You are on page 1of 30

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم العلوم اإلسالمية‬


‫السنة األولى ماستر شريعة وقانون‬

‫دروس في مقياس العقود المسماة‬


‫عقد البيع‬
‫دروس موجهة لطلبة السنة األولى ماستر شريعة وقانون‬
‫السداسي الثاني‬
‫من إعداد‪:‬‬
‫د‪ /‬قديري محـمد توفيق‬
‫أستاذ متعاقد في قسم العلوم اإلسالمية‬
‫وأستاذ محاضر ب‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ /‬جامعة تيارت‬

‫السنة الجامعية ‪9191/9102‬‬


‫المحاضرة األولى‪ :‬مدخل إلى العقود المسماة‬
‫وضع المشرع في نظرية العقد القواعد العامة التي تحكم العالقات التعاقدية بين األشخاص‪ ،‬والتي‬
‫يلجأ طرفا العقد إليها حين ال يتفقان على ما يخالفها في حدود النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬واضافة إلى‬
‫نظرية العقد قام المشرع بوضع تنظيم لطائفة من العقود في القانون المدني تعتبر تطبيقا خاصا للقواعد‬
‫الواردة في نظرية العقد ويرجع إليها األفراد في معامالتهم الشائعة من بيع وقرض وشركة وايجار ووكالة‬
‫ومقاولة‪...‬الخ والتي اصطلح عليها بالعقود المسماة‪.‬‬
‫‪ -0‬تحديد المقصود بالعقود المسماة‪ :‬هي تلك الطائفة من العقود التي اختصها المشرع باسم محدد‬
‫وتنظيم خاص نظ ار لشيوعها بين الناس واستقرار قواعدها وكثرة تداولها مثل البيع واإليجار والوكالة‬
‫والشركة‪....‬الخ‪ ،‬حيث لم يترك أمرها للقواعد العامة الواردة في نظرية االلتزام بل وضع لها نظاما متكامال‪.‬‬
‫ويقابل مص طلح العقود المسماة مصطلح العقود غير المسماة‪ ،‬وهي تلك الطائفة من العقود التي لم‬
‫ينظمها المشرع بتنظيم خاص حتى ولو كان لهذه العقود اسم خاص ويقع تداولها‪ .‬والعقود غير المسماة ‪-‬‬
‫خالف العقود المسماة‪ -‬هي عقود غير قابلة للحصر كونها تخضع لمبدأ سلطان اإلرادة في حدود النظام‬
‫العام واآلداب العامة‪ .‬وعليه فإم معيار التفرقة بين العقد المسمى وغير المسمى هو التنظيم القانوني لها‬
‫وضبط أحكامها بنصوص خاصة تبين أركانها وآثارها سواء ورد النص عليها في القانون المدني أو نص‬
‫آخر تشريعا كان أو تنظيما‪.‬‬
‫‪ -9‬غاية المشرع من وضع العقود المسماة‪ :‬إن المشرع حين ينظم أحكام العقود المسماة فإنه يرمي إلى‬
‫تحقيق جملة من األهداف لعل أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0-9‬التيسير على األفراد في تنظيم تعاقداتهم‬
‫‪ -9-9‬تفصيل القواعد العامة الواردة في نظرية االلتزام والخروج عنها عند االقتضاء‬
‫‪ -3-9‬تسهيل عمل القضاة أثناء نظرهم في المنازعات الناجمة عن تعاقدات األفراد المختلفة‬
‫‪ -3‬القواعد المطبقة على العقود المسماة‪ :‬األصل في قواعد القانون المدني أنها قواعد مكملة إلرادة‬
‫األفراد‪ ،‬لذلك فإن على القاضي حين النظر في مسألة تتعلق بتنفيذ عقد من العقود أن يرجع أوال إلى اتفاق‬
‫األطراف ما لم يخا لف النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬فإذا لم يجد لألطراف اتفاقا حول تلك المسألة نظر في‬
‫النصوص القانونية الخاصة بذلك العقد فإذا لم تسعفه هذه القواعد الخاصة لجأ إلى القواعد العامة في‬
‫نظرية االلتزام‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫ويحتاج القاضي في عمله هذا إلى مجموعة من العمليات العقلية المتصلة المنفصلة حتى يحدد‬
‫طبيعة العقد ويعرف القواعد واجبة التطبيق عليه‪ ،‬وهي عمليتا التكييف والتفسير؛ فتكييف العقد هو تحديد‬
‫الوصف القانوني للعقد لوضعه ضمن تصنيفه الصحيح وهي عملية أولية يقوم بها القاضي قبل الخوض‬
‫في حل النزاع المعروض عليه‪ ،‬وأحيانا يضطر القاضي إلى اللجوء لتفسير إرادة األطراف وغايتهم‬
‫التعاقدية حتى يتمكن من التكييف الصحيح‪ ،‬فالتفسير إذن هو استخالص إرادة األفراد ووضعها في‬
‫اإلطار القانوني الصحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع العقود المسماة في القانون المدني الجزائري‪ :‬وضع المشرع الجزائري في القانون المدني ما‬
‫يمكن تسميته أمهات العقود الخاصة وفق تصنيف تقليدي قائم على أساس محل العقد؛ حيث نجد‪:‬‬
‫‪ -0-4‬العقود المتعلقة بالملكية(الباب السابع من الكتاب الثاني من القانون المدني‪ ،‬المواد ‪ 350‬إلى‬
‫‪ :)444‬وهي على التوالي؛ البيع؛ المقايضة؛ الشركة؛ القرض االستهالكي؛ الصلح‪.‬‬
‫‪ -9-4‬العقود المتعلقة باال نتفاع بالشيء(الباب الثامن من الكتاب الثاني من القانون المدني‪ ،‬المواد‬
‫‪ 444‬إلى ‪ :)545‬وهي اإليجار والعارية‪.‬‬
‫‪ -3-4‬العقود الواردة على العمل(الباب التاسع من الكتاب الثاني من القانون المدني‪ ،‬المواد ‪ 542‬إلى‬
‫‪ :)400‬وهي على التوالي؛ المقاولة؛ عقد التسيير؛ الوديعة؛ الحراسة‪.‬‬
‫‪ -4-4‬عقود الغرر( الباب العاشر من الكتاب الثاني من القانون المدني‪ ،‬المواد ‪ :)443 -409‬وهي‬
‫على التوالي؛ القمار والرهان؛ المرتب مدى الحياة؛ التأمين‪.‬‬
‫‪ -5-4‬عقد الكفالة( الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني من القانون المدني المواد ‪ 444‬إلى‬
‫‪ :)443‬وقد خصص المشرع لها بابا مستقال نظ ار ألهميتها باعتبارها أهم التأمينات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -6-4‬كما نجد ضمن الكتاب الرابع من القانون المدني الخاص بالحقوق العينية التبعية أو التأمينات‬
‫العينية عقدين هما‪ :‬الرهن الرسمي( الباب األول من الكتاب الرابع من القانون المدني‪ ،‬المواد ‪ 888‬إلى‬
‫‪)396‬؛ الرهن الحيازي( الباب الثالث من الكتاب الرابع من القانون المدني‪ ،‬المواد ‪ 348‬إلى ‪.)389‬‬
‫وسيتم التطرق في هذا المقياس إلى نماذج عن العقود المسماة وهما عقد البيع وعقد اإليجار وعقد‬
‫المقاولة‪ ،‬فالبيع نموذج عن العقود الواردة على الملكية واإليجار نموذج عن العقود الواردة على منفعة‬
‫والمقاولة نموذج عن العقود الواردة على عمل‪ .‬وقد تم التطرق خالل السنة الثالثة إلى عقد الكفالة وعقد‬
‫الرهن الرسمي وهي نماذج عن عقود الضمان‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬مدخل إلى عقد البيع‬
‫وضع المشرع الجزائري عقد البيع على رأس العقود المسماة في القانون المدني تماشيا مع المنطق‬
‫الذي يعتبر البيع أهم العقود المسماة فهو أقدم العقود وأكثرها تداولها في الحياة اليومية‪.‬‬
‫وجاءت أحكام البيع في القانون المدني الجزائري في المواد(‪ )466-959‬أي ‪ 991‬مادة‪ ،‬حيث بدأ‬
‫المشرع الجزائري بتعريف عقد البيع ثم ذكر مسألة عدم العلم الكافي بالمبيع ثم عرض أنواعا من البيوع‬
‫تختلف من حيث مضموم التراضي‪ ،‬ثم انتقل المشرع إلى محل عقد البيع (المبيع والثمن) وما تعلق به من‬
‫أحكام‪ ،‬ثم تطرق إلى التزامات البائع (نقل الملكية؛ التسليم؛ الضمان) فالتزامات المشتري (دفع الثمن؛‬
‫مصاريف العقد؛ تكاليف المبيع)‪ ،‬ليختتم المشرع الجزائري أحكام عقد البيع بالحديث عن أنواع خاصة من‬
‫البيوع (بيع ملك الغير؛ بيع الحقوق المتنازع عليها ؛ بيع التركة؛ البيع في مرض الموت؛ بيع النائب‬
‫لنفسه)‪.‬‬
‫وسنتطرق إلى جميع هذه المسائل وفق الترتيب اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مدخل إلى عقد البيع(‪ -‬تعريف عقد البيع؛ ‪ -‬خصائص عقد البيع؛ ‪ -‬تمييز عقد البيع عن بعض‬
‫العقود التي تلتبس به)‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان عقد البيع(‪ -‬التراضي؛ ‪ -‬المحل والسبب؛ ‪ -‬الشكلية في عقد البيع)‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬التزامات البائع(‪ -‬نقل الملكية؛ ‪ -‬التسليم؛ ‪ -‬الضمان)‪،‬‬
‫رابعا‪ :‬التزامات المشتري( ‪ -‬دفع الثمن؛ ‪ -‬تَ َسُّلم المبيع؛ ‪ -‬مصاريف العقد وتكاليف المبيع)‪،‬‬
‫خامسا‪ :‬أنواع خاضة من البيوع(‪ -‬بيع ملك الغير؛ ‪ -‬بيع الحقوق المتنازع عليها؛ ‪ -‬بيع التركة؛ البيع في‬
‫مرض الموت؛ ‪ -‬بيع النائب لنفسه)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدخل إلى عقد البيع‬


‫نتناول تحت هذا العنوان تعريف عقد البيع؛ خصائص عقد البيع؛ تمييز عقد البيع عن بعض أنواع‬
‫العقود التي تلتبس به‪.‬‬
‫‪ -0‬تعريف عقد البيع‪ :‬نص المشرع الجزائري على تعريف عقد البيع في المادة ‪ 959‬من القانون المدني‬
‫بأنه‪ (:‬البيع عقد يلتزم البائع بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا آخر في مقابل‬
‫ثمن نقدي)‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫ونالحظ هنا بأن المشرع الجزائري عرف البيع من خالل أهم خصائصه وهي كون البيع عقدا يرد‬
‫على الملكية ويرتب التزاما على عاتق البائع بنقل الملكية للمشتري في مقابل عوض هو الثمن النقدي‬
‫الذي يدفعه المشتري‪.‬‬
‫شراح القانون المدني مجموعة من الخصائص يتميز بها عقد البيع وهي‪:‬‬
‫‪ -9‬خصائص عقد البيع‪ :‬وضع ّ‬
‫‪ -0-9‬عقد يرتب التزاما بنقل الملكية‪:‬‬
‫‪ -9-9‬عقد معاوضة‪:‬‬
‫‪ -3-9‬عقد رضائي من حيث األصل‪:‬‬
‫‪ -4-9‬عقد ملزم الجانبين‪:‬‬
‫‪ -5-9‬عقد محدد القيمة من حيث األصل‪:‬‬
‫‪ -4-9‬عقد نافذ حال حياة المتعاقدين‪:‬‬
‫‪ -4-9‬عقد المقابل فيه نقدي‪:‬‬

‫‪ -3‬تمييز عقد البيع عن بعض أنواع العقود التي تلتبس به‪ :‬نتطرق هنا إلى التفرقة بين عقد‬

