Professional Documents
Culture Documents
-2-
ويحتاج القاضي في عمله هذا إلى مجموعة من العمليات العقلية المتصلة المنفصلة حتى يحدد
طبيعة العقد ويعرف القواعد واجبة التطبيق عليه ،وهي عمليتا التكييف والتفسير؛ فتكييف العقد هو تحديد
الوصف القانوني للعقد لوضعه ضمن تصنيفه الصحيح وهي عملية أولية يقوم بها القاضي قبل الخوض
في حل النزاع المعروض عليه ،وأحيانا يضطر القاضي إلى اللجوء لتفسير إرادة األطراف وغايتهم
التعاقدية حتى يتمكن من التكييف الصحيح ،فالتفسير إذن هو استخالص إرادة األفراد ووضعها في
اإلطار القانوني الصحيح.
-4أنواع العقود المسماة في القانون المدني الجزائري :وضع المشرع الجزائري في القانون المدني ما
يمكن تسميته أمهات العقود الخاصة وفق تصنيف تقليدي قائم على أساس محل العقد؛ حيث نجد:
-0-4العقود المتعلقة بالملكية(الباب السابع من الكتاب الثاني من القانون المدني ،المواد 350إلى
:)444وهي على التوالي؛ البيع؛ المقايضة؛ الشركة؛ القرض االستهالكي؛ الصلح.
-9-4العقود المتعلقة باال نتفاع بالشيء(الباب الثامن من الكتاب الثاني من القانون المدني ،المواد
444إلى :)545وهي اإليجار والعارية.
-3-4العقود الواردة على العمل(الباب التاسع من الكتاب الثاني من القانون المدني ،المواد 542إلى
:)400وهي على التوالي؛ المقاولة؛ عقد التسيير؛ الوديعة؛ الحراسة.
-4-4عقود الغرر( الباب العاشر من الكتاب الثاني من القانون المدني ،المواد :)443 -409وهي
على التوالي؛ القمار والرهان؛ المرتب مدى الحياة؛ التأمين.
-5-4عقد الكفالة( الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني من القانون المدني المواد 444إلى
:)443وقد خصص المشرع لها بابا مستقال نظ ار ألهميتها باعتبارها أهم التأمينات الشخصية.
-6-4كما نجد ضمن الكتاب الرابع من القانون المدني الخاص بالحقوق العينية التبعية أو التأمينات
العينية عقدين هما :الرهن الرسمي( الباب األول من الكتاب الرابع من القانون المدني ،المواد 888إلى
)396؛ الرهن الحيازي( الباب الثالث من الكتاب الرابع من القانون المدني ،المواد 348إلى .)389
وسيتم التطرق في هذا المقياس إلى نماذج عن العقود المسماة وهما عقد البيع وعقد اإليجار وعقد
المقاولة ،فالبيع نموذج عن العقود الواردة على الملكية واإليجار نموذج عن العقود الواردة على منفعة
والمقاولة نموذج عن العقود الواردة على عمل .وقد تم التطرق خالل السنة الثالثة إلى عقد الكفالة وعقد
الرهن الرسمي وهي نماذج عن عقود الضمان.
-3-
المحاضرة الثانية :مدخل إلى عقد البيع
وضع المشرع الجزائري عقد البيع على رأس العقود المسماة في القانون المدني تماشيا مع المنطق
الذي يعتبر البيع أهم العقود المسماة فهو أقدم العقود وأكثرها تداولها في الحياة اليومية.
وجاءت أحكام البيع في القانون المدني الجزائري في المواد( )466-959أي 991مادة ،حيث بدأ
المشرع الجزائري بتعريف عقد البيع ثم ذكر مسألة عدم العلم الكافي بالمبيع ثم عرض أنواعا من البيوع
تختلف من حيث مضموم التراضي ،ثم انتقل المشرع إلى محل عقد البيع (المبيع والثمن) وما تعلق به من
أحكام ،ثم تطرق إلى التزامات البائع (نقل الملكية؛ التسليم؛ الضمان) فالتزامات المشتري (دفع الثمن؛
مصاريف العقد؛ تكاليف المبيع) ،ليختتم المشرع الجزائري أحكام عقد البيع بالحديث عن أنواع خاصة من
البيوع (بيع ملك الغير؛ بيع الحقوق المتنازع عليها ؛ بيع التركة؛ البيع في مرض الموت؛ بيع النائب
لنفسه).
وسنتطرق إلى جميع هذه المسائل وفق الترتيب اآلتي:
أوال :مدخل إلى عقد البيع( -تعريف عقد البيع؛ -خصائص عقد البيع؛ -تمييز عقد البيع عن بعض
العقود التي تلتبس به)،
ثانيا :أركان عقد البيع( -التراضي؛ -المحل والسبب؛ -الشكلية في عقد البيع)،
ثالثا :التزامات البائع( -نقل الملكية؛ -التسليم؛ -الضمان)،
رابعا :التزامات المشتري( -دفع الثمن؛ -تَ َسُّلم المبيع؛ -مصاريف العقد وتكاليف المبيع)،
خامسا :أنواع خاضة من البيوع( -بيع ملك الغير؛ -بيع الحقوق المتنازع عليها؛ -بيع التركة؛ البيع في
مرض الموت؛ -بيع النائب لنفسه).
-4-
ونالحظ هنا بأن المشرع الجزائري عرف البيع من خالل أهم خصائصه وهي كون البيع عقدا يرد
على الملكية ويرتب التزاما على عاتق البائع بنقل الملكية للمشتري في مقابل عوض هو الثمن النقدي
الذي يدفعه المشتري.
شراح القانون المدني مجموعة من الخصائص يتميز بها عقد البيع وهي:
-9خصائص عقد البيع :وضع ّ
-0-9عقد يرتب التزاما بنقل الملكية:
-9-9عقد معاوضة:
-3-9عقد رضائي من حيث األصل:
-4-9عقد ملزم الجانبين:
-5-9عقد محدد القيمة من حيث األصل:
-4-9عقد نافذ حال حياة المتعاقدين:
-4-9عقد المقابل فيه نقدي:
-3تمييز عقد البيع عن بعض أنواع العقود التي تلتبس به :نتطرق هنا إلى التفرقة بين عقد
ورغم الفرق ّ
البين بينهما إال أنهما يلتبسان ببعضهما في بعض الحاالت أهمها صيغة البيع باإليجار وحالة
بيع الثمار والمنتجات التي يتم الحصول عليها من زراعة األرض.
بالنسبة للمسألة األولى التي نظمها المشرع الجزائري بالمرسوم التنفيذي 915-19المؤرخ في
8119/14/89المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي 888-94المؤرخ في 8194/91/95الذي يحدد
شروط وكيفيات شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية ،وقد نص المشرع في المادة 969من القانون
المدني باعتبار اإليجار المنهي بالبيع أو البيع باإليجار عقد بيع الثمن فيه مقسط.
بالنسبة للحالة الثانية فهي اتفاق المالك مع الغير على تمكين الغير من ثمار الشيء أو منتجاته مقابل
ثمن نقدي ،فهل العقد بيع للثمار والمنتجات أم تأجير باعتبار الثمار والمنتجات منافع للشيء األصلي.
هنا نفرق بين احتمالين:
-5-
-الثمار(ما يتولد عن الشيء بصفة دورية دون أن تمس بأصل الشيء فتنقص منه بحيث يبقى الشيء
على حاله) ،وهنا يعتبر العقد بيعا إذا كان المقابل النقدي إجماليا أو كان العقد منصبا على جزء محدد
من الثمار .أما إذا كان المقابل النقدي مستحقا بصفة دورية في فترات محددة ونفقات الزراعة على عاتق
المشتري كان العقد إيجا ار.
-المنتجات أو الحاصالت( فهي ال تتصف بالدورية ويؤدي تحصيلها إلى اإلنقاص من أصل الشيء)
هنا يعتبر العقد بيعا ألن من مقتضيات عقد اإليجار أن يرد المستأجر للمؤجر العين المؤجرة على حالها
عند انتهاء العقد وهو ما ال يتوفر في بيع المنتجات.
-9-3البيع والمقاولة :المقاولة عقد يتعهد المقاول بموجبه أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر
يؤديه له الطرف اآلخر الذي يسمر رب العمل ،ويلتبس البيع مع المقاولة على الرغم من اختالفهما في
محل العقد من حيث األصل ،وذلك حين يلتزم المقاول بتقديم مادة الشيء والعمل معا مثل النجار وصانع
األثاث ،والمعيار المرجح هو النظر في قيمة العمل والمادة المستعملة فإذا قدم المقاول (صانع األثاث)
المادة (األخشاب والقماش) من عنده وعمل عليها ثم سلمها لرب العمل مقابل ثمن معلوم يدفع عند التسليم
فإن العقد هنا يعتبر بيعا ألشياء مستقبلية ،أما إذا كانت المواد مقدمة من رب العمل فالعقد مقاولة.
