقف مسطرة التحفيظ إلى‬
‫أن يتم تصفية التعرض إما إداريا وإما قضائيا عند اإلقتضاء‪ ،‬وإذا كان اإليداع غير مقيد‬
‫بأجل معين بحيث يبقى مفتوحا إلى غاية تأسيس الرسم العقاري مع مراعاة الفصل ‪ 62‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع فإن التعرض مقيد بأجل الشهرين المنصوص عليه في الفصل‪ 24‬من نفس القانون‬
‫ويترتب على فواته وعدم فتح أجل استثائي طبقا للفصل ‪ 29‬وتأسيس رسم عقاري سقوط‬
‫الحق في المطالبة العينية وال يبقى للمتضرر إال الحق في التعويض إن كان له محل‪ ،‬وإذا‬

‫‪87‬ـ انظر الصفحة ‪ 37‬و‪.38‬‬


‫‪55‬‬
‫كان اإليداع يقدم فقط إلى المحافظة العقارية فإن التعرض يمكن أن يقدم إلى المحافظة‬
‫العقارية مباشرة أو إلى المهندس المساح الطبوغرافي المنتذب أثناء إنجاز عملية التحديد‪.‬‬
‫كما أن اإليداع في إطار الفصل ‪ 84‬ليس بتقييد‪ ،‬ألن التقييد يرد بالرسوم العقارية أي بعد‬
‫تحفيظ العقار أما اإليداع مجاله هو العقار في طور التحفيظ وإن كان المشرع قد نظم‬
‫مسطرة اإليداع في الباب التاني من القسم التاني المتعلق بالتقييدات‪،‬وااليداع ليس له أثر‬
‫إنشائي بل هو مجرد ضمان لتقييد نهائي أي يحفظ فقط رتبة الحق‪ ،‬عكس التقييد الذي ينشئ‬
‫الحق بحيث يعد الحق الوارد على عقار محفظ غير موجود إال بتقييده في الرسم العقاري‬
‫وهو ما أكده الفصل‪ 66‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ .‬حيث نص على أنه‪":‬كل حق عيني متعلق بعقار محفظ‬
‫يعتبر غير موجود بالنسبة للغير إال بتقييده‪ ،‬وابتداء من يوم التقييد‪ ،‬في الرسم العقاري من‬
‫طرف المحافظ على األمالك العقارية"‪.‬‬
‫وبالتالي فإن اإليداع ال يمكن اإلحتجاج به في مواجهة الغير إال بتحويله إلى تقييد‬
‫مصاحب‪ ،‬كذلك اإليداع غير معني بغرامة التأخير المنصوص عليها في الفصل ‪ 65‬مكرر‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع وهو ما أكده السيد المحافظ العام من خالل الدورية عدد ‪ 392‬المؤرخة في‬
‫‪16‬يناير‪ 2012‬حيث جاء فيها‪...":‬يشرفني أن أنهي إلى علمكم أن الفصل‪ 65‬مكرر‬
‫المتعلق بتطبيق غرامة التأخيرجاء ضمن فصول القسم التاني المتعلق بإشهار الحقوق العينية‬
‫المترتبة على العقارات المحفظة وتقييدها في السجل العقاري من الظهير المتعلق بالتحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬كما ألفت انتباهكم إلى أن مقتضيات الفصل المذكور تطبق على العمليات‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 65‬الذي ينص صراحة على أن العمليات المذكورة"يجب أن‬
‫تشهر بواسطة تقييدها في الرسم العقاري"‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق يتعين عليكم عدم تطبيق غرامة التأخير على طلبات اإلعالن أو‬
‫إيداع الحقوق المتعلقة بمطالب التحفيظ وفقا ألحكام الفصلين ‪ 83‬أو ‪ 84‬من الظهير المتعلق‬
‫بالتحفيظ العقاري كما تم تغييره وتتميمه‪.88"...‬‬
‫لكن بالنسبة للتقييد في الرسم العقاري‪ ،‬يترتب على عدم القيام به داخل األجل المقرر في‬
‫الفصل ‪ 65‬مكرر من ظ‪.‬ت‪.‬ع غرامة تأخيرية تساوي خمسة في المائة من مبلغ الرسوم‬
‫المستحقة‪ ،‬وذلك عن الشهر األول الذي يلي تاريخ انقضاء األجل المذكور و‪ 0,5‬في المائة‬
‫عن كل شهر أو جزء من الشهر الموالي له‪ ،‬ويكمن اإلعفاء من هذه الغرامة بقرار لمدير‬
‫و‪.‬و‪.‬م‪.‬ع‪.‬م‪.‬ع‪.‬خ‪ .‬في حالة القوة القاهرة وبعد اإلدالء بأي وثيقة تفيد ذلك‪.‬‬
‫إذا كان اإليداع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يهدف إلى حفظ رتبة الحق‪ ،‬فهذا ال يعني‬
‫أنه تقييد احتياطي ألن هذا األخير بدوره يهدف إلى حفظ رتبة الحق‪،‬إال أن التقييد اإلحتياطي‬
‫ال يمكن تصوره إال على العقار المحفظ بصريح الفصل ‪ 85‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نص على‬
‫أنه‪ ":‬يمكن لكل من يدعي حقا على عقار محفظ أن يطلب تقييدا احتياطيا لالحتفاظ به‬

‫‪88‬ـ لإلطالع على هذه الدورية يمكن الرجوع إلى مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪.371 :‬‬
‫‪56‬‬
‫مؤقتا‪ ،"...‬وذلك عكس اإليداع الذي يتعلق بالعقار في طور التحفيظ‪ ،‬كما أن التقييد‬
‫اإلحتياطي له طبيعة تنازعية وهو ما أكده المجلس األعلى في قرار له جاء فيه‪ ":‬التقييد‬
‫اإلحتياطي هو بمثابة إنذار بوجود نزاع في الملك وإقدام المشتري التاني على تقييد شرائه‬
‫دليل على سوء نيته"‪ ،89‬لكن بالنسبة لإليداع فله طبيعة توافقية ألن المودع ال ينازع طالب‬
‫التحفيظ في الحق المودع‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع نجده ينص على أنه‪":‬إذا نشأ على عقار في طور‬
‫التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه‪ ،‬من أجل ترتيبه والتمسك به في مواجهة الغير‪،‬‬
‫أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك‪ ،‬ويقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات‪،"...‬‬
‫ونسطر على عبارة الوثائق الالزمة لذلك‪ ،‬مما يعني أنها جاءت عامة وبالتالي يمكن أن‬
‫تشمل األحكام القضائية‪ ،‬لكن هل يجري عليها المحافظ على األمالك العقارية نفس الرقابة‬
‫الشكلية التي يجريها على الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ‬
‫والمدعم لمطلب التحفيظ؟ أم البد من رقابة شكلية وجوهرية؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني صريح يجيب عن هذا اإلشكال‪ ،‬ذهبت إحدى الباحثات إلى‬
‫أن‪ ":‬صالحيات المحافظ بشأن مراقبته لألحكام المؤيدة لإليداع مراقبة قبلية يلفها الغموض‬
‫وعدم الدقة والوضوح على المستوى التشريعي وكذا التنظيمي وتجاوزا لهذا الوضع نرى‬
‫أن تتم معالجته بالنص بشكل صريح في إطار ظهير التحفيظ العقاري بإخضاع األحكام‬
‫القضائية على غرار باقي المستندات المؤيدة لإليداع للرقابة القبلية شكال وجوهرا"‪.90‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن الباحثة قد أسست رأيها على مقتضيات الفصل ‪ 72‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع المتعلق‬
‫بالتقييدات بتفسيره تفسيرا واسعا‪ ،‬أي اعتبرت كلمة الوثائق تشمل األحكام القضائية وهذه‬
‫األخيرة تبقى كغيرها من الوثائق األخرى البد من مراقبتها من قبل المحافظ على األمالك‬
‫العقارية شكال وجوهرا تحت طائلة إثارة مسؤوليته الشخصية‪ ،‬إال أننا ال نؤيد ما ذهبت إليه‬
‫الباحثة على اعتبار أن المحافظ على األمالك العقارية مجرد موظف إداري له سلطة‬
‫إدارية‪ ،‬أي تبقى لها فقط صالحية مراقبته من الناحية الشكلية احتراما لمبدأ الفصل بين‬
‫السلطات الذي يعد مبدأ دستوريا اعتنقه المغرب كغيره من الدول الديمقراطية‪ ،‬وذلك تطبيقا‬
‫لدورية السيد المحافظ العام عدد ‪ 286‬الصادرة سنة ‪ 1983‬السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪89‬ـ قرار عدد ‪ ،38‬صادر بتاريخ ‪ ،2007-01-03‬ملف مدني عدد ‪ ،2006/2/1/2153‬أوردته‬


‫فاتحة الطلحاوي‪ ،‬أي حماية قانونية للمقيد حسن النية في ظل القانون العقاري (‪ 14-07‬و‪،)39-08‬‬
‫أشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي ‪25‬و‪ 26‬نونبر ‪ 2016‬تحت عنوان العقار والتعمير واالستثمار‪ ،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪.356:‬‬
‫‪90‬ـ نبيلة الراصفي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪57‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادرالمدعم للتعرض‬
‫على مطلب التحفيظ‬
‫هذا المطلب بدوره يتضمن فرضيتين اثنتين‪ ،‬الفرضية األولى هي معاكسة للفرضية التي‬
‫تحدثنا عنها في الفقرة األولى من المطلب األول والمتعلقة بتقديم مطلب التحفيظ من قبل‬
‫رابح دعوى االستحقاق بناء على حكم قضائي نهائي صادرعن القضاء العادي‪.‬‬
‫اآلن سوف نتطرق إلى الفرضية المعاكسة‪ ،‬بحيث سنفترض أن الذي قدم مطلب التحفيظ‬
‫هو خاسر دعوى االستحقاق وقيام رابح الدعوى بالتعرض عليه بناء على الحكم الصادر‬
‫لفائدته‪ ،‬فنتسائل عن قيمة هذا الحكم أمام المحافظ على األمالك العقارية وهو ما سنخصص‬
‫له (الفقرة األولى) من هذا المطلب‪ ،‬أما (الفقرة التانية) فسنخصصها لفرضية عدم قيام رابح‬
‫دعوى االستحقاق بالتعرض على مطلب التحفيظ ومرور مسطرة التحفيظ بدون أية‬
‫تعرضات‪ ،‬فنتسائل عن القيمة القانونية للحكم القضائي القاضي باالستحقاق أمام قرار‬
‫المحافظ على األمالك العقارية بتأسيس الرسم العقاري‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض أمام‬
‫المحافظ على األمالك العقارية‬
‫بطبيعة الحال ال شيء يمنع المتعرض من تدعيم تعرضه بحكم قضائي نهائي صادرخارج‬
‫نطاق مسطرة التحفيظ يقضي باالستحقاق‪ ،‬وسندنا في ذلك أن المشرع في الفقرة التالتة من‬
‫الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ 91‬ذكر عبارة "الوثائق المثبتة للتعرض" دون أن يوضح المقصود‬
‫بهذه الوثائق‪ ،‬وبالتالي مادام جاءت عامة فيمكن أن تشمل األحكام القضائية قياسا على‬
‫الفصل ‪14‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع السابق الذكر‪.‬‬
‫لكن االشكال الذي يطرح‪ ،‬هل يمكن للحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة‬
‫التحفيظ أن ينهض حجة التخاد قرار التحفيظ في اسم المتعرض باعتبار األحكام القضائية‬
‫النهائية عنوانا للحقيقة؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني صريح يجيب عن هذا االشكال نجد الفقه والقضاء قد انقسم‬
‫بشأنه إلى اتجاهين‪:‬‬
‫بالنسبة للموقف الفقهي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك من يرى‪ 92‬أن الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ يمكن أن‬
‫ينهض حجة التخاد قرار التحفيظ في إسم المتعرض ورفض مطلب التحفيظ طبقا للفصل‬

‫‪91‬ـ تنص الفقرة التالتة من الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع على أنه‪ ":‬يجب على المتعرضين أن يودعوا‬
‫السندات والوثائق المثبتة لهويتهم والمدعمة لتعرضهم ويؤدوا الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو أن‬
‫يدلوا بما يفيد حصولهم على المساعدة القضائية وذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل التعرض"‪.‬‬
‫‪92‬ـ بوجمعة زفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.117:‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ 30‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع باعتباره مبني على وثائق غير شرعية‪ ،‬لكن شريطة عدم وجود تعرضات‬
‫سابقة وذلك تطبيقا لقاعدة نسبية األحكام‪.‬‬
‫بمعنى في حالة تقديم تعرض آخر من قبل شخص غير المدعي والمدعى عليه في دعوى‬
‫االستحقاق‪ ،‬آنذاك يتعين على السيد المحافظ على األمالك العقارية إحالة التعرض المدعم‬
‫بحكم قضائي على محكمة التحفيظ استنادا لقاعدة نسبية األحكام‪.‬‬
‫فحسب هذا االتجاه‪،‬إذا كان التعرض على مطلب التحفيظ مدعم بحكم قضائي نهائي يقضي‬
‫باالستحقاق ولم توجد تعرضات سابقة على نفس المطلب فإنه يتعين على السيد المحافظ‬
‫على األمالك العقارية أن يتخد قرار التحفيظ في اسم المتعرض المحكوم له ويرفض مطلب‬
‫التحفيظ لعدم الشرعية طبقا للفصل ‪ 30‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫وفي اتجاه مخالف‪ ،‬هناك من يرى أن الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة‬
‫التحفيظ ال يمكن أن ينهض حجة التخاد قرار التحفيظ في اسم المتعرض وعلى‬
‫السيدالمحافظ على األمالك العقارية في هذه الحالة أن يحيل الملف على محكمة التحفيظ ألن‬
‫هذه األخيرة هي التي لها صالحية الحكم بصحة أو عدم صحة التعرض‪ ،‬أما المحافظ‬
‫العقاري فهو مجرد موظف إداري وال يعتبر سلطة قضائية حتى يقوم بفحص حجج‬
‫المتعرض والموازنة بينها وبين حجج طالب التحفيظ‪ ،93‬ويضيف أحد الباحثين أن‬
‫خصوصية مسطرة التحفيظ وطبيعتها تقتضي من المحافظ على األمالك العقارية أن يحيل‬
‫ملف النزاع على المحكمة للبت في صحة التعرضات من عدم صحتها‪.94‬‬
‫الموقف القضائي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لموقف القضاء المغربي هو أيضا متدبدب حول هذه اإلشكالية‪ ،‬بحيث هناك اتجاه‬
‫قضائي يذهب إلى ضرورة اتخاد قرار التحفيظ في اسم المتعرض كلما كان تعرضه مدعم‬
‫بحكم قضائي نهائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ يقضي باالستحقاق‪ ،‬من ذلك قرار‬
‫المجلس األعلى الصادرسنة ‪ 2010‬جاء فيه‪...":‬األحكام هي عنوان للحقيقة‪...‬ومن تم تخول‬
‫حجية هذا الحكم اعتماد نفس الدليل‪.95"...‬‬
‫وهو ما سبق تأكيده في سنوات التسعينات في قرار آخر صادر عن المجلس األعلى سنة‬
‫‪ 1995‬جاء فيه‪...":‬لألحكام حجيتها وقولها فصل فيما قضت به‪...‬وأن المشرع نظم وسائل‬
‫للطعن فيها‪ ،‬وليس من بينها الدفع بمخالفة حيثياتها للقانون‪ ،‬وعلى من يحتج بها ضده أن‬
‫يثبت طعنه فيها بالطرق القانونية‪ ،‬وأن لألحكام حجيتها سواء كانت نهائية أم ال‪.96"...‬‬

‫‪93‬ـ المصطفى الكيلة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 165:‬‬


‫‪94‬ـ عبدهللا بلمعلم‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪95‬ـ قرار عدد ‪ ،3546‬صادر بتاريخ ‪ ،2010-08-31‬ملف مدني عدد ‪ ،3886/1/1/2009‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪96‬ـ قرارعدد ‪ ،6366‬صادر بتاريخ ‪ ،1995-12-20‬في الملفين المدنيين عدد ‪93/2190‬‬
‫و‪ ،93/3449‬غير منشور‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫وهناك اتجاه قضائي مخالف لالتجاه األول ذهب إلى ضرورة إحالة الملف على محكمة‬
‫التحفيظ للبت في التعرض سواء كان مدعم بحكم قضائي نهائي أو بوثائق أخرى‪ ،‬من ذلك‬
‫قرار المجلس األعلى الصادر سنة ‪ 2004‬حيث جاء فيه‪":‬المحافظ العقاري ال يمكن أن‬
‫يقتصر على الحكم المعزز لطلب التعرض للقول برفض مطلب التحفيظ‪ ،‬وإنما يجب أن‬
‫يحيل الملف على المحكمة التي لها وحدها صالحية الفصل في كون التعرض صحيح أم‬
‫غير صحيح"‪ ،97‬كما جاء في قرار آخر للمجلس األعلى في سنة ‪ 2009‬أنه‪ ":‬ليس للمحافظ‬
‫على األمالك العقارية مناقشة األحكام الصادرة بين األطراف‪...‬وما إذا كانت تلك األحكام‬
‫لها مفعول الشيء المقضي به‪...‬إذ أن ذلك من حق المحكمة وحدها‪.98"...‬‬
‫وأمام هذا التدبدب الفقهي والقضائي فإننا نرى بأن االتجاه الفقهي والقضائي التاني هو‬
‫الجدير بالتأييد‪ ،‬وبالتالي يتعين على السيد المحافظ على األمالك العقارية أن يحيل التعرض‬
‫على محكمة التحفيظ سواء كان مدعم بحكم قضائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ أو‬
‫مدعم بوثائق أخرى‪ ،‬ألن محكمة التحفيظ هي التي لها صالحية الحكم بصحة التعرض من‬
‫عدم صحته‪ ،‬أما المحافظ العقاري ال صالحية له في مناقشة حجج المتعرض وإال فما دور‬
‫محكمة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي يبقى دوره مقتصرا على تلقي التعرضات ليس إال‪ ،‬أي له دور‬
‫الوسيط بين المتعرض ومحكمة التحفيظ وإال سيكون قد تجاوز صالحياته ودخل في‬
‫اختصاصات محكمة التحفيظ‪.‬‬
‫لكن ماذا لو لم يقم رابح دعوى االستحقاق بالتعرض على مطلب التحفيظ ومرت مسطرة‬
‫التحفيظ بدون أية تعرضات؟ هذا ما سنتطرق إليه في (الفقرة التانية)‪.‬‬

‫‪97‬ـ قرار عدد ‪ ،978‬صادر بتاريخ ‪ ،2004-03-31‬ملف مدني ‪ ،781/1/1/2003‬غير منشور‪.‬‬


‫‪98‬ـ قرار عدد ‪ ،85‬صادر بتاريخ ‪ ،2009-01-07‬ملف عدد ‪ ،07/445‬أشار إليه عبد هللا بلمعلم‪ ،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪60‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي القاضي باالستحقاق أمام‬
‫قرار المحافظ على األمالك العقارية بتأسيس الرسم العقاري‬
‫نتصور هذه الفرضية عندما ال يلجأ رابح دعوى االستحقاق إلى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪ ،‬وبالتالي إذا مرت مسطرة التحفيظ بدون أية تعرضات فإن الحكم القضائي النهائي‬
‫الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ يصبح مجرد من أية قيمة قانونية ولن يتم تفعيله ألن‬
‫الرسم العقاري الناتج عن التحفيظ يتمتع بالقوة التطهيرية وغير قابل للطعن بصريح‬
‫الفصلين ‪ 1‬و‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،99‬وبالتالي يتحول حق المحكوم له من المطالبة بحق عيني‬
‫إلى المطالبة بحق شخصي‪ ،‬أي ال يبقى له إال الحق في التعويض إن كان له محل‪ ،‬وهو ما‬
‫أكدته محكمة االستئناف بالرباط في قرار لها جاء فيه‪ ":‬صدور قرار بتحفيظ عقار في اسم‬
‫شخص يمنحه صفة مالك األرض موضوع النزاع وال أثر لألحكام القضائية فيما بعده‬
‫بخصوص حق الملكية ألن التحفيظ يطهر العقار من جميع الحقوق السابقة وال يبقى من حق‬
‫للمتضررين منه سوى اللجوء إلى المساطر الخاصة بالتعويض إن كان لها محل"‪.100‬‬
‫ومن وجهة نظرنا المتواضعة على المتضرر رابح دعوى االستحقاق أن يتحمل مسؤوليته‬
‫طبقا لقاعدة المفرط أولى بالخسارة ألن الضرر الذي لحقه كان نتيجة خطئه هو مادام أن‬
‫جميع مراحل مسطرة التحفيظ قد تمت بطريقة قانونية وسليمة‪ ،‬السيما مرحلة اإلشهار‪،‬‬
‫حيث إن المشرع أحاط مسطرة التحفيظ بعمليات إشهار واسعة‪ ،‬لدرجة أصبح بإمكان كل‬
‫من له مصلحة أن يعلم بوجود مسطرة التحفيظ عن بعد‪ ،‬من خالل خدمة اإلشهار العقاري‬
‫الرقمي التي تتيح إمكانية االطالع على جميع االعالنات التي تنشر بالجريد الرسمية‬
‫ومازالت اآلجال سارية بشأنها السيما إعالن مخلص مطلب التحفيظ واإلعالن عن انتهاء‬
‫التحديد‪ ...‬بالبوابة االلكترونية للمحافظة العقارية طبقا لمقتضيات الفصلين ‪ 18‬و ‪ 19‬من‬
‫مرسوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2018‬المتعلق بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري‬
‫والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬باالضافة إلى وسائل االشهار األخرى المعروفة والمنصوص‬
‫عليها في ظ‪.‬ت‪.‬ع كالتعليق لدى ممثل السلطة المحلية ورئيس المحكمة االبتدائية ورئيس‬
‫المجلس الجماعي‪ ،‬وعملية التحديد التي تجرى بعين المكان بحيث رغم عدم التنصيص‬
‫عليها صراحة ضمن وسائل االشهار‪ ،‬إال أن الواقع العملي أبان على أنها وسيلة جد ناجعة‬
‫إلشهار ملخص مطلب التحفيظ وذلك من خالل التجمع الذي تحدثه في عين المكان‪ ،‬حيث‬
‫إن مجرد وجود رجال الدرك الملكي أو القوات المساعدة والمهندس المساح الطبوغرافي في‬
‫مكان العقار وقيام أشخاص آخرين بعملية الحفر وإزالة األشواك إلى غير ذلك‪ ،‬من شأنه‬
‫إثارة فضول الناس خاصة وأن المغاربة معروفون بحب الفضول واالستطالع‪.‬‬
‫لذلك فإن سريان األثر التطهيري على المحكوم له‪ ،‬له ما يبرره‪ ،‬حيث إن المشرع افترض‬
‫فيه أنه قد دافع عن حقوقه عن طريق التعرض على مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫‪99‬ـ بوجمعة زفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.114:‬‬