‫البيع وطائفة من العقود قد تلتبس به أو تتقاطع معه‪.‬‬


‫‪ -0-3‬البيع واإليجار‪ :‬البيع عقد يرد على الملكية مقابل ثمن نقدي ويرتب حقا عينيا على المبيع لصالح‬
‫المشتري‪ ،‬أما اإليجار فهو عقد يرد على المنفعة ويرتب حقا شخصيا للمستأجر في مواجهة المؤجر والذي‬
‫بمقتضاه يلتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة لمدة معينة مقابل بدل إيجار معلوم‪.‬‬

‫ورغم الفرق ّ‬
‫البين بينهما إال أنهما يلتبسان ببعضهما في بعض الحاالت أهمها صيغة البيع باإليجار وحالة‬
‫بيع الثمار والمنتجات التي يتم الحصول عليها من زراعة األرض‪.‬‬
‫بالنسبة للمسألة األولى التي نظمها المشرع الجزائري بالمرسوم التنفيذي ‪ 915-19‬المؤرخ في‬
‫‪ 8119/14/89‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 888-94‬المؤرخ في ‪ 8194/91/95‬الذي يحدد‬
‫شروط وكيفيات شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية‪ ،‬وقد نص المشرع في المادة ‪ 969‬من القانون‬
‫المدني باعتبار اإليجار المنهي بالبيع أو البيع باإليجار عقد بيع الثمن فيه مقسط‪.‬‬
‫بالنسبة للحالة الثانية فهي اتفاق المالك مع الغير على تمكين الغير من ثمار الشيء أو منتجاته مقابل‬
‫ثمن نقدي‪ ،‬فهل العقد بيع للثمار والمنتجات أم تأجير باعتبار الثمار والمنتجات منافع للشيء األصلي‪.‬‬
‫هنا نفرق بين احتمالين‪:‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪ -‬الثمار(ما يتولد عن الشيء بصفة دورية دون أن تمس بأصل الشيء فتنقص منه بحيث يبقى الشيء‬
‫على حاله) ‪ ،‬وهنا يعتبر العقد بيعا إذا كان المقابل النقدي إجماليا أو كان العقد منصبا على جزء محدد‬
‫من الثمار‪ .‬أما إذا كان المقابل النقدي مستحقا بصفة دورية في فترات محددة ونفقات الزراعة على عاتق‬
‫المشتري كان العقد إيجا ار‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات أو الحاصالت( فهي ال تتصف بالدورية ويؤدي تحصيلها إلى اإلنقاص من أصل الشيء)‬
‫هنا يعتبر العقد بيعا ألن من مقتضيات عقد اإليجار أن يرد المستأجر للمؤجر العين المؤجرة على حالها‬
‫عند انتهاء العقد وهو ما ال يتوفر في بيع المنتجات‪.‬‬
‫‪ -9-3‬البيع والمقاولة‪ :‬المقاولة عقد يتعهد المقاول بموجبه أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر‬
‫يؤديه له الطرف اآلخر الذي يسمر رب العمل‪ ،‬ويلتبس البيع مع المقاولة على الرغم من اختالفهما في‬
‫محل العقد من حيث األصل‪ ،‬وذلك حين يلتزم المقاول بتقديم مادة الشيء والعمل معا مثل النجار وصانع‬
‫األثاث‪ ،‬والمعيار المرجح هو النظر في قيمة العمل والمادة المستعملة فإذا قدم المقاول (صانع األثاث)‬
‫المادة (األخشاب والقماش) من عنده وعمل عليها ثم سلمها لرب العمل مقابل ثمن معلوم يدفع عند التسليم‬
‫فإن العقد هنا يعتبر بيعا ألشياء مستقبلية‪ ،‬أما إذا كانت المواد مقدمة من رب العمل فالعقد مقاولة‪.‬‬
‫‪ -3-3‬البيع والوكالة‪ :‬الوكالة مثل المقاولة عقد يرد عى العمل‪ ،‬واألصل فيها التبرع خالف البيع الذي‬
‫يرد على الملكية ويكون معاوضة‪ .‬ومقتضى الوكالة أن يقوم الوكيل بعمل باسم ولحساب الموكل‬
‫(األصيل)‪ .‬وتلتبس الوكالة بالبيع في بعض الحاالت مثل تسليم تاجر الجملة بضاعة لتجار التجزئة لبيعها‬
‫للزبائن بثمن محدد ومن ثم يتحاسبون مع تاجر الجملة مقابل هامش ربح‪ .‬فهنا تكون الوكالة بعمولة حتى‬
‫ولو كان ظاهرها أن تاجر الجملة قد باع البضاعة لتاجر التجزئة‪ .‬أما إذا اتفق الطرفان على نقل الملكية‬
‫لتاجر التجزئة أو سلمت له البضاعة فيبيعها بالسعر الذي يناسبه ثم يدفع لتاجر الجملة ثمن البضاعة‬
‫األصلي فالعقد هنا بيع‪.‬‬
‫‪ -4-3‬البيع والهبة‪ :‬الهبة تمليك بال عوض فهي تختل ف عن البيع في أنها من عقود التبرع والبيع من‬
‫المعاوضات‪ .‬البيع قد يلتبس مع الهبة حين تنعقد مقترنة بشرط يفرض على الموهوب له مقابال معينا‪.‬‬
‫ومناط التحقق هو قيمة المقابل المطلوب من الموهوب له إضافة لنية التبرع لدى الواهب؛ فإذا كان المقابل‬
‫مساويا أو يفوق قيمة الشيء فالعقد بيع ال غبار عليه والعكس صحيح‪.‬‬
‫وقد يتخذ البيع ستا ار للهبة‪ ،‬فيكون العقد الظاهر بيعا والعقد الخفي المستتر النافذ بين طرفيه هبة‪ .‬وهو ما‬
‫يقوم به الناس عادة للهروب من أحكام الميراث أو إلخفاء أموالهم عن الدائنين‪ ،‬وهنا يسري بين المتعاقدين‬
‫‪-6-‬‬
‫العقد الحقيقي الخفي أما في مواجهة الغير والخلف الخاص والدائنين فيسري العقد الظاهر‪ ،‬وعلى من‬
‫يدعي بالصورية إثباتها طبقا للحاكم المنصوص عليها في المادتين ‪ 938‬و ‪ 933‬من القانون المدني‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ -5-3‬البيع والوصية‪ :‬الوصية تصرف بإرادة منفردة‪ ،‬وهي تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بال عوض‬
‫ويبقى للموصي صفة المالك حتى موته‪ .‬وذلك خالف البيع فهو عقد معاوضة نافذ حال حياة عاقديه‬
‫حيث يرتب انتقال الملكية فور العقد من حيث األصل‪ .‬ولكن البيع يلتبس بالوصية حين يتخذ البيع ستارا‬
‫للوصية تهربا من أحكام الوصية اآلمرة ال سيما ما تعلق بالوصية لوارث أو بما جاوز الثلث للغير‪ .‬وعند‬
‫المنازعة في األمر فإن القاضي يتحقق من كون التصرف وصية من خالل الظروف المالبسة والقرائن‪،‬‬
‫ومنها القرينة القانونية التي نص عليها المشرع في المادة ‪ 111‬من القانون المدني‪ (:‬يعتبر التصرف‬
‫وصية وتجري عليه أحكامها إذا تصرف شخص ألحد ورثته واستثنى لنفسه بطريقة ما حيازة الشيء‬
‫المتصرف فيه واالنتفاع به مدة حياته ما لم يكن هناك دليل يخالف ذلك)‪.‬‬
‫‪ -4-3‬البيع والمقايضة‪ :‬متثضى عقد المقايضة مبادلة مال بمال ما عدا النقود‪ ،‬وهي تشترك مع البيع‬
‫في كونها عقدا يرد على الملكية وتطبق عليها طبقا القانون الجزائري أحكام عقد البيع بالقدر الذي تسمح‬
‫به طبيعتها الخاصة‪ ،‬وعليه فاالختالف بين البيع والمقايضة إنما يكمن في خاصية الثمن النقدي‪ ،‬لذك‬
‫يلتبس البيع بالمقايضة حين يكون مقابل نقل الملكية شيئا يضاف إلى مبلغ مالي أو حين يكون المقابل‬
‫أوراقا مالية أو سبائك ذهبية‪ .‬ففي الحال ة األولى ننظر في قيمة المبيع مقارنة بحجم النقود المضاف‬
‫للشيء المقابل‪ ،‬فإذا كان الجزء الغالب من المقابل للشيء المنقولة ملكيته هو النقود فالعقد بيع‪ ،‬واذا كان‬
‫الغالب هو قيمة الشيء المضاف للمقابل فالعقد مقايضة‪ .‬أما في الحالة الثانية (حالة المقابل سبائك ذهبية‬
‫أو أوراق مالية) فالقول الراجح يتجه إلى اعتبارها مقايضة‪.‬‬
‫وننتقل اآلن إلى المحاضرة الثالثة والمتعلقة بأركان عقد البيع‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬ثانيا‪ :‬أركان عقد البيع‬
‫ثانيا‪ :‬أركان عقد البيع‪:‬‬