-3-3البيع والوكالة :الوكالة مثل المقاولة عقد يرد عى العمل ،واألصل فيها التبرع خالف البيع الذي
يرد على الملكية ويكون معاوضة .ومقتضى الوكالة أن يقوم الوكيل بعمل باسم ولحساب الموكل
(األصيل) .وتلتبس الوكالة بالبيع في بعض الحاالت مثل تسليم تاجر الجملة بضاعة لتجار التجزئة لبيعها
للزبائن بثمن محدد ومن ثم يتحاسبون مع تاجر الجملة مقابل هامش ربح .فهنا تكون الوكالة بعمولة حتى
ولو كان ظاهرها أن تاجر الجملة قد باع البضاعة لتاجر التجزئة .أما إذا اتفق الطرفان على نقل الملكية
لتاجر التجزئة أو سلمت له البضاعة فيبيعها بالسعر الذي يناسبه ثم يدفع لتاجر الجملة ثمن البضاعة
األصلي فالعقد هنا بيع.
-4-3البيع والهبة :الهبة تمليك بال عوض فهي تختل ف عن البيع في أنها من عقود التبرع والبيع من
المعاوضات .البيع قد يلتبس مع الهبة حين تنعقد مقترنة بشرط يفرض على الموهوب له مقابال معينا.
ومناط التحقق هو قيمة المقابل المطلوب من الموهوب له إضافة لنية التبرع لدى الواهب؛ فإذا كان المقابل
مساويا أو يفوق قيمة الشيء فالعقد بيع ال غبار عليه والعكس صحيح.
وقد يتخذ البيع ستا ار للهبة ،فيكون العقد الظاهر بيعا والعقد الخفي المستتر النافذ بين طرفيه هبة .وهو ما
يقوم به الناس عادة للهروب من أحكام الميراث أو إلخفاء أموالهم عن الدائنين ،وهنا يسري بين المتعاقدين
-6-
العقد الحقيقي الخفي أما في مواجهة الغير والخلف الخاص والدائنين فيسري العقد الظاهر ،وعلى من
يدعي بالصورية إثباتها طبقا للحاكم المنصوص عليها في المادتين 938و 933من القانون المدني
الجزائري.
-5-3البيع والوصية :الوصية تصرف بإرادة منفردة ،وهي تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بال عوض
ويبقى للموصي صفة المالك حتى موته .وذلك خالف البيع فهو عقد معاوضة نافذ حال حياة عاقديه
حيث يرتب انتقال الملكية فور العقد من حيث األصل .ولكن البيع يلتبس بالوصية حين يتخذ البيع ستارا
للوصية تهربا من أحكام الوصية اآلمرة ال سيما ما تعلق بالوصية لوارث أو بما جاوز الثلث للغير .وعند
المنازعة في األمر فإن القاضي يتحقق من كون التصرف وصية من خالل الظروف المالبسة والقرائن،
ومنها القرينة القانونية التي نص عليها المشرع في المادة 111من القانون المدني (:يعتبر التصرف
وصية وتجري عليه أحكامها إذا تصرف شخص ألحد ورثته واستثنى لنفسه بطريقة ما حيازة الشيء
المتصرف فيه واالنتفاع به مدة حياته ما لم يكن هناك دليل يخالف ذلك).
-4-3البيع والمقايضة :متثضى عقد المقايضة مبادلة مال بمال ما عدا النقود ،وهي تشترك مع البيع
في كونها عقدا يرد على الملكية وتطبق عليها طبقا القانون الجزائري أحكام عقد البيع بالقدر الذي تسمح
به طبيعتها الخاصة ،وعليه فاالختالف بين البيع والمقايضة إنما يكمن في خاصية الثمن النقدي ،لذك
يلتبس البيع بالمقايضة حين يكون مقابل نقل الملكية شيئا يضاف إلى مبلغ مالي أو حين يكون المقابل
أوراقا مالية أو سبائك ذهبية .ففي الحال ة األولى ننظر في قيمة المبيع مقارنة بحجم النقود المضاف
للشيء المقابل ،فإذا كان الجزء الغالب من المقابل للشيء المنقولة ملكيته هو النقود فالعقد بيع ،واذا كان
الغالب هو قيمة الشيء المضاف للمقابل فالعقد مقايضة .أما في الحالة الثانية (حالة المقابل سبائك ذهبية
أو أوراق مالية) فالقول الراجح يتجه إلى اعتبارها مقايضة.
وننتقل اآلن إلى المحاضرة الثالثة والمتعلقة بأركان عقد البيع.
-7-
المحاضرة الثالثة :ثانيا :أركان عقد البيع
ثانيا :أركان عقد البيع:
عقد البيع مثل سائر العقود الرضائية يقوم على ثالثة أركان؛ التراضي المحل والسبب ،ويضاف
إليها ركن الشكلية في عقد البيع الوارد على عقار ،وعليه نتطرق إلى أركان البيع بدءا بالتراضي فالمحل
والسبب ثم الشكلية.
-0التراضي في عقد البيع :يطرح التراضي في عقد البيع مجموعة من المسائل نتناولها كالتالي:
-0-0مفهوم التراضي في عقد البيع :يقصد بالتراضي في عقد البيع توافق إرادتي البائع والمشتري على
نقل ملكية المبيع من البائع إلى المشتري مقابل ثمن نقدي .أي أن يتفق الطرفان على طبيعة العقد ومحله،
حيث يجب أن يقصد الطرفان إبرام عقد بيع وأن يحددا الشيء المبيع والثمن المقابل له أو أساس تحديده.
فإذا لم يقع تطابق في اإلرادات بين األطراف المتعاقدة في أي من هذه المسائل الجوهرية اعتبر البيع غير
منقعد.
أما المسائل التفصيلية في عقد البيع مثل موعد تسليم المبيع وكيفية تسديد الثمن..الخ ،فإنه وطبقا
لما ورد في المادة 65من القانون المدني فإنه إذا اتفق الطرفان على جميع المسائل الجوهرية في العقد
واحتفظا بالمسائل تفصيلية يتفقان عليها فيما بعد ولم يشترطا اأال أثر للعقد عند عدم االتفاق عليها اعتبر
العقد منبرما .واذا قام خالف على المسائل التي لم يتم االتفاق عليها فإن المحكمة تقضي فيها طبقا
لطبيعة المعاملة وألحكام القانون والعرف والعدالة.
-9-0شروط صحة التراضي في عقد البيع :إذا كان توافق إرادتي البائع والمشترى وتطابقهما على
النحو السابق ضروريا لوجود عقد البيع (وجود التراضي) فإنه ال بد لهذا التراضي من شروط صحة حتى
يكون له أثر وال يصبح مهددا باإلبطال ( صحة التراضي) .وأحكام صحة التراضي في عقد البيع منها ما
هو موجود في القواعد العامة لنظرية العقد ومنها ما هو منصوص عليه في القواعد الخاصة بعقد البيع.
-0-9-0في القواعد العامة في نظرية العقد :ومقتضى هذه القواعد أن يكون المتعاقد كامل األهلية أي
بلغ سن الرشد المدني ( 93سنة) متمتعا بقواه العقلية غير محجور عليه ،وأن تكون إرادته غير مشوبة
بعيب الغلط أو التدليس أو اإلكراه أو االستغالل.
-9-9-0في القواعد الخاصة بعقد البيع :ورد النص على مسألة خاصة تتعلق بحماية رضا المشتري
في المادة 958من القانون المدني وهي مسألة العلم الكافي بالمبيع ،حيث نصت المادة 958على أنه
يجب أن يكون المشتري عالما بالمبيع علما كافيا ،ويعتبر كافيا إذا اشتمل العقد على بيان وصف المبيع
-8-
وأوصافه األساسية بحيث يمكن التعرف عليه .واذا ذكر في العقد أن المشتري عالم بالمبيع سقط حقه في
طلب إبطال البيع بدعوى عدم العلم به إال إذا أثبت غش البائع.