‫‪100‬ـ قرار عدد ‪ ،8837‬صادر بتاريخ ‪ ،1998-12-30‬منشور بمجلة رسالة المحاماة‪ ،‬ماي‪،2001‬‬
‫عدد ‪ ،16‬ص‪.186:‬‬
‫‪61‬‬
‫وبالتالي عدم قيامه بذلك يفرغ الحكم القضائي النهائي القاضي باالستحقاق من محتواه‪،‬‬
‫وهذا بطبيعة الحال من شأنه المساس بالثقة في المؤسسات القضائية‪ ،‬ويطرح إشكال كبير‬
‫جدا حول مدى عدالة مسطرة التحفيظ؟‬
‫بطبيعة الحال األثر التطهيري للرسم العقاري أحيانا ال يحقق العدالة العقارية‪ ،‬ألنه كيف‬
‫يعقل أن يتم تأسيس رسم عقاري في اسم خاسر دعوى االستحقاق ورابح الدعوى يضيع منه‬
‫العقار الذي قد يساوي ماليير الدراهم‪ ،‬تصوروا معي مجرد قرار إداري بتأسيس الرسم‬
‫العقاري أقوى من حكم قضائي نهائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ مجرد من أية‬
‫قيمة قانونية‪.‬‬
‫لهذا السبب هناك من شبه قرار المحافظ بتأسيس الرسم العقاري بأخطرقرار يمكن أن‬
‫يتخد في المغرب‪،101‬وهناك من اعتبر سلطة المحافظ على األمالك العقارية بسلطات جاللة‬
‫الملك‪ ،102‬في حين أنزله البعض منزلة قرارات المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا)‪،103‬‬
‫والتي تتربع على هرمية التنظيم القضائي ببالدنا‪.‬‬
‫فخاسر دعوى االستحقاق أصبح مالكا نتيجة قرار التحفيظ ألن تلك الوثائق المستعملة في‬
‫التحفيظ أصبحت باطلة وهذا ما عبر عنه المشرع في الفصل ‪1‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع بالصيغة‬
‫التالية‪...":‬وبطالن ماعداه من الرسوم‪ ،"...‬والبطالن في ق‪.‬ت‪.‬ع يختلف عن البطالن في‬
‫القواعد العامة‪ ،‬ألن البطالن في ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬يكون منذ النشأة أو كما يقول الفقهاء‪ ":‬المعدوم‬
‫حسا كالمعدوم شرعا"‪ ،‬ويكون في حالتين‪:‬‬
‫ـ الحالة األولى‪ :‬تخلف ركن من أركان العقد‪.‬‬
‫ـ الحالة التانية‪ :‬إذا نص القانون صراحة على بطالنه‪.‬‬
‫وهذا ما أكده الفصل ‪ 306‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث نص على أنه‪ ":‬ويكون اإللتزام باطل بقوة‬
‫القانون‪:‬‬
‫‪ )4‬إذا كان ينقصه أحد األركان الالزمة لقيامه‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا قرر القانون في حالة خاصة بطالنه‪".‬‬
‫أما العقد في إطار ق‪.‬ت‪.‬ع والذي اعتمد في فتح مسطرة التحفيظ فإنه ال يصبح باطال إال‬
‫بعد تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وبالتالي يضمنه المحافظ على األمالك العقارية عبارة وثيقة‬
‫ملغاة وهو ما أكدته المادة ‪ 12‬من مرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪ 2014‬بشأن إجراءات التحفيظ‬
‫العقاري حيث نصت على أنه‪":‬عند اتخاد قرار التحفيظ‪ ،‬توضع عبارة (وثيقة ملغاة سبق‬
‫‪101‬ـ محمد شنان‪ ،‬خصوصية الرقابة القضائية على مشروعية أعمال المحافظ‪ ،‬المجلة المغربية لقانون‬
‫واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد‪ ،21‬ص‪.179 :‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ Paul decroux , "Droit foncier marocain ", Rabat , 1977, p :94.‬ـ‬
‫‪103‬ـ محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،2001‬ص‪.168 :‬‬
‫‪62‬‬
‫استعمالها في تحفيظ العقارالذي أسس له الرسم العقاري عدد‪)...‬على العقود والوثائق التي تم‬
‫االستناد إليها في إيداع مطلب التحفيظ‪ ،‬غير أنه يمكن للمحافظ تسليم صور شمسية من هذه‬
‫الوثائق بناء على طلب"‪.‬‬
‫وحتى ذلك الحكم القضائي الصادر لفائدة المتضرر من قرار التحفيظ والقاضي باالستحقاق‬
‫أصبح كأن لم يكن مادام لم يتدخل المحكوم له في مسطرة التحفيظ عن طريق التعرض‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إلى أن توجهنا حول أن الرسم العقاري أحيانا ال يحقق العدالة العقارية ال‬
‫يعني أننا من أنصار االتجاه القائل بالتوسيع من دائرة االستثناءات الواردة على قاعدة‬
‫التطهير لتشمل حالة التدليس‪ ،‬ألن هناك من انتقد قاعدة نهائية الرسم العقاري وذهب إلى‬
‫ضرورة التوسيع من دائرة االستثناء عن طريق تمكين المتضرر من قرار التحفيظ بسبب‬
‫التدليس من إمكانية المطالبة باسترجاع عقاره وليس فقط المطالبة بالتعويض‪ ،‬معتبرين‬
‫التحصين التشريعي لقرار المحافظ على االمالك العقارية من أية إمكانية للطعن هو تعدي‬
‫على ملك الغير وخروج عن مبدأ العدالة واإلنصاف‪.104‬‬
‫رغم أنه أحيانا ال يحقق عدالة التحفيظ فإن مشرع ظ‪.‬ت‪.‬ع أراد ذلك‪ ،‬وإرادته يجب أن‬
‫تحترم ألنه مبنية على فلسفة تثبيت الملكية العقارية وتحقيق مبدأ استقرار المعامالت‪،‬‬
‫وبالتالي من غير المنطقي القيام بمشروع كبير جدا‪ ،‬أي بماليير الدراهم على وضعية عقار‬
‫غير تابثة وغير مستقرة‪ ،‬وبالتالي ماهو قانوني يطوع لخدمة ماهو اقتصادي‪ ،‬وافترض في‬
‫أصحاب الحقوق أنهم قد دافعوا عن حقوقهم عن طريق آلية التعرض أو باقي اآلليات‬
‫األخرى المكرسة في الفصلين ‪ 83‬و ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫إذن في حالة اتخاد قرار التحفيظ في اسم خاسر دعوى االستحقاق‪ ،‬فإن الحكم القضائي‬
‫النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ يصبح بدون أية قيمة قانونية‪ ،‬وهذا يعطي‬
‫للمستفيد من قرار التحفيظ الحق في اللجوء إلى قاضي المستعجالت من أجل استصدار أمر‬
‫يقضي بطرد كل شخص يحتل عقاره‪.105‬‬
‫وقد سبق لمحكمة االستئناف بالرباط أن أكدت ذلك في قرار صادر عنها جاء فيه "أن‬
‫النظام العقاري المغربي ينزع كل أثر عن األحكام القضائية السابقة التي تبت في استحقاق‬
‫عقارات متنازع فيها‪ ،‬والتي أثبت التحفيظ نهائيا المالك الوحيد لها تجاه جميع أولئك الذين‬
‫ادعوا بما قد يكون لهم من حقوق فيها قبل تأسيس الرسم العقاري"‪.106‬‬

‫‪104‬ـ محمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫‪105‬ـ عبد العالي دقوقي‪ ،‬اإللغاء والتشطيب في التشريع العقاري المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬وحدة تكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2002-2001 :‬ص‪.127:‬‬
‫‪106‬ـ قرار عدد ‪ ،2698‬صادر بتاريخ ‪ ،1944-12-15‬مجموعة قرارات محكمة االستئناف بالرباط‪،‬‬
‫‪ ،1945-1944،1932-1930‬أورده عبد العالي دقوقي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.127:‬‬
‫‪63‬‬
‫وبالتالي ال يمكن لهذه األحكام الصادرة خارج نطاق مسطرة التحفيظ أن تسترجع حجيتها‬
‫بين أطراف النزاع والعمل على تنفيذها من طرف الشخص المحكوم له بواسطة مختلف‬
‫وسائل التنفيذ إال في حالة واحدة وهي حالة إلغاء مطلب التحفيظ بحيث يرجع العقار إلى‬
‫وضعيته ما قبل تقديم مطلب التحفيظ وهي وضعية العقار غير المحفظ‪ ،‬لكن ماهي القيمة‬
‫القانونية للحكم القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ أمام محكمة التحفيظ؟ هذا ما‬
‫سنتطرق إليه في (المبحث التاني)‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المبحث التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي أمام محكمة التحفيظ‬
‫وبعد تأسيس الرسم العقاري‬
‫إن المتأمل في عنوان هذا المبحث سيتضح له أن هناك فرضيتين وليس فرضية واحدة‪،‬‬
‫الفرضية األولى مرتبطة بحجية الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة‬
‫التحفيظ أمام محكمة التحفيظ‪ ،‬وهذا ما سنتطرق له في (المطلب األول)‪ ،‬أما الفرضية التانية‬
‫فهي تتعلق بمصير الحكم القضائي الصادر في دعوى التعرض على االيداع خالل مسطرة‬
‫التحفيظ وبعد تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وهذا ما سنخصص له (المطلب التاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض أمام‬
‫محكمة التحفيظ‬
‫هذه الفرضية لها ارتباط وثيق بالفرضية السابقة المتعلقة بالقيمة القانونية للحكم القضائي‬
‫الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ المدعم للتعرض أمام المحافظ على األمالك العقارية‪،‬‬
‫فهي متممة لها‪ ،‬حيث سبق وخلصنا إلى أن هذا الحكم ال يمكن أن ينهض حجة التخاد قرار‬
‫التحفيظ في اسم المتعرض وإنما يتعين على السيد المحافظ على األمالك العقارية أن يحيله‬
‫على محكمة التحفيظ‪ ،‬وبالتالي إذا أحاله يطرح اإلشكال حول حجيته أمام محكمة التحفيظ؟‬
‫بمعنى هل الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ ملزم لمحكمة‬
‫التحفيظ وبالتالي يتعين عليها أن تصدر حكم تأكيدي له‪ ،‬أم أنه ال يلزمها وبالتالي بإمكانها‬
‫استبعاده وإصدار حكم مخالف له؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني صريح يجيب عن هذا اإلشكال نجد الفقه والقضاء قد انقسم‬
‫بشأنه إلى اتجاهين مختلفين‪ ،‬نتطرق في (الفقرة األولى) إلى موقف الفقه من حجية الحكم‬
‫القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ أمام محكمة التحفيظ‪ ،‬ثم نخصص‬
‫(الفقرة التانية) إلى موقف القضاء من هذه الحجية محاولين إبداء رأينا الشخصي من ذلك‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬موقف الفقه من حجية الحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض‬
‫أمام محكمة التحفيظ‬
‫بالنسبة لموقف الفقه فقد انقسم بشأنه إلى اتجاهين مختلفين‪:‬‬
‫ـ االتجاه األول يرى أن الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ‬
‫والقاضي باالستحقاق غير ملزم لمحكمة التحفيظ وبإمكان هذه األخيرة أن تستبعده وتصدر‬
‫حكما جديدا مخالفا له‪ ،‬حيث تعتبره مجرد وثيقة رسمية عادية تخضعها للمراقبة والمناقشة‪،‬‬
‫وقد عزز موقفه بكون القواعد التي تحكم قضاء التحفيظ تختلف عن تلك التي تحكم القضاء‬
‫العادي‪ ،‬وبالتالي حسب هذا االتجاه ال يمكن للمتعرض رابح دعوى االستحقاق أن يدفع‬
‫بسبقية البت‪.107‬‬
‫ـ أما اإلتجاه التاني فيرى أن محكمة التحفيظ ملزمة باالعتراف بحجية الحكم الصادر‬
‫خارج نطاق مسطرة التحفيظ بالنظر إلى حجية األمر المقضي به المستقاة من الحكم النهائي‬
‫القاضي باالستحقاق لفائدة طالب التحفيظ أو المتعرض‪ ،108‬ويضيف أحد الباحثين إلى أنه‬
‫يجب على محكمة التحفيظ أن تصدر أحكام تأكيدية لألحكام الصادرة عن القضاء العادي‬
‫بمجرد التأكد من وحدة األطراف والموضوع والسبب تبعا لما ينص عليه الفصل ‪ 451‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع معلال رأيه بأن من شأن استبعاد الحكم القضائي القاضي باالستحقاق أن يفرغ هذا‬
‫األخير من محتواه وخلق بعض الوضعيات الشادة الناتجة بصورة أساسية عن فراغ النص‬
‫القانوني‪.109‬‬
‫وهذا ما ما أكدته إحدى الباحثات بصدد تعليقها عن اإلتجاه األول حيث ذهبت إلى أن‬
‫االتجاه القائل بأن الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ والقاضي‬
‫باالستحقاق مجرد وثيقة رسمية عادية وبالتالي باالمكان استبعاده من طرف محكمة التحفيظ‬
‫من شأنه إفراغ هذا الحكم من محتواه‪ ،‬وأن وقف تنفيذها على المصير الذي ستؤول إليه‬
‫مسطرة التحفيظ‪ ،‬سيلحق أضرارا كبيرة بالمستفيد من الحكم‪.110‬‬
‫ونفس الشيء أكده باحث آخر حيث ذهب إلى أن االتجاه األول‪ ":‬يركزعلى خصوصيات‬
‫مسطرة التحفيظ العقاري لكن ال ينبغي أن تكون هذه الخصوصيات اإلجرائية سببا في‬
‫اختالف األحكام حول جوهر الحق‪ ،‬ألن األمر ال محالة سيؤدي إلى فقدان الثقة في القضاء‪،‬‬
‫إذ ال يعقل صدور حكمين متناقضين أحدهما عن القضاء العادي واآلخر عن قضاء التحفيظ‪،‬‬

‫‪107‬‬
‫‪Leris (Pierre) : « chraà et immatriculation »RLJM , Penant , 1925-‬ـ‬
‫‪1926 , P 14-15.‬‬
‫نقل عن عبد العالي دقوقي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.128 :‬‬
‫‪108‬ـ محمد المنتصر الداودي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪109‬ـ عبد العالي دقوقي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.130 :‬‬
‫‪110‬ـ سمرة محدوب‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪66‬‬
‫له قوة أكبر من الحكم األول الذي ال يسترجع قوته إال بعد إلغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬مادام العقار‬
‫سيرجع إلى وضعيته السابقة"‪.111‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬موقف القضاء المغربي من حجية الحكم القضائي النهائي‬
‫المدعم للتعرض أمام محكمة التحفيظ‬
‫بالنسبة لموقف القضاء بدوره كان ينتصر للموقف الفقهي األول القائل بعدم االعتراف‬
‫بالحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ السيما على مستوى محاكم‬
‫الموضوع‪ ،‬حيث سبق لمحكمة االستئناف بالرباط‪ 112‬أن كرست توجها يقضي بعدم تكريس‬
‫قوة الشيء المقضي به لحكم صدر خارج مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫ويتضح أن هذا التوجه القضائي قديم جدا حيث صدر في فترة الحماية‪ ،‬وكما ال يخفى علينا‬
‫أنه في هذه الفترة كان يتم تغليب مركز طالب التحفيظ الذي كان شخصا فرنسيا من أجل‬
‫االستيالء على أكبر عدد ممكن من العقارات التي تعود لفائدة المغاربة‪.‬‬
‫وبالتالي يتم استبعاد الحكم القضائي الصادر عن القضاء العادي واعتباره مجرد وثيقة‬
‫رسمية تخضع للمراقبة والمناقشة ومن تم إمكانية اصدار حكم جديد مخالف له يخدم مصلحة‬
‫المعمر الفرنسي‪ ،‬لهذا السبب أصبحت محكمة النقض تتبنى اتجاه قضائي حديث يذهب نحو‬
‫تكريس حجية األحكام القضائية الصادرة خارج نطاق مسطرة التحفيظ واإلعتداد بها‪،‬‬
‫شريطة أن يكون الحكم قد صدر بشأن دعوى استحقاقية وليست حيازية‪ ،‬ألن قاضي الحيازة‬
‫ال يبت في جوهر الحق وإنما يبت في ظاهر الحال‪ ،‬وأن تتأكد محكمة التحفيظ من وحدة‬
‫الموضوع والسبب واألطراف استنادا إلى الفصل ‪ 451‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وهذا ما أكده المجلس‬
‫األعلى في قرار له صادر سنة ‪ 2001‬جاء فيه‪...":‬فإنه بمقتضى الفصلين ‪ 450‬و ‪452‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع فإن األحكام الحائزة لقوة األمر المقضي به‪ ،‬تعتبر عنوانا للحقيقة‪ ،‬وقرينة على‬
‫صحة ما فصلت فيه‪ ،‬فال يجوز قبول دليل ينقضها‪ ،...‬وأن المجلس األعلى سبق له أن حسم‬
‫بمقتضى قراره‪...‬بشأن موضوع الدعوى الحالية بأنها استحقاقية وليس حيازية"‪.113‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن المجلس األعلى وإن كان قد أكد على أن االحكام الصادرة عن القضاء‬
‫العادي لها قوة األمر المقضي به‪ ،‬وال يجوز قبول دليل آخر ينقضها‪ ،‬فإنه بالمقابل اقتصر‬
‫على الحكم الصادر في الدعوى االستحقاقية فقط‪ ،‬مما يستنتج بمفهوم المخالفة‪ ،‬أن الحكم‬
‫الصادر في دعوى الحيازة ال يلزم محكمة التحفيظ‪ ،‬وبإمكان هذه األخيرة أن تستبعده عند‬
‫النظر في النزاع‪ ،‬لكونها غير مفيدة في إثبات االستحقاق‪ ،‬وإنما تهدف إلى حماية الوضع‬
‫الظاهر فقط وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬وال أثر لها على أصل الحق‪ ،‬وهذا ما أكدته‬