‫عقد البيع مثل سائر العقود الرضائية يقوم على ثالثة أركان؛ التراضي المحل والسبب‪ ،‬ويضاف‬
‫إليها ركن الشكلية في عقد البيع الوارد على عقار‪ ،‬وعليه نتطرق إلى أركان البيع بدءا بالتراضي فالمحل‬
‫والسبب ثم الشكلية‪.‬‬
‫‪ -0‬التراضي في عقد البيع‪ :‬يطرح التراضي في عقد البيع مجموعة من المسائل نتناولها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -0-0‬مفهوم التراضي في عقد البيع‪ :‬يقصد بالتراضي في عقد البيع توافق إرادتي البائع والمشتري على‬
‫نقل ملكية المبيع من البائع إلى المشتري مقابل ثمن نقدي‪ .‬أي أن يتفق الطرفان على طبيعة العقد ومحله‪،‬‬
‫حيث يجب أن يقصد الطرفان إبرام عقد بيع وأن يحددا الشيء المبيع والثمن المقابل له أو أساس تحديده‪.‬‬
‫فإذا لم يقع تطابق في اإلرادات بين األطراف المتعاقدة في أي من هذه المسائل الجوهرية اعتبر البيع غير‬
‫منقعد‪.‬‬
‫أما المسائل التفصيلية في عقد البيع مثل موعد تسليم المبيع وكيفية تسديد الثمن‪..‬الخ‪ ،‬فإنه وطبقا‬
‫لما ورد في المادة ‪ 65‬من القانون المدني فإنه إذا اتفق الطرفان على جميع المسائل الجوهرية في العقد‬
‫واحتفظا بالمسائل تفصيلية يتفقان عليها فيما بعد ولم يشترطا اأال أثر للعقد عند عدم االتفاق عليها اعتبر‬
‫العقد منبرما‪ .‬واذا قام خالف على المسائل التي لم يتم االتفاق عليها فإن المحكمة تقضي فيها طبقا‬
‫لطبيعة المعاملة وألحكام القانون والعرف والعدالة‪.‬‬
‫‪ -9-0‬شروط صحة التراضي في عقد البيع‪ :‬إذا كان توافق إرادتي البائع والمشترى وتطابقهما على‬
‫النحو السابق ضروريا لوجود عقد البيع (وجود التراضي) فإنه ال بد لهذا التراضي من شروط صحة حتى‬
‫يكون له أثر وال يصبح مهددا باإلبطال ( صحة التراضي)‪ .‬وأحكام صحة التراضي في عقد البيع منها ما‬
‫هو موجود في القواعد العامة لنظرية العقد ومنها ما هو منصوص عليه في القواعد الخاصة بعقد البيع‪.‬‬
‫‪ -0-9-0‬في القواعد العامة في نظرية العقد‪ :‬ومقتضى هذه القواعد أن يكون المتعاقد كامل األهلية أي‬
‫بلغ سن الرشد المدني (‪ 93‬سنة) متمتعا بقواه العقلية غير محجور عليه‪ ،‬وأن تكون إرادته غير مشوبة‬
‫بعيب الغلط أو التدليس أو اإلكراه أو االستغالل‪.‬‬
‫‪ -9-9-0‬في القواعد الخاصة بعقد البيع‪ :‬ورد النص على مسألة خاصة تتعلق بحماية رضا المشتري‬
‫في المادة ‪ 958‬من القانون المدني وهي مسألة العلم الكافي بالمبيع‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 958‬على أنه‬
‫يجب أن يكون المشتري عالما بالمبيع علما كافيا‪ ،‬ويعتبر كافيا إذا اشتمل العقد على بيان وصف المبيع‬
‫‪-8-‬‬
‫وأوصافه األساسية بحيث يمكن التعرف عليه‪ .‬واذا ذكر في العقد أن المشتري عالم بالمبيع سقط حقه في‬
‫طلب إبطال البيع بدعوى عدم العلم به إال إذا أثبت غش البائع‪.‬‬
‫ومقتضى المادة ‪ 958‬من القانون المدني أن للمشتري لحق في إبطال عقد البيع إذا لم يكن عالما بالمبيع‬
‫علما كافيا حسب طبيعة كل مبيع‪ ،‬ولكن هذا الحق في طلب اإلبطال يسقط في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يذكر في العقد أن المشتري عالم بالمبيع ما لم يثبت عش البائع‪،‬‬
‫‪ -‬إذا لم يرفع دعوى اإلبطال خالل خمس سنوات من تاريخ رؤيته للمبيع أو ‪ 91‬سنوات منذ إبرام العقد‪،‬‬
‫‪ -‬تنازل المشتري عن حقه في طلب اإلبطال صراحة أو ضمنا‪،‬‬
‫‪ -‬إصابة المبيع بعيب وهو في يد المشتري بسبب ال عالقة للبائع به‪.‬‬
‫‪ -3-0‬صور خاصة للتراضي في عقد البيع‪ :‬هذه الصور منها ما هو تطبيق للقواعد العامة الواردة في‬
‫نظرية العقد على عقد البيع‪ ،‬ومنها ما هو خاص بعقد البيع ويسمى البيوع الموصوفة‪.‬‬
‫‪ -0-3-0‬صور خاصة للتراضي في عقد البيع من خالل إسقاط القواعد العامة في نظرية العقد‪ :‬هي‬
‫طرق خاصة لتوافق اإلرادتين على إبرام عقد البيع وأهمها الوعد بالتعاقد والتعاقد بالعربون‪:‬‬
‫‪ -0-0-3-0‬الوعد بالتعاقد‪ :‬نص المشرع على أحكام الوعد بالتعاقد في المادتين ‪ 19‬و‪ 18‬من القانون‬
‫المدني‪ ،‬وبإسقاط ما ورد فيهما من أحكام على عقد البيع نجد األحكام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الوعد بالبيع‪ :‬مقتضاه أن يعد شخص ما يسمى الواعد شخصا آخر يسمى الموعود له أن يبيع له شيئا‬
‫ما بمقابل ثمن نقدي إذا أبدى الموعود له رغبته في ذلك خالل األجل المتفق عليه بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬الوعد بالشراء‪ :‬وهو الصورة العكسية للوعد بالبيع‪.‬‬
‫‪ -‬الوعد بالبيع والشراء‪ :‬ويسمى الوعد التبادلي‪ ،‬أب أن كل طرف واعد وموعود له في نفس الوقت ويبقى‬
‫كل منهما ملتزما تجاه الطرف اآلخر خالل مدة الوعد‪.‬‬
‫‪ -0-0-0-3-0‬شروط الوعد بالبيع‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 19‬من القانون المدني يتبين لنا أن شروط‬
‫الوعد بالتعاقد (والوعد بالبيع من ضمنها) تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المسائل الجوهرية في العقد الموعود به (البيع) وذلك باالتفاق على طبيعة العقد الموعود به‬
‫والمبيع والثمن‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المدة التي يبقى فيها الواعد ملتزما بوعده‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ -‬إذا كان العقد الموعود به يتطلب شكال معينا فإن عقد الوعد بالتعاقد ال بد أن يكون أيضا في ذلك‬
‫الشكل‪ ،‬وعليه في حالة الوعد بالبيع الوارد على عقار ال بد أن يكون الوعد ببيع العقار مفرغا في الشكل‬
‫الرسمي‪ ،‬وأضاف قانون المالية لسنة ‪ 8114‬ضرورة تسجيل عقد الوعد ببيع عقار لدى مصالح الضرائب‪.‬‬
‫وعليه فإن عقد الوعد بالبيع هو عقد مستقل في حد ذاته عن عقد البيع الموعود به‪.‬‬
‫‪ -9-0-0-3-0‬آثار الوعد بالبيع‪ :‬إذا انعقد الوعد بالبيع صحيحا رتب حقا شخصيا للموعد له في ذمة‬
‫الواعد يلتزم بمقتضاه أن يبقى على وعده طيلة المدة المتفق عليها وأالا يتصرف في الشيء الموعود به‬
‫ببيعه إلى شخص آخر‪ .‬وهنا نفرق بين عدة احتماالت‪:‬‬
‫‪ -‬انقضاء المدة المتفق عليها دون إبداء الموعود له قبوله بإتمام إجراءات البيع‪ ،‬هنا يسقط الوعد بالبيع‬
‫وتب أر ذمة الواعد‪،‬‬
‫‪ -‬إبداء الموعود له رغبته في إتمام عقد البيع‪ ،‬هنا ال نكون في حاجة لرضا جديد من الواعد ويعتبر العقد‬
‫مبرما من إبداء الموعود له رغبته‪ .‬فإذا نكل الواعد وقاضاه الموعود له كان له أن يطلب تنفيذ الوعد وقد‬
‫بحل حكم القاضي محل العقد إذا كانت الشروط الالزمة إلتمام البيع متوفرة ال سيما الشكل‪( .‬المادة ‪18‬‬
‫من القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -‬تصرف الواعد في الشيء الموعود له لشخص آخر خالل مدة الوعد‪ ،‬هنا تقوم المسؤولية العقدية للبائع‬
‫عن إخالله بااللتزام الناشئ عن عقد الوعد بالبيع‪ .‬ولكن يبقي تصرف الواعد للغير تصرفا صحيحا ألن‬
‫الشيء الموعد له يبقى ملكا له خالل فترة الوعد‪ ،‬ولكن تقوم مسؤولية البائع ألنه أخل بالتزامه‪.‬‬
‫‪ -9-0-3-0‬التعاقد بالعربون‪(:‬البيع بالعربون)‪ :‬نظم المشرع الجزائري التعاقد بالعربون ألول مرة سنة‬
‫‪ 8115‬حين عدل القانون المدني بموجب القانون ‪ 91-15‬المؤرخ في ‪ 8115/61/81‬حين أضاف‬
‫المادة ‪ 18‬مكرر والتي نص فيها على ما يلي‪ (:‬يمنح دفع العربون وقت إبرام العقد لكل من المتعاقدين‬
‫الحق في العدول عنه خالل المدة المتفق عليها إال إذا قضى االتفاق بخالف ذلك‪.‬‬
‫فإذا عدل من دفع العربون فقده‪.‬‬
‫رده ومثله ولو لم يترتب على العدول أي ضرر)‪.‬‬
‫واذا عدل من قبضه ّ‬
‫فالعريون إذن هو مبلغ نقدي يدفعه أحد المتعاقدين لآلخر(المشتري يدفعه للبائع في عقد البيع) مقابل حق‬

‫العدول عن العقد‪ .‬فإذا عدل من دفع العربون فقده واذا عدل من قبض العربون ّ‬
‫رده ومثله‪.‬‬
‫واألصل في القانون الجزائري أن العربون هو مقابل حق العدول ما لم يشترط المتعاقدان أو ظهر من‬
‫ظروف العقد أنهما قصدا أن يكون العربون جزءا من الثمن‪.‬‬
‫‪- 01 -‬‬
‫‪ -9-3-0‬صور خاصة للتراضي في عقد البيع من خالل القواعد الخاصة بعقد البيع (البيوع‬
‫الموصوفة‪ :‬وضع المشرع نماذج خاصة للتراضي على عقد البيع أوردها في المواد (‪ 959‬إلى ‪ )955‬من‬
‫القانون المدني وهي على التوالي‪ :‬البيع بالعينة؛ البيع بشرط المذاق؛ والبيع بشرط التجربة‪.‬‬