ومقتضى المادة 958من القانون المدني أن للمشتري لحق في إبطال عقد البيع إذا لم يكن عالما بالمبيع
علما كافيا حسب طبيعة كل مبيع ،ولكن هذا الحق في طلب اإلبطال يسقط في الحاالت التالية:
-أن يذكر في العقد أن المشتري عالم بالمبيع ما لم يثبت عش البائع،
-إذا لم يرفع دعوى اإلبطال خالل خمس سنوات من تاريخ رؤيته للمبيع أو 91سنوات منذ إبرام العقد،
-تنازل المشتري عن حقه في طلب اإلبطال صراحة أو ضمنا،
-إصابة المبيع بعيب وهو في يد المشتري بسبب ال عالقة للبائع به.
-3-0صور خاصة للتراضي في عقد البيع :هذه الصور منها ما هو تطبيق للقواعد العامة الواردة في
نظرية العقد على عقد البيع ،ومنها ما هو خاص بعقد البيع ويسمى البيوع الموصوفة.
-0-3-0صور خاصة للتراضي في عقد البيع من خالل إسقاط القواعد العامة في نظرية العقد :هي
طرق خاصة لتوافق اإلرادتين على إبرام عقد البيع وأهمها الوعد بالتعاقد والتعاقد بالعربون:
-0-0-3-0الوعد بالتعاقد :نص المشرع على أحكام الوعد بالتعاقد في المادتين 19و 18من القانون
المدني ،وبإسقاط ما ورد فيهما من أحكام على عقد البيع نجد األحكام التالية:
-الوعد بالبيع :مقتضاه أن يعد شخص ما يسمى الواعد شخصا آخر يسمى الموعود له أن يبيع له شيئا
ما بمقابل ثمن نقدي إذا أبدى الموعود له رغبته في ذلك خالل األجل المتفق عليه بينهما.
-الوعد بالشراء :وهو الصورة العكسية للوعد بالبيع.
-الوعد بالبيع والشراء :ويسمى الوعد التبادلي ،أب أن كل طرف واعد وموعود له في نفس الوقت ويبقى
كل منهما ملتزما تجاه الطرف اآلخر خالل مدة الوعد.
-0-0-0-3-0شروط الوعد بالبيع :بالرجوع إلى المادة 19من القانون المدني يتبين لنا أن شروط
الوعد بالتعاقد (والوعد بالبيع من ضمنها) تتمثل فيما يلي:
-تحديد المسائل الجوهرية في العقد الموعود به (البيع) وذلك باالتفاق على طبيعة العقد الموعود به
والمبيع والثمن.
-تحديد المدة التي يبقى فيها الواعد ملتزما بوعده.
-9-
-إذا كان العقد الموعود به يتطلب شكال معينا فإن عقد الوعد بالتعاقد ال بد أن يكون أيضا في ذلك
الشكل ،وعليه في حالة الوعد بالبيع الوارد على عقار ال بد أن يكون الوعد ببيع العقار مفرغا في الشكل
الرسمي ،وأضاف قانون المالية لسنة 8114ضرورة تسجيل عقد الوعد ببيع عقار لدى مصالح الضرائب.
وعليه فإن عقد الوعد بالبيع هو عقد مستقل في حد ذاته عن عقد البيع الموعود به.
-9-0-0-3-0آثار الوعد بالبيع :إذا انعقد الوعد بالبيع صحيحا رتب حقا شخصيا للموعد له في ذمة
الواعد يلتزم بمقتضاه أن يبقى على وعده طيلة المدة المتفق عليها وأالا يتصرف في الشيء الموعود به
ببيعه إلى شخص آخر .وهنا نفرق بين عدة احتماالت:
-انقضاء المدة المتفق عليها دون إبداء الموعود له قبوله بإتمام إجراءات البيع ،هنا يسقط الوعد بالبيع
وتب أر ذمة الواعد،
-إبداء الموعود له رغبته في إتمام عقد البيع ،هنا ال نكون في حاجة لرضا جديد من الواعد ويعتبر العقد
مبرما من إبداء الموعود له رغبته .فإذا نكل الواعد وقاضاه الموعود له كان له أن يطلب تنفيذ الوعد وقد
بحل حكم القاضي محل العقد إذا كانت الشروط الالزمة إلتمام البيع متوفرة ال سيما الشكل( .المادة 18
من القانون المدني).
-تصرف الواعد في الشيء الموعود له لشخص آخر خالل مدة الوعد ،هنا تقوم المسؤولية العقدية للبائع
عن إخالله بااللتزام الناشئ عن عقد الوعد بالبيع .ولكن يبقي تصرف الواعد للغير تصرفا صحيحا ألن
الشيء الموعد له يبقى ملكا له خالل فترة الوعد ،ولكن تقوم مسؤولية البائع ألنه أخل بالتزامه.
-9-0-3-0التعاقد بالعربون(:البيع بالعربون) :نظم المشرع الجزائري التعاقد بالعربون ألول مرة سنة
8115حين عدل القانون المدني بموجب القانون 91-15المؤرخ في 8115/61/81حين أضاف
المادة 18مكرر والتي نص فيها على ما يلي (:يمنح دفع العربون وقت إبرام العقد لكل من المتعاقدين
الحق في العدول عنه خالل المدة المتفق عليها إال إذا قضى االتفاق بخالف ذلك.
فإذا عدل من دفع العربون فقده.
رده ومثله ولو لم يترتب على العدول أي ضرر).
واذا عدل من قبضه ّ
فالعريون إذن هو مبلغ نقدي يدفعه أحد المتعاقدين لآلخر(المشتري يدفعه للبائع في عقد البيع) مقابل حق
العدول عن العقد .فإذا عدل من دفع العربون فقده واذا عدل من قبض العربون ّ
رده ومثله.
واألصل في القانون الجزائري أن العربون هو مقابل حق العدول ما لم يشترط المتعاقدان أو ظهر من
ظروف العقد أنهما قصدا أن يكون العربون جزءا من الثمن.
- 01 -
-9-3-0صور خاصة للتراضي في عقد البيع من خالل القواعد الخاصة بعقد البيع (البيوع
الموصوفة :وضع المشرع نماذج خاصة للتراضي على عقد البيع أوردها في المواد ( 959إلى )955من
القانون المدني وهي على التوالي :البيع بالعينة؛ البيع بشرط المذاق؛ والبيع بشرط التجربة.
- 03 -
-3السبب :لم ترد أحكام خاصة بالسبب في عقد البيع ،وتطبق في هذا الشأن األحكام الواردة في
المادتين 31و 38من القانون المدني ،حيث يشترط أن يكون سبب العقد مشروعا غير مخالف للنظام
العام واآلداب العامة .ويفترض أن لكل التزام سببا مشروعا حتى يقوم دليل على خالف ذلك ،كما يعتبر
السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي حتى يثبت العطس ،فإذا ثبتت صورية السبب فإن على من
يدعي وجود سبب مشروع آخر أن يثبته.
-4الشكلية :نبدأ أوال بتعريف الشكلية ثم نبين أنواعها ثم أهدافها ومن ثم نعرض إلى تطبيقاتها وأخي ار
نرى الشكلية باعتبارها ركنا في عقد البيع.
-0-4تعريف الشكلية :هي قيد على مبدأ الحرية التعاقدية يفرض المشرع بمقتضاه على األفراد قالبا
معينا تفرغ فيه تصرفاتهم تحت طائلة بطالنها أو عدم إنتاج أثرها أو عدم جواز االحتجاج بها إذا لم
تستوفي الشروط المطلوبة قانونا.
-9-4أنواع الشكلية :توجد عدة تقسيمات للشكلية ولكن أهم تقسيم هو التالي:
-0-9-4الشكلية المباشرة :هي التي تتعلق بوجود التصرف القانوني ( ركن في التصرف) مثل العقد
الرسمي عقد البيع الوارد على عقار وعقد الشركة التجارية والعقود الواردة على المحل التجاري واإليجار
المدني .وفقدان الشكلية هنا يؤدي إلى بطالن التصرف القانوني.
-9-9-4الشكلية غير المباشرة :وهي الشكلية التي ليست ركنا في التصرف القانوني وال يترتب على
فقدها بطالن التصرف ،وانما يفرضها القانون إلثبات التصرف أو ألجل إنتاج التصرف أثره.
-3-4أهداف الشكلية :تهدف الشكلية إلى تحقيق المصلحة العامة والخاصة على حد سواء،
-0-3-4تحقيق المصلحة العامة :وتتمثل أهم مظاهرها فيما يلي:
-الرقابة على التصرفات القانونية،
-األمن القانوني،
-تسهيل عمل القاضي،
-تحقيق إيرادات للخزينة العمومية.