‫‪111‬ـ عادل صبير‪ ،‬م س‪.49 ،‬‬


‫‪112‬ـ قرار محكمة اإلستئناف بالرباط‪ ،‬صادر بتاريخ ‪( ،1923-03-07‬لم تتم اإلشارة إلى باقي بياناته)‪،‬‬
‫أشار إليه عبد العالي دقوقي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.128 :‬‬
‫‪113‬ـ قرار عدد ‪ ،1002‬صادر بتاريخ ‪ ،2001-3-20‬ملف عدد ‪ ،01/1019‬أشار إليه بوجمعة زفو‪،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪.119 :‬‬
‫‪67‬‬
‫محكمة النقض في قرارها الصادر سنة ‪ 2013‬حيث جاء فيه‪ ...":‬لكن ردا على السببين‬
‫أعاله لتداخلهما‪...‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لم تعتمد فقط كون محضر التنفيذ‬
‫عدد ‪ 91/331‬فقد حجيته بإنجاز محضر تنفيذ جديد تحت عدد ‪ 93/25‬بتاريخ ‪97-10-‬‬
‫‪ ،27‬وإنما اعتمدت وباألساس على كون األحكام الجنحية تحمي الحيازة وال تثبت الملك‪،‬‬
‫وفي ذلك جواب ضمني على أنه ال أثر لما تمسك به الطاعنون من إقرار لطالب التحفيظ في‬
‫محضر المعاينة بأن تلك األحكام تخص المدعى فيه‪.114"...‬‬
‫وهذا ما سبق تأكيده أيضا في قرار صادر عن المجلس األعلى سنة ‪ 2004‬جاء‬
‫فيه‪...":‬لكن ردا على الوسيلتين معا لتداخلهما‪ ،‬فإنه خالفا لما تدعيه الطاعنة‪ ،‬فإن الحكم‬
‫اإلبتدائي والقرار االستئنافي المستدل بهما من المتعرضين والمشار إليهما أعاله صادران‬
‫في دعوى استحقاقية وليس في دعوى حيازية‪ ،‬ولذلك فإن القرار المطعون فيه حين علل‬
‫قضاءه بأن المستأنف عليهم استحقوا بموجب الحكم المدلى به مساحة محددة في ثمانية‬
‫خداديم‪ ،‬وأن المستأنفة اشترت مساحة معينة في هكتار ونصف‪ ،...‬وأن الخبير عبد الكبير‬
‫البخاري توصل إلى أن المستأنفة تحوز ‪ 28412‬مترا مربعا أي ما يفوق المساحة التي‬
‫اشترتها بكثير‪ ،‬وأنه بتأييد القرار المطعون فيه للحكم االبتدائي‪ ،...‬وحيث أنه نتيجة لما ذكر‬
‫كله‪ ،‬يكون القرار المطعون فيه قد اعتمد في قضائه على حكم قضى باستحقاق المتعرضين‬
‫للجزء المتعرض عليه‪ ،...‬فجاء بذلك معلال بما يكفي وغير خارق ألية قاعدة مسطرية‬
‫والوسيلتان معا بالتالي غير جديرتين باالعتبار"‪.115‬‬
‫وجدير بالذكر إلى أن القضاء المغربي اشترط بدوره كما هو الشأن بالنسبة للفقه‪ ،‬ضرورة‬
‫أن ينصب الحكم القاضي باالستحقاق الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ على نفس العقار‬
‫المراد تحفيظه أو ما يعبر عنه تشريعيا بوحدة الموضوع‪ ،‬وهو ما تم تأكيده من قبل المجلس‬
‫األعلى في قرار له صادر سنة ‪ 2007‬جاء فيه بأنه‪...":‬ال مجال لالستدالل بقرار سابق‬
‫يتعلق بتعرض على الملكية المذكورة على عقار آخر الختالف الموضوع بين النزاع السابق‬
‫والنزاع الحالي"‪.116‬‬
‫فهذا القرار يستشف منه أن قوة الشيء المقضي به ملزمة لمحكمة التحفيظ ضمنيا إذا ما‬
‫توفر شرط وحدة الموضوع إلى جانب وحدة السبب واألطراف‪.‬‬
‫بالنسبة لوحدة األطراف فقد جاء في قرارآخر للمجلس األعلى في سنة ‪ 2006‬أنه‪":‬لكن‬
‫ردا على السبب أعاله‪ ،‬فإن المتعرض في مادة التحفيظ هو المطالب ببينة ما يدعي استحقاقه‬
‫تجاه طالب التحفيظ‪ ،‬وأن الطاعنين إنما يستندون في تعرضهم على الحكم عدد ‪74/409‬‬
‫ومحضر تنفيذه‪ ،‬وأنه يتجلى من مستندات الملف أن المطلوب في النقض ليس طرفا في‬

‫‪114‬ـ قرار عدد ‪ ،1/34‬صادر بتاريخ ‪ ،2013-1-22‬ملف مدني عدد ‪ ،2012/1/1/3443‬أورده عادل‬
‫صبير‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ 51 :‬و‪.52‬‬
‫‪115‬ـ قرار عدد ‪ ،20‬صادر بتاريخ ‪ ،2004-1-7‬ملف مدني عدد ‪ ،2003/1/1/2651‬غير منشور‪.‬‬
‫‪116‬ـ قرار عدد ‪ ،3572‬صادر بتاريخ ‪ ،2007-10-31‬ملف مدني عدد ‪ ،2006/1/1/4481‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫الحكم المذكور هو وال سلفه وال البائع لهذا األخير‪ ،...‬ولذلك فإن القرار المطعون فيه حين‬
‫علل قضاءه بأن المستأنفين بوصفهم متعرضين على مطلب التحفيظ لم يثبتوا حقهم فيه‬
‫بمقبول منتج في اإلثبات‪ ،‬ذلك أن الحكم عدد ‪ 74/409‬ليس بحجة على المستأنف‬
‫عليه‪...‬والبائع لهذا األخير‪ ،‬حيث أن هؤالء جميعهم ليسوا طرفا في الحكم المذكور‪،‬‬
‫وتصرفاتهم سابقة على تاريخ صدوره‪ ،‬وبالتالي فال ينتج شيئا بحقهم‪ ،‬وأن مقتضى الفصل‬
‫‪ 451‬من قانون االلتزامات والعقود بخصوص نفاد الحكم على الخلف أن تكون مخاصمة‬
‫السلف سبقت الواقعة أو التصرف الناشئ فيها صفة الخلف وليس العكس‪ ،...‬فإنه نتيجة لما‬
‫ذكر كله يكون القرار مرتكزا على أساس قانوني ومعلال تعليال كافيا والسبب بالتالي غير‬
‫جدير باالعتبار"‪.117‬‬
‫ويستشف من هذا القرار أنه ال يكون الحكم الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ القاضي‬
‫باالستحقاق ملزم لمحكمة التحفيظ إذا كان قد صدر في مواجهة شخص آخر غير طالب‬
‫التحفيظ‪ ،‬بل البد أن يتعلق بنفس األطراف أي طالب التحفيظ والمتعرض وهما المدعي‬
‫والمدعى عليه في دعوى االستحقاق حتى يكون ملزم لمحكمة التحفيظ‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه جاء في قرارحديث لمحكمة النقض صادر في سنة ‪ 2014‬أنه‪...":‬لكن‬
‫ردا على الوسيلة أعاله‪...‬وأنه ولئن كانت الدعوى الحالية تتعلق بالتعرض على التحفيظ‪،‬‬
‫فإنها والدعوى التي صدر فيها القرار عدد ‪ 3755‬تعتبران معا دعويين استحقاقيتين وأنه‬
‫يتجلى من مذكرتها المدلى بها ابتدائيا بتاريخ ‪ 2010-05-04‬أنها تقر بكون العقار الذي‬
‫صدربشأنه الحكم المستدل به من قبلها هو نفسه العقار موضوع النزاع الحالي‪ ،‬وأن القرار‬
‫لم يعتمد ال حيازة المطلوب وال حججه المدلى بها بملف المطلب وإنما اعتمد وباألساس‬
‫سبقية الفصل في النزاع بين الطرفين‪ ،‬ولذلك ولما للمحكمة من سلطة في تقييم األدلة‬
‫واستخالص قضائها منها فإنها حين عللت قضاءها بأنه‪... »:‬فإن من بين ما دفع به‬
‫المستأنف عليه في مذكرته المؤرخة في ‪ 2012-04-23‬هو أن العقار موضوع مطلب‬
‫التحفيظ كان محل دعوى االستحقاق بينه وبين المتعرضة‪ ،‬وأن محكمة االستئناف قضت‬
‫باستحقاقه له بمقتضى القرار عدد عدد ‪ 3755‬الصادر بتاريخ ‪ 2003-12-22‬وأنه‬
‫باالطالع على القرار المذكور تبين أنه يتعلق باستئناف الحكم االبتدائي الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1992-02-24‬في الملف عدد ‪ 91/1794‬والذي أشارت إليه المستأنفة في مذكرتها‬
‫المقدمة ابتدائيا والمؤرخة في ‪ ،2010-05-04‬والتي أوضحت فيها أنه سبق لها أن تقدمت‬
‫بدعوى في مواجهة المستأنف عليه بسبب تراميه على العقار موضوع مطلب التحفيظ‪،‬‬
‫انتهت بعدم قبول الدعوى‪ ،‬وأنه يستفاد من القرار المذكور أنه بعد عدة مساطر قضائية بين‬
‫المستأنفة والمستأنف عليه أدى هذا األخير ومن معه في القرار المذكور اليمين على المدعى‬
‫فيه حوزه وملكه وال شيئ فيه للمستأنفة‪ ،‬وأن النزاع قد حسم‪ ،‬وأن المستأنفة لم تعقب على‬
‫القرار االستئنافي المذكور مع أنه صدر ضدها عندما حسم في ملكية العقار واستحقه طالب‬
‫التحفيظ بعد أدائه اليمين‪ ،‬وأمام صدور قرار نهائي له حجيته القانونية فيما تضمنه‪ ،‬يكون‬
‫التعرض غير مبني على أساس بغض النظر عما أدلت به المستأنفة من حجج وما قام به‬

‫‪117‬ـ قرار عدد ‪ ،2778‬صادر بتاريخ ‪ ،2006-9-27‬ملف مدني عدد‪ ،2005/1/1/2156‬غير منشور‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫الخبيران في تقريرهما « ‪ ،‬فإنه نتيجة لكل ما ذكر يكون القرار مرتكزا على أساس قانوني‬
‫والسبب بالتالي غير جدير باالعتبار"‪.118‬‬
‫إذن التوجه الحالي لمحكمة النقض هو أن قوة الشيء المقضي به ملزمة لمحكمة التحفيظ‬
‫وبالتالي كلما كان هناك حكم صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ وبت في دعوى استحقاقية‬
‫تعين على محكمة التحفيظ أن تأخد به بعد تأكدها من وحدة األطراف والموضوع والسبب‬
‫استنادا إلى الفصل ‪ 451‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ 119‬وإصدار حكم تأكيدي لهذا الحكم الصادر عن‬
‫القضاء العادي تفاديا لصدور حكمين متناقضين وإفراغ الحكم األول من محتواه‪.‬‬
‫ومن وجهة نظرنا المتواضعة هو توجه جدير بالتأييد ألنه يعاقب طالب التحفيظ خاسر‬
‫دعوى االستحقاق بنقيض قصده‪ ،‬حيث أحيانا قد يكون الحكم القاضي باالستحقاق صادر قبل‬
‫إيداع مطلب التحفيظ‪ ،‬ويعمد خاسر الدعوى إلى تقديم مطلب التحفيظ هروبا من قوة الشيء‬
‫المقضي به ومواجهة رابح دعوى االستحقاق باألثر التطهيري للرسم العقاري إن لم‬
‫يتعرض على مطلب التحفيظ وبالتالي إفراغ الحكم القضائي النهائي من محتواه كما رأينا‬
‫سابقا‪ ،‬إال أنه تحقيقا للتوازن في الحماية بين األطراف‪ ،‬يستحسن عدم األخد بقوة الشيء‬
‫المقضي به على إطالقها‪ ،‬حيث يتعين على محكمة التحفيظ استبعاد الحكم القاضي‬
‫باالستحقاق والصادر عن القضاء العادي كلما ظهرت معطيات جديدة غيرت من مضمونه‪،‬‬
‫والبت من جديد وفق هذه المعطيات الجديدة‪ ،‬كأن يدلي أحد طرفي النزاع بحكم جنحي يثبت‬
‫زورية وثيقة اعتمد عليها في دعوى االستحقاق‪ ،‬وفي هذه الحالة إذا قلنا بأن قوة الشيء‬
‫المقضي به ملزمة لمحكمة التحفيظ وحكمت بصحة التعرض‪ ،‬فإن السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية قد يتخد بناء على هذا الحكم قرار التحفيظ وبالتالي ينتج عنه تأسيس رسم‬
‫عقاري له قوة تطهيرية وال يبقى للمتضرر من هذا القرار إال الحق في التعويض في حالة‬
‫التدليس طبقا للفصل ‪ 64‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.120‬‬

‫‪118‬ـ قرار عدد ‪ ،8/37‬صادر بتاريخ ‪ ،2014-01-28‬في الملف المدني عدد ‪،2013/8/1/3443‬‬
‫أورده عادل صبير‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ 50:‬و ‪.51‬‬
‫‪119‬ـ ينص الفصل ‪ 451‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪ ":‬قوة الشيء المقضي به ال تثبت إال لمنطوق الحكم‪ ،‬وال‬
‫تقوم إال بالنسبة إلى ما جاء فيه أو ما يعتبر نتيجة حتمية ومباشرة له‪ ،‬ويلزم‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون الشيء المطلوب هو نفس ما سبق طلبه‪.‬‬
‫‪ )2‬أن تؤسس الدعوى على نفس السبب‪.‬‬
‫‪ )3‬أن تكون الدعوى قائمة بين نفس الخصوم ومرفوعة منهم وعليهم بنفس الصفة‪.‬‬
‫ويعتبر في حكم الخصوم الذين كانوا أطرافا في الدعوى وورثتهم وخالفاؤهم حين يباشرون حقوق‬
‫من انتقلت إليهم باستثناء حالة التدليس والتواطؤ"‪.‬‬
‫‪120‬ـ ينص الفصل ‪ 64‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع على أنه‪":‬ال يمكن إقامة أي دعوى في العقار بسبب حق وقع‬
‫اإلضرار به من جراء التحفيظ‪.‬‬
‫يمكن للمتضررين في حالة التدليس فقط أن يقيموا على مرتكب التدليس دعوى شخصية بأداء‬
‫التعويضات‪.‬‬
‫في حالة إعسار المدلس تؤدى التعويضات من صندوق التأمينات المحدث بمقتضى الفصل ‪ 100‬من هذا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫إذن محكمة التحفيظ ليست مغلولة اليد بخصوص قوة الشيء المقضي به‪ ،‬وبالتالي كلما‬
‫ظهرت معطيات جديدة غيرت من نتيجة الحكم السابق‪ ،‬تعين عليها أن تبت من جديد وفق‬
‫هذه المعطيات الجديدة تحقيقا للتوازن في الحماية بين طرفي النزاع‪.‬‬
‫هذا إذن بخصوص القيمة القانونية للحكم القضائي القاضي باالستحقاق أمام محكمة‬
‫التحفيظ‪ ،‬فماذا عن القيمة القانونية للحكم القضائي الصادر في دعوى التعرض على اإليداع‬
‫خالل مسطرة التحفيظ وبعد تأسيس الرسم العقاري؟‬
‫هذا ما سيكون موضوع (المطلب التاني)‪.‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر في دعوى‬
‫التعرض على اإليداع خالل مسطرة التحفيظ وبعد تأسيس الرسم العقاري‬
‫إن المتأمل في عنوان هذا المطلب‪ ،‬سيتضح له أن هناك فرضيتين‪ ،‬فرضية القيمة القانونية‬
‫للحكم القضائي الصادر في دعوى التعرض على االيداع والمودع في إطار الفصل ‪ 84‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع خالل مسطرة التحفيظ‪ ،‬وهو ما سنتطرق له في (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم فرضية قيمته‬
‫القانونية بعد تأسيس الرسم العقاري‪ ،‬وهو ما سنتطرق له في (الفقرة التانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع خالل مسطرة التحفيظ‬
‫كما هو معلوم ليس ضروريا أن تنتهي مسطرة التحفيظ بتأسيس الرسم العقاري في اسم‬
‫مقدم طلب التحفيظ‪ ،‬ألن تحفيظ العقار ليس نتيجة حتمية تفضي إليها اإلجراءات المسطرية‪،‬‬
‫بل إن مآل المطلب يكون رهينا بتالزم شرطان أساسيان‪ :‬سالمة اإلجراءات وصحة‬
‫السندات والعقود‪ ،121‬مما يعني أن الحق المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يبقى‬
‫معلقا على شرط اتخاد قرار التحفيظ في اسم طالب التحفيظ‪ ،‬بحيث إذا تم تأسيس الرسم‬
‫العقاري ال تتأثر حقوق المودع في إطار الفصل المذكورألنه يتم تقييد الحق المودع كتقييد‬
‫مصاحب في الرتبة التي عينت له‪ ،‬أما إذا لم تنتهي بتأسيس الرسم العقاري عن طريق‬
‫اعتراض مسطرة التحفيظ بعض العوارض‪ ،‬فإن حقوق المودع تتأثر بشكل سلبي‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه العوارض نجد حالة إلغاء مطلب التحفيظ ورفض مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫ومن أجل التنبيه فإن إلغاء مطلب التحفيظ ليس هو رفض مطلب التحفيظ‪ ،‬ثم إن رفض‬
‫مطلب التحفيظ ليس هو رفض إدراج مطلب التحفيظ‪ ،‬فهذه مصطلحات جد دقيقة في‬
‫مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫‪121‬ـ عبد اإلله المرابط‪ ،‬التمييز بين رفض التحفيظ وإلغاء المطالب في قانون التحفيظ العقاري‪ ،‬سلسلة‬
‫األنظمة والمنازعات العقارية تحت عنوان نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،2012 ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪71‬‬
‫رفض مطلب التحفيظ ورفض إدراج مطلب التحفيظ كالهما قرارين يتخدهما السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية بشأن مطلب التحفيظ‪ ،‬إال أنه بينهما اختالفات مهمة من حيث‬
‫وقت اتخاذهما و اآلثار المترتبة عليهما‪.‬‬
‫بالنسبة لرفض إدارج مطلب التحفيظ معناه أن السيد المحافظ على األمالك العقارية لم يقبله‬
‫منذ البداية‪ ،‬أي يكون قبل استخالص وجيبات المحافظات العقارية والبدء في مسطرة‬
‫التحفيظ بحيث لم يصبح طلب التحفيظ عبارة عن مطلب للتحفيظ وكلمة مطلب نستعملها‬
‫عندما تعطى لمقدم الطلب صفة طالب التحفيظ لذلك فإن قرار رفض إدراج مطلب التحفيظ‬
‫هو نفسه قرار رفض طلب التحفيظ ‪ ،‬ويترتب عن هذا القرار‪:‬‬
‫ـ استدعاء صاحب الطلب قصد سحب الوثائق المودعة من طرفه‬
‫ـ الطعن في هذا القرار يكون أمام المحكمة اإلدارية تطبيقا لقاعدة كل قرار لم يشر بشأنه‬
‫إلى المحكمة االبتدائية للطعن فيه‪ ،‬يبقى قرار إداري قابل للطعن أمام المحكمة اإلدارية‪،‬‬
‫وهو ما أكدته محكمة النقض في آخر قرار لها حيث ذهبت إلى أن قرار المحافظ برفض‬
‫إدراج مطلب التحفيظ هو قرار إداري قابل للطعن أمام المحكمة اإلدارية على اعتبار أن‬
‫الفصل ‪ 37‬مكررمن ظ‪.‬ت‪.‬ع حدد نطاق ما يدخل في اختصاص القضاء العادي في رفض‬
‫مطلب التحفيظ ليس إال‪.122‬‬
‫أما بالنسبة لقرار رفض مطلب التحفيظ معناه أن السيد المحافظ على األمالك العقارية قبل‬
‫طلب التحفيظ ولم يعد مجرد طلب‪ ،‬واكتسب مقدمه صفة طالب التحفيظ‪ ،‬وبالتالي تم التأشير‬
‫عليه بهذف استخالص عنه وجيبات المحافظة العقارية كما هي محددة في مرسوم ‪18‬‬
‫يوليوز ‪ 2016‬وأعطي له رقم ترتيبي خاص به يسمى رقم مطلب التحفيظ‪ ،‬وانطلقت بشأنه‬
‫إجراءات مسطرة التحفيظ من وضع ملخص مطلب التحفيظ وشهره ( عن طريق نشره‬
‫بالجريدة الرسمية والموقع اإلشهاري الذي تعتمده الوكالة في بوابتها اإللكترونية‪ ،‬ثم التعليق‬
‫لدى الجهات الثالث‪ :‬المحكمة اإلبتدائية‪ ،‬الجماعة‪ ،‬القيادة) وتحديده‪ ،‬وفتح آجال التعرضات‬
‫بشأنه‪ ،‬وبعد انصرام آجال التعرضات يتخد المحافظ قرار رفض مطلب التحفيظ‪ ،‬بمعنى‬
‫قرار رفض مطلب التحفيظ يتخد عندما تكون مسطرة التحفيظ على وشك اإلنتهاء‪ ،‬وحاالته‬
‫تستشف من مفهوم المخالفة للفصل ‪ 30‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وهي حالتين‪ :‬إما عدم شرعية الطلب‬
‫وإما عدم كفاية الحجج المدلى بها‪ ،‬ويترتب عن قرار رفض مطلب التحفيظ ‪:‬‬
‫‪ )4‬استدعاء طالب التحفيظ من أجل سحب الوثائق المودعة من طرفه‪.‬‬
‫‪ )2‬محو آثار التحديد عمال بالفصل ‪ 38‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نص على أنه‪ ":‬في‬
‫حالة رفض مطلب التحفيظ ألي سبب كان وفي أي مرحلة من مراحل المسطرة‬