‫‪ -0-9-3-0‬البيع بالعينة‪ :‬في هذه الصورة من البيع يقدم البائع للمشتري ّ‬


‫عينة ويتفق معه على أن‬
‫يقدم له بضاعة مطابقة لهذه العينة‪ .‬وهذا البيع من حيث األصل بيع بات منجز إال إذا اتفق الطرفان على‬
‫اعتباره بيعا معلقا على شرط فاسخ هو عدم مطابقة البضاعة للعينة‪.‬‬
‫للعينة ألزم لها المشتري‪ ،‬واذا لم تكن مطابقة وأثبت المشتري ذلك جاز له أن‬
‫فإذا كانت البضاعة مطابقة ّ‬
‫للعينة‪.‬‬
‫يطلب فسخ العقد مع التعويض أو أن يطلب الحصول على بضاعة مطابقة ّ‬
‫العينة وثار نزاع حول مطابقة البضاعة لها ننظر تحت يد من هلكت العينة؟ فإذا هلكت العينة‬
‫واذا هلكت ّ‬
‫بيد المشتري فإن البضاعة تعتبر مطابقة للعينة حتى يثبت المشتري عكس ذلك‪.‬‬
‫العينة بيد البائع وادعى المشتري عدم المطابقة كان عبء اإلثبات على عاتق البائع‪.‬‬
‫أما إذا هلكت ّ‬
‫‪ -9-9-3-0‬البيع بشرط المذاق‪ :‬طبقا للمادة ‪ 954‬من القانون المدني فالبيع بشرط المذاق بيع يمنح‬
‫فيه للمشتري حق تذوق المبيع وقبوله أو رفضه كيفما شاء‪ .‬وال ينعقد البيع إال من تاريخ إعالن المشتري‬
‫قبوله المبيع‪ ،‬على أن يعلن المشتري قبوله في األجل المحدد اتفاقا أو عرفا‪.‬‬
‫‪ -3-9-3-0‬البيع بالتجربة‪ :‬نصت عليه المادة ‪ 955‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬ومقتضاه أن ُي َم ِّّك َن‬
‫البائع المشتري من تجربة المبيع خالل مدة متفق عليها بينهما أو من تحديد البائع حال عدم االتفاق‪،‬‬
‫ليقرر المشتري قبول المبيع أو ورفضه خالل هذه المدة‪ .‬فإذا مرت المدة المحددة وسكت المشتري مع‬
‫تمكنه من تجربة المبيع فإن سكوته ُي َع ُّد قبوال ويعتبر عقد البيع مبرما‪.‬‬
‫واألصل في البيع بالتجربة أنه يعتبر بيعا معلقا على شرط واقف هو قبول المبيع بالمشتري بعد تجربته‪،‬‬
‫إال إذا تبين من اتفاق األطراف أو ظروف التعاقد أنه بيع نافذ معلق على شرط فاسخ هو رفض المشتري‬
‫للمبيع بعد تجربته‪.‬‬
‫‪ -9‬المحل في عقد البيع‪ :‬عقد البيع عقد معاوضة ركن المحل فيه مشكل من عنصرين أحدهما يمثل‬
‫محل التزام البائع (الشيء المبيع) والثاني يمثل محل التزام المشتري( الثمن النقدي)‪ ،‬وهما معا يكونان‬
‫محل عقد البيع ودونهما ال يعتبر العقد بيعا‪.‬‬
‫‪ -0-9‬المبيع‪ :‬المبيع هو الشيء أو الحق العيني الذي ينقل البائع ملكيته إلى المشتري مقابل ثمن نقدي‪،‬‬
‫ويشترط في المبيع ما يلي‪:‬‬
‫‪- 00 -‬‬
‫‪ -0-0-9‬الوجود أو القابلية للوجود‪ :‬أي أن يكون المبيع موجودا فعال عند التعاقد‪ ،‬أو يقصد المتعاقدان‬
‫التعاقد على مبيع سيوجد مستقبال بشرط أن يكون قابال للوجود‪ .‬واشترط وجود المبيع يقابل اشتراط أن ال‬
‫يكون المبيع مستحيال‪.‬‬
‫فإذا تم التعاقد على شيء غير موجود أصال أو ظن الطرفان وجوده ثم تبين أنه هلك قبل التعاقد فالعقد‬
‫باطل بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫ويمكن التعاقد على ما لم يوجد ما دام ممكن الوجود مستقبال إال إذا منع القانون ذلك مثل التعامل في‬
‫تركة إنسان حي (المادة ‪ 38‬من القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -9-0-9‬التعيين أو القابلية للتعيين‪ :‬أي يجب أن يتم تعيين المبيع أو تحديد معايير لتعيينه‪ ،‬وذلك‬
‫حسب نوع المبيع‪ .‬فالشيء المعين بذاته يتم تعيينه بذكر أوصافه فالعقار تذكر موقعه ومساحته وطبيعته‬
‫(مبني‪ /‬فضاء‪ /‬فالحي‪ /‬صناعي‪..‬الخ) ‪ ،‬والمنقول كالساعة والسيارة يحدد بنوعه وط ارزه ولونه وتاريخ‬
‫صنعه‪..‬الخ‪ .‬أما المبيع النعين بنوعه من المثليات كالحبوب والخضر والفواكه فتعين بجنسها ومقدارها‬
‫بالوزن أو العدد أو الكيل‪.‬‬
‫ومقدار المبيع قد ال يحدد بداية ولكن ال بد من تحديد أسس تعيين مقداره واذا لم تحدد درجة الجودة‬
‫استخلصت من ظروف المعاملة واال التزم البائع بشيء من صنف متوسط‪.‬‬
‫‪ -3-0-9‬المشروعية‪ :‬يقصد بالمشروعية أن ال يكون المبيع مخالفا للنظام العام واآلداب العامة وأن‬
‫يكون صالحا للتعامل فيه‪ ،‬حيث قد يمنع المشرع التعامل في بعض األشياء أو األموال رغم أنها مشروعة‬
‫أصال‪ ،‬وهذا المنع يكون ألسباب عدة‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة األشياء‪ ،‬وهي تلك األشياء التي ال يستأثر أحد بحيازتها مثل الهواء وماء البحر والسحاب‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬بحكم االتفاق‪ ،‬أو ما يعرف بالشرط المانع من التصرف‪ ،‬حيث يدرج شرط عند التعاقد يمنع المتصرف‬
‫إليه من بيع الشيء أو التصرف فيه‪ ،‬كاألب يشترط على ابنه عدم التصرف في العقار الموهوب‪.‬‬
‫واضافة إلى الشروط الثالثة سابقة الذكر يضيف شراح القانون المدني شرطين آخرين‪:‬‬
‫‪ -‬علم المشتري بالمبيع( سبق تناوله في ركن التراضي)‪.‬‬
‫‪ -‬ملكية البائع للمبيع ( وهو شرط كذلك في نفاذ عقد البيع وانتقال الملكية نراه الحقا)‪.‬‬
‫‪ -9-9‬الثمن‪ :‬الثمن هو محل التزام المشتري في عقد البيع ويشترط فيه ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0-9-9‬أن يكون الثمن نقدا‪ :‬وهو ما يميز البيع عن المقايضة‪ ،‬ويعتبر العقد بيعا ما دام اتفق‬
‫الطرفان على أن يكون الثمن نقدا‪ ،‬حتى ولو تم االتفاق عند التنفيذ على الوفاء بمقابل غير نقدي والعكس‬
‫‪- 02 -‬‬
‫صحيح‪ ،‬حيث يبقى العقد مقايضة ما دام الطرفان اتفقا على تبادل شيء بشيء حتى ولو حصل عند‬
‫التنفيذ تغيير أحد البدلين ليصبح نقدا فال ينقلب العقد بيعا‪.‬‬
‫وقد يكون الثمن معجال أو مؤجال دفعة واحدة أو على أقساط أو مرتبا مدى الحياة‪.‬‬
‫‪ -9-9-9‬أن يكون الثمن حقيقيا‪ :‬أي أن يكون ثمنا قصد المتعاقدان جعله ثمنا‪ ،‬فال يكون ثمنا صوريا‬
‫أو تافها في حكم المعدوم‪ ،‬أما الثمن البخس فاألصل أنه ثمن حقيقي وال أثر له على صحة العقد ما لم‬
‫يقترن بواقعة استغالل فنطبق عليه أحكام المادة ‪ 31‬من القانون المدني ويستفيد منه كل من البائع‬
‫والمشتري حسب األحوال (ثمن بخس‪ /‬ثمن مبالغ فيه)‪ ،‬أو كان هذا الثمن البخس يشكل غبنا يفوق خمس‬
‫(‪ )9/5‬ثمن المثل في بيع عقار‪ ،‬فيستفيد البائع من حق طلب تكملة الثمن إلى أربع أخماس (‪ ،)4/5‬وهو‬
‫بالتأكيد ثمن العقار وقت بيع العقار ال وقت رفع الدعوى‪ .‬وهو ما نصت عليه المواد (‪)961-953-958‬‬
‫من القانون المدني والتي تضمنت األحكام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الحق في طلب تكملة الثمن هو حق البائع في عقد بيع العقار‪،‬‬
‫‪ -‬تقدير قيمة العقار ومقارنته بالثمن المذكور في العقد للتأكد من وجود الغبن بخمس ثمن المثل يكون‬
‫حسب قيمة العقار وقت البيع‪،‬‬
‫‪ -‬يسقط حق البائع في طلب تكملة الثمن بمرور ثالثة (‪ )9‬سنوات‪ ،‬وتسري هذه المدة ابتداء من يوم البيع‬
‫بالنسبة للراشد ومن يوم انقطاع العجز بالنسبة لعديمي األهلية‪،‬‬
‫‪ -‬ال يطعن في بيع وقع في بيع عقار تم بالمزاد العلني بمقتضى نص قانوني‪.‬‬
‫‪ -3-9-8‬أن يكون الثمن معينا أو قابال للتعيين‪ :‬يجب على طرفي العقد أن يحددا الثمن أو على األقل‬
‫أن يتفقا على األساس التي سيقدر بها الثمن الحقا‪ .‬حيث ال يترتب البطالن على عدم تحديد الثمن إذا‬
‫تبين أن المتعاقدين قد نويا االعتماد على السعر المتداول في التجارة أو على السعر الذي اعتادا على‬
‫التعامل به‪ ،‬إضافة إلى إمكانية االتفاق على أن يكون الثمن هو سعر السوق؛ فإذا لم يحددا سوقا معينة‬
‫يرجع عند الشك إلى سعر السوق الذي يقضي العرف أن تكون أسعاره هي المطبقة أي المعتمدة‪.‬‬
‫ويوجد معيار آخر لم ينص عليه المشرع الجزائري‪ ،‬وهو تفويض المتعاقدين شخصا آخر ليحدد السعر‪،‬‬
‫فإذا لم يتفقا عليه اختاره القاضي‪ ،‬وال يوجد ما يمنع من تطبيق هذا الحكم‪.‬‬
‫هذا ويشترط في األسس التي يحدد بها الثمن أن ال تتوقف على إرادة أحد الطرفين دون اآلخر‪ ،‬وأن ال‬
‫تبنى على أساس مبهم وأن ال يفوض تحديد الثمن لشخص لم يختره المشتري‪.‬‬

‫‪- 03 -‬‬
‫‪ -3‬السبب‪ :‬لم ترد أحكام خاصة بالسبب في عقد البيع‪ ،‬وتطبق في هذا الشأن األحكام الواردة في‬
‫المادتين ‪ 31‬و‪ 38‬من القانون المدني‪ ،‬حيث يشترط أن يكون سبب العقد مشروعا غير مخالف للنظام‬
‫العام واآلداب العامة‪ .‬ويفترض أن لكل التزام سببا مشروعا حتى يقوم دليل على خالف ذلك‪ ،‬كما يعتبر‬
‫السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي حتى يثبت العطس‪ ،‬فإذا ثبتت صورية السبب فإن على من‬
‫يدعي وجود سبب مشروع آخر أن يثبته‪.‬‬
‫‪ -4‬الشكلية‪ :‬نبدأ أوال بتعريف الشكلية ثم نبين أنواعها ثم أهدافها ومن ثم نعرض إلى تطبيقاتها وأخي ار‬
‫نرى الشكلية باعتبارها ركنا في عقد البيع‪.‬‬
‫‪ -0-4‬تعريف الشكلية‪ :‬هي قيد على مبدأ الحرية التعاقدية يفرض المشرع بمقتضاه على األفراد قالبا‬
‫معينا تفرغ فيه تصرفاتهم تحت طائلة بطالنها أو عدم إنتاج أثرها أو عدم جواز االحتجاج بها إذا لم‬
‫تستوفي الشروط المطلوبة قانونا‪.‬‬
‫‪ -9-4‬أنواع الشكلية‪ :‬توجد عدة تقسيمات للشكلية ولكن أهم تقسيم هو التالي‪:‬‬
‫‪ -0-9-4‬الشكلية المباشرة‪ :‬هي التي تتعلق بوجود التصرف القانوني ( ركن في التصرف) مثل العقد‬
‫الرسمي عقد البيع الوارد على عقار وعقد الشركة التجارية والعقود الواردة على المحل التجاري واإليجار‬
‫المدني‪ .‬وفقدان الشكلية هنا يؤدي إلى بطالن التصرف القانوني‪.‬‬
‫‪ -9-9-4‬الشكلية غير المباشرة‪ :‬وهي الشكلية التي ليست ركنا في التصرف القانوني وال يترتب على‬
‫فقدها بطالن التصرف‪ ،‬وانما يفرضها القانون إلثبات التصرف أو ألجل إنتاج التصرف أثره‪.‬‬
‫‪ -3-4‬أهداف الشكلية‪ :‬تهدف الشكلية إلى تحقيق المصلحة العامة والخاصة على حد سواء‪،‬‬
‫‪ -0-3-4‬تحقيق المصلحة العامة‪ :‬وتتمثل أهم مظاهرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة على التصرفات القانونية‪،‬‬
‫‪ -‬األمن القانوني‪،‬‬
‫‪ -‬تسهيل عمل القاضي‪،‬‬
‫‪ -‬تحقيق إيرادات للخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ -9-3-4‬تحقيق المصلحة الخاصة لألفراد‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حماية المتعاقدين من التسرع‪،‬‬
‫‪ -‬حماية الغير‪.‬‬