-9-3-4تحقيق المصلحة الخاصة لألفراد :وتتمثل فيما يلي:
-حماية المتعاقدين من التسرع،
-حماية الغير.
- 04 -
-4-4تطبيقات الشكلية في القانون الجزائري :نجد في القانون الجزائري تطبيقات عديدة للشكليةنوردها
كما يلي:
-0-4-4الكتابة :ويقصد بها إفراغ التصرف القانوني في شكل محرر مكتوب ،وهي نوعان ،رسمية
(توثيقية = عقد توثيقي) أو كتابة عرفية .والكتابة إما أن تكون ركنا في العقد مثل بيع العقار أو اإليجار
المدني والشركات التجارية...الخ ،واما أن تكون كتابة مطلوبة لإلثبات كعقد الكفالة.
-9-4-4التسجيل لدى مصالح الضرائب :ويحكمه قانون التسجيل والطابع.
-3-4-4القيد :ويكون إما في المحافظة العقارية فيما تعلق بالرهون وحقوق االمتياز..الخ ،أو في
المركز الوطني للسجل التجاري فيما يخص عقود الشركات التجارية .وشكلية القيد مطلوبة لنفاذ التصرف
القانوني في مواجهة الغير.
-4-4-4الشهر :ويتم على مستوى المحافظة العقارية ويتعلق بالتصرفات الناقلة للملكية العقارية حيث
يعتبر الشهر هنا شرطا لنفاذ التصرف بين المتعاقدين وفي مواجهة الغير.
-5-4-4اإلشهار :ويكون إما في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية التي يصدرها المركز الوطني
للسجل التجاري فيما يخص عقود الشركات التجارية وبيع القاعدة التجارية ،أو في الجرائد اليومية الوطنية
فيما تعلق بالشركات المدنية ،ويرتبط هذا النوع من الشكلية بالنفاذ في مواجهة الغير.
-5-4الشكلية ركنا في عقد البيع :ركن الشكلية في عد البيع هو وجوب إبرام عقد البيع الوارد على
عقار في الشكل الرسمي أي العقد التوثيقي الذي يحرره الموثق بصفته ضابطا عموميا في حدود
اختصاصه ووفق األشكال التي نص عليها القانون(.المادة 984من القانون المدني الجزائري).
حيث يجب على األشخاص الراغبي ن في إبرام عقد بيع وارد على عقار أن يتقدموا إلى موثق مختص
إقليميا ال يربطه بأحدهما رابطة قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة ،ويصرحان برغبتهما في إبرام عقد البيع،
حيث بتلقى الموثق التصريحات وفق األصول المعمول بها والمنصوص عليها في القانون المدني والقوانين
والتنظيمات المتعلقة بمهنة التوثيق .فال بد لكل طرف من أطراف العقد أن يقدم شهادة ميالده وبطاقة
التعريف الوطنية ويضيف لها البائع أصل الملكية وشهادة المطابقة وشهادة التأمين ضد خطر الكوارث
الطبيعية بالنسبة للعقار المبني وشهادة سلبية للعقار وتقويم العقار وكذا عند الضرورة مخططا هندسيا
وصفيا حال بيع جزء من عقار مبني ،مع ضرورة إيداع خمس الثمن المذكور في العقد (قانون المالية
لسنة )8181في حساب الموثق لدى الخزينة العمومية.
- 05 -
وفيما تعلق بشكل العقد فإنه يجب أن يحرر باللغة العربية في نص واضح دون ترك أي بياض أو ووجود
كتابة أو حشو بين األسطر ،وتكتب المبالغ والسنة والشهر واليوم ويوم التوقيع باألحرف واذا وجد شطب
ال بد أن يصدق عليه الموثق واألطراف والشهود.
كما يجب أن يتضمن العقد البيانات المتعلقة بالموثق في أعلى الورقة ثم البيانات المتعلقة بأطراف العقد
والشهود والبيانات الخاصة بموضوع عقد البيع العقاري من تاريخ ومكان إبرام العقد وطبيعة العقد ورقمه
ومساحته وحدوده وأصل الملكية والمالك السابقين ،وذكر الثمن والمبلغ المدفوع إضافة إلى آثار العقد
وااللتزامات الملقاة على عاتق الطرفين.
ويجب على الموثق قبل توقيع العقد أن يتلو على األطراف والشهود األحكام التشريعية الخاصة بالضرائب،
وعليه أيضا أن يق أر عليهم نص العقد كامال ليكونوا على دراية تامة لمضمون العقد وآثاره.
وبهذا ننتهي من المحاضرة الخاصة بأركان عقد البيع وننتقل بعد هذا إلى آثار عقد البيع بدءا بااللتزامات
الملقاة على عاتق البائع.
- 06 -
المحاضرة الرابعة :ثالثا :التزامات البائع
ورد النص على التزامات البائع في المواد ( ) 986-969من القانون المدني الجزائري حيث بدأ المشرع
بااللتزام الرئيس نقل الملكية ( المواد )969-969ثم ّبين أحكام االلتزام بالتسليم وما يعرض فيه من
مسائل (المواد )911 -964وتطرق أخي ار لاللتزام الثالث وهو االلتزام بالضمان (المواد .)986-919
-0التزام البائع بنقل الملكية :نقل الملكية هو أهم التزام يقع على عاتق البائع وهو االلتزام الرئيس الناتج
عن عقد البيع .ونفرق في هذا الصدد بين نقل الملكية في المنقوالت ونقل الملكية في العقارات.
-0-0نقل الملكية في المنقوالت :إذا كان المبيع منقوال معينا بالذات مملوكا للبائع تنتقل الملكية إلى
المشتري بمجرد إبرام العقد (المادة 965من القانون المدني) .أما إذا كان المبيع منقوال معينا بالنوع فقط
فإن الملكية ال تنتقل إلى المشتري إال من وقت إفراز الشيء المبيع عن ما يماثله من أشياء من نوعه .فإذا
لم يقم البائع باإلفراز فإن للمشتري أن يحصل على شيء من النوع ذاته على نفقة البائع بعد استئذان
القاضي ،كما له أن يطالب بفسخ عقد البيع والتعويض(.المادة 966من القانون المدني).
-في بيع الجزاف تنتقل الملكية بمجرد العقد مثل حالة المنقول المعين بذاته ويعتبر البيع جزافا ولو كان
تعيين الثمن موقوفا على تحديد مقدار المبيع (المادة 968من القانون المدني).
-تنتقل الملكية في بيع األشياء المستقبلية عند تعيينها وفي األشياء التي تصنع حينما يصنع منها ما
يكفي لتعيينها.
-9-0نقل الملكية في العقارات :أشارت المادة 965من القانون المدني إلى وجوب احترام إجراءات
الشهر العقاري ،ونصت المادة 139من القانون المدني على أن الملكية العقارية ال تنتقل بالعقد ال بين
المتعاقدين وال في مواجهة الغير إال من تاريخ الشهر العقاري.
والشهر العاري هو مجموعة اإلجراءات الرامية إلى تسجيل كل التصرفات الواردة على الملكية العقار
بإيداع العقود والتصرفات واألحكام القضائية المتضمن نقل الملكية العقارية على مستوى المحافظة العقارية
التي يقع العقار في دائرة اختصاصها.
حيث يجب على الموثق الذي أبرم أمامه عقد البيع العقاري أن يقوم أوال بتسجيل العقد على مستوى اإلدارة
المكلفة بالضرائب طبقا لألمر 915-16المتضمن قانون التسجيل المعدل والمتمم ،ودفع الرسوم المحددة
قانونا .ومن ثم يقوم الموثق بإيداع العقد لدى مصالح الحفظ العقاري المختصة إقليميا طبقا لألمر -15
14المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري والمرسوم 69-16المتعلق بتأسيس
- 07 -
السجل العقاري .وبعد إتمام إجراءات الشهر تنتقل الملكية من تاريخ الشهر وليس من تاريخ إبرام العقد
ويسلم للمعني نسخة عن العقد الرسمي المشهر مع الدفتر العقاري حال وجوده.
-9التزام البائع بتسليم المبيع :هو االلتزام المتفرع عن االلتزام بنقل الملكية ويتطلب بذل العناية الالزمة
في الحفاظ على المبيع حتى تسليمه(المادة 916من القانون المدني) ،كما يقتضي وضع المبيع تحت
تصرف المشتري وضمان استالمه على الحالة التي كان عليها وقت التعاقد(.المادة 964من القانون
المدني).