‫‪122‬ـ عمر أزوكار‪ ،‬أهم قرارات محكمة النقض الصادرة سنة ‪ 2017‬بشأن مسطرة التحفيظ‪ ،‬محاضرة‬
‫ألقيت على طلبة كلية الحقوق سلوان بالناظور سنة ‪ ،2018‬منشورة بالموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪ ،www.youtube.com‬تاريخ االطالع يوم ‪ ،2020-07-20‬الساعة ‪.21h:30min‬‬
‫‪72‬‬
‫يكون التحديد الغيا‪ ،‬ويلزم طالب التحفيظ بمحو آثاره‪ .‬وإن لم يستجب بعد إنذار‬
‫يوجه إليه‪ ،‬فإن ذلك المحو يباشرعلى نفقته ولو استلزم األمر تسخير القوة العمومية‪.‬‬
‫يستدعي المحافظ على األمالك العقارية االطراف لسحب الوثائق المودعة من‬
‫طرفهم بعد التحقق من هويتهم‪.‬‬
‫تتخد نفس اإلجراءات في حالة رفض جزئي‪ ،‬بالنسبة ألجزاء العقار التي أخرجت‬
‫من التحفيظ ويصحح التحديد وفقا لهذا اإلخراج‪.‬‬
‫إن رفض مطلب التحفيظ كال أو بعضا من شأنه أن يرد طالب التحفيظ وجميع‬
‫المعنيين باألمر بالنسبة لكل العقار أو أجزائه المخرجة إلى الوضع الذي كانوا عليه‬
‫قبل الطلب‪ ،‬غير أن األحكام الصادرة في شأن التعرضات يكون لها فيما بين‬
‫األطراف قوة الشيء المقضي به"‪.‬‬
‫ومن خالل نص الفصل ‪ 38‬أعاله يتضح لنا أن المشرع يؤكد لنا أن رفض مطلب‬
‫التحفيظ يكون بعد قبول وفي أي مرحلة من مراحل المسطرة ومن شأن ذلك إرجاع‬
‫طالب التحفيظ إلى الوضع ما قبل تقديم الطلب‪.‬‬
‫‪)3‬الطعن في قرار رفض مطلب التحفيظ يكون أمام القضاء العادي وهو ما نص‬
‫عليه المشرع بشكل صريح في الفصل ‪ 37‬مكرر من ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث جاء فيه‪":‬يجب‬
‫على المحافظ على األمالك العقارية في جميع الحاالت التي يرفض فيها طلبا للتحفيظ‬
‫أن يعلل قراره ويبلغه لطالب التحفيظ‪.‬‬
‫يكون هذا القرار قابال للطعن أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في‬
‫االستئناف وتكون القرارات االستينافية قابلة للطعن بالنقض"‪.‬‬
‫وهنا يتضح لنا أنه إذا كان قرار رفض إدراج مطلب التحفيظ أو رفض طلب التحفيظ قابل‬
‫للطعن فيه أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬فإن قرار رفض مطلب التحفيظ أو رفض التحفيظ قابل‬
‫للطعن أمام المحكمة االبتدائية التي يقع العقار بدائرتها‪ ،‬غير أن ماال نتفق معه هو أن‬
‫المشرع استعمل في الفصل ‪ 37‬مكرر أعاله عبارة "رفض طلب التحفيظ"‪ ،‬والحال أنه كان‬
‫عليه أن يستعمل "رفض مطلب التحفيظ"‪ ،‬ألن المطلب كما سبق وأوضحنا يكون بعد‬
‫القبول‪ ،‬والطلب يكون قبل القبول‪.‬‬
‫وبناء على هذه التفرقة بين رفض إدراج مطلب التحفيظ ورفض مطلب التحفيظ يتضح لنا‬
‫أن ما يهمنا هو رفض مطلب التحفيظ ألنه ال يمكن الحديث عن اإليداع في إطار الفصل‬
‫‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع إال إذا كان العقار قد فتحت بشأنه مسطرة للتحفيظ‪ ،‬ويهمنا أيضا قرار إلغاء‬
‫مطلب التحفيظ‪ ،‬ألن هذا األخير بدوره يكون بعد قبول إدراج مطلب التحفيظ‪،‬إال أن طالب‬
‫التحفيظ لم يقم ببعض اإلجراءات الشكلية التي يستوجبها التحفيظ‪ ،‬ويكون في أربع حاالت‪،‬‬
‫ثالثة حاالت تضمنها الفصل ‪ 23‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وحالة واحدة تضمنها الفصل ‪ 50‬من نفس‬
‫القانون‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ )4‬عدم حضور طالب التحفيظ أو من ينوب عنه بوكالة صحيحة عملية‬
‫التحديد‬
‫‪ )2‬عدم قيام طالب التحفيظ أو من ينوب عنه بوكالة صحيحة بما يلزم‬
‫إلنجاز عملية التحديد‪ ،‬كعدم إحضاره األنصاب أو الصباغة الحمراء أو‬
‫الساللم بالنسبة لألماكن العالية‪ ...‬عموما كل ما يلزم إلنجاز العملية‪.‬‬
‫هاتين الحالتين منصوص عليهما في الفقرة األولى من الفصل ‪ 23‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع حيث نصت على أنه‪":‬دون المساس بأحكام الفصل ‪ 6‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬إذا نص المحضر على تغيب طالب التحفيظ أو من ينوب عنه أو‬
‫على عدم قيامه بما يلزم إلجراء عملية التحديد‪ ،‬فإن مطلب التحفيظ يعتبر‬
‫الغيا وكأن لم يكن إذا لم يدل بعذر مقبول داخل أجل شهر من تاريخ توصله‬
‫باإلنذار"‪.‬‬
‫فالمحافظ على األمالك العقارية بمجرد توصله بمحضر التحديد الذي يثبت‬
‫تغيب طالب التحفيظ أو من ينوب عنه أو عدم قيامه بما يلزم إلجراء عملية‬
‫التحديد يتعين عليه اتباع اإلجراءات التالية‪:123‬‬
‫‪ ‬توجيه إنذار مع إشعار بالتوصل إلى طالب التحفيظ أو من‬
‫ينوب عنه بواسطة كل وسائل التبليغ المتاحة وذلك من أجل بيان‬
‫األسباب التي حالت دون حضوره عملية التحديد أو عدم قيامه بما‬
‫يلزم إلجرائها‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه طالب التحفيظ في اإلنذار المذكور إلى أنه في حالة عدم‬
‫تقديم طلب إجراء عملية التحديد وأداء وجيبات المحافظة العقارية‬
‫المتعلقة به داخل أجل شهر من يوم تبليغه‪ ،‬سيتم إلغاء مطلب التحفيظ‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 23‬المذكور‪.‬‬
‫‪)3‬تعذر إنجاز عملية التحديد لمرتين متتاليتين بسبب نزاع حول‬
‫الملك(الفقرة التانية من الفصل ‪ 23‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪)4‬عدم قيام طالب التحفيظ بأي إجراء لمتابعة مسطرة التحفيظ‪ ،‬كأن‬
‫يكون مثال الملف قد أرسل للمحكمة من أجل البت في التعرضات وأعيد‬
‫إلى المحافظة العقارية ولكن تنقصه بعض الوثائق كشهادة بعدم الطعن‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة ينذر طالب التحفيظ قصد متابعة مسطرة التحفيظ وإذا لم‬
‫يستجب يتم داخل أجل ثالثة أشهر من يوم تبليغه إلغاء مطلب التحفيظ‪،‬‬
‫وهذه الحالة أوردها المشرع في الفصل ‪ 50‬من هذا القانون‪.‬‬

‫‪123‬ـ دورية السيد المحافظ العام موجهة إلى السادة المحافظين على االمالك العقارية والسادة المحافظين‬
‫المكلفين بالتحفيظ‪ ،‬عدد ‪ ،401‬مؤرخة في ‪ 26‬نونبر ‪.2014‬‬
‫‪74‬‬
‫وبالتالي إذا تحققت حالة من حاالت اإللغاء المشار إليها أعاله فإن السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية يلغي مطلب التحفيظ وبالتبعية يتم التشطيب على الحقوق المودعة في إطار‬
‫الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬أي يصبح الحكم القضائي المودع في إطار الفصل المذكور مجرد‬
‫من أي قيمة قانونية‪ ،‬وكأن المودع يبقى تحت رحمة طالب التحفيظ مادام بمقدوره تعطيل‬
‫مطلب التحفيظ بإرغام المحافظ على اتخاد قرار اإللغاء وهو ما يؤثر بشكل سلبي على‬
‫اإليداعات سواء تعلق األمر بحكم قضائي أو غيره‪ ،‬ويؤثر حتى على مستجد المادة ‪165‬‬
‫من م‪.‬ح‪.‬ع التي أجازت الرهن الرسمي على العقار في طور التحفيظ األمر الذي يجعل‬
‫المؤسسات البنكية تحجم عن تقديم قروض عقارية على مجرد مطالب التحفيظ في العقارات‬
‫في طور التحفيظ لغياب عنصر األمان وتهربا من المعامالت المشكوك فيها‪.124‬‬
‫فإذا تم إلغاء مطلب التحفيظ تلغى الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫بالتبعية‪ ،‬ألن حقوق المودع مرتبطة بمصير مطلب التحفيظ إعماال لقاعدة الفرع يتبع األصل‬
‫ويأخد حكمه‪ ،‬حيث إن المودع فرع وطالب التحفيظ أصل‪ ،‬وبالتالي ال يحق للمودع أو‬
‫المستفيد من الحكم القضائي المودع في إطار الفصل ‪ 84‬السابق الذكر والمشطب عليه تبعا‬
‫إللغاء مطلب التحفيظ أن يطعن في قرار اإللغاء‪ ،‬ألن ليس له صفة طالب التحفيظ‪.125‬‬
‫فالذي يحق له الطعن في قرار إلغاء مطلب التحفيظ هو طالب التحفيظ‪ ،‬وذلك أمام المحكمة‬
‫اإلدارية إعماال لقاعدة كل قرار صادر عن المحافظ على األمالك العقارية لم يشر إليه بنص‬
‫صريح إلى المحكمة اإلبتدائية يبقى قرار إداري قابل للطعن فيه أمام الجهة اإلدارية‬
‫المختصة استنادا إلى الفصل ‪ 118‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬الذي يعد أسمى‬
‫قانون في بالدنا‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض في آخر قرار لها صادر في سنة ‪2017‬‬
‫جاء فيه‪":‬قرار رفض مطلب التحفيظ يطعن فيه أمام االبتدائية طبقا لمقتضيات الفصل ‪37‬‬
‫مكرر من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬أما قرار إلغاء مطلب التحفيظ المتخد في إطار الفصلين‬
‫‪ 23‬و‪ 50‬من نفس القانون والذي لم يشر بشأنه إلى الجهة المختصة للطعن فيه‪ ،‬فيطعن فيه‬
‫أمام المحكمة اإلدارية"‪.126‬‬
‫إذا كان ال يحق للمودع أن يطعن في قرار إلغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬فهل يمكن له أن يتجنب‬
‫األثر السلبي لهذا اإللغاء على حقوقه؟‬
‫بخصوص اإلجابة عن هذا اإلشكال‪ ،‬يرى أحد الباحثين أنه بإمكان المودع أن يتجنب األثر‬
‫السلبي إللغاء المطلب‪ ،‬بتقديم مطلب تحفيظ جديد‪ ،‬ويبرر رأيه أن األحكام الصادرة هي‬

‫‪124‬ـ فيصل الحجيوي‪ ،‬الرهن الرسمي المنصب على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2013-2012:‬ص‪.47 :‬‬
‫‪125‬ـ خير الدين الطاوس‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪141:‬‬
‫‪126‬ـ قرار عدد ‪ ،8/667‬صادر بتاريخ ‪ ،2017-12-19‬في الملف عدد ‪ ،2016/8/1/1977‬منشور‬
‫بالموقع اإللكتروني‪ ،www .mahkamty.com:‬تاريخ الولوج‪ ،2020-05-31 :‬على الساعة‬
‫‪.11H44MIN‬‬
‫‪75‬‬
‫وسيلة إلثبات حق الملكية ووثائق يتم اإلعتماد عليها إليداع المطلب‪ ،‬ويضيف الباحث أن‬
‫الرقابة التي يمارسها المحافظ من الناحية العملية تبقى محدودة في هذا اإلطار‪ ،‬ليس من‬
‫شأنها أن تمكنه من معرفة أن العقار الذي يطلب تحفيظه سبق إلغاؤه بسبب عدم استكمال‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وحتى إذا تمكن من ذلك‪ ،‬فإن الوثائق التي يتم تقديمها هذه المرة تختلف عن‬
‫سابقتها‪.127‬‬
‫كما يرى جانب آخر أنه لتجنب األثر السلبي إللغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬يتعين على المودع أن‬
‫يقدم طلب إحياء مطلب التحفيظ واستئناف اإلجراءات السابقة‪.128‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة ما ذهب إليه الباحث بخصوص تقديم مطلب تحفيظ جديد بناء‬
‫على الحكم الصادر لفائدة صاحبه هو الجدير بالتأييد‪ ،‬ألنه يترتب على إلغاء مطلب التحفيظ‬
‫بمقتضى قرار نهائي محو آثاره بصفة كلية‪ ،‬وال تبقى هناك أية فرصة إلعادة إحيائه من‬
‫جديد‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن تستأنف اإلجراءات السابقة وال أن تبعث الحقوق المكتسبة عليه‪.‬‬
‫لذلك يتعين عدم الخلط بين إحياء مطلب التحفيظ وتجديده‪ ،‬فاإلحياء معناه استئناف عمليات‬
‫التحفيظ على أساس المطلب الملغى واإلحتفاظ بالرقم المخصص له سلفا‪ ،‬واستكمال باقي‬
‫اإلجراءات مع االلتفات إلى حقوق المتعرضين والحقوق التي كانت محل إيداع‪ ،‬أما التجديد‬
‫فيقتضي تقديم مطلب جديد حيث تعاد مسطرة التحفيظ من الصفر‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إلى انه إذا كان بإمكان المودع تجنب األثر السلبي إللغاء مطلب التحفيظ عن‬
‫طريق تقديم مطلب تحفيظ جديد‪ ،‬فإنه ال يمكنه ذلك في حالة رفض مطلب التحفيظ‪ ،‬ألن‬
‫الرفض مرتبط بعدم شرعية مطلب التحفيظ‪ ،‬وبالتالي ال يبقى له إال الرجوع على المتسبب‬
‫فيه في إطاردعوى الضمان‪.129‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي الصادر في دعوى التعرض على‬
‫اإليداع بعد تأسيس الرسم العقاري‬
‫كما هو معلوم الرسم العقاري هو مصطلح بدأ يستعمله المشرع المغربي بعد سنة ‪،2011‬‬
‫أي بعد تعديل ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري بمقتضى القانون رقم‬
‫‪ ،14-07‬وذلك حتى ال يختلط برسم الملكية الذي كان يستعمل قبل التعديل المذكور‪ ،‬والذي‬
‫يحرر من طرف السادة العدول إلثبات ملكية العقارات غير المحفظة‪ ،‬وهو الغاية الكبرى‬
‫التي كان يسعى من ورائها طالب التحفيظ من أجل تثبيت ملكيته وتطهيرها من كل نزاع لم‬
‫يظهر أثناء جريان مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫‪127‬ـ عبد العالي دقوقي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.108 :‬‬