‫‪- 04 -‬‬
‫‪ -4-4‬تطبيقات الشكلية في القانون الجزائري‪ :‬نجد في القانون الجزائري تطبيقات عديدة للشكليةنوردها‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ -0-4-4‬الكتابة‪ :‬ويقصد بها إفراغ التصرف القانوني في شكل محرر مكتوب‪ ،‬وهي نوعان‪ ،‬رسمية‬
‫(توثيقية = عقد توثيقي) أو كتابة عرفية‪ .‬والكتابة إما أن تكون ركنا في العقد مثل بيع العقار أو اإليجار‬
‫المدني والشركات التجارية‪...‬الخ‪ ،‬واما أن تكون كتابة مطلوبة لإلثبات كعقد الكفالة‪.‬‬
‫‪ -9-4-4‬التسجيل لدى مصالح الضرائب‪ :‬ويحكمه قانون التسجيل والطابع‪.‬‬
‫‪ -3-4-4‬القيد‪ :‬ويكون إما في المحافظة العقارية فيما تعلق بالرهون وحقوق االمتياز‪..‬الخ‪ ،‬أو في‬
‫المركز الوطني للسجل التجاري فيما يخص عقود الشركات التجارية‪ .‬وشكلية القيد مطلوبة لنفاذ التصرف‬
‫القانوني في مواجهة الغير‪.‬‬
‫‪ -4-4-4‬الشهر‪ :‬ويتم على مستوى المحافظة العقارية ويتعلق بالتصرفات الناقلة للملكية العقارية حيث‬
‫يعتبر الشهر هنا شرطا لنفاذ التصرف بين المتعاقدين وفي مواجهة الغير‪.‬‬
‫‪ -5-4-4‬اإلشهار‪ :‬ويكون إما في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية التي يصدرها المركز الوطني‬
‫للسجل التجاري فيما يخص عقود الشركات التجارية وبيع القاعدة التجارية‪ ،‬أو في الجرائد اليومية الوطنية‬
‫فيما تعلق بالشركات المدنية‪ ،‬ويرتبط هذا النوع من الشكلية بالنفاذ في مواجهة الغير‪.‬‬
‫‪ -5-4‬الشكلية ركنا في عقد البيع‪ :‬ركن الشكلية في عد البيع هو وجوب إبرام عقد البيع الوارد على‬
‫عقار في الشكل الرسمي أي العقد التوثيقي الذي يحرره الموثق بصفته ضابطا عموميا في حدود‬
‫اختصاصه ووفق األشكال التي نص عليها القانون‪(.‬المادة ‪ 984‬من القانون المدني الجزائري)‪.‬‬
‫حيث يجب على األشخاص الراغبي ن في إبرام عقد بيع وارد على عقار أن يتقدموا إلى موثق مختص‬
‫إقليميا ال يربطه بأحدهما رابطة قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة‪ ،‬ويصرحان برغبتهما في إبرام عقد البيع‪،‬‬
‫حيث بتلقى الموثق التصريحات وفق األصول المعمول بها والمنصوص عليها في القانون المدني والقوانين‬
‫والتنظيمات المتعلقة بمهنة التوثيق‪ .‬فال بد لكل طرف من أطراف العقد أن يقدم شهادة ميالده وبطاقة‬
‫التعريف الوطنية ويضيف لها البائع أصل الملكية وشهادة المطابقة وشهادة التأمين ضد خطر الكوارث‬
‫الطبيعية بالنسبة للعقار المبني وشهادة سلبية للعقار وتقويم العقار وكذا عند الضرورة مخططا هندسيا‬
‫وصفيا حال بيع جزء من عقار مبني‪ ،‬مع ضرورة إيداع خمس الثمن المذكور في العقد (قانون المالية‬
‫لسنة ‪ )8181‬في حساب الموثق لدى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪- 05 -‬‬
‫وفيما تعلق بشكل العقد فإنه يجب أن يحرر باللغة العربية في نص واضح دون ترك أي بياض أو ووجود‬
‫كتابة أو حشو بين األسطر‪ ،‬وتكتب المبالغ والسنة والشهر واليوم ويوم التوقيع باألحرف واذا وجد شطب‬
‫ال بد أن يصدق عليه الموثق واألطراف والشهود‪.‬‬
‫كما يجب أن يتضمن العقد البيانات المتعلقة بالموثق في أعلى الورقة ثم البيانات المتعلقة بأطراف العقد‬
‫والشهود والبيانات الخاصة بموضوع عقد البيع العقاري من تاريخ ومكان إبرام العقد وطبيعة العقد ورقمه‬
‫ومساحته وحدوده وأصل الملكية والمالك السابقين‪ ،‬وذكر الثمن والمبلغ المدفوع إضافة إلى آثار العقد‬
‫وااللتزامات الملقاة على عاتق الطرفين‪.‬‬
‫ويجب على الموثق قبل توقيع العقد أن يتلو على األطراف والشهود األحكام التشريعية الخاصة بالضرائب‪،‬‬
‫وعليه أيضا أن يق أر عليهم نص العقد كامال ليكونوا على دراية تامة لمضمون العقد وآثاره‪.‬‬
‫وبهذا ننتهي من المحاضرة الخاصة بأركان عقد البيع وننتقل بعد هذا إلى آثار عقد البيع بدءا بااللتزامات‬
‫الملقاة على عاتق البائع‪.‬‬

‫‪- 06 -‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬ثالثا‪ :‬التزامات البائع‬
‫ورد النص على التزامات البائع في المواد (‪ ) 986-969‬من القانون المدني الجزائري حيث بدأ المشرع‬
‫بااللتزام الرئيس نقل الملكية ( المواد ‪ )969-969‬ثم ّبين أحكام االلتزام بالتسليم وما يعرض فيه من‬
‫مسائل (المواد ‪ )911 -964‬وتطرق أخي ار لاللتزام الثالث وهو االلتزام بالضمان (المواد ‪.)986-919‬‬
‫‪ -0‬التزام البائع بنقل الملكية‪ :‬نقل الملكية هو أهم التزام يقع على عاتق البائع وهو االلتزام الرئيس الناتج‬
‫عن عقد البيع‪ .‬ونفرق في هذا الصدد بين نقل الملكية في المنقوالت ونقل الملكية في العقارات‪.‬‬
‫‪ -0-0‬نقل الملكية في المنقوالت‪ :‬إذا كان المبيع منقوال معينا بالذات مملوكا للبائع تنتقل الملكية إلى‬
‫المشتري بمجرد إبرام العقد (المادة ‪ 965‬من القانون المدني)‪ .‬أما إذا كان المبيع منقوال معينا بالنوع فقط‬
‫فإن الملكية ال تنتقل إلى المشتري إال من وقت إفراز الشيء المبيع عن ما يماثله من أشياء من نوعه‪ .‬فإذا‬
‫لم يقم البائع باإلفراز فإن للمشتري أن يحصل على شيء من النوع ذاته على نفقة البائع بعد استئذان‬
‫القاضي‪ ،‬كما له أن يطالب بفسخ عقد البيع والتعويض‪(.‬المادة ‪ 966‬من القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -‬في بيع الجزاف تنتقل الملكية بمجرد العقد مثل حالة المنقول المعين بذاته ويعتبر البيع جزافا ولو كان‬
‫تعيين الثمن موقوفا على تحديد مقدار المبيع (المادة ‪ 968‬من القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -‬تنتقل الملكية في بيع األشياء المستقبلية عند تعيينها وفي األشياء التي تصنع حينما يصنع منها ما‬
‫يكفي لتعيينها‪.‬‬
‫‪ -9-0‬نقل الملكية في العقارات‪ :‬أشارت المادة ‪ 965‬من القانون المدني إلى وجوب احترام إجراءات‬
‫الشهر العقاري‪ ،‬ونصت المادة ‪ 139‬من القانون المدني على أن الملكية العقارية ال تنتقل بالعقد ال بين‬
‫المتعاقدين وال في مواجهة الغير إال من تاريخ الشهر العقاري‪.‬‬
‫والشهر العاري هو مجموعة اإلجراءات الرامية إلى تسجيل كل التصرفات الواردة على الملكية العقار‬
‫بإيداع العقود والتصرفات واألحكام القضائية المتضمن نقل الملكية العقارية على مستوى المحافظة العقارية‬
‫التي يقع العقار في دائرة اختصاصها‪.‬‬
‫حيث يجب على الموثق الذي أبرم أمامه عقد البيع العقاري أن يقوم أوال بتسجيل العقد على مستوى اإلدارة‬
‫المكلفة بالضرائب طبقا لألمر ‪ 915-16‬المتضمن قانون التسجيل المعدل والمتمم‪ ،‬ودفع الرسوم المحددة‬
‫قانونا‪ .‬ومن ثم يقوم الموثق بإيداع العقد لدى مصالح الحفظ العقاري المختصة إقليميا طبقا لألمر ‪-15‬‬
‫‪ 14‬المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري والمرسوم ‪ 69-16‬المتعلق بتأسيس‬

‫‪- 07 -‬‬
‫السجل العقاري‪ .‬وبعد إتمام إجراءات الشهر تنتقل الملكية من تاريخ الشهر وليس من تاريخ إبرام العقد‬
‫ويسلم للمعني نسخة عن العقد الرسمي المشهر مع الدفتر العقاري حال وجوده‪.‬‬
‫‪ -9‬التزام البائع بتسليم المبيع‪ :‬هو االلتزام المتفرع عن االلتزام بنقل الملكية ويتطلب بذل العناية الالزمة‬
‫في الحفاظ على المبيع حتى تسليمه(المادة ‪ 916‬من القانون المدني)‪ ،‬كما يقتضي وضع المبيع تحت‬
‫تصرف المشتري وضمان استالمه على الحالة التي كان عليها وقت التعاقد‪(.‬المادة ‪ 964‬من القانون‬
‫المدني)‪.‬‬
‫‪ -0-9‬كيف يعتبر البائع قد أدى التزامه بالتسليم؟ يكون ذلك بوضع المبيع تحت تصرف المشتري‬
‫واعالم المشتري بأن المبيع تحت تصرفه‪.‬‬
‫‪ -9-9‬طريقة التسليم‪ :‬تختلف حسب نوع المبيع‪ ،‬فالمنقول بحيازته والعقارات المبنية بتسلم مفاتيحها‪،‬‬
‫والسيارة كذلك‪ ،‬وحقوق الملكية الفكرية بتسليم الوثائق المثبتة لها‪.‬‬
‫‪ -3-9‬أنواع التسليم‪ :‬نجد نوعين؛ التسليم الحقيقي ويقع حين يصبح المبيع في حوزة المشتري بعد أن‬
‫كان في حيازة البائع‪ .‬والنوع الثاني هو التسليم الحكمي حين يكون المشتري قبل العقد حائ از وبعد العقد‬
‫يصير مالكا أو حين يبقى العقار في حيازة البائع بإذن من المشتري)‪.‬‬
‫‪ -4-9‬ظروف التسليم‪ :‬نفرق هنا بين مكان وزمان ونفقات تسليم المبيع‪.‬‬
‫‪ -0-4-9‬مكان تسليم المبيع‪ :‬في المبيع المعين بذاته مكان التسليم هو مكان وجود المبيع وقت التعاقد‪،‬‬
‫أما المبيع المعين بنوعه فيتم في موطن البائع‪ ،‬وفي حالة تصدير المبيع فإن التسليم يكون في موطن‬
‫المشتري‪.‬‬
‫‪ -9-4-9‬زمان تسليم المبيع‪ :‬األصل أن يتم التسليم فور إبرام العقد ما لم يتفق على التأجيل‪.‬‬
‫‪ -3-4-9‬نفقات التسليم‪ :‬كل النفقات الالزمة لوضع المبيع تحت تصرف المشتري يقع على عاتق‬
‫البائع‪.‬‬
‫‪ -5-9‬حكم تغير مقدار المبيع عند التسليم‪ :‬نفرق بين حالتي النقص والزيادة؛‬
‫‪ -0-5-9‬حالة النقص‪ :‬البائع يتحمل مسؤولية النقص حسب العرف ويلتزم بإنقاص الثمن واال يفسخ‬
‫العقد عليه‪ ،‬ويحق للمشتري طلب اإلنقاص من الثمن ولكن ليس به الحق في طلب تكملة المبيع فإذا كان‬
‫النقص جسيما أو امتنع البائع عن إنقاص الثمن جاز للمشتري طلب فسخ عقد البيع‪.‬‬
‫‪ -9-5-9‬حالة الزيادة‪ :‬إذا كان الثمن مقد ار جملة فال رجوع على المشتري بشيء والزيادة له‪ .‬أما إذا‬
‫كان الثمن مقد ار على أساس الوحدة نفرق بين حالتين؛ حالة المبيع غير القابل للتجزئة أو المبيع الذي في‬
‫‪- 08 -‬‬
‫تجزئته ضرر بالبائع حيث يبزم المشتري هنا بدفع ما يقابل الفارق ما لم تكن زيادة فاحشة‪ .‬والحالة الثانية‬
‫هي حالة المبيع القابل للتجزئة دون إضرار بالبائع حيث ال يلزم المشتري بأخذ القدر الزائد‪.‬‬
‫‪ -3-5-9‬سقوط الحق في طلب زيادة الثمن وانقاصه‪ :‬حق المشتري في اإلنقاص من الثمن لنقص في‬
‫المبيع وحق البائع في طلب الزيادة في الثمن حال ا لزيادة في المبيع يسقط بالتقادم في حالة المبيع المعين‬
‫بالذات بمرور سنة (‪ )9‬واحدة من يوم التسليم‪ ،‬أما المبيع المعين بنوعه فإن التقادم يكون بمرور ‪ 95‬سنة‬
‫من التسليم بالنسبة للمشتري‪ ،‬أما بالنسبة للبائع فالتقادم في هذه الحالة يكون بمرور ‪ 91‬سنوات من تاريخ‬
‫العلم بالتغير في مقدار المبيع أو ‪ 95‬سنة من تسليم المبيع‪.‬‬
‫‪ -4-9‬يحق البائع حبس الشيء المبيع عن المشتري واالمتناع عن تسليمه إذا لم يقم المشتري بدفع‬
‫ما هو مستحق عليه من ثمن(المواد ‪ 811/989‬والمادة ‪ 931‬من القانون المدني)‪.‬‬
‫‪ -4-9‬تبعة الهالك‪ :‬نقصد به هالك المبيع بعد إبرام عقد البيع لسبب أجنبي‪ ،‬على شرط أن يكون المبيع‬
‫معينا بالذات ألنه ال هالك في المثليات‪.‬‬
‫وتبعة الهالك مرتبطة بالتسليم‪ ،‬فإذا هلك المبيع قبل التسليم فإنه يقع على عاق البائع‪ ،‬أما لعد التسليم فإن‬
‫تبعة الهالك تقع على المشتري‪ .‬وتوجد حاالت يهلك فيهاالمبيع قبل التسليم ومع ذلك يقع الهالك على‬
‫حساب المشتري وهي‪:‬‬
‫‪ -‬حالة وجود اتفاق مسبق بين البائع والمشتري‪،‬‬
‫‪ -‬إذا سبق إعذار المشتري بتسلم المبيع ولم يقم بتسلمه خالل أجل مقعول‪،‬‬
‫‪ -‬إذا هلك المبيع تحت يد البائع وه وهو حابس له تطبيقا لحق الحبس‪،‬‬
‫‪ -‬في حالة الهالك الجزئي يكون للمشتري ف سخ عقد البيع إذا كان التف جسيما لو ط أر قبل التعاقد لم أتم‬
‫المشتري التعاقد‪ ،‬كما أن للمشتري أن يختار استيفاء المبيع مع إنقاص في الثمن‪.‬‬