-0-9كيف يعتبر البائع قد أدى التزامه بالتسليم؟ يكون ذلك بوضع المبيع تحت تصرف المشتري
واعالم المشتري بأن المبيع تحت تصرفه.
-9-9طريقة التسليم :تختلف حسب نوع المبيع ،فالمنقول بحيازته والعقارات المبنية بتسلم مفاتيحها،
والسيارة كذلك ،وحقوق الملكية الفكرية بتسليم الوثائق المثبتة لها.
-3-9أنواع التسليم :نجد نوعين؛ التسليم الحقيقي ويقع حين يصبح المبيع في حوزة المشتري بعد أن
كان في حيازة البائع .والنوع الثاني هو التسليم الحكمي حين يكون المشتري قبل العقد حائ از وبعد العقد
يصير مالكا أو حين يبقى العقار في حيازة البائع بإذن من المشتري).
-4-9ظروف التسليم :نفرق هنا بين مكان وزمان ونفقات تسليم المبيع.
-0-4-9مكان تسليم المبيع :في المبيع المعين بذاته مكان التسليم هو مكان وجود المبيع وقت التعاقد،
أما المبيع المعين بنوعه فيتم في موطن البائع ،وفي حالة تصدير المبيع فإن التسليم يكون في موطن
المشتري.
-9-4-9زمان تسليم المبيع :األصل أن يتم التسليم فور إبرام العقد ما لم يتفق على التأجيل.
-3-4-9نفقات التسليم :كل النفقات الالزمة لوضع المبيع تحت تصرف المشتري يقع على عاتق
البائع.
-5-9حكم تغير مقدار المبيع عند التسليم :نفرق بين حالتي النقص والزيادة؛
-0-5-9حالة النقص :البائع يتحمل مسؤولية النقص حسب العرف ويلتزم بإنقاص الثمن واال يفسخ
العقد عليه ،ويحق للمشتري طلب اإلنقاص من الثمن ولكن ليس به الحق في طلب تكملة المبيع فإذا كان
النقص جسيما أو امتنع البائع عن إنقاص الثمن جاز للمشتري طلب فسخ عقد البيع.
-9-5-9حالة الزيادة :إذا كان الثمن مقد ار جملة فال رجوع على المشتري بشيء والزيادة له .أما إذا
كان الثمن مقد ار على أساس الوحدة نفرق بين حالتين؛ حالة المبيع غير القابل للتجزئة أو المبيع الذي في
- 08 -
تجزئته ضرر بالبائع حيث يبزم المشتري هنا بدفع ما يقابل الفارق ما لم تكن زيادة فاحشة .والحالة الثانية
هي حالة المبيع القابل للتجزئة دون إضرار بالبائع حيث ال يلزم المشتري بأخذ القدر الزائد.
-3-5-9سقوط الحق في طلب زيادة الثمن وانقاصه :حق المشتري في اإلنقاص من الثمن لنقص في
المبيع وحق البائع في طلب الزيادة في الثمن حال ا لزيادة في المبيع يسقط بالتقادم في حالة المبيع المعين
بالذات بمرور سنة ( )9واحدة من يوم التسليم ،أما المبيع المعين بنوعه فإن التقادم يكون بمرور 95سنة
من التسليم بالنسبة للمشتري ،أما بالنسبة للبائع فالتقادم في هذه الحالة يكون بمرور 91سنوات من تاريخ
العلم بالتغير في مقدار المبيع أو 95سنة من تسليم المبيع.
-4-9يحق البائع حبس الشيء المبيع عن المشتري واالمتناع عن تسليمه إذا لم يقم المشتري بدفع
ما هو مستحق عليه من ثمن(المواد 811/989والمادة 931من القانون المدني).
-4-9تبعة الهالك :نقصد به هالك المبيع بعد إبرام عقد البيع لسبب أجنبي ،على شرط أن يكون المبيع
معينا بالذات ألنه ال هالك في المثليات.
وتبعة الهالك مرتبطة بالتسليم ،فإذا هلك المبيع قبل التسليم فإنه يقع على عاق البائع ،أما لعد التسليم فإن
تبعة الهالك تقع على المشتري .وتوجد حاالت يهلك فيهاالمبيع قبل التسليم ومع ذلك يقع الهالك على
حساب المشتري وهي:
-حالة وجود اتفاق مسبق بين البائع والمشتري،
-إذا سبق إعذار المشتري بتسلم المبيع ولم يقم بتسلمه خالل أجل مقعول،
-إذا هلك المبيع تحت يد البائع وه وهو حابس له تطبيقا لحق الحبس،
-في حالة الهالك الجزئي يكون للمشتري ف سخ عقد البيع إذا كان التف جسيما لو ط أر قبل التعاقد لم أتم
المشتري التعاقد ،كما أن للمشتري أن يختار استيفاء المبيع مع إنقاص في الثمن.
-3التزام البائع بالضمان :يقصد بااللتزام بالضمان في عقد البيع أن يلتزم البائع بأن يتمتع المشتري
بالمبيع وينتفع به دون أن يعارضه في ذلك بنفسه أو يكون سببا في تعرض الغير للمشتري ،وأن يكون
المبيع مطابقا للوصف غير مصاب بعيب يحول دون االنتفاع به على الوجه المخصص له .وتنفيذ هذا
االلتزام يقتضي امتناع البائع عن التعرض الشخصي للمشتري والدفاع عنه في مواجهة تعرض الغير مع
االلتزام بتعويض المشتري في حالة نزع المبيع من يده نتيجة استحقاق الغير المعترض للمبيع وحالة
الهالك الكلي للمبيع بسبب عيب خفي .واضافة لذلك يمكن للبائع أن يتعهد للمشتري بضمان صالحية
- 09 -
المبيع للعمل لمدة معينة وأن يقدم له ضمانات إضافية أو يتفق معه على إنقاص الضمان أو زيادته أو
إسقاطه.
وعليه نتطرق أوال إلى ضمان التعرض سواء الشخصي أو الغير ثم نتطرق لضمان العيوب الخفية
وصالحية المبيع للعمل مدة معينة.
-0-3االلتزام بضمان التعرض :ينقسم االلتزام بضمان التعرض إلى نوعين ،ضمان التعرض الشخصي
وضمان تعرض الغير.
-0-0-3االلتزام بضمان التعرض الشخصي :يقصد به امتناع البائع عن أي عمل مادي أو قانوني من
شأنه حرمان المشتري من االنتفاع بالمبيع كليا أو جزئيا ،وهو نوعان؛
-تعرض مادي :ال يستند فيه البائع على حق يدعيه (غصب المبيع)،
-تعرض قانوني :االستناد إلى مركز قانوني أو إلى حق يدعي به.
وال يعتبر ت عرضا مطالبة البائع بما يترتب له من حقوق بمقتضى عقد البيع مثل حق الحبس وامتياز البائع
بثمن المبيع ،وكذلك ال تعتبر المطالبة بحق الشفعة تعرضا شخصيا.
من حق المشتري رد التعرض المادي بالقوة العمومية واللجوء إلى قواعد التنفيذ الجبري ،أما التعرض
القانوني فيدفعه المشتري بمقتضى قاعدة (من وجب عليه الضمان امتنع عليه التعرض).
وحتى نكون أمام تعرض ال بد من حدوث التعرض فعال وأن يؤدي إلى حرمان المشتري من االنتفاع
بالمبيع كليا أو جزئيا وأن يقع هذا التعرض بعد البيع ال قبله.
ويتميز التعرض الشخصي بالخصائص التالية:
-عدم القابلية للتجزئة،
-التأبيد،
-يلتزم به الخلف العام للبائع ،ويستفيد منه الخلف العام والخلف الخاص للمشتري،
-يقع في كافة البيوع ولو كانت بيوعا قضائية أو إدارية،
-بطالن شرط عدم ضمان التعرض الشخصي.
-9-0-3االلتزام بضمان تعرض الغير(ضمان االستحقاق) :مضمون هذا االلتزام هو تدخل البائع لدفع
تعرض الغير للمشتري فإذا نجح في دفع التعرض يكون قد نفذ التزامه تنفيذا عينيا ،أما إذا فشل في دفع
التعرض التزم بدفع تعويض يختلف مقداره حسب الحالة وهنا يسمى بتعويض االستحقاق.
-0-9-0-3شروط التعرض الذي يضمنه البائع:
- 21 -
-أن يكون تعرض الغير تعرضا قانونيا وليس تعرضا ماديا،
-أن يكون حق المعترض ثابتا له وقت البيع أو آل إليه بعد البيع بفعل البائع،
-وقوع التعرض فعال،
-أن ال يكون سبب التعرض ارتفاقا ظاه ار أو تكليفا أعلم البائع به المشتري.