‫‪128‬ـ محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬المساطر اإلدارية‬
‫والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2013‬ص‪.185:‬‬
‫‪129‬ـ خير الدين الطاوس‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.153 :‬‬
‫‪76‬‬
‫يتضمن مجموعة من البيانات نص عليها الفصل ‪ 52‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬منها ما يتعلق بالمالك‬
‫كإسمه الشخصي والعائلي ومحل سكناه وحالته المدنية وجنسيته‪ ،‬وإن اقتضى الحال اسم‬
‫الزوج والنظام المالي للزواج أو كل اتفاق تم طبقا لمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‪،‬‬
‫ويتضمن في حالة الشياع نفس هذه البيانات بالنسبة لكل شريك مع التنصيص على نصيب‬
‫كل واحد منهم‪ ،‬وإذا كان المالك شخصا اعتباريا ينبغي أن يتضمن تسميته وشكله القانوني‬
‫ومقره اإلجتماعي وإسم ممثله القانوني‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالحقوق العينية المرتبة على الملك‪،‬‬
‫وكذلك بيانات تتعلق بالعقار الذي تم تحفيظه وذلك بذكر وصف مفصل عنه وبيان حدوده‬
‫واألمالك المجاورة له ونوعه ومساحته ‪،130‬وكذا رقمه‪.131‬‬
‫ومن مستجدات مرسوم ‪10‬ديسمبر ‪ 2018‬المتعلق بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ‬
‫العقاري والخدمات المرتبطة بها أن الرسوم العقارية أصبح باإلمكان تأسيسها بطريقة‬
‫إلكترونية‪ ،‬حيث نصت المادة‪ 20‬من هذا المرسوم على أنه‪ ":‬يؤسس الرسم العقاري‬
‫ونظيره بطريقة إلكترونية اعتمادا على قاعدة البيانات العقارية المتوفرة لدى الوكالة‬
‫والمؤشر عليها من قبل المحافظ على األمالك العقارية‪...‬‬
‫يحدد شكل الرسم العقاري ونظيره المعدان بطريقة إلكترونية وكذا البيانات التي يتعين أن‬
‫تضمن بهما بقرار لمدير الوكالة"‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن الرسم العقاري يبقى محفوظا بأرشيف المحافظة العقارية‪ ،132‬وال يسلم إلى‬
‫المالك إال نظير منه‪ ،‬وهذا األخير نسخة طبق األصل يحمل توقيع السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬وخاتم المحافظة العقارية‪ ،‬لونه أزرق‪ ،‬وفي حالة الشياع ال يسلم إال‬
‫للشريك المفوض له‪ ،‬أما باقي الشركاء فيتسلمون شهادة خاصة بالتقييد‪ ،‬وال يسلم إال نظير‬
‫واحد‪ ،‬اللهم إذا تعلق األمر بحالة من الحاالت المنصوص عليها في الفصول ‪ 101‬و ‪ 89‬و‬
‫‪ 90‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫بالنسبة لحالة الفصل ‪ 101‬فتتعلق بحالة الضياع أو السرقة أو التلف‪ ،‬بحيث يمكن والحالة‬
‫هاته أن يحصل على نظير جديد من الرسم العقاري بعد تقديم تصريح بالضياع إلى السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬يتضمن هوية المعني باألمر وكل ما يتعلق بالحادث مع‬
‫إرفاقه بالوثائق المثبتة لتملك العقار موضوع الطلب‪ ،‬ويكون للسيد المحافظ السلطة التقديرية‬
‫في منح النظير الجديد أو عدم منحه له‪ ،‬بحيث إذا اقتنع بصدقية التصريح ينشر إعالن بذلك‬
‫في الجريدة الرسمية‪ ،‬ويتسلم المعني باألمر النظير الجديد من الرسم العقاري بعد مرور‬
‫خمسة عشر يوما على تاريخ النشر المذكور‪ ،‬ويكون للنظير الجديد نفس القيمة القانونية‬
‫‪130‬ـ قد تكون بالهكتار أو باآلٍر أو بالسنتيار‪:‬‬
‫‪ 1‬هكتار ‪ 10000 :‬مترمربع‪.‬‬
‫ـ ‪1‬آر ‪ 100:‬متر مربع‪.‬‬
‫ـ ‪1‬سنتيار‪1 :‬متر مربع‪.‬‬
‫‪131‬ـ رقم الرسم العقاري يختلف عن رقم مطلب التحفيظ‪ ،‬وبالتالي محرري العقود المنصبة على‬
‫عقارات محفظة يتعين عليهم أن يضمنوا رقم الرسم العقاري تحت طائلة رفض التقييد‪.‬‬
‫‪132‬ـ ادريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14-07‬م س‪ ،‬ص‪.104 :‬‬
‫‪77‬‬
‫ألصلهما ويستعمالن لنفس االغراض وهو ما أكده الفصل ‪ 102‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يقتنع بصدقية التصريح أو وقع تعرض على ذلك فإن للمحافظ أن يمتنع عن تسليمه له‪ ،‬مع‬
‫االحتفاظ للمعني باألمر بالطعن في قرار الرفض هذا أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه‬
‫وفق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهو ما أكده الفصل ‪ 103‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫أما بالنسبة لحالة الفصل ‪ 89‬فتتعلق بإنجاز تقييد ال يقتضي إنشاؤه موافقة المالك المقيد‪،‬‬
‫وامتناع هذا األخير عن تسليم نظير الرسم العقاري‪ ،‬بحيث في هذه الحالة يقوم السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية بإنذار الممتنع بضرورة اإلدالء بهذا النظير داخل أجل‬
‫عشرين يوما من تاريخ إنجاز التقييد المذكور‪ ،‬وإذا بقي اإلنذار بدون نتيجة يحق للمستفيد‬
‫من التقييد طلب الحصول على نظير جديد للرسم العقاري وفق نفس الشروط المبينة في‬
‫الفصول ‪ 101‬و ‪ 102‬و ‪ 103‬المشار إليها أعاله‪.‬‬
‫ويصبح النظير الذي لم يودع بعد انصرام أجل اإلنذار المذكور مجرد من أي قيمة قانونية‬
‫إلى أن تتم المطابقة بينه وبين الرسم العقاري‪.‬‬
‫أما بالنسبة لحالة الفصل ‪ 90‬فتتعلق بالتقييد الناتج عن بيع بالمزاد العلني أو نزع الملكية‬
‫من أجل المنفعة العامة‪ ،‬حيث نص هذا الفصل على أنه‪ ":‬إذا كان التقييد المنجز يتعلق بحق‬
‫الملكية وكان ناتجا عن بيع بالمزاد العلني إثر حجز عقاري‪ ،‬أو نزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العامة‪ ،‬أمكن للمالك الجديد أن يطلب نظيرا آخر للرسم العقاري وفق الشروط المقررة في‬
‫الفصل ‪ 101‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫ومن مستجدات مرسوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2018‬السابق الذكر‪ ،‬أن طلب الحصول على نظير‬
‫جديد من الرسم العقاري يمكن أن يتم من البوابة اإللكترونية للمحافظة العقارية‪ ،‬وهو ما‬
‫أكدته المادة ‪ 22‬من هذا المرسوم‪ ،‬حيث جاء فيها‪":‬يقدم طلب الحصول على نظير جديد‬
‫للرسم العقاري عبر المنصة اإللكترونية‪.‬‬
‫ولهذا الغرض‪ ،‬يتعين على المعني باألمر تعبئة االستمارة المعدة لذلك‪ ،‬مع إرفاقها بنسخ‬
‫من الوثائق المحددة في النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫يتوصل صاحب الطلب بإشعار يتضمن رقما خاصا يمكن من خالله تتبع مآل طلبه‪.‬‬
‫يقوم المحافظ المعني بدراسة الطلب‪ ،‬وفي حالة قبوله يتم إشعار المعني باألمر بواسطة‬
‫رسالة نصية أو إلكترونية مع دعوته إلى الحضور من أجل اإلدالء بأصول الوثائق المؤيدة‬
‫لطلبه وأداء وجيبات المحافظة العقارية‪.‬‬
‫يسلم النظير الجديد إلى المعني باألمر بعد انصرام أجل النشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء والتأكد من صفته وهويته‪.‬‬
‫في حالة عدم استيفاء الطلب للشروط المنصوص عليها في المقتضيات التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬يتم إشعار المعني باألمر بذلك‪ ،‬وفق الكيفية المشار إليها في‬
‫الفقرة األخيرة من المادة السابقة"‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫وطبقا للفصل ‪ 88‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع فإن كل تقييد أو بيان أو تقييد احتياطي ضمن بالرسم‬
‫العقاري يجب أن يشار إليه في نظيره‪ ،‬غير أن هذه القاعدة ليست على إطالقها‪ ،‬حيث هناك‬
‫تقييدات تضمن بالرسم العقاري وال يشار إليها في نظيره‪ ،‬منها التقييد اإلحتياطي للرهن‬
‫المؤجل وهو ما نص عليه المشرع بشكل صريح في المادة ‪ 185‬من م‪.‬ح‪.‬ع حيث نصت‬
‫على أنه‪":‬يودع الدائن المرتهن أصل العقد أو نسخة منه مع نظير الرسم العقاري بالمحافظة‬
‫العقارية ويطلب كتابة من المحافظ على األمالك العقارية أن يقيد حقه تقييدا احتياطيا وأن‬
‫يحتفظ لديه بنظير الرسم العقاري ويمتنع من إجراء أي تقييد آخر برضى المالك وذلك مدة‬
‫تسعين يوما من تاريخ التقييد المنجز‪.‬‬
‫يضمن هذا التقييد االحتياطي بالرسم العقاري وال يشار إليه في نظيره‪.‬‬
‫يمكن للدائن المرتهن أن يطلب قبل انصرام المدة المذكورة تقييد حقه بصفة نظامية ليأخد‬
‫رتبته من تاريخ التقييد االحتياطي الذي يتعلق به"‪.‬‬
‫ونعتقد أن فلسفة المشرع من بقاء نظير الرسم العقاري خال من أي تقييد هو حماية الراهن‬
‫في هذا النوع من القروض القصيرة األجل والتي ال تتجاوز مدتها تسعين يوما‪ ،‬حتى ال يعلم‬
‫الغير أنه يوجد في وضع مالي حرج دفعه إلى رهن عقاره‪.‬‬
‫واالستثناء التاني هو الذي سبقت اإلشارة إليه ويتعلق األمر بالتقييد الذي ال يقتضي إنشاؤه‬
‫موافقة المالك المقيد وامتناع هذا األخير عن تسليم نظير الرسم العقاري‪ ،‬بحيث يعمل السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية على إنجاز التقييد المطلوب‪ ،‬وينذر الممتنع بتسليم النظير‬
‫داخل أجل عشرين يوما من تاريخ إنجاز التقييد المذكور‪ ،‬وهذا اإلستثناء يجد أساسه‬
‫القانوني في الفصل ‪ 89‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫عموما عندما يتم تأسيس الرسم العقاري ويكون هناك حكم قضائي مودع في إطار الفصل‬
‫‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ ،‬فإن الرسم العقاري يؤسس في إسم طالب التحفيظ األصلي‪ ،‬ثم يقيد هذا‬
‫الحكم بالرسم العقاري في الرتبة التي عينت له من قبل كتقييد مصاحب‪.‬‬
‫وإذا كان التقييد المصاحب هو ذلك التقييد المالزم لتأسيس الرسم العقاري‪ ،‬ويكون في اسم‬
‫مكتسب الحق الوارد على عقار في طور التحفيظ والذي سبق إيداعه طبقا لمقتضيات الفصل‬
‫‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع من أجل حفظ الحق في الرتبة‪ ،‬فيقيد في هذه الرتبة التي سبق وأعطيت له‬
‫بعد تأسيس الرسم العقاري كتقييد مصاحب‪ ،‬فهل تستفيد هذه التقييدات المصاحبة من نفس‬
‫األثر التطهيري للرسم العقاري وبالتالي تبقى محصنة من أية منازعة؟ أم أنها تبقى كغيرها‬
‫من التقييدات الواردة على الرسوم العقارية قابلة للمنازعة والتشطيب؟‬
‫أمام عدم وجود نص قانوني صريح يجيب عن هذا اإلشكال‪ ،‬نجد أن الفقه والقضاء قد‬
‫انقسم بشأنه إلى اتجاهين‪:‬‬
‫ــ اإلتجاه األول يرى أن التقييدات المصاحبة تستفيد من األثر التطهيري للرسم العقاري‪،‬‬
‫بعلة أن المشرع أجاز التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪،‬‬
‫‪79‬‬
‫طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من نفس القانون‪ ،‬وبالتالي حسب هذا اإلتجاه‪ ،‬مادام‬
‫المشرع أجاز التعرض على اإليداع فإنه افترض مسبقا أنه بعد التحفيظ ستستفيد من قاعدة‬
‫التطهير وبالتالي ستصبح محصنة من أية منازعة‪.133‬‬
‫وهو نفس ما أكده أحد الباحثين لكن بعلة أخرى‪ ،‬حيث علل رأيه بمقتضيات الفصل ‪ 62‬من‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع الذي نص على أنه‪ ":‬إن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة‬
‫االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية المترتبة على العقار وقت تحفيظه‬
‫دون ما عداها من الحقوق غير المقيدة"‪ ،‬حيث ركز الباحث على عبارة " وقت تحفيظه"‪،‬‬
‫وذهب إلى أنه يستشف منها أن جميع الحقوق المعلنة وقت التحفيظ سواء تعلق األمر‬
‫بالحقوق التي تضمنها مطلب التحفيظ‪ ،‬أو تلك التي اكتسبت أثناء مسطرة التحفيظ تستفيد من‬
‫األثر التطهيري للرسم العقاري وجزء ال يتجزأ منه‪ ،134‬فقيمة هذه التقييدات لها قرينة‬
‫قاطعة ال تقبل الطعن وال تستطيع أية قوة تعطيلها إال قوة القانون نفسه‪.135‬‬
‫وهذا ما أكده المجلس األعلى في قرار له صادر سنة ‪ ،1987‬حيث جاء فيه‪":‬لكن حيث إن‬
‫الفصل ‪ 91‬المحتج به إنما يتعلق بالحقوق التي يقع إشهارها بالرسم العقاري بعد أن يكون‬
‫العقار قد حفظ وخصص له رسم عقاري‪ ،‬فهذه هي الحقوق التي يمكن أن يشطب عليها‬
‫بمقتضى عقد أو حكم‪ ،‬يثبت انعدام أو انقضاء أو عدم صحة تلك الحقوق‪ ،‬بينما أن حقوق‬
‫المطلوبين في النقض على العقار موضوع النزاع لم تسجل بالرسم العقاري بعد تحفيظه‬
‫حتى ترد عليها مقتضيات الفصل ‪ 91‬المذكورالتي جرت وقام بها الرسم العقاري‪،‬فهي لهذا‬
‫محمية بمقتضيات الفصلين ‪ 2‬و‪ 62‬من الظهير المذكور اعتمدتها المحكمة لرد دعوى‬
‫الطاعنين والتي تفيد أن إقامة الرسم العقاري للملك طهر من كافة الحقوق السابقة عليه‬
‫وغير المضمنة بالرسم الذي تكون له صفة نهائية ال تقبل الطعن‪ ،‬ويشكل نقطة االنطالق‬
‫الوحيدة للحقوق العينية وقت تحفيظه دون ما عداه من الحقوق غير المسجلة"‪.136‬‬
‫وهذا ما سبق تأكيده في قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 2‬مارس‬
‫‪ 1935‬جاء فيه‪":‬إن الصفة النهائية للتحفيظ ال تقتصر على حقوق المستفيد وإنما تشمل‬
‫أيضا الحقوق الموازية للتحفيظ التي تعتبر جزءا ال يتجزأ من قرار التحفيظ"‪.137‬‬

‫‪133‬ـ عمر أزوكار‪ ،‬مستجدات التحفيظ العقاري‪ ،‬م س‪184 ،‬‬


‫‪134‬ـ خير الدين الطاوس‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪157 :‬و‪.158‬‬
‫‪135‬ـ محمد مهدي الجم‪ ،‬التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬دار الثقافة للنشر بالبيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1986‬ص‪.271 :‬‬
‫‪136‬ـ قرار صادربتاريخ ‪ ،1987-6-17‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد‪ ،41‬سنة ‪،1988‬‬
‫ص‪ ،25-24:‬أورده محمد حمدون‪ ،‬حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي‬
‫الخالصة اإلصالحية واإليداع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك التوثيق والمنازعات‬
‫العقارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن التاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،2019-2018:‬ص‪ 81 :‬و‪.82‬‬
‫‪137‬ـ هشام المراكشي‪ ،‬دور مسطرة إشهار العقارفي طور التحفيظ والتصرفات الواردة عليه في حماية‬
‫األغيار‪ ،‬مجلة القانون المغربي‪ ،2014 ،‬ص‪.132 :‬‬
‫‪80‬‬
‫ــ أما اإلتجاه التاني فيرى أن التقييدات المصاحبة ال تستفيد من األثر التطهيري للرسم‬
‫العقاري بعلة أنها ال تخضع لإلشهار الذي يعد إحدى الدعائم التي يقوم عليها نظام التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬فحسب هذا اإلتجاه كل حق لم يخضع لإلشهار تبقى له حجية نسبية وباإلمكان‬
‫الطعن فيها بعد تأسيس الرسم العقاري‪،138‬ويضيف أحد الباحثين أنه‪":‬ال يعقل أن مجرد‬
‫تضمين الحق بالرسم العقاري يضفي عليه نوع من القداسة والحجية المطلقة‪ ،‬فالتسليم‬
‫بتطهير الحقوق المودعة لمن شأنه أن يجعل هذه المؤسسة مطية للتدليس والتحايل‬
‫واإلستفادة من أكثر الفصول صرامة في ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬ذلك أن المستفيد من حق معين على‬
‫العقار في طور التحفيظ سيتحين الوقت المناسب إلعالن حقه بواسطة اإليداع‪ ،‬وقد يكون‬
‫اليوم ما قبل األخير التخاد قرار التحفيظ‪ ،‬وهو ما سيفوت الفرصة على المتضررين للطعن‬
‫في ذلك التصرف أمام القضاء‪ ،‬صورة تجعل من عملية التحفيظ سالبة ال ضامنة"‪.139‬‬
‫ومن وجهة نظرنا المتواضعة فإن االتجاه التاني هو الجدير بالتأييد‪ ،‬إذ ليس من العدالة أن‬
‫يستفيد التقييد المصاحب من نفس األثر التطهيري للرسم العقاري والحال أنه لم تخضع‬
‫الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع لإلشهار الذي يعد من أهم أعمدة نظام‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬فمادام أنها تقيد في سجل التعرضات بشكل ال يعلم الغير بوجودها حتى‬
‫يستطيع التعرض عليها طبقا لمستجد الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع فهي تبقى‬
‫مجرد تقييدات عادية لها حجية نسبية وقابلة للمنازعة والتشطيب عليها بعد تأسيس الرسم‬
‫العقاري‪.‬‬
‫وبالتالي ال يمكن التمسك من قبل صاحب التقييد المصاحب بمقتضيات الفصلين ‪ 1‬و ‪62‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫إذا كان ال يحق لصاحب التقييد المصاحب التمسك في مواجهة من له مصلحة باألثر‬
‫التطهيري للرسم العقاري‪ ،‬فهل يحق لمن أسس الرسم العقاري في إسمه أن يتمسك في‬
‫مواجهة مكتسب الحق على عقار في طور التحفيظ بهذا األثر التطهيري للرسم العقاري في‬
‫حالة عدم سلوك مسطرة اإليداع طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع؟‬
‫كما قد يتبادر إلى أذهان الجميع‪ ،‬هذا التساؤل يتعلق بإشكالية مدى استثناء الخلف الخاص‬
‫من قاعدة التطهير التي تضاربت بشأنها االجتهادات القضائية منذ فترة الحماية‪ ،‬حيث كان‬
‫‪140‬‬
‫أول قرار يستثني الخلف الخاص من قاعدة التطهير هو قرار محكمة االستئناف بالرباط‬
‫الصادر سنة ‪ 1926‬جاء فيه‪":‬التطهير ال يطبق على حق الملكية الذي كان تعاقد عليه‬
‫صاحب العقار قبل التحفيظ وأن المشتري محق في المطالبة بملكية هذا العقار حتى بعد‬
‫التحفيظ‪ ،‬ألن التطهير يتناول فقط الحقوق التي يدعيها أشخاص من الغير ال تربطهم أي‬

‫‪138‬ـ بوجمعة زفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.34:‬‬


‫‪139‬ـ محمد حمدون‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.83:‬‬
‫‪140‬‬
‫‪ Arret du 27 janvier 1926 R.A.C 1926.‬ـ‬
‫أشار إليه يسين اكبيري علوي‪ ،‬استثناء الخلف الخاص من قاعدة التطهير‪ ،‬مقال حديث لم ينشر بعد في‬
‫أي مجلة‪ ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪81‬‬
‫رابطة بطالب التحفيظ‪ ،‬ولكنه ال يتناول الحقوق التي يطالب بها الخلف الخاص لطالب‬
‫التحفيظ"‬
‫إال أنها تراجعت عن هذا اإلستثناء في سنة ‪ 1935‬في قرار لها جاء فيه أن‪ ":‬قاعدة‬
‫التطهير قاعدة عامة ومطلقة تسري على الكافة‪ ،‬بحيث تجعل الرسم العقاري نهائيا وغير‬
‫قابل ألي طعن كيفما كان وال يتعلق األمر بخلف عام أو خاص أو بقاصرين ضاعت‬
‫حقوقهم نتيجة قرار التحفيظ العقاري"‪.141‬‬
‫ومنذ إحداث المجلس األعلى بتاريخ ‪ 27‬شتنبر‪ 1957‬وقبل صدور قراره الشهير ‪29‬‬
‫ذجنبر‪ ،1999‬وهو ال يستثني الخلف الخاص من قاعدة التطهير‪ ،‬حيث جاء في قرار له‬
‫صادر سنة ‪":1972‬إقامة الرسم العقاري له صفة نهائية ال تقبل الطعن ويحسم كل نزاع‬
‫يتعلق بالعقار وال يمكن االحتجاج بأي حق سابق على التحفيظ لم يسجل على الرسم‬
‫العقاري"‪.142‬‬
‫وهو ما أكده أيضا في سنة ‪ 1992‬حيث جاء في قرار له‪ ":‬يقرر الفصالن ‪ 2‬و‪ 62‬من‬
‫ظهير التحفيظ العقاري قاعدة أن التحفيظ يطهر العقار من الحقوق السابقة عليه وهي قاعدة‬
‫تسري على الجميع ال فرق بين المشتري وغيره وال حسن النية وسيئها‪ ،‬ال تقبل دعوى‬
‫عينية بحق تضرر بالتحفيظ وإنما ترفع دعوى التعويض"‪.143‬‬
‫وجاء في قرار مماثل سنة ‪ 1996‬أنه‪ ":‬وحيث إنه عمال بالفصلين ‪ 62‬و‪ 63‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري فإن الحق العيني الذي لم يحتفظ به صاحبه وقت جريان مسطرة التحفيظ ال‬
‫يخوله إال الحق في التعويض وفي حالة التدليس فقط وأن المستأنف عليها مادامت لم تقم بما‬
‫من شأنه الحفاظ بحقها في تلك الفترة تكون قد فقدت كل حق في حقها في الرسم العقاري‬
‫المحدث ومن ضمن ذلك أنشأ ملحق لشرائها يشير إلى أن الشراء منصب على الرسم‬
‫العقاري النهائي الناشئ عن مسطرة التحفيظ"‪.144‬‬
‫لكن في سنة ‪ 1999‬تبنى المجلس األعلى اتجاها مغايرا يرمي إلى استثناء الخلف الخاص‬
‫من قاعدة التطهير من خالل القرار الشهير ‪ 29‬دجنبر ‪،1999‬الذي تتلخص وقائعه في أن‬
‫أحد المشترين لعقار موضوع مسطرة التحفيظ تقدم بمقالين افتتاحيين للدعوى وإصالحي له‬
‫يعرض من خاللهما أنه اشترى من المدعى عليه عقار موضوع مطلب التحفيظ‪...‬وأن هذا‬