‫‪ -3‬التزام البائع بالضمان‪ :‬يقصد بااللتزام بالضمان في عقد البيع أن يلتزم البائع بأن يتمتع المشتري‬

‫بالمبيع وينتفع به دون أن يعارضه في ذلك بنفسه أو يكون سببا في تعرض الغير للمشتري‪ ،‬وأن يكون‬
‫المبيع مطابقا للوصف غير مصاب بعيب يحول دون االنتفاع به على الوجه المخصص له‪ .‬وتنفيذ هذا‬
‫االلتزام يقتضي امتناع البائع عن التعرض الشخصي للمشتري والدفاع عنه في مواجهة تعرض الغير مع‬
‫االلتزام بتعويض المشتري في حالة نزع المبيع من يده نتيجة استحقاق الغير المعترض للمبيع وحالة‬
‫الهالك الكلي للمبيع بسبب عيب خفي‪ .‬واضافة لذلك يمكن للبائع أن يتعهد للمشتري بضمان صالحية‬

‫‪- 09 -‬‬
‫المبيع للعمل لمدة معينة وأن يقدم له ضمانات إضافية أو يتفق معه على إنقاص الضمان أو زيادته أو‬
‫إسقاطه‪.‬‬
‫وعليه نتطرق أوال إلى ضمان التعرض سواء الشخصي أو الغير ثم نتطرق لضمان العيوب الخفية‬
‫وصالحية المبيع للعمل مدة معينة‪.‬‬
‫‪ -0-3‬االلتزام بضمان التعرض‪ :‬ينقسم االلتزام بضمان التعرض إلى نوعين‪ ،‬ضمان التعرض الشخصي‬
‫وضمان تعرض الغير‪.‬‬
‫‪ -0-0-3‬االلتزام بضمان التعرض الشخصي‪ :‬يقصد به امتناع البائع عن أي عمل مادي أو قانوني من‬
‫شأنه حرمان المشتري من االنتفاع بالمبيع كليا أو جزئيا‪ ،‬وهو نوعان؛‬
‫‪ -‬تعرض مادي‪ :‬ال يستند فيه البائع على حق يدعيه (غصب المبيع)‪،‬‬
‫‪ -‬تعرض قانوني‪ :‬االستناد إلى مركز قانوني أو إلى حق يدعي به‪.‬‬
‫وال يعتبر ت عرضا مطالبة البائع بما يترتب له من حقوق بمقتضى عقد البيع مثل حق الحبس وامتياز البائع‬
‫بثمن المبيع‪ ،‬وكذلك ال تعتبر المطالبة بحق الشفعة تعرضا شخصيا‪.‬‬
‫من حق المشتري رد التعرض المادي بالقوة العمومية واللجوء إلى قواعد التنفيذ الجبري‪ ،‬أما التعرض‬
‫القانوني فيدفعه المشتري بمقتضى قاعدة (من وجب عليه الضمان امتنع عليه التعرض)‪.‬‬
‫وحتى نكون أمام تعرض ال بد من حدوث التعرض فعال وأن يؤدي إلى حرمان المشتري من االنتفاع‬
‫بالمبيع كليا أو جزئيا وأن يقع هذا التعرض بعد البيع ال قبله‪.‬‬
‫ويتميز التعرض الشخصي بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم القابلية للتجزئة‪،‬‬
‫‪ -‬التأبيد‪،‬‬
‫‪ -‬يلتزم به الخلف العام للبائع‪ ،‬ويستفيد منه الخلف العام والخلف الخاص للمشتري‪،‬‬
‫‪ -‬يقع في كافة البيوع ولو كانت بيوعا قضائية أو إدارية‪،‬‬
‫‪ -‬بطالن شرط عدم ضمان التعرض الشخصي‪.‬‬
‫‪ -9-0-3‬االلتزام بضمان تعرض الغير(ضمان االستحقاق)‪ :‬مضمون هذا االلتزام هو تدخل البائع لدفع‬
‫تعرض الغير للمشتري فإذا نجح في دفع التعرض يكون قد نفذ التزامه تنفيذا عينيا‪ ،‬أما إذا فشل في دفع‬
‫التعرض التزم بدفع تعويض يختلف مقداره حسب الحالة وهنا يسمى بتعويض االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -0-9-0-3‬شروط التعرض الذي يضمنه البائع‪:‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫‪ -‬أن يكون تعرض الغير تعرضا قانونيا وليس تعرضا ماديا‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون حق المعترض ثابتا له وقت البيع أو آل إليه بعد البيع بفعل البائع‪،‬‬
‫‪ -‬وقوع التعرض فعال‪،‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون سبب التعرض ارتفاقا ظاه ار أو تكليفا أعلم البائع به المشتري‪.‬‬
‫‪ -9-9-0-3‬أحكام دفع البائع لتعرض الغير للمشتري‪ :‬إذا حدث تعرض للمشتري أوجب القانون عليه‬
‫تبليغ البائع بوقوع التعرض وقد يقوم بذلك أو ال يقوم به‪ ،‬ويجب على البائع إذا أبلغه المشتري أن يتدخل‬
‫لرد التعرض وقد يتدخل أو ال يتدخل‪ ،‬وهو ما سنراه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0-9-9-0-3‬حالة إخطار المشتري للبائع بوقوع التعرض‪ :‬إذا قام المشتري بإخطار البائع بتعرض‬
‫الغير فإن البائع إما أن يتدخل أو ال يتدخل؛‬
‫أ‪-‬إذا تدخل البائع‪ :‬إما ينجح في رد التعرض فيكون قد نفذ التزامه واما أن يفشل في رد التعرض ويتم نزع‬
‫المبيع من يد المشتري فيلتزم البائع عندئذ بدفع التعويض المنصوص عليه في المادة ‪ 915‬أو المادة‬
‫‪ 916‬من القانون المدني حسب األحوال‪.‬‬
‫ويكون تدخل البائع باالنضمام للمشتري في الخصومة القضائية الموجهة ضده‪ ،‬ويكون للمشتري الخيار‬
‫بين البقاء في الدعوى إلى جانب البائع أو االنسحاب وترك البائع يواجه االدعاء وحده‪ .‬واألفضل له عدم‬
‫االنسحاب فإذا نزع المبيع من يده يحكم له القاضي بالتعويض في نفس الحكم الذي يفصل فيه للمعترض‬
‫بحقه‪ ،‬وال يجد نفسه مضط ار لرفع دعوى قضائية جديدة ضد البائع لمطالبته بالضمان‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا لم يتدخل البائع‪ :‬نفرق هنا بين حاالت هي‪:‬‬
‫‪ -‬نزع المبيع من يد المشتري؛ البائع ملزم بالتعويض ما لم يثبت غش المشتري أو خطأه الجسيم‪.‬‬
‫‪ -‬تصالح المشتي مع الغير المعترض ؛ البائع ملزم بالتعويض ما لم يثبت البائع أن المعترض لم يكن‬
‫على حق في دعواه‪.‬‬
‫‪ -9-9-9-0-3‬حالة عدم إخطار المشتري للبائع بوقوع التعرض‪ :‬إذا لم يقم المشتري بواجب إخطار‬
‫البائع بوقوع التعرض وانتهى التعرض إلى نزع المبيع من يده‪ ،‬فإن البائع ال يعفى من الضمان إال إذا‬
‫أثبت أن تدخله في الخصومة كان سيؤدي إلى عدم استحقاق الغير‪.‬‬
‫‪ -3-9-9-0-3‬حالة خاصة‪ :‬إذا تجنب المشتري نزع اليد الكلي أو الجزئي بأن دفع للمتعرض مبلغا‬
‫من النقود أو أي أداء آخر‪ ،‬فإن البائع يتخلص من الضمان إذا رد للمشتري ما دفعه للمتعرض مع‬
‫مصاريف الدعوى‪ .‬وذلك على شرط أن يكون االتفاق بين المشتري والمعترض قد تم قبل فصل القاضي‬
‫‪- 20 -‬‬
‫للغير المعترض باستحقاق المبيع وصيرورة هذا الحكم نهائيا حائز لقوة الشيء المقضي فيه‪ ،‬ألنه لو تم‬
‫االتفاق بعد حصول الغير المتعرض على حكم قضائي نهائي فإن البائع ال يعفى من الضمان وال يكفيه‬
‫أن يرد للمشتري ما دفعه للمتعرض‪.‬‬
‫‪ -4-9-9-0-3‬تعويض االستحقاق‪ :‬تعويض االستحقاق هو المبلغ الذي يدقعه البائع للمشتري حين‬
‫نزع يد المشتري نتيجة تعرض الغير وفشل البائع في دفع التعرض أو التخلصمن الضمان ‪ ،‬ونفرق في‬
‫هذا الصدد بين حالتين‪ ،‬حالة االستحقاق الكلي وحالة االستحقاق الجزئي؛‬
‫أ‪ -‬حالة االستحقاق الكلي‪ :‬إذا نزع المبيع من يد المشتري نزعا كليا فإن على البائع دفع التعويض الذي‬
‫ورد النص على عناصره في المادة ‪ 915‬من القانون المدني وهي‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة المبيع وقت نزع اليد‪،‬‬
‫‪ -‬قيمة الثمار التي ألزم المشتري بردها للمالك‪،‬‬
‫‪ -‬المصاريف النافعة والمصاريف الكمالية إذا كان البائع سيء النية‪ ،‬أما المصروفات الضرورية فإنه‬
‫يرجع بها على الشخص الذي استحق المبيع‪،‬‬
‫‪ -‬مصروفات دعوى الضمان ودعوى االستحقاق ما عدا ما كان يمكن توقيه لو أعلم البائع بالدعوى‬
‫(دعوى االستحقاق)‪،‬‬
‫‪ -‬كل ما أصاب المشتري من خسارة وما فاته من كسب‪،‬‬
‫كل ذلك ما لم يسلك المشتري طريق الفسخ أو اإلبطال‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستحقاق الجزئي أو تكليف على المبيع‪ :‬طبقا لما ورد في المادة ‪ 916‬من القانون المدني‬
‫الجزائري فإنه إذا بلغت الخسارة قد ار لو علمه المشتري ما أتم العقد فإن المشتري يحصل على التعويض‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 915‬من القانون المدني مقابل أن يرد المبيع وما أفاده منه‪.‬‬
‫أما إذا كانت الخسارة عادية أو اختار المشتري استبقاء المبيع رغم ما أصابه من نقص نتيجة االستحقاق‪،‬‬
‫أي يكون تعويضا عاديا‪.‬‬
‫‪ -3-0-3‬تعديل أحكام ضمان التعرض باالتفاق‪ :‬طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 911‬من القانون المدني‬
‫فإنه يمكن االتفاق على زيادة الضمان بشرط تحديد وجه الزيادة‪ ،‬كما يجوز االتفاق على إنقاص الضمان‬
‫مع التأكيد على بطالن كل شرط بإنقاص الضمان إذا ثبت تعمد البائع إخفاء حق الغير‪ .‬كما يمكن أن‬
‫يسقط الطرفان ضمان التعرض مطلقا إال إذا كان نزع اليد ناشئا عن فعل البائع فيبقى البائع ملتزما بدفع‬
‫قيمة المبيع للمشتري‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫ويصح شرط إسقاط الضمان بصفة كلية في حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬علم المشتري بسبب االستحقاق وقت التعاقد وقبل رغم ذلك شرط عدم الضمان ويقع عبء اإلثبات هنا‬
‫على البائع‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون المشتري قد قبل الشراء على مسؤوليته‪.‬‬
‫‪ -9-3‬ضمان العيوب الخفية وضمان الصفة وصالحية المبيع للعمل‪:‬‬