-9-9-0-3أحكام دفع البائع لتعرض الغير للمشتري :إذا حدث تعرض للمشتري أوجب القانون عليه
تبليغ البائع بوقوع التعرض وقد يقوم بذلك أو ال يقوم به ،ويجب على البائع إذا أبلغه المشتري أن يتدخل
لرد التعرض وقد يتدخل أو ال يتدخل ،وهو ما سنراه فيما يلي:
-0-9-9-0-3حالة إخطار المشتري للبائع بوقوع التعرض :إذا قام المشتري بإخطار البائع بتعرض
الغير فإن البائع إما أن يتدخل أو ال يتدخل؛
أ-إذا تدخل البائع :إما ينجح في رد التعرض فيكون قد نفذ التزامه واما أن يفشل في رد التعرض ويتم نزع
المبيع من يد المشتري فيلتزم البائع عندئذ بدفع التعويض المنصوص عليه في المادة 915أو المادة
916من القانون المدني حسب األحوال.
ويكون تدخل البائع باالنضمام للمشتري في الخصومة القضائية الموجهة ضده ،ويكون للمشتري الخيار
بين البقاء في الدعوى إلى جانب البائع أو االنسحاب وترك البائع يواجه االدعاء وحده .واألفضل له عدم
االنسحاب فإذا نزع المبيع من يده يحكم له القاضي بالتعويض في نفس الحكم الذي يفصل فيه للمعترض
بحقه ،وال يجد نفسه مضط ار لرفع دعوى قضائية جديدة ضد البائع لمطالبته بالضمان.
ب -إذا لم يتدخل البائع :نفرق هنا بين حاالت هي:
-نزع المبيع من يد المشتري؛ البائع ملزم بالتعويض ما لم يثبت غش المشتري أو خطأه الجسيم.
-تصالح المشتي مع الغير المعترض ؛ البائع ملزم بالتعويض ما لم يثبت البائع أن المعترض لم يكن
على حق في دعواه.
-9-9-9-0-3حالة عدم إخطار المشتري للبائع بوقوع التعرض :إذا لم يقم المشتري بواجب إخطار
البائع بوقوع التعرض وانتهى التعرض إلى نزع المبيع من يده ،فإن البائع ال يعفى من الضمان إال إذا
أثبت أن تدخله في الخصومة كان سيؤدي إلى عدم استحقاق الغير.
-3-9-9-0-3حالة خاصة :إذا تجنب المشتري نزع اليد الكلي أو الجزئي بأن دفع للمتعرض مبلغا
من النقود أو أي أداء آخر ،فإن البائع يتخلص من الضمان إذا رد للمشتري ما دفعه للمتعرض مع
مصاريف الدعوى .وذلك على شرط أن يكون االتفاق بين المشتري والمعترض قد تم قبل فصل القاضي
- 20 -
للغير المعترض باستحقاق المبيع وصيرورة هذا الحكم نهائيا حائز لقوة الشيء المقضي فيه ،ألنه لو تم
االتفاق بعد حصول الغير المتعرض على حكم قضائي نهائي فإن البائع ال يعفى من الضمان وال يكفيه
أن يرد للمشتري ما دفعه للمتعرض.
-4-9-9-0-3تعويض االستحقاق :تعويض االستحقاق هو المبلغ الذي يدقعه البائع للمشتري حين
نزع يد المشتري نتيجة تعرض الغير وفشل البائع في دفع التعرض أو التخلصمن الضمان ،ونفرق في
هذا الصدد بين حالتين ،حالة االستحقاق الكلي وحالة االستحقاق الجزئي؛
أ -حالة االستحقاق الكلي :إذا نزع المبيع من يد المشتري نزعا كليا فإن على البائع دفع التعويض الذي
ورد النص على عناصره في المادة 915من القانون المدني وهي:
-قيمة المبيع وقت نزع اليد،
-قيمة الثمار التي ألزم المشتري بردها للمالك،
-المصاريف النافعة والمصاريف الكمالية إذا كان البائع سيء النية ،أما المصروفات الضرورية فإنه
يرجع بها على الشخص الذي استحق المبيع،
-مصروفات دعوى الضمان ودعوى االستحقاق ما عدا ما كان يمكن توقيه لو أعلم البائع بالدعوى
(دعوى االستحقاق)،
-كل ما أصاب المشتري من خسارة وما فاته من كسب،
كل ذلك ما لم يسلك المشتري طريق الفسخ أو اإلبطال.
ب -االستحقاق الجزئي أو تكليف على المبيع :طبقا لما ورد في المادة 916من القانون المدني
الجزائري فإنه إذا بلغت الخسارة قد ار لو علمه المشتري ما أتم العقد فإن المشتري يحصل على التعويض
المنصوص عليه في المادة 915من القانون المدني مقابل أن يرد المبيع وما أفاده منه.
أما إذا كانت الخسارة عادية أو اختار المشتري استبقاء المبيع رغم ما أصابه من نقص نتيجة االستحقاق،
أي يكون تعويضا عاديا.
-3-0-3تعديل أحكام ضمان التعرض باالتفاق :طبقا لما نصت عليه المادة 911من القانون المدني
فإنه يمكن االتفاق على زيادة الضمان بشرط تحديد وجه الزيادة ،كما يجوز االتفاق على إنقاص الضمان
مع التأكيد على بطالن كل شرط بإنقاص الضمان إذا ثبت تعمد البائع إخفاء حق الغير .كما يمكن أن
يسقط الطرفان ضمان التعرض مطلقا إال إذا كان نزع اليد ناشئا عن فعل البائع فيبقى البائع ملتزما بدفع
قيمة المبيع للمشتري.
- 22 -
ويصح شرط إسقاط الضمان بصفة كلية في حالتين:
-علم المشتري بسبب االستحقاق وقت التعاقد وقبل رغم ذلك شرط عدم الضمان ويقع عبء اإلثبات هنا
على البائع،
-أن يكون المشتري قد قبل الشراء على مسؤوليته.
-9-3ضمان العيوب الخفية وضمان الصفة وصالحية المبيع للعمل:
-0-9-3ضمان العيوب الخفية :العيب الخفي هو اآلفة التي تصيب الشيء المبيع قبل التسليم وتؤدي
إلى جعل المبيع غير قابل لالنتفاع به كليا أو جزئيا.
أ -شروط ضمان العيب الخفي (الشروط المطلوبة في العيب الموجود بالمبيع حتى يقوم الضمان):
-أن يكون العيب قديما نشأ قبل التسليم،
-أن يكون العيب خفيا لم يكن يستطيع المشتري تبينه بجهد الرجل العادي أو يكون البائع قد أكد
للمشتري خلو المبيع من العيوب أو عن طريق الغش،
-أن يكون العيب غير معلوم للمشتري،
-أن يكون العيب مؤث ار ينقص من قيمة المبيع أو َي ُح ُّد من االنتفاع به حسب الغاية المقصودة من المبيع
أو طبيعة الشيء.
ويضاف لهذه الشروط شرط يتعلق بالبيع هو أن ال يكون البيع قضائيا أو إداريا.
ب -كيفية الحصول على ضمان العيوب الخفية:
-فحص المبيع واخطار البائع بالعيب،
-رفع دعوى الضمان خالل سنة من التسليم.
ج -أحكام ضمان العيوب الخفية :إذا اكتشف المشتري العيب وأخطر البائع وتوفرت الشروط المحددة
قانونا يتم التفرقة بين عدة حاالت:
-حالة العيب الجسيم :المطالبة بالتعويض الكامل الوارد في المادة 915من القانون المدني المتعلقة
بتعويض االستحقاق الكلي وذلك مقابل رد الشيء المبيع وما أفاده منه.
-حالة العيب غير الجسيم :طلب التعويض مع االحتفاظ بالمبيع.
-حالة هالك المبيع :تبقى دعوى ضمان العيب الخفي مستمرة ولو هلك المبيع ألي سبب كان ،وهنا
نفرق بين احتمالين ،الهالك بسبب العيب الخفي فيستحق المشتري الضمان الكامل ،الهالك بسبب أجنبي
يحصل المشتري على تعويض الضرر الذي أصابه فقط.
- 23 -
د -االتفاق على تعديل أحكام ضمان العيوب الخفية :هذا االتفاق جائز طبقا للمادة 984من القانون
المدني الجزائري زيادة أو إنقاصا أو إسقاطا ،إال أنه يبطل كل شرط يسقط الضمان أو ينقصه إذا تعمد
البائع إخفاء العيب في المبيع غشا منه.