‫‪141‬ـ قرار محكمة االستئناف بالرباط صادر بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،1935‬أشار إليه محمد الكشبور‪،‬‬
‫التطهير الناتج عن تحفيظ العقار‪،‬تطور القضاء المغربي‪ ،‬قراءة في قرار المجلس األعلى بتاريخ ‪29‬‬
‫ذجنبر‪ ،1999‬سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،8‬الطبعة األولى ‪ ،2015‬ص‪.23 :‬‬
‫‪142‬ـ قرارالمجلس األعلى عدد ‪ ،72‬صادر بتاريخ ‪ 21‬أبريل ‪ ،1972‬ملف إداري عدد ‪ ،18271‬مجلة‬
‫قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد‪ ،26‬ص‪.22 :‬‬
‫‪143‬ـ قرار عدد ‪ ،2605‬صادر بتاريخ ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،1992‬ملف مدني عدد ‪1186‬و‪ ،91-987‬منشور‬
‫بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،1992 ،46‬ص‪.58 :‬‬
‫‪144‬ـ قرار محكمة االستئناف بالرباط عدد ‪ ،1711‬صادر بتاريخ ‪ ،1996-3-19‬منشور بمجلة‬
‫اإلشعاع‪ ،‬العدد ‪ ،26‬دجنبر‪ ،2002‬ص‪ 244 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫األخير لم يمكنه من الوثائق التي تسمح له بإدراج بيعه ضمن ذلك المطلب وقد فوجئ‬
‫بتحفيظ العقار كله باسم المدعى عليه البائع‪ ،‬حيث التمس من المحكمة( المحكمة اإلبتدائية‬
‫بسيدي بنور) الحكم له بإتمام البيع وذلك بإلزام البائع بتسليمه رخصة إدارية وتحرير ملحق‬
‫للعقد من أجل إتمام اإلجراءات المتعلقة بالبيع المذكور وبأمر المحافظ على األمالك العقارية‬
‫بتقييد البيع محل النزاع بالرسم العقاري‪ ،‬فتمسك المدعى عليه بمقتضيات الفصلين ‪ 2‬و ‪62‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫فأصدرت المحكمة االبتدائية حكما قضت من خالله على المدعى عليه بإتمام البيع مع‬
‫المدعي‪ ،‬وبالتالي تمكينه من تقييده بالرسم العقاري‪ ،‬إال أن المدعى عليه استأنف الحكم أمام‬
‫محكمة اإلستئناف بالجديدة‪ ،‬التي ألغت الحكم المستأنف بعلة أن المستأنف عليه يقر بشرائه‬
‫للعقار وهو في طور التحفيظ وقد أصبح مطلب التحفيظ رسما عقاريا‪ ،‬وهذا من شأنه أن‬
‫يطهر العقار من كل الحقوق السابقة على التحفيظ‪.‬‬
‫تم الطعن بالنقض قي قرار محكمة اإلستئناف بالجديدة‪ ،‬فقضت محكمة النقض بنقض‬
‫القرار المطعون وعدم مواجهة المشتري بقاعدة التطهير من خالل قرارها الشهير ‪29‬‬
‫دجنبر ‪ 1999‬حيث جاء فيه‪ ":‬حيث يعيب الطاعن القرار المذكور بانعدام التعليل وبعدم‬
‫االرتكاز على أساس ذلك أن المطلوب ظل يماطله في إحضار الرخصة اإلدارية لتسجيل‬
‫الشراء بالمحافظة العقارية‪ ،‬وأنه ال يمكن مواجهة الطاعن الذي حل محل البائع في ملكية‬
‫العقار بمقتضيات الفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري بدعوى عدم إيداعه للشراء‬
‫بالمحافظة العقارية ألن حقه ثابت وآل إليه من مالك العقار‪ ،‬ال من غيره‪ ،‬وأن التعليل الذي‬
‫أورده القرار المطعون فيه من أن الطاعن أقر لدى المحافظة على االمالك العقارية قبل‬
‫إنشاء الرسم العقاري هو تعليل ال ينسجم مع المنطق ومبادئ العدالة ألنه ال يعقل أن يحرم‬
‫المشتري من حقه بعلة عدم اإليداع مادام المالك هو نفسه البائع ومادام العقار هو نفسه اسما‬
‫وحدودا ومساحة‪.‬‬
‫حيث ثبت صحة ما عابه الطاعن المذكور ذلك ان الطالب بصفته مشتريا( خلفا خاصا) من‬
‫نفس طالب التحفيظ المطلوب الذي تحول مطلبه إلى رسم عقاري ال يواجه كالخلف العام‬
‫(الورثة) بمقتضيات الفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري لذلك فإن القرار المطعون فيه‬
‫عندما واجهه بالفصل المذكور يكون غير مرتكز على أساس سليم ومعرضا بالتالي للنقض‬
‫واإلبطال"‪.145‬‬
‫ولقد أكد ذلك المجلس األعلى في قرار مشابه سنة ‪ 2003‬جاء فيه‪ ":‬البائع ملزم بنقل‬
‫الملكية‪ ،‬وأن هذا النقل يستلزم تسجيل الشراء على الرسم العقاري‪ ،‬وال يؤثر هذا اإللتزام‬
‫على مجرد تحفيظ العقار في اسم البائع"‪.146‬‬

‫‪145‬ـ قرار عدد ‪ ،5925‬صادر بتاريخ ‪ 29‬دجنبر ‪ ،1999‬ملف مدني عدد ‪ ،94/151‬منشور بمجلة‬
‫قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،62‬ص‪ 451 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪146‬ـ قرار عدد ‪ ،2319‬صادر بتاريخ ‪ ،2003-07-23‬أورده يسين اكبيري علوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.9:‬‬
‫‪83‬‬
‫لكن سرعان ما تراجع عن هذا اإلستثناء في سنة ‪ 2004‬في قرارله‪ ،‬حيث جاء فيه‪ ":‬حق‬
‫المشتري في إقامة دعوى المطالبة بملكية العقار المبيع يكون قد سقط يوم تأسيس رسم‬
‫عقاري لهذا العقار بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ 1983‬وال يبقى للمتضرر إال الحق في‬
‫التعويض"‪.147‬‬
‫وأيضا في سنة ‪ 2006‬حيث جاء في قرار آخر‪ ":‬إن المشتري لعقار في طور التحفيظ أو‬
‫خلفه الذي لم يقم بالتعرض على مطلب التحفيظ وال بااليداع المنصوص عليه في الفصل‬
‫‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري يواجه بقاعدة التطهير المنصوص عليها في الفصلين ‪2‬و‪62‬‬
‫من نفس القانون‪،148"...‬وأكد نفس األمر في سنة ‪ 2007‬حيث جاء في قرار له‪ ...":‬ولما‬
‫كان الثابت من وقائع القضية المعروضة على قضاة الموضوع أن الطالبين ادعوا شراء‬
‫مورثهم من مورث المطلوبين للعقار موضوع الدعوى أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬ولم يودع‬
‫وثائق شرائه أثناء التحفيظ لتقييده وإعمال أثره عند التحفيظ إلى أن تم هذا التحفيظ وغير‬
‫المسجل في الرسم العقاري يبقى غير مؤسس‪ ،‬والمحكمة لما صرحت أن تحفيظ العقار‬
‫المدعى فيه‪ ،‬وإنشاء رسم عقاري له ترتب عنه بطالن ما عداه من الرسوم األخرى وتطهير‬
‫الملك من أي حق غير مضمن به‪ ،‬ركزت قضاءها على أساس وعللت قرارها وما‬
‫بالوسيلتين غير مؤسس"‪.149‬‬
‫إال أنه في سنة ‪ 2011‬عاد المجلس األعلى من جديد الستثناء الخلف الخاص من قاعدة‬
‫التطهير‪ ،‬حيث جاء في قرار له‪":‬قاعدة التطهير المنصوص عليها في الفصلين ‪ 2‬و ‪ 62‬من‬
‫ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري قاصرة على الحقوق واالتفاقات العينية‬
‫المحتج بها من طرف الغير‪ ...‬وال ينصرف إلى ما ينشأ أثناء مسطرة التحفيظ من حقوق‬
‫بتصرف من طالب التحفيظ الذي أصبح مالكا حيث يحق للمستفيد منها مطالبته بتنفيذها عينا‬
‫وليس في ذلك أي مساس أو إهدار لحجية الرسم العقاري‪ ،‬ألن إنشاء هذا الرسم لم يزد‬
‫ملكية صاحبه إال تثبيتا وتدعيما وال يسوغ له أن يتحلل من تصرفاته واتفاقاته التي أنشأها‬
‫على هذا الرسم قبل إقامته"‪.150‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة النقض أيضا في سنة ‪ 2013‬حيث جاء في قرار لها‪ ":‬حيث ينعى‬
‫الطالب على القرار المطعون فيه خرقه لمقتضيات الفصلين ‪ 2‬و‪ 62‬من ظهير التحفيظ‬

‫‪147‬ـ قرار عدد ‪ ،3587‬صادر بتاريخ ‪ 15‬دجنبر ‪ ،2004‬ملف مدني عدد ‪ ،2003/5/1/2527‬أورده‬
‫زكرياء العماري‪ ،‬نهائية الرسم العقاري بين اإلطالق والتقييد‪ ،‬دراسة مركزة في االستثناءات الواردة‬
‫على قاعدة التطهير‪ ،‬منشورات مجلة القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.100 :‬‬
‫‪148‬ـ قرار(دون ذكر العدد)‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2006-07-12‬أورده عبد الحميد بكوري‪ ،‬المنازعات‬
‫القضائية في قرارات المحافظ العقاري‪ ،‬دراسة على ضوء القانون ‪ 14-07‬والعمل القضائي‪ ،‬نشر وطبع‬
‫سليكي أخوين‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬يونيو ‪ ،2017‬ص‪.53 :‬‬
‫‪149‬ـ قرار عدد ‪ ،3134‬صادربتاريخ ‪ ،2007-10-03‬ملف مدني عدد ‪ ،2006/3/1/2748‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪150‬ـ قرار عدد ‪ ،1576‬صادر بتاريخ ‪ 5‬أبريل ‪ ،2011‬ملف مدني عدد ‪ ،2009/17/2301‬منشور‬
‫بمجلة قضاء محكمة النقض‪ ،‬ص‪ 83‬و ‪.84‬‬
‫‪84‬‬
‫العقاري‪...‬لكن حيث إن قاعدة التطهير المنصوص عليها في ظهير التحفيظ العقاري قاصرة‬
‫على الحقوق واالتفاقات المحتج بها من طرف الغير‪ ،‬حيث يتعين على هذا األخير أن يعلن‬
‫عنها أثناء مسطرة التحفيظ طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬وال يحتج بها على الخلف‬
‫الخاص الذي اشترى العقار من طالب التحفيظ الذي أصبح مالكا للرسم العقاري والذي لم‬
‫يزده هذا الرسم العقاري إال تدعيما وتثبيتا لملكيته ويبقى ملزما بتنفيذ التزاماته التي أنشأها‬
‫على هذا العقار ومن حق الخلف الخاص أن يطالبه بتنفيذها رضاء أو قضاء‪ ،‬ومن هذه‬
‫االلتزامات نقل ملكية المبيع وتسجيل العقد بالرسم العقاري والحصول على حكم قابل‬
‫للتسجيل يقوم مقام العقد والمحكمة لما قضت بذلك تكون قد جعلت لقضائها أساسا صحيحا‬
‫مما يجعل الوسيلتين بدون أساس"‪ ،151‬وتم تأكيد ذلك في قرار آخر صادر سنة ‪ 2014‬ال‬
‫داعي لذكره ألنه شبيه لقرار ‪ 2013‬السابق الذكر حيث استند على نفس العلة الستثناء‬
‫الخلف الخاص من قاعدة التطهير‪.‬‬
‫لكن سرعان ما تراجعت محكمة النقض عن هذا االستثناء في سنة ‪ 2015‬بموجب قرار‬
‫لها جاء فيه‪":‬حيث صح ما عابه الطاعنون على القرار ذلك أنه علل قضاءه بالتعليل المنتقد‬
‫أعاله‪ ،‬في حين أنه طبقا لمقتضيات الفصلين ‪ 1‬و ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري فإن‬
‫تحفيظ العقار يترتب عنه تأسيس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم وتطهير الملك‬
‫من جميع الحقوق السالفة غير المضمنة به‪ ،‬وذلك ألن الرسم العقاري نهائي وال يقبل أي‬
‫طعن ويعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية المترتبة على‬
‫العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق العينية‪ ،‬وقاعدة التطهير هذه هي قاعدة عامة‬
‫وآمرة‪ .‬وال مجال معها إلعمال االستثناء الذي اعتمده القرار المطعون فيه (الذي استثنى‬
‫المشتري من طالب التحفيظ من قاعدة التطهير)‪ ،‬وذلك لعدم وجود نص قانوني يقضي به‪،‬‬
‫األمر الذي يكون معه القرار خارقا للمقتضيات المعمول بها‪ ،‬وعرضه بالتالي للنقض‬
‫واإلبطال"‪. 152‬‬
‫وهو ما أكدته محكمة النقض في سنة ‪ 2017‬حيث جاء في قرار لها أن‪ ":‬التطهير الذي‬
‫ينتج عن تأسيس الرسم العقاري مطلق وليس فيه أي تمييز بين الغير والخلف الخاص‬
‫لطالب التحفيظ‪.‬‬
‫المشتري الذي لم يبادر إلى إشهار مشتراه أثناء جريان مسطرة التحفيظ بإيداع عقد شرائه‬
‫أو التعرض على مطلب التحفيظ ال يملك سوى الحق في إقامة دعوى شخصية ضد طالب‬
‫التحفيظ أو ورثته من أجل المطالبة بالتعويض عن حرمانه من الحق الذي طاله التطهير‪،‬‬
‫وال يحق له بعد تأسيس الرسم العقاري في اسم البائع له‪ ،‬أن يطلب تقييد رسم شرائه بالرسم‬

‫‪151‬ـ قرار عدد ‪ ،2013/7/14‬صادر بتاريخ ‪ ،2013-1-15‬ملف مدني عدد ‪ ،2011/7/1/402‬غير‬


‫منشور‪.‬‬
‫‪152‬ـ قرار عدد ‪ ،447/08‬صادربتاريخ ‪ ،2015-07-21‬ملف مدني عدد ‪ ،2015/1/8/846‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫العقاري أو المطالبة بحلوله محل هذا المالك في رسمه العقاري‪ ،‬وال محل ورثته المسجلين‬
‫فيه بعد وفاته"‪.153‬‬
‫حتى كنا نعتقد بأن آخر قرار لمحكمة النقض هو الذي صدر في سنة ‪ 2017‬المشار إليه‬
‫أعاله‪ ،‬والذي يجعل قاعدة التطهير عامة ومطلقة تسري في مواجهة الجميع ولو كان خلفا‬
‫خاصا‪ ،‬إال أننا نتفاجئ مؤخرا بصدور قرار حديث لمحكمة النقض في سنة ‪ 2020‬يستثني‬
‫الخلف الخاص من قاعدة التطهير‪ ،‬حيث جاء فيه‪ ":‬مقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري عندما أعطت صاحب الحق الخاضع لإلشهار مكنة إيداع الوثائق المتبثة له‪ ،‬إنما‬
‫من أجل ترتيبه والتمسك به في مواجهة الغير‪ ،‬وأن البائع باعتباره سلفا للمشتري منه‪ ،‬فإنه‬
‫ال يعد غيرا بالنسبة لهذا األخير‪ ،‬وليس له أن يواجهه بعدم إشهار بيعه أثناء سريان مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬وأنه ترتيبا على ذلك فإن البيع المتعلق بعقار في طور التحفيظ يسري في حق‬
‫البائع ويلزمه‪ ،‬ويمكن تقييده باسم المشتري المعد لمطلب التحفيظ إذا سمحت المسطرة بذلك‪،‬‬
‫وأن المحكمة المطعون في قرارها لما لم تراع ذلك جاء قرارها فاسد التعليل المنزل منزلة‬
‫انعدامه‪ ،‬وهو ما عرضه للنقض واإلبطال"‪.154‬‬
‫من وجهة نظرنا المتواضعة ما ذهبت إليه محكمة النقض أعاله هو جدير بالتأييد ألنه‬
‫يحقق العدالة بالنسبة للخلف الخاص لطالب التحفيظ سواء كان مشتريا أو موهوب له أو‬
‫موصى له‪ ،‬بحيث أصبح بإمكانه أن يطالب من أسس في إسمه الرسم العقاري بتنفيذ التزامه‬
‫عينا وتقييد حقه بالرسم العقاري مكرسا قاعدة مفادها أن البائع ليس غيرا بالنسبة للمشتري‪،‬‬
‫وأضاف عبارة "إن سمحت المسطرة بذلك"‪ ،‬التي يقصد بها أن المشتري يمكنه أن يقيد‬
‫شراءه بالرسم العقاري إذا كان طالب التحفيظ البائع الذي أسس الرسم العقاري في اسمه‬
‫مازال مالكا‪ ،‬أما إذا فوته للغير وعمل هذا األخير على تقييد حقه في الرسم العقاري فإن‬
‫المشتري األول لن يستطيع تقييد شرائه بالرسم العقاري لوجود تقييد سابق من طرف‬
‫مشتري حسن النية‪ ،‬ونعتقد أنه من الصعب تطبيق المادة ‪ 2‬من م‪.‬ح‪.‬ع ألن هذه األخيرة‬
‫تطبق على التقييدات الالحقة للرسم العقاري وليس بين سابقة والحقة له‪ ،‬لذلك رغم عدالة‬
‫محكمة النقض في توفير الحماية للخلف الخاص فإننا نرى أن األمر يحتاج تدخال تشريعيا‬
‫من أجل تعديل المادة ‪ 2‬من م‪.‬ح‪.‬ع بتوسيع نطاقها لتشمل أيضا فرضية الخلف الخاص الذي‬
‫لم يقم بااليداع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وقيام البائع ببيعة مرة ثانية بعد صدور‬
‫قرار التحفيظ لمشتري ثاني مقيد عن حسن نية‪ ،‬ثم نرى أيضا بأن عبارة‪":‬إذا سمحت‬
‫المسطرة بذلك" في غير محلها‪ ،‬والصواب هو إذا سمحت وضعية الرسم العقاري بذلك‪،‬‬
‫ألن كلمة‪":‬المسطرة" تفيد أن العقار مازال في طور التحفيظ‪.‬‬

‫‪153‬ـ قرار عدد ‪ ،8-464‬صادر بتاريخ ‪ ،2017-09-19‬في الملف رقم ‪ ،2016/8/1/7063‬منشور‬