‫‪ -0-9-3‬ضمان العيوب الخفية‪ :‬العيب الخفي هو اآلفة التي تصيب الشيء المبيع قبل التسليم وتؤدي‬
‫إلى جعل المبيع غير قابل لالنتفاع به كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫أ‪ -‬شروط ضمان العيب الخفي (الشروط المطلوبة في العيب الموجود بالمبيع حتى يقوم الضمان)‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العيب قديما نشأ قبل التسليم‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون العيب خفيا لم يكن يستطيع المشتري تبينه بجهد الرجل العادي أو يكون البائع قد أكد‬
‫للمشتري خلو المبيع من العيوب أو عن طريق الغش‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون العيب غير معلوم للمشتري‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون العيب مؤث ار ينقص من قيمة المبيع أو َي ُح ُّد من االنتفاع به حسب الغاية المقصودة من المبيع‬
‫أو طبيعة الشيء‪.‬‬
‫ويضاف لهذه الشروط شرط يتعلق بالبيع هو أن ال يكون البيع قضائيا أو إداريا‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية الحصول على ضمان العيوب الخفية‪:‬‬
‫‪ -‬فحص المبيع واخطار البائع بالعيب‪،‬‬
‫‪ -‬رفع دعوى الضمان خالل سنة من التسليم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أحكام ضمان العيوب الخفية‪ :‬إذا اكتشف المشتري العيب وأخطر البائع وتوفرت الشروط المحددة‬
‫قانونا يتم التفرقة بين عدة حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬حالة العيب الجسيم‪ :‬المطالبة بالتعويض الكامل الوارد في المادة ‪ 915‬من القانون المدني المتعلقة‬
‫بتعويض االستحقاق الكلي وذلك مقابل رد الشيء المبيع وما أفاده منه‪.‬‬
‫‪ -‬حالة العيب غير الجسيم‪ :‬طلب التعويض مع االحتفاظ بالمبيع‪.‬‬
‫‪ -‬حالة هالك المبيع‪ :‬تبقى دعوى ضمان العيب الخفي مستمرة ولو هلك المبيع ألي سبب كان‪ ،‬وهنا‬
‫نفرق بين احتمالين‪ ،‬الهالك بسبب العيب الخفي فيستحق المشتري الضمان الكامل‪ ،‬الهالك بسبب أجنبي‬
‫يحصل المشتري على تعويض الضرر الذي أصابه فقط‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫د‪ -‬االتفاق على تعديل أحكام ضمان العيوب الخفية‪ :‬هذا االتفاق جائز طبقا للمادة ‪ 984‬من القانون‬
‫المدني الجزائري زيادة أو إنقاصا أو إسقاطا‪ ،‬إال أنه يبطل كل شرط يسقط الضمان أو ينقصه إذا تعمد‬
‫البائع إخفاء العيب في المبيع غشا منه‪.‬‬
‫‪ -9-9-3‬ضمان وجود الصفة وصالحية المبيع للعمل مدة معينة‪ :‬بالنسبة لضمان وجود صفة معينة‬
‫في المبيع فإنه إذا تكفل البائع للمشتري توفر صفة معينة في المبيع ولم توجد هذه الصفة يقوم التزام البائع‬
‫بالضمان‪.‬‬
‫أما ضمان صالحية المبيع للعمل مدة معينة فطبقا للمادة ‪ 986‬من القانون المدني إذا ضمن البائع‬
‫صالحية المبيع للعمل مدة معينة ثم ظهر خلل أثناء هذه المدة يجب على المشتري إخطار البائع خالل‬
‫شهر من اكتشاف الخلل وعليه رفع دعواه خالل أجل ‪ 6‬أشهر من تاريخ إخطار البائع إال إذا اتفق‬
‫الطرفان على خالف ذلك‪.‬‬
‫ونتقل اآلن إلى تناول التزامات المشتري‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬رابعا‪ :‬التزامات المشتري‬
‫عقد البيع كما سبق بيانه عقد البيع عقد معاوضة‪ ،‬يرتب في ذمة المشتري التزامات تقابل التزامات‬
‫البائع‪ ،‬وااللتزام الرئيس للمشتري هو الوفاء بالثمن النقد ي وهو يقابل التزام البائع بنقل الملكية وفق ما جاء‬
‫في تعريف عقد البيع في المادة ‪ 959‬من القانون المدني‪ .‬واضافة إلى الوفاء بالثمن يلتزم المشتري‬
‫بمصروفات البيع وتكاليف المبيع‪ .‬وهو ما نتناوله كالتالي‪:‬‬
‫‪ -0‬االلتزام بدفع الثمن‪ :‬يطرح التزام المشتري بدفع الثمن المسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -0-0‬محل االلتزام بدفع الثمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬الثمن المتفق عليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المبلغ الذي تحكم به المحكمة على المشتري تكملة للثمن إلى أربع أخماس المثل في حالة الغبن في‬
‫بيع العقار طبقا للمادة ‪ 958‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫ج‪ -‬المبلغ الذي تحكم به المحكمة على المشتري إلعادة التوازن التعاقدي الذي اختل نتيجة وقوع البائع‬
‫ضحية استغالل طبقا ألحكام المادة ‪ 31‬من القانون المدني‪.‬‬
‫د‪ -‬المبلغ الذي يلتزم به المشتري تكملة للثمن في حالة ظهور زيادة في قدر المبيع إذا كان الثمن مقد ار‬
‫بحسب الوحدة‪(.‬الفقرة ‪ 8‬من المادة ‪ 965‬من القانون المدني الجزائري)‪.‬‬
‫‪ -9-0‬زمان ومكان الوفاء بالثمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬زمان الوفاء بالثمن هو الوقت الذي يقع فيه تسليم المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف‪.‬‬
‫ب‪ -‬مكان تسليم الثمن يختلف حسب موعد استحقاق الثمن‪ ،‬فإذا كان الثمن مستحقا عند تسليم المبيع فإن‬
‫الثمن يوفى به في المكان الذي يتم فيه تسليم المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف‪ ،‬أما الحالة التي‬
‫ال يكون فيها الثمن مستحقا عند تسليم المبيع فإن الثمن يدفع في موطن المشتري وقت استحقاق الثمن‪.‬‬
‫‪ -3-0‬حق المشتري في حبس الثمن‪ :‬يحق للمشتري أن يحبس الثمن عن البائع طبقا للفقرة ‪ 8‬من‬
‫المادة ‪ 988‬من القانون المدني الجزائري في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تعرض الغير للمشتري تعرضا قانونيا‪،‬‬
‫‪ -‬إذا خيف على المبيع أن ينزع من يد المشتري‪،‬‬
‫‪ -‬اكتشاف المشتري عيبا في المبيع‪.‬‬
‫إضافة إلى ما تقتضيه القواعد العامة في نظرية العقد التي تتيح للمشتري حبس الثمن إذا لم يوف المبيع‬
‫بأحد التزاماته ال سيما االلتزام بنقل الملكية والتسليم إذا لم يقع االتفاق على تعجيل الثمن وتأجيل التسليم‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫ويسقط حق المشتري في حبس الثمن إذا زال سبب هذا الحق‪ ،‬أو تنازل المشتري عن هذا الحق صراحة‬
‫أو ضمنا‪ ،‬أو قدم البائع ضمانات كافية لتأمين ما قد يترتب من تعويضات نتيجة التعرض واالستحقاق أو‬
‫العيب الخفي‪.‬‬
‫‪ -4-0‬جزاء اإلخالل بااللتزام بدفع الثمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق البائع في التنفيذ العيني الجبري على أموال المشتري مع حق امتياز ممنوح قانونا للبائع في التقدم‬
‫على سائر دائني المشتري في حالة الحجز على المبيع وبيعه في المزاد العلني‪ ،‬حيث يستوفي حقه قبل‬
‫بقية الدائنين ولو كانوا مرتهنين‪.‬‬
‫ب‪ -‬طلب فسخ عقد البيع‪ ،‬واألصل فيه أنه فسخ قضائي يخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬ما عدا الحالة‬
‫الخاصة المنصوص عليها في المادة ‪ 938‬من القانون المدني بخصوص بيع العروض وغيرها من‬
‫المنقوالت إذا ُعِّّي َن أجل لدفع الثم ن وتسلم المبيع ولم يتم دفع الثمن في األجل المحدد اعتبر البيع مفسوخا‬
‫وجوبا لصالح البائع ودون سابق إنذار ما لم يوجد اتفاق مخالف‪.‬‬
‫ج‪ -‬حق البائع في حبس المبيع‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 931‬من القانون المدني‪ ،‬وذلك إذا كان الثمن مستحقا قبل‬
‫التسليم ولم يوف به المشتري‪ ،‬أو كان ثمنا مؤجال ولكن سثط حق المشتري في األجل بإحدى األسباب‬
‫المذكورة في المادة ‪ 899‬من القانون المدني‪.‬‬
‫ويسقط حق البائع في حبس المبيع إذا زال سبب الحبس‪ ،‬أو تنازل البائع عن حق الحبس صراحة أو‬
‫ضمنا‪ ،‬وكذلك إذا خرج المبيع من حيازة البائع بإرادته‪.‬‬
‫‪ -9‬االلتزام بمصروفات البيع وتكاليف المبيع‪ :‬مصروفات البيع هي تكاليف إبرام العقد وما ارتبط به من‬
‫مبالغ مثل أتعاب الموثق وحقوق التسجيل والطابع والشهر العقاري ‪ ،‬كل ذلك ما لم يوجد اتفاق أو عرف‬
‫مخالف‪ .‬أما تكاليف المبيع فهي المصاريف التي ترتبط بصفة مالك الشيء مثل الضرائب ومصروفات‬
‫جني الثمار‪..‬الخ‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزام بتسلم المبيع‪:‬‬
‫‪ -0-3‬مضمونه‪ :‬يلتزم المشتري أن يبادر إلى التسلم باالستيالء الفعلي على المبيع دون تأخير بمكان‬
‫وجوده وقت العقد بمجرد علمه بوضع المبيع تحت تصرفه ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف حول زمان‬
‫ومكان التسلم‪ .‬وتختلف طريقة التسلم حسب طبيعة المبيع‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫‪ -9-3‬زمان ومكان التسلم‪ :‬ما لم يوجد اتفاق بين الطرفين على زمان ومكان التسلم ولم يوجد عرف‬
‫بذلك‪ ،‬فإن األصل هو أن يكون زمان ومكان تسلم المبيع هو نفسه زمان ومكان تسليم المبيع من طرف‬
‫البائع‪.‬‬
‫‪ -3-3‬نفقات تسلم المبيع‪ :‬تش مل المصروفات الالزمة لنقل المبيع من مكان تسلمه ومصروفات شحن‬