-9-9-3ضمان وجود الصفة وصالحية المبيع للعمل مدة معينة :بالنسبة لضمان وجود صفة معينة
في المبيع فإنه إذا تكفل البائع للمشتري توفر صفة معينة في المبيع ولم توجد هذه الصفة يقوم التزام البائع
بالضمان.
أما ضمان صالحية المبيع للعمل مدة معينة فطبقا للمادة 986من القانون المدني إذا ضمن البائع
صالحية المبيع للعمل مدة معينة ثم ظهر خلل أثناء هذه المدة يجب على المشتري إخطار البائع خالل
شهر من اكتشاف الخلل وعليه رفع دعواه خالل أجل 6أشهر من تاريخ إخطار البائع إال إذا اتفق
الطرفان على خالف ذلك.
ونتقل اآلن إلى تناول التزامات المشتري.
- 24 -
المحاضرة الخامسة :رابعا :التزامات المشتري
عقد البيع كما سبق بيانه عقد البيع عقد معاوضة ،يرتب في ذمة المشتري التزامات تقابل التزامات
البائع ،وااللتزام الرئيس للمشتري هو الوفاء بالثمن النقد ي وهو يقابل التزام البائع بنقل الملكية وفق ما جاء
في تعريف عقد البيع في المادة 959من القانون المدني .واضافة إلى الوفاء بالثمن يلتزم المشتري
بمصروفات البيع وتكاليف المبيع .وهو ما نتناوله كالتالي:
-0االلتزام بدفع الثمن :يطرح التزام المشتري بدفع الثمن المسائل التالية:
-0-0محل االلتزام بدفع الثمن:
أ -الثمن المتفق عليه.
ب -المبلغ الذي تحكم به المحكمة على المشتري تكملة للثمن إلى أربع أخماس المثل في حالة الغبن في
بيع العقار طبقا للمادة 958من القانون المدني الجزائري.
ج -المبلغ الذي تحكم به المحكمة على المشتري إلعادة التوازن التعاقدي الذي اختل نتيجة وقوع البائع
ضحية استغالل طبقا ألحكام المادة 31من القانون المدني.
د -المبلغ الذي يلتزم به المشتري تكملة للثمن في حالة ظهور زيادة في قدر المبيع إذا كان الثمن مقد ار
بحسب الوحدة(.الفقرة 8من المادة 965من القانون المدني الجزائري).
-9-0زمان ومكان الوفاء بالثمن:
أ -زمان الوفاء بالثمن هو الوقت الذي يقع فيه تسليم المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف.
ب -مكان تسليم الثمن يختلف حسب موعد استحقاق الثمن ،فإذا كان الثمن مستحقا عند تسليم المبيع فإن
الثمن يوفى به في المكان الذي يتم فيه تسليم المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف ،أما الحالة التي
ال يكون فيها الثمن مستحقا عند تسليم المبيع فإن الثمن يدفع في موطن المشتري وقت استحقاق الثمن.
-3-0حق المشتري في حبس الثمن :يحق للمشتري أن يحبس الثمن عن البائع طبقا للفقرة 8من
المادة 988من القانون المدني الجزائري في الحاالت التالية:
-إذا تعرض الغير للمشتري تعرضا قانونيا،
-إذا خيف على المبيع أن ينزع من يد المشتري،
-اكتشاف المشتري عيبا في المبيع.
إضافة إلى ما تقتضيه القواعد العامة في نظرية العقد التي تتيح للمشتري حبس الثمن إذا لم يوف المبيع
بأحد التزاماته ال سيما االلتزام بنقل الملكية والتسليم إذا لم يقع االتفاق على تعجيل الثمن وتأجيل التسليم.
- 25 -
ويسقط حق المشتري في حبس الثمن إذا زال سبب هذا الحق ،أو تنازل المشتري عن هذا الحق صراحة
أو ضمنا ،أو قدم البائع ضمانات كافية لتأمين ما قد يترتب من تعويضات نتيجة التعرض واالستحقاق أو
العيب الخفي.
-4-0جزاء اإلخالل بااللتزام بدفع الثمن:
أ -حق البائع في التنفيذ العيني الجبري على أموال المشتري مع حق امتياز ممنوح قانونا للبائع في التقدم
على سائر دائني المشتري في حالة الحجز على المبيع وبيعه في المزاد العلني ،حيث يستوفي حقه قبل
بقية الدائنين ولو كانوا مرتهنين.
ب -طلب فسخ عقد البيع ،واألصل فيه أنه فسخ قضائي يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ،ما عدا الحالة
الخاصة المنصوص عليها في المادة 938من القانون المدني بخصوص بيع العروض وغيرها من
المنقوالت إذا ُعِّّي َن أجل لدفع الثم ن وتسلم المبيع ولم يتم دفع الثمن في األجل المحدد اعتبر البيع مفسوخا
وجوبا لصالح البائع ودون سابق إنذار ما لم يوجد اتفاق مخالف.
ج -حق البائع في حبس المبيع ،طبقا للمادة 931من القانون المدني ،وذلك إذا كان الثمن مستحقا قبل
التسليم ولم يوف به المشتري ،أو كان ثمنا مؤجال ولكن سثط حق المشتري في األجل بإحدى األسباب
المذكورة في المادة 899من القانون المدني.
ويسقط حق البائع في حبس المبيع إذا زال سبب الحبس ،أو تنازل البائع عن حق الحبس صراحة أو
ضمنا ،وكذلك إذا خرج المبيع من حيازة البائع بإرادته.
-9االلتزام بمصروفات البيع وتكاليف المبيع :مصروفات البيع هي تكاليف إبرام العقد وما ارتبط به من
مبالغ مثل أتعاب الموثق وحقوق التسجيل والطابع والشهر العقاري ،كل ذلك ما لم يوجد اتفاق أو عرف
مخالف .أما تكاليف المبيع فهي المصاريف التي ترتبط بصفة مالك الشيء مثل الضرائب ومصروفات
جني الثمار..الخ ،ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف.
-3االلتزام بتسلم المبيع:
-0-3مضمونه :يلتزم المشتري أن يبادر إلى التسلم باالستيالء الفعلي على المبيع دون تأخير بمكان
وجوده وقت العقد بمجرد علمه بوضع المبيع تحت تصرفه ما لم يوجد اتفاق أو عرف مخالف حول زمان
ومكان التسلم .وتختلف طريقة التسلم حسب طبيعة المبيع.
- 26 -
-9-3زمان ومكان التسلم :ما لم يوجد اتفاق بين الطرفين على زمان ومكان التسلم ولم يوجد عرف
بذلك ،فإن األصل هو أن يكون زمان ومكان تسلم المبيع هو نفسه زمان ومكان تسليم المبيع من طرف
البائع.
-3-3نفقات تسلم المبيع :تش مل المصروفات الالزمة لنقل المبيع من مكان تسلمه ومصروفات شحن
المبيع وتفريغه في ميناء الوصول والرسوم الجمركية ،وذلك حين يكون التسليم في مكان التصدير قبل
الشحن ،أما إذا كان المبيع واجب التسليم في مكان الوصول فإن المصروفات على البائع ،كل ذلك ما لم
يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك.
-4-3جزاء إخالل المشتري بالتزامه بالتسلم :إذا لم يتسلم المشتري الشيء المبيع حسب االتفاق أو
العرف أو نص القانون رغم علمه بوضعه تحت تصرفه ،جاز للبائع بعد إعذار المشتري بالتسلم أن يقوم
بطلب إلزام المشتري بالتسلم وتنفيذ التزامه تنفيذا عينيا وللبائع أن يلجأ للغرامة التهديدية ،واذا كان الشيء
المبيع من المواد سريعة التلف أو من األشياء التي يتطلب الحفاظ عليها تكاليف باهضة في حفظها جاز
للبائع بعد استئذان القاضي أن يبيعها بالمزاد العلني مع إيداع الثمن خزينة المحكمة.
كما باستطاعة البائع بعد إعذار المشتري بالتسلم أن يطلب من القاضي فسخ البيع ويكون هنا فسخا
قضائيا يستعمل فيه القاضي سلطته التقديرية فله أن يمنح المشتري مهلة كما له أن يقضي بالفسخ إذا
وجد الطلب مبر ار.
وفي جميع الحاالت للبائع أن يطلب التعويض عن الضرر الذي قد يصيبه جراؤ تخلف المشتري عن تنفيذ
التزامه بالتسلم.