‫بموقع محكمتي‪ ،www.mahkamaty.blog.com‬تاريخ اإلطالع‪ ،2020-07-16 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪.20H40MIN‬‬
‫‪154‬ـ قرار(دون ذكر العدد)‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2020-6-16‬في الملف عدد ‪ ،2018/1/1/6663‬أورده‬
‫الذكتور حسن فتوخ بصحته الرسمية على الفيسبوك‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2020-07-15:‬على الساعة‬
‫‪.6H30MIN‬‬
‫‪86‬‬
‫رغم ذلك يبقى قرار عادال ومنصفا للخلف الخاص الذي في الغالب مشتريا‪،‬ألن من غير‬
‫المنطقي أن البائع خرج من يده العقار أثناء مسطرة التحفيظ وكانت وضعيته غير ثابتة‪،‬‬
‫وعندما أصبحت ثابتة بتأسيس الرسم العقاري نواجه المشتري بقاعدة التطهير طبقا‬
‫لمقتضيات الفصلين ‪ 1‬و‪ 62‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫وهو قرار يتماشى مع روح الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وجاء من أجل اإلجابة عن مفهوم‬
‫الغير الوارد في هذا الفصل‪ ،‬حيث إن مقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع ال تتضمن صيغة‬
‫إلزامية‪ ،‬أضف إلى ذلك أنه نص على أن االيداع يكون من أجل حفظ رتبة الحق والتمسك‬
‫به في مواجهة الغير‪ ،‬وبالتالي فمحكمة النقض أوضحت مفهوم الغير وأكدت على أنه‬
‫شخص آخر غير البائع‪ ،‬أما البائع فليس غيرا بالنسبة للمشتري وال يحق له أن يتمسك في‬
‫مواجهة المشتري بعدم إيداع شرائه طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ .‬وبالتالي تبقى قاعدة‬
‫التطهير الناتجة عن التحفيظ ال تسري إال في مواجهة األشخاص الذين ال تربطهم أي عالقة‬
‫بطالب التحفيظ وكان من المفروض أن يدافعوا عن حقوقهم عن طريق دعوى التعرض‬
‫على مطلب التحفيظ طبقا للفصول من ‪ 24‬إلى ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫ومخافة أن يتم التراجع عن هذا اإلستثناء القضائي مستقبالـ ألنه قد نفاجئ مرة أخرى‬
‫بقرار لمحكمة النقض يقضي بأن قاعدة التطهير عامة ومطلقة وتسري على الكافة بما في‬
‫ذلك الخلف الخاص كما رأينا سابقاـ فإننا نرى أن يتم تكريس هذا اإلستثناء بنص قانوني‬
‫صريح وذلك من أجل وضع حد لتضارب االجتهادات القضائية‪ ،‬حيث إن وضوح القاعدة‬
‫القانونية وعدالتها أبرز مظهر من مظاهر األمن القانوني‪ ،‬وعندما يتحقق هذا الوضوح‬
‫سيتحقق بالتبعية األمن القضائي‪ ،‬ذلك إن هذا األخير ماهو إال تعبير عن األمن القانوني‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل كل ما سبق اتضح لنا أن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ تتميزعن دعوى‬
‫االستحقاق العقارية أو القضايا العادية عموما بالعديد من الخصوصيات‪ ،‬منها أنها ترفع‬
‫بدون مقال افتتاحي وأمام جهة إدارية تتمثل إما في السيد المحافظ على األمالك العقارية‬
‫وإما في السيد المهندس المساح الطبوغرافي المنتذب أثناء إنجاز عملية التحديد أو إلى‬
‫التقني الطبوغرافي بناء على القانون ‪ 57-12‬المعدل لبعض مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع والمنشور‬
‫بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 23‬يناير ‪.2014‬‬
‫وحتى الوثائق والمستندات التي تعرف بهوية المتعرض والمؤيدة لتعرضه وأيضا الرسوم‬
‫القضائية وحقوق المرافعة يتم اإلدالء بها أو أداؤها بالمحافظة العقارية قبل انصرام أجل‬
‫شهر الموالي النتهاء أجل التعرض وهو ما أكدته الفقرة التالتة من الفصل ‪ 25‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫تحت طائلة إلغاء التعرض طبقا للفقرة األولى من الفصل ‪ 32‬من نفس القانون‪.‬‬
‫كذلك من خصوصيات دعوى التعرض على مطلب التحفيظ أن المتعرض يمكنه متابعة‬
‫دعواه بصفة شخصية دون اإلستعانة بمحامي نظرا ألن مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع تفيد اإلختيارية‬
‫وليس اإلجبارية كما تطرقنا إلى ذلك سابقا‪.‬‬
‫وعند إحالة الملف على محكمة التحفيظ فإنه ال يمكن لقاضي التحفيظ قبول تدخل طرف‬
‫آخر في الدعوى غير طالب التحفيظ والمتعرض المحددان مسبقا أمام السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية السيما إذا كان التدخل هجوميا‪،‬ألن المتدخل في مركز هجومي يطالب‬
‫بالملك موضوع النزاع لنفسه‪ ،‬وبالتالي كان عليه أن يصيغ دعواه في شكل تعرض على‬
‫مطلب التحفيظ طبقا لمقتضيات الفصول من ‪ 24‬إلى ‪ 29‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬اللهم إذا تعلق األمر‬
‫بتدخل انضمامي‪ ،‬حيث إن هذا النوع من التدخل يجوز في دعوى التحفيظ‪ ،‬ألن المتدخل‬
‫يهدف من وراء طلبه إلى تأييد مزاعم أحد طرفي النزاع‪.‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة للتدخل من أجل تصحيح المسطرة وذلك حتى ال تتابع مسطرة‬
‫التحفيظ في مواجهة شخص ميت‪.‬‬
‫فأطراف النزاع في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ يحددون مسبقا كما قلنا أمام السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لموضوع الدعوى والذي يجب أن‬
‫يكون المطالبة بحق عيني عقاري وليس حق شخصي إال إذا تعلق األمر بالوعد بالبيع‪ ،‬حيث‬
‫إن محكمة النقض في آخر قرار لها أجازت للموعود له التعرض على مطلب التحفيظ بعلة‬
‫أن الوعد بالبيع يبدأ حقا شخصيا وينتهي حقا عينيا‪ ،‬والتعرض هو الوسيلة الوحيدة لحماية‬
‫الموعود له من األثر التطهيري للرسم العقاري السيما إذا كان العقار يساوي ماليير‬
‫الدراهم‪.‬‬
‫كذلك من خصوصيات دعوى التعرض على مطلب التحفيظ أن الصلح يتم أمام جهاز‬
‫إداري يتمثل في السيد المحافظ على األمالك العقارية عمال بمقتضيات الفقرة الرابعة من‬
‫‪88‬‬
‫الفصل ‪ 31‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬لكن في حالة عدم توصله إلى صلح بين األطراف ويحيل الملف‬
‫على محكمة التحفيظ فإن هذه األخيرة تصدر حكمها اإلبتدائي ال يبلغ إال ملخص منه داخل‬
‫أجل ال يتعدى ثمانية أيام من تاريخ صدوره‪ ،‬والتبليغ يكون تلقائيا وليس بناء على طلب من‬
‫المعني باألمر وهو ما يستشف من الفصل ‪ 40‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وفي حالة عدم العثور على المبلغ إليه يتم تبليغ النيابة العامة ويكون التبليغ صحيحا طبقا‬
‫للفصل ‪ 26‬من القرار الوزيري ‪ 3‬يونيو‪ 1915‬المتعلق بتفاصيل تطبيق النظام العقاري‪،‬‬
‫أي ال يتم تطبيق مسطرة القيم المكرسة في الفصلين ‪ 39‬و ‪ 441‬من ق‪.‬م‪.‬م ألن الفصل ‪26‬‬
‫نص خاص‪ ،‬وكما هو معلوم ال يمكن تطبيق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م إال في حالة اإلحالة الصريحة‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫كما أن الطعون واردة على سبيل الحصر‪ ،‬بحيث ال يتم الطعن في الحكم الصادر في‬
‫دعوى التعرض على مطلب التحفيظ إال باإلستئناف والنقض عمال بمقتضيات الفصل ‪109‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫والطعن بالنقض يوقف التنفيذ استنادا إلى الفصل ‪ 361‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ثم إن التنفيذ ال يكون‬
‫من طرف كتابة ضبط المحكمة المصدرة للحكم وإنما من طرف السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية كجهة إدارية‪.‬‬
‫وتبقى أهم خصوصية تميز دعوى التعرض على مطلب التحفيظ هو أنها بمثابة دعوى‬
‫استحقاق معكوسة‪ ،‬أي معكوسة على مستوى اإلثبات‪ ،‬بحيث تقلب فيها المراكز القانونية‬
‫لألطراف‪ ،‬فالمدعي في دعوى االستحقاق(القائم) إذا قدم مطلب التحفيظ وقبل السيد المحافظ‬
‫على األمالك العقارية إدراج هذا المطلب يصبح في مركز المدعى عليه المعفى من اإلثبات‬
‫لكون مطلب التحفيظ قرينة على الملك‪ ،‬أما المدعى عليه في دعوى االستحقاق والذي من‬
‫المفروض أن يكتفي بتمسكه بحوزي وملكي إذا تعرض على المطلب يصبح في مركز‬
‫المدعي الملزم باإلثبات ولو كان حائزا‪ ،‬ألن حيازته ال تغير من مركزه القانوني وإنما هي‬
‫فقط وسيلة لمناقشة حجج طالب التحفيظ‪.‬‬
‫وارتباطا بخصوصية اإلثبات في دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬كنا قد تطرقنا إلى‬
‫فرضية أثر إيداع مطلب التحفيظ على اختصاص القضاء العادي‪ ،‬والتي ال يمكن تصورها‬
‫إال إذا كان العقار غير محفظ وجارية بشأنه دعوى االستحقاق أمام القضاء العادي وقيام‬
‫مدعي االستحقاق بتقديم مطلب التحفيظ ليصبح في مركز المدعى عليه وقلب عبء االثبات‬
‫على الطرف الطرف اآلخر‪ ،‬فالتوجه الحالي لمحكمة النقض يذهب إلى أن مجرد إيداع‬
‫مطلب التحفيظ ال يؤثر على اختصاص القضاء العادي مادام أن مسطرة التحفيظ مازالت في‬
‫مرحلتها االدارية‪ ،‬وأن الذي يوقف البت من طرف القضاء العادي هو وقوع تعرض على‬
‫المطلب وإحالته على محكمة التحفيظ‪ ،‬آنذاك يتم توقيف البت من طرف القضاء العادي عن‬
‫طريق الحكم بعدم قبول الدعوى شكال ولو وصلت إلى مرحلتها االستئنافية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫وبالتالي يرجع اختصاص البت في الدعويين لمحكمة التحفيظ عن طريق ضمهما في ملف‬
‫واحد تفاديا الزدواجية القضاء وصدور حكمين متناقضين‪.‬‬
‫فالتوجه الحالي لمحكمة النقض في حالة توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ هو القائل بضم الدعويين والبت فيهما من طرف محكمة التحفيظ بحكم واحد‬
‫مادامتا مترابطتين‪.‬‬
‫كذلك هناك مجموعة من الخصوصيات تميز دعوى التعرض على االيداع عن دعوى‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ خاصة على مستوى األجل واإلحالة على محكمة التحفيظ‪.‬‬
‫فأجل التعرض على االيداع هو أجل غير منطقي السيما إذا تم االيداع خارج أجل الشهرين‬
‫من تاريخ نشر االعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية المنصوص عليه في الفصل‬
‫‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬ألن المشرع عندما أجاز التعرض على االيداع وأحال على أجل الشهرين‬
‫أعاله غاب عنه أن االيداع يمكن أن يتم في جميع مراحل مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫ثم إن عدم وجود نص قانوني صريح يلزم السيد المحافظ على األمالك العقارية بإحالة‬
‫التعرض على االيداع على محكمة التحفيظ جعل العديد من الباحثين والمهتمين يكيفون هذا‬
‫النوع الجديد من التعرضات بأنه دعوى استحقاق عادية يتم البت فيها وفق مقتضيات‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وبالتالي إذا وقع تعرض على مطلب التحفيظ نصبح إزاء دعويين متوازيين‪ ،‬دعوى‬
‫التعرض على االيداع رائجة أمام القضاء العادي ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫رائجة أمام محكمة التحفيظ‪ ،‬األمر الذي جعلنا نتطرق إلى فرضية مآل دعوى التعرض على‬
‫االيداع في حالة الحكم بصحة أو عدم صحة التعرض على مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫وخلصنا إلى أنه في حالة الحكم بصحة التعرض على مطلب التحفيظ تصبح دعوى‬
‫التعرض على االيداع غير ذات موضوع عمال بقاعدة الفرع يتبع األصل ويأخد حكمه‪ ،‬أما‬
‫إذا تم الحكم بعدم صحة التعرض على مطلب التحفيظ فإن القضاء العادي يستأنف البت في‬
‫دعوى التعرض على االيداع والسيد المحافظ على األمالك العقارية يمكنه أن يؤسس الرسم‬
‫العقاري ويحول االيداع إلى تقييد والتعرض إلى تقييد احتياطي‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة‬
‫النقض في قرارها الصادر سنة ‪ 2016‬حيث جاء فيه أن التعرض على مطلب التحفيظ هو‬
‫الذي يمنع المحافظ على األمالك العقارية من تأسيس الرسم العقاري وليس التعرض على‬
‫االيداع حيث إن ما قد يصدر بشأن هذا األخير من قرارات يمكن تقييده بالرسم العقاري بعد‬
‫إنشائه‪.‬‬
‫كما تطرقنا أيضا إلى فرضية مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ودعوى االستحقاق الفرعية‪ ،‬وخلصنا إلى أنه ليس ضروريا الجمع بين الدعويين مادام أن‬
‫إيقاف التنفيذ من عدم إيقافه ال يؤثر على من اختار دعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫ألن الحكم بصحة التعرض يؤدي إلى إلغاء الحجز الوارد على العقار إذا لم يتم بيعه بالمزاد‬
‫العلني قبل تأسيس الرسم العقاري وحتى لو افترضنا بيعه قبل اتخاد قرار التحفيظ فإن حق‬
‫الراسي عليه المزاد يبقى متوقفا على عدم الحكم بصحة التعرض‪ ،‬وبالتالي فإن الدعوى‬
‫‪90‬‬
‫األفيد هي دعوى التعرض على مطلب التحفيظ مادام أن األمر متوقف على مآل مسطرة‬
‫التحفيظ‪.‬‬
‫أحيانا قد يصدر حكم قضائي نهائي يقضي باالستحقاق قبل إيداع مطلب التحفيظ فيعمد‬
‫رابح دعوى االستحقاق إلى تقديم مطلب التحفيظ بناء على هذا الحكم‪ ،‬فخلصنا إلى أن السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية يجري عليه رقابة شكلية فقط باعتباره مجرد موظف إداري‬
‫وال يمكن لسلطة إدارية أن تراقب أعمال سلطة قضائية احتراما لمبدأ الفصل بين السلطات‬
‫الذي يعتبر مبدأ دستوريا اعتنقه المغرب كما هو حال باقي الدول الديمقراطية‪ ،‬وبالتالي تبقى‬
‫الجهة الوحيدة التي لها صالحية مراقبة مدى التطبيق السليم للقانون هي محكمة النقض‬
‫باعتبارها محكمة قانون تتربع هرمية التنظيم القضائي ببالدنا‪.‬‬
‫ويجري نفس هذه الرقابة الشكلية إذا كان الحكم القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة‬
‫التحفيظ يطلب إيداعه في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫غير أنه أحيانا قد نتفاجئ بأن الذي قدم مطلب التحفيظ هو خاسر دعوى االستحقاق فنصبح‬
‫إزاء فرضيتين‪ ،‬إما قيام رابح الدعوى بالتعرض على مطلب التحفيظ أو عدم قيامه بذلك‪.‬‬
‫إذا تعرض على مطلب التحفيظ فإنه ال يمكن للحكم القضائي الصادر خارج نطاق مسطرة‬
‫التحفيظ أن ينهض حجة التخاد قرار التحفيظ في اسم المتعرض‪ ،‬بحيث يتعين على السيد‬
‫المحافظ على األمالك العقارية أن يحيله على محكمة التحفيظ التي وحدها لها صالحية‬
‫الحكم بصحة التعرض من عدم صحته‪.‬‬
‫وإذا أحيل على محكمة التحفيظ فإن التوجه الحالي لمحكمة النقض يقضي بأن محكمة‬
‫التحفيظ ملزمة باألخد بالحكم الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ وإصدار حكم تأكيدي له‬
‫لتوفر وحدة األطراف والموضوع والسبب السيما إذا كان الحكم قد بت في دعوى استحقاقية‬
‫وليس حيازية‪ ،‬وذلك تفاديا لصدور حكمين متناقضين وإفراغ الحكم األول من محتواه ‪ ،‬ألن‬
‫الحكم الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ قد يفرغ من محتواه ويصبح مجرد من أية قيمة‬
‫قانونية إذا لم يقم رابح دعوى االستحقاق بالتعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬حيث يصبح مجرد‬
‫قرار إداري بتأسيس الرسم العقاري أقوى من حكم قضائي حائز لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬
‫كما أن إيداع حكم قضائي نهائي في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع قد يجعل حقوق المودع‬
‫تتأثر بشكل سلبي في حالة رفض أو إلغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬بحيث يتم التشطيب على الحقوق‬
‫المودعة بالتبعية ألن حقوق المودع مرتبطة بمصير مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫وقد خلصنا بخصوص هذه الفرضية إلى إمكانية تقديم مطلب تحفيظ جديد لتجنب األثر‬
‫السلبي إللغاء مطلب التحفيظ على حقوق المودع‪ ،‬لكن ال يمكنه ذلك في حالة رفض مطلب‬
‫التحفيظ طالما أن الرفض مرتبط بعدم الشرعية وبالتالي ال يبقى له إال الرجوع على‬
‫المتسبب فيه في إطار دعوى الضمان‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أما إذا تم تأسيس الرسم العقاري فإن الحق المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع يقيد‬
‫يهذا الرسم في الرتبة التي عينت له كتقييد مصاحب‪ ،‬وخلصنا إلى أن التقييدات المصاحبة ال‬
‫يمكن أن تستفيد من األثر التطهيري للرسم العقاري طالما أن الحقوق المودعة في إطار‬
‫الفصل المذكور ال تخضع لإلشهار الذي يعتبر من أهم أعمدة نظام التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫وبالتالي ال حجية مطلقة لحق لم يخضع لإلشهار‪.‬‬
‫أما إذا لم يتم سلوك مسطرة االيداع طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع فإنه ال يمكن لمن أسس‬
‫الرسم العقاري في اسمه أن يواجه مكتسب الحق على عقار في طور التحفيظ باألثر‬
‫التطهيري للرسم العقاري حيث إن محكمة النقض في آخر قرار لها صادر سنة ‪2020‬‬
‫ذهبت الستثناء الخلف الخاص من قاعدة التطهير وكرست لنا قاعدة مفادها أن البائع ليس‬
‫غيرا بالنسبة للمشتري ومن تم بإمكان المشتري أن يقيد شراءه إذا سمحت وضعية الرسم‬
‫العقاري بذلك‪.‬‬
‫وبناء على زبدة ما توصلنا إليه أعاله فإنه لم يبقى لنا إال الخروج ببعض المقترحات التي‬
‫نرى بأنها ستساهم في تجاوز االشكاالت القانونية والعملية التي يطرحها موضوع توازي‬
‫الدعويين‪ ،‬ونوردها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التنصيص على إجبارية تنصيب محام في دعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ رفعا للتناقض الحاصل بين مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع والقانون ‪ 28-08‬المتعلق‬
‫بتنظيم مهنة المحاماة الذي نص في مادته ‪ 32‬على إجبارية تنصيب محامي دون‬
‫استثاء القضايا العقارية‪ ،‬السيما وأن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ يلفها‬
‫الغموض والتعقيد وبالتالي يصعب على المتعرض متابعتها بصفة شخصية‪.‬‬
‫‪ ‬تبني موقف محكمة النقض الحديث بنص قانوني صريح يجيز التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ بناء على مجرد الوعد بالبيع‪ ،‬ألن التعرض هو الوسيلة الوحيدة‬
‫لحماية حقوق الموعود له من الضياع‪ ،‬فالوعد بالبيع وإن كان يخول حقا شخصيا في‬
‫الحال فهو يخول حقا عينيا بالمآل‪ ،‬لذلك يمكن أن نسميه حقا عينيا قريب االكتمال‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 31‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع بالتنصيص على إجبارية‬
‫إجراء صلح بين األطراف من قبل المحافظ على األمالك العقارية وعدم تركه مجرد‬
‫إمكانية‪ ،‬نظرا ألهميته في فض النزاعات خالل المرحلة االدارية للتحفيظ واألطراف‬
‫يكونون قابلين للصلح قبل الوصول إلى المحكمة‪ ،‬وهذا من شأنه التخفيف من‬
‫الملفات المتراكمة على القضاء‪ ،‬وتوفير المصاريف والصوائر المتعلقة بالمرافعة‬
‫القضائية وأتعاب المحامين وتسهيل الحصول على رسم عقاري نهائي‪.‬‬
‫‪ ‬نسخ الفصل ‪ 26‬من القرار الوزيري ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬المتعلق بتفاصيل‬
‫تطبيق النظام العقاري ألن مجرد تبليغ النيابة العامة في حالة عدم العثور على المبلغ‬
‫إليه واعتبار التبليغ صحيحا ال يوفر ضمانات للمبلغ إليه كما هو بالنسبة للضمانات‬
‫التي توفرها مسطرة القيم ذلك أن الفصل المذكور يقتصر على تسلم النيابة العامة‬
‫‪92‬‬
‫االستدعاء دون أن تقوم هذه األخيرة بتحريات من أجل العثور على المبلغ إليه‪ ،‬كما‬
‫أنه لم يحدد األجل من أجل تبليغ النيابة العامة أو األجل الذي يجب أن يظل ساريا‬
‫حتى يعتبر التبليغ صحيحا‪ ،‬لذلك نرى تعديل مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع بالتنصيص صراحة‬
‫على تطبيق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م بخصوص مسطرة القيم في حالة عدم العثور على‬
‫المبلغ إليه السيما الفصل ‪ 441‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع بالتنصيص صراحة على تطبيق مقتضيات ق‪.‬م‪.‬م‬
‫في حالة توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ وذلك بالبت‬
‫في الدعويين من طرف القضاء العادي وليس من طرف محكمة التحفيظ الختالف‬
‫طرق البت في كل منهما‪.‬‬
‫فالبت في الدعويين من طرف محكمة التحفيظ مجرد سلبية تاريخية من مخلفات االستعمار‬
‫حان الوقت لتجاوزها بعدم إيقاف البت من طرف القضاء العادي أو التنصيص صراحة‬
‫على إلغاء مطلب التحفيظ كلما تبين بأن هناك دعوى استحقاق رائجة أمام القضاء العادي‪،‬‬
‫وذلك عن طريق التصريح بالشرف ضمن بيانات مطلب التحفيظ بعدم وجود دعوى‬
‫استحقاق أمام القضاء العادي‪.‬‬
‫هذا من شأنه تفادي إشكالية توازي الدعويين التي ينتج عنها ازدوجية القضاء والتأثير‬
‫بشكل سلبي على المراكز القانونية للمتقاضين السيما على مستوى االثبات‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل مقتضيات ظ‪.‬ت‪.‬ع لتجاوز إشكالية أجل التعرض على اإليداع‬
‫بالتنصيص صراحة على أن أجل التعرض على اإليداع هو شهرين من يوم االيداع‬
‫وليس من تاريخ نشر االعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية‪ ،‬أو االبقاء على‬
‫نفس أجل الفصل ‪ 24‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع وتاريخ انطالق احتسابه شريطة تقييد التفويتات‬
‫بالتنصيص صراحة على عدم القيام بأي تفويت بعد انصرام أجل الفصل ‪ 24‬من‬
‫نفس الظهيرألنه لو كان المشرع قد نص على ذلك لكان محقا في توحيده ألجل‬
‫التعرض بين التعرض على مطلب التحفيظ والتعرض على االيداع في شهرين من‬
‫تاريخ نشر االعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬مالءمة مستجد التعرض على االيداع مع خصوصية المرحلة القضائية للبت‬
‫في التعرضات بالتنصيص صراحة على إلزامية إحالة هذا النوع الجديد من‬
‫التعرضات على محكمة التحفيظ مع التوسيع من صالحية هذه األخيرة لتبت أيضا‬
‫في صحة من عدم صحة التعرض على االيداع وذلك من أجل تجاوز إشكالية‬
‫توازي دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ األمر‬
‫الذي ينتج عنه ازدواجية القضاء والتأثير بشكل سلبي على حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫‪ ‬التنصيص صراحة على أن دعوى التعرض على مطلب التحفيظ وحدها‬
‫كافية لحماية مصلحة مدعي ملكية عقار جارية بشأنه مسطرتي التحفيظ والتنفيذ معا‬
‫وأن إيقاف التنفيذ من عدم إيقافه متوقف على مآل مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ ‬التنصيص صراحة على المراقبة الشكلية فقط للحكم القضائي النهائي الصادر‬
‫خارج نطاق مسطرة التحفيظ احتراما لمبدأ الحجية‪ ،‬واحتراما لمبدأ الفصل بين‬
‫السلط واستقاللية القضاء( فرضية تقديم مطلب التحفيظ من طرف رابح دعوى‬
‫االستحقاق)‪.‬‬
‫‪ ‬التنصيص صراحة على وجوب إحالة الملف على محكمة التحفيظ كلما كان‬
‫التعرض مدعم بحكم قضائي نهائي صادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ (فرضية‬
‫التعرض المقدم من طرف رابح دعوى االستحقاق)‪.‬‬
‫‪ ‬التنصيص صراحة على أن الحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق‬
‫مسطرة التحفيظ والمدعم للتعرض ال يلزم محكمة التحفيظ بشكل مطلق وأن هذه‬
‫األخيرة بإمكانها استبعاده وإصدار حكم مخالف له كلما ظهرت معطيات جديدة‬
‫غيرت من مضمون الحكم السابق( فرضية حجية الحكم القضائي النهائي الصادر‬
‫خارج نطاق مسطرة التحفيظ أمام محكمة التحفيظ)‪.‬‬
‫‪ ‬التنصيص على ضمانات كافية لتجنب األثر السلبي إللغاء مطلب التحفيظ من‬
‫قبل المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ ‬استفادة التقييدات المصاحبة من نفس األثر التطهيري للرسم العقاري شريطة‬
‫إخضاع الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع لإلشهار عن طريق‬
‫النشر بالجريدة الرسمية حتى يعلم الغير بوجودها من أجل التعرض عليها( نحن‬
‫لسنا ضد استفادتها من نفس األثر التطهيري للرسم العقاري ولكن حتى تستفيد من‬
‫ذلك البد من خضوعها لالشهار الذي يعتبر من أهم أعمدة نظام التحفيظ العقاري‬
‫وذلك حتى يعلم الغير بوجودها ويتعرض عليها طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪24‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ ‬استثناء الخلف الخاص بنص قانوني صريح عن طريق تبني القرار الحديث‬
‫لمحكمة النقض الصادر في سنة ‪ 2020‬من أجل وضع حد لتضارب االجتهادات‬
‫القضائية ألن وضوح القاعدة القانونية وعدالتها أبرز مظهر من مظاهر األمن‬
‫القانوني وعندما يتحقق هذا الوضوح سيتحقق بالتبعية األمن القضائي ذلك أن هذا‬
‫األخير ماهو إال تعبير عن األمن القانوني‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الئحة المراعع المعتمدة في البحث‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫ادريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14-07‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫ادريس الفاخوري‪ ،‬قضايا المنازعات العقارية‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2014‬‬
‫محمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل‬
‫القانون الجديد رقم ‪ 14-07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري ومرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪2014‬‬
‫بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2018‬‬
‫محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬المساطر‬
‫اإلدارية والقضائية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬دار نشر‬
‫المعرفة‪ ،‬طبعة ‪.2001‬‬
‫عبد العزيز توفيق‪ ،‬قضاء المجلس األعلى في األحوال الشخصية والعقار من سنة‬
‫‪1957‬إلى سنة ‪ ،2002‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2002‬‬
‫عبد العزيز توفيق‪ ،‬قضاء المجلس األعلى في التحفيظ خالل أربعين سنة‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1999‬‬
‫عبد الحميد أخريف‪ ،‬محاضرات في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬محينة وفق إصالحات‬
‫‪ ،2011‬موجهة لطلبة السداسي السادس‪ ،‬مسلك اإلجازة في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫عبد الحميد بكوري‪ ،‬المنازعات القضائية في قرارات المحافظ العقاري‪ ،‬دراسة‬
‫على ضوء القانون ‪ 14-07‬والعمل القضائي‪ ،‬نشر وطبع سليكي أخوين‪ ،‬طنجة‪،‬‬
‫الطبعة األولى يونيو ‪.2017‬‬
‫حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬نظرية االستحقاق في القانون المغربي‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة مدعمة بآراء الفقه واجتهادات القضاء‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪.2010‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬حق الملكية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،8‬مطبعة دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة(دون ذكر سنة الطبع)‪.‬‬
‫خالد سعيد‪ ،‬اإلثبات في المنازعات المدنية‪ ،‬دراسة علمية وعملية على ضوء‬
‫القانون المغربي واالجتهاد القضائي لمحكمة النقض‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2014‬‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء القانون ‪ 14-07‬ومدونة‬
‫الحقوق العينية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء الطبعة األولى ‪.2012‬‬
‫‪95‬‬
‫ـ خير الدين الطاوس‪ ،‬إشهار الحقوق المكتسبة خالل مسطرة التحفيظ وآثارها في‬
‫ضوء مستجدات القانون ‪ ،14-07‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫بوجمعة زفو‪ ،‬أثر نظام التحفيظ العقاري على تداول الملكية العقارية‪ ،‬مقاربة‬
‫قانونية عملية على ضوء قانوني ‪ 14-07‬و ‪ ،39-08‬مطبعة دار العلم‪ ،‬الرباط‬
‫الطبعة األولى ‪.2013‬‬
‫يوسف مختري‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على العقار في طور التحفيظ‪ ،‬سلسلة‬
‫األعمال الجامعية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫عبد العالي حفيظ‪ ،‬إجراءات البيع الجبري للعقار المحجوز في القانون المغربي‪،‬‬
‫مقاربة في الوظيفة االئتمانية للقاعدة االجرائية على ضوء العمل القضائي‪ ،‬مطبعة‬
‫دار القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2012‬‬
‫محمد مهدي الجم‪ ،‬التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬دار الثقافة للنشر بالبيضاء‪،‬‬
‫الطبعة التالتة ‪.1996‬‬
‫ثانيا‪ :‬األبحاث الجامعية‬
‫‪1‬ـ األطاريح‬
‫كنزة الغنام‪ ،‬مسطرة التعرض في ضوء القانون العقاري والمساطر الخاصة‪،‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون‬
‫المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪.2016-2015:‬‬
‫أمال جداوي‪ ،‬المؤسسات المتدخلة في مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬توزيع‬
‫االختصاص بين المحافظ والقضاء على ضوء القانون ‪ ،14-07‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪.2013-2012 :‬‬
‫سمرة محدوب‪ ،‬االزدواجية االجرائية أمام قضاء التحفيظ العقاري على ضوء‬
‫االجتهاد القضائي ومستجدات القانون ‪ ،14-07‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪2013- :‬‬
‫‪.2012‬‬
‫ـ حسن زرداني‪ ،‬صعوبة التنفيذ الوقتية في القانون المغربي والمقارن‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة البحث والتكوين في القانون المدني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن التاني عين الشق‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪.2006-2005:‬‬
‫ـ المصطفى الكيلة‪ ،‬خصوصيات المسطرة في قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪،‬‬
‫‪96‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪. 2010-2009:‬‬
‫فاطمة الحروف‪ ،‬الدور المقيد للقضاء بشأن التعرضات على طلب التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2010-2009‬‬
‫عبد العالي دقوقي‪ ،‬اإللغاء والتشطيب في التشريع العقاري المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪.2002-2001:‬‬
‫‪2‬ـ الرسائل‬
‫زكرياء الموذن‪ ،‬القواعد اإلجرائية لدعوى التحفيظ العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك الدراسات العقارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪.2016-2015:‬‬
‫عادل صبير‪ ،‬خصوصيات مسطرة التحفيظ العقاري في ضوء القانون ‪،14-07‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك المعامالت العقارية‪ ،‬الكلية‬
‫المتعددة التخصصات‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬تازة‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2018-2017‬‬
‫حميد البشيري‪ ،‬دعوى استحقاق العقار غير المحفظ بين الفقه المالكي واالجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود‬
‫والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪.2010-2009 :‬‬
‫عبدهللا بلمعلم‪ ،‬ازدواجية دعوى االستحقاق بين مسطرة التحفيظ ودعوى االستحقاق‬
‫العادية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك القانون العقاري‬
‫والحقوق العينية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2019-2018:‬‬
‫فاطمة الحروف‪ ،‬حجية القيد في السجل العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪.1994-1993 :‬‬
‫عادل الزبيري‪ ،‬تضارب قرارات محكمة النقض وآثاره على األمن القضائي ــ‬
‫المادة العقارية نموذجا ــ رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك‬
‫القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابن‬
‫زهر‪ ،‬أكادير‪ ،‬السنة الجامعية‪.2018-2017 :‬‬