‫المبيع وتفريغه في ميناء الوصول والرسوم الجمركية‪ ،‬وذلك حين يكون التسليم في مكان التصدير قبل‬
‫الشحن‪ ،‬أما إذا كان المبيع واجب التسليم في مكان الوصول فإن المصروفات على البائع‪ ،‬كل ذلك ما لم‬
‫يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -4-3‬جزاء إخالل المشتري بالتزامه بالتسلم‪ :‬إذا لم يتسلم المشتري الشيء المبيع حسب االتفاق أو‬
‫العرف أو نص القانون رغم علمه بوضعه تحت تصرفه‪ ،‬جاز للبائع بعد إعذار المشتري بالتسلم أن يقوم‬
‫بطلب إلزام المشتري بالتسلم وتنفيذ التزامه تنفيذا عينيا وللبائع أن يلجأ للغرامة التهديدية‪ ،‬واذا كان الشيء‬
‫المبيع من المواد سريعة التلف أو من األشياء التي يتطلب الحفاظ عليها تكاليف باهضة في حفظها جاز‬
‫للبائع بعد استئذان القاضي أن يبيعها بالمزاد العلني مع إيداع الثمن خزينة المحكمة‪.‬‬
‫كما باستطاعة البائع بعد إعذار المشتري بالتسلم أن يطلب من القاضي فسخ البيع ويكون هنا فسخا‬
‫قضائيا يستعمل فيه القاضي سلطته التقديرية فله أن يمنح المشتري مهلة كما له أن يقضي بالفسخ إذا‬
‫وجد الطلب مبر ار‪.‬‬
‫وفي جميع الحاالت للبائع أن يطلب التعويض عن الضرر الذي قد يصيبه جراؤ تخلف المشتري عن تنفيذ‬
‫التزامه بالتسلم‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬خامسا‪:‬أنواع خاصة من البيوع‬
‫تطرق المشرع الجزائري إلى بعض أنواع البيع في القسم الثاني من الفصل األول من الباب السابع‬
‫من الكتاب الثاني في القانون المدني تحت عنوان (أنواع البيع)‪ ،‬وان كان ال يقصد بذلك الحصر‪ ،‬فإنه‬
‫وفصل في أحكام خاصة لبيوع خاصة بدءا ببيع ملك الغير ثم بيع الحقوق المتنازع عليها ثم بيع‬ ‫وضع ّ‬
‫التركة فالبيع في مرض الموت وأخي ار بيع النائب لنفسه‪.‬‬
‫‪ -0‬بيع ملك الغير (المواد ‪ 324‬إلى ‪ 322‬من القانون المدني)‪:‬‬
‫‪ -9-9‬حتى نكون بصدد بيع لملك الغير يجب أن يكون المبيع معينا بالذات مملوكا لشخص آخر غير‬
‫البائع والمشتري‪.‬‬
‫‪ -8-9‬بيع ملك الغير عقد صحيح منتج آلثاره بين طرفيه‪ ،‬ولكنه عقد قابل لإلبطال لصالح المشتري‬
‫بغض النظر عن حسن نيته‪ ،‬وعقد غير نافذ في مواجهة البائع‪.‬‬
‫‪ -9-9‬طلب إبطال بيع ملك الغير قد يكون في صورة دعوى إبطال يرفعها المشتري ابتداء ضد البائع‪ ،‬أو‬
‫تكون في صورة دفع يرد به المشتري على البائع حين المطالبة بالثمن‪ ،‬فإذا طلب المشتري اإلبطال فليس‬
‫للقاضي سلطة تقديرية في ذلك ويتعين عليه الحكم باإلبطال‪.‬‬
‫‪ -4-9‬يسقط حق المشتري في طلب إبطال العقد بالتقادم طبقا للمادة ‪ 919‬من القانون المدني بمرور ‪5‬‬
‫سنوات من تاريخ العلم بأن المبيع ليس مملوكا للبائع‪ ،‬أو بمرور ‪ 91‬سنوات من تاريخ إبرام العقد‪ .‬كما‬
‫يسقط حق المشتري في طلب إبطال العقد بإجازته الصريحة أو الضمنية وبإقرار العقد من طرف المالك‬
‫الحقيقي للشيء المبيع أو إذا تملك البائع الشيء المبيع بعد البيع‪.‬‬
‫‪ -5-9‬إذا كان المشتري حسن النية وأبطل البيع بطلبه جاز له أن يطلب تعويضا من البائع ولو كان‬
‫البائع حسن النية‪.‬‬
‫‪ -6-9‬بيع ملك الغير ال يسري في حق المالك الحقيقي وله المطالبة باسترداد المبيع من يد المشتري إذا‬
‫كان قد تم التسليم وذلك بدعوى االستحقاق‪ .‬وللمالك الحقيق الرجوع على البائع بالتعويض وأيضا على‬
‫المشتري إذا كان سيء النية‪ ،‬كل ذلك ما لم يكتسب المشتري ملكية المبيع لسبب آخر فال يمكن‬
‫االسترداد‪ ،‬وال يبقى المالك الحقيقي سوى الرجوع بالتعويض على البائع‪.‬‬
‫‪ -9‬بيع الحقوق المتنازع عليها (المواد من ‪ 411‬إلى ‪ 413‬من القانون المدني)‪:‬‬
‫‪ -9-8‬يكون الحق متنازعا عليه إذا رفعت بشأنه دعوى قضائية أو قام بشأنه نزاع جدي‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫‪ -8-8‬يجوز بيع الحق المتنازع عليه ويسمى البائع (متنازال) والمشتري (متنازال له) والطرف اآلخر في‬
‫النزاع (المتنازل ضده)‪.‬‬
‫‪ -9-8‬إذا كان المشتري من الفئات المنصوص عليها في المادتين ‪ 418‬و‪ 419‬من القانون المدني فإن‬
‫البيع يقع باطال‪.‬‬
‫‪ -4-8‬للمتنازل ضده طلب استرداد الحق المبيع من المتنازل له إذا كان التنازل بمقابل‪ ،‬ويجب عليه إذا‬
‫رغب في ذلك أن يصرح برغبته في ذلك وتبليغ المتنازل له (المشتري) ويدفع له الثمن الحقيقي للمبيع مع‬
‫المصروفات‪.‬‬
‫‪ -5-8‬إذا تم االسترداد‪ ،‬تسقط كل الحقوق التي قررها المتنازل له في الفترة بين التنازل واالسترداد‪ ،‬ويبقى‬
‫عقد التنازل (عقد بيع الحق المتنازع فيه) نافذا بين المتنازل والمتنازل له ولكل منهما المطالبة بآثاره ما‬
‫عدا ضمان االستحقاق ألن المشتري (المتنازل له) كان عالما بأن الح ق متنازع فيه ما لم يثبت عدم علمه‬
‫فيكون له الرجوع بالضمان‪.‬‬
‫‪ -6-8‬إذا تم االسترداد فإن الحق ال يصبح متنازعا عليه‪.‬‬
‫‪ -1-8‬ال يستطيع المتنازل ضده طلب االسترداد في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -9-1-8‬إذا كان الحق المتنازع فيه داخال ضمن مجموعة أموال بيعت جزافا بثمن واحد‪،‬‬
‫‪ -8-1-8‬إذا كان الحق المتنازع فيه مشاعا بين ورثة أو شركاء‪ ،‬وباع أحدهم نصيبه لآلخر‪،‬‬
‫‪ -9-1-8‬إذا تنازل المدين لدائنه عن حق متنازع فيه وفاء لدين ثابت في ذمته‪،‬‬
‫‪ -4-1-8‬إذا كان الحق المتنازع فيه دينا مترتبا على عقار وبيع الحق لحائز العقار المثقل بالدين‪.‬‬
‫‪ -3‬بيع التركة (المواد ‪ 414‬إلى ‪ 414‬من القانون المدني)‪:‬‬
‫‪ -9-9‬بيع التركة هو بيع الوارث نصيبه الذي آل إليه من التركة أو جزء منه‪ ،‬وذلك بصفة جزافية دون‬
‫تحديد مشتمالته من أعيان‪ ،‬وذلك مقابل ثمن مقدر بصفة إجمالية‪.‬‬
‫‪ -8-9‬ال يصح هذا البيع إال بعد وفاة المورث وافتتاح التركة‪.‬‬
‫‪ -9-9‬بيع التركة عقد احتمالي يعرف فيه المشتري ما يدفعه ولكنه ال يعلم ما سيأخذه مقابل ذلك‪ ،‬فالبائع‬
‫ال يضمن للمشتري سوى صفته كوارث‪.‬‬
‫‪ -4-9‬ال تنتقل الملكية للمشتري إلى لعد اتخاذ اإلجراءات الواجب اتباعها لنقل ملكية كل عنصر من‬
‫عناصر الجزء المبيع من التركة‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫‪ -5-9‬يلتزم البائع أن يسلم للمشتري التركة المبيعة بكافة مشتمالتها من منقوالت وعقارات إال ما كان له‬
‫طابع شخصي مثل األوسمة والشهادات‪.‬‬
‫‪ -6-9‬يلتزم المشتري بدفع الثمن وأيضا المصروفات التي يكون البائع قد أنفقها على التركة إضافة إلى‬
‫ما دفعه البائع من ديون التركة‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق مخالف‪.‬‬
‫‪ -4‬البيع في مرض الموت(المادتين ‪ 415‬و‪ 412‬من القانون المدني)‪:‬‬
‫‪ -9-4‬مرض الموت هو المرض الذي يغلب فيه الهالك ويتصل به الموت فعال‪.‬‬
‫‪ -8-4‬حتى تسري على البيع أحكام بيع مريض مرض الموت‪ ،‬يجب أن يكون البائع قد أبرم العقد وهو‬
‫يعاني من المرض الذي يؤدي إل ى الموت أو الهالك‪ ،‬وأن يتصل الموت بهذا المرض فال تفصل بين‬
‫المرض والوفاة فترة صحة‪.‬‬
‫‪ -9-4‬فرق المشرع الجزائري بين حالتين في البيع في مرض الموت حسب صفة المشتري؛‬
‫‪ -9-9-4‬إذا كان البيع لصالح أحد الورثة يكون البيع موقوف النفاذ على إجازة الورثة‪،‬‬
‫‪ -8-9-4‬إذا كان البيع لصالح الغير يكون البيع قابال لإلبطال لفائدة الورثة ولكل ذي مصلحة‪،‬‬
‫‪ -5-4‬إذا قام المشتري بترتيب حق عيني بعوض للغير‪ ،‬فإن هذا الغير إذا كان حسن النية ال يتأثر‬
‫بأحكام البيع في مرض الموت ويرجع الشيء المبيع إلى الورثة مثقال بحق الغير‪.‬‬
‫‪ -5‬بيع النائب لنفسه (المواد ‪ 401‬إلى ‪ 409‬من القانون المدني)‪:‬‬
‫‪ -9-5‬القاعدة العامة أن النائب عن الغير ال يتعاقد مع نفسه وال يجوز له شراء ما كان نائبا فيه عن‬
‫البائع‪ ،‬سواء كانت نيابة اتفاقية (وكالة) أو نيابة قانونية (والية‪ /‬وصاية‪ /‬تقديم) أو نيابة قضائية( الحجر‬
‫على المسجون‪ /‬الغائب والمفقود)‪ .‬وسواء كان البيع رضائيا أو بالمزاد العلني ولو باسم مستعار‪ ،‬ويأخذ‬
‫حكم النائب الخبراء والسماسرة بالنسبة لألموال المطلوب منهم تقييمها أو بيعها‪.‬‬
‫‪ -8-5‬بيع النائب لنفسه هو بيع موقوف النفاذ على إجازة األصيل‪ ،‬فإذا أجازه نفذ البيع‪ ،‬وهو تطبيق‬
‫خاص لما ورد في المادة ‪ 11‬من القانون المدني‪.‬‬
‫وبهذا ننهي الحديث عن األحكام األساسية لعقد البيع في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مع التنبيه عل ى‬
‫التأثير القوي للقوانين المستحدثة ال سيما في مجال حماية المستهلك على القانون المدني الذي يبقى‬
‫المرجع األساسي ألحكام عقد البيع‪.‬‬

‫أستاذ المقياس‪ :‬د‪ /‬قديري محـمـد توفيق‬


‫‪- 31 -‬‬

You might also like