- 27 -
المحاضرة السادسة :خامسا:أنواع خاصة من البيوع
تطرق المشرع الجزائري إلى بعض أنواع البيع في القسم الثاني من الفصل األول من الباب السابع
من الكتاب الثاني في القانون المدني تحت عنوان (أنواع البيع) ،وان كان ال يقصد بذلك الحصر ،فإنه
وفصل في أحكام خاصة لبيوع خاصة بدءا ببيع ملك الغير ثم بيع الحقوق المتنازع عليها ثم بيع وضع ّ
التركة فالبيع في مرض الموت وأخي ار بيع النائب لنفسه.
-0بيع ملك الغير (المواد 324إلى 322من القانون المدني):
-9-9حتى نكون بصدد بيع لملك الغير يجب أن يكون المبيع معينا بالذات مملوكا لشخص آخر غير
البائع والمشتري.
-8-9بيع ملك الغير عقد صحيح منتج آلثاره بين طرفيه ،ولكنه عقد قابل لإلبطال لصالح المشتري
بغض النظر عن حسن نيته ،وعقد غير نافذ في مواجهة البائع.
-9-9طلب إبطال بيع ملك الغير قد يكون في صورة دعوى إبطال يرفعها المشتري ابتداء ضد البائع ،أو
تكون في صورة دفع يرد به المشتري على البائع حين المطالبة بالثمن ،فإذا طلب المشتري اإلبطال فليس
للقاضي سلطة تقديرية في ذلك ويتعين عليه الحكم باإلبطال.
-4-9يسقط حق المشتري في طلب إبطال العقد بالتقادم طبقا للمادة 919من القانون المدني بمرور 5
سنوات من تاريخ العلم بأن المبيع ليس مملوكا للبائع ،أو بمرور 91سنوات من تاريخ إبرام العقد .كما
يسقط حق المشتري في طلب إبطال العقد بإجازته الصريحة أو الضمنية وبإقرار العقد من طرف المالك
الحقيقي للشيء المبيع أو إذا تملك البائع الشيء المبيع بعد البيع.
-5-9إذا كان المشتري حسن النية وأبطل البيع بطلبه جاز له أن يطلب تعويضا من البائع ولو كان
البائع حسن النية.
-6-9بيع ملك الغير ال يسري في حق المالك الحقيقي وله المطالبة باسترداد المبيع من يد المشتري إذا
كان قد تم التسليم وذلك بدعوى االستحقاق .وللمالك الحقيق الرجوع على البائع بالتعويض وأيضا على
المشتري إذا كان سيء النية ،كل ذلك ما لم يكتسب المشتري ملكية المبيع لسبب آخر فال يمكن
االسترداد ،وال يبقى المالك الحقيقي سوى الرجوع بالتعويض على البائع.
-9بيع الحقوق المتنازع عليها (المواد من 411إلى 413من القانون المدني):
-9-8يكون الحق متنازعا عليه إذا رفعت بشأنه دعوى قضائية أو قام بشأنه نزاع جدي.
- 28 -
-8-8يجوز بيع الحق المتنازع عليه ويسمى البائع (متنازال) والمشتري (متنازال له) والطرف اآلخر في
النزاع (المتنازل ضده).
-9-8إذا كان المشتري من الفئات المنصوص عليها في المادتين 418و 419من القانون المدني فإن
البيع يقع باطال.
-4-8للمتنازل ضده طلب استرداد الحق المبيع من المتنازل له إذا كان التنازل بمقابل ،ويجب عليه إذا
رغب في ذلك أن يصرح برغبته في ذلك وتبليغ المتنازل له (المشتري) ويدفع له الثمن الحقيقي للمبيع مع
المصروفات.
-5-8إذا تم االسترداد ،تسقط كل الحقوق التي قررها المتنازل له في الفترة بين التنازل واالسترداد ،ويبقى
عقد التنازل (عقد بيع الحق المتنازع فيه) نافذا بين المتنازل والمتنازل له ولكل منهما المطالبة بآثاره ما
عدا ضمان االستحقاق ألن المشتري (المتنازل له) كان عالما بأن الح ق متنازع فيه ما لم يثبت عدم علمه
فيكون له الرجوع بالضمان.
-6-8إذا تم االسترداد فإن الحق ال يصبح متنازعا عليه.
-1-8ال يستطيع المتنازل ضده طلب االسترداد في الحاالت التالية:
-9-1-8إذا كان الحق المتنازع فيه داخال ضمن مجموعة أموال بيعت جزافا بثمن واحد،
-8-1-8إذا كان الحق المتنازع فيه مشاعا بين ورثة أو شركاء ،وباع أحدهم نصيبه لآلخر،
-9-1-8إذا تنازل المدين لدائنه عن حق متنازع فيه وفاء لدين ثابت في ذمته،
-4-1-8إذا كان الحق المتنازع فيه دينا مترتبا على عقار وبيع الحق لحائز العقار المثقل بالدين.
-3بيع التركة (المواد 414إلى 414من القانون المدني):
-9-9بيع التركة هو بيع الوارث نصيبه الذي آل إليه من التركة أو جزء منه ،وذلك بصفة جزافية دون
تحديد مشتمالته من أعيان ،وذلك مقابل ثمن مقدر بصفة إجمالية.
-8-9ال يصح هذا البيع إال بعد وفاة المورث وافتتاح التركة.
-9-9بيع التركة عقد احتمالي يعرف فيه المشتري ما يدفعه ولكنه ال يعلم ما سيأخذه مقابل ذلك ،فالبائع
ال يضمن للمشتري سوى صفته كوارث.
-4-9ال تنتقل الملكية للمشتري إلى لعد اتخاذ اإلجراءات الواجب اتباعها لنقل ملكية كل عنصر من
عناصر الجزء المبيع من التركة.
- 29 -
-5-9يلتزم البائع أن يسلم للمشتري التركة المبيعة بكافة مشتمالتها من منقوالت وعقارات إال ما كان له
طابع شخصي مثل األوسمة والشهادات.
-6-9يلتزم المشتري بدفع الثمن وأيضا المصروفات التي يكون البائع قد أنفقها على التركة إضافة إلى
ما دفعه البائع من ديون التركة ،ما لم يوجد اتفاق مخالف.
-4البيع في مرض الموت(المادتين 415و 412من القانون المدني):
-9-4مرض الموت هو المرض الذي يغلب فيه الهالك ويتصل به الموت فعال.
-8-4حتى تسري على البيع أحكام بيع مريض مرض الموت ،يجب أن يكون البائع قد أبرم العقد وهو
يعاني من المرض الذي يؤدي إل ى الموت أو الهالك ،وأن يتصل الموت بهذا المرض فال تفصل بين
المرض والوفاة فترة صحة.
-9-4فرق المشرع الجزائري بين حالتين في البيع في مرض الموت حسب صفة المشتري؛
-9-9-4إذا كان البيع لصالح أحد الورثة يكون البيع موقوف النفاذ على إجازة الورثة،
-8-9-4إذا كان البيع لصالح الغير يكون البيع قابال لإلبطال لفائدة الورثة ولكل ذي مصلحة،
-5-4إذا قام المشتري بترتيب حق عيني بعوض للغير ،فإن هذا الغير إذا كان حسن النية ال يتأثر
بأحكام البيع في مرض الموت ويرجع الشيء المبيع إلى الورثة مثقال بحق الغير.
-5بيع النائب لنفسه (المواد 401إلى 409من القانون المدني):
-9-5القاعدة العامة أن النائب عن الغير ال يتعاقد مع نفسه وال يجوز له شراء ما كان نائبا فيه عن
البائع ،سواء كانت نيابة اتفاقية (وكالة) أو نيابة قانونية (والية /وصاية /تقديم) أو نيابة قضائية( الحجر
على المسجون /الغائب والمفقود) .وسواء كان البيع رضائيا أو بالمزاد العلني ولو باسم مستعار ،ويأخذ
حكم النائب الخبراء والسماسرة بالنسبة لألموال المطلوب منهم تقييمها أو بيعها.
-8-5بيع النائب لنفسه هو بيع موقوف النفاذ على إجازة األصيل ،فإذا أجازه نفذ البيع ،وهو تطبيق
خاص لما ورد في المادة 11من القانون المدني.
وبهذا ننهي الحديث عن األحكام األساسية لعقد البيع في القانون المدني الجزائري ،مع التنبيه عل ى
التأثير القوي للقوانين المستحدثة ال سيما في مجال حماية المستهلك على القانون المدني الذي يبقى
المرجع األساسي ألحكام عقد البيع.