‫‪97‬‬
‫نبيلة الراصفي‪ ،‬مسطرة االيداع في ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك الدراسات القانونية والعقارية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪.2019-2018 :‬‬
‫لال لطيفة العلوي الشريفي‪ ،‬الحماية القانونية للغير في ظل مسطرة الحجز التنفيذي‬
‫العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود‬
‫والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪.2015-2014 :‬‬
‫عثمان العالوي‪ ،‬دعوى االستحقاق الفرعية العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬مسلك القانون العقاري والحقوق العينية‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2019-2018‬‬
‫حدو معسو‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي النشر‬
‫وااليداع طبقا للفصلين ـ حدو معسو‪ ،‬حماية الحقوق الواردة على مطلب التحفيظ‬
‫عن طريق مسطرتي النشر وااليداع طبقا للفصلين ‪ 83‬و‪ 84‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقار‬
‫والتعمير‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2015-2014 :‬‬
‫أحمد العيادي‪ ،‬المنازعات القضائية في مادة التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في المنازعات العمومية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبدهللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2008-2007 :‬‬
‫غزالن شبالوي‪ ،‬إشكاالت التعرض في التحفيظ العقاري‪ ،‬دراسة على ضوء العمل‬
‫االداري والقضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬الدراسة‬
‫الميتودولوجية لاللتزام التعاقدي والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪2011- :‬‬
‫‪.2010‬‬
‫فيصل الحجيوي‪ ،‬الرهن الرسمي المنصب على عقار في طور التحفيظ‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2013-2012‬‬
‫محمد حمدون‪ ،‬حماية الحقوق الناشئة على مطلب التحفيظ عن طريق مسطرتي‬
‫الخالصة االصالحية وااليداع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫مسلك التوثيق والمنازعات العقارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الحسن التاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪.2019-2018 :‬‬
‫ثالثا‪ :‬أبحاث نهاية تكوين الملحقين القضائيين والمقاالت‬

‫‪98‬‬
‫‪1‬ـ أبحاث نهاية تكوين الملحقين القضائيين‬
‫ـ الكبير اسماعيني‪ ،‬خصوصية المسرة في قضايا التحفيظ العقاري على ضوء‬
‫العمل القضائي‪ ،‬بحث نهاية تكوين الملحقين القضائيين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‬
‫بالرباط‪ ،‬فوج‪ ،39‬فترة التدريب‪.2015-2013 :‬‬
‫عبد الرحيم الطهيري‪ ،‬االجتهاد القضائي في مسطرة التحفيظ‪ ،‬بحث نهاية تكوين‬
‫الملحقين القضائيين‪ ،‬المعهد العالي للقضاء بالرباط‪ ،‬فوج ‪ ،41‬فترة التدريب‪:‬‬
‫‪.2017-2015‬‬
‫‪2‬ـ المقاالت‬
‫عمر السكتاني‪ ،‬خصوصيات الجوانب اإلجرائية لممارسة التعرض في نظام‬
‫التحفيظ العقاري الجديد‪ ،‬دراسة في تطور االجتهاد القضائي المغربي‪،‬منشورات‬
‫مجلة القضاء المدني‪،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام‬
‫التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪،‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫عبد الرزاق عريش‪ ،‬مستجدات الطعون القضائية ضد قرارات قرارات المحافظ‬
‫العقاري في ضوء القانون ‪ 14-07‬ومقتضيات الدستور الجديد‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫القضاء المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام‬
‫التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪،‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫هشام عليوي‪ ،‬التعرض على الحقوق المودعة في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري في ضوء مستجدات القانون رقم ‪ ،14-07‬منشورات مجلة القضاء‬
‫المدني‪ ،‬سلسلة المنازعات العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام التحفيظ‬
‫العقاري ومدونة الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫زكرياء العماري‪ ،‬نهائية الرسم العقاري بين اإلطالق والتقييد‪ ،‬دراسة مركزة في‬
‫االستثناءات الواردة على قاعدة التطهير‪،‬منشورات مجلة القضاء المدني‪،‬سلسلة‬
‫المنازعات العقارية‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء نظام التحفيظ العقاري ومدونة‬
‫الحقوق العينية والمستجدات التشريعية في المادة العقارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سنة‬
‫‪.2013‬‬
‫آيت احمد الغازي‪ ،‬التعرضات في المسطرة العادية والمساطر الخاصة للتحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬الندوة الوطنية حول موضوع األمن العقاري‪ ،‬دفاتر محكمة النقض عدد‬
‫‪ ،26‬سنة ‪.2015‬‬
‫شكيب حيمود‪ ،‬وسائل حماية الحقوق الناشئة خالل مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬الندوة‬
‫الوطنية حول موضوع األمن العقاري‪ ،‬دفاتر محكمة النقض عدد ‪ ،26‬سنة‬
‫‪.2015‬‬

‫‪99‬‬
‫عبد القادر بوبكري‪ ،‬توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية وإشكاالته‬
‫القانونية والعملية‪ ،‬مجلة القانون المدني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬
‫عبد العزيز بلغزال‪ ،‬تأمالت في ضابط الترجيح بذكر سبب الملك‪ ،‬قراءة في ضوء‬
‫مدونة الحقوق العينية والفقه المالكي‪ ،‬المجلة المغربية للدراسات العقارية‬
‫والطبوغرافية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪.2019‬‬
‫محمد العلمي‪ ،‬االشكاالت العملية للتعرض االستثنائي على مطالب التحفيظ‪ ،‬قراءة‬
‫في الفصل ‪ 29‬من القانون ‪ ،14-07‬أشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي ‪25‬‬
‫و‪ 26‬نونبر ‪ 2016‬تحت عنوان العقار والتعمير واالستثمار‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2017‬‬
‫فاتحة الطلحاوي‪ ،‬أي حماية قانونية للمقيد حسن النية في ظل القانون العقاري(‬
‫‪14-07‬و‪ ،)39-08‬أشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي ‪ 25‬و‪ 26‬نونبر ‪2016‬‬
‫تحت عنوان العقار والتعمير واالستثمار‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪.2017‬‬
‫محمد شنان‪ ،‬خصوصية الرقابة القضائية على مشروعية أعمال المحافظ‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية للقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد ‪.21‬‬
‫عبد اإلله المرابط‪ ،‬التمييز بين رفض التحفيظ وإلغاء المطالب في قانون التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية تحت عنوان نظام التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬العدد الخامس‪.2012 ،‬‬
‫هشام المراكشي‪ ،‬دور مسطرة إشهار العقار في طور التحفيظ والتصرفات الواردة‬
‫عليه في حماية األغيار‪ ،‬مجلة القانون المغربي‪.2014 ،‬‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬التطهير الناتج عن تحفيظ العقار‪ ،‬تطور القضاء المغربي‪ ،‬قراءة‬
‫في قرار المجلس األعلى بتاريخ ‪ 29‬ذجنبر‪ ،1999‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصرة‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫يسين اكبيري علوي‪ ،‬استثناء الخلف الخاص من قاعدة التطهير‪ ،‬مقال حديث كتب‬
‫في يوليوز ‪ ،2020‬لم ينشر بعد في أي مجلة‪.‬‬
‫عبد العزيز حضري‪ ،‬تطبيق قواعد المسطرة المدنية أمام قضاء التحفيظ‪ ،‬مجلة‬
‫رسالة دفاع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة‪.2001‬‬
‫محمد المنتصر الداودي‪ ،‬مقاربة بين اختصاصات المحافظ على الملكية العقارية‬
‫وقاضي التحفيظ العقاري على ضوء النصوص القانونية واالجتهادات القضائية‪،‬‬
‫ندوة ثمانون سنة من التحفيظ العقاري‪ ،‬حصيلة وآفاق ‪ ،1993‬مديرية المحافظة‬
‫العقارية والمسح العقاري والخارائطية‪.‬‬
‫حسن فتوخ‪ ،‬مداخلة بعنوان األمن العقاري من خالل توجهات محكمة النقض‪ ،‬ندوة‬
‫وطنية من تنظيم المركز المغربي للدراسات العقارية تكريما للدكتور محمد بنيعيش‬
‫حول موضوع المنازعات العقارية على ضوء آخر قرارات محكمة النقض‪ ،‬يوم ‪2‬‬
‫نونبر ‪ 2018‬بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة‪ ،‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫محمد ناجي شعيب‪ ،‬تحليل وتعليق على ضوء القرار عدد ‪ 78‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،2015-02-03‬في الملف عدد‪ ، 2014/8/1/5341‬نشرة قرارات محكمة‬
‫النقض‪ ،‬الغرفة المدنية‪ ،‬العدد ‪.27‬‬
‫عمر أزوكار‪ ،‬أهم قرارات محكمة النقض الصادرة سنة ‪ 2017‬بشأن مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬محاضرة ألقيت على طلبة كلية الحقوق بسلوان‪ ،‬الناظور‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مراعع باللغة الفرنسية والمواقع االلكترونية‬
‫‪1‬ـ مراعع باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ Berge stephanie , la justice francaise au maroc,‬‬
‫‪1917 .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Paul decroux , droit foncier marocain , Rabat , 1977 .‬‬
‫‪ Leris (Pierre) : « chraà et immatriculation »RLJM , Penant ,‬‬
‫‪1925-1926 , P 14-15.‬‬
‫‪2‬ـ المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ www.youtube.com‬‬
‫‪ www.mahkamaty.com‬‬

‫‪101‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪6..........................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اآلثار السلبية لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على حقوق‬
‫المتقاضين‪11......................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬توازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪12.........................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪12.........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫من حيث افتتاحهما‪12............................................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬أهم الفروقات بين الدعويين من حيث االثبات واألحكام القضائية الصادرة في‬
‫كل منهما‪21.......................................................................................‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬األثر السلبي لتوازي دعوى االستحقاق ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ على حقوق المتقاضين‪28................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أثر إيداع مطلب التحفيظ على اختصاص القضاء العادي‪29..................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬األثر السلبي إليقاف البت من طرف القضاء العادي على حقوق‬
‫المتقاضين‪33......................................................................................‬‬
‫المبحث التاني‪ :‬توازي دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫وتداخل هذه األخيرة مع دعوى االستحقاق الفرعية‪35..........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬توازي دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪35.........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى التعرض على االيداع ودعوى التعرض على‬
‫مطلب التحفيظ‪37.................................................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬مآل دعوى التعرض على االيداع في حالة الحكم بصحة أو عدم صحة‬
‫التعرض على مطلب التحفيظ‪40............................................................…..‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ودعوى‬
‫االستحقاق الفرعية‪43.............................................................................‬‬

‫‪102‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهم الفروقات بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ودعوى االستحقاق‬
‫الفرعية‪43.........................................................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬مدى إمكانية الجمع بين دعوى التعرض على مطلب التحفيظ ودعوى‬
‫االستحقاق الفرعية‪44............................................................................‬‬
‫الفصل التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ‬
‫خالل المرحلة االدارية للتحفيظ والمرحلة القضائية للبت في التعرضات‪47..................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر خارج نطاق مسطرة التحفيظ‬
‫أمام المحافظ على األمالك العقارية‪50.................................................……..‬‬
‫المطلب األول‪:‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم لمطلب التحفيظ والمطلوب‬
‫إيداعه في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪51.....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم لمطلب التحفيظ‪51............‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المطلوب إيداعه في إطار الفصل ‪84‬‬
‫من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪55....................................................................................‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض على مطلب‬
‫التحفيظ‪58.........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض على مطلب التحفيظ‬
‫أمام المحافظ على االمالك العقارية‪58...........................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي القاضي باالستحقاق أمام قرار‬
‫المحافظ على األمالك العقارية بتأسيس الرسم العقاري‪61......................................‬‬
‫المبحث التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي أمام محكمة التحفيظ وبعد تأسيس‬
‫الرسم العقاري…‪65..............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض أمام محكمة‬
‫التحفيظ‪65.......................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬موقف الفقه من حجية الحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض أمام محكمة‬
‫التحفيظ‪66.........................................................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬موقف القضاء المغربي من حجية الحكم القضائي النهائي المدعم للتعرض‬
‫أمام محكمة التحفيظ‪67............................................................................‬‬
‫المطلب التاني‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر في دعوى التعرض على‬
‫االيداع خالل مسطرة التحفيظ وبعد تأسيس الرسم العقاري‪71.................................‬‬

‫‪103‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي المودع في إطار الفصل ‪ 84‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‬
‫خالل مسطرة التحفيظ‪71.........................................................................‬‬
‫الفقرة التانية‪ :‬القيمة القانونية للحكم القضائي النهائي الصادر في دعوى التعرض على‬
‫االيداع بعد تأسيس الرسم العقاري‪76...........................................................‬‬
‫خاتمة‪88..........................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة في البحث‪95..........................................................‬‬
‫الفهرس‪102......................................................................................‬‬

‫‪104‬‬

You might